آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree41Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-19, 06:07 PM   #121

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي سُلاف الفُؤاد


بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد؛
|| الفصل الثامن عشر ||

صباحا / في فيلا الباسل
كانت مروة تلوك الطعام في فمها ببطء، في الحقيقة هي لم تكن لديها شهية للأكل بسبب شرودها في حال ابنها.
ربت أكرم على كفها المستريحة على سطح المائدة فأجفلت للحظة قبل أن تتنهد وهو يقول: " ماذا بكِ يا مروة؟ تبدين شاردة منذ خروج أنس "
تنهدت من جديد وهو تطرق برأسها متمتمة: " أنس حزين يا أكرم فالفتاة التي يحبها على وشك أن تضيع منه للأبد وتتزوج من ابن عمها "
قطب أكرم بحيرة قائلا: " أنس يحب فتاة ما؟ غريبة لم أكن أعلم بالأمر.. من هي؟ "
رفعت رأسها تطالعه بأمل وهي تقول: " إنها فرح.. أنت بالطبع تستطيع إقناع والدها بأن يوافق على أنس فعلاقتك به طيبة جدا "
همهم أكرم بتفكير صامت للحظات قبل أن يخبرها عن مخاوفه: " لكن ماذا لو كان الحاج عبد الرحمن قرر فعليا أن يزوجها من ابن عمها ذاك؟ صحيح أي واحد من أولاد عمومتها قاسم أم يوسف؟ "
ردت مروة بإحباط: " يوسف "
زفر أكرم بحنق يقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله ابنكِ يغوى إرهاق نفسه.. ألم يجد فتاة أخرى يحبها خارج عائلة الجبالي؟ "
رمقته مروة باستنكار تهتف مدافعة عن ابنها: " وهل له على قلبه من سلطان يا أكرم؟ هل ستستنكر عليه ما وقعت فيه أنت من قبله؟ لا تنس أن زوجتك الثانية أيضًا كانت إحدى فتيات تلك العائلة "
رفع أكرم حاجبا يفكر في ردها، يحلله بهدوء عله يجد بعض الغيرة منها تجاه رقية رحمها الله لكنه لم يجد سوا الحمائية الصادقة من أم ترغب في سعادة ابنها مهما كلفها الأمر.
عادت مروة تهتف: " تصرف يا أكرم.. أفعل أي شيء المهم أن تخبرني في النهاية أن تلك الفتاة ستكون من نصيب أنس "
غمغم أكرم بعبوس: " بدأت أغار منه "
تملك مروة الحزن فجأة وهي تجيبه: " لا أظن ذلك فأنت لم تفعلها سابقا حتى تشعر بها الآن "
همت بالنهوض فاستوقفها أكرم قابضا على مرفقها بلطف وهو يقول: " أتلومينني يا مروة؟ "
ردت بكآبة وهي تزيح قبضته عن مرفقها: " لا، أطمئن يا أكرم أنا لا أطالبك بأي شيء ولا حتى أن تغار عليّ فحتى هذه فقدت حقي بها يوم أن دفعتك بعجرفتي وغروري إلى النظر لامرأة أخرى "
أولته ظهرها تسير مبتعدة بخطى ثابتة في ظاهرها لكن في باطنها كانت خطى منكسرة، متعبة.
رفعت كفها تمسح دمعة فرت من عقال مقلتها فتسمرت يدها قبل أن تصل لخدها حين صدح صوت أكرم من خلفها يقول: " لن أدعي أنني فجأة وقعت في غرامكِ بين ليلة وضحاها يا مروة.. لن أدعي أنني أحببتك ونسيت حبي لرقية رحمها الله.. لن أفعل لأنني لا أريد أن اخدعكِ لكن في الحقيقة هناك شيء في داخلي نحوكِ تحرك أو بالأصح تغير يا مروة "
إلتفتت له، تطالعه بصمت، تنتظر منه رصاصة رحمة وترفض صاعقة قاتلة قد تجبرها على الإنهيار.. تتمنى فقط أن يكون رحيما في اختياره للكلمات حتى لو أراد وصفها بالسوء.
نهض أكرم من كرسيه، يتقدم نحوها بخطى هادئة حتى وصل إليها وعلى بُعد خُطوة واحدة منها توقفت قدميه وهو يقول: " أنا الآن أشعر بأني راغبا حقا في إكمال حياتي معكِ.. لم أعد أشعر بأنني مجبرا على البقاء والاستمرار فقط التزاما بعهد قديم سبق ومنحته لأبي.. أنا حقا راغبا في متابعة كل لحظة معكِ دون الإتيان على ذكر الماضي لأن يا مروة ماضينا هو دومًا جزء من حاضرنا ومستقبلنا ولا نستطيع مهما فعلنا التنصل منه "
اومأت مروة وهي تشيح بوجهها جانبا، متمتمة بصوت متحشرج قليلا: " أنا أعلم أنك لن تنسى الماضي ولا تريد حتى أن تفعل لأن... لأن الماضي يحمل لك ذكرى حبيبتك "
كم هو صعب أن تنطق اللحظة بتلك الكلمة وهي تشير بها لامرأة أخرى غيرها؟ كم هو قاس أن تعترف بأنها ليست الحبيبة التي منحها أكرم قلبه ولن تكون لأن حبه لرقية في قلبه لازال حيا لم يمت؟
دمعة أخرى لم تتحكم في كبتها سالت على خدها فمسحتها أنامل أكرم بلطف وهو يقول: " لسنا مراهقين يا مروة.. كلانا الآن في مرحلة عمرية تسمح له بتجاوز الكثير دون تفكير.. أليست مصلحة أبنائنا هي الأهم بالنسبة لنا؟ "
اومأت توافقه بالقول: " بلى المهم مصلحة أنس وشمس "
ابتسم أكرم بحنان قائلا: " ومصلحتهما في أن نكون معا.. زوجين متفاهمين قادرين على تخطي حواجز الماضي وتقبل بعض الأمور الجبرية... "
قاطعته مروة بنبرة حملت الألم: " كحبك لرقية مثلا "
تنهد أكرم بقلة حيلة قبل أن يومئ برأسه قائلا: " نعم كحبي لرقية "
عضت شقتها السفلى بقوة وهي تكبح لجام شهقة بكاء تجاهد للخروج.. لحظات قليلة من الصمت القاتم وبعدها تمتمت بصوت خاوي: " حاول أن تفاتح والد فرح في موضوع زواجها من أنس في أقرب وقت إذا سمحت "
استوقفها من جديد حين همت بالابتعاد، يغازلها برقة باسما: " انتظري سيدتي.. أنا لم أخبركِ بعد كم أنتِ جميلة هذا الصباح! "
رمشت لوهلة وكأنها تفاجأت قبل أن ترمقه بغيظ هاتفة: " أكرم كفاك استهزاء بي "
رفع أكرم حاجبيه بذهول يتمتم: " ماذا؟ أنا أقول الصدق على فكرة، معاذ الله أن أستهزئ بكِ "
رمقته شذرا دون أن ترد فأردف ببسمة شقية: " ألا تطالعين نفسكِ في المرآة يا مروة هانم لترين حجم جمالكِ؟ "
زمت شفتيها بقوة تمنع بسمتها من الظهور لكنها لم تستطع أمام نظراته الشقية فانفجرت ضاحكة وهي تقول: " لا أصدق يا أكرم.. لازلت بارعا في التصرف بصبيانية.. أنت تفوق ابنك حتى "
شاركها الضحك قائلا بحنو: " لكنني صادق تماما فيما قلت.. أنتِ جميلة يا مروة وأنا أحببت جمال روحكِ التي كنتِ تطمرينها من قبل والتي ما إن تركتِ لها العنان الآن حتى ازهرت شذى طيبا يسلب الأنفاس "
أطرقت رأسها بخجل من اطرائه، تتعجب من خجلها هذا وكأنها فتاة عذراء لم يسبق لها أن سمعت كلمات الغزل أو اطراها أحد على شيء.
أما أكرم فقد اتسعت بسمته اللطيفة وهو يمسك بكفها، يسير إلى جوارها تجاه الحديقة وهو يقول: " سأهاتف خالد اليوم وأتفق معه على موعد قريب بإذن الله حتى نذهب إليهم ونطلب فرح لأنس رسميا "
سألته بقلق أمومي: " أتظنها تحب أنس؟ أخشى أن تكون لديها رغبة في الزواج من ابن عمها؟ "
تنهد أكرم بعمق قبل أن يجيبها: " دعي القلق جانبا واستبشري خيرا.. إن شاء الله تكون من نصيبه "
تنهدت هي الأخرى وهي تتمتم في سرها: " اللهم أجعلها من نصيبه ولا تحرمه منها فيتألم، أسعد قلبه بمن يريد يا الله "
***

