آخر 10 مشاركات
جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          لعـ زواج ـــبة (2) "الجزء 2 من سلسلة لعبة الصديقات" للكاتبة المبدعة: بيان *كاملة* (الكاتـب : monny - )           »          مكافحة الصراصير بالرياض (الكاتـب : سلوي عبدالله - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          متجر زمرد: إحدى أفضل الوجهات للعناية بالبشرة عبر الإنترنت (الكاتـب : حماد - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-20, 01:08 PM   #1291

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


بإذن الله الفصل هينزل حالا ❤️
أتمنى يعجبكم 😘😘


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 01:17 PM   #1292

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع والثلاثون


ومن ألطاف الله بنا أن رغم كل شيء تستمر الحياة،
من ألطاف الله بنا أن بعد العسر يسر وبعد الضيق فرج وبعد عتمة الليل يأتي رغما عن الجميع نور الصباح ،من ألطاف الله بنا أن الحياة لا تقف على أحد ومادام القلب ينبض فإنه قادرعلى الحياة والحب من جديد

بعد أن أنهت عملها كانت على موعد معه ،
لا تعرف كيف تسرب بيسر إلى حياتها هكذا حتى أصبحا يتقابلان بشكل شبه يومي، والغريب أنها بعد أن كانت متحفظة معه ورافضة للأمر وجدت نفسها تنساق خلفه ولكن هذه المرة كان الإنسياق بتعقل ،أصبح ما أن يدعوها للقاءه لا تستطيع الرفض بل وأصبحت تشتاق هي الأخرى للقاء، أصبحت تحب الخروج في الأماكن العامة رغم رفضها لذلك طوال السنوات الماضية
ولما لا وقد أصبحت لاترى نظرات الإستنكار في العيون كالسابق!
مع فادي كانت تخجل من الظهور معه لأنها كانت ترى نظرات الإستنكار والإستهجان والدهشة
أما مع رائف فإنها أصبحت ترى نظرات الإعجاب... الإعجاب بثنائي يبدو عليهما الإنسجام والتألف والتوافق

خرجت أماني من المصرف وكان هو في انتظارها بسيارته كالعادة ،سيارته التي اعتادت عليها وأحبتها لأنها أصبحت تذكرها هي الأخرى بمرحلة توقفت عندها وكانت لا تريد للعمر أن يمر بعدها ولكن هيهات فالقانون الذي وضعه رب العباد للكون يمشي بنظام دقيق للغاية لا مجال فيه لتوقف الزمن عند تعثرنا أو مجرد رغبتنا في التوقف قليلا ،الحياة تستمر والعمر يمر والصغير يكبر وتملأ الخصلات البيضاء شعره تماما كما بدأت بعض الخصلات البيضاء المتفرقة تظهر بين شعرها الأسود وتركتها هي بإرادتها ربما لأنها تريد لرائف أن يرى منها كل شيء دون مداراة ،كأنها تريد أن تمحو كل أخطاءها في علاقاتها السابقة وتريد أن تبدأ بداية صحيحة

فتحت باب السيارة وجلست بجواره قائلة بمرح :"أهلا يابشمهندس هل تأخرت عليك؟..."
نظر إليها رائف بابتسامة حلوة قائلاً:"عشر دقائق فقط ...ثم أردف وهو يتأمل ملامحها الجميلة الهادئة بلا أية ألوان سوي الكحل الذي يحدد عينيها الصافيتين :أين تريدين الذهاب اليوم؟..."
قالت له مُدعية الجدية:"أنا من سأحدد لأنني أنا من أدعوك اليوم ثم أردفت بنظرة حازمة:منذ أول لقاء وأنت حين دعوتني وقلت أن المرة القادمة أنا من سأدعوك وكل مرة لا تسمح لي بذلك.."
ابتسم قائلاً:"وهل المرأة من تدعو الرجل أم العكس يا استاذة؟..."
ضيقت عينيها قائلة:"وهل تفرق؟.."
قال لها بجدية:"طبعا تفرق أنا الرجل..."
قالت له باستنكار:"هل عشت نصف عمرك في أكبر دولة متقدمة في العالم لتأتي وتقول ذلك؟"
قال لها ضاحكا:"وما العلاقة ؟ إن الشرقيين طباعهم في جيناتهم ومهما قضوا من العمر في أي مكان فإن جيناتهم تسود .."
قالت له وهي تبتسم ابتسامة مشاكسة:"هل تعلم.. أنت فعلا أفضل حل لك كان العودة إلى هنا بجيناتك هذه..."
قهقه ضاحكا وقال لها وهو يدير السيارة:"أنا قلت هذا من البداية ..."وانطلق بها وحددا في الطريق إلى أي مكان سيذهبان

بعد أن تناولا غدائهما في المطعم المُطِل على النيل اقترح عليها أن يركبا معا قارب ويأخذان جولة نيلية وبالفعل اتجها معا إلى المرسى النهري ووقفا ينتظران عودة القارب الكبير الذي سيقلهما ،جاء لرائف مكالمة هاتفية فانشغل عنها قليلاً أما هي فنظرت حولها بابتسامة صغيرة متعجبة
نفس المكان الذي أخذها فيه فادي ذات يوم للصدفة اختاره رائف ،رائف الذي قص عليها حياته كلها في لقاءاتهما السابقة وقصت عليه هي القليل وهي لاتملك الجرأة بعد لقول ماتخفيه
مهلا هي لاتملك الجرأة أم تخشى أن تتأثر علاقتها به بعد أن يعرف ؟
ربما الإجابة الثانية
لم يضايقها أنها أتت لنفس المكان مرتين ربما تمحو المرة الجديدة أثر القديمة فيبقى الأثر الأخير للنهاية

أنهى رائف مكالمته في الوقت الذي أتى فيه القارب وكان به فوج من الركاب فأحاط رائف كتفها بذراعه بحركة تلقائية لتبتعد عن الطريق ليعبر الركاب فرفعت وجهها إليه وكان هناك فارق طول واضح بينهما ولا تعرف لما شعرت في هذه اللحظة أنها طفلة تحتاج إلى الإحتواء ،شعرت به كأب لها وحامي ،كل ذلك من لمسة دافئة على كتفها ،كان هو الآخر ينظر إليها باشتياق، نعم هى معه ولكنه حقا يشتاق إليها فهو كرجل ظل متزوجا لفترة طويلة وله أيضا فترة منفصل في حاجة إلى شريكة في الحياة وحين تكون هذه الشريكة في جمال وفتنة امرأة مثل أماني فيكون الإنتظار صعبا ولكنه يريد أن يعطيها وقتها ولا ينكر أن في الفترة القصيرة الماضية تحركت مشاعره بشدة تجاهها وشعر معها بمشاعر جميلة لم يشعر بها منذ زمن

كان كل منهما يسرح في وجه الآخر، العيون فقط هي من تتحدث وكل منهما شارد في أفكاره ليقطع عليهما أفكارهما صوت بنت صغيرة وقفت بينهما فجأة قائلة:"ورد وياسمين يا سعادة البيه اللهم بارك لك في الهانم ورزقكما الخير كله وأنعم عليكما من نعيمه و..."
كانت تتحدث بسرعة فأشار لها رائف بكفه :"كفى كفى هاتي كل مامعكِ من ورد وياسمين ثم أخرج من جيبه مبلغ مالي وأعطاه للفتاة فنظرت الأخيرة إلى النقود بعينين متسعتين وأعطت مامعها من عقود ورد وياسمين لأماني قائلة وهي تضع النقود في جيبها ثم ترفع يديها للسماء بالدعاء:"بارك الله لك في صحتك وفي الهانم يارب..."
ابتسم رائف وهو يجذب أماني من ذراعها قائلاً:"هيا القارب على وشك الإمتلاء .."
أما هي فكانت تسير معه وهو يجذبها من ذراعها وتنظر إلى عقود الورد والياسمين في يدها الأخرى وكل مايلفت انتباهها تغير الرتبة التي أصبح الناس يرونها بها فقديما في نفس المكان مع فادي قيل لها بارك الله لكِ فيه ودعوا لها أن ترى أبناؤه على اعتبار أنها أمه واليوم انعكس الأمر وكانت الدعوات من نصيبها هي،
الآن فقط أدركت أن التكافؤ هو أهم من أشياء كثيرة التكافؤ أهم من الحب
**********
في محل المصوغات الكبير الذي يقع في الحي الذي تسكن فيه علية كانت هي وأمها وشقيقتها ووالدها مع فادي وشقيقتيه بينما بالخارج كل من تيمور وسامر كل منهما أتى ليحضر زوجته لمشاركة شقيقهما لحظة شراء الشبكة ووقفا معا بالخارج حتى لا يكون المكان مزدحما وفي نفس الوقت يكونان بالقرب من فادي إن احتاج أي شيء ،كانت علية تفاضل بين طقمين أحدهما من الذهب الأبيض والآخر من الأصفر أما فادي فكان ينظر إليها وإلى فرحتها المرتسمة على وجهها الطفولي ، فرحته كبيرة بهذه الخطوة ولا يريد لأي شيء أن يقف في طريقهما لذلك يحقق لها كل ماتريد دون مناقشة....
قالت لها رقية اختها التي تجلس بجوارها من جهة:"الأبيض أفضل ياعلية لا تحتاري كثيرا....."
فأخذت تنظر علية بتدقيق وهي من الأساس مترددة بطبعها فقال فادي الذي يجلس بجوارها من الجهة الأخرى:"إن كان الإثنين يعجبوكِ خذي الإثنين؟؟؟"
قالت والدتها التي تجلس على المقاعد المقابلة لهم بجوار فدوى وفريدة:"لا ياحبيبي يكفيها أحدهما ثم نظرت إلى ابنتها نظرة موبخة قائلة بحزم:هيا اختاري.."
فنظرت علية إلى فدوى التي كانت صامتة من البداية هي وشقيقتها هما فقط جائوا حتى لا يكون فادي بمفرده ولكن لم يتدخلا أبدا في اختيارها وقالت لها :"مارأيك أيهما أفضل؟.."
قالت فدوى:"أنا أحبذ الأصفر أحبه أكثر..."
فنظرت إلى فريدة تسألها رأيها فقالت الأخيرة:"أنا أميل للأبيض .."
لتزداد حيرة علية فكلاهما يعجبها فقال فادي :"هل أستطيع أن أحسم الخلاف أنا ؟.."
قالت له وهي تنظر إليه بحيرة:"بهذا تكون أنقذتني..."
فأردف وهو يميل نحوها فتداعب رائحة عطره أنفها :"الأبيض ..."

دفع فادي ثمن الطقم المكون من عقد وأسورة وخاتم وحلق من الذهب الأبيض الأنيق فأطلقت والدة علية زغرودة مدوية ما أن سمعها سامر وتيمور حتى دلفا للداخل ومال تيمور على أذن فادي قائلاً:"هل تريد أي شيء أحضرت معي نقود حتى إن احتجت..."
فربت فادي على كتفه قائلا:"الحمد لله معي ثم نظر إليه بامتنان وهو يشعر أن بجواره إخوته بحق ،ربما حُرم في سنوات عمره الأولى من إخوة ذكور ولكن الله حقا عوضه بتيمور وسامر
احتضن تيمور فادي مباركا له وأعقبه سامر بينما التفت جميع النساء حول علية يباركن لها فكانت بينهن ولكن عينيها على فادي الذي يقف مع زوجي أختيه وعينيه عليها هي
**************
كانا قد انتهيا من النزهة النيلية واستمتع كل منهما بها وما أن صعدا إلى كورنيش النيل مرة أخرى وكان الليل قد حل حتى قالت له :"أريد أن أمشي قليلاً..."
قال لها :"وأنا أيضا ثم أردف بابتسامة صغيرة:حين ترضين عني ونتزوج بإذن الله ستسيرين معي ساعة يوميا صباحا كما أفعل .."
ابتسمت وهي تنظر إليه فقد كان بالفعل جسده رياضي يوحي بأنه يمارس الرياضة بشكل دوري ثم تجمدت ابتسامتها على شفتيها وتوقفت عند كلمة (حين نتزوج) لقد آن الاوان أن يعرف عنها كل شيء بشكل واضح لن ترتاح إلا حين يعرف ورغم أن مامضى من حياتها ملكها هي فقط إلا أنها تشعر أنها تخفي عنه شيء تماما كما حدث مع فادي وتفاجأ وصُدِم بعد ماعرفه ،توقفت قليلاً وهي تنظر إلى النيل الذي تسير فيه القوارب المضيئة فتعكس إضاءتها عليه وتُضفي على سحره سحرا وقالت له بصوت مذبذب:"رائف.... أريد أن أقص عليك كل شيء عن حياتي السابقة..."
كانت تعطيه ظهرها فوقف خلفها يظلل عليها بقامته الممشوقة وهو يشعر بأنه وصل معها إلى درجة متقدمة من التفاهم مادامت قررت أن تقص عليه ما كانت تحيطه بسياج من السرية...

