آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-19, 10:21 AM   #121

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


حتى أنقى القلوب وأقربها إليك تخونك وأنت لا تدرى

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 10:38 AM   #122

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

فالحب برؤيته لا يجلب إلا الوجع و الذل..

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 02:11 AM   #123

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الانوار

احداث الفصل كلها نار
نور بنت قويه عجبتني جدا شخصيتها لكن هي في موقف لايحسد عليها

تحياتي وتقديري 🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 11:52 AM   #124

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل ❤❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 09:13 PM   #125

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر

الفصل العاشر:
لم تذق طعما للنوم.. عيناها محمرة من بكائها و عقلها يدور في دوامات لا نهاية لها.. فكرت في أن تهاتف عمها نزار و تستشيره لكنها تعلم أنه سيأتي من فوره و ينتشلها من بينهم دون اعتبار لرأيها.. هي الآن وحدها.. وحدها في مجابهة إعصار عصيب دون ملجأ و دون معين، تجد نفسها بين ثلاث خيارات أحلاهم مر.. أن تهرب و تتركهم يجابهون النيران التي هي كانت وقودها أو ترفض و يكون كبش الفداء ابن خالها الزوج و الأب و إما .. و إما ان توافق و تتزوجه.. ان تحكم على نفسها بسجن أبدي و أن تربط حياتها بحياة سجانها، اعتكفت على سجادة الصلاة تناجي ربها و ترجوه صواب القرار.. استخارت و صلت الحاجة و بقيت تقرأ من كلمات الله و هي تشعر أن هذه الليلة قد أمعنت في سرمديتها كأنما ليس لها من صبح.. و قبيل الفجر بساعة سجَت عيناها كأنما انزل الله بسكينته عليها.
كانت تقف و كل أوصالها ترتعد و هي تناظر الأرض التي أنبتت الجمر من حولها.. بكت و بكت.. صرخت بهلع أن ينجيها أحدهم و باتت تتلفت ذات اليمين و ذات الشمال تبحث عن موطئ قدم لم ينبت فيه الجمر دون جدوى.. فقط المساحة التي تحيط قدميها هي التي سلمت.. غطت وجهها بكفيها و لسانها يلهج بالدعاء و عيناها تطفقان بالدمع.. أتتها ربتة على كتفها من حيث لا تعلم.. رفعت رأسها لتتوسع مقلتيها بصدمة و هي ترى سراج يقف على الجمر و يفتح ذراعيه لها.. جزعت و نأت لتصرخ به ( لا ليس أنت.. أنت هلاكي ) ليسبل لها أهدابه بحزن كما لو كان يعاتبها فينحني بجذعه و يلتقطها بين ذراعيه بالرغم من تمنعها الشرس.. سار بها عبر أرض الجمر.. سار و سار دون أن يصدر من شفتيه أنة يتيمة حتى تراءت لهم أرض خضراء كما الجنان.. أنزلها لتجوب النعيم بعينيها غير مصدقة و في خضم تلفتها رست عيناها عليه لتجده يبتسم بحنان .. قطبت جبينها بحيرة تحولت للذهول و هي ترى تاجا ملكيا يتشكل فوق رأسه.. نظراته المطمئنة و ابتسامته الحنون جعلتها و رغما عنها تبادله الابتسام ليمد يده إليها فتضع راحتها بداخلها دون تردد..
- بسم الله الرحمن الرحيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
كان صدرها يعلو و يهبط بوتيرة سريعة عقب أن استفاقت من غفوتها القصيرة فزعة من ذاك الحلم.. ( اتراه رؤيا ) فكرت بنفسها.. التفتت ليمينها تلتقط كأس الماء المسند على المنضدة المجاورة لفراشها ليصدح لحظتها صوت المؤذن يعلن عن أذان الفجر الثاني لتنفض غطاء الفراش عن جسدها و تذهب للمرحاض بغية الوضوء لتتم فريضتها.

