آخر 10 مشاركات
رواية بدوية الرحيل -[فصحى&عامية مصرية] -الكاتبة //ألاء محمود مكتملة (الكاتـب : Just Faith - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          376 - الزوجة العذراء - ماريون لينوكس (الكاتـب : monaaa - )           »          372 - هروب إلي ناره - ميلاني ميلبورن ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-20, 10:14 PM   #71

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثاني والثلاثون

جلست (فريدة)على الأريكة تداعب(موسى)طفلها ثم نظرت إلى الساعة التي قاربت على العاشرة مساءً
وضعت(موسى)بجانبها واضعة له لُعبة ثم تأففت وهي تفكر لما تأخر (عمر)كل هذه الفترة حتى قاطعها صوت المفاتيح وعلمت أنه هو من أتى ،سحبت كتاب بجانبها مصطنعة القراءة بتعمق متجاهلة اياه.
رآها(عمر)وهو يبتسم:
-مساء الخير...مساء الحلوة اللي قاعدة زعلانه.
لم تنظر له(فريدة)ولم تتحرك حدقتيها وظلت منهمكة في القراءة هذا إذا كانت تقرأ من أساسه.


مط(عمر)شفتيه وجلس بجوار(موسى)الذي رفع رأسه إليه واعتلى ركبتيه ليجلس ويتدلل في كنفه ابتسم(عمر)في حنان و ربت على رأس صغيره مقبلًا وجنته:
-حبيب بابا يا(موسى).
ثم نظر إلى(فريدة)التي كانت تراقبه من خلف الكتاب وعندما نظر إليها نظرت بسرعة إلى كتابها ابتسم بخبث وهتف وهو ينظر إلى طفله:
-يعني ينفع يا(موسى)تزعل مني كده. دا أنا بحبك يا
(موسى)وبموت في البيجامة الزرقا اللي إنتَ لابسها دي.
نظرت(فريدة)إلى ملابسها وقد شكت بلون منامتها لأنها سوداء ومطعمه بخطوط ذهبية ثم التفتت إلى(عمر)لتجده يتكأ بمرفقه أسفل وجنته على ظهر الأريكة متأمل حيرتها وضحكة مرحة تزين ثغره الوسيم.

حتى سألها غامزًا بشقاوة:
-شفتي بيجامتك زرقا إزاي؟
كادت تفلت من فمها ضحكة على حركاته الشقية ولكنها زمت فمها ونظرت إلى الكتاب مرة أخرى ،تنهد(عمر)ووضع(موسى)بعربته حتى يكون بأمان ووضع معه لُعبته المفضلة ثم اقترب من(فريدة) وسحب منها الكتاب بخفة حتى ظهر الاعتراض على وجهها ابتسم (عمر)وقرص أنفها بخفة:
-شو حلو حبيبي شو حلو.
قامت(فريدة)من مجلسها وتركته هز(عمر)رأسه ثم أخرج هاتفه وأشعل أغنية(شو حلو )للمطرب(زياد برجي)
سمعت(فريدة):
-شو حلو حبيبي شو حلو ها القمر شوفوا ما اجمله
بس انا علي بالي دلله وحياتي ما حدا بقا يزعله...
لاحت على شفتيها ابتسامة شغوفة بما يفعله زوجها وعندما شعرت به من خلفها وأنفاسه الدافئة تتخلل خصلاتها وجانب وجنتها عندما أكمل مع الأغنية بصوته الرجولي الذي اقشعر جسدها عندما قبلها من جانب أُذنها:
-واسمحوا اذا بتسمحوا واستحوا ما بقى بتجرحوه
لو زعل أنا بصالحه حبيبي بالقلب صاير مطرحه
التفتت إليه(فريدة)مبتسمة وهي تحاوط عنقه بكفيها متدلله:
-خلاص مسامحاك.
ثم أخذت هاتفه وأغلقت الموسيقى سائلة إياه:
-بس ممكن أعرف ليه كل يوم بتيجي متأخر كده؟
حاوط وجنتيها بكفيه:
-و الله شغل و زيارة ل(قاسم)إنتي عارفة تعبه اللي حصله ده.
هزت(فريدة)رأسها بتفهم:
-أه فهمت خلاص.
رفع(عمر)رأسها بسبابته وهو ينظر بعمق في عينيها:
-حبيبي زعلان لسه؟ كله إلا(فريدة قلبي).
ابتسمت(فريدة)بخجل:
-خلاص بقى يا(عمر).
ضحك(عمر)وهو يرفع رأسه للأعلى ناظرًا لسقيفة الصالة ثم أخفضها ليأخذ شهيقًا من كثرة الضحك:
-يا (برعي)إنتَ لسه بتتكسف؟ دا أنا جوزك يا(سُلطان).
رفعت(فريدة)حاجبًا مستنكرة وهي تُخفض كفيه:
-(برعي)و(سُلطان)تصدق إنك فصيل يا(عمر)و هنام مع (موسى).
وأخذت عربة طفلها مندفعة تجاه غرفته مكملة بغيظ:
-تصبح على خير يا معلم(كعبورة).

ضحك(عمر)أكثر حتى دمعت عيناه وهو يحاول استرضائها:
-طب حلو (كعبورة)و(برعي)و(سُلطان)هي قلبت عصابات كده ليه؟
ابتسمت(فريدة)باستخفاف وخفت بسمتها وهي تغلق باب الغرفة.
حتى جاء(عمر)يهتف بمرح:
-خلاص يا(فيري)بقى متبقيش قفوشة بهزر معاكي أنا عندي غيرك يا قلب عمري.
هتفت(فريدة)من خلف الباب بحنق:
-أهو اللي بيفقعلي مرارتي منك تشبيهاتك العجيبة دي إيه قلب عمرك دي كمان؟
حاول أن يكون(عمر)جادًا وألا تفلت ضحكة من شفتيه:
-طب خلاص عايزاني أقولك إيه يعني طب خلاص بقى يا (فيري)وحياة(موسى)متزعليش.

لم تجيبه(فريدة)وهي تبتسم بتلذذ عندما سمعت(عمر)يهتف بحنق:
-خلاص بقى إنتي حرة أنا هفضل أتحايل عليكي خليكي عندك خلي (موسى)ينفعك و ياخدك في حضنه.
قاطعه نغمة هاتفه وقد رفعه ليجد اسم(يونس)فتح الهاتف وذهب بعيدًا وقال بمرح:
-إيه يا عم الشباب عامل ايه؟
قال(يونس)بضيق:
- تمام كويس أخبار(قاسم)ايه؟
تعجب(عمر)من نبرة صوت(يونس)ونبرة الضيق التي لم تغيب عن أُذنيه وقال بمرح أكثر:
-هو بخير متقلقش بس إيه يا باشا مجتش طليت عليه و فرحتنا بمجيتك؟
هتف(يونس)بغضب:
-بطل استظراف يا(عمر)أنا مش ناقصك؟
اعتدل(عمر)وقد وجد أن هناك خطب ما ب(يونس)حتى سأله باهتمام وبصوت هادئ:
-طب إهدى بس مالك يا(يونس)؟ إنتَ كويس؟
اختنق صوت(يونس)وهو يمسك مقدمة شعره بغضب وعينيه حمراوان:
-أنا زفت يا(عمر)...(نسمة)مشيت و سابت البيت.
هتف(عمر)بصدمة:
-نعم؟! سابت البيت ليه يا(يونس)إيه حصل لكل ده؟
قص(يونس)ما حدث وما دار بينه وبين(رامز)فيما مضى وتهديده الصريح له بالاقتراب من(نسمة)ثم عودة(رامز)ومقابلته ل(نسمة) وإخبارها بهذا السر اللعين الذي أخفاه عنها خوفًا من أن تسيء الظن كما حدث الآن.

وبدأت الدموع تقع من حدقتي(يونس)بعد أن انتهى من قصته وقد علم(عمر)إنه يبكي بعد أن سمع رشفته وهو يسأله:
-قولي أعمل ايه دلوقتي؟ و لو جيت ناحية الكلب ده طبعاً هيعمل فيها شهيد قصادها و بكده هتتأكد من كلام القذر ده وتعرف إنه كان على حق أنا مش عارف أعمل ايه يا(عمر)أول مرة أحس اني مشلول و متكتف كده.
هدأه (عمر):
-إهدى يا(يونس)متعملش كده في نفسك يا راجل و كل حاجة و ليها حل. أجيلك و لا تحب نخرج نشم هوا.
رشف(يونس)مرة أخرى وهو يكفكف دموعه:
-ولا أي حاجة أنا هقفل و أقرا قرآن و أدعي ربنا إنه يفرجها و يبين الحق.


هز(عمر)رأسه بتفهم وهو يدلك رقبته من الخلف:
-و نعمة بالله يا(يونس)خلاص أسيبك و هكلمك بكره نروح ل(قاسم).
وقف(يونس)ليتجه إلى الشرفة:
-خلاص يا(عمر)ربنا يسهل لو لقتني كويس هروح معاك...يلا سلام عليكم.
أجابه(عمر)بإشفاق:
-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.





تنهد بحزن:
-إيه بس اللي حصلك يا(نسمة)إزاي مش شايفة حب(يونس) ليكي و كنتي مصدقة الحقير ده؟
ثم قال داعيًا:
-يا رب يهديهم و يهدي سرهم و ينصرهم على الظالم. ربنا ياخدك يا(رامز).

***********





قامت(وعد)من على الفراش بعد أن كانت بجوار(رائد)وارتدت ملابسها دارت حول الفراش من الجهة الأخرى حتى تلتقط سترتها من على ظهر الكرسي وقد أوشكت على ارتدائه ولكن قبضة (رائد)أحكمت حول معصمها وقد أجلسها غصبًا وهو يقول بشهوة: -مستعجلة على إيه يا(دودو)؟
نفضت يده من عليها ونظرت إليه بمقت:
-إنتَ مبتشبعش عالطول مقرف كده؟
فاجئها ضحكته الساخرة ثم نظر إليها مستهترًا وهو يمسك خصلاتها ويقربها منه:
-و إنتي مبتحبيش القرف ده يا(دودو)؟
صمتت(وعد)بحنق ونظرت للأسفل اشتم(رائد)خصلاتها بقوة وهو يقول بنشوة:
-إحنا دفنينه سوى يا بيبي. متنكريش علشان بزعل كده.
ثم سحب خصلاتها تجاهُ بقوة جعلتها تتأوه وتقترب من أسفل ذقنه ناظره إلى شفتيه والكلمات تخرج من بينها بقساوة:
-وبعدين لو زعلتيني هزعلك و أنا زعلي وحش ولعلمك إنتي زيك زي أي بنت شمال الفرق في المظهر و طبعاً الفلوس و أنا واخدك ببلاش.
وترك خصلاتها بعد أن صرخت:
-سيب شعري يا حيوان.
قامت وهي تعدل في ملابسها وتأخذ سترتها ناظرة إليه باحتقار ونصف جزعه السفلي مغطى بشرشف أبيض:
-لو كنت أعرف إنك زبالة كده مكنتش قربتلك.



لم تطرف عيني(رائد)بل لاحت على شفتيه بسمة ساخرة وقال وهو يضع مرفقه الأيمن خلف رأسه:
-أنا عارف و الزبالة ميعرفش إلا الزبالة يا بيبي.
زفرت(وعد)وأخذت حقيبتها مغادرة الغرفة بعد أن صفعت الباب خلفها بلا رحمة لاعنة ما وضعت نفسها به وهي تعلم أنها لعنة(سلسبيل)التي لا مفر منها.
*************







بعد أن أغلق(يونس)الهاتف مع(عمر)تنهد وهو يتذكر ما دار بينه
وبين(نسمة)التي قررت بعد أن واجهته بما علمته من(رامز)أن تبيت بغرفة أطفالها وهو قد غفى على الأريكة وفي الصباح شعر بصوت باب يُفتح وشيء ثقيل يُجر فَتح عينيه ليرى(نسمة)مرتدية ملابسها وتسحب حقيبة سفر كبيرة دافعة عربة طفليها .
وقف(يونس)أمامها وهو يشير إليها مستنكرًا:
-إنتي راحة فين يا(نسمة)؟ وواخده الولاد على فين؟
توقفت(نسمة)وتركت مقبض العربة والحقيبة ناظرة إليه بعينين حمراوين لم يجافيهما النوم وقالت بصوت حاد:
-زي ما أنتَ شايف؟ ماشية و سايبالك البيت.
اقترب(يونس)منها وهو غير مصدق لما تتفوه به من ترهات أجل ترهات بل خرافات حتى صاح بغضب:
-سايبالي البيت علشان الواطي ده يا(نسمة)؟ وحشك حبيب القلب؟
رفعت(نسمة)حاجبيها مستنكرة حتى أشارت بسبابتها إليه صارخة:
-إخرس إياك تغلط في أخلاقي. أنا إنسانة محترمة الدور و الباقي على اللي غدر و خان الوعد.
نظرت إلى كفه التي كانت تُرفع على وجهها وقالت بصدمة ودموعها التي تساقطت بجنون:
-هتضربني يا(يونس)هي وصلت لكده؟!
أخفض(يونس)كفه في لحظتها عندما رأى دموعها والصدمة التي اعتلت حدقتيها وانشق قلبه نصفين لما هال حبيبته.
فكيف هو من يخشى عليها من النسمة العابرة ويكون هو السبب في ايذائها؟
صمت(يونس)حتى انسابت دموعها وعبرت بجانبه تاركة اياه خلفها وهي تصفع الباب خلفها.

هز(يونس)رأسه عندما تذكر ما حدث ورفع رأسه للسماء مبتهلًا ودموعه تتجدد على وجنتيه متعلقة بذقنه وتتدفق بين شعيراتها الكثيفة:
-يا رب رجعهالي أنا بحبها و مش قادر أتخيل حياتي من غيرها...يا رب أعني على ما ابتلاني.

********






بعد أن عافرت(غدير)للدلوف إلى القسم والصحافة تحاوطها من كل صوب وبحوزتها حراسها الشخصيين وأضواء الكاميرات تزعج فيروزيتيها وكل هذا بسبب خبر حيازة(إياد)للمخدرات والذي تصدر الخبر الأول في كل وسائل الميديا.
وهي عندما سمعت ما حدث ورأته أيضًا على هاتفها بعد أن تم نشر الفيديو في كل مكان قطعت عملها وفترة تصويرها ب"شرم الشيخ" وأتت مهرولة لتراه وكانت تنتظر في مكتب النقيب حتى جاء وجلس أمام المكتب مبتسمًا إليها وعينيه مملؤة بنظرات الإعجاب وقال بعد أن ظهرت أسنانه الأمامية بالكامل:
-أهلاً بفنانتنا ملكة الشاشة منورة القسم...تشربي ايه؟
وضعت(غدير)ساق على الأخرى بانزعاج:
-حضرتك أنا مجتش علشان أضايف. أنا جاية أشوف(إياد)جوزي أفهم إزاي يحصل المهزلة دي؟


عقد النقيب حاجبيه بضيق:
-من فضلك لاحظي كلامك يا فنانة القانون فوق الجميع و(إياد) بيه التهمة لابساه.
ثم ارتفع صوته بخشونة و هو يضرب بقبضته اليمنى على سطح المكتب:
-ده ممسوك بقرب ال 700 جرام هيروين يا(غدير)هانم .
ثم خفض صوته وهو يقرب وجهُ منها سائلًا إياها:
-حضرتك فاهمة يعني إيه الكمية دي يتمسك بيها واحد أينً كان مستواه؟
نظرت إليه(غدير)بضيق ثم زفرت بغضب:
-تمام أنا عايزة أشوفه من فضلك؟
ذم النقيب شفتيه وقال ببرود:
-فيه مواعيد يا فنانة و إلتزام القانون ده شيء واجب على أي مواطن.
ابتسمت(غدير)ببرود أكثر من زرقاويها وقالت وهي تقوم من مجلسها:
-تمام حضرتك.
ثم التفتت والنقيب يراقبها وبسمة انتصار على شفتيه ولكنه تفاجئ بالتفاتها إليه قائلة وهي تشير إلى خارج الغرفة:
-على فكرة القسم محاوطه صحفيين كتير أنا هطلع بقى أقولهم إنكم رافضين إني أشوف جوزي.
علم النقيب ما ترمي إليه حتى استوقفها وعدل نبرته:
-استني حضرتك ليه بتتعصبي بسرعة كده.
نظرت إليه(غدير)بلمعة نصر وقد علمت أنها قد نجحت في ترهيب النقيب من الصحافة وخاصة الصحافة الصفراء.


بعد فترة من الوقت وجدت(غدير)زوجها(إياد)يدلف إلى غرفة النقيب ومعصميه مكبلين ويبدو أن هناك من رحب به بالسجن وعلامات الضرب على وجهُ وانشقاق قميصه وأخذ سلساله الذهبي من رقبته قامت من مجلسها واحتضنته بقوة:
-يا حبيبي يا(إياد)متخافش هتطلع متقلقش.
بكى(إياد)راجيًا:
-اوعي تسيبيني يا(غدير)أرجوكي طلعيني. أنا اتبهدلت كل اللي في الحجز مرمطوني وسرقوني.
مسحت(غدير)دموعه بسبابتها وهي تهدئه:
-ششش طب إهدى يا حبيبي أنا هتصرف.
ثم نظرت إلى النقيب بضيق:
-ممكن تشيلوا الكلبشات من ايده دلوقتي؟
ابتسم النقيب ببسمة صفراء:
-علشان خاطرك يا فنانة ده استثناء بس ليكي.
وبعد أن نزع الأساور الحديدية من معصميه أخرجت(غدير)حقيبة طعام بها أشهى الأطعمة وقالت:
-ممكن ياكل بس حضرتك.
هز النقيب رأسه:
-ماشي يا فنانة بس خليكي فاكرة اني عملت استثناء كتير ليكي.
ابتسمت(غدير)مجاملة:
-متشكرة ليك و تأكد إني هشكر فيك أدام الصحافة.
انتفخت أوداج النقيب:
-متشكر ليكي يا فنانة. أنا هسيبكم شوية أكيد عايزين تتكلموا مع بعض.
شكرته(غدير)وبعد أن غادر النقيب و أغلق الباب خلفه نظرت إلى (إياد)الذي شعرت من مظهره للوهلة الأولى أنه كبر سنوات:
-ممكن أعرف ازاي حصل الموضوع ده؟

نظر إليها(إياد)بحزن حائر:
-معرفش يا(غدير)أنا اتفاجأت والله العظيم و مش فاهم إزاي حصل كده أنا هتجنن.
ربتت(غدير)على ركبتيه برفق:
-كل حاجة هتتحل يا حبيبي. يلا بقى كُل أنا جايبالك الفراخ اللي إنتَ بتحبها و معاها الرز بخلطته.
ابتسم(إياد)بحزن:
-إنتي حتى مفاتكيش إني مكلتش. انتي جميلة أوي يا(غدير).
ابتسمت(غدير)وربتت على وجنته:
-كُل يا حبيبي بألف هنا. علشان أطمن.

*************

وصلت(إينار)إلى فيلتها وبعد أن ارتدت منامتها القطنية البسيطة وقد اطمأنت لنوم(آمن)استلقت على فراشها لتأخذ راحة وتنام ولكن النوم لم يجافيها فلقد عمل عقلها كالآلة وبدأ ناقوس الخطر يدق برأسها:
-احذري يا(إينار)فلقد ظهر(يوسف)وعلم بوجودك...
انتفضت من على الفراش ووضعت خصلاتها الليلية جانبًا ساحبة هاتفها لتهاتف(كريم)ولكنه لم يجيب توترت عضلات وجنتها والتوت شفتيها حاولت مرة أخرى لم يجيب وتحاول مرارًا وتكرارًا ولا مجيب حتى زفرت وتحركت في غرفتها كالممسوسة وهتفت:
-هو راح فين الزفت ده؟ مبيردش ليه؟ الله يخربيتك يا(كريم) الزفت.



ثم ضربت بكفيها جانبي جسدها بحسرة هاتفة بغضب:
-مهو أنا اللي جبته لنفسي ليه أعملي هباب مدير للفندق ما كنت أمسكه لوحدي بدل الحوجة المهببة دي؟
ثم قالت بوعيد وهي تجز على أسنانها:
-استنى عليه يا(كريم)الكلب إنتَ إما خليتك عبرة مبقاش أنا (إينار).

********





دلفت(بسملة)ومعها(مروان)إلى الشركة وقد كان هذا اليوم الأول له في الشركة وما يسعده أنه بجوار حبيبته وشريكة حياته(بسملته).
نظر إليها بحب وهي تراه بجانب عينيها وقالت محذرة بمرح:
-نلم عنينا يا(مروان)علشان إحنا في الشغل مش وقته؟
ضحك وسألها وهو ينظر أمامه:
-طب وقته امتا يا(بوسبوستي)؟
فلتت ضحكة من ثغرها المغري إليه:
-في البيت يا(مروان)ماشي.
ثم أشارت إلى مكتبه:
-و ده مكتبك يا بشمهندس(مروان).
وأشارت إلى مكتبها في اليمين:
-و ده مكتبي يلا أشوفك في البريك باي.

ردد(مروان)وهو يراقب زوجته بشوق:
-باي يا(بسبوستي)لما نروح بس.
جلس على مكتبه وفتح حاسوبه الخاص ليقوم بعمله ويثبت جدارته.
وفي هذه الأثناء كان(أسمر)يتحدث مع(ميرال)في غرفة مكتبه بخصوص تصميم معين وكان يهتف معترضًا:
-لأ يا(ميرال)مينفعش اللونين دول بالذات في الموسم ده؟
رفعت(ميرال)إحدى حاجبيها بتساؤل:
-ليه بقى مينفعش؟
هز(أسمر)رأسه بلا داعي:
-لأن اللونين دول فاقعين أوي و ده موسم الخريف و إنتي عارفة يعني إيه خريف يا(ميرال)؟

أرادت(ميرال)أن تثير حنقه وقد افتقدت هذا الشيء بشدة وأرادت أن تعيد هذه الذكريات.
تصنعت(ميرال)البلاهة وهي تهز رأسها كما يفعل(أسمر):
-لأ مش فاهمة يعني إيه خريف يا(أسمر)؟
زفر(أسمر)بقوة وقال بنبرة حانقة:
-يا سلام مش عارفة يعني إيه خريف؟ الخريف معناه ألوان دارك يعني غامقة شوية مش بينك مطرقع و أخضر فسفوري إنتي عايزة الموديل تبقى شبه إشارة المرور؟
ضحكت(ميرال)على تشبيه(أسمر)وكانت تستمتع مع كل زفرة يزفرها و تراقب كلماته حركة شفتيه عندما يلويهما دلالة على الغضب أو مثلما يفعل الآن يطرقع أصابعه بطريقة معاكسة هكذا هو(أسمر) عندما يغضب هي تحفظ كل تفاصيله حتى باتت تعلم بما سيتفوه
به قبل أن يخرج كلمة من بين شفتيه.

قاطعها صوته وهو يهتف مردد اسمها:
-(ميرااال).
نظرت إليه ببسمة أكثر بلاهة ثم همهمت:
-همم عايز ايه؟
ثم راقبت فمه الذي فتح بدهشة وأكملت بضحك:
-أه فهمت يا(أسمر).
تنفس(أسمر)الصعداء ولكنه صُدم عندما أكملت(ميرال)ببساطة وهي تقترب من حافة مكتبه منحنيه بجزعها العلوي ضامة شفتيها:
-بس أنا مش مقتنعة بأي كلمة قلتها لأنه مش قانون.
ثم وقفت بتحدي:
-و هصمم الديزاين ده يا(أسمر)بالألوان دي كمان.

لم تعطيه فرصة للتفوه بأي كلمة ولكنها نظرت إلى ساعة يدها ورفعت حدقتيها العسلية الممزوجة بالزيتونيه إليه ببسمة مستخفة:
-ياااه الساعة قربت على 11 أنا هروح أفطر. يلا باي يا(أسمر).
وتركت هذا الأخير يحاول استيعاب ما فعلته هذه المجنونة فلا يوجد مصطلح ينطبق عليها سوى "مجنونة" ثم ابتسم لإصرارها على موقفها
كم يعشق شخصيتها ويموت شوقًا لأن يلمس خصلاتها المتلونة ويستنشق عطرها عن قرب فهو يستنشقه الآن من على بعد كم يود احتضانها. يتوق لعودتها إليه مرة أخرى.
أه لو يعود الزمن سنة ونصف حتى تكون بجانبه(ميرال)ولكن ليس كل شيء يتمناه المرء يدركه.

*************


دلفت(أروى)إلى الفندق بعد أن خرجت من سيارتها بثوب أبيض مختلط بلون رمادي يشبه الأمواج كانت فاتنة بجسدها وخصلاتها التي أسدلتهما برقة على جانبي جبهتها وتركت الباقي ينقعص للخلف بورده بيضاء صغيرة أبرزت كستنائية شعرها ومع حذائها الرمادي ذو الأشرطة السوداء التي أحاطت كاحليها وأظهرت بشرتها البيضاء الصافية المشربة بالحمرة.
لقد خرجت من المشفى بالأمس وهاتفت(داغر)الذي تكلم معها بهدوء بارد كالعادة وقد أخبرها أن هناك حفل بمناسبة شراكتهما في الغد والإعلان عن هذا الخبر في حفل راقي.
أدارت(أروى)ببندقيتها في المكان باحثة عن(داغر)حتى التقت به وقد كان يقف مع الكثير من رجال الأعمال وأصحاب شركات آخرين.
رأته يدير رأسه وتلاقت عينيه بعينيها وأصبح هناك عالم خاص بهما ترك رجال الأعمال معتذرًا وتوجه بسرعة نحوها ولم يستطع إخفاء إعجابه الشديد بعينيه وهو يلتقط كفها وبسمة على ثغره جعلته وسيم بلا جدال بل أكثر الرجال وسامة وقال وهو ينحني مقبلًا إياها برقة: -مكنتش أعرف إنك جميلة بالشكل ده.
توردت وجنتي(أروى)وسحبت كفها بهدوء:
-ميرسي يا(داغر).
ثم سألته متهربة من نظراته التي تحاصرها من كل صوب:
-اللقاء الصحفي بدأ؟
ابتسم(داغر)بثقة وهو يرى تورد وجهها مما زادها فتنة:
-لأ لسه مبدأوش.
ثم سمع صوت موسيقى تصدح بأرجاء الفندق مد ذراعه إليها :
-ترقصي معايا؟
لم يترك لها الخيار بل سحبها إليه والتفت كفه حول خصرها وشدد عليه وهو يتوغل إلى عينيها أما(أروى)لا تدري لما لم تأبى؟ بل استسلمت. هل له قوة خفية تحيطه؟ أم رجولته الطاغية التي جعلت أنفاسها متعثرة. تفاجأت أنه يجعلها تدور حول ذاتها وتعود إليه مرة أخرى واستمرت الرقصة دقيقة ونصف حتى توقفا وفجأة عم التصفيق من الجميع والصحافة بكاميراتهم تصورهما من كل اتجاه حتى تنهدت(أروى)بإرهاق:
-مبيصدقوا يصوروا.
توجها إلى المنضدة للإعلان عن منتجاتهما وقد بدأ(داغر)التحدث بعد أن جلست(أروى)وجلس بجوارها:
-حابب أعلن ليكم عن إن شركة "جوود وومِن" شركتي أنا(داغر غيث المسيري)عملت عقد شراكة مع شركة "ثينك أوف لايدي" شركة مدام(أروى ياسين المراوي)وأكيد هتلاقوا شكل جديد و روح جديدة جوه موديلاتنا.
ابتسمت(أروى)ببسمة خفيفة وقالت:
-حقيقي ده شيء يشرفني إني أشارك(داغر)وأنا متوقعة إن هيحصل نسبة أرباح غير مسبوقة.

صفق الجميع وبعد عدة أسئلة سألها المتطفلون من الصحفيين حتى انتهيا وبعد انتهاء الحفل ذهبا لمطعم فاخر وقد قام(داغر)بدعوتها على العشاء وقد قبلت و بعد أن جلسا ابتسم(داغر)إليها ولكن (أروى)كانت تلمح في بسمته وحدقتيه غموض غريب وكأن هناك شيء يريد أن يقوله ولكنه يتراجع ويغير صيغه حديثه لشيء آخر...
ولكن(داغر)قد شرد في يومين ماضيين وقد تذكر عندما كان يجلس بجوار(أروى)وهي في غيبوبتها وقد تلفظت ببعض من الجمل وكان منها "إرحمني يا(فادي)حرام عليك" ،"أنا بكرهك...يا رب أموت خدني يا رب"
تعجب(داغر)وتحسس رأسها والعرق الذي غلف خصلاتها التي التصقت بجبهتها ورأى صدرها الذي يرتفع ويهبط وكأنها في حرب وليس حُلم وبعد أن ربت على وجنتها وكفها حتى هدأت وأكملت نومها في هدوء.
أفاق(داغر)على صوت(أروى)وهي تهتف باسمة:
-(داغر)يا(داغر)روحت فين؟
نظر إليها(داغر)وقد قرر أن يتفوه بما يخشاه حتى قال بدون رجعة: -هو(فادي)كان عمل إيه معاكي؟ ومات إزاي؟
بُهتت(أروى)وتوقفت يدها عن تناول الطعام وألقت الشوكة جانبًا وأخذت كوب الماء لتتجرع كل ما تستطيع ابتلاعه حتى شعرت أن حلقها بحاجة للسعال. وقد سعلت بقوة حتى احتقن وجهها
ودمعت عينيها.
لمس(داغر)كفها سائلًا إياها بقلق وتوجس:
-خدي نفسك براحة وخدي...
قاطعته بدفع كفه عن يدها وقد سحبت حقيبتها وقامت ناظرة إليه بغضب:
-ميرسي على العزومة.
وكادت أن تتركه ولكنه وقف وأمسك كفها يسألها بجدية:
-إيه مخبياه يا(أروى)ليه بتخبي؟
هتفت(أروى)وهي تحاول سحب كفها من بين أصابعه القوية بعصبية:
-من فضلك سيبني يا(داغر)؟
بدأ الجمع يلتفت إليهما ولكن(داغر)ظل على قبضته وسألها بغضب: -إنتي ليه متعصبة؟ ليه بتحاولي تخبي؟
دفعته(أروى)برهبة وهي ترتعش:
-ملكش دعوة بيه.
واندفعت تاركة(داغر)الذي ترك المال على المنضدة ولاحقها حتى وجدها أمام سيارتها وهي تستعد للدخول إليها حتى أمسكها مرة أخرى من كتفيها وأدارها وهو يقربها منه بغضب شديد وقد بدأ المطر بالهطول:
-مفيش حاجة اسمها مليش دعوة بيكي يا(أروى)سامعاني أنا عايز أعرف ليه كنتي بتقوليله حرام عليك يا(فادي)ليه كنتي بتستغيثي منه هو كان بيعمل فيكي ايه؟
صرخت(أروى)ومع دموعها وقطرات المطر التي أغرقتها بالكامل وهي ترتعش ومع كل كلمة يتفوه بها(داغر)كانت كالسوط على روحها التي ظنت أنها ماتت وقد شعرت معه اليوم بأنها حية وبعدها صفعها بسؤاله هذا. لما ماضيها لا يتركها وشأنها؟ لما شبح (فادي)يلاحقها ويخبرها أن لا محالة من حب رجل حقيقي وتشعر أنها امرأة ولو مرة في الحياة.
رفعت رأسها إليه وهي تبعد(داغر)عنها هاتفة بأسى ويأس قاتم:
-ابعد يا(داغر)عني ملكش دعوة بيه. إنتَ ملكش الحق إنك تتدخل في حياتي...إبعد.
تفاجأت بأن(داغر)ترك كفيها وتراجع خطوتين للخلف
وهو ينظر إليها بغضب وقد تهدلت خصلاته على جبهته من أثر بلله
بالمطر:
-هبعد يا(أروى)ومش هتكلم معاكي في أي حاجة.
وتركها وهي تبكي وتدلف إلى سيارتها وتنطلق ودموعها تغرق عينيها حتى كادت لا ترى الطريق توقفت جانبًا وضربت بكفيها على عجلة القيادة:
-أنا كان مالي ليه افتكرت إني واحدة ست. ملكيش نصيب يا(أروى) في أي حاجة. يا(فادي)يا مفيش.
وصرخت مرددة وهي ترتمي على عجلة القيادة برأسها باكية بألم:
-يا مفيش.

