آخر 10 مشاركات
لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          فالكو (52) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثالث من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          و سيكون لنا لقاء(73)-قلوب شرقيةـ للكاتبة *نغم الغروب* الفصل الثاني عشر* (الكاتـب : نغم - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          357 - كاذبة ولكن - كاثرين روس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          سحر الليل (19) للكاتبة: Mia Zachary *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-19, 02:22 AM   #111

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


يالهوى ايه دا

سراج والع وشكله ناوى على مصيبة
سالم تستاهل القلم اللى اخدته رجل رخم
الفصل روعه تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 03:49 PM   #112

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 09:11 PM   #113

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
الاحداث أصبحت مشوقة
بعد اللقاء العاصف بين نور وسراج
اشتعل التحدي فى قلبة ....لقد غضب
بعد ان اهانتة
وصمم على الانتقام
تسلم ايدك حبيبتى
❤❤❤
حبيبتي تسلميلي.. شوي و انزل الفصل و نشوف نور شو هاتعمل


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 09:12 PM   #114

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
جمعه طيبه مباركه
والليلة حيروح مع عمه
لقد سرقت زرقاء العينين قلبه فهل عقله سيسمح
هههعععععههه انت مش كنت حتجوزها لعمك سيرجو ايه ال حصل نظرة ف قلم ف حب فجواز
علاقته باخته جميله
واخته روح حزينه ياترى مالها
تحياتي
بجد مستمتعه بكل حرف اسلوبك روعه وشكلنا داخلين عل الجد
باي باي جيمي سيرجو دخل المعركة
ههههههههههههه حبيييييييييييييييت الأسم سيرجيو اووووه.. بس لا جمال لسة بالدائرة خلينا نتسلى عليهم الاتنين و نشوف لوين هايوصلوا.. حبيبتي مودي تسلميلي يا غالية
روح قصتها هاتتكشف لقدام


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 09:13 PM   #115

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
مساء الانوار وجمعه مباركه
موجهات صادمه واحداث نار ابدعتي

تحياتي وتقديري 💕💕💕💕💕
عزيزتي نور تسلميلي.. لسة الاحداث هاتشتعلللل اكتر


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 09:15 PM   #116

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
يالهوى ايه دا

سراج والع وشكله ناوى على مصيبة
سالم تستاهل القلم اللى اخدته رجل رخم
الفصل روعه تسلم ايدك
ههههههه عقبال مصعب ياخد قلم متله، حبيبتي ام زياد سعيدة انه الاحداث نالت رضاك


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 09:15 PM   #117

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع

الفصل التاسع:
أرجأ رجال عائلة التهامي التفكير بالطامة التي حطت عليهم كغراب يجثم فوق رؤوسهم ينخر فيها و يملأ الكون من حولهم بزعيقه المفزع.. أرجأوه لبضع سويعات فقط حتى ينتهي أمر الاتفاق مع عائلة الدكتور عمر عريس رقية على حيثيات و تفاصيل الزواج المنتظر بعد أن بشروهم بالموافقة على مطلبهم.. و في المساء اجتمع الرجال من كلتا العائلتين ليتم الاتفاق النهائي.. دارت أكواب الشراب بين الجمع عقب أن أتموا قراءة الفاتحة بنية الزواج و الفتيات يغدقن على رقية بتهانيهن و دعائهن بأن يتمم لها الله الخير، كان الضحك و المرج يسود الأجواء لكنها ضحكات تواري هلعا و توجسا من طرف الـ التهامي.. كانوا يكابرون على ترقبهم لما يعلمونه آتٍ من ويل بابتسماتهم و مجاملاتهم و شعور خانق يحيطهم بأن ما كانوا يخشونه قد اقترب منهم قربهم للوريد فيهم.. و قد كان.