جلست على المقعد المقابل لشرفة حجرتها تتأمل ولادة الضوء من رحم العتمة.. تفكر و تحلل ماهية ذاك الحلم ( أهي إجابة من الله على استخارتها إياه أم هي وساوس الشيطان الرجيم؟ !) زفرت بضيق و هي تقلب هاتفها بين يديها.. تشعر بعقلها قد شل من التفكير.. ناظرت الساعة على الهاتف لتجدها السادسة صباحا أي أنها السابعة بتوقيت الأردن.. تجاسرت و ضغطت على إسم صديقتها بيان و انتظرت برهة حتى أتاها صوتها المستغرب:
- يا صباح الله خير.. شو مصحيكي قبل الشحادة و بنتها؟
- اااخ صدقيني عيني ما شافت النوم غير يمكن ساعة اتركيها على الله.. المهم توقعت إني أصحيكي من النوم بس من صوتك باين إنك صاحية.
- آه يا اختي عم بجهز بحالي بدي أروح على الجامعة أقدم للماجستير.. لو كنتِ هون كان قدمنا هلأ سوا متل ما كنا متفقين.
لوت نور شفتيها بحسرة و هي تجيبها باستكانة:
- ملحوقة ان شاء الله.. المهم كنت حابة أحكيلك شو استجد معي.
و قصت عليها زيارتها الخاطفة الليلية لمنزل سراج حرب لتزعق بها بيان بغضب و تقريع:
- مجنونة انتِ.. كيف بتعملي هيك عملة افرضي عمل فيكي اشي شو كان هايمنعه يا فهيمة.
- مش عارفة هاد اللي طلع معي.. قلت يمكن يرضى بالمصاري بتعرفي بابا تركلي خير كتير و الله مستعدة أعطيه اياه كله بس يحل عني.. لا يحل عنا كلنا بس رفض و بالاخير ما لقيت حالي إلا بغرز السكينة برقبته.
شهقت بيان بجزع و هي تصيح عبر أثير الهاتف:
- قتلتيييييييييييه !!
جعدت نور أنفها من منحى افكار صديقتها و الذي للمفارقة كان منطقيا :
- لا يا اختي ما قتلته بس جرحته المغزى كان بالتهديد.
- و هاد بيتهدد؟! مش حكيتي عنه قد الثور.
- آه و الله قد الثور أقسم بالله لو نفخ بوجهي يمكن أطير على الحيط و ألزق عليه ستيكر.
ضحكت بيان بصخب قبل أن تطلب استفاضة بالتفاصيل:
- طيب كملي.
- و لا شي حكالي روحي على داركوا و روحت تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما اجيتي.. مخي مسكر جد و مضيت الليل أصلي و أقرأ قران و لما قدرت أنام حلمت حلم لحد الان مش عم بيروح من بالي.
أحست بتقطيبة الجبين لدى صديقتها من نبرة صوتها المتسائلة دون أن تراها لتقص عليها تفاصيل الحلم و من بعدها صمتت الصديقتان لبعض ثوان لتقول بيان بعدها:
- معقول هاد الحلم جواب الاستخارة.
- ما بعرف.. هلأ أنا مقتنعة انه مش ضروري تيجي الاجابة على شكل حلم يعني ممكن بس تيسير للأمور بس هالحلم لخبطني.
- طيب اسمعي.. أنا اليوم بمر على الدكتور ..... بكلية الشريعة هاد معروف عنه بيفسر الرؤيا ابعتيلي تفاصيل الحلم بمسج و أنا بورجيه اياه و ببعتلك رده.
راقها الأمر لتزايد عليه :
- طب بما إنك رايحة و رايحة.. اسأليه إذا نويت أدخل زواج بنية الطلاق.. يعني .. إني أوافق على الزواج لكن ناوية بعد فترة على طلاق.. و ناوية مثلا أمنع الحمل بدون علم الزوج.. شوفي شو حكمها.
- مجنونة انتِ.. شو اللي عم بتخبصيه !! نور مشان الله تصحي من الهلوسة تبعتك.
بترت نور الجدال بقولها:
- اعملي زي ما قلتلك.. أنا لازم ألاقي منفذ.. رديلي خبر عالتلفون مش مسج بدي شرح.
و خارج باب حجرتها كانت رؤى تقف بقبضة مكورة مرتفعة متجمدة على الباب.. أتت بنية الاطمئنان عليها.. لكنها تصنمت بمكانها فور أن وصلتها كلمات نور الأخيرة لصديقتها.. أعادت قبضتها إلى جانبها و مخاوف عظمى تتعملق في صدرها على نور.. وصلها صوت خطوات قادمة تجاهها من درج السلالم فآثرت الانسحاب حتى لا ينكشف حالها المتخبط فتثير الظنون أنها تسترق السمع عن قصد.. لتعود إلى حجرتها و الهواجس تبعث بعقلها الفزع.
أغلقت نور الهاتف مع بيان و شرعت بكتابة تفاصيل الحلم على تطبيق الواتس آب قبل أن ترسله و استمرت على جلستها المستكينة نهبا للتكهنات، قاطع جحيم أفكارها نداء رحمة لها و التي كانت قد دخلت الحجرة بعد أن افتقدت الرد على طرقاتها للباب.. رفعت رأسها لها تناظرها بتساؤل لتجاورها الأخرى تمسح على شعرها بحنو و هي تأخذ رأسها بين أحضانها لتنطق حينها نور بعد زهدها عن صمتها:
- لو كنتي محلي شو بتعملي؟
تنهدت رحمة بيأس لتأتي كلماتها التي لا تشبع و لا تغني عن جوع :
- مش عارفة يا نور.. بجد مش عارفة بس انتي إدعي و أنا هادعي إنه ربنا يفك عننا الكرب ده.
- يا رب.
حاولت رحمة إخراجها من قنوطها و حالة الكآبة التي تتلبسها لتعتدل في جلستها و تدفع نور للنهوض:
- خلاص يا بنتي فكك من كل ده دلوقت و قومي خديلك شاور خلينا ننزل تحت.. محمد هايفسحنا بالأرض.
ابتسمت بتعب و هي تنهض عن مجلسها لتقول بسخرية و هي تتجه نحو المرحاض:
- أعوذ بالله.. خلص حرمت أعيدها بخاف تطلعلي قصة تانية و انا لسة ما خلصت من الأولانية بعدين تعالي هون من إيمتى كل هالرضى عن محمد باشا!!
تسللت حمرة خجولة لوجنتي رحمة لتقهقه نور بفتور قبل أن تلج لداخل المرحاض ممنية نفسها ان تنعش المياه فطنتها.