**************



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:15 PM   #72

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث و الثلاثون

تفاجأت(وعد)بهاتفها الذي أنارت شاشته باسم(طارق)تعجبت وقد كانت عينيها أوشكت على النعاس.
قامت بجزعها العلوي بعض الشيء متكئة بمرفقها الأيمن على وسادتها قائلة بصوت خفيض:
-ألو...أيوه.
أجابها(طارق)من الجهة الأخرى بمرح:
-أيوه يا(دودو)إنتي كنتي نايمة؟
اعتدلت(وعد)وأمسكت خصلتيها من آخرهما متنحنحه:
-كنت لسه هنام إنتَ فين؟
ابتسم(طارق)وهو يرفع رأسه أمام بيت(وعد):
-أنا واقف أدام البيت عندك.
قامت(وعد)من على فراشها نافضة الغطاء من عليها لتقف وتزيح الستائر لترى(طارق)متكئًا على سطح سيارته ملوحًا ببسمة جذابة:
-هااي يلا إفتحي الباب أحسن وحشاني اوي.
هزت(وعد)رأسها واتجهت إلى داخل الغرفة وهي تنعي حظها بوجود اثنين في حياتها فهذا يصعب عليها يومها وبالأخص هذا اليوم فمنذ قليل رحلت من الفندق عندما كانت برفقة(رائد)أه من هذا الحقير كم تود قتله والتخلص منه.
قاطعها طرق خفيف على باب شقتها لتفتح الباب وتجد(طارق) ببسمته اللعوب:
-(دودو)وحشتيني يا عمري.
وجدته يحتضنها بقوة و دفئ ولكنها شعرت أنها مثل التمثال البارد.
اصطنعت آهة شوق وشددت بذراعيها حول عنقه وكأنها تفتقده بالفعل ربما تفتقد رجولته الحقيقية غير(رائد)المستغل.

أعادها(طارق)ونظر إليها بتمعن يسألها:
-مالك يا(وعد)؟
هزت(وعد)رأسها ببسمة سريعة حتى تخفي ما بباطنها:
-أبداً يا حبيبي. إنتَ كنت وحشني أوي و بقالك كتير مبتجيش زي الأول.
ثم أعقبتها بنبرة عتاب وهي تنظر للأسفل:
-يظهر ست(بيلا)واخداك مني و مبقتش بتفكر في(دودو) حبيبتك.
ترك(طارق)كتفيها والتفت ليخلع سترته ويضعها على المقعد الذي يقاربه بتنهيدة:
-وبعدين يا(وعد)إنتي عارفة اللي فيها الحكاية مش(بيلا)خالص. أنا عندي شغل.
صمت وبعدها قال وهو ينظر إليها:
-و هسافر أسبوعين "أسبانيا" و "إيطاليا".
انطلقت ضحكة من حلق(وعد)وهي تقترب منه ثم جلست على حافة المقعد الجالس عليه(طارق)متسائلة بسخرية:
-واحدة تالتة يا(روقي)؟
تعجب(طارق)حتى فهم ما تقصده(وعد)وانطلق ضاحكًا وهو يحيط خصرها بذراع واحدة:
-لأ يا قلب(روقة)شغل بجد والله.
نظرت إليه(وعد)بشقاوة وهي تحاوط كفها جانب وجنته وذقنه:
-أه منك يا(طارق)ملكش أمان يا بيبي.
ابتسم(طارق)وغمز بعينه:
-و إنتي وحشاني يا(دودي)ومشتاق بقى و عايزين نخليها ليلة و لا ألف ليلة و ليلة.



قامت(وعد)من جانبه وهي تتركه:
-طب هقوم آخد شاور و أه...
تفاجأت بأن(طارق)أعادها لأحضانه وهو يحتويها بصوته الدافئ:
-ولا أي حاجة انتي تجنني كده من غير حاجة.
وانحنى ليلثم شفتيها هامسًا:
-وحشتيني.

***********





فتح(عمر)هاتفه ليجدها خالته(عفاف)التي كلمته متأخرًا:
- إزيك يا(عمر)عامل ايه؟
تعجب(عمر)من مكالمتها له في هذا الوقت وأجاب:
-إزيك يا خالتي عاملة إيه و صحتك؟
ابتسمت(عفاف):
-الحمد لله بخير...
ثم صمتت و أعقبتها بنبرة عتاب:
-بص يا(عمر)إنتَ زي(نسمة)بنتي اللي مغلباني دي و تاعبة قلبي بس سيبك منها دلوقتي و هقولك عليك الأول؟
اعتدل(عمر)في جلسته على الأريكة:
-خير يا خالتي؟! قلقتيني.
تنهدت(عفاف)بضيق:
- أمك اشتكتلي منك إنتَ و(فريدة).
هتف(عمر)بدهشة:
-اشتكتلك ليه بس؟ و لما هي زعلانة مننا مقالتش...
قاطعته(عفاف)بصرامة:
-إسمعني يا بني و بطل كلام كتير(فاتن)زعلانة إنكم مبتسألوش عنها و لا بتزوروها كتير و مبتشوفش(موسى)حفيدها الوحيد بس أنا عارفة أختي نفسها عزيزة لا يمكن تقول حاجة زي دي.
هز(عمر)رأسه بحزن:
-و الله ما أعرف و لا قاصد حتى و لا(فريدة)أكيد تعمل كده.
ابتسمت(عفاف)لصدق كلمات(عمر):
-عارفة يا حبيبي علشان كده قلت أنبهك و تلحق تصالحها من غير ما تقول حاجة.



أجابها(عمر)مؤكدًا:
-أكيد طبعاً و مش هقولها على كلامك معايا و هروحلها و أقول ل(فريدة)و هي جدعة و هتروحلها متقلقيش و أنا بشكرك يا خالتي على تنبيهك لينا.
تنهدت(عفاف)براحة:
-العفو على ايه. ما أنا قلتلك إنك زي(نسمة)بنتي بالظبط.
و أعقبتها بتنهيدة حزن لم تغب عن أُذن(عمر)الذي سألها بقلق:
-مالك يا حبيبتي إيه تنهيدة الحزن دي هو(نسمة)عندك صح؟
أجابته(عفاف)وعينيها تترقرق:
-أيوة هي يا(عمر)إنت عرفت باين.
ثم أعقبتها بسؤال:
-هو(يونس)كلمك؟

زم(عمر)شفتيه:
- أيوة كلمني و كان حزين حزن يا خالتي و الله قلبي وجعني عليه و الله هو ما يقصد إنه يعملها كده زي ما فهمت(نسمة)و الواطي (رامز)اللي عمل كده و وقع الدنيا في بعضها.
(عفاف)بغضب شديد:
-ربنا ينتقم منه إبن(منار)اللتاتة.
زفر(عمر)بغضب:
- آمين. بصي يا خالتي أنا جايلك بكرة و أشوف(نسمة)يمكن تقتنع بكلامي و تهدى و ترجع بيتها.





توسمت(عفاف)بالأمل:
-يا ريت و الله ده كابوس يا(عمر)نفسي أصحى منه.
(عمر)مؤكدًا:
-متقلقيش يا خالتي ربك كريم و يهديها و تسمع.
(عفاف)مبتهلة:
-يا رب.

**********





جلست(سالي)بجوار والديها هاتفة بسعادة:
-(قاسم)خلاص هيطلع بعد يومين.
التفت إليها(صالح)وهتف بسعادة أكتر:
-والله طب الحمد لله. بس غريبة أنا لسه كنت عنده انهاردة و الدكتور مقالش حاجة من الكلام ده.
ابتسمت(سعاد)وهي تراقب تآلف(صالح)مع(سالي):
-الحمد لله يا حبيبتي إنه قام بالسلامة.
ثم نظرت إلى(صالح)ممازحة:
-يا(صالح)هي بنتك بس اللي بتجيب الأخبار الحلوة.
اصطنع(صالح)الحزن:
-كده يا(سعاد)يعني أنا وشي مش حلو؟


ابتسمت(سعاد)وداعبت وجنته كالأطفال:
-لأ يا حبيبي دا أنتَ كل أخبارك حلوة و تفرح القلب ده كفاية خبر القبض على(كاتي)هي و(عماد الكافوري).
لمعت عيني(صالح)ببريق النصر:
-أه و الله يا(سعاد)ده الخبر ده أول ما قريته في الجرنان مكنتش مصدق إن ربنا هيردلي حقي كده.
ابتسمت(سالي)وهي تصفق بيدها:
-الحمد لله يا بابتي إنه خلصك وأخدلك حقك منهم.
هتفت(سعاد)بكل ثقة:
-طبعاً يا(صالح)ربنا قادر على كل شيء دان تُدان والحمد لله ربك عدل شوف الشركة اللي فتحتها من تاني بعد اللي عملوه فيك بدأت تكبر و الحمد لله.
نظر(صالح)إلى(سعاد)بامتنان:
-ربنا يخليكي ليه و لا يحرمني من وقفتك جنبي.
عاتبته(سعاد)بهدوء:
-بقى كده يا(صالح)بتشكرني على حاجة أي ست طبيعي إنها تعملها مع جوزها. يعني أعيش معاك على الحلوة بس من غير المُره. مبقاش أصيلة يا(صالح)لو عملت كده.
تنهد(صالح)وهو يربت على ركبتها بإعجاب:
-مش أصيلة ازاي دا أنتي مصدر الأصل كله يا(سوسو).
أطلقت(سالي)صافرة إعجاب:
-سيدي يا سيدي على الحب هيييح إوعدنا يا رب.
ضربها(صالح)على رأسها بخفة مازحًا:
-بس يا بت عيب إتلمي و قاسم)ده لما يطلع من المستشفى مش هيخطبك؟
تنحنحت(سالي)بخجل:
-إحم هيتجوزني يا بابتي.

هتف(صالح)مستنكرًا:
-إيه؟! يتجوزك ؟ مفيش خطوبة؟!
انكمشت(سالي)في مكانها وقالت بخفوت:
-مهو مهو؟ يا بابا أصل؟
نظرت(سعاد)إلى(صالح)بعتاب:
-وبعدين يا(صالح)هترجع تزعق تاني مش قلنا خلاص و نسيب الولاد يعملوا اللي هما عايزينه و إنتً قلت إن(قاسم)راجل جدع و هيصون بنتنا؟
هدأ(صالح)وقال بخنوع:
-أيوة بس أ...
قاطعته(سعاد)بحزم:
-مبسش يا(صالح)خلي الولاد يفرحوا و يعيشوا حياتهم طالما عارفين بعض و بيحبوا بعض ليه نعمل خطوبة و تكاليف على الفاضي.

ثم نظرت إلى(سالي)بمرح:
-و بعدين عايزين نزحلق البت دي أنا زهقت منها .
ضحكت(سالي):
- يا خبر عليكي يا مامتي كده؟ عايزة تخلصي مني بسرعة.
اشارت إليها(سعاد)بملل مصطنع:
-إنتي هتوحشيني يا شيخة روحي دا أنا هستريح من طلبك للأكل و أما نشوفك هتعملي أكل ايه ل(قاسم)أكيد هتقضوها دليفري.
وقفت(سالي)ووضعت يديها بخصرها:
-كده يا مامتي يعني مين اللي كان بياكل اللزانيا بتاعتي و المكرونة البشاميل ها؟ مكنتوش بتحلفوا بيها و لا نسيتوا؟
دخل عليهم في هذه اللحظة(مروان)الذي هتف بمرح:
-أنا عن نفسي بموت في أكل البت دي.
التفت إليه الجميع وكانت أول من توجه نحوه بسعادة تعانقه: (مرموري)حبيبي اللي ناصفني دايماً.
ثم أشارت إلى والديها مكملة:
-أيوة قولهم يا(مروان)عرفهم حقيقة أكل أختك.
ابتسم(مروان)بخبث:
-هو من جهة الحقيقة أنا هقولكم الصراحة. هو بعد أول مرة أكلت من إيد(سولي)حبيبتي بطني باظت.
لكزته(سالي)في ذراعه بغضب:
-كده يا(مروان)ماشي ابقى شوف مين هيعبرك.
ضحك(مروان)وهو يداعب رأس شقيقته:
-خلاص بهزر يا(سولي)متبقيش قفوشة.
ضحكت(سعاد)و(صالح)وقالت:
-أنا مش عارفة امتى هتبطلوا مناقرة في بعض كده؟ مش هتعقلوا بقى؟

ضحك(صالح):
-أه و الله هيفضلوا زي القط و الفار كده يناقروا في بعض.
وبعدها سألت(سعاد)ولدها:
-صحيح فين(بسملة)إنتوا جيتوا تبيتوا عندنا فتناموا و لا إيه؟
اقترب(مروان)من(سعاد)وجلس بجوارها بمرح:
-(بسملة)قامت خلاص و الله يا ماما إحنا بنتعب أوي الفترة دي في الشركة.
ثم أكمل وهو ينظر إليهم بعد أن انتبهوا لما يقوله:
-أصل الشركة دلوقتي قربت على موسم الخريف و عايزين تصميمات و لوجو و إعلانات.
ثم قال مداعبًأ:
-كل السُلوك ضاربة في بعضها.

ضحك الجميع وسأله(صالح):
-أكيد يا بني كان الله في العون لازم طبعا تيجوا مرهقين كده و كويس إنكم ريحتوا.
دلفت(بسملة)ببسمة رقيقة:
-مساء الخير عليكم.
وقبلت الجميع بما فيهم(مروان)الذي اتكأت على كتفه بأريحية
قالت(سالي)بمرح:
-إيه يا(بوسبوس)هتكملي نوم و لا ايه؟
ضحكت(بسملة)بعد أن أعتدلت في جلستها ورفعت رأسها:
-لأ و الله يا(سولي)صحيت ده شوية النوم دول كانوا نجدة ليه أنا و (مروان).
ثم نظرت إلى(سعاد):
-ها يا طنط هتفرجينا على فيلم ايه؟
ابتسمت(سعاد)وهي تشعل التلفاز:
-فيه مسرحية حلوة أوي هتشتغل اسمها(أنا فين و انتي فين ) ل(فؤاد المهندس)و(شويكار).
صفق(صالح)وهو يعتدل واضعًا ساق على الأخرى:
-الله مفيش أحلى من مسرحيات زمان.
هتف(مروان)بحماس:
-أه و الله يا حاج كل حاجة زمان جميلة.






ابتسمت(سالي)وهي تنظر لأسرتها بعد أن كانت متفرقة.
(بسملة)عادت وأصبحت بخير وبجوار(مروان)ووالديها استقرت الأمور بينهما بل وأصبحت الأفضل وحتى هي عادت إلى حبيبها (قاسم)و عند ذكره في مخيلتها عزف قلبها طربًا.
كم خشيت من دقات قلبها أن يسمعها من حولها ولكم تشتاق للمسة أنامله لكفها وأه من الشوق والتوق لحبيب حتى وإن كان بجانبك.
حاولت الكف عن التفكير به حتى لا تفضح نفسها ولكن ليس بيدها حيلة و إنما القلب هو المتسيد في هذه المواقف.

**********




عاد(طارق)متأخرًا إلى بيته بعد أن كان مع(وعد)ووجد (سلسبيل)نائمة حاول أن يفعل أي حركة حتى تستيقظ ولكن (سلسبيل)كانت تعلم ما يفعله و أين كان أيضًا فليفعل ما يشاء وليتحمل عواقب فعلته الشنعاء.
بعد أن بدل(طارق)ملابسه جلس على الفراش بجوار(سلسبيل)و لمس بأنامله ذراعها البيضاء الظاهرة ثم ارتفع بأصابعه حتى وصل لخصلاتها الذهبية النائمة على وسادتها بهدوء وقال هامسًا في أُذنها:
-(بيلا)يا قلبي اصحي.
فتحت(سلسبيل)عينيها بتثاقل:
-همم... إنت جيت يا(طارق)؟
ثم التفتت إليه لتجده ينظر إليها بشوق:
-أيوة يا(بيلا)جيت من بدري و عمال أعمل دوشة علشان تصحي.
ابتسمت(سلسبيل)بنعاس وهي تتقلب لتكون بمواجهته:
-حقك عليه يا حبيبي محستش بيك خالص.
(طارق)بحنق:
-أيوة أكيد دا أنا كان ناقص أفجر جنبك قنبلة.
ضحكت(سلسبيل)بقوة:
-إنتَ عسل يا(روقتي)خلاص صحيت أهو.
اقترب(طارق)بسعادة:
-ايوة بقى ما تيجي نتكلم في موضوع مهم.
ابتسمت(سلسبيل)بخبث وهي تقترب بشفتيها من عنقه:
-يا ترى إيه هو الموضوع؟
ذاب(طارق)وذهبت قوته حتى خار أمام سحرها وهو يحاول السيطرة على مشاعره:
-ده هو موضوع يعني موضوع.
أطلقت(سلسبيل)ضحكة مائعة حتى هتف(طارق):
-أموت أنا يا(بيلا).
وبعد فترة من الوقت جاءت(سلسبيل)بعشاء خفيف ووضعته على منضدة الطعام هاتفة:
-تعالى يا (روقتي)وهات معاك الكوبايات. يلا علشان الأكل هيبرد.
جاء(طارق)ووضع الكوبين على المنضدة وجرجر المقعد بجانبها:
-أهو يا حبيبتي.
ثم قال ببسمة:
-تسلم إيدك الأكل ريحته تهوس.
ابتسمت(سلسبيل):
-بالهنا يا قلبي. عامل إيه في الجامعة؟
صمت(طارق)واصطنع انهماكه في مضغ الطعام وبعدها قال:
-أه الجامعة ده حاجة بقت صعبة أوي المستشفى بتاعتنا و الجامعة و المستشفى التانية عمليات و و...

ثم قالها بسرعة:
-وكمان لسه السفرية اللي جاتلي دي.
رفعت(سلسبيل)إحدى حاجبيها وهي تغرز بشوكتها في قطعة اللحم وكم تمنت أن يكون محل اللحم زوجها لأنها تعلم كم هو كاذب و ينتوي على سفر آخر نوعه خيانتها كما حدث في السابق.
ثم سألته بعد أن شغل عقلها التفكير:
-سفرية جديدة فين مكانها حبيبي؟
نظر إليها(طارق)ثم نظر إلى طبقه وهو يحتسى الحساء:
-"إيطاليا"و"أسبانيا".
رددت(سلسبيل)بتعجب:
-"إيطاليا"و"أسبانيا"ده بره"مصر"المرة دي.
أومأ(طارق)برأسه وهو يمد ذراعه ليأخذ كوب الماء:
-أيوة بره"مصر"المرة دي وهيكون فيه إجتماع في"أسبانيا"و هروح مستشفى في"إيطاليا"أدعمها كطبيب معروف.
رددت(سلسبيل)ساخرة بلا وعي بصوت خفيض:
-أه إجتماع زي المرة اللي فاتت.
سألها(طارق):
-بتقولي حاجة يا(بيلا)؟
نظرت إليه(سلسبيل)ورسمت بسمة بريئة:
-بقول ترجعلي بالسلامة يا(طروقتي).
ربت(طارق)على كفها بحب:
-حبيبتي(بيلا)أجبلك إيه معايا من هناك؟
شبكت(سلسبيل)كفيها أسفل ذقنها متأملة زوجها العزيز بحب زائف:
-عايزة سلامتك يا عمري.

**********
في الصباح قامت(إينار)من سباتها برغم قلة نومها وقلقها الذي جعلها لم تأخذ قسطًا كافيًا من النوم وبعد فترة كانت مرتدية ملابسها لتتجه إلى الفندق حتى ترى أين ذهب هذا الأحمق(كريم)فهو منذ الأمس لم يجيب على رسائلها ولا مكالمتها.
أخذت قطعة من شطيرة الجبن ومعها كوب من الشاي الساخن ترتشفه بالصالة في الأسفل حتى أتت إليها(خيرية)متسائلة:
-ست(إينار)هو حضرتك خارجة؟
ابتسمت(إينار)بعصبية:
-أيوة يا(خيرية)راحة الفندق.
ثم أكملت بعد أن انقلبت نبرتها ووجهها للغضب الشديد:
-أشوف زفت الطين(كريم)راح فين داهية تاخده. أنا أستاهل ضرب القباقيب إني ممسكتش الفندق بنفسي يا(خيرية)و عملت زي البهوات مدير فندق و أنا مش فاضية قال بقى و عاملة فيها هانم...يلا خيبة.
ضحكت(خيرية):
-طب خلاص إهدي بس و كله خير إن شاء الله.
قامت(إينار)بثوبها الأزرق الداكن مظهر قدها المياس وخصلاتها السوداء التي تتركها حرة منسدلة على ظهرها وقالت وهي تضع كوبها الذي فرغ:
-أما نشوف يا(خيرية)والله قلبي متوغوش و تفيت في عبي بس بردو مش عارفة مقلقة ليه كده؟
كادت أن تنفلت ضحكة من فم(خيرية)ولكنها كتمتها وقالت:
-ربنا يوفقك يا ست(إينار) .
وضعت(إينار)نظارتها الشمسية على عينيها وهي تتجه صوب باب الفيلا بحذائها العالي:
-يلا سلام يا(خيرية)و فطري الواد(آمن)وبوسيهولي لغاية ما آجي.

بعد فترة من الوقت وصلت(إينار)بسيارتها ومعها السائق إلى فندقها ثم دلفت إليه لتتجه صوب(غايس)موظف الاستقبال الذي كان معه رجل ويبدو أنه من الأرياف يسأله بصوت مرتفع:
-يعني إنته بتجول إن فيه أووده بحري والتانية جِبلي؟
زفر(غايس)بملل:
-أيوة يا فندم و الله ده اللي قلته ليك خمسميت مرة.
ثم لاحظ وجود(إينار)حتى ابتسم واعتدل:
-(إينار)هانم يا أهلاً حمد الله على سلامتك نورتي الفندق.
قاطعته(إينار)بضيق:
-الله يسلمك يا(غايس)فين(كريم)؟
حك(غايس)رأسه:
-الصراحة مستر(كريم) مظهرش من يومين و بكلمه مبيردش.

تعجبت(إينار)ثم هتفت بغضب وهي تلوح بيدها:
-ليه مبيردش الزفت ده إلهي تتشك في معاميعك يا(كريم).
ثم نظرت إلى الرجل الريفي الذي بجوارها ولاحظت نظرة إعجابه بها شهقت(إينار)ورفعت إحدى حاجبيها باستهجان وشهقت لاكزه إياه بأناملها:
-جرى ايه يا عنيه مالك بتبصلي كده ليه؟
ابتلع الرجل لعابه بالكاد وهو ينظر إليها ببسمة بلهاء:
-والله أول مرة أشوف واحدة حلوة إكده دا أنا متجوز بجرة وأنا معرفش.
ضحكت(إينار)بميوعة:
-والنبي ايه؟ تلاقيك بجرة و إنتَ متعرفش.
ثم عقدت حاجبيها بغضب وهي تلتفت متجهة إلى مكتبها:
-جتكم نيلة هم.
ثم بعد أن دخلت إلى غرفة مكتبها لتتجه إلى مقعدها سمعت صوت غلق الباب وصكه بمفتاحه حتى التفتت بسرعة لتجد ما كانت تخشاه إنه هو من كان يطاردها بأحلامها بل كوابيسها ويأخذ(آمن)ولدها من بين أحضانها.
قالت بصوت مبحوح وهي تتراجع بتواهن والعرق بدأ يظهر
على جبهتها:
-(يوسف)؟!
ظهر(يوسف)من خلف الباب يتأمل كل ذرة في(إينار)واقترب منها قائلًابلهفة:
-أيوة يا(إينار)هو أنا(يوسف)حبيبك.
نفت(إينار)بسبابتها:
-حبيبي لأ ده كان زمان كنت حبيبي.

صُدم(يوسف)من ردة فعلها ولكنه عليه أن يقنعها فهذه فرصته التي خطط لها أن يراها خارج فيلتها وجعل أحد تابعيه من يمثل دور الفلاح الأبله حتى يستطيع الدخول إلى مكتب(إينار)
وانتظارها به.
قاطعه صوتها الذي تاق لسماعه:
-إيه اللي جابك يا(يوسف)عايز مني إيه؟
رفع ناظريه إليها بزرقاويته بصوت هادئ به الكثير من الصرامة:
-عايزك يا(إينار)أنا جاي علشان نرجع لبعض أتجوزك و علني كمان.
برغم أنها شعرت بسخرية من جملته المستهانة ولكن قلبها شعرت بنبضاته بين صدرها حتى وصل إلى حنجرتها ولكنها شعرت بحاجة للضحك بسخرية وهي تصفق وتقترب منه:
-نرجع عايزني يا(يوسف)بعد ما رمتني و سبتني أنا و...


ثم قطعت جملتها بعد أن رأت لمعة بعينيه ولكنها عدلتها مكملة:
-و لوحدي محدش معايا و رسالة باردة بتقول فيها إني منفعكش و قضينا وقت حلو و لطيف و كأنك جايبني من الشارع.
ثم هتفت صارخة في وجهُ ودموعها تنساب بغزارة:
-مسبتنيش رقاصة ليه عايشة و ضاربة الدنيا طبنجة و مع(البرنس) أخدتني ليه و عيشتني في مكان نضيف وحسستني إني بني آدمة و بعد ما رفعتني لسابع سما...
أكملت بمرارة وهي تخفض ذراعها للأسفل طارقة على سطح مكتبها بقوة:
-لتحت الأرض. ليه يا(يوسف)؟ عملتلك إيه علشان تعمل فيه كده؟ دا أنا كنت تحت طوعك تقولي يمين يمين شمال شمال؟ ليه؟
شعر(يوسف)بالحزن من أجل(ناره)واقترب منها يمسكها من ذراعيها متوسلًا:
-متظلمنيش يا(إينار)و الله ما كان بايدي ده كان علشانك.
لفحت أنفاسه وجهها وكم شعرت(إينار)بالضعف أمامه كم تاقت لارتمائها في أحضانه والصراخ ب(أحبك لا تتركني مهما طال الزمن...اشتقت إليك لدفئك للمساتك) ولكنها تذكرت يومها القاتم ورسالته انقلب وجهها وأبعدته وهي تلتف مقتربة من الباب هاتفة: -علشاني أنا...إنتَ لسه بتكدب؟ لسه عايز تضحك عليه كمان اكمني جاهلة و مش متعلمة فاكر إني هصدقك؟ لأ يا(يوسف)بيه يا أبن الذوات أنا مبقتش زي الأول(إينار)الهبلة اللي أول ما قلتلها إنك عايز تتجوزها و في السر وافقت إفتكرت إنك راجل هتحميها مش ترميها و متعرفش عنها حاجة.
هتف(يوسف)معترضًا بغضب:
-إسكتي و متتكلميش عن حبنا كده لأنه لسه زي ما هو و أنا قلتلك إني عملت كده علشانك مش عايزة تصدقي إنتي حرة.
ثم أكمل وهو يقترب منها حتى كاد يقبلها من جبهتها وقال بنبرة جعلت(إينار)ترتجف:
-بس إبننا ملوش ذنب في الكلام ده.
شعرت(إينار)بالأرض تكاد تميد بها ولكنها تمالكت أعصابها وقالت وهي تحاول أن تبتسم باستهتار:
-إبننا؟! ها حلو الحلم ده كمان و مين بقى يا خويا اللي قالك على النكتة دي؟
عقد(يوسف)حاجبيه:
-(إينار)بلاش هبل أيوة ابننا.
ضحكت(إينار)بسخرية وهي تتراجع ملوحة بيدها:
-هو غرورك وصلك لدرجة انك تفتكر إنه ابنك ده يبقى ابن(وجيه)اللي إتجوزته بعدك.
فارت الدماء بعروق(يوسف)وأصبح عند(إينار)فجأة وقال وعينيه تزداد احمرارًا:
-خليتي حد يلمسك بعدي يا(إينار)؟
ثم أمسك خصلاتها بقوة جعلتها تتأوه هاتفًا بغضب:
-خليتي(وجيه)يلمس شعرك بعدي أنا؟
ثم لف كفه الأخرى حول خصرها يعصره تجاهُ وأكمل بخشونة وعينيه أصبحت كالدماء:
-و جسمك ده لمسه(وجيه)بعدي؟!
وعندما تأوهت(إينار)من الألم صرخت تجاهُ:
-إبعد عني يا(يوسف)كفاية.
قال(يوسف)بجنون:
-لأ مش كفاية لو أطول أدفنك هنا كنت دفنتك بعد اللي قلتيه ده.
أبعدته(إينار)بألم وهي تعلم أن ما قالته بالكامل كذب ولكن عليها أن تؤلمه كما آلمها بزواجه وقالت وهي تصرخ مشيرة إليه بسبابتها:
-و أنا بقى مش من حقي دفنك إنتَ بجوازتك إشمعنا انتَ؟ لو شايفني اني مجرمة و أستاهل الدفن فأنت تستاهل الدفن أكتر مني مليون مرة.

وتراجعت مكملة وهي تعيد خصلاتها للخلف وتعض على شفتيها:
-كداب و أناني عايز تعمل كل اللي نفسك فيه و أنا لأ.
ثم اقتربت منه بكل قوتها ولكزته بيدها في كتفه القوية:
-كنت عايز إيه يا(يوسف)عايز ترجع بعد السنين دي و تلاقيني قاعدة مستنياك ولبسالك قميص النوم الأحمر. للدرجاتي إنتَ معندكش إحساس كده؟
أمسك(يوسف)رأسها بين كفيه بقوة قائلًا وهو ينظر في عينيها:
-قلتلك عملت كده علشانك كنتي هتتأذي لو معملتش كده.
صرخت(إينار)ألمًا وهي تهز رأسها وتنفض كفي(يوسف)بيديها:
-كفاية كدب بقى و أخرج بره يا(يوسف)مش عايزة أشوفك تاني.
أعادها(يوسف)إليه:
-مش قبل ما أشوف إبني يا(إينار).

نظرت إليه(إينار)وعينيها تطلق نارًا:
-قلتلك مش ابنك.
أخرج(يوسف)من جيب سترته صورتها مع(آمن)وأشار إليها:
-الولد إزاي مش ابني ده هو أنا ارحميني و متكدبيش و تقولي إنه مش ابني.
أدارت(إينار)المفتاح وفتحت الباب مشيرة إلى الخارج:
-قلتلك مش ابنك ده ابن(وجيه)اطلع بره يا(يوسف)مشوفش وشك هنا تاني.
كاد أن يفعل(يوسف)بها شيء ولكن(إينار)قالت محذرة:
-هصوت و ألم عليك الناس لو جيت ناحيتي بره إطلع بره و مشوفش وشك تاني هنا.
وأكملت بقسوة:
-إنتَ انتهيت يا(يوسف)خلاص.
خرج(يوسف)من المكتب والتفت إليها وعينيه بها إصرار ليس له مثيل:
-أنا خارج يا(إينار)بس وحياة إبننا لهرجع تاني و هاخده حتى لو الكل قال إنه ابن(وجيه)بردو هو ابني.
ثم تركها وعبراتها تغامر للانسياب على وجنتيها.
أغلقت باب المكتب خلفها وجلست تاركة لدموعها العنان بمزيج من شهقاتها قائلة:
-رجعت تاني ليه يا(يوسف)؟ دا أنا مصدقت قفلت باب الحب و قرفه.
وأجهشت بالبكاء لعودة قلبها للخفقان بعد أن تناست دقاته...
ولكنها خشيت على ولدها(آمن)من كلمات(يوسف)أنه سوف يعود لأخذه منها هل يمكن أن يتحقق كابوسها؟

***********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:16 PM   #73

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع و الثلاثون

جلست(أروى)على مقعد مكتبها تفكر بعمق فيما حدث وكيف علم (داغر)بما حدث بينها و بين(فادي)لا تنكر أنها نظرت إلى هاتفها المحمول ألاف المرات إذا كان به رسالة أو مكالمة فائتة لم تتلقاها من(داغر)ولكنها أحلام فقط.
منذ لقائهما الأخير ومشادتها معه خارج المطعم وهو لم يظهر بعد.
قاطعها صوت(فرح)التي هتفت:
-يا(أروى).
انتبهت(أروى)إلى صوت(فرح)ونظرت إليها بانزعاج:
-بتزعقي ليه يا(فرح)ما أنا سامعاكي.