- مبروك النسب يا عيلة التهامي.. مش كان الواجب برضك تعزومنا نهني و نبارك! ده احنا نفرحولكوا و نسقي الشربات بدالكوا.
ساد صمت مهيب على الجمع ما أن أتاهم ذاك الصوت.. صوت من الماضي عاد ليؤرق سلامهم و يهدم المعبد فوق رؤوسهم.. تجمد البعض بينما احتدت نظرات الاخرين من رجال التهامي و هم يناظرون جاسر حرب ينظر لهم بعينين اسودت مقلها غضبا و حقداً.. حادت عيناهم نحو ابن أخيه سراج الذي كان يتطلع إليهم بتشفي و توعد لتتأكد شكوكهم و يعلمون أن ميقات الحساب قد حان و ذلك ما كانوا عنه يحيدون.
كان رجال عائلة العريس يتابعون الموقف بحيرة خاصةً أنه لم يتقدم أي من عائلة التهامي نحو الضيوف للترحيب بهم ليكون الحاج عبدالعزيز أول من يصحو من غفلته و يقف متكئاً على عصاه مرحبا ببشاشة مزيفة:
- يا مرحب بيكوا ميتى ما جيتم يا ولدي.. زي ما انت شايف احنا لسانا كنا بنتفقوا على النسب و الحمدلله تم الاتفاق و احنا بإذن الله شايلينكم للفرحة الكبيرة.
كان ترحيبا يطوي بداخله التمنع.. تمنع عن التهلي بهم و استقبالهم في هذا التوقيت لكن أياً من جاسر و سراج لم يعطوا اعتباراً للمعاني المستترة لكلماته ليتخذوا مجلسهم بين الرجال و هم يبذخون التهاني المصطنعة عليهم، وضع مصعب كفه على فمه غيظا و خشية أن ينفضح المستور أمام أنسبائه و في هذا اليوم بالذات.. بينما جمال كان قد ركز نظراته النارية على سراج الذي قابلها بابتسامة متحدية و هو يضع الساق فوق الأخرى باستسخفاف سافر، كان الحاج عبدالعزيز قد عاد لجلسته و هو يتتبع حركاتهم و إيماءاتهم.. كلماتهم و همساتهم كما الصقر فكل ما كان يجول بخاطره كما خاطر الآخرين هو " ليس الآن ".. لكن لا راد لكلمة حق قد غادرت الحناجر بعد سجن سنين فأتى حديث جاسر حرب الذي جعلهم متحفزين فوق مقاعدهم:
- و الله يا حاج إحنا سمعنا إنه فيه نسب جديد هايدخل بيتكوا الليلة.. فقلت بنفسي نيجي و نخلي نسايبكوا يحكموا ما بينا ما هو احنا برضك لينا حق عنديكوا و جيه الوقت تردوه.
ربت والد الدكتور عمر على فخذ جاسر و هو يؤكد :
- يا جاسر بيه التهامية طول عمرهم حقانيين و اسمهم تاج فوق روس الكل كيف ما اسم عيلة حرب و عمرهم ما كلوا حق حد.. و احنا و انت سيد العارفين.. لكن إن كان فيه حاجة ما نعرفهاش يبقى أكيد هم مش هايردوك.
كانت العيون بين التهامية هي التي تتحاور " ما العمل و ما القول ؟" ليخرج صوت سالم هذه المرة متحدثا بصلابة ليست بغريبة عنه:
- حق إيه اللي بتتكلم عنه يا ابن حرب.. الحقوق خلصت ما بينا من زمان و التار انتوا دفنتوه مش احنا و عيبة بحقكوا ترجعوا بكلامكوا بعد الزمن ديه كلاته!
كانت معركة النظرات مشتعلة ما بين جاسر و سالم و الجميع تتبعها.. ظن سالم أنه بكلماته قد أحجمهم و أعادهم للخانة القديمة.. خانة النسيان.. لكن ما لم يعلمه أو يفطن له أن أودى بنفسه و عائلته لقلب الفخ الذي كان من صنع يديه.. و لحظتها كان سراج قد اهتاج من التصريح المجحف و المستفز لكرامتهم لينتفض عن مجلسه و يهدر بهم صائحا غير مبال بكبار الناس من المجتمعين:
- مش احنا اللي نرجع بكلمة اديناها يا تهامية.. و مش احنا اللي نلف و ندور عشان ناخد اللي عايزينه حتى لو بالكدب و التلفيق، الخصلة دي ليكوا انتوا مش لينا احنا.
و خلال أقل من ثانية هبَ جمال عن جلسته و هو يصيح به و غيظه من أنه قد التقى بنور يلهب النار في جوفه:
- خد بالك من كلامك و اوزنه كويس يا ابن حرب بلاش اخلي دمك يسيح قدام عمك دلوقت و حالاً!
و بينما كان سراج منتشيا بحالة القلق التي سيطرت على رجال التهامي ليجابه جمال بابتسامة مستفزة غير آبهة.. كان نصيب الثورة الان من نصيب جاسر الذي وقف مجابهاً و هو يلقي بحمم جعبته:
- مش اكده الضيوف بتتعامل في بيوت الكبار يا حاج عبدالعزيز.. انتوا عارفين احنا جايين هنا ليه فما لوش داعي للملاوعة و من الاخر احنا لينا حق عنديكوا و انتوا عارفينه كويس و احنا مش حابين نكشف المستور عشان صورتكوا قدام الخلايق.
أراد سراج قذف المزيد الوقود على النار التي هبَت بينهم ليقترب من عمه و هو يقول باصقاً كلامته بتقزز:
- و ما تقولش ليه يا عمي.. خلي الناس تعرف حقيقتهم و انهم..
قاطعه هدر عمه به قبل أن يكمل قائلاً:
- خلاص يا سراج.. هم عارفين هم عملوا إيه ( ثم حادت نظراته لأهل العريس الذين كانوا يتابعون المشهد المحتد بتشكك و حيرة و الكثير من الامتعاض ) و كيف ما قال أبو الدكتور.. عيلة التهامي عمرهم ما جاروا على حق حد و لا طلعت منيهم العيبة ( قالها بنبرة سخرية صريحة ) و احنا جايين نحلوا اللبش اللي ما بينا و نقفل الصفحة دي للأبد.
- و المطلوب؟
كان ذلك سؤال الحاج عبدالعزيز الذي كان يجلس يتابع ما يجري من حوله بنظرات خاوية.. هو الملام على ما يحصل الان.. هو الجاني و ليس له أن يطلب الرحمة الآن، حتى نظراته كانت منكسرة.. لأول مرة كانت عينه تنكسر و أمام من؟ أمام ألد اعدائه !! اقترب مصعب و عبدالعزيز ابن سالم من الحاج عبدالعزيز يقف كلا على جانب من خلفه كمن يؤازره و يحميه لتنزل عليهم حينها كلمات جاسر الذي كان يتابع تبدل خلجاتهم و يدرسها ليفطن أنهم سيلبون طلبه و لو بعد مكابرة فخوفهم من الافتضاح يحكمهم:
- المطلوب إننا نعيد القصة القديمة من تاني و نفتح الدفاتر اللي قفلناها.. و احنا مش جايين بشر كيف ما انتوا فاكرين.. احنا جايين بخير و نسب و أهو تبقى الفرحة فرحتين.
قطب الجمع بتوجس من مطلبه.. هو يطالب بإعادة المعاهدة القديمة التي لم ترى نور شمس، تبادل رجال التهامي النظرات القلقة فيما بينهم لينطق الحاج و قد ساورته بعض الشكوك و هو يعلم أن ما هذا إلا تخطيط من ذاك الثعبان سراج الذي يناظره بنظرات متشفية تملؤها حقد معتق:
- و النسب ديه هايكون بين مين و مين؟
طاف جاسر بأنظاره على رجال ال التهامي و الذين كانوا قد التفوا حول كبيرهم لترسو أنظاره أخيراً على ابن أخيه الذي ابتسم له بمعنى أن ينهي الأمر:
- احنا جايين نطلب القرب من بت بتكم يا حاج.
جحظت عينا محمد بانفعال و هبَ يبتغي الانقضاض عليهما لكن قبضة أبيه كانت له بالمرصاد تكبله من كتفه ليحدق بهم و قد استحال البياض في عينيه لاحمرار دامٍ.. ارتجف جسده و هو يتخيل أن تزف بهجة روحه لغيره بل لألد الأعداء الذي لن يخاف بها رباً و لا عرفاً.. في تلك اللحظة استشعر والد الدكتور عمر أن رحيلهم أصبح بواجب ليصفي الباقون حساباتهم بينهم لينهض و هو يحث ابنه للنهوض بموازاته قائلاً:
- أنا شايف نسيبكوا مع بعض تتفاهموا و احنا خدنا اللي جينا عشانه و ان شاء الله لو بقى في فرح تاني هاتلاقونا أول الناس اللي تاخد بيدكم.
زفر سالم و مصعب أنفاس ثقيلة و قد أزيح عن صدرهم جبلا مهولا.. فلتتفرغ الساحة للمتخاصمين دون شهود.. ودَع عائلة العريس الجمع و غادروا و هم يتهامسون بين بعضهم عن فحوى ما جرى في الجلسة التي هجروها، أشار الحاج عبدالعزيز لجاسر و سراج بالجلوس و هو يقول:
- اتفضلوا اقعدوا ما لهاش لازمة وقفتكوا اكده.
ثم استطرد قائلاً و قد بان الحزن في قسماته:
- انتوا عايزين أديكوا بت أيمن عشان تاخدوا بتاركوا منيها!! من ميتى الحريم بيدفعوا حق الدم و كيف تقبل على نفسك تتجوز وحدة من دور عيالك؟
احتد جاسر و هو يجيبه بغلظة بينما عينا الصقر الذي يقبع بجانبه كانت تطوف حول وجوههم كمن يتخير فريسته:
- مش احنا اللي نهين حريمنا يا حاج.. و لا عمرنا جينا على العرض.. لكن انتوا غلطكوا فينا غلط كبير.. أنا عايز أعرف كدبتوا ليه؟ كدبتوا و قلتوا انها ماتت و جوزتوها ليه؟
- ما كانتش رايداك و انا ما قدرتش اغصبها حتى لو اديتكوا كلمة.
شحب وجه جاسر ما أن أتاه جواب الحاج عبدالعزيز باترا قاسيا شعر به كخنجر مسموم غرس في منتصف قلبه ليختنق بألمه حتى الأنين ما كاد يخرج من شفتيه.. سهامه.. من فنى سنين صباه و شبابه في حبها و تمنيها و سنين الرجولة و الكبر على ذكرى حبها.. كراهب يرفض الخوض في خطيئة الكفر بحبها، لم يرى أحدهم وجعه سوى ابن أخيه و قد لعن بداخله الحب و المحبين فالحب برؤيته لا يجلب إلا الوجع و الذل.. ليبتسم سراج حينها ابتسامته الشيطانية و هو يشعل إحدى لفافات التبغ خاصته رافعا رأسه بترفع و هو يقول بتلكؤ مستفز للأعصاب و نفس الابتسامة تتوحش على ثغره:
- و مين قال انه عمي العريس.. العريس أهو ( قالها و هو يضع كفه على صدره ليتابع بنفس الاستفزاز و هو ينظر باستسخاف لمحمد الذي كان يصارع نفسه و قبضة أبيه المتشبثة به لئلا ينقض عليه ) و العروسة مش هي اللي قولتوا عليها.. العروسة اللي احنا جايين نطلب إيدها تبقى نور بنت سهام التهامي.
جحظت عيون الجميع من عائلة التهامي من هول ما سمعوا ليكون جمال أول من يستفيق من سكرته و ينقض على سراج الذي انخرط حينها بنوبة ضحك من تمكنه من استفزاز أحدهم بهذا الشكل و قد ارتد المقعد بسراج على الأرض و جمال من فوقه يكيل له اللكمات لتنقلب الآية في ثوان و سراج يعتلي جمال يرد إليه اللكمات ليشتبك الاثنان في شجار ناري وقوده الغل.. كان سراج كمن ينتشي بإغضابهم و كسر شوكتهم و لربما اقتراب نيله لثأره منهم.. تجمع مصعب و سالم و عبدالعزيز حول سراج يحاولون إبعاده و كبح جماح ثورته بينما امتنع محمد مصرا بداخله أن ذاك الثعبان يستحق ما أتاه بالرغم أن أخاه قد نال النصيب الأكبر من الرضوض، هاج جاسر من ما يجري و صاح بالحاج عبدالعزيز مقرعا:
- يعني أحنا جايين و ناويين الخير و بالاخر تتهجموا علينا!! انا لسة عامل حساب العهد اللي بينك و بين أبوي يا حاج ما تخلينيش أنسى كل ده و وقتها ما حدش هايندم غيركوا.
في ذاك الحين كان قد انسلخ جمال عن سراج بقوة الشد مِن مَن اجتمع عليه.. كان يتنفس بهياج و وجهه قد تفرقت به الكدمات.. هو لا يتصور كيف أن هذا الخسيس قد تجرأ و طلب يد محبوبته.. في ذات الحين كان سراج يمسح خط الدماء عن فمه بغير اكتراث ليقف يهندم بدلته كأنه لم ينخرط منذ ثوان في شجار دامٍ و لربما يعود هذا لبنيته القوية.. ليقول حينها الحاج عبدالعزيز بنبرة مستكينه:
- ما ينفعش.. بت سهام مش من التهامية و احنا ما نقدرش نغصب عليها بحاجة زي دي.. و تاركوا خدوه مني أنا.
تعالت ضحكات سراج و هو يتقدم خطوتين منهم و يقول باستسخاف موجها الحديث للحاج عبدالعزيز:
- لا و الله.. ناخد تارنا من واحد رجله و القبر.. من امتى التار بيتاخد من العواجيز !! إحنا تارنا ناخدوا من زينة شبابكوا يا حاج.

