آخر 10 مشاركات
275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-19, 01:02 PM   #121

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع


الفصل السابع




بعد عدة أيام
قالت كارمن بضيق "يا مماه اخبرتك أنني لن استطيع أن استكمل نمط حياتي السابقة بعد أن أصبحت متزوجة خاصة وأن فارس يرفض ذلك بشدة ..ولا يقبل سوى بالمناسبات الخاصة بالمعارف المقربين جدا والأقارب وفي أضيق الحدود"
صرخت شويكار بعصبية "هل سيتحكم هذا المبلط في حياتنا ! .. اخبرتك أن الانتخابات قد اقتربت .. وثريا تنافسني هذه المرة بشراسة اكبر .."


تكلمت كارمن بضيق" وماذا سأفعل في هذا الأمر يا أمي بم سأفيدك ؟"
ردت شويكار بحدة" ما تفعلينه دوما .. تكونين معي.. بجواري .. غالبية الناس تفكر بمشاعرها .. عليهم أن يروننا مثل السابق .. علينا أن نشعرهم أن الاشاعات التي تسربت بشأن إفلاسنا من قبل لم تكن صحيحة .. علينا أن نريهم كيف أنت سعيدة بزواجك .. وانه لم يكن صفقة لإنقاذنا من الافلاس ."
قاطعتها كارمن تسألها "وهل أنا كذلك؟"
سكتت شويكار تحاول الاستيعاب ثم قالت" أنت ماذا؟"
أجابت كارمن مفسرة " هل أنا سعيدة مماه أم تعيسة ؟.. ماذا تعرفين عني؟"


ردت شويكار بثقة " اعلم أنك تعيشين في وضع صعب مع أناس يختلفون عنك .. ولكن تذكري أني حاولت تأجيل زفافك لكنك بغبائك الذي ورثتيه عن والدك قررت تعجيله"
اعتصر الالم قلب كارمن لكنها احجمت عن الرد المناسب أدبا حتى لا تحرجها فقالت بلهجة محبطة لتنهي المكالمة" سأحاول مرة أخرى مع فارس لإقناعه بحضوري لهذا الحفل نظرا لأهميته لك واتمنى أن يقتنع ويقبل"


صرخت شويكار بغيظ" إن لم يقبل سأتدخل أنا .. يا الهي لا اصدق أن جاء اليوم الذي سأنتظر من هذا المبلط أن يوافق أو لا يوافق على ما أريد .. لكن الخطأ ليس خطؤه وانما خطئك أنت بعد أن فشلتِ في السيطرة على الوضع بينكما.. لا اصدق أنك لست قادرة على السيطرة على هذا الجاهل"
للمرة الثانية امسكت أعصابها وقالت بصوت مخنوق "من فضلك مماه لا تتحدثي عن فارس بهذه الطريقة .. أرجو أن تحترميه فهذا الكلام يحزنني .. أما عن كوني فاشلة فهذا ليس بجديد عليك .. وسأظل فاشلة في نظرك للأبد (وتكلمت بسرعة تنهي المكالمة) عليّ أن أذهب .. فاليوم افتتاح الملجأ ونحن مشغولون جدا (وقالت بالفرنسية ) إلى اللقاء "


أغلقت الخط تعتصر الهاتف في يدها بضيق وألم وغمغمت" اعتقد لو كنتِ سألتني يا مماه .. عما إذا كنتُ سعيدة أم حزينة .. كنت سأخبرك بكل مخاوفي وقلقي في الأيام الأولى وكنت سأحكي لك كما احكي لأبي عن يومياتي هنا ..
وكنت سأخبرك عن فارس .. وكيف أشعر تجاهه.. وعن تفاهاتي حين احدق في عينيه كمراهقة وكأني أرى لأول مرة عينان زرقاوان .. وكنت سأخبرك ربما بشعوري بذلك الحضن وتلك القبلة .. وسأجلس معك نضع تخمينات لمعنى ذلك الكلام الذي اخبرني به ليلة أن قبّل رقبتي .. أو أخبرك عن عاداته الغريبة من أول كوب الشاي الزجاجي المقدس لديه .. وأريك بقلب تتراقص دقاته عدد الورقات الصغيرة التي تحتوي على عبارة واحدة ( صباح الخير ) رغم أنه يستطيع أن يرسلها لي على الواتساب .. وكنت سأطلب نصيحتك كيف اتشجع وانهي أمر الزفاف .. وأخبرك عن مغامراتي كيف استعد كل ليلة ثم اجبن بعدها عند آخر لحظة كأرنب مذعور ..


وأخبرك كيف فاجأتني ظروفي الشهرية في غير موعدها حين قررت أن اتجرأ واطلبها منه صراحة لأرفع عن كاهلي ذلك الشعور بالذنب تجاهه الذي يعذبني ..ربما يا أمي لو سألتني .. لكنت جاوبتك حتى لا تفترضي افتراضات خاطئة .. بأنني لست سعيدة .و لاعترفتُ لك بأن شعور بالثقة والرضا عن الذات قد بدأ ينمو بداخلي مؤخرا.. وبأنني لأول مرة في حياتي أكون بالفعل سعيدة."


"كارمن ! "
انتبهت كارمن لتستدير لرفيدة التي سألتها بقلق " هل أنت بخير ؟"
ابتسمت كارمن تطمئنها وغمغمت بعد أن بلعت غصة مسننة في حلقها " بخير لا تقلقي "
نظرت إليها رفيدة بشك وقالت " حسنا نحتاجك بالداخل من فضلك .. "
تحركت معها تنضم لفريدة التي تقف في الممر بين الغرف تمسك بأشرطة لامعة عريضة كأشرطة الهدايا وتبدو غارقة فيها والتي بادرتها بحنق " أين أنت يا كارمن أنا تائهة بين هذه الأشرطة "


ضحكت الأخيرة وبدأت في التعامل مع الأشرطة وطيها وثنيها لتصبح على شكل ورود لامعة ثم تلصقها بجانب بعض الأشكال الديكورية الأخرى على أبواب الغرف بمسدس الشمع .. بينما تطلعت فريدة ورفيدة بإعجاب واضح لتقول الأولى" يا الله!!.. اكتشفنا موهبة في الديكور والتزيين .. إن لديك حاسة فنية عالية يا زوجة أخي "


الشعور بأنك تتقن شيء .. أي شيء لهو شعور رائع حتى لو كان مجرد صنع بعض الديكورات الطفولية التافهة .
علقت كارمن ببعض الحرج " إنها أمور صغيرة تعلمتها يوما في أحد دروس الديكور .. لكني كنت قد نسيت أمرها .. من الجميل أنك ذكرتيني بها يا فريدة "
تكلمت رفيدة معترفة وهي تراقبها " أنا فاشلة طوال عمري في هذه الامور .. كنت اعتمد على زميلاتي في تزيين الفصل لاستقبال الطلبة قبل العام الجديد "


وقفت كارمن على الكرسي تحاول أن تثبت بعض الوردات اللامعة فوق الباب لكنها لم تصل فقالت فريدة "انتظري حتى أنادي على أحد الشباب .. ( ونظرت لرفيدة تقول بلهجة ذات مغزى ) أو أنادي شمشون الجبار الذي أصبح يتحجج بأن آبيه قد كلفه بالمساعدة ليتواجد يوميا في محيط الدار "


ارتبكت رفيدة وعدلت نظارتها محاولة تجاهل كلماتها ومتجاهلة أيضا ارتباكها كلما ظهر هذا الرجل أو لفظ اسمه أمامها ..
نزلت كارمن من فوق الكرسي ونظرت لرفيدة مبتسمة وهي تقول " ماذا تقصدين يا فريدة ؟"
تنهدت فريدة متكتفة وأجابت " الحقيقة يا كارمن.. الشيمي كان ملاصقا لآبيه طوال الوقت .. لكنه مؤخرا بدا عليه تغيير غريب .. غير من مظهر شاربيه ليترك لحية خفيفة وشارب أخف .. وبدأ يهتم بأناقته بشكل لافت للنظر .. وهذا إن دل فيدل على أن هناك شخصا ما يريد أن يلفت انتباهه وبالطبع هذا الشخص لن يكون أنا .. فهو أكبر مني بإحدى وعشرون سنة وبالطبع لن يكون هذا الشخص هو أنت يا كارمن باعتبارك امرأة متزوجة .. ولا أعتقد أنه يرغب في لفت انتباه إحدى مربيات الدار اللاتي لم ينتظمن في الحضور بعد لعدم وجود الأطفال .. ترى .. يا هل ترى .. من يريد الشيمي الشهير بشمشون أن يلفت انتباهه !!"


تحرك عقل رفيدة بسرعة يحسب عمر الشيمي بإضافة واحد وعشرين عاما لعمر فريدة لتصل لأنه في الخامسة والأربعين من العمر .. فهمست في رأسها " يبدو أصغر من ذلك رغم ضخامته"
لتعود وتطرد الفكرة من رأسها .. فما شأنها هي بعمره لتقول متنحنحة للفتاتين " أرى تهكما يلوح بالأفق .. هل تقصدان شيئا بهذه التلميحات "


ردت فريدة ببراءة" لا شيء لا شيء ( ورفعت الهاتف على إذنها ) هل من الممكن أن ترسل لنا أحدا يا شيمي نريد بعض المساعدة (وكتمت ضحكتها وهي تنظر للفتاتين وأكملت ) ستأتي بنفسك؟ .. تمام نحن في الانتظار "
وأغلقت الهاتف لتنفجر في الضحك فشاركتها كارمن بينما وقفت رفيدة تشعر بالحرج وتمتمت بوجه مشتعل " كفاكما تهكما لست يائسة إلى هذه الدرجة "


ساد الصمت المحرج لتقطعه كارمن بعد أن تبادلت النظرات مع فريدة " رفيدة نحن نمزح معك .. كما أنني لا أجد مشكلة بالشيمي إنه رجل لطيف رغم ضخامته "
قالت فريدة نادمة " لم أقصد أي مما شعرت به يا رفيدة .. أنا بالفعل ألتمس منه تحركات غريبة حولك .. (وأكملت بمرارة) ليتني أجد من يحاول لفت انتباهي ويغير من مظهره من أجلي"


أدركت رفيدة أنها قد بالغت في رد فعلها .. خاصة وهي تعرف أنهما لا تقصدان أي إساءة .. ممتنة لتلك الأيام الماضية التي قربت من ثلاثتهم أثناء تجهيز الدار فقالت بخفوت " اعذراني فأنا مشوشة جدا "
سألتها كارمن باهتمام " هل قررت بشأن أستاذ الجامعة؟"
تنهدت رفيدة وردت " يبدو أني سأوافق على خطبة مبدئية لأرى إن كنت سأستطيع أن أعتاد عليه هو وأولاده أم لا حتى لا أظلمهم"
أطرقت فريدة برأسها متعاطفة ومعترفة بأن موقفها صعب في مجتمع لا يرحم بينما قالت كارمن متعاطفة " أرى أنك تستحقين أن تنالي ما تتمنيه "


ابتسمت رفيدة بمرارة تسند بظهرها على الحائط وتمتمت " ليس كل ما يتنماه المرء يدركه .. عليّ أن أنزل لأرض الواقع .. خاصة أني قد سئمت من الوحدة سئمت منها جدا "
تدخلت فريدة تغير الأجواء القاتمة تقول " من قال أننا سنتركك .. أنا سعيدة أنك ستبيتين في الدار منذ اليوم "


ابتسمت رفيدة ثم توردت وجنتيها حين لمحت الشيمي خلف فريدة يقترب .. والذي التقطت أذنه العبارة الأخيرة ففهم أخيرا سبب حضور رفيدة اليوم بحقيبة كبيرة بعد أن كان عقله يعصف بالأفكار يخشى أن تكون تنوي السفر.
تنحنح الشيمي وهو يقترب وقلبه يعزف طربا لهذا الخبر الذي بدد كآبته الأيام الماضية منذ أن علم بموضوع ذلك العريس محاولا نسيان أمرها .. لكن باءت كل محاولاته بالفشل .


قالت فريدة وهي تسترق نظرات خبيثة لرفيدة أربكت الأخيرة أكثر " شيمي من فضلك هل من الممكن أن تساعدنا في تعليق هذه الزينة "
ابتسم ابتسامة واسعة فظهر ضرسيه الفضيان بجانب فمه وغمغم وهو يتحرك بينهن بحذر " أنتن تأمرن الشيمي كما ترغبون "
غطت فريدة فمها تكتم الضحك فحدجتها رفيدة محذرة لتقول الأولى بابتسامة خبيثة وهي تسحب كارمن " تعالي يا كارمن لأريك شيئا في الحديقة "


طاوعتها كارمن ضاحكة بينما جزت رفيدة على اسنانها بغيظ تتوعدهما ليقول الشيمي بهدوء وهو يمسك بمسدس الشمع وبعض الزينة " أين بالضبط ألصقها يا أستاذة ؟"
تنحنحت وعدلت من سترة حلتها الرسمية لتستدير إليه متجاهلة ضربات قلبها التي تقفز في صدرها وقالت " الصق هذه الوردات فوق الباب بالتتابع "


رفع ذراعه فتفاجأت أنه قد وصل لأعلى الباب بسهولة ليسأل وهو يقوم بما طلبت منه " هل من الممكن أن أحصل على كشف بأسماء من سيبيتون في الدار من المربيات أو المدرسات من فضلك"
سألته باستنكار " لماذا ؟!"
انزل ذراعه ورد عليها بعينين شعرت بأنهما تغوصان بداخلها " لأني مسئول عن تأمين الدار ولابد أن أعرف من سيبيت به ومن يأتي ويذهب لأتمكن من تنفيذ مهمتي "


أخفضت ناظريها وعدلت من النظارة الطبية تغمغم "حسنا سأجهز لك ورقة بالأسماء ( ثم رفعت ناظريها إليه مجددا تسأل سؤالا فضوليا حاولت أن يبدو عابرا ) لماذا تتولى أمور التأمين دوما ؟.. ما هي دراستك ؟"
تجمدت يده على الحائط لبضع ثوان ثم استأنف عمله ورد شاعرا لأول مرة بالندم على استهتاره بالتعليم الذي لم يكن يحبه " معي شهادة متوسطة من معهد فني صناعي قسم كهرباء "


تملكها الإحباط الشديد ..
وفاجأها هذا الشعور فحاولت الفكاك منه لتقول مندفعة " أنا جامعية .. أعمل منذ عشرين عاما في دولة خليجية حتى وصلت لمديرة أحد المدارس "
الرسالة كانت واضحة..
واضحة وضوح الشمس.