مساءً
بعد مرور بضعة أيام / دار الجبالي
كانت ملك تعبث في هاتفها بإحباط وهي تنتظر عودة ياسين من العاصمة على أمل أن تتسامر معه قليلا قبل أن يسقط ضحية النوم الذي بات يتحجج به الأيام الماضية بعد ما حدث بينهما أمام غرفته قبل أيام قليلة.
لهفة الشوق إليه بدأت تنمو بداخلها الفترة الماضية بشكل خطير حتى كادت في لحظة متهورة أن تطلب منه إلغاء كل ترتيبات العرس التي نظموها وأن يكتفوا بعقد القرآن ثم... وبخت نفسها على أفكارها التي باتت تتخذ منحدرا خطيرا.
غمغمت لنفسها: " ثم ماذا يا قليلة الحياء على قول نبض؟ بالله عليكِ أما تخجلين من نفسكِ يا حمقاء وأنتِ تبدين متلهفة أكثر منه لإتمام الزواج؟ "
رفعت رأسها بضجر من على شاشة هاتفها ترمق أختها الجالسة إلى جوارها بملل قبل أن تتمتم: " ماذا بكِ يا وجه الخير؟ ألم يُخبركِ قاسم بقراره بعد؟ "
انتظرت أن تتشاجر معها حياة لكن الأخيرة لم تفعل سوا أن هزت رأسها بكآبة تجيبها: " بلى لم يفعل "
اعتدلت أكثر في جلستها وهي تواجه ملك مردفة بنفس النبرة: " أنا خائفة يا ملك؟ لو قال لا... "
قاطعتها ملك تتنهد بقلة حيلة وهي تقول: " لا تجعلي ظنكِ سيئاً هكذا.. تفاءلي يا حياة أكرمكِ الله وكفاكِ بؤسا لقد بدأ وجهكِ يتصدع ويتشقق كأرض جرداء يا فتاة "
رفعت حياة حاجبا بغيظ وهو تهتف: " لكِ الحق بأن تسخري مني.. هذا خطئي أنا لأنني أخبرتكِ عما يزعجني "
ابتسمت ملك بلطف وهي ترد: " ومن كنتِ ستخبرين غيري؟ حفصة مثلا! لا أظن ذلك فطالما اخبرتيني من البداية فهذا يعني أنكِ أردتِني أنا أن أسمعكِ "
ببؤس طفولي زمت حياة شفتيها وهي تغمغم: " أنا أغار أحيانًا حينما أرى بنات عمومتنا تطلبن نصيحتكِ وتتقربن منكِ بينما أنا بعيدة عنكِ تماما "
رفعت ملك حاجبا باستفزاز تقول: " ومن أبعدكِ عني؟ لا أتذكر أني طلبت منكِ في أي مرحلة من عمري أن تبتعدي عني "
ردت حياة وهي تزفر بوجوم: " كل واحدة منا أخطأت في حق الأخرى يا ملك.. كل واحدة منا كانت تحيا في قوقعة وتمنع الأخرى الإقتراب أو اختراقها "
سكتت فعقبت ملك بشجن: " قوقعتي كانت تسكنها الحيرة والتيه.. لطالما ظننت بأني فأل سيء على الجميع.. طعم فراق من نحب علقما يا حياة وأنا حييت دومًا أرى نفسي السبب في رحيل المقربين منا.. لا أعلم لماذا شعرت بهذا الشعور رغم أني لم أفعل شيء لهم ولم اطلب منهم الرحيل لكن... ظننت أن الله كتب عليّ الحرمان من كل من أحب ففضلت أن أنأى بنفسي لنفسي حتى أحميكم مني وآه يا حياة لو تعلمين كم خسرت فيما مضى ولم أحصد سوا القليل! "
أطرقت برأسها تردف: " لو لم يكتب ربي لحبي النجاة لكنت جُننت حقا أو بادرت بقتل نفسي فحب ياسين هو شُعلة الأمل التي أحيتني من جديد "
عقبت حياة بهدوء: " ياسين لم يترككِ أبدًا.. كان دومًا إلى جواركِ ولم يتخل عنكِ للحظة واحدة حتى مع تهوركِ الغير مقبول "
ضحكت ملك بإشراق وهي ترد: " وهل أحببته من فراغ يا حياة؟ إنه طوق نجاتي "
" ملاكي "
تردد صدى صوت ياسين في نفس لحظة دخوله لغرفة الإستقبال الفسيحة التي تجلس فيها حياة وملك.
هبت ملك بلهفة من جلستها وهي تهتف بعتاب رقيق: " حمدًا لله على سلامتك يا أميري.. تأخرت عليّ "
تقدم ياسين منها بعد أن ألقى التحية على حياة فطالعته الأخيرة بسماجة دون أن تنهض من مكانها فرمقها في المقابل ببرود قبل أن يصل لملك فيميل عليها مُقبِلاً جبينها بحنو وهو يرد مبرراً: " كنت وقاسم عند صخر.. دعانا إلى العشاء في بيته ولم نستطع رفض دعوته "
ابتسمت ملك بشقاوة وهي تقول: " لو علمت فرح ستموت غيظا لأنكما ذهبتما إليه دون أن تصحبانها معكما "
ضحك ياسين وهو يرد بتواطؤ: " إذن يجب ألا تعلم فرح يا ملاكي "
اومأت بطاعة وهي تبتسم له بحلاوة فيغمز لها بطرف عينه هامسا بمغازلة: " ما عاد قلبي يحتمل جمالكِ الذي يزيد يومًا بعد يوم يا ملاك.. أخشى أن يتوقف قبل أن نقيم العرس "
شهقت بلهفة صادقة وهي تهتف: " بعيد الشر عن قلبك يا أميري "
تنحنحت حياة وهي تتمتم بملل: " أوف.. ألن تنتهي قصة طائري الحب هذه قريبا يا ربي؟ لقد أصاباني بالغثيان "
عبس ياسين بحنق بينما رفعت ملك حاجبا بعجرفة تقول: " الجميع بات يغار منا يا أميري.. يبدو أن العائلة كلها أصابها التبلد في مشاعرهم "
اومأ ياسين إيجابا قائلا: " هذا ما أظنه فعلا يا ملاكي (التفت إلى حياة يقول بسماجة) صحيح متى ستودعين قسم العزوبية يا آنسة حياة وتنتقلين إلى قسم المتزوجين؟ "
رمقته ببرود وهي ترد: " ليس لك شان بي أنا مرتاحة هكذا "
ابتسم بمكر وهو يقول بتواطؤ: " اممم لا أظن وعامة أنتِ حرة.. كان لدي خبر سري خطير وددت أن أخبركِ إياه لكن... (رمقها متصنعا اللامبالاة وهو يردف) طالما أنكِ مرتاحة هكذا فسوف أذهب ومعي الخبر الخطير الذي ظننت أنكِ ستطيرين فرحاً لو عرفتيه "
استنفرت كل خلية من خلاياها تلهفا وحماسا حين تابع ياسين: " وأنا من كنت سأتلقى العقاب من قاسم بطيب خاطر لأنني أفشيت سره لكن حسنا يبدو أنكِ ليس لكِ في الطيب نصيب يا ابنة عمي "
حين أتم حديثه هبت حياة من مكانها، تهتف دون شعور منها بنبرة فضحت لهفتها: " أي سر هذا؟ وما دخل قاسم به؟ أخبرني يا ياسين "
زم شفتيه ببرود يقول: " ظننت أنكِ مرتاحة هكذا "
نادته بتوسل فتدخلت ملك بهدوء قائلة: " لا تكن لئيما معها هكذا.. هيا أخبرها بما تعرف "
تنهد بعمق وهو يومئ برأسه قائلا: " حسنا لأجل ملاكي فقط سأخبركِ يا حياة "
حدقت حياة به ترقبا لسماع فحوى السر الخطير كما قال بينما هو يقول بهدوء: " العرس سيكون بعد ثلاثة أيام.. أيّ في نفس يوم عرسي وملك "
جحظت عينيّ حياة وهي تسأله ببلادة: " عرس من؟ "
رد ياسين بملل: " المرحومة أمي.. بالله عليكِ يا حياة ركزي ونحي غبائكِ هذا جانبا "
صاحت حياة بحنق: " ألزم حدودك يا ياسين ولا تنس أنني أكبرك سنا يكفيني تبجح أخوك الآخر عليّ "
ابتسم ياسين بمكر وهو يتذكر تلك الليلة التي رآها فيها وهي تبكي في شرفة غرفتها وكان ذلك بعد أن طلب صخر مقابلتها في الحديقة وحين أتي اليوم التالي فاجأتهم بعرضها الزواج على قاسم.. إذن صخر هو السبب.. هو من تدخل فجعلها مجبرة تتنازل عن عنادها وصلابة رأسها وتبادر بطلب الزواج من قاسم.
اتسعت بسمته وهو يهمس لنفسه: " كم أنت داهية يا أخي! أصبت الهدف في الصميم "
زفرت حياة وهي تسأله بترقب: " أصدقني القول يا ياسين.. هل تقصد أن قاسم وافق أخيرا... "
قاطعها ياسين يقول: " وهل كان لديكِ شك في موافقته يا ابنة عمي؟ "
أطرقت برأسها تزدرد ريقها وهي ترد بحرج من نفسها: " لقد تماديت كثيرا في غبائي معه وجرحته أكثر من مرة و... "
قاطعتها ملك بلين تقول: " من يحب بصدق يصفح لمحبوبه ويتجاوز أحيانا عن بعض حماقاته بطيب خاطر يا حياة وقاسم نعلم جميعا كم هو صادق في حبه لكِ "
زمت حياة شفتيها للحظة قبل أن تتمتم: " وأنا أيضًا أحبه "
ضحك ياسين وهو يقول بشقاوة: " إذن عليكِ قولها له هو يا ابنة عمي حتى تروي القليل من ظمأ قلبه "
ابتسمت بخجل وهي تومئ موافقة دون رد فاقترب منها ملك تعانقها بمحبة وهي تقول: " مبارك يا أختي.. أسعد الله قلبكِ دومًا ورزقكِ سكينة الروح والعقل في قرب قاسم "
ردت حياة وهي تشدد عليها العناق: " كنت بحاجتكِ فعلا يا ملاك.. لا حرمني الله منكِ يا أختي "
صاح ياسين فجأة فأجفلهما معا وهو يتخصر بطفولية قائلا: " وأنا.. أليس لي حضن ودعوة حلوة؟ "
عبست حياة مغمغمة: " على ماذا؟ على أي حال كنت سأعلم من قاسم حين يصل "
هتف ياسين بغيظ: " أيتها الجاحدة الناكرة للجميل.. تبا لكِ يا بومة الدار "
شهقت حياة بصدمة تتمتم: " أنا بومة! "
رد ياسين بتشفي: " ومن سواكِ؟ "
في تلك اللحظة هرولت ملك للخارج وهي تصيح بشقاوة: " أنا أخاصمك لأنك أهنت أختي البومة.. أقصد أختي حياة وأيضًا لأنك جعلتها تعلم أنني من أخبرتك بشأن هذا اللقب "
ضحك ياسين بمرح وهو يلحق بها قائلا: " وأنا آتٍ لأصالحكِ يا ملاكي "
ظلت حياة ترغي وتزبد وحدها بعد أن تركها ياسين وملك حتى فوجئت بوقوف قاسم أمام الباب عاقدا ذراعيه أمام صدره ويطالعها بهدوء غامض.
توقفت مكانها تبادله النظرات هي الأخرى حتى صدح صوتها فجأة بعتاب: " أليس لديك ما تخبرني عنه؟ "
هز قاسم رأسه سلبا وهو يرد: " لا وماذا عنكِ؟ "
جزت على أسنانها وهي تتمتم: " لا جديد سوا أني لازلت في إنتظار ردك على طلبي "
تنهد قاسم بعمق وهو يطرق برأسه للأرض، سائلا بغموض: " ماذا سيكون شعوركِ لو قلت لا؟ "
فغرت فاهها للحظة بدهشة تفكر هل يا تُرى كان ياسين يكذب ويتسلى على حسابها أم هو صادقا وقاسم من يتلاعب بها؟
عبست وهي تجيبه بفظاظة: " لا أعلم ولكني لا أظنه يختلف كثيرا عن شعورك في كل مرة كنت أرفض طلبك وأقول لا "
كان دوره هو اللحظة ليجز على أسنانه مغمغما بامتعاض: " تبًا يا حياة! حتى وأنتِ في موقف الضعف لا تكفين عن الفظاظة، لقد صدقت وربي حين وصفتك بلوحة الجليد "
زمت شفتيها تسأله بتذمر: " ماذا تقول؟ "
رمقها بطرف عينه مجيبا بعبوس: " أقول لكِ أنني لم أتخذ قرارا بشأن طلبكِ بعد "
بعد خروجه ضربت حياة الأرض بقدمها بغيظ طفولي وهي تتمتم: " هكذا يا قاسم! تخبر أخويك من قبلي بموعد عرسنا وتخبرني أنا بأنك لم تتخذ قرارا بعد؟ والله لن أمررها لك... (صمتت لحظة ثم تابعت وهي تبتسم بابتهاج طفولي وسعادتها تنعكس ببهاء على صفحة مقلتيها البندقيتين) إلا على كل خير وحب يا حبيب الروح "
***