في حجرة نومه المظلمة و قد أسدلت الستائر مسبقا حتى لا تتسلل أشعة الشمس دون رغبته إلى داخل الحجرة كان يجلس على المقعد الهزاز ينفث دخان لفافات التبغ خاصته.. سيجارة تعقبها الأخرى يحرقها علَها تغطي على الحريق المشتعل بصدره.. لم يزره سلطان النوم و هو أدرى بالسبب.. عيناها.. كلما أغمض عينيه تقفز زرقة عينيها لمخيلته فتنفضه عن أرض السبات.. تلك الحمقاء كيف تجرأت.. تأتيه بعد منتصف الليل تساومه و من ثم تشهر سلاحها الأبيض في وجهه.. تلمس جرح رقبته الذي قام بخياطته بنفسه لكن أثره سيبقى.. لا يعلم لما كل هذا التفكير بها.. نيته كانت واضحة تجاهها فما أن ترفض زواجه سيأخذ بثأره من أكبر شبابهم.. لكن من لحظة اللقيا اختلف شيء بداخله.. بات يخشى رفضها.. كيف له أن يفقد لجام التحكم بمشاعره ليتركها تعدو تجاهها هي.. تعدو لها مبتعدة عن ثأره من أهلها.. لا يصح.. الأمر لا يصح البتة.. عليه أن يتوب عن هذه الأفكار.. لكنه منذ ذلك النهار الذي تجرأت فيه و صفعته.. سبت تربيته و أهانت كرامته.. تغيرت مخططاته الأولية تجاهها.. فحين عرض على عمه الزواج بها ما كان إلا لعبة رعب سيلعبها على أعصاب عائلة التهامي فهو يعلم أن عمه ما كان ليرتبط بها على الواقع.. كان يريد ان يمرغ رؤوسهم في الوحل بعد غشهم و خداعهم له و لعمه لكن.. كل شيء تغير منذ ذلك اللقاء في الأرض.. عصفت بكيانه كما لم تفعل أخرى.. عنفوانها و تجبرها يستفزانه لدرجة أنه يود تحطيم وجهها الجميل، أطفأ لفافة التبغ بالمنفضة التي امتلأت بأعقاب السجائر و اتجه نحو المرحاض ليزيح احمال الليلة الماضية باستحمام سريع و بعد فترة كان يواجه المرآة و هو يغلق الساعة الثمينة على معصمه و قد أتم ارتداء ملابسه.. غادر الحجرة و نزل للطابق السفلي ليقطب جبينه و قد وصلت لمسامعه أصوات بكاء و نواح.. زفر أنفاسه و قد علم صاحبة الصوت ليتجه من فوره لغرفة الجلوس حيث مصدر الصوت.
هرولت روح تجاهه ما أن أبصرته يهل عليهم لتتعلق بذراعه و دموعها تسبقها بالحديث شهقت بجزع ما أن رأت الجرح الغائر في رقبته لترفع أناملها تتلمسه بحذر و عيناها تسأله.. تجاهل إجابة سؤالها الغير منطوق ليمسح على وجنتها بحنان قبل أن يوجه نظره لعمته المفجوعة فتسعفه فطنته أنها في مشكلة مع زوجها كما العادة، رفع أنظاره للسماء يحاول استجلاب القدر الممكن من كظم الغيظ.. كم من مرة أخبرها أن تدعه يتعامل مع زوجها.. جولة واحدة كانت ستؤدبه مدى الحياة لكنها دوما كانت ترفض و تستعيض بالبكاء و النواح و هو عليه الانصات و التفهم دون أن يحرك ساكنا:
- عملك إيه المرة دي يا عمتي.
و أتت إجابتها من بين شهقاتها و غصاتها باترة:
- طلقني يا ولد اخوي.
- إييييه!!
قالها بصراخ مهتاج و هو يلقي بلفافة التبغ على الأرض و يدهسها بحذائه.. ليتقدم نحوها و يرفع سبابته ينذر بالشر:
- المرة دي مش هاتحوشيني عنه.. مش واحد ما يسواش بصلة يعمل فيكي كده و انتي من عيلة حرب.. ابن الكلب ده لازم يتربى.
- بس ديه مش ذنبه.. هو نفسه في حتت عيل و انا و الله قولتله من سنين روح اتجوز و انا قبلانة بس هو اللي ماكنش قبلان.. بس.. بس من يومين جالي بيقولي انه ناوي يخطب و أهل العروسة رافضين بتهم تنزل على ضرة.. هو مالهوش ذنب.
ضرب الكف بالكف مغتاظا من استماتتها بالدفاع عنه حتى بعد أن رمى اليمين و استبدلها بعد كل تلك العشرة المريرة من جانبها:
- انتي لسة بتدافعي عنه.. و الشملول دلوقت افتكر انه عايز عيال.
- أنا مش هاين عليا العشرة يا ولدي..
- طب و باعها هو ليه ها؟؟ و هو فيه حيل أصلا يجيب عيال!