تحدثت ...
تحدثت كثيراً ...
تحدثت بصدق عن كل علاقاتها السابقة وكانت تعطيه ظهرها لاتريد أن تواجهه
ربما حتى لاترى في عينيه نظرة لاتريد رؤيتها
ولكنه تقدم قليلا ليقف بجوارها فكان يرى جانب وجهها الجميل وهي تقص عليه كل شيء وبخبرته لمح في ملامحها ونظرة عينيها صدقا وتأثرا
وما أن أنهت حديثها حتى وجدته يتكلم ببساطة قائلاً:"مما سمعته للتو فأنكِ لم تفعلي أي شيء خاطيء يا أماني لقد تزوجتِ على سنة الله ورسوله ربما أسأتِ الإختيار وكل منا معرض لذلك، بالعكس ربما أنتِ كان لديكِ أسبابك.."
التفتت إليه لأول مرة منذ بدأت كلامها وقالت له متسائلة:"وماهي أسبابي ومن أدراك أنت بها؟..."
استند بكفه على السور وتركزت عينيه في عينيها قائلاً:"أنتِ كنتِ تمرين بفترة حرجة في حياتك ، أنتِ ضحيتِ بسعادتك واستقرارك في بداية حياتك عن طيب خاطر ولكن جاء عليكِ وقت وأصبحتِ فيه وحيدة ولم تحققي شيء من كل طموحاتك فردود أفعالك كلها أنا أراها طبيعية، اكتست نبرته بالجدية وأردف:الإنسان بعد الأربعين يقف مع نفسه وقفة حازمة يرى نفسه في منتصف طريق ينظر خلفه إلى مامر من عمره ليجده كثيرا ويراجع نفسه ماذا حققت في حياتي من انجازات وأحلام وينظر أمامه إلى ماتبقى من عمره ليجد أن الباقي الذي في علم الغيب لن يكون مثل مامر من سنوات بأي حال من الأحوال فيرى أن الباقي له في الحياة قليلاً فهناك بعض الأشخاص يحاولون أن يحصلوا في هذا القليل المتبقي على كل ملذات الحياة التي حٌرموا منها فتجدي الشخص يحاول أن ينتزع من الحياة ما حُرِم منه وهذا ماحدث معكِ ولكني أعتقد أنكِ الآن تجاوزتِ هذه المرحلة ووصلتِ لمرحلة الإستقرار.."
ناظرته بنظرات متسائلة قائلة:"كيف عرفت عني كل ذلك دون أن أقله ؟هذا بالفعل ما كنت أشعر به ولا أستطيع التعبير عنه ..."
قال لها مبتسما ابتسامة عذبة كعذوبة النيل المجاور :"هذه طبيعة النفس البشرية الإنسان يريد أن ينهل من ملذات الحياة حتى نهاية عمره.."
قالت له بشك:"هل يعني هذا أن رأيك في لم يتغير بعد ماعرفته؟..."
قال لها بثقة:"لا بالطبع لم يتغير وهل يتغير رأينا في الأشخاص لأمر كهذا؟ ثم أردف بجدية : العيب ليس فيما فعلتيه ياأماني العيب حقا في أن يصدر منا شيء خاطيء وجميعنا لدينا عيوب ونواقص وأخطاء ولولا رداء من الله اسمه الستر وضعه فوقنا جميعا لعرفتِ أشياء عن من حولك يندى لها الجبين، جميعنا يصدر عنا الكثير مما لايرتضيه غيرنا ولكن ستر الله علينا جميعا هو من يجعلنا نرى نواقصنا ولا نرى نواقص غيرنا..."

نظرت إليه وهي ترى ملامحه تبدو عادية غير متأثرة هل هذه الحكمة من سمات شخصيته أم أن حياته في مجتمع غربي لسنوات طويلة أكسبته هذه السماحة؟؟؟

*************
بعد أن باركت فدوى وفريدة لشقيقهما على شراء الشبكة رحلت كل واحدة مع زوجها بعد أن اعتذرتا بلباقة لوالدة علية التي دعتهم لتناول العشاء
أما فادي فصعد معهم وأصرت أمها أن يتناول العشاء وبعد أن تناولوا جميعا العشاء في جلسة أسرية أصبحت المفضلة له وجلس قليلاً قال مستأذنا عمه جمال:"أستأذنك عمي في الرحيل..."
قالت والدة علية بجدية:"مازال الوقت باكرا بني.."
فأردف قائلاً وهو يستقيم بالفعل:"أعذريني أمي فلدينا عمل في الغد..."
قال له جمال بمودة :"حسنا بني.."
فأردفت صفاء:"وصلي خطيبك إلى الخارج ياعلية..."
في نفس الوقت أتى لجمال هاتف فانشغل بالرد عليه فخرجت علية مع فادي حتى باب الشقة فوقف هو بالخارج وهي بالداخل تسند الباب بيدها بينما يدها الأخرى على إطاره فاستند بكتفه على إطار الباب الخارجي ونظر إليها نظرة خاصة بعيدة عن الشغب والمشاكسة والسخرية نظرة أذابتها وهي ماثلة أمامه، كان يتأمل كل جزأ في وجهها الحبيب بنظرة عاشقة ارتجف لها قلبها فوضع يده على يدها التي تستند بها على إطار الباب لتصبح راحتها الصغيرة الناعمة تغوص في كفه لأول مرة ليقرب راحتها من شفتيه ويقبلها قبلة طويلة، في البداية ارتجف جسدها تأثرا بلمسته فوصله شعورها في التو واللحظة وأدرك وقتها أن هذه أول تجربة لها وهذا أول تلامس لها مع أحد
من خبرته كرجل يستطيع من لمس يد فتاة أن يعرف إن كانت أول مرة أم لا ،حاولت سحب يدها من يده ولكنه لم يعطيها الفرصة وظل محتفظا براحتها فقالت له وقد تخضب وجهها الأبيض كله بالحمرة :"اترك يدي.." فأردف بنظرة شقية:"لا لن أتركها ألا يكفي أننا منذ خطبتنا لم أختلي بكِ مرة واحدة ،الجميع بارك لكِ وتوزعين أحضانا وقبلات على الجميع إلا عريسك المسكين..."
انتزعت يدها من يده بقوة وقالت في محاولة منها للتغلب على خجل اللحظة :"وهل المفترض أن يُقبل الخطيب خطيبته بعد الخطبة؟.."
قال لها بجدية مصطنعة:"طبعا ألم تسمعي عن هذا التقليد في بعض القبائل في مدينة كوالالمبور ؟.."
قهقهت ضاحكة رغما عنها فدغدغت ابتسامتها قلبه فابتسم هو الآخر وهو يرى الفرحة على وجهها ثم أردفت بجدية رغم ابتسامتها التي فشلت في محوها :"إحترم نفسك يافادي فأبي بالداخل ثم هل نسيت في المرة الوحيدة التي حاولت فعلها من قبل ماذا حدث لك؟.."
أغمض عين واحدة وهو يتذكر الصفعة التي هوت على وجهه يوم أن تحركت مشاعره تجاهها في السيارة فأردف بنبرة متوعدة وهو يميل نحوها أكثر:"حسنا علية هانم أنتِ الآن على أرضك وأنتِ المتحكمة في اللعبة فلا بأس سأتحمل دلالك أما بعد أشهر قليلة.. قليلة جدا سنلتقي على أرضي أنا وأنا الذي سأضع قواعد اللعبة..."
قالت له بغباء:"ماذا تقصد؟.."
ثبت عينيه في عينيها قائلاً:"حين نتزوج ستعرفين..."
شعرت بالخجل وهي تُفسر معنى كلماته وأنقذها صوت أمها من خلفها وهي تقول:"لما تقفي عندك يالولو هل هناك شيء؟..."
فأردف فادي وهو يقف وقفة معتدلة كمجند ملتزم أمام قائده:"لايوجد شيء أمي أنا سأنزل حالا ..."
ظهر وجه المرأة البشوش من خلف ابنتها وقالت له:"مع ألف سلامة حبيبي ولا تنسى أول يوم رمضان ستفطر معنا حتى تتعرف على عم علية..."
قال لها :"بإذن الله يا أمي ..." ثم أسرع بالنزول
أما علية فتنحنحت وهي تغلق الباب خلفها وتتهرب من نظرات أمها المتسائلة ثم دلفت إلى حجرتها
ولكن نظرات أمها الخبيرة كانت تفسر كل مايدور حولها وما أن أنهى زوجها مكالمته حتى جلست بجواره قائلة:"أنا أرى أن نسرع بالزيجة ياجمال مادام الشاب جاهزا ونحن جاهزون لاداعي لتطول الخطبة.."
قال لها وهو يشعر أن لديها كلاما آخر:"ماذا تقصدين؟.."
قالت له بمراوغة :"لا أقصد شيء ولكني أرى أن الشاب كان متزوجا من قبل فطول مدة الخطبة ليس جيدا..."
قال لها بجدية:"هل صدر منه شيء؟.."
قالت بسرعة نافية:"لا إطلاقا لم أرى منه شيء ولكن هذا رأي..."
قال لها:"ليس هناك مانعا ياصفاء يجهز نفسه ونحن نكمل القليل الباقي وييسرها الله لنا.."
***************

الله الله لا إله إلا الله
الله الله لا إله إلا الله
يااااارب
ياربنا العظيم يا الله
ياكاشفا عن القلوب همها وكربها
تبنا اليك... تبنا اليك يا إلهنا ياااارب


علت أصوات ابتهالات النقشبندي بصوته العذب فغطت على الصخب الذي يصدرعن تجمع عائلة سامر في أول أيام رمضان ،كانت والدتهم تجلس في الاستقبال الذي قلما يجلسوا فيه ولكن نظرا للتجمع الكبير أصبح المكان الواسع كخلية نحل ،إخوة سامر سهام وأمل ودنيا ورحمة وأزواجهن وأبنائهن ككل عام يجتمعون أول يوم في بيت العائلة
جلست وفاء وحولها أحفادها الذين تندرج أعمارهم من العام إلى العشرون يملؤن البيت الهاديء بمزاحهم حول جدتهم والرجال جميعا مجتمعون ولكن الجميع قد أصابهم التعب من حرارة الجو وكل منهم ينظر في شاشة هاتفه انتظارا للآذان
قالت وفاء لحفيدها الكبير ابن سهام:"كلكم يابني تنظرون في شاشات هواتفكم هل جئتم لتجلسوا معي أم مع هواتفكم؟.."
قال لها الشاب اليافع بابتسامة عذبة:"نفطر فقط ياجدتي نضع الوقود في بطوننا ونجعلكِ تملين من حديثنا.."
ربتت على كتفه قائلة:"هانت ياحبيبي..."

أما في المطبخ فكانت النساء يقفن يجهزن الطعام ويضعن الأصناف التي انتهت على المائدة الكبيرة وكانت فدوى تقف بينهن وهي تشعر بالغممان الشديد وكان يبدو عليها تقلص معدتها فقالت لها رحمة:"فدوى أنا أعرف أن رائحة الطعام تؤذيكِ ادخلي أنتِ "
قالت لها فدوى وهي تقاوم هذا الشعور :"دعيني أقف معكن قليلا يكفي أنني لم أساعد في شيء "
قالت لها دنيا :"جميعنا حملنا ونعرف أن الفترة الأولى تكون مرهقة هكذا لا تضغطي على نفسك "
ابتسمت لها فدوى ابتسامة صغيرة وهي تشعر بالراحة أن العلاقة بينهما تحسنت كثيرا بعد المشكلة الأخيرة ورغم أنها لا تعرف ما علاقة هذه المشكلة بتحسن دنيا معها ولكنها شعرت بالراحة الشديدة لتغير المعاملة وبالتالي أصبحت هي الأخرى أقل تحفظا معها
ورغم أنها كانت تريد أن تشاركهن اعداد المائده إلا أن شعورها بالغثيان غلبها فأسرعت إلى غرفتها وهي تضع يدها على فمها
فنادت سهام على سامر الذي كان يجلس في زاوية لايرى منها المطبخ ومايحدث فيه فأقبل عليها قائلا:"نعم حبيبتي"
قالت له وهي تشير جهة الرواق:"ادخل لفدوى جاءتها نوبة التقيوء ثانية"
رفع حاجبيه قائلاً:"حقا!.." وتركها ليدخل إلى غرفته فوجدها بالفعل تفرغ مافي جوفها فشعر بالشفقة عليها ووقف خلف ظهرها يدعمها قائلاً:"كفى يافدوى لايوجد في معدتك أصلا شيء "
عادت برأسها للخلف واستندت على صدره وهي تشعر بالإرهاق الشديد ففتح الصنبور وغسل لها وجهها وملأ كفه بالماء لتتمضمض وبعد أن انتهى وجدها لا تستطيع الحركة فحملها ووضعها في فراشها وجلس بجوارها وقال لها بشفقة:"نحن في البداية حبيبتي حاولي أن تقاومي هذا الشعور "
استندت برأسها على صدره قائلة:"رغما عني ياسامر "
أخذ يمسد على شعرها بحنان إلى أن شعرت بأن معدتها هدأت قليلا فأردفت :"أنا لا أعرف لما يزداد الأمر معي هكذا؟ "
قال لها:"ربما لأنهم تؤام فهرموناتك عالية أكثر من الطبيعي"
ظل بجوارها هكذا إلى أن اقتربت ساعة الأذان فقال لها :"إرتدي اسدالك حتى تخرجي فالمغرب على وشك الأذان..."
رفعت وجهها إليه قائلة بإعياء:"لن أستطيع شم رائحة الطعام ثانية صدقني اخرج أنت واتركني.."
قال لها بجدية :"إن لم تخرجي لن أخرج يافدوى .." تنهدت قائلة وهي تعرف أنه يفعلها:"حسنا سأقوم ولكن ادعو ربك ألا يتكرر الأمر ثانية أمام الجميع حتى لا أشعر بالحرج..."
ابتسم لها ابتسامة حانية قائلاً:"لا تقلقي حبيبتي بأذن الله تتحسنين ثم أردف بمزاح:ثم لما الإحراج أنا أبنائي يفعلون مايريدون أمام أي أحد دون حرج..."
ابتسمت وهي تجذب اسدالها قائلة:"يبدو أني سأرى شقاءا كبيرا حتى يأتوا أبناءك ياسامر..."
قبل رأسها قائلاً:"بإذن الله حبيبتي تقومين بالسلامة أنتِ وهم.."
ارتدت اسدالها وخرجت معه ويدها في يده لتتناول إفطارها في أول يوم في بيتها الجديد مع أسرتها الثانية