صباح اليوم التالي
{ في جناح حمزة وزهراء }
جز على أسنانه المطبقة دون أن يتخلى عن بسمته اللطيفة ظاهريا، المرسومة بعناية على شفتيه بينما يغمغم بغيظ شديد: " الرحمة يا رب "
هتفت زهراء بحبور من خلف لوح رسمها المشغولة فيه: " أوشكت على الانتهاء يا حبيبي "
بسماحة وصبر زائفين كان يجيبها: " على راحتكِ يا زهرتي أنا لستُ متعجلا أبدًا "
مالت برأسها للجانب وهي تهديه قبلة في الهواء قائلة بنعومة: " يا روحي أنت "
ما إن توارت خلف لوحتها من جديد حتى غمغم لنفسه بنزق: " لقد تصلب عنقي وأشعر بأن تلك البسمة السخيفة طُبعت على فمي للأبد.. الرحمة يا رب "
بعد ساعة أخرى استقامت زهراء واقفة وهي تضع حامل ألوانها جانبا، متخصرة وهي تنظر للوحة التي انشغلت في رسمها لثلاث ساعات كاملة ثم هتفت بسعادة: " تعال حمزة وانظر لجمال الرسمة "
زفر حمزة براحة عميقة وهو يستقيم من مكانه أخيرا مغمغما: " الحمد لله تم الإفراج عني قبل أن أتيبس مكاني "
أقترب بهدوء، متوقعا رؤية صورته لكنه من صدمة ما رأى وقف فاغرا فاهه، جاحظ العينين وهو يشير بسبابته إلى اللوحة وقد عجز لسانه عن النطق للحظات.
شعرت زهراء بالقليل من الإحباط وهي تسأله: " ماذا؟ أهي بهذا السوء؟ ظننتها جيدة "
إلتفت ينظر إليها بغل شديد لم يستطع تمالكه والكلمات تخرج من فمه وكأنه يقذفها في وجهها: " أنتِ تخططين لقتلي أليس كذلك؟ تريدين إصابتي بالجنون أو بجلطة ربما.. ما هذا؟؟؟ "
سؤاله الأخير خرج صارخا فأجفلت قافزة للخلف بذعر وهي تجيبه: " ماذا بك يا حمزة؟ لماذا أنت غاضبا هكذا؟ لقد رسمت العديد من اللوحات لأبناء عمومتنا أجمع ولم تعترض ولا مرة من قبل "
رد بصياح مجنون: " بالطبع لن اعترض ولماذا أفعل من الأساس؟ إنهم أبناء عمومتكِ "
طالعته بحيرة مستفزة وهي تسأله: " إذن لماذا أنت غاضبا الآن؟ "
هتف بحدة واعصابه على وشك التفتت: " لأنني ظننتكِ ترسمين لوحة لي أنا.. لثلاث ساعات كاملة وأنتِ تجبرينني على الجلوس أمامكِ متبسما كالأبله وفي النهاية تكون اللوحة ل... (طالع اللوحة بجنون وهو يردف) لصخر "
ردت ببساطة دون أن تدري أنها هكذا تشعل من غضبه أكثر: " لقد وعدته في اليوم الأول الذي أتى إلى دار العائلة بأن أرسم له لوحة خاصة به وقد تأخرت في تنفيذ وعدي له نظرا للظروف التي مررنا بها في الفترة الماضية واليوم شعرت بأنني متفرغة فقررت أن... "
قاطعها صوته الهادر: " أخرسي يا زهراء.. سأفقد عقلي بسببكِ "
تمتمت بامتعاض وهي ترمقه بطرف عينها: " هذا جزائي لأنني حاولت جديًا أن أدربك على كيفية التبسم ومحو تلك العقدة المستفزة عن جبينك "
فغر فاهه بذهول من جديد وهو يتمتم: " ألهذا السبب أجبرتِني على الجلوس أمامكِ كل هذا الوقت؟ "
ردت ببساطة وهي تحرك كتفيها بخفة: " نعم لهذا فقط فأنا لست في حاجة لجلوسك أمامي أثناء رسم لوحة لك فأنت صورتك مطبوعة على شغاف قلبي قبل صفحة عقلي "
زفر بضيق وهو يهتف: " تبا يا زهراء.. كنت أريد معاقبتكِ "
رفعت حاجبا بشقاوة تقول: " والآن! "
تأفف بضجر وهو يتمتم: " الآن.. أرغب في تقبيلكِ "
عضت طرف شفتها السفلى بخجل قبل أن تقول برقة: " ليس قبل أن تخبرني عن رأيك في اللوحة.. عيد ميلاد صخر أقترب وأريد أن أهديه إياها وقتها "
تخصر وهو يقطب حاجبيه بتدقيق شديد، مطالعا اللوحة بجدية قبل أن ترتسم بسمة عفوية على ثغره وهو يقول: " بالله عليكِ يا زهراء أنتِ لا تحتاجين لرأيي إطلاقا.. يكفي نظرة واحدة لهذه اللوحة فترين ابن عمك حقا بنظرته المتغطرسة بقوة وسيطرة وبسمته الظافرة التي حين تظهر فأعلمي أنه حقق مسعاه بنجاح.. اممم وعينيه الكحيلتين المستفزتين اللاتين تثيران حقدنا عليه "
ضحكت زهراء وهي تشاكسه: " لهذا يجب أن تعذرونا حين نهيم بهما "
رفع حمزة حاجبا بتهديد وهو يشهر سبابته في وجهها قائلا: " أغلقي فمكِ بنفسكِ ولا تنطقي بكلمة أخرى وإلا كممته بشريط لاصق وأصدرت حكما عليكِ بأن تمثلين دور الخرساء لما تبقى من عمركِ "
اقتربت منه وهي تقول بدلال: " أوَ تهون عليك زهرتك الحبيبة؟ "
لم يرد فأردفت بشقاوة: " إذن حينها ستضطر للبحث عن زهرة أخرى تنجب لك طفل لتسميه عابد "
تراجعت للخلف ببطء وهي تضيف بنبرة رقيقة جدا أثرت عليه فمحت غضبه منها وبدلته حبا: " فحينها سيكون الحزن قتلني ولن أتمكن من إخبارك لأنني خرساء وبالتالي سيتأثر صغيري لحزن ماما خاصته ويرحل معي "
عبس حمزة وهو يتمتم كطفل متذمر: " ليس جيدا أن تبتزيني طوال الوقت بالطفل حتى اتغاضى عن حماقاتكِ على فكرة "
ردت هي بدلال وهي تهز كتفها: " أوَ لا يحق لي التدلل قليلا على والد طفلي وحبيبي؟ "
زفر حمزة وهو يطالعها بغيظ هاتفا: " يا زهرة أنتِ لا تلعبين بإنصاف "
ردت عليه بنفس النبرة وهي تبتسم بشقاوة: " في الحب والحرب لا عدل ولا إنصاف كل الطرق متاحة وكل الوسائل مباحة "
تحول عبوسه وغيظه إلى شقاوة في المقابل وهو يطالعها قائلا: " اممم هذا يعني أن الليلة هناك منامة سوداء أخرى أليس كذلك؟ "
هزت رأسها سلبا وهي تجيبه بصوت خافت ماكر، شديد النعومة: " بل منامة حمراء جديدة اهدتني حفصة إياها من سَفرتها الأخيرة مع عاصم "
صفق حمزة حينها بجزل وهو يهتف بمرح: " الله أكبر.. وأخيرا دخلت الألوان غرفتي السوداء! "
رفعت حاجبا بتهديد تقول: " ماذا تقصد؟ هل تشير إلى أن ذوقي في الألوان لا يعجبك؟ "
أقترب منها بمكر يجيبها: " وهل أجرؤ على قول ذلك.. أنتِ طبعا تعجبينني وليس ألوانكِ السوداء فحسب لكن الأحمر سيكون عليكِ مختلفا يا أم عابد والاختلاف مطلوب "
ابتسمت زهراء وهي ترد برضا ومناكفة: " نعم الاختلاف مطلوب لهذا عليك أن تتعلم الطريقة الصحية لمنح شفتيك حق التبسم من وقت لآخر تكفينا عقدة جبينك يا حبيبي وهذا طبعا لأجل عابد يا أبا عابد "
زم حمزة شفتيه للحظة قبل أن يهمهم: " حسنًا "
وبعدها مال ليقبلها فهربت منه بخفة وهي تضحك بشقاوة قائلة: " لا تتعجل رزقك يا أبا عابد.. انتظر المساء والمنامة الحمراء "
فما كان منه إلا أن أطلق زفرة عميقة وهو يتمتم من جديد: " حسنًا "
***

