آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل] شيءٌ من الأحزان ... ! لـلكاتبة / ضجة صمت (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          162 - نجمة الريح - ساره وود ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-20, 01:26 PM   #1191

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيتم تنزيل الفصلين الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون تباعا قراءة ممتعة باذن الله

الفصل الرابع والثلاثون

تمر بنا الحياة مابين حلم ضائع وحلم منتظر ورغم صعوبة الإنتظار إلا أنه حين يتحقق الحلم ننسي مرارة انتظاره ويحل محلها فرحة تغمر القلب وتدمع لها العين دموعا عزيزة تسمي دموع الفرح
بعد أن غادر سامر وفدوي بيت والدها كان كلاهما تغمره السعادة بسبب خبر حملها مما جعلهما ينطلقان في شوارع العاصمة بعد منتصف الليل وهو يقود سيارتها يستمتعان بنسمات الهواء الرقيقة وهي بجواره طائرة من السعادة كطفلة في الخامسة
سعيدة لأن الله جبر بخاطرها بعد سنوات طويلة وهاهي بينها وبين تحقيق حلمها أشهر ،سعيدة لأن سامر أثبت لها أنه يحبها ولايستطيع الإستغناء عنها ،سعيدة لسعادته أنه أخيرا سيصبح أبا ،أخذها ليتناولا معا المثلجات التي تحبها بعد أن قصت عليه أنها خرجت مع إخوتها ولم تتناولها فقال لها بتصميم:"لا بالطبع لابد أن تأكليها ماذا لو كان الصغير يشتهيها.."
واشترى لها طبقاً كبيراً من الحلويات الشرقية التي تحبها حتي يتذوق الصغير طعم الحلوى

وبعد أن عادا إلى المنزل ووجدا والدته نائمة في أمان جلست علي طرف الفراش بعد أن بدلت ملابسها لمنامة قطنية من شورت قصير بلون فيروزي وبلوزة بحمالات رفيعة من نفس اللون ،و بينما كان يبدل هو ملابسه كانت تتأمل غرفتها التي اشتاقت لها وسالت دمعة من عينها فاقترب منها قائلاً وهو يرفع وجهها إليه ،"لما الدموع حبيبتي الآن ؟.."
قالت له وهي تبتسم رغم الدمعة المنسابة علي وجنتها:"دموع الفرح.."
ضمها إليه بحنان قائلاً:"حبيبتي أنتِ لا أريد لأي شيء أن يُبكيكِ..."
قالت له بحماس :"أريد أن أوقظ ماما لأقول لها ،لا أطيق صبراً للصباح.."
قال لها بمشاكسة:"اتركِ أمي الآن يافدوي حين تصحو سنقول لها، ركزي في والد ابنك الذي اشتاق إليكِ الأيام الماضية وأنتِ تؤدبينه ."
قهقهت ضاحكة حتي ظهرت أسنانها البيضاء اللامعة وبريق عينيها يجذبه إليها أكثر، يكاد يجزم أن بها شيء جديد ،هل الحمل يجعل المرأة حُلوة هكذا ؟
ما أن توقفت عن الضحك حتى قالت له بصوت حنون:"صدقني لم أكن أؤدبك أنا فقط أغار عليك.."
دفعها برفق حتي استلقت علي الفراش الوثير وقال لها وهو يستند بكلتا يديه علي الفراش فيحيط رأسها من الجانبين:"حقك، وإن لم تغاري هكذا لظننت أنكِ لا تحبيني .."
اكتسي وجهها بعاطفة قوية وهي تراه يقترب منها بهالته الدافئة التي افتقدتها لأيام مرت عليها كالأشهر لتضمه إليها بشوق عارم وتلمح انعكاس الأضواء الجانبية الملونة بألوان متعددة علي سقف الحجرة فتشعر بطاقة هائلة من الدفء تحيطها ، شعرت حقا أن حياتها تلونت بألوان جميلة ليس مجرد الأبيض والأسود اللذان كانت تعيش بينهما بل أن الحياة باتت بألوان قوس قزح ،لتغمض عينيها وهي تحتفظ في ذهنها بهذه الصورة وتذوب معه لتنفجر بداخل قلبها مفرقعات صاخبة،فتشعر أنها تطير في السماء وحولها الكثير من بالونات العيد الملونة ،نعم كان بالنسبة لها عيدا وكان عليها الاحتفال
هكذا هي الحياة حين تعطينا ببذخ نشعر بهذه المشاعر الجياشة نشعر بطاقة هائلة ورغبة في الأخذ والعطاء

***************
في الصباح

بعد أن ذهب فادي إلى عمله بساعة ارتدت فريدة ملابسها لتعود إلي البيت ولكنها كانت تريد أن تزور رنا صديقتها أولا فلها فترة كبيرة لم تراها،تناولت هاتفها واتصلت بها فردت عليها رنا بصوت باهت عكس نبرتها المازحة المشاغبة دائما قائلة:"أهلا فريدة كيف حالك حبيبتي؟.."
قالت لها فريدة :"بخير الحمد لله أنا عند فادي وكنت أريد أن أراكِ قبل أن أرحل هل أنتِ في المنزل؟..."
قالت لها رنا وصوت ضوضاء يحيط بها :"حقا أنتِ هنا ؟أنا في مشوار مع أمي انتظريني ساعة واحدة حتي أعود.."
قالت فريدة وهي تضع حقيبتها الصغيرة علي كتفها وتتناول سلسلة مفاتيحها:"المرة القادمة بأذن الله ،في هذه الساعة أكون وصلت بالفعل للبيت.."
قالت رنا بحنق:"وماذا لديكِ لتذهبِ يافريدة انتظريني لنقضي اليوم معا..."
قالت فريدة وهي تغلق باب الشقة بالمفتاح جيداً :"لدي الكثير حبيبتي أنتِ فقط لم تعرفي آخر التطورات.."
قالت رنا ببؤس:" يبدو أن هناك تطورات كثيرة لدي كل منا .."
كانت فريدة تهبط درجات السلم بالفعل فقالت لها:"نتفق علي موعد لنلتقي بإذن الله..."
أغلقت مع صديقة أيام الطفولة التي مازالت مكانتها محفوظة في قلبها حتى اليوم ومرت بشقة عمها إبراهيم فنظرت إليها وإلي الشقة المجاورة نظرة لا تحمل أي شيء وكأنها لم تحلم بهذه الشقة يوما أو تفرشها قطعة قطعة يوما أو تعيش فيها لعشر سنوات أو تفرح أو تتألم، تجاوزت الشقة وهبطت تماما كما تجاوزت أصعب فترات حياتها ،هكذا هي مكانة الأشخاص في قلوبنا هناك من يحافظ علي مكانته طوال العمر وهناك من يجبر قلبك علي نزعه منه نزعا، وتستمر الحياة سواء بهم أو بدونهم

***************
صفت سيارتها أمام البناية وهبطت منها وأغلقتها لتجد سالم أمامها يقف في مدخل البناية فقال لها بإحراج ما أن وجدها أمامه:"هل مازلتِ غاضبة مما فعلته سميرة؟.."
قالت له بصدق:"لا ياسالم لا غاضبة منها ولا منك.." قال لها بجدية :"أقسم لكِ أنني لم أقول له أى شىء يخصك .."
قالت له وهي تتحرك للداخل:"أنا أصدقك ياسالم لا تحمل هما لشيء.."
رن هاتفها وهي تصعد أول درجة في السُلم فوجدته تيمور، تمنت أن يكون بالداخل وقد تأخر في الذهاب إلي المستشفي فردت عليه قائلة برقة:"أهلا تيمور كيف حالك؟.."
قال لها :"أهلا فريدة هل وصلتِ؟.."
قالت له :"نعم للتو أتيت حتي أنني لم أدخل البيت بعد.."
قال لها بارتياح:"حمدا لله.."
وقفت أمام باب الشقة من الخارج واستندت بظهرها علي الحائط قائلة باشتياق:"متى ستأتى؟.."
قال لها بصوت رخيم وهو يستند بظهره علي ظهر مقعده :"للتو أتيت، باكر جداً علي موعد العودة..."
شعرت بقلبها ينتفض شوقا واحتجاجا علي بعاده في الوقت الذي تحتاجه فيه فقالت له بصوت مختنق :"حسنا أراك حين تعود والان أدخل لأطمئن علي البنات.."
أغلقت معه ورنت جرس الباب رغم وجود مفتاح معها لتفتح لها شمس الباب فابتسمت لها فريدة ما أن رأتها وضمتها إليها بحنو وصل للفتاة لتبادلها الضمة وما أن دلفت حتي هرعت إليها شيري وتعلقت في رقبتها ومن بعدها شروق التي بادرتها فريدة بحضن كبير وقبلت وجنتيها ،كانت المشاعر صادقة للدرجة التي جعلت شروق تشعر بالدفء حين تقترب منها فريدة لا بالنفور كما كانت تظن سابقا

*************

جلست فدوي بجوار حماتها من جهة ومن الجهة الأخرى جلس سامر ، فرحة وفاء كانت كبيرة بعدما سمعت خبر حمل فدوي لتنهال دموعها علي وجنتيها بغزارة فربت سامر علي كتفها قائلاً:"لماذا تبكي الان ياأمي أليس هذا الخبر كافيا لتفرحي عاما للأمام "
رفعت كفها لتمسح دموعها وتبتسم ابتسامة واسعة تتناقض مع دموعها ليبدو وجهها وكأنه لوحة مربكة لمن يراها دموع وسعادة وابتسامة وتأثر وأمنية تسكن قلبها أن يمد عمرها حتى ترى ابنه ثم قالت له :"انها دموع الفرح حبيبي منذ متى وأنا أنتظر هذا اليوم كنت أخاف أن أموت دون أن أرى ولدك "
قبل رأسها قائلاً بتأثر:"بارك الله فيكِ حبيبتي بإذن الله تفرحين به وترين أبناؤه "
رن جرس الباب فقالت أمه وهي تمسح وجهها :"تقريبا هذه أختك سهام "
استقام سامر وذهب ليفتح الباب ليجدها بالفعل شقيقته سهام التي ما أن رأته حتي فتحت ذراعيها له لتضمه إليها بحنان أم لا أخت،سهام أخته الكبرى، نسخة من والدتها في الشكل والهيئة والطيبة ،قال لها ضاحكا:"هل أتيتِ بمفردك كالعادة؟"
قالت له بتهكم هو من سمات شخصيتها الأساسية:"لا قطع الله لي عادة"
دلفت للداخل حتي غرفة والدتها التي ابتهجت ما أن رأت بكريتها التي تسكن بعيدا وتزورها علي فترات متباعدة أما سهام فألقت نفسها في حضن والدتها كأنها طفلة صغيرة لا امرأة في منتصف الأربعينات يبلغ وزنها ضعف وزن والدتها
ثم صافحت فدوى وقبلتها بمحبة واضحة ،جلست معهم فدوى قليلاً ثم دخلت حجرتها حتي تترك الأم وابنتها معا ،فتحت نافذة حجرتها لتدخل الشمس بها ورتبتها ثم دخلت غرفة الأطفال وفعلت مثل مافعلت في حجرتها وهي تنظر باشتياق إلى السريرين المفروشين بمفروشات لشخصيات كارتونية محببة للأطفال

دخل سامر الغرفة لتتسلل إلى أنفه الرائحة العطرية المنبعثة من الحمام والتي لم يشمها الأيام الماضية ونظر إلى الغرفة بعد أن رتبتها فدوي والشمس المنبعثة داخل الغرفة من خلال الستائر الخفيفة علي النافذة وأدرك بالفعل أن البيت دونها كان لا يطاق مجرد جدران ليس بها روح أوحياة ، سمع صوت حركة بالداخل فدخل إلي غرفة الأطفال فوجدها تنظفها فقالت له ما أن رأته :"ألن تذهب إلى العمل اليوم لقد تأخرت"
قال لها وهو يطوقها من الخلف :"لا سأجلس اليوم لنحتفل بالخبر السعيد "
رفعت حاجبيها قائلة باستنكار:"أولم نحتفل بالأمس؟"
قال لها بمشاكسة:"الاحتفال ثلاثة أيام بمروان باشا سامر درويش"
التفتت إليه قائلة:"هل أسميته بهذه السرعة؟"
قال لها بابتسامة حلوة :"نعم لي سنوات أتمنى حين أرزق بولد أسميه مروان"
قالت له وهي تحيط رقبته بكفيها:"وإن كانت بنت ماذا تريد أن تسميها؟"
قال لها ضاحكا :"لا البنت أنتِ من تسمينها"
قالت له بتساؤل:"لماذا؟"
رفع حاجبيه معا قائلا:"حتي لا أدخل في متاهات مثل ولما هذا الأسم علي وجه التحديد وأشياء من هذا القبيل"
ضحكت قائلة وهي تغوص في عمق عينيه الزيتونيتين اللامعتين بالفرحة:"عندك حق رحمت نفسك مني ثم أردفت وهي تشرد بنظرها بعيدا بينما ينظر هو إلي بشرتها المتوردة التي تنعكس أشعة الشمس الهادئة عليها:إن جاءت بنت نسميها روان "
قبل رأسها وهو يضمها إليه قائلاً برضا :"كل ما يرسله الله لنا خير المهم أن تقومي أنتِ بالسلامة"

بعد قليل

بعد أن اتصلت سهام بكل من رحمة ودنيا حتي يحضرا وتجلس معهم جميعا اتصل سامر بمطعم الأسماك الشهير في حيهم وطلب الغداء حتي لا تقف فدوى وتطهو الطعام لهذا العدد الكبير وجلسوا جميعا حول أمه قبل وصول أختيه
جلسة عائلية دافئة في غرفة الأم التي تُعتبرغرفتها القديمة أكثر غرفة مريحة في أي منزل ،التلفاز كالعادة مفتوح ولا ينتبه إليه أحد ،كانت سهام قد بدلت ملابسها وارتدت جلباب من جلاليب أمها وجلست بجوارها علي السرير فكانت نسخة منها ،قالت لها فدوى التي تجلس بجوار سامر علي أريكة صغيرة في زاوية الحجرة:"لماذا لم تحضري أبناءك معك أنا لم أراهم منذ زفافي؟"
عوجت سهام فمها يمينا ويسارا قائلة:"ياابنتي أنا آتي هاربة منهم فكيف أحضرهم معي"
قالت فدوى بعدم فهم :"كيف يعني؟"
قالت لها سهام موضحة :"الأولاد بعد أن يكبروا لا ينصاعوا لكِ في شيء كل منهم يسير تبع أهواؤه ولا يستجيبون للنصيحة وتكبر مشاكلهم عكس الشائع بأن مع كبرهم تقل مشاكلهم وأنا امرأة صاحبة مرض لا أتحمل هذا فكل فترة أفتعل معهم ومع والدهم مشكلة وأترك البيت ليومين أو ثلاثة وآتي إلى أمي أشحن طاقتي ثم أعود ثانية"
ظهر التأثر علي وجه فدوى فأردفت :"ألف سلامة عليكِ هل عندك مرض مزمن؟"
نظرت إليها سهام قائلة بعينين يبدو فيهما التهكم جليا:"نعم .. مرارتي تؤلمني ولا أستطيع تحملهم كثيرا هم ووالدهم"
ضحكت وفاء قائلة وهي ترى فدوى لا تستطيع التقاط مزاح ابنتها:"ليس بها شيء هي كالقردة ولكنها تحب الإستجمام كل فترة فتترك الجمل بما حمل وتأتي "
ضحكت فدوى قائلة :"مادام هذا يريحك فافعليه"
قالت لها سهام مغيرة الموضوع:"مبارك عليكم الحمل حبيبتي تمم الله لكِ علي خير"
ابتسمت فدوى قائلة :"اللهم آمين"
قالت لها سهام مازحة :"وسامر إذا فعل معكِ أي شيء قولي لي وأنا أتصرف معه أنا من كنت أعاقبه حين كان صغيرا"
ضحك سامر وضحكت فدوى قائلة :"سامر لا يغضبني صراحة"
ابتسمت سهام ابتسامة صفراء قائلة:"كلهم يكونون هكذا في البداية فقط ياحبيبتي"
صاح سامر قائلا بحنق مصطنع :"ماذا ياأخت سوسو لا تشوهي أفكار البنت "
ضحكت سهام قائلة بمزاح:"ستعرف يابني إن آجلاً أو عاجلاً لا تقلق "
قال سامر لفدوى وهو يميل على أذنها :"هي هكذا تحب المزاح دائما لا تأخذي كلامها على محمل الجد "
قالت له فدوى:"لا تقلق "
قالت سهام بجدية هذه المرة لأمها:"كيف حال خالتي أمي أريد أن أزورها"
قال سامر ساخرا:"بالطبع وكالات الأنباء العالمية أخبروكِ بما فعلته منى ومافعلته معها "
قالت له بشقاوة وهي تغمز بعينها:"بالطبع يابني وإلا مافائدة جروب الواتساب الذي ننم فيه ليل نهار"
ضحكت فدوى علي طريقة كلامها اللذيذة
فباغتتها سهام قائلة:" وأنتِ غضبتِ من أجل صوفيا ماذا لو عرفتي قصة سونيا ومونيا و...."
اتسعت عيني فدوى فصاح سامر في أخته قائلاً وهو يشيح بيديه:"ماذا تقولين أنتِ وأشار إلى فدوى قائلاً: هذه ليس لها في المزاح إنها تصدق ثم نظر إلى فدوى متسعة العينين قائلا لدرأ التهمة عنه:أقسم بالله تمزح هل رأيتها تكلمت كلمة جادة من أول الجلسة؟.. "
قهقهت وفاء ضاحكة هي وابنتها الكبرى التي تعشق الضحك والمزاح ولا تأخذ الأشياء علي محمل جدي وما أن أدركت فدوى أنها مزحة حتي انضمت إليهما في الضحك هي وسامر
فهي فعلا تشعر وهي بين سامر واخوته أنها بين عائلتها، وأكثر ماتحبه هو وجود أمهم بينهم، وجودها يجعل للبيت روح حلوة وبركة ودفء وهذا ماتفتقده هي منذ وفاة أمها
*****************

في المساء

بعد تناول العشاء جلس تيمور وفريدة وعايدة والبنات في الحديقة حيث كان الجو جميلا ونسمات هواء الصيف الرقيقة تداعب الوجوه
كانت فريدة تجلس وبجوارها شيري التي تجلس ساهمة منذ أن أتت فريدة في الصباح فقام تيمور من على مقعده الذي يبعد عن مقعد فريدة وقال لشيري :"حبيبتي اجلسي مع أختيك قليلا أريد الحديث مع ماما"
نظرت إليه نظرة صامتة ثم قامت بالفعل وجلست بجوار أختيها علي الأريكة المقابلة حيث يشاهدن التلفاز فقال تيمور وهو يجلس بجوار فريدة ويتابع شرود شيري:"ماذا بها ؟"
قالت بارتياب:"لا أعرف منذ حضوري صباحاً وهي هكذا وسألتها قالت لا شيء "
قال لها :"حسنا سأري ماذا بها ولكن كنت أريد أن آخذ رأيك فى أمر هام ،أشار بعينيه للشقة المجاورة وأردف:الشقة المجاورة لنا ستُباع، أنا فكرت أن نشتريها ونضمها لشقتنا هذه أرى أنها فكرة جيدة في ظل الوضع الحالي وعبد الرحمن حين أخبرته تحمس جدا للفكرة"
قالت له بعتاب :"قلت لعبد الرحمن قبل أن تقول لي؟"
قال لها مبررا:"أنتِ لم تكوني موجودة حين عرفت تفاصيل الشقة من سالم وكنت أنتظرك حتي نتحدث وقلت فقط آخذ رأي عبد الرحمن "
بالطبع أسعدها أن يهتم برأي ابنها ولكنها كانت تشاكسه فقط ،فكرت قليلا ثم قالت:"فكرة جديدة ولكن هناك شيء هام أن هذه الشقة وأشارت حولها :شقة والدك واخوتك وليست شقتك الشخصية"
قال لها وهو يحيط ظهر المقعد حيث تستند هي بذراعه:قلت لأبي وهو موافق وشهاب وإياد ليس لديهما مانع بالعكس سيرتاحان لأننا بذلك من سنراعي أبي رعاية كاملة وبإذن الله نترك غرفة من الغرف لهم بحيث إن أرادا في أي وقت البيات معنا يكون هناك مكانا خاصا لهما وبعد عمر طويل لأبي باذن الله فهناك xxxxات أخرى لأبي ومدخرات فوارد أن يكون هذا البيت من نصيبي لو كان لي عمر وقتها "
مرت بعينيها على ملامحه كلها قائلة :"بارك الله لنا في عمرك وعمر أبي ثم أردفت:أنا ليس لدي مانعا بالعكس سيكون هذا أفضل لي وللأولاد وأعتقد للبنات أيضا"
قال لها بحماس:"حسنا أنا بالفعل تحدثت مع أبناء الاستاذ عبد المنعم رحمه الله حتي لا يتفقا مع أحد آخر وبأذن الله يتم الأمر في أقرب وقت"
زفرت زفرة ارتياح فبالفعل هذا الحل يعتبر من أفضل الحلول بالنسبة لها ،هي عادة ترتبط بالاماكن وقد ارتبطت بهذا المكان بوجه عام وبشقتها بالأعلى وبشقة الدكتور فؤاد بشكل خاص ،أصبحت لها حياتها في هذه المدينة التي جاءتها منذ خمس سنوات هاربة من شبح الخيبة والخذلان في حيهم القديم
كان يتحدث معها بطريقة عملية وكانت تشتاق اليه بشدة ونوت ما أن ينام الجميع حتي تقترب منه لتزيل هذا الجدار من الجمود بينهما نعم هو يتحدث معها وكان للتو يأخذ رأيها في أمر البيت ولكنه ليس تيمور الذي تريده
قطعت عليها أفكارها شروق حين اقتربت من والدها قائلة وهي تجلس بجواره وتستند برأسها على كتفه:"أبي أنا مللت من الجلوس فى المنزل لما لا نذهب إلى النادي نحن في إجازة"
قال لها تيمور :"حسنا حبيبتي نُرتب يوما ونذهب فيه جميعنا"
قالت فريدة بتساؤل:"فى أى نادي تشتركون؟"
قال لها :"نادي...."
ابتسمت قائلة:"عبدالرحمن والبنات مشتركون فيه أيضا"
قال لها وهو يرفع حاجبيه :"حقا! وأنتِ أيضا ؟"
قالت له:"لا هم فقط أعضاء تابعون لوالدهم"
قال لها باهتمام:"لي فترة كبيرة أريد أن أطلب منكِ صورة بطاقتك وصور شخصية حتي أضمك إلي عضويتي"
أومأت برأسها قائلة :"بإذن الله"

بعد قليل

ذهب كل منهم إلي حجرته وأغلق تيمور جميع الأبواب ودخل إلى حجرته فوجد فريدة تجلس علي السرير وبجوارها شيري التي يزداد وجهها اصفرارا مع مرور الوقت فقال لها وهو يجلس بجوارهما :"ماذا بها حالتها غريبة اليوم؟.."
قالت له :"لا أعرف .. منذ أن دخلت دخلت خلفي ولا تريد الكلام فقط تلتصق بي في صمت .."
قال تيمور لشيري وهو يربت على شعرها:"ماذا بكِ حبيبتي؟.."
صمتت قليلا وهي تنظر إليه ثم قالت بعينين يبدو بهما الخوف:"خائفة..."
قال لها بقلق:"من ماذا حبيبتي؟.."
كانت فريدة تحيطها بذراعها وتنظر إليها بقلق مماثل لقلق تيمور فقالت البنت بصوت خافت وهي تقوس شفتيها لأسفل:"أخاف من الموت ،منذ أن رأيت قبر أمي وأنا أشعر بالخوف ،أخاف أن أموت وأدفن في مكان ضيق أخاف من الظلام .."
اتسعت عيني تيمور وهو ينظر إلى فريدة لايعرف ماذا يقول للبنت ،ربما حين كان يأخذهم من قبل لم تكن مدركة لهذه الامور أما الان فهي مدركة، لاحظت فريدة عجزه عن الرد فقالت للبنت وهي تضمها إليها:"حبيبتي لا تخافي فالانسان حين يموت تدخل روحه الجنة ولا يشعر بهذه الأشياء التي تقولينها .."
التصقت شيري بها بشكل أكبر وسالت دموعها رغما عنها فقالت لها فريدة لتطمئنها:"هذا وعد الله لنا ومادمنا نطيعه ونعبده بأذن الله سيدخلنا جنته .."
ظلت فريدة تتحدث معها وتهدهدها وتيمور ينظر إليهما وهو يشعر بالألم لمشاعر شيري السلبية هذه وقرر ألا يأخذها إلي هناك مرة أخري حتى تبدأ في الإستيعاب جيداً ، ظلت فريدة تتحدث وتمسد علي شعرها ووجهها حتي نامت بالفعل فقال تيمور بضيق وهو لايزال علي جلسته :"لم أكن أعلم أنها ستتأثر هكذا .."
قالت له بتأثر:"مازالت صغيرة علي كل ماتمر به.."
صمت قليلا وهو ينظر للبنت في حضن فريدة ثم قال لها:"شهاب سيقيم حفل عيد ميلاد أبنه في الغد ربما لو ذهبت واندمجت مع الأطفال تتحسن حالتها..."
قالت له :"بإذن الله .."
مال ليأخذ شيري قائلا:"سأضعها في فراشها.."
قالت له وهي تري البنت منكمشة في حضنها:"لا اتركها معي الليلة ألا ترى دموعها التي مازالت علي وجهها" اتجه للجهة الأخري من الفراش قائلاً :"حسنا ..."
وضع رأسه علي الوسادة وهو ينظر إليها تحتضن شيري كابنتها كقطعة منها، يستطيع تمييز إن كانت المشاعر صادقة من عدمها وهي مشاعرها صادقة تجاه البنات بوجه عام وشيري بوجه خاص

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 01:28 PM   #1192

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في اليوم التالي

رغم معرفتها أنها علي موعد معه بعد انتهاء العمل إلا أنها لم تتأنق كعادتها في هذه اللقاءات وهي ترتدي ملابسها صباحا بل وجدت نفسها ترتدي أبسط شيء لديها، فستان بسيط بلون كحلي يبرز قوامها المتناسق الذي يميل قليلا إلي الإمتلاء بنصف كم فأبرز بياض بشرتها الناصع المناقض للون الفستان وأسدلت شعرها الأسود المصبوغ بحرفية علي ظهرها وكتفيها دون أي تسريحة سوى غرة علي جبينها تشعرها أنها فتاة في السابعة عشرة ذاهبة في أول مقابلة غرامية لها ،ووجهها كان خاليا تماما من المساحيق عدا الكحل الأسود الثقيل الذي يحدد عينيها

بعد انتهاء العمل مباشرة حدثها ليؤكد عليها أنه ينتظرها بالخارج فخرجت من البوابة لتجده أمامها بهيئته الجذابة يقف بجوار سيارة أنيقة من طراز قديم ظنت للوهلة الأولي أنه يقف بجوارها بالمصادفة وأنها لا تخصه ،اقتربت منه بابتسامة أنيقة حذرة إلي حد ما فمد يده مصافحاً وقال لها:"أهلا أماني كيف حالك؟.."
صافحته قائلة:"أهلا بك ، الحمد لله.."
أشار إلي سيارته قائلاً:"تفضلي معي ..."
قالت له بابتسامة صغيرة:"معي سيارتي .."
مرر أصابعه بين خصلات شعره قائلاً:"الأفضل أن نذهب بسيارة واحدة وبأذن الله ما أن ننتهي حتي أعيدك إلي هنا مرة أخرى.."
ظهر التردد علي وجهها فقال لها مازحاً:"اعتبرى نفسك تستقلين سيارة أجرة .."
ابتسمت ابتسامة صغيرة ولأول مرة تبدو الشقاوة في عينيها وهي تقول:"حسنا سأجلس في المقعد الخلفي وأعتبرها سيارة أجرة.."
قال لها بهدوء وبنظرة لا تخلو من المراوغة :"للأسف الأبواب الخلفية لا تُفتح ستضطري للجلوس بجوار السائق..."
ابتسمت له فاستدار من حول مقدمة السيارة وفتح لها الباب قائلاً بتهذيب :"تفضلي.."
تبعته أماني وجلست ليُغلق الباب ويستقل مقعده ،انطلق بالسيارة إلي المطعم الذي لا يبعد كثيراً عن المصرف وأخذ طوال الطريق يتحدث في مواضيع عامة يكسر بها صمتهما بينما هي كل مايشغل ذهنها كيف لرجل مقتدر مثله أن يستقل هذه السيارة القديمة ولا يشتري سيارة أحدث طراز رغم أنه يقدرعلى ذلك ،راودتها فكرة أن يكون بخيلا فاتسعت عينيها فجأة لهذه الفكرة ثم نظرت إلي جانب وجهه وهو يقود بهدوء وهى لا تعرف هل ظنها صحيح أم خاطيء ففي بداية العلاقات نقف حائرين لا نستطيع تكوين انطباع عن الآخرين ،نحتاج فقط إلى المزيد من الوقت لنعرفهم ،وأحيانا نعيش دهرا مع أشخاص ولا نعرفهم فالعلاقات الانسانية رغم بساطتها إلا أنها أحيانا تبدو معقدة

صف رائف سيارته أمام المطعم الراقي الذي لايبعد عن المصرف بكثير فهبطت أماني من السيارة وتبعها هو وفتح الباب الخلفي ليأخذ سترته الخفيفة فاتسعت عينيها وقالت له بعينين مُتسعتين:"ألم تقول منذ قليل أن الأبواب لا تعمل..."
مط شفتيه قائلاً:"وهل صدقتِ؟..."
قالت له وهي ترمش بعينيها:"نعم صدقتك لأن السيارة تبدو من طراز قديم..."
قهقه ضاحكاً وقال لها :"هذه السيارة عندي أفضل من أي سيارة طراز حديث سأقص عليكِ قصتها حين نجلس..."
وضع السترة على ساعده وأغلق باب السيارة بمفتاحه فقالت له بتساؤل:"ولكن لم أعرف لما قلت لي ذلك؟.."
قال ببساطة:"حتي تجلسي بجواري...."

بعد قليل

كانا يجلسان معا علي طاولة صغيرة تتسع لشخصين فاقترب النادل منهما مرحبا ليأخذ الطلبات فأخذ منه رائف قائمة الطعام وقال له:"عشر دقائق فقط حتي نستقر على مانريد..."
وما أن انصرف الرجل حتي قالت له:"أنا قلت لك يكفي أن نشرب شيء لا داعي لغداء.."
قال لها حين لاحظ إحراجها :"حتي يصبح بيننا عيش وملح ثم أردف ليزيل حرجها :ولا تقلقي المرة القادمة أنتِ من ستقومي بدعوتي ..."
أومأت له برأسها مع ابتسامة جذابة غير متصنعة وناظرته نظرة صامتة وهي تتابع طريقة حديثه وانفعالاته التي تظهر على وجهه وما لاحظته هو الهدوء، شخصية هادئة داخليا وخارجيا ،هاديء في انفعالاته وطريقة كلامه ،عينيه فقط هي التي تتوهج ببريق جذاب ،قاطع أفكارها قائلاً:"أي الطعام تفضلين؟.."
قالت له :"المأكولات البحرية بشكل عام.."
قال مؤيدا :"وأنا أيضا ،إختيار جيد فعلاً..."
نادى للنادل وأملاه الطلبات ثم التفت إليها قائلاً:"ألا تريدين التحدث في أى شيء ..."
قالت له :"مثل ماذا؟.."
قال :"أنتِ قلتِ من قبل أنكِ غير مستعدة ولديكِ في حياتك صعوبات ألا تريدين الحديث عن نفسك؟.." توترت قليلا وقالت له:"تحدث أنت أولاً .."
قال لها مبتسماً ابتسامة حلوة دافئة:"ما رأيك نبدأ بقصة السيارة.."
ابتسمت قائلة:"ما قصتها؟.."
قال لها ببساطة وهو يرفع كتفيه قليلاً للأعلى:"أحبها.."
ناظرته بعينين جميلتين متسائلتين ليكمل فقال لها:"اشتراها لي والدي رحمه الله قبل أن أسافر بفترة وكانت وقتها من أحدث السيارات وحين قررت السفر تركتها في مرأب بيتنا وكل فترة كان والدي واخوتي يقومون بعمل صيانة لها وأنا في اجازتي السنوية كنت بالطبع أستخدمها ،مرت السنوات وأخذتني الدنيا لأعيش بالفعل حياة كاملة بالخارج وظللت كلما أتيت أستخدمها ،لم أستطع أن أبيعها لا أعرف هل لأنها من رائحة أبي أم لأنني حين أعود وأستخدمها أشعر أن العمر لم يمر بي أشعر إنني عدت خمسة وعشرون عاما للخلف ،برقت عينيه بعاطفة وأردف:ربما الحنين لأيام جميلة هو مايشعرني بذلك ،ربما الاشتياق لنفسي حين كنت صغيرا ،المهم أنني ما أن عدت مؤخرا وأنا أقوم بصيانتها كل فترة وأنوي الاحتفاظ بها إلي أن تصبح قطعة حديد لا أمل منها ،ابتسم قائلاً:ولكن هل تعرفين لو حدث ذلك سأدرك وقتها أن العمر مر، طوال ماهي تعمل وأنا أشعر أنني مازلت شابا ،شبابها من شبابي.."
ظهر التأثر جلياً علي وجه أماني وقالت له:"هل حقا تشعر بالحنين إلي الماضي بهذا الشكل؟.."
قال لها موضحا:"ليس حنينا يعني رفضي للواقع ولكن حنينا لأيام جميلة، كل إنسان منا يحن إلي نفسه القديمة هذه طبيعة البشر..."
صمتت قليلاً ثم قالت بتردد:"ظننت أنني وحدي من أشعر بهذه المشاعر"
قال لها:"بالعكس كل إنسان يحمل داخله هذا الحنين، الانسان بطبعه يحن لكل ماهو قديم ..."
قالت له وهي تستند بمرفقيها على المنضدة وتشبك أصابع يديها أمامها وتستند بذقنها عليهم فبدت في عينيه ساحرة :"لماذا سافرت مادامت كانت سبل الحياة المريحة متوفرة لك ؟."
قال لها متنهدا وموسيقى الراحل عمر خورشيد تتسلل إلى أذنيه من السماعات المجاورة لمنضدتهما فتعطي لحديثهما سحر خاص:"حلم السفر إلي دول العالم المتقدمة كان يراودني منذ صغري، كنت أرى أن لديهم التقدم والتكنولوجيا والعلم فالمقارنة بين الحياة هناك وبين الحياة في دولة نامية كانت مقارنة غير عادلة بالمرة .."
قالت له:"لما تتحدث بصيغة الماضي ولما عدت من الأساس مادمت مؤمن بافكارك هذه ولما انفصلت عن زوجتك هناك ؟."
ابتسم قائلاً وهو ممتن لها أن انطلقت في الحديث معه وزال عنها تحفزها ولو قليلاً:"أتحدث بصيغة الماضى لأن أفكاري منذ خمس وعشرون عاما تختلف عن أفكاري اليوم، وعدت لأنني اشتقت إلي وطنى فبعد رحلتي الطويلة هذه اكتشفت أن لا يوجد مكان يعادل دفئه دفء الأوطان ،الغربة فى حد ذاتها قاسية أن تعيشي بعيداً عن أهلك ووطنك ،ربما نتحمل هذا فى شبابنا أما في كبرنا نبحث عن الدفء والصحبة نبحث عن علاقات أسرية نبحث عن وطن يواري ترابه جسدنا حين نموت لا أن ندفن فى أرض غريبة ..."
قالت له وقد اندمجت تماما في الحديث معه بلا قيود :"ولكن كان يمكنك التغاضي عن كل هذا مادمت مؤمن بالحياة هناك.."
قال لها بصوت جدي:"صدقينى بعد غربتي الطويلة أستطيع القول أن الأمر لم يكن كما يتوقعه الجميع فرق الحياة ليس بهذه الصورة التي كنا نتخيلها ربما هناك بالفعل بعض الخدمات المُقدمة بشكل أفضل ولكن في النهاية تجدين أن كل البلاد بها بطالة كل البلاد بها مظاهرات كل البلاد بها ثورات كل البلاد أوقات المحن والازمات والأوبئة تعجز أنظمتها الصحية عن الإيفاء بكامل احتياجاتها ،هم يتشدقون بإمكانياتهم العالية ولكن مع أول وباء يجتاح بلادهم تجدين انهيارا لهذه الأنظمة"
قاطعته قائلة باستغراب :"تتحدث عنهم بصيغة هم!"
قال:" لأن في النهاية هم لهم بلادهم وأنا لي بلادي مهما عشنا في بلاد أخرى ومهما أخذنا جنسية أخرى تظل هذه جنسيتي الاصلية ، ثم أردف مُكملا حديثه :حتى نظام التعليم عندهم مناسب لثقافتهم هم وعلى من يقرر أن يتعلم هناك أن يخضع بالكامل لكل أفكارهم وهذا ينقلنا لسؤالك لماذا انفصلت ."
قالت له وقد أخذها بحديثه للبلد الذي كان فيها رغم أنها تجلس في مكانها:"لماذا؟.."
قال لها وهو يعتدل في جلسته فيواجه عينيها مباشرة :"لأن كان علي تقبل أشياء لم أكن أستطيع تقبلها ،على سبيل المثال لا الحصر زوجتي السابقة كانت لديها ابنة من زواج سابق وكانت هذه البنت بمثابة ابنة لي ولكن ما أن شبت وبدأت تتعرف علي أصدقاء وبدأت أنا أبدي اعتراضي حتى ظهر فرق الحضارات بيننا، أمها توافق وتشجعها والمجتمع كله لايعترض وأنا أعارض وأرى أن من حقي المعارضة مادمنا نعيش جميعنا حياة واحدة وهذا أدى لمشاكل كبيرة بيننا"
قالت له موضحة:"ربما لأن هناك فرق في الديانة "
هز رأسه نافيا وأردف:"لا هي كانت من ديانتي ولكن حياتها بالخارج غيرتها تماما لتأتي القشة التى أنهت العلاقة تماماً وهو حمل البنت من علاقة غير شرعية مع عدم النية في الزواج في الوقت الحالي وموافقة أمها، وقتها وجدت أن هذه العلاقة لابد أن تنقطع وبعدها وجدت أن شغفي بالحياة هناك يقل بالتدريج إلي أن قررت النزول نهائيا لأقضي ماتبقى لي من عمر فى وطني وأُدفن فى أرضي ...."

في هذه اللحظة شعرت بالإنجذاب له كرجل ولشخصيته ولا تعرف هل بسبب حديثه الذي راق لها أم مجرد انجذاب شكلي فقط أو كلاهما
وصل النادل ووضع الأطباق أمامهما وبدأ كل منهما في تناول الطعام ،لاحظت أنه يَتَبِع آداب الطعام وقواعد الأتيكيت مثلها تماما ، كما أنها أعجبت بطريقة كلامه و اختياره لملابسه الأنيقة

تناولا الطعام مع بعض الحوارات الجانبية في موضوعات عامة وبعد انتهاء الغداء وبعد أن رفع النادل الأطباق قال لها :"أنا تحدثت كثيرا وانتِ ألا تريدين الحديث عن حياتك الشخصية؟.."
ظهر التوتر جليا علي وجهها فقال لها :"إذا كنتِ لاتريدين الحديث فلا يوجد مشكلة..."
قالت له باقتضاب:"لايوجد شيء أتحدث فيه أنا تزوجت عدة مرات ولم يحدث نصيب ..."
كانت تعرف أن عبارتها ربما تكون صادمة له وخاصة (عدة مرات) وكانت ترى أنه من الأفضل أن يعرف حتى إذا كان له تحفظات علي الأمر فينتهي الأمر مبكراً قبل أن يبدأ ولكنها وجدته لم يبدو عليه التأثر وقال لها ببساطة:"يحدث كثيراً ألا يشعر الشخص بالإنسجام في أكثر من علاقة أنا شخصيا منفصل مرتين..."
كان يريد منها الإسترسال ولكنها فى الوقت الحالي لم يكن لديها استعداد للتحدث أو البوح بأكثر من ذلك ربما خجلا منه او خجلا من نفسها وربما لاتريد أن تشوه صورتها أمامه وربما ....
لم يجد لديها الرغبة فى الحديث فغير مجرى الكلام نهائيا ليتحدث عن أحمد وامتثال وأبناؤهم والذي توطدت علاقته بهم بعد حفل الزفاف الذى حضروه سويا فاسترسلت معه فى الكلام ومر وقت طويل لم يشعر به كلاهما إلى أن شعرت هى بضرورة الانصراف فقام بتوصيلها إلى مكان سيارتها مع وعد بلقاء جديد على أمل منه أن يثبر أغوارها أكثر ليصل إلي قلبها وخوف شديد منها أن يفر إن عرف طبيعة علاقاتها السابقة فرغم أنها لم تفعل شيء خاطيء ولكنها لا تعرف انطباعه كيف سيكون حين يعلم أنها تزوجت عرفيا من شاب يصغرها وكررت الأمر مرة أخري ولكن بشكل رسمي مع عدم إخبارها لإخوتها وتسائلت في نفسها وهي تقود سيارتها هل فرض عليها أن تخبره بماضيها كله أم أن له أن يعرف عنها أو يحاسبها منذ اليوم الذي عرفها فيه فقط؟

***************
اقترب الاسبوع من نهايته

والنهاية ربما تحمل لأشخاص نهاية حقيقية وربما تحمل نهاية يعقبها بداية جديدة، ربما تكون نهاية مرحلة وبابا لدخول مرحلة جديدة وربما تكون نهاية المطاف في قصة استمرت لسنوات طويلة تأبى أن تنتهي من القلوب والعقول والأنفس وربما تكون نهاية قصة حديثة كنا نُمني أنفسنا بحلو الحياة فيها

وقفت فريدة في المطبخ تعد غداءا سريعا ليتناولوه قبل الذهاب لعيد ميلاد ابن شهاب بينما كانت شروق وشمس ترتبان غرفة المعيشة ليتناولوا بها الطعام وشيري مع فريدة في المطبخ ،أما تيمور فكان يجلس بجوار خالته عايدة في حجرة الصالون يحاول إقناعها بالذهاب معهم لعيد الميلاد فقالت له :"حبيبى اذهب أنت وزوجتك وبناتك أنا أريد أن أرتاح قليلاً ولن أتحمل ضوضاء عيد الميلاد"
قال لها بقلق:"هل تشعرين بشيء جديد؟"
قالت له لتطمئنه :"لا حبيبي أنا بخير ولكني حقا لا أريد الخروج"
كانت فعلا تريد الجلوس فى هدوء فهي أصبحت لا تتحمل الضوضاء وفى نفس الوقت كانت تريد لتيمور وفريدة الخروج معا ومعهم البنات كانت تلاحظ الشد والجذب بينهما الأيام الماضية فكانت تريد أن يذهبا معا ولو كان ظرفا آخر غير عيد الميلاد لكانت جعلت البنات يجلسن معها
قالت له وهي تنظر إلى جانب وجهه بحنان:"هل مازال الوضع متأزما بينك وبين فريدة"
ابتسم لها قائلا وهو ينظر إليها بوجهه كله :"لا تقلقي علينا نحن نتدبر أمرنا ومابيننا ليس أزمة كل مافي الأمر إننى أردت وضع حدود فقط "
قالت له لتنبهه للأمر:"ولكني ألاحظ أنكما تتعاملان برسمية "
قال لها مبتسماً :"فريدة طيبة وأنا أحبها نحن نشاكس بعض لا أكثر ولكن كل منا يعلم أن نهاية مطافه عند الآخر"
قالت له بصوت حنون :"تحبها لهذه الدرجة ؟"
ابتسم قائلاً بصوت دافيء:"وأكثر،مازال قلبي يقفز من مكانه حين أراها وعيني لا يملؤها إلا هي، أعشق صوتها ورغم أني تخطيت الأربعين إلا أني لا أشعر بسني وأنا معها بل أشعر بمشاعر شاب عشريني "
ضحكت بسعادة قائلة :"تقول لي أنا هذا الكلام !لما لا تقوله لها هي؟"
ضحك قائلاً:"سأقول بإذن الله "
ثم تركها ودلف إلي المطبخ ليجد فريدة تقف بجوار الموقد تقلى شرائح البرجر التي طلبتها البنات بينما تجلس شيرى علي ركبتيها على المقعد أمام المنضدة وتقطع الخبز بالمقص كما علمتها فريدة وبجوارها طبق به خضروات فقال لفريدة :"هذه الخضروات تحتاج إلى التقطيع؟"
قالت له:"نعم"
فوقف بجوار شيري وأخذ يقطعهم فنظرت إليه وهو منهمك في التقطيع وأخذت تدندن بصوت مُنخفض ولكنه يصله وهي تقلي البرجر وتعطيه ظهرها

ان راح منك يا عين هيروح من قلبي فين
ان راح منك ياعين هيروح من قلبي فين
ده القلب يحب مرّة ميحبش مرّتين
ده القلب يحب مرّة ميحبش مرّتين

له فترة كبيرة لم يسمع دندناتها العذبة فابتسم ثغره وعينيه معا ولكنها كانت تعطيه ظهرها فلم تراه
أما شيرى فأخذت تطرق بالملعقة علي سطح المنضدة تقليدا لألة موسيقية لتنظر لها فريدة مبتسمة وقد انتهت بالفعل من القلى فأحضرت الطبق الكبير الذى به قطع البرجر ووقفت بجواره تضع كل قطعة فى الخبز الذي قطعته شيرى وهى تكمل بصوتها الدافيء


الحب اللي فى قلوبنا، الناس فاكرينه ايه؟
ده شاغلنا مهما تبنا، ولّا حلفنا عليه
ومهما بعدنا عنه، نسيانه اقوى منه
وتخافي ليه يا عين؟ هيروح من قلبى فين!
ده القلب يحب مرّة ميحبش مرّتين
ميحبش مرّتين

انتهت من وضع البرجر في الخبز وهو يستمع لها وقلبه يخفق فهو يعشقها حين يكون غاضب منها وتحاول مراضاته فبدأت تمد يدها فى طبق الخضروات التي مازال يقطع فيها لتضع مع كل قطعة بضع شرائح من الخضروات الطازجة وكانت تتعمد لمس يده وهى تأخذ الخضروات وتكمل دندنتها

وحياة اللي جرالي وياه من غير معاد
لسهّره الليالي واحرّمه البعاد
وأطفّي بناره ناري، وأخلص منه تاري
ولا يهمك يا عين، هيروح من قلبي فين!
ده القلب يحب مرّة ميحبش مرّتين
ميحبش مرّتين

التقت الأعين في نظرة طويلة فرأى في عينيها شوقا ورأت في عينيه عتاب ،دخلت شروق لتقطع حديث العيون قائلة:"رتبنا غرفة المعيشة طنط فريدة"
فقالت لها فريدة وهي تحيد بعينيها عنه:"حسناً حبيبتى "
ثم أعطتها طبقا كبيرا لتضعه بالداخل وتبعتها شيري بطبق آخر لتأخذ فريدة أخر طبق قائلة لتيمور ببراءة:"هيا لنأكل ..."
قال لها :"هيا"

تناولوا الطعام جميعا في جو مرِح فالبنات لا يكففن عن المزاح والثرثرة وخاصة بعد أن اعتدن على وجود فريدة بل اشتاقوا أيضا لأبناءها والجمود الذى كان بينها وبين تيمور هاهو يذوب تدريجيا، أصبح يتحدث معها بشكل عادى وتعلم أنها ما أن تقترب منه حتي يُسلِم لها إن لم يبادر هو ولكن رغم ذلك لا تستطيع أن تمحي الغصة التي في قلبها لغياب فلذات كبدها عنها طوال هذه الأيام

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 01:31 PM   #1193

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أنهى عبدالله عمله في الجامعة ومر على نسمة في كليتها حيث كان لديها موعد مع الأستاذ المسؤول عن رسالتها وبعد ذلك أخذها وتناولا الغداء في مطعم قريب من الجامعة،تستطيع القول أنها تعيش الآن أسعد أيام حياتها فحياتها الآن مُستقرة مع عبدالله بعد أن برهن كل منهما للآخر على حبه .
حين تقسو علينا الحياة لسنوات فإنها ما أن تبدأ بالإغداق في العطاء حتى ننسى مر مافات وهذا ماحدث معها نست بالفعل سنوات طويلة مُرة مرت عليها ،كانت تجلس بجواره في رحلة عودتهما إلى المنزل وكانت تسترخي قليلاً على المقعد وتغمض عينيها فقالت له وهي تغمض عينيها:"كان يوما جميلاً شكرا عبدالله.."
ابتسم قائلاً:"نحن في الخدمة في أي وقت..."
تحسست ظاهر يده بأناملها قائلة وهي تميل للنعاس:"حبيبي أنت..."
ضم راحتها براحته وتركها لتغفو قليلاً وما أن صف سيارته أمام المنزل حتى قال لها بهدوء:"نسمة لقد وصلنا.."
هزها قليلا فانتفضت قائلة:"ماذا ؟هل نمت؟.."
قال لها ضاحكاً :"لكِ نصف ساعة نائمة"
مسحت وجهها براحة يدها ثم هبطت من السيارة وصعدا معا ولكنه توقف أمام الشقة المماثلة لشقتهما ولكن في الطابق الأول وقال لها بغموض وهو يُخرِج مفتاحا من سلسلة مفاتيحه:"أعددت لكِ مفاجأة ولا أعرف هل ستكون سعيدة أم لا..."
ثم فتح الشقة فقالت له بدهشة:"ماهذا؟.."
بسط يده أمامها فدخلت لتجد الشقة خالية تماما من أي أثاث فوقفت في منتصف البهو تنظر حولها بدهشة تنحنح قائلاً:"اسمعي نسمة أنا فكرت في أمر عملك ولا يرضيني أن تتخلي عنه مُجبرة ،لا أريد أن أكون ديكتاتوري معك ،تنحنح قائلا :ولكن ديمقراطيتي أيضا لها حدود..."
تساءلت بعينيها عما يعنيه فأردف قائلاً:"أنا أوافق على العمل على أن تكوني أنتِ صاحبة العمل لا أن تعملي تحت سلطة رجل لذلك أجرت هذه الشقة من صاحب البناية ما أن خلت من ساكنيها وأنتِ تفتتحين مكتب محاسبة وتديريه بنفسك وتستعينين بصديقاتك للمساعدة.."
فغرت شفتيها قائلة:"ولكنني بلا خبرة.."
قال لها :"تتعلمي ،وأنا ممكن أن أساعدك ونبحث عن شخص لديه خبرة يعلمكِ المبادئ الأساسية وكله بالممارسة يأتي بعد ذلك.."
قالت له وهي تنظر حولها بتوتر :"وهذه الشقة كيف في البداية سأدفع إيجارها وأفرشها وأدفع مرتبات موظفين؟."
قال لها وهو يربت علي كتفيها بحنان:"لا تقلقي أنا معكِ سأدفع لكِ كل شيء..."
قالت له :"وما ذنبك في كل ذلك؟.."
قال لها مبتسماً:"حبيبتي أنا الحمد لله معي مالاً وفيراً فلمن سنترك كل هذا ؟اكتست ملامحه بالحزن وقال:نحن ليس لدينا أبناء نتمتع بمالنا في حياتنا ولا نحرم أنفسنا من شيء ..."
أحاطت كتفيه وظهره بذراعيها وقالت بجوار أذنه بامتنان:"بارك الله لي فيك حبيبي ..."
ضمها إليه ضمة قوية وكأنه يقول لها بكلماته السابقة أنه أصبح الآن لا يملك غيرها وكأنه يعني بضمها بقوة أن يقول لها لا تتركيني أبداً رغم أنها أبدا لن تتركه بعد أن وجدته أخيرا
***************
نزل جمال قبل صلاة المغرب إلى المسجد استعدادا للصلاة في وقتها وترك زوجته وابنتيه وحفيدته معا، كانت علية تجلس في غرفة المعيشة مع شقيقتها رقية التى كانت تُرضِع الصغيرة وهى تشاهد التلفاز مع أختها الشاردة كحالها منذ عدة أيام منذ حديثها مع فادى ،الحقيقة أن حديثه الجاد معها جعلها تحاول حسم أمرها وأخذ قرارها وها هو الاسبوع يُشرِف على الانقضاء وهى أخذت إجازة اليومين الماضيين وطوال هذه الفترة وهى تصلي صلاة الاستخارة وتدعو ربها أن يلهمها الصواب

قاطع أفكارها صوت أمها وهى تجلس بجوارها قائلة:"الحاجة فوزية اتصلت وقالت أن أمير عاد من سفره ويريدون الحضور بعد غد بإذن الله"
إنقبض قلب علية فجأة وقالت لأمها:"قولي لها لا لا أريد أن أقابل أحد "
ناظرتها أمها بوجه مقلوب ونظرة بها شررا وعلى صوتها قائلة :"ماذا تقولين أنتِ ؟هل الكبار لعبة في يدك لتقولي من يأتي ومن لا يأتي "
قالت لها بخوف من هيئتها الغاضبة:"لا أقصد ذلك ولكني..."
صاحت فيها أمها:"ولكنكِ ماذا ؟ماذا تريدين بالضبط؟"
قالت لها بخجل وهى تعض على شفتها السفلى
:"أنا فكرت ووجدت إننى رغم قلقي من الارتباط بفادي ولكننى أحبه ولا أستطيع أن أضع نفسي في هذا الموقف وأجلِس مع شخص آخر"
قالت لها رقية:"ألم أقول لكِ من قبل أنكِ تستطيعين الجلوس مع أمير حتى ترين ردة فعلك تجاهه ووقتها ستستطيعين حسم أمر مشاعرك تجاه فادي"
قالت علية بارتباك:"فادي عرف بالأمر وقال إن جلست مع غيره فلن يقبلها علي كرامته"
رفعت رقية حاجبا واحدا قائلة باستنكار:"يتشرط عليكِ من البداية؟"
قالت لها علية وهى ترفع وجهها إليها :"أنا أيضا لا أشعر بالرغبة فى مقابلة شخص غيره"
ضربت أمها كفا بكف قائلة بانفعال:"ماذا أقول فيكِ ستتسببين فى إحراجى مع الناس لما لم تقولي هذا من البداية كنت اعتذرت لهم بأي شكل ماذا سأقول الان؟ثم أليس هذا فادي الذي كنتِ تقولين غير مقتنعة به ؟"
قالت لها علية:"ألم تقولي أنتِ أنه يبدو من بيت محترم وأنك تشعرين أنه كإبن لك ؟!"
جزت صفاء على أسنانها قائلة وهي تلكزها في كتفها بغيظ:"قلت هذا من البداية ولم تقتنعي "
قالت علية وهي تمسد على كتفها:" أنا كنت فقط أخاف لأن لي صديقات كثيرات كما تعلمين تزوجن بعد انتهاء الدراسة مباشرة ومعظمهن تزوجن عن حب وانفصلوا بعد عام أو أقل ومنهن من دخلن في نزاعات أمام المحاكم لذلك كنت أخشى من الارتباط بأى شاب بوجه عام ومن فادى بوجه خاص ولكني بعد أن فكرت قلت أن الأمر بيد الله ولا يوجد ضمانة لزيجة أن تكون زيجة العمر وارد أن نتخيل أننا نضمن شخص وبعد الزواج يظهر لنا عكس ذلك ووارد ألا يكون لدينا ثقة فى شخص ويجعل الله لنا الخير فيه "
قالت صفاء بغيظ :"وهل اكتشفتِ هذا الاكتشاف من نفسك ؟حمدا لله أن عقلك بدأ فى العمل أخيراً لما كان معطلاً من قبل؟ ثم صاحت فيها باستياء وهى تلكزها فى كتفها مرة أخرى:ماذا سأقول للحاجة فوزية الان ؟"
***************

كان فادى يجلس فى المقهى العصري بشارعهم مع بعض أصدقاؤه من الحي والأحياء المجاورة ،أصحاب الطفولة الذين كان يلعب معهم حين كان صغيراً وبعضهم كان معه فى مراحله الدراسية المختلفة ،كان يجلس بينهم رغم شروده الذهنى عنهم وهو يفكر فى حبيبته التى يبدو أنها لن ترد عليه ،ينتظر ردها هذا منذ بداية الأسبوع ومن وقتها وهو لم يراها ولم يسمع صوتها ويبدو أنها حسمت أمرها ويبدو أنه سينفذ وعده لها بأن يطلب نقله لفرع آخر، كان يمسك سيجارة بيده ينفث دخانها وفى اليد الأخرى يشرب رشفات من كوب الشاي الساخن حين رن هاتفه فى جيب سترته الرياضية التى يرتديها على بنطال رياضي فوضع كوب الشاي على المنضدة وأخرج هاتفه ليجدها علية فانتفض فى مكانه ورد عليها وقلبه يضرب في صدره بعنف وقال بصوت بدى فيه التوتر جليا:"أهلا علية هانم"
قالت له بصوت هاديء:"كيف حالك؟"
استقام واقفا وابتعد قليلاً عن الشباب الذين يجلس معهم وقال لها بتهكم:"دعكِ من حالي أنا كيف حال العريس؟"
قالت له وهي لا تزال لم تتخلص من آثار توبيخ أمها لها:"اتصلت والدته وقالت سيأتون يوم الجمعة"
الإحباط وخيبة الأمل والحزن مجموعة من المشاعر المختلطة حلت عليه في هذه اللحظة فقال لها بحسرة من وراء قلبه :"مبارك عليه مقدما "
قالت له بصوت خافت وهى تنأى بنفسها في حجرتها :"لن يأتي يافادي اطمئن أنا قلت لأمي إنني لن أجلس مع أحد"
وكأن روحه عادت إلى جسده مرة أخرى فتوقف في وسط الشارع والسيارات تسير على يمينه وعلى يساره وقال لها :"لماذا؟"
قالت له وهي تعض على شفتها السفلى :"قلت لها إنني لن أستطيع الارتباط بشخص لا أحبه وأن .... "
قال لها يحثها على المواصلة :"وأن ماذا ؟"
قالت له بخجل:"حين فكرت في أمرنا جيدا وجدت أنه لايوجد ضمان للبنت أن تعيش حياة سعيدة مع شخص ما كما أنها لا تستطيع أن تجزم أن أحدهم سيء لدرجة كبيرة لمجرد تجربة مر بها "
قال لها بتحفز:"وبناءا عليه؟"
قالت وهي تشعر بنفسها تجازف ولكن لا حل أمامها سوى المجازفة :"الأمر ربما يحتاج إلى مجازفة بأن نسير خلف قلوبنا واحساسنا "
قال لها بصوت خافت:"وماذا قال قلبك؟"
قالت وهي تأخذ نفسا طويلاً:"قال أنني موافقة على ماطلبته مني آخر مرة"
اتسعت ابتسامته وظهر ذلك جليا في صوته وقال لها:"حقا ياعلية؟"
قالت له بحنق :"ولكن بسببك وضعت أمي في موقف سيء لا تعرف ماذا تقول للناس"
قال لها ضاحكاً وكأنه ليس هو الذي كان يرتجف قلبه بداخله كعصفور مبتل قبل دقائق:"تقول أن عليكِ جن عاشق يرفض زواجك أو أن لديكِ مرضا جلديا معديا يمنعك من الزواج أي شيء يا لولي "
اتسعت عينيها قائلة :"أنت ستسيء إلى سمعتي يافادي بهذا "
قهقه قائلا ً:"لا تقلقي حبيبتي أيا كان مافيكِ سأتزوجك"
قالت له بنزق:"أكثر الله من أمثالك لا أعرف بدونك ماذا كنت سأفعل ،ثم أردفت بقلق:أنا فقط لا أعرف رد فعل أبي حين يعلم أن سبق لك الارتباط أخاف بشدة من رد فعله لأنه يرفض المبدأ "
قال لها بحماس :"اتركيه علي أنا "
قالت له بقلق :"ماذا ستفعل ؟ أنا لا أريد ربط رفضي لهذا العريس بك حتي لا يصبح شكلي سيئا أمام أبي"
قال لها بسرعة:"من قال هذا؟ ثم أردف :والدك رجل طيب ياعلية ويحبكم ولا أعتقد سيحسبها هكذا لا تحملي هما وأنا معكِ"
كان يحدثها وهو يقطع الشارع ذهابا وإيابا ولا يدري أن جميع من في المقهي انتبه له وإلي انفعالاته مابين خوف وقلق وتوتر وإحباط ثم السعادة التي ارتسمت علي وجهه وفي النهاية ركب سيارته قائلاً لها :"أين والدكِ الان؟"
قالت له بقلق :"في المسجد أخشى من رد فعله حين يصعد وتخبره أمي"
قال لها وهو يدير مفتاح سيارته :"لا تقلقي ولا تحملي هما كما قلت لكِ هيا اغلقي الآن"
قالت له بتوجس:"لماذا ماذا ستفعل؟"
قال لها :"سأقول لكِ لاحقا"


نهاية الفصل الرابع والثلاثون
يليه الفصل الخامس والثلاثون في المشاركة التالية


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 01:32 PM   #1194

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس والثلاثون


في عيادة النساء جلست فدوى بجوار سامر ينتظران دورهما بعد إلحاح من سامر أن تخضع للكشف حتى يطمئنوا على وضعها الصحي بعد أن بدأت تأتيها نوبات قيء بشكل يومي،كان معظم من حولها في العيادة حوامل في مراحل متقدمة من الحمل وبطونهن أمامهن بشكل محبب بالنسبة لها أما سامر فكان بجوارها يحيط كفها بكفه يهديء من توترها فهي رغم حماسها إلا أنها كانت قلقة بعض الشيء، خرجت الحالة التي كانت تخضع للكشف فنادت الممرضة قائلة وهي تنظر في كشف الأسماء أمامها:"مدام فدوى عبدالعزيز ..." فاستقامت هي ومعها سامر الذي كان مازال يمسك يدها ودخلا معا إلى غرفة الطبيبة التي استقبلتهما بابتسامة مرحبة قائلة :"أهلا بكما..."
أخذت بيانات فدوى الشخصية كاملة وسجلتها لديها وقامت بعمل ملف خاص بها ثم بدأت تسألها:"هل تعانين من أي شيء؟."
قالت لها فدوى :"أعاني من قيء خاصة في الصباح الباكر وأشعر بالإرهاق الدائم"
قالت لها وهي تشير على سرير الكشف المجاور لجهاز السونار :"أُفضل أن نكشف أولاً "
استلقت فدوى على سرير الكشف وبدأت الطبيبة في فحصها ووقف سامر خلفها وهو ينظر إلى الشاشة ولا يفهم أي شيء وكذلك فدوى فلم يكن يبدو أمامهما أي شيء حتي أشارت الطبيبة علي نقطة وهي تُكَبِر الصورة قائلة لسامر الذي يقف خلفها:"هذا هو كيس الحمل الذي يوجد بداخله الجنين ولكنه مازال صغير جدا فهي في الأسبوع الرابع "
لم تكن فدوى ترى جيداً وهي مستلقية هكذا ولكنها نظرت إلى وجه سامر الذي ملأت الفرحة وجهه وكان ذلك بالنسبة لها كافيا أما الطبيبة فمن واقع خبرتها أن زوجين في سنهما ومتزوجان حديثا فيجب نقل الخبر إليهما بالتدريج لذلك أشارت لسامرعلى نقطة أخرى قائلة:"وهذا هو الكيس الآخر.."
ظهر على ملامحه عدم الفهم و اقترب أكثر من الشاشة يدقق النظر وهو يقول:"ومافائدة هذا الكيس الآخر " نظرت إليه من خلف نظارتها قائلة بابتسامة صغيرة :"المدام حامل في تؤام .."
وكأن الزمن توقف بعد جملتها هذه ،وكأن الجملة لم تكن واضحة كفاية حتى يستوعبها كلاهما فاتسعت عيني سامر و قال ما أن وجد صوته وهو يشير بالسبابة والوسطى :"إثنان؟.."
قالت الطبيبة مؤكدة:"نعم ،ثم أردفت وهى تنظر إلى فدوى :"مبارك عليكم ..."
ثم استقامت قائلة وهى تتجه نحو مكتبها :"سأكتب لكِ بعض الأدوية التي يجب المواظبة عليها يوميا وبعض التحاليل الهامة التي أريدها ومواعيد المتابعة.."

استقامت فدوى وعدلت ملابسها فمد لها سامر الذي كان لايزال على وقفته يده فاستقامت وهي لا تزال لا تصدق ماسمعته فالتقت عينيها بعينيه في نظرة طويلة وكل منهما تلتمع عينيه بلمعة تأثر ولا يجدا كلاما يقال فأحاط كتفها بذراعه وخرجا للطبيبة معا

استقل سامر سيارته بجوار فدوى التي لا زالت تحت تأثير المفاجأة فقال لها وهو يربت على كفها:"مبارك علينا حبيبتي.."
ابتسمت قائلة بتأثر:"لا أصدق ياسامر حتى الأن .."
مال عليها وقبل رأسها ثم استند بجبهته على جبهتها قائلاً:"صدقي حبيبتي فالله رزقنا من فضله ثم أردف وهو يغمض عينيه :اللهم لك الحمد..."

بعد قليل

دخل سامر ومن خلفه فدوى من باب الشقة وصاح بأعلى صوته قائلا:"أمي... أمييييي ...دلف إلي الرواق المؤدي للغرف قائلاً:أمي لقد فعلتها .."
كانت وفاء تفتح مصحفها وتقرأ وردها اليومي حين سمعت صياحه وما أن دخل عليها حتي قالت بقلق وهي تنزع نظارة القراءة عن عينيها:"ماذا هناك ياسامر فعلت ماذا يابني؟..."
قال لها وهو يحتضنها بقوة:" إثنين في واحد..."
شعرت فدوى التي دخلت خلفه بالحرج في حين قال لأمه وهو يواجهها ولا يزال يحتضنها بذراعيه :"فدوى حامل في تؤام ...."
اتسعت عينيها من المفاجأة وهي تنظر إلى فدوى قائلة:"حقا يافدوى؟.."
أومأت لها فدوى برأسها إيجابا فسالت دموع وفاء علي وجنتيها فرحا واطلقت زغرودة بصوت متحشرج وهي تردد :"بسم الله ماشاء ..." وهي تشير بيدها لفدوى لتتقدم منها فتحتضنها بقوة ودموع الفرح تختلط بضحكاتها

*****************
توقف فادي بسيارته أمام المسجد الكبير الواقع على ناصية شارع علية وبعد أن صف السيارة وهبط منها نظر إلى نفسه من أعلى لأسفل ليكتشف أنه يرتدي حلة رياضية مكونة من بنطال قطني بلون كحلي وسترة بنفس اللون والنوع ،لقد نسى تماما أن عليه الصعود وتبديل ملابسه ولكن لم تكن هذه هي المشكلة بل كانت المشكلة فيما يرتديه في قدميه فقد كان يلبس خفا جلديا مفتوحا من جميع الجهات لا يذهب به أبعد من المقهى والمسجد المجاور لبيتهم ،مرر نظره مرة أخرى على نفسه من أعلى لأسفل ثم غمغم وهو يخلع خفه أمام باب المسجد :"لا بأس لا يهم في هذه الأمور الشكل المهم أن يقتنع الرجل بالمضمون"
في اثناء دخوله كان يؤذن لصلاة العشاء فوقف في مدخل المسجد يردد الأذان خلف الإمام وهو يجول بعينيه في أرجاء المسجد حتى وقعت عينيه على والد علية يجلس في ركن من أركان المسجد يفتح المصحف ويردد هو الآخر خلف الإمام إلى أن انتهى الأذان فتقدم منه فادي بخطوات متوترة وهو يشعر أن أمامه اختبار صعب فهو سيتقدم لها وعليه أن يقول لوالدها كل شيء عنه وأما يتقبله الرجل أو لا يتقبله ،وقف فادي أمام الرجل الكبير ذو الملامح الطيبة والشعر الأبيض وما أن رفع وجهه إلى فادي حتى رفع حاجبيه فقد تفاجأ بوقوفه أمامه فقال فادي:"السلام عليكم عمي جمال كيف حالك؟.."
قال الحاج جمال:"أهلا فادي أهلا بني ثم أشار إلي جواره قائلا:تعال اجلس..."
جلس فادي بجواره كتلميذ يجلس أمام معلمه فالرجل رغم طيبته إلا أنه له هيبة فقال له :"هل جئت لتصلي هنا خصيصا أم صادف مرورك وقت الأذان؟..."
هرش فادي في شعره قائلا :"صراحة جئت خصيصا للحديث معك..."
ضيق عينيه قائلا :"في ماذا قل بني، ثم من أدراك أنني هنا؟.."
نظر إليه فادي وقد تفاجأ من سؤاله الثاني ثم أردف :"أعرف أنك تقيم كل الصلوات بالمسجد ، وهمّ أن يقول له طلبه ولكنه شعر بالتوتر فقال له:ما رأيك أن نصلي العشاء أولاً ثم أقول لك سبب مجيئي...."
قال الرجل :"حسنا نصلي العشاء أولاً ..."
استقام فادي قائلاً :"سأتوضأ..."
ثم ترك الرجل في حيرة منه فلم يكن يعلم بالضبط سبب هذه الزيارة ،أنهى فادي وضوؤه وكان بالفعل الإمام يقيم الصلاة فوقف بجوارعمه جمال ليصليا معا

بعد انتهاء الصلاة تنحى جمال بفادي جانبا وقال له:"قل بني ماذا بك..."
كانت كلمة بني تلمس وترا حساسا لدى فادي فله مايزيد عن العشرون عاما لم يسمعها ،لم يكن يعرف يبدأ من أين هل يطلب يدها أولاً أم يقص عليه قصته أولا فوجد نفسه يقص عليه كل شيء من البداية قص عليه كيف مات والده وشعوره وقتها بالافتقاد قص عليه حياته مع أمه واخوته البنات ثم وفاة أمه وكيف أثرت عليه وظروف أختيه والمشاكل التي أعقبت وفاة والدته وعلى استحياء قص عليه قصته مع أماني كاملة من البداية إلى النهاية وكان الرجل يسمعه باهتمام وينصت إليه بإصغاء إلى أن أنهى كل مافي نفسه فنظر إليه الرجل وقد استشعر بفطرته وخبرته صدق فادي في كل حرف فقال له :"أنت رجل يا فادي وأنا حقا كنت أتمنى أن يكون لي ولد مثلك أنت للأسف الظروف التى وضِعت فيها فرضت عليك نضجاً قبل الأوان ومسئووليتك نحو اخوتك وأبناء أختك جعلتك لا أراديا تبحث عن زوجة وأم تجد معها المشاعر التي تفتقدها وهذه المرأة تمثلت في أماني ولكن لا أنت أحببتها ولا هي أحبتك كلاكما كان يفتقد مشاعر ووجدها عند الآخر وعند أول محنة ترك كل منكما يد الآخر ولو لم تكن هناك محن كنت ستتركها وكانت ستتركك فلم يكن هناك توافق بينكما على الإطلاق.."
قال له فادي وقد اطمئن قليلاً لكلام الرجل:"يعني هذا أنك لا ترى فيما فعلته أى خطأ؟.."
قال له جمال بجدية:"لا طبعا فأنت تزوجت على سنة الله ورسوله ولم تقع في الحرام وهذا يرجع لأصلك الطيب وأنك نبتة صالحة الخطأ في إخفاءك عن اخوتك ولكني أجد له مبررا وهو عدم اقتناعك الداخلي بما فعلت فلو كنت مقتنعا تمام الإقتناع لما أخفيت والخطأ في الإختيار من البداية لا أستطيع لومك عليه فمن منا كل اختياراته صائبة ؟ ومن منا لم يسيء الإختيار في يوم من الأيام؟..."
ازدادت ضربات قلب فادي وهو يتشجع ويسأله:"هل هذا يعني إنني لو تقدمت لأي فتاة حاليا فإن ماحدث هذا لا يعيبني؟.."
قال له جمال مؤكدا:"لا حبيبي لا يعيبك العيب في أن نفعل الحرام أما حلال الله حتى لو كان اختيارا خاطئا فلا يعيبك.."
قال له فادي وضربات قلبه تزداد :"ولو كانت هذه الفتاة التي أريد التقدم إليها علية فهل توافق بي زوجا لابنتك وابنا لك؟.."
نظر إليه جمال وللحقيقة لم يتفاجأ بطلبه لقد شعر بفطرة الأب أنه يريدها أما عن تقييمه هو له فمنذ أن رأه وهو معجب به ، يشعر أنه نبتة صالحة من أسرة طيبة ،مجرد شعور لا يعرف له سببا...
صمت قليلا وكان الصمت هذا يمرعلى فادي بطيئا رغم أنه لم يستغرق دقيقة كاملة فكسر جمال الصمت قائلاً:"أنا بالطبع يشرفني أن تكون إبن رابع لي بعد رقية وزوجها وعلية ولكن أنت تعرف الأصول في هذه الأمور هو أن أسأل عليك جيدا أولا ثم آخذ رأي علية خاصة أن هناك شخص آخر تقدم فإذا هي وافقت وتأكدت من صدق حدسي تجاهك فلا مانع لدي ..."
اتسعت ابتسامة فادي وقال وهو يمسك يد جمال:"حقا يا عمي لا يوجد لديك مانعا؟.."
ابتسم جمال قائلاً:"كما قلت لك إن وافقت هي وصدق حدسي فأوافق..."
قال له فادي بحماس :"بإذن الله يصدق حدسك وهي توافق..."
قال له جمال متسائلاً:"ومن أدراك أنها موافقة ؟"
تلعثم فادي قائلاً:"لا لا أدري أنا أقول بإذن الله توافق ثم أردف :وأنا مستعد لكل طلباتكم عمي الشبكة التي تريدها والأثاث الذي تريده والمؤخر الذي تريده..."
قال له جمال بجدية:"لا يهمني سوى راحة ابنتي فقط وليس لي أي طلبات وإذا لم أجد بنت لي مرتاحة في حياتها سأترك كل شيء وآخذ ابنتي..."
قال له فادي:"بإذن الله ستكون أسعد امرأة معي..."
قال جمال وهو يربت على كتفه:"بإذن الله بني ،سأرد عليك بعد عدة أيام بإذن الله..."
قال له فادي "وأنا سأنتظر الرد .."
ثم استقام واقفا وصافحه فاستقام جمال هو الآخر وقال له:"خذني معك أنا أيضا سأصعد إلي البيت "
سارا معا وخرج معه من باب المسجد فوقف فادي أمام باب المسجد فقال له جمال :"لما توقفت هيا.."
نظر فادي الي الخف بإحراج وقال لجمال:"أنت أولا عمي.."
فتقدم جمال فوضع فادي الخف بسرعة في قدمه وسار خلف الرجل إلى أن وصل إلى سيارته فقال لعمه جمال:"سأنتظر ردك ..."
صافحه الرجل مرة أخرى قائلا:"بإذن الله "
ثم سار عكس اتجاه فادي عائدا إلى بيته فاستقل فادي سيارته وأخرج هاتفه من جيب بنطاله واتصل بعلية بسرعة وما أن ردت عليه حتى قال لها :"كنت في أصعب اختبار في حياتي وللتو أنهيته .."
قالت له بعد فهم:"أي اختبار هذا؟؟."
قال لها وهو يزفر زفرة راحة:"لي ساعة وأنا جالس مع والدك.."
اتسعت عينيها قائلة:"أبي أنا؟؟"
أردف ضاحكا :"أينعم .."
قالت له :"كيف؟ أبي في المسجد.."
قال لها بزهو :"وأنا كنت أصلي بجواره جنبا إلي جنب .."
قالت له ضاحكة:"أنت مجنون..."
قال لها :"هذه حقيقة وستعيشين معي بإذن الله حياة حياة أكثر جنونا.."
قالت له وقلبها ينبض بقوة:"ماذا قلت لأبي بالضبط؟..."
قال لها :"قلت له قصة حياتي كاملة..."
قالت له بترقب وهي تضع يدها على قلبها:"وماذا كان رد فعله؟.."
قال لها:"هذا ما أنتظر رده منك ومنه.."
رن جرس الباب عندها وسمعه فقال لها:"هذا والدك أغلقِ الآن وأريدك أن تعززي موقفي عنده وتشكري في وتقولين كلاما جيدا كثيرا في حقي.."
قهقهت ضاحكة وهي تسمع باب الشقة يغلق فقال لها:"أخيرا ضحكتِ هل تعرفين معنى هذه الضحكة؟..."
قالت له بغنج :"مامعناها ؟.."
قال لها بجدية مصطنعة:"ألم تسمعي قول الشاعر ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق مابيننا اتشال؟.."
"صفاء "
نداء والدها على والدتها وصوته القريب من باب حجرتها جعلها تقول له بتوتر:"سأغلق الان.."
ثم تغلق الخط بسرعة وتضع الهاتف أسفل الغطاء

أما فادي فقهقه ضاحكا وهو يدير سيارته وينطلق بها ويفتح جميع النوافذ وهو يغني بصوة عالي:"ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق مابينا اتشال يلا ياقلبي روحلها يلا قولها كل اللي بيتقال.."
ثم فتح هاتفه ليتصل بأختيه ليزف لهما البشرى

**************
في جو عائلي هاديء اجتمعت عائلة شهاب وعائلة زوجته في حفل عيد ميلاد ابنه الكبير سيف فإلى جانب حضور تيمور وفريدة والبنات وإياد ونورين وابنتهم حضر أيضا والد ووالدة رودينا ونورين وشقيقتهما روفان ،تنساب أغاني عيدالميلاد المبهجة من مشغل الأغاني وشيري تلعب مع أبناء أعمامها بينما شروق وشمس تجلسان بجوار فريدة فلم يكون هناك أحد من سنهما، ورغم أن فريدة كانت تتعامل مع الجميع بلطف وترسم ابتسامة جميلة على شفتيها إلا أنها كان لديها شعور داخلي بعدم الاطمئنان على أبناءها ،شعور داخلي لا تعرف له سببا ينهش في صدرها،ولكن هذا لم يمنع حاستها الأنثوية من الشعور بتحفظ شديد وقليل من البرود من جهة روفان وهي تصافحها بينما صافحت تيمور بابتسامة أنيقة وكانت تتحدث معه بلا تحفظ فيبدو أنهما تقابلا عدة مرات في مناسبات سابقة ، كان الجميع يشترك في حوارعام في الوقت الذي قال فيه شهاب لهم وهو يشير إلى طاولة السفرة الموضوع عليها كعكة عيدالميلاد الكبيرة ذات الأدوار المتعددة والحلويات بكافة أنواعها والمخبوزات والمشروبات وفي الركن الهدايا التي أحضرها الجميع للطفل:"تفضلوا حتي نطفيء الشمع لسيفو.."
استقام الجميع والتفوا حول المائدة مرددين أغاني عيدالميلاد بينما كان إياد يلتقط الكثير من الصور وصور مقطعا مصورا ليرسله لوالده وبعد أن انتهوا عاد الجميع إلى أماكنهم بينما وقفت الثلاث أخوات ووالدتهن يقطعن الكعكة لتأتي روفان التي كانت بشهادة فريدة نفسها جميلة وأنيقة وشابة فهي في نهاية العشرينات تقريبا وقدمت لتيمور طبق حلوى بابتسامة جذابة قائلة :"تفضل دكتور تيمور..."
شكرها تيمور ثم نظر إلى فريدة وأعطاها الطبق ليتغير وجه روفان بينما تبتسم لها فريدة ابتسامة صغيرة فذهبت وعادت مرة أخرى له بطبق آخر قائلة :"تفضل..."
شكرها وأخذه منها ثم مال على فريدة قائلاً وهو يلاحظ صمتها:"هل هناك شيء؟..."
قالت له ببرود :"لا إطلاقا لايوجد شيء ..."

اجتمع الأطفال جميعا على منضدة صغيرة كل منهم يمسك طبقه ويأكل ويستمعون إلى أغاني عيد الميلاد بينما جلس الكبار جميعا في الصالون يتسامرون وأمام كل منهم طبق الحلوى خاصته فقالت روفان موجهة كلامها لتيمور الذي كان أنيقا كعادته بل وازداد وسامة بعد أن استطالت ذقنه قليلاً:"دكتور تيمور كنت أريد أن أسألك عن بعض الحالات التي تُرسل من أطباء العظام لعمل أشعات لدينا في المركز.."
وضع تيمور طبقه على المنضدة المجاورة له قائلاً بجدية:"تفضلي..."
كانت تجلس بجواره من الجهة الأخرى تضع ساقا فوق ساق بشكل أنثوي جذاب وشعرها كله تضعه على كتف واحد فكانت بشهادة فريدة نفسها جميلة كأختيها، أخذت تسأله وهو يرد عليها كانت تسأله أسئلة طبية بمصطلحات طبية فيرد عليها بنفس اللغة وبما أن المجال واحدا فكان هناك اندماج بينهما في الحديث ومرونة ورغم ثقة فريدة في نفسها ورغم أنها أبدا لم تقارن نفسها بإي امرأة من قبل حتى رؤى أبدا لم تعقد مقارنة بينها وبينها أو تشعر بالغيرة منها ولكنها الآن وجدت نفسها تشرد بذهنها وتتسائل إلى متى سيظل تيمور يحبها؟ وإلى متى سيتحمل وجود عمر الذي يصر على وضع بصمته الدائمة في حياتها؟ ألن يمل؟ وموقفه الحالي رغم أنه أصبح يتبادل معها الأحاديث العادية إلا أنه لم يعد بعد تيمور الذي أحبته، وسألت نفسها سؤالا صريحاً وكانت إجابته بما أنها داخلها ولن يعرفها أحد أكثر صراحة ،ألم يكن الافضل لتيمور الإرتباط بشابة مثل روفان أو مثل هيدي ؟امرأة خالية بلا مشاكل في حياتها بلا عقبات بلا ماضي سيظل خلفها طوال حياتها.. لا تعرف لما هذه النظرة السوداوية الان؟ هل هي سوداوية أم حقيقية ؟ لن تفرق ،هل ممكن أن يكون ابتعاد أبناءها عنها ولد حالة من الإكتئاب لديها ؟ ربما فالأيام تمضي وهما بعيدون عنها ولا تعرف ماهي نهاية الأمر، شعرت بالإختناق فجأة فاستقامت من مكانها واتجهت إلى الشرفة فلاحظها تيمور ولكنه أكمل حديثه مع روفان فهي كانت تتحدث معه وليس من اللائق تركها، أما رودينا فمالت على أذن نورين قائلة:"ماذا بها منذ أن أتت وهي صامتة هكذا؟..."
قالت لها نورين :"لا أعرف ..."
أما فريدة فوقفت تتنفس بحرية في الشرفة وهي تشعر أنها كانت مخنوقة بالفعل الآن تأكدت أن بعد ابناءها عنها هو السبب في حالتها هذه فقلبها ينغزها شوقا إليهم، فتحت هاتفها واتصلت بعبدالرحمن الذي كان هاتفه في يده فرد عليها مباشرة وما أن سمعت صوته حتى رق قلبها ودمعت عينيها وقالت له:"اشتقت لك حبيبي..."
قال لها:" وأنتِ أيضا أمي ..."
كانت رؤى بجواره فكان لابد أن يوصل لها رسالة أن أمه من تتصل فاستقام وقال لأختيه اللتان كانتا تجلسان تشاهدان التلفاز واحدة بملل والأخرى بشرود :"هيا لنحدث أمي من الشرفة.."
بعد أن دخلوا جميعا إلي الشرفة غمغمت رؤى بتهكم:"ستتحدثون في أسرارا عسكرية مثلا كنت سأقوم وأترككم من الأساس" ثم استقامت لتدخل لزوجها حجرة مكتبه

دلفت شروق وشمس إلى الشرفة حيث تقف فريدة وكان الإتصال المسموع تحول إلى مرئي حيث طلبت فريدة أن تراهم وبمجرد دخول شروق وشمس حتي دخلتا في الصورة لتتحول المكالمة إلى مهرجان صاخب من مرح الأولاد جميعا معا عدا سهر التى كانت شاردة ولا تتحدث كثيرا ورغم أن هذه عادتها إلا أن فريدة شعرت بالقلق فأخذت الهاتف من يد البنات قائلة:"ماذا بها سهر؟.." قالت سهر بابتسامة باهتة:"لاشيء اشتقت إليكِ فقط.." تمزق قلب فريدة وقالت لها:"وأنتِ أيضا حبيبتي متى ستعودون؟..."
أخذ عبدالرحمن الهاتف من يدها بسرعة قائلاً:"غدا بإذن الله .."
قالت له بعدم تصديق:"حقا؟..."
قال لها :"بإذن الله أمي.."
أعطت فريدة الهاتف لشروق وشمس ليكملا الحديث مع أصدقاؤهم الجدد بينما دخلت شيري عليهم وما أن اكتشفت مايفعلون حتى قفزت أمام الشاشة ودخلت معهم في الصورة..."
وقفت فريدة في ركن بعيد عن الأولاد وحديثهم فدلف تيمور ووقف بجوارها قائلاً لها:"هل هناك شيء لما قمتِ؟ "
أعطته ظهرها وقالت وهى تحاول مداراة غيرتها:"كنت أشعر بالإختناق فقط وأردت أن أقف في الهواء ..."
قال لها وهو يستند بيديه على الحاجز الحديدي للشرفة :"هل تريدين أن نمشي؟.."
قالت له :"كما تريد ..."
شعر بها متصلبة فقال لها وهو يديرها نحوه:"ماذا هناك؟.."
ابتلعت ريقها قائلة وهي تبعد عينيها عنه قائلة:"اشتقت إليهم.."
قال لها بتعاطف:"ألم تعرفي متى سيأتون؟.."
قالت بعدم ثقة:"عبدالرحمن يقول في الغد..."

وقف بجوارها صامتا يشعر باهتزازها الداخلي ،كانا بجوار بعضهما لمن يراهما صورة متكاملة متناسقة الألوان هي بقامتها المتوسطة وجسدها الرشيق وأناقتها في هذا الفستان الرقيق ذو اللون الرمادي وهو بقامته الطويلة وحلته الأنيقة ذات اللون الأغمق بدرجة من لون فستانها وفي قلب كل منهما للآخر حبا هائلاً فقط الظروف هي من تقف في طريق هذا الحب وتعرقله


في الخارج كانت نورين تقول لرودينا :"ألا تلاحظين أن البنات أندمجن معها بسرعة؟.."
قالت رودينا بتهكم:" إذا كان الكبار اندمجوا بسرعة ألا تريدين للصغار أن يندمجوا؟.."
جاءت روفان لتجلس بجوارهما قائلة بمزاح:"ماذا تقولان؟.."
فأردف إياد ضاحكا وهو يجلس بجوار شقيقه:"هاتان الأثنتان ما أن يخفضا صوتيهما فاعرفي أن هناك طرف ثالث يتم التنمر عليه قهقهت ثلاثتهم بينما والديهم يتابعانهم بسعادة

أما في الشرفة فكان تيمور وفريدة يقفان صامتان هي تشعر باضطراب داخلي واهتزاز وهو يحاول أن يعرف ماذا بها فاستنتج أن يكون خصامهما هو من جعلها هكذا وقرر أن يطمأن قلبها لو كان هو السبب في حالتها هذه فقال لها :"هيا بنا..."
وفي الخارج ما أن رأهم شهاب وإياد يستعدان للإنصراف حتى قال شهاب :"مازال الوقت مبكرا .."
فقال له تيمور:"حتى لا نترك خالتك وحدها كثيرا..."
ثم صافح الصغير قائلا بمزاح وهو يضمه إليه:"كل عام وأنت بخير يابطل..."
فقال سيف الذي أتم اليوم السابعة:"وحضرتك بخير عمو تيمور.."
وصافح والدي رودينا ونورين وفعلت فريدة المثل وعند روفان صافحها بابتسامة أنيقة لتردها له بابتسامة أجمل اما عند فريدة فكان نفس رد الفعل الاول سلام فاتر وكأنها تعرفها من قبل ولا تروق لها رغم أنه فعليا أول لقاء


************
يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 01:34 PM   #1195

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

ولأنها طبيعة الحياة فإنه في الوقت الذي يتفتت قلب أم على صغارها هناك من تريد نزعهم نزعا من حياتها
ولأن غريزة الأمومة تُزرع فقط في قلب الأم تجاه صغارها من أول يوم فإن لا أحد يحبك مثل أمك ولا أحد يُقدرك مثل أمك ولا أحد يتوق شوقا إليك كأمك ولا يتحملك سوى أمك...
وقفت رؤى أمام مكتب عمر تعقد ذراعيها أعلى صدرها وفتحة مأزرها تتسع فتظهر ركبتيها وقالت له بتحفز:"متى سيعود الأولاد إلى أمهم؟"
قال لها وهو يستند بظهره إلى ظهر مقعده الدوار :"لماذا تسألي هل ضايقوكِ في شيء؟.."
قالت له بلا مواربة:"لإني سمعتك تقول لهم أنهم لن يعودوا ياعمر وبصراحة هذا الأمر لا يناسبني..."
مط شفتيه قائلاً ببرود:"ولكنه يناسبني، أنا أريد أن يبقى أبنائي معي وهم ليسوا صغار حتى تقولين هذا أي أنكِ لن تتحملي مسئوليتهم في شيء..."
قالت له وهي تقترب من مقدمة المكتب وتستند بكفيها عليه ويحتد صوتها:"لم يكن هذا اتفاقنا من البداية، الاتفاق أنهم سيعيشون مع أمهم والاتفاق كان أنك ستكون لي بمشاعرك لا سيكون بيني وبينك ظل لامرأة أخرى،شددت على حروف كلماتها قائلة: امراة لا تحل لك لأنها الان متزوجة ..."
قال لها بامتعاض:"ماهذا الذي تقولينه أنتِ تخلطين جميع الامور ببعض..."
رفعت حاجبيها بدهشة وقد ضاقت أخيرا بالوضع كله وقالت بعصبية:"أنا لا أخلط شيء أنا أرى بأم عيني وأشعر بقلبي وكنت أمرر الأمر مرارا على أمل أن يتحسن الوضع ولكنه لا يتحسن أنا مازلت أشعر بأمهم تقف بيني وبينك حتى في أدق أوقاتنا معا وفوق كل ذلك تريد لأبناءها أن يعيشوا معي في بيت واحد وأسمعهم بنفسي يحدثونها ليل نهار؟.."
نظر إليها متعجبا وقال لها:"ماذا حدث لكِ أنتِ تبدلتِ هل تحدثتِ مع أحد وعبأ لك رأسك بهذا الكلام؟.."
ترك مقعده ووقف أمامها مباشرة فقالت له بحدة:"أنا لم أتبدل أنا فقط ضقت بصبري عليك.."
اتسعت عينيه وهو لايصدق نفسه وقال لها باستنكار:"لماذا كل ذلك؟.."
قالت له وعينيها تلتمعان بالدموع :"لأنك حتى الان لم تنساها وتفعل ماتفعل فقط حتى تضايقها لا أكثر أنت من الأساس ليس لديك وقت لأولادك حتى تصرعلى بقاؤهم معنا..."
قال لها مُنهيا الحوار:"الأولاد سيظلون معي أنا الأولى بهم شرعا وقانونا ولا تتحدثي في هذا الأمر مرة أخرى وبالنسبة لما تقولينه عن إني مازلت أفكر فيها وهم في رأسك أنتِ فقط...."
فتح باب غرفة المكتب وتركها ودخل إلى غرفته لايريد نقاشا أكثر من ذلك حتى لا تنكشف كذبته فهو يعرف أن مافي رأسها ليس وهما بل حقيقة وما تقوله عن احتجازه للأولاد ليضغط على أمهم أيضا حقيقة ،مايوتره أكثر أنه أصبح مكشوفا أمام رؤى ،هي وصلت معه لدرجة من الفهم أصبحت بها تفهم مشاعره حتى لو لم يبدو عليه أو ربما كان يبدو عليه وهو لايدري وأكثر مايضايقه الان انه شعر أن رؤى وصلت إلى هذه الدرجة من فهم شخصيته وهذا أكثر مايكرهه أن تصل إمرأة إلى دواخله وتتوقع ردود أفعاله وتعرف نقاط ضعفه لتستغلها في الوقت المناسب تماما كما فعلت فريدة سابقا حين انتزعت منه كلمة الطلاق التي لم يكن لينطقها لولا فعلتها

***************
بعد أن عاد تيمور وفريدة والبنات من حفل عيد الميلاد واطمانوا جميعا على عايدة أنها بخير دلف تيمور إلى الحمام ليأخذ حماما منعشا والبنات دخلن غرفتهن وفريدة بدلت ثيابها وهى لا تزال تشعر بالضيق من كل شيء ،خرج تيمور من الحمام يجفف شعره بالمنشفة حين وجد فريدة تستلقي على الفراش وتضم شيري إلى حضنها فقال لها بنظرة ذات معنى:"لما تنام هنا ؟ثم اقترب من الفراش قائلاً:سأضعها في مكانها..."
تشبثت فريدة فيها أكثر وقالت له بعناد:"لا.. أريدها بجواري..."
قال لها وهو ينظر إليها من أعلى وهي نائمة:"لماذا؟.."
قالت ببرود:"أريدها بجواري هل هناك مانع؟..."
قال لها بتعجب:"أنتِ ماذا حدث معكِ أشعر بأنكِ غريبة منذ ذهبنا إلى عيدالميلاد كنتِ قبلها تغنين وتشاكسين فماذا حدث؟....."
قالت له بنفس البرود:"أنا هكذا غريبة الأطوار ومتقلبة المزاج أنت فقط لم تعرفني بعد.."
كان يريد أن ينهي حالة الجفاء المسيطرة عليهما ويصالحها ولكن بحالتها هذه يبدو أنها بها شيء لا تريد أن تقوله ولكنه سيعرفه ولكنه لا يريد أن يضغط عليها فقال لها :"حسنا ياغريبة الأطوار ماذا ستفعلي الآن؟.."
قالت له بفتور:"سأنام..."
أخذ يطلق صفيرا من بين شفتيه يداري به شوقه إليها ثم استدار حول الفراش ونام على الطرف الآخر ووضع الوسادة فوق رأسه قائلا لها :"نامي، أنا المخطيء من البداية..."
ثم أغلق المصباح الجانبي بجواره ،ضمت شيري إليها وفي الحقيقة هي من كانت تحتاج إلى من يضمها، الخوف من عدم عودة أبناءها يسيطرعليها ولا تعرف لما لا تصدق كلام عبدالرحمن ، وموقف تيمور الأخير منها يجعلها متوترة وتعرف أن القادم مع عمر لن يكون هين ولا تريد لتيمور أن يدخل في صراع معه هو لا يستحق ذلك ، شردت بذهنها في روفان التي كانت تبدو متأثرة به وتساءلت هل من الممكن أن يسأم من المشاكل يوما ويتراجع عن تمسكه بها؟ هل سيدرك ذات يوم قريب أنه يستحق حياة هادئة لا حياة صاخبة مع أم لديها ثلاثة أبناء وتتمسك ببقاءهم معها رغم أحقية والدهم بهم ،وقتها ستكون حربا فهل تيمور مستعد لذلك؟ بل السؤال الأهم هل هو يستحق ذلك؟

في حياة كل منا لحظة نفقد فيها الثقة في أنفسنا،وقدراتنا،وإمكانيات نا وهي وصلت بالفعل إلى هذه اللحظة وكانت هذه الليلة من أصعب الليالي عليها ،تملك منها الخوف فكانت تضم شيري إليها ليطمئن قلبها ولم تكن تدري أن تيمور الذي ينام بجوارها قد تسرب الخوف إلى قلبه هو الآخر من تغير حالها ، كانت خائفة من عمر ورد فعله الذى تتوقعه بينما كان عمر يستلقي بجوار رؤى يخاف من تمردها الجديد عليه في حين كانت رؤى تعطيه ظهرها والخوف يملأ قلبها، خوف من شبح فريدة الذي أصبح بينها وبين زوجها

*************
في الصباح

استيقظت فريدة بعد ليلة مُرهقة قضتها في نوم متقطع وأفكار سوداوية مابين خوف من عدم رجوع أبناءها ومابين خوف من تغير تيمور معها أو ملله أو ابتعاده في يوم ما، كانت تشعر بصداع شديد فبعد أن أدت صلاة الصبح دلفت إلى المطبخ لتعد كوبا كبيرا من القهوة بينما كانت شروق وشمس تتناولان المعجنات مع جدتهم عايدة في حجرة المعيشة فأعدت هي قهوتها وجلست معهن ولكن بذهن شارد في الوقت الذي كان تيمور بالفعل ارتدى ملابسه استعدادا للذهاب إلى المستشفى فوجدهن مجتمعات أمام التلفاز فألقى تحية الصباح على الجميع ثم جلس بجوارها فوجد كوب القهوة أمامها فأخذه وشرب منه وكان هذا التصرف كفيل بأن يقلل من توترها ولكن مخاوفها كانت تنخر في رأسها وكان
يلاحظ توترها ولا يعرف سببه وهي لاتفصح عن شيء، بعد أن أنهى كوب القهوة قال لخالته وللبنات:"هل تردن شيء أحضره معي؟.."
قالت عايدة وهي تضع كوب الشاي خاصتها على المنضدة:"سلامتك حبيبي..."
بينما قالت شروق:"نريد أن نذهب إلى النادي أبي متي سنذهب؟.."
قال لها وهو يستقيم واقفا:"حين يأتي عبدالرحمن وسهر وسمر تذهبون جميعا بإذن الله..."
ثم أشار بعينيه لفريدة حتى تتبعه إلى باب الشقة فقامت خلفه ففتح الباب ثم التفت إليها قائلاً:"هل لي أن أعرف ماذا بكِ منذ الأمس؟.."
تخلت عن حدتها معه بالأمس وقالت له وهي تضع يديها في خصرها:"وهل يهمك أن تعرف ! ألا يكفيك أنك كنت تجلس بأريحية وتتحدث بانطلاق مع السيدة روفان والضحكة كانت من الأذن للأذن بينما تُصَدِر لي أنا الوجه الخشب لما يقارب العشرة أيام..."
ضيق عينيه وارتسمت على شفتيه ابتسامة متسلية وهو ينظر في عمق عينيها اللتان في ظاهرهما السخرية وفي باطنهما الغيرة واستند بكتفه على إطار الباب قائلاً وهو يغمز بعينه:"شعرتِ بالغيرة منها؟.."
رسمت على وجهها ابتسامة كاذبة وقالت له :"ممن أغار ؟لا بالطبع بل استغربت موقفك لا أكثر..."
قال لها وهو يقترب بوجهه من وجهها أكثر وينفخ في وجهها فتتطاير بضع شعرات متناثرات علي جانبي وجهها:"بل غرتِ.. ثم أردف وهو يضغط على حروف كلماته :غرتِ من حديث عام عابر مع امراة لايربط بيني وبينها أي شيء ماذا إذن لو كانت امرأة كان بيني وبينها حياة مشتركة سابقة ماذا سيكون رد فعلك وقتها..."
أدركت إلى ماذا يرمي وأدرك أنها تحترق من الغيرة وأن تصرفات الأمس كلها لهذا السبب وللحق هذا أسعده وأدرك أنه يكفي ماحدث بينهما حتى الآن لابد أن يصالحها وتعرف كم هي غالية عنده رغم أنها تعرف ولكنه يريد أن يعودا كما كانا ،مال أكثر تجاهها فاضطربت أنفاسها لقربه الذي تشتاقه ولكنه لمح سالم يكنس مدخل البناية ومن خلف فريدة لمح شروق في طريقها إلى المطبخ وتنظر إليه فابتعد مرة أخرى قائلاً:"عندي عدة عمليات اليوم سأحضر على الغداء بإذن الله بعد أن أنتهي مباشرة ثم لنا حديث طويل..."
أومأت له برأسها فابتعد هو تاركها لخيبة الأمل فقد ظنت انه سيقبلها ويطمئنها ولكنه اقترب وابتعد مرة أخرى فهل بالفعل مشاعره تجاهها بدأت في الفتور بسبب الظروف المحيطة؟

***************
كان عمر ورؤى في إجازة من الجامعة وكان عمر يقف في الشرفة يشرب مشروبه الصباحي بشرود ، يفكر في حياته السابقة التي كانت مستقرة مع أولاده وفريدة و انهدمت،في حلمه بالمنصب الذي منّى نفسه به،في رؤى وحديثها معه في المساء وجال في ذهنه سؤال مالذي استفدته من كل ذلك؟ بيت هُدِم في مقابل ماذا؟؟
دخل عليه عبدالرحمن قاطعا عليه خلوته قائلاً وهو يقف بجواره:"أبي أعتقد أن وقت الزيارة انتهى نريد أن نعود إلى أمي.."
قال له عمر باقتضاب:"هذا ليس مكان للزيارة هذا بيت والدك.."
قال عبدالرحمن بثقة:"وهناك أيضا بيتنا الذي اشتراه لنا جدي ..."
قال عمر وهو يضيق عينيه:"أنتم في كل الأحوال لن تظلوا في هذا البيت ستنتقلون مع أمكم إلى بيتها الجديد وهذا مالن أسمح به...."
قال عبدالرحمن بثبات:"لا .. سنظل في بيتنا لأن أمي ستعيش في بيت جدو فؤاد في الشقة السفلية ووقتها لن تفرق فسنكون في شقتنا أوقاتا ومعها أوقات أعتقد أن هذا لن يضايقك.."
قال له باستنكار:"وهل توافق أمك على البقاء معها في بيت رجل غريب؟.."
قال بتأثر:"كما قلت أبي فهي أمي وهو غريب فهل ترضى أن أتركها معه وحدها؟ماذا لو أغضبها أو أحزنها ؟...أنا لن أنسى الفترة التى عاشتها قبل انفصالكما كنت أعي الأمور وقتها حين كنت تنام أنت معنا في غرفتنا وأنسحب أنا من جوارك وأذهب إليها فأجدها تبكي حتى تبلل الوسادة بدموعها وقتها كنت أحضنها وأربت على كتفها حتى تهدأ ،حتى بعد انفصالكما ظلت أعواما تبكي ،للتو عادت إليها ضحكتها فهل نحاسبها عليها اليوم؟تصلب صوته قليلاً قائلاً:أنت لم تشعر بما عانته أمي ففي الوقت الذي كانت هي تبكي فيه كنت أنت تضحك ،كنت أرى دموعها وحين أراك أرى ضحكاتك وكنت أتعجب إلى أن عرفت مؤخرا أن هذا ليس عدل.."
وجد عمر أن عبدالرحمن فعلا يعي أكثر مما كان هو يتوقع وأدرك أنه لابد أن يجتذبه نحوه فهو كالعادة يميل لصف والدته فقال له وهو يواجهه:"كلنا نخطيء ياعبدالرحمن وأنا كنت على أتم الاستعداد لتصحيح خطأي ومازلت .."
قال عبدالرحمن بنبرة شاب كبير:"وهناك أوقاتا نستطيع تدارك الخطأ ونصححه وأوقات لا نستطيع ،ثم أردف برجاء وهو يستعيد في ذهنه كلمات الشيخ علي ويرددها على والده :أبي أنا أخذت وقتا طويلاً حتى وصلت إلى هذه القناعة لا تظن أن الأمر بهذه السهولة عندي ولكني بدأت أنظر حولي وأستوعب أن ليست كل البيوت مثالية وأن حالات الإنفصال كثيرة وأن حالنا أفضل من غيرنا وأنني وإخوتي لسنا فقط من تعرضنا لهذه الأزمة وأن لابد للحياة أن تستمر،ثم أردف بلهجة لينة: أنت أبي وهى أمي وأنا لست صغير حتى لا أستطيع حماية أمي وإخوتي فمن فضلك أبي نحن سنذهب إلى أمي وسنستمر في نظامنا القديم نزورك في نهاية الاسبوع"
نظر عمر إلى ابنه بدهشة وصدمة ،متي كبر عبدالرحمن إلى هذه الدرجة التي يتكلم فيها هكذا؟ لوقت قريب كان حين يخرج معه يشتري له ألعابا هل توقف بعمر الزمن عند اليوم الذي طلق فيه فريدة وغادر حياتهم ليصبح زائرا ؟ هل يقرر عبدالرحمن بنفسه مصيره ومصير أختيه ؟
هل هو كأب يفقد سلطته عليهم؟ لم يدرك ماهو التصرف السليم مع ولد كان يظنه هو صغيرا ليثبت له في ربع ساعة أنه شاب يافع ولو كان أحدا التقط صورة لهما في هذه اللحظة وأعطاها لعمر لكان اكتشف ببساطة أنه نسخة منه ،نسخة منه ولكن نسخة معدلة تحت رعاية فريدة وتربيتها ولكان أدرك أن الولد بالفعل شب وكبر ،دخلت في هذه اللحظة سمر بوجه شاحب وعينين زائغتين وصوت هارب منها وقالت:"سهر نائمة من الأمس أوقظها الأن ولا ترد.."
التفت إليها عمر وعبدالرحمن في نفس الوقت قائلين في صوت واحد:"كيف لاترد؟.."
فقالت سمر وعينيها تمتلأن بالدموع:"لا أعرف..." أسرع عمر للداخل وخلفه عبدالرحمن وخلفهم سمر وأخذ عمريهز في سهر وينادي عليها وهي راقدة بلا حراك فهرعت رؤى علي أصواتهم قائلة:"ماذا هناك ماذا حدث؟..."
فقال لها عمر بوجه شاحب:"سهر لا ترد هل تعرفين ماذا بها؟.."
قالت له بصوت مضطرب :"لا أعرف .."
فحملها عمر وأسرع للخارج وخلفه أبناؤه فقالت رؤى :"إلى أين؟..."
قال عمر وقلبه يخفق بعنف:"إلى أقرب مستشفى.."
قالت له:"إنتظر سآتي معك.."
فقال لها بحدة:"لا .. ثم قال لعبدالرحمن :أحضر هاتفي ومفاتيحي واتصل بأمك لتأتي لنا علي المستشفى.."
ثم هرع للخارج وخلفه أبناؤه


**************
يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 01:37 PM   #1196

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أن رحل تيمور رفض عقل فريدة الإنصياع للأفكار السوداء التي تعصف بها فطلبت من مطعم قريب غداءا جاهزا يكفي الجميع بما فيهم أبناءها لأنها قررت إن لم يحضروا فستطلب من فادي أن يُحدث عمر ويطلب منه أن يأتي الأولاد لتناول الغداء معها وبعدها تفعل كما فعل هو ولا تعيدهم ورغم سذاجة الفكرة إلا أنها أقنعت نفسها بها أما تيمور فما أن ياتي ويتناولوا الغداء معا كما وعدها حتى ترمي خلفها كل ماحدث في الأيام السابقة نعم ستصالحه هي ومنذ متي كان يفرق معها أو معه من المبادر ،تيمور يحبها تتذكر حتى الان حين كان غاضب منها منذ فترة وذهبت إليه في مكتبه بمجرد أن قبلته شعرت به يستجيب لها نعم هو يحبها لن توهم نفسها بأوهام أخرى ،لن يتركها في يوم، لن ينظر لغيرها، ورغم أنها كانت ترى سابقا أن كل الرجال كعمر
إلا أن تيمور غير فكرتها تماما ولن يخذلها الله مرتين بالتأكيد،
جلست قليلاً مع عايدة والبنات ورتبت المنزل ثم دلفت وأخذت حماما مُنعشا وجففت شعرها بمجفف الشعر وارتدت حلة رياضية أنيقة كان قد اشتراها لها تيمور ولم ترتديها بعد بنطال أسود بخطين باللون الموف على جانبي البنطال وبلوزة بنصف كم باللون الموف وسترة سوداء بخطين باللون الموف على الجانبين فكانت تماما كما رأها أول مرة هو يعشق هذه الطلة ،جلست بجوار البنات تتبادل الحديث مع عايدة في الوقت الذي رن فيه هاتفها لتجده عبدالرحمن فابتسمت بسعادة فهذا يعني أنهم قادمون بإذن الله فردت عليه قائلة:"أهلا حبيبي أين أنتم؟.."
لتصطدم بصوت سمر الباكي وهي تقول لها:"أمي نحن في مستشفي.... ،سهر لا نعرف ماذا بها كنت اوقظها فلم تصحو فجذب منها عبدالرحمن الهاتف موبخا:قلت لكِ لا تتصلي بها فقالت له:أبي من قال.."
فأخذ الهاتف وقال لفريدة التي يبدو أنها لم تستوعب ماقيل بعد قائلا لأمه:"الطبيب يوقع الكشف عليها.."
فقالت فريدة ما أن وجدت صوتها :"من هذه التي لم تصحو ؟..."
عرف عبدالرحمن حالة أمه فوضع يده على رأسه قائلاً:"سهر أمي...."
في لحظة واحدة الوجه المتورد أصبح في شحوب الموتى وعينيها أصبحتا كالزجاج بينما همست بصوت ألي :"في أي مستشفي؟"
قال عبدالرحمن:"مستشفي ...."
أغلقت معه وهي تنظر إلى عايدة التي أصابها الفزع قائلة:"من في المستشفي؟..."
لتهمس فريدة وهي تقف على قدمين لا تشعر بهما من الأساس :"سهر ..."
ثم تحركت وأخذت مفاتيحها متجهة للخارج فقالت لها عايدة وهي تُسرِع خلفها:"انتظري سآتي معك..."
فقالت لها فريدة وهي تقريبا لا تعي شيء مما حولها:"سهر لا ترد..."
ثم فتحت باب الشقة فقالت لها عايدة وهي تشير إلى ملابسها الغير لائقة للخروج:"فريدة بدلي ملابسك..."
ولكنها بالفعل لم تسمعها بل رددت بصوت ميت وهي تسرع للخارج:"ابنتي لاترد..."
وكل ماحدث بعد ذلك حدث بأوامر من العقل الذي كان يعي ولكن صاحبته لا تعي من أمرها شيء ،اتصلت بتيمور فلم يرد لأنه في حجرة العمليات ومن بعدها اتصلت بفادي لتخبره بصوت منفعل وهي من الأساس لاتسمع نفسها ولا تسمعه بل كانت تردد فقط:"سهر ابنتي لاترد ..."
ليسقط قلب فادي في قدميه وهو يهرع من المصرف وحين يأس من فهم أي شيء منها اتصل بعبدالرحمن وعرف منه عنوان المستشفي أما هي فكانت تقود السيارة بلا تفكير ولا تركيز ولولا أن عقلها الباطن يحفظ القيادة جيدا منذ سنوات لوقعت في حادث مميت ،كانت تهذي بكلمات غير مترابطة:"ابنتي، تركت أبنائي، أنا أنانية ،تزوجت وتركت أبنائي....."
إلي أن وصلت إلى المستشفي وصفت السيارة بلا تركيز وحين أدركت أنها لا ترتدي فوق رأسها حجاب سحبت غطاء السترة ووضعته على رأسها وهي تهرول إلى داخل المستشفى وقد نسيت هاتفها بداخل السيارة

وقف عمر في الطوارئ مع الطبيب الذي وقع الكشف على سهر وسأله الطبيب:"متى آخر مرة تناولت الطعام؟..."
وقف عمر حائرا بنظرات زائغة ونظر إلى عبدالرحمن وسهر قائلاً:"متى آخر مرة أكلت اختكم؟..."
قالت سمر:"لها عدة أيام شهيتها منعدمة وتأكل بسيط..."
قال الطبيب الشاب لعمر:"البنت لديها انخفاض في ضغط الدم وهبوط حاد .."
قال عمر بتوتر:"وكيف حالتها الآن؟؟."
قال الطبيب :"بالطبع أسعفناها ونضع لها محاليل الآن ولكن نحتاج أن تظل تحت الملاحظة لفترة..."
في هذا الوقت وصلت فريدة وحين رأتهم هرعت إليهم وهي تنظر إلى الطبيب قائلة:"ابنتي..."
لم تستطيع أن تقول شيء سوى ابنتي ففهم الطبيب حالتها وقال لها:"هي بخير لا تقلقي.."
قالت له بصوت هارب منها:"أراها..."
رق قلب الطبيب الشاب لحالها وقال لها:"تفضلي...."
دخلت معه إلى الغرفة بينما وقف الجميع على باب الغرفة فوجدت سهر مستلقية بجسدها الصغير في الفراش وعينيها مفتوحتين فجلست بجوارها ودموعها تنهمر على وجهها قائلة:"ماذا بكِ حبيبتي ماذا حدث لكِ؟.."
فقال الطبيب :"لما لا تأكل جيداً ؟ لقد حدث لها هبوط بسبب قلة الطعام ومستوى الهيموجلوبين لديها منخفض "
رفعت وجهها الشاحب إليه قائلة:"هي كانت مع والدها ثم أردفت وهي تنظر إلى سهر بعتاب من بين دموعها:لما لم تأكلي جيدا حبيبتي؟."
قالت سهر بصوت منخفض :"اشتقت إليكِ أمي ولم يكن لدي شهية لأي طعام.."
ألقت فريدة بجسدها كله على البنت المستلقية في الفراش وضمتها إليها بقوة قائلة:"لن أبعد عنكِ ثانية حبيبتي ولكن لم يكن عليكِ فعل ذلك على الأقل من أجلي ..."
رغم عدم معرفة الطبيب بكافة التفاصيل إلا أنه شعر أن هذه الأسرة تعاني من مشكلة ،ظلت فريدة تحتضن ابنتها وكأن في حضنها هذا ترياق فتشبثت سهر في رقبتها كطفلة في الثانية من عمرها وشعرت أن روحها رُدت إليها من جديد،هي كسهر كانت تتمنى عودة والديها إلى بعضهما ولكن مادام الإختيار لشخص واحد فهي تختار أمها أمانها ملجأها وحين قال والدها أنهم لن يعودوا إليها كانت الحياة بالنسبة لها لا تساوي أي شيء

بعد ساعتين

كانت حالة سهر تحسنت قليلاً وصعدت إلى غرفة خاصة لتبقى تحت الملاحظة وكان فادي قد وصل بالفعل وابراهيم الذي ما أن علم حتي جاء مسرعا هو وكريمة وعبدالله ونسمة أما فدوى فلم يقول لها فادي لأنه يعرف ظروف حملها وأن عليها الراحة وعدم الانفعال فأشفق عليها
كانت الحجرة تكتظ بهم جميعا وكانت سهر تحسنت قليلا وبدأت تفيق من دوار الرأس والإغماء فوجد فادي أن فريدة وجهها شاحبا فقال لها:"تعالي معي بالخارج قليلا..."
تركت سهر وبجوارها عبدالرحمن وسمر ووالدها وجديها وعمتها وزوجها وخرجت معه فقال لها بالخارج:"اجلسي هنا في الهواء قليلا يبدو على وجهك الإنهاك الشديد..."
قالت له وهي تستقبل نسمات الهواء من النافذة المجاورة:"كانت أسوء ساعة عشتها في حياتي.." ربت على كتفها قائلا:"حمدا لله أن الأمور لم تسوء عن ذلك كان الله معنا رحيماً ثم أردف قائلا وهو يشير على مقعد قريب :اجلسي هنا وأنا سأذهب لأحضر لكِ طعاما ومشروب بارد ..."
جلست وذهب هو ليحضر لها كما قال فاستندت برأسها على الحائط ولم تكد تفعل حتى وجدت عمر يخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه واقترب منها قائلاً وهو يقف أمامها مباشرة بصوت صلب:"أرأيتِ نتيجة أفعالك أرأيتِ إلى أين وصلنا؟..."
لم تكن تعرف عن ماذا يتحدث فقالت له :"ماذا تقصد؟.."
قال لها مُهاجماً:"نتيجة التشتت الذي نحن فيه البنت كانت ستذهب منا..."
قالت له بتعجب:"البنت كانت عندك حين حدث ماحدث وتلقي اللوم علي أنا ؟حين يكونون معي أطعمهم بيدي .."
قال لها وهو يستغل حالتها السيئة أفضل استغلال :"فريدة ماحدث إنذار لي ولكِ من الله إن استمر الوضع هكذا سنفقد أحدهم ولا أنتِ ولا أنا نتحمل الفقد..."
استقامت واقفة وناظرته قائلة بعدم فهم:"ماذا تقصد؟..."
كان مظهرها هذا شهيا بهيا رغم حزنها، تأمل وجهها الحبيب وملامحها الجميلة وعينيها الدافئتين ،كانت رغم وضعها لغطاء السترة على رأسها إلا أن شعرها الناعم كان يتناثر على جانبى وجهها فيضفي عليها جمالا فوق جمالها ،في هذه اللحظة كان يتمني لو يجذبها ويضمها إلى صدره ولوعنوة وكان ليفعلها لولا وجودهم في ممر المستشفي ،نعم فهو لا يعترف إلا بنفسه ،فريدة حقه هو قال لها وهو يدقق في ملامحها ويستشعر توترها واضطرابها:"فريدة آن أوان انتهاء اللعبة ماذا ستنتظري أن يحدث بعد ماحدث؟.. إنهي هذا الزواج ونعود لنربي أبناءنا معا،اتسعت عينيها فقال لها بسرعة:وأنا سأطلق رؤى أليس هذا ماكنتِ تريدينه من البداية؟ حان الوقت الان ،هزت وجهها يمينا ويسارا وقد انعقد لسانها فقال لها باستسلام:حسنا سأعترف لكِ أنا أخطأت حين تركتك وتزوجت غيرك وأخذت عقابي سنوات بعيدا عنكِ وسأصلح غلطتي وأطلقها وأنتِ أيضا تتركين هذا الرجل ،قال بانفعال:فريدة أنا أعرف أنه مجرد زواج شكلي وأعرف أنه رأنا حين جلسنا معا منذ عشرة أيام ولن يكون آخر لقاء بيننا ولن يتحمل هو أنا أعرف هناك أشياء تكون ثقيلة على نفوس الرجال مثل أن يرى زوجته مع رجل اقتسم معها الحياة ذات يوم صدقيني في كل الأحوال لن تكتمل الزيجة فاتركيه قبل أن يتركك هو .."
كان هذا هو وقته المناسب لمداهمتها والضغط عليها فالبنت في فراش المرض وفريدة لا تتحمل أن ترى أبناءها هكذا وهو بعد مافعله معه حماه مستعد لفعل أي شيء ليعود إلى حياته السابقة خاصة بعد الكلام الذي قاله له عبد الرحمن صباحاً فقد شعر أن زمام أمور أبناؤه يفلت من بين يديه
أما هي فكانت تنظر إليه ولسانها معقود وتعجبت أنه يقول لها نفس الكلام الذي كان يقلق منامها بالأمس، قال عمر وهو يقترب منها خطوة لتتراجع هي:"قوليها فريدة ،قولي لا أريده وأنا سأنهي الأمر حالاً، قولي موافقة على الطلاق وأمامك سأتصل برؤى وأرمي عليها يمين الطلاق أمامك وأخلصك منه هو الآخر في لمح البصر، قوليها فريدة..."
كانت تنظر إليه مبهوتة وهي من الأساس لها يوم وليلة كل المشاعر بداخلها متداخلة وذهنها مضطرب ،كان هاتفه يرن فيكتم الصوت ليرن مرة أخرى فيكتم الصوت، رأى ترددها في عينيها ونظرة أخرى لم يعرف كنهها وفي نفس اللحظة رأى تيمور يقبل عليهما من أول الممر الطويل فنظر إليه وعاد إليها بانفعال قائلاً وهو يشير إلي هاتفه:"هيا قوليها لأُسمعك ماتريدين سماعه منذ زمن ونعود ليجتمع شملنا مرة أخرى..."

هي لحظة كان يريد منها فيها الجواب فرفعت عينيها إلى حيث كان ينظر لتجد هي الأخرى تيمور يقبل عليهما من بعيد فأظلمت عينيها، كان يقول لها أنها لو قابلت عمر ثانية وتبادلت معه الحوار سيكون لها معنى آخرعنده فهل آن أوان هذه اللحظة؟ نظرت إلي عمر على يسارها وتيمور يُقبِل عليها على يمينها فقال لها عمر بترجي:"هيا قوليها ..."
وفي نفس اللحظة أعلن هاتفه عن وصول رسالة جديدة فهم بإغلاقه تماما ولكن سبابته رغما عنه لامست موضع بصمة فتح الهاتف ليُفتح الهاتف ويظهر أمامه رسالة جديدة واردة رأى منها بضع كلمات ليفتحها وكانت من حماه:"ماذا بك ياعمر لاترد لما لم تأتي بُني وتحضر أوراق الترشح تفاجأت من أدهم أنك لم تحضرها بعد ،مبروك مقدما ياسيادة النائب أنت تعرف أن الانتخابات فقط شيء رسمي وروتيني ولكنك منذ هذه اللحظة أهم عضو في البرلمان...."
خفق قلبه وشعر برعشة تسري في أوصاله، فهاهو حلم السنوات الماضية يتحقق رغم أن الرسالة جاءت في غير موعدها تماما أم جاءت في موعدها ؟ لا يعرف
نظر إلى فريدة التي تنظر إلى تيمور وتراجع خطوتين للخلف يعيد النظر في الرسالة وهو يفكر ماذا ستظن فيه بعد موافقتها على العودة إليه حين تعلم أنه تراجع عن وعده الذي قطعه من ثانية واحدة بطلاق رؤى ؟
بينما كان تيمور على بعد خطوات منهما تستعر نظراته رغما عنه لوقوفها معه بمفردها

هي لحظة واحدة تكون مطالب فيها باتخاذ أدق القرارات في حياتك وإما أن تختار اختيارا صحيحا أو خاطئا،
نظرت فريدة إلى تيمور الذي يبعد عنها مقدار خطوتين وإلى عمر الذي يبعد عنها مقدار خطوتين وكان عليها في هذه اللحظة أن تختار بين رجل من الماضي ورجل من الحاضرعلى أن تضع أبناءها في الإعتبار


نهاية الفصل الخامس والثلاثون
هنتظر انطباعاتكم عن الفصلين باذن الله


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 01:44 PM   #1197

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

اول واحدة ...

يسلموا اديكي مقدما ❤❤👍


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 02:14 PM   #1198

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 31 والزوار 72)
‏Heba aly g, ‏سمو الرواد, ‏همس البدر, ‏ايمان صفي, ‏ام نوارة, ‏شيرين الخولي, ‏AROOJ, ‏نور علي عبد, ‏user0001n, ‏منال سلامة, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏وسام عبد السميع, ‏Arw2, ‏Rania Khaled, ‏إم جسار, ‏كريستنا, ‏أميرةالدموع, ‏ImaneAlkoush, ‏عبير سعد ام احمد, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏Shaima Esam, ‏الاوهام, ‏amana 98, ‏اسماء سلوم, ‏Immortal love, ‏shf2000, ‏ملاك العمرو, ‏egmannou, ‏zezo1423, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏اماني حسام


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 02:36 PM   #1199

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الله يكون في عون فريدة
بس توقعت ترد رد قوي علي عمر
ويارب تيمور يقدر الموقف اللي كانت فيه وكمان أنها اتصلت به
وما ردش


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 02:40 PM   #1200

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 161 ( الأعضاء 40 والزوار 121)
‏Heba aly g, ‏um habiba, ‏سهير99, ‏taljaoui, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏الطيبات, ‏رانيا خالد, ‏Aengy, ‏mango20103, ‏تمام1234, ‏منال سلامة, ‏احلى بنات, ‏أميرةالدموع, ‏نور علي عبد, ‏Hya ssin, ‏سمو الرواد, ‏همس البدر, ‏ايمان صفي, ‏ام نوارة, ‏شيرين الخولي, ‏AROOJ, ‏user0001n, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏وسام عبد السميع, ‏Arw2, ‏Rania Khaled, ‏إم جسار, ‏كريستنا, ‏ImaneAlkoush, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏Shaima Esam, ‏الاوهام, ‏amana 98, ‏اسماء سلوم, ‏Immortal love, ‏shf2000, ‏ملاك العمرو, ‏egmannou, ‏zezo1423, ‏اماني حسام


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.