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 01:22 PM   #1293

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

كان فادي يجلس في بيت أهل علية مع والدها وزوج اختها في انتظار عمها وأسرته الذي دعاهم والدها ككل عام وحتى يتعرف فادي عليهم ،كانت أصوات الأطفال في الشارع تصل إليهم وهم جالسون في غرفة المعيشة المفتوحة نافذتها ورائحة الألعاب النارية التي يطلقها الأطفال تصل أيضا إليهم بالاضافة إلى أصوات المفرقعات فابتسم فادي وهو يقول لهيثم الذي يجلس بجواره ويحمل صغيرته :"كان أجمل شيء في رمضان ونحن صغار حين كنا نطلق المفرقعات كنت أعشقها وأصرف مصروفي كله عليها.."
قال له هيثم مستعيدا ذكرى هذه الايام قائلا:"فعلا كانت أجمل أيام..."
فأردف فادي وهو يجد تالية تفتح عينيها:هاهي استيقظت إعطني إياها ..."
أعطاه هيثم الصغيرة التي بدأت بالفعل تستفيق فحملها فادي بحرص وهو يتأمل وجهها الجميل الذي يشبه وجه علية
دخلت في هذه اللحظة علية لترتب طاولة الطعام وترتب الأطباق فوجدته يحملها هكذا ويبدو عليه الشوق الشديد فابتسمت وما أن رفع وجهه ووجدها تبتسم له حتى بادلها الابتسامة وهو يشعر بفضل الله عليه وقد أصبح أحد أفراد هذه الأسرة
بدأت حماته في وضع الصواني على الطاولة فوصله رائحة طعامها الشهي وقال لها:"سلمت أناملك يا أمي الطعام رائحته رائعة ..."
قالت له صفاء بابتسامة أمومية جميلة وهي تشمر كم جلبابها فتصدر أساورها صوتا رنانا :"بالهناء على قلبك حبيبي..."
ثم دلفت إلى المطبخ ومن خلفها علية ليحضرا باقي الأصناف

**************
لها عدة سنوات كان الجميع ينشغل عنها في رمضان كل ببيته وأسرته وكانت لا تلوم أحد فهي تعرف مسئولياتهم ولكنهم اليوم أصروا أن يكونوا معها أول يوم وأصروا أن يكون تجمعهم في بيتهم القديم
بيت والديهم الذي عاشوا فيه معا وكبروا معا ومروا بلحظات صعبة معا ،كانت ترتدي عباءة أنيقة مطرزة بلون أخضر بعد أن أنهت تحضير الطعام مع امتثال وبناتها وزوجة أحمد وكان الجميع يجلسون في حجرة المعيشة وبالقرب منهم طاولة الطعام الممتلئة بالطعام
نظرت أماني إلى المائدة العامرة بخيرات الله وهي تتذكر أيام ماضية مرت عليهم وكان الحال أضيق وكانت هي الملزمة بهم ،أغمضت عينيها وهي تحمد الله ثم نظرت إلى أحمد الذي كان ينظر في ساعته قائلة:"هل تنتظر أحد..."
ابتسم لها قائلاً:"لا أبدا..."
ونظرت إلى امتثال التي تجلس بجوار زوجها ودعت الله أن يصلح لهم جميعا أحوالهم أما هي فمنذ حديثها مع رائف الأخير وهو لم يتصل بها ،ربما راجع نفسه بعدما سمعه
قالت لنفسها (وماذا عن كلماته الداعمة التي قالها؟)
لتجد الرد حاضرا (ربما شعر بالإحراج من أن يحرجها) والغريب أنها لم تحزن
هل من كثرة الفقد أصبح هذا شعورها؟
وجدت نفسها أقوى من السابق بكثير وترددت في ذهنها عبارة متداولة أصبحت تؤمن بها مؤخرا(إذا أردت شيء بشدة فاطلق سراحه إن عاد لك فهو ملكك وإن لم يعد فهو من البداية ليس لك)
وهي منذ أن توطدت علاقتها به وهي تشعر أنها تريده بشدة
قطع عليها أفكارها صوت رنين هاتف أحمد فاستقام من جوارها ودلف إلى الشرفة ليرد ثم خرج وهو يشير لامتثال قائلاً بصوت خافت:"لقد جاء.."
قالت أماني بينما يذهب أحمد ليفتح الباب:"من الذي جاء ثم لمعت عينيها قائلة:لا تقولوا أن أكرم جاء وأنتم تريدون مفاجأتي؟..."
لم تكد تكمل جملتها حتى وجدت رائف يقف أمام الباب بطوله الفارع يصافح أحمد ويعطيه طبقا من الحلويات أحضره معه وباقة ورد كبيرة،كانت أماني تنظر إليه بدهشة بينما يتقدم زوج امتثال ليصافحه فقالت هي لامتثال وهي تقف بجوارها:"ماذا يحدث؟.."
قالت امتثال بوجه مشرق:"اتفق مع أحمد أن يتناول الإفطار معنا اليوم ويطلبك رسميا منه ...."
فغرت أماني شفتيها من المفاجأة بينما تقدم هو ليصافحها فصافحته وهي لم تستوعب بعد وصافح امتثال لينضم إليهم في جلستهم الدافئة أمام التلفاز في انتظار أذان المغرب
*************
منذ الصباح والبيت تم إعلان حالة الطوارئ فيه فاليوم أول يوم في شهر رمضان ،وأول رمضان لهما معا وعددهم ليس صغيرا إلى جانب إخوته المدعوون على الإفطار حتى لايقطعوا عادة الدكتور فؤاد في جمع أبناءه في أول أيام الشهر الفضيل حتى لو لم يكن هو متواجدا ،اليوم بدأت البنتان اللتان كانتا تساعدان عايدة في المنزل المجيء لتسلم عملهما في بيت الدكتور فؤاد الذي سيصبح في القريب بيتا لتيمور وأسرته أيضا ،
كان الراديو الخاص بالدكتور فؤاد مفتوحا على اذاعة القرأن الكريم في المطبخ وكانت فريدة تقف في وسط المطبخ وهي ترتدي عباءة بلون أحمر قاني مطرزة بتطريز عربي وحجاب بلون أبيض بعد أن ساعدتها الفتاة وشقيقتها في إعداد كل الأصناف قبل أن ترحلا من نصف ساعة فقط لتناول الإفطار مع عائلتهم
كان جميع الأولاد يقفون معها كما طلب تيمور منهم أن يساعد الجميع حتى لا يتحمل شخص واحد مسئولية هذا العدد فأعدت فريدة صينية طعام وغلفتها وقالت لعبدالرحمن :"انزل إلى شقة سالم وأعطيهم هذه الصينية وقل لهم كل عام وأنتم بخير.."
أخذها منها عبدالرحمن قائلاً بحماس:"حسنا أمي ..."
فسارت أمامه شمس حتى تفتح له باب الشقة أما تيمور الذي كان يعد هو وأشقاؤه طاولة الطعام الكبيرة في الحديقة فصعد وقال لها :"هل تريدون مساعدة؟..."
قالت له وهي تعطيه صينية المكرونة بالبشاميل:"خذ حبيبي ..."
أخذها منها وهو يستدير وجد رودينا تقول لفريدة:"جئت للمساعدة نورين لا تستطيع لأن الصغيرة تريد أن تنام ومتمسكة بها.."
ابتسمت فريدة قائلة:"لا عليكِ حبيبتي الأولاد معي..."
فأسرع تيمور بالصينية التي في يده وأخذت رودينا صينية أخرى وبدأ الأولاد كل منهم يأخذ بعض الأغراض وجاء عبدالرحمن فأعطته أمه بعض الأطباق ودخل خلفهم
أما في الحديقة فكان إياد وشهاب يبسطون على الطاولة مفرش الخيامية الخاص برمضان ويصبون الماء المثلج والعصائر في الأكواب بمساعدة خالتهم عايدة

دقائق قليلة وكانت الطاولة الكبيرة الموضوعة في الحديقة عامرة بأشهى الأطعمة وفانوس رمضان الكبير موضوع بجوار باب الحديقة والأضواء تملأ الحديقة مع زينة رمضان المبهجة وتيمور يجلس بجوار فريدة وبجوارها يجلس جميع الأولاد أولادها بجوارهم بنات تيمور وبجوار تيمور من الجهة الأخرى خالته عايدة وإخوته وزوجاتهم وأبناءهم
قالت فريدة بتأثر:" لاينقصنا سوى أبي.."
فقال لها شهاب ضاحكا:"أبي يفطر في الحرم يافريدة ليتنا نحن معه.."
قالت له :"فعلا ليتنا نحن كنا معه اشتقت فعلا للحرم وأجواؤه..."
فقال لها :"اللهم اكتبها لنا جميعا.."
قال تيمور:"اللهم آمين..."
ثم انطلق صوت آذان المغرب عبر التلفاز بصوت الشيخ محمد رفعت فردد الجميع مع الآذان وقرأوا دعاء الإفطار ثم تناول كل منهم المشروب الرمضاني وتناولوا إفطارهم في جو أسري جميل لايخلو من صخب الأطفال ومزاحهم جميعا معا

بعد تناول الإفطار جلسوا جميعا في الداخل أمام التلفاز يشعرون بالتخمة من الطعام الشهي الذي تناولوه بنهم بينما الأولاد في الحديقة يستمتعون بالجو الرمضاني ويشاهدون التلفاز وقبل آذان العشاء بقليل استأذن شهاب وإياد للإنصراف فقد كان الجميع بالفعل مرهق وانتابتهم رغبة في النوم وقف تيمور وفريدة يودعوهم عند باب الشقة فقالت فريدة بصدق:"مازال الوقت مبكرا ...ابقوا لنتسحر معا"
فقالت لها نورين وهي تحمل صغيرتها :"إياد بعد الإفطار يحب أن ينام، وأنا أيضا البنت اتعبتني كما ترين .."
رد إياد قائلاً:"بإذن الله المرة القادمة الافطار عندنا.." فابتسمت فريدة قائلة :"بإذن الله ..."

بعد أن أُذن لصلاة العشاء توضأ تيمور وقال لعبدالرحمن:"هل ستصلي معي العشاء والتراويح في المسجد؟..."
قال له عبدالرحمن بسرعة:"طبعا انتظرني سأتوضأ فقط .."

خلف الشيخ علي وقف تيمور وبجواره عبدالرحمن يصليان صلاة العشاء ومن بعدها التراويح ولم يشعر كل منهما بالوقت فالشيخ علي صوته عذب مؤثر والأجواء الرمضانية تجعل الحماسة تدب في الأنفس وتملؤها بالطاقة أما في المنزل فكانت فريدة تصلي بعايدة التي تجلس على كرسي بجوارها والبنات وبما أن صوتها في الأصل جميلا فكانت تقرأ القرأن ويخرج من أعماق قلبها بصوت جميل ارتاحت له قلوب البنات ، أنهين الصلاة فقامت شيري وفتحت التلفاز قائلة:"صلينا نشاهد الفوازير والمسلسلات..."
ضحكت فريدة قائلة:"شاهدي حبيبتي...."
فجلسن البنات متجاورات يشاهدن البرامج الرمضانية بينما جلست عايدة بجوارهن على مقعد قريب وهي تمسك سبحتها وتسبح بها وتستند برأسها على المقعد للخلف
دلفت فريدة إلى الحجرة لتنزع اسدالها فوجدت هاتف تيمور يرن فهو لم يأخذه معه إلى المسجد وما أن اقتربت منه حتى وجدت على الشاشة يظهر إسم دكتورة نادية،تذكرت فريدة أن شروق لها فترة لم تذهب فردت على الدكتورة قائلة:"السلام عليكم .."
ردت الدكتورة نادية قائلة:"وعليكم السلام ..."
قالت فريدة :"أنا فريدة زوجة تيمور...."
ابتسمت نادية وهي تجلس في شرفة منزلها ابتسامة صغيرة وهي تتذكر ذكريات جلساتها الأولى مع فريدة وكيف كان انهيارها وتقارن بين نبرة الثقة والفخر في صوتها وهي تقول زوجة تيمور ونبرة الهزيمة منذ سنوات وهي تقول لها (لقد كسرني بزواجه من أخرى) دارت نادية مشاعرها وأردفت:"أهلا مدام فريدة أنا كنت أتصل لأطمئن فقط على شروق لها فترة لم تأتي الجلسات.."
قالت فريدة:"أعتذر لكِ نحن فعلا الفترة الماضية كانت ظروفنا غير مستقرة لذلك لم تأتي.."
أردفت نادية:"أنا فقط أطمئن أما بالنسبة لشروق فلا وجه للمقارنة بين وضعها بداية الجلسات ووضعها مؤخرا أنا ألاحظ تطورا كبيرا..."
قالت لها فريدة وهي تجلس على طرف الفراش:"فعلا أنا لاحظت ذلك شروق تغيرت كثيرا لم تصبح عدائية كالسابق وتعلقها بوالدها لم يخف ولكنه أصبح باعتدال ومعاملتها معي أصبحت جيدة والحمد لله.."
قالت نادية باهتمام:"لأن شروق لم تكن من البداية عدائية هي كانت متعلقة بوالدها كتعلق أي فتاة وما جعل الأمر يزداد وفاة والدتها فأصبح ليس لها إلا هو وعزلتهم لسنوات في بلد غريبة ولم يكن لهم احتكاك بأي أحد حتى انها لم يكن لها أصدقاء فأصبح والدها هو عالمها.."