{ في الحديقة الخلفية }
تعالت ضحكات شمس المغردة على أثر النِكات التي كان يلقيها زيد على مسامعها وهما جالسان أرضا أمام اسطبل الخيل الذي لا تشغله سوا ريحانة فرس يوسف.
كان ظهرها مستندا إلى صدره وهو يحيطها بذراعيه وحين هدأت ضحكاتها مال يقبل شعرها هامسا: " هل أنتِ سعيدة معي يا شمس؟ "
اومأت برأسها قائلة برقة: " أشعر وكأني ملكت عمرا جديدا معك.. عمرا لا أريد قضاء لحظة واحدة فيه بدونك "
تنهد براحة قائلا: " الحمد لله ظننت أنني سأفشل في إسعادكِ وسوف أسبب لكِ التعاسة بغروري وتسلطي "
إلتفتت إليه، تطالعه ببسمتها المشرقة وهي تقول: " لا تدع الظن أبدًا يأخذك إلى تلك المنطقة السلبية فأنا سعيدة حقا وأتمنى أن تكتمل حياتي معك إلى الأبد وأما عن غرورك يا سيد زيد فقد أتفقنا ألا نصدر الأحكام على بعضنا البعض قبل أن نتوصل إلى حل وسط يرضي كلانا.. أليس كذلك؟ "
اومأ باسما في المقابل وهو يقول: " أكيد "
ضحكت شمس تشاكسه: " نسيت أن أسألك عن شيء مهم "
قطب بحيرة يقول: " ما هو؟ "
فأجابته وهي تكتم بسمتها: " ألم تشتاق لحماتك حبيبتك؟ "
عبس مغتاظا وهو يغمغم بامتعاض: " وهل منحتني فرصة لأشتاق لها مع اتصالاتها التي لا تنتهي صبح مساء؟ "
قهقهت شمس قائلة: " أنت تظلمها يا زيد.. هي فقط تتصل خمس مرات يوميا بغرض الاطمئنان عليّ "
رمقها زبد بتهكم وهو يرد: " آه خمس مرات تطمئن فيهم على أنكِ لا تزالين قطعة واحدة ولم يأكلكِ أحد "
ضحكت شمس من جديد وهي تهز رأسها بقلة حيلة متمتمة: " لا أفهم متى سيتقبل أحدكما الآخر؟ "
رد زيد بنزق: " حينما تقلل عدد اتصالاتها وتجعلها مرة واحدة كل أسبوع أو مرة كل شهر وإن جعلته اتصالا واحدا كل عام فلن ألومها والله بل سأرسل لها هدية تعبر عن شكري وامتناني "
أمسكت شمس ببطنها وهي تضحك بشدة وقد دمعت عينيها قائلة من بين ضحكاتها: " كفى يا زيد.. كفى حرام عليك بطني آلمتني من الضحك وأنت تظلمها على فكرة "
أصدر زيد صوتا ساخرا وهو يردد: " اظلمها! "
اومأت إيجابا وهي تجيبه بحنان بعد أن توقفت ضحكاتها: " عمتي مروة امرأة طيبة وهي حقا لا تريد سوا الاطمئنان عليّ "
زم شفتيه يغمغم: " ليس على حسابي.. إنها لا تهاتفكِ إلا في أكثر لحظاتنا خصوصية.. بالله عليكِ أخبريني هل هي على تواصل مع المنجمين وتعرف من خلالهم خط سيرنا وتحركاتنا؟ "
انفجرت ضاحكة مجددا وهي تقول: " لا حل نافع معك يا زيد.. لن تكف عن اضطهادها أبدًا "
زفر بغيظ طفولي يقول: " إن كنت أنا اضطهدها فماذا تفعل هي معي؟ "
فتحت شمس فمها لترد لكن صوت رنين هاتفها استوقفها وهي تطالع شاشته بضحكة مكتومة فرفع زيد حاجبا بخطورة يقول: " هي أليس كذلك؟ "
اومأت برأسها إيجابا فكشر زيد عن أنيابه وهو يخطف الهاتف من يدها مجيبا على مروة: " مرحبا حماتي "
ردت مروة ببرود: " أهلا.. أين شمس؟ "
أجابها زيد ببسمة شريرة: " إنها تجهز لي الفطور "
قطبت مروة تقول: " نحن الظهر فأي فطور هذا؟ "
رد زيد بهدوء زائف: " أنا أفطر أكثر من مرة وهذه المرة الخامسة لي "
غمغمت مروة بامتعاض: " شَرِه.. مفجوع "
عبس زيد بغيظ وهو يجز على أسنانه متمتما: " هل كنتِ تريدينها في شيء هام يا حماتي؟ "
رد مروة ببرودها المعتاد معه: " أخبرها أن تعاود الإتصال بي بعدما تسد جوعك "
وأغلقت الهاتف في وجهه بعد أن أنهت جملتها فطالع زيد الهاتف بغيظ بينما شمس تكتم ضحكتها بقوة حتى لا تثير غيظه أكثر.
رمى الهاتف إلى جواره وهو يغمغم: " من واجبي أن أخبركِ يا شمس بأنه ما من طريقة للوصول إلى نقطة تلاقي بيني وبين حماتي العتيدة.. انسى "
ربتت شمس على كتفه بمؤازرة وهي تزم شفتيها حتى لا تنفجر ضاحكة فنفض يدها عنه بخشونة وهو يهتف بتذمر: " لا أعرف لماذا لا تطيقني لهذا الحد وكأني أكلت نصيبها من العشاء وباتت ليلتها جائعة؟ "
تنهدت شمس باستسلام وهي تجيبه: " هون عليك يا زيد.. عمتي مروة لا تقصد ما تظنه هي فقط لم تعتد على التعامل معك بعد هذا كل ما في الأمر "
غمغم بسخط: " حقا؟ "
فأومأت إيجابا وهي ترد: " لا يحق لك التذمر من معاملتها الباردة معك فقد كانت تتعامل معي فيما مضى بطريقة أسوء من ذلك ولم أتذمر أبدًا "
رفع زيد حاجبا وهي يقول بإقرار: " لأنكِ كنتِ تريدين استدرار عاطفتها نحوكِ "
اومأت مرة ثانية وهي تبتسم بشجن مجيبة: " أعلم أن حالتي وقتها كانت تستدعي الشفقة لكني لستُ نادمة رغم ذلك فها أنا أحصد ثمار ما زرعت.. لقد باتت تحبني وترغب في إسعادي بشتى الطُرق وهذا جلّ ما يهمني "
وضع راحة كفه على خدها برقة وهو يقول: " أنتِ تستحقين كل السعادة بالفعل يا نور حياتي "
ابتسمت برقة عذبة وهي ترد: " أعلم أني أستحق السعادة والدليل على ذلك أنك معي يا زيد "
ابتسم زيد قائلا بمناكفة: " أنتِ هكذا ستجعلينني أغتر أكثر من العادة "
عبست بغيظ وهي تلكزه في كتفه متمتمة: " على أساس أنك متواضع للغاية ولست سبب جنوني بغرورك هذا؟ "
قهقه زيد قائلا: " اعترفي يا شمس أنكِ تحبينه "
رفعت حاجبا بمكر وهي تسأله: " أحب من؟ "
رد بشقاوة: " غروري "
فهزت رأسها سلبا وهي تميل على وجنته، تقبله برقة قبل أن تهمس بحب في أذنه: " بل أحبك أنت "
أدارها زيد بين ذراعيه وهو يهمس في المقابل: " وأنا أعترف بأنني ما أحببت امرأة في حياتي بقدر حبي لأمي إلا أنتِ يا شمس "
رمقته بسعادة تلألأت على صفحة مقلتيها وهي تسمعه يردف: " أنتِ وحدكِ من استطعتِ منافسة مكانة أمي في قلبي.. أنتِ وحدكِ من سمح لها قلبي باختراق كل حواجزه ودك كل حصونه.. أنتِ وحدكِ من جعلتِ النور يزين حياتي من جديد بعد أن أظلمت برحيل أمي "
سالت عبراتها متأثرة بكلماته التي لأول مرة يطلق لها العنان بينما هو يضيف بحب صادق: " أنا أحبكِ يا نور حياتي "
عانقته بقوة وهي تجهش في البكاء فربت على ظهرها بحنو وهو يناكفها: " يا الله! أنتن النساء لا فائدة فيكن أبدًا تعشقون الكآبة والبكاء كان الله في عوننا منكن.. صحيح النساء بئر حي من البؤس "
ابتعدت عنه قليلا، تعبس في وجهه وهي تغمغم بامتعاض: " هذا على أساس أن الرجال ما شاء الله عليهم البسمة لا تفارق وجوههم.. أنظر لنفسك أولا يا سيد قبل أن تحكم علينا "
ضحك زيد وهو يرد: " الحمد لله عن نفسي لا أحب الكآبة على خلاف توأمي "
ابتسمت شمس قائلة: " أنت تظلمه على فكرة.. يوسف طيب، رقيق القلب "
زم زيد شفتيه وهي يغمغم: " أمي كانت دومًا تقول نفس الكلام "
لم تعقب شمس فأردف هو بعد لحظات قليلة من الصمت: " يوسف فعلا طيب ورقيق القلب جدا أتمنى أن يسعده الله بمن يحب في القريب العاجل "
لحظات وقالت شمس بهدوء: " يجب أن أذهب الآن لأساعد الفتيات في إعداد الغداء "
استقام واقفا وهو يقول بشقاوة: " فلتعوضيني أولاً عن كل الأوقات التي سرقتها مني حماتي الغالية "
ضحكت شمس بخجل وهي ترد: " أظن أن هكذا سيضيع الغداء ولن تجد ما تسد به جوعك وحينها ستتحول إلى... "
قاطعها وهو يميل للأمام فجأة فيحملها بين ذراعيه وهو يقول: " فلنؤجل التفكير بشأن الكائن الذي سأتحول له لوقت آخر ونضع تفكيرنا في اللحظة "
ضربته على كتفه وهي تحاول التملص من بين ذراعيه هاتفة بغيظ: " لقد جُننت يا زيد.. انزلني حالا قبل أن يرانا أحد "
رد ببرود ظاهري: " فليرانا من يرانا أنا لا أهتم "
صاحت بحنق: " لكنني أهتم "
توقف مكانه للحظة مفكرا، ثم انزلها بخفة وهو يشير لها حتى تتقدمه قائلا: " ليست لكِ حجة الآن.. هيا أمامي يا هانم "
اومأت بطاعة تامة ودخلت معه إلى الدار وما إن رأت حياة أمامها حتى نادتها بسرعة فألتفتت لها الأخيرة تسألها: " خير يا شمس؟ هل تريدين شيء؟ "
اومأت لها شمس وهي تهرول إليها هاتفة: " أين حلا؟ "
أجابتها حياة وهي تنظر حيث يقف زيد متخصرا والغيظ يشع من نظراته: " إنها في الأعلى مع فرح "
إلتفتت شمس برأسها ترمق زيد بضحك مكتومة وهي تقول: " حسنا سآتي معكِ لنُعد الغداء.. أنتِ كنتِ متوجهة للمطبخ أليس كذلك؟ "
اومأت حياة بدون رد فهتف زيد بسخط: " ليس هذا ما أتفقنا عليه يا شمس "
رمقته ببراءة زائفة وهي تقول: " وعلام أتفقنا بالضبط يا زيد؟ ذكرني لأني نسيت "
حدجها بتهديد صامت فأبتسمت حياة بفهم وهي تحدث نفسها: " صحيح إن كيدهن عظيم "
تراجع زيد للخارج دون أن يضيف كلمة أخرى لها بينما يتمتم لنفسه: " تارة حماتي العتيدة وتارة شمس نفسها.. ما هذا الحظ السيء يا ربي؟ "
حينها انفجرت الفتاتان ضاحكتان وحياة تقول: " لستِ هينة يا ابنة عمتي "
اومأت شمس وهي ترد: " الفضل يعود لملك "
هزت حياة رأسها بموافقة وهي تقول: " معكِ حق.. لقد لجأنا جميعا لتلك الشقية في مرحلة ما وللحق كانت لنا نعم العون "
تنهدت شمس وهي تضيف: " ملك تذكرني دومًا بعمتي مروة.. ملك هي الأخرى لجأت لارتداء قناع واهي لتختبئ خلفه حتى تخفي شخصيتها الحقيقة فلا يكشف أحد ضعفها وهشاشتها "
وجمت حياة بنظراتها بعيدا وهي تغمغم: " ومن منا لم يفعل يا شمس؟ "
***

{ في غرفة فرح }
هتفت حلا بنزق: " اجيبي يا فرح لنرى من المُتصل "
قطبت فرح بتوتر وهي ترد: " كيف أجيب؟ الرقم غريب "
تأففت حلا وهي تغمغم: " غريب! نعم يبدو أنه من بلاد العجائب "
رمت فرح الهاتف على الفراش وهي تتجه لطاولة الزينة قائلة بلامبالاة زائفة: " لن أجيب.. من الممكن أن يكون المُتصل أخطأ في طلب الرقم "
تنحنحت حلا وهي تقول بتردد: " ومن الممكن أن يكون أصاب الاختيار وأنتِ المقصودة "
ضيقت فرح عينيها، ترميها بنظرة متفحصة من خلال المرأة قائلة: " هل هناك ما تخفينه عني يا حلا؟ "
هزت حلا رأسها مرة سلبا ومرة إيجابا قبل أن تتمتم بحذر: " إنه أنس "
شهقت فرح وهي تستدير بسرعة هاتفة: " يا مصيبتي! ومن أين حصل على رقم هاتفي "
ردت حلا بخفوت: " منى أنا "
حملقت فيها فرح بغيظ وهي تتمتم من بين أسنانها المطبقة: " هل تعلمين ماذا سيفعل بي الجبال الثلاثة أخوتي لو علموا بما فعلتيه؟ "
ردت حلا بتذمر: " عمي ياسين سيتفهم الأمر "
تخصرت فرح وهي تقول: " وماذا عن عمك قاسم؟ "
ردت حلا بتوتر: " اممم من الممكن أن يغضب قليلا "
ابتسمت فرح بتهكم وهي تردد: " قليلا! وماذا عن عمك صخر؟ "
أجابت حلا بخوف: " هذا بالذات سنخفي الأمر عنه تماما فلو علم بما فعلته سيخاصمني وقبلها سيعلقني كالذبيحة على باب دارنا "
ضحكت فرح بتشفي وهي تقول: " جيد أن هناك من تخافين منه.. إذن سأخبر صخر بفعلتكِ الحمقاء "
زمت حلا شفتيها بحنق قبل أن تهتف ببرود: " وأنا سأخبره بأنكِ تحبين أنس "
لوحت فرح بكفها وهي تستدير إلى المرأة من جديد قائلة: " لقد فضحت نفسي وانتهى الأمر والآن بات الجميع يعلم بأني أحبه بالفعل "
صفقت حلا بجزل وهي تصيح: " إذن تعترفين بأنكِ تحبينه حقا "
اومأت فرح وهي تمشط شعرها: " نعم أعترف لكني لا أعلم ماهية شعوره نحوي وأخشى أن... "
تقدمت منها حلا تناولها الهاتف الذي لازال رنينه يصدح وهي تقاطعها بالقول: " إذن أجيبيه وهو سيتكفل بتوضيح ماهية شعوره نحوكِ "
أخذت فرح منها الهاتف بتردد قبل أن تحسم أمرها وتضغط زر الإجابة وهي تقول: " السلام عليكم "
وصلتها تنهيدته العميقة قبل صوته وهو يرد: " يا الله أخيرًا يا فرح كاد اليأس يتملكني "
تنحنحت فرح بإرتباك خجول وهي تقول: " لم أكن أعلم أنه أنت و... "
قاطعها ببساطة يقول: " المهم أنكِ أجبتِ.. كيف حالك يا فرحة؟ "
توردت خجلا من إسم التدلل الذي ناداها به قبل أن تجيبه بصوت مرتبك: " أنا بخير وأنت؟ "
رد بسعادة: " أنا في أفضل حال مذ سمعت صوتكِ "
ساد بينهما الصمت للحظة قبل أن يتنهد أنس قائلا بتلقائية: " فرح أنا أحبكِ "
توسعت عينيها بصدمة وهي تغمغم: " ماذا؟ "
رد هو بهدوء: " أنا أحبكِ "
صمتت وهي تضع يدها على خدها محدقة في حلا التي تقف أمامها قاطبة ما بين حاجبيها بصمت.
حين ساد بينهما الصمت من جديد كانت هي المبادرة بالكلام تلك المرة وهي تسأله: " لماذا تحبني؟ "
رد أنس وكأنه كان في إنتظار سؤالها هذا: " لأنكِ فرحة مبهجة أتمنى من كل قلبي أن تكون لي وحدي.. أنا أحبكِ لأنكِ فرحة عمري التي وجدتها أخيرًا "
قطبت فرح مغمغمة: " لهذا فقط؟ "
ضحك أنس قائلا: " كم أنتِ طماعة يا فرحة! "
زفرت بتذمر فأردف هو: " بقية إجابتي لا تصح في الهاتف قد أخبركِ بها وجها لوجه حين آتى إليكم في الغد "
ابتسمت بسعادة وهي تسأله: " هل ستأتي في الغد حقا؟ "
أجابها بهدوء: " طبعا.. لأجل أن أطلبكِ رسميا من والدكِ وجدكِ "
تنهدت فرح قائلة: " لا تكن متفائلا هكذا.. أنا لا أظن أن جدي سيوافق بسهولة "
رد أنس بتصميم: " بلى سيفعل.. أنا لن أخرج من داركم حتى تكونين على إسمي "
ابتسمت فرح وهي تشاكسه قائلة: " تبدو حاسما أمرك وتعلم ما تريد "
ضحك أنس قائلا: " نعم أعلم أنكِ أنتِ من أريد "
تنحنحت بخجل وهي تتمتم برقة : " حسنا إذن أراك في الغد "
فرد أنس بهدوء: " إلى اللقاء إذن يا فرحة عمري "
أغلقت فرح الهاتف قبل أن تقبله بسعادة فعبست حلا متمتمة بامتعاض: " فقدت عقلها المسكينة بسبب عسلي العينين "

يتبع...

السكر likes this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-19, 06:13 PM   #122

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي سُلاف الفُؤاد

{ في جناح عاصم وحفصة }
كانت ترتب غرفة النوم وتعيد ألعاب حلا إلى صندوقها بعدما تركتها الأخيرة مبعثرة على الأرض وفي كل مكان.
بينما عاصم كان يجلس على الفراش، عاقدا ساعديه أمام صدره وملامحه عابسة بصبيانية مضحكة.
بعد دقائق قليلة إنتهت حفصة فأستدارت تطالع عاصم بهدوء زاد غيظه وهي تقول: " ماذا بك يا عاصم؟ "
غمغم بعبوس: " أوَ لا تعرفين ماذا بي؟ "
أطرقت رأسها بخجل وهي ترد: " عدنا لنفس الموضوع إذن "
فهتف بحنق: " نعم عدنا إليه ولازلت مصرا على رأيي ولن أتراجع "
هزت حفصة رأسها بقلة حيلة وهي تتمتم: " كما تشاء لكن مهد الأمر أولاً لحلا "
رمقها بنزق وهو يرد: " وما لها حلا؟ نحن من سننجب على فكرة "
ابتسمت حفصة بتفهم وهي تقول: " لكنها لا تريد أخوة آخرين.. هي اعتادت أن تحظى بكل شيء وحدها وإن فاجأناها بقدوم طفل جديد لا أظنها ستتقبله ببساطة "
غمغم عاصم بتذمر: " لا دخل لي بكل هذا.. أنا أريد صبي مثل حمزة "
كتمت حفصة ضحكتها وهي تقول: " حاضر إن شاء الله يكون القادم صبيا "
ابتسم عاصم بسخرية مغتاظة وهو يقول: " حينما نفلح أولا في الحصول على طفل... "
قاطعته حفصة بعفوية: " لكننا حصلنا عليه بالفعل يا عاصم "
قطب الأخير مغمغما بعدم فهم: " ماذا؟ "
طالعته حفصة بدهشة وهي تقول: " أوَ لم أخبرك؟ "
نهض عاصم من مكانه بقلق قائلا: " بماذا بالضبط؟ "
أطرقت حفصة بخجل وهي تتمتم بخفوت: " بأنني حامل "
فغر عاصم فاهه بذهول وهو يهتف: " حقا! "
اومأت حفصة وهي ترد بنفس الصوت الخافت: " نعم اكتشفت الأمر بالصدفة قبل بضعة أيام "
صفق عاصم بجزل وهو يقول: " هذه هي الأخبار الحلوة... "
وقبل أن يكمل حديثه قاطعته صيحة حلا الغاضبة وهي تقول: " أخبار سيئة للغاية يا سيد عاصم.. أخبار لا تسر عدو ولا حبيب.. هذه خيانة عظمى "
طالعها والدها بتعجب وهو يقول: " لماذا يا حلا؟ "
ردت حلا بغيظ وهي تتخصر: " لأنك لا تشبع يا سيد عاصم، تحظى بالسكر والآن صبي.. لماذا يعطيك الله كل شيء وأنا لا؟ "
قطب عاصم مذهولا من هجومها بينما تسألها حفصة بتعجب: " وماذا طلبتِ من الله ولم يعطيكِ إياه؟ "
ردت حلا بتذمر: " أريد أن أتزوج "
زفر عاصم بغيظ وهو يقول: " مواصفات العريس الذي طلبتيه صعبة جدا يا حلا "
رمقته بعبوس فأردف بقلة حيلة: " من أين سآتيكِ بعريس أشقر، أزرق العينين، شخصيته تشبه عمكِ صخر، وقلبه يشبه جدكِ خالد، وعقله يشبه جدكِ سليم، صبور كعمكِ قاسم، ولطيف كعمكِ ياسين والأصعب أين سأجد شاب يلعب بالدمى "
كتمت حفصة ضحكتها وهي تطرق برأسها بينما عاصم يضيف: " لو كان ثوب ستفصلينه لكان الأمر أسهل بكثير أقسم بالله لكن لا يوجد شاب بتلك المواصفات التي تريدينها صدقيني "
غمغمت حلا بيأس: " هل تقصد أنني يجب أن أفقد الأمل؟ "
رد عاصم بهدوء: " لا طبعا لكن حاولي أن تتنازلي قليلا يا حلايّ "
هزت حلا رأسها وهي تقول: " حسنا ليس ضروريا أن يكون محبا للدمى "
رفع عاصم حاجبا دلالة أن هذا لا يكفي فزمت شفتيها مغمغمة: " حسنا وليس ضروريا أن يكون لطيف كعمي ياسين "
ظل عاصم على صمته فأضافت بنزق: " حسنا لننسى أن يكون حكيما كجدي سليم "
رمقها عاصم بعدم رضا فصاحت بغيظ: " لن أتنازل عن المزيد.. تصرف بابا واحضر لي شابا بالمواصفات التي طلبتها وإلا سأقلب حياة ابنك القادم إلى مستودع مفرقعات "
تخصر عاصم يرد بحنق: " أنتِ تطلبين المستحيل "
زمجرت حلا بغيظ عاصف وهي تهتف: " تبًا عائلة مستبدة.. سأشكوك لجدي خالد "
هرولت للخارج بينما عاصم يصيح في أثرها: " ولا تنس أن تطلبي منه البحث عن عريس الهناء الذي تريدين "
صفقت الباب من خلفها بقوة فشتم عاصم بغيظ بينما انفجرت حفصة في الضحك وهي تقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا أعلم أيكما الطفل والله؟ "
غمغم عاصم: " ابنتكِ السبب هي من تخرجني عن تعقلي "
رفعت حفصة كفيها باستسلام وهي ترد باسمة: " قلت لك من قبل أنا بريئة منها "
زفر عاصم مغمغما لنفسه بامتعاض: " وأنا تبرأت منها منذ زمن ولا أعلم لماذا لازالت تلتصق بي كالعلقة؟ "
***

مساءً / في العاصمة
{ منزل صخر }
" الحمد لله "
كانتا الكلمتين الوحيدتين التي نطق بهما منذ عاد من المشفى وحتى أنهى طعامه.
نهضت نبض بهدوء تلملم الأطباق دون أن تحاول قطع الصمت المحيط بهما أو محادثته في شيء واحترمت رغبته في الصمت.
بعد بضعة دقائق كانت قد انتهت من تنظيف المائدة وغسل الأطباق وحين دلفت إلى غرفة النوم وجدته قد بدل ملابسه ويقف إلى جوار النافذة المفتوحة يستند عليها بكتفه بينما ساعديه معقودين أمام صدره.
عبست بحزن وهي تطالع وقفته الشاردة بينما تهمهم: " هل عدنا للتباعد والشرود من جديد يا صخر؟ "
تراجعت بصمت حتى تناولت منامة ناعمة وردية ودلفت إلى الحمام لتبدل ملابسها.

{ في الخارج }
مال يستند برأسه على حافة النافذة وهو يغمض عينيه بتعب وإرهاق، لا يعلم لماذا عادت الكوابيس تزور منامه من جديد بعد أن ظنها رحلت إلى حال سبيلها؟
تنهد بعمق عله يُخرج من صدره كل ما يعتمل بداخله ويُثقل عليه تنفسه وما هي إلا لحظات قليلة وشعر بتربيته حنونة من نبض على كتفه فأبتسم عفويا وهو يقول بصوت خافت وكأنه يخشى أن يكدر صفو الهدوء من حولهما: " نعم يا نبض.. افصحي يا جنتي.. أعلم أن هناك ما تريدين إخباري به منذ وصولي "
عضت نبض على طرف شفتها بحياء وهي ترد بنفس خفوت صوته: " اممم.. وكيف عرفت؟ "
تنهد قبل أن يجيبها: " أنا أحفظ كل خلجاتكِ وسكناتكِ يا جنتي ومن نظرة واحدة لعينيكِ الساحرتين أعرف ما إذا كان لديكِ ما تريدين إخباري عنه أو لا.. هيا أخبريني.. ماذا لديكِ؟ "
تنحنحت بخجل وهي تقول: " يبدو أن... أن أسرتنا الصغيرة ستزيد فردا جديدا بعد ثمانية أشهر "
اجفلتها انتفاضته وهو يعتدل فجأة، مستديرا إليها وهو يحملق فيها هاتفا: " ماذا تقولين؟ "
ازدردت ريقها وهي تتمتم بتلعثم: " أنا... أنا حامل "
لم يعقب، ولم يفتح فمه حتى بل ظل على تحديقه فيها وكأنه لم يسمعها أو... لا يصدق ما سمعه منها.
كانت عينيّ نبض في تلك اللحظة تلتمعان بفرحة غامرة بينما عينيّ صخر كانتا النقيض.. مغشيتان بغلالة الدموع التي يكبل لجامها بقوة فلا يسمح لها بالفرار خارج نطاق مقلتيه وهو يسألها بصوت متحشرج: " نبض هذا لا مزاح فيه.. تعلمين أهمية هذا الأمر بالنسبة لي و... نبض إن كنتِ تمزحين فسوف... نبض! "
كان آخر نداء له باسمها متوسلا، مستنجدا أن تحرره من مشاعره السلبية وتزرع بدلا منها الأمل.
اومأت نبض بقوة وهي تسحب يده وتضع راحة كفه على بطنها قائلة بصوت رقيق، حنون: " إنه هنا يا صخر.. طفلنا ينام بسلام بين أحشائي منذ شهر كامل.. هو هنا حقا يا حبيبي "
كل ردود فعله الليلة كانت مختلفة، كانت مؤثرة فقد شهقت بقوة حين هوى على ركبتيه أرضا يحتضن بطنها بكفيه من الجانبين وهو يتمتم بصوت مختنق وتلك العبرات التي كان يمنعها الإفصاح عن نفسها قد سالت على خديه رغما عن إرادته: " يا إلهي! أنت هنا حقا يا صغيري.. لقد نجحت في زرعك هنا بداخل رحم ماما فعلا.. لقد نجحت أخيرا "
نعم هو لم يبالي يوما بنجاح العمليات الجراحية التي أجراها لكنه يبالي بنجاحه الصغير الذي حققه في تلك اللحظة.. هو فخور حقا بما زرع.. لا يصدق أن ما يفصل بينه وبين أن يكون أباً هي فقط بضعة شهور.
كل ما راوده في تلك اللحظة أن حلمه قد تحقق وأنعم الله عليه بأن يصير حقيقة.