تدخلت روح هذه المرة تبرر بدلا عن عمتها:
- يا سراج هو باع خلاص احنا كمان بايعين.. لكن بما إنه ما غلطش فيها المرة دي فمالناش حاجة عنده.
ضيق عينيه بشر و هو لا يستسيغ تبرير شقيقته:
- الأولى يا روح إنه كان ييجي عندنا و يتكلم معانا رجالة في بعض و يبرر.. مش يرمي اليمين كانها ما لهاش رجالة تسأل عليها.
ثم ابتعد يتجه نحو باب الخروج ملقيا بجملته الاخيرة:
- خلاص يا عمتي لحد كده و جبر.. بيت حرب مفتوح لك و الجربان ده أنا هاعلمه الصح.
ليزداد نحيب العمة " نعيمة " بالرغم من محاولات روح في التخفيف عنها و مواساتها.
---------------------
نزلت برفقة رحمة إلى غرفة المعيشة حيث اجتمعت النساء كأنهن في مأتم.. زهور زوجة سالم و ابنتها سمر اللاتي إن كانت نظراتهم رصاصاً لأردتها قتيلة من فورها.. لكنهن لم يكن بسوء هيام زوجة عبدالعزيز التي حضرت من القاهرة و من لحظة وصولها و هي تنوح و تشهق كأن زوجها قد قتل بالفعل، أسبلت أهدابها و الغصة تزداد تحكما منها لتجاور جدتها بجلستها.. ربتت جدتها على فخذها تهديها ابتسامة طمأنينة لتلتفت بعدها لهيام تنهرها عن نواحها كما الأرامل:
- ما بكفياك يا هيام انتي موتي الراجل خلاص!! خلي أملك بربنا يا بتي.
اجتنبت هيام الرد لتأخذ الدفة زهور تجيبها بكلمات ترشح حقدا و عيناها مثبتة على نور:
- من لما بنت سهام خطت بيتنا و احنا مش عارفين نتلايم على نفسينا.. جات و جابت الخراب و اياها.
هزت نور رأسها و ابتسامة شفقة على نفسها تحتل ثغرها.. فكرت أن هذه المرأة لم تسمع لها صوتا أو رأياً طوال مكوثها هنا و الان ها هي تنفث سما يبدو أنها كانت تعتقه بداخل جوفها.. صدق من قال ( صمت دهرا و نطق كفرا ) لكن ما أدمى قلبها فعلا هو عبرات رقية الصامتة.. تلك الفتاة فرحتها أضحت مبتورة لكن لله الأمر من قبل و من بعد.. أطلقت زفيراً حاراً لتقول موجهة حديثها لجدتها:
- أنا طالعة أحكي مع جدي كلمتين.
توجست الجدة من ماهية الـ ( كلمتين ) التي تقصدهم نور.. لكنها بالنهاية أومأت لها باستسلام لتبتعد نور عن جلستهن الناحرة للروح متجهة نحو جدها لعلها تجد لديه المرسى لهذيان أفكارها.
قبيل مواجهتها مع جدها ارتأت ان تحضر مشروبا ساخنا من اليانسون و تأخذه إليه.. ولجت إلى المطبخ لتجد حسنية و أخرى غير أمينة يتعاونان في أعمال المطبخ.. اقتربت نور من حسنية تستفهم:
- شو وين أمينة يا حسنية.. من مبارح ما شفتها.
تلفتت حسنية حولها و اقتربت من نور تسرها:
- أصل العيلة عرفوا انها هي اللي بلغت سراج بيه حرب عنك.. عشان اكده كرشوها من اهنه.
تنهدت نور و أومأت بصمت لتشرع بعدها بإعداد كوب اليانسون لجدها، و حين وصلت الطابق العلوي.. مشت بخطوات متثاقلة حتى وصلت باب حجرته.. طرقت الباب ليأتيها الإذن بالدخول، و على المقعد المواجه له جلست تتأمله يرتشف من مشروب اليانسون بهدوء لا يحكي الزوابع التي تموج بداخله.. تنحنحت تبتغي اجتذاب انتباهه ليكون لها ما أرادت إذ ثبت عينيه المنهكة عليها ينتظرها أن تستهل الحديث فالقول و المقال اليوم هو من حقها.. غرزت أسنانها بشفتيها المطبقتين من الداخل و هي تفكر بالمدخل المناسب.. هي حتى لا تعلم بما ستحدثه فارتأت أن تعلم نهج أفكاره أولا:
- طبعا أنا عرفت باللي صار مع عيلة حرب و جيتهم علينا.. و عرفت شو كانت طلباتهم.
- و إيه رأيك؟
جاء سؤاله مغايرا لما أرادت .. هي من أزمعت على سبر أغواره لا العكس:
- بصراحة أنا جاية مشان أعرف انت شو رأيك.. أنا مخي حاليا فاضي أو بالأحرى مشوش.
أومأ بتفهم قبل أن يتنهد بقنوط جاوره حديث أشد قنوطا:
