آخر 10 مشاركات
236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-20, 04:16 AM   #791

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء حسانى مشاهدة المشاركة
فدوى وفريدة عيشيين فى العسل ربنا يديمها عليهم😂😂😂😂
ويبعد عنهم هبه 😜😜
مواجهة فادى وامانى رائعة بصراحة انا عجبتنى امانى وشجعتها وكلامها والردود القوية والصريحة وانا شيفاها إنها بتعوض نفسها وعمرها الى فات وهى مغلطتش الى غلط إنه مسألش عليها وصدقها .
هى كانت محتاجاله وهو كان محتجلها أكتر الاتنين متساويين فى الغلط.
وفعلا زى ما قال تيمور لو هى مصدمتهوش دلوقتى بالى عرفة كان صدمها لو مشاعرة اتغيرت لوحدة غيرها أو اشتاق للاطفال ودا أكيد كان حيحصل 🙂
فصل رائع وجميل دايما بتبهرينا اكتر موفقة 🥰🥰🥰🥰🥰
تسلميلي ياشيماء سعيدة أنه عجبك⁦♥️⁩
طبعا انتي عارفة أن العسل مش هيدوم كتير 😂هو ده حال الدنيا
طبعا فادي وأماني الاتنين غلطوا وتحليل تيمور لقصتهم مظبوووط تماما هو كان بيدور علي حاجة وهي بتدور علي حاجة والمصالح اتقابلت استمرارهم كان مستحيل وحد فيهم كان هيجرح التاني في يوم
أماني اختصرتها لما قالت بعد عشر سنين هتبقي انت في الاربعين وانا في الستين
الخريف والربيع عمرهم مايتقابلوا وربنا يعوض كل واحد بعيد عن التاني 💗💗
بالنسبالي أماني هي بطلة الموقف وعمري ما شفتها مدانة اد ماشفتها ضحية نفسها وظروفها💔


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-20, 10:45 PM   #792

عباد الرحمن3hebashah_1

? العضوٌ??? » 460472
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 40
?  نُقآطِيْ » عباد الرحمن3hebashah_1 is on a distinguished road
افتراضي

وحشتينا فينك حبيبتى الكاتبة الجميلة والمبدعة وفين اقتباساتك

عباد الرحمن3hebashah_1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 12:15 AM   #793

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباد الرحمن3hebashah_1 مشاهدة المشاركة
وحشتينا فينك حبيبتى الكاتبة الجميلة والمبدعة وفين اقتباساتك
حبيبتي 💖 معلش انشغلت طول الاسبوع في الكتابة مكنش فيه وقت خالص بأذن الله الفصل ينزل بكرة🌺


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 08:59 AM   #794

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 01:28 PM   #795

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور مسائك سعاده يا جميله 🌼🌼

نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 02:22 PM   #796

حنان الرزقي

? العضوٌ??? » 315226
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 755
?  نُقآطِيْ » حنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور بالتوفيق لك كاتبتنا الجميلة

حنان الرزقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 02:51 PM   #797

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهاردة بأذن الله هينزل الفصلين
الثالث والعشرون والرابع والعشرون
أتمني يعجبوكم واتمني من المتابعات
الصامتات التفاعل بلايك وكومنت
لان ده بيفرق معايا وأكيد بيأثرعلي نسب المشاهدة
قراءة ممتعة بأذن الله


الفصل الثالث والعشرون

هناك علاقات هشة... أساسها غير ثابت... ليس له قواعد صلبة ... كبيوت جميلة من الرمال تتهاوي مع أول موجةعالية تهب عليها ...
أي علاقة لها عدة أركان لتكتمل وتستطيع مواجهة صعوبات الحياة... ربما يسقط ركن وتكتمل العلاقة غير متأثرة ولكن أن تسقط عدة اركان فهذا يعني استحالة إكتمالها فتصبح كبناء بلا أعمدة أو قواعد يسقط مع أول موجة من الرياح

والزواج هكذا له أركان تدعمه ضد تقلبات الحياة وعوامل الزمن كالتكافؤ الإجتماعي والعمري...
كتقارب وجهات النظر والتفكير...
كالحياة معا تحت سقف واحد ومواجهة صعوبات الحياة كالمشاركة في المسئوليات والتعرض لضغوط الحياة معا

خرجت أماني من باب المقهي العصري بوجه جامد خالي من التعبير
الضغط والقلق والتوتر الذي صاحب الفترة السابقة كان صعبا عليها ...
أدركت مؤخراً انها لن تتمكن من البقاء في هذه الحياة كثيراً...
أعصابها لن تتحمل الغيرة وفقد الثقة في النفس
كلما كانت تري توهجه وحيويته كانت تشعر بالإنكماش والضمور ....
حالة غريبة أصابتها مع فادي رغم أنها تعرفت بالفعل علي رجال أصغر منها ولكن لأول مرة يكون الفرق بهذا الإتساع ولأول مرة تشعر هي بهذا الإهتزاز
حتي في زواجها الثاني والذي كان يصغرها بعشر سنوات لم تشعر بهذا الشعور
كانت الفترة الماضية تشعر بالإختناق... ورغم أنها لم تكن تحب أن تنتهي قصتها معه بهذا الشكل إلا أن ماحدث قد حدث وعليها أن تستعيد نفسها التي فقدتها الفترة السابقة بعد أن أستنزفت كل طاقتها ....
استقلت سيارتها وانطلقت بها وهي تشعر بشعورين متضادين الاول هو ان هناك شيء عزيز ضاع منها ...والثاني ان روحها تحررت من دوامة التصنع والتكلف التي كانت تعيشها لفترة طويلة

النضج فقط هو من يجعلنا نتخذ أكثر القرارات المخالفة لأهواءنا ونمضي فيها قدما حين ندرك أن في مخالفة هوانا النجاة من الغرق فمهما أحب الإنسان شخصا فيبقي حبه لنفسه هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها لذلك لا تلوم نفسها الان علي ماحدث

أما فادي فكان جالساً في مكانه... بعد أن نطق كلمته الأخيرة لها بقي شارداً ساهماً لايعلم كيف فعل مافعل ولا هل فعل الصواب أم الخطأ ولكن ما تأكد منه أنه لن ينسي لها مافعلته معه أبداً...ولن ينسي لنفسه انه كان مغفلاً

*****************
بعد الظهيرة

دخل فادي إلي المنزل فوجد فدوي في المطبخ تعد طعام الغداء وما أن شعرت بدخوله حتي خرجت إليه فقد علمت من فريدة ماحدث معه وحين حاولت الكلام معه قال لها أنه يريد أن يفكر بمفرده بلا ضغط من أحد وما أن رأت ملامح وجهه المكفهرة حتي قالت له بقلق وهي تُجفف يديها المُبللتين في المنشفة :"ماذا بك فادي؟..."
نظر إليها نظرة تائهة ثم قال لها وهو يتجه نحو غرفته:"لقد طلقت أماني..."
ثم أغلق باب غرفته خلفه أعقبه صوت تكة المفتاح
أما فدوي فبقت في مكانها مُتسعة العينين تنظر في أثره فرغم اعتراضها علي زيجته الغير متكافئة من وجهة نظرها إلا أنها لم تكن تتمني لشقيقها أن يمر بهذه التجربة الصعبة ولم تكن تعلم أنها ستحزن هكذا فور معرفتها بهذه الخبر...
تركت ماكانت تفعله واتصلت بفريدة حتي تحكي لها ماحدث ليصيب الأخيرة ما أصاب أختها حزنا علي شقيقهما الأصغر

***************

صباح الخميس

دلفت أماني إلي المصرف بأناقتها المُعتادة ولكن وجهها كان يبدو به شيء مُختلف... باهت ومنطفيء
دخلت إلي مكتبها لتجمع كل مايخصها فمن أول الأسبوع المقبل ستتسلم عملها في الفرع الجديد بعد الموافقة علي قرار نقلها....
أخذت تجمع كل مايخصها في حقيبة خاصة ثم أخذت بعض الملفات التي كانت في عهدتها حتي تسلمها لرئيسها المباشر ...دقات علي باب حجرتها إنتبهت لها قائلة بصوت عالي :"تفضل..."

وما أن فُتِح الباب حتي وجدت معظم زملاؤها الذين وصلهم خبر رحيلها يأتون ليودعوها ومن بينهم كان مجموعة الشباب الصغار زملاء فادي ....هاني ورضوي وتسنيم وعلية وغيرهم ....
وبعد بعض المجاملات الرقيقة والوعود الزائفة بلقاءات إسبوعية لن يتفرغ لها أحد من الأساس في غمرة إنشغال الجميع في دوامة الحياة إنصرف الجميع وكان في مؤخرتهم علية ورضوي فقالت لهما أماني بصوت متردد:"هل فادي لم يحضر اليوم؟؟"
قالت لها رضوي وهي تنظر في عمق عينيها المتعبتين:"هو لم يأتي من أول الأسبوع...."
عضت أماني علي شفتها قائلة بحشرجة ظهرت في صوتها رغما عنها :"أبلغاه سلامي...."
أومأت لها كلتاهما وبداخلهما في نفس الوقت نمي شعور من عدم الإرتياح فنظرت كل منهما إلي الأخري نظرة خاطفة بعد أن إبتسمت كل منهما لأماني إبتسامة باهتة ..

بعد أن أنهت تسليم كل عهدتها وقفت في وسط مكتبها الذي لم يعد مكتبها وهي تنظر إلي جميع الأرجاء و تشعر كم ستفتقد المكان بأشخاصه ولكنها تعلم في قرارة نفسها أن هذه نهايتها في هذا المكان وغدا ستكون بدايتها في مكان أخر فهكذا هي الحياة

************
في معرض الأثاث العصري

وقفت فدوي مع سامر في معرض الأثاث يشاهدان معا غُرف النوم والسفرة.... فبعد ان ذهبت الي المركز لتنجز بعض الاعمال بدلا منه لانشغاله في الشقة مع العمال فاجأها بالحضور وطلب منها مرافقته للمعرض

جميع الأشكال كانت متواجده في المعرض الواسع الممتليء وأعجبت فدوي بالكثير منها فقال لها سامر وهما يقفان بجوار صالون عصري يجمع مابين العصرية والفخامة :"هذا جميل أيضا فدوي مارأيك؟..."
قالت له بحيرة :"لقد احترت حقا كل شيء هنا رائع.." قال لها وهو يجلس علي المقعد الوثير ذا اللون الموف المتداخل معه اللون الرمادي بأناقة :"أنا أعجبني هذا جدا...."
قالت له وهي تقف أمامه:"عامة مازال أمامنا وقتاً لنري في أماكن ثانية ونقارن.."
إستقام واقفاً وقال لها بجدية:"لماذا يافدوي نري في أماكن أخري المعرض هنا بالفعل أعجبنا به كل شيء وليس هناك وقت كما تقولين فالعمال يعملون بكل طاقتهم في الشقة فنحجز ما حاز علي إعجابنا وما أن ينهوا العمال ننقل الأثاث مباشرة..."
قالت له بعينين يملؤهما الحزن:"سامر أنا أشعر بالإحراج اننا نُجهز أنفسنا ونستعد للزواج في ظل الظروف التي يمر بها فادي..."
قال لها متفهما:"حبيبتي فادي بأذن الله سيتجاوزهذه الأزمة قريباً ثم أنه لن يضايقه ان نتزوج أنتِ شقيقته ويتمني لكِ السعادة..."
قالت له في محاولة منها لتأجيل استعدادهم للزواج:"ماذا لو أجلنا فترة حتي يتجاوز هو هذه المحنة؟.."
قال لها بعدم اقتناع :"حسناً فدوي أنا سأتحدث معه وأري إن كان فعلا يؤيد التأجيل أم لا ... ثم قال لها بشقاوة مُغيراً الموضوع :لم نري غُرف الأطفال كنا سننسي أهم غُرفة..."
ابتسمت قائلة:"هيا لنراها أذن..."
وما أن دخلا معا الجزأ المخصص لغرف الأطفال بستائرها والعاب الأطفال المتناثرة حتي رق قلبها فجأة وداهمها هذا الاشتياق القديم لطفل يسكن ضلوعها ويكون ملكا لها ورأي سامر في عينيها اشتياقها وهي لاتعلم انه يحمل في قلبه شوقا مماثلاً لشوقها

****************
ظهيرة يوم الجُمعة

وقفت فريدة في المطبخ مع عايدة تجهزان طعام الغداء فبعد أن عادت هي وتيمور من سفرتهم يوم الإثنين الماضي ولما يتقابلا ثانية هي انشغلت مع أبناءها وعودتهم للدراسة بعد هذه الأجازة القصيرة واستعدادهم لاداء امتحانات نهاية العام وانشغلت ايضا مع فادي بعد انفصاله .... وهو كذلك إنشغل مع بناته حتي لايشعرن بإنصرافه عنهن وذهب بشروق إلي جلستها النفسية التي اطمئن من دكتورة نادية أن الأمور اصبحت تسير في تحسن
فاقترح علي فريدة أن يجتمعو اليوم في منزل والده يتناولون الغداء جميعاً حتي يتقاربوا بشكل أكبر

قالت عايدة بمودة وهي تجلس علي المقعد تقطع الخضروات بينما فريدة تتولي الوقوف أمام الموقد للطهي :"تيمور قال لي أن طعامك شهي جداً..."
قالت لها مبتسمة وهي ترفع خصلة من شعرها خلف اذنها :"أتمني أن يعجبك.."
دخل تيمور عليهم في هذه اللحظة قائلاً:"سنذهب جميعاً للصلاة هل تريدون شيء من الخارج ..."
قالت له عايدة:"إسأل فريدة إن كان البيت ينقصه شيء هي أدري مني..."
فقالت له فريدة:"لا كل شيء موجود...."
قال لها:"حسناً عبدالرحمن سيذهب معنا..."
كان عبدالرحمن بالفعل قد توضأ وينتظر مع الدكتور فؤاد علي باب الحديقة بينما البنات جميعهن يجلسن معا بالداخل لأن الجو حار اليوم في الحديقة...
سار ثلاثتهم إلي المسجد وكان الجو حار كثيراً
يحاول تيمور أن يجتذب أطراف الحديث مع عبدالرحمن فقال له :"كيف حال دراستك؟؟"
قال له عبدالرحمن بنبرة عادية:"بخير الحمد لله "
كان الدكتور فؤاد في الأونة الأخيرة بدأ يشعر بثقل في قدمه فكان يمشي ببطء فلاحظه عبدالرحمن فأحاط ذراعه بكلتا يديه فنظر إليه الدكتور فؤاد مٌبتسماً فهو يشعر بأن هذا الولد كأحفاده بالضبط وما أن دلفا إلي المسجد ووجدا الشيخ علي يصعد علي المنبر يفتتح خطبته حتي إبتسم عبدالرحمن ما أن جائت عينيه في عينيه ففي الأونة الأخيرة أصبح ما أن يأتي إلي المسجد حتي يراه ويجلس معه قليلاً يتحدثان في مختلف الأمور وعندما يحتاج إستشارته في شيء هام يتصل به هاتفياً

جلس عبدالرحمن بجوار جده فؤاد وبجوار فؤاد من الجهة الأخري جلس تيمور وبدأ الشيخ علي خطبته التي كانت تتحدث عن بر الوالدين

***************
بعد المغرب في منزل الدكتور فؤاد

بعد أن تناولوا جميعا الغداء الشهي الذي أعدته فريدة بمساعدة عايدة حتي جلسوا جميعا في غرفة المعيشة المفتوحة علي غرفة الصالون الأنيق الذي يُذكِر من يجلس فيه بكل روائح الزمن الجميل ...
الحقيقة أن شقة الدكتور فؤاد كل مافيها يوحي بذلك ... الأثاث الراقي القديم الذي يعطيه الزمن رونقاً وألوان الحوائط الدافئة التي يجددها كل عدة سنوات بنفس الألوان لا يملك من يجلس في شقته سوي الإنبهار والراحة والسكينة لذلك لم تكن فريدة ولا أبناءها يملوا أبداً من الجلوس لديه....

جلست شروق مع عبدالرحمن علي أريكة الصالون يذاكران معا مادة اللغة العربية التي اشتكت منها شروق كثيراً ووعدها عبدالرحمن أن يساعدها
قال لها بجدية مُعلم مُخضرم وهو يفتح كتابه الخاص :"من أين تريدين البدء؟..."
قالت له بتذمر:"حقيقة أنا لا أريد أن أبدأ لست متحمسة.." قال لها بنفس النبرة الهادئة الواثقة:"قولي ما أكثر شيء تستصعبيه ونبدأ به ..."
قالت له وهي ترفع شعرها الناعم في عقدة أعلي رأسها:"حسنا نبدأ بالإعراب ...أعرف كل القواعد ولكن عند التطبيق أقوم بالإعراب بشكل خاطيء.."
كان يجلس في مقابلهم في غرفة المعيشة الدكتور فؤاد علي مقعده الخاص الهزاز يرتدي نظارته ويشاهد مع عايدة التي تجلس علي المقعد المجاور له حلقة من المسلسل التاريخي الذي يتابعانه بينما تجلس الثلاث بنات سمر وسهر وشمس علي الأريكة الواسعة يشاهدان علي اللاب توب حلقة من المسلسل الذي يناقش قصص اربعة بنات بشكل عصري

أما فريدة وتيمور يجلسان علي الأريكة الصغيرة وبينهما شيري.... كان يفتح هاتفه علي صورالشقق التي أرسلها له صاحب مكتب الxxxxات ويشاهدانها معا
كان الجو أسرياً بجدارة فالدكتور فؤاد هو خير نموذج للجد العاقل ذا الشخصية الطيبة الحازمة في نفس الوقت والجدة عايدة كانت إمرأة طيبة يبدو علي وجهها البشاشة ولم تكن من محبي الكلام الكثير كانت كلماتها دائما ضمنية بسيطة وابتسامتها الجميلة هي باقي الرد علي أي كلام وأطفال في هذا السن لم يكونوا يحتاجون إلا هذا الدفء الذي يشملهم رغم برودة الجو التي يبعثها المُكيف وهذا الشعور لم يتغافل عنه عبدالرحمن ولا أخوته ولم تتغافل عنه شروق وهي تشعر بجو من البهجة يحيطهم رغم شعورها بالضيق لأنها لم تكن تريد لوالدها الزواج لا من فريدة ولا غيرها ولكنها أيضا لا تستطيع الإنكار أنها كانت تفتقد بشدة هذا الجو الأسري الدافئ والصخب اللذيذ الذي يحيط بهم عوضاً عن الإنعزال الذي عاشوه لسنوات في الغربة
ربما هي سنوات الغربة من زادت من إلتصاقهم بوالدهم هكذا فلم يكونوا يتعاملون مع أحد ولم يكن لهم دائرة علاقات ....إلي جانب شعورها بالراحة لوجود رفيق كعبدالرحمن يتفهم طبيعة شخصيتها حيث لم تستطيع حتي الآن تكوين صداقات حقيقية وأختيها تشعر بأن عقلهم غير عقلها أما عبدالرحمن بعقله الكبير تشعر أنه يلائمها كصديق بشكل أكبر ....
غفت شيري وهي تستند برأسها علي كتف والدها فاحتضنها تيمور تلقائياً وقال لفريدة :"مارأيك في الشقق التي شاهدناها؟.."
قالت له بهدوء وهي تجلس بجواره بألفة وتثني ساقيها تحتها:"تيمور الشقق جيدة ولكنها صغيرة كلها لا تتعدي الأربعة غرف..."
قال لها ليقنعها:"لا يوجد عدد أكبر يافريدة نستطيع ان نقفل غرفة من الإستقبال ثم أشار لها علي أخر صورة:الشقة الأخيرة هذه الأستقبال بها واسع .."
قالت له :"نحتاج أيضا إلي إستقبال واسع لأن عددنا في البيت لن يكون قليل فنحتاج مساحة واسعة..."
كانت تتحدث معه بصوت منخفض وهي تميل نحوه لتنظر في الصور الموجودة علي هاتفه فهمس بجوار أذنها :"إشتقت لكِ بسكوتتي...."
تلون وجهها فجأة خشية أن يسمعهما أحد فنظرت حولها فلم تجد أحد يلتفت لهما فلملمت إبتسامة تحمل من الشوق اليه ماتحمله نظرة عينيه هذه وأكملت كلامها كأنها لم تسمعه :"حاول أن تبحث ثانية....."
إقتربت منهما عايدة لتجلس بجوار تيمور من الجهة الأخري وتضع يدها التي تملؤها التجاعيد علي يده قائلة بابتسامتها الهادئة:"حبيبي مايجعلكما في ضغط البحث عن شقة كبيرة هو أنكم تضعونا أنا ووالدك في الحسبان ثم نظرت إلي فريدة قائلة بمودة:الدكتور فؤاد لديه شقته بالفعل ويمكن أن يظل فيها وتتبعوا نفس النظام الذي تتبعوه الآن وهو تقسيم الأيام بينكم وبين شهاب وإياد ثم نظرت إلي تيمور قائلة ببساطة:أما أنا فلدي شقتي أستطيع العودة والجلوس فيها فقد إنتهت مهمتي وفريدة بأذن الله ستكون مكاني...."
نظر إليها تيمور بذهول وقبل أن ينطق قالت فريدة باستنكار:"كيف تعيشي معهم ستة أعوام وتقومين برعايتهم ثم تتركيهم ببساطة هكذا فقط لأنني أتيت؟...
ثم من قال أن وجودي يغني عن وجودك حضرتك كوالدة لتيمور ولي أيضا كيف نتركك تجلسين بمفردك..."
قالت عايدة بحرج:"حبيبتي يافريدة أعزك الله وأنتِ مثل أبنة لي ولكني لا أريد أن أثقل عليكم بحملي ..."
قال لها تيموروهو ينظر إليها بحب بعد أن نظر إلي فريدة بأعجاب لحسن تصرفها :"حبيبتي أنتِ أمي الثانية ولن نستغني عنكِ جميعاً كما قالت فريدة ...نحن من الاساس لن نستطيع العيش بدونك..."
إبتسمت له وقد لمعت عينيها بالدموع فهي بالفعل كانت تشعر بالحرج من أن تمكث معهم عقب إنتقالهم لبيت جديد ورغم أنها كانت لا تعلم كيف ستعيش بمفردها ولكن رأت أن ذلك مايستوجب عليها فعله أما الآن بتمسكهم هذا بها فشعرت أنها بالفعل لها أبناء وأدركت أن الأبناء ليسوا فقط من تنجبهم فهناك من تنجب ويكبر أبناءها وينشغلون عنها ولكن الأم من رعت بقلبها فأحسن لها الأبن ولم ينسي تعبها ...
قَبَلَ تيمور يدها التي تضعها علي يده
أما فريدة فشردت عنهم قليلاً... ان عقلها يقوم بعمل تجاهل لرد فعل عمر حين يعلم بزواجها....
تتصرف وكأنه ليس موجوداً في حياتهم وسيعود بعد بضعة أسابيع ليعلم بماحدث.....
تتجاهل ردة فعله تجاه الأولاد....تبحث عن بيت ليضمهم جميعاً وتتجاهل هل هو من الأساس سيترك هذا يحدث أم سيعترض وربما يحاول أخذهم منها ....
إعتمدت علي تمسك أبناءها بها وارتباطهم بها بحكم أنها هي من ربتهم وحدها وكانوا ضيوفاً غير دائمين علي والدهم ...
حيلة دفاعية قام بها عقلها وهي إقصاء عمر تماماً عن المشهد....حين تتعارض الرغبات ويكون كلاهما ذا أهمية ويكون عليك الإختيار ولا تستطيع لوجود عائق وقتها يقوم عقلك لا اراديا بإلغاء هذا العائق والتصرف كأنه لم يكن.... ولكن إلي متي ستستطيع إقصاؤه وتجاهله ....إلي متي؟؟؟
:"فريدة...."
إنتفضت حين انتزعها صوته من شرودها فقالت له وعقلها مازال في حالة الإستفاقة المُباغتة لحقيقة وجود شبح عمر في حياتها :"نعم..."
قال لها باهتمام:"في ماذا شردتِ كنت أكلمك ..."
قالت له وهي تنظر الي عينيه مباشرة:"لا أبداً غالباً إرهاق اليوم ..."
نظر إلي شروق وعبدالرحمن المنهمكان في المذاكرة بجدية وقال لها:"ماأن ينتهوا أصعدي لترتاحي ثم أردف قائلاً:هل تلاحظين علي شروق أي تحسن؟"
قالت له باهتمام:"بالطبع... الفترة الأخيرة أشعر بها أفضل كثيراً حتي في تعاملها معي أصبحت أقل حدة...."
زفر قائلاً:"حمداً لله وعبدالرحمن أيضا أشعر به بدأ يتقبل وجودي ويتبادل معي الحوار قليلاً عن ذي قبل ..." إبتسمت له وأومأت برأسها في حين كانت سمر تتحدث هاتفياً مع أحد وما أن أنهت حوارها حتي جاءت لتجلس علي ذراع الأريكة بجوار والدتها قائلة:"أمي هناك صديقات لي يقومون بتكوين مجموعة في بيت إحداهما لمراجعة مادة العلوم وأنتِ تعلمين أنني ضعيفة بها أريد أن أأخذ معهم..."
قالت لها فريدة وهي ترفع وجهها اليها:"سمر أنتِ تعرفين أن مبدأ دخولك بيت أحد لا نعرفه ممنوع...."
قالت سمر بتململ:"إنها صديقتي أمي..."
قالت لها فريدة بحزم:"حتي لو صديقتك ولا أعرفها ولا أعرف أسرتها كيف أتركك عندهم ...أنا سأذاكر معكِ حبيبتي..."
قالت سمر بضجر:"أمي أنتِ لا تجيدين مذاكرة مادة العلوم علي وجه التحديد..."
تدخل تيمور قائلاً بابتسامة حلوة:"أعتقد إنني أجيد هذا ياسمورة مارأيك لو تجربين حصة واحدة وإن لم تستوعبي أعدك سأقنع والدتك أن تأخذي مع صديقاتك..." نظرت له سمر بقلة حيلة قائلة:"حسناً أنكل نجرب حصة..." ثم عادت إلي مقعدها وقد فشلت محاولتها لأخذ الدرس مع صديقاتها..
أما فريدة فنظرت إلي شمس الشاردة بجوار سهر وسمر ووجهها يتلون باللون الأصفر... كانت منذ الصباح شاحبة فرجحت فريدة أن تكون جائعة أو ينقص جسمها السوائل نظرا لحرارة الجو ولكن هاهم تناولوا الطعام وبعده العصائر والفاكهة وما زالت علي حالتها فاستقامت فريدة واتجهت إليها ومالت عليها قائلة لها باهتمام :"شموسة حبيبتي أريدك بالداخل قليلاً..."
نظرت إليها الفتاة الصغيرة التي لم تكمل الثالثة عشرة بعد بوجهها الأبيض المائل للإصفرار وبعينين مُرهقتين وقالت لها :"حسناً..."
أخذتها فريدة إلي حجرة تيمور وما أن جلست بجوارها علي طرف الفراش حتي قالت لها بحنان أمومي:"مابكِ حبيبتي؟..."
قالت شمس متفاجئة:"أيبدو علي أن بي شيء؟."
شعرت فريدة بالإرتياب منها فقالت بهدوء حذر:"نعم شمس يبدو عليكِ ..لا تخافي حبيبتي وقولي لي مابكِ..." في هذه اللحظة شعرت شمس أنها بالفعل تريد النصيحة فقررت أن تقص عليها مايؤرقها ...."
أخذت شمس تقص علي فريدة بحرج شديد مابها وما أن أنهت حديثها حتي ربتت فريدة علي شعرها بحنان قائلة:"حبيبتي ماحدث معك يحدث مع كل البنات في سنك أنتِ فقط لابد أن تستخدمي أنواع مناسبة لبشرتك الحساسة وتهتمي إهتمام خاص في هذه الأيام وتأخذي فيتامينات لأن بنيتك ضعيفة قليلاً..."
قالت لها شمس بحرج:"أنا أستخدم نفس النوع الذي تستخدمه شروق وتقول أنه جيد.."
قالت لها :"مايناسبها ربما لايناسبك ويبدو أن بشرتك حساسة أنا سأحضر لكِ نوع بأذن الله يناسبك ... ثم أردفت بحنان:لو كنتِ قلتِ من البداية لجدتك عايدة كانت ستشير عليكِ بهذا..."
قالت لها البنت وهي تخفض عينيها للأرض خجلاً:"قلت لها ولكنها قالت انها نست هذه الأشياء ولا تعلم شيء عن الجديد..."
قالت فريدة بابتسامة داعمة:"حسناً حبيبتي لايهم حين تحتاجين إلي أي شيء قولي لي ولا تحرجي.... وإذا إستمر معك هذا الإضطراب للشهر القادم سأأخذك إلي طبيب لأن في بداية الأمر يكون هناك فعلا عدم إنتظام ولكن إن حدث ثانية سنكشف عند طبيب مختص...ثم أردفت:إنتظريني سأحضرلك من الأعلي شريط فيتامين وبعض الفوط القطنية التي تناسبك ..."
قالت شمس بإحراج وهي تنظر اليها بتوسل:"لا تقولي أمام أبي لإني أخجل منه .."
إبتسمت فريدة قائلة:"حسناً حبيبتي لاتقلقي ..إنتظريني لن أتأخر عليكِ...."
إستقامت فريدة وتركت البنت وخرجت وما أن أغلقت الباب حتي وجدت تيمور أمامها في الرواق فقال لها:"ماذا هناك ماذا بها شمس؟."
قالت له بنصف ابتسامة :"لاشيء كنا نتحدث قليلاً.."
قال لها بقلق :"أشعر أن بها شيء..."
قالت لتطمئنه :"شيء يخص البنات في هذه المرحلة ومحرجة منك وأنا سأتولاه لاتقلق...."
قال لها وقد فهم مقصدها:"هل أنتِ متأكدة أنها لا تحتاجني ؟.."
قالت له ضاحكة:"هي أصلا محرجة منك فلا تحرجها أكثر وأنا كما قلت لك سأتابع معها ثم مسدت علي كتفه قائلة:لا تقلق ثق بي..."
منحها إبتسامة رائعة ومرر ظاهر كفه علي وجنتها قبل أن تقول له وهي تتحرك:"سأحضر شئ من الأعلي وأنزل مباشرة.."
أومأ لها برأسه ولم يستطيع ألا يدخل لشمس ففتح باب الغرفة ليجدها تجلس بتوترعلي طرف الفراش فجلس بجوارها ولم يفعل سوي أن ضمها إلي صدره دون كلام فليس في كل الأمور يستطيع الأب التدخل فمهما كانت درجة الإرتباط بين الأب وبناته يأتي وقت يحتجن للأم لتكون لهن خير مرشد ..
**************** يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 02:54 PM   #798

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الأحد

جلس فادي بشرود علي مكتبه يحتسي من كوب الشاي خاصته قبل بدء مواعيد العمل في الوقت الذي دخلت فيه علية وجلست بجواره بهدوء كعادتها قائلة بوجه عليه علامات إستفهام كثيرة :"صباح الخير فادي كيف حالك .."
قال لها باقتضاب:"صباح الخير علية.."
قالت له باهتمام :"لما تغيبت طوال الأسبوع الماضي ولم تكن ترد علي أحد لقد قلقنا عليك..."
وضع كوب الشاي خاصته ونظر إلي عينيها التي يبدو بهما قلقاً حقيقياً وتساؤلات وقال لها بنبرة جادة:"كان عندي ظرف خاص ..."
قالت له باهتمام:"هل لي أن أعرفه أشعر أنك لست علي مايرام...."
نظر إليها نظرة طويلة صامتة ..منذ إرتداءها للحجاب وهي يحيط وجهها هالة من الملائكية ..
إقتربت بمقعدها خطوة واحدة منه حتي أصبحت تجلس بجواره لايفصل بينهما سوي القليل ونظرت في عمق عينيه قائلة:"ماذا بك فادي ربما أستطيع مساعدتك..." نظر إلي عينيها الواسعتين المكحلتين بعناية ورأي بهما براءة غير عادية...
براءة لم يراها في فتاة من قبل وسمح لنفسه أن يعترف بداخله بشيء هام وهو أن علية يبدو أنها تشعر تجاهه بمشاعر خاصة تماما كما كان يشعر من رضوي ولكنه كان يتجاهلها حتي لا تتعلق به وهي كأخته وكذلك علية لايريدها أن تتعلق به ليس لأنها كأخته ولكن لأنه لايستحق أن تعجب به بهذا الشكل وتأمل به وهو مليء بالعقد التي إكتشفها مؤخراً....شعر بالذنب تجاه علية أنه أخفي عنها زواجه وتركها تتعلق به... ربما لو كانت تعلم من البداية انه كان متزوجاً لما تعلقت به ...
والآن وبعد إنتهاء علاقته بأماني فهو ليس لديه مايعطيه لأي أحد ....لابد ألا تتعلق به علية أكثر من ذلك وخاصة في هذه المرحلة التي يعيشها بعدم إتزان فقال لها بتردد :"هناك شيء لم يكن أحد يعلمه... لم أخبر به أحد علي الإطلاق وهو أنني كنت متزوجاً...."

كالمطرقة هبطت الكلمات فوق رأسها مع طنين في الأذن وكأنها لم تسمع كلماته جيداً...
لم تستطع التحكم في ملامح وجهها لتجعلها حيادية أو بلا تعبير فقالت له بصدمة:"ماذا قلت؟"
قال لها وهو مستعد لإلقاء مافي جعبته علها تدرك أنه لا أمل من التعلق به...وربما كان يريد أن يخرج مابداخله كنوع من الفضفضة وربما رغبة داخلية خفية في أن تعرف حالته الإجتماعية ليري ردة فعلها
قال لها مرة أخري ببطء وهدوء:"أقول. أنني .كنت. متزوجاً..."
لم تعرف بماذا ترد عليه ولا مالمفترض أن تقوله
كل ماشعرت به أنها تريد أن تصفعه علي وجهه بقوة قالت له في محاولة منها لإبداء رد فعل طبيعي عوضاً عن صدمتها هذه:"كنت...كيف يعني كنت ولما كنت تخفي هذا الأمر؟؟.."
قال لها وهو يزفر زفرة حارة:"كنت لأنني طلقت الإسبوع الماضي...وأخفيت لسبب خاص بي وبها ...."
عضت علي شفتها السفلي بقهر ولمعت الدموع رغما عنها في عينيها ولم تعرف ماذا تقول ولكنها كان لابد أن تتكلم فأجلت صوتها قائلة بلهجة فشلت في أن تبدو طبيعية:"حاول أن تصلح الأمر وإن كانت تحبك حتما ستعود..."
قال لها بإنهاك :"لاهي ستعود ولا أنا سأحاول الإصلاح.."
أومأت له برأسها بوجوم ثم استقامت قائلة :"بعد إذنك ...."
كانت ملامح وجهها تغني عن أي كلام
لم تكن بكامل تركيزها حتي انها اصطدمت برضوي التي كانت في طريقها إلي مكتبها ولكنها لم تعيرها إنتباه وهي تتجه نحو الحمام ....وضعت رضوي حقيبتها علي المكتب وقالت لتسنيم التي كانت متواجدة منذ فترة وتابعت حديث فادي وعلية ولكنها لم تسمع منه شيء
فقط كانت تري الوجوه الواجمة وحركات الشفاه المتوترة :"ماذا بها؟؟"
قالت لها تسنيم وهي تهز كتفيها:"لا أعلم كانت تتحدث معه وبعدها قامت كما رأيتِ ...."
تركتها رضوي واتجهت إلي الحمام وما أن فتحت الباب حتي وجدت علية تقف أمام المرأة تبكي بحرقة شديدة ....فاقتربت منها قائلة بخوف حقيقي :"علية ماذا بكِ؟" نظرت إليها علية بملامح تقطع نياط القلب وقالت لها وهي ترتمي بين ذراعيها:"فادي...فادي يارضوي كان متزوج.."
جحظت عيني رضوي من الصدمة... لدقيقة ظلت صامتة وما أن وجدت صوتها حتي قالت:"كيف يعني كان متزوج؟"
قالت لها والدموع تنهمر من عينيها بغزارة:"كان متزوج له فترة ولم يقل لأحد وطلق زوجته الأسبوع الماضي لذلك كان متغيباً...."
أخذت رضوي تمسد علي ظهرها حتي تهدأ ولكنها لازالت في حالة صدمة....فادي متزوج له فترة !ولم يقل لأحد! ومؤخراً طلق!....علامات تعجب كثيرة أمام هذا الموضوع...حاولت تجاوز حالة الصدمة وقالت لعلية:"هو من أخبرك بذلك؟"
قالت لها من بين دموعها :"نعم...."
قالت لها بتعاطف:"هل أحببتيه لهذه الدرجة؟"
علي صوت نشيجها قائلة:"نعم..."
قالت لها رضوي بنبرة هادئة:"حسناً حبيبتي لابد أن تهدأي الآن وتغسلي وجهك ولايظهر عليكِ أي إنفعال لايجب أن يراكِ هكذا.."
قالت لها وهي تبتعد عنها وتتجه نحو صنبور الماء بعزم:"لا لن أستطيع... سأأخذ إذنا وأرحل ..."

أغلقت علية الصنبور ووقفت تجفف وجهها وهي تعلم أنها فعلا لن تستطيع أن تكمل اليوم... أعصابها لن تتحمل..وبالفعل تركت رضوي واجمة تتسائل لما فعل فادي ذلك ....
تشعر بالحزن من أجل علية فبرغم أنها كانت في البداية لاتستسيغها إلا أنها مع العشرة أدركت كم هي فتاة طيبة وعلي سجيتها

ورغما عنها شرد ذهنها في إتجاه أخر هل هذا هو فادي الذي عاشت سنوات تشعر تجاهه بمشاعر خاصة؟
هل هذا من حزنت لأنه لاينتبه لها؟
هل هذا من تمنت يوماً أن ترتبط به؟
ماذا لو كانت تعلقت به أكثر ؟
ماذا لو لم تكن إرتبطت بهاني وملء فراغ حياتها هل كانت ستكون مكان علية الآن وعوضاً عن وقفتها بجوارها كانت ستحتاج هي الي من يدعمها...
نظرت أمامها في المرأة لتجد صورتها وهي ترتدي أفضل ثيابها وكيف أصبح لوجود هاني في حياتها تأثيراً إيجابياً ...
لقد أصبحت حيوية ومتجددة مهتمة بنفسها وجهها مُشرق حتي إنها شعرت أن عمرها نقص عدة أعوام ...
قالت بصوت هامس :"حقا...رُب خيرا لم تنله كان شراً لو أتاك..."
فالإنسان أحيانا يعيش وهو يتمني أمنية ولا يعرف أن بها هلاكه إن تحققت وأن الله صرفها عنه لخير له...
إستفاقت من شرودها وخرجت لتبحث عن علية وما أن خرجت لبهو المصرف حتي وجدت هاني أمامها أنيقاً وسيماً كعادته يتقدم نحوها قائلاً:"أين كنتِ وجدت حقيبتك ولم أجدك..."
قالت له بابتسامة صافية :"كنت مع علية بالداخل ..."
قال لها وهو يأخذها ليقفا بعيداً عن الطريق :"ما رأيك لو نعقد القران قريباً حتي نستطيع النزول معاً بحريتنا ونحن ننتقي الأثاث والمفروشات ...ثم أردف بتفهم :لاحظت أن والدك متحفظ قليلاً تجاه هذا الأمر ويخاف عليكِ بشدة ...."
قالت له وهي تشعر أن قلبها سيطير فرحاً :"موافقة ..." إبتسم لها قائلاً:"حسناً سأحدث والدك في المساء وأعرض عليه الأمر ثم اقترب قليلاً تجاه أذنها قائلاً:ولكني أحتاج منكِ دعم للطلب حتي يوافق بسهولة..."
قهقهت ضاحكة من قلبها حتي ظهرت أسنانها البيضاء المتراصة وأنارت ضحكتها وجهها القمحي الصافي الذي يشع بالحيوية وقالت له :"كم تدفع؟"
قال لها بنبرة غير بريئة:"نعقد القران وأدفع مباشرة..." تصنعت أنها لم تفهم مقصده وقالت له :"حسناً سأدعم الطلب لا تقلق...."
قال لها:"حسناً حبيبتي هيا لنعود فالعملاء بدأوا في التوافد بالفعل..."
هم بالإنصراف ولكنها قالت له بعينين تبرقان:"هاني..."
قال لها :"نعم .."
نظرت حولها لتتأكد أن لا أحد يتابعهما فقالت له بنبرة صوت يشوبها بعض الخجل :"أنا أحبك...."
نظر إليها جيداً وهو لايصدق أنها نطقتها لأول مرة...هو قالها كثيراً أما هي فلم تقلها وأخذت وقتا في التفكير حين تقدم لها ففهم أنها ربما تقبله ولكن لم تصل لمرحلة الحب مثله والغريب أنه لم يتعجل الأمر ولكنه لم يكن يتوقع أن تنطقها بهذه السرعة ....
قال لها وهو يبتسم إبتسامة واسعة :"ولم تختاري إلا هذا المكان الذي يعج بالأشخاص حتي تقوليها يارضوي؟"
قالت له بابتسامة صغيرة وبنبرة متأثرة :"شعرت بها ولم أستطيع ألا أقولها..."
قال لها باحساس صادق :"وأنا أيضا أحبك ولن أتوقف عن قولها أو الشعور بها...."

تركته علي وعد بمكالمة منه لوالدها في المساء وما أن عادت إلي مكتبها حتي وجدت علية تأخذ حقيبتها بصمت وتنصرف بعد أن أخذت إذناً للانصراف
أما فادي فكان لايزال علي مكتبه ينظر في أثر علية وهو يدرك أنها تتألم ولكنه كان لابد أن يجعلها تصرف نظر عن التعلق به وهو بكل هذا القدر من التعقيد ....نظرت إليه رضوي بطرف عينها ورأت شروده وكيف يبدو كمن تقدم في العمر عدة أعوام ...ورددت في سرها الأية التي دائما يرددها والدها ... بسم الله الرحيم الرح :"وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا "

*****************
دست المفتاح بحرص في باب الشقة حتي لا ينتبه والديها لرجوعها من العمل بعد أقل من ساعة من ذهابها وبالفعل فتحت الباب بخفة وأغلقته بهدوء وسارت علي أطراف أصابعها حتي غرفتها ولكنها سمعت صوت المذياع من المطبخ ولمحت والدتها وما أن وضعت يدها علي مقبض باب غرفتها حتي وجدت والدتها تخرج من المطبخ وما أن لمحتها الأخيرة حتي شهقت قائلة
:"بسم الله الرحمنالرحيم .... علية لماذا عدت من العمل ياابنتي؟"
أردفت عليه بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا وهي توليها ظهرها :"لا شيء أمي أنا فقط أصابني الصداع فعدت " ثم دلفت إلي غرفتها وأغلقت الباب خلفها...
لم تنطلي هذه الحيلة علي صفاء ودلفت خلف ابنتها والقلق يأكلها وما أن فتحت عليها باب حجرتها ورأت شحوب وجهها حتي أدركت أنها علي حق .....
جلست علي طرف الفراش بجوار علية التي نزعت حجابها والقته بجوارها بإهمال
لم تحتاج والدتها سوي أن ترفع وجه ابنتها اليها لتواجه عينيها حتي انفجرت علية في البكاء لتضمها أمها اليها بقوة وتسألها بلهفة أم عما بها فتلقي علية كل مابها دفعة واحدة
أخذت أمها تربت علي ظهرها بحنان حتي هدأت ثم قالت لها بصوت هاديء في ظاهره حتي تبث في نفس ابنتها الطمأنينة ولكنه لا يعكس لوعة قلبها علي صغيرتها التي أحبت لأول مرة :"حبيبتي هو لم يعدك بشيء ولم يصارحك بشيء واذا كان أخفى أمر زواجه لسبب يخصه فلا دخل لنا به أما الآن فأنتِ تعرفين ظروفه جيدا وحالته الاجتماعية وأصبح واضحا أمامك ومازال ايضا لم يصارحك بشيء فأنا أريد أن تأخذي وقتك في نسيان ماحدث ثم تعودي الي عملك بثقة ولا تجعليه يشعر بأي شيء فإن حدثك في المستقبل في أي شيء يخص مشاعره وانت تري أن باستطاعتك الارتباط برجل سبق له الزواج وقتها يكون لنا كلام آخر أما إن لم تكن لديك هذه القدرة فمن يتقدمون لك ليسوا قليلون تعطي نفسك فرصة للانتقاء من بين أحدهم "
ابتعدت عن حضن والدتها وقد سكن جسدها وزالت اثار البكاء من علي وجهها وحل محلها الإرادة وقالت وهي تثبت عينيها في عيني والدتها:"لا استطيع أمي ...لا استطيع الارتباط برجل سبق له الزواج"

************
نزلت علي درجات سلم المبني الرئيسي لكلية التجارة تسير ببطء وهدوء بجوار مصطفي مندور زميلها الذي يعد هو الآخر رسالة الدكتوراه خاصته ويتقابلان دائما في المحاضرات الي جانب ان حظهما أتي معا ليشرف علي رسالتهما نفس الدكتور ....
ترتدي تنورة واسعة سوداء تبرز نحافة خصرها واعتدال قوامها وبلوزة بيضاء تميل للضيق تصل بالكاد الي اسفل خصرها مع حجاب مزركش باللون الابيض والاسود والاحمر القاني وحذاء بكعب متوسط الي جانب وجهها الذي أصبح متألقاً متوهجاً مؤخرا دون مستحضرات تجميل فكانت في منتهي الاناقة والجمال لمن يراها....
الا هي التي تري انها متوسطة الجمال رغم الكثير من الثقة التي اكتسبتها تلقائياً بعد اتمام زواجها من عبدالله الذي كان يقف علي الرصيف المقابل للمبني ينتظرها ويتابع نزولها المتهادي بجوار مصطفي وهي لاتراه ....
قال لها مصطفي يحاول اقناعها بما حدثها به بالداخل :"كما قلت لكِ يانسمة لن يكون عملك في المكتب ضاغطاً عليكِ في أي شيء علي الاطلاق ستعملين معنا في مكتب المحاسبة صباحاً فلن يؤثر ذلك علي كونك ربة منزل وفي الايام التي سيكون لديكِ فيها عمل في الجامعة لا تأتي ياسيدتي .."
قالت له مفكرة وهي تعقد حاجبيها الجميلين :"صدقني مصطفي انا فعلاً مقتنعة بفكرة العمل ولكن لا أعرف هل عبدالله سيوافق ام لا وأخشي أن يؤثر ذلك علي رسالة الدكتوراه الي جانب انني أرعي والدي المسنان ولكني اعدك انني سأفكر ...."
قال مصطفي مشجعاً لها :"فكري نسمة وكما قلت لكِ لن اضغط عليكِ بالحضور كل الايام كل مافي الامر انني أحتاج أشخاص اُمناء معي في المكتب عندما أكون متغيباً يكونون مكاني..."
توقفت علي أخر درجة وهي تلتفت لمصطفي الذي توقف تلقائياً وقالت له بابتسامة حلوة وهي تضم كتبها التي بيدها تلقائياً الي صدرها:"اشكرك مصطفي علي ثقتك الغالية وكما قلت لك سأفكر وأستشير عبدالله وأرد عليك .."

كان عبدالله يقف مكانه يتابع مايحدث وهو لايدري في ماذا يتحدثان ولكنه يغلي من الداخل وعينيه تطلقان شرراً ولكنه انتظر للنهاية ليري نهاية هذا المشهد لتختمه نسمة بمصافحة مصطفي الذي مد لها يده فلم تستطيع أن ترد يده فجحظت عينيه وتقدم منها بعد انصراف مصطفي مباشرة وما أن رأته حتي ابتسمت له ابتسامة تلقائية انارت وجهها بشكل يناقض ملامح وجهه المكفهرة فقال لها وهو يشير الي مصطفي من ظهره:"من هذا ؟"
قالت له ببساطة:"مصطفي زميلي .."
وضع لسانه في باطن خده من الداخل لثانيتين ثم اردف قائلاً:"ومصطفي زميلك ماذا يفعل معك خارج قاعه المحاضرات ؟"
قالت له وهي مازالت تحتضن كتبها الي صدرها ولكن لهجتها اكتسبت الجدية :"كان يعرض علي العمل معه هو وبعض زملاؤه في مكتب المحاسبة خاصته..."
رفع حاجبيه معا قائلاً:"وهل كنتِ تطلبين أنتِ عملا ليتطوع هو ويعرض عليكِ؟"
نظرت حولها الي الحرم الجامعي الذي يقفان فيه والي الطلاب الكثيرون حولهم وقالت له :"هل سنقف لنتحدث هنا؟"
قال لها بحدة:"هيا نكمل حديثنا بالخارج فالسيارة كما تعلمين مازالت في الصيانة وسنستقل مواصلات اليوم ايضا..."
سارت بجواره صامتة في الساحة الواسعة المؤدية الي بوابة الجامعة الرئيسية علي يمينهما ويسارهما مباني الكليات المختلفة فقال لها :"هلا أجبتِ علي السؤال الأخير؟"
فنظرت اليه قائلة بحيرة:"مالمشكلة ان فكرت في العمل ياعبدالله انت تعلم انني منذ أن بدأت في التحضير الفعلي للرسالة لا أأتي الجامعة كثيراً ماذا فيها لو عملت صباحاً في الوقت الذي تكون أنت فيه في عملك؟"
نظر اليها قائلا وحاجبيه لايزالا علي نفس انعقادهما :"وهل لايحلو العمل الا في مكتب زميل الا يوجد مكتب زميلة للعمل؟"
نظرت اليه بذهول وهي تسير بجواره ببطء قائلة:"هل هذا كلام يخرج من فم استاذ جامعي ؟..."
قال لها بحنق:"ماعلاقة الاستاذ الجامعي بما اقوله الان اليس هذا الاستاذ الجامعي رجل وله الحق في الخوف علي زوجته ؟.."
قالت له بملامح جادة:"عبدالله هل تشك بي وبأخلاقي؟" صاح فيها بحدة:"ماعلاقة ما أقوله بما تقوليه يا ابنة الناس أنا أخاف عليكِ ثم أن نظرة هذا الرجل غير مريحة.."
قالت له بنظرة جدية:"مصطفي معي له سنوات وهو رجل محترم متزوج واب لثلاثة أولاد ولم أري منه أي نظرة غير محترمة من قبل لما تقول هذا الكلام؟"
قال لها بحدة وهو ينظر اليها ويعقد حاجبيه وقد وصلا بالفعل لبوابة الجامعة :"نسمة هل أنتِ رجل؟"
نظرت اليه ببلاهة قائلة:"ماذا تقصد؟"
قال لها بنفس الحدة:"سألتك هل أنتِ رجل؟"
قالت له وهي لاتفهم مقصده :"لا لست رجل..."
قال لها :"اذن لا تجزمي بشيء لا تعرفيه ثم نظر اليها بغيظ قائلاً :ومرة اخري لاتحتضني الكتب هكذا وأنتِ تتحدثي مع أحد ولا تصافحي رجل يدا بيد ..."
كانا يقفان علي الرصيف ينتظران توقف الاشارة ليعبرا الطريق للجهة الأخري فقالت له بغباء:"ماذا فيها وانا احتضن كتبي ؟ثم هو مد يده ولم استطع احراجه ...."
قال لها رسولنا الكريم قال "لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" قالت له وهي تنظر الي ملامحه الحادة التي قلما تحتد هكذا :"الأمر بسيط عبدالله ومصافحة سريعة لن يكون فيها نوايا سيئة..."
نظر اليها بغيظ قائلاً وهو يمد يده لها:"صافحيني يانسمة.."
قالت له ببلاهة:"ماذا؟"
قال لها :"أقول صافحيني.."
وضعت يدها في يده مصافحة فضغط برقة علي عظامها اللينة يستشعر طراوة يدها وقال:"هل تري انه من الطبيعي أن يلمس أحد يدك هكذا؟"
كانت الاشارة قد فُتحت فلم يترك يدها وجذبها لعبور الطريق وما أن وصلا للجهة الأخري حتي قالت له:"عبدالله بالتأكيد الأمر من مصافحة سريعة لن يكون كما تصفه الان ...ثم اردفت في محاولة منها لاسترضاؤه:ولكن ان كان الأمر يزعجك فلن افعله ثانية هل هذا يريحك؟"
قال لها بوجه ممتقع دون أن ينظر اليها :"اين سيارات الأجرة اختفين كلهن الان ..."
قالت له وهي تشير الي الكوبري العلوي آخر الشارع الواسع :"لما لا نمشي قليلاً عبدالله الجو رائع الان وأنا أريد المشي في الهواء قليلاً"
قال لها دون أن ينظر اليها :"تفضلي ..."
سارا معا في الشارع الواسع الذي تتراص الاشجار علي جانبيه صامتان تماماً فوضعت هي أصابعها بين أصابعه فضغط عليهما بقوة لا تساوي شيء بالمقارنة بالبركان المشتعل بداخله... في الاونة الأخيرة أصبح يغار عليها بشدة ....بعد اتمام زواجه بها واكتشافه كم هي أنثي بكل ماتحمله الكلمة من معني وهو كذلك... منذ توهجها وازدياد جاذبيتها وهو يشعر بذلك ...
رغم انه منعها من وضع مستحضرات التجميل الا انها ازدادت جمالا
لا يعرف لماذا عندما يري اي عين رجولية تنظر اليها يصيبه الجنون ويشعر ان نظرات هذا الرجل تخترقها ...وهاهي تكملها برغبتها في العمل ومع رجل كما يراه في مرحلة الشباب ...ها هي ستبدأ في التذمر من الجلوس في البيت وشعورها بالفراغ الذي تريد أن تسده بالعمل ...
تألم قلبه وهو يفكر انه لو كان لديهم طفل كان شغل وقتها ... وتألم وهو يفكر من خوفه من اختلاطها الزائد أن يؤثر عليها ويجعلها تري ماينقصها ....
وتألم وهو يفكر هل ممكن في يوم أن تفتقد ما ظنت انها تستطيع الحياة بدونه وهو الانجاب ...
قلبه آلمه بمجرد أن خطرت له هذه الخاطرة ان تندم يوما علي اختيارها ...أو تفتقد يوما وجود طفل ... او أن يؤثر عليها حياة أحد فتري فيها مالم تراه في حياتها....
انه الشعور بالنقص حين يتملك من الانسان فيزين له الشيطان كل السبل التي تهدم سلامه النفسي الذي حصل عليه ورضاه بما كتبه الله له.....كل هذه المخاوف لم يكن ليشعر بها لو لم يكن ماحدث له قد حدث ....
لو لم يكن احبها بصدق....

أما هي فكان ذهنها شارد في التفكير مثله تماماً...
تفكر ان تصرفاته ماهي الا غيرة طبيعية من زوج علي زوجته
ابتسم ثغرها نصف ابتسامة وهي تتمني في قرارة نفسها لو كانت هذه الغيرة حباً عميقاً كانت ستطير فرحا ولكن من أين يأتي هذا الحب من جهته وهو قد تورط في الزواج بها
أما هو فكان في نفس اللحظة يفكر وهو يضغط علي أصابعها بين أصابعه لما لم تخبرها حتي الان بمشاعرك الجديدة علها تدرك وتقدرغضبك
بينما كانت تحدث نفسها وهي تقاوم وخذ الدموع في عينيها أنتِ طماعة يانسمة كنتِ تتمنين فقط في الماضي أن ينظر اليكِ نظرة والان بعد ان اصبح الحلم حقيقة تطمعين في المزيد الا يكفي ماوصلتي اليه ....
كان كل منهما غارق في افكار متناقضة تماما عن افكار الاخر ولكن ما كان مشتركا بينهما هي تلك الرجفة التي كانت تسري في اوصالهما كالتيار الكهربي من تعانق الايادي
يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 02:57 PM   #799

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح اليوم التالي

وضع المفتاح في رتاج باب الشقة المغلقة منذ سنوات ولم تُفتح إلا بالأمس فقط من أجل تنظيفها ووضع بعض الأغراض فيها وما أن فتح الباب حتي أشار لها بالدخول....
دلفت فريدة إلي الشقة الصغيرة التي أتفقا علي الألتقاء بها حتي يجدا بيت مناسب
ودلف هو خلفها وأغلق الباب خلفه فبعد أن ذهبا معا لتفقد شقة تابعة لشركة الxxxxات طلب منها أن يلتقيا هنا حتي يحين موعد عودة الأولاد من المدرسة فلهم اسبوعا كاملا منذ عودتهما من السفر ولم يلتقيا بمفردهما
وقفت في منتصف الصالة الصغيرة ونظرت نظرة سريعة مقيمة فقد كانت شقة صغيرة بصالة صغيرة بها صالون مودرن انيق وتلفاز ليس بالكبير موضوع علي منضدة صغيرة ...
المطبخ صغير مفتوح على الصالة و الوان الحوائط باللون الكريمي الهاديء ومثلها الأرضية الرخامية اللامعة الغير مغطاة بأي سجاد ....
تقدمت من الشرفة قليلاً لتجدها شرفة بعرض الصالة بزجاج شفاف عريض تري منه المساحة الواسعة أمامها بلا حدود فقد كانت الشقة علي أطراف المدينة التي يسكنونها
وقفت قليلاً خلف الزجاج المغلق لاتري سوي الفضاء الواسع من أراضي وسماء وكانت تبدو أمامها بعض من معالم العاصمة ولكن علي بعد كبير
كان المشهد رائعا من الشرفة خاصة أن الطابق كان مرتفعاً
وقف خلفها وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الكتاني المريح قائلاً:"ماذا هناك فريدة لماذا أنت صامتة؟"
التفتت اليه قائلة بابتسامة حلوة:"المشهد من هنا رائع من أين أتيت بهذه الشقة؟"
قال لها وهو يبتسم وينظر مثلها للفضاء الواسع:"هذه الشقة كانت ستكون اول مشروع لي... كانت ستكون عيادتي لولا فكرة المشفي التي دخلت رأسي بعدها ومن يومها وهي مغلقة..."
قالت له وهي تنظر حولها:"انها رائعة... أحببتها..."
قال لها مبتسماً وهو ينظر اليها :"لو رأيتها بالأمس فقط كان رأيك سيكون غير ذلك.."
التفتت إليه قائلة بتساءول:"لماذا؟"
قال لها وهو ينظر حوله:"كان يعلوها تراب سنوات عديدة.."
قالت له بتساؤل:"ومن نظفها هكذا؟"
قال لها:"أحضرت معي عاملان من المشفي نظفوها جيداً وأنا استلمت غرفة النوم حيث ارسلوها من المعرض "

كانت بالفعل تشم رائحة النظافة تنبعث من المكان
قالت له وهي تنظر للحوائط بحسرة:"نحن نبحث عن منزل اعتقد لن نحتاج الى هذه الشقة.... "
قال لها بجدية :"كما رأيت يافريدة لم يعجبك شيء فيما رأيناه وحتي بعد أن نستقر علي مكان سنأخذ وقتا في تجهيزه ....ثم اردف وهو يضيق عينيه:ثم لما لاتكون لنا حتي بعد ان نجد منزلا فكما تري لن نكون علي راحتنا بين الاولاد... وقت ان نشعر اننا نريد وقتا خاصا لنا نأتي هنا..."
ابتسمت ابتسامة عذبة وملأت رئتيها بنفس طويل فهناك خوف يسكن قلبها تحاول السيطرة عليه والان علي وجه التحديد تريد ان تتناساه فقالت له وهي تنظر إلي الممر الصغير جدا الذي يضم ثلاثة ابواب مغلقة :"نجد الشقة الكبيرة فقط وكل شيء بعدها أمره هين رغم اني أري من المساحات التي نراها ان الأفضل شراء قطعة أرض لنبني عليها بالمواصفات التي نريدها ...."
قال لها غير مؤيد لفكرتها :"ولكن في هذه الحالة سننتظر سنوات إلي أن نجد أرض ونبنيها ونجهزها ثم أردف قائلا:لاتستبقي الأحداث باذن الله سنجد مانريد ثم أشار لها الي الرواق قائلا :"لما لا تأتي لتشاهدي باقي الشقة..." سارت بجواره ففتح الباب الاول قائلا هذا الحمام ..تلاه بالباب الآخر وكانت حجرة فارغة تماما ..ثم الباب الثالث وكان به حجرة نوم بيضاء أنيقة جديدة ..ضوء النهار يملؤها من نافذة صغيرة عليها ستارة غير مسدلة
دلفت للداخل مبتسمة فقال لها وهو يشير حوله بيديه :"هذه هي الغرفة الجديدة تفقديها وتعرفي علي الشقة الي أن أأخذ حماماً وأعود اليكِ... اتجه الي الخارج ولكنه التفت اليها قبل أن يخرج قائلاً وعينيه تلمعان بلمعة خاصة:فريدة افتحِي آخر ضلفة في الخزانة ستجدي بها شيئاً أريد أن أراه عليكِ ثم غمز لها بعينه قبل أن يخرج

بعد قليل

وقفت فريدة أمام المرأة المثبتة أعلي منضدة الزينة تنظر الي نفسها نظرة مُقيمة وهي ترتدي هذا الفستان الأنيق الذي وجدته في الخزانة مع بعض الملابس الأخري ... فستان أحمر قاني بصدر واسع قليلاً يبرز جمال بشرتها الخمرية بتوهج بحمالات رفيعة جدا يصل طوله لركبتيها... يجسم تفاصيلها بدقة
ابتسمت تلقائياً وهي تدور حول نفسها لتري الفستان من كل الاتجاهات ثم اطلقت شعرها الاسود المموج علي كتفيها ليعطيها جاذبية اكبر ووضعت القليل من عطرها الخاص وخرجت لتتفقد باقي الشقة ولكنها لم تأخذ أكثر من دقائق ثم تقدمت من الواجهة الزجاجية للشرفة لتنظر مرة أخري للفضاء الواسع أمامها فأتي هو من خلفها بعد أن أخذ حماما منعشاً وارتدي حلة رياضية انيقة وأطلق صفيراً من بين شفتيه فالتفتت له لتجد نظرة الاعجاب في عينيه وهو يشملها بنظرة معجبة بهيئتها من قمة رأسها حتي أخمص قدميها...قالت له بتساؤل:"بالله عليك كيف عرفت مقاسي بهذه الدقة انا نفسي لا أعرف مقاساتي جيداً..."
إبتسم قائلاً وهو يضمها اليه ويمرر أصابعه في خصلات شعرها:"لقد حفظت مقاساتك وأطوالك وكل شيء يخصك منذ زمن..."
ابتعدت عنه براسها وهو مازال يطوقها بذراعيه ونظرت الي عينيه قائلة بتفكير:"وهل لي أطوال ومقاسات؟."
قال لها بخبث :"نعم استطيع أن أشتري لكِ كل قطعة من ملابسك من الآن...أما عن الطول فأنتِ حين ترتدين حذاءاً بكعب عالي تصل رأسك الي هنا وأشار بيده الي مستوي كتفه ثم اردف باهتمام وحين ترتدين حذاءاً منخفضاً تصل رأسك حتي هنا واشار الي منتصف صدره ثم اردف ببساطة:هكذا استطيع قياس طول ما اشتريه لكِ ...."
قهقهت ضاحكة فقال لها وهو يداعب وجنتها الناعمة بذقنه الخشنة:"مارأيك في افطار خفيف نبدأ به يومنا .."
قالت له :"هل سنطلب شيء؟"
أشار للثلاجة الصغيرة الموضوعة في المطبخ المفتوح علي الصالة :"بل أحضرت بالأمس حين كنت هنا بعض الأشياء البسيطة .."
دخلت معه الي المطبخ وفتحت الثلاجة وأعدا معا إفطارا بسيطا معظمه من الجبن والمعلبات وبعض العصائر وضعتهم علي صينية فحملها عنها قائلاً:"تعالي الي الشرفة .."
فتحها ودخل ودخلت خلفه وكان هناك أريكة تتسع لشخصين ومنضدة صغيرة ...
شعرت انها منجذبه جدا لهذا المكان فالشقة رغم بساطتها وصغرها وأثاثها القليل الا أنها مريحة ودافئة ...
كان الطابق عاليا ولا يوجد امامهما شيء فلم تجد حرج بالجلوس بفستانها ...
جلسا متجاورين يتناولان الطعام بشهية واضحة ويتجاذبان أطراف الحديث الي أن انتهيا من الطعام ووصل لتيمور إشعاراً بوصول رسالة الي هاتفه فتحها ليجدها من الموظف الذي يتابع معه من شركة الxxxxات ارسل له صورا لشقة أخري ولكنه قال له في رسالته انها اوسع مما شاهدوها هذا الصباح...
قال تيمور دون أن يفتح الصور:"فريدة انظري في هذه الشقة الي أن اعد لنا كوبين من النسكافيه ..."
قالت له :"اجلس أنت وانا أقوم بعملها..."
قال لها وهو يحمل الصينية :"لم تعتادي علي المكان بعد الي جانب انني لا أعرف أين وضعته بالأمس سابحث عنه الي أن يتم تحميل الصور..."
ترك لها هاتفه وخرج وفتحت هي الصور علي هاتفه تنتظر تحميلها وبعد قليل وجدت هاتفها يصدر رنينه التفتت اليه فوجدت أمامها رقم هاتف عمر الدولي الذي يحدثهم منه حين يسافر ....ظهر الارتباك علي وجهها ولم تعرف ماذا تفعل فأغلقت صوت الرنين وتجاهلته وبعد انقطاعه بدقيقة واحدة سمعت تنبيهاً بوصول رسالة علي الواتساب ففتحته لتجد رسالة من عمر يقول فيها:"فريدة كيف حالك لم لا تردي اتصالي كنت أطمئن عليكم .."
في نفس اللحظة وجدت تيمور يحمل كوبين من النسكافيه ويدخل عليها فأغلقت الهاتف بسرعة وبحركة لا أرادية القته علي الاريكة كأنه قنبلة توشك علي الانفجار ويجب التخلص منها... لاحظ تيمور توترها واصفرار وجهها المفاجيء والقاءها للهاتف وسمع من دقيقة صوت رنينه ثم تنبيه الرسائل فلم يكن في حاجة للتنبؤ بهوية المتصل ...وضع الكوبين علي المنضدة أمامهما وجلس بجوارها وهو ينظر الي هاتفها الملقي بجوارها فقال لها بنبرة جاهد حتي تبدو طبيعية:"من كان يتصل؟..."
حادت بعينيها للجهة الأخري ولم تستطع الرد ...
لم تستطع أن تقول له انه عمر حتي لايغضب ولم تستطع أن تكذب عليه....لا تجيد الكذب وتبدو مكشوفة تماماً ...سهل المهمة عليها وقال لها بهدوء حذر وهو يدير وجهها اليه بسبابته وابهامه:"هل كان والد عبدالرحمن من يتصل بكِ؟.."
كان يثبت عينيه في عينيها ويثبت وجهها أمامه بسبابته وابهامه حتي لاتحيد عنه ثانية وتحت ضغط نظرته الثاقبة وتدقيقه في كل لمحة بها عرفت انه إن كذبت سيبدو جلياً عليها فأومأت له برأسها ايجابا دون كلام
اشتدت حدة نظرته اليها وقال لها بغضب مكبوت :"وهل رددتِ اتصاله؟"
ابتلعت لعابها واومأت له برأسها نفياً ....
فقال لها وعينيه تزداد قتامة:"وهل هو من أرسل لكِ رسالة علي الهاتف؟"
أومأت برأسها ايجابا باستسلام عجيب لنظرته الثاقبة التي تشعر انها تخترق رأسها لتسحب منه المعلومات وما أن وجدت صوتها حتي قالت له ببراءة :"ولكني لم أرد عليه ايضا..."
قال لها بتساؤل ساخر:"حقا!"
قالت له مؤكدة :"حقا..."
قال لها وهو يترك ذقنها ويمد يده اليها:"اعطني الهاتف اذن؟"
شعرت بالصدمة من طلبه وقالت له باستنكار:"هل تشك بكلامي؟"
قال لها مؤكداً:"لا اطلاقا لا اشك حاشا لله ثم أردف بحدة:أعطني الهاتف..."
قست ملامحها هي الأخري وأعطته الهاتف فقال لها بشيء من الحدة :"ماهو رمز المرور؟"
قالت له بضيق:"تيمور.."
قال لها بنفاذ صبر:"أقول لكِ ماهو رمز المرور؟"
قالت بحدة:"تيمور....رمز المرور تيمور باللغة العربية..."
نظر اليها مطولاً ثم كتب اسمه ليفتح معه الهاتف مباشرة ليجد أخر ماكانت تفتحه هو محادثة مع عمر قرأ نص الرسالة وهي لم ترد عليه فقام بعمل حظر للرسائل من الواتساب ثم دخل علي الهاتف ليقوم بعمل حظر مكالمات ...
كان الي جوار انه تفاجأ أن رمز مرور هاتفها اسمه فقد وجد صورته خلفية لهاتفها أيضا من الداخل ...
هو لايشك في حبها لكنه يخاف عليها ويغار ...
يغار من رجل كانت زوجته ذات يوم....
أعطاها هاتفها فأخذته منه بضيق وقالت له بملامح جامدة:"هل لا تصدقني؟ هل تشك بي؟"
قال لها بنبرة حادة :"لا هذا ولاذاك هل هذا مافهمتيه من الأمر؟ الا يمكن أن يكون سببا ثالثا قويا ؟...ألم يتفتك ذهنك الا عن خيارين لاثالث لهما وهما الشك بك وتكذيبك؟"
قالت له وقد فهمت انه يلمح لها انه ربما يغار :"وبالنسبة لفتح هاتفي مامبرره الا التأكد من صدق كلامي؟"
قال لها بحنق :"ربما لأعلمك كيف تقومين بعمل حظر لمن لاتريدين تلقي اتصالاته ثم أردف بصرامة:أم انكِ لا تجيدين الا عمل الحظر لي أنا فقط؟"
قالت له بتأثر تميل في جلستها لتواجهه مباشرة :"لا تقل هذا الكلام أنت تعلم جيداً لماذا قمت بحظرك سابقاً ...ثم أردفت دون تفكير :ثم من أدراك أنني لم أقم بعمل حظر له لقد قمت بحظره من علي الفيسبوك.."
نظر اليها قائلاً بلهجة خطرة:"وهل كان صديق لكِ علي الفيسبوك؟"
شتمت نفسها في سرها انها قالت له علي شيء لم يكن ليعلمه لولا اندفاعها واغمضت عينيها قليلاً ثم اردفت موضحة:"اسمعني انا كنت أشك فقط في حساب ما ولم أتاكد ان كان هو أم لا فقمت بحظره وانتهي الأمر.."
زفر زفرة حارة غاضبة ثم تركها ودلف للداخل...

بقت هي مكانها تنظر الي السماء الممتدة أمامها بشرود هي كانت تعلم أن الأمر لن يمر بسلام من جهة عمر أما تيمور فلم يكن في حسبتها غيرته وحنقه هذا
كانت تعلم انه يتفهم ظروفها جيداً وسيساعدها ولكن انفعاله الان أوضح لها كم كانت واهمة...
فالوعود والكلمات تختلف كثيراً عن التنفيذ...
القول يختلف عن الفعل
ظلت في مكانها تجلس علي الأريكة تضع ساقيها تحتها وتحتسي النسكافيه الذي أعده بيديه لها أما هو فكان بالداخل يجوب أرجاء غرفة النوم جيئة وذهاباً والغيرة تفتك به وتنهش في قلبه نهشاً...
مجرد أن شاهد كلمات شعر أنها تقال لها بأريحية جعل الدم يغلي في عروقه ...مجرد نطقه لاسمها بلا تكليف .....كان في قرارة نفسه يعلم انها لم تخطيء فهي لم ترد عليه ولكن غيظه من أن تكون بمفردها وتضطر للرد عليه لأي أمر يخص ابناءها هو ما اثار غيرته وأججها ....ظل يجوب الحجرة هكذا حتي هدأ قليلاً أما هي فظلت مكانها ولم تحاول أن تقوم لترضيته لأنها تعلم انها لم تخطيء بشيء وربما لصدمتها في رد فعله الذي لم تتوقعه ...

بعد قليل

وجدته يعود مرة أخري ليجلس بجوارها ...ظل لدقائق صامتا لتبادله الصمت هي الاخري وليس هناك اصعب من الصمت في وجود الكثير من الكلام... ولكنه كما عاهدها من اكثر من اسبوع مضي يوم زواجهما الفعلي أن اي خلاف يحل بينهما فبادرها هو بأن وضع يده خلف ظهرها ليضمها اليه بقوة ويقبل رأسها قبلة دافئة ويمرر يده الاخري في خصلات شعرها
احاطت جذعه بذراعها وأراحت جانب وجهها علي صدره وهي تستمع الي ضربات قلبه العالية وأنفاسه الغير منتظمة ... ظلا هكذا لفترة ملتصقان ببعضهما دون كلام الي أن قال لها بلين:"لما لا ندخل غرفتنا قليلاً..." رفعت وجهها اليه لتنظر مباشرة في عينيه فتري فيهما دفئا محببا اليها.... نفس العينان اللتان كانتا تطلقان شررا منذ قليل امتلأتا بالدفء في هذه اللحظة فقالت له بصدق وعينيها تتعلق بعينيه:"أنا احبك ...ثق في ذلك..."
قال لها بيقين:"أعلم ..."
فتحت فمها لتقول شيء آخر فلم يعطيها الفرصة لتهوي عليها قبلة عاصفة تبدد حالة الجمود التي تلت اتصال عمر فتذيبه وتحوله الي انهار من العسل الذائب

بعد فترة كبيرة ...

كانت فريدة تتقلب في فراشها الجديد فقد غفت عينيها قليلاً بجواره ...نظرت في ساعتها فوجدت انه باقي ساعة علي وصول ابناءها من المدرسة
ثم نظرت بحنان الي جانب وجهه الهاديء وهو نائم ورغما عنها قارنت بين ملامحه الان وملامحه حين عرف بمكالمة عمر
ورغم حبها له ... واقتناعها بأن زواجها منه كان أسلم حل لحالة الصخب التي صنعها في مشاعرها الا أن هذا لم يحد من شعورها بالخوف فبعد أقل من شهر سيعود عمر وسيخبره فادي وقتها ستوضع هي بين المطرقة والسندان

نهاية الفصل الثالث والعشرون

يليه الفصل الرابع والعشرون في المشاركة التالية





Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 03:13 PM   #800

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون
بعد مرور شهر

حين يُصدم المرء ويمر بمراحل الصدمة من انكار وغضب وإحباط مرورا بالاكتئاب والانعزال حتي يصل لمرحلة القبول والتعافي هذه المراحل تختلف طول مدتها من شخص لآخر فمنهم من يجتاز هذه المراحل في عام ومنهم من يجتازها في شهر وهذا يتوقف علي درجة التعلق بالآخر المفقود ومنهم من يعيش العمر كله يتخبط في متاهات الرفض والفقد والحنين ولا يصل لمرحلة التعافي
أما حين تكون العلاقة من الأساس خاطئة والمشاعر مزيفة تم تصنيفها بشكل خاطيء فالأمر لن يتعدي أسابيعا معدودة ....
كما في حالة فادي الذي كان زواجه غير مكتمل الاركان بل لم يكن متوفر فيه أي ركن لتقوم عليه علاقة ناجحة لا تكافؤ عمري ولافكري
لم يخوضا معا تحديات الحياة... كل منهما كان ضيف في حياة الآخر وهذا أبعد مايكون عن الحياة الزوجية الطبيعية فكان الفراق هو الأقرب وكان النسيان هو الأسرع

وقف فادي بين زملاؤه يوزع عليهم دعوات زفاف فدوي الذي سيقام بعد أيام قليلة وما أن وصل الي علية التي تجلس مكانها ولم تقف معهم او تتفاعل حتي وضع البطاقة أمامها علي مكتبها قائلاً بلين وهو ينظر الي وجهها الملائكي في حجاب أبيض انيق :"هل ستحضرين زفاف فدوي؟"
لم ترفع عينيها الي عينيه وتصنعت الانشغال بأعمال وهمية وقالت له بهدوء:"لا أعرف ظروفي يومها ...عامة مبارك لها..."
يعلم انها تتجاهله وتتصنع البرود معه منذ أن قال لها علي أمر زواجه وتركت العمل وذهبت الي بيتها وهي تماما متغيرة معه لم تعد علية المنطلقة المرحة البشوشة بل أصبحت كمن تحمل في قلبها هما
لم تعد تبتسم كالسابق وهو غالبا يعرف السبب ولكنه لم يكن يملك الا أن يخبرها ربما لأنه وقتها كان يحتاج لمن يتحدث معه ويشعر بهمه فقال لها وربما قال لها بشكل لا أرادي لأنه يشعر أن هناك شيء سيكون بينهما ووقتها لابد أن تعلم ففضل أن تعلم وقتها وتأخذ الصدمة وقتها ...ربما ...كل شيء وارد
أن يتصرف الانسان بدافع بينما هناك دافع خفي يسيره خاصة مع شخص كفادي رفض الاعتراف بأي مشاعر تخص علية أما الان وقد انتهي بالتدريج ماكان يربطه بأماني حتي وجد نفسه يشعر بالشفقة علي علية وعلي حالتها التي لاتروق له...
نعم وجد نفسه تلقائيا بمرور الأيام والأسابيع ينساها تدريجيا خاصة انهما لم يكونا يعيشان معا بشكل دائم
وجد نفسه بمرور الأيام لاينسي ما أخفته عنه عن عمد حتي ولو التمس لها العذر فهو حقا لن يغفر ووجد نفسه يلوم نفسه علي هذه العلاقة الذي ما أن خرج خارج دائرتها ورأها من بعيد حتي اكتشف كم كان خاطئا ....اكتشف كم كان طفل كبير يحتاج الي الاحتواء في ظل الظروف المتوترة التي كان يعيشها مع إخوته
واكتشف أيضا ان ماكان يشعر به معها لم يكن حباً بل كان احتياجاً أساء ترجمته ..
جلس علي مكتبه بعد أن يأس من أن تحدثه علية كما يحدثها فهي تتعمد أن تعطيه ظهرها وترد عليه ردودا مقتضبة...

شهر كامل وهي علي هذا الحال...يعلم أنه حتي يجذب انتباهها لابد أن يستفزها فقال لها مدعيا الجدية :"أرسلت لكِ علي بريدك الالكتروني بيانات أريدك أن تجدولينها..."
قالت له بحدة وهي تلتفت اليه :"رأيتها ولكني ظننت أنك أرسلتها لي بالخطأ فليس من الطبيعي أن أقوم بكل هذا العمل وحدى ثم قالت له وهي تعود بنظرها الي عملها:سنقسمه معا انا ورضوي وتسنيم..."
التفت هو الآخر الي عمله وصمت وهو يعلم في قرارة نفسه انها محقة في تجاهلها له وابتعادها عنه...

**************
مساء الجمعة

وقفت فدوي أمام المرأة الطولية في حجرتها في الفندق الذي سيقام فيه العرس الليلة تنظر بسعادة الي فستانها الأبيض المنفوش متعدد الطبقات تماماً كفساتين الأميرات ..أصرت أن تكمل سعادتها بما كانت دوما تحلم به ...
لم تقتنع بالفساتين البسيطة بل كانت تريد أن تشعر بهذا الشعور الرائع انها حقا أميرة من أميرات الحكايات
كان الفستان عبارة عن طبقة من قماش الحرير فوقه طبقة من التل المطرز بخطوط لامعة براقة تزين الصدر كله والجذع وتمتد الخيوط بشكل متناسق علي التنورة الواسعة المنفوشة نزولا الي اطراف الفستان مع حجاب أبيض حريري مزين بفصوص من اللؤلؤ تعلوه طرحة مزينة بنفس تطريز الفستان تصل لمنتصف ظهرها أما وجهها الهاديء وملامحها المنحوتة فابرزتها خبيرة التجميل بألوان ترابية جعلت جمالها طبيعي أخاذ
هكذا طلبت فدوي أن تبدو طبيعية بلا بهرجة...
وقفت فريدة خلفها بكامل اناقتها بفستان سهرة رقيق بلون رمادي وحجاب بنفس اللون تنظر الي شقيقتها بصمت تتركها لتنعم بهذه اللحظة بلا تدخل منها
تعرف أن هذه اللحظة لها رهبتها وجلالها التفتت أخيراً الي فريدة قائلة بتوتر:"مارأيك هل سأعجب سامر؟؟"
تقدمت منها في هذه اللحظة فريدة قائلة بتأثر:"بالطبع حبيبتي أنتِ كالقمر..." ثم احتضنتها ورغما عنها سالت دموعها فقالت لها فدوي بتأثر:"لا تبكي فريدة حتي لا أبكي أنا أيضا .."
ابتعدت فريدة قائلة وهي تمسح دموعها:"لا حبيبتي أنا فقط تأثرت عندما رأيتك هكذا ....ثم أردفت وهي تعطيها شبكتها ترتديها ليكتمل بها جمال الفستان:وهذا سيضفي عليكِ لمسة رائعة "
تناولت منها فدوي العلبة لترتدي مصوغاتها

بينما نظرت فريدة الي خبيرة التجميل التي تجلس في اخر الغرفة والبنات حولها سمر وسهر وشروق وشمس وشيري جميعهن يرتدين فساتين بلون وردي أحضرتها فريدة للجميع حتي يكن بمظهر واحد والمرأة تزين وجوههن بلمسات بسيطة وتصفف شعورهن بتسريحات تناسب أعمارهن
كانت بالفعل قد انتهت من شيري وبقية البنات فتقدمت فريدة منهن وأخذت تنظر إليهن جميعا بسعادة
لقد شعرت خلال الشهر الماضي أن جبال الجليد التي كانت بينها وبين البنات ذاب منها الكثير فطوال الشهر الماضي كانت هي وتيمور يحرصان علي التواجد بين الأولاد خاصة فترة الامتحانات التي انقضت بسلام
كانت الأسرتان تتجمع يومان اسبوعيا يتناولوا الغداء معا في شقة الدكتور فؤاد وعبدالرحمن يذاكر مع شروق قليلاً ويشرح لها مالاتفهمه خاصة في اللغة العربية بينما تيمور يذاكر لسمر الدروس التي لا تتقنها في مادة العلوم ..انتزعتها شيري من شرودها وهي تقترب منها تمد شفتيها كبوز البطة قائلة لها:"ما رأيك مامي في طلاء الشفاه خاصتي ؟"
ابتسمت لها بحب قائلة:"رائع حبيبتي..."
طرقة عالية علي باب الغرفة جعلت فريدة تتقدم من الباب لتفتحه وتجد فادي أمامها فقال لها باستياء لتأخرهم :"ماكل هذا يافريدة المأذون ينتظر بالأسفل...."
قالت له:"لقد جهزنا جميعا للتو..."
قال لها :"حسناً أين فدوي؟"
ليجد فدوي تأتي من خلف فريدة في ثوب زفافها الملوكي ذي الطبقات المتعددة هذا فدفع الباب قليلاً ليدخل ويقف أمامها وينظر إليها من أعلي لأسفل بانبهار كان هو الاخر أنيقا بحلة كاملة جديدة فكان يبدو كأنه عريساً فدعت كل من فدوي وفريدة كل واحدة في سرها أن يروه عريسا عن قريب أما هو فلم يستطيع مقاومة دمعة فرح لمعت في عينيه فلم يفعل سوي أن ضمها بقوة وأخذ يمسد علي رأسها برفق فقالت فريدة حتي تنهي تأثر الموقف:"هيا فادي الم تقل أن الجميع ينتظر..."
أبعدها فادي قائلا بانفعال وهو ينظر في عينيها الواسعتين المكحلتين بعناية قائلاً بصوت خرج خشنا رغما عنه من فرط تأثره:"مبارك لكِ حبيبتي...."
ثم تناول يدها ليضعها في ذراعه قائلا:هيا بنا ...."
أخذت فريدة البنات وسارت خلفهم حتي وصلا إلي السلم.. نظرت فدوي إلي الأسفل فوجدت الجميع في انتظارها وأولهم سامر وما أن ظهرت هي حتي دوت أصوات الطبول العالية....
هبطت فدوي أول درجة وبجوارها فادي يدعمها جيداً ففستانها ثقيل ويجعل حركتها بطيئة وخلفهم فريدة هي والخمس بنات ...كن جميعا سعيدات بما فيهن بنات تيمور فكل واحدة منهن شعرت باجواء الفرح الحقيقية التي غابت عنهن لسنوات...

أما في الأسفل فكان يقف سامر عند أول درجة يرتدي حلة سوداء كلاسيكية أنيقة للغاية بجواره تيمور وعبدالرحمن ومن الجهة الأخري إخوته البنات وأزواجهن وخالته وبناتها ..
أخذت فدوي تهبط درجة درجة وهي تري سامر أمامها بأناقته وجاذبيته يقترب منها أكثر كلما هبطت درجة وأصوات الطبول حولها تملأ أذنيها بمزيج من السعادة والحماسة إلي أن وصلا إلي نهاية الدرج فصافح سامر فادي واحتضنه وقدم لها باقة ورد باللون الأبيض والأحمر أخذتها منه بابتسامة جميلة بينما تمتمت بشفتيها بكلمات لم يسمعها من الصخب المحيط بهم إبتعد فادي بعد أن سلمها له فوضع يدها لتحيط بذراعه وهما يسيران ببطء في الرواق الواسع المؤدي لقاعة الاحتفال تصحبهما زفة الطبول وما أن دخلا القاعة الأنيقة متوسطة الحجم التي اختاراها معا حتي سطعت الاضواء في وجوههم وكان هناك منضدة عريضة علي جانب القاعة يجلس عليها المأذون في انتظارهما وبجواره الدكتور فؤاد الذي سيكون شاهدا علي العقد بدلا من كرم ابن خالها لأنه سافر سفرة عمل مفاجئة ولم يتمكن من الحضور أما الشاهد الثاني فهو زوج خالة سامر الرجل الستيني الجنوبي ....
تقدم سامر وفدوي من المنضدة وكان المأذون قد أنهي كل الاجراءات لم يكن باقيا غير إمضاء العروسين وترديدهم صيغة الزواج للاشهار وبالفعل مضي العروسان وبصما علي جميع الأوراق والجميع حولهما وفي النهاية وضع سامر يده في يد فادي ورددا خلف المأذون الكلمات التي لامست قلبي سامر وفدوي بشدة وما أن انتهي المأذون وأعلن مباركته حتي انطلقت الزغاريد في القاعة فضمها سامر اليه بقوة فاستسلمت لحضنه الدافيء قليلاً وهي مازالت علي نفس حالة الذهول وتركها علي مضض ليتلقي تهاني الجميع والمباركة

بعد قليل
كانت تجلس بجواره في المقعدين المخصصين لهما يحيطهما الورود والأنوار الصغيرة وفادي وعبدالرحمن يقفان بالقرب منها في حين كان الجميع يجلسون علي المناضد المستديرة ذات الاغطية البيضاء الحريرية تزينها باقة من الورود ...
كانت أسرة سامر يجلسون علي طاولة كبيرة والدته وإخوته البنات رحمة ودنيا وشقيقتيه الكبيرتين سهام وأمل اللتان زارتا فدوي بعد الخطبة وباركتا لها وشعرت بمودة نحوهما وخالته وزوجها وبناتها وفي الطاولة المجاورة كان الدكتور فؤاد وتيمور وفريدة وابناؤهم وإياد شقيق تيمور الذي جاء بناءا علي دعوة فريدة أما شهاب فلم يستطيع تلبية الدعوة لأنه سيسافر صباحا مع والده ليوصله عند عمه في المملكة العربية السعودية فالدكتور فؤاد له فترة وهو يشعر دائما بالاكتئاب والارهاق فدعاه شقيقه الأصغر لأن يأتي إليه ويقيم عمرة ويجلس لفترة في أجواء الحرمين الروحانية علها تحسن نفسيته قليلاً...
دعا الشاب المسئول عن الحفل العروسين للقيام إلي ساحة الرقص المستديرة والمسلطة عليها الأضواء الهادئة فقامت فدوي بعد أن مد لها سامر كفه وجذبها حتي يؤديا الرقصة الخاصة بالعروسين ....
كان فادي وعبدالرحمن علي مسافة قريبة منها كحارسين شخصيين ...ربما فادي باحساسه الدائم انه هو درع الحماية لشقيقاته قد تعود أن يكون بجوارهن ولم يعتاد بعد أن يكن تحت حماية اخر ....حتي فريدة فهو لازال معها في كل خطوة نظرا لأنها لم تستقر بعد في منزل واحد مع زوجها ....
وصلت فدوي مع سامر إلي ساحة الرقص تصحبهما موسيقي هادئة للأغنية التي اختارتها فدوي بنفسها من قبل كما اختارت كل شيء في القاعة وأشرفت هي وهو علي كل مايخص الحفل .....
أحاط خصرها بكفيه فرفعت عينيها إلي عينيه بابتسامة خجلة وهي تستسلم لسحر اللمسة الاولي بينهما وتضع كفيها برفق لتلامس كتفيه ... كان جذابا بدرجة غير طبيعية بهذه الحلة الأنيقة و شعره مصففا بعناية ورائحة عطره القوي تداعب أنفها...
أحاط خصراها بذراعه بينما وضع الاخر أعلي ظهرها ليسري فيه تياراً كهربياً لذيذاً ... أنه سحر اللمسة الاولي الذي يسري في أوصال الفتاة حين تلمسها يد زوجها لأول مرة خاصة حين تكون بلا خبرة ولم تمسسها يد من قبل وقتها وقع اللمسة يكون مؤثراً ووقع النظرة يكون ساحراً ووقع الكلمة الحلوة أسراً للقلب والروح معاً ....
أما هو فلم يختلف احساسه عن احساسها رغم أنه لم يكن بالشاب المنضبط أوعديم التجارب بل كانت له علاقات سابقة ولكن احساس فدوي بلمساته وارتجاف جسدها كان ينتقل إليه فيجعل احساسه بها كاحساسها تماماً ...أخذت الأضواء تخفت حولهما لتجعلهما ينفصلان مؤقتاً عن الواقع مع صوت أنغام الدافيء يتسلل إلي اذانهما

ياريتك فاهمني بجد زي ما بفهمك
وتقرا اللي جوايا بعيني تبص لك
يا حلمي اللي متأجل وانا هموت واحلمك
ياعمري اللي ناقص عمر نفسي اكملك


ضمها إليه أكثر وهما يدوران حول أنفسهما يتنفس عطرها الذي يشمه لأول مرة من هذا القرب وتشعر بدفئ جسده يحيطها

يا كل الكلام اللي بشفايفي بهمسه
يا أملي اللي بتمنى اطوله او المسه
يا هوى من زمان عايشه عشان بتنفسه
ياريت ابقي اخرك في الحياة دي وأولك


أخذ يهمس في أذنها بكلمات تذيب مشاعرها وهي تستمع اليه فقط بلا رد ... في هذا الوقت لم تشعر سوي بانها تريد استقبال كل شحنات السعادة الموجهة منه

لو اختار ما بين نفسي وما بينك هعترف
بإن انت أغلى واولى وكمان أولاً
بحبك سنين في السر ومحدش عرف
وانا ادفع سنين تانيين واحبك في العلن


أحاطت عنقه بكفيها برقة وهي تشعر ان الكلمات تخرج من قلبها لتصل إلي قلبه فشعر بارتجافة قلبها فأخذ يمسد علي ظهرها برقة

عينيك الف رحلة وفيها اخدت على السفر
يا ليل قد عمري نفسي يطول واسهره
يا ذنب في حياتي اللي لو بكره اتغفر
بقية حياتي هعيده وافضل اكرره


كان تيمور يجلس بجوار فريدة وبينهما شيري التي تصر علي الجلوس بينهما دائما لتتدلل علي كليهما معا بينما بناته بجواره ومعهم عايدة وبناتها بجوارها
كان يتمني ان يراقصها فهو يعرف كم تحب الرقص وهو ايضا ولكنهما يلتزمان بالاتفاقية الخاصة بهما وهي انه لاتقارب بينهما أمام الاولاد مراعاة لمشاعرهم جميعا
هما أم وأب فقط وهما بين اولادهما ...
أخذ ينظر اليها نظرات خاصة بهما فتبتسم له ابتسامة تجاهد حتي لاتتسع ...تنظر اليه وتردد همساً لايسمعه احد في هذا الصخب ولكنه يسمعه بقلبه ويتابع حركة شفتيها

لو اختار ما بين نفسي وما بينك هعترف
بإن انت أغلى واولى وكمان أولاً
بحبك سنين في السر ومحدش عرف
وانا ادفع سنين تانيين واحبك في العلن


ملامح وجهه المرتاحة الهادئة تبعث فيها هي الاخري الراحة والاسترخاء فيبدو الصفاء في صفحة وجهها الوردي....ونقر اصابعه علي مقعدها الذي يحيط ظهره بذراعه يبلغها بشوقه الي لمسها مع عدم استطاعته

انتهت الاغنية ليعود العروسان الي مقاعدهما وتبدأ فقرات الحفل

بعد قليل

كان سامر وفدوي يقفان في منتصف ساحة الرقص يلتف حولهما اصدقاء سامر... رامز وبعض زملاء العمل المقربين الي جانب بعض من الزملاء يعتز بهم من ايام الدراسة واخوته البنات وبنات خالته وراوية وفريدة وعبدالرحمن وجميع البنات يستمعون الي اغنية راقصة والجميع يصفق بسعادة لسامر الذي يرقص مع فدوي بعد ان خلع سترته واعطاها لرحمة كان يرقص بحماس ووجهه تلون باللون الاحمر تلقائيا بينما فدوي تشارك بالتصفيق له بعد ان فشل في جعلها ترقص ...ولكن فادي لم يتركها فمسك يديها وأخذ يرقص رقصا شبابيا وهي تميل مع حركته ضاحكة

وفريدة بجوارهما تصفق بحرارة وحولها البنات وتيمور خلفها لا ليرقص أو يصفق مثل جميع الواقفين ولكن ليحد من حماس فريدة التي كانت من فرط سعادتها تتمايل لا اراديا مع الموسيقي الصاخبة ....كانت كلما اندمجت مع الموسيقي ونست نفسها همس في اذنها بصرامة:"فريدة اهدأي قليلاً هناك رجال كثيرون حولنا ونحن لم نتفق علي هذا النوع من الرقص.."
لتوميء له ثم سرعان ماتندمج مرة أخري وهي تمسك يد فدوي التي بدأت تستجيب و تتمايل قليلاً معهم أما عبدالرحمن والبنات فقد أحاطوا فريدة وفدوي بدائرة واخذوا يدوروا حولهم يصفقون ويرقصون ليأخذ رامز سامر ويرقصان معا وزملاؤهما حولهما

كانت الأغنية قد انتهت وعلي وشك افتتاح البوفيه فجلست فريدة قليلاً بجوار الدكتور فؤاد واياد وعايدة ... أما فادي فكان علي حالته يحيط فدوي بعنايته وبرفقته عبدالرحمن الذي كان هو الاخر يرتدي حلة شبابية انيقة ويرافق خاله ....
وقف فادي ينظر إلي فدوي وهي تجلس بجوار سامر وكأنه لا يصدق انه اخيراً سيرتاح من ناحية اختيه ولن يظل قلقه عليهما كثيراً... كان أكثر مايؤرقه أن يحدث له شيء ويترك فريدة وابناءها وحدهم ويترك فدوي بلا زواج... كان يخاف عليهما فهما بنات لا رجل لهما ..
أما اليوم فيشعر بالراحة... لاشيء سوي الراحة...ولكن هذا الشعور لم يمنع توتره الطبيعي حتي يتم كل شيء علي خير للنهاية...وشعور آخر تسرب اليه رغما عنه ... شعور بالبرودة... يحتاج في حياته الي من تبث الدفء في قلبه... هو بالفعل كان متزوجاً وحتي لو لم يعد يفكر في اماني بشكل شخصي ولكنه يشعر بافتقاد الانثي في حياته ولكن ليست اي أنثي ....الان أصبحت الصورة أوضح في مخيلته لقد أدرك أنه أخطا بزواجه من أماني لم يكن هناك أي تكافؤ بينهما...
قطع أفكاره صوت هاني وهو يربت علي كتفه قائلا ورضوي بجواره:"مبارك فادي أعذرنا علينا الرحيل حتي لا تتأخر رضوي..."
قال له فادي بتوبيخ:"ماذا تقول ياهاني البوفيه سيتم فتحه الآن..."
قال له هاني بجدية:"صدقني لقد تأخرنا حتي لايغضب والد رضوي.."
قال له فادي وهو يدفعه في اتجاه البوفيه:"لقد فُتِح بالفعل ياحبيبي لن ترحلا قبل الطعام....."
ضحك هاني وقال له :"حسناً ياصديقي أتمني أن نأكل قريبا في زفافك...."
ابتسم له نصف ابتسامة وما أن استدار لدخول البوفيه هو ورضوي التي كانت متألقة بجواره بفستان برونزي رائع يبرز لونه جمال لون بشرتها القمحية الي جانب نظرة الارتياح والثقة التي أصبحت عنوانا لها مؤخراً حتي قال لها فادي بتردد:"رضوي.."
التفتت اليه هي وهاني في وقت واحد فقال لها متصنعا عدم الاهتمام الزائد:"لما لم تحضر علية معكم؟..."
قالت له وهي تنظر اليه نظرة ثاقبة:"ألا تعلم ؟"
قال لها وهو يتهرب من عينيها:"أعلم ماذا؟"
قالت له وهي تستدير لتضع يدها في ذراع هاني:"اسأل نفسك..."

هنا علم فادي انها قصت علي رضوي ماحدث وعلم انها غاضبة منه للغاية وتاكد بعد أن كان يشك....تأكد انها تحبه
****************
يتبع


بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t468698-81.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 17-08-20 الساعة 04:37 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.