رفعت(فرح)حاجبيها دهشة:
-سامعاني؟! دا أنا دخلت المكتب و قلتلك صباح الخير و إنتي و لا أنتي هنا و قعدت أدامك على الكرسي برده و صبحت تاني و إنتي مردتيش روحت معليه صوتي علشان تسمعي.
هزت(أروى)رأسها بتعجب:
-بجد؟ مسمعتش خالص والله يا(فرح)أنا آسفة.
نظرت إليها(فرح)بإشفاق ومدت كفها لتربت على كفها:
-مالك يا(أروى)فيكي ايه؟
نفت(أروى)برأسها ببسمة مرتبكة:
-و لا حاجة أنا بخير.
أشارت(فرح)إليها بسبابتها بحزن:
-بخير و هالات سودة تحت عنيكي يا(أروى)هتضحكي عليه؟

ثم ابتسمت:
دا أنا(فرح)عشرة عمرك سترك و غطاكي هتخبي عليه؟
قامت(أروى)متهربة وهي تلتقط هاتفها بيدها تحركه بطريقه عفوية بين كفيها وتتجه لأريكتها:
-و هخبي عليكي ايه يعني يا(فرح).
ثم حاولت أن تكون مرحة وهي تجلس:
-بلاش شغل الأفلام العربي دي. أنا كويسة و بخير.
ثم أعقبتها وهي تنظر إلى هاتفها للمرة التي لم تتذكر عددها ثم ألقته بقوة هذه المرة على المنضدة الزجاجية أمامها وهي تزفر بقوة.
راقبت(فرح)تحركاتها وعلمت أن هناك شخص واحد فعل بها هذه التصرفات بالتأكيد هو لا محالة.
صمتت(فرح)بعض الشيء حتى سألتها(أروى)محاولة تغيير الحديث: -مجيتيش ليه الحفلة إمبارح؟

قالت(فرح)بنبرة اعتذار:
-والله يا(أروى)ابني(ياسين)كان عنده كحه جامدة و(فوزي) ملوش في إنه يعقد بعيل و لا الحاجات دي هو يشتغل بس و كمان مرضاش بموضوع الحفلة دي قالي بلا حفلة بلا حاجة و كفاية انه مخليني بشتغل.
احمرت عيني(أروى)من الغضب:
-ده ليه إن شاء الله هي كباريه و أنا معرفش أنا هبقى أكلمه وأشوفه مزعلك ليه سي(فوزي)؟
ترجتها(فرح):
-بلاش يا(أروى)بدل ما يخليني مشتغلش معاكي خالص و أنا مقدرش أبعد عنك.
قامت(أروى)وجلست قبالة(فرح)رابته على ركبتيها:
-خلاص مش هتكلم. أنا مقدرش على بعدك يا(فرح)إنتي أختي و حبيبتي.
ابتسمت(فرح)وهي تضع كفها على كف(أروى):
-ربنا يديم المحبة يا حبيبتي.
ثم سألتها بفضول:
-قوليلي بقى الحفلة كانت عاملة ازاي؟
ابتسمت(أروى):
-عادي كانت حفلة خفيفة و فيها موسيقى و...
قاطعتها(فرح)وهي تغمز:
-و(داغر)بيه؟
خفت البسمة من شفتي(أروى)وهزت رأسها بعصبية:
-ماله ما كان موجود وعملنا الشركة بينا و اتكلمنا مع الصحافة وخلاص خلصت الحكاية.
(فرح)بمداعبة:
-يا(أروى)ما قلت مش عليه الكلام ده ؟
ثم عادت بظهرها على ظهر المقعد لتكمل بخبث:
-يعني مرقصتوش سوى؟
دُهشت(أروى)وسألتها:
-عرفتي منين إننا رقصنا؟
ابتسمت(فرح):
- يا بنتي كان فيه موظفات و موظفين وملهمش حكاية إلا"(أروى) هانم رقصت مع (داغر) بيه وفيه حاجة بينهم"
ثم اقتربت بخبث أكثر:
-قولي بقى يا(أروى)متهزريش فيها.
عقدت(أروى)حاجبيها بغضب:
-موظفين معاتيه هو علشان رقصت مع(داغر)مرة يبقى بينا حاجة؟ وليه متكونش مجاملة بينا و بين بعض؟

زفرت(فرح)بضيق:
-هو انتي ليه بتنكري يا(أروى)حبك ل(داغر)؟ لو إنتي مش شايفة أنا بقى شايفة.
نظرت إليها(أروى)بتساؤل فأكملت(فرح):
-يعني إنك متسمعيش صوتي و أنا داخلة عليكي و لا بصتك على الموبايل بتاعك كتير و أنا معاكي و السواد اللي تحت عينيك ده معناته إيه إنك منمتيش و واضح إنك كمان كنتي بتعيطي ده كله مش حالة واحدة إحنا عارفينها كستات؟
قاطعتها(أروى)بحزن:
-كفاية يا(فرح)أنا هحكيلك على كل حاجة.
ثم قصت على(فرح)ما دار بينها وبين(داغر)حتى قالت بصوت أوشك على البكاء:
-و من ساعتها(داغر)مكلمنيش و لا بعتلي رسالة و لا أي حاجة.

سألتها(فرح):
-طب انتي اتصلتي بيه؟
هزت(أروى)رأسها نافية:
-لأ متصلتش.
تعجبت(فرح):
-(أروى)إنتي غريبة اوي. من حكايتك إنتي اللي غلطانه فليه مستنيه(داغر)اللي يتكلم؟ أكيد هو مستني إنتي اللي تكلميه.
ابتسمت(أروى)بفرح:
-تصدقي صح أنا إزاي فاتتني دي هتصل بيه أهو.
ولكنها وجدت أن هاتفه مغلق.
نظرت إلى(فرح)بتوتر:
-موبايله مغلق يا ترى ليه؟

عندما وجدت(فرح)الأمل بعيني(أروى)هتفت:
-اتصلي بيه تاني يا(أروى)حاولي لغاية ما يرد.
سمعت(أروى)لنصيحتها وحاولت الاتصال به عدة مرات حتى قامت فجأة وسحبت حقيبتها من على مكتبها وقالت:
-أنا هروحله الشركة بنفسي.
شجعتها(فرح):
-أيوة صح كده ابقي طمنيني عليكي.
ابتسمت(أروى)وقبل أن تغلق المكتب خلفها:
-إدعيلي يا(فرح).
بعد فترة وصلت(أروى)بسيارتها إلى مقر شركة(داغر)ودلفت إليها لتسأل عن(داغر)ولكن الموظف أخبرها أنه لم يصل بعد.
نظرت إليه(أروى)بضيق وهي تزيح نظارتها الشمسية:
-إنتَ متعرفنيش أنا شريكته(أروى).
ابتسم الموظف:
-أه(أروى)هانم. أنا آسف حضرتك تقدري تتفضلي في مكتب (محمود كامل)بيه المدير التنفيذي للشركة و هيقدر يساعد حضرتك.
هزت(أروى)رأسها و قالت بفتور:
-شكراً.
وبعد أن وصلت إلى مكتب(محمود)طلبت من سكرتيرته الحسناء أن تبلغه بمجيئها.
خرج(محمود)من غرفة مكتبه بنفسه بعد أن بلغته سكرتيرته وهتف بترحاب:
-أهلاً(أروى)هانم اتفضلي. قهوة مظبوطه للهانم بسرعة يا(وفاء).
تبسمت(وفاء):
-حاضر يا فندم.
دخلت(أروى)وبعد أن جلست سألته:
-متشكرة يا(محمود). أنا آسفة اني جيت من غير معاد.
هتف(محمود)ببسمة لبقة:
-إزاي تقولي الكلام ده يا(أروى)هانم ده الشركة شركتك.
ابتسمت(أروى):
-ميرسي.
ثم قالت بعد مجهود:
-هو(داغر)فين؟
ابتسم(محمود):
-الحقيقة يا(أروى)هانم مش مسموحلي أقول لأي حد بمكانه.
ضاقت عيني(أروى)بتوجس:
-معلش يعني ايه مش مسموحلك تعرفني؟ أنا شريكته ده حضرتك لسه قايلي كده.


هز(محمود)رأسه معتذرًا:
-بعتذر(داغر)بيه قالي كده عن حضرتك إن حتى لو سألتي عنه مبلغكيش.
اعتدلت(أروى)وعينيها تطق شرارًا:
-متعرفنيش أنا؟ ايه الكلام الفارغ ده؟
حاول(محمود)تهدئتها:
-أرجوكي يا(أروى)هانم إهدي من فضلك الموضوع ميستدعيش لكل ده أكيد(داغر)بيه هيكلم حضرتك.





وكانت القهوة قد وضعت على مكتبه وأشار(محمود)إلى الفنجان:
-إهدي بس حضرتك و إشربي قهوتك.
أخذت(أروى)حقيبتها بغضب:
-خليهالك و للرجل الغامض بتاعكم ده و الشراكة دي هنهيها قريب.
حاول(محمود)أن يناديها ولكن(أروى)لم تستمع وخرجت من مكتبه في غضب جم.

*********





تلاقت(سلسبيل)ب(وعد)في المرآب الخاص بالمشفى وخرجت من سيارتها وهي تبتسم بمحبة زائفة وهي تتجه صوبها:
-مش معقول يا(دودو)كل الفترة دي و منخرجش ده إحنا في مستشفى واحدة يا شيخة منخرجش مرة؟ وحشتيني أوي.
أغلقت(وعد)باب سيارتها وتوجهت إليها تحتضنها:
-إزيك يا(بيلو)إنتي وحشاني أكتر.
ثم قالت باعتذار واهي:
-بجد غصب عني هعمل ايه انتي عارفة العيانين مبيخلصوش و المستشفى انتي أدرى بيها.
ضحكت(سلسبيل)بسخرية:
-أه انتي هتقوليلي مش عارفة الواحد امتى هيفوق من التخطيط ده.
رددت(وعد)بتعجب:
-تخطيط؟!

ضحكت(سلسبيل)وهي تضع يدها على كتف(وعد):
-تخطيط للمستشفى يعني يا(دودو).
ثم قالت بصوت هادئ موضحة:
-يعني الدكاترة عندي اللي ملهمش لازمة همشيهم. كده يعني.
ابتسمت(وعد)بارتباك وهي تحاول الابتعاد متعللة بالتعجل:
-أه و يا ترى(طارق)موافق على كده؟
نظرت(سلسبيل)إليها بغموض مع بسمة خفيفة:
-أكيد يا(دودو)ده سؤال برده جوزي و بيحب رأيي. ما أنتي عارفاه.
رددت(وعد)بارتباك:
-عارفاه ازاي؟
ثم سألتها بضحكة ساخرة لمداراة توترها:
-هو جوزك و لا جوزي؟
أطلقت(سلسبيل)ضحكة ساخرة أكثر لذوعه واقتربت منها هامسة في أذنيها:
-عايزاه يا(دودو)؟
تكهربت أوصال(وعد)وقالت بتوجس:
-إيه اللي بتقوليه ده يا(سلسبيل)؟ عايزة إيه؟
تراجعت(سلسبيل)وهي تعلم أنها أرعبت عدوتها ونظرت إليها ببراءة: -مالك يا(دودو)أنا بهزر.
ثم رفعت كتفيها بلا مبالاة وهي تتأمل الحيرة والتعجب المرتسمين على محياه(وعد):
-المهم صحيح ما تيجي نقعد على الكافيه اللي جنب المستشفى؟
ثم تأبطت ذراع(وعد)جبرًا:
-تعالي يا شيخة نفك شوية و إيه يعني لما ناخد بريك و نكسر روتينا.

ثم أكملت بنبرة ساخرة:
-زي ما كسرنا حاجات كتير.
التفتت(وعد)إليها وهي تمشي برفقتها وعينيها تكاد تخرج من محجريهما:
-نعم؟!
ابتسمت(سلسبيل)ببرود وهي تلتصق أكثر بجانب(وعد)سائلة إياها: -تشربي كابوتشينو و لا إسبريسو؟

********




فتحت(عفاف)باب الشقة وهي تعلم أن الطارق هو(عمر)كما اتفقت معه بالأمس وهتفت مرحبة بصوت مرتفع:
-أهلاً...أهلاً يا(عمر)نورت يا حبيبي ايه المفاجأة الحلوة دي؟ لأ مكنتش متوقعة مجيتك دي.
ابتسم(عمر)واحتضنها وهو يهمس في اُذنها:
-خلاص يا خالتي إنتي كده مبينة انك عارفة اللي فيها بلاش الأوفر ده.
لكزته(عفاف)في كتفه وهي تحتضنه:
-خلاص يا ولا.
وبعدها سألته(عفاف)وهو يدلف بعد أن سمع صوت بكاء(يامن): -مجبتش ليه(فريدة)و(موسى)وحشني أوي.
تنهد(عمر)وهو يجلس:
-(فريدة)عند أمي يا خالتي...
هتفت(عفاف)لا إرادي وهي تجلس أمامه:
-والنبي صحيح عملت اللي قلتلك عليه امبارح؟
وض(عمر)يده على فمه بهمس:
-خالتي هنروح في داهية.
ثم ابتسم وهو يرى(عفاف)تضع يدها على فمها قائلة:
-أه صحيح.
ضحك(عمر):
-طب قومي يا خالتي أعمليلي كوباية شاي.
قامت(عفاف)بحنق:
-خلاص يا ولا بقا هقوم أهو.
ثم هتفت وهي توجه رأسها تجاه غرفة(نسمة)التي تغلقها:
-إنتَ عارف إن(نسمة)موجودة؟
ضرب(عمر)بكفه وقال بهمس وهو يجز على أسنانه:
-الله يخربيت كده هنروح في داهية يا خالتي.
سألته(عفاف)وهي ترفع حاجبيها:
-بتقول حاجة يا(عمر)؟
نظر إليها(عمر)مبتسمًا:
-لا يا خالتي دا أنا بقول معقول(نسمة)هنا.
ثم ضحك بافتعال:
-و أنا أقول صوت العيل اللي بيعيط ده منين؟ أتاري(نسمة)بنت خالتي منورة.
ثم طلب من(عفاف)برجاء هامسًا:
-أبوس إيدك روحي أعملي الشاي.
لوحت(عفاف)بيدها في الهواء بملل:
-خلاص هروح أهو.


ثم طرقت على باب غرفة(نسمة)هاتفة:
-يا (نسمة)إبقي حطي حاجة على راسك علشان(عمر)جه و قاعد في الصاله.
هتفت(نسمة)بضيق ومعه صوت (يامن):
-حاضر يا ماما هغير للزفت ده. إهدى بقى هتصحي أختك (مايا) يوووه.
تعجب(عمر)ووجد(عفاف)بحزن تنظر له:
-من ساعتها وهي بقت عصبية كده.
ثم توجهت إلى المطبخ وبعد فترة قليلة خرجت(نسمة)من غرفتها مرتدية ثوب أزرق بأكمام وتغطي شعرها بالكامل بوشاح أبيض. نظرت إلى(عمر)وهي ترحب به دون أن تصافحه وبسمة باهته:
-أهلاً يا(عمر)إزيك و إزي(فريدة)و(موسى)عامل ايه؟ مجبتهمش ليه؟

لاحظ(عمر)عيني(نسمة)الذابلتي ن وقال ببسمة:
-الحمد لله بخير و الله(فري)و(موسى)عند ماما بقالهم فترة مشافوهاش بس ملحوقة هبقى أجيبهم في بيتك.
عقدت(نسمة)حاجبيها مستنكرة:
-(عمر)إنتَ عارف إننا إخوات و متربين سوى صح؟
تعجب(عمر):
-أه صح.
أكملت(نسمة)بسخرية وهي تعود بظهرها للخلف:
-يبقى ملوش لزمة جو التمثيليات دي و قولي جاي ليه يا(عمر) وأكيد مطبخها مع ماما مش كده؟
ارتبك(عمر)وقال محاولًا تهدئه(نسمة):
-ممكن تهدي أنا جاي أزورك و أطمن عليكي.

سألته(نسمة)بسخرية أقوى:
-طبعاً(يونس)اللي كلمك مش كده؟
لم يجد(عمر)مفر من الكذب عليها وأجاب بكل صراحة:
-أيوة يا(نسمة)جوزك اتصل بيه و حالته تصعب على الكافر.
تأففت(نسمة)وهي ترعش قدمها دلالة عن عصبيتها فأكمل(عمر):
-يا(نسمة)متظلميش(يونس)الراجل بيحبك وبيعشق التراب اللي بتمشي عليه مش من موقف تعملي كده.
التفتت(نسمة)إليه بشراسة:
-موقف هو ده بتسميه موقف يا(عمر)ده إنسان سلمته نفسي و أنا مطمنة و أكتشف إنه خدعني و مخبي عليه كل السنين دي؟
ويكون هو السبب في بُعد(رامز)عني؟ إنتَ عارف أنا كنت عاملة إزاي يا(عمر)في اليوم ده؟ أنا أغم عليه كان ممكن أموت فيها. الكداب ده مفكرش لما هدد(رامز)ويخوفه كده إنه كسر قلبي واتقسم نصين وقتها.
ثم قالت بنبرة قاسية برغم دموعها التي انسابت بقوة على وجنتيها:
-(يونس)أناني مفكرش غير في نفسه و مشاني على هواه و أنا مش مسامحاه على اللي عمله فيه.
ثم قامت من مجلسها وقالت بلذاعة:
-قول ل(يونس)إن(نسمة)مش هترجعلك بعد اللي عملته و لو كنت صارحتها من زمان كانت هتسامحك.
دخلت(عفاف)بغضب بعد أن سمعت كلمات(نسمة):
-إنتي إتجننتي يا(نسمة)ده مهما كان أبو عيالك و مينفعش اللي بتعمليه ده؟
هتفت(نسمة)بغضب:
-أرجوكي يا ماما متدخليش كفاية مرة و سمعت كلامك و إتخطبت ل(يونس).
تقدمت(عفاف)وأمسكت كف(نسمة)بعنف:
-شكلك إتجننتي وعايزة اللي يربيكي يا بنت(عفاف).
ثم صرخت في وجهها موبخه وهي تهزها بقوة:
-بقى أنا السبب في نكبتك دي ها؟ يعني مفكرتيش إني أنقذتك من مصيبة كنتي هتقعي فيها. إنتي هترجعي بيتك و رجلك فوق رقبتك.
قاطعها(عمر)وهو يقف حائل بينهما ويفك الشباك:
-إهدي يا خالتي مش كده.
تركتها(نسمة)وهي تندفع صوب غرفتها وتصفع الباب خلفها.
هتفت(عفاف)وهي تحاول الاندفاع إلى غرفة(نسمة):
-وكمان بترزعي الباب يا قليلة الرباية ماشي ورحمة أبوكي هرجعك بيتك.
ربت(عمر)على كتفها:
-خلاص يا خالتي إهدى أبوس راسك.
وقبل رأسها قائلًا:
-خلاص بقى...ربنا يهدي الحال.
جلست(عفاف)وهي تأخذ شهيقًا وزفيرًا:
-والله تعبتني البت دي تعباني من صغرها لغاية ما أتجوزت و خلفت.
ربت(عمر)على ركبتها:
-علشان خاطري إهدي يا خالتي هي معذورة برده وعموماً فترة و هتعدي خليها على الله.
رفعت(عفاف)رأسها للسماء داعية:
-يا رب يهديها و يهدي سرها.

*********



كان أول يوم يكون(قاسم)ببيته فلقد خرج بالأمس من المشفى و معه(ليفه)و(عمر)اللذان رافقاه كم حمد الله على وجود هذان الشخصان بجواره.
ثم تذكر(سالي)حبيبته وكم اشتاق لصوتها ،ضغط على الزر حتى سمع صوتها الندي:
-أيوة يا(قاسم)إزيك.
صارحها(قاسم)بما يعتمل في قلبه:
-الله صوتك حلو أوي.
ضحكت(سالي)وهي تتكأ بمرفقها على مكتبها:
-يا سلام على الكلام الحلو.
شعر(قاسم)بالغيظ:
-يا سلام هو ده ردك. مالك يا(سالي) ؟


ضحكت(سالي)أكثر وهي تعلم أنها تثير حنقه:
-طب خلاص خلاص متعملش فيها مكلضم...يعني عايزني أقولك ايه؟
سمع(قاسم)أصوات ومنها صوت ذكوري يضحك بقوة:
-إنتي فين يا(سالي)؟ ده(مروان)؟
نفت(سالي)بيسر وبراءة:
-لأ يا(قاسم)أنا في الشغل.
شعر(قاسم)أن الدماء تفور من رأسه وقال بهجوم:
-يا حلاوتك يا طعامتك و إنتي بقى عمالة تتمايصي و تضحكي وتتسهوكي في الشغل دا أنا هنفخك.
عقدت(سالي)حاجبيها بغضب:
-إنتَ إتجننت يا(قاسم)إزاي تكلمني بالشكل ده؟ و بعدين أنا محترمة غصبن عنك.
اخشن صوت(قاسم)وقال محذرًا بسبابته وهو يقوم من على فراشه متناسيًا جرحه:
-بت إنتي لمي لسانك بدل ما ألمهولك معنديش نسوان تعلي صوتها عليه.
استنكرت(سالي)هاتفة:
-نس إيه؟ انا مش هرد عليك و متكلمنيش تاني.
ثم أغلقت الهاتف بوجه(قاسم)وهي تشعر بخروجه من هاتفها.
ولكنها تمالكت أعصابها وقد أوشكت على انتهاء عملها.
و(قاسم)يحاول الاتصال بها ولكنها تغلق الهاتف في وجهُ.
وبعد فترة من الوقت كانت(سالي)قد انتهت من عملها وذهبت إلى سيارتها و رأت(قاسم)يتصل بها مرة أخرى حتى زفرت وأغلقت الهاتف مرة أخرى وفتحت باب السيارة حتى تفاجأت به بجانبها وإمارات الغضب والجنون بادية على وجه قائلًا:
-بتقفلي السكة في وشي يا(سالي)؟
صرخت(سالي)بهلع ونظرت إليه هاتفة:
-(قاسم)خضتني.
كرر سؤاله مرة أخرى وعينيه تشتد احمرارًا:
-بتقفلي السكة في وشي ليه يا(سالي)؟
نظرت إليه بخوف:
-مهو مينفعش أسلوبك ده يا(قاسم)بتغلط فيه و أنا أسيبك
تشتمني؟
زفر(قاسم)ثم أمسك كفها بقوة:
-بصي يا بنت الناس فيه تلات حاجات بتحرق دمي و بتخليني مجنون أولها ضحكة البنت العالية في مكان غير بيتها و تانيها صوت البنت لما تعلي صوتها عليه تالتها يتقفل السكة في وشي...أعيد تاني؟


سحبت(سالي)كفها من بين أصابعه القوية بالكاد وقالت بغضب:
-و أنا مبحبش برده تلات حاجات زي زيك أولها إنك تغلط فيه و لا تزعقلي بدون وجه حق تانيها إنك تتحكم من غير سبب كده و تعمل سي السيد وتالتها...
ثم صمتت فسألها(قاسم)بعد أن هدأ بعض الشيء:
-وتالتها؟
شعرت(سالي)بالحيرة:
-معرفش.
حاول أن يتماسك(قاسم)ولكن ضحك بقوة على تعبيرات وجه(سالي)ويقال أن الضحك عدوى فبذلك ضحكت
(سالي)أيضًا.
توقفت ضحكاتهما سويًا وقال(قاسم):
-أنا آسف يا(سالي)بس أرجوكي متضحكيش بالشكل ده بره البيت ممكن و أنا مش هتعصب و لا هغلط.
أومأت(سالي)برأسها مبتسمة برضى:
-حاضر يا(قاسم)مش هعمل كده تاني و أنا آسفة متزعلش مني.
ثم تذكرت أنه خرج بالأمس هتفت بانزعاج وهي تلكزه في كتفه بقوة:
-و بعدين إنتَ ازاي تخرج من البيت و إنتَ لسه طالع من المستشفى إمبارح؟
صرخ(قاسم)ألمًا:
-أااه حرام عليكي يا(سالي)وشكلك هترجعيني المستشفى.
تراجعت(سالي)ثم ربتت على كتف(قاسم):
-سوري يا(قاسم)مكانش قصدي.
زفر(قاسم)بقوة بعد أن ذهب ألمه بعض الشيء:
-خلاص يا(سالي)أنا بقيت كويس.

ثم نظر إليها بشوق وهو يكمل:
-و بعدين إنتي عارفة إيه اللي جابني عندك الشركة؟
احمرت وجنتيها ثم قالت لتثير غضبه:
-علشان تتخانق معايا صح؟
عض(قاسم)على شفتيه غيظًا ثم أمسكها من كتفيها فجأة:
-بيعجبني فيكي ذكائك يا حبيبتي.
حركت(سالي)محجريها بطريقة مرحة وقالت:
-شفت أنا ذكية إزاي؟
ضحك(قاسم)واقترب منها مشاغبًا:
-بموت في ذكائك ده يا قلبي. بس أنا الصراحة جيت علشان وحشتيني.
شعرت(سالي)بنفس خطر المرة الماضية بالمشفى وقررت التراجع:
-(قاسم)مش هينفع إحنا في العربية لوحدنا و...
قاطعها(قاسم)وهو يغمز بعينه بطريقة أقلقتها أكثر وهو يحرك لسانه داخل فمه بطريقة معنيه:
-وشوشو جاي في السكة.
ابتعدت(سالي)وهي تقول بقلق متوجسه:
-لأ حركة(حمدي الوزير)دي مليش فيها.ربنا يهديك يا(قاسم)يلا روح عربيتك مستنياك.
غمز(قاسم)بعينيه أكثر ليقلق(سالي)عن عمد:
-و بالنسبة لقلبي ده مش هتطفي ناره؟
هتفت(سالي)وهي تفتح باب سيارتها والقلق احتل قلبها:
-لااا كده خطر إنتَ تقمصت شخصيته أوي كده.
انفجر(قاسم)ضاحكًا وهو يمسكها من كفها قبل أن تخرج من السيارة:
-خلاص خلاص بهزر و الله. تعالي يا مهبوشة خدي يا بت.

عادت(سالي)والتفتت إلى(قاسم)متذكرة بغضب:
-وهي دي الحاجة التالتة أيوة افتكرت كلمة(بت)دي تمحيها من لسانك خالص.
وافق(قاسم)وهو يضحك لانفعالها:
-حاضر خلاص بقى يا ست حلويات اهدي بقى.
لم تسمعه(سالي)وظلت تردد:
-أه محبش الطريقة دي أنا مش واحدة في الشارع.
قاطعها(قاسم)وهو يكوم قبضته ويقربها من وجهها هاتفًا:
-ما قلنا خلاص بدل ما ألبسك بونية في وشك.
صمتت(سالي)وضحكت من قول(قاسم)ثم قالت وهي تضع اصبعها بفمها:
-خلاص يا(قاسم)خلاص.

ود(قاسم)لو يقبلها الآن من شفتيها فهي طاهرة و نقية وتشبه الأطفال في حركتها هذه ولكنه تنهد بحرارة حتى فتح باب السيارة قائلًا وهو يقرب وجه منها ويرفع سبابته في وجهها:
-أنا ماشي علشان خطر والله خطر. اللي احنا فيه ده.
ثم خرج من السيارة واغلق الباب خلفه متجه إلى سيارته.
تعجبت(سالي)وضحكت من تصرف(قاسم)وراقبته وهو يتحرك بالسيارة ملوحًا لها ويبعث قبلة في الهواء هاتفًا:
-أنا أنقذتك مني.
وتركها و(سالي)تعلم برغم غباء غيرته إلا أنها تحبه وتعلم أنه يذوب عشقًا في هواها ولكنه ليس بمفرده بالتأكيد.

************


جلس(رامز)بغرفته على فراشه واسند ظهره على الحائط خلفه ممسك بيده عده سكاكين صغيرة ويرميها بقوة تجاه صورة شخص وكلما رمى السكين كانت توضع بعين صوره هذا الشخص حتى دخلت(منار)متعجبة من أفعاله وتسأله بتوجس:
-إيه اللي بتعمله ده يا(رامز)يا بني؟
نظر(رامز)إليها ببسمة بارده:
-بلعب هكون بعمل إيه أهو بطلع غلي.
تعجبت(منار)وجلست على طرف الفراش تحاول أن تنصحه:
-يا بني انسى بقى هو كده إنتَ هتهدى نارك لما تنشن على صورة الزفت(يونس)ده. ما تشيل الواد ده من دماغك؟
هتف(رامز)بغضب وهو ينتفض من على فراشه في قفزة واحدة:
-فكك مني يا ما وحلي من على وداني و متجبيش سيرة الواطي ده؟

قامت(منار)بغضب:
-متأذيش نفسك يا(رامز)و إعقل بلاش جنونك ده أخرته وحشة؟
ثم تذكرت رؤيتها ل(نسمة)وهي تحمل طفليها ومعها حقيبة كبيرة وسألت(رامز)بتوجس وهي تلمس كتفه مرفقه مستفسرة بخوف: -واد يا(رامز)إوعى يكون ليك طرف في قعاد(نسمة)عند أمها؟
رفع(رامز)جانب شفته ببرود:
-قلتلك ملكيش فيه يا ما؟ وما تدخليش.
ضربت(منار)وجنتيها بحسرة:
-يا مصيبتي ياني ؟ يا مرارك يا(منار)وخيبتك و ميلة بختك في ابنك يا(منار)؟
هدر(رامز)وهو يخرج والدته من الغرفة بعصبية:
-أووه ما كفاياكي بقى ولووله شيفاني مت؟ روحي يا ما متوجعيش دماغي.
وجدت(منار)نفسها خارج الغرفة وباب غرفة(رامز)يصفق خلفها بقوة.
شهقت(منار)وهي تبكي بحرقة حسرة على ولدها الوحيد لقد تبدل منذ عودته من سفريته هذه وأصبح يغيب ويعود ويسهر بل حياته أصبحت رأسًا على عقب ،وكل هذا بسبب(يونس).
صورته التي يضعها على لوح خشبي ويلقي بخناجر صغيرة تجاهها وكأنه يريد فعلها بجدية.
وقفت(منار)عند هذه النقطة وجلست على المقعد برعشة في أوصالها هامسة:
-يا ترى ناوي على إيه يا(رامز)؟

**********


كان يفكر(أسمر)بالأمس فيما فعله مع(نانسي)وتذكر أنه طلب محادثتها بشأن شيء هام.
جلست(نانسي)معه بسيارته وهي تهبط من منزلها وبسمتها تزين شفتيها مع ثوبها الأخضر الأنيق ونظرت إلى(أسمر)وهي تلمس كفه: -ها يا حبيبي هنخرج فين؟
(أسمر)بارتباك وهو يسحب يده من أناملها:
-مفيش خروج يا(نانسي)إحنا...
تغيرت قسمات(نانسي)وسألته مستفسرة وشعرها المتلولو يتحرك معها:
-فيه إيه يا(أسمر)؟ إنتَ كويس؟
ووضعت يدها على جبهته حتى هتف(أسمر)بعصبية:
-(نانسي)أنا كويس؟ (نانسي)كفاية أرجوكي؟
تراجعت كف(نانسي)وزفرت بعصبية:
-فيه إيه يا(أسمر)؟
هتف(أسمر)بعصبية أكثر:
-فيه إني مش هقدر أكمل معاكي.
بُهتت(نانسي)وظن(أسمر)لوهلة أنها تمثال بشري ولكن دموعها انسابت بهدوء وقالت:
-قصدك يعني؟
أكد(أسمر)وهو يزم شفتيه:
-أيوة ده قصدي أنا آسف يا(نانسي)حقيقي.
وجد(أسمر)عبرات(نانسي)تكمل طريقها حتى ذقنها وأكمل:
-إنتي واحدة جميلة أوي و تستاهلي الأحسن مني كمان.
وضعت(نانسي)كفيها حول وجنتي(أسمر)هامسة بألم:
-مفيش أحسن منك يا(أسمر)مفيش.
ثم قالت ببسمة خفية:
-معرفتش أملى مكانها صح؟ لسه هي اللي في القلب؟
صمت(أسمر)وهو ينظر للأسفل ضحكت(نانسي)وهي تعض على شفتيها:
-كان نفسي تكون من نصيبي بس خلاص بقى القلب و ما يريد.
وأعقبتها بخلع خاتم خطوبتها من خنصرها الأيمن ووضعته في كفه لتكمل:
-بالتوفيق يا(أسمر)باي.
وخرجت من السيارة واندفعت مهرولة تجاه بناية منزلها.
حزن(أسمر)بسبب ما فعله ولكن كان عليه فعل ذلك من قبل بل لم يكن من المفترض أن يقوم بخطبة(نانسي)من الأساس. لأن قلبه ملك لواحدة فقط وهي عنيدته ومجنونته(ميرال).
تنهد(أسمر)بعدما عاد من شروده وببسمة تذكر شقاوتها وضحكتها الخبيثة حينما تنوي فعل شيء به لقد صمها كما يصم اسمه.
كم اشتاق إليها حسنًا مكتبها ليس ببعيد وقرر أن يتوجه إلى مكتبها الذي نقل بجواره بعدما قرر(سعد)مديرهم أن تنتقل إلى غرفة بها مكتب مثل(أسمر).
ابتسم(أسمر)وهو يطرق على باب غرفة مكتب(ميرال)حتى سمع صوتها:
-أدخل.
دلف(أسمر)وهو ينظر إليها بشوق:
-إزيك يا(ميرال)؟
رفعت(ميرال)عسليتيها إليه بتعجب:
-(أسمر)إزيك اتفضل؟
جلس(أسمر)قبالتها وهو يرفع كفه الأيمن على سطح المكتب أمامها قائلًا:
-أخبار التصميمات ايه؟
رفعت(ميرال)احدى حاجبيها ثم لاحظت اختفاء دبلة خطوبته الفضية من خنصره الأيمن كم شعرت بالسعادة الجمة لما حدث ولكنها تعمدت عدم الملاحظة لذلك الأمر وسألته ببلاهة:
-اهدى يا(أسمر)عايزة أشتغل يا بني.
عقد(أسمر)جبينه وسألها مستفسرًا وهو يرفع يده اليمنى أمامها:
-إنتي مش ملاحظة حاجة؟
رفعت(ميرال)كتفيها ببلاهة:
-ألاحظ ايه استنى كده؟
ثم أخذت كفه وهي تقلبها أمام عينيها ثم هزت رأسها نفيًا:
-لأ مشفتش حاجة.
هتف(أسمر)بغيظ:
-(ميرال)بطلي استهبال بقى. الدبلة بتاعتي مبقتش موجودة مفيش حاجة تربطني ب(نانسي).