أنهى كلماته بابتسامة مائلة مستشرة ليأتي التعقيب من عبدالعزيز ابن سالم و هو يتقدم تجاه سراج و جاسر متحدثاً بما استطاع استحضاره من التعقل و كظم للغيظ:
- ما فيش داعي نلف و ندور بحوارات ما لهاش حل فمن الاخر قولوا ديتكم كام و احنا سدادين حتى لو كان التمن هو الأرض.
و في عرف الرجال الأرض هي العرض و أن يضعوا الأرض على طاولة المساومة لهو أمر عظيم على النفس، لكن ليس هذا ما ابتغاه سراج هو يريد قهرهم و حرق قلوبهم و ما هذا إلا أول أمطار السجيل.. ليقف بمجابهة عبدالعزيز ابن سالم و هو يقرر و ينهي الفصال:
- أرضكم ليكم احنا مش ناقصنا أراضي يا ابن التهامية.. و هي كلمة و رد غطاها يا تجوزوني بنت سهام يا تقول على روحك يا رحمن يا رحيم.
اهتزت حدقتي عبدالعزيز ابن سالم عقب كلمات سراج الذي كان يطالعه بابتسامة متسلية.. التفت لرجال عائلته ليجدهم كظيمين الوجوه محنيين الهامات.. ابتلع ريقه بمشقة و هو يعود بأنظاره لغريمه ليرى الشر الخالص في عينيه.. هو يعلم من يكون سراج حرب.. سراج الذي لم يبيت في عمره ثأراً مهما صغر إلا ثأره لوالده .. و كم كان مثاراً للعجب نأيه عن الأخذ به حتى اليوم.
في تلك الأثناء كانت رؤى تتنصت و دموعها تنهمر مدرارا على خديها.. لم تستطع البقاء و الاستماع أكثر لتهرول للداخل و هي تشهق و تنتفض رعبا من القادم.. اصطدمت بنور التي كانت تعيد بعض الأطباق للمطبخ مخلفة جمع نساء عائلتهم في الصالة العائلية، جزعت نور ما أن رأت ابنة خالها على هذا النحو من الانهيار المرير لتأخذها في أحضانها تهدأ من روعها و هي تنادي على جدتها و خالتها كي يلتحقوا بها للمطبخ و يروا ما بال رؤى.
طنين.. كل ما كان تسمعه هو الطنين الذي يصم الآذان.. ثقل رأسها و قد أضحى حمله عصياً فوق كتفيها لتسقط مغيبة عن واقعها بعد أن أدركت الكلمات التي وصلتها من رؤى من بين شهقاتها و غصاتها.

