14-09-20, 11:51 PM | #1156 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| بسبب حالتي الصحية المتعبة هذه الأيام وحالة الاشتباه بإصابتي بفيروس كورونا .. وبعد التحليل كانت النتيجة سلبية ولله الحمد لكن حرارتي وأعراضها المرضية ما زالت غير مستقرة لذلك لم استطع الكتابة ، ولا اعلم إلي متى سيستمر هذا الدور الصحي معي فلا اعدكم بفصل الاسبوع القادم لكن مجرد مشاهد متفرقة استجيب لها بصعوبة .. والله اعلم بالقادم وإليكم مشهد الليلة .. دعواتكم لي بالشفاء مشهد من البريق الثالث والعشرين استيقظ راشد في موعده المعتاد للذهاب إلي المشفى .. وكما اعتاد أيضا ذراعه تمتد لجانب رنوة فيجده خالياً بارداً ليفتح عينيه ملقياً نظرة ناعسة على الغرفة فلمحها على كرسي بالشرفة أنزل ساقيه عن السرير وظل جالساً قليلا يفكر بليلة أمس وكيف هزمه الغضب .. هزم صبره وتحديه لكل صعب .. هزم جمالها المذهل .. وهزم فرحته بنجاحها ونجاح تقى .. نهض متجهاً للشرفة فوقف ببابها يراها وهى بإزار الصلاة رأسها منحني قليلا في سبات مباغت .. تشبه الزهور المزروعة حولها بالشرفة زهرة بيضاء من براءتها صنع نداها عطورا .. وتشبه الاستكانة في عطر الندى ، وهبة الحياة في الوقت شبه الضائع مال راشد يربت على كتفها يناديها برفق " رنوة " بالكاد رفعت رأسها بلا إدراك فيمسك يدها ليجذبها قليلا بالقول " حبيبتي انهضي .. ألم تنامي ؟!.. إنها السابعة صباحاً " لاحظ سخونة يدها فرفع كفه يتحسس جبهتها ليهتف بقلق " رنوة حرارتكِ مرتفعة .. منذ متى تجلسين هنا ؟ " ردت بتعب واضح " سمعت آذان الفجر .. صليت ثم جلست هنا ولم اشعر بالوقت " مد يديه يلمس وجهها ورقبتها وهى تزدرد ريقها بألم بسيط بحلقها وتحاول النهوض بعينين مغلقتين رغبةً بالنوم .. فحملها بين ذراعيه للسرير متسائلا بضيق " كيف تفعلين هذا بنفسكِ ؟! " اعتدلت على الوسادة مغمضة عينيها وهو يجلس أمامها يفتح درجاً جانبياً يبحث فيه حتى أخرج علبة دواء أخذ أحد أقراصها ووضعه على شفتيها قائلا " خذي هذا " بلا جدال فتحت فمها وأخذته لتجد حافة كوب الماء على شفتها فشربت ما يكفي ليطير النوم من عينيها !.. ثم أرجعت وشاح إزار الصلاة على شعرها للخلف لتقول بخفوت " شغل مكيف الهواء .. الجو حار " لا تفتح عينيها لتواجهه لكنه يراقب حركة أهدابها وهى تختلس النظر إليه كطفلة ترى حالته إن كان ما زال غاضباً مد يده يلامس وجهها مجددا فارتجفت عاقدة حاجبيها بترقب فيقول بهدوء " مكيف وأنتِ مريضة هكذا ! " فجأة شهقت وفتحت عينيها السوداء وهو يجذبها إلي صدره من يديها ثم يرفعها قليلا ليخلع عنها إزار الصلاة ثم يعيدها للوسادة قائلا " هكذا ستعتدل حرارتكِ " مرر عينيه على نفس الثوب الأحمر الصارخ لليلة أمس المبتورة لينتبه لآثار باقية من ظلال الزينة تحدد عينيها فيضيف دون أن يبتسم " وترتفع حرارتي ! " تحاول رنوة تغطية ساقها اليمنى وغلق فتحة عنقها بلا جدوى وهى تزفر بحنق لأنها لم تغير ثوبها بعد نومه فيسأل راشد بنفس النبرة التي تحب اتزانها منه " كل هذا لإني غضبت منكِ قليلاً ؟! " انقلبت رنوة على جانبها هاتفة " اريد أن أنام " انتقل راشد ليجلس جوارها مبتسماً وقبل أن يتكلم رن هاتفه فنهض ليحضره ثم يستمع إلي محدثته قليلاً ليعود جوار رنوة يتلاعب بخصلات شعرها وهو يستمع ثم رد " شكرا دكتورة تهاني .. ساتعبكِ معي " فتحت رنوة عينيها لاخرهما وهى تنتبه للاسم لتجذب شعرها من يده بحدة حتى أنهى مكالمته ثم قال بنبرة مستفزة " هناك نساء بمائة رجل عند الحاجة ! " اشتعلت بداخلها نار الأنثى التي اكتشفتها بالأمس ، نار تحرق وهى تتصور ملامح النساء في حياته .. طبيبات مميزات مستقلات واجهات مشرفة .. لا مجرد طالبة صغيرة لا تليق بمقامه العالي !! اقترب راشد برأسه منها هامساً " رنوة " رأى ملامحها الجامدة وعينيها المغلقة وبأنفاسها الثائرة علم أنها تغار فسأل ضاحكاً " هل أنتِ الغاضبة الآن ؟! " لم ترد فحاول أن يديرها على ظهرها لكنها تصلبت على جانبها لتخفي وجهها في الوسادة أكثر فلمح اللون الذهبي بعنقها ليقول " لم تخبريني رأيكِ في هدية نجاحكِ " يدها لمست السلسال على صدرها بغضب أفكارها حين غطتها كفه وأطبقت عليها بطريقة حسية مثيرة جعلت قلبها ينتفض لترد بجفاء " جميلة .. شكرا " شعرت بشفتيه على عنقها تنثر رقته اللا منتهية هامساً " هكذا فقط ؟! " سكنت ثوانٍ لهذا الفيض المسكوب على جسدها ناراً وثلجاً .. نار شفتيه التي تهديها نعم الإدمان المحلل .. وثلج يده الباردة الذي ناسب ارتفاع حرارتها بالتعب قبل الإحساس .. ثم ابتعدت قليلا لتسأل " ألم تتأخر على المشفى ؟ " رد راشد وهو قريب من أنفاسها " دكتورة تهاني ستأخذ مكاني اليوم ولعدة أيام قادمة " هبت رنوة جالسة لتفقد أعصابها وتصيح بجنون " حسنا يا راشد .. ماذا تريد الآن ؟.. اعتذرت لك وفعلت ما استطيعه لأرضيك وظللت غاضباً .. لماذا لا تتركني بحالي الآن ؟ " ظل صامتا لدقيقة ينتظرها تهدأ ناظرا إليها نظرة ذات مغزى فهمت منها ما أراد إيصاله بوضوح .. فهمت شعوره بالأمس فعلياً .. وفهمت تحذيره ألا ترفع صوتها عليه مجدداً .. ثم بمنتهى التعقل سأل بجدية " هل تريدين الذهاب إلي طبيبة النساء اليوم أم بعد عودتنا من السفر ؟ " أثار انتباهها لترفع عينيها له تتساءل بلا فهم " أي سفر ؟! " لف خصلة من شعرها على اصبعه مجيباً بتلك النبرة التي تخفي مشاعره بمهارة " ألستِ عروساً من حقها أن تتمتع مع زوجها قليلا ؟!.. والدليل على كلامي هذا الثوب الأحمر الذي لا تظهر له معالم ! " نظرت لثوبها بارتباك دون أن تفهم تماما فيتابع راشد بهدوء " أضعتِ عليّ رؤيته جيدا بالأمس !.. المشكلة أنكِ لم تختاري الوقت المناسب لتطلبي الذهاب إلي طبيب .. كنت سانسى غضبي كما قلت لأجل نجاحكِ وما إن قلت أنكِ تبدين مختلفة وجدتكِ .... تتحدثين في موضوع صعب احاول تجاوزه إلي اليوم " أخفضت وجهها بالذنب فانحدرت أصابعه يرفع ذقنها يلمس جمالها الذي ملكه بعينيه ثم قال بلين وحنان " رنوة ... اريدكِ أن تعلمي أني أثق بكِ تماما .. لكن مؤكد لا أثق بالناس .. خروجكِ مع أصحابكِ بدون علمي ضايقني .. ضايقني جدا .. أنا لا اعلم كيف ينظر هؤلاء الشباب إليكِ وخاصة أنكِ صرتِ متزوجة ولم تعودي تلك الآنسة البعيدة عن أمور الزواج .. مؤكد تفهمين كلامي " مؤكد تفهمين !!.. تلك الكلمة التي تعشقها في تعامله معها كامرأته قبل صغيرته اومأت برأسها ببطء تتأمل وجهه الوقور وحكمة ملامحه وهى تفهم نظرته للأمور الغائبة عنها ، ممتنة أنه ناضج كفاية ليحتوي ما تسهو عنه ويكسبها خبرة حياته شيئا فشيئا أحاط جانب وجهها بيده ممررا إبهامه تحت عينها ليتابع " أنا بطبعي رجل غيور رنوة .. متملك جداً لما يخصه .. إلي اليوم لا اريد أن اظهر لكِ ذلك بشكل تختنقين منه .. لكن أنا لا اترك ما اريده حتى أصل له وإلا ما كنت وصلت لهذه المكانة الآن " ضحك ضحكة صغيرة ليغير الموضوع مكتفيا بما قال للفت نظرها والحنين يلون صوته الهادئ " أتعرفين .. أيام شبابي كنت اذاكر على ضوء أصفر لمصباح قديم في غرفة ضيقة أموت فيها من البرودة شتاءً .. واختنق من الحرارة صيفاً .. كنت اعمل بجانب دراستي وأمامي هدف أن أصبح طبيبا و.... " قاطعته رنوة وهى تمد يديها حول رقبته ناسية أي شيء آخر تسأل بألق نظراتها له " انتظر .. لم تحكِ لي كل هذا ... ماذا كنت تعمل ؟ " اتسعت ابتسامته وهو يطالع انبهارها به كأعظم مَن عرفت .. ذلك الانبهار الذي كان سبباً لينتبه إليها .. منذ قدمته تقى إليها أنه والدها وطل نفس الانبهار لشكله وجاذبيته وحفاظه على لياقته ومركزه .. ويبدو أنه لم يخفت بعد .. وهذا ما يخاف أن يحدث يوماً ! أجاب سؤالها وهو يقترب مجددا " منذ صغري لا احب العمل عند أحد .. لذلك كنت اشتري بضائع مثل الملابس والأغذية وغيرها ثم ابيعها " لفت ذراعيها حول عنقه لتقول بنبرة جميلة خافتة " أنت تاجر أيضاً ... وما زلت بشبابك على فكرة ! " لم يحتج لأكثر من كلمتها ليراضي أنوثتها التي حزنت بالأمس ، يراضي شفتيها التي لم يروها .. ويداه تطوف على ذراعيها حتى خصرها .. يسألها برغبة تتقد بكل نظرة لها " لم تخبريني أين تريدين السفر ؟ " عيناه بنظرتها الرمادية التي تجعل من كل لحظة معه نبضاً متجددا .. تلمسها وتجيب " أي مكان تختاره أنت .. المهم أن أكون معك " ابتسم لعينيها العاشقة وهى تتلقى قبلاته الرقيقة كأنه يستعيد لحظة فتح الباب بالأمس ورآها فتنظر لسقف الغرفة مبتسمة ثم تنادي " راشد " رفع رأسه متسائلا بعينيه اللامعة باشتهاء صريح ودرب آخر لأنثى تتبدل بخطوات ثابتة على هواه لتقول برجاء " أنا أيضاً أريد منك شيئا .. ألا تغضب دون أن تسمع مني أولاً .. ولتعلم إني لن اقصد أن اغضبك أبداً .. لكن أحيانا افعل اشياءً سهواً أو بلا علم فلا تحاسبني هكذا ... وأيضاً حين تغضب مني واناديك أو تناديني .. وقتها ننسى كل شيء .. وحين نتشاجر .. نستيقظ صباحاً وننسى كل ما كان بالأمس كهذه المرة " ابتسم راشد فخورا بما تكتسبه وينعكس على روحها بنقاء فهمس فوق جبينها " اتفقنا " حرارة أنفاسه على وجهها ذكرتها بتعبها فتدفعه خوفاً من العدوى عليه قائلة " راشد ابتعد .. أخاف أن أعديك " عاد يشير برأسه موافقا مكرراً همساً بابتسامته " اتفقنا " لفت ذراعيها بحب - كما يحب - حول خصره وهو يقبل هذه الشفاه الوردية دون أن يترك إحدى بتلات زهرتها البيضاء بلا مساس .. يتنفس أنفاسها الحارة دون أن يخشى مرضاً .. فرجل مثله لا يقتله إلا حبٍ يأتي على حين غفلة حب يخترق مساماته الكونية في ظاهرة فلكية لمرور مذنب يعتقده الجميع النهاية فينشغلون بدعوات النجاة .. إلا هو .. دعوة حياة لكنها بغتةً أبعدته بنظرة مجنونة لتهتف بغضب " لكن لماذا الدكتورة تهاني تحديدا هى مَن تعوض غيابك بالمشفى ؟! " اتسعت عيناه للحظة وهو يراها أجمل مما قد يراها يوماً .. ثائرة لأجله .. فاتنة لأجله .. امرأة لأجله .. ثم ضحك عالياً وهو يضمها لحضنه. بمكان آخر .. بتوقيت آخر .. لقلبٍ آخر ومن خلف كتف المهدي تعلقت عيناه بها وهى تراقبهما .. تنساب الأفكار داخله بمشاعر تزلزل كيانه .. أرى الموج داخل عينها يتحرك ببطء .. أو ربما غلالة الدموع التي عكست لي حياتي داخل دائرة سماوية من خلف ستار جفنها الذي أغلقته لحظة .. ثم فتحته بدمعة أكثر كثافة حتى خيل لي إنها تخفي خلفها كنزاً .. وإن نزلت .. ستشرق الشمس حتماً من جبهتها النورانية .. ثم تغرب .. فيظلم كوني ظلاماً دائماً !.. ولكي ألحق تلك الدمعة أن تسيل تحولت مائة وثمانين درجة فقمت بوضع كل ما أملك رهن إشارة وليها .. وقبل أن تنتهي أفكاره .. على طبق من فضة الصدف كان يقدم فروض الولاء للعشق .. وحياته على نفس الطبق أن أمكنه قائلا " اشتريت لها شقة بأحدث وأفخم برج تم بنائه بالعاصمة .. ساكتبها باسمها ضماناً لها .. ولها مني أرض تطرح أجود أنواع الفاكهة ببلدتي .. بالوادي .. بستان فاكهة سيكون ملكها وأوراقه باسمها .. وإن أردت ضماناً أكبر فلها ما تطلب " نظر المهدي إليه بذهول الغضب ثم بسط يديه المجعدتين أمامه يرد بتصميم وأبوة محاربة " والله إن وضعت الدنيا في كفيّ هاتين ما وافقت أن توضع ابنتي بوضع كهذا .. أو أن تشتريها بالمال كما تفعل الآن " انتهى | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|