ابتسمت(ميرال)ولم تكد تصارحه بحبها وأنها أرادت ممازحته
كالمعتاد ولكن أتاها أحد الموظفين يخبرها بضرورة الذهاب إلى(سعد)المدير...
قامت(ميرال)من مجلسها وقالت ل(أسمر):
-عن إذنك يا(أسمر)هروح أشوف مستر(سعد)و جاية تاني.
وافق(أسمر):
-و أنا مستنيكي.
ابتسمت برقة وفتحت الباب وتركته ،كان يجلس(أسمر)مواليًا ظهره للباب وتفاجأ بشخص ينوي دخول الغرفة إلتفت ليجدها(نانسي) وهي تنوي المغادرة هتف قائلًا:
-(نانسي)إزيك؟
ابتسمت(نانسي)بارتباك:
-أنا تمام و الحمد لله.
ثم التفت بسرعة لتوقع من المكتبة التي بجوار الباب لوحات كبيرة نسبيًا على الأرض.
شهقت(نانسي)وهي تنحني وقام معها(أسمر)لينحني هو الآخر ويلتقط ما وقع وقالت(نانسي)وهي تتنهد بضيق:
-يا خبر على اللي عملته أنا شكلي بوظت الحاجة بتاعة(ميرال).
عقد(أسمر)حاجبيه وهو يدقق في تفاصيل اللوحة وهو يقوم:
-مفيش حاجة يا(نانسي)حصل خير.
ثم أشار للباب:
-تقدري تروحي أنا هعدل اللي حصل.
هزت(نانسي)رأسها بتفهم:
-أوكيه عن إذنك.
وتركت(أسمر)الذي غرق في كل شيء يمسكه وجلس ينظر إلى كل اللوح حتى قال بدهشة مستنكرة:
-مش ممكن...مستحيل.
دخلت(ميرال)على إثر كلماته وهي تبتسم:
-إتأخرت عليك يا(أسمر)معلش أصل مستر(سعد)كان بيطمن على شغلي و تفاصيل.
نظر إليها(أسمر)وهو يقف ويقبض على اللوحات التي وقعت أرضًا مشيرًا إليها بصدمة:
-شغلك و لا شغلي يا(ميرال)؟
نظرت(ميرال)إليه بتعجب وإلى اللوحات سائلة إياه:
-و إيه دخل شغلك في شغلي؟
ثم أكملت مستفسرة:
-و إيه جاب لوحك عندي؟
هتف(أسمر)بسخرية:
-بجد والله لأ حلوة التمثيلية دي؟

رددت(ميرال)بصدمه كبرى:
-تمثيلية؟
هتف(أسمر)مرددًا بغضب:
-أيوة تمثيلية إنك بدأتي تحبيني و تعامليني كويس و تعدلي في أسلوبك. أتاريكي عاملة كل ده علشان تاخدي تعبي وتسرقي تصميماتي وتباني إنتي في الموسم وأنا أقع.
لم تستطع(ميرال)أن تنطق كلمة واحدة ليس من هول ما سمعته بل من هول توقعات(أسمر)بها وظنه أنها لم تستطع التفوه بكلمة بسبب أنها خادعة وأكمل:
-للدرجاتي قلبك إسود كده مش عارفة تنسي الماضي وسبب فراقنا لبعض.
ثم ألقى اللوحات في وجهها وهو كل قطرة في حروفه تفوح اشمئزاز مع نظراته الحارقة إليها:
-أنا آسف إني حبيتك.
وترك غرفة المكتب و(ميرال)خلفه لا تعي ما حدث نظرت إلى أثر رحيله ووقوفه أمامها نظرته الاشمئزازيه أغلقت باب مكتبها وقد علمت أن جميع الموظفين بهذا الطابق قد سمعوا ماحدث.
ارتكنت على الحائط وهي تبكي على جميع التهم البشعة التي وجهها إليها ومن ألقاها حبيبها بل كل قلبها. لا تعلم لما عندما تنوي الاقتراب منه يُبعدها ألاف الأميال.
هل ليس محقق لهما أن يلتقيا هل هذه هي النهاية؟

**********




كان(يوسف)بمكتبه يفكر فيما دار بينه و بين(إينار)تذكر شهقاتها و ألمها. لقد وقعا في فخ صممه أباه وكانت هذه هي النتيجة وعليها ابنه هو لن يصدق مهما حدث أنه ليس ولده فهو أكيد وقلبه يقسم أن هذا طفله من صُلبه. وعليه أن يفكر في محاولة أخرى للقائه ب(إينار)تلك المرأة التي دخلت قلبه ولم تخرج منه بعد.
كم تاق لرؤيتها ولاحتضانها ،كم اشتاق لكلماتها الإنجليزية التي تدُسها في وسط جملها العربية العامية...كم و كم و كم.
و أه من احتراق روح ليس لها ماء سواها ،إلى متى ستظلِ بعيده عني يا ملاكي يا حبة قلبي ،وهل لبعدك آخر أم تحبيه أكثر مني؟
احتضن(يوسف)صورتها وتمدد على أريكته ليحاول النوم لعل وهج نيرانه تهدأ و تُخمد.

************
ذهبت(سلسبيل)مع(طارق)إلى المطار لتودعه وحاول أن يثنيها عن قرار ايصاله ولكنها أصرت حتى تراه وهو يسافر أمام أعينها ولتخبره بشيء خططت له.
ابتسم(طارق)ونظر إليها وهي تقود:
-حبيبتي يا(بيلا)أد كده هوحشك؟
نظرت إليه(سلسبيل):
-طبعاً يا(طروقه)هتوحشني دول إسبوعين.
تنهد(طارق)بضيق:
-مكانوش على البال خالص يا(بيلا)بس معلش.
وربت على كفها غامزًا بعينيه:
-هعوضك لما أرجع يا قلبي.
ابتسمت(سلسبيل)سريعًا وهي تتمنى أن تدهس الفرامل فجأة لتصاب رأسه بزجاج السيارة ولكن عليها أن تصبر.
وصلا إلى المطار وعندما جاء ميعاد رحيله احتضنته(سلسبيل) هامسة:
-هتوحشني يا(طروقه).
قبلها(طارق)في وجنتها:
-و إنتي أكتر يا(بيلا).
ثم قال(طارق)ببسمة:
-و أهو(وعد)معاكي.
ابتسمت(سلسبيل)بخبث:
-أه و(رائد)كمان.
عقد(طارق)حاجبيه بضيق:
-و إيه جاب الشيء ده؟
ابتسمت(سلسبيل)ببرود وكأنها تضع السم بروية:
-لأنه هيخطب(وعد)قريب يا بيبي.
هتف(طارق)مستنكرًا:
-إيه إنتي بتهزري؟
وكان صوت النداء الأخير لرحلته ابتسمت(سلسبيل):
-إهدى يا(طروقه)مش كده أنا عارفة إنك خايف على(وعد)لأنها زي أختك وكده بس(رائد)إنسان محترم.
كاد أن يعارض(طارق)وكلمة "أختك" أغضبته أكثر وعينيه تطلق شررًا:
-محترم...





قاطعته(سلسبيل):
-أيوة يا حبيبي وبعدين مش وقته كلام في الحاجات دي طيارتك هتفوتك باي يا قلبي.
وقبلته في وجنته والتفت لترحل وهي تعلم أنها وضعت أول مسمار بنعش(وعد).
ورحل(طارق)إلى رحلته وهو يكاد يلغيها ولكنه لا يستطيع.
وقد علمت(سلسبيل)بهذا لذلك لقد اختارت الوقت المناسب في المكان المناسب.

*********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:17 PM   #74

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس و الثلاثون

التسرع في بعض الأحيان إذا أعطيته طريق قد يؤدي إلى خسران أحب الأشخاص إليك...
وهذا ما فعلته(نسمة)وشعرت به يوم أتاها(عمر)وحاول التحدث معها بخصوص(يونس)وماذا فعلت هي سوى التحدث بغضب أعماها بل وتسرعت في تحدثها إلى والدتها بإلقاء اللوم عليها لموافقتها على خطبة(يونس)لها يوم خطبتها على(رامز)،انها حقًا حمقاء في فعلتها هذه.
لقد حاولت مهاتفة(يونس)بعدها ولكنه بعث لها رسالة " أنه سافر في عمل وهذا المكان ليس به شبكة اتصال واذا أرادت أي شيء فلتطلب من(عمر)وعند عودته بعد اسبوعين سوف يتحدثان ولتُقبل (يامن ومايا)" كان هذا حديثه معها مجرد رسالة تتكون من عدة كلمات ومن المتضح أنه غاضب فهي تحفظه عن ظهر قلب.
وبالفعل أتاها(عمر)وأعطاها المال الذي تركه(يونس)معه لتتدبر أمورها. لقد مر على زيارة(عمر)لها ما يقارب الأسبوعين وتبقى يومان ويأتي(يونس).
ترى ماذا سيفعل معها؟ هل سيطلقها؟ أم سيعطيها فرصة أخرى؟
بكت(نسمة)على ما فعلته وندمت أشد الندم موبخه ذاتها وهي ممددة على فراشها:
-إيه اللي جرى لكل ده يا(نسمة)؟ هو جنونك وصلك لدرجة إنك تبعدي أقرب الناس ليكي؟
لم تتحمل(نسمة)التمدد على الفراش نفضت الغطاء وقامت واقفة على قدميها اقتربت من المرآة تنظر إلى نفسها هالات سوداء ظهرت أسفل عينيها وشحبت بشرتها بعد أن كانت نضرة.
ثم وجدت ضميرها يوبخها مرة أخرى:
-ماذا بعد؟ هل هدأ قلبك الآن بعد ما فعلتيه؟ أغضبتِ زوجك ووالدتك؟ (نسمة)صارحيني فضلًا. هل تحبين(رامز)؟ هل ندمتِ حقًا على زواجك ب(يونس)؟
هزت(نسمة)رأسها نافية بالقطع وتحدثت:
-لأ طبعاً.
لم تتحمل(نسمة)الوقوف ساكنة وغادرت الغرفة لتتوجه إلى (عفاف)التي كانت تجلس على أريكتها تنقي حبات الأرز من الشوائب على ضوء الشمس الآتية من الشرفة.
نظرت إليها(نسمة)بصمت ووقفت أمامها حتى قالت(عفاف) ببرود دون أن ترفع عينيها:
-إبعدي عن النور عايزة أنقي الرز.
جثت(نسمة)على ركبتيها أمام(عفاف)وأخذت طبق الأرز من يديها قائلة:
-ماما أرجوكي سامحيني متزعليش مني ساعديني.
رفعت(عفاف)عينيها بعتاب قائلة وهي تشير إليها بسبابتها:
-إنتي اللي مش عايزة تساعدي نفسك يا(نسمة).

تنهدت(نسمة)بحزن و(عفاف)تكمل بغضب:
-لما تسيبي البيت علشان كلام فارغ زي ده.
انخفض حاجبي(نسمة)بيأس وهي تراقب انفعالات والدتها وهي تتابع واضعة إبهامها وسبابتها على أسفل ذقنها:
-قوليلي يا بنت(عفاف)قلبك ارتاح لما سبتي بيتك وزعلتي جوزك؟ وكل ده علشان مين؟ علشان(رامز)؟!
هزت(نسمة)رأسها نافية وهي تبكي بحرقة:
-والله ما علشان الواطي ده. أنا كل اللي صدمني إن(يونس)خبى عليه مصارحنيش ليه وقتها؟
قاطعتها(عفاف)وهي تلوي شفتيها ضيقًا:
-خاف تزعلي و لا تسيبيه.
عارضتها(نسمة):
-لأ يا ماما مكنتش هعمل كده.

رفعت(عفاف)احدى حاجبيها بسخرية:
-واللي عملتيه دلوقتي يتسمى إيه؟ ما أديكي قلبتي الدنيا ما قعدتيهاش.
قامت(نسمة)برجاء:
-أرجوكي يا ماما كفاية عتاب أنا خلاص مش مستحملة.
ثم هتفت نادمة:
-أنا غبية معترفة بكده و اتسرعت و إديت للموضوع أكتر من حجمه بس خلاص حصل.
نظرت إليها(عفاف)ولانت ملامحها رابته على الأريكة بجوارها:
-طب أقعدي يا(نسمة).



جلست(نسمة)بجوارها ووجدت ذراع(عفاف)تحتوي كتفها الأيسر هامسة بمودة:
-(نسمة)إنتي بنتي الوحيدة معنديش غيرك. وجعتي قلبي لما لقيتك بتعاتبيني وترمي اللوم عليه في حاجة أنا متأكدة إنها أنقذتك من (رامز)ده.
وضعت(نسمة)رأسها على كتف(عفاف)براحة وهي تستمع لكلماتها التي أكملتها:
-تفتكري يا(نسمة)لو كان(رامز)خطبك و مسافرش كنتي هتبقي مبسوطة في حياتك زي ما أنتي مبسوطة مع(يونس)؟
ثم عدلتها والتفتت إليها وهي تملس على خصلاتها البنية الناعمة بباطن كفها:
-مكنتيش هتغطي شعرك الجميل ده و تتحجبي بسبب كلامه معاكي عن الستر للبنت عفة وهو كلمك بالحسنى ولا زعق ولا أي حاجة. (يونس)سبب في حاجات كتير ليكي يا حبيبتي المفروض تشكريه إنه عمل كده مع(رامز)مش تزعلي وتغضبي و تسيبي البيت.
أخفضت(نسمة)ناظريها بحرج:
-والله عندك حق يا ماما.بس...
ثم أكملت وهي تبكي:
-بس هو فين علشان أعتذرله...أهو سافر وهيرجع لسه كمان يومين.
أمسكتها(عفاف)من يدها وقامت تحتضنها:
-إهدي يا حبيبتي(يونس)قلبه أبيض وهتشوفي.
دعت(نسمة)وهي تحتضن والدتها بقوة:
-يا رب يا ماما.
قاطعهما صوت جرس باب المنزل حتى قامت(عفاف)ونظرت من العين السحرية حتى تعجبت مردده وهي تنظر إلى(نسمة):
-ده(قاسم).
عقدت( نسمة)حاجبيها مفكرة وهي تدلف إلى غرفتها:
-غريبة أنا هروح ألبس طرحتي.
سحبت(عفاف)وشاحها من على المقعد ووضعته بإحكام على رأسها حتى فتحت الباب وهي تنظر إلى(قاسم)مبتسمة:
-أهلاً يا(قاسم)حمد الله على سلامتك يا بني.
ابتسم(قاسم):
-الله يسلمك يا خالتي(عفاف)ولا يهمك وصلي سلامك من(عمر).
تنحنح(قاسم)بحرج:
-معلش كنت عايز أكلمك في موضوع مهم ولازم تكون(نسمة) موجودة.
تبسمت(عفاف)بدهشة ثم أشارت إلى الداخل:
-أه طبعاً تعالى يا بني...اتفضل.
بعد أن جلس(قاسم)على الأريكة وهو ينظر للأسفل احترامًا لحرمة البيت استأذنته(عفاف):
-عن إذنك أبلغ(نسمة).

ابتسم(قاسم):
-إتفضلي يا خالتي.
ذهبت(عفاف)إلى غرفة(نسمة)وأخبرتها بما أخبرها به(قاسم)حتى عقدت حاجبيها مفكرة:
-موضوع ولازم أكون موجودة يا ترى إيه هو؟
انخفضت(عفاف)وحملت(يامن)الذي استيقظ باسمًا مقبلة اياه:
-حبيب تيته صباح الفل والياسمين.
ثم نظرت إلى(نسمة)مندهشة:
-والله يا بنتي أنا زيي زيك. هو قاعد مستني بره يلا شهلي على ما أعمله حاجة يشربها .
ثم وضعت(يامن)بعربة الأطفال ونظرت إلى(مايا)التي بدأت تتململ في الفراش وابتسمت إليها بحنو:
-شكل ست(مايا)هتصحى أهو. يلا يا(نسمة).

ثم خرجت من الغرفة متجهة إلى(قاسم):
-معلش يا حبيبي(نسمة)هتطلع أهو. إنتَ شايك إيه؟
ابتسم(قاسم):
-ولا تتعبي نفسك يا خالتي. أنا مش جاي أضايف.
ثم قال بجدية:
-أنا جاي لأن الموضع ده خاص ب(رامز)و(يونس).
خرجت(نسمة)على جملة(قاسم)الأخيرة وجلست بمقابلته:
-ماله(رامز)ب(يونس)يا(قاسم)؟
ثم اعتذرت بحرج:
-أزيك يا(قاسم)وحمد الله على سلامتك. أنا آسفة اني سألتك قبل ما أرحب بيك. بس كلامك قلقني.
أكدت(عفاف)وهي تجلس على المقعد الموازي ل(قاسم):
-أيوة كلامك قلقني يا(قاسم)إتكلم يا بني.
زفر(قاسم)وأكد:
-الحكاية إن(رامز)لما سافر "موسكو" وكلمته بعد شهر من سفره...
-(إيه يا عم الحاج هو اللي يسافر ينسى أنتيمه كده؟)
ضحك(رامز)بعد قول سؤال(قاسم):
-يا عم(قاسم)ولا نسيتك و لا حاجة أهو شغل هعمل إيه؟
مازحه(قاسم):
-أيوة يا سيدي بيضالك في القفص بيضة دهب.
هتف(رامز)بحنق:
-يا عم اتنيل. بلا دهب بلا نحاس.
ثم سأل(قاسم):
-قولي ايه الأخبار؟ حارة (الكوفتي)ناسها عاملين إيه؟
رد عليه(قاسم)بسؤال ساخر:
-إيه عايز تعرف بعد عملتك المهببة وطفشانك من(نسمة).
زفر(رامز)بغضب:
-أوووه ده كده أرحملي أسكت يا أخي دي كانت خنقة.
تعجب(قاسم):
-غريبة يعني لما تعرف إن(يونس)خطبها مزعلتش؟
هدر(رامز)غضبًا:
-الكلب ده متجبش سيرته إنتَ مش عارف أنا هعمل فيه إيه بس لما أرجع.
(قاسم)باستهتار:
-يا عم (رامز) هدي أنفاسك كده لا يجرالك حاجة إنتَ عارف تضرب فرخة لما تعمل حاجه في(يونس)؟
صرخ(رامز)بتوعد:
-وديني لقتله إنتَ أصلك متعرفش هو عمل إيه معايا؟ هو ماله بيها. أنا كنت هركن(نسمة)جنبي و أهج من البلد و أسافر و أرجعلها بس أحقق هدفي.
رفع(قاسم)حاجبيه دهشة:
-الله طب مقلتش الكلام ده ل(نسمة)ليه؟ يعني البت تعقد جنبك مستنياك؟ و إيه يعرفك إنها هتستناك؟
ضحك(رامز)بغرور:
-يا(قاسم)يا حبيبي(نسمة)أنا عارف هي بتحبني أد إيه؟ يمكن مش زي حبي ليها. بس أقولك الحق أنا مش هلاقي واحدة زيها تكون مخلصالي كده وتسامحني على أي غلطة أعملها. لكن(يونس)ده...
وأعقبها بغضب:
-يعمل فيه كده وياخد حاجة مني مش برضايا...لأ.
وأكمل(قاسم)بضيق بعد أن أنهى الحوار الذي كان بينه وبين (رامز):
-هو ده اللي حصل بيني و بين(رامز).


ثم نظر إليهما:
-(عمر)جالي إمبارح زارني في البيت و بسأله عن(يونس)حكالي اللي حصل لأنه عارف إني كنت عارف(رامز). فقررت أروح أنبهك و ده رد لجميل(يونس)اللي مش هنساه بأنه وداني
المستشفى لما اتخانقت مع(إبراهيم)وكنت هروح فيها.
نظرت إليه(نسمة)بقلق:
-معنى كده إن(رامز)رجع علشان ينتقم من(يونس).
ثم هتفت بغضب:
-ده طلع إنسان حقير أوي.
هتفت(عفاف)بغضب:
-ربنا ينتقم منه البعيد.
قام(قاسم)من مجلسه:
-متقلقيش يا خالتي. أنا حاولت أتصل ب(يونس)علشان أحذره بس تلفونه مش مجمع .
قامت(نسمة)ووضحت:
-أيوة لأنه مسافر في مكان مفيهوش شبكة. بس هيرجع إن شاء الله كمان يومين.
ثم أعقبتها ممتنة:
-أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا(قاسم).
قالت(عفاف)وهي تقف:
-أه والله يا بني ربنا يصلحهالك.
ابتسم(قاسم) وهو يقوم:
-العفو يا خالتي على ايه ده(نسمة)أختي و(يونس)أخويا وفي الآخر احنا عشرة حارة (الكوفتي).
ثم توجه إلى باب المنزل وهو يفتحه:
-أستأذن أنا بقى سلام عليكم. وأمانة لما يرجع(يونس)سلمولي عليه.

ابتسمتا الاثنتان:
-حاضر يوصل.
هبط(قاسم)من البناية وخطى بعيدًا ولكن هناك عينين كانتا تراقبه من بعيد من البناية القريبة من بيت(نسمة). عينين تطق شررًا أخرج صاحب العينان سلاحه حتى يصوبه تجاه(قاسم)ولكنه لم ينجح في التصويب بسبب الكثير من الأشخاص بالحارة حتى زفر غضبًا وهو يدلف إلى غرفته:
-أوووف هي كانت نقصاك يا(قاسم). عايز تبوظلي خطتي اللي بحلم بيها سنين. بقى رايح ل(نسمة)عايز تصالحهم و تطلعني شيطان.
ثم هتف صاحب العينين الذي لم يكن سوى(رامز)بجنون دموي وهو يقف أمام المرآة يتأمل قسماته:
-أنا ملاك بس شرير. وهخلص عليكم إنتم الاتنين.

**********
جلست(ميرال)على فراشها تتأمل عملها بالحاسوب ثم تذكرت أنها منذ ما يقارب الأسبوعين قد ذهبت إلى(سعد)...
نظر(سعد)إلى ورقة(ميرال)التي تطلب بها تكملة عملها الخاص بموسم الخريف ببيتها لإرهاقها الشديد ثم رفع رأسه إليها ببسمة واثقة:
-أنا مقدر تعبك يا(ميرال) .
ثم قام من على مقعده ودار ملوحًا بطريقة درامية كعادته وهو يمسك وشاحه الوردي الملتف حول عنقه:
-أنا المفروض أرفض طلبك ده بس هعملك استثناء علشان إنتي موظفة مجتهدة و بيست فاشون ديزاينر.
نظرت إليه(ميرال)بعينين باسمة:
-شكراً لحضرتك مستر(سعد)عن إذن حضرتك.
ابتسم(سعد):
-إتفضلي يا(ميرال).

ولته(ميرال)ظهرها وحلت مكان بسمتها الحزن فلقد قررت أن تختفي هذه الفترة نهائيًا من الشركة لعدم مقدرتها على رؤية(أسمر) الذي كلما رأته تتذكر اتهامه لها وكلماته الجارحة والظالمة إليها. الغريب في الأمر ظنه أن صمتها هو الاعتراف بفعلتها ولا يعلم أنها صُدمت ومحته من قلبها للأبد.
عارضت(بسملة)سيرها عند قربها من مكتبها سائلة اياها بقلق:
-إيه اللي حصل يا(ميرال)؟
مطت(ميرال)شفتيها تتصنع الحيرة:
-معرفش حصل إيه؟
ثم اكملت توجهها إلى مكتبها وفتحت الباب لتدلف. تبعتها (بسملة)وأغلقت الباب خلفها بإحكام مستفسرة:
-(ميرال)متهزريش و تعملي عبيطة.
ثم وقفت أمامها:
-إيه اللي حصل بينك و بين(أسمر)؟
نظرت إليها(ميرال)باستخفاف:
-محصلش حاجة يا(بسملة). هو أنا بيني و بين(أسمر)حاجة أصلاً؟
ربعت(بسملة)ذراعيها:
-قولي إيه مش بينك و بين(أسمر). يا بنتي إنتوا كل حاجة عارفينها عن بعض. الشركة ملهاش سيرة إلا اللي حصل بينكم و بين بعض.
نظرت إليها(ميرال)بألم:
-الشركة معندهاش غير التجريح و بس.
تنهدت(بسملة)رافعة عينيها للأعلى:
-يا ربي هو كان لازم أخد أجازة إمبارح؟ كنت حليت الموضوع.
ضحكت(ميرال)بخفة:
-ها صدقيني مش هيتحل.كل حاجة خلاص يا(بسملة). كل شيء إنتهى.

حاولت(بسملة)معارضتها:
-يعني إيه خلاص؟! هتنسي...
قاطعتها(ميرال)وهي تجمع أوراقها وتضع حقيبتها على كتفها بحزن:
-أنا هكمل شغلي في البيت يا(بسملة)و مستر(سعد)وافق عليها.
ثم مطت شفتيها ودموعها تنساب حتى وصلت لطرفها العلوي:
-ملوش لازمة وجودي.
وتحركت متوجهة إلى الباب وهي تفتحه و(بسملة)تحاول التحدث: -استني بس يا(ميرال)...(ميرال).
ولكن(ميرال)كانت تخطو بسرعة حتى غابت عن ناظري
(بسملة).
تنهدت(ميرال)وشعرت بدموعها على وجنتيها عند تذكرها لهذا الأمر ووجدت طرقة خفيفة على غرفتها حتى مسحتها بأناملها سريعًا قائلة: -أدخلي يا ماما.
دلفت(زينب)ومعها مشجب وعليه ثوب أخضر زيتوني مغطى بحقيبة شفافة بلاستيكية ولم تغب عن عينيها التماع وجنتي ابنتها حتى تنهدت:
-المكوجي جاب الفستان يا حبيبتي.
ابتسمت(ميرال)ببهوت:
-ماشي يا ماما.
وقامت لتأخذ الثوب من والدتها لتضعه بخزانتها.
حتى سألتها(زينب)بحزن:
-وبعدين يا بنتي هتفضل دموعك على خدك كتير؟
نظرت إليها(ميرال)محاولة الابتسام:
-أنا بخير يا ماما يمكن متأثرة إني عرفت أعمل تصميمات تنزل في الموسم مع شركات موضة كتير.


ابتسمت(زينب)وربتت على وجنتها:
-أنا أمك يا(ميرال)يعني عارفة إن اللي قلتيه مش هو ده اللي مبكيكي. أنا عارفة مين السبب.
ثم انقلبت نبرتها للصرامة:
-بس المرة دي(أسمر)إتجنن بتهمته ليكي؟ لما جيتي حكيتيلي. أنا كان هاين عليه أروحله أضربه باللي في رجلي.
ضحكت(ميرال):
-خلاص يا ماما إهدي.
وأكملت بنبرة كارهة:
-ميستاهلش.
ثم نظرت إلى الساعة مغيرة الأمر:
-المفروض أروح للكوافير على العصر كده يا(زوزو). ما تيجي معايا؟

ضحكت(زينب):
-يا بنتي مليش في الحاجات دي و رجلي وجعاني كمان ها يلا أسيبك بقى. هروح أمدد شوية .
قبلتها(ميرال)في وجنتها:
-بحبك يا(زوزو).
ابتسمت(زينب)وهي رابته على كتفها:
-و أنا يا حبيبة(زوزو).
وتركت(ميرال)وهي تفكر فيما ستفعله في حفلة عرض الأزياء اليوم ورؤيتها لغريمها(أسمر).

**********


صدح هاتف(سالي)بنغمة مميزة وضعت الهاتف على أُذنها وهي بغرفة تغيير الملابس قائلة:
-أيوة يا(قاسم)إزيك.
ابتسم(قاسم)وهو بعمله:
- إزيك يا حبيبتي عاملة ايه؟
ابتسمت(سالي)وهي تقف أمام المرآة بفرح:
-أنا الحمد لله و إنتَ؟
تراجع(قاسم)بظهره للمقعد وقال هامسًا:
-كنتي وحشاني أوي فقلت أكلمك أسمع صوتك و أنا بريك دلوقتي.
سمع ضحكتها الرقيقة حتى رقص قلبه وقام بسؤالها:
-حبيبتي بتعمل إيه؟
ضحكت(سالي)بحماس:
-بلبس فستان.
رفع(قاسم)احدى حاجبيه بخبث وعقله يتخيل:
-فستان ؟!
وبدأ عقله يسرح حتى هتفت(سالي)بسعادة:
-فستان الفرح.
أفاق(قاسم)من خياله واعتدل وهو يسألها:
-قلتي فستان فرح؟
ابتسمت(سالي)بخجل:
-أه فستان فرح.
لم يشعر(قاسم)إلا والقلق يتوجس قلبه:
-طب افتحي الفيديو أشوفه.
قالت(سالي)بدهشة خجولة:
-تشوفه؟! (قاسم)إنتَ عارف العريس مينفعش يشوف عروسته بفستان الفرح.
قاطعها(قاسم)بحنق والقلق وصل ذروته:
-بقولك إيه بلاش هبل يا(سالي)ووريني الفستان إفتحي الكاميرا.
عبست(سالي)لما شعرت به من غضب(قاسم):
-طب خلاص متزعقش هفتحها أهو.
خرج(قاسم)وجلس بسيارته حتى يرى(سالي)بمفرده:
-ها فين يا(سالي)؟
قالت(سالي)بعد أن ظهرت:
-خلاص خلاص.
رأى(قاسم)حبيبته تظهر بكاميرا هاتفه ثم أطلق صافرة حاره:
-إيه القمر ده؟
ابتسمت(سالي)بخجل:
-عجبتك؟
فتح(قاسم)زر القميص وقد شعر أن طقس السيارة زادت حرارته وسأل(سالي)مرة أخرى مبتسمًا بخبث:
- عجبتيني؟ دا أنتي تهبلي. ها فين الفستان بقى؟
رفعت(سالي)حاجبيها دهشة وهي تشير إلى ذاتها:
-مهو ده الفستان يا(قاسم).
لا تعلم(سالي)هل رأت شرار عيني(قاسم)يكاد يخترق شاشة هاتفها حتى سألته بخيفة:
-مالك يا(قاسم)إنتَ كويس؟ عينك بتطق شرار كده ليه؟
لم يشعر(قاسم)إلا وهو يهدر:
-هو قميص النووم اللي شفته ده كان فستان الفرح يا(سالي)؟
لم تعي(سالي)لما يقوله حتى أدركت نظراته واعجابه وفهمت نواياه: -إنتَ قليل الأدب إزاي تتخيلني إني هطلعلك بقميص نوم و أوريهولك يا قليل الأدب؟
هتف(قاسم)بجنون وهو يتحرك ملوحًا يده في الهواء:
-والله افتكرته قميص نوم يا(سالي)وبتقوليلي إني قليل الأدب إني شفتك و تخيلتك بيه. شوفي بقى أمة لا إله إلا الله هتشوفك بقميص النوم ده و "التيس" اللي جنبك هيكون فرحان بيكي.
كادت أن تفلت ضحكة من بين شفتي(سالي)بتشبيه(قاسم)لذاته وغيرته القاتلة عليها حتى انفجر مرة أخرى عندما لمح ضحكة شفتيها: -إنتي بتضحكي يا(سالي)فاكراني(سوسن)عليه الطلاق من قبل ما أكتب كتابي عليكي ما أنتي جايبه قميص النوم ده.
انفجرت(سالي)بالضحك أكثر:
-يخرب عقلك يا(قاسم)إنتَ فظيع في تشبيهاتك "تيس" و "سوسن"...
توقفت(سالي)عن الضحك بعد أن رأت وجه(قاسم)الجاد وهو يتأملها حتى قال:
-ها خلصتي ضحك. طيب أجيلك و لا هتغيري الفستان؟ و لا استني أجيلك.

هتفت(سالي)بسرعة:
-لأ خلاص خلاص هغيره هو مكانش عاجبني أصلًا.
هدأت أعصاب(قاسم)وزفر:
-طب تمام يلا قيسي بقى ووريني.
هزت (سالي)رأسها:
-أوكيه اقفل بقى و لما ألبسه هكلمك تشوفه.







ابتسم(قاسم)وغمز بخبث:
-ما تخليكي وأنا مش هبص.
هتفت(سالي)بخجل غاضب:
-أه يا قليل الأدب إمشي.
وأغلقت الهاتف حتى ضحك(قاسم)وهو يضع كفه على جبهته:
-أنا هتجوز مهبوشة وأنا معرفش. وقال إيه خلوا قمصان النوم فساتين فرح.