بعد ساعة..
كانت نبض قد سقطت في نوم عميق فور أن حملها إلى الفراش بسبب إرهاق يوم طويل في الجامعة أما هو فلازال ذاهلا يحدق في نبض وينتظر صحوتها في أي لحظة لتخبره أنها كانت تمزح.
وطال به الإنتظار حتى سلم أمره لله وأقتنع أخيرًا أن نبض كانت تقول الصدق.. أنها تحمل بين أحشائها نطفة منه.
مال يقبل بطنها وهو يهمس أمامها وكأنه يُحدث طفله النائم بالداخل: " لا تخش شيئا يا صغيري بابا سيمنحك كل الحب والحنان الذي تستحقه، وسأمنحك كل الإستقرار والسلام أيضًا.. لن أفكر يومًا في الزواج من امرأة أخرى وتشتيت حياتك بين أخوة آخرين قد لا تتقبلهم ولا يتقبلونك فليس الجميع ذوي حظ حسن كما حدث معي فتقبلت إخوتي ونفس الشيء فعلوا هم معي بصدر رحب "
اومأ وهو يردف هامسا بحنان: " ولن أهجرك أبدًا.. أبدًا ولن... ولن أحرمك حقك في الانتساب إليّ، سوف أمنحك كل ما حييت ممنوعا منه لسنوات طوال.. لن أجعلك تعاني كما عانيت أنا.. بابا سيحميك من العالم بأسره يا صغيري فلا تشغل عقلك الجميل بشيء "
سالت من عينه عبرة حارة وهو يضيف: " هل تعلم أنك محظوظ جدًا؟ نعم أنت كذلك فقد وهبك الله أم حنونة للغاية مهما أساء لها بابا أو أخطأ في حقها فهي لن تحرمك منه ولن تحرمه منك لأنك لديها أغلى من نفسها.. اممم يبدو أنني سأبدأ قريبا بالغيرة منك لأنك ستحظى بقربها أكثر مني، للأسف يا صغيري بابا رغم حبه الكبير لك لكنه يغار بجنون على ماما، حتى منك أنت يا صغير "
تنهد صخر براحة وكأنه حين أخرج ما في جوفه من كلمات طابت نفسه قليلا.. اقترب من نبض يراقبها في نومها.
كم هي بريئة قلبا وقالبا.. تبدو في سكونها كقطعة حلوى شهية جدا وكم يرغب اللحظة في تناولها!
لم يستطع منع نفسه من مناغشتها فاقترب منها أكثر.. يلمس خدها بنعومة فتهمهم بانزعاج وهي تزيح يده عنها فيعيد الكرة وهو يبتسم بشقاوة هامسا: " ألن نحتفل بمناسبة هذا الخبر السعيد يا جنتي؟ "
رمشت نبض بعد لحظات، تفتح عينيها وهي تتثاءب مغمغمة: " ماذا هناك يا صخر؟ "
طالعها ببراءة يقول: " أنا إشتقت إليكِ "
قطبت لحظة بعدم فهم والنعاس يسيطر عليها تماما حتى اتسعت عينيها قليلا بعد أن وعت على حديثه فقالت: " ماذا قلت؟ "
رد صخر ببساطة: " قلت أني إشتقت إليكِ "
وضعت كفها على فمها وهي تتثاءب من جديد قبل أن توليه ظهرها مغمغمة: " حفصة قالت لي اعتزليه "
صاح صخر بدهشة: " ماذا؟ "
ردت نبض ببساطة: " هي قالت ذلك وإن كان لديك اعتراض أذهب واخبرها به.. أنا ليس لي دخل بالأمر أنا فقط أنفذ تعليماتها "
جز على أسنانه بغيظ وهو يكتف ساعديه أمام صدره مغمغما بتذمر: " ها قد بدأنا.. لا شيء يأتي كاملا أبدًا (التفت ينظر لظهرها وكأنه يُحدث طفله مردفا) أتمنى أن تكون سعيدا يا بك.. أصبحت ماما لك وحدك منذ الآن وصاعدا عساك تكون مرتاحا "
تأفف بحنق وهو يشتم بداخله قبل أن يتمتم بامتعاض: " تبًا للنصائح والتعليمات يا حفصة.. أي تعليمات تلك التي تعطيها إياها؟ "
اجفله صوتها وهي تقول: " نم يا صخر هداك الله.. تصبح على خير يا حبيبي "
ظل صامتا للحظات لكنه لم يستطع الصمود وتجاهلها طويلا فزفر باستسلام وهو يستلقي إلى جوارها، يُديرها إليه برفق قبل أن يضمها بحنان إلى صدره فأبتسمت برقة وهي تقول: " شكرًا لأنك منحتني تلك الهدية الغالية يا صخر "
ابتسم بحنان وعذوبة وهو يرد عليها: " بل شكرًا لكِ أنتِ يا جنتي لأنكِ في حياتي ووفيتِ بوعدكِ لي فلم تتركيني وحدي أبدًا.. شكرًا لأنكِ حققتِ لي حلمي الأثير بأن أكون أباً "
غمزت نبض بطرف عينها بشقاوة تقول: " ستكون بابا وسيم جدًا يا دكتور وسأدعو الله حتى يكون طفلنا كحيلا مثلك "
ضحك صخر وهو يرد: " المهم أن يمتلك نقاء قلبكِ "
فضحكت نبض بنعومة وهي تغمر نفسها بين ذراعيه أكثر متمتمة برقة: " أنا أحبك "
فتنهد باستسلام وكأنه يُسلم لها راياته هامسا: " وأنا عشقتكِ منذ زمن مضى ولازلت وبإذن الله سأظل "
***

فيلا معتز الجياد
كانت تجلس على الدرج الخارجي، باسمة المحيا وهي تستمع إلى صوته المحبب وهو يقص عليها تفاصيل يومه وحين انتهى سألته بهدوء: " هل تظن حقا أنني الفتاة التي كنت تبحث عنها؟ "
قطب يوسف وهو يرد: " ما سبب هذا السؤال العجيب يا نغم؟ "
فأجابته بهدوء: " أخشى أن تكون مخطئا في قرارك وأنني لا أناسبك "
تنهد يوسف وهو يرد: " أنا أحبكِ يا نغم.. الأمر أصبح متعلق بقلبي ولا مجال للعقل أن يتدخل حتى وإن لم تكوني مناسبة فأنا أحببتكِ أنتِ وانتهى أمري "
ضحكت نغم قائلة: " لقد انتهى أمرك بالفعل فعلى كل حال ما كنت سأسمح لك بالتراجع "
شاركه يوسف الضحك وهو يقول: " لقد عقدتِ العزم إذن وأعددتِ العدة "
هزت نغم رأسها وهي تكمل حديثه: " وبدأت أحيك المؤامرات أيضًا "
انفجر يوسف ضاحكا وهو يتمتم: " يا لسعدي وهنائي! "
تنهدت نغم مستمتعة بسماع صدى ضحكاته فسألها يوسف بحنو: " ما سبب تلك التنهيدة يا تُرى؟ "
ردت نغم برقة: " هل سبق وأخبرتك كم أحبك يا يوسف؟ "
ضحك يوسف مجيبا: " لا، ولكن أمامكِ الفرصة الآن لتخبريني "
هزت نغم كتفها بدلال وهي تقول: " عيب أن أخبرك الآن وأنت لست زوجي أو خطيبي حتى "
فعبس يوسف بطفولية وهو يغمغم: " نغم لا تتلاعبي بالكلمات.. أخبريني هيا "
ضحكت نغم بمشاكسة قائلة: " حينما تطلبني من أبي أولا.. هذه هي الأصول "
صاح يوسف بغيظ: " الأصول! جديدة على مسامعي تلك الكلمة منكِ أنتِ تحديدا يا نغم هانم.. رحم الله أياما لا كنتِ تعترفين فيها بأصول أو ذوق "
كتمت ضحكتها وهي تتمتم بضيق مصطنع: " هل تعايرني ثانية بخطئي فيما مضى؟ "
زفر يوسف قائلا: " لا تستفزيني يا نغم.. قولي أحبك وانتهينا "
ابتسمت برقة وهي ترد: " حسنا يا سيد نزق أنا أحبك وانتهينا "
تنهد يوسف متمتما: " هذه نهاية سعيدة لليلة مرهقة في العمل "
رق قلبها له فقالت بحنو: " أسعد الله كل أيامك يا يوسف "
فأجابها هو بحنو بالغ: " أسعد الله أيامي وقلبي بوجودكِ إلى جواري يا فراشة يوسف "
توردت نغم خجلا وهي تقول بخفوت: " حسنا تصبح على خير "
فرد يوسف بنفس النبرة: " وأنتِ كل أهلي وما لي "
في اللحظة التي أغلقت فيها الهاتف وجدت أمها تجلس إلى جوارها قائلة: " كان هذا يوسف أليس كذلك؟ "
اومأت نغم دون رد فأردفت أمها: " كيف حاله؟ "
ردت نغم بهدوء: " إنه بخير أمي "
إلتفتت ليال تطالعه باسمة بحنو وهي تقول: " أنتِ ويوسف تستحقان السعادة حبيبتي فتمسكا بها بكل ما تملكان من قوة "
رمشت نغم بتأثر وهي تسألها: " لقد كنت أظن أنكِ أنتِ من سترفضين ارتباطنا وليس أبي.. أنتِ صدمتيني حقا بتقبلكِ للأمر يا أمي "
ابتسمت ليال بشرود وهي تجيبها: " الفضل يعود لجدتكِ لقد اعطتني من المحاضرات الكثير جدا حتى شعرت بأنها أعادت صنع عقلي من جديد.. جعلتني أرى الأمور من زاوية مختلفة فبدلا من النظر لكل شيء من زاوية الكبرياء وجدت نفسي أنظر من الزاوية الداعمة لمصلحة أبنائي ومرسى سعادتهم "
ابتسمت نغم وهي تقول: " أنتِ دومًا كنتِ تفعلين ما يسعدنا ماما "
هزت ليال رأسها بوجوم وهي تقول: " ليس دائما يا نغم.. ليس دائما.. لقد سببت لكما الكثير من الحواجز بسبب أفكاري المظلمة فيما مضى لكن وعلى كل حال الحمد لله الذي أنار بصيرتي قبل أن أخسر أحدكما "
لم ترد نغم بشيء بل مالت تستند برأسها على كتف أمها التي ربتت عليها بحنان وساد الصمت.
***

فجرًا / في العاصمة
{ منزل صخر }
هب من استلقائه فجأة والهاتف على أذنه وهو يصيح: " ماذا؟ هل تمزح يا يوسف؟ "
وصله رد يوسف يؤكد ما قاله سابقا فزفر صخر وأصابعه تتغلغل في خصلات شعره الكثيف قبل أن يتمتم بمزاج نزق: " أنتم تفسدون كل شيء وكأنكم أولادا صغارا كلما حللت الأمر من ناحية عقدتموها من الناحية الأخرى "
رد يوسف بتذمر يقول: " وما ذنبي أنا؟ "
فأجابه صخر: " ذنبك أنك علمت بالأمر منذ مساء الأمس ولم تخبرني سوا اللحظة "
لحظات وأغلق الهاتف وهو يزفر بضيق واضعا كفيه على وجهه حتى أجفل فجأة على تربيتة نبض الرقيقة على كتفه وهي تسأله: " ماذا حدث يا صخر؟ مع من كنت تتحدث؟ "
إلتفت إليها بوجه عابسا يجيبها: " مع يوسف "
طالعته بصمت تنتظر أن يتابع حديثه حتى زفر من جديد وهو يستلقي على ظهره متمتما: " السيد أكرم سيزور جدي اليوم حتى يفاتحه في موضوع خطبة أنس وفرح "
قطبت نبض قائلة: " أظن التوقيت غير مناسب ففي الغد حفل حناء ملك وحياة "
وضع صخر ذراعه على وجهه وهو يرد: " كانت فكرة أبي.. يريد الطرق على الحديد وهو ساخنا وقد أتخذ من رضا جدي عليّ ولطفه معي في اليومين الماضيين حجة لكي ينتهي من أمر فرح "
ابتسمت نبض بحنان وهي تميل، مستلقية إلى جواره بينما تقول: " أنا حقا فخورة بك يا صخر.. لا أصدق حتى اللحظة أنك أقنعت جدي بزواج يوسف ونغم "
غمغم بلامبالاة: " فعلتها فقط حتى أرتاح من طنين يوسف في أذني "
ضحكت نبض وهي تقول: " بل فعلتها لأنك ترغب في رؤيته سعيدا "
تأفف صخر قائلا بملل زائف: " أظن أن هرمونات الحمل بدأت تؤثر عليكِ وجعلتكِ ترين كل شيء من زاوية لطيفة هو ليس عليها "
لكزته في كتفه وهي تغمغم من بين أسنانها المطبقة: " من الأفضل أن تتحكم في لسانك من الآن وصاعدا يا سيد صخر فالنكد ليس صحيا عليّ ولا على الجنين "
أزاح صخر ذراعه عن وجهه، يطالعها بإستفزاز قائلا: " أهذه إحدى تعليمات حفصة أيضًا؟ "
ابتسمت نبض ببرود وهي تهز رأسها إيجابا فرمقها ببرود مماثل وهو يتمتم بشقاوة: " لما لا تأخذين النصائح والتعليمات من ملك أفضل؟ "
فرفعت نبض حاجبا باستفزاز وهي ترد: " ملك لم يسبق لها الحمل ولا الزواج أما حفصة فقد فعلت "
أنهت جملتها وهي تنهض عن الفراش فسألها بحيرة: " إلى أين يا صغيرة؟ "
أجابته وهي تتجه ناحية خزانة الملابس: " لم يتبق الكثير على أذان الفجر ويجب أن أجهز أغراضنا باكرا حتى نصل إلى دار عائلتك قبل وصول السيد أكرم (إلتفتت ترمقه بمرح وهي تردف) حتى تنقذ ما يجب إنقاذه قبل أن يتطور الأمر يا حبيب جدك "
ابتسم صخر وهو يتنهد قائلا: " لا أريد إلا أن أكون حبيبكِ أنتِ "
أشارت له بينما تجيبه: " إذن انهض من مكانك لتتوضأ وكفاك كسلا "
غمغم صخر وهو يسحب الوسادة، يضعها على وجهه: " لازال الوقت باكرا... "
لم يكد ينتهي من جملته حتى صدح صوت الأذان عاليا فقالت نبض بتهكم: " نعم لازال باكرا جدًا "
ضحك صخر بحرج وهو ينهض من مكانه، متقدما منها بينما هي تتراجع هاتفة: " إياك يا صخر.. الحمام في الجهة الأخرى و... "
لا تعلم كيف وصل إليها وقطع حديثها بشفتيه فتشبثت بقوة فيه وهو يحيطها بذراعيه وحين حررها أخيرا لكزته في كتفه وهي تصيح: " على فكرة أنت... "
قاطعها برقة يقول: " أعلم.. أحبكِ "
أطرقت برأسها خجلا وهي تغمغم: " ليس هذا ما أردت قوله "
أزاح بعض خصلات من شعرها إلى خلف أذنها وهو يقول: " لكن هذا ما أردت أنا قوله تماما "
علا رنين الهاتف فجأة فضحكت وهي تفلت منه إلى الحمام قائلة: " يبدو أنه لن يكف عن الرنين حتى نصل إلى هناك "
***

قرابة الظهر / في المدينة الجبلية
{ دار الجبالي }
كانت تقف وإلى جوارها حلا، كلا منهما تلصق أذنها بالباب رغبة في سماع ما يقال بداخل المجلس لكن دون جدوى.
تخصرت فرح وهي تغمغم بتذمر: " لماذا لا يرفعون أصواتهم قليلا؟ "
ردت حلا بتلقائية: " هل أدخل إليهم وأخبرهم أنكِ لا تسمعينهم؟ "
تأففت فرح وهي تغمغم: " أخرسي يا حلا.. لا تنقصني حماقتك "
رمقتها حلا ببرود وهي تتمتم: " وكأنها صاحبة الذكاء الخارق.. عائلة غريبة الأطوار "
إلتفتت فرح باستسلام تنوي المغادرة لكنها شهقت بفزع وهي ترى ثلاثة أزواج من الأعين تطالعنها وشرارات الغضب تشع من نظراتهم لها فتمتمت بتلعثم: " أنا كنت.. أقصد.. أنا.. أهلا أخي.. أنت.. "
رفع صخر حاجبا في وقفته المتخصرة متمتما: " أنا.. ماذا يا آنسة فرح؟ "
لم يدع قاسم لها فرصة الرد بينما يقول: " هل تعلمين ماذا سأفعل فيكِ؟ سوف أعلقكِ من أذنيكِ على بوابة الدار وأجعلكِ عِبرة للرائح والغادي "
زمت فرح شفتيها ببؤس بينما ياسين يردف بشماتة: " وبعدها سأربطكِ في جذع الشجرة الكبيرة في الحديقة الخلفية وأجلدكِ كما تُجلد اللصوص "
عبست بغيظ وهي تطرق برأسها وصخر يقول ببرود: " افسحوا لي حتى أدخل وأخرب تلك الزيجة.. كيف سنزوجها وهي لازالت طفلة تحتاج إلى التأديب؟ "
بدأت الدموع تتجمع في مقلتي فرح وهي تأخذ حديثهم على محمل الجد فتدخلت حلا بسخط تقول: " ما هذا التسلط الذكوري الذي تمارسونه على أختكم المسكينة؟ سوف أخبر جدي خالد عما تفعلون بها "
تناظر الرجال الثلاثة فيما بينهم بذهول قبل أن يصدح صوت فاطمة من خلفهم وهي تقول: " السلام عليكم "
استداروا إليها جميعا يردون تحيتها بتهذيب قبل أن تقول حلا: " جدتي فاطمة ستتصرف معكم بما يليق يا أعداء السعادة يا محبين الكآبة "
فغر ياسين فاهه بينما عبس قاسم وصخر يغمغم بغيظ: " من أين تأتين بهذا الكلام يا قردة؟ "
ردت حلا بعجرفة: " من جدي خالد "
هتف صخر بحنق: " وهل كلامه هذا يشمل جميع الرجال أم... "
قاطعته حلا ببرود تقول: " لا.. جدي خالد كان يخصكم ثلاثتكم فقط "
ابتسمت فاطمة بقلة حيلة قائلة: " لا فائدة فيكِ يا حلا.. نبض لو علمت بأنكِ نقلتِ ما سمعتيه من جدكِ ستخاصمكِ "
هتفت حلا بسعادة: " هل حضرت نبض؟ "
اومأت فاطمة فركضت حلا بسرعة وهي تهتف بسرور: " سأعتذر منها إذن وأصالحها "
تنحنحت فرح وهي تقول بحرج: " وأنا سأذهب لأسلم عليها.. بالإذن منكم "
وفرت من أمامهم هاربة فأبتسمت فاطمة بمرح وهي تقول: " لا تتربصوا بها هكذا وإلا قلبت زوجاتكم عليكم "
غمغم صخر بتذمر: " لا أرجوكِ عمتي لا تفعلي تكفيني تعليمات حفصة "
دخل بعدها إلى المجلس فلحق به ياسين قائلا: " وأنا أعلن استسلامي "
لم يتبق سوا قاسم الذي ابتسم لها وهو يتمتم: " هل ستغيرين انتمائكِ يا عمتي؟ كنتِ تسانديننا نحن والآن ستنقلبين علينا "
طالعته فاطمة بحنان وهي تجيبه: " كان مجرد تهديد وها هو أتى بمفعوله سريعا "
هز رأسه قائلا: " نعم، الوغدان استسلما سريعا "
ضحكت وهي تقول: " أدخل يا بني.. هداك الله وأصلح بالك ومنحك السعادة بما تتمنى "
***

بعد مرور بضعة دقائق من دخول الأخوة الثلاث بدأ أنس يتململ في جلسته وهو يشعر بالإحباط يتملكه رويدا.. رويدا.
لقد مرت ساعة كاملة منذ أخبرهم والده بسبب حضورهم اليوم وها هو الحاج عبد الرحمن يمارس عليه طقوسه المتسلطة دون أن يمنحه ردا يروي ظمأه ويُطمئن قلبه.
كان زيد يطالعه بسماجة وتشفي، سعيدا بما يحدث وكأنه بهذه الطريقة يرد الصاع إثنين لأنس على ما كان يفعله معه من قبل أثناء خطبته لشمس بينما عاصم كان يطالعه بشفقة وقد حاول أكثر من مرة التلميح لجده حتى يُصرح بقراره لكن الأخير كان يمثل دور اللامبالي بجدارة حتى ابتسم الحاج صالح بقلة حيلة من أفعال صاحبه وتدخل ينهي الأمر: " ما قولك يا أبا خالد؟ وكأنك أطلت التفكير قليلا "
طالع عبد الرحمن ابنه خالد بهدوء قائلا: " ماذا عن رأي والد العروس؟ "
تنحنح خالد وهو يرد بغموض: " الرأي الأول والأخير لك يا أبي فأنت الأعلم بمصلحة أحفادك ولم يسبق أن حرمتهم مما يريدون "
ابتسم ياسين بتسلية وهو يتوسط الجلسة بين أخويه هامسا لهما: " السيد خالد الجبالي صوب الهدف في منتصف المرمى تماما "
عقب صخر الجالس على يسار ياسين بنفس التسلية: " تسديدة رائعة يا أبي.. ألقيت الطُعم وها نحن في إنتظار النتيجة "
لمعت تسلية قاسم في مقلتيه وهو يضيف: " أظن بأن جدي لن يستطع الرفض.. أبي وضعه في موقف لا يحسد عليه صراحة والأنظار كلها مصوبة عليه "
ابتسم سليم بلطف وهو يربت على كتف أنس بود قائلا بصوت خفيض: " أهدأ بني.. ستنال مُرادك بإذن الله "
هز أنس رأسه بحرج وقد لاحظ أنه كعادته حين يتوتر ينسى السيطرة على نفسه فيقوم بتحريك ساقه بعصبية واضحة.
لحظات من التوتر المشحون تلاها صوت الجد وهو يقول بهدوء: " لا مانع عندي إن وافقت العروس "
كانت كلمات الجد كرصاصة رحمة نزلت على مسامع أنس فربتت على قلبه الوَجِل وهدأت توتره ليجد نفسه فجأة يبتسم بإتساع وهو يتمتم: " الحمد لله "
عبس الشباب الثلاثة وهم يتناظرون فيما بينهم بينما ياسين يغمغم: " إذن سترحل فرح قريبا عن الدار "
زفر قاسم وهو يجيبه: " فليرزقها الله السعادة أينما كانت "
بينما رفع صخر حاجبا وهو يتمتم: " لم يتبق سواك يا يوسف تُرى أين... "
لم يكمل جملته حتى كان يوسف يدلف إلى المجلس ملقيا التحية قبل أن يجاور والده بوجه عابس.
لحظات وابتسم سليم بهدوء قائلا: " وماذا عن يوسف يا أبي؟ ألن تمنحه مباركتك هو الآخر؟ "
تلاقت نظرات عبد الرحمن مع نظرات صخر لبرهة من الزمن ودار بينهما حديثا صامتا حملته العيون في سرية تامة ليكون ختام النقاش لصالح صخر والجد يقول بنبرة هادئة: " بعد عرس قاسم وياسين سنذهب لزيارة والد العروس و... "
قاطعه يوسف بلهفة أضحكت من حوله: " لما لا نذهب اليوم يا جدي فخير البر عاجله؟ "
عبس الجد قليلا فتدخل صخر بلطف يقول: " ليس هناك من داعي للذهاب إلى العاصمة فالعروس ووالديها سيأتيان في الغد لحضور حفل الحناء بعد إذنك بالطبع يا جدي "
ابتسم صالح بمرح وهو يهمس لعبد الرحمن: " يبدو أن ابنك وولده اتفقا عليك اليوم يا حاج "
رد عبد الرحمن بغيظ من بين أسنانه: " لا يعجبني تحالفها هذا "
اتسعت بسمة صالح وهو يقول: " ورغم ذلك لا تستطيع الاعتراض على مطالبهما بعد اسلوبهما اللبق هذا "
ابتسم عبد الرحمن رغما عنه وهو يهمس لنفسه بشجن: " وكيف أرفض طالما طلب خالد؟ "
لحظات وتنهد بقوة قبل أن يرد منهيا الأمر: " حسنا سأفاتحهم في الموضوع غدًا إن شاء الله حين يَصِلون بالسلامة "
زفر يوسف براحة بينما صخر يتمتم: " الحمد لله.. وأخيرًا تمت المهمة بنجاح "

انتهى الفصل..😌

ملحوظة: إنتهت فصول رواية "سُلاف الفُؤاد " ولم يعد يتبقى سوا الخاتمة وأقدم لكم اعتذاري بشأنها حيث أنني لن يتح لي الوقت للانتهاء من كتابتها خلال تلك الفترة كحالة استثنائية بسبب امتحاناتي الجامعية وهذه هي المرة الأولى التي أؤجل فصل لذا أرجو أن تتقبلوا اعتذاري وفور الإنتهاء من الامتحانات سأقوم بتنزيل الخاتمة وسيكون ذلك غالبا في الأسبوع الأخير من شهر يناير بمشيئة الرحمن.
أرجو من الله أن أكون وفِقت فيها واستطعت إسعادكم ولو بقدر بسيط.