- ما فاضلش في العمر قد اللي راح يا بتي.. و اللي عملته زمان مش هاعيده من تاني، و أصلا ما ينفعش أغصب عليكي حاجة زي دي حتى لو كنت رغبان فيها لإنك أول عن آخر مش من التهامية فبالنهاية الخيار ليكي يا بتي.
- ممكن أسألك سؤال.
لم يأتها رده فأخذتها من منطق قلة الرد هو رد لتتابع:
- هو مو إنه سؤال على قد ما إنه تخيل.. تخيل لو كنت خيرت أمي زمان بدل ما كنت غصبت عليها هل بتتوقع إنها كانت هاتوافق من زواجها من جاسر حرب.. و الا لإنه كانت بتحب بابا كانت برضك هاترفض؟؟
بدت له كمن يهذي و ذهنها يحسب حسابات بعيدة عن النطاق المحصورين به.. من بعيد السيناريو يتشابه لكن للمتمعن يظهر الفرق الشاسع.. فكرت نور أنها ليست كوالدتها فهي لم تسلم ملكية قلبها لرجل حتى الآن و هي لا تتعرض لتعنيف و ضغط مهول لترضخ لزواج ما هو إلا غطاء لصورة الجارية، رحمها جدها من أفكارها المتداخلة بقوله:
- سيبيها على الله يا بتي.
زفرت أنفاسها و هي تؤمن على حديثه:
- و نعم بالله.
ثم عادت تشكك:
- بس برضه لازم حل.. ما بيزبط نقعد هيك نستنى الموضوع ينحل لحاله و هدول مو ناويين على خير.
هي تعلم.. فلقاؤها المحتدم و المخزي مع سراج الليلة الماضية يؤكد.. هو لن يستسلم لكن يبقى السؤال لما هي؟ لما يظن أنها هي من ستطفئ نيران قلبه المشتعلة بالحقد و تروي ظمأه للاقتصاص من عائلة والدتها! معادلة غريبة التي يعرضها الـ حرب و لا تجد الجواب الشافي لها.
سرحت أفكارها للبعيد.. حيث طيف الرؤيا التي أتتها في منامها و مصير العائلة الذي قد تعلق برقبتها.. و في لحظة تسرع ليست بغريبة عنها و جدت نفسها تضع خططا و احتماليات و رهانات على قبولها للعرض.. هنالك دوما ثغرة و منفذ و المنفذ هنا يستند على على مكالمة بيان التي تنتظرها بفارغ الصبر، و بهذا و بقرار لربما كان عفوياً و غير مدروس:
- أنا موافقة أتزوجه.
ضيق الحاج عبدالعزيز عينيه بتعجب من قرارها.. لتبتر هي أي اعتراض قد ينطق به لسانه بقولها:
- لكن بشروطي أنا.. إن وافقوا كان بها و إن ما وافقوا بنفض السيرة من شرورشها.
تخبط.. ضيق و رؤيا لثقب أضيق من سم الخياط قد نفذ منه بعض الأمل.. تناقض !! بلى لكن هذه هي الدنيا مليئة بالتناقضات، قلب جملتها الأخيرة في رأسه و هو يستشف أنها تنوي على أمر ليس بهين و هو يدري أن اللعب مع الـ حرب و خاصة ذلك الثعبان لهو كما أن تلقي ببدنك إلى النيران ظانا بنفسك إبراهيم عليه السلام و أنت لست سوى مخلوق أتى بعد أن زال زمن المعجزات العِظام.. لتأتي أخيرا كلماته التي لم تشكل أي فارق لديها:
- لاء يا بنتي.. ده قدرنا إحنا و انتي ما الكيش صالح بيه.. قلبي اللي تلوع على بتي سهام ما قادرش يرمي بتها الرمية دي.
- سامحتها؟
سألت تبتغي التوثق ليشيح وجهه و هو لا يجد ردا.. قد قالها من قبل هو عاتب و عتب الآباء عظيم.. حكت أسنانها السفلى بلسانها مفكرةً لتعيد صياغة سؤالها بعد أن نالت الصمت كرد:
- طيب راضي عنها؟
- ما عارفش.. مع إنها كسرت قلبي و نفسي بس حضني و عيوني اتوحشوها.
- إذا اعتبر موافقتي على الزواج هو الثمن اللي حكيت عنه قبل هيك.
أعطاها نظرات مستفهمة لتجيبه بثبات:
- صك الغفران لأمي و رضاك عنها مقابل زواجي.
ابتسم بتفكه يهز رأسه للجانبين برفض قائلا:
- صدقيني أنا من جواتي راضي عنها .. بس يمكن ثقيلة على لساني إني أنطق بيها خاصة و إني لسة عتبان عليها.
- يبقى خلص.. خلينا نبيض الصفحة مع الكل.. أنا محتاجة حضنكوا و مش هاسمح لواحد مشراني خسيس زي سراج و عمه يسرقوا مني حلمي و سعادتي.