قالت فريدة :"فعلا عندك حق.."
فاكملت :"لن تتخيلي من الذي أثر في شروق تأثيرا إيجابيا بشكل كبير..."
ضيقت فريدة عينيها قائلة :"من؟..."
فأردفت نادية:"أبناءك وخاصة عبدالرحمن...ارتفع حاجبي فريدة دهشة فأكملت نادية:الأولاد في مرحلة المراهقة يميلون للإنتماء لجماعة أقران مماثلين لهم في السن والبيئة الإجتماعية ولم يكن هناك فارق كبير بين أبناؤكما في السن ولا المستوى الإجتماعي ولا التنشئة فوجدت شروق فيهم الصحبة التي كانت تفتقدها إلى جانب أنهم تقبلوها بطباعها في الوقت الذي لم تستطيع فيه تكوين صداقات مع أحد...إلى جانب أنها وجدت في عبدالرحمن صورة الأخ والصديق الذي تفتقد وجوده"

لو كان أحد قال لفريدة في بداية علاقتها بتيمور أن تحسن ابنته سيكون بفضل أولادها لما صدقته
وضعت يدها الحرة على عينها قائلة:"أنتِ لا تعرفين كم أراحتني هذه المكالمة أنا بالفعل لاحظت اندماجا بين الأولاد ولكن لم أدرك أنه وصل لهذا الحد..."
قالت نادية:"عامة كان سبب اتصالي بالإضافة للإطمئنان على شروق أن أبلغكم أنها بفضل الله لم تعد بحاجة إلى جلسات إلا إذا أحبت هي أن تكمل في الجلسات الجماعية التي يعطون بعضهم فيها الدعم، أعتقد بأن شروق بعد التحسن الكبير في حالتها ممكن أن تكون مثالا ايجابيا لمن هم في مثل حالتها سابقا .."
شعرت فريدة بسعادة كبيرة فمن يصدق أن شروق التي كانت منذ أشهر قليلة تحتاج إلى الدعم هي من ستدعم غيرها اليوم فقالت للدكتورة وعينيها تلتمعان تأثرا :"أشكرك بشدة دكتورة نادية أشكرك على مافعلتيه معي منذ سنوات ومافعلتيه الان مع شروق..."
ابتسمت نادية قائلة:"الفضل لله ثم أنكِ لم تكوني ضعيفة سابقا لتقعي في براثن الاضطراب النفسي أنتِ من الأساس قوية ولكن يحدث لنا جميعا أن يحدث لنا حدثا يزلزل الأرض من تحت أقدامنا ولأننا بشر فطبيعي أن نهتز قليلاً ولكن القوي مثلك من يتجاوز الأمر ويتخطى المراحل الصعبة ويقف ثانية بعد أن يتعثر..."
رفعت فريدة عينيها للسماء وهي تتحكم في دمعة شكر تريد أن تنزل من عينيها وأردفت:"هل لي أن أتحدث معكِ من وقت للآخر فكلماتك بالفعل أشعر أنها ترفعني للسماء.."
ابتسمت نادية قائلة:"أهلا بكِ في أي وقت هاتفي معكِ وعنوان عيادتي معكِ.."
قالت لها فريدة:"أشكرك وبإذن الله سأقص على تيمور ماقلتيه عن شروق ما أن يأتي من المسجد.."
قالت لها نادية:"بإذن الله تصحبكِ السلامة.."
أغلقت معها فريدة وهي تشعر بالإمتنان لرب العالمين فكل يوم مع تيمور يُهدم حجر في الحائط الذي كان بينها وبين بناته وبينه وبين أولادها

ليس شرطا أن يكون الطريق مفروشا بالورود من أوله لنسير عليه بسهولة فربما كان بين الورود شوكا لا يبدو من بداية الطريق ولكن هناك طرقا تكون وعرة غير ممهدة ولرغبتنا في السير فيها نتحمل في البداية الصعاب ونحفر في الصخور حتي نمهد الطريق الصعب ونزرع فيه بأيدينا ورودا على جانبيه
وربما تعبنا فيه هو مايجعل للحياة طعما ومعنى
ربما تعبنا هو الذي يجعلنا ندرك قيمته لأننا تعبنا فيه ولم نأخذه جاهزا بلا تعب ، تعبنا في البناء هو من يجعلنا نتمسك به لآخر يوم في عمرنا
فما يأتي بلا تعب يذهب بلا تعب ومايأتي بالكد والتعب يظل طوال العمرغاليا

سمعت فريدة صوت تيمور وعبدالرحمن بالخارج فخرجت لهم وقد بدلت ملابسها لجلباب قطني حتى ركبتيها وبكمين حتى مرفقيها وعقدت شعرها في عقدة منخفضة أسفل شعرها فنظر إليها بإعجاب تيمور الذي كان يجلس بجوار الأولاد يشاركهم مشاهدة التلفاز فابتسمت له وهي تجلس بجوار الأولاد من الجهة الأخرى وبعد قليل شعرت بالرغبة في النوم وكانت عايدة بالفعل استلقت بين الأولاد على الأريكة فقالت لهم :"أنا أريد النوم ساعتين قبل السحور هل ستبقوا أم ستناموا؟"
فقالت لها سهر:"لا أمي سنشاهد جميع المسلسلات.."
ضحك تيمور قائلاً:"جميعها ياسهر وهل ستقدرين؟.."
فقالت شروق:"نعم أبي فكل المسلسلات إعلاناتها جذابة "
بينما كانت سمر وشمس مندمجتان جدا في المشاهدة فقالت شيري:"أنا مامي أريد أن أنام معكِ.."
فقالت لها فريدة وهي تمد يدها لها:"هيا حبيبتي..."
دخلت فريدة الحجرة ونامت وبجوارها شيري التي ما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى غفت
دقائق قليلة ودلف تيمور لينام قليلاً هو الآخر فقال لفريدة وهو ينام بجوار شيري من الجهة الأخرى :"البنت لم تصبح صغيرة يافريدة لا تعوديها على النوم معنا.."
قالت له وهي تضع كفها على بطن شيري :"هي تحب ذلك ياتيمور.."
التفت إليها ونام على جانبه قائلاً لها بجدية:"وهذا خاطيء لابد أن تعتاد أن تنام بمفردها.."
قالت له بتأثر:"لا تنسى أنها لم تحظى بهذه اللحظات مع أمها فبالتأكيد هناك احتياج بداخلها لذلك..."
وضع يده على يدها قائلاً:"وهل أحبك إلا بسبب سيل الحنان الدافق الذي تغمرين به كل من حولك ..."
ابتسمت له ابتسامة حلوة ولأول مرة منذ فترة يلاحظ الراحة على ملامح وجهها ثم قالت :"دكتورة نادية اتصلت بك وأنت تصلي وأنا أجبتها..."
جعد عينيه قائلاً:"لقد نسيتها تماما الفترة الماضية..."
قصت عليه فريدة مكالمة الدكتورة كاملة وما أن أنهت حديثها حتى قال بصوت به راحة الدنيا :"اللهم لك الحمد .."
أخذا يتحدثان عن الأولاد جميعا إلى أن غفا كل منهما بجور الآخر
***************
يحدث أن يعيش الإنسان سنوات وسنوات حياة كاملة مع شخص ويأتي الفراق دون موعد ربما لأن الحب لم يكن صادقا وأحيانا يكون الفراق من تدابير القدر ورغم اليقين بأن بعد الفراق الحياة لن تكون حياة إلا أن الله وحده هو القادر على أن يحيي في قلبك أملا ظننته بسوء ظنك مات منذ زمن

نامت فريدة بجوار زوجها وبينهما الصغيرة التي كانت تشتاق إلى دفء خاص لم تجده مع أحد من قبل
أما فريدة فكانت تشعر بالراحة، فقط الراحة أنها ستعيش في النور دون ضغط أو تهديد وبعد ذلك كل مايحدث فإن أمره هين

وقلب آخر ظنت صاحبته أنها لن يتقبلها أحد فكانت ليلتها رائعة الجمال وهي ترتدي خاتم الخطبة في اصبعها وقد اتفق رائف مع شقيقها على كل التفاصيل،
كانت تجلس بجواره وحولها إخوتها وأبناؤهم والجميع يملؤهم السعادة ،تنظر إلى رائف وابتسامة الرضا لا تفارق شفتيها
هؤلاء الرائعون الذين يتقبلوننا بأخطاءنا وعيوبنا قبل مميزاتنا يستحقون أن نكمل الطريق معهم ،رغما عنها تذكرت فادي ...
فقط مجرد ذكرى عابرة، هي لا تلومه لأنها فرضت عليه وضعا وكانت مخطأة أما مع رائف فقد صارحته وتقبلها كما هي وما أجمل شعورنا أن من معنا يتقبلنا بكل مافينا

وهناك من يحلم ويصرعلى حلمه وينتظر ليجد في النهاية ضالته ويراضيه الله عن سنوات الانتظار،
بعد أن تحسنت حالتها جلست فدوى بجوار سامر مع أسرته يتحدثون جميعا والبيت الهاديء أصبح مليئا بالصخب وأجواء رمضان تضفي على المكان سحرا خاصا
أما إخوته البنات فما أن اقترب موعد رحيلهن حتى قالت أمل الكبرى لرحمة :"تعالي لنرتب لها البيت قبل أن نمشي فصحتها كما ترين"
فقالت لها رحمة:"لا تقلقي أنا ودنيا سنرتب كل شيء"
أما وفاء فنظرت إلى أحفادها وقد تجمع الصغار أمام التلفاز والكبار كل منهم يمسك هاتفه كحالهم قبل الإفطار فقالت لحفيدها الكبير:"يابني ألم تقل أنكم بعد أن تأكلوا ستجلسون مع جدتكم وتتحدثون معها وتتركوا هواتفكم؟"
قال لها ممازحا:"بعد الإفطار ياجدتي نشعر بالثقل ويكتم الطعام على صدورنا ولا نستطيع فعل شيء.."
فضربته بخفة على كتفه فنام في حجرها وهو يضحك فمالت عليه وقبلت رأسه بحب


أما عند فادي فكان يقف مع المهندس الذي كان يتابع شقته من البداية
شقته التي كان قد أوقف العمل بها بعد أزمته مع أماني يحاول أن يصارع الزمن حتى ينهي ماتبقى منها بسرعة البرق فهو لا يستطيع الصبر بعد أن وافقت مجنونته أخيرا عليه
مجنونته التي كانت في نفس اللحظة تقف في الغرفة الممتلئة بجهازها مع والدتها تفرز مالديها وتكتب المتبقي لها فقط ،تقوم بعمل هذا بحماس شديد وهي تتمنى أن تصبح في بيته اليوم قبل غدا

في نفس الوقت الذي كان يقف فيه في منتصف الصالة الواسعة ينادي عليها قائلا :"نسمااااااا أين أنتِ؟"
فخرجت من المطبخ على صوته قائلة وهي تجفف يدها:"نعم حبيبي"
وضع يديه في خصره قائلاً وقد استوعب جيدا حقيقة كرم الله له بعد عمر طويل:"ماهذه الألوان التي تطغى على الشقة يانسمة؟"
نظرت حولها ثم قالت له بعدم فهم:"ماذا تقصد؟"
فأردف قائلا:"من صاحب اقتراح أن يكون هذا اللون البني القاتم هو السائد في الشقة كلها؟"
نظرت إليه بابتسامة متهكمة وقالت له:"أنا جئت هذه الشقة وجدتها هكذا.."
فأردف قائلاً بمناكفة:"ولماذا لم تعترضي؟ماذنب هذا الطفل يأتي إلى الدنيا ليجد هذه الشقة القاتمة أين اللون الأبيض واللبنى والأصفر؟"
شعرت أنه عاد لهذيانه مرة أخرى فاقتربت منه ووضعت راحتها على جبهته قائلة بقلق:"مابك عبد الله ؟"
فأردف قائلا بحماس:"لا أعرف لما فجأة وجدت أن كل شيء حولنا قاتم أنا أريد ألوان كثيرة بالشقة أريد ألوانا فاتحة ثم جذبها من يدها إلى الغرفة الأضافية قائلا بنفس الحماس:باذن الله ما أن ينتهي شهر رمضان حتى نبدأ تجهيز حجرة الأطفال هذه ونغيرها ،أشار لها على الحوائط قائلا : هذه الجهة سأدهنها باللون اللبني وأشار إلى الجهة الأخرى قائلا: وهذه باللون الوردي حتى تناسب الغرفة الطفل سواء كان ولد أو بنت، وأشار مكان الفراش قائلا :وهنا سنضع سريرين للاطفال سندهنهم بمزيج من اللون الوردي واللبني وسنشتري سريرين حتى عندما أحب أن أنام بجواره يتسع المكان لنا جميعا و.... "
اقتربت منه ومسكت كفه وطبعت على ظاهره قبلة طويلة أودعت فيها كل عشقها له ثم رفعت وجهها إليه وهي تتأمل مابين حاجبيه الخالي من عقدته وفي نفسها تدعو الله أن يكمل لها هذا الحمل على خير فقط من أجل عبدالله
لاحظ تأثرها فابتسم لها ثم أردف بجدية:"نسوم أنا تركتك فقط تصومين اليوم لاصرارك أما من الغد فلا صيام لك كما قالت الطبيبة"
رفعت حاجبا واحدا ثم قالت:"لا طبعا ياعبد الله أنا أدرى بصحتي من الطبيبة أنا صحتي جيدة"
قال لها معارضا:"هي من رأت تحاليلك وقالت ذلك"
قالت له وهي تستعد للعوده إلى المطبخ لتكمل ماتعده:"أنا لا أشعر بأي أعراض سيئة حين أشعر سأنفذ كلامها"
تركته وخرجت فخرج خلفها ووقف أمامها في الصالة قائلا وقد انعقد حاجبيه تلقائيا:"لا يانسمة لن تصومي مادامت الطبيبة قالت ذلك وإن لم تخافي على مافي بطنك فأنا أخاف"
زفرت قائلة وهي تتركه متجهة إلى المطبخ:"حين يأتي الغد يحلها الله"
صاح فيها بجدية:"لن تصومي..."

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 01:26 PM   #1294

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

شعور بالإنقباض يحيط بها وهي تقف في طريق مقبض تنظر حولها ولا تجد أبناءها وفجأة تجد جبلا حاد المنحنيات وترى سهر تقف على قمته فتصعد إلى الجبل بمشقة حتى أن وجهها كله يتعرق وما أن تصل إلى قمته حتى تجد سهر أمامها تتشبث بحافة الجبل فتهرول نحوها لتلحقها وما أن تقترب منها حتى يأتي صوت من خلفها فتنظر خلفها لتجده تيمور كان يصعد خلفها وما أن وضع قدمه حتى انزلقت قتقف هي في المنتصف وتصرخ بأعلى صوتها ولا تعرف هل تهرول لتلحق بسهر أم تعود لتمسك بيد تيمور

"فريدة قومي...."

شهقة فزع تخرج من حلقها وهي تستجيب لنداء تيمور الذي كان يجلس بجوارها يهزها برفق وما أن وجدت نفسها في حجرتها حتى ألقت نفسها في حضنه وهي تنتفض فقال لها بقلق :"إحكي لي هذا الحلم الذي تحلمين به كل يوم منذ ماحدث ...."
أخذت نفسا عميقا وهي لا تزال تُلقي برأسها على صدره وقالت له:"كابوس كابوس ياتيمور.."
ثم قصت عليه تفاصيله وما أن انتهت حتى قال لها :"هل هذه أول مرة في حياتك تنتابك كوابيس بهذا الشكل؟.."
لم تجد حرجا في أن تقول له خاصة بعد أن بدأ يبذل أقصى مابوسعه في الفترة الأخيرة حتى لا يتأثر أي منهم بالماضي فأردفت:"بعد طلاقي ظل كابوسا ينتابني لسنوات ولكن على فترات لم يتوقف الأمر إلا بعد أن ذهبت إلى العمرة وبعد عودتي مباشرة تعرفت بك ولم ينتابني ولا مرة بعدها أي أن لي عام تقريبا لم يحدث لي ذلك..."
غرز أصابعه بين خصلات شعرها من الخلف ثم أبعدها عنه برفق وهو لازال يتخلل خصلات شعرها بانامله وقال لها:"لم أعرف بعد هل الفضل في توقفها للعمرة أم لي؟..."
ابتسمت قائلة :"الإثنين معا..."
أردف قائلاً وهو يضع جبهته على جبهتها :"أنا بجوارك وتأتيكِ فلما لا نذهب معا لنعتمر ...."
قالت من أعماق قلبها:"ياليت ...."
اقترب منها أكثر فمس شفتيها فابتعدت بسرعة وهي تنظر إلى شيري النائمة بجوارهما قائلة:"البنت...."
قال لها موبخا:"قلت لكِ من البداية لا تعوديها على ذلك..."
استقامت واقفة وضحكت وهي تقول له:"حسنا سأعودها ولكن موعد السحور اقترب سأخرج لأجهزه.."
خرجت بالفعل وجلس هو في الفراش يتابع الأخبار من هاتفه
خرجت فريدة لتجد الأولاد كما تركتهم يشاهدون التلفاز فقالت لهم :"ألم تناموا ..."
فقال عبدالرحمن:"لا أمي سننام بعد الفجر بإذن الله ..."
أما البنات فكانت شروق وسمر تشاهدان التلفاز وسهر وشمس تتابعان مسلسلا آخرعلى اللاب توب فتركتهم ودخلت هي لتعد السحور

****************
بعد اسبوع

بعد أن تناول فادي الإفطار في بيت علية استأذن والدها في أن يأخذها ساعتين فقط لتختار معه ألوان الدهانات النهائية للشقة ورغم أن والدها لم يكن يحبذ الفكرة إلا أن والدتها هي من أثرت عليه ليتركها
وقفت علية معه تختار ألوان الدهانات ورغم أنها لم ترى الشقة بل والدها وزوج اختها هم من ذهبوا وشاهدوها إلا أنه صورها لها غرفة غرفة وأصبح لديها تصورا لكل جزأ فيها
وبعد أن انتهيا من اختيار كل ألوان الشقة خرجا معا من المحل وكان يلاحظها ساهمة حتى وهي تختار الألوان معه فقال لها وهو يسير بجوارها في اتجاه السيارة:"ماذا بكِ حبيبي لما يبدو على وجهك الانزعاج؟.."
نظرت إليه بتردد وقالت :"لا شيء..."
كانا قد وصلا إلى السيارة ففتح لها الباب المجاور لمقعده فجلست وأغلق الباب وجلس في مقعده واستدار لها قائلاً بجدية:"ماذا بكِ علية هناك كلام على لسانك لا تريدين قوله..."
رفعت وجهها إليه وكانت الحيرة في عينيها ثم تشجعت وقالت بعد أن كانت قد اتخذت قرارا بعدم فتح هذا الموضوع ثانية:"أشعر بالضيق من أني سأعيش في شقة كانت من الأساس لامرأة أخرى ربما تكون شاهدتها واختارت بعض التفاصيل فيها"
استدار نحوها بكليته قائلا بجدية :"لا... أقسم لكِ لم تطأها قدم امرأة سوى فدوى وفريدة وأمي رحمها الله ولم تختار أي امرأة أي شيء فيها ،كل ماتم حتى الان أنا من اخترته "
صمتت وظهر على وجهها بعض الإرتياح فأردف وهو يميل نحوها قليلاً:"أنا أحبك ياعلية أحبك وأريد....."
توقف الكلام على شفتيه وهو يتأملها من هذا القرب فقالت له وعينيها تتعلق بعينيه :"تريد ماذا؟..."
ظل على صمته وهو ينظر إليها ثم أردف باستكانة:"أريد حبا وحنانا.."
ضيقت عينيها قائلة باستنكار:"ماذا..؟؟؟ ثم أردفت وهي تبتعد عنه قليلا:كان لديه حق أبي حين رفض في البداية أن أخرج معك..."
قال لها بتعجب:"هل كان يرفض؟.. لماذا؟؟..ثم أردف مماطلا :هل تفهمين الكلام على هواكِ؟ أقول أريد حبا أسريا كالحب الأسري الذي أجده في بيتكم وحنانا كحنان أمك وطعامها الشهي الذي أصبحت أدمنه"
قالت له وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها:"بمناسبة الطعام الشهي ألم تعرف أنني لا أطهو جيدا وأن آخر إبداعتي في البيض المقلي والنودلز..."
قهقه ضاحكا وهو يراها كفراشة منطلقة تطير حوله :"وما بها النودلز جميلة النودلز أنا في الأساس أحب النودلز ونستطيع أن نضيف إليها الخضروات لتصبح صحية أكثر..."
قالت له :"أنا أتحدث صدقا لا أطهو جيدا.."
قال لها بجدية:"لا تحملي هما معا تتعلمين كل شيء أنا لدي خبرة جيدة في هذا المجال لاتقلقي....ثم أردف وهو ينظر إليها نظرة أصبحت تعرف معناها، معناها أنه يشتاق إليها حتى وهي معه:علية لما لا تقولي لوالدتك أن تقنع والدك ونعقد القران؟..."
قالت له:"الطبيعي أن نعطي بعضنا فرصة للتعرف على بعض بشكل أفضل ..."
زفر قائلا:"لكِ عام تعرفيني ولم تتعرفي علي بعد؟."
قالت له بغنج:"ماذا لو أردت أن أغير رأي بعد الخطبة مثلا؟أكون تورطت في عقد قران .."
ضحك قائلاً:"تتدللين يالولي .."
"وإن لم أتدلل عليك على من أتدلل؟أنا الصغيرة وتعودت على التدليل"
قالتها بتساؤل لا يخلو من دلال أنثوي متأصل في شخصيتها
أخذ نفسا عميقا قائلاً:"إن كان هكذا فتدللي كما يحلو لكِ..مادمتِ لا تشعرين بي.."
تنحنحت قائلة:"اقترب موعد العودة هيا حتى لا نضايق أبي..."
أدار سيارته وانطلق وهو ينوي أن ينهي كل شيء في الشقة بأقصى سرعة هو يعرف نفسه لن يتحمل هذا الوضع كثيرا أما هي فكانت تنظر من النافذة وكل مايتردد في ذهنها أنا لا أشعر بك؟ بل أنت من لا تشعر بي
فلو علم مافي قلبها من مشاعر نحوه لما صدق نفسه

****************

كانت الفترة الأخيرة من أصعب الفترات عليهما
القلق والتوتر والصراع الذي دخلته رغما عنها للنجاة بأبناءها جعلوا أعصابها بعد انتهاء الأزمة متعبة، لم تتركها الأحلام المزعجة يوما واحدا حتى شعرت بروحها قد أُرهقت،الأحلام التي لم تكن سوى تعبير عما كان يدور في عقلها الباطن من صراع لفترة طويلة
أما هو فكان بالفعل يشعر بأنه يريد أن يشحن طاقته فهذه الفترة كما كانت صعبة عليها كانت صعبة عليه هو الآخر ،يعلم الله وحده كم بذل من مجهود حتى يلجم انفعالاته ويهذبها في مواجهة هذه الأزمة واضعا نصب عينيه فقط حبه لها لذلك ما أن عرض عليه صديقه صاحب شركة السياحة وجود تذكرتين للعمرة آخر أيام شهر رمضان المبارك حتى شعر وكأن الفرصة جاءته فماذا سيهديء من روعها ويطمئن قلبها وقلبه سوى القرب من الله في هذه الأيام المباركة في هذه البقعة المباركة
فاستأذن إياد أن يبقى مع عايدة والبنات الأيام التي سيقضيها هو وهي في العمرة وكان يعرف أن فريدة لن توافق أن تترك أبناءها في غيابها فاستأذن فادي أن يكونوا معه هذه الأيام و لم يعارض

كان اليوم هو موعد إفطارهم عند فدوى فاجتمع فادي وسامر وتيمور وفريدة وفدوى ينتظرون آذان المغرب في غرفة الصالون في حين كانت وفاء وعايدة تجلسان في الشرفة تسترجعان ذكريات عمرهما في السنوات الماضية أما الأولاد جميعا فكانوا أمام التلفاز في غرفة المعيشة
ربت فادي على كتف فريدة التي يجلس بجوارها قائلاً :"لما تخافي من السفر يافريدة قلت لكِ أني سأراعيهم في هذه الأيام القليلة.."
فأردفت فدوى:"وأنا أيضا لن أتركهم سأذهب إليهم ..."
فأردف سامر بجدية :"لما لا يأتون ويجلسون معنا هذا الأسبوع؟.."
أردفت فريدة بحيرة من قرار تيمور المفاجيء بالسفر:"هم من الأساس جدهم يريدهم أن يجلسوا معه عدة أيام وأنا وعدته أني سأرسلهم له ولكني أشعر بالقلق أن نسافر ونتركهم هكذا.."
قال تيمور الذي يجلس بجوارها ويستمع إلى محاولات الجميع لإقناعها:"صدقيني فريدة فرصة لا تعوض وجاءتني دون سعي شعرت أن الله أرسلها لنا..."
قال سامر بجدية مصطنعة وهو يحيط كتف فدوى بذراعه :"اتركيهم معنا يافريدة وبإذن الله حين تلد فدوى سأفعل مثل تيمور ونترك الأولاد معكِ ،ها أنا أقدم السبت..."
ابتسمت فريدة وقالت له:"بإذن الله ياسامر تقوم هي بالسلامة واذهبوا كما يحلو لكما ولا تحملان هما للأولاد.."

كان القرأن الذي يسبق الآذان مباشرة قد بدأ والطعام جاهزا فقامت فريدة وفدوى ليضعا الأطباق على الطاولة فمالت فدوى على أذن فريدة هامسة:"اذهبي معه وبإذن الله ستعودين أفضل مما ذهبتِ هل تتذكرين عمرة العام الماضي بعدها تغيرت حياتك نهائيا.."
قالت لها فريدة بأمل في الله:"يارب يافدوى يارب..."

أٌذن لصلاة المغرب واجتمعوا جميعا حول الطاولة وعلى رأس الطاولة جلست وفاء بجوارعايدة وتناولوا الطعام وهم يتحدثون جميعا أحاديثا عامة من الماضي والحاضر
أنهى تيمور طعامه فاستقام واقفا وأردف:"سلمت يداكِ يافدوى.."
فأردف فادي وفمه مملوء بالطعام :"تيمور ياحبيبي الطعام جاهزا ألم تدرك بعد فدوى لم تفعل أي شيء.."
أردف تيمور ضاحكا:"سلمت يداها على كل حال .."
فقال سامر لفادي بفخر:"أنا زوجتي حامل في تؤام ولا تطيق رائحة الطعام ولكن طعامها رائعا،ثم أردف بخبث:نريد فقط أن نتذوق طعام زوجتك المستقبلية فحين تناولنا الإفطار لديهم من عدة أيام كان الطعام كله من صنع والدتها..."
تنحنح فادي قائلاً:"انا لا أهتم بهذه الشكليات أهم شيء الجوهر...."
قهقهوا جميعا ضاحكين فقال تيمور الذي غسل يده وعاد إليهم مشاكسا فادي:"ولكنك يافادي قلت لي أن هناك نوعا من الطعام هي بارعة فيه ...."
نظر إليه فادي بحنق مصطنع قائلا:"ألا تصون سرا أبدا؟.."
قال تيمور ببراءة:"وماذا فعلت أنا ؟لم أقل شيئا..."
صاح سامر وهو يرفع حاجبا واحدا:"أنا لابد أن أعرف عما تتحدثون "
فأردف فادي وهو يحك شعره بسبابته :"سأقول دون ضغط ،خطيبتي بارعة في النودلز...."
فانفجر الجميع ضاحكين فقالت عايدة بابتسامة حلوة:"تتعلم مع الوقت بني لاتقلق..."
وقالت وفاء:"جميعنا كنا كذلك ونحن صغيرات..."
فأردف تيمور وهو يرفع حاجبيه لفادي:"لا أنا زوجتي طباخة ماهرة..."
وقال سامر وهو يحيط ظهر مقعد فدوى بذراعه:"وأنا أيضا..."
فناظره فادي بابتسامة ساخرة قائلاً وهو يشير إلى المائدة:" وهذا خير دليل ...."

قالت فريدة لفدوى ما أن أنهت طعامها :"نريد أن ندعو أهل علية عند كل منا يوم.."
فأردفت فدوى:"بإذن الله، كنت بالأمس فقط أقول لسامر.."
أنهوا جميعا طعامهم وبعد ذلك بقليل نزل سامر وتيمور وفادي وعبدالرحمن للصلاة في المسجد تاركين النساء معا


في المساء

بعد أن عاد تيمور وفريدة من الخارج كان الجميع يريدون النوم فدخلوا إلى غرفهم البنات مع عايدة وأبناء فريدة في غرفتهم معا
أما فريدة فأخذت حماما وخرجت لتجد تيمور ينتظرها وما أن جلست بجوراه على الفراش حتى قال لها بتساؤل وصوت خرج به قدر من اللهفة:"فريدة لما لم يحدث حمل حتى الآن؟؟.."
نظرت إليه بقليل من التعجب وقالت له:"هل أنت تريد ذلك؟.. لم نتحدث في هذا الأمر من قبل..."
مط شفتيه قائلاً:"ربما للظروف التي كنا نمر بها ولكني بالطبع أريد..."
قالت بحرج وهي تخفض وجهها :"ربما لأننا لم نكون مع بعض أبدا بشكل منتظم ،نحن منذ زواجنا لم نتواجد مع بعضنا في حياة مستقرة إلا منذ أيام.."
رفع وجهها ونظر في عينيها قائلاً بعينين تقطران عشقا:"أنا أريد أن أنجب منكِ وأتمناه ولدا كعبدالرحمن.."
ابتسمت قائلة:"أنت بذلك تُصعِب الأمر يادكتور مالذي يضمن أن يأتي ولد ماذا لو جاءت فتاة؟..."
ضحك قائلا:"هل سنعيدها مثلاً؟...أنا أرضى بكل مايهبه لنا الله ولكنني فقط أتمنى ثم أردف :حين نقف أمام الكعبة بإذن الله أول دعوة ندعوها أن يرزقنا الله بمالك عاجلا غير آجل "
"أنت أسميته أيضا..."
قالتها وهي تحيط وجهه بكفيها بحنان وتمسد على لحيته
قال لها بابتسامة جذابة :"طبعا..."
فقالت له بجدية وبدا التردد على وجهها:"وماذا عن الأولاد ألا يجب أن نأخذ رأيهم ماذا لو كان سيضايقهم هذا.."
قال لها باستنكار:"لما سيتضايقون يافريدة وماذا ستقولين لهم أنا أريد أخذ رأيكم ننجب أم لا بالعكس هم يتفاجأون بالأمر وسيتقبلوه بإذن الله..."
شعرت بالحيرة فغير الموضوع قائلاً:"جهزي نفسك على آخر الشهر بإذن الله للسفر.."
انقبض قلبها وقالت له:"هل تصر ياتيمور؟أنا أخاف على الأولاد ..."
قال لها وهو يحيط كفيها بكفيه ويضغط عليهما فيضغط عليها تلقائيا للقبول :"هذه فرصة وجاءتنا ،عدة أيام ليس أكثر وعبدالرحمن والبنات جميعهن موافقات وكما قلتِ كنتِ سترسلين الأولاد من أجل جدهم فنستغل نحن هذه الأيام والحمد لله العمال يعملون في الشقة الأخرى وعلى نهاية الشهر يكونو أنهوها بإذن الله.."
ظلت حائرة فقالت له وهي تضع رأسها على كتفه:"دعها على الله ،ثم أردفت وهي ترفع وجهها نحوه وتدير وجهه نحوها بيدها :تيمور إن أنجبت لك صبي لا أحب أن نسميه مالك أتمنى أن نسميه فؤاد"

**********
اقترب الشهر الفضيل على الإنتهاء واقترب بيت فريدة وتيمور الجديد على الإكتمال وانتهى فادي من شقته وبدأ فعليا في شراء الأثاث فحين يكون الحماس قائما تنتهي كل الأمور بيسر

بعد أن عادا معا من معرض الأثاث حيث كانت تختار معه حجرة السفرة التي كانت الوحيدة المتبقية ولم يشتروها بعد..
صف فادي سيارته أسفل بيتها ونزل ليحمل معها أكياس المشتروات التي اشتراها لها ،كلها ملابس وأحذية وأوشحة أصر أن يشتريها لها على ذوقه رغم أنها أقسمت له أنها أنهت شراء كل ذلك
حمل الكثير من الأكياس في يده وحملت القليل هي في يدها وما أن خطت أول درجة في السلم وهو خلفها حتى انقطع الضوء عن البناية كلها فشهقت علية فقال لها فادي ضاحكا:"تخافين؟.."
قالت له بتوتر :"ليس خوفا ولكن...."
قال لها بتساؤل:"ولكن ماذا؟.."
قالت له بجدية:"أعطني الأكياس وارحل أنت حتى لا يكون مظهرنا غير جيد ونحن نصعد أمام أبي في هذه العتمة..."
قال لها وهو يُخرِج قداحته من جيبه ويشعلها:"لا تقلقي سأوصلك حتى باب الشقة وأنزل مباشرة حتى لا تتعثري بكل هذه الأكياس..."
صعدت بجواره ببطء وقالت له وهي تنظر إلى وجهه على الضوء الخافت جدا لشعلة القداحة:"ألم نتفق على أن تتوقف عن التدخين صدقني لا أتحمل رائحتها..."
قال لها وهو ينظر إلى وجهها الساحر على هذه الإضاءة الخافتة:"ومن قال إنني لم أتوقف؟.."
قالت بابتسامة حلوة ازدادت حلاوتها مع شعاع الضوء الخافت:"القداحة التي في يدك خير دليل..."
أغلق القداحة بسرعة قائلاً بشقاوة:"أي قداحة ليس معي أي قداحات.."
بدأ التوتر يعود إليها وقالت له:"لا تمزح أعد القداحة كان نورها ينور لنا قليلاً..."
قال لها بخبث:"هل تخافين من الظلام في حد ذاته أم تخافين من تواجدك معي في مكان مظلم؟.."
زفرت قائلة وهي تصعد بجواره في الظلام الدامس:"هل تفرق؟.."
قال لها بجدية:"طبعا تفرق يالولي لإني أخاف عليكِ أكثر مماتخافين أنتِ على نفسك...وضع يده في يدها وضغط عليها قائلاً وهو يجذبها برفق لتصعد :أنا أحبك وتأكدي انكِ معي في أمان .."
كان الظلام دامس حولهما ولكن الدفء الذي كان يسري من لمسته وكلماته جعلها فعلا تشعر بالأمان فقالت له بصدق:"أنا أعرف يافادي وأثق بك جدا.."
كانا قد وصلا إلى باب الشقة فوضع لها الأكياس بهدوء أمام الباب وقال لها بمزاح وهو يشعل القداحة مرة أخرى:"لا ليس لدرجة جدا ...."
كان يقف أمامها مباشرة ويشتاق إليها واشتياقه يبدو في عينيه وكانت كل يوم تزداد جمالا على جمالها فشعر أنه عليه أن يمشي بالفعل قبل أن يضعف أمامها فقرب راحتها التي في راحته من شفتيه وطبع قبلة في باطن كفها ثم أعطى لها القداحة قائلا:"دعيها معكِ أنا كنت أضعها معي فقط للطواريء.."
ثم تركها وأسرع في النزول فوقفت أمام الباب لا تستطيع الطرق عليه أو فتحه فقط تشعل القداحة وتضع يدها الأخرى على صدرها وهي تشعر أن قلبها ذهب معه

*****************
بعد أن ارتديا ملابس الإحرام وعقدا النية على أداء العمرة وقف تيمور وفريدة في المنزل يصافحون بنات الأول بحرارة فقال تيمور للبنات :"ماذا تريدون أن نحضره معنا؟.."
قالت شروق التي تلتصق به وهي تعطيه ورقة مطوية:"كتبت لك كل مانحتاجه نحن الثلاثة في هذه الورقة..."
أما شيري فكانت لحسن الحظ نائمة فاكتفى كل منهما أن يقبلها وهي نائمة لأنهما يعرفان أنها ستتمسك بالذهاب معهما
فقال لعبدالرحمن والبنات الذين كانوا يرتدون ملابسهم للذهاب مع فادي بعد أن صافحهم هو وفريدة:"وأنتم أحبائي مذا تريدون؟.."
قالت له فريدة:"قالوا لي ياتيمورعلى مايريدون.."
فقال لها وهو ينظر في ساعته :"حسنا هيا بنا..."
اقتربا من عايدة وصافحوها فقالت وهي تربت على كتفه:"تعودون بألف سلامة حبيبي...."
قال شهاب الذي كان سيوصلهم:"هيا بنا ياتيمور حتى لا
نتأخر ..."
فصافح الأولاد بعضهم ثم استسلموا جميعا لفراق قصير بعد أن اجتمع شملهم من وقت قريب

في المطار

بعد أن أنهيا جميع الإجراءات وصعدا الطائرة جلسا متجاورين فشعرت فريدة بالرهبة وتمسكت في يده قائلة:"أشعر بالخوف ياتيمور..."
ربت على كفها قائلاً:"هذا توتر السفر ليس أكثر لا تقلقي ما أن تري الكعبة المشرفة أمامك حتى يزول كل شيء ثم أردف قائلا وهو يثبت عينيه في عينيها:ولا تنسين الدعوة التي قلت لكِ أن تدعي الله بها ما أن تريها..."
ابتسمت له ووضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها
حتى يهدأ توترها


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 01:32 PM   #1295

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في مكة

ما أن دخلت الحافلة التي تقل الفوج إلى أرض الحرم وبدأ الركاب يشاهدون معالم الحرم من بعيد حتى اهتزت الحافلة بأصوات التهليل والتكبير حتى ارتجفت الأبدان وشعر الجميع بالجو الروحاني للمكان فتلاقت عيني تيمور وفريدة في نظرة اشتياق لبيت الله ودمعت الأعين بالفرحة وقتها نست فريدة كل قلقها وخوفها وتوترها ولم تفكر سوى في الرحلة التي كما قال جاءت في وقتها بالفعل وصلا إلى الفندق ووضعا حقائبهما واتجها إلى الحرم
وما أن دلفا معا إلى داخل الحرم في الطريق المؤدي إلى الكعبة المشرفة حتى لم ينتبها لأحد ،كانا يسيران بين أفواج من المعتمرين وكانت تتمسك به خوفا من أن يتفرقا عن بعضهما في الزحام وكانا كلما اقتربا من الكعبة المشرفة كلما سرت قشعريرة في جسديهما ورغم أن كلاهما سبق واعتمر من قبل ولكنه سحر المكان الذي يجعل من يأتيه مرة حتى يترك قطعة من روحه فيه وما أن يأتي مرة أخرى حتى تُرد له وما أن بدا الحجر الأسود أمامهما حتى تلجم لسان كل منهما ونسي كل منهما ماذا كان يريد أن يدعو الله وامتلأت الأعين بالدموع فنظر إليها تيمور قائلاً بصوت منخفض :"أدعي الله بما في نفسك..."
فرفعت يدها ورفع يده للدعاء وكل منهما يدعو الله في سره بنفس الدعوة :"اللهم بارك لنا في حياتنا القادمة وبارك اللهم لنا في أبناءنا وارزقنا مانتمنى ،ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار...."

عدة ساعات قضوها في أداء مناسك العمرة لم يشعرا بها ،لم يشعرا بالطواف حول الكعبة ولا بالسعي بين الصفا والمروة ،شعورهما واحدا لا يشعران بأقدامهما بل كانا كمن يطير من السعادة ،روحانيات المكان خاصة في شهر رمضان إلى جانب أنهما معا جعلت احساسهما مختلفا
كانت تنظر حولها وهي تتعجب من تغير الأحوال ففي العام الماضي مثل هذه الأيام كانت تعتمر مع إخوتها وكانت تدعو الله أن يذقها حلاوة الدنيا بعد مرارة سنوات الحرمان وهاهي اليوم تعتمر معه ،مع من تمناه قلبها وعوضها الله به
وعوضه الله بها


بعد أن انتهيا من أداء العمرة أذن لصلاة المغرب فتناولا إفطارا خفيفا في الحرم ثم قال لها قبل إقامة الصلاة مباشرة وهو يشير للجهة المقابلة:"فريدة ستُصلين في مصلى النساء في هذه الجهة وبعد الإنتهاء سنتقابل هنا في نفس المكان..."
أومأت له برأسها وابتعد كل منهما عن الآخر ليلحق بالصلاة ووقف كل منهما يصلي بخشوع شديد في جهة بعيدة عن الآخر وهما يشعران أن قلبهما قد غُسِل من الداخل ،غُسِل حتى لم يعد به لا حزن ولا ألم وكأن هاذان القلبان لم يتم اختبارهما اختبارات صعبة لما يقارب العام

بعد أن صليا صلاة العشاء عادا إلى الفندق وناما نوما عميقا وقد حل عليهما تعب الرحلة كلها ولكن عندما اقتربت صلاة الفجر تململت فريدة من نومها ونظرت في الساعة لتجد لم يتبقى سوى القليل فأيقظته وتناولا معا سحورا سريعا ثم نزلا معا ليصليا صلاة الفجر في الحرم

بعد أن أديا صلاة الفجر خلف الشيخ ذي الصوت العذب المؤثر عادت هي إلى المكان الذي اتفقا أن يلتقيا فيه فوجدت أمامها سلالم فجلست على درجة من درجات السلم وهي تنظر إلى الكعبة وهي تبعد عنها قليلاً وتحمد الله أن يسر لها هذه الرحلة ،لم تدرك كم كانت تحتاجها إلا الان ،وجدت من يجلس بجوارها مباشرة فنظرت إليه مبتسمة قائلة:"هناك بعد الصلاة كنا نقول حرما فماذا نقول في الحرم ؟.."
قال لها وهو سعيد بهالة النور والإشراق التي تحيط بوجهها الذي زال عنه تعب الأيام الماضية :"نقول تقبل الله .."
فقالت وهي تنظر إليه بوجه بشوش:"تقبل الله حبيبي.."
"منا ومنكم إن شاء الله"
قالها وهو يتنفس ببطء وينظر حوله ،كان شعاع الضوء قد بدأ يشق طريقه ليكسر عتمة الليل والمعتمرين يطوفون حول الكعبة في حركة دائرية بطيئة ونسمات هواء الصباح تلامس الوجوه فتنعشها والطيور تطير حول الكعبة فرادى ومتجمعين يرتفعون وينخفضون بشكل مبهج فقالت له فريدة بتأثر وهي تضع يدها على يده:"أنا جئت هنا من قبل ولكن هذه المرة إحساسي مختلف..."
ابتسم قائلاً:"وأنا أيضا ..."
نظرت حولها إلى الكعبة وإلى الطيور المحلقة وإلى ضوء الصباح ناصع البياض كبياض الثلج وأطلقت شهيقا ومع كل نفس تخرجه تستنشق غيره مٌحملا برائحة مسك لم تشم مثل رائحته من قبل ثم نظرت إلى جانب وجهه وعينيه اللتين تتأملان ماحوله بتأثر وما أن عاد إليها بنظره والتقت عينيهما في نظرة لم يتغير وقعها على كل منهما منذ أول لقاء حتى اليوم حتى قالت بصوت مختلج :"أشعر إنني معك في الجنة..."

***************
الشعور بالأمان من أكثر المشاعر التي يحتاجها الإنسان ليشعر بالإستقرار في حياته وهذا الشعور هو الذي تسرب إلى أبناء فريدة طوال الشهر الماضي منذ استقرارهم مع أمهم بعلم أبيهم ورضاه وأكثر ماكان يميز الفترة الماضية التجمعات العائلية الدافئة ومنها تجمعهم اليوم عند جدهم الذي ما أن أتوا ولم يتركهم لخالهم يوما ورغم انشغال والدهم هذه الفترة إلا أنه جاء اليوم ليفطر معهم

بعد أن تناولوا جميعا الإفطار وبعد صلاة المغرب اجتمعت اسرة إبراهيم في غرفة المعيشة فيجلس إبراهيم على الأريكة الكبيرة وبجواره عبدالرحمن وسهر بينما تجلس سمر بجوار والدها على الأريكة الصغيرة ورؤى على المقعد المجاور
أما نسمة وعبدالله فيجلسان بجوار كريمة على الأريكة في زاوية الحجرة
أصوات أغاني العيد الذي اقترب تأتي من الخارج عبر الشرفة المفتوحة فقالت سهر لوالدها :"هل ستبقى معنا عدة أيام أبي؟.."
كان عمر يتابع على هاتفه ردود الأفعال على تواجده في الإنتخابات التي لم يتبقى عليها سوى القليل فلم يستمع إليها جيدا ليقول إبراهيم بصوت أعلى:"ابنتك تحدثك ياعمر..."
فانتبه عمر قائلا:"ماذا؟.."
فأعادت عليه البنت سؤالها فأردف عمر :"للأسف حبيبتي هذه الفترة أنا مشغول للغاية لن أستطيع..."
فأردفت رؤى وهي تنظر إلى حميها:"حتى اليوم لم يكن ليأتي بسبب انشغاله لولا أن قلت له أننا لابد أن نفطر يوما معكم قبل انتهاء الشهر..."
"بارك الله فيكِ ياابنتي وجعله في ميزان حسناتك..."
قالها لها إبراهيم بنبرة ظاهرها الشكر باطنها التهكم لم يفهمها سوى عمر الذي التزم بالصمت ونسمة التي لم تستطيع أن تمنع ضحكتها فوضعت قبضتها على فمها فلكزها عبدالله بمرفقه لتصمت وهو يبتسم هو الآخر فأردف عمر لأبناؤه:"كيف حالكم؟..."
كان يريد أن يسأل عن فريدة ولكنه لم يستطيع فاكتفى بالسؤال عنهم
قال عبدالرحمن:"بخير أبي لا تقلق.."
"تركت لكم مصروف الشهر القادم وملابس العيد مع جدكم ومصاريف العام الدراسي الجديد أرسلت من دفعهم في المدرسة عليكم فقط الذهاب للمدرسة لاستلام الزي بعد العيد مباشرة..."
قالت سمر وهي تحيط ذراعه بذراعيها:"شكرا أبي..."
نظر إليها مبتسما وهو يتأمل ملامحها التي تشبه بالضبط ملامح أمها وابتسم ابتسامة صغيرة وهو يربت على وجنتها ثم قال لسهر :"كيف حالك الان حبيبتي؟.."
رغم أنه لم يكن يحتاج إلى السؤال فما يراه كان خير دليل فالحيوية كانت تملأ وجهها فقالت البنت:"بخير أبي..."
كل ماكانوا يعرفونه أن الأولاد جاءوا ليجلسوا أسبوعا مع جدهم لم يقولوا أكثر من ذلك ،لم يذكروا أن أمهم مسافرة بناءا على تعليماتها لهم
قال عمر لعبدالرحمن:"متى ستعودون لأمكم؟..."
قال عبدالرحمن وهو ينظر إلى جده:"ما أن يمل منا جدي..."
فضحك إبراهيم قائلا:"إذن لن تذهبوا ياولدي..."
*************
بعد أن انقضت الأيام في مكة ولم يشعرا بها مابين صلاة وصيام وقيام وروحانيات عالية جعلت كل منهما ينسى ما أَلَمَ به يوما وطُيبت الجراح وربت الله على قلوبهما وازدادت إيمانا على إيمانها انتقلا إلى المدينة المنورة
وتحت مظلات المسجد النبوي كان اللقاء مع الغائب الحاضر الذي غاب عنهم شهورا ولكنه كان حاضرا بروحه معهم ونصائحه ،كانت فريدة تحتضنه بقوة وتبكي وهو يربت على ظهرها فقال لها تيمور ضاحكا :"أريد أن أصافح أبي يافريدة .."
ابتعدت قليلا وهي تمسح عينيها فاحتضن تيمور والده قائلا:"اشتقت إليك أبي..."
فقال فؤاد باشتياق وهو يضمه إليه:"وأنت أكثر حبيبي اشتقت إليكم جميعا .."
كان عمه حسين قد دعاهم للإفطار عنده اليوم ولكنهم فضلوا أن يزوروا مسجد الرسول أولا ويصلون صلاواتهم ثم يذهبون قبل الإفطار ولم يستطيع الدكتور فؤاد الإنتظار فجاء إليهم خاصة وأن البيت لا يبعد كثيرا عن الحرم قالت فريدة وهي تمسد على ذراع الدكتور فؤاد:"عندي لك كلاما كثيرا لم أقول لك كل شيء على الهاتف..."
قال لها بابتسامته الجميلة:"سأجلس معكِ ونتحدث حبيبتي .."
فقال لهما تيمور :"ما رأيكما أن أدخل أنا لزيارة الروضة والصلاة إلى أن تتحدثا معا.."
قالت فريدة :"حسنا تيمور.."
وقال فؤاد وهو يربت على ذراع ابنه :"سننتظرك هنا..."
بجوار أحد الأعمدة جلسا معا لا ينتبهان للمصلين الذين يدخلون ويخرجون بجوارهما وأخذت تنظر إلى وجهه الذي ظهر عليه الإرتياح وزال عنه المرض كثيرا وتأمل وجهها الذي تورد وزال عنه الحزن
"ماشاء الله أرى صحتك تحسنت هنا كثيرا أبي..." قالتها بسعادة وقد اطمأنت عليه
"الحمد لله..."
رد عليها بصوت رخيم مليء بالراحة
"ولكن لما طالت غيبتك أبي ألا يكفي كل هذا الوقت؟" قالتها لتحثه على العودة فأردف بصوت هاديء:"صدقيني فريدة أنا كنت وصلت لمرحلة من التعب النفسي وكنت أحتاج إلى هذه الجرعة لكي أستطيع العودة..."
ضيقت عينيها قائلة وهي تمسد على كفه التي برزت عروقها بشدة:"لماذا أبي هل حدث شيء لا أعرفه هل ضايقك أحد؟..."

"لا يا ابنتي .."
قالها بنبرة رجل قطع العمر كله ركضا حتى وصل إلى لحظة النهاية
ثم أكمل بنفس النبرة:كنت أشعر بالتعب النفسي يافريدة أنا رجل تخطيت السبعين وصحتي وهنت فطبيعي أن يتأثر الإنسان بهذه المرحلة حين يجد أنه أصابه الوهن بعد القوة وبعد أن كان عمره أمامه أصبح خلفه وبعد أن كان شعلة حماس انطفأت شعلته ،غامت عينيه بالدموع وأردف:رحل عنه شريك عمره وهو أيضا على وشك الرحيل ، ضيق عينيه قائلا:هذا الإحساس صعب للغاية...الإنتظار صعب وانتظار شيء مجهول أصعب .."
"لما هذه النظرة ياحبيبي؟ الرحيل ليس بالعمر وها هما أبي وأمي خير مثال توفيا في عمر مبكر، بإذن الله يمد الله في عمرك..."
"وهل أخاف أنا من الموت أو أريد الحياة أكثر من ذلك؟ صدقيني يا ابنتي لا أخاف لقاء الله بل أشتاق له ولكن المؤلم في الكبر هو الخذلان وأسوء أنواع الخذلان حين تخذلك صحتك ،وأنا ما أن رأيت صحتي تخذلني حتى ساءت حالتي النفسية "
كانت تشعر بكل كلمة يقولها وتُقَدِر موقفه فقالت له مشجعة:"ولكنك الآن أفضل أنا أرى صحتك تحسنت كثيرا.."
قال لها :"بفضل الله ،كما أنني أيقنت أن بقائي بلا شيء يشغلني هو ما أثر بي هكذا لذلك وجدت ما يشغلني."
قالت له بتساؤل:"وما هو؟..."
قال بابتسامة حلوة شقت طريقها بين تجاعيد وجهه فكانت كالماء الذي يروي الشقوق المحفورة على جلده:"أنشأت صفحة طبية على الفيسبوك أقوم بنشر نصائح وتوعية في كل مايخص طب الأسنان والرد على أسئلة الناس ومن وقت لآخر أنشر أيضا خواطر و مقالات أي أن الصفحة طبية أدبية..."
تهللت أساريرها وقالت له:"كل هذا ولم تقول لي أو تدعوني إلى الصفحة؟."
قال لها ضاحكا:"كنت أريدها أن تكبر أولا لتريها بشكل لائق والحمد لله حققت انتشارا جيدا في وقت قصير.."
ابتسمت قائلة له بتشجيع:"أفضل شيء أبي أن تشغل نفسك وهذه الفكرة حقا رائعة ،ثم أردفت:متى ستعود ؟..."
قال لها :"اتفقت مع تيمور سأعود ما أن تنتيها من ترتيب الشقة وفرشها لن أستطيع أن أجلس وهناك عمال يعملون أو ضوضاء أنتِ تعرفين.."
قالت له بحماس :"بإذن الله سننهيها في أقرب وقت.."
كان تيمور قد عاد وجلس بجوارهما قائلا:"هل أنهيتما حديثكما الذي لا ينتهي.."
ضحكت فريدة قائلة:"أنت قلت لا ينتهي.."
قال تيمور لوالده ممازحا:"أعتقد يادكتور فؤاد أنت أكثر المستفيدين بهذه الزيجة ففريدة هانم ستظل معك أربعة وعشرون ساعة.."
ابتسم فؤاد قائلا:"أنا وأنت مستفيدين فريدة مكسب لمن يحبه الله وتكون معه..."
نظر إليها تيمور نظرة خاصة قائلا:"هل ستقول لي ؟.."
ذهبا مع الدكتور فؤاد إلى بيت شقيقه وتناولوا الإفطار جميعا بترحيب شديد من أسرة عمه ثم عادا إلى الفندق وباقي أيامهما في المدينة قضياها في الصلاة والزيارة وشراء هدايا للأولاد ولإخوتهم

****************
يوم وقفة عيد الفطر المبارك

كانت فريدة تجلس بين أبناءها وبنات تيمور بينما يجلس تيمور بجوار خالته عايدة من جهة وشروق التي تتعلق في ذراعه من جهة
البيت لم يكن بيتا دون الأب والأم رغم وجود الجدة عايدة وإياد وزوجته وابنته وزيارات شهاب الشبه يومية

والحياة كانت تنقصها قطعة هامة وأبناءها عند جدهم قطعة لا يعوض غيابها أحد هي تعوض غياب الكل ولا أحد يعوض غيابها ولكن للحق هذه الرحلة كانت فعلا هامة شحنت طاقتهما للقادم
كان الأولاد يشاهدون هداياهم وملابس العيد التي أحضروها لهم بينما تنظر إليهم فريدة بسعادة لسعادتهم
قالت شمس وهي تتفحص الملابس التي أحضرها والدها:"ولكن هذه الملابس لن تكون مناسبة لحفل زفاف خالو فادي..."
فقالت سمر وهي تنظر إلى أمها:"نعم أمي نريد للزفاف فساتين مميزة .."
قالت فريدة :"مارأيكم أن تشتروا جميعكم فساتين بنفس اللون؟..."
قالت سمر وشروق في نفس الوقت:"فكرة حلوة..."
بينما قالت شيري التي تجلس بجوار فريدة منذ أتت:"لا أنا أريد فثتان بلون فثتانك ..."
احتضنتها فريدة قائلة :"حسنا حبيبتي..."
فتهكم عليها عبدالرحمن قائلاً:"فثتان؟خسارة صوتي الذي ضاع معكِ.."
فقهقت ضاحكة ببراءة فقال تيمور لها:"حبيبي الصغير ألن تأتي لتجلسي بجواري قليلاً؟..."
فابتسمت له وقامت ففتح ذراعيه لتجلس في حجره فاحتضنها بحب فقالت له وهي تضع وجهها على صدره :"أين ثنذهب في العيد أبي؟.."
نظر تيمور إلى فريدة قائلا:"أين سنذهب في العيد يافريدة؟.."
ابتسمت فريدة قائلة:"سنزور بالطبع أعمامهم لنعيد عليهم ونزور خالتهم فدوى لنطمئن عليها لأنها متعبة ثم نذهب لفادي لنساعده فيما تبقى له قبل الزفاف ،اطمأنوا الأيام القادمة لن يكون هناك جلوسا في المنزل..."
قالت شروق:"حمدا لله لأنني مللت...."
فقال لها عبدالرحمن:"هناك تجمع في المدينة أول أيام العيد لسباق الدراجات أنا سأذهب إن أردتن جميعا نذهب معا...."
فنظرت إلى والدها قائلة بحماس:"هل ممكن أبي؟..."
قال لها :"ممكن على أن أكون معكم لإني أخاف عليكم من الأماكن المزدحمة"


الله أكبر الله أكبر الله اكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله ،وحده صدق وعده، ونصرعبده ،وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ،لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه


علت تكبيرات العيد وعلت أصوات المصلين وكان تيمور يجلس في الساحة الواسعة أمام المسجد وبجواره فادي وبجواره عبدالرحمن يرددون التكبيرات وهم يرتدون جميعا الجلاليب البيضاء التى جلبها معه من المدينة
أما فريدة وعايدة وجميع البنات فكن في الطابق العلوي جميعهن يرتدين عباءات مطرزة قد أحضرتها معها فريدة وفرحة العيد تحيطهن جميعا إلى جانب الإستقرار النفسي الذي خيم على الجميع فألقى بظلاله على الوجوه والقلوب معا
فكان هذا العيد هو الأجمل والأهدأ من أعياد سابقة لسنوات مضت ثقيلة على الجميع
**************
بعد اسبوع

رغم انشغاله الشديد هذه الفترة إلا أنه لم يستطيع رفض دعوة القسم ودعوة طلابه وطالباته لحضور حفل تخرج الدفعة التي أشرف عليها طوال أربع سنوات ماضية،
كان طلبته وطالباته يحبونه ويرون فيه نموذجا للأستاذ المميز والقائد الناجح لذلك لم يتأخرعليهم وكان بين أساتذة القسم في القاعة الكبيرة التي يقام فيها التكريم وبعد أن تم منح الشهادات لكل الطلاب جاء وقت تكريم أوائل الدفعة ووقف كل منهم يشكر أساتذته إلى أن جاء الدورعلى الطالبة الاولى على الدفعة والتي ستُعين معيدة، استلمت شهادة تقديرها ووقفت لتقول كلمتها وشكرت فيها أساتذتها جميعا إلى أن جاء الدورعلى عمر فقالت بامتنان:"أما الدكتور عمر فكان فضله بعد الله علينا كثيرا في النصح والتوجيه والإرشاد وحثنا على التقدم العلمي ثم أردفت بحماس :وأتمنى كما كان يمدنا بالحماس للتقدم العلمي طوال السنوات الماضية وكما أشبعنا بآراؤه السياسية المتميزة أن نسمع منه اليوم نصيحة لحياتنا القادمة بعيدا عن السياسة والاقتصاد نصيحة تفيدنا في الحياة..."
صفق جميع الحضور بما فيهم أعضاء هيئة التدريس ورئيس القسم الذي قال عبر مكبر الصوت:"تفضل يادكتور عمر هذه الكلمة جاءت في وقتها بما أنك ستتغيب عنا لفترة ..."