🍁 في إنتظار آرائكم وتعليقاتكم المُشَجِعة،، أتمنى أن تخبروني عن انطباعاتكم المتعلقة برحلة سُلاف التي تشاركناها سويًا 🍁
لي عودة قريبًا بإذن الله تعالى لنختتم رحلتنا معا كما بدأناها معا وحتى لقائنا القادم أتمنى ألا تنسوني من دعائكم،، دُمتم بود..😍

السكر likes this.

Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 01:50 AM   #123

shoagh

? العضوٌ??? » 340962
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 419
?  نُقآطِيْ » shoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond repute
افتراضي

بالتوفيق و شكراً على الفصل

shoagh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-19, 02:03 AM   #124

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
من أروع الفصول ....
فصول مليئة بالأحداث المشوقة والسعيدة...
صخر ...أصبحت علاقتة قوية ب والدة وجدة...
اقنع جدة بزواج يوسف ونغم ...وجعلة يوافق ...
الجد وافق على زواج فرح من انس ايضا...
ب حمل نبض اكتملت سعادة صخر ...
حياة وقاسم زفافهم مع ياسين وملك فى يوم واحد
اما حفصة و عاصم فهم ينتظرون طفلهم الثانى .
تسلم ايدك حبيبتى ❤❤❤
بإنتظار الخاتمة
تمنياتى لكى بالتوفيق والنجاح فى دراستك
❤❤❤❤❤❤😍😘🌷🌷🌷🌷


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-19, 12:45 AM   #125

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

حتى الفصل 16
اولا اخبارك ايه يانودا يا رب تكون امورك تمام وربنا يوفقك ان شاء الله

صخر ونبض بين مد وجزر القرب والبعد وكوابيس الماضى

صخر لسه غرقان فى كوابيسه اللى كانت كلها مفاجأت من ظهور اب غير اللى عرفه واسرة تانية غير اسرته اللى عاش معاها سنين ورفض الاسرة دى ليه وحقده عليها وواجب اتفرض عليه اما انقذ يوسف من رصاصة فؤاد

صخر لسه مش مرتاح تماما لجده صحيح عرف ان ابوه كان مظلوم وعلاقته بقت افضل مع اولاد عمه بس يفضل رفض جده غصة فى قلبه غير موقف امه الكاره لوجوده فى عيلة ابوه

نبض بتولع صخر من الغيرة عليها ودلوقتى بعد اتمام جوازهم بتحاول تتبع نصايح ملك اللى هتوديها فى داهيه هههههههههههه
فرح ظهور صخر فى حياتها خلاه تحس بالتملك اكتر ليه ورغبتها فى الاستحواذ على اهتمامه قوية جدا لدرجة غيرتها من نغم اللى عايشه طول عمرها معاه غير غيرتها الحديثه على انس من امه اللى اكتشفت حبها ليه

عاصم وحمزة خايفين بعد تجربة عمهم خالد من تكرار المأساة ودخول النفور والفتور فى علاقتهم مع زوجاتهم عشان كدا بيحاولوا يعملوا توازن بين حياتهم اليومية وعلاقتهم بيهم

حلا لا تعليق على خفة دمها واختيارها لزوجها المستقبلى ههههههههههههه
زيد ليلة قلبت بنى على دماغه والعريس المتعوس نام بعد خناقة عظيمة يجوا بقى يتفرجوا على خيبته وهو نايم ههههههههههههههه ياخيبتك فى عريسك ياشمس

حياة كلام صخر خلاها تفوق وبقسوة على واقع ان قاسم خلاص بيضيع من ايديها بسبب تعنتها ورفضها الدائم ليه بسبب عقد هتضيع حياتها ودا اللى خلاها تطير عقل قاسم بطلبها لإيده صبرت ونولت ياباشا

تسلم ايدك ياقمر وبالتوفيق دايما ان شاء الله

وسنه سعيدة عليكى وعلى احبابك يا رب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 31-12-19, 01:59 PM   #126

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shoagh مشاهدة المشاركة
بالتوفيق و شكراً على الفصل

العفو يا سُكرة 🌹


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-19, 02:02 PM   #127

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
من أروع الفصول ....
فصول مليئة بالأحداث المشوقة والسعيدة...
صخر ...أصبحت علاقتة قوية ب والدة وجدة...
اقنع جدة بزواج يوسف ونغم ...وجعلة يوافق ...
الجد وافق على زواج فرح من انس ايضا...
ب حمل نبض اكتملت سعادة صخر ...
حياة وقاسم زفافهم مع ياسين وملك فى يوم واحد
اما حفصة و عاصم فهم ينتظرون طفلهم الثانى .
تسلم ايدك حبيبتى ❤❤❤
بإنتظار الخاتمة
تمنياتى لكى بالتوفيق والنجاح فى دراستك
❤❤❤❤❤❤😍😘🌷🌷🌷🌷
كالعادة ريفيو جميل من إنسانة أجمل، سعيدة جدا برأيك يا زهرة.❤
وشكرا جزيلا على الدعوة الحلوة يا سُكرة. 😍


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-19, 02:09 PM   #128

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
حتى الفصل 16
اولا اخبارك ايه يانودا يا رب تكون امورك تمام وربنا يوفقك ان شاء الله

صخر ونبض بين مد وجزر القرب والبعد وكوابيس الماضى

صخر لسه غرقان فى كوابيسه اللى كانت كلها مفاجأت من ظهور اب غير اللى عرفه واسرة تانية غير اسرته اللى عاش معاها سنين ورفض الاسرة دى ليه وحقده عليها وواجب اتفرض عليه اما انقذ يوسف من رصاصة فؤاد

صخر لسه مش مرتاح تماما لجده صحيح عرف ان ابوه كان مظلوم وعلاقته بقت افضل مع اولاد عمه بس يفضل رفض جده غصة فى قلبه غير موقف امه الكاره لوجوده فى عيلة ابوه

نبض بتولع صخر من الغيرة عليها ودلوقتى بعد اتمام جوازهم بتحاول تتبع نصايح ملك اللى هتوديها فى داهيه هههههههههههه
فرح ظهور صخر فى حياتها خلاه تحس بالتملك اكتر ليه ورغبتها فى الاستحواذ على اهتمامه قوية جدا لدرجة غيرتها من نغم اللى عايشه طول عمرها معاه غير غيرتها الحديثه على انس من امه اللى اكتشفت حبها ليه

عاصم وحمزة خايفين بعد تجربة عمهم خالد من تكرار المأساة ودخول النفور والفتور فى علاقتهم مع زوجاتهم عشان كدا بيحاولوا يعملوا توازن بين حياتهم اليومية وعلاقتهم بيهم

حلا لا تعليق على خفة دمها واختيارها لزوجها المستقبلى ههههههههههههه
زيد ليلة قلبت بنى على دماغه والعريس المتعوس نام بعد خناقة عظيمة يجوا بقى يتفرجوا على خيبته وهو نايم ههههههههههههههه ياخيبتك فى عريسك ياشمس

حياة كلام صخر خلاها تفوق وبقسوة على واقع ان قاسم خلاص بيضيع من ايديها بسبب تعنتها ورفضها الدائم ليه بسبب عقد هتضيع حياتها ودا اللى خلاها تطير عقل قاسم بطلبها لإيده صبرت ونولت ياباشا

تسلم ايدك ياقمر وبالتوفيق دايما ان شاء الله

وسنه سعيدة عليكى وعلى احبابك يا رب
إيه الجمال دا بجد؟ريفيو كافي ووافي وشامل لكل الشخصيات.
حبيت الريفيو جدا كالعادة.😍
وضحكني كتير تعقيبك على زيد وليلته اللي انضربت😂 كله من أعماله وغروره.
ممتنة لرأيك حبيبتي وعام سعيد عليكِ في طاعة وقرب الله دايما.❤


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-20, 05:31 PM   #129

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي سُلاف الفُؤاد

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد؛
|| اقتباس من الخاتمة ||

•••
تكلم أحدهما ذو الشعر الأسود والعينان الزرقاوان وهو يتلاعب بإحدى السجائر بين أصبعيه السبابة والإبهام: " ماذا تتخيل أن يكون رد فعل ماما لو علمت بفِعلتنا السوداء هذه؟ "
رد الآخر ذو الشعر البني والعينان الكحيلتان، البنيتان وهو يزفر دخان سيجارته التي يمسكها بين أصبعيه السبابة والوسطى: " ما تتخيله أنت تماما.. ستطردنا من البيت (أشار على والده وهو يردف) وبابا سيُشَرِف في الشارع قبلنا "
شعث أزرق العينان شعره وهو يقول بضحكة مكتومة: " مصائبنا زادت عن الحد يا فهد أنا أشفق عليها منا ومن بابا صراحة "
غمغم فهد باستخفاف وهو يرمقه بسماجة: " غيد حبيب قلب ماما يريد التراجع والتوبة عن مشاكساته إذن؟ "
زفر غيد وهو يطرق برأسه مجيبا: " يا بني أفهم ماما لا تحب مشاكساتنا تلك وأنا لا أريدها أن تتشاجر مع بابا لأنه يدللنا أو تخاصمنا مثلًا "
أشاح فهد بصره جانبا وهو يتمتم بامتعاض: " كنت أعلم منذ البداية أنك جبان "
فرمقه غيد بطرف عينه عابسا وهو يتمتم بامتعاض مماثل: " وأنت جلف "
لحظات ورمى السيجارة من يده وهو يستقيم من جلسته قائلا: " كفى يا فهد.. لو رأتك ماما وأنت تدخن فسوف تعاقبك عقابا عسيرا "
رمقه فهد ببرود وهو يرد: " ومن سيخبرها؟ (ثم رفع حاجبًا بتهديد مردفا) هل تقصد أنك ستشي بي؟ "
تأفف غيد وهو يكتف ساعديه أمام صدره قائلا: " لن أفعل طبعا لكن هي قد تراك بنفسها وحينها فلتنسى أنك كنت ذات يوم إسمك فهد فسوف تجعل منك عِبرة للرائح والغادي وحينها (أشار على والده وهو يردف) حتى بابا لن يستطع منعها أو الدفاع عنك وأنت تعلم ذلك "
زفر فهد مغمغما باستياء: " كُف عن إلقاء الخُطب والمواعظ.. أنا أردت أن أجرب الأمر فقط (ألقى السيجارة من يده وهو يردف) وعلى كل حال لم تعجبني، رائحتها سيئة ولا أفهم كيف يطيقها بابا؟ "
قطب غيد بجزع وهو يلوح بيده متمتما: " ششش ستفضح بابا.. أنسيت أن ماما لا تعلم أنه يدخن من دون علمها؟ "
حك فهد خلف رأسه بنزق قائلا: " لقد نسيت وعامة ماما منشغلة بترتيب الحقائب ولا أظنها س... "
صيحة غيد المتفاجئة قاطعت بقية جملة فهد وهو يحدق فيمن تقف أمام الباب متخصرة: " مامااا! "
انتفض فهد مستديرا وهو يحملق في وجه أمه المحتقن وشرارات الغضب تتناثر هنا وهناك بينما هو يغمغم شاحبا: " لقد وقعنا في الفخ.. أيقظ بابا بسرعة يا غيد ليتصرف قبل أن تقتلنا ماما "
اومأت أمه وهي تجز على أسنانها متمتمة: " نعم، أيقظه حتى ينال نصيبه من العقاب هو الآخر "
إلتفت فهد ينظر لأخيه الذي ماثله شحوبا وهو يغمغم: " يا ويلي! ستقتلنا جميعا "
أقترب غيد يهز والده برفق قائلا: " بابا.. استيقظ يا بابا.. البيت على وشك الاحتراق "

**إنتهى**


انتظروني يوم الثلاثاء القادم بمشيئة الرحمن مع اقتباس جديد من الخاتمة المؤجلة، أتمنى أن يعجبكن وألا تنسوني من دعائكن يا غاليات..💕

ياريت تعرفوني تحبوا الاقتباس الجاي يكون عن مين؟؟؟
ويا ترى (فهد، وغيد) دول ولاد مين؟؟؟


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-20, 06:51 PM   #130

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شوقتينا لمعرفة ابن من
بانتظار الخاتمة


Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.