لينتهي الجدل إلى هذا القرار.. و خلال الساعة التي تلت ضج القصر بالخبر.. منهم من تنفس الصعداء و منهم من كانت فرحته منقوصة تشوبها تخوف من شروطها التي لم تصرح بها بعد.. و منهم من...

كان كالثور الهائج يصرخ و يصيح و قد استحال وجهه للحمرة الأرجوانية من شدة عصبيته.. كيف لها أن توافق.. من ارتأى بها شريكة الدرب و وليفة الروح و مالكة القلب.. كانت قد أخبرته شقيقته رؤى بقرار نور فور دخوله المنزل و زادت فوقه ما سمعته على باب حجرة نور ظنا أنها بهذا قد تهدئ من ثورة غضبته.. إلا أنها اكتشفت أنها قد اتخذت نهجا ضالاً.. فجمال قد ثارت براكين صدره و صبت الحمم على البيت بأهله و بالرغم من محاولات جدته في امتصاص عصبيته المبررة و هي تلعن الحظ العثر و قد خلا المنزل من الرجال دونه و جده الكهل في هذا الوقت إلا أنه تخطاهم جميعا و هو يصيح بإسمها يقفز على عتبات السلم الداخلي يبحث عنها علها تنفي و تضحد ما وصل لمسامعه من كفر.. و في الممر الذي يحتضن حجرات النوم كانت تقف عاقدة حاجبيها بذهول.. قد سمعت صراخه و خرجت تستفهم لتجده يعدو نحوها فتجحظ عيناها بصدمة و هو يقبض على ذراعها يهزها صائحا بقهر:
- إزاي توافقي عليه.. إزااي؟
احتبست أنفاسها من حدته.. ظنته قد خاب أمله بها و قوتها لتقول أول شيء جال بخاطرها:
- ما تخاف جمال هو بإذن الله ما هايقدر يأذيني و ما بتعرف يمكن هو نصيبي فعلا.
صك أسنانه غيظا و هو يظن أن أهله قد غصبوها و قاموا بحشو رأسها بالتخاريف.. ليدفعها إلى الحائط يحاصرها و أنفاسه الساخنة تضرب بشرة وجهها ليلقي ما بقلبه من عشق تحرَز عليه ظانا أنه لم يحن وقت البوح به:
- أنا بحبك يا نور.
فغرت فاهها و هي لا تكاد تستوعب تصريحه المباغت.. رمشت بأهدابها لعدة مرات و عقلها يعمل بسرعة لإيجاد الكلمات المناسبة لهذا الموقف الذي تقفه الآن، انتبهت لتجمهر بنات خالها مصعب برفقة رحمة و .. سمر التي كانت تطالعهم بعينين تنضحان ألماً.. التفت هو يتتبع مسار نظراتها ليجد ما وجدت.. استشاط غضبا من تطفهلن ليصيح بهن :
- غوري من هنا منك ليها .
ليتبعثر جمع الفتيات كلا إلى حجرتها.. عاد بوجهه إليها بعد أن تأكد من خلو المكان.. افترق ما بين شفتيه يبتغي الحديث ليستعيض بالاستغفار غيظا و نسوة هذا البيت لا يفتأن يخرجن له كما ( العمل الردي ).. وصله صوت جدته الناهر:
- إيه اللي بتعمله ديه يا ولد مصعب.. هي وصلت بيك البجاحة تتعرض لبت عمتك.
أبقى على ذراع تحاصرها بينما الأخرى تتحرك بتواتر مع رده على جدته:
- إنتي عارفة اني بحبها كلكم عارفين و مع كده عايزين تيجوا عليا و على قلبي عشان خايفين من ابن حرب.. لكن و ديني ما انا سايبه.. موته هايكون على يدي.
عاد بأنظاره لنور الواجمة بذهول يهديها نظرة عشق خالص و وعد بشيء لم تتبينه قبل أن يهرع للخارج و صوت جدته يلاحقه يطلب منه التريث و تحكيم العقل لكن دون جدوى.
و أخيرا خرج الحاج عبدالعزيز من حجرته بمشقة استدعتها كبر السن.. رمق زوجته التي تلطم صدرها بلوعة و نور المتصنمة برهبة بنظرات مبهمة ليومئ بتفهم و قد وصلته الرسالة دون أن تنطقن بها ليعود أدراجة للحجرة و يرتدي عبائته و يهم بالرحيل خلف ذاك المجنون.. مجنون نور.