انفرج ما بين جفنيها لترى أكثر من زوج من الأعين تطالعها بقلق و حزن.. تنعمت بتلك الثواني الأولى من فقدان الذاكرة ما بين الغفلة و الصحوة و حينما انتهت تلك الثوان صفعها الواقع المثير للشماتة.. بقيت تحدق بالفراغ و هي تشعر بالشفقة من نفسها على نفسها.. في أجمح خيالاتها لم تتخيل أن تلف بها ساقية الحياة و تقف حيثما كانت والدتها.. زواج لوأد الثأر من عائلة حرب.. و كلما توغلت الحقيقة بداخل فكرها أكثر كلما ازدادت سخافة.. سخافة دفعتها أن تطلق ضحكاتها الغير مصدقة لتصاريف القدر.. ضحكاتها التي جعلت من حولها يناظرون بعضهم بتعجب و يناظرونها بريبة إن كانت قد فقدت عقلها.. لكنها ضحدت تنبؤاتهم و هي تقول بصوتها الضاحك بمرارة:
- هلأ اللي أنا سمعته تحت كان مزبوط؟ يعني الثور اللي شفته بالأرض جاي يطلب إيدي و بيهدد إذا رفضت راح يقتل عبدالعزيز ابن خالي؟!!
لم تجد منهم أي رد لتصرخ فيهم طالبة تفنيدا لما قالت أكثر منه تأكيدا:
- ما تحكوا ليش مبلمين فيي هيك!!
جاورتها جدتها تمسد على ظهرها تقرأ ما تيسر في جعبتها من آيات الله بينما رؤى و رقية و رحمة يشيحون بأبصارهم عنها بقلوب مشتتة و راهبة و الدموع تتدافع من أعينهم إجلالا للموقف الذي يقفونه.

في الأسفل بقي جمال يذرع الصالة جيئة و ذهاب و رجال العائلة يجلسون بتجهم و خزي.. كان قد غادرهم جاسر و سراج حرب بعد أن ألقوا قفاز التحدي في وجوههم و هم الان بانتظار ردهم.. ركل جمال إحدى الطاولات الصغيرة في طريقه لتطير مصطدمة بالحائط و تسقط كشظايا خشبية متبعثرة.. زفر مصعب أنفاسه بثقل قبل أن يصيح بجمال:
- ما خلاص بقى يا ولدي إهدى اكده خلونا نشوفلنا حل.
ثم التفت لوالده الساهم بعالم آخر قائلاً بنبرة عالية:
- هانعمل إيه دلوقت يا ابوي؟ ولاد حرب مش هايسيبونا في حالنا المرة دي.
اقترب جمال من أبيه يجيب بدلا عن جده بصوت كفحيح الأفاعي المستترة بجحور الأرض:
- أنا هاقولك نعمل إيه.. إحنا نقولهم يرورحوا ياخدوا بتارهم من اللي قتل محمد حرب.. ياخدوا تارهم من ابن عمكوا أيمن و أهو نبقى خلصنا منه و من قرفه.
توسعت عينا مصعب من تصريح ابنه الملتوي عن تشاريعهم و قبل أن يتسنى له الرد على الاجحاف الصادر عن ابنه بحد رأيه أتى الرد من ابنه الأصغر محمد متوسلا:
- لاء يا جمال لاء.. مهما كان ده يبقى جوز عمتك و أبو بناتها.
اقترب جمال من محمد بحركة سريعة ليقبض على مقدمة قميصه يجتره منها و يقرب وجهه من وجه أخيه يزعق فيه:
- خايف عليه و الا خايف على حبيبة القلب تزعل عشانه.. ما هو باعهم و مش سائل فيهم هايفرق معاهم إيه؟ عايزين نور تدفع تمن اللي عمله زي ما كنتوا هاتدفعوا أمها قبلها!!
أشاح محمد وجهه عن أخيه بضيق دون أن يقاوم أو يحاول الفكاك من قبضته ليحل جمال وثاقه بتأفف و اشمئزاز جلي ثم حانت منه التفاتة لجده الذي غادر صمته و نهض مرتكزا على عصاه قائلا بصوت مهزوم:
- ما اقدرش أعيد اللي كان.. و قصة سهام زمان مش هاتجري على بتها دلوقت.
هاج سالم هذه المرة و هو يصيح بصوت مهزوز:
- و لدي يا ابوي!! عايز ولدي يروح مني؟
نظر له والده بنظرات خاوية منكسرة قائلا بأسف:
- مش هانقضي كل عمرنا عايشين برعب من التار.. و ان كان عندك حل تاني هاته.
- نديها اللي هي عايزاه و تتجوزه.
قالها سالم قاصدا نور.. ليشد مصعب على رأيه بموافقة:
- أيوة نديها اللي هي رايداه من مال و أراضي بس توافق.
اهتاج جمال من تفكيرهم المتردي ليشد شعره غيظا و هو يقول كلمته الاخيرة قبل أن ينسحب من البيت بأكمله:
- مش هاتتجوزه.. نور أنا اللي هاتجوزها و اللي هايقف في وشي هانسفه من على وش الأرض مين من كان.
أطبق الحاج عبدالعزيز جفنيه بقوة و لم يعد له قبلا لهذه المهاترات ليخطو تجاه حجرته و قبل أن يضع قدمه على أول درجات السلم الداخلي وصله صوت إبنه سالم المعترض على انسحابه:
- على فين يا ابوي هاتسيبنا في المصيبة دي لوحدينا ما عارفينش هانعملوا إيه!!
- هملوني لوحدي دلوقت.. وراي حاجة لازمن أقضيها.
و حاجته كانت مع ربه و على مقعده و السجادة تفترش الأرض تحت قدميه فبات يناجي ربه أن يلطف بهم و ينزل بأهل بيته السكينة و سواء السبيل و بكى.. بكى حتى اخضلت لحيته البيضاء بدموع الندم و القهر على ما كان و ما سيكون.

في جنح الليل كانت تجلس في الشرفة تطالع القمر المستتر و تغرق في ثنايا الليل الداكن.. أخرجت تنهيدة حارقة من صدرها و هي تفكر ( ليتها ما أتت .. ليتها بقيت نسيا منسيا لأهلها )، ما الحل؟ إلى أين المناص؟ كانت قد خابرت صديقتها بيان و قصت عليها الأمر فما كان من الأخرى إلا ان صرخت بها أن تستقل أول طائرة متوجهة للأردن و ليحترق الجميع بجرمهم هي ليس لها في هذا الأمر ناقة و لا جمل.. كيف لها أن تفعل بعد الذي أصبح؟ بعد أن تمكنت من نيل قبول جدها و تنعمت بحب جدتها و بنات خالها و خالتها.. كيف ستترك أهلها؟ بلى بالرغم من انشطارهم في قبولها فقد أحست بجنة الأهل و السند بينهم.. و الان و من غير حق أو جرم عليها أن تغادرهم!! ( كل هذا بسبب ذاك الثور البغل!! ) فكرت في نفسها.. حادت عيناها نحو الأفق لتلمع عيناها ببريق تصميم مخيف و قد قررت و شرعت بالتنفيذ.
ارتدت ثيابها للخروج و من ثم دست شيئا في الحزام الذي يحيط خاصرتها و وقفت أمام المرآة تلف حول وجهها الشماغ الأحمر بعد أن قلبته على عقب مظهرةً الوجه الداخلي له ( يرتديه العرب بهذا الشكل علامة السعي في أخذ ثأر أو حق من شخص قام بأذيتهم و إلحاق الضرر بهم فهي دلالة على البغضاء و الحرب)، خطت بخفة خارج حجرتها لتنزل درجات السلم الداخلي و هي تتلفت ذات اليمين و ذات اليسار و ما أشبه اليوم بالأمس فهي تعلم أن المشهد هذا قد سبقتها إليه والدتها و إن اختلف السبب و المقصد، استطاعت أن تلج لخارج المنزل دون أن يلاحظها أحدا و التفَت للخلف قاصدة البوابة الخلفية موقنة أن حارسها في سبات عميق كما عهدته في أيامها القلائل في القصر و حين أصبحت على بعد آمن من المنزل أطلقت ساقيها للريح.. استمرت في هرولتها دون هوادة و هي تعلم وجهتها فقد التقطت عيناها في جولتها الصباحية المشؤومة مع رحمة قصرهم و أكدت لها رحمة أنه يخصهم.. وصلت أمام القصر و هي تلهث.. أجبرت نفسها التقدم من الحارس و إيقاظه ( حبا بالله هل كل الحراس في هذه البلدة يغفون أثناء حراستهم ؟!) فكرت حانقة لينتفض حينها الحارس و هو يوجه بندقيته نحوها.. لم تجزع و لم تهاب فهدير نبضات قلبها الصاخبة غضبا قد صمَتها عن أي خوف.. أخبرته أن يخبر سراج برغبتها في ملاقته الآن و فورا و أعطته إسمها الأول.
كان التنفس من خلف قماش الشماغ عصياً عليها لكنها لم تأبه.. تندى جبينها بقطرات العرق من فرط الحماس و أجراس الإنذار التي أخذت تطرق في رأسها بأن لعل مجيئها إلى هنا لم يكن بالصواب.. أخرست أصوات عقلها و أبقت على صوت واحد.. صوت حقها في الحياة السوية بين أهلها.

كان ينام و هو يحلم أحلاما هانئة.. لكم أثلج لقاؤه بهم قلبه و روحه.. رعبهم و سخطهم أنعش كينونته و أضحى ثملا بالسطوة و قد أصبح صاحب اليد العليا.. بل لطالما كان هو صاحب اليد العليا و صاحب الحق فيهم، انتشله من هانئ أحلامه رنين هاتفه المستمر ليفتح عينيه بانزعاج و يمد يده ملتقطا الهاتف ليرى أن المتصل هو حارس قصره.. التقى حاجبيه بتعجب و هو يتفقد الساعة على الهاتف ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل.. أجاب الاتصال لتتوسع عيناه بصدمة و يتسع مبسمه بنشوة و هو ينهض عن فراشه بتعجل محدثا الحارس قبل أن يغلق الخط:
- خليها تدخل و إياك حد يعرف عن الموضوع ده و الا مش هايحصلك طيب.
ارتدى قميصا أبيض داخلي بعد أن كان عاري الجذع.. و غادر حجرته بعجلة و ألف فكرة تدور برأسه.
كانت تقف بجمود كالصخر.. عيناها فقط من تجولان في أنحاء البهو الشاسع الذي رفضت التحرك منه بعد أن عرض عليها الحارس إدخالها غرفة المكتب.. تحفزت حواسها و هي تستمع لصوت خطواته المتمهلة نزولا على السلم.. رفعت عيناها لتلتقي بعينيه التي كانت تحدق بها كمن يكيد لها نية دنيئة.. بهيئته الفوضوية و آثار النوم واضحة على هندامه و شعره المبعثر.. توترت و شعرت بجفاف حلقها رهبةً و عيناها ترتحلان حول جسده الصلب.. ذراعاه العضليتان و صدره الواسع المنحوت و كأنه أحد التماثيل الإغريقية، عضت باطن خدها و هي تحاول أن تهدأ من روع نفسها حتى أتاها صوته الساخر بعد أن أصبح على مقربة منها:
- أنا أكيد لسة نايم و بحلم.. معقولة نور بنت سهام التهامي بجلالة قدرها جاياني في بيتي و بعد نص الليل.. بس ان شالله يكون خير مع اني ما اظنش ؟!!
ابتسمت من خلف لثامها تجيبه:
- الخير يصيبك.. و بعتذر إن كنت صحيتك من نومتك.
- فعلا صحيتيني من أحلاها نومة.. بس يا ريت اللي جاية فيه يكون يستاهل.
قالها بنبرة متخابثة و هو يقترب منها حد الخطر.. حد أنها استشعرت أنفاسه تلفح الظاهر من بشرة وجهها، تقنعت بالقوة و استعرت عيناها و هي تزيح الشماغ عن وجهها.. رفعت رأسها مثبتة عيناها على عينيه تقول بنبرة ثابتة:
- أنا جاية أنهي الموضوع معك و هلأ.
ابتسم ابتسامة ماكرة بزاوية فمه و أصابعه باتت تتلاعب بذيل الشماغ خاصتها متحدثا بنبرة أشد مكرا و تلاعبا:
- و ماله يا قمر ننهيه هلأ ( قالها مقلدا لكنتها ) تحبي ننهيه هنا و الااا.. فوق.
ألحق جملته بغمزة متواقحة أجبرها أن تخطو للخلف خطوتين تبتعد فيهما عن محيط جسده و قد أصابها غثيان قميء من كلماته الموحية، احتقنت عيناها بلون الدم و دموع محتبسة تهدد بفضح رهبتها.. في هذه اللحظة تشعر أنها كانت مغيبة حينما قررت المجيء إليه.. بما كانت تفكر !! إلى أين قد يوصلها اندفاعها؟!! لكن قد فات الأوان و عليها التسلح بالصلافة حتى لو كانت مزيفة:
- كم بدك و تحل عنا؟ عشرة عشرين مليون.. قول الرقم و أنا سدادة و أنا متأكدة أهلي هايحطوا قدهم و زيادة.
كتف يديه بتسلي لتتضح عضلات جذعه العلوي بشكل دب الرعب في قلبها.. سرت ارتعادة في جل جسدها و هي تفكر أنه يمكنه أن يسحقها بإصبع واحد من أصابعه ( مفكات أكثر منها أصابع ) فكرت بهلع، تجاوزت أفكارها حين أطلق صوتا بلسانه دلالة استهجانه و هو يجيبها :
- تؤ تؤ تؤ..انتي جاية تشتريني بقى.. شوفي و أنا اللي كنت فاكرك جاية تبلغيني بموافقتك على الجواز!!
جعدت أنفها كمن اشتم رائحة كريهة لتجيبه بصوت مختنق:
- سميه دية.. بدل التار..
قاطعها بيده قبل أن تكمل حديثها قائلاً بهدوء أقلقها:
- شوفي يا حلوة مش أنا اللي يبيع تاره و حقه.. لكن أنا مش هاردك و ايدك فاضية.
ابتسم ابتسامته الشيطانية المعتادة و عيناه تجولان على جسدها بوقاحة صريحة مردفاً و هو يرفع سبابته:
- حاجة وحدة بس ممكن تخليني أنسى كل حاجة و أقفل الدفاتر القديمة.
قطبت حاجبيها و هي تستشعر أن القادم سيكون بقتامة روحه.. حركت رأسها باستفهام ليجيب هو تساؤلاتها:
- تسلميني نفسك.. ليلة وحدة و احنا فيها.
استعرت عيناها كالجحيم و قد أشعلت كلماته فتيل سكونها لتنفجر بوجهه باصقة كلماتها:
- انت واحد سافل و حقير و
و قبل أن تكمل كان قد ابتلع الخطوتين التي تفصل بينهما ليقبض على ذراعها و يقربها منه مما جعلها تناظره بصدمة و كاد أن يختل توازنها لولا يده القابضة على ذراعها.. ليقول بهمس خشن و قد اختلطت أنفاسهما :
- ما تنسيش انك انتي اللي جايالي برجليكي يا حلوة و بنص الليل.. يعني أنا أقدر أحبسك هنا و اعملك فضيحة و اخلي اللي ما يشتري يتفرج على أهلك و عرضهم بيتمسح فيه الأرض.. و اعملي حسابك إني ما نستش و لا هانسى القلم اللي اديتهولي.
اهتزت حدقتيها و لم تشعر به يتحرك بها للخلف حتى اصطدم ظهرها بالحائط.. أسند كلا كفيه على الحائط كلا على جانب منها و اقترب بوجهه منها و عينيه تلتهمان تفاصيل وجهها و ترسوان على شفتيها المغويتين:
- سلميني نفسك و انا اضمنلك انك مش هاتندمي.. و ابقي روحي اعملي عملية و صلحي الموضوع بس هاتكسبي حياتك و حياة الرجالة في عيلتك.
و في لحظة خاطفة اختفت أنفاسه لتحتبس بجوفه و توسعت عيناه بصدمة إبان ملامسة حافة السكين لرقبته تضغط عليها جارحة إياها حتى تساقطت بعض قطرات من دمه على كفها القابضة على السكين.. ابتسمت بظفر و هي ترفع حاجبها بتحدٍ قائلة:
- أنا لسة ما حكيتلك الخيار التاني.. و بما إنك رافض المصاري فما ضل غير هالخيار.. أقتلك و آخد أول طيارة رايحة الاردن و الزلمة يقرب وقتيها مني.
صك أسنانه بغيظ متأملا ابتسامتها المنتصرة و حافة السكين تنغرس أكثر في رقبته.. هي تتحداه و هو قبل التحدي، أطبق بكفه على كفها القابضة على السكين يغرزها أعمق في عنقه لتبتلع هي ريقها بخفر.. احتجز عينيها أسر عينيه ناطقا بما حلَ العصب من ركبتيها:
- و بكده هايبقى التار تارين.. و مش هايكفي عيلتي غير دمكوا كلكوا.
- عيلتك مين؟ حسب معلوماتي إنت آخر السلالة الوسخة هاي.
قالتها بتبجح ليقرر أنه اكتفى من لعب الصغار هذا .. ضغط قبضته أكثر على قبضتها ينزلها و بحركة مباغتة أزاح قبضتها بحدة مما سبب له جرحا شبه غائر في رقبته لكنه تجاهله و قام بلفها ليلتصق ظهرها بصدره.. اقترب برأسه من أذنها مما أتاح لقطرات الدم أن تتساقط من عنقه على قماش حجابها و ينطق بهمس متوحش و هو يطوق جسدها يمنعه الحراك:
- شوفي يا بنت الناس.. أنا قولتلك قبل كده إني أنا اللي هاربيكي و انا اتأكدت دلوقتي انك فعلا عاوزة رباية.. أنا هاسيبك تروحي دلوقت و بمزاجي.. فاهمة يعني إيه بمزاجي يعني لو أنا عاوز هاخدك دلوقت فوق في أوضتي و اعمل معاكي الصح و وقتها وريني مين هايحط الحق عليا.
ارتج جسدها رعبا و قد وصلتها كلماته واضحة.. بينما هو وصلته رعدتها التي استشعرها جسده.. جسده الذي خانه لحظتها و هو يقترب أكثر يشتم عبقها مغلقاً عينيه بنشوى.. هذه الفتاة تفقده عقله و تجذبه بروية لحبائل سحرها الملعون دون حول له و لا رغبة للذود بنفسه و قلبه.
- ما بدي أنحرم منهم بعد ما لقيتهم.. نفسي أفهم من أي جحر من جهنم طلعتلي؟
قالتها بانهزام بعد أن أيقنت أنه لن يتزحزح عن موقفه.. هي فقط من كانت غبية بما يكفي أن تظن أنها ستتمكن منه بالقوة.. أي قوة و هي لا حول لها و لا قوة في مجابهته، تصلب جسد سراج بعد أن أحس بمرارة قولها.. بنبرة التوسل في كلماتها المتلحفة بالصلابة.. ابتعد عنها يفك أسرها و أدار ظهره لها و قطرات الدم ما زالت تقطر على الأرضية الرخامية من جيده ليتوه في أفكاره و يقول بشرود:
- ده نصيبك و انتي اللي جيتي له برجليكي.
- طب ليش أنا؟
التفت إليها ليغرق في بحور عينيها الحزينة.. بقي على غرقه لثوان قبل أن يشيح بوجهه يبرر و لا يعلم لما التبرير من الأساس فقد خط القدر كلمته و انتهى الأمر قد قالها من قبل و سيقولها مجددا و سيقتص لدم أبيه و قلب عمه:
- اللي ما جراش على أمك زمان هايجرى عليكي دلوقت.
اهتاجت من تصريحه محدود التفكير لتحتج صائحة:
- و أنا شو دخلني شو هاتستفيد لما تتزوجني أنا و أنا أصلا ما بحمل إسم عيلة التهامي.. أنا كل اللي بدي اياه أعيش بين أهلي بسلام أنا حتى لسة ما ثبتت رجليي في البيت !! بترجاك إن كان في بقلبك ذرة رحمة انسى اللي صار زمان و اعفي عنا.
سلح عينيه بالبرود و هو يسدل الستار على هذا النقاش:
- مش هاتنولي شفقة مني بكلامك ده.. روحي بيتكوا يا نور.. و هابقى استنى الرد.. يا الجواز يا الدم.. و يا ريته يبقى الدم.


noor elhuda likes this.

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 12:04 AM   #118

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ايه المواجهات النارية دى

بصراحة جاسر صعب عليا بعد تخلى سهام عنه وهو اللى ضيع سنين عمره فى حبها والحزن عليها

الحرب دلوقتى بين جمال اللى عايز يتجوز نور لاعتقاده بحبها وبين سراج اللى عايز يتجوزها عشان ياخد بتار ابوه

تصرف متسرع من نور انها تروح عرين الاسد برجليها بس الحمد لله ان رغبة سراج فى الانتقام موصلتش لدرجة انه يحتجزها وتشوف مصير اسوء من الجوز
بس انا شايفه انها توافق عشان توريه النجوم فى عز الضهر

تسلم ايدك الفصل فى منتهى الجمال


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 01:00 AM   #119

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل نارى
نور مش قادرة اصدق دخلتي ل الاسد ف عقر داره
كان حيلتهمك لكن ربنا ستر
فصل رائع عجبني جدا اسلوب السرد وتحاور الابطال
ابدعتي منتظرين القادم بشووق
اسعدك الله


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 28-10-19, 01:53 AM   #120

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 5 والزوار 9)



‏موضى و راكان, ‏كوكى محمد, ‏هيفااا, ‏ضحى حماد, ‏modyblue+


فصل عاصف أبدعتى


كان قد غادرهم جاسر و سراج حرب بعد أن ألقوا قفاز التحدي في وجوههم و هم الان بانتظار ردهم..

- هانعمل إيه دلوقت يا ابوي؟ ولاد حرب مش هايسيبونا في حالنا المرة دي.


- ما اقدرش أعيد اللي كان.. و قصة سهام زمان مش هاتجري على بتها دلوقت.


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.