*********




كعادتها منذ أسبوعين تجلس بمقعد مكتبها شاردة وقد نقص وزنها بعض الشيء ونحلت وجنتيها حتى جلست أمامها(فرح)وهي تنظر إليها بحزن:
-وبعدهالك يا(أروى)هتفضلي على الحال ده؟ يا بنتي إنتي خسيتي أوي و أكل مبتاكليش إلا لمام؟ هتقعي من طولك في مرة.
نظرت(أروى)إليها ببهتان ثم نظرت للإسفل وعينيها تدمع تنهدت (فرح)بحرقة:
-لا حول و لا قوة إلا بالله ده حتى الكلام صُمتي عنه.
ثم هتفت بعصبية:
-جرى إيه لكل ده يا(أروى)؟ ما زيه زي غيره. زعلانة علشان مشي؟ ما يغور في ستين داهية.
حدجتها(أروى)بغضب وقالت:
-سيبيني لوحدي يا(فرح).

قامت(فرح)بحزن:
-حاضر يا(أروى).
وبعد اغلاقها للباب بكت(أروى)بشدة وهي تضع ذراعها على المكتب وتدفس رأسها بينهما حتى سمعت صوته يناديها:
-(أروى).
لا تعلم(أروى)هل ما تسمعه حقيقي أم أنها بكت حتى غفت؟
ولكن هناك أصابع قوية تهزها من مرفقها مقرونه بصوته أيضًا:
-(أروى)إنتي كويسة؟
رفعت(أروى)رأسها لتراه. نعم هو بروحه وجسده وبنيته القوية وعينيه الفيروزية وقسمات وجهُ التي طالما اشتاقت إليها بجنون. قامت من كرسيها ولفت حول المكتب لتنظر إليه عن قرب هامسة بقلبها:
-(داغر).
كادت أن تقع من فرط ضعفها ولكنه حملها بين ذراعيه وهي ألقت براسها على صدره وشهقت بحزن:
-ليه سبتني كل الفترة دي؟
شعر(داغر)أنه أخطأ في بعده كل هذه الفترة ولكنه كان يخطط لشيء.
وضعها على الأريكة وملس على وجنتها وأخذ بكفه الآخر يعيد خصلاتها للخلف برقة وبعينين قلقة يتأملها وهو يجثو على ركبتيه بجانبها:
-هقولك على كل حاجة. بس متموتيش قلبي اللي بيحلم بحبك.
فتحت(أروى)عينيها عن آخرهما وقامت بجزعها العلوي بعض الشيء مرددة وقد تورد وجهها:
-بتحبني؟ وقلبك؟
ثم تنهدت بضعف هامس وهي تسأله بحيرة انبثقت من عينيها:
-(داغر)أنا مش فاهمة حاجة.
شعر(داغر)بالحزن تجاه ما آل إليها ولكنه جلس بجانبها وأخذ كفها بين يديه وأجاب:
-هحكيلك كل حاجة يا(أروى).
ثم تنهد بهدوء سائلًا إياها:
-فاكرة يوم ما كنت معاكي في المطعم وسألتك عن(فادي)؟ وانتي رفضتي؟
وضعت(أروى)عينيها للأسفل بخجل رفع(داغر)ذقنها بوسطاه وهو ينظر في أغوارها:
-مش عايزك تسكتي المرة دي يا(أروى)أنا عارف إنك فاكرة.
ثم لمس خصلتها بحب:
-وصدقيني لما سألتك عن إن(فادي)كان بيعمل فيكي إيه؟ مكانش فضول ده كان جنون عايز أعرف ازاي بعد موته و إنتي في غيبوبتك بتصرخي منه وتقولي" إبعد عني حرام عليك"؟

ثم انقلب وجه(داغر)للغضب:
-كنت عايز أعرف ازاي ست كانت متجوزة و جوزها معلم فيها بالشكل ده وكأنه كان بيضربها.
احمرت حدقتيه و(أروى)صامته تتأمل انفعالاته:
-انتي كنتي في الغيبوبة كأنك بتستغيثي و ده خلاني عايز أفهم هو كان بيعمل فيكي ايه؟
ثم زفر ليكمل:
-وبعدها سألتك يوم إعلان شراكتنا. لقيتك رفضتي ومشيتي و رد فعلك ده أكدلي إن كان فيه حاجة إنتي مخبياها ومحدش يعرفها غيرك.


شهقت(أروى)وهي تضع أناملها على وجهها ودموعها تنساب خوفًا لأنها شعرت أن الذي كانت تخفيه سيصبح علنًا ،ربت (داغر)على كفها ليطمئنها وأكمل:
-ويومها لما سيبتك. مسكتش و سألت عن مكان(فادي)ومحل اقامته و روحت الحارة اللي كنتوا ساكنين فيها وعرفت من الجيران (فادي)واللي كان بيعمله فيكي صريخك ومحدش بينجدك...وعرفت مات إزاي.
ثم نظر(داغر)إليها ببسمة:
-عارفة أنا إتبسطت أوي لما عرفت هو مات ازاي الكلب ده؟ إنه وقع من الشباك.
ثم ابتسم بدهاء:
-ده كلام الجيران.

ابتلعت(أروى)ريقها وهي تشعر بدقات قلبها أصبحت في منتصف حنجرتها وقام(داغر)ليكمل:
-روحت لواحد صاحبي ظابط شرطة ومركزه حلو يقدر يساعدني لو عايز استفسر عن حاجة سألته عن(فادي)و إزاي مات؟ وراني الطب الشرعي وكان سبب الموت اختلال في التوازن بسبب الخمرة اللي كان شاربها.
ثم ابتسم مرة أخرى بمكر ثعلب:
-و برده مقتنعتش أوي.
ثم اقترب من(أروى)وسألها:
-ممكن تجاوبيني بصراحة يا(أروى)؟
علمت(أروى)وابتسمت بحزن:
-أيوة يا(داغر)لو ده سؤالك.
دُهش(داغر)وسألها بجدية:
-فعلاً عملتيها ؟ إنتي اللي زقتيه ووقعتيه؟
عضت(أروى)على شفتيها بقه ودموعها تسبق تنهداتها:
-أيوة و لو مكنتش عملت كده كان هو اللي خلص عليه.
ثم قامت وهي تخطو بلا هدف:
-أنا فكرت أموته قبل كده بسم فران بس معرفتش ولما جتلي الفرصة لحد عندي قلت لأ هخلص منه و أزقه ويا روح ما بعدك روح.
وجدها(داغر)ترتعش من رأسها حتى أخمص قدميها احتضنها :
-ششش بس إهدي. وده أحسن حاجة عملتيها يا(أروى)بستغربك إزاي واحدة برقتك دي تستحمل حيوان زي ده. لو واحدة غيرك كانت موتت نفسها.
هتفت(أروى)مؤكدة وهي ترعش رأسها:
-حصل حاولت أولع في نفسي بس ربنا ما أرادش.
احتضنها(داغر)بقوة:
-يا حبيبتي يا(أروى)إنتي إتعذبتي أوي.
ثم أعادها ليرى عينيها الذابلتين الدامعة والسواد الذي يحيطهما. كفكفهما بسبابته برفق هامس:
-مفيش دموع بعد كده خلاص.
ثم أمسك كفيها ليرفعهما إلى شفتيه ليقبلهما ويسألها:
-تتجوزيني؟
هزت(أروى)رأسها بالموافقة ودموعها تنساب مرة أخرى.
احتوى(داغر)رأسها بين كفيه وقربها من وجهُ موضحًا بهمس محبب:
-حبيبتي إنتي وقعتي في الأول في واحد زي(فادي)وهو اللي خلاكي تفتكري إن مفيش أي راجل إلا وهو زيه.
ثم احتضنها مرة أخرى:
-و أنا بقولك يا عمري إني هشيلك جوه رموش عنيه و أحطك جوه قلبي و إيدي مش هتتمد عليكي إلا لو طبطبت بس.

ثم نظر إلى وجهها الباسم براحة وهناء وأشار إلى عينيها:
-والعنين دي هتكون بتضحك مبتعيطش إلا لو من الفرح مفيش حزن تاني يا عمري.
احتضنته(أروى)بشوق وهمست:
-ياااه يا(داغر)إنتَ أحييت قلبي بكلامك ده وأنا هصدقك...أنا إفتكرت إني بعد(فادي)خلاص هبقى راهبة مش هحب تاني وأي راجل هيكون زيه. لكن إنتَ غيرتلي الفكرة دي وسؤالك ليه يومها خوفني أوي حسيت إن شبح(فادي)بيرجع يهاجمني تاني. أنا تعبت من غيرك يا(داغر)الحياة ملهاش طعم. الضحكة مبقتش عارفة صوتها من بعدك.




ثم شدت أناملها حول عنقه ترجوه:
-(داغر)اوعى تسيبني.
نظر إليها(داغر)بشوق:
-عمري ما هسيبك يا حياتي.
وهكذا شعرت أخيرًا(أروى)بأن سفينتها قد رست على بر(داغر) الآمن.

**********





وقفت(وعد)بسيارتها أمام الفندق الذي ترى به(رائد)وصعدت إلى الغرفة حتى وجدته يقترب منها ويقبلها ولكنها أبعدته بضيق وجلست على أقرب مقعد.
اقترب(رائد)منها ببرود:
-مالك يا قطة؟
رفعت عينيها إليه:
-أنا حامل يا(رائد).
ضحك(رائد)بقوة حتى جعلت(وعد)تلتفت إليه تسأله بضيق:
-إيه اللي بيضحك في اللي قلته؟
حاول(رائد)ايقاف ضحكاته:
-معلش أصلها مفاجأة بس معلش ملحوقة.
وهبط يقبل وجنتها:
-مبروك يا قلبي يتربى في عزو.
وقفت(وعد)بتعجب:
-عز مين يا(رائد)إنتَ بتستهبل؟
التفت(رائد)إليها بضيق:
-طب ليه الغلط ده يا(دودي)ما باركتلك أهو يا حب.
هتفت(وعد)بغضب ملوحة بيدها:
-لا والله و بتبارك لمين؟ أنا حامل منك إنتَ يا(رائد).
أمسك(رائد)ذراع(وعد)ولواه خلفها وهي تصرخ:
-أااه بتعمل إيه يا(رائد)سيب إيدي؟
قال(رائد)بوعيد:
-مش هسيبها إلا لما تعقلي يا(وعد)وتعرفي انتي بتقولي ايه؟
صرخت(وعد)ألمًا:
-أنا مش فاهمة حاجة.
تركها(رائد)ودفعها للأمام حتى ارتمت على الفراش واقترب منها وهو يمسك عنقها بقوة ويناظرها بقسوة:
-شوفي يا ست الستات المفروض إنك متجوزة يعني فيه راجل معاكي غيري. فليه تلبسيني أنا التهمة دي مش تتأكدي؟
ثم قال بفجاجة:
-يعني يا(دودو)جوزك ما جاش ناحيتك قبل سفريته؟
صمتت(وعد)حتى ربت(رائد)على وجنتها بقوة قائلًا بسخرية:
-ظالمة يا(دودو)تصدقي زعلان.
ثم أعفبها بالبصق عليها شهقت(وعد)وهي تمسح البصقة هاتفة وهي تقوم:
-إيه القرف ده.
أشار لباب الغرفة:
-ده علشان القرف اللي قلتيه. إمشي مش عايزك انهارده عكرتي مزاجي.
نظرت إليه(وعد)بمقت وقالت مهددة:
-والله شكل نهايتك هتبقى على إيدي.
ضحك(رائد)ساخرًا وهو يغلق قميصه:
-جدعة أعمليها.
أخذت(وعد)سترتها وخرجت من الغرفة وهي تتوعد لقتله
وصلت داخل السيارة تود لو تقتل نفسها على عيشها بهذه المهانة ولكنها تعلم أنه عقاب من الله وعليها أن تفعل شيء أخير سيبرد نارها حتى وان كان آخر شيء ستفعله في حياتها.
**********




وقفت(خيرية)في حديقة الفيلا أمام الأرجوحة التي يجلس عليها (آمن)وهو يضحك و(خيرية)تدفعه برفق هاتفة:
-إركب الطيارة يا(آمن).
أطلق(آمن)ضحكاته حتى صرخ هلعًا عندما تأوهت(خيرية)بألم من أثر ضربة قوية انهالت على رأسها ووقعت أرضًا فاقدة للوعي وحولها العديد من الرجال يشيرون للرجل الذي يحمل(آمن)وهو يصرخ:
-خلصنا المهمة.
وبعدها هرب الرجال الملثمين إلى خارج الفيلا وخرجت(إينار) من الفيلا لترى(خيرية)وطفلها (آمن)ولكن ما رأته أفزعها فلقد رأت(خيرية)مسجيه أرضًا والدماء تسيل من رأسها بقوة و(آمن) ليس له أثر ،جثت على ركبتيها صارخة بهلع وهي تمسك رأس (خيرية)الملوثة بالدماء:
-يا لهوي(خيرية)فوقي...(آمن)فين؟

قامت تاركة اياها وثوبها الأصفر قد اصطبغ بالدماء لتنادي على حراسها:
-يا (آمين)يا(حازم).
حتى وجدتهم فاقدي الوعي عند أرجاء الفيلا ،خرجت(إينار)من فيلتها صارخة بألم ولوعة:
-(آمن)يا لهوي أخدوا ابني.(آمن) يا بني...

************





وقف(إياد)خلف القضبان وقد نمت لحيته وأصبح هزيلًا وهو ينظر إلى قاعة المحكمة بهلع وعينيه تجوب القاعة من أعلاها لأسفلها حتى شعر بأنامل (غدير) من خلال فتحات سور السجن ونظرت إليه ببسمة واثقة وكاميرات التصوير لا ترحمهما:
-متقلقش يا حبيبي كله هيعدي المحامي بتاعنا شاطر و قال إن فيه أمل يخليها بكفالة بس.
صمت(إياد)بحزن نظرت إليه(غدير)بأمل:
-إيه هتيأس من دلوقتي؟ إحنا بنحاول نعدل في موقفك من إسبوعين يا(إياد)و إن شاء الله هتطلع منها يا عمري.
هز(إياد)رأسه بشرود:
-يا رب يا(غدير).
قاطعهما صوت(محمكة...)

صمت الحضور وبدأت الجلسة وبعد المداولة ومحاولة المحامي في إثبات براءة(إياد)لم يتبقى سوى سماع كلمة القاضي الأخيرة حتى قال و(إياد)يتشبث بأسلاك سور القفص:
-حكمت المحكمة حضوريا بالحكم على المتهم (إياد فايد الحسيني) بالسجن المؤبد.
صرخ(إياد)بجنون:
-حرام أنا مظلوم أنا معملتش حاجة...حرام.
قامت(غدير)وهي تبكي بحرقة ملتصقة بالقفص:
-أنا مش مصدقة اللي حصل.(إياد)لأ كله إلا إنتَ.





ظل يصرخ(إياد)والعساكر يعيدوه إلى سجنه:
-حرام(غدير)متسيبينيش(غديييي� �يير).
وأيضًا عدسات الكاميرات لا ترحم والصحفيين ينهالوا بسيل الأسئلة على(غدير)التي كانت تحاول التحدث ولكن بكائها منعها ورفعت كفها قائلة بألم:
-كفاية أرجوكم...أرحمونا.

*********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:18 PM   #75

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس والثلاثون

وقف(يوسف)واتكأ بباطن كفيه على حافة مكتبه ثم زفر بقوة وقد ظهر على ملامحه الضيق بعدها سمع صوت طرقات على باب مكتبه اعتدل وهو يهتف:
-أدخل.
فتح(عمر)الباب ليدخل مبتسمًا وجلس على الأريكة:
-إيه يا(جو)مالك ؟
جلس أمامه(يوسف)وهو يتنهد بحزن:
-ما أنتَ عارف يا(عمر)اللي أنا فيه و مش متخيل أنا مخنوق ازاي؟ هموت يا (عمر).
عُقد حاجبي(عمر)بضيق:
-بعد الشر عليك يا عم(جو). كل حاجة هتتحل.
ثم قاطعهم صوت امرأة تصرخ:
-هو فين اللي اسمه(يوسف)فين اللي مشغلك؟
تناهى إلى مسامعهما صوت السكرتيرة ورجال الأمن:
-يا أستاذة يا مدام...؟
قام(عمر)و(يوسف)في آنٍ واحد ونظر إليه الأول ليسأله:
-هو مين دي؟
هتف(يوسف)وعينيه تلتمع بسعادة:
-(إينار).
هتف(عمر)بمرح:
-مش قلتلك كل حاجة هتتحل.


اندفع الباب ليفتح على مصراعيه وكان على عتبته(إينار)التي صرخت وهي تتوجه إلى(يوسف)وتقبضه من قميصه بشراسة:
- فين ابني يا(يوسف)وديت ابني فين؟
هتفت السكرتيرة:
-يا(يوسف)بيه والله حاولت أمنعها.
وردد خلفها رجال الأمن:
-والله زقتنا يا(يوسف)باشا ومرضناش نعملها حاجة.
رفع(عمر)يده ليصرف الجميع بتفهم:
-طب خلاص شكراً يا(أسماء)معلش مشكلة خاصة إتفضلوا.
ثم نظر(عمر)إليها ليسألها وقد ألجمت الصدمة لسان(يوسف):
-إبنك راح فين يا مدام(إينار)؟

التفتت(اينار)إليه وقد تركت(يوسف)وعينيها حمراوان من كثرة البكاء وهي تشير إليه بجنون:
-إنتَ هتستعبط عليه يا روح أمك. إنتوا مطبخينها سوا وربي اللي خالقني لا...
وجدت(يوسف)يشدها ناحيته هذه المرة وينظر إليها والقلق يأكل شفتيه:
-إبننا فين يا(إينار)؟
هتفت(اينار)باستهجان وهي تنفض كفيه:
-إنتَ هتستعبط عليه يا(يوسف)إنتَ اللي خدت ابني. خطفته من جنينة الفيلا بتاعتي من بيتي.
صرخ(يوسف)وقد شعر أن عقله سينفجر:
-إزاي ده يحصل؟ أخطف إبننا ليه؟ يا(إينار)لا يمكن أعمل كده.
هزت(إينار)رأسها غير مصدقة لترهاته:
-إنت كداب(آمن)معاك متضحكش عليه.
حاول(عمر)تهدئتها:
-أرجوكي يا مدام(إينار)إهدي هنعرف دلوقتي إبنك فين بس إهدي أرجوكي.
هتف(يوسف):
-تهدى إزاي يا(عمر). إبننا مش عارفين مين اللي خده. أنا هولع فيه وربي اللي خالقني لا أولع فيه...بس مين ممكن يكون له مصلحة في كده غير...
وهنا التفت(يوسف)إلى(إينار)وقال وعينيه تومض بتأكيد:
-أكيد مفيش غيره بابا.
قامت(إينار)وهي تلوح بيدها في وجه(يوسف):
-أبوك ماله يا(يوسف)و ماله بابني.
أشار إليها(يوسف)بحذر:
-بإبننا يا(إينار). أنا واثق من اللي بقوله بابا أكيد مراقبني و عرف كل حاجة. إن مكانش ظني إنه هيتصل بيه دلوقتي.
قاطعه رنين هاتفه ورأى اسم(عدنان)هو المتصل شهقت على اثرها (إينار)من بين دموعها حتى ربت(يوسف)على كتفها وهو ينظر بعينيه في سوداويها يطمئنها:
-إهدي يا(إينار)و الله هجيبه. هجيب ابننا.
أجاب(يوسف)على هاتفه بصوت هادئ:
-أيوة يا بابا.
هتف(عدنان)وصوت بكاء(آمن)خلفه:
-حبيب أبوك يا(يوسف)طبعاً عارف صوت مين ده؟
التمعت عيني(يوسف)بالأمل وقال ببسمة:
-إنتَ جبته؟
وأعقبها بفتح مكبر الصوت حتى تسمع(إينار)و(عمر).
وانسابت دمعة حارة على وجنتي(إينار)عندما سعت صوت ولدها وهو يبكي ،ووضعت يدها على فمها حتى لا يسمعها(عدنان).

وضع(عدنان)ساق على ساق بغرور وهو يشير بيده:
-أومال إنتَ فاكرني نايم على وداني يا(يوسف)أنا عرفت إن اللي اسمها(إينار)دي خلفت منك الولد حتة منك صحيح.
ثم ملس على وجنتي(آمن)حتى توقف عن البكاء ونظر ببراءة ليكمل (عدنان)بصرامة:
-و أنا حفيدي هربيه بمعرفتي بعيد عن تربية الكباريهات دي.
ابتسم(يوسف)وهو يربت على كتف(إينار)وهو يشير إلى فمها أن تصمت بعد أن كادت أن تنطق بكلمة...
وقال وهو يجلس أمامها :
-صح عندك حق يا بابا أنا مش عارف مخي كان فين وقتها. لازم يتربى في عزك.
ضحك(عدنان)بصوت مرتفع:
-أهو كده إنتَ إبني بصحيح و(روان)مش هترجعها و تعقل.

ابتسم(يوسف)وهو ينظر إلى(إينار):
-حاضر يا بابا بس خليها شوية عند أهلها علشان تحترمني.
ضحك(عدنان)بجذل:
-خلاص اللي تشوفه و لو إني إفتكرتك إتجننت ساعة ما كلمتنا وحش في البيت.
قاطعه(يوسف)بحزن مصطنع:
-صدقني يا بابا كانت وزة شيطان مني سامحني.
هتف(عدنان)محذرًا:
-خلي بالك من البت اللي اسمها(إينار)أحسن تعرف إن الولد معانا. و لوعرفت يبقى الله يرحمها.
كادت أن تشهق(إينار)من وحشية(عدنان)ولكن أنامل(يوسف) التي أطبقت فوق شفتيها وأكمل وهو يراقبها:
-لأ لو البت دي هوبت ناحية الشركة و لا الفيلا أنا هطردها.

ثم قال باشتياق حقيقي:
-المهم هشوفه امتا؟
ابتسم(عدنان)وهو يتأمل(آمن)الذي غفى في احضانه:
-عندك حق تحبه يا(يوسف)الواد يتحب صحيح. أكيد في الفيلا علشان(عزة)تشوفه كمان.
تنهد(يوسف)براحة:
-طب تمام.
وأغلق الهاتف وهو ينظر إلى(إينار)يسألها بلوم:
-صدقتيني دلوقتي؟
لم تصدق(إينار)ما سمعته الآن ونظرت إلى(يوسف)مرددة:
-إبني يا(يوسف).
عقد(يوسف)حاجبيه بضيق:
-إبننا يا(إينار) .
ثم أمسكها من كفيها راجيًا:
-متعذبيش فيه أكتر من كده يا(إينار)قولي انه إبننا. مش إبن (وجيه)؟
هدأه(عمر)وهو يراقب الموقف:
-(يوسف)...(إينار)هتوضح دلوقتي كل حاجة.
ثم نظر إلى(إينار):
-أرجوكي لازم تسمعي(يوسف)والله ما اتخلى عنك.
شهقت(إينار)بحرقة ودموعها تنهمر كالسيل على وجنتيها مرددة:
-إبننا يا(يوسف)...أيوة إبننا حتة مني و منك.
تنهد(يوسف) بحرارة ودموعه تنساب ببسمة:
-ياااه يا(إينار)أخيراً. يعني صح(آمن) ده ابني. إسمه جميل أوي.
سألته(إينار)بلوعة:
-طب(آمن) يا(يوسف)هتسيبه؟
ضحك(يوسف)براحة:
-ده مع أحسن حد متقلقيش عليه. ده جده اللي اخده إنتي سمعتي كلامه. متقلقيش يا(إينار)بابا مهما بلغ من الشر بس لا يمكن يأذي حفيده. و أنا عملت التمثيلية دي عليه علشان أعرف آخد (آمن)ونهرب منه أنا و إنتي.
تنهدت(إينار)براحة بعض الشيء حتى قام(عمر)متنحنحًا:
طب أنا هروح أنا يا(جو)لو عوزت حاجة ابقى كلمني.
ابتسم(يوسف)وهو يلتفت إليه:
-ماشي يا(عمر)مع السلامة.
بعد أن رحل(عمر)نظر(يوسف) إلى(إينار)وسألها:
-طبعاً مشغول عقلك ايه اللي خلاني عملت كده معاكي صح؟
هزت(إينار)رأسها:
-أيوة عايزة أعرف إزاي بعد ما حسيت بالحب ده منك ألاقي كل الغدر ده؟
ارتسم الحزن على قسمات(يوسف):
-لو تعرفي الموضوع ده مبنساهوش أصلاً و لا بيتمحي من مخي.
تعجبت(إينار):
-موضوع إيه؟
تذكر (يوسف)الأمر منذ سنة ونصف ثم نظر إلى(إينار)يذكرها:
-فاكرة يا(إينار)ليلة المطعم اللي خدتك فيه و أكلتي وروحنا بعدها؟
تضرج وجه(إينار)بالحمرة:
-أه وهو ده يوم يتنسي.
ثم هتفت بغضب جنوني:
-مهو ليلتها مشفتش وشك من ساعتها وغدرت بيه.
تمالك(يوسف)أعصابه بالكاد و يزفر وجلس أمامها:
-إرحميني بقى قلتلك متنيلتش غدرت بيكي و إسمعي للآخر.
صمتت(إينار)وقد شعرت بالخوف من غضب(يوسف)وقالت محاولة اخفاء خشيتها:
-سمعاك.
زفر(يوسف)وأعاد خصلاته التي تهواها:
-الحكاية إن في اليوم ده لما كنا مع بعض و مشيت من عندك روحت الفيلا. بس حصل إن...
ذهب(يوسف إلى الفيلا وفتح هو بمفتاحه الخاص بهدوء وأغلق خلفه ،حمد الله أن الكل نائم ثم تفاجأ بوالده وهو يجلس على الأريكة في الظلام الدامس لم يعلم بوجوده سوى بضوء سيجاره البرتقالي وصوت(عدنان)وهو يسأله:
-أخبار لعبتك الجديدة إيه يا(يوسف)؟
شعر(يوسف)أن هناك ماس كهربائي قد سرى في أوصاله حتى انتفض ونظر إلى(عدنان)بصوت حاول جعله ثابتًا:
-بابا إزيك؟ حضرتك لسه صاحي؟
ابتسم(عدنان)بسخرية وهو يقوم نافثًا دخانه في وجه(يوسف):
-أهلاً يا حبيب بابا. أه لسه صاحي مش جايلي نوم.
سعل(يوسف)وهو يكور يده واضعًا اياها على فمه حتى سأله مرة أخرى(عدنان)غير آبه لسعاله:
-مقولتليش صحيح أخبار لعبتك الجديدة إيه؟
تعجب(يوسف)وقد شعر بالقلق حتى حنجرته:
-لعبة جديدة؟ مش فاهم يا بابا؟
أخذ(عدنان)من على منضدته عدة صور فوتوغرافية وألقاهم في يد (يوسف)قائلًا بغضب:
-اللعبة دي يا (يوسف)...(إينار)الرقاصة.
لم يستطع(يوسف)التفوه بكلمة واحدة وإنما الصور كانت كفيلة بالتكلم فلقد كان متواجد بالصورة ومعه(إينار)في المطعم اليوم. إذن أباه يراقبه منذ فترة. وليس هناك مجال للكذب الآن.

أخذ الهواء إلى رئتيه حتى قال:
-أيوة يا بابا(إينار).
صفق(عدنان) بيده:
-برافو أهنيك على شجاعتك.
ثم التمعت عيناه ببريق غريب:
-هتطلقها امتا؟
هز(يوسف)رأسه نفيًا:
-مش هيحصل يا بابا(إينار)دي أنا بحبها.
هتفت(عدنان)بغضب وهو يمسك السيجار بين أصابعه وكأنها حشرة أراد دهسها وهو يجس على أسنانه:
-بتحب رقاصة؟! البت دي لا يمكن تفضل على ذمتك ثانية واحدة.
هتف(يوسف)مدافعًا:
-البنت دي بتحبني وحست بالآمان معايا و أنا مش هخذلها أبداً.
وضع(عدنان)السيجار بين شفتيه وصفق ساخرًا:
-برافو والله بتقول شعر كمان حلو أوي الحب الأفلاطوني ده.
ثم انقلب وجهُ لشر متجسم:
-شوف لو مطلقتش السنكوحة دي. فيه شوية رجالة تحت بيتها دلوقتي رنة واحدة مني.
واقترب هامسًا وهو ينظر بعينيه في عيني(يوسف)مباشرة:
-هيطلعوا يدبحوها.
ابتلع(يوسف)لعابه بصعوبة وكرر:
-يدبحوها.
ثم قال متوسلًا:
-بابا أرجوك متعملش كده فيه أنا بحب(إينار)حقيقي ملقتش غير معاها الحب والحنان. ليه عايز تحرمني منه؟

هز(عدنان)رأسه نافيًا بقسوة:
-أحرمك أه طبعاً محرمكش ليه. أسيبك لكلبة الشوارع دي تكون مراتك و تكون أم لعيالك؟ بقى إنتَ خريج المداراس الأجنبي تتجوز واحدة زي دي؟
ثم أمسكه من ذراعيه بجبروت:
-إسمع يا(يوسف)إنتَ هتبعتلها رسالة تعرفها إنها حاجة إنتهت خلاص و فلوسها هتاخدها حق الكام ليلة اللي قضيتهم معاها و تطلقها سامعني.
هتف(يوسف)برجاء أخير:
-يا بابا أرجوك.
رفع(عدنان)هاتفه مهددًا:
-هااا هكلمهم والله سانين سكاكينهم.

هتف(يوسف)بلوعة وهو يرفع كفيه الاثنين أمامه مستسلمًا ودموعه تنساب:
-خلاص خلاص هعملك اللي عايزه.
وعاد(يوسف)إلى حاضره بعد أن كان غارقًا بماضيه ونظر إلى (إينار):
-وبعتلك الرسالة على الموبايل اللي قريتيها.
انسابت الدموع من عينيها كالأنهار:
-يا لهوي على اللي حصل. واأنا افتكرتك خدعتني و ضحكت عليه؟
أمسكها(يوسف)من كفيها وشعر بمذاق دموعه عندما قبلهما بشوق: -إزاي تفكري كده فيه يا(ناري)والله ما عرفت أعيش من غيرك كان كل يوم بفتكرك و على فكرة أنا راقبتك من بعيد بس ملقتكيش بعدها مكنش ليكي أثر.
ابتسمت(إينار)بنصف بسمة:
-كنت مشيت مع(وجيه)وسبت المكان.
سألها(يوسف):
-مفكرتيش تدوري عليه؟
ابتسمت(إينار)بحزن:
-أدور عليك بعد ما عرفت خبر جوازك من(روان)صاحبة الحسب و النسب؟
عض(يوسف)على شفتيه ندمًا:
-إتحطينا في خدعة بابا يا (إينار).
ثم قبل كفيها مرة أخرى:
-بس كل حاجة هتتحل.
شعرت(إينار)بالراحة ويدها تستكين بين أنامله:
-ياااه يا(يوسف)معقول هنرجع و(آمن)هيرجع؟
هز(يوسف)رأسه:
-والله العظيم هرجعه ده إبني يا(إينار).
ثم رأت بعينيه ومضة غضب ووعيد:
-والله لرجعه و هتشوفي.
سألته(إينار)بلهفة أم:
-إزاي بس؟
ابتسم(يوسف)وملس على وجنتها الناعمة براحة كفه الأيسر: -
-هقولك.
وعندما أخبرها فتحت(إينار)عينيها عن آخرهما من خطة(يوسف) الجهنمية.

************



دلفت(سلسبيل) إلى مكتبها لتجلس على مقعدها تزفر بقوة من شدة إرهاقها ونظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط لتجد أنها تشير إلى الخامسة عصرًا.
وجدت هاتفها يصدح بنغمة مخصصة ل(طارق)حتى حركت جانب شفتيها لليسار بطريقة ساخرة ثم ضغطت على الزر لتجيب بصوت متفاجئ:
-(طارق)إنتَ في "مصر"؟
ابتسم(طارق)وهو يخرج من المطار بحقيبة صغيرة يجرها خلفه:
-أيوة يا حبيبتي في "مصر" إيه رأيك في المفاجأة الحلوة دي؟
تصنعت(سلسبيل)الفرح:
-بجد مش ممكن يا(طروقة)دي مفاجأة تحفة. عملتها إزاي؟ إنتَ مش كنت قايلي إنك هتيجي بعد إسبوعين؟


مط(طارق)شفتيه بلا مبالاة:
-والله يا(بيلا)أنا لقيت خلاص الاجتماع خلص و كل حاجة خلصت و فاضلي يومين و أرجع قلت في بالي طب ما أرجع دلوقتي أحسن يعني جت على يومين.
رفعت(سلسبيل)احدى حاجبيها:
-والله عندك حق.
سألها(طارق)وهو يركب سيارة أجرة:
-إنتي في المستشفى و لا البيت؟
مطت(سلسبيل)شفتيها:
-المستشفى بس خلاص همشي دلوقتي.
ابتسم(طارق):
-خلاص يا قلبي أكون قربت أوصل و حضريلنا أكل أحسن ميت من الجوع.