فُتحت أبواب حجرات الفتيات ليخرجن و الخوف رفيقهن.. غشت عينا نور غلالة من الدموع قبل أن تستدير و تدخل لحجرتها صافقة الباب خلفها.. و بينما كانت رؤى و رقية مشغولتان بتهدئة الجدة و اقتيادها لسريرها هرعت رحمة لهاتفها تهاتف محمد كي يلتحق بأخيه و يحاول منع المصيبة التي ستحل على رؤوسهم جميعا.

بقيت تناظر باب الحجرة مقابلها بقهر و القليل.. القليل جدا من الشفقة، عضت على شفتها السفلى و هي تتقدم نحو الباب و تدير أكرته لتدخل إليها.. وجدتها متكورة على نفسها فوق السرير و هي تنخرط ببكاء حزين.. اقتربت دون أن تشعر بها المكلومة و مدت يدها بنية منحها ربتة حنان لكن يدها توقفت بمنتصف الطريق و هي تفكر أنها حقا لا تعلم كيف تشعر تجاهها.. هل هي بحق غريمتها؟ قد راقبتها في الايام التي خلت و لم تجد منها أي بادرة تجاه جمال.. بل كان كل تركيزها على تعميق علاقتها بالعائلة كجل.. تغضن جبينها بتشتت و اعتصر نابضها شعور بالذنب تجاهها لكن تبقى تلك الغصة أنها لو ما كانت ظهرت بحياتهم لكان لها فرصة باستحقاق قلب حبيب الطفولة و الصبا.. حبيبها الذي جاهر من توه بحب خالص و صريح لأخرى و خرج كفارس باسل أقسم أن يطيح بكل من يقف في وجه حبه.
تاهت سمر في أفكارها و لم تنتبه لنور التي كانت تتأملها بحيرة.. ارتج جسدها على نداء نور لها لتزفر أنفاسها و هي تجاورها على السرير.. بقيت الاثنتان تحدقان ببعض كل منهما بوجع يخصها.. حتى كسرت نور الصمت الأليم :
- انتِ ليه بتكرهيني؟
ابتسمت سمر بسخرية و هي تخفض بصرها للأسفل تجيب بحرقة:
- يمكن لإنك أخدتي حاجة من حقي أنا.
- جمال؟
رفعت سمر رأسها كما الرصاصة ما أن تلفظت نور باسمه.. أومأت بصمت لتعمق نور نظراتها إليها تقول بتقرير:
- مش يمكن إنتي متوهمة إنه الك !
توسعت عينا سارة و علت وتيرة تنفسها تجيبها بانفعال واضح في نبرتها:
- لو ما كنتيش ظهرتي بحياتنا كان هايبقى ليا أنا.
- غلطانة.. ما انتي كنتي قدامه طول عمرك ليش ما فكر فيكي.. صدقيني لو كان بيحبك ما كان فرق معه وجودي من عدمه.
تساقطت عبرات سمر و هي تموضع كفها على فمها تمنع تحرر شهقاتها.. هي تعلم أن نور محقة.. لو كان لها في قلبه ولو بقعة صغيرة لما اجتاحه حب نور و لا غير نور.. تابعت نور و قد زادت دموع سمر من جلدها لنفسها:
- صدقيني يا سمر أنا ما بشوف جمال غير كأخ.. و لا مرة فكرت فيه بطريقة عاطفية.
أومأت سمر و هي على نفس الحالة الحزينة تعترف:
- عارفة.
- لكان ليش زعلانة مني أنا؟
- أومال أزعل من مين ها؟؟ أحمل مين ذنب قلبي؟
صرخت بها و هي تعتصر قبضتها أمام قلبها ليتلبس نور الجمود تجيبها بقسوة و دون مواراة بالحقيقة المرة:
- ازعلي من حالك.. انتي اللي وصلتي حالك لهون.. ليش رابطة سعادتك فيه و هو مو شايفك من الاساس.. كل وحدة بتستاهل واحد عيونه ما تسرح غير فيها و قلبه ما ينوشم غير بإسمها.
بسطت كفيها تقول بتسليم مخزي:
- بس أنا بحبه.
- اعتبريه مرض مستعصي و لازم تشفي منه.. إدمان إذا بدك.. لازم تبعديه عن فكرك و ما هاكذب عليكي أعراض انسحابه منك هاتكون صعبة و مؤلمة بس انتي قدها بإذن الله.
ضحكت سمر بمرارة و هي تتلقى النصائح من غريمتها.. تنفست بعمق تحاول تهدأة ثورة شجنها :
- يعني ما فيش أمل؟
- أمل بتسلم عليكي و بتحكيلك انسيني ههههه.
ضحكت الاثنتان كأنهن صحبة عتيقة.. تحركت سمر لتتمدد بالقرب من نور و ظهرها يستند لخلفية السرير لتحيط نور كتفيها بذراعها و تقول بحكمة أنثوية:
- طب شوفي إذا انك مصرة يعني و ما بدك تستسلمي ممكن نفكر بحل.. هلأ أنا صحيح مش كتير بفهم بهالقصص بس اللي شفته من جمال بيأكدلي انه بيحب البنت القوية و انتي يا سمر انهزامية بشكل مقيت.
عقدت سمر حاجبيها تحثها على الاستفاضة لتعطيها نور ما أرادت:
- يعني يا سمر إياك تستسلمي لأي تيار بيواجهك و تخليه يجرفك.. واجهي و كوني أقوى من التيار و ان خسرتي بيكفيك شرف المحاولة و على الاقل بتطلعي من خطية حالك.. هلأ انتِ شو عملتي لجمال مشان يلاحظك و يبطل يفكر فيكي كبنت عمه الطفلة؟
كورت سمر شفتيها كما الأطفال لتضحك نور بمرح و قد ساعدتها سمر أن تخرج و لو قليلا من الجو المشحون الذي تحياه لتقول بمهادنة:
- خلص خلص ما تزعلي.. بس اللي زي جمال لازم تستفزيه.. يعني تجاهليه سمعيه كلمتين بالعضم خليه يفكر يردلك الصاع صاعين بحيث انك تشغلي باله و لو شوي.. غيري لبسك ما بحكيلك ما تتحشمي لكن ما في داعي تلبسي زي أمك تنسيش انه جمال مقضي أغلب وقته بالقاهرة و بيشوف كل شي.. قومي قومي.
لكزتها في ذراعها تستوقفها لتقتادها نحو خزانة نور و يبدأن بحملة بحث عن ملابس تلائم سمر حتى يتسنى لها شراء الجديد.
بقيت نور تساعد سمر في كيفية تنسيق ملابسها و هي تشعر بسعادة عارمة.. سعادة أنها حطمت حصون معارض آخر لها و لم يتبقى الكثير.. شعرت بالألم ينتشر بصدرها حينما تذكرت جمال و اعترافه الكارثي لها لكنها تأملت بسمر خيرا ان تكون له العوض و مع هذا بقيت تبتهل بداخلها أن يمر اليوم على خير و هي لا تعلم حتى الان ماذا حل به و قد خرج ناوياً على الشر و لا بجدها الذي التحق به.