وهو الذي لم يكن في حاجة إليها لتذكره بأن الطريق إليها مسدود ..لكن أن تقذفه بها بهذه الطريقة كان مؤلما .. فغمغم دون أن ينظر إليها مستمرا في انهاء مهمته " ما شاء الله .. تشرفنا يا أستاذة "
لمَ تشعر بأنها كانت غير لبقة معه ؟؟..
ولمَ شعرت بهذا الإحباط حين تأكدت مما كانت تخمنه بأنه متوسط التعليم ..
لمَ كل هذا ؟
هل تهتم به ؟!!!
شمشون !!!!
ظلت تراقب بصمت ذراعيه الضخمان وهي التي لا تحب الرجال مفتولي العضلات بهذا الشكل المبالغ فيه .. وملامحه القاسية التي تخبئ خلفها ابتسامة طفولية ..


تنحنحت وانزلت ناظريها عنه بارتباك توبخ نفسها " يبدو أن الوحدة أثرت على رأسك يا رفيدة ( وأجلت صوتها تقول وهي تفر هاربة ) أنا مضطرة للذهاب للمكتب لمباشرة بعض الأعمال .. من فضلك اسأل فريدة إذا ما احتجت للاستفسار على شيء"
وتحركت دون أن تنتظر الرد .. فما كان من الشيمي إلا أن شيعها بنظرات بائسة محبطة .
في الخارج أسرعت فريدة تسحب يونس من طرف سترته تشرح له بحماس كافة الاستعداد لاستقبال الأطفال .. فصاح معترضا "أتركي سترتي و اهدئي قليلا يا مختلة "
وقفت أمامه تقول بعينين متأثرتين" لا أصدق أنهم سيأتون بعد قليل "
تأثرها أثر فيه فقال مناكفا " نتمنى أن نرضي عاطفة الأمومة لديك آنسة ضفدعة "
قالت بسعادة طفولية " سألبس لبسا تنكريا .. أي شخصية تتوقع؟"
جاراها في طفوليتها ليحرك مقلتيه يمينا ويسارا مخمنا ثم يقول بنفس نبرتها " إحدى أميرات ديزني ؟"


حركت سبابتها أمامه يمينا ويسارا بشقاوة أشعلت أعصابه ثم وقفت متخصرة كعارضات الأزياء تقول بفخر " بل سأرتدي مثل إلسا ملكة الثلج "
تصنع الانبهار ليقول واضعا قبضته لتغطي فمه " ذات الشعر الأشقر؟ "
غمزت بعينها وقالت له محذرة "إياك أن تتحرك سألبس وأعود"


راقبها وهي تختفي من أمامه لداخل الدار ثم همس لقلبه الذي يريد أن يقفز من صدره ويعدو خلفها " اهدأ وانس الأمر فهذه العائلة لن تتحمل مزيدا من التعقيدات "
أشعل سيجارة واستند على سور الحديقة يحدث قلبه " انظر لهوسها بالأطفال .. ستبليك بدستة أطفال يا غبي (صمت قليلا رافعا وجهه للسماء ينظر لشمس الشتاء العجوز ونفث دخان سيجارته ثم قال ) لا أنكر أن فكرة الانجاب منها فكرة...."
بتر عبارته وزفر هواء ساخنا من صدره يمرر أصابعه في شعره بتوتر .


"ماذا تفعل !!"
اجفل يونس واستدار ليجد رفيدة ترفع وجهها نحوه تطالعه من خلف نظارتها .. فقال بحاجب مرفوع " نعم!"
كررت ما تقول بلهجة حازمة "سألتك ماذا تفعل ؟"
طالعها من رأسها حتى اخمص قدميها بوجوم معلقا يده بالسيجارة المشتعلة في الهواء ورد ساخرا " انتظر الحافلة ألديك مانع! "

صاحت " هل تمزح يا أستاذ كيف تدخن في هذا المكان!"

التفت يونس حوله في الحديقة الفارغة المملوءة بالزينة ورد ببرود " ما به المكان؟! "
رفعت سبابتها أمامه " يا سيد ..... "
قاطعها ببرود استفزها " يونس .. اسمي يونس سعد الدين "
أكملت وسبابتها لا زالت مرفوعة " يا يونس سعد الدين هذا المكان منطقة خضراء .. ودعني أخبرك بشيء قد يصدمك إنه مكان خاص بالأطفال ولهذا ممنوع فيه التدخين منعا باتا "
تصنع يونس المفاجأة ونظر حوله يقول متهكما " حقا ! .. فاجأتيني والله بأنه خاص بالأطفال "
تكتفت أمامه تناظره بمقلتين مقلوبتين وكررت " أكرر التدخين ممنوع هنا "
هتف باستنكار " أين الأطفال؟؟ .. هل وصل الأطفال؟!!"


ردت بكبرياء وهي تدفع نظارتها للخلف " المبدأ عام يا فندم في وجود الأطفال أو في عدم وجودهم ممنوع التدخين وهذا يسري على جميع العاملين هنا "
مال برأسه جانبا يطالعها باستفزاز ثم سألها " ومن بالضبط الذي قرر هذه القرارات؟ "
ردت بتحدي " أنا رفيدة عبد السلام .. مديرة الدار "
رد عليها بلهجة مستخفة " وأنا يونس سعد الدين أحد ملاك هذا المكان راجعي أوراقك جيدا"


اقترب الشيمي يحاول سحب يونس من كتفيه قائلا بهدوء "يونس باشا دعنا نخرج من هنا"
قالت رفيدة بإصرار " وأنا مديرة المكان وعليك اتباع التعليمات حتى لو كنت أحد الملاك ثم أنني لا أتلق التعليمات سوى من فارس بك"
سألها باستهجان من خلف كتف الشيمي الذي يقف بينهما موليا ظهره لرفيدة" وإذا لم أتبع التعليمات!!"


رفعت هاتفها قائلة " سأقدم استقالتي لفارس بيك ما دامت التعليمات لا تسري على الجميع في هذا المكان "
ألح الشيمي بهدوء "يونس باشا لا داعي للعند (وأخفض صوته يكمل ) فلتكن الأكثر تعقلا"
أنزلت الهاتف من على أذنها وصاحت وقد سمعته "ماذا قلت ؟!! الأكثر تعقلا !!!!"


أغمض الشيمي عينيه بقوة شاعرا بالحرج أن سمعت ما قاله وتحرك ساحبا معه يونس الذي اعترف لنفسه أنه قد بالغ فصاحت رفيدة بغيظ " الأكثر تعقلا يا شيمي!! .. الأكثر تعقلا!!"
تراقص قلب الشيمي طربا حين سمع اسمه منطوقا من بين شفتيها لأول مرة .. حتى كاد أن يحضن يونس بسعادة .. أما الأخير فتمتم وهو يحدجها بمقلتين مقلوبتين مبتعدا معه " سأفعلها من أجلك أنت فقط يا شيمي "
أما ثالثهما فكاد أن يطير من السعادة فـهناك فرق بين شيمي وأخرى تنطق من بين الشفاه .


بعد قليل وقفت فريدة أمام يونس برداء إلسا ملكة الجليد فاتسعت عيناه وهو يرى الشعر المستعار الأشقر على هيئة ضفيرة طويلة فوق الحجاب ..
كانت ساحرة كعادتها .. مبهجة .. باعثة للأمل في الحياة .. تنسيه كل أوجاعه حين تتجسد أمامه دون أن تفعل أي شيء .. يكفي فقط وجودها في المحيط حتى لو كان هذا التواجد معذبا حارقا لأعصابه ..


ومن غيره يعرف كيف تكون الحياة بجوار الحبيب محطمة للأعصاب .. حين تفرض حدود قاسية على نفسك حتى لا تتحول لذئب بشري ينقض على الفتيات ..


ومن غيره يعرف كيف هي معاناة المراهقة بكل جموحها وتطلبها وتمردها وكيف نشأ بعقدة ذنب من مجرد اختلاس النظرات إليها .. وهو يعلم جيدا أنها لم تكن نظرات أخوية بعدما كان معتقدا بأنها لا تحل له كما لا تحل لفارس .. فظل يعيش بعذاب ذلك الذنب وهو الذي لم يكن ينقصه اضطرابا ولا شعورا بالذنب في حياته فيكفي تجربة الطفولة القاسية التي ظل يعانيها سنينا طويلة ولم يبرأ منها حتى الآن .. حتى قرر أن يذهب بشجاعة للحاجة نفيسة يسألها بلؤم مداريا انفعالاته .. كان وقتها في الخامسة عشر يخط شاربا خفيفا فوق شفته العليا " هل لي أن أعرف لماذا تمنعينني أنا بالذات من دخول غرفة فريدة؟"


ابتسمت والدته وردت وهو تطوي الملابس في شقتهم القديمة " لأن فريدة قد كبرت وأصبحت آنسة جميلة ولابد أن تحدد علاقتها بكل الذكور وتفهم ما يجوز ومالا يجوز "
هتف باستنكار منفعلا " كبرت ؟!!.. إنها .. إنها طفلة تبلغ الحادية عشر لا أكثر .. وليست جميلة بالمناسبة تعالي وشاهدي الفتيات في المدرسة ستعرفين أن ابنتك ضفدعة بجانبهم "
تطلعت إليه بعينيها الزرقاوين وردت بابتسامة هادئة "حتى لو كانت ضفدعة يا يونس كما تقول عليها أن تحدد علاقتها بمن حولها"


هتف بغيظ " لكن فارس يدخل غرفتها بكل أريحية ويراها بذلك .. ( وتوترت أعصابه ليكمل بصوت متهدج ) بذلك الشورت السخيف في تلك المنامة الصفراء البشعة التي تزيدها قبحاً فوق قبحها "


توقفت والدته عن طي الملابس وتطلعت إليه بملامح جادة وترته أن تكون قد كشفت ما يدور في نفسه من انفعالات جامحة فتراجع خطوة للوراء قبل أن يتقبض بقوة مجبرا نفسه على الوقوف بثبات لتقول الحاجة وهي تربت على الأريكة جانبها " تعال يا يونس .. أريد أن أتحدث معك في موضوع هام "


أحس بعدم الراحة فقال " لا أريد أن أجلس أخبريني بما تريدين"
صمتت قليلا وكأنها تحاول تبسيط الأمر ثم قالت " أنت تعرف ابنة من تكون فريدة ؟"
رد بترقب " ابنة عمي محمد سعد الدين "
ردت ببساطة " إذن أنت لست أخاها ولابد أن يكون بينكما حدودا"


هتف بحنق " لكن فارس يقول أننا كلنا إخوة ..وأنت تسمحين له بدخول غرفتها ورؤيتها بذلك الشورت .. "
تنحنح متقبضا يبتر عبارته فقالت نفيسة بهدوء " هذا ما كنت أريد أن أوضحه لك .. فريدة ليست ابنتي ولا ابنة ابيك محمود سعد الدين لكنها وفارس أخوة "


ضيق عينيه محاولا الاستيعاب فاستطردت" اذا رضع طفلا من امرأة أصبح كل أولادها أخوة له في الرضاعة وكل بناتها من محارمه "
هرش في رأسه يحاول الاستيعاب ثم قال" هل تعنين أن فارس قد أرضعته أم فريدة ؟"
أومأت برأسها تقول " بالضبط "


حرك مقلتيه العسليتين يمينا ويسارا ثم سأل باندهاش" هل النساء يستطعن ارضاع الأطفال طوال الوقت اعني.. اعني .. هذا الكلام ليس منطقيا ولم أمر بمعلومة كهذه من قبل كما أن فارق العمر بينهما أربعة عشر عاما !!"
ابتسمت نفيسة لذكائه ومجادلته لتهاجمها ذكرى الأحباب الذين رحلوا فتقول بلهجة حزينة " منى زوجة عمك رحمها الله كان لديها مشاكل صحية لكنها أصرت على الانجاب .. وحين ولدت جاء ولدها إلى الدنيا مريضا ومات بعد شهور قليلة بعدها ولدت أنا فارس واصابتني حمى النفاس وكأن الله قد أراد أن يخفف عنها فأرضعته وبعدها اشفقت عليها من تعلقها بفارس فتشاركنا في إرضاعه فأصبح له أمين .. ليكتب الله لها حملا آخر بعد أربعة عشر عاما لم يكن مخططا له ومرت بظروف صحية صعبة حتى أنجبت فريدة (وغامت عيناها بالدموع لتكمل بتأثر) أذكر لحظة ولادتها .. كانت يدي أول من تلقتها .. صغيرة الحجم جدا وضعيفة لكنها تأسر القلب في قبضة يدها الصغيرة من أول لحظة .. ( وزفرت تنفض عنها الذكريات لتكمل ) المهم أن منى ماتت بعد عامين وكما تعلم ظلت في عهدتي طوال النهار ليأتي والدها ويأخذها لتبيت معه ويعيدها لي في الصباح وهكذا حتى مات في الحادث كما تذكر "


حرك رأسه ينفض عنه ذكرى عبارتها الأخيرة بالقوة وقال بقلة صبر " هل تعني أن فريدة أختا لفارس وابنة عمه لكنها ابنة عمي فقط ؟"
ابتسمت وردت "أجل أنت ذكي وفهمت الأمر بسهولة "


تسارعت ضربات قلبه تضرب بعنف فتقبض بقوة حتى لا يظهر عليه التأثر واستدار مغادرا وهو يتمتم" فهمت شكرا "
لكنه توقف عند باب الغرفة وعاد ليسألها " هل هذا يعني أنني .. أنني استطيع الزواج منها "
اتسعت ابتسامة نفيسة فاشتعل وجهه محرجا لتقول " أجل حين تكبرا إذا أردت الزواج منها يجوز طبعا "


فسر بارتباك متحرجا " أنا فقط أفترض فروضا لأفهم وضع هذه العائلة المعقدة أكثر .. لكني عموما لا أحب الفصيلة البرمائية من الكائنات "
اتسعت عينا والدته ثم قهقهت قائلة " أجل تستطيع الزواج منها إذا وافقت فريدة على ذلك ."


مط شفتيه وخرج مغلقا الباب خلفه وهو يغمغم بغير رضا " وكأن رأيها سيكون مهما هذه الضفدعة "
اسرع نحو باب الشقة يخرج منها شاعرا بجسده خفيفا وكأنه في حالة من الطفو ونزل السلم بابتسامة تتسع كلما اقترب من البوابة الحديدية الصدئة أسفل المبنى القديم الذين كانوا يقطنونه بعد فترة من التشرد .. فقفز يمسك بأعلى الباب المفتوح يتعلق به يثني ويفرد ذراعيه فيرفع جسده وينزله بينما ابتسامته تتسع وتتسع وتتسع من هذا الخبر السعيد .


صاحت فريدة متخصرة " يونس لم تقل شيئا عن الفستان !!"
نفض عنه شروده ولكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من رسم تفاصيلها بعينيه مداريا ابتسامه بلهاء تصر على الظهور .
سألته بترقب "ما رأيك؟"
بلع ريقه متجاهلا طبول قلبه ورد مناكفا " شعر أشقر فوق بشرة خمرية لا يتناسبان .. فحول لونك الخمري إلى أزرق كلون فستانك "
أخفت إحباطها وردت تشمخ بذقنها بكبرياء "ومن قال أن رأيك مهم أصلا ! "


اتسعت ابتسامته الحلوة فاشتركت مع حركة عينيه على وجهها في قتلها بسيف نظرته ككل مرة.. تتجاهل نبضاتها المتسارعة وتتصنع المرح قائلة" سأكون جاهزة لأستقبل الأطفال بإعطائهم تيجان فوق رؤوسهم صنعتهم كارمن رائعين.. اللون الزهري للبنات واللون الأزرق للأولاد"


رفع حاجبا ينظر للتيجان المتراصة خلفها في ركن من الحديقة وقال متهكما" الأولاد ستمنحينهم تيجانا !!! .. يا ضفدعتي .. الذكور سيفرحون إن منحتيهم مسدسات .. مطاوي .. مدافع وليس تيجانا من الورق الملون !"
قبل أن تجيب وقفت سيارة نقل جماعية تابعة لأحد الملاجئ التي تم توزيع عدد من أطفالها للملجأ الجديد (دار السعد للأيتام) فنظر يونس لفريدة التي استعدت بتوتر لاستقبال الوافدين الصغار.


رفعت إليه أنظارها و( أنا متوترة ) صامتة تطل من عينيها
ليرمقها هذه المرة بحنو و ( أنتِ رائعة ) صامتة ترسلها عيناه .


لتتقبض فريدة وترفع فستانها عن الأرض تقترب من البوابة ثم تدير وجهها ليونس فيتحرك لا إراديا ليستقر بجانبها بدعم صامت.
وقفت المربيات والمعلمات ورفيدة مع فريدة ويونس في استقبال الأطفال .. وتأملت كارمن الوجوه الصغيرة التي تدخل بترقب وفريدة تقوم بتقبيلهم وتعطيهم الهدايا .. كانوا عشرة أطفال كبداية لافتتاح المكان .. ست بنات منهم رضيعتان وأربعة يتراوح أعمارهن بين الثالثة والحادية عشرة .. أما الأولاد الأربعة فكانوا بين الخامسة والتاسعة .


استقبلتهم فريدة بسعادة وتأثر ولاحظوا جميعا أن أكبر الصبيان كان متجهم الوجه رافضا للتعامل مع أي شخص.
بعد قليل بدأت فقرات الحفل في الحديقة وقد بدا على الأطفال السعادة والمرح حتى فريدة كانت منطلقة بينهم كطفلة صغيرة .


تأملها يونس ضاحكا واقترب منها يسألها عن الصبي المتجهم الذي يبدو عدوانيا رافضا المشاركة في الاحتفال " ما مشكلة هذا الصبي يا فريدة ؟"
تأملت الصبي وردت " إنه براء .. والديه توفيا في حادث ورفض أقاربه من الأم استلامه .. ولم يكن له من عائلة والده أي أقارب.. المشكلة أنه رافض لوجوده في الملجأ وحاول الهرب أكثر من مرة من الملجأ السابق "
هتف يونس وهو يتطلع في الصبي العابس الذي يتخذ ركنا في الحديقة يفترش الأرض ويقطع في حشائشها" ولمَ وافقت على استلامه يا فريدة ؟؟؟"


ردت بهدوء " أنا لا أختارهم يا يونس الهيئة المعنية بالأمر توزع الأطفال على الدور الجديدة ..كما أني متعاطفة مع حالته جدا (وأوقفت إحدى المربيات التي تحمل طفلة رضيعة لتحملها بدلا منها قائلة ليونس ) انظر لجمالها يا يونس .. ما أحلاها! "


نظر يونس للطفلة يمنحها ابتسامة صفراء قائلا من بين أسنانه "تعلمين أني لا أحب الأطفال ولا أملك تلك العاطفة الجامحة مثلك تجاههم "
مطت شفتيها وغمغمت بامتعاض " معقد "
رد باستخفاف " بالضبط أنا معقد أعترف بذلك ( وتحرك يتركها وهو يتمتم ) سأذهب لأدخن سيجارة خارج أسوار الدار حتى لا تأكلني مسز روز "


عقدت حاجبيها ورددت " مسز روز !"
أشار برأسه على شخص خلفها فاستدارت لتجد رفيدة تقف تتحدث مع براء ببعض الحزم فاستدارت إليه تقول موبخة "يونس ! "
قال مشيحا بيده " أجل مسز روز وهؤلاء ( مشيرا للأطفال ) شلة المرعبين"
تكتفت وقالت بابتسامة ونبرة هادئة دغدغت أعصابه " وأنت من تكون ؟.. (كورتي البعبع)!"
تأمل سمرتها المصفرة تحت الباروكة الشقراء ورد بابتسامة متسعة واضعا كفه على صدره " أنا طفل مسكين يعذب كل ليلة لأن بعبع فريدة يأتيه في المنام فيفزعه "


وغمز بعينه تاركا إياها متخشبة لثوان قبل أن ترتدي قناع المرح الذي تتقنه وتعود لأطفالها الجدد .
قالت رفيدة لبراء الجالس في ارض الحديقة يقطع في الحشائش "ألن تلعب مع الأولاد ؟ .. ( وناولته طبقا من الكعك المحلى ) ما رأيك أن تتذوق هذا الطبق ( حين تعمد تجاهلها قالت بحزم ) حسنا حين تنتهي من تجاهلك لكلامي ستجد الطاولات مليئة بالكعك بأشكاله والحلويات .. وستجد أن الجميع سعداء ويلعبون .. أتمنى أن تلحق بالأطعمة الجميلة قبل أن يلتهمها الضيوف "


استدارت تتركه رغم شعورها بالتعاطف معه وتأملت باقي الأطفال التسعة مستعينة بالله في هذه المسئولية الجديدة عليها .. فلم تتعامل مع أيتام من قبل .


كانت موسيقى الأطفال لأشهر الأغاني تملأ أركان الحديقة التي تضم عددا من الضيوف والأصدقاء يرحبون بالأطفال وقد أوشكت الشمس على المغيب .. فلمحت رفيدة الشيمي يتوسط حلقة من الأطفال معصوب العينان ويرمونه بكرات مطاطية بينما هو يحاول الإمساك بهم وسط الضحكات والصرخات الطفولية .


اتسعت ابتسامة لا إرادية على وجهها وهي تطالع هيئته الضخمة وتلك الابتسامة الطفولية التي تزين شفتيه.
إنه مختلف ..
يملك مظهرا وشخصية مختلفة .. هكذا اعترفت لنفسها ..
ولا تنكر شعورها بشيء ما غريب في تعامله معها ..


وإن كانت لا تعلم هل هو جاد أم مجرد تسلية .
لكن ما هي أكيدة منه أنه غير مناسب لا تعليميا ولا مهنيا .


عليها أن تفكر بواقعية ولا تنزلق لمشاعر مؤقتة قد تجني من خلفها مزيدا من التعقيدات .


مشاعر !!!
هل فكرت في كلمة مشاعر !! ..
هل جنت ؟!!
انها لا تعرفه سوى من فترة قصيرة وليست أكيدة من صدق تفسيرها لما يقوم به أو أكيدة من صدق نواياه .


سحبت نفسا عميقا وأشاحت بوجهها بعيدا عنه بعد أن فك عصابة عينيه ووقف يحدق فيها من بعيد بينما الأطفال يشدونه من ملابسه لاستكمال اللعب




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 01:03 PM   #122

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

ارتدت الحاجة عباءتها الثمينة وحجابها تستعد للانضمام لحفل استقبال الأطفال في دار الأيتام لتدخل عليها خضرة تقول " ست الحاجة .. هناك امرأة بالخارج مُعلقة من طرف أنفها تتكلم بخيلاء .. تسأل عن كارمن هانم وتقول أنها والدتها "
رفعت الحاجة حاجبا متفاجئا ثم قالت" حسنا سأخرج لها الآن ولا تخبريها أين كارمن أريد أن أتحدث معها أولا "


اسرعت خضرة لتنفيذ ما قالته الحاجة بينما عدلت الأخيرة من عباءتها ثم فتحت دولابها وأخرجت منه علبة المصوغات مقررة ارتداء بعضا من مصوغاتها الذهبية رغم أنها لا ترتديهم سوى في المناسبات مغمغمة " وهل هناك مناسبة أهم من زيارة بنت سلطح بابا !!"
جلست شويكار تتأمل غرفة الصالون حولها مقيّمة أثاث الفيلا ككل في أول زيارة لها لهذا المكان معترفة أن بعضا منه ذا ذوق راقي والبعض الآخر وخاصة غرفة المعيشة التي مرت عليها منذ دقائق كانت شعبية التصميم بشكل مزعج .


طرقت بمقدمة حذائها في الأرض بملل ثم أعادت الاتصال بكارمن التي لا ترد .
أسلوبها معها في الهاتف اليوم لم يعجبها .. هل غسل ذلك المبلط دماغها حتى باتت تدافع عنه! .


لا تصدق حتى الآن أنها على آخر الزمان اضطرت أن تصاهر هذه العائلة الوضيعة الأصل ..
حتى لو كانوا أثرياء فالثراء وحده لا يكفي .. فدوما كانت تسخر من صديقاتها اللاتي يصاهرن عائلات حديثي الثراء لم تكن تعرف أنها قد تضطر لفعل ذلك مثلهن يوما .


لكنها متفائلة ومؤمنة أن تصحيح الأوضاع أمر سهل تنفيذه لهذا تتحمل تلك الفترة السخيفة من حياتها وحياة عائلتها .. فمن كان يعتقد أنهم بعد أن أوشكوا على الإفلاس قد تحسنت أوضاعهم المالية بشكل لا بأس به الآن .


لهذا عليها استعادة كل شيء كالسابق تدريجيا ..
مكانتها ..
منصبها .
وابنتها .


دخلت الحاجة نفيسة قاطعة لأفكارها فطالعتها شويكار ببرود لترحب بها الأولى وهي تجلس " أهلا .. أهلا أم كارمن خطوة عزيزة .. بماذا نضايفك "
ردت شويكار تضع ساقا فوق الأخرى تتأمل عباءتها السوداء وذلك السلسال الذهبي الضخم الذي يتدلى من عنقها والأساور الذهبية اللامعة " شكرا نفيسة .. أين كارمن إنها لا ترد على الهاتف ؟"


أشارت الحاجة لخضرة أن تنصرف وردت بتسلي " لم نراك في صباحية ابنتك لعل المانع خير إن شاء الله .. فعاداتنا أن تزور الأم ابنتها في الصباحية لتطمئن عليها "
مطت شويكار شفتيها وردت بتعالي " هذا عندكم .. أما عندنا نترك العروسين بمفردهما ونكتفي بالاطمئنان عليهما بالهاتف .. وبصراحة لا أجد مبررا لزيارة زوج وزوجته في صباحية عرسهما .. هذا تخلف بالتأكيد "


زمت الحاجة شفتيها تطالعها ببرود ثم سألتها "وأين هداياك للعروسين ؟"
عقدت شويكار حاجبيها فأكملت الأخرى " هل في وسطكم الارستقراطي لا تدخلون على العروسين بالهدايا في أول زيارة!! .. عندنا أهل العروس يدخلون محملين بكل ما تتخيلينه ليشرفوا ابنتهم أمام عائلتها الجديدة .. أبي رحمه الله عليه في ليلة صباحيتي أرسل لي عربات محملة تحاكى عنها الشارع بأكمله "


ردت شويكار باستخفاف "نحن لا نفعل تلك العادات الشعبية ولا نريد أن نشرِّف ابنتنا أمام أحد .. يكفي اسمنا وحده كفخر لأي عائلة بمصاهرتنا .. كما إننا نحضر الهدايا من الألماس او الذهب الأبيض وبالفعل والدها قد أهداها هديتها .. أين كارمن؟"


ردت الحاجة بهدوء "تقف على رأس الذبيحة "
اتسعت عينا شويكار تقول "لم أفهم!!!"
وضحت الحاجة ببرود" قلت لك تقف على رأس الذبيحة (واعتدلت في جلستها لتكمل بحماس ) لقد قرر فارس ابني أن يذبح عجلا ويوزعه على الفقراء شكرا لله على سلامة كارمن وفريدة من الحادث .. "
حدقت فيها شويكار تحاول الاستيعاب وتمتمت "أي حادث؟؟"


ضربت الحاجة على صدرها بحركة تمثيلية وقالت شاهقة "ألم تعرفي بأمر الحادث يا أم كارمن؟؟؟؟؟ .. لقد نجاها الله هي وفريدة من حادث سيارة .. ( وأكملت بلهجة ساخرة ) يبدو أنك لا تعرفين شيئا عن ابنتك "


غمغمت شويكار بارتباك وهي تحاول أن تستوعب معلومة أن كارمن قد تعرضت لحادث ولم تخبرها " ربما أخبرتني ونسيت"
حدجتها نفيسة باستنكار فارتبكت أكثر وقالت بسرعة
" أين كارمن ؟"
ردت نفيسة " قلت لك كارمن الأن مع فارس تقف بجوار زوجها
وهو يذبح .. ( وأضافت بفخر ) ابني يحب أن يذبح بنفسه ... ستجدينها الآن تقف (بالطِشت) تنتظر أن يقطع العِجل ويناولها"


جحظت عينا شويكار حتى خرجت من محجريها لتكمل الحاجة ببرود " أتعرفين ما هو الطِشت يا أم كارمن ؟"
حين لم ترد الأخرى متخشبة أوضحت الحاجة " إنه وعاء كبير مستدير مصنوع من الالومنيوم.. رأيتيه حتما في الأفلام حين تجلس أمامه المرأة ممددة الساق تغسل فيه غسيلا يدويا "


شحب وجه شويكار تحاول استيعاب ما تقوله هذه المرأة وغمغمت " ما هذا الهذيان الذي تقولينه!! .. طشت وعِجل ؟!! .. ابنتي مستحيل أن تفعل مثل هذه الأشياء "


فردت الحاجة ذراعها على الكرسي وردت بحاجب مرفوع " يبدو أنك لا تعرفين شيئا عن حياة ابنتك هنا يا شويكار هانم .. ظننتك تعرفين أنها تعلمت لف محشي الكرنب .. ما شاء الله عليها .. لكنها لم تتقن حشو (الممبار )بعد لكن في طريقها للتعلم ففارس إبني يعشق المحشي من يديها "


صرخت شويكار باستنكار " كرنب!! ... ممممبببار!!!!!"


مصمصت الحاجة شفتيها تغمغم وهي تضرب كفا بكف " لا حول ولا قوة إلا بالله .. لقد أخبرتك أنها تعرضت لحادث فلم تصرخي بجزع مثلما صرخت بشأن المحشي والممبار (وضيقت عينيها لتسألها ببراءة) أتعرفين ما هو الممبار يا أم كارمن ؟؟!!.. إنه.. إنه يشبه .. ذلك الشيء الذي يأتي في الأفلام ( وضربت بكفها على جبهتها عدة مرات وكأنها تتذكر لتقول بعد ثواني بابتسامة باردة مستفزة) نقانق شعبية"


انتفضت شويكار واقفة وقد نجحت الحاجة في استفزازها لتصيح "ما هذا الهراء الذي تقولينه ... هذا أمر لا يمكن السكوت عليه أبدا ( وأمسكت بهاتفها تتصل ) أين كارمن ؟"
فجأة ضربت نفيسة بعصاها على الأرض فأجفلت شويكار وحدقت بقلق لتقول الأولى وهي تستند على عصاها وتستقيم " تعالي لأوصلك لها "


سبقتها الحاجة للخارج بخطوات بطيئة بينما وقفت الأخرى لثوان تحاول استيعاب ما تقوله هذه العجوز .. قبل أن تسرع خلفها وهي تغمغم "فليأتي عاصم ليرى هذا الجنون ( واكملت بالفرنسية ) إن هذا مستحيل "
خرجت شويكار من غرفة الصالون لتمر بخضرة التي تغطي فمها بطرف حجابها تكتم الضحك على مقلب الحاجة نفيسة ثم اسرعت خلف الأخيرة ..




في الحديقة وجدت الحاجة تتجه يمينا نحو باب صغير في سور الفيلا صنع حديثا من أجل ربط الفيلا بدار الأيتام التي تصدح حديقته بأغاني الأطفال احتفالا بالوافدين الجدد فهتفت شويكار بقلق عبر الصوت العالي " إلى أين تأخذينني ؟..,ما هذا المكان؟؟ "
استدارت إليها الحاجة تقول بلهجة ساخرة " دار الأيتام .. ألم تخبريني بأنك تعرفين كل شيء عن ابنتك (مصمصت شفتيها وأكملت ) تفضلي يا أم كارمن "


غمغمت شويكار وهي تخطو بداخل الدار من الباب الجانبي " أجل قالت افتتاح الملجأ لكني لم أفهم عن أي شيء تتحدث (وعقدت حاجبيها تتابع الحاجة التي تركتها واقفة وذهبت لتجلس على كرسي في أحد الأركان ) ألم تقل ذبح وطشت وعجل !! .. هل كانت تسخر مني تلك العجوز !"


قبل دقائق :


كانت كارمن تقف في أحد اركان الحديقة تشحن طاقتها التي استنزفت بالتعامل مع الموجودين بالحفل .. لكنها هذه المرة لم تكن تشعر بالذنب لفعلتها هذه بعد أن فهمت من خلال ما قرأته عن علم تصنيف الشخصيات mbti أن تلك هي شخصيتها التي خلقت بها وليس عيبا أو تقصيرا منها ..


تأملت الأطفال الصغار شاعرة بسعادة حقيقية أن شاركت في عمل خيري رائع كهذا .. فعلى الرغم من أن والدتها ترأس جمعية خيرية كبيرة تساهم في الكثير من العمل الخيري في البلد لكنها لم تتسنى لها الفرصة أن تنزل لأرض الواقع وتتعامل مع المحتاجين لمساعدتهم وجها لوجه .. وبعد هذه التجربة اليوم ومشاركتها في الأعداد للحفل على مدى الأيام الماضية تشعر بشعور رائع .. أن تقدم مساعدة للغير خاصة إن كانوا أطفالا أبرياء مثل هؤلاء المساكين ..


تأملت في هاتفها صورا التقطتها لبعض الزينة التي تفننت فيها حين صنعت من أشرطة الساتان الملونة أزهارا وحيوانات وزينة وفيونكات وكرانيش أشاد بها الجميع شاعرة بالفخر والثقة بنفسها رغم تفاهة الانجاز..
وألحت عليها رغبة طفولية غريبة بأن ترسل الصور لفارس ..
فضغطت على زر الارسال لترسل له الصور على الواتساب .. تغمغم " الليلة يا كارمن .. الليلة عليك التحلي بالشجاعة .. سترتدين ذلك القميص النصف شفاف كبداية .. ولن تقولي له أي شيء عليه أن يفهم .. ذلك الصموت الصلب من الخارج الدافئ من الداخل "


لاح شبح ابتسامة خجولة على فمها لتكتشف أن لديها عددا من المكالمات الفائتة من أمها .. تعكر مزاجها وهاجمها الإحباط الذي تحاول أن تتغلب عليه طول اليوم بعد تلك المكالمة .. تعرف أن أمها ستلح في الاتصال .. إنها لحوحة دوما حتى تحصل على ما تريد .


قبل أن تقرر أن تتصل بها رن هاتفها لتجد فارس.. فاتسعت ابتسامة خجولة لتجيب " نعم فارس "
سألها بصوته الرخيم " ما هذه الزينة ؟"
قالت بفخر طفولي وهي تطرق برأسها أرضا بحرج " أنا صنعتها"
لاح شبه ابتسامة على زاوية فمه وهو جالس في السيارة التي يقودها زغلول وقال بقلب يتراقص من السعادة أن شاركته أمرا يخصها " أحببت الزينة جدا تبدو مبهجة .. سلمت يداك "


تخضبت بالحمرة وهي تفكر فيما تنوي فعله الليلة تحاول تهدئة ضربات قلبها الذي انفعل بمجرد التفكير في الأمر فغمغمت " ألن تحضر جانبا من الافتتاح .. إن الأطفال رائعون جدا يا فارس ( وأكملت بتأثر ) الحقيقة أنا متحمسة للتجربة وطلبت من فريدة أن أشارك معها في الاعتناء بالأطفال "


ازدادت بهجته بما سمع منها ..
إن أميرته أميرة الحكايات .. لم تخذله أبدا ..
ولم تخالف أحلامه وخياله عنها ..
بل إنها ألطف وأرق وأكثر حلاوة من الخيال .
رد بخفوت " أنا قادم في الطريق إن شاء الله "
قالت مشاكسة " هل ستمنحنا أكثر من خمس وأربعون دقيقة يا الهي لا أصدق أنك تركت زوجتك الأولى من أجل هؤلاء الأطفال المساكين "


رد متسليا بمشاكستها " كله من أجل عمل الخير "
قالت مندفعة " ظننته من أجل زوجتك الثانية"
صمت قليلا فساد التوتر اللذيذ بينهما عبر الهاتف ليقول فارس بصوت أجش "زوجتي الثانية تعلم أن لها الأولوية متى أرادت"
اشتعلت وجنتيها وغمغمت هاربة " متى ستصل ؟"


اشاح بوجهه نحو النافذة يسيطر على انفعالاته وقال " خلال ربع ساعة إن شاء الله "
التقطت أنظارها والدتها التي تقف وسط الحفل تتطلع في الحضور .. فتسمرت باندهاش غير مصدقة أنها هنا لتتمتم بالوداع لفارس بسرعة وتسرع إليها تقول " مماه !!.. ماذا تفعلين هنا؟؟؟؟"


اقتربت شويكار تقول " جئت لأتحدث معك وهذه المرأة المخرفة ظلت تقول لي كلاما مرعبا عن عجول تُذبح ومحشي تلفينه وأشياء كهذه"
ابتسمت كارمن وطالعت الحاجة التي يقف الأطفال أمامها طابورا لاستلام مزيدا من الحلويات ..ثم عادت لامها قائلة " يبدو أنك قد وقعت ضحية لإحدى مقالبها ( وتحركت تشير لها بالتقدم ) تعالي مماه أريك الدار من الداخل .. أنه رائع جدا "


تحركت شويكار معها وهي تقول بقلة صبر "كارمن ليس لدي وقت لهذا جئت لأتحدث معك .. أخبريني ما موضوع الحادثة التي تحدثت عنها تلك العجوز أم إنها مقلبا أيضا؟"
توقفت كارمن في داخل الدار واستدارت تقول " هل أخبرتك عن الحادث ؟.. لا تقلقي كان حادثا بسيطا بالسيارة ولطف الله بنا (وأضافت بحماس وهي تسحبها من يدها ) تعالي مماه سأريك الزينة التي قمت بها الجميع أشاد بذوقي .."


دخلت لإحدى غرف النوم الجماعية تشير للزينة فطالعتها شويكار من خارج الباب بعدم اهتمام وقالت " لا بأس بها .. ولكن هل يوفرون أجرة العاملات فيطلبوا منك عمل ديكور الدار كيف تقبلين بهذا !"
تجمدت ذراع كارمن التي كانت تشير به بسعادة طفولية على تصاميمها .. لتنقلب سعادتها لحرج وإحباط فتستدير لوالدتها قائلة بهدوء بعد أن بلعت احباطها " أنا من تطوعت للمساعدة يا مماه .. لقد أحببت فكرة الدار .. فارس أقامه بماله الحر ولم يقبل سوى بمساهمات بسيطة من بعض رجال الأعمال .. قال أنه سيضع النواة أولا وبعدها من يريد المساهمة بالمال أو التطوع فليفعل "


ردت شويكار باستخفاف " وهل جديد عليك مثل هذه الاعمال!! .. أنت تعلمين عدد المشروعات التي تقيمها جمعيتنا وعدد الأسر التي تكفُلها ..وعدد دور الأيتام التي تساعدها حتى استحقت جمعيتنا وسام التميز من الوزارة"
ردت كارمن مدافعة " أنا أعرف بالضبط نشاط الجمعية يا أمي وكنت أشارك فيه لكن هذا الملجأ له وضع خاص.. لقد أنشأته عائلة واحدة من مالها الخاص .. وليس هذا فقط ما أثر في .. بل تلك المشاعر وذلك الحب وهذه الرسالة التي يؤمنون بها .. حتى مديرة الدار التي تتلقى راتبا شعرت بمشاعرها تجاه هذا الدار .. أنا شخصيا أحببت التجربة وأحببت فكرة التعامل المباشر مع الأطفال وأحببت أن أعطي من مشاعري ووقتي أكثر من إعطاء المال "


هتفت شويكار باستنكار " كارمن ! .. هل ازداد وزنك !!!"
تفاجأت كارمن بأنها لم تكن تنصت لما تقول ومسدت بحركة لا إرادية على جانبيها في ذلك الفستان الطويل الذي ارتدته منذ قليل استعدادا للحفل وردت بضيق " مماه أنا لا زلت في الحد المسموح به طبعا لطولي ولم أتخطاه وليس بالضرورة أن أقف عند حد النحافة حتى أكون رشيقة "


اتسعت عينا شويكار وقالت بتوبيخ " تغيرت يا كارمن تغيرت كثيرا منذ أن تزوجت من ذلك الجاهل المبلط "
توترت كارمن وآلمتها هذه اللهجة التي تتحدث بها عن فارس فقالت بعينين دامعتين " مماه من فضلك طلبت منك مرارا ألا تصفي فارس بهذه الصفات .. احترميه واحترميني"
تكتفت شويكار وردت ببرود" أليست هذه هي الحقيقة !!.. هل أقول غير الواقع؟؟ .. أنت تعجلت بالزواج منه ولم تقدري حتى على أن تقاوميه أو تمنعي نفسك عن همجيته .. كنت وقتها تصرفت وأعدتك لبيت أبيك سالمة بحجة الهمجية يا غبية "


ردت كارمن بانفعال" فارس ليس جاهلا مماه .. أنا تعاملت معه ووجدته لا ينقصه شيء .. علمته مدرسة الحياة أفضل من الجامعات .. "
تمتمت شويكار بلهجة متهكمة " هذا لم يكن رأيك قبل الزواج "


هزت كارمن رأسها وردت معترفة " أجل غيرت رأيي بعد أن تعاملت معه .. ووجدته مختلفا عما توقعت .. ولا أنكر أنه كان مبلطا .. لكني أجد أن هذا الأمر يزيده فخرا أن استطاع أن يصل لما وصل إليه بعد أن كانت بدايته كعامل بالأجرة .. لو كان في دولة غربية الآن لأصبح مثالا للكفاح يحتذى به بين الشباب .."


اقتربت شويكار وامسكتها من ذراعها لتقول بغيظ من بين اسنانها "من الواضح أنك معجبة بهمجيته معك .. خسارة .. مهما حاولت مساعدتك حتى تستثمرين جمالك واسم عائلتك وشهاداتك لتكوني نجمة لامعة في المجتمع.. تصري على التمسك بجينات الفشل والخنوع التي ورثتيها من والدك .. مهما فعلت معك ستظلين فاشلة تخيبين أملي فيك "
تألمت كارمن من يد أمها التي تعتصر ذراعها وعيناها اللتان ترميانها بأسهم الاتهام بالفشل فقالت مندفعة " قلت لك لا تصفيه بالهمجية مماه فلتصفيني بالفشل كما تريدين لكن لا تصفيه بالهمجية .. فذلك المبلط يحمل أخلاق رجال من الزمن الماضي .. هذا الذي تصفينه بالهمجي يصبر عليّ حتى الآن .. برغم شوقه كأي رجل للعلاقة الخاصة .. يصبر على خجلي ورعبي ولم يحاول مضايقتي .. بل أعطاني فرصتي الكاملة لأعتاد عليه.. "


اتسعت عينا شويكار تحاول استيعاب ما تقوله ابنتها لتكمل الأخيرة "هذا الرجل الذي تصفينه بالهمجية لم يقربني حتى الآن منتظرا أن أسمح له بذلك .. هل رأيت رجلا أروع منه"
تسمرت شويكار في صدمة تاركة ذراع ابنتها التي أكملت بلهجة متألمة" أما عن رغبتك في أن أكون نجمة فلا تقلقي فأنا كنت معك كذلك .. جسم يسبح في حياة بلا هدف .. يلمع بجانبك لكنه لا يلمع ذاتيا وإنما لانعكاس الضوء الخارجي عليه .. تماما كتلك النجوم في السماء التي كنت دوما أشعر بالتشابه بيني وبينها ..لكني لم أعد صغيرة يا أمي .. وآن الأوان أن أستقل وأن ابحث بداخلي عن كارمن الحقيقية .. عليّ أن أبحث عن ضوئي الذاتي لأشعله من داخلي وأصبح نجما حقيقيا وليس جسما عاكسا للضوء "


لم تستوعب شويكار أيا مما اعتبرته هذيانا من ابنتها بعد تلك المعلومة الصادمة أن الزواج لم يتم بعد.. فأمسكت بذراعها تقرب وجهها منها تسأل للتأكد " ماذا تقصدين بما قلت ؟؟؟؟ .. هل لازلت عذراء !!! "
أحست كارمن بأنها قد تفوهت بما لا يجب أن تتفوه به وتملك منها الإحباط فتمتمت بذهول " لم تسمعي مني سوى تلك المعلومة فقط يا أمي وتجاهلت بقية ما قلت!!"
قالت شويكار وعيناها تشعان حماسا " اسمعي يا غبية .. تستطيعين استغلال هذا الامر للخروج من هذا البيت والعودة لحياتك السابقة كما أنت مغلفة بالسلوفان .."


أفلتت كارمن ذراعها من يد أمها غير مصدقة لما تقوله وهتفت " ماذا تقولين يا مماه !! .. أنا حدثتك عني .. عن ذاتي التي أبحث عنها .. وانت كل ما تفكرين فيه كيف تخرجيني من هذا البيت !!.. ألم يكن هذا اقتراحك في البداية أن أتزوج من فارس؟!! "


ردت شويكار متفاجئة من انفعالها الذي لم يحدث من قبل " كان وضعا مؤقتا واتفقنا أني سأخلصك منه وهذه فرصة ذهبية لتنفيذ الخطة .. وضعنا المالي أصبح أفضل .. ومساهمتنا في مصنع ذلك المبلط لن تتأثر لأنه أما أن يشتري اسهمنا أو يقبل بالوضع وكأننا أي مستثمر غريب .. كفي عن غبائك مرة واحدة وستكسبين الكثير فساعديني أن نصحح هذا الوضع الذي .... "


" آسفة "
قالتها كارمن بحزم تطالع والدتها بتحدي وأكملت " آسفة هذه خطتك وحدك وأنا لست مسئولة عما تخططين له .. وآسفة أن أخذلك المرة بعد المرة .. لكني لن أستطيع مجاراتك بعد الآن.. أنا وعدت أبي أني سآخذ فرصتي الكاملة مع فارس .. وأبشرك بأني سعيدة بوجودي هنا .. وسعيدة بزواجي من فارس .. ودعيني أزف إليك خبرا هاما .. أنا معجبة به ومنجذبة إليه بشدة وأشعر معه بمشاعر فتاة مراهقة تحت العشرين "


هتفت شويكار بذهول "لمن ؟؟ للمبلط !!!!"
رفعت كارمن ذقنها وردت بتحدي " لفارس سعد الدين زوج ابنتك مماه "
ساد الصمت بينهما تتناظر فيه العيون وتتلاحق فيه الانفاس المتوترة كتوتر الأجواء حولهما ..لتغمغم شويكار بالفرنسية" لا أصدق ! .. لا أصدق ما أسمعه !.. هذا أخر ما كنت أتوقعه! .. (وتحركت للخلف وكأنها تبتعد عن عفريت مرددة) يا خيبة أملي فيك .. يا خيبة أملي فيك "
واستدارت تسرع للخارج فتابعت كارمن صوت كعب حذائها الذي يضرب الأرض بعصبية حتى ابتعد الصوت وانقطع .. فانقطع عن كارمن رداء الشجاعة والتحدي الذي تحلت به أمام والدتها لتنزل تجلس على عقبيها تلملم فستانها وتحضن ركبتيها محدقة في الأرض .. تستعيد تلك الدقائق التي مرت بينها وبين والدتها منذ ثوان ..
ما أصعب أن تخذل أقرب الناس إليك.
ما أصعب ألا تشبه ما يريدونك أن تكونه .


وما أمر من الشعور بخيبة أمل أهلك فيك.
لكنك لست قادرا على تنفيذ ما يتمنون.


شعور مؤلم أن ترى والدتها محبطة مصدومة
لكنها.. بكل أسف لن تستطيع ..
تماسكت ألا تبكي واتصلت بوالدها .. وكأنها ترغب في أن تتأكد أنها على حق .
أنها ..


لم تخطئ فيما قالت.
أنها..
من حقها أن تكون كما تريد أن تكون..
فهذا أبسط حقوقها كانسان.
جاءها صوت والدها يقول " حبيبة بباه .. كنت سأتصل بك .. اعتذر على عدم حضوري لافتتاح الملجأ لكن أحد أصدقائي.."


قاطعته مستنجدة " بباه "
صمت عاصم عاقدا حاجبيه لتكمل كارمن " حاولت أن أكون لبقة معها لكني .. (وفركت جبينها بتوتر ) .. كان كلامها قاسيا عني وعن فارس و ... "


صمتت فقال عاصم " اهدئي كارمن.. اهدئي حبيبتي فلا أظن أنه مهما انفعلت أنك قد تخطيت حدودك أنا أعرفك جيدا"
قالت بتوتر "لكني .. لكني أخبرتها أني لن أترك فارس وأني منجذبة إليه وأنني لن .. لن أستطيع مجاراتها في خططها لانفصالي عن فارس "
جز عاصم على اسنانه وأخفى غيظه من زوجته ليقول لأبنته بهدوء " اهدئي يا كارمن .. أنا فخور بما قلتيه ..ليس لأي شيء سوى لأنك قررت ما تريدين أن تفعليه فمن حقك أن تختاري الطريق الذي ستسلكينه في حياتك "


غمغمت " لكني أشعر بالذنب أن أحبطتها "
سحب عاصم نفسا عميقا عله يخفف من شعوره بالألم على حال ابنته ثم قال " لم يكن أمامك سوى ذلك يا حبيبتي هوني على نفسك.. فشويكار ازداد اعوجاجها مؤخرا .. ولستِ مطالبة بإرضائها بما لا تريدينه .. لا تقلقي عليها سأتصرف أنا معها .. أخبريني هل انتهى الحفل ؟ "
غمغمت وقد تذكرت الحفل بالخارج " لم ينتهي بعد "


قال مشجعا " هيا أخرجي للأطفال ولا تنسي أن ترسلي لي صورا للحفل كنت متشوقا جدا للحضور "


غمغمت باستسلام مودعة وأغلقت الهاتف شاردة لبعض ثوان ثم مسحت دمعة شاردة خانتها واستقامت واقفة تعدل من هيئتها لتخرج للحديقة.


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 01:04 PM   #123

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

قبل دقائق :
فتح الشيمي باب السيارة لفارس أمام فيلا سعد الدين مرحبا ليترجل الأخير ويربت على كتف الشيمي قائلا بسخرية "هل نعينك في وظيفة ما.. في هذا الملجأ يا شيمي؟! .. تستأذن يوميا من أجل الدار واليوم تفاجأت بطلبك للمساعدة في ترتيبات الحفل"


مال الشيمي برأسه يقول بابتسامة محرجة " ألم توكل لي مهمة الاشراف على ترتيبات ما قبل الافتتاح وتسهيل مهمة الهوانم يا باشا ؟"
رد فارس متهكما " لكني لم أطلب منك أن تقيم في الملجأ يا شيمي"
تدخل زغلول من خلف الشيمي يقول بلهجة ساخرة" الطقس جميل هذه الأيام في الملجأ يا باشا"


حدجه الشيمي بنظرة خطرة فحرك فارس عينيه بينهما ثم قال عاقدا حاجبيه " ماذا يحدث بالضبط؟ .. ماذا تقصد يا زغلول؟"
تدخل الشيمي قائلا وهو يرمق زغلول بنظرة مهددة " لم يحدث شيئا يا باشا "
انتبه فارس لشويكار تخرج من باب دار الأيتام متوجهة نحو سيارتها فأخرج ذراعيه من جيبي بنطاله متفاجئا لتتلاقى عينيهما.. فترك مساعديه ليقترب منها بينما قال زغلول للشيمي متهكما " ترى ماذا سيكون رد فعل الأستاذة حين أخبرها باسمك الأول .. وأن اسم الشيمي هو اسم والدك!"


أمسكه الأول من ياقته بعنف قائلا بفحيح مرعب " فكر في أن تفعلها وسأقطع لسانك الطويل هذا "
اقترب فارس من شويكار ووقفا أمام بعضهما بتحدي بارد ليبدأ فارس قائلا " أهلا شويكار هانم خطوة عزيزة .. ليتك أخبرتينا بقدومك حتى نكون في شرف استقبالك "


ردت محاولة التحكم في غضبها المسيطر عليها مما سمعته من ابنتها منذ دقيقة " جئت لأرى حال ابنتي التي تحبسها بين أربعة جدران رافضا أن تحضر حفلات المجتمع الراقي ورافضا أن تساعد والدتها في حملتها الانتخابية "
وضع يديه في جيبي بنطاله وقال " زوجتي ليست محبوسة يا هانم .. لكني لا أحب حضور الحفلات ولا أوافق على ذلك بالنسبة لزوجتي إلا في محيط مناسبات العائلة فقط .. هذه طباعي .. قد تكون صعبة لكن عليكم تفهمها واحترامها"


صرخت غاضبة وقد استفزتها ثقته بنفسه " من أنت لتحدد لنا ما نفعله ومالا نفعله .. استيقظ وانتبه مع من تتحدث .. لن تأتي أنت لتحدد لنا أسلوب حياتنا .. هذا الأمر لن أسكت عليه أبدا "
حدجها بنظرات حادة ورد بحزم " انا لا احدد لأحد حياته يا هانم .. كل ما يخصني زوجتي ولن اقبل بما لا يتناسب مع طباعي .. وهذا الأمر لن أقبل بالنقاش فيه مع أحد حتى كارمن نفسها .. فانسي أمر تلك الحفلات للأبد "
صرخت في وجهه متسعة العينان بجنون " هل تتحداني !! .. تتحدى شويكار الشبكشي !! .. هل ستمنع عني ابنتي"


رد بلهجة هادئة لكنها خطرة " أنا لست في تحدي مع أحد يا هانم .. وبالطبع لن أمنع زوجتي عن عائلتها .. أنا أتحدث فيما يخص الحفلات والسهرات المتكررة التي ليس لها معنى.. "


اشاحت بيدها تقول بلهجة ساخرة " زوجتي ! زوجتي! زوجتي ! فلتُفَعِّل زواجك أولا يا سبع الرجال قبل أن تتشدق بهذه الكلمة بكل هذه الثقة فارضا أوامرك ! .. (واقتربت منه تحدق فيه بنظرة ساخرة وتقول بخفوت ) أم أن هذا التعنت وتلك العنجهية لتداري نقصا معينا لديك ؟؟ "


اشتعل غضب فارس كما يشعل عود الثقاب في برميل من البنزين ليهدر بصوت مخيف " ماذا تقولين أنت!!!"
فأجفل زغلول والشيمي يحاولون فهم ما يحدث لكن صوت موسيقى الحفل تمنعهما من سماع تفاصيل ما يقولان .. بينما مطت شويكار شفتيها ترد بثقة " أنا لست ساذجة ولا مراهقة مثلها لأصدق خرافة تفضلك عليها بتلك المهلة حتى تعتاد عليك.."


استدار فارس ينظر لمساعديه غير واثق ماذا سمعا منها بالضبط ليستدير صائحا بتهديد " شويكار هانم !! أنا لا أسمح لك "
ردت بخفوت والجنون يتراقص في عينيها " لا تنزعج هكذا .. كنت أطلعك على ما أفكر فيه ( وفتحت باب السيارة تقول بابتسامة باردة ) عموما.. لا تتحداني وسيكون سرك معي في أمان"
تقبض فارس بقوة مسيطرا على نفسه حتى لا يحطم السيارة فوق رأسها بينما غمغمت شويكار لنفسها وهي تحرك عجلة القيادة وتغادر المكان " أتمنى أن يكون قد استفز بما يكفي.. حتى يطلقها وننتهي من هذه المهزلة "


اندفع فارس بوجه مكفهر يخترق الحفل محافظا بكل ما أوتي من قوة على خطوات مستقرة على الأرض حتى لا يثير فضيحة .. وتجاهل الجميع لا يرى إلا هي بجانب إحدى الموائد تناول الأطفال بعض الشطائر .. ليفاجئها بوجوده ويمسك بمعصمها يسحبها خلفه دون حتى أن ينظر في وجهها ..


تطلعت فيه كارمن وهي تسرع الخطى خلفه تحاول الفهم بينما وقف يونس متخصرا عاقدا حاجبيه باندهاش لحالة فارس المتشنجة .. أما الحاجة نفيسة فلم تلحظ دخوله وخروجه من الباب الداخلي شاردة في فريدة التي ستطير من السعادة وسط الأطفال تدعو لها بالزوج الصالح حتى تطمئن على الأمانة التي وضعت في رقبتها منذ سنين طويلة.
صاحت كارمن باندهاش بعد أن عبرا الباب الجانبي بين الحديقتين " ماذا يحدث يا فارس؟؟ .. فارس ماذا تفعل أنت تؤلمني!!! .. فارس سأقع تمهل قليلا "


لم يرد .. ولم يشعر بالمسافة التي قطعها ساحبا إياها خلفه بينما كلمات تلك المرأة المستفزة تنقر في أفكاره فتدميها .

بعد دقيقة .. فتح باب الجناح ودفعها للداخل بغضب فازداد تسارع ضربات قلبها بعد تأكدها أنه في حالة غريبة ..



أغلق فارس الباب ووقف أمامها متخصرا يتأجج غضبا ليقول بفحيح مرعب " ألم نتفق على أن ما يحدث بيننا لا يخرج من بين جدران هذه الغرفة ؟؟؟؟؟"


ارتبكت وحاولت أن تفهم بم أخطأت ولمَ هو في هذه الحالة فقالت بصوت هارب منها" أجل"
انفجر صارخا في وجهها " ما دمت تذكرين ما اتفقنا عليه .. كيف علمت أمك أننا لم نتمم الزواج بعد يا كارمن !!!"


شحب وجهها مصعوقة ..فلم تتخيل أن تتحدث والدتها معه في هذا الأمر!!!... وبهذه السرعة !!!.


لم تدري بم تجيبه .. فلم تتعمد إخبارها فغمغمت بارتجاف شاعرة بالرعب من منظره المخيف الذي ذكرها بالمرات الأولى التي رأته فيها " لم .. لم أقصد أن أخبرها .. أنا .. أنا.. "
صرخ في وجهها " أنت ماذا ؟؟؟؟ .. أنت ماذا ؟!!!... أهذه جائزة صبري معك وتفهمي !!!.. أهذا ما استحقه منك بعد كل هذا العذاب الذي أعيشه متحكما في نفسي حارقا لأعصابي؟!!!!.. (وضرب المقعد الضخم بقدمه ليهدر ) أهذا ما استحقه منك يا كارمن ؟!!!!!"


رفعت كفيها المرتعشتين أمامه تقول" اهدأ يا فارس واخبرني ماذا قالت بالضبط"
تحرك في الغرفة جيئة وذهبا متخصرا كأسد هائج حبيس قائلا " ماذا تعتقدين ؟! ( واستدار هادرا بقوة أكبر) أمك وقفت في الشارع تشكك في رجولتي .. قالتها في الشارع يا كارمن بالقرب من رجالي ومن ضيوف الحفل ..أهذا ما أستحقه منكم يا آل السيوفي !!!"


شهقت كارمن وغطت فمها بكفيها مصعوقة ليهجم عليها فارس يعتصر ذراعيها قائلا بفحيح مرعب" أنا حذرتك .. حذرتك من أن يخرج أي شيء خارج هذه الغرفة .. حذرتك من غضبي .. حذرتك يا كارمن "
وسحبها من ذراعها بقوة نحو الغرفة الداخلية يلقي بها لتجلس على حافة السرير الذي اهتز تحتها.



فقالت بقلب تتسارع ضرباته بعنف وهي تشاهده يخلع عنه سترته ويلقيها أرضا بعصبية " مــ ماذا تفعل؟!!!"
قال وهو يخلع ساعته ويلقي بها على المقعد ثم يفك أزرار أساور القميص " سأفعل ما يفعله أي زوجين .. انتهى وقت الصبر .. انتهى وقت الاحترام .. الهمجية وحدها ما تفيد معكم"
قبل أن تستوعب كان يدفعها للخلف ويخيم بجسده فوقها يطبع قبلات متسارعة على رقبتها وفتحة فستانها ..
بينما يديه تتحسسان جسدها بلهفة جائع قرر عدم الانتظار واقتحام الأبواب ليهجم على الطاولات بنهم.
قالت بحشرجة " فارس !" ..


لم يجيبها سوى بمزيد من القبلات الهائجة هنا وهناك تتخللها أنفاس بدأت تعلو وتيرتها ..
سكنت .. وحدقت باستسلام في سقف الغرفة بعينين متسعتين تحاول تهدئة نفسها ..
وتحاول التنفس بانتظام يتخللها شهقات لا إرادية..


حاولت أن تستوعب ما يحدث ..
وتطمئن نفسها بأنها دقائق صعبة وستمر ..
متجاهلة ذلك الشعور بعدم الراحة ..
محاولة بلع الإهانة ..
فتخبر نفسها بأنه بسببها قد تلقى إهانة كبيرة منذ دقائق.. لكنها ..


لم تستطع أبدا أن تمنع نفسها من الارتجاف.
قالت من بين شهقاتها ما كانت تنوي توضيحه وهي تحاول التماسك " أخبرتها بحالنا .. لأثبت .. لها .. أنك .. لست .. همجيا .. أبدا "
وسالت دمعة صامتة من جانبي عينيها وهي لا تزال تحدق في سقف الغرفة .
جملتها ضربته في مقتل ..


عبرت شحنات الغضب وهرمونات الرغبة .. واخترقت عقله توقظه ..
ليستوعب فارس أخيرا ما يفعل .. ويدرك بشاعة ما يقوم به .. لكنه لم يكن قادرا على السيطرة على أعصابه ..


لم يكن قادرا على التحكم في جسده الجائع المتعطش لها..
فبرغم غليان الغضب ..
كانت حواسه تشعر بها جيدا ..
تشعر بطراوتها ..
بنعومتها ..
بذلك العطر الهادئ الذي يشعل أحلامه من بعيد ..


كيف سيطاوعه الجسد على الابتعاد بعد الاقتراب؟؟ ..
وحده عقله الذي استيقظ .. فرفع رأسه عنها ودفن وجهه في السرير بجوار كتفها يضرب فجأة المرتبة بجانبها عدة مرات بقوة ..
مرة..
وثانية..
وثالثة..
ورابعة..
مغمغما بغيظ مكتوم الصوت "حذرتك يا كارمن .. حذرتك .. حذرتك"
ضرباته المفاجئة بجوارها أفزعتها لأول وهلة ..لكنها سرعان ما هدأت حين أدركت أن لكماته ليست موجهة نحوها .
قبض على الملاءة بقوة قائلا بعذاب من بين لهاثه المكتوم في السرير " انهضي يا كارمن .. انهضي فورا واسحبي نفسك من جانبي ..اخرجي تماما من الجناح فأنا لست مسيطرا على ذرة واحدة من نفسي "




شعرت ببعض الراحة لكنها لم تتحرك .. ولم تجد مفرا من أن تنتهي من هذا الأمر.. فيكفي ذلك العذاب الذي يعانيه بسببها .
أدارت وجهها نحوه تقول بخفوت" لا .. دعنا نكمل"


رفع رأسه يطالعها متفاجئا .. فآلمها ذلك العذاب الذي يطل من ملامحه ليقول فارس بصوت مبحوح وهو لا يزال يقبض بقوة على الملاءة بذراعه المفرود فوقها "ماذا قلت؟؟"
قالت مستجمعة لشجاعتها مثقلة بشعورها بالذنب تجاهه " أقول دعنا ننتهي من هذا الأمر أرجوك .. فأنا لست قادرة على تحمل هذا الذنب أكثر من ذلك"


إن كان ما قالته والدتها قد جرح كرامته .. فما قالته هي للتو طعنة في صميم قلبه.
فطالعها من ذلك القرب بعينيه المتوهجتين باشتعال لم يتراجع قيد انملة بعد .. ليقول بلهجة متألمة "ننتهي من هذا الأمر!!! أخلصك من الذنب !! .. ( صمت لبرهة ثم تمتم ) حاضر كارمن هانم سأخلصك من ذنبي"
واقترب يلفح عنقها بأنفاس ساخنة قبل أن يوزع قبلات
كان طعمها لأول وهلة مُرا في فمه ..


بقلب مجروح .. وكرامة مطعونة .. قبّل فتحة فستانها التي اتسعت..
إن الشوق يضنيه ..
يذله ..
ويجلده الخذلان.


أما كارمن فظلت نظراتها محدقة في سقف الغرفة يسيطر عليها شعور أقسى مما كانت تمر به لحظتها ..


فلم تكن مستوعبة كيف فعلت بها أمها ما فعلت ؟؟..
كيف تخبره بكل جرأة بأنها تعرف سرهم ؟؟؟..
أكانت أمها مدركة لخطورة ما تفعل ؟ !!
شعرت بيده ترفع فستانها وتندس تحته فأغمضت عينيها بحياء تحاول التحمل وعدم اظهار صعوبة الأمر عليها.


كان يعلم أن تلك اللحظة ستأتي ..
لحظة أن يضيع أمامها فلا يقدر على السيطرة على أي شيء..
لحظة أن يستقبل الفتات منها بلهفة وامتنان .
لحظة أن تغلبه مشاعره فيستجدي الوصال ..
أي نوع من الوصال ..
حتى لو كان ...
حتى لو كان ...
تسولا.


لقد سمحت الأميرة يا فارس
سمحت لك بالاقتراب ..
سمحت لك بلمسها ..
بالغرق في رائحتها ..
لكن ..


لا تكن جشعا ولا انانيا ولا فضوليا ..
لقد سمحت بالاقتراب ..
فلا تعذبها باقترابك.. ولا بلمساتك .. ولا بأنفاسك اللاهبة ..
ولا تؤذيها ببراكين اللهفة المتأججة بداخلك ..
ذُق بعضا من العسل ليخفف من جوعك ..
ليقتل ألم الاحتياج لديك ..
ولكن لا تطمع في اكثر من ذلك ..
فإن كانت صاحبة العطية قد فتحت لك قصر العسل بحس الواجب وبقوة الإحساس بالذنب ..


فكن رحيما بها ولا تكن جشعا ؟؟
خذ حسنتك يا فارس وانصرف بسرعة ..
خد ما يسد رمقك ولا تطمع في الشبع.. وارحمها من شحاذ يتطفل عليها ..
كالعداء في المارثون أسرع بالعدو نحو الهدف المنشود دون أن يعطي لنفسه فرصة ليستمتع بالرحلة ..ليصل لخط النهاية بسرعة لاهث الأنفاس ..




بعد أن أنجز مهمته ..
قبّلها ..
قُبلة على رقبتها ..
وأخرى فوق جفنيها المغلقين في وجهه..
وثالثة في تجويف عنقها..
سينسحب الآن ..
سيبتعد ..
قُبلة رابعة على عظمة الترقوة ..


عليك بالابتعاد يا فارس .. يكفيك بضع رشفات من العسل الذي لم تحلم يوما بالاقتراب منه..
قُبلة خامسة مترددة تسمرت أمام شفتيها..
فاكتفى بأخذ أنفاسها الحلوة إلى صدره .. واستحضر كل قوته ليتخطى شفتيها نحو جبينها يزينه بقبلة طويلة ..


قبلة عشق ..
قبلة اعلان عن انسحاب اضطراري مفروضا عليه ..
أو ربما..
قبلة اعتذار ضمني لتحمله .


كل ذرة من جسده كانت حانقة متذمرة معترضة على الابتعاد .. ويده تمردت عليه برسم تفاصيلها الناعمة لمرة أخيرة .. قبل أن يجبر نفسه بقوة إرادة على الابتعاد أخيرا .. فحررها منه ودثرها جيدا بالأغطية ..


ليترك السرير يرتدي بنطاله.. ويتحرك ليجلس على المقعد بجوار النافذة يطالعها توليه ظهرها صامتة ..
فدفن رأسه بين كفيه ..
ماذا فعل بها ؟..
لماذا طاوعها وهو يعلم أنها لا تريده ؟..
لماذا ضعف أمام رغبته؟ .
كيف وافق على أن يؤذيها حتى لو سمحت له بذلك؟
هل ستكرهه الآن ؟؟؟؟
هل ما كسبه من رصيد معها سيُمحى وكأنه لم يكن ؟

تذكر والدتها ..
تلك المرأة التي يكرهها ويسيطر على نفسه دوما حتى لا يتعدى حدود اللباقة معها كرامة لزوجها وابنتها .


يريد أن يقتل تلك المرأة ..
يقتلها .


رفع رأسه يتطلع في كارمن الساكنة متمنيا لو تقول أي شيء.
أي شيء لتخفف عنه ألم الشعور بالذنب .


حين تحركت بعد قليل دون أن تنظر له مغادرة للسرير يحجب شعرها ملامحها عنه لم يعرف هل يطمئن أم يستمر في قلقه عليها ..
لقد كان مراعيا رقيقا معها رغم ضغط مشاعره وفورانها لكنه لا يعرف هل آذاها أم لا ؟
لفت انتباهه بضع قطرات من الدماء على السرير فاستقام واقفا يجذب الملاءة بعصبية ويكورها ليلقي بها على المقعد ثم استدار للخزانة يبحث أين توضع الملاءات النظيفة .


في حديقة الدار تطلعت الحاجة نفيسة حولها وسألت متعجبة " هل ذهبت كارمن لتستريح؟"


رد يونس وهو يربط بالونا لأحد الأطفال " سحبها ابنك منذ مدة متشنجا ( وقال للطفل أمامه بامتعاض ) هذه آخر مرة انفخ فيها لك بالونا .. أنا لست منفاخا .. متى ستنامون لقد أمسى الليل !"
عقدت الحاجة حاجبيها وقالت " هل أتى فارس ؟!! متى ؟!! ولماذا لم أره "
لم يسمعها يونس فأمسكت بهاتفها يساورها القلق .. إن زيارة هذه المرأة قبضت قلبها لا تدري لمَ !.


انتهى فارس من وضع ملاءة جديدة على السرير وإن كان بشكل غير متقن لكنه يفي بالغرض.. ليسمع صوت هاتفه فاقترب ليجد اتصالا من والدته فأجلى صوته ورد " نعم أمي"
سألته بقلق " علمت أنك بالبيت لكني لم أرك حين وصلت "
قال بهدوء " كان عندي مكالمة عاجلة عليّ أن أجريها "
هذا الولد يكذب تستطيع قراءته جيدا فسألته " أين كارمن؟"


تنحنح وأجاب " لديها صداعا فقررت أن تستريح قليلا "
ساد الصمت لثوان لتقول بإصرار" أريد أن أحادثها "
نظر لباب الحمام المغلق ورد " هي بالحمام حاليا حين تخرج..."


قاطعته بهدوء حازم " أريد أن أحادثها يا فارس ضعها على الهاتف أو أصعد أنا بنفسي "
تحرك مقتربا من الحمام يطرق برفق مناديا عليها .. ففتحت الباب بهدوء تنظر في وجهه لأول مرة بعد تلك العبارة التي آلمته ( دعنا ننتهي من هذا الامر ) وقد غيرت فستانها لمنامة قطنية أكثر راحة ..


كانت هادئة ..
هادئة لدرجة لم تشعره بالراحة فقال " أخبرت أمي أن لديك صداعا وتريد أن تحادثك بنفسها لتطمئن عليك "
تناولت الهاتف تقول بهدوء " نعم حاجة نفيسة "
صمتت الحاجة لثوان ثم سألتها " هل أنت بخير بنيتي ؟"
ارتبكت ونظرت لفارس ثم عادت تقول " بخير .. فقط الصداع يؤلم رأسي "


قالت الحاجة بهدوء " حسنا بنيتي ان احتجت لشيء هاتفيني أو تعالي لغرفتي .. أي شيء في أي وقت .. اتفقنا؟"
خنقها البكاء فردت بحشرجة " حاضر .. شكرا "
وأعطت الهاتف لفارس الذي استدار يقول بعد ثوان من الصمت " لا يا أمي لا أرغب في الطعام الآن "
بعد أن أغلق الخط استدار ليتفاجأ بكارمن تجلس على عقبيها تغطي وجهها بيدها وتبكي بانهيار ..


اقترب منها يجلس على عقبيه أمامها هاتفا بجزع " كارمن .. كارمن أرجوك "
لم تكن تبكي من أجل ما حدث منذ قليل .. لكن مكالمة الحاجة لها لمست برفق جرح لم تكن تدري أنه موجود..


بدون أن تشعر قارنت بينها وبين أمها ..
وبدون أن تشعر لم تقدر على الصمود .. لتنهار باكية .


تكلم فارس متألما لا يعرف هل يقترب أم يتجنب لمسها حتى لا تشعر بالضيق " كارمن .. أنا .. آسف .. لم أتخيل يوما أني قد أفعل ذلك بامرأة فما بالك أن تكون هذه المرأة هي أنت "
ردت موضحة حتى تخلصه من شعوره بالذنب " مكالمة والدتك هي السبب .. رغم أني كنت بحاجة إليها "


تنفس الصعداء أنه ليس سببا في بكائها .. على الأقل بشكل مباشر .. وسحبها من ذراعها لتقف معه .. ثم أرشدها للسرير قائلا " تعالي واستريحي قليلا .. هل أطلب لك شيئا لتشربيه ؟"


هزت رأسها نافية وتكومت تحت الأغطية شاعرة بارتجاف لا تدري مصدره .. فأبعد شعرها عن وجهها ليقف مترددا ثم يتحرك مبتعدا ويتركها لتستريح .




××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 01:04 PM   #124

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

قالت عهد في الهاتف وهي تتحرك في المطبخ " هل وصلك البريد الالكتروني الذي ارسلته لك صباح اليوم بتحليلي واقتراحاتي للموقف المالي لشركتك "


رد زياد مسترخيا على الأريكة محلقا في السماء لسماع صوتها " وصل يا باشا وقرأته جيدا وبدأت بالفعل في تنفيذ بعضا من اقتراحاتك .. ولا نعرف كيف نرد جمائلك"
اتسعت ابتسامتها وردت مشاكسة " لا بأس سأطلب منك شيك مجمع بمجموعة استشاراتي الاقتصادية في أخر الشهر "
قهقه زياد فأطربها صوت ضحكاته متمنية أن تظل تسمعها حتى في الغربة لعلها تؤنس وحدتها لتسمع زياد يقول " أصبحت مهما يا عهد باشا ومطلوبا بالاسم "


ضحكت بدورها ثم قالت بلهجة حانية " صوتك يبدو مرهقا"
أجابها بلهجة كسولة " كان يوما ضاغطا في المكتب وقابلت عميلا أضاع وقتي من كثرة ثرثرته حتى أني لم استطع اللحاق بفريدة ومساعدتها في التجهيز للحفل كما وعدتها وحتى حفل استقبال الأطفال لم استطع المشاركة فيه بسبب اجتماع مفاجئ مع عميل آخر"


تصلبت يدها على الهاتف حين نطق باسمها .. دوما هي تأخذ منها من تحب .. أحبت أن تكون ضمن عائلة سعد الدين لكن تعلق يونس الواضح بها كان عائقا أمامها لتحقيق هذا الهدف .. وها هي تحظى باهتمام أميرها الوسيم وربما كان يحمل لها مشاعرا هو الآخر لكنه يكبتها من أجل يونس .. فبالتأكيد يستشعر مثلها اهتمام يونس بفريدة أو ربما اعترف له يونس بشيء من هذا القبيل "
سألته بصوت متألم " هل أنت مهتم بهذا الأمر إلى هذا الحد ؟"


أجاب ببساطة " بالطبع .. فمن الجميل أن يعطي الانسان بعضا من وقته لعمل الخير "
تمنت أن تنصحه بأن يحاذر حتى لا يجرح قلبه لكنها لا تستطيع أن تتكلم في موضوع حساس كهذا فتمتمت " أتمنى لك كل الخير(ثم أكملت بتعجل ) سأتصل بك بعد دقيقة "


أغلقت الخط ثم لبست اسدال الصلاة فوق ملابسها الضيقة وحملت صينية من البايركس الشفاف غطتها بالبلاستيك جيدا وخرجت من شقتها تتلفت حولها ثم اسرعت نحو شقته واضعة الصينية أمام الباب .. لتعود بحركة خاطفة إلى شقتها ثم تتصل به قائلة" افتح باب شقتك واستلم الطرد"
عقد حاجبيه وترك الأريكة ليفتح باب الشقة وهو يسألها باندهاش" أي طرد"
ابتسمت ولم ترد فانحنى يحمل الصينية ويصيح بسعادة " "معكرونة بالباشاميل !!"
قالت عهد بصوت متأثر لم تستطع التحكم فيه " أعرف أنك تحبها .. بالهناء والشفاء "
نظر زياد للصينية وقال ممتنا " شكرا عهد كنت اشتاق لها بالفعل "


قالت بغمغمة " سأتركك لتأكل "
سألها "هل ستأكلين أنت أيضا الآن "
ردت بخفوت " أجل "
فقال بصوت حاول أن يكون عاديا " اذن سنأكل معا وكأننا في مكان واحد لا تفصل بيننا سوى الجدران .. (وأكمل بمرح ) هل نلعب أونلاين بعد الطعام ؟"




أجابته " كلا .. سأنزل بعد قليل .. أريد أن أشتري ماكينة للقهوة"
نظر في ساعته ورد " في هذا الوقت ! "
ردت مبتسمة " لم احدد سوى اليوم بعض المحلات التي من الممكن أن أشتري منها "
رد بحزم " ليس عندنا فتيات يخرجن في هذا الوقت يا هانم ..نحن محافظون جدا ..متشددون جدا جدا "
دغدغتها كلماته وكأنها حقيقة فضحكت ليكمل بلهجة هادئة "سأشتريها لك فأنا أعرف أفضل الماركات "


صمتت قليلا تفكر ثم قالت بإصرار " بشرط أن أدفع ثمنها "
طاوعها يغمغم " اتفقنا ( ثم سألها قبل أن يغلق الخط ) نلتقي بعد ساعة أونلاين لأهزمك شر هزيمة ؟ .. لقد اشتريت سلاحا جديدا أريد أن أريك إياه ؟"


أجابته بنعم وأغلقت الخط تحدث نفسها " تشجعي يا عهد .. فكما تتحدثين معه الآن عبر الأثير ولا تنالين منه غير صوته ستفعلينها وأنت في ألمانيا وهو هنا .. بالطبع حتى تأتي فتاة أخرى تشبه فريدة تمنعه عنك "
××××


تجاوزت الساعة منتصف الليل بقليل وهي لم تنم بعد .. ترتجف شاعرة بالبرودة وبعض القلق مجهول المصدر .. ولا تزال مناقشتها مع والدتها اليوم وما حدث من الأخيرة تجاه فارس يشعرها بغصة في حلقها ..
هذا بالإضافة لشعورها بالضيق أن انتهت أول ليلة بينهما بهذا الشكل الدرامي .


لم تقاوم الشعور الذي ألح عليها كثيرا .. بل غادرت الأغطية تمشي حافية القدمين حتى خرجت من غرفتها إلى حيث يستلقي فارس على الأريكة .. ووقفت تتطلع إليه في الضوء الخافت بتردد.


شعر فارس بها فرفع ذراعه الذي يغطي به عينيه وقال بخفوت متفاجئاً" كارمن !! .. هل هناك شيء ؟!!"
فركت كفيها ببعضهما ثم قالت" هل .. هل يمكن أن .. تضمني قليلا "
تجمد لبعض الوقت حتى دقات قلبه خيل إليه أنها توقفت ليسألها بحشرجة " ماذا قلت؟؟؟ .. لم .. أسمع"
همهمت متقبضة بحرج " تضمني .. أشعر بأني ..."


قبل أن تنهي عبارتها كان قد قفز واقفا أمامها يحيطها بذراعيه فصمتت تتلمس دفء جسده بامتنان هامسة " لا أعلم ماذا حدث لي الليلة "
شدد من ذراعيه حولها متألما لأنها لم تحظى بليلة زفاف عادية ككل البنات ..
لكن قليلا من السعادة تسرب إليه لأنها لجأت له .. لم تكرهه .. لم تنفر منه .. لم تحاول معاقبته على ما فعل .


سألها مترددا بخفوت" ما رأيك في أن تتمددي بجواري على الأريكة قليلا(وأضاف بسرعة بلهجة ساخرة ) استلقاء برئ دون أي أغراض دنيئة من ذئب مثلي "
ابتسمت وحركت رأسها المخبأة في صدره بالموافقة بعد بعض التردد ليرجع للخلف ساحبا إياها .. فيستلقي ويشدها لتستلقي بجواره .


تنام على ذراعه ..
تلمس صدره ..
ويحيطها بكامل جسده .


خبأها تحت الأغطية وضمها أكثر كاتما أنينا يريد أن يتحرر من بين شفتيه فيفضح ما يمر به في تلك اللحظة التي لم يتخيل في عمره قط أن يعيشها ..


الأميرة الحلوة ..
أميرة الحكاية في حضنه ..
حتى لو كان متحفظا في لمسها كما يشتهي ويرغب ..
سألها هامسا " هل .. كنت عنيفا ؟.. أعني .. هل آلمتك؟"
قبضت على ملابسه بخجل ثم هزت رأسها المدفون في صدره مغمغمة بخفوت " ليس كثيرا "
غمغم يضمها اكثر "الحمد لله .. الحمد لله "
متحكما في فورة مشاعر جديدة تشعل أعصابه أغمض عيناه .. لكنه لم يستطع أن يمنع قدمه من أن تدلك قدمها برقة حتى استسلمت للنوم غارقة في دفئه وشذى عطره .


أما في الحديقة فكان هناك عاشقا آخر يقف بالقرب من السور الفاصل بين الفيلاتين يطالع في صمت الليل وبرودته شباك غرفتها في الطابق الثاني من مبنى دار الأيتام .. فوقف الشيمي متقبضا يسأل نفسه إلى متى سيظل متأثرا بها رغم إدراكه باستحالة الأمر بينهما .. ولم يدري أن رفيدة كانت تجلس في فراشها يجافيها النوم .. تتأرجح مع أفكارها حتى غمغمت " عليك بالقبول بالأمر الواقع يا رفيدة .. غدا اتصلي بدكتور مجدي وأبلغيه موافقتك على خطبة مبدئية "


××××


في صباح اليوم التالي استيقظت كارمن لتجد نفسها وحدها على الأريكة وتذكرت في جزء من الثانية كل ما مرت به يوم أمس .


تطلعت حولها لتجد كوب الماء على المنضدة بجوارها وتلك الورقة الصغيرة التي تحمل صباح الخير تنتظرها ..


ليلة أمس كانت غريبة وثقيلة ومجهدة لمشاعرها .. ولم تجد أي طاقة لديها لفعل أي شيء .. فأرسلت رسالة لفريدة تعلمها برغبتها في الراحة اليوم وعدم قدرتها على النزول للملجأ ثم تحممت وصلت لتعود بعدها للسرير غير راغبة في القيام بأي شيء .


هاتفها فارس عدة مرات خلال اليوم فكانت ترد عليه بأنها بخير وتحتاج فقط بعض الراحة .. وهو نفس ما أخبرت به الحاجة التي هاتفتها هي الأخرى ..
رأسها خاوي
ومشاعرها مجهدة
وتجربة أمس خلفت ندبة غير مقصودة بداخلها .


××××


ترجلت عهد من سيارة الأجرة وانقدت السائق ثم دخلت البناية تلقي تحية فاترة على عم رزق الذي يجلس واضعا ساقا فوق الأخرى يشيح بوجهه بعيدا ولم يرد تحيتها.


بعد خطوات داخل البناية توقفت وعادت من جديد لرزق غير قادرة على تجاهل الأمر رغم وعدها لنفسها بألا تثير أية مشاكل خلال فترة اقامتها المتبقية لها في الوطن.. لتقف أمامه تقول بحزم " ألقيت عليك السلام يا عم رزق فلم ترد .. وهذه ليست المرة الأولى .."
اعتدل في جلسته ورد متعمدا عدم النظر نحوها " لم أسمع "
تكتفت وقالت " وحين أطلبك في الهاتف لا ترد على اتصالي "



حرك مقلتيه نحوها ثم عاد يشيح بناظريه قائلا ببرود " ربما لم يظهر الاسم أمامي وربما هاتفي يخرف "
اقترب أحد الرجال منهما يقول " ماذا حدث يا عم رزق لماذا أزعجت الأستاذة؟ "
استقام رزق واقفا يقول بترحيب" أهلا أستاذ سامح .. الحقيقة لا أعرف لماذا هي تتحامل عليّ "


شعرت عهد بالقهر وهي تراه يقف باحترام أمام الرجل .. فقالت تنهي الحديث بعدما استشعرت أن سامح هذا يختلس النظرات الغير مريحة نحوها " عموما المرة القادمة ركز في هاتفك جيدا لتعرف من يتصل بك .. وانصحك بأن تعرض أذنيك على الطبيب حتى تسمعني المرة القادمة "


تحركت مبتعدة لتجد أن سامح قد لحق بها عند المصعد فأولته ظهرها تنتظر أن يفتح المصعد أبوابه ثم دخلت ليتبعها ذلك الرجل فوقفت توليه ظهرها للمرة الثانية بالقرب من باب المصعد الذي أغلق أبوابه وبدأ في الصعود .
قال سامح بابتسامة لزجة على شفتيه " لا تزعجي نفسك يا أستاذة إنه عجوز خرف .. إن احتجت شيء .. أي شيء أطلبيه مني.. أنا جارك سامح حسن في الطابق السابع "
شعرت بالغيظ من محاولة سامح هذا التودد لها وكأنها فتاة سهلة لكنها أجبرت نفسها على التحدث بلباقة لتقول باقتضاب دون أن تستدير إليه "شكرا لك"


قال بجرأة " اعطني رقم هاتفك لأسجله "
اطبقت على شفتيها بغيظ وردت بهدوء مصطنع دون أن تستدير إليه "شكرا أستاذ سامح أنا لا أعطي رقم هاتفي لأحد "
قال بسرعة" حسنا سأعطيك أنا رقمي حتى تتصلي بي إذا ما أزعجك عم رزق "
تقبضت وردت من بين اسنانها بلهجة حادة " شكرا أستاذ سامح "



غمغم سامح بحرج " أنا فقط أرغب في مساعدتك فأنا أعلم أنك تسكنين وحدك "
اطبقت على شفتيها من جديد ففتح باب المصعد أمام الطابق الذي تسكن فيه لتخرج دون أن ترد عليه هامسة في سرها بقهر "أتركوني في حالي .. كل ما أريده أن تتركوني في حالي لأعيش بهدوء .. أهذا صعبا !"


في أسفل البناية ترجل عبود من سيارته تعلو شفتيه ابتسامة انتصار .. ان هذا أول يوم يخرج فيه بعدما فك جبيرة قدمه .. وانتظر خروجها من العمل وتعقبها ليعلم بالضبط أين تسكن .. وها هو أمام البناية "
سينتقم .
سينتقم منها ولن يتركها لتهنأ بحريتها أبدا .
اقترب من البواب يلقي السلام ليرد عليه عم رزق السلام .. فجلس عبود بجواره يناوله سيجارة بابتسامة ودودة ليتلقاها الأخير شاكرا ..
نظر عبود للبناية قائلا " كنت أبحث عن شقة للإيجار .. ودلوني عليك يا عم ..؟"
صمت مستفهما ليرد رزق بسرعة " رزق ... اسمي رزق"


قال عبود بلطف " أهلا عم رزق أنا عبود .. أبحث عن شقة كما قلت لك فدلوني عليك والحقيقة اذا ساعدتني في هذه المهمة لك الحلاوة "
اتسعت ابتسامة رزق ورد " حاجتك مقضية أن شاء الله"
تركه عبود يستعرض امكانياته ومعلوماته عن الxxxxات في المنطقة ويعرض عليه ما لديه من شقق للبيع أو للإيجار ثم قال له مشيرا للبناية التي يجلسان أمامها " وهذه البناية ألا يوجد بها شقة للإيجار ؟"
رد رزق نافيا " لا والله "


قال عبود يستدرجه " يبدو أن الساكنين فيها على مستوى اجتماعي راقي "
تكلم رزق بفخر " طبعا يا بك ان سعر الشقة فيها خرافيا .. وكل قاطنيها من الأسماء اللامعة في المجتمع رغم قدم عمر البناية .. أنا أحرسها منذ أكثر من ثلاثين عاما .. حتى إن وزيرا سابقا يملك هنا شقتين "


جاراه عبود قائلا بانبهار " حقا ! .. ( ثم أكمل بلهجة ذات مغزي) ولكن يبدو أن بعض سكانها مزعجون رأيتك منذ قليل تتجادل مع فتاة شابة "
مط رزق شفتيه بامتعاض وقال " أحيانا يبلينا الله ببعض المزعجين "
حانت اللحظة التي ينتظرها فقال عبود متعاطفا " قدرك الله على هذه الأشكال .. هل هي من الملاك ؟"


رد رزق باستنكار " وهل هذه الاشكال تليق بامتلاك شبر في هذه البناية .. إنها ( وصمت قليلا ثم أكمل ) استغفر الله العظيم"
ابتسم عبود ابتسامة منتصرة ليقول مستدرجا " أنا أيضا شككت في أنها ليست من الملاك ..من تكون ؟"



رد رزق بقرف " إنها تسكن في إحدى الشقق التابعة للوزير السابق الذي أخبرتك عنه .. أحضرها ابنه في فجر ذات يوم .. وانتقل هو الآخر ليسكن في الشقة الأخرى في نفس الطابق تاركا شقة أهله الحديثة التي يسكن فيها في أحد أحياء العاصمة الفاخرة والباقي افهمه أنت بنفسك "


قال عبود موافقا " فهمت .. لا تحتاج للتوضيح يا عم رزق .. ستر الله بناتنا "
وهمس في سره " ابن الوزير ! .. جميل والله .. جميل جدا .. الصاحب الأول وفر لها عملا .. والثاني وفر لها سكنا وانتقل ليسكن بجوارها .. وفي النهاية ترفضني وتتشدق بالشرف ! .. ستندمين كثيرا يا عهد الدهشان "


××××


في آخر اليوم اتصل بها والدها الذي لم تتصل به طوال النهار فأجابت بعد أن أجلت صوتها " نعم بباه "
أتاها صوت والدها الحنون "حبيبة بباه كيف حالك؟"
غمغمت كارمن " أنا بخير"
سألها بقلق " هل لازلت منزعجة من مناقشة ليلة أمس مع والدتك؟ "
لم تدري بما تجيبه .. فإن أخبرته بما فعلت أمها مع فارس سيسألها عن رد فعل فارس ولا تعرف بم تخبره وقتها .. فقالت باقتضاب "أحاول أن أنسى الأمر "
قال والدها بلهجة مرحة " أنا عندي خبرين أحدهما جيد والآخر سيء بأيهما أبدأ؟"
انقبض قلبها وقالت " بالسيء أولا"
رد بلهجة عادية " الخبر السيء بالنسبة لك وليس لي .. أني تركت الفيلا لشويكار بعد مشادة حدثت بيننا ليلة أمس "


اعتدلت في سريرها تصرخ بهلع "ماذا؟!!"
تكلم والدها يطمئنها " إهدئي يا كارمن .. كان أمرا حتميا لكني كنت أؤجله حتى أطمئن عليك أولا "
أطرقت برأسها مصدومة .. هذا ما كان ينقصها وكأن ما طالها منذ أمس لم يكن كافيا .


فقال والدها " لم تسأليني عن الخبر الجيد؟"
سألته بلهجة محبطة " ما هو الخبر الجيد؟
صمت قليلا ثم قال بمرح طفولي " أني أصبحت جارك"
صرخت بمفاجأة " ماذا قلت بباه ؟!!!!!"
قهقه عاصم ورد مؤكدا " أجل فارس أكرمه الله لجأت إليه ليبحث لي عن شقة إيجار فلم يتأخر واستأجر لي الشقة المواجهة للفيلا أو بالتحديد الطابق الثاني من البناية المواجهة للملجأ حتى أني استطيع أن أرى حديقة الدار وما يحدث فيها بوضوح من شرفة الشقة "


دبت فيها الطاقة لتقفز من السرير صائحة "أبي هل ما تقوله حقيقيا؟؟؟
ضحك وأجاب بحنو "أجل حبيبتي"
قالت وهي تخرج للشرفة تطالع تلك البناية "وهل أنت في الشقة الآن ؟؟"
عندما رد عليها بالإيجاب .. فأسرعت نحو الدولاب تقول بحماس "سآتي حالا .. حالا"


××××




نهاية الفصل السابع

قراءة ممتعة

تحياتي

شيماء يسري شموسة








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 02:04 PM   #125

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shammosah مشاهدة المشاركة
صباح الخيرات



نلتقي بعد ساعة ان شاء الله

مع الفصلين السادس والسابع

من

زخات الحب والحصى


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤❤❤❤


mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 03:33 PM   #126

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

كارمن حبت فروس خلاص وفريدة معذبة يونس ومش حاسة بعذابه

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 04:06 PM   #127

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,965
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الخيرات كلي شوق لقراءة زخات الخب والحصى الى شموس

Ektimal yasine متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 07:17 PM   #128

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

مسا الخير رواية حلوووة كتيير تسلم ايديمي شموسة

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 09:07 PM   #129

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,965
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

رووووعة هالروواية تسلم ايديكي شمسنا المشرقة

Ektimal yasine متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 11:52 PM   #130

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

فرق كبير بين ام بتدمر بنتها زى شويكار وما يهمهاش غير مصلحتها ودايما تتهمها بالفشل وتقلل من اى عمل بتعمله
وبين الحاجه نفيسه الحنونه المراعية لمشاعر كل المحيطين بيها

انا بحب مثال نفوسه ام دم خفيف جدا
يونس ياعينى عليه وعلى قلبه الى هيجننه مقالبه هو وفريدة تفطس من الضحك

رفيدة بتقاوم مشاعرها اللى بدأت تتحرك ناحية شمشمون الهائم فى سماء حبها

يخربيتك ياعبود كنا ارتحنا منك ومن شرك داهية تاخدك انت وشويكار

فارس وكارمن بحب مشاهدهم جدا جدا
تسلم ايدك ياجميلة


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.