وهمس بمرح:
-و هموت و أكلك يا(بيلا).
ضحكت(سلسبيل):
-طب يلا باي يا(طروقة)علشان الشيطان جاي كده معاك.
ابتسم(طارق)ولكن هناك شيء آخر كان يشغل عقله وهي(وعد) سينهي ليلته اليوم مع(سلسبيل)وفي الغد سيذهب إليها.
ولم ينسى كلمات(سلسلبيل)التي ألقتها كالقنبلة في وجهُ قبيل سفره بثوان وعليه التأكد حتى يهدأ.

**********



غادر(مروان)المول التجاري وكان بحوزته حقيبة تحوي على حُلة سوداء ابتاعها من أجل حفل زفاف شقيقته(سالي)الذي اقترب موعده.
جلس أمام المقود وهو يطلق صافرة سعادة ورضاء عن حياته وبعد لحظات وقف عند شارة المرور وكان يقف بجانب شركته القديمة فجأة سمع صراخ أنثوي أعقبه بإلقاء رجال الأمن لامرأة خارج أبواب الشركة بكل استخفاف شهق(مروان)وكاد أن يخرج من الشركة ليساعد تلك المرأة ولكنه صُدم عندما رأى وجهها
فهي لم تكن سوى(ملك)التي تسببت في يومٍا ما بإلقائه هكذا خارج هذه الشركة أيضًا.
ثم قاطعه خروج امرأة في الأربعينيات تقذف(ملك)بأقبح الشتائم ملوحة لها باستهجان:
-بقى انتي يا جربوعة بتلفي على جوزي فاكرة انه هيتجوزك و يديكي الشركة يا لمامة يا زبالة المكان.
ولم تكن(ملك)تستطيع الرد أو حتى القيام من على الأرض بعد القائها وهي تنظر في الأرض بكل ذُل ومهانة ودموعها تنساب حتى أكملت السيدة مشيرة بسبابتها وبنبرة تحذيرية:
-لو عتبتي الشركة دي تاني أنا هكسرلك رجلك.
ثم التفت لتدخل الشركة بكل أنفة تاركة(ملك)تقوم وهي تنفض الأتربة من على ملابسها بكل خنوع وجميع من يقفون بشارة المرور يشاهدونها. كفكفت دموعها والتفتت لترحل حتى صُدمت عندما رأت(مروان)ينظر إليها بدهشة وتعجب ،نظرت إليه بكسرة وهي ترفع يدها ببطء تلوح له ولكن الشارة قد فتحت و(مروان)نظر أمامه وتجاهلها تمامًا و(ملك)تهتف باسمه ولكنه لم يلتفت إليها بل ظل هكذا في شرود حتى وصل إلى بيته ودخل ليجلس على أريكته واضعًا حُلته ويهتف على حبيبته:
-(بسملة) أنا جيت.
خرجت(بسملة)وهي تضع منشفة على رأسها ومرتدية جلباب طويل رمادي اللون ذو أكمام طويلة لبرودة الجو وجلست بجانبه ناظره إليه بدهشة:
-إزيك يا حبيبي.
ثم أخرجت الحُلة من الحقيبة لتطلق صافرة اعجاب:
-الله على الجمال شيك موت يا(موري).
لاحظت عدم رد(مروان)التفتت إليه لتجده شارد، سحبت (بسملة)المنشفة من على رأسها لينسدل شعرها على كتفيها.
وهزت(مروان)من كتفه:
-(مروان)مالك يا حبيبي؟
نظر إليها(مروان)متأثرًا وقال بصوت هامس:
-أنا شفت (ملك).

تجمدت(بسملة)في حركتها ثم تكلمت بالمثل وهي تحاول تمالك ذاتها لمحاولتها نسيان هذه الفترة العصيبة من حياتها:
-فين؟
ثم تنحنحت لتعدل صوتها المتحشرج وكررت سؤالها:
-شفتها فين؟ وحصل إيه؟
نظر إليها(مروان)وقد علم ما آلت أفكارها بها وبعقلها المسكين وقال ببسمة مطمئنة:
-هحكيلك يا(بوسبوس).
ابتسمت(بسملة)لمجرد سماع اسمها المحبب من(مروان)وقص عليها ما حدث بشارة المرورحتى ابتسمت برضاء وقالت وهي تربت على كفه:
-شفت يا(مروان)ربنا ردلك كرامتك إزاي و شفت كل حاجة بعنيك أنا قلتهالك ساعتها.

هز(مروان)رأسه بتعجب:
-أه و الله هو ده سبب سكوتي و كل ما أفكر ليه شفتها؟ ألاقي الإجابة إن ربنا جبر بخاطري.
اقتربت(بسملة)منه وربتت على وجنته:
-مفكرتش يا(مروان)ليه في الوقت ده بالذات تقف بعربيتك جنب الشركة وتشوف بعنيك و هما بيرموها زي ما هي اتسببت برميتك دي و اهانتك وظلمتك أهو ربنا ردهالها يا حبيبي
(دان تُدان). ربك عَدل يا حبيبي والحمد لله ده أكبر دليل على إنك مظلمتش. بس إتظلمت و يا بخت من بات مظلوم و لا باتش ظالم.





نظر إليها(مروان)بعمق ثم توجه بجسده كاملًا صوبها محتويًا بكفيه وجهها وبهمس:
-عارفة يا(بوسبوس)أنا بحمد ربنا عليكي و على وجودك جنبي و لولاكي مكنتش هقدر أقف على رجلي تاني و لا أكون الراجل اللي قدامك ده.
ابتسمت(بسملة)بتأثر ودنت بشفتيها على كفه تقبلها:
-وراء كل رجل عظيم امرأة.
احتواها(مروان)بتأثر أكبر وأطلق آهة بين خصلاتها:
-عظيمة امرأة عظيمة زيك.





ثم رفع رأسه من على كتفها واقترب من شفتيها:
-نا محظوظ بيكي حبيبتي.
شعرت(بسملة)بدغدغة بقلبها المرهف وهمست:
-مش أكتر مني.
واحتوته لتأخذه إلى عالم آخر ليس به سوى دفئ وكلمات تؤثر الروح.

**********





ترجت(غدير)الضابط المسئول عن قضية زوجها وطلبت منه برجاء: -من فضلك نفسي أشوف(إياد)قبل ما يترحل.
زم الضابط شفتيه ونظر إلى عينيها الصادقتين ثم زفر بشفقة:
-خلاص يا مدام(غدير)هعمل كده علشانك.
ابتسمت(غدير)بحزن:
-متشكرة ليك يا فندم. تأكد إني عمري ما هنسالك خدمتك دي.
ابتسم الضابط وأشار إلى مكتبه:
-اتفضلي و أنا هخلي العسكري يجيب الأستاذ(إياد).
بعد فترة من الوقت كانت(غدير)تجلس على المقعد تنتظر(إياد)إلى أن وجدت العسكري يأتي و معه(إياد)الذي بدا مظهره يرثى له ثم اقتربت منه(غدير)تحتضنه ودموعها تنساب:
-حبيبي يا(إياد). متخافش يا حبيبي هتطلع.


هتف(اياد)بصوت باكي:
-إزاي يا(غدير)أنا خلاص انتهيت.
نظرت إليه(غدير)ودموعها تغلف وجنتيها وهزت رأسها بقوة وهي تمسكه من كتفيه:
-لأ يا(إياد)متقولش كده؟
ثم نظرت إلى العسكري وهي تنظر إلى القيود التي تكبل(إياد):
-أرجوك من فضلك فكله الكلبشات؟
هز العسكري نافيًا بنبرة ريفية:
-لاااأ ممنووع.
تنهدت(غدير)بأسى:
-طب سيبنا مع بعض.
نظر إليهما العسكري ثم زمجر:
-هممم...طايب بس متجوليش لسيادة النقيب.
هزت(غدير)رأسها موافقة:
-خلاص مش هقوله و الله.
تركهما العسكري و أغلق الباب خلفه ،التفتت(غدير)إلى(إياد) بحب:
-حبيبي أقعد عايزة أشوفك أكتر وقت.
ابتسم(إياد)بحزن وجلس على المقعد ينظر إليها بامتنان:
-يا حبيبتي يا(غدير)أد ايه أنا بحبك؟
ابتسمت(غدير)ببسمة براقة:
-مش أكتر مني يا(إياد).
ثم اقتربت منه مستفسرة:
-هو القضية بتاعتك ممسكوك في كام كيلو هيروين؟
أجابها(إياد)وناظريه للأسفل بنبرة يائسة:
-650 جرام.
شهقت(غدير)وهي تقترب أكتر:
-ياااه كمية كبيرة أوي.
ثم تغيرت فجأة نبرتها لصوت ساخر يتقطر كراهية:
-طلعوا أغبية أنا قلتلهم يحطولك 1000.
ارتفعت عيني(إياد)إليها بصدمة وكأن حدقتيه كادتا تسقط من محجريهما وهو يتابع وقوفها وهي تربت على كتفه بسخرية أكثر لذوعة:
-بس بردو قامت بالواجب.
ثم قامت وهي تدور حول نفسها بطريقة استعراضية:
-إيه رأيك في المفاجأة دي؟
ردد(إياد)وقدميه عاجزتين عن الوقوف:
-إنتي اللي عملتي فيه كده يا(غدير)؟

ضحكت(غدير)وهي تتراجع بجزعها للخلف بمرونة حتى عادت وقسماتها تحولت للكراهية:
-أيوة أنا يا(إياد)أنا اللي عملت فيك كده.
ثم تحركت وهي تراقب حاجبيه اللذان يرتفعان وينخفضان وكأنهما مؤشر الصدمات التي تصفعها به.
سألته بتعجب:
-مستغرب ليه؟
ثم أشارت بإبهامها من فوق كتفيها بطريقة معاكسة:
-إفتكر كده من سنة و نص عملت فيه ايه؟ عاملتني زي الكلبة وهددتني بفيديوهات.
ثم قالت ساخرة:
-تفتكر هشوفك راجل إزاي؟ أحس معاك إزاي بالأمان؟ بعد اللي عملته فيه و أنا عايشة بتهديد.

ثم ضحكت باستهزاء:
-عارف يا(إياد)لما كنا سوى و إنتَ بتخوني دوست على نفسي علشان بحبك. لكن اللي عملته ميغتفرش ولعلمك مش أنا لوحدي اللي عملت الخطة دي.
ارتعشت كلمات(إياد)وهو يشعر بأنه سيصاب بنوبة قلبية:
-مين؟
تلذذت(غدير)وهي تربع ساعديها:
-عدوتي(سيلين)البنت دي طلعت مش ممكن بتحبك بشكل.
ثم أعقبت ساخرة:
-واضح إن ليك حبايب كتير أوي. طبعًا إتفقنا مع بعض عليك.
ثم أشارت إلى ذاتها بغرور:
-بس التخطيط بتاعي أنا يا(إياد)متتخيلش أد إيه كنت مستنية اللحظة المناسبة أني أضرب ضربتي دي بخطط فيها السنة ونص من ساعة تهديدك و أنا عملت خانعة ليك ومستكينة لأ و إيه...
ضحكت بقوة وهي تهز رأسها:
-وبحبك كمان بس مقنعة صح؟
صمت(إياد) كأن القط أكل لسانه ينظر إليها وحدقتيه ترتعش مثل جسده أكملت(غدير)بتلذذ وهي تتذكر:
-إستنى بقى أقولك على الخطة...فاكر(سيلين)لما جتلنا في حفلة احتفالنا بفيلمي الجديد و أنا روحتلها همست في ودانها؟ فاكر؟ وهي راحت شتمتنا وخرجت؟ فاكر؟
الصمت كان سيد(إياد)وهو يشعر بالعرق يغلف جسده بالكامل وضربات قلبه تكاد تخرج من فمه.
حتى قصت له(غدير)وهي تتكأ على حافة المكتب براحة كفيها بشبح بسمة ساخرة:
-هحكيلك...

هبطت(غدير)ضاحكة بإغراء ونظرت إلى(إياد)الذي كان ينظر إليها من الأسفل والتقط كفها مقبلًا إياها بعشق وهيام وهو يبتسم إلا الحاضرين وهو يهتف بصوت مرتفع:
-أحب أهني مراتي وحبيبتي وروح قلبي(دورا بانطلاق فيلمها الجديد واللي أكيد هيكسر الدنيا.
صفق الحاضرون جميعًا وهم يتمنون لها الحظ السعيد وضحكت (غدير)وهي ترى نجاحها يتحقق مرة أخرى ثم لقطت من بين نظراتها (سيلين)التي تقف بعيد وتحدجها بنظرة كريهة خطت(غدير)عدة خطوات واقتربت منها مرحبة بها ثم همست لها في أُذنها بصوت خفيض:
-قابليني في الأستوديو بكرة وزعقي دلوقتي و إمشي.
تعجبت(سيلين)ثم فعلت مثلما قالت(غدير)إليها وتراجعت ناظرة إليها
وهي تشير إلى(إياد):
-إشبعي بيه.
وتركت الحفل مغادرة الحفل. وهي تشعر أن(غدير)من الممكن أن تكون طوق نجاتها من براثن(إياد). وفي اليوم الذي تلاه ذهبت (سيلين)إلى الأستوديو ودلفت إلى غرفة(غدير)التي كانت تنتظرها وأشارت إلى مقعد قائلة ببسمة هادئة:
-اقعدي يا(سيلين).
جلست(سيلين تراقبها وعلامات الاستفهام تحاوط عقلها من كل صوب.
حتى قاطعتها(غدير)وهي تضع بعض الزينة لوجنتيها بفرشاته المخصصة وهي تراها من انعكاس مرآتها:
-طبعًا بتسألي نفسك ليه طلبت إمبارح تجيلي؟
هزت(سيلين)رأسها مؤكدة:
-أيوة و ياريت أعرف.
ثم نظرت إلى ساعة يدها:
-لأن ورايا شغل.
انفجرت(غدير)بالضحك ساخرة وما فعلته صدم(سيلين)
حتى توقفت(غدير)عن الضحك وسألتها:
-متمثليش عليه يا(سيلين)لأني ملكة الشاشة يا قلبي.
ثم وقفت وهي تتأكد من خصلاتها ومظهر ثوبها البراق وأعقبتها بجلوسها على المقعد الموازي لها مبتسمة:
-بصي يا(سيلين)أنا عارفة إن(إياد) \ماسكك بعقد إحتكار و واخد تعبك و شقاكي.
ثم أكملت ببسمة مُرة:
-و ده مش غريب على(إياد).
ثم تنهدت لتقرر ما تنوي فعله:
-هنتفق أنا و إنتي على اتفاق لو تم يبقى كل واحدة فينا خلصت من(إياد)و للأبد .ها قلتي ايه؟
سألتها(سيلين)بلهفة:
-أنا معاكي في أي حاجة يا(غدير)بس خلصيني منه.
ابتسمت(غدير)والانتقام قد لاح على الأفق كما تمنت:
-أنا عندي قريب تصوير و هبعتلك أقولك. تروحي ل(إياد) بليل و تمثلي عليه و تعرفيه إنك غلطتي و تراضيه.
ثم أكملت ساخرة:
-زي ما بتعملي يعني.
هتفت(سيلين)معترضة:
-أنا واحدة مش زي ما أنتي فاكراها يا(غدير)وبابي و مامي...
ضحكت(غدير)ساخرة:
-أيوة الكلام ده تعمليه على(إياد)يا(سيلين)لكن مش عليه أنا عارفة ان مفيش بابي و لا مامي. فركزي في اللي بقولهولك علشان تمشي.
ابتلعت(سيلين)اعتراضها وكأنه لم يكن وقالت:
-حاضر كملي.

ابتسمت(غدير) ظفر ووضعت ساق على الأخرى:
-جميل أوي...زي ما قلت هترضيه و تحطيله في الكاس بتاعه مخدر وهو ليه خزنة في المكتب فيها فلاشة عليها فيديوهات تجيبيها. و سيبيه نايم بقى و مبسوط لغاية ما أكون حضرتله المفاجأة الكبيرة...جايزة نهاية الخدمة.
تعجبت(سيلين) مرددة:
-جايزة نهاية الخدمة؟ هي إيه؟
التفتت إليها(غدير):
-ملكيش فيه بس صدقيني هتعرفيها في الوقت المناسب.
زمت(سيلين)شفتيها بضيق ربتت(غدير)على ركبتها:
-معلش يا(سيلين)مبحبش أتكلم عن حاجة لسه محصلتش أصلي بخاف تبوظ.

وعادت(غدير)إلى الحاضر وهي تنظر إلى ملامح(إياد)الذي يحاول فهم ما تتفوه به وأكملت:
-بس عارف أحلى حاجة لما اتفقت مع ناس كده برده بيحبوك و بيتمنولك الخير يحطولك المخدرات وهي في الجراج ولا حد حس و إنتَ أخدت الكمين زي الباشا.
ثم قالت بجدية مصطنعة:
-تصدق بفكر أغير حراسة الفيلا عندي.
ثم ابتسمت باستهزاء:
-أصل بصراحة بعد اللي حصل معاك أخاف أعيش كده من غير بادي جارد كتير.
قام(إياد)مندفعًا وهو ينظر إليها بانتقام:
-أه يا خاينة عايزة تخلصي مني؟
وكان على وشك التقاط عنقها بكفيه المكبلين وهذا ما كانت تتوقعه (غدير)ردة فعله وتحركت الجهة الأخرى حتى سقط(إياد)على وجهُ وقد كان هذا هو المطلوب بالنسبة إلى(غدير)أطلقت صرخة قوية حتى فُتح باب المكتب ليدلف العسكري هاتفًا:
-فيه إيه ؟ إيه حصل؟
ثم وجد(إياد)وهو يحاول القيام ويصرخ وعينيه تكاد تخرج منها الدماء:
-هقتلك يا(غدير).
نظرت إليه(غدير)ساخرة ثم نظر إليها العسكري لتضع يدها على فمها و تهتف بلوعة مصطنعة:
-ليه يا(إياد)حرام عليك دا أنا كنت بحبك...حرام عليك؟
وما كان على(إياد)إلا أن صرخ بجنون:
-هقتلك والله لأقتلك.
دلف الضابط ليهتف متسائلًا:
-إيه اللي المتهم بيقوله ده؟

صرخت(غدير)وهي تقف خلف الضابط وتشير بجزع:
-شوفت يا حضرة الظابط. أدي اخرتها أقف جنبه ويعمل فيه كدة. أنا مصدومةمش قادرة.
وشهقت باكية ،ربت الضابط على كتفها بشفقة:
-إتفضلي حضرتك و إحنا هنهتم بالأمر.
صرخ(إياد الذي يحاول التملص من قبضة العسكري:
-تروح فين ده هي المجرمة. دي هي اللي دبرت وخططت.
شهقت(غدير)بصدمة ودموعها تنساب كالسيل:
-أنا يا(إياد)الله يسامحك. خلاص كده مبقاش فيه بينا حاجة. طلقني.
هتف(إياد)بضحك جنوني:
-هاهاها أطلقك إنتي مجرمة.

ثم نظر إلى أعين الضابط والعسكري اللذان ينظرا إليه بشفقة حتى صرخ بجنون:
-والله العظيم دي ممثلة إنتوا مصدقين دموعها دي بتمثل عليكم.
لوحت(غدير)بيدها دلالة الاكتفاء:
-لأ كفاية لغاية هنا.
ثم نظرت إلى الضابط شاكرة اياه ودموعها متلألئة على وجنتيها:
-متشكرة جدا لحضرتك يا فندم.
وبعدها خرجت(غدير)وهي تسمع صراخ(إياد)خلفها:
-والله لأقتلك يا(غدير)هقتلااااك.
وسمعت الضابط يهتف:
-ودوه على الحجز.

وضعت(غدير)نظارتها وخرجت من القسم حتى تجد غايتها ألاف من أضواء الكاميرا لعبتها المفضلة حتى سألها العديد من الصحفيين :
-الفنانة(غدير)هل هتستمر علاقتك مع الفنان(إياد)بعد سجنه والحكم عليه بالمؤبد في تهمة حيازة المخدرات؟
نظرت إليه(غدير)وهي تخلع نظارتها ليروا دموعها تنساب:
-أنا مش هقول غير كلمة واحدة خير تعمل شر تلقى. أنا كنت جنبه في محنته وهو إتخلى عني.
ثم هتفت بدراما متقنة:
-و أرجوكم متضغطوش عليه أكتر من كده.
وتركتهم ومعها حراسها اللذين وقفوا حائلًا بينها وبين الكاميرات لتدلف إلى سيارتها وتغلق الزجاج وبسمة ترتسم على شفتيها وليست كأي ابتسامة تبتسمها بل بسمة انتقام تم تنفيذه بدقة متناهية ولأول مرة تهنئ ذاتها على تمثيلها البارع الذي تفوقت فيه على نفسها.
دق جرس الباب لتفتح(نسمة)وهي تضع الوشاح على رأسها تراجعت خطوتين للخلف وهي تطالع الزائر حتى رددت بحب:
-(يونس).
خطى(يونس)عدة خطوات ليناظرها ببرود:
-أه أنا يا(نسمة).
ثم سألها بسخرية:
-كنتي متوقعة حد تاني؟
رفعت(نسمة)رأسها بصدمة:
-إيه الكلام اللي بتقوله ده؟ إنتَ إزاي تفكر أني أعمل كده؟
تعجب(يونس)ونظر إليها:
-يعني إنتي مش بتحبي(رامز)؟
هزت(نسمة)رأسها مستنكرة:
-لأ طبعاً.
ثم اقتربت منه بعد أن أغلقت باب المنزل خلفه والوشاح قد انساب من على خصلاتها:
-أنا بحبك إنت َيا(يونس)و محبتش حد غيرك.
صمت(يونس)وهو يراقبها لتكمل وهي تضع خصلتها خلف اُذنها حركتها المعتادة:
-أنا عارفة...عارفة إني غلطت في ردة فعلي معاك...بس والله مكانش قصدي خالص اللي جه في بالك يا(يونس).
وأعقبتها بالتقاط كفيه بين يديها لتشعر بدفئهما وتنهدت هي تنظر إلى عينيه:
-أنا محبتش غيرك إنتَ علمتني حاجات كتيرة أوي. مكنتش أعرفها علمتني معنى الحب الحقيقي. معنى إنك تأثرني عن نفسك و تجبلي الحاجة اللي بحبها. تخليني أتحجب بكلامك الطيب عنه و عن إيمانك بربنا وتديُنك اللي حبيته.

ثم همست وهي تقترب أكثر:
-(يونس)أنا من غيرك مش هعرف أعيش انت الحياة الحلوة اللي بتمناها. مفيش غيرك يملى عيني.
ثم أمسكت أيقونة سلسالها لترفعه:
-القلب ده فاكره يا(يونس)؟ من أول مرة لبست السلسلة دي وحبك سكن جوه قلبي.
وأخيرًا وجدت بسمة ترتسم على شفتي(يونس)وأمسك كفيها يقربهما من صدره هامسًا وهو يسبر أغوار حدقتيها البنيتين:
-أهو ده مدقش بقاله إسبوعين بالشكل ده؟
تعالت السعادة على شفتي(نسمة)وهي تنظر إلى عينيه وباطن كفيها تصل إليها نبضاته.
رفع(يونس)كفيها إلى شفتيه ليلثمهما بشوق:
-بحبك يا (نسمة)...

ثم اقترب من شفتيها هامسًا:
-وحشتيني.
أخفضت(نسمة)ناظريها وأسبلت عينيها لتأخذ ما كانت تحلم به حتى قبلها(يونس)برقة.
وقاطعتهما(عفاف)متفاجئة:
-(يونس).
انتفضت(نسمة)وهي تتراجع خطوات للخلف و(يونس)المثل حتى هتف هذا الأخير متنحنحًا بحرج:
-إزيك يا طنط؟
احتضنته(عفاف)بحنان:
-إزيك يا بني حمد الله على سلامتك.
ابتسم(يونس):
-الله يسلمك يا رب.
سألتها(نسمة)وقد احمرت وجنتيها خجلًا:
-هو(يامن)و(مايا) ناموا؟
نظرت إليها(عفاف)بخبث:
-أيوة ناموا.
نظرت(نسمة)الجهة الأخرى لتسأل(يونس)وهي تلعب في خصلتها خلف أُذنها عندما تتوتر:
-أحضرلك الغدا يا حبيبي؟
هز(يونس)رأسه نافيًا:
-لأ يا دوب نروح بقى.
هتفت(عفاف)معترضة:
-والله أبدًا تروحوا فين يا(يونس)لأ الصباح رباح يا حبيبي المغرب خلاص إدنت. قوموا اتوضوا و صلوا أكون جهزت الغدا و ناكل سوا قبل العيال ما يصحوا.

ثم نظرت بمرح إلى(نسمة) وهي تتركهما:
-أصل بردو النوم حلو للعيال.
تنحنحت(نسمة):
-أه طبعاً.
ثم نظرت إلى(يونس)الذي ضحك وهو يمسك أطراف لحيته القصيرة:
-مامتك إيه هتذلك. على المشهد الساخن ده؟
عقدت(نسمة)حاجبيها وهي تلكزه في كتفه:
-بس ياض لأضربك.
قرصها(يونس)من أنفها:
-وحشتيني يا مجنونة.
ضحكت(نسمة)وهي تمسكه من كفه:
-طب يلا يا قلبي نصلي جماعة علشان ربنا يكرمنا في الخير دايماً.
نظر إليها(يونس)وهو يقف:
-حبيبتي والله.
نظرت إليهما(عفاف)بطرف عينيها في المطبخ داعية الله بهمس:
-يا رب إبعد عنهم شيطانهم ويبعدهم عن شر(رامز)قادر يا كريم يا رب.

**********



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:19 PM   #76

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والثلاثون

دلفت(ميرال)إلى حفل أزياء موسم الخريف المنتظر ووجدت (سعد) ديتوجه إليها مرحبًا:
-أهلًا(ميرال)إزيك.
ثم هتف بإعجاب وهو يضع كفه الأيسر على وجنته اليمنى:
-أوه ماي جوود إيه الشياكة دي الفستان مارفيلوس تحفة...أكيد ديزاينك ؟
ابتسمت(ميرال)وكادت أن تنبعث ضحكة من بين شفتيها على طريقة(سعد)ولكنها قالت:
-ميرسي يا مستر(سعد)أيوة ده تصميمي سعيدة إنه عجب حضرتك.
ابتسم(سعد)وهو يعدل وشاحه الأحمر حول عنقه:
-ده جنني يا(ميرال)اللون الزتوني مع لون عنيكي عاملك كونتراست خرافي . إنتي بنت هايلة هتبقي سوبر ستار ديزاينر.
ثم أعقبها بسؤاله:
-يلا نروح ورا الكواليس نتأكد من ديزايناتنا على الموديلز؟
وابتسم و(ميرال)تسير معه ليكمل:
-ده(بسملة)موجودة هناك و(أسمر)كمان.
تجمدت(ميرال)بعض الشيء في خطوتها عند سماعها اسم(أسمر).
ولكنها كانت قد وصلت ورأت(بسملة)وهي تعدل الثوب على واحدة من العارضات وبعد أن انتهت نظرت إليها لتقترب منها وتحتضنها بسعادة بالغة:
-(ميرال)حبيبتي وحشتيني.
ثم رفعت رأسها تعاتبها:
-كده يا(ميرال)مترديش على الفون و مفيش غير رسايل تبعتيها كده؟
جاء(مروان)بجوارها وابتسم مرحبًا:
-إزيك يا(ميرال)و أخبار صحتك ايه؟
لفت نظر(مروان)لمحة الحزن بنبرة(ميرال):
-أنا الحمد لله عايشة أهو.
نظر(مروان)إلى(بسملة)وسألها مستفسرًا لتغيير مجرى الحديث:
-هو العرض هيبدأ إمتى؟
نظرت(بسملة)إلى ساعة يدها الفضية التي لاءمت ثوبها الأسود ذو الرقاقات الحمراء من على الأكتاف:
-أعتقد بعد ربع ساعة كده.
هزت(ميرال)رأسها بلا معنى لتنسدل خصلة على عينيها رفعت أناملها لتعدلها لتجد عينيها قد صُدمت بعيني(أسمر)الذي كان أكثر الرجال وسامة بسترته السماوية وبنطاله الأبيض مع قميص ذو زرقه خفيفة بخطوط مجدلة بيضاء ولم يكن معه رفقة امرأة أو حتى صديق.


أتى(أسمر)ناحية(ميرال)وهو يحيد بنظره عنها برغم أنه رآها اليوم كنجمة في سماء سوداء صافية بخصلاتها التي هدلتها على جانبي وجهها وثوبها الزيتوني الذي أظهر جمال عينيها أكثر.
لاحظت وجوده يعدل للعارضة قميصها لتستعد للعرض وهو يشعر بهالتها تلامسه ولا يعلم الصواب من الخطأ بداخله لقد سرقت تصميمه وهذا لن يغفره لها ومن قبل سرقت قلبه.
زفر بحنق ثم رحل لعارضة أخرى يتعلل بتعديل مظهرها لتشعر (ميرال)بما يفعله حتى تأففت بخفوت لتنظر إلى(بسملة)رابته على كتفها بخفة:
-(بسملة) أنا هطلع بره شوية.
هزت(بسملة)رأسها ببسمة مشفقة:
-أوكيه(ميرال)وقت العرض إبقي تعالي هنا أوكيه.
أومأت(ميرال)برأسها ايجابًا:
-أوكيه.
هبطت(ميرال)من الممشى ووقفت على جانب تخرج زفيرًا لعل قلبها يستريح حتى وجدت(أحمد)يقف بجانبها ببسمة اعجاب:
-إزيك يا(ميرال)حلو فستانك أوي.
نظرت(ميرال)إليه ببسمة خجولة:
-إزيك يا(أحمد). ميرسي على المجاملة دي.
هز(أحمد)رأسه نافيًا وهو ينظر إليها بحب:
-لأ مش مجاملة إنتي جميلة في كل حاجة يا(ميرال).
تعجبت(ميرال)من نظرته فهي لن تفتح قلبها مرة أخرى رفعت كفها لتمسك خصلتها وتعيدها للخلف ثم قالت وهي تنظر إلى ساعتها : -أعتقد لازم أرجع تاني وأتأكد من العارضات. لأن الوقت خلاص.
ابتسم(أحمد)وهو يتأملها في صمت ثم هز رأسه:
-أه أكيد. اتفضلي و بالتوفيق إن شاء الله.
ابتسمت(ميرال)وتركته. وبعد فترة قليلة بدأت الأنوار تخفُت والهدوء يعم ،ظهرت امرأة في العقد الرابع تخطو بأناقة على الممشى بثوب فضي طويل يظهر قوامها الممشوق ورفعت الميكروفون لتقول ببسمة رقيقة:
-مساء الخير انهاردة يوم مميز لكل شركة أزياء مصرية و بحب أرحب بلجنة التحكيم اللي بتضم أقوى مصممين في عالم الموضة العربية وفي النهاية بتفوز شركة واحدة و بيتقدملها دعم كبير مننا.
بدأت عارضات الشركات الأخرى تتألق وكانت(بسملة)تراقب تتابع موديلات الشركات وعارضة تلي الأخرى حتى رأت عارضاتهم يستعدا للخروج مما جعلها تتوتر وتمسك بيدها اليمنى يد(ميرال)وبيدها اليسرى يد(مروان)هامسة بتوتر وهي تقف وسطهم:
-موديلاتنا جاية.
خرجت العارضات تتألق بتصميمات شركة(لاماما)و(سعد)من خلف الستار يكاد يصرخ من الفرح وهو يرى مقتنياته تتهادى على الممشى.
بعد انتهاء العرض وقفت تلك السيدة الأربعينية لتقول بحماس:
-دلوقتي بعد ما خلص عرضنا حان موعد إعلان الفائز وشركتنا الفائزة هي...
عم الصمت وقلوب ترتفع بنبضاتها حتى هتفت السيدة بفرح:
-الشركة الفائزة هي شركة(لاماما).
عم تصفيق الحاضرين ووقف(سعد)غير مصدق متجهًا إلى السيدة ليلوح للجميع بكفيه و(بسملة)تحتضن(ميرال)و(مروان) بسعادة جمة ولكن(ميرال)و(أسمر)لم يشعرا بنفس سعادة الآخرين وقاطعهما صوت تلك السيدة مرة أخرى وهي تقول:
-ويتفضل السادة المصممين بتشريفنا...المصممة(ميرال أحمد)و
المصمم(أسمرمحمد )ورئيسة التصميمات المصممة(بسملة سليم).
وقفت(بسملة)و(مروان)يحتضنها هامسًا:
-مبروك حبيبتي.
والتصفيق يدور حولهما وتوجها(أسمر)و(ميرال)ببسمة زائفة ليقفا بجانب(سعد)و(بسملة) ،أعقبت السيدة وهي تحمل الجائزة:
-و نحب نقدم جايزة تعبيراً عن اعجابنا بالعمل ده للمصممة (بسملة).
صفق الجميع و(بسملة)تلتقط الجائزة بيدها وأعقبت السيدة بمرح:
-و أكيد منسيناش أفضل جايزة لأكتر تصميمات نالت اعجاب الحكام و هي كانت من نصيب المصممة(ميرال).
رفعت(ميرال)عينيها إلى جميع الحضور اللذين صفقوا بقوة وإلى (بسملة)و(سعد)الذي هتف:
-مبروووك...
و(بسملة)التي احتضنتها...أما(أسمر)فقد كان ينظر إليها باستخفاف ولكن(ميرال)عندما التقطت الجائزة بيدها نظرت إلى السيدة لتسألها:
-لو ممكن أقول ملحوظة بسيطة للحضور؟
تعجبت السيدة ولكنها أعطتها الميكروفون قائلة ببسمة لبقة:
-أه طبعاً اتفضلي.
رفع(أسمر)إحدى حاجبيه وهو لا يعلم ما ستفعله(ميرال)وكذلك كان نفس الأمر بالنسبة إلى(سعد)و(بسملة)التي شعرت أن هناك شيء غير مُبشر سيحل الآن من بين شفتي(ميرال)التي ابتسمت وهي تنظر للحضور:
-مساء الخير الحقيقة أنا عايزة أوضح حاجة مهمة جداً ليكم. أولاً حابة أشكر لجنة التحكيم على اختيارها لشركة (لاماما)لمستر(سعد
زهدي).