ابتسم عمر للإطراء الذي سمعه للتو فهذا الإطراء هو الوقود الذي يدفعه للأمام ويجعله ينتشي
ثم قرب مكبر الصوت منه قائلا وهو ينظر إلى طالبته المتفوقة:"أشكرك جدا على كلماتك الجميلة وأهنئك لانضمامك لأعضاء هيئة التدريس عن قريب ..."
كانت الطالبة قد عادت إلى مقعدها في الصفوف بين زملاءها وكان في الصفوف الأولى يجلس عبدالله بعد أن ألقى كلمته وسلم الشهادات مع زملاؤه وبجواره نسمة التي كانت لديها اجتماع مع الأستاذ المشرف على رسالتها وبعده لديها موعد عند الطبيبة فطلب منها عبدالله أن تنتظره لينهي ما لديه ثم يذهب معها وفي الصف الاول من الجهة الأخرى كانت تجلس رؤى بجوار زميلاتها من المعيدات

هدأت القاعة انتظارا لكلمة عمر فأردف بصوت قوي ثابت وملامحه الوسيمة تأسر من يراه وخاصة الجنس الناعم
"نصيحتي لكم في حياتكم القادمة أن لاتدعوا أي موقف في الحياة يمر دون أن تتعلموا منه ،الموقف السيء قبل الموقف الحسن
أنا مررت في حياتي بتجارب كثيرة تعلمت منها كثيرا وأريدكم أنتم أيضا أن تتعلموا من خبرات من سبقكم ، رفع سبابته قائلا:ليس شرطا أن تقعوا في الخطأ حتى تتعلموا فالذكي هو الذي يتعلم من تجارب غيره
ومع كل لحظة تمرعلى الانسان يتعلم فيها أشياء جديدة وأنا تعلمت من الحياة الكثير ،اكتسى صوته بالجدية :تعلمت أن البائع دائما خاسر وأن الغالي دائما ثمنه به وأن الحب الحقيقي لا يأتي في العمر مرتين
(ضيقت رؤى عينيها وهي تستمع إليه )
تعلمت أن أحيانا الحظ يغلب الشطارة
تعلمت أن الدنيا حين تعطيك شيء فإنها تأخذ منك المقابل
تعلمت أن العمر لحظة فاغتنم كل لحظة
شبك أصابع كفيه في بعضهما واستند بمرفقيه على المنضدة أمامه ونظر إلى الجميع نظرة ثاقبة:تعلمت أن أكون قويا رغم الصعاب فلا يهزمني أي شيء لأن بناء الإنسان لنفسه صعبا يأخذ سنوات أما الهدم فلا يتطلب سوى دقائق وأن أشق حرب هي حرب الإنسان لنفسه فلا تقف أمام نفسك اطلاقا ..."

كانت القاعة كلها صامتة بفعل قوة كلماته وسطوته التي يفرضها على المكان ،الجميع كانوا ينظرون إليه أما عبدالله ونسمة فكانا ينظران إلى بعضهما وهما أدرى من يفهم كلماته ومابين سطورها
أما رؤى فلم تكن غبية حتى لا تفهم هي الأخرى ولكن أحيانا الإنسان يتغابى حتى يمرر لمن يحب الكثير

على صوته عبر مكبر الصوت قائلاً"تعلمت أن هناك أشياء لا تعوض فضع اولوياتك وامشي في الحياة وأنت تعلمها جيدا
(كور قبضته أمامه قائلا ) فكرة أن يجمع الإنسان كل شيء في قبضة يده صعبة إن لم تكن مستحيلة والطمع كثيرا مايجعلك تفقد الغالي
فتح راحته اليمنى قائلا:هناك أشياء يسهل تعويضها فلا تقف كثيرا حين تفقدها
وفتح راحته اليسرى على الجهة الاخرى قائلا: وهناك أشياء لا يمكن تعويضها فلا تضعها من الأساس في موضع مقارنة مع أي شيء آخر
وأخيرا حددوا اولوياتكم وضعوا نصب أعينكم أهدافكم وإن تعثرتم فقوموا مرة أخرى فالحياة تحتاجنا أقوياء ..."
تحولت القاعة الهادئة إلى تظاهرة من التصفيق فابتسم عمر ابتسامته الجذابة في وجه الجميع فمالت نسمة على أذن عبدالله قائلة وهي تمسد على بطنها:"لقد تعبت من كثرة الجلوس..."
فقال لها:"هيا بنا انتهت الحفلة من الأساس..."
أما عمر فوقف مع تلامذته يلتقطون الصور وجاء بعض الطلاب لعبدالله يطلبون التقاط الصور معه فقالت نسمة للفتاة بابتسامة هادئة:"اعطني الهاتف وأنا أصوركم "
ووقفت لتأخذ لهم عدة صور معه ...

أما رؤى حين وجدت أن أغلب من يقفن مع عمر لالتقاط الصورهن طالبات فأصابتها الغيرة خاصة وهي تراه جذابا بحلته الأنيقة فكان يبدو كعريسا يوم عرسه فتقدمت منه بابتسامة أنيقة ووقفت بجواره حتى تمنع أحد من الاقتراب الشديد منه وبينما هي تقف بجواره لمحت بطرف عينها طيفا لامرأة تقف في الصف الثالث كانت مميزة بملامح وجهها وشعرها الغزير ثم مالبثت أن أخذت حقيبتها وانصرفت وعلى وجهها ابتسامة واثقة
أخذت رؤى تعتصر ذهنها أين رأت هذه المرأة من قبل وما أن خرجت المرأة من باب القاعة حتى تذكرت رؤى أن هذه هي المحامية زميلة عمر منذ سنوات كثيرة وكان يستعين بها في بعض الأوقات فضيقت عينيها بتفكير وهمست لنفسها:"نعم نعم اسمها شيماء ولكن مالذي أتى بها إلى هنا؟ ثم ردت على نفسها :ربما لها أخ أو أخت في هذه الدفعة.."



نهاية الفصل السابع والثلاثون








Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 02:10 PM   #1296

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 162 ( الأعضاء 44 والزوار 118)
‏Heba aly g, ‏نورسه, ‏Rania Khaled, ‏ملوكه ملك, ‏طارق صلى, ‏الزمردة البيضاء, ‏egmannou, ‏OsamaRageh, ‏خفوق انفاس, ‏عبير سعد ام احمد, ‏عاشقة الحرف, ‏um habiba, ‏Romareem, ‏hadj rymas, ‏asaraaa, ‏الطيبات, ‏الاوهام, ‏Roro adam, ‏الحياه الهائمة, ‏وفيقة2003, ‏ملاك العمرو, ‏Eman Sabry 85, ‏هووما, ‏ImaneAlkoush, ‏imoo, ‏جوهره فى القصر, ‏موضى و راكان, ‏الأمل واليسر, ‏Habiba eslam, ‏Zyzy zone, ‏دانة بسام, ‏فداء ابو غوش, ‏دندراوي, ‏همس البدر, ‏الذيذ ميمو, ‏اسماء سلوم, ‏amana 98, ‏Aengy, ‏الاءعزيز, ‏لولو73, ‏جلاديوس, ‏صمت الهجير, ‏dr.marwaalsokkary, ‏Iraqi1989

منورين حبيباتي ❤️❤️❤️


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 02:43 PM   #1297

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 212 ( الأعضاء 53 والزوار 159)
‏Heba aly g, ‏إدارية, ‏باااااااارعه, ‏وسام عبد السميع, ‏Arw2, ‏مشكات بنت محمد, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ياسمين حفنى, ‏احلام موسى, ‏النصر المبين, ‏ام تقوى التونسية, ‏ghader, ‏Rasha.r.h, ‏إم جسار, ‏الاءعزيز, ‏سهى قيسيه, ‏Rania Khaled, ‏ملوكه ملك, ‏طارق صلى, ‏الزمردة البيضاء, ‏egmannou, ‏خفوق انفاس, ‏عبير سعد ام احمد, ‏عاشقة الحرف, ‏um habiba, ‏Romareem, ‏hadj rymas, ‏الطيبات, ‏الاوهام, ‏Roro adam, ‏الحياه الهائمة, ‏وفيقة2003, ‏ملاك العمرو, ‏Eman Sabry 85, ‏هووما, ‏ImaneAlkoush, ‏imoo, ‏جوهره فى القصر, ‏موضى و راكان, ‏الأمل واليسر, ‏Habiba eslam, ‏Zyzy zone, ‏دانة بسام, ‏فداء ابو غوش, ‏دندراوي, ‏همس البدر, ‏الذيذ ميمو, ‏اسماء سلوم, ‏amana 98, ‏Aengy, ‏لولو73, ‏جلاديوس, ‏صمت الهجير


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 02:55 PM   #1298

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 222 ( الأعضاء 56 والزوار 166)

‏موضى و راكان, ‏Moon roro, ‏NoOoShy, ‏Wlaa wlaa, ‏رهف الخواطر, ‏لولو73, ‏الاوهام, ‏taljaoui, ‏Heba aly g, ‏إدارية, ‏باااااااارعه, ‏وسام عبد السميع, ‏Arw2, ‏مشكات بنت محمد, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ياسمين حفنى, ‏احلام موسى, ‏النصر المبين, ‏ام تقوى التونسية, ‏ghader, ‏Rasha.r.h, ‏إم جسار, ‏الاءعزيز, ‏سهى قيسيه, ‏Rania Khaled, ‏ملوكه ملك, ‏طارق صلى, ‏الزمردة البيضاء, ‏egmannou, ‏خفوق انفاس, ‏عبير سعد ام احمد, ‏عاشقة الحرف, ‏um habiba, ‏Romareem, ‏hadj rymas, ‏الطيبات, ‏Roro adam, ‏الحياه الهائمة, ‏وفيقة2003, ‏ملاك العمرو, ‏Eman Sabry 85, ‏هووما, ‏ImaneAlkoush, ‏imoo, ‏جوهره فى القصر, ‏الأمل واليسر, ‏Habiba eslam, ‏Zyzy zone, ‏دانة بسام, ‏فداء ابو غوش, ‏دندراوي, ‏همس البدر, ‏الذيذ ميمو, ‏اسماء سلوم, ‏amana 98, ‏Aengy


فصل جامد جدا


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 03:05 PM   #1299

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
:jded:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 222 ( الأعضاء 56 والزوار 166)

‏موضى و راكان, ‏moon roro, ‏noooshy, ‏wlaa wlaa, ‏رهف الخواطر, ‏لولو73, ‏الاوهام, ‏taljaoui, ‏heba aly g, ‏إدارية, ‏باااااااارعه, ‏وسام عبد السميع, ‏arw2, ‏مشكات بنت محمد, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ياسمين حفنى, ‏احلام موسى, ‏النصر المبين, ‏ام تقوى التونسية, ‏ghader, ‏rasha.r.h, ‏إم جسار, ‏الاءعزيز, ‏سهى قيسيه, ‏rania khaled, ‏ملوكه ملك, ‏طارق صلى, ‏الزمردة البيضاء, ‏egmannou, ‏خفوق انفاس, ‏عبير سعد ام احمد, ‏عاشقة الحرف, ‏um habiba, ‏romareem, ‏hadj rymas, ‏الطيبات, ‏roro adam, ‏الحياه الهائمة, ‏وفيقة2003, ‏ملاك العمرو, ‏eman sabry 85, ‏هووما, ‏imanealkoush, ‏imoo, ‏جوهره فى القصر, ‏الأمل واليسر, ‏habiba eslam, ‏zyzy zone, ‏دانة بسام, ‏فداء ابو غوش, ‏دندراوي, ‏همس البدر, ‏الذيذ ميمو, ‏اسماء سلوم, ‏amana 98, ‏aengy


فصل جامد جدا
حبيبتي 💖 ربنا يسعدك 🌺🌺
سعيدة جداً أنه عجبك 🌺🌺


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 03:49 PM   #1300

وسام عبد السميع

? العضوٌ??? » 386250
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » وسام عبد السميع is on a distinguished road
افتراضي

الفصل كان تحفة
المشاهد الرئيسية هي مشاهد التجمع الاسري و مشاعر صلة الرحم صورتيها ب طريقة جميلة كأنها لوحة وواضح فيها كل التفاصيل و المشاعر تسلم ايديك علي الطاقة الايجابية اللي اديتيهالنا من خلال المشاهد دي
اعتقد الدنيا بدأت تستقر مع فريدة و الحياة مابتخلاش من المشاكل و العقبات و درجة التفاهم مع شريك الحياة هي اللي بتخلينا نقدر نتغلب عليها و نكمل الطريق
الاجواء الروحانية اللي صورتيها في الفصل للعمرة كانت روعة
فادي و علية و فرحتهم باجتماعهم مع بعض بعد الحيرة و القلق و شعور فادي مع علية و شعوره مع اماني اكيد التكافؤ و التفاهم مهم في اختيار شريك الحياة
منتظرة اشوف عمر و طموحه و قراراته هتأثر عليه ازاي و هترسي معاه علي ايه ...الواطي😁😁😁
تسلم ايديك يا قمر ❤❤❤


وسام عبد السميع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.