noor elhuda likes this.

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 11:41 PM   #126

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 7 والزوار 18)



‏موضى و راكان, ‏سحاب الحربي, ‏maisa hibar, ‏ام مراد, ‏توتو2008, ‏وفاء حمدان, ‏رودينا ابراهيم





- اعتبريه مرض مستعصي و لازم تشفي منه.. إدمان إذا بدك.. لازم تبعديه عن فكرك و ما هاكذب عليكي أعراض انسحابه منك هاتكون صعبة و مؤلمة بس انتي قدها بإذن الله.


يعني يا سمر إياك تستسلمي لأي تيار بيواجهك و تخليه يجرفك.. واجهي و كوني أقوى من التيار و ان خسرتي بيكفيك شرف المحاولة و على الاقل بتطلعي من خطية حالك..


بقيت نور تساعد سمر في كيفية تنسيق ملابسها و هي تشعر بسعادة عارمة.. سعادة أنها حطمت حصون معارض آخر لها و لم يتبقى الكثير..





فصل ممتع جدا



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:25 AM   #127

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

مع انى كنت زعلانه ومشفقة على سمر جدا

بس كلام نور ودعمها ليها حبيته جدا فعلا جمال انجذب لنور لاختلافها وشجاعتها فى اخد حقها من عيلتها الرافضه لوجودها انما هو مش شايف سمر اصلا معتبرها واحدة من ضمن اللى عايشين فى بيت العيلة ومستسلمة للأمر الواقع

سراج اللعب معاه بقى على كبير ودلوقتى التحدى زاد برغبته فى نور اللى ناوية تحطله شروط عشان يكون جواز لفترة مؤقته

الفصل روعه تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 01:04 AM   #128

Yas000

? العضوٌ??? » 398255
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » Yas000 is on a distinguished road
افتراضي

رائعه جدااا جداااااااا

Yas000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-19, 09:55 AM   #129

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-19, 10:05 AM   #130

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

سراج وعمة صدموا عائلة التهامى بحضورهم المفاجىء
وطلب الزواج من نور
جدها لا يريد اجبارها كما فعل مع والدتها فى السابق
وهى تفكر بحل يخرج عائلتها من هذا المازق....
لذلك قررت الموافقة بشروطها....بعد ان واجهت سراج
واهانتة داخل بيتة ....
سراج علم ان هذة الفتاة ليست سهلة
واشتعل التحدي فى قلبة اكثر من السابق
جمال غاضب يريد قتل سراج ...
لقد احب نور ...واعترف لها بحبة ....
ولن يصمت على موافقتها للزواج من سراج
تسلم ايدك ❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.