ثم نظرت إلى جائزتها ببسمة:
-و بشكركم على الجايزة الجميلة دي ولكن بصراحة الجايزة دي مش ليه؟
علت همهمات الحضور والدهشة علت وجهي(بسملة)و(سعد)
وكان النصيب الأكبر منها ل(أسمر)الذي نظر إليها بقوة حتى قالت (ميرال)وهي تنظر إليه مكملة:
-الجايزة دي ل أستاذي(أسمر)هو اللي علمني و أنا اتعلمت من أفكاره و صممتها وبكده تكون الجايزة ليه.
مدت يدها بالجائزة لتعطيها ل(أسمر)بزيتونيتها السوداء بصوت خفيض وهي تقترب منه:
-مباخدش تعب حد يا(أسمر)مبروك عليك مجهودك.



وأعطت الميكروفون إلى السيدة التي ابتسمت:
-و بكده حفلتنا انتهت شكراً.
هبطت(ميرال)من على درجات الممشى تاركة المكان وقد كانت هناك غمامة من الحزن على حدقتيها.
و(أسمر)يراقب رحيلها ثم نظر إلى جائزتها بيده والجميع يهنئه إلا (بسملة)التي اقتربت منه لتخبره بلوم:
-شفت إنتَ عملت إيه يا(أسمر)في(ميرال)؟ خسارة.
وتركته راحلة مع زوجها(مروان).كما ابتسمت(نانسي)لما رأته
وكان(أحمد)قد لاحظ الأمر بأكمله وخرج ليستقل سيارته بالمرآب ولكنه لفت نظره صوت(نانسي)وهي تتكلم مع صديقتها بالهاتف ولم




تشعر بوقوفه في الخفاء وقد ظنت أن المرآب فارغ:
-مش عايزة أقولك أنا فرحانة أد ايه انهاردة. مش متخيلة شكل (أسمر)و(ميرال)و هما بُعاد عن بعض كده و(ميرال)مكسورة وحزينة. الصراحة حركة سرقة تصميم(أسمر)و أحطه في مكتب(ميرال) لما مثلت إني بقع.
و أطلقت ضحكة ساخرة:
-كانت دراما بس حلوة جابت المفيد.
ثم أعقبتها(نانسي)بعدها بنبرة أمل:
-عارفة يا(مرام)أنا كنت بحلم ب(أسمر)ده من إمتى؟ من ساعة ما كان في الشركة التانية و أنا معاه و وقتها كان خاطب(ميرال)بس أنا وقعت بينهم. عرفت إنه هيلعب بديله قلت ليه ما أنبهش (ميرال)و أخليها تشوفه على وضعه ده في بيته؟ و حصل بس اتقهرت لما حسيت إنهم هيرجعوا لبعض بس على مين؟

ثم تذكرت شيء فجأة:
-تصدقي من رغينا سوا كنت هنسى أكلم(أسمر)أهنيه على فوزه. أومال يا بنتي أنا بلعب.
ثم أكملت بفخر:
-ده أنا(نانسي).
علم(أحمد)بكل شيء وقد احتقر تلك اللعينة التي افسدت كل ما كان جميل بين(أسمر)و(ميرال)وعليه أن يحذر(أسمر)من تلك الأفعى واخباره بكل شيء قد سمعه.

**********


جلس(يوسف)على فراشه بجوار ولده(آمن)يتأمله وينظر إلى عينيه التي تحمل نفس لون عينيه شعر(يوسف)لوهلة أنه يحمل ذاته وهو صغير.
ولقد اتفق مع(إينار)في شركته على هروبه بولده من الفيلا واختفائهما حتى لا يجدهما(عدنان)ثم يحاول السفر خارجًا بعيد عن والده.
تنهد وهو يتأمل طفله بحب وشوق ثم قبله من خصلاته مطولًا يبث شوقه إليه وهمس:
-عارف يا(آمن)أنا كنت بحلم إن يكون عندي ابن جميل من (إينار).
ثم قبله مرة أخرى وهو يراقب تحركاته البريئة وهو يمد كفيه الصغيرين ويلمسا وجنتي(يوسف)مرددًا:
-بب با با...

ضحك (يوسف)وهو يرفعه عاليًا:
-بس مكنتش متخيل إنك هتبقى بالجمال ده.
ثم أخذه في حضنه ليلتقط صورة معه بهاتفه ليبعثها إلى(ناره)حتى يطمئنها عليه كما اتفق معها حتى يقنع والده باستسلامه و موافقته على فعلته.
وجدت(إينار)هاتفها يصدح برساله حتى تنهدت بسعادة وهي ترى أحب اثنين إلى قلبها في صورة واحدة وأسفلها "حبيبتي حبيت أطمنك على(آمن)شفتيه قمر ازاي؟ و بجانبها وجه غامز...
حتى ضحكت(إينار)وهي بجانب(خيرية)التي كانت اصابتها في رأسها وتم تضميده برباط.
سألتها(خيرية)ببسمة متألمة:
-خير يا ست(إينار)؟

التفتت إليها(إينار)لتريها هاتفها حتى أشرق وجه (خيرية) وهي تلتقط الهاتف:
-يا حبيبي يا(آمن)والله صحيح شبه(يوسف)بيه؟
ثم اشارت لرأسها المضمدة بمزاح:
-فداه والله...بركة إنه بخير و مع أبوه.
قبلتها(إينار)من رأسها بحنو:
-يا حبيبتي يا(خيرية)حقك عليه. والله أنا أكتر حاجة محزنناني أذاكم بسببي و بتوع الأمن اللي إضربوا دول أعوض مين و لا مين؟
ربتت(خيرية)على كفها:
-متقلقيش إحنا راضيين المهم(آمن)يكون بخير.
ثم سألتها:
-صحيح ناوية تاخديه إزاي؟

ابتسمت(إينار):
-زي ما قلتلك يا(خيرية).(يوسف)هو اللي هيخرج من الفيلا و نهرب أنا و هو و نختفي فترة لغاية ما نعرف نسافر بره.
حزنت(خيرية):
-يا خبر يا ست(إينار)و تسيبينا.
ابتسمت(إينار):
-متخافيش يا ولية هاخدك معايا بعدها.
ضحكت(خيرية)من قلبها:
-و الله إفتكرتك بطلتي تتكلمي بطريقتك.
شهقت(إينار)مستنكرة:
-و مالها طريقتي يا عينيا دا مفيش أحلى من البلدي .
هزت(خيرية)رأسها:
-مفيش أحلى منه و الله.
ابتسم(يوسف)عندما بعثت إليه(إينار)رسالة رداً على الصورة:
-أحب اتنين لقلبي في صورة واحدة.
تبسم(يوسف)ونظر إلى(آمن):
-شفت ماما يا(آمن). الحمد لله طلعت لسه بتحبني.
ضحك(آمن)وكأنه فهم ما يقوله(يوسف)
مما جعل(يوسف)يحتضنه:
-بحبك يا هدية من ربي.
طرق الباب ليغلق(يوسف)هاتفه ويضعه بالدرج ليعود إلى وضعيته: -أدخل.
دلفت(عزة)والدته بمنامتها السكرية تبتسم بهدوء متجهة إلى الفراش لتجلس على طرفه:
-جميل الولد يا(يوسف).

ثم حملته بروية وأجلسته على ركبتيها تتأمل ملامحه وهو يحاول التحرك غير مرحب بحملها له ثم قالت و هي تتفرس وجههُ:
-شبهك بالظبط مش شبه الجربوعة أمه.
بكى(آمن)وكأنه يعترض ثم لوح بيده في عيني(عزة)التي صرخت ألمًا:
-أاه إيه الغباء ده؟ صحيح شرشوح زي أمك .
أخذ(يوسف)ولده من بين يدها ونظر إليها بغضب:
-ملوش لازمة الكلام ده يا ماما و بعدين ده طفل كان لازم تاخدي بالك.
وقفت(عزة)بضيق:
-أيوة طبعاً كان لازم أخد بالي...بتعاتبني وهي مش موجودة.
ثم قالت بمقت:
-الحمد لله إنها بعدت يا ريت أبوك كان خلصنا منها زمان.

ثم أكملت وهي تنظر إلى الطفل مكملة:
-و لا كانش يبقى فيه حاجة منها.
وقف(يوسف)واحتضن(آمن)أكثر وهو يشعر بكم الكراهية التي تتمثل فيها(عزة)وقال باقتضاب:
-أنا عايز أنام.
تحولت ملامح(عزة)إلى بسمة:
-أوكيه يا حبيبي تصبح على خير.
ولم تحاول أن تقبل(آمن)بل اكتفت بابتسامة كاذبة وخرجت من الغرفة حتى زفر(يوسف)وقد قوي قراره أكثر تجاه الهرب فهو لا يعلم أين وجدت(عزة)تلك القسوة ومدى كراهيتها حتى لحفيدها عليه أن ينام جيدًا وينفذ خطته في الغد.
************


استيقظ(عمر)من نومه ليجد أن(فريدة)ليست بجانبه على الفراش نظر إلى ساعته ليجدها الثانية عشرة صباحًا.
تعجب(عمر)وقام ليبحث عن(فريدة) ،دخل إلى غرفة(موسى) حتى يجده نائمًا و لم يجدها.
شعر بتوجس أين ذهبت(فريدة)؟ خرج إلى الصالة لم يجدها رفع أنامله يحُك مؤخرة رأسه ليلتف ويذهب إلى الحمام فهذا آخر مكان يمكن أن يجدها به ولكن عند التفاته وجد وجه أسود صرخ وهو يقفز للخلف ومعه امتزجت صرخة أنثوية تتراجع للخلف...
حتى عاد(عمر)بفزع:
-مين؟
هتفت(فريدة)وهي تضع يدها على صدرها الذي يرتفع ويهبط:
-أنا(فريدة)يا(عمر)مالك؟
اشار(عمر)بتوجس:
-إزاي يعني ؟ و إيه الأسود اللي على وشك ده يا(فريدة)؟
دافعت(فريدة)وقد بدأ القناع يمسك بشرتها بقوة:
-ماسك الفحم يا(عمر)مالك فيه إيه باصصلي و لا كأنك شُفت عفريت.
هز(عمر)رأسه بخوف:
-لأ خالص يا قلبي دا أنتي قمر.
ثم حاول الاقتراب:
-بس ممكن أعرف بس ليه دلوقتي؟ اشمعنا الوقت ده يا حبيبتي تعملي الماسك المخيف ااه قصدي العجيب ده.
حاولت(فريدة)التحدث:
-أبدًا إنت قلت ان فيه فرح(قاسم)صاحبك و هنروحه فقلت أهتم ببشرتي و أعمل ماسكات ليها و أحسن وقت الصراحة هو الوقت ده يكون(موسى)نايم و إنت نايم علشان أعمله براحتي.


لمس(عمر)كتفيها:
-حبيبتي إنتي جميلة من غير حاجة ماسكات إيه بس اللي تعمليها؟ ده إنتي قمر.
واقشعر بدنه وهو يلمس وجنتيها من ملمس القناع حتى تنهد وهو يتراجع:
-يلا يا قلبي إغسلي وشك وتعالي أعرفك انك قمر من غير حاجة.
وترك(فريدة)وهي تتأمله وهو يذهب إلى الغرفة حتى قالت في سرها:
-والله لأعرفك الرعب على أصوله يا(عمر).
جلس(عمر)على الفراش ينتظر حبيبته(فريدة)بالتأكيد بدون هذا القناع ثم ذهب إلى المرآة ليجد أن نور الغرفة قد انطفأ وبمعنى أخص نور المنزل بأكمله...حتى قام فزعًا:
-يا (فريدة) هاتي شمعة و لا أي حاجة مش شايف كف إيدي إلا بالعافية.
فجأة دخلت عليه(فريدة وهي تتكلم بصوت مخيف:
-إيه يا حبيبي الكهربا قطعت عادي يعني إنتَ خايف و لا إيه؟
ابتلع(عمر)ريقه بالكاد حتى أخذ هاتفه ينيره ليجد وجهها الأسود صرخ مرة أخرى بهلع:
-أحيييه...إنتي لسه بالهباب ده شيليه يا(فريدة)الله لا يسيئك.
ضحكت(فريدة)ولم تستطع اخافة(عمر)أكثر من ذلك وقالت وهي ذاهبة:
-طيب يا حبيبي أنا هروح أولع النور بقى و أغسل وشي و أجيلك.
ضحك(عمر)بحزن وحسرة:
-إهيء إهيء لأ ما خلاص كله راح. إبقي قابليني لو خلفنا تاني بعد اللي عملتيه فيه ده يا(فريدة).

***************

في الصباح حضرت(عفاف)الإفطار وقد قاربت الساعة على العاشرة صباحًا لتجد(نسمة)بجانبها تقبل رأسها:
-صباح الخير يا ماما. إيه الفطار الحلو ده؟
قبلتها(عفاف)من وجنتها بحب:
-صباح النور يا حبيبتي. هو أنا عندي أغلى منكم حبيبتي و لا أغلى من(يونس).
ثم سألتها ممازحة:
-ها صحي و لا لسه؟
تورد وجه(نسمة):
-صحي يا ماما خلاص و الولاد لسه نايمين كمان.
خرج(يونس)من غرفة(نسمة)وهو يتثاءب:
-صباح الخير يا طنط.

ثم نظر إلى أطباق الطعام:
-الله ايه الجمال ده تسلم إيدك يا رب.
وجلسوا ليتناولا إفطارهم بعدها بدأت(نسمة)التحدث:
-هنخلص الفطار و أصحي الولاد علشان نروح.
قاطعتها(عفاف):
-سيبي العيال معايا يا(نسمة)و روحي انتي مع(يونس).
كاد يعترض(يونس)بهدوء ولكن(عفاف)أكملت:
-يا حبايبي انتوا لسه راجعيين لبعض و محتاجين تقعدوا مع بعض سيبوا الولاد معايا يومين و تعالوا خدوهم.
ابتسم(يونس)و(نسمة)لبعضهما ثم نظرا إلى(عفاف)وقال(يونس): -خلاص يا طنط اللي حضرتك تشوفيه.
ثم نظر إلى(نسمة)بعد أن أنهى طعامه:
-أنا هقوم أغسل ايدي.
ثم قال متذكرًا:
-و على فكرة العربية عطلانه من قبل ما أسافر و قلت لما أرجع أصلحها.
قامت(نسمة)وهي تنظر إلى والدتها:
-معلش يا ماما شكل(يونس)مستعجل علشان العربية بتاعتنا هتتصلح وأكيد هنركب تاكسي.
ابتسمت(عفاف):
-ماشي يا حبيبتي ربنا ييسرهالكم يا رب.
بعد فترة قليلة كانت(نسمة)قد ارتدت ملابسها وقبلت طفليها النائمان وكذلك(يونس)قبلهما ثم أخبر(نسمة):
-يلا يا حبيبتي أنا هاخد الشنطة و انتي انزلي اسبقيني بره الحارة نوقف تاكسي.
هزت(نسمة)رأسها موافقة:
-ماشي يا حبيبي.
ثم قبلت(عفاف)محتضنة اياها:
-مع السلامة يا ماما وشكراً على إنك أخدتي الولاد.
ربتت(عفاف)على كتفها هامسة:
-مع السلامة يا حبيبتي خلي بالك من نفسك و من جوزك .
و ولادك أحفادي يعني أغلى منك يا هبلة.
ضحكت(نسمة):
-و الله عندك حق يلا أشوفك على خير.
ثم هبطت(نسمة)من البناية وكان(يونس)ما زال يهبط من البناية مرددًا في سره بتبرم:
-إيه كل اللي في الشنطة ده أنا شايل طوب مش شنطة.



سبقته(نسمة)إلى أن خرجت من الحارة ووقفت تنظر إلى(يونس) الذي يعافر ليجر الحقيبة على الأرض الغير ممهدة يبتسم إليها حتى جاءت سيارة سوداء كبيرة لتمر بجانب(نسمة)ويفتح بابها لتسحب (نسمة)بداخلها وهي تصرخ بفزع تستنجد باسم حبيبها:
-(يونس)إلحقني..
وانقطع صوتها و(يونس)ألقى الحقيبة وبدأ يطارد السيارة ويهرول بسرعة صارخًا:
-(نسمة)يا كلاااب.
وقد حاول تسلق السيارة من الخلف ولكن السيارة كانت تدور وتتحرك يمنة و يسارًا حتى اسقطت(يونس)وهو يسقط على الأرض بقوة غير واعي لما يحدث لدقائق مع ترديد صوت(نسمة)في أُذنه:
-(يونس) إلحقني...

بعدها قام من على الأرض بصعوبة وهو يسمع صوت هاتفه وقد علم أنه خاص بمختطفي(نسمة)حتى فتحه ليسأل بصوت فزع:
-أيوة.
سمع صوت يعرفه جيدًا ليسأله بسخرية:
-إزيك يا أبو العيال. عرفت تاخدها مني بس أنا أخدتها منك بردو.
صرخ(يونس)والدماء تسيل على جانب وجههُ:
-يا قذر أنا كنت عارف إنك مش هتسكت إلا لما أقتلك.
هدر(رامز)بغضب:
-إخرس إنتَ بتهدد و مراتك معايا؟
ثم صرخ وهو يمسك فكها بالسيارة:
-إنتَ عارف أنا ممكن أعمل فيها إيه؟
تأوهت(نسمة)صارخة:
-إبعد عني يا كلب.
صفعها(رامز)بقوة اسالت الدماء من جانب شفتيها صارخة بتأوه:
-أنا هعرفك انتي و جوزك الكلب ده ممكن يعمل إيه؟
صرخ(يونس)بجنون:
-و ربي اللي خالقني هقتلك يا(رامز)إياك تلمس شعرة منها.
ضحك(رامز)بعد أن سمع شهقات وبكاء(نسمة)ونظر إليها مستهزئاً:
-متخافش مش هعمل فيها حاجة أصلها بقت مستخدمة.
كادت أن تنكسر أسنان(يونس)من شدة الغضب حتى حاول تمالك أعصابه ليسأل(رامز):
-عايز إيه يا(رامز)؟ إنتَ عايز تنتقم مني أنا؟ إبعد(نسمة)عن الموضوع؟
برقت عيني(رامز)بجنون:
-إزاي ده(نسمة)هي الأساس يا(يونس).

ثم قال بصوت بارد:
-اسمع إنتَ هتيجي في مكان كده علشان نتساوم صح و آخد حقي منك.
صمت(يونس)ثم قال:
-إتفقنا.
صرخت(نسمة)معترضة:
-لأ يا(يونس)متجيش ده هيقتلك.
انساب الدمع من عيني(يونس):
-و أنا ميهمنيش إلا إنتي يا(نسمة)أنا افديكي بعنيه...
قاطعهم صوت(رامز)بسخرية:
-الله حلو أوي المشهد الرومانسي ده بس أنا مليش فيه زي ما اتفقنا يا(يونس)تجيلي في المكان اللي هبعتهولك بليل.
**********
بعد أن عاد(طارق)بالأمس إلى بيته وقد وجد(سلسبيل)قد أعدت الطعام الشهي له لم يستطع فعل شيء سوى النوم فيبدو أنه لم ينم جيدًا في سفريته بسبب تفكيره في(وعد).
وفي الصباح لم يجد(سلسبيل)بالمنزل فمن الواضح أنها قد ذهبت إلى المشفى وهاتفها لتجيب:
-أيوة يا(طارق).
سألها(طارق)والنعاس لا زال بعينيه:
-إنتي روحتي الشغل إمتى؟
ابتسمت(سلسبيل)بسخرية:
-معلش يا(طروقة)مرضتش أصحيك لقيتك يا حرام رايح في سابع نومة.
ابتسم(طارق)وهو يقوم من على الفراش ليستعد للخروج:
-أنا آسف يا(بيلا)مكنش قصدي أنام كل الوقت ده. عمومًا تتعوض يا حبي.
رفعت(سلسبيل)كتفيها بلا اهتمام وقالت بنبرة مصطنعة الحسرة:
-أااه يا(طروقة)أكيد هتتعوض.
مط(طارق)شفتيه:
-طيب أنا عندي شغل حبيبتي في الجامعة مضطر أنزل و أنا كنت عامل حسابي أخد أجازة انهارده.
هزت(سلسبيل)رأسها وبنبرتها استخفاف:
-معلش يا بيبي الشغل بقى...
ولم تستطع(سلسبيل)اكمال مكالمتها و قالت لتنهيها:
-حبيبي مضطرة أقفل ورايا مرور على العيانين.
تنهد(طارق):
-ماشي يا(بيلا)باي.

بعد ان أنهى(طارق)مكالمته مع(سلسبيل)قرر أن يهاتف(وعد) التي أجابت بعد فترة حتى كاد(طارق)أن يغلق هاتفه لولا أن سمع صوتها بإعياء:
-ألو(طارق)حمد الله على سلامتك جيت بدري؟
عقد(طارق)حاجبيه بضيق:
-بتتأخري في الرد كده ليه يا(وعد)؟
هزت(وعد)رأسها نافية وهي تتمدد على فراشها:
-أنا آسفة يا(طارق)كنت تعبانة أوي و مش قادرة خالص؟
ثم سألته بضيق:
-و بعدين ليه بتكلمني بالشكل ده؟ بقولك حمد الله على السلامة ترد عليه بالشكل ده؟
زفر(طارق)بضيق:
-أنا آسف بس قلقت عليكي يا(وعد).

تنهدت(وعد)وهي تكاد تتقيأ:
-أه و لا يهمك.
سألها(طارق):
-إنتي فين في المستشفى؟
نفت(وعد)وهي تحاول مداراة شعورها:
- لأ في البيت مش هقدر أروح بص يا(طارق)أنا هنام دلوقتي مش قادرة تعبانة.
ابتسم(طارق):
-خلاص يا حبيبتي ريحي و أنا هجيلك على بعد الضهر كده تكوني صحيتي و متفتحيش أنا معايا المفتاح.



بدأ العرق ينساب على جبين(وعد):
-أوكيه يا حبيبي هستناك سلام.
و اغلقت الهاتف وهي تلقيه جانبًا ووضعت أناملها على فمها وهي تتجه إلى الحمام لتفرغ ما بمعدتها...
فهي تعلم ما هي عليه الآن إنه طفلها الذي ينمو في أحشائها ولكن طفل من(طارق)أم(رائد)؟

**********





استيقظ(يوسف)و بجانبه ولده(آمن)لا زال يغط في نوم عميق.
قام بهدوء ثم بدأ في ارتداء ملابسه وقد بدأ الصغير يتململ في نومه إلى أن استيقظ ونظر إلى أبيه ولاحت على شفتيه بسمة مشرقة حتى اقترب منه(يوسف)و قبله بحب:
-صباح الخير حبيب بابا. إيه العسل ده؟
خرج بطفله من الغرفة ليجد(عدنان)يتجه صوبه ببسمة حنونة إلى (آمن):
-صباح الخير يا(يوسف). حبيب جدو صباح الخير.
وحمله من(يوسف)بحنان وهو يتأمل حفيده بحنان ينجرف من عينيه:
-ياااه يا(يوسف)الولد أخد حتة من قلبي.
شعر(يوسف)من داخلة بطعنة ف قلبه من خطته التي سيفعلها ولكن أليس محرم ابعاد(إينار)عن ولدهما وحرق قلبها عليه.

قاطعه صوت(عدنان)وهو يقبل(آمن):
-مالك يا(يوسف)سرحت في إيه؟
ثم رفع حاجبًا بوعيد مفاجئ:
-اوعى يكون عقلك بيوزك ترجعه ل(إينار)؟
تجمدت نظرة(يوسف)وقد شعر أن قلبه قد توقف عن الخفقان وكأن(عدنان)قد علم بمخططه حتى ابتسم(يوسف)بالكاد:
-إايه يا بابا اللي بتقوله ده؟ طبعاً لأ؟
هز(عدنان)رأسه و عينيه تبرق بشدة:
-أنا قلت كده بردو؟
ثم هتف فجأة بقوة:
-(حاتم)؟
جاء رجل ذو بُنيان قوي ولكن ليس بمفرده بل معه(إينار)مكمم فمها ويديها ودموعها تنساب على وجنتها وهي تنظر إلى(آمن) و(يوسف) بذعر.
نظر إليها(يوسف)بخوف وحاول أن يقترب منها ولكن(عدنان) أخرج مسدسه وصوبه تجاهها قائلًا بشراسة:
-كنت عارف إنك بتضحك عليه يا(يوسف)و مصدقتش دخلتك عليه .
ثم اقترب منها وقد بدأ(آمن)يبكي بقوة وهو ينظر إلى(إينار)التي تحاول جاهدة التملص من(حاتم)وتهز برأسها وقدميها لتتجه إلى وليدها حتى تهدئه ولكن لا محال فهناك حائط بشري يحيطها بذراعيه الفولاذيتين ويمنعها عن فعل ذلك.
صرخ(يوسف)بتوسل:
-بابا أرجوك طلع(إينار)من الموضوع عاقبني أنا بلاش هي؟ و ذنبه إيه(آمن)تحرمه من أمه؟
هدر(عدنان)وعينيه تومض بالشر:
-ذنبه إن أمه رقاصة المفروض ان أمه تكون(روان)بنت(محمد) باشا بنت الحسب و النسب لكن دي...
تأوهت(إينار)بألم من سحب(عدنان)لخصلاتها بقوة من بين أصابعه وهو يكمل بغضب:
-لكن دي تبقى إيه بنت مين؟ دي بنت كلب؟ لا ليها أصل و لا فصل؟
هتف(يوسف)برجاء:
-يا بابا أرجوك متعملش كده إبعد عنها.
جاءت(عزة)لتنظر بمقت إلى(إينار)وهي تسحب خصلاتها الجهة الأخرى:
-أيوة دي بقى اللي كنت زعلان علشان بتكلم عنها. أنا كنت عارفة من أبوك بدماغك و أد إيه حزنت على خلفتي ليك خسارة إنك خانع و ملكش لازمة بالشكل ده.
ثم هتفت(عزة)بفحيح أفعى:
-عارف المفروض أقتلها علشان أخلص من القرف اللي جبتهولنا و كفاية إبنك علينا في عيلتنا.
ومدت ذراعيها لتأخذ من(عدنان)المسدس وتصوبه تجاه رأس (إينار)قاطعهم صوت الشرطة وهي تغزو المنزل ورئيس الشرطة يهتف بأمر صارم:
-فتشوا المكان.
تجمد(عدنان)في مكانه و(عزة)ألقت السلاح من يدها و(حاتم) ترك(إينار)وعقلهما مشتت فيما يفعلوه.
هنا واتت ل(يوسف)الفرصة بأخذ(آمن)من يد(عدنان)ودفع (حاتم)على غفلة حتى اسقطه وأخذ(إينار)ليهرب من موقعه بالنزول من درجات خلفية للمنزل والنزول في مكان سري كالقبو لا يعلمه سوى(عدنان)و(عزة)و(يوسف).
أما(عدنان)و(عزة)وحارسه لم يستطيعا التحرك مثل(يوسف)وقد حاوطهما العساكر ليهتف(عدنان)باستنكار:
-إيه ده إنتوا إزاي تهجموا على بيتي بالشكل ده؟

نظر إليه رئيس الشرطة بسخرية:
-إحنا آسفين يا(عدنان)باشا و(عزة)هانم بس ثبت إنكم بتاجروا في أغذية فاسدة و تم إثبات إن كل أغذيتكم منتهية الصلاحية و فيه ناس ماتوا بسببها و هيتم الحجز على كل ممتلكاتكم. اقبضوا عليهم.
هتف(عدنان)بغضب جنوني:
-إنتوا إزاي تتجرئوا و تقبضوا على(عدنان الكيدي)أنا هوريكم.
صرخت(عزة) بجزع:
-أنا مليش دعوة ده هو اللي عمل كل حاجة.
نظر إليها(عدنان)وهو يتوجه خارج الفيلا بغضب:
-أه يا خاينة تاكلي و تشبعي و بعدها تغدري بيه.
نظرت إليه(عزة)باستنكار وهي تتحرك مكبلة بالقيود الحديدية:
-إنتَ أجبرتني على الشراكة دي. هو أجبرني حضرتك أنا هانم و شريفة.

هدر(عدنان)بغير تصديق:
-أنا مش مصدق كمية كدبك ده ؟ شريفة!! دا إنتي كنتي في كل عملية تطلبي النص.
ضحك رئيس الشرطة وهو يتقدمهم بسخرية:
-جميل إفضحوا بعض كمان و كمان...
ثم هتف:
-يلا إرموهم في البوكس هو اللي ضيع البلد إيه غير أشكالكم دي.
بعد أن تم وضع(عدنان)و(عزة) وحارسهما وهما يتبادلان السُباب إلى أن رحلت سيارة الشرطة وعم الهدوء.
حتى خرج(يوسف)و(إينار)من مكمنهما وقد فك وثاقها و(آمن) في حضنها .
تنهدت(إينار)براحة:
-الحمد لله يا رب.

نظر إليها(يوسف)وهو يزيح خصلة من على وجنتها:
-شفتي ربنا نجانا إزاي؟ أنا كنت هموت لو كان حصلك حاجة؟
هتفت(إينار)بجزع وهي تقترب منه:
-بعد الشر عليك متقولش كده .
ثم نظرت إلى(آمن):
-الحمد لله إنه بخير. أنا كنت هموت من الرعب عليه من أبوك و أمك.
ثم سألته مستنكرة:
-هما إزاي وحشين كده؟ و إنتَ طالع كده يا(يوسف).
صحيح يخلق من ضهر العالم فاسد. حاجة سترانج غريبة يعني.
برغم حزن(يوسف)على والديه ولكنه انفجر ضاحكًا على ما تفوهت به(ناره).

حتى رفعت(إينار)احدى حاجبيها:
-(يوسي)هو أنا قلت حاجة بتزغزغك؟
حاول(يوسف)كتم ضحكته:
-خلاص حقك عليه يا(ناري)متزعليش أصل كلامك وحشني أوي.
تأوهت(إينار)بألم :
-أه يا كتافي و يا إيدي يا ني الراجل اللي كان مكتفني ده عامل زي البغل.
انفجر(يوسف)ضحكًا وقال:
-لأ لأ كفاية مش قادر.



ثم أمسكها من كتفيها و(آمن)يتوسطهما وقد قرب وجهُ من (إينار)وبصوت هامس:
-بصي بقى أنا خلاص استويت بُعد و حزن و مش هقدر أبعد عنك تاني اللي كانوا بَعدنا عن بعض خلاص راحوا لقدرهم و لو مكانش بابا عمل اللي عمله معاكي في الآخر كان ممكن أفكر اني احبه لكن إنه يكون بالشر ده هو و ماما مش هعرف أحبهم و لا آآمنلهم.
تلعثمت(إينار)وهي تنظر للأسفل:
-طب...طب عايز إيه يا(يوسي)الله بقى.
تصنع(يوسف)الحزن:
-أبوس إيدك ما تتكلمي كده و(يوسي)متتقالش إلا لما نتجوز تاني لأني ممكن أغتصبك حالًا...أنا بحذرك أهو.
شهقت(إينار)بعبث:
-يا مصيبتي تغتصبني أموت أنا.
و أطلقت ضحكة مائعة حتى وضع(يوسف)يده على فمها:
-بااااس يخربيتك إهدي يا(ناري)علشان أنا على ناري.
ضحك(آمن)على أفعالهما وظن أنهم يلاعبانه حتى ضحكا له
وبدأ سطر جديد في صفحة حياتهما.

***********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:20 PM   #77

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن والثلاثون

فتح(طارق)باب منزل(وعد)بالمفتاح ليغلقه خلفه بهدوء ولم يسمع صوت تعجب من هذا الهدوء ولكن عند دلوفه إلى غرفة النوم وجد(وعد)نائمة في الفراش ومتدثرة.
اقترب(طارق)منها وجلس على طرف الفراش ليمد أنامله ويربت على وجنتها بشوق هامسًا:
-(دودو)حبيبتي أنا جيت.
فتحت(وعد)عينيها بالكاد لتقوم ببطء:
-(طارق)حمد الله على السلامة يا حبيبي.
احتضنها(طارق)برفق وهو يتأمل وجهها:
-مالك يا(وعد)حاسة بإيه؟ وشك مش عاجبني و لا لون بشرتك.

ابتلعت(وعد)ريقها بالكاد وهي تحاول أن تخبره وهي متزنة بعض الشيء:
-حبيبي أنا عارفة مالي؟ هي الأعراض كده.
هز(طارق)رأسه بعدم فهم:
-مش فاهم أعراض إيه يا(وعد)؟
ابتسمت(وعد)بسخرية:
-بقى دكتور كبير زيك ميعرفش أعراض الحمل.
ارتفع حاجبي(طارق)دهشة حتى ظن أنهما لن ينخفضا بعد ذلك وهتف فرحًا بتلعثم وهو يمسك كتفيها:
-إنتي بتقولي إيه بتتكلمي جد يا(وعد)إنتي حامل؟
ودمعت عينيه وهو ينظر للأعلى مبتهلًا:
-الحمد لله يا رب.

ثم التفت يسألها:
بس عرفتي منين يا(وعد)إنتي متأكدة؟
ضحكت(وعد)من فرحته:
-خلاص يا(طارق)أنا عارفة أنا دكتورة بردو متنساش.
هز(طارق)رأسه بنفي:
-لأ لازم نروح لدكتورة تأكدلنا.
ثم قال بتنهيدة:
-أنا مش هستحمل أفرح بالشكل ده و بعدها يطلع حلمي سراب.
ثم سحبها من يديها برفق:
-يلا قومي على مهلك و نروح يلا نطمن.
ابتسمت(وعد):
-حاضر يا حبيبي. تعالى نروح للدكتورة(خديجة)جارتنا و صاحبتي.

هز(طارق)رأسه بموافقة:
-ماشي يا حبيبتي يلا بينا.
وبعد زيارة الطبيبة لتؤكد على حمل(وعد)وأن تستريح أكثر من الحركة شكرها(طارق)ورحل هو و(وعد)سويًا حتى نظرت إليه الأخيرة لتسأله:
-مبسوط يا حبيبي؟
هتف(طارق)وهما يركبا سيارته:
-مبسوط؟! دا أنا هطير من الفرحة.
ثم قال بشرود مرح:
-دا كان حلم يا(وعد)و إنتي حققتيهولي.

*************

جلس(أسمر)على مقعده يتذكر ليلة أمس وما فعلته(ميرال)معه شعر وكأنها قد صفعته على وجهُ بدون أن ينبس بكلمة واحدة...
قاطعه طرق باب مكتبه ودخول(أحمد)عليه بضيق:
-إزيك يا(أسمر)عايز أتكلم معاك ؟
أشار(أسمر)إلى المقعد الذي أمام مكتبه:
-إتفضل يا(أحمد)تعالى.
أغلق(أحمد)الباب خلفه ثم جلس ليتنهد قائلًا:
-(أسمر)إنتَ لازم تعرف إن(ميرال)...
قاطعه(أسمر)بسخرية لاذعة:
-أه هترجعوا لبعض و ماله ألف مبروك.
نظر(أحمد)إليه بحدة ليسأله:
-إنتَ غبي يا(أسمر)؟

رفع(أسمر)حاجبيه بغضب:
-كل ده علشان قلتلك مبروك؟
زفر(أحمد)الهواء من فمه بغضب شديد:
-مش بقولك غبي افهم يا بني آدم(ميرال)محبتنيش علشان نرجع لبعض من أساسه(ميرال)كانت بتحبك إنتَ؟
دُهش(أسمر)ليردد:
-بتحبني؟ طب سرقتني ليه؟
هتف(أحمد)مستنكرًا:
-إنتَ إزاي تفكر إن(ميرال)ممكن تسرق يا(أسمر)للدرجاتي معندكش ثقة فيها؟ إزاي بتحبها و إنتَ مش مصدقها؟ تعرف تفهمني؟
زفر(اسمر)بعصبية:
-أوووه إنتَ عايز تقول إيه يا(أحمد)بالظبط؟

هتف(أحمد)موضحًا:
-عايز أقول إن(نانسي )هي اللي وقعت ما بينكم.
بُهت(أسمر)ليردد:
-(نانسي)؟! معقول؟
تمالك(أحمد)أعصابه ليتنهد:
-أيوة(نانسي) يا(أسمر)سمعتها إمبارح بوداني بعد الحفلة و أنا في الجراج كانت بتكلم صاحبتها و بتقولها...
وقص(أحمد)على(أسمر)كل ما سمعه حتى أنهاها بقول:
-و بعدها قفلت مع صاحبتها علشان تكلمك.
أكد(أسمر)بتعجب صادم:
-فعلاً إتصلت بيه و باركتلي و إتكلمت معايا و حسيتها بتحاول تقرب مني.

ثم زفر بغضب:
أما إنسانة بشعة بجد بقى هي السبب في إنفصالي عن(ميرال)في المرة الأولى لما كانت في الشركة القديمة معانا؟ و(ميرال)...
انقطع عن الحديث فجأة ثم قال بندم:
-أنا ظلمت(ميرال) أوي بس لازم أروحلها و أعتذرلها.
ربت(أحمد)على كفه مهونًا:
-إن شاء الله هتسامحك بس لازم تستحمل مهما طال الوقت.
هز(أسمر)رأسه وقام ليذهب إلى بيت(ميرال)فاليوم لم تأتي إلى الشركة.
وعند خروج(أسمر)من مكتبه واجه(نانسي)في وسط الشركة حتى قابلته بابتسامة حالمة:
-(أسمر)إزيك إنتَ رايح فين؟


نظر إليها(أسمر)بغضب ونظرة مُقت:
-إنتي لسه بتمثلي يا تِعبانة؟ وقعتي بيني و بين(ميرال)و كمان مكانتش أول مرة؟
بدأ الموظفون يتكاثرون حولهم لرؤية ما يحدث بفضول
صمتت(نانسي)وهي تتراجع بخوف من كلمات ونظرات(أسمر)حتى تداركت الأمر وقالت بصوت خافت:
-علشان بحبك يا(أسمر)أيوة بحبك. أنا بحبك من ساعة ما كنا في الشركة القديمة مع بعض بس مكنتش باصصلي و باصص ل(ميرال)لأني مكنتش عاملالي منظر زي(ميرال)شعر و لبس بس أنا فضلت أحبك لغاية دلوقتي كل ده ميخليش عقلك يفهمك إني أحسن من(ميرال)و من أي واحدة ممكن تقابلها؟


وكانت دموعها تنساب على وجنتيها ولكن(أسمر)بغضب مشيرًا إليها:
-إنتي لو كنتي بتحبيني مكنتيش تخدعيني كده أنا و(ميرال)بنحب بعض و هنفضل نحب بعض مهما حصل و أنا مش عايز أعرفك تاني. اخرجي من حياتي.
التقطت(نانسي)كفه وهي تحاول أن تحيده عن فكرته:
-أرجوك يا(أسمر)متسيبنيش أنا بحبك.
نفض(أسمر)يده من بين كفيها حتى رحل وترك(نانسي)تبكي حزنًا على فراق حبها الوحيد.

*************



جلست(أروى)على الفراش بجانب زوجها(داغر)لتوقظه بحب:
-(داغر)اصحى بقى يا حبيبي. المغرب قربت تدن؟
تململ(داغر)في نومته ثم فتح عينيه ليرى(أروى)في قميص نومها البنفسجي القصير:
-ياااه معقول نمنا كل ده؟
ثم رفع إحدى حاجبيه بخبث:
-بس ننام تاني مفيش مانع؟
ضحكت(أروى)بخجل:
-خلاص بقى يا(داغر)إنتَكده هتزهق مني.


التقط(داغر)كفها وقبلها بشوق:
-عمري ما أزهق منك حبيبتي. إنتي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي.
هزت(أروى)رأسها وكأنها تحلم:
-عارف يا(داغر)أنا لغاية دلوقتي مش مصدقة اللي حصل قبل ما أشوفك و بعد مروري بلحظات عصيبة و وصلتني إني أنتحر في مرة.
لاحظ(داغر)رقرقة حدقتي(أروى)وانسياب دمعة من عينيها، رفع كفه ليمس عبرتها بطرف سبابته برفق وأخذ(أروى)على صدره ليضمها هامسًا:
-ششش مفيش كلام عن الماضي يا(أروى)تاني انسي و ارمي ورا ضهرك و بصي لمستقبلنا و حياتنا فكري كدة في اللي هقوله؟
توقفت(أروى)عن الحزن وأنصتت لما يقوله(داغر)وهو يربت على خصلاتها:
-عارفة لولا الشخص اللي نصب علينا في توكيل القماش ده مكناش اتقابلنا.
وقرنها بقبلة على جبينها:
-وكان نصيبنا مع بعض يا أجمل(أروى).
وضعت(أروى)ذراعها على صدره هامسة:
-بحبك يا(داغر).
تنهد(داغر)وهو يحني شفتيه تجاهها:
-و أنا بموت فيكي يا قلب(داغر).
وغرقا في بحر حبهما...

**********




وصل(يونس)إلى المكان المنشود الذي بعثه إليه(رامز)على هاتفه ودار بعينيه في كل صوب ليجد أنه على أرض قاحلة وحولها ابنية ليست مكتملة وكأنها مهجورة شعر بقلبه يكاد يخرج من صدره عندما رأى(رامز)وهو يخرج من بين الأبنية ويجر معه(نسمة)التي كانت مقيدة من رسغيها وتمشي بتعثر.
كم آلم(يونس)وقطع نياط قلبه رؤيته ل(رامز)وهو يصوب مسدسه تجاه (نسمة).كم شعر بالعجز عن إنقاذ حبيبته وقد بدأ الوشاح يتزحزح من على رأسها لتظهر خصلاتها البنية وتنساب على عينيها.
دفعها(رامز)أمامه وهو يضع فوهته الباردة في رأسها قائلًا بسخرية: -ياااه يا(يونس)مش متخيل فرحتي عاملة إزاي دلوقتي؟
نظر إليه(يونس)بعينين من دماء:
-خد حقك مني يا(رامز)و شيل إيدك من عليها.
وهدر بغضب:
-دي مراتي.
بكت(نسمة)وهي تتوسل(رامز)وقد بدأت ترتعش فرائصها:
-أرجوك يا(رامز)متخليش انتقامك يعميك(يونس)كان صاحبك.
قاطعها(رامز)ضاحكًا بجنون:
-ها صاحبي... و صاحبي يعمل فيه كده؟ ياخد مني حاجة بتاعتي؟
ثم أمسك فجأة رأسها يضمها لصدره بفجاجه:
-أيوة بتاعتي يا(يونس).
ثم اقترب منها بطريقة استفزازية:
-و لا إيه؟
لم يتمالك(يونس)أعصابه وصرخ وهو يتقدم نحوه راكلًا سلاحه ويبعد(نسمة)جانبًا:
-قلتلك متلمسهاش.
واعقبها بلكمه في وجهُ صارخًا:
-أنا حذرتك متجيش تاني هنا رجعت ليه؟
ثم ركله في معدته جعلته يتأوه وهو يندفع تجاهُ:
-قلتلك هقتلك لو رجعت.
لم يكن(رامز)قد أفاق من كم الضربات التي تلقاها من(يونس) واحدة تلو الأخرى ولكن عندما جاء(يونس)يوجه له لكمة في أنفه تنحى(رامز)جانبًا برأسه وبعدها أمسك بكف(يونس)يحدجه بغضب وخيط من الدم يسيل عند جانب شفتيه:
-لأ مش زي زمان يا(يونس).
ثم أخذ كف(يونس)بطريقة معاكسة ولكمه بها في وجهُ حتى تراجع(يونس)متأوهًا و(نسمة)كانت تصرخ.
وبعدها بدأ العراك قفز(رامز)على صخرة مرتفعة جانبًا ليرتفع بذراعه عاليًا صوب(يونس)ويخفضها بقوة على رأسه.
تراجع(يونس)ووقع أرضًا من فرط الألم.
صرخت (نسمة) بلوعة:
-(يووونس)
واندفعت نحوه لتطمئن عليه ولكن(رامز)كان قد أحكم قبضته على شعرها ليعيدها للخلف وهي تتأوه صارخة دافعًا إياها بقسوة:
-إبعدي خليني أخلص تاري.
أطلق ضحكة شيطانية وهو ينظر إلى(يونس)ويشير إلى ذاته بتباهي:
-شفت عرفت إني الأقوى زمان كنت ضعيف لكن لما رجعت بقيت حاجة تانية وقلت أول حاجة هعملها هي.
وأعقبها بتحركه نحو مسدسه ورفعه صوبه:
-هقتلك.
وانطلقت الرصاصة لتجد مستقرها مع شهقة امتزجت بصرخة (نسمة).

************





إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:21 PM   #78

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع والثلاثون
والأخير

جلس(طارق)مع(سلسبيل)على طاولة الطعام يتناولان العشاء حتى نظر إليها يتأملها ويفكر فيما سيخبرها به بأمر زواجه من(وعد) وحملها لطفله بعد طول انتظار.
ثم ابتسم وهو يضع بعضًا من الأرز في طبقه:
-الأكل جميل أوي يا(بيلا).تسلم ايدك حبيبتي.
ابتسمت(سلسبيل)بخفة:
-ألف هنا يا (طروقة).
بعد أن انتهيا من الطعام جلس بجانبها على الأريكة وبجانبه ملف وضعه على المنضدة الزجاجية التي تجاوره وأمسك كفيها ببسمة حانية:
-عارفة يا(بيلا)أنا بحبك أد إيه و كنتي حلم حياتي.
تعجبت(سلسبيل)من نبرته وطريقته ولكنها أكملت تمثيلها ببسمة خفيفة:
-و أنا بحبك يا(طارق).
ربت(طارق)على ظهر كفها وأكمل:
-وعايشين أكتر من خمس سنين و نص جواز والحمد لله.
نظرت إليه(سلسبيل)بعمق وقد بدأت لا تفهم ما يرمي إليه وفضلت الانصات إلى ما يقوله وهو يكمل و التوتر بدأ يظهر بعينيه:
-بس مع الأسف ربنا ما أرادش إننا نخلف و يكون عندنا أولاد.
ثم أكمل وهو يعطيها الملف من على المنضدة وبصوت أكثر توتر:
-بس الحمد لله ربنا أراد إن يكون ليه أولاد.
مدت(سلسبيل)يدها لتأخذ الملف بتعجب وهي تردد ناظرة إليه:
-يكون ليك أولاد إزاي يا(طارق)؟
ثم نقلت عينيها إلى الملف لتقرأ الاسم : (وعد)
والتفتت إليه بنظرة شرسة مرددة:
-(وعد)؟!

ثم اكملت وهي تضحك بسخرية أزعجت(طارق):
-(وعد) حامل منك إنتَ مستحيل؟
نظر(طارق)إليها بغضب:
-يعني إيه مستحيل؟ و بتضحكي على إيه؟
أطلقت(سلسبيل)عدة ضحكات متتالية وهي تنظر إليه وتقوم من مجلسها حتى صمتت عن الضحك وحل بعدها الغضب:
-يا(طارق)أنا عارفة بجوازتك من زمان.
علامات التعجب والدهشة ارتسمت على قسمات(طارق)وأكملت (سلسبيل)بسخرية:
-متستغربش أوي كده. أيوة عرفت من ساعة المؤتمر بتاع "الغردقة"و عرفت إن مفيش اجتماع أطباء و لا معظم المحاضرات اللي كنت بتروحها و لا أي حاجة.
ثم نظرت إليه وهي تشير إلى ذاتها:
-و عرفت إني أكبر مغفلة ساعتها .
ثم اشارت إليه بألم :
-عارف احساس وحش أوي لما تكون فاكر إن أقرب شخصين لقلبك بيخونوك. وده اللي حصلي يا(طارق)لما أتخان من جوزي و صاحبتي. تفتكر إحساسي يكون عامل إزاي؟
ثم نظرت إليه باشمئزاز:
-أد إيه مكنتش بطيق حضنك و لا كلامك و لا لمستك ليه كنت بستحمل .
وقف(طارق)يقترب منها بغضب والدهشة ما زالت تعتلي عينيه:
-و سكتي ليه يا(سلسبيل)؟ مقولتليش ليه؟
نظرت إليه باستخفاف:
-مستغرب أوي كده ليه؟ فاكر إني لسه بحبك و هعيط عليك؟ لأ يا(طارق)أنا عيطت خلاص بما فيه الكفاية على غبائي و نومي على وداني و شفت ساعتك اللي كنت هاديتهالك في عيد ميلادك في مرة و أنا عند(وعد)كنت قال إيه؟
وأعقبتها بضحكة يائسة:
-راحة أحكيلها على إنك خاين و معرفش إن صاحبتي هي اللي ضُرتي.
ثم اعقبت بكراهية وهي تتراجع:
-بس سكوتي علشان أنتقم.
عقد(طارق)حاجبيه بغضب:
-تنتقمي مني يا(سلسبيل)؟
ثم نظر إليها باستخفاف:
-هتنتقمي بإيه ؟هتقتليني؟
ثم أكمل بقساوة ظهرت جلية من عينيه:
-أنا فضلت معاكي رغم إنك مبتخلفيش. فيه إيه كرم مني أكتر من كده و إتجوزت(وعد)علشان حبيتها وأهو نتيجة صبري نتجت بطفل جاي الدنيا.

ضحكت(سلسبيل)وهي تشعر بالألم من داخلها ثم تركته ليهتف عليها
بغضب:
-سايباني دلوقتي علشان تهربي مني؟
تفاجأ بعودتها وتحمل حدقتيها لمعة غريبة كما لفت نظره ملف يحمل عدة أوراق واقتربت منه تنظر إليه باستهزاء:
-شوف ده علشان تعرف مين فينا اللي صبر.
وابتعدت لتكمل و(طارق)يفتح الملف لترتعش حدقتيه من الصدمة وقد عجز لسانه عن هول المفاجأة لتراقبه(سلسبيل)من خضراويها بمٌقت:
-محبتش أجرحك يا(طارق)من أول سنة جواز إنك عقيم مبتخلفش و العيب منك مش مني.
ثم رفعت سبابتها للأعلى:
-ربنا انتقملي منك أحسن من تفكيري في انتقامي ليك.

ثم اقتربت منه وانفجرت ضاحكة بجنون ساخر:
-غبي و هتفضل غبي يا(طارق)اتجوزت(وعد)و طلعت حامل ؟ يا ترى إزاي؟
ثم قالت هاتفة بفحيح أفعى:
-يا ترى من مين؟
صفعها(طارق)بجنون جعلها ترتمي أرضًا وهي تتأوه وهدر وكل جسده يرتعش من الغضب:
-إخرسي إنتي كدابة و التحاليل دي كدب.
وأعقبها بخروجه من الفيلا ليستقل سيارته ومعه أوراق التحاليل ليتجه إلى صديقه طبيب بأمراض الذكورة حتى يتأكد مما قالته(سلسبيل)إليه وقد أكد عليه صديقه هذه الحقيقة وصحة هذه التحاليل التي بحوزته وبالنسبة إليه طعنة قاتلة في صميم قلبه وشرفه
آه من تلك الخائنة وعند وصوله إلى بيت(وعد)تم بعث رسالة إليه على هاتفه ليفتحها حتى كاد يكسر الهاتف بين يديه فلقد كان مرسل إليه:
-دكتور(طارق)الموقر مراتك الدكتورة(وعد)المحترمة مع دكتور(رائد)في فندق درجة تالتة و لو مش مصدقني روح على العنوان ده أوضة رقم 11...
هتف(طارق)بغضب وعينيه تطلق شررًا وهو يتجه بسيارته إلى هذا الفندق:
-آه يا خاينة يا واطية و الله لأدبحك.
وكان هناك عينيان مكحلة تراقبه من على بُعد وبسمة خبيثة تعقبها.

**********


ذهب(يونس)إلى بيت(ميرال)ليصعد درجات السلم على مرة واحدة وضغط على زر الجرس حتى فتحت(زينب)لتهتف بتعجب: -(أسمر)؟! أهلًا يا بني.
ثم قالت بعتاب:
-عايز إيه يا(أسمر)؟ مش كفاية لحد كده؟
ترجاها(أسمر):
-أرجوكي يا طنط أنا عارف إني غلطت في(ميرال)بس مكانش ده قصدي أنا كنت فاكر...
خرجت(ميرال)من غرفتها بعد أن سمعت صوته بمنامتها الزرقاء الثقيلة لبرودة الجو واقتربت منه تسأله:
-كنت فاكر إيه يا(أسمر)؟
هز(أسمر)رأسه وقد بدأ الندم يغلف كلماته وعينيه:
-(ميرال)أنا كنت فاكر إنك بتتعاملي معايا كويس علشان توقعيني في مشكلة زي ما كنتي بتعملي قبل كده.
هزت(ميرال)رأسها نافية دموعها تنساب على وجنتيها:
-مش لدرجة إني أسرقك يا(أسمر)وتتهمني إني حرامية في وسط الشركة.
اعترف(أسمر)بأسى:
-أنا غلطت فيكي و جرحتك يا(ميرال)حقك تكرهيني و متطيقيش تبصي في وشي. اللي عملت كده(نانسي)هي اللي وقعت بينا و إحنا مخطوبين لما كنا في الشركة القديمة سوى سمعتني و أنا بتكلم مع صاحبي اللي وزني إني أجيب واحدة شقتي و ألعب بديلي قبل ما أتجوز...و أنا بغبائي سمعتله بس محصلش حاجة و هي وصلتلك الموضوع علشان تروحي و تشوفيني...هي كان هدفها تعمل كده علشان بتحبني حب مَرضي. وهي بردو اللي سرقت التصميم من مكتبي و خلتني أتخيل إنه إنتي اللي عملتي كده.
وأعقبها بالوقوف على ركبة وأمسك بيدها:
-أرجوكي يا(ميرال)سامحيني و اقبليني زوج ليكي.
صدمه سحب يدها من بين أنامله وابتعدت لتنسكب الدموع من حدقتيها كالأنهار:
-انسى يا(أسمر)إننا نكون لبعض لأنه مش هيحصل برغم حبي ليك اللي لسه موجود لكن هشيله لو طعنت قلبي علشان يموت الحب ده و أرجوك اطلع من هنا.
وتركته لتذهب لغرفتها والدموع تشوش رؤيتها حتى أغلقت الباب خلفها و(أسمر)يناديها بألم:
-لأ يا(ميرال)متعمليش فيه كده أنا بحبك و مش هقدر أعيش من غيرك و الله أنا آسف...
وقام ليهتف بقوة:
-أنا آسف يا(ميرال)...
ربتت(زينب)على كتفه بشفقة:
-روح يا بني كل شيء قسمة و نصيب.

هز(أسمر)رأسه و دموعه تنساب:
-حتى حضرتك يا طنط؟
نظرت إليه(زينب)بحزن:
-أيوة يا(أسمر)لأنك إنتَ اللي غلطت المرة دي و الغلط كان شديد أوي. غلط ميتغفرش.
هز(أسمر)رأسه وقال بتحدي حزين:
-لا يا طنط(ميرال)ليه و أنا ل(ميرال)و الأيام هتعرفك.
و تركها راحلًا وهو عازم على ألا يترك قلبه النابض مهما طالت الأيام والسنون.

*********


ذهب(يوسف)مع(إينار إلى محاميها وجلسا أمامه وقالت (إينار)ببسمةمرحة:
-إزيك يا حضرة الأفوكادو؟
ابتسم(شلبي):
-أهلاً بيكي يا مدام(إينار)نورتي المكتب.
ابتسمت(إينار):
-الله يخليك شوف يا(شلبي)أنا فيه موضوع ملعبك حبتين
ثم أشارت إلى(يوسف):
-أحب أعرفك ب(يوسف)أبو(آمن).
نظر(شلبي) إلى(يوسف)بعمق:
-أااه افتكرت(وجيه)بيه كان حاكيلي عن الموضوع ده و كمان (هادي)يعرف الحكاية لأنه اللي عامل شهادة ميلاد(آمن)صح؟

هز(يوسف)رأسه مؤكدًا:
-بالظبط كده يا أستاذ(شلبي).
اندفعت(إينار)كعادتها:
-عايزين بقى اسم(آمن)يبقى على اسم(يوسف)ابوه الحقيقي.
عقد(شلبي)حاجبيه:
-أيوة بس يا مدام(إينار)حضرتك كده هتتهمي بالتزوير في أوراق رسمية و تدخلي السجن.
ضربت(إينار)بيدها على صدرها بجزع:
-يا لهوي؟ سجن؟؟
ربت(يوسف)على كفها أن تهدأ:
-طب الحل إيه حضرتك؟


صمت(شلبي)مطولًا ثم نظر إليهما:
-الحل في إيد(هادي)هو اللي يقدر يحل المشكلة. و علشان صاحبي هكلمه يجي المكتب و يتحل الموضوع إن شاء الله.
وافقه كلًا من(يوسف)و(إينار)على اقتراحه و بعد قرابة نصف ساعة جاء(هادي)وصافحهما وبعد أن علم بالأمر أخذ فنجان قهوته الذي طلبها لأجله صديقه(شلبي)يرتشفها ثم قال:
-مفيش غير حل واحد علشان الأمر ده يتم.
نظرت أعينهم إليه بتساؤل ورشف قهوته مرة أخرى حتى هتفت (إينار)بضيق:
-جرى إيه يا(هادي)بيه ما تقول الحل كل شوية عمال تشرب في القهوة.
هدأها(شلبي):
-إهدي يا مدام(إينار).

ضغط(يوسف)على كفي(إينار)وهو ينظر إليها جانبًا:
-بس يا(إينار)الراجل هيطفش.
تأففت(إينار)وهي تسحب خصلتها بأناملها:
-اللهم طولك يا روح.
ضحك(هادي):
-أنا آسف يا مدام(إينار)أصل القهوة حلوة أوي.
ثم سعل وهو يضع قدح القهوة جانبًا:
-شوفي يا مدام(إينار)و يا(يوسف)بيه الحل الوحيد لحاجة زي دي إننا زي ما عملنا شهادة ميلاد ل(آمن)إبنكم هنعمله شهادة وفاة مزيفة ونعمل شهادة ميلاد باسم جديد لابنكم وتاريخها قديم أكيد.
شهقت(إينار):
-يا لهوي هتموتلي(آمن)يا راجل يا ناقص.

هتف(يوسف)وهو يحدجها بنظرة غاضبة:
-(إينار)إهدي و هفهمك.
ثم نظر إلى(هادي):
-كمل يا(هادي)بيه أنا فهمتك؟
هتف(شلبي)باعجاب:
-أما طلع مخك ألماظ يا(هادي).
ابتسم(هادي)بفخر وانتفخت أوداجه:
-طبعاً.
نظرت(إينار)إليهم بحنق:
-ما شاء الله الكل فاهم إلا أنا.
ابتسم(هادي):
-هفهم حضرتك. إحنا عملنا ل(آمن)إبنك شهادة ميلاد و غيرنا في تاريخها يعني زيفناها تمام ؟
هزت(إينار)رأسها:
-صح ها و بعدين؟
أكمل(هادي):
-فلو عايزة تخلي إسم إبنك على إسم(يوسف)بيه لازم تعملي شهادة ميلاد تانية و شهادة ميلاد(آمن)تنتهي و مش هتنتهي إلا بعمل شهادة وفاة ليه و بعدها نعمل شهادة ميلاد جديدة بس بتاريخ قديم طبعًا يليق مع سنه لابنكم بس قرروا هتسموه إيه علشان ننفذ الموضوع.
صمتت(إينار)بعض الشيء ثم انفرجت أساريرها:
-يوووه ما تقول كده يا(هادي)بيه من الصبح أنا مش إستيوبيد على فكرة دا أنا تعليم متوسط.
ضحك(هادي):
-ما عاش و لا كان اللي يقول عليكي كده يا(إينار)هانم
خلاص نويتوا تسموا إبنكم إيه؟
نظرت(إينار)إلى(يوسف)لتسأله:
-هنسميه إيه؟ أنا سميته في المرة الأولانية سميه إنتَ؟
فكر(يوسف)بعض الشيء حتى ومضت عيناه:
-إيه رأيك في إسم(قصي)؟
هتفت(إينار)متذكرة بفرح:
-أيوة يا(يوسف)إفتكرت ده إسم بطل في مسلسل هندي. بس استنى كان إسمه(قوسي)لأ(كوجي).






ضرب(يوسف)جبينه براحة يده بيأس حتى سألته(إينار):
-طب مسلسل تركي.
نظر(يوسف)إليها حتى قالت(إينار)موافقة:
-حلو الاسم يا(يوسي)يلا اتوكل على الله يا(هادي)بيه. إسم(قصي) جميل سو بيوتيفول.
ضحك(يوسف)وعلم أنه لن تنتهي مغامراته مع(ناره)التي تشعل قلبه

*************





بكل جبروت قرر(رامز)أن يضغط على الزناد ليقتل(يونس)بدمٍ بارد الذي لم يستطع الحراك من مكانه و(نسمة)قد صرخت مغمضة العينين عاجزة عن وضع يديها على وجهها بسبب قيدها وجثت على ركبتيها بعد أن سمعت دوي الرصاصة يصُم أذنيها ولكنها سمعت صوت حشرجة حتى فتحت عينيها لتجد أن الهدف المنشود هو(رامز)الذي أصاب في عنقه والدماء تنبثق من حنجرته المتفجرة وتراجع للخلف خطوتين مهتزتين حتى وقع على الأرض وهو يحاول تنشق الهواء ويصل إلى رئتيه في أخر المطاف دماء حتى يسعل أكثر ،قام(يونس)بالكاد ليقترب من(رامز)ليجده قد لفظ أنفاسه مع رفرفة عينيه وارتعاشه قدميه حتى سكن جسده مع حشرجة أخيرة وهو ينظر للأعلى وكأنه يرى الجحيم.



اقتربت(نسمة)من(يونس)الذي قام بفك قيودها بإحدى مِديات (رامز)الموجودة بجيب في سترته. وبعد أن قطع القيود احتضنها بقوة و قبل رأسها وهي تبكي بشدة وترتعش كالعصفور في مهب الريح حتى هدأها وهي تنظر إلى(رامز)المدرج في دمائه هامسة بارتجافه:
-هو مين اللي قتله يا(يونس)؟
هز(يونس)رأسه بعدم فهم وهو يشدد على كتفيها:
-معرفش يا(نسمة)مين؟
ثم لا ح له رجل ضخم الجثة ذو ملامح أوروبية آتى عليهما ويحمل بيده رشاش نظر إليهما وهو يتوقف أمامهما ثم قال بصوت غليظ وبلغة عربية فصحى:
-لا تقلقا لن نقتلكما أو نضركما بشيء.
ثم أشار إلى جثة(رامز):
-فهو المنشود لدينا.
هز(يونس)رأسه مستفهمًا:
-من أنتم؟
ابتسم الرجل:
-المافيا الروسية و بالأخص المافيا الحمراء. فلقد خان(رامز) ثقة احدى الزعماء السابقين و لذلك ليس له أمان لدي زعيمنا الجديد.
رفع(يونس)حاجبيه دهشة:
-عجبًا له حقًا.
هز الرجل رأسه وأشار إلى رجلين معه بصرامة وبلغة روسية:
-هيا قوما بحمل هذا الخائن لنتخلص من جثته. لا نريد أثرًا لشيء خلفنا.
ثم نظر إلى(يونس):
-يجب أن تشكرنا لقد أنقذناك أنتَ و حبيبتك من يد(رامز).

هز(يونس)رأسه ممتنًا:
-بالطبع شكرًا لك.
ثم استأذنه(يونس):
-هل يمكننا الرحيل؟
هز الرجل رأسه مجيبًا:
-بالطبع يمكنكما الرحيل.
ابتسم(يونس)وأخذ(نسمة)من يدها ورحلا.
حتى وضع الرجل الهاتف على أُذنه ليتكلم بنبرة احترام:
-دون(مانشي)تمت المهمة.
ابتسم(مانشي)من مقره ب"موسكو" وأخذ كأسه بمرح:
-أحسنت صنعًا(كيفان)منصبك ينتظرك ب"روسيا" كما وعدتك.


التمعت عيني(كيفان)الخضراء بظفر:
-اشكرك دون(مانشي). لقد أوشكنا على التخلص من جثