آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-19, 10:46 AM   #61

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
بداية مشوقة ....
نور لم يعد لديها احد من عائلتها بعد وفاة والدها
لقد قررت السفر الى مصر لكى تتعرف
على عائلة والدتها ...
لقد اعتقدت انهم سوف يرحبون بها
لكنهم رفضوا وجودها معهم....
وحدة جمال ابن عمها هو من دافع عنها
وجدتها قررت ان تكون قوية وتدافع عن حقها
ب حفيدتها بعد ان حرموها من ابنتها...
تسلم ايدك حبيبتي ❤❤❤❤
بانتظار القادم بشوق
هاي الرواية بالذات قلابة.. يعني اللي بتحبيه اليوم يمكن تكرهيه بكرا و اللي بتكرهيه الان هاتحبيه بكرا.. تابعي يا قلبي و هاتفهمي حكيي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 10:57 AM   #62

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
فارع دارع. عو يقال لمن يخرج بدون لباس كامل بسبب السرعه. فارع: مكشوف الرأس، دارع: مكشوف الصدر. س. المعنى: أنه قد يسمع صوت مشاجرة فيخرج
صحيييييييييح.. الله يسعدك عزيزتي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 10:59 AM   #63

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ألا يامل عين عن لذيـذ النـوم مشطونـه
وجار النوم عن موقه وزاد الويل والوالـي


وحياة اللي تخضع له جميع الخلق يرجوني
فلا احسب الهوى يذبح لمني شفت انا حالي

انا توي عرفـت ان المحبـه زايـد كونـه
تسل الروح برموع له المعلـوق ينشالـي

نطحني فارع دالع يشوح الريـح بقرونـه
مغر يطرق القذله يحسب المطـرق خالـي

تذّير يوم لاقيته وضـف الـراس بردونـه
تذّير قلت لاتزمل انـا المملـوك يالغالـي

غرير غر في زوله وعيني فيـه مفتونـه
مغر بالهـوى تـوه غرامـه لاح باقبالـي
الله الله على هالجمال.. حبييييييت جدا جدا.. جزيل الشكر غاليتي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:10 AM   #64

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
سلام الله يانور القناديل

سلام من على قلبي سلاما
يا قلبي انت.. الله يسلمك و يحفظك و يسعدك


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:13 AM   #65

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ماذا أقول عنكِ :
أأقول أنك الشمس المنيرة
أأقول أنك تضيئين الدنيا عند الظهيرة
أأقول أنك القمر في ليالينا القصيرة
أأقول أنك أودعت الحلاوة في هذه الأيام المريرة
أنا لا أبالغ فقد رأيت ذلك في لون عيناك الخطيرة
فلا تطبقي عينيكِ حتى لا يحدث عكس الذي قلت و يلقى كل منا مصيره
صدقا انبهرت بجمال الكلمات.. هدول كلماتك؟؟؟ هابعتلك خاص عزيزتي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:14 AM   #66

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
عبدالعزيز بالرغم من حبه وشوقه لسهام الا ان عادته وتقاليده الظالمه تحكمت فيه وجعلته قاسى على بنته ورافض لوجود حفيدته

واضح ان تحالف نور بيزيد بقدوم بنات مصعب الرافض وبشدة وجود نور

زعلانه جدا على سمر ومشفقه عليها من حبها لجمال اللى واضح انه بدأ ينجذب لنور ولشجعتها

تسلم ايدك فصل روعه
ذكرتي نقطة مفصلية.. جمال انجذب لشجاعة نور و قوة شكيمتها و هالشي مش موجود عند سمر.. خلينا نشوف الاحداث لوين هاتوصلنا


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:15 AM   #67

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
نور سعيدة بوجودها فى بلد والدتها...
تقبل جدتها لها اسعدتها.
جمال دافع عنها امام الجميع وساندها
سمر تشعر بالغيرة على جمال من نور
عدم تقبل جدها واخوالها لها يؤلمها
تسلم ايدك على الفصل الممتع ❤❤❤
حبيبتي تسلميلي.. لسة الخير لقدام


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:16 AM   #68

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mini-2012 مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك على الفصول الممتع ❤❤
حبيبتي تسلميلي يا قلبي.. سعيدة انها نالت اعجابك


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 11:17 AM   #69

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
اللي صار مبارح كان أول المعارك بحرب بتمنى من كل قلبي إنها ما تطول.

- بإذن الله مش هاتطول و أنا قولتلك إني هاكون دايما في ضهرك وقت ما تحتاجيني.

استمرت جلستهم الودية قرابة النصف ساعة و دارت حواراتها حول تعارف الطرفين..

تعارف تأخر وصوله بالفعل..

لم يفيقا على زوج الأعين المتحسرة المقهورة

و التي كانت تتابع هذا المشهد من عليْ شرفة غرفتها على الخصوص..
بنبسط جدا بس اشوف اقتباسات ان دل على شيء فهو ان الكلمات أثرت بالقارئة.. جزيل الشكر غاليتي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 08:55 PM   #70

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس

الفصل الخامس:
على مائدة الإفطار اجتمع كلاً من جمال و الجدة ونور و أحلام و رحمة فقط !! إكفهر وجه فتحية و هي تناظر المائدة الشبة خالية من روادها لتتنهد بسأم قبل أن ترفع صوتها تنادي حسنية التي هرعت نحو فتحية تلبي نداءها:
- فين باقي أهل البيت؟ إيه لساتهم نايمين إياك؟!
اضطربت أنفاس حسنية و قد بان توترها من لجلجة حديثها و هي تقول:
- اااا بصراحة يعني.. يعني..
صاحت بها فتحية بنفاذ صبر تأمرها البوح:
- ما تتكلمي يا بت المركوب انتي فين الخلق اللي عايشين اهنه؟!!
ابتلعت حسنية ريقا جافا إبان إفصاحها:
- بصراحة يا ستي ما حدش منيهم عاوز يفطر اهنه.. سيدي مصعب و بناته و سيدي سالم و عيلته قالولي أطلعلهم الوكل فوق و سيدي الحاج ما رايدش يفطر واصل.
قالتها و قبضت بأسنانها على شفتيها من الداخل تشعر كمن تلفظ بجرم عظيم.. استحال وجه فتحية للون الأحمر غيظاً و غضباً لتجول ببصرها بين الجالسين إليها و هي تقول ببتر:
- الوكل طول عمرنا بناكله اهنه سوا.. دي أول و آخر مرة يطلع الوكل لفوق و فهميهم الحديت ديه يا حسنية و قوليلهم الست الكبيرة أمرت.. و اللي مش عاجبه يبات على لحم بطنه.
أومأت حسنية عدة مرات و هي تتراجع بخطواتها للخلف نحو المطبخ برهبة من غضب الجدة النادر الظهور و الذي ما أن يظهر يكون بعيد الأفول.. تنهدت نور بصوت مسموع و قد فقدت شهيتها للزاد.. ترثي حالها و مرساها و قد رست في ديار عدَتها الوطن ليستنكروه عليها شحاً و بغيا، لاحظت فتحية انحسار شهية حفيدتها نور و قد لمحت تهدل كتفيها لتهدهد هواجسها بقولها:
- البيت ديه بيتك يا بتي زي ما هو بيتهم.. ما تحطيش في بالك عمايلهم و لا صدهم عنك.. الزمن قادر يعودهم.. سمي بالله يا بتي و ما تخليش الهم يركبك واصل.
كانت تنظر لها بتركيز و هي تتشرب كل كلمة تنطق بها لتشعر بها كما الوقود الذي يعود و يشب نيران عزيمتها إبان خفوتها.. ابتسمت للجدة باتفاق و هي تعود لطبقها الذي اهتمت خالتها أحلام بملئه لتتناول طعامها بينما الجالس معهم يناظرهم باستمتاع.
انتهوا من طعامهم لينتقلوا بجلستهم لغرفة المعيشة يتجرعون أقداح الشاي بالنعنع و يتبادلون أطراف الحديث.. استدعى انتباههم صوت رنين الهاتف بنغمة اتصال على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ليتبينوا أن الاتصال الوارد يخص نور فاستأذنت منهم و اتجهت بخطواتها قرب باب المطبخ للحصول على بعض الخصوصية لتعيد الاتصال و قد انقطع بدايةً فيأتيها صوت نزار المشبع بالقلق و التوق قائلاً:
- كيفك حبيبتي.. طمنيني عنك و عن أحوالك ان شاء الله بخير؟ أهلك كيفهم معك؟ حدا عم يسمعك كلمة هيك و الا هيك؟؟
قهقهت نور بخفة على سلسلة الاسئلة اللامنتهية التي أحاطها بها لتقول من بين ضحكاتها:
- شوي شوي علي يا عمي مالك داخل فيي شمال!! عالعموم اطمن الأمور بخير و أنا كتير مبسوطة هون.. ما تتخيل قديش فرحانين فيي و أنا كمان بحمد ربي إنه هداني و خلاني أجي و أتعرف عليهم.. المهم انتوا كيفكوا و كيف خالتو و الشباب؟
تنهد نزار براحة و شوائب الريبة ما زالت عالقة بقلبه ليتجاهلها خوفا أن يضيق الخناق على صغيرته فيقول مجارياً لها:
- كلنا بخير و الحمدلله و كلهم مشتاقين و بيوصلولك السلام.. المهم هسة شو قررتي بالنسبة للعيشة؟ ناوية ترجعي عالأردن و الا حابة اتضلي بمصر؟
أطبقت نور على شفتها السفلى بأسنانها و ها قد أتى سؤال المنعطف.. في حياتنا تمر علينا منعطفات قلة يكون بها تغييرا لا عودة منه و هذا أحدهما.. لا تستطيع القرار فهي ما زالت تقيِم الطريق الذي ستسلكه لذا أتت إجابتها مبهمة و قاطعة بنفس الوقت:
- خليها لوقتها عمي.. الله يجيب اللي فيه الخير و يختارلي الأفضل.
- ماشي حبيبتي.. عالعموم إذا قررتي تقعدي أكثر من شهرين فاعلمي إني راح أجي أزورك خلال العطلة الصيفية و بالمرة اجيبلك معي شهادة الخبرة تاعتك كونه البنك اللي كنتي تشتغلي فيه بعتها على مكتبي بالجامعة حسب طلبك.
ابتسمت بامتنان و حب.. عمها نزار لن يتكرر بحياتها كما عمها أحمد هما نتاج دعاء الوالدين بالسند بحق:
- تسلم عمي.. و ان شاء الله ان كنت لوقتها بمصر فأنا بانتظارك.
و قبل أن تنطق بعبارت السلام بغية انهاء المكالمة قاطعها قائلاً:
- يابا يا نور.. ابعتيلي رقم ابن خالك اللي اسمه جمال حاب أحكيلي كلمتين معه.
لم تستغرب نور طلبه و هي التي تحفظه و تحفظ أساليب حمائيته لتومئ باستسلام حتى لو لم يراها و هي تقول بتأكيد:
- من عيوني هلأ ببعتلك رقم جمال بس شوي شوي عليه بلاش تبرشه.. أنا ما شفت منه غير كل خير.
قلب نزار عينيه بضجر و بوادر غيرة قد طفت على سطح أمواجه الصوتية:
- خايفة عليه مني يا بنت أمجد !! لا حبيبتي تخافيش مش راح أوكله بس بدي أوصيه مشان يعرفوا أهلك إنه في وراكي زلام وقت العازة و ما يستقلوا فيكي.
صدحت ضحكات نور المرحة حتى كادت أن تختنق بها و لا تعرف لها من كتمان.. بينما نزار على الجانب الآخر كان يبتسم كون صغيرته قد عاد لها مرحها بعد غياب طويل.. منذ وفاة والدها على التحديد، انتظر حتى انتهت من ضحكاتها ليسمعها تخبره بكل صدق احتوته نبرتها:
- و النعم منك عمي.. لو لفيت الدنيا كلها و لو طلعلي أهل بالصين حتى بتضل انت الأصل الله يديمك تاج فوق راسي عمي.
- و يديمك منارة تنوري حياتنا حبيبتي.

أنهت مكالمتها و هي تبتسم و تحرك رأسها للجانبين من نهفات عمها على حد اعتقادها.. التفتت بجذعها كما رأسها للخلف لتجد فتاة تحدق بها بشر.. رفعت حاجبا متعجبا قبل أن تخفضه سريعا و تقرر التغاضي عن طبيعة النظرات الشرسة المصوبة لشخصها فترسم على شفتيها ابتسامة ودودة و هي تتقدم نحوها و تقبض على كتفيها بكفيها و تهم بتقبيلها لتعرض عنها الفتاة و تشيح بوجهها للجانب مما أثار حيرة و ارتياب نور التي ابتعدت عنها بتقطيبة جبين عميقة، التقى حاجبيها و رياح النبذ الساهجة تصول و تجول من حولها من جديد لتقول متأملة تبديد شحنات الجو المشحون:
- انتِ إسمك سمر مش هيك؟ بنت خالو مصعب.. مبارح انتي أول وحدة استقبلتنا من العيلة.
أعادت سمر أنظارها لنور تطالعها بحقد جلي لا تجد الأخيرة تفسيرا له سوى أنه قد شابها ما شاب والدها من استهجان لوجودها.. لتبادرها سمر و هي تنطق بنبرة ساخرة تقطر غلاً:
- مين عمك ده اللي كنتي بتكلميه.. مش المفروض و حسب قولك انك ما بقاش ليكي حد؟ و الا كنتي بتستغفلينا عشان نشفق عليكي و نآويكي بينا؟!
ارتفع حاجبي نور لأقصى علو و هي تطالع سمر بنظرات مشدوهة من الهجوم الغير مبرر لشخصها.. و قد كان هذا الهجوم سببا كافيا لنور لتسدل على وجهها ستار الجمود و القوة و هي ترد اتهامها:
- أولا أنا مش بحاجة مكان يأويني الحمدلله بس بأشر بإصبعي و عشر بيوت بتفتحلي ابوابها.. ثانيا اللي بتسألي عنه بيكون صديق أبوي من زمان و هو بمقام عمي و مشان هيك بناديله عمي احتراما.. ثالثا و أخيرا انتي شو مشكلتك معي؟ اخوالي و جدي و مشكلتهم واضحة لكن انتي شو قصتك؟؟ عالعموم حبيبتي بحب أذكرك أنا إلي بهالبيت زي ما إلك بالزبط فما فيش داعي تعامليني كإني دخيلة.
كانت سمر تبتسم باستصغار صريح عاقدةً ذراعيها لصدرها و هي تستمع لكلمات نور الواثقة و ما أن انهت نور حديثها أجابت سمر استفسارها مستفزة إياها بقولها:
- أهو جينا لمربط الفرس.. يعني انتي جاية عشان تضمني حقك بخيرنا اللي هايكون ليكي بعد موت أمك.. ممم لاء ناصحة أوي.
قاطعتها نور بغلظة و هي تشيح بيدها نافضة التهمة المقيتة الموجهة إليها:
- فشرتي.. أنا الحمدلله والدي تركلي خير يكفيني طول عمري و يفيض و مش جاية أخد من خيركوا زي ما حكيتي.. الله يكثر خيركوا و خيرنا حبيبتي بس أنا كل غرضي من جيتي هون هو إني ألاقي حضن أهلي اللي يضمني و يحميني.
نفثت سمر أنفاسا حارقة قبل أن تفك عقدة ذراعيها و تقترب من جانب نور تهمس بكلماتها الملتهبة كما الويل:
- حضن مين فينا بالزبط اللي جاية عشانه ها؟؟ تكونيش فاكراني مش كاشفاكي يا حلوة.. لاء إصحي أنا واخدة بالي من كل تصرفاتك و نظراتك من أول دقيقة ليكي هنا.
ابتعدت سمر عن نور و هي تطالعها بتشفي بعد أن نفثت سمومها في أذن نور التي كانت دماؤها تغلي على مراجل الغضب المستعر حتى ظنت لوهلة أنها ستنقض على سمر تفتك بها و قد ظهرت رغبتها جلية في عينيها لعيني سمر اللامعتان بتحدٍ تتأمل أن تفعلها نور بحق لتكون حجة ضدها لطردها من هذا البيت.. لكن نور فنَدت تطلعاتها و هي تأخذ شهيقها ببطء و تزفره ببطء مماثل تحاول تكبيل أعصابها كي لا تنفلت من عقالها و قبل أن ترد نور عليها رداً يحجمها قاطع حرب النظرات صوت رحمة التي شهدت الموقف بأكمله و تأنت بتدخلها مفسحة المجال لنور لتأخذ حقها بالرد علَها تقلب الميزان لصالحها علما أنها قد تفاجأت بشدة من صفاقة ابنة عمها سمر الغير معتادة.. لتصيح حينها رحمة بسمر معنفة إياها:
- إيه الكلام الفاضي اللي بتقوليه يا سمر.. أنا مش مصدقة انه الكلام ده يطلع منك انتي؟!!
أشاحت سمر بوجهها عن كلاهما بتجهم فتتجاهل الرد على رحمة و تهم بالرحيل بخطوات كادت ترج الأرض من غضب صاحبتها، التفتت نور نحو رحمة و ما زال العبوس طاغيا على قسمات وجهها لتقترب منها رحمة مربتتة على كتفها و هي تقول:
- ما تاخديش في بالك يا نور.. هي مش كده و الله أنا مش عارفة هي قالت الكلام ده ازاي اصلا؟!
أومأت لها نور و هي تغصب ابتسامة على شفتيها دون أن تنطق.. لتمسك رحمة بيدها تقتادها نحو السلالم فالطابق الثاني و هي تقول بمرح:
- تعالي تعالي هانروح أوضة بنات عمي مصعب من مبارح و هم نفسهم يتعرفوا عليكي أكتر و أهي فرصة إنه عمي خرج من شوية يشوف مصالحه.
استسلمت نور لقيادة رحمة لجسدها نحو الغرفة المنشودة و ما أن وصلتا قرعت رحمة الباب بدقات متناغمة مرحة قبل أن تفتح الباب و هي تصيح و تهلل بتشريفها للغرفة و أصحابها بقدومها.
تجالسن الفتيات يتحدثن و يقصصن و يضحكن حتى وصلت أصواتهن المرحة لتلك القابعة بغرفتها تكاد الغيرة تأكل منها كما تأكل النار حقول القمح دون رحمة.. نعم هي تغار و تكاد تختنق بغيرتها.. وجدت العبرات طريقها من عمق مقلتيها نزولا لبشرة وجنتيها تصاحبها شهقاتها المتقطعة.. لا تتخيل أن يكون جمال لأحد غيرها.. يعيش معها يدللها و يسكنها لأحضانه الخضراء.. أن ينتشي بقربها دون غيرها و بالنهاية.. ستبقى هي الطرف الثالث المنسي و المحذوف من معادلة لم تكن يوما بثابتٍ بها.. ستنتحر.. نعم ستنهي أيامها في الدنيا و تنشد المغيب عن أرض حبٍ لم تكن بيوم من مالكيها.

على مائدة الغداء و مغايرا لمائدة الإفطار اجتمع جل قاطني المنزل عدا الحاج عبدالعزيز.. علامات الامتعاض على الوجوه و شرارات الغل و الرفض كانت السمة الطاغية على اجتماعهم.. تناول الجمع طعامهم بهدوء و صمت مهيب لا يكسره سوى صوت قرع الملاعق بالصحون حال لقائها.. يحوصون الطعام بأفواههم دون شهية لابتلاعه.. لتنتهي الوجبة الثقيلة على القلوب كما البطون فيتخذ كل فرد منهم طريقه نحو غاية ينشدها، دلفت الحاجة فتحية للمطبخ و هي تأمر حسنية و أمينة التي عادت من إجازة وضعها برص أطباق الغداء على صينية و رفعها للطابق الثاني بالأخص لغرفتها و الحاج عبدالعزيز ، أدارت فتحية أكرة باب غرفتها تستبق أمينة التي كانت تخطو في أثرها تحمل بيديها صينية الطعام و قد باحت روائحه بلذته.. رفع الحاج عبدالعزيز أنظاره عن كتاب الله يتابع حركة زوجته و أمينة و هما تموضعان الأطباق على المائدة المصغرة التي تحتل الركن الجانبي من الغرفة و ما أن انتهت فتحية حتى التفت بكامل جسدها تواجه نظراته الجليدية.. تنهدت بغصة قبل ان تتقدم منه و تجلس بجواره قائلة بعتب:
- عايف الزاد و شوفتنا يا ابو سالم.. عايز تحرمنا طلتك علينا و تحرق قلبنا ليمن ييجيك المرض و انت مبتاكلش.. طب أقلها عشان دواك اللي بتاخده.
أشاح عبدالعزيز بوجهه عنها و هو يجيبها بنبره غزاها الوهن:
- بكفياكي بت بتك و طلتها عليكي.. ما عادش لازمك طلتي بعد ما شفتيها و خدتيها بحضنك، دي حتى ما لحقتش تقعد ساعة على بعضيها و خلتك تقلبي عليا و ترفعي صوتك في وشي لأول مرة بعد العمر ديه كلاته.
كادت فتحية أن تصدح بضحكاتها من حديثه ( فهو يغار عليها من نور؟ ) لتبتلع ضحكاتها و تبدلها بتربيته من يدها ليده قائلة بحنو:
- إنت عامود البيت ديه يا ابو سالم و ما الناش غنا عنك لو رجعتلي سهام نفسيها.. بس انت لازمن تعذرني اللي عملته كان من شوقي و حرقة قلبي على بتي ( لتغيم عينيها بسحابة حزن سوداء و هي تكمل بأسى ) بتي اللي خدها القبر مني قبل ما تنور عيوني بشوفتها من تاني.. و حتى لو ما كنتش بقولك بس ربنا عالم قد إيه كنت متوحشاها و قلبي واكلني على شوفتها و بكل صلاة كنت بدعي ربنا انه يمن علي بشوفتها لكن أهو ربنا عوضنا ببتها اللي زي فلقة القمر.
هز عبدالعزيز رأسه بيأس و هو يعقب على كلماتها الأخيرة:
- بتها اللي مش واخدة حاجة منيها.. كلها أبوها غراب البين.
حدجته فتحية بنظراتها المؤنبة و هي تقول بصرامة حديثة العهد عليها:
- نور خدت روح أمها الحرة و طهارة قلبها و ان كان عالشكل فهيا خدت شعرها الاسود اللي كنت دايما توصيها ما تقصوهوش.. فاكر يا ابو سالم؟؟ و بالنسبة لجوزها فالراجل مات و ما يجوزش عليه دلوقت غير الرحمة و اللي عرفته عنه يخليني ادعيله بكل صلاة.. جوز بتك ( قالتها مشددة على اللقب ) صان بتك و أكرمها و بعد ما ماتت عاف الحريم كلاتها و عاش على ذكراها هي دي الرجالة بصحيح.. مش زي ابن اخوك اللي بسببه جرى اللي جرى زمان و ضحينا ببتنا عشان نحمي رقبته و بالاخر رمالنا بتنا أحلام و راح اتجوز وحدة مصرواية لفت عليه و حجته إيه !! خلفة الصبيان و يا ريته بيسأل و الا داري عن الهوى دارنا.. ديه رمى نفسه في حضن الجديدة و نسي كل أهله من بعدها.. ( لتردف و هي تبصق كلماتها باشمئزاز ) ريته كان مات من وقتيها على يد عيلة حرب و لا كان حوصل اللي حوصل.
تنهد و ألقى بأنظاره للبعيد.. لسنين مضت تمكنت فيها منه نفس الهواجس.. نفس الأمنيات التي تبتدأ بـ ( لو ).. لو أعرض عن المقايضة بابنته و ترك مقاليد القدر لرب العباد لربما كان المصير غير المصير.. لكن ( لو ) لا تعيد زمنا فات و فات معه الندم.

ليمضى بعدها اليوم على الجميع بيسر و روتينية و خاصة نور التي كانت تتنقل بين جدتها و خالتها و ابنة خالتها حتى انتهى يومها بفراشها بعد أن أتمت استحمامها و أدت فريضتها الأخيرة في اليوم لتغرق في سبات رحيم.
---------------------------------------------
افترق جفنيها بانزعاج و صوت صراخ مرح تخطى جدران حجرتها ليصلها فيقلق منامها الهانئ.. حانت منها نظرة سريعة للساعة لتجدها قرابة الفجر.. نفضت فراشها بتثاقل لتتجه نحو المرحاض فتتوضأ و تؤدي فريضة الفجر.. بقيت بإسدالها و هي تغادر حجرتها تستطلع مصدر الأصوات التي على ما يبدو قضَت منام جميع القاطنين في المنزل.. وصلت لمنتصف السلم لتجد شابا في مقتبل عمره ترج ضحكاته جدران المنزل.. ضحكات لم يمنعها الطعام المحشور في فمه و الذي كان يتناوله كمن قدم من أرض قحط غزتها المجاعة.. قطبت جبينها بحيرة من هويته لتنتهي حيرتها و هي تتقدم نحوه و خالها مصعب و جديها و جمال الذي كان يستقبلها بابتسامته البشوشة و نظراته المتلهفة.. عم الصمت بغتة و جل الأنظار قد توجهت إليها.. توسعت عينا الشاب الغريب ما أن طالع محياها الحسَن ليغص بلقمته فتنتشله من اختناقه ضربات جمال على ظهره تسلك مسار اللقمة، امتقع وجه الشاب بمزيد من الألم لينفض يد جمال عن ظهره و يبتلع لقمته الغير سائغة و هو يوجه نظراته المتسائلة نحو أبيه الذي أشاح ببصره عنه ممتنعاً عن الإجابة.. لتاتيه الإجابة من جدته التي كانت تجالسه قائلة و هي تتجه نحو نور تقتادها لتشاركهم جلستهم:
- تعالي يا نور يا بتي.. ديه محمد ولد خالك مصعب.. كان بيات في الجبل كام يوم مع اصحابه و رجع دلوقت ( ثم التفتت لمحمد موضحة ) ديه نور يا محمد بت عمتك سهام الله يرحمها.
سقط الفك السفلي بمفاجأة لمحمد من قوة الصعقة التي ضربت حواسه .. كيف و متى ؟؟؟ عمته سهام التي ما يعلمه عنها أنها توفيت دون زواج.. فأنى يكون لها إبنة و مِن مَن ؟
قبض جمال على كف أخيه بقوة كمن يرسل له رسالة غير منطوقة أن الشرح قادم.. ليومئ محمد ببلاهة و هو يرحب بالمليحة التي أهلت عليهم:
- أهلا بيكي يا نور.. ازيك اخبارك إيه؟ ايه يا بنتي الغيبة دي.. كده ما تقوليش عندي ابن خال حلو و مز أسأل عليه!!
توترت حدقتيها بعجب من كلماته و هي تظن به ظنون الجنون و العته.. أطبق جمال بيده على مؤخرة رقبة أخيه و هو يبتسم بسماجة لنور معتذرا:
- معلش أصله مش متربي ما تاخديش في بالك انتي بس.
ندَت قهقهة خافتة عن نور و هي تومئ برأسها و محمد يحاول فكاك رقبته من قبضة أخيه المطبقة حتى ظفر بغايته.. ليهب واقفا مبتعدا عن مرمى يد جمال ليزيد قائلاً:
- هو إيه أصله ده.. على فكرة اللي رباني هو نفسه اللي رباك و أهو قاعد معانا أهو.. ما تتكلم يا مصعب الله!!
هز مصعب رأسه بيأس من إبنه الذي يبدو أنه فعلا قصر في تربيته.. إن كان يعتبر مرح الروح قصرا بالأخلاق.. ليأتيهم صوت الجد معنفا محمد:
- إتحشم يا ولد.. شكله فعلا ما اعرفناش نربيك زين!!
أقبل محمد على جده يقبل رأسه و هو يقول مستجديا السماح بفكاهة ليست غريبة عليه:
- سامحني يا جدي حقك عليا.. كله و لا زعلك يا كبيرنا.
ثم حول وجهته لأبيه يقول مقرعا بزيف:
- شايف.. لو كنت ربيتني زي الخلق ما كنتش هازعل الحاج مني.. يالله عوضنا على الله.
لتنال منه عصا جده و هي تلكز خاصرته بغلظة تأوه لها قبل أن يهرب بعيداً عن الجمع يجلس منزوياً يفرك خاصرته مدعيا الألم المرير.. ضحكاتها الرقيقة جذبت انتباهه لها من جديد لتتسع ابتسامته بشدة و هو يهلل:
- الله الله إيه الضحكة الموسيقية دي.
ثم رفع يديه للأعلى داعياً:
- إوعدنا يااااا رب.
ليجد نفسه بعدها مسحولا على الأرضية من قبل أخيه جمال و هو يجره من ياقته من الخلف و محمد يتوسل و يدعي الاختناق و يطالب بالتدخل السريع من قبل أهله اللذين أشاحوا بأبصارهم عنه غير آبهين.

أمام باب غرفة محمد تواجه الأخوين و قد غادر المرح عن محمد ليسأل دون مواربة و بتقطيبة جبين جادة:
- إيه الكلام اللي سمعته تحت؟ بنت عمتي سهام ازاي.. و امتى ده حصل و ما كناش نعرف بيها ازاي؟
زفر جمال أنفاسه المهتاجة و هو يفتح باب غرفة أخيه قائلا قبل أن يتوارى بداخلها:
- خش الأول و أنا هافهمك على كل الحكاية.
و قبل أن يلتحق محمد بأخيه انتبه لحركة أكرة باب بعينه في الممر لترحل عيناه إليه و يراها تلج لخارج غرفتها دون أن تلاحظه و ما أن رفعت رأسها و ناظرته رمشت بأهدابها صدمة من رؤياه.. ابتسم محمد ابتسامة مريرة و هو يقول بنبرة أشد مرارا:
- ايه يا بنت عمتي ما فيش الحمدلله على السلامة؟
تجاهلته رحمة لتهرول باتجاه السلم متجاوزة إياه بينما هو لم يحد ببصره عنها حتى اختفت أسفل درجات السلم.. تنهد بقلة حيلة و هو يتحسس أثر أخيه بالداخل مغلقاً باب حجرته.
----------------------------------------
- إيه الكلام اللي وصلني ديه يا ابوي؟
كانت تلك كلمات عبدالعزيز ابن سالم مخاطبا أباه عبر أثير الهاتف.. فيجيبه سالم و قد تكهن جوهر سؤاله:
- مين اللي قالك؟
- سمر قالتلي.. كلمتها مبارح اطمن عليها و قالتي حكاية ليها العجب.. قولي انه الكلام ديه مش صوح يا ابوي!!
- صوح يا ولدي صوح.. بت عمتك سهام جاتنا اهنه و هي دلوقت عايشة معانا.
اهتاج عبدالعزيز و قد بان ذلك بصوته المحتقن و هو يصيح:
- أنا مش قادر أصدق اللي بسمعه ديه!! بعد كل السنين ديه! طب و الناس هانقولهم إيه و هم فاهمين انه عمتي ماتت و هي بنت بنوت؟
- ابقى فهم ابن عمك الكلام ديه.. هو و جدتك عاملين روباطية و راسهم و الف سيف البت تعيش معانا و قال إيه.. طز بالناس يقولوا اللي يقولوه.
- أنا حجزت على طيارة الصبح من دبي للقاهرة يا ابوي كنت ناوي اعدي الأول على بيتي في مصر أجيب هيام و العيال بس غيرت رأيي مش عايزهم يكونوا موجودين وقتيها.. أنا هاجي عشان نحط النقط على الحروف.
قطب سالم جبينه بحيرة من رد ابنه المبهم فقال مستفهماً:
- يعني عايز تعمل إيه.. تطردها.. مش هاينفع.. جمال و جدتك واقفين لينا فيها و غير اكده جدك ضاربها طناش و سايبهم يعملوا اللي هم عايزينه هم كلمتين اللي قالهم و خلاص.
- طب و بعدين.. ما هو يا ترجع بلدها يا نلاقي صرفة و رواية نقولها للخلايق من دون ما نحط العيبة فينا.. عالعموم يا ابوي انا هاوصل بكرا ان شاء الله و نبقى نتحدتوا بالموضوع ديه.
همهم سالم بموافقة قبل أن ينهي المكالمة مع إبنه ليتكئ برأسه تعباً على الحافة العليا للمقعد الوثير الذي يجلس عليه بغرفة المكتب.


في صباح اليوم التالي و بعد وجبة الإفطار العامرة اتجهت كلا من نور و رحمة للحديقة الخلفية بغية الاستمتاع بمشروب النسكافيه و الذي قمن بتجهيزه و حمله معهن لمجلسهن في الحديقة، انقضت قرابة الربع ساعة على جلوسهن و أحاديثهن المتشعبة ليقاطع خلوتهن صوت محمد و هو يقول بعبث:
- يا صباح الورد يا صباح الهنا.. إيه ده وردتين قاعدين وسط الشجر.
ابتسمت له نور و هي ترد صباحه:
- صباح الخير.. اتفضل اقعد معنا و ونسنا.
قالتها و هي تشير للمقعد المقابل لهما ليخطو محمد سريعا نحو المقعد فيجلس عليه دون أن يتوانى أو يفكر مرتين بقبول عرض مجالستهم من عدمه.
- إلا قوليلي يا نور هي عمتي كانت قمر كده زيك؟ أصل بصراحة انا ما شفتش ليها أي صور في البيت.
تلك المرة كانت ابتسامتها مجاملة و هي تجيبه بصبر أوشك على النفاذ:
- ماما كانت حلوة لكن أنا ما بشبهها كتير كل واحد حلو بطريقة خاصة فيه.
أوما لها محمد بتفهم و قد فطن لنبرتها التي تحثه أن يلتزم حدوده.. حادت أنظاره نحو الواجمة أمامه تبعد أنظارها عنه باتجاه الأشجار المحيطة بهم ليبتسم بتهكم و هو يخصها بحديثه:
- إيه يا بنت عمتي.. مبارح شفتيني و طنشتي السلام قلت يمكن ما شافتنيش.. و النهاردة إيه كمان مش شايفاني؟ قد كده أنا زي الهوا؟!!
وجهت أنظارها الزاجرة إليه تحذره من التعمق في سخافته لتصله الرسالة واضحة فيهم بالنهوض لتستبقيه نور و هي تقول:
- شو مالك يا زلمة قمت.. بس لا يكون زعلت ( ثم وجهت بصرها لرحمة التي ما زالت على وضعها و قالت ) و رحمة أكيد مش قصدها ما ترحب فيك.
- تشكري يا نور بس معلش أنا ورايا أشغال لازم أقضيها بس كنت حابب أصبح عليكوا.. سلام يا نور.. سلام يا بنت عمتي.
التفتت نور تجاه رحمة فور مغادرة محمد تؤنبها بقولها:
- ليش هيك عملتي رحمة؟ شوفي بينكم و ليش بيناديكي بنت عمتي و مش بإسمك؟.. معقول انتي بتتضايقي منه لإنه مزحه ثقيل و انتي بتتحسسي منه أنا بتوقع هو هيك طبعه يعني مش بيقصد فيها اشي غلط.
هزت رحمة رأسها بنفي و هي تخفض بصرها للأسفل تواري دمعة تهدد بالفرار من عينها لتقول بحشرجة صوت بينة:
- الموضوع مش زي ما انتي فاكرة يا نور..
- طب فهميني.. و الا احنا مش اخوات زي ما انتي حكيتي!
تنفست رحمة بعمق قبل أن تستفيض بالشرح و قلبها يتمزق بين خوف من مجهول و حب محكوم عليه بأن يوارى الثرى قبل أن يناظر الضياء:
- ما فيش بس هو زعلان مني لإنه طلبني كزا مرة للجواز و انا رفضته و من آخر مرة قالي إنها هاتكون آخر مرة و اني مش هاكون ليه أكتر من بنت عمته و عشان كده هو ما بينادينيش بغيرها.
تغضن جبين نور بحيرة و تكهناتها الأولى عن هذا الثنائي قد أثبتت قواعدها.. لكن يبقى لغز الرفض من طرف رحمة مجهولاً و ضبابياً يصعب عليها تبينه لتترجم تساؤلها لكلمات تقصد بها الساهية بجانبها:
- طب شو السبب؟ يعني ليش رافضيته.. شفتي عليه إشي و الا انتي رافضة فكرة زواج الأقارب؟
نفت رحمة اتجاه أفكار نور بهزة من رأسها لتتلكأ الهوينة في فتح صندوق هواجسها المغبر و الذي لم تكشف خباياه من قبل لأي كان.. لكنها تستأمن ابنة خالتها بالرغم من الفترة القصيرة التي قضوها سويا لكن بعض من البشر يتملكون منك و لك أن تستشف معدنهم الأصيل من أول جلسة.. تنهدت بتأني كمن على صدره يقبع جبل مهيب فتقول بأسى:
- خايفة.. خايفة و مش مأمنة لجنس الرجالة كلهم.. تقدري تقولي بقى عندي عقدة منيهم، أمي فنت عمرها و شبابها لابويا.. حتى انها ضحت باختها عشانه ( قالتها و هي تطالع نور بنظرات آسفة ) كنت باشوفها ازاي بتجري على الدكاترة و الشيوخ عشان تحمل بولد.. أهملتنا و نسيتنا كأنها ما خلفتناش و فضلت أسيرة لفكرة خلفة الولد عشان ترضي الراجل و لما اتأكدت انها ما تقدرش تخلف تاني فضلت فترة طويلة عايشة اكتئاب جامد و كل ده و ابويا و لا على باله و لا حتى كان معتبر نفسه مخلف من أساسه و أهو اتجوز عليها من مصر و عاش معاها هناك و فوق كده لما الجديدة جابتله الواد نسينا خاااالص.. يعني كان قبلها يسأل كل فترة لكن بعد ما جيه ولي العهد نسي انه ليه زوجة أولى و بنات من أساسه.

كانت تناظرها بشفقة لم تستطع تقنيعها.. شفقة على فتاة بعمر الورد و بروح بيضاء خفيفة تحمل هذا الكم من الندوب، تنهدت بحسرة لتعقب على كلماتها بشيء من المنطقية:
- أنا بقدر أتفهم مخاوفك حبيبتي.. انتِ للأسف افتقدتي العاطفة الأبوية اللي المفروض كنتي تحصلي عليها بموجب الفطرة.. في ناس كتير بتظلم أولادها من دون ما يرفلهم رمش.. بيظلموا و بيتجبروا و لا كأنهم عم يهدموا إنسان و بيشوهوا روحه للأبد بس صدقيني الدنيا دوارة و هاد شي أنا بآمن فيه بشدة و بكرا الولد اللي أبوكي فرحان فيه احتمال يكون هو سبب شقاؤه ما بتعرفي بس ربك ما بينسى.. و كمان يا رحمة مش كل الرجال زي بعض.. أعطيكي أبوي كمثال هاي أمي جابتله بنت وحدة و ماتت بعدها بسنتين.. ما فكر يتزوج و ما فكر بإنه لازمه ولد يكمل مسيرته.. مع إنه كتير ناس لاموه إنه هيك عم يعترض على قضاء الله بس هو كان يرد عليهم إنه هو اكتفى و الحمدلله و أخذ نصيبه من الدنيا زوجة حُبها لساه عامر بقلبه حتى بعد ما راحت لرحمة ربها.. و بنت عم تملى عليه حياته و مش بحاجة لأكتر من هيك.
غامت عينا رحمة بحزن معتَق.. حزن لم يفارقها منذ أن بدأت تعي حقيقة الأمور في صغرها، صكت على أسنانها ترفض ذرف دموع الحسرة و جلد الذات.. تجلد ذاتها لأنها دوما تبحث عن سبب أو تبرير منطقي لما فعله والدها بهم علَ ثورة روحها تهدأ.. تجلد ذاتها لأنها تريد التحرر من هواجسها تبتغي إجلاء السواد عنها لكن الخوف يكبلها و يوسوس لها أنها ليست أهلاً لتجرع كأس مرارة جديد فاستبقي على كأس المرار الذي بيدك فقد اعتدتيه و لا تستبدليه بآخر يبدأ به جحيم جديد.
كانت تتأمل تتابع المشاعر على صفحة وجهها .. أعطتها مساحتها تقلب كلماتها في عقلها راجيةً أن تسقط في روحها فتنير بصيصاً و لو صغيراً من الضياء بداخلها، مرت قرابة العشر دقائق لترتأي قطع الصمت و هي تعقب على كلامها السابق:
- رحمة.. مش ضروري محمد يكون زي أبوكي و مش ضروري يكون كمان زي أبوي كل واحد عبارة عن حالة متفردة.. انتي عم تظلمي حالك لما تحرمي نفسك من ممارسة فطرتك بهالحياة.. بلاش موضوع الزواج و العلاقة طب ما بدك طفل مش نفسك تسمعي كلمة ماما؟
عند تلك الجملة لم تستطع رحمة أن توصد سدود دموعها لتنهار فتنهمر مغرقةً وجهها.. اقتربت منها نور تحاوطها من كتفيها لتزيد الجرعة كمن يكوي الجرح عله يبرأ بعد أن تقيح و تفشى:
- انتي محاسبة عن ظلمك لنفسك يا رحمة.. ربنا ما هايغفرلك لإنه بكل بساطة ربنا بيحكي " إعقل و توكل " و انتِ مش مؤمنة برحمة الله.. لو مؤمنة يا رحمة ما كان قنطتي منها و خليتي الشيطان يتمكن من أفكارك و من مصيرك.
احتضنتها رحمة بغتة و بقوة وجسدها يرتج لبكائها.. كانت كلمات نور تنزل عليها كما السياط.. هل هي فعلا جاحدة برحمة الله.. " ادعوني استجب لكم " هل عليها خوض بحر ظلامها و تدعو ربها النجاة.. بلى فهكذا أمرنا الله، لكن...
- طب افرضي اتجوزت و ما لقيتش اللي بتمناه و ما كانش الزوج الصالح.. وقتها هاعيش عمري كله بندم!!
ابتعدت الفتاتان عن بعضهما لتربت نور على كفي رحمة المعقودان على حجرها و هي تجيبها برزانة:
- وقتها بيكون ابتلاء من ربنا و أجر صبرك عليه عظيم.. وقتها الدعاء بيكون واجب مشان الله ينجيكي، الدنيا يا رحمة مش دار سعادة أبداً.. الدنيا دار شقاء و القوة مش انك تهربي و تجبني لاء القوة إنك تخوضي و تجابهي و تواجهي و تتوكلي على الله.. طيب مش انتي حكيتي إنه إلك أخت أكبر منك و متزوجة و مستقرة أمورها مع زوجها بالغربة؟
ابتسمت رحمة بسخرية تجيبها :
- ما هي جابتله بدل الواد تلاتة.. أكيد هايكون مبسوط.
ارتفع حاجبي نور بذهول من ردها فتستشيط غيظاً منها و قد أعادتها لنقطة البداية:
- هسة هاي هي مشكلتك؟؟ نفسي أضربك كف بلكن صحيتي.. يا هبلة هاد كله بإيد الله و البنت خيرها على الأب أكتر من الولد و اللي مش عارف هالإشي بيكون جاهل.. الرسول عليه الصلاة و السلام حكى " لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات ".. و يا ستي صحيح والدك غايب و ضاربها طناش.. لكن هاي عندك جدك و اخوالك و اولاد اخوالك كلهم بضهرك.. في غيرك بيلاقوا حالهم بلا أب و بلا أي عزوة تسندهم فانتِ شوفي الجانب الإيجابي من حكايتك و وكليها لله.. عالعموم كل اللي بتمناه منك إنك ما تسكري قلبك و عقلك.. فكري و أوزني حكيي منيح و بصراحة أنا شايفة محمد رايدك و المثل بيحكي خدي اللي بيريدك و إذا في خوف من جهتك حطي عليه الضمانات اللي بتريحك مع إنه أنا ما بآمن بهالشي أنا بآمن إنه الضمان و الأمان بالله فقط مش بالعبيد.
أومأت رحمة باستسلام و هي تمسح وجهها الذي غمرته العبرات لتنهض كلتاهما متوجهتان لداخل القصر كل نحو غايته.





noor elhuda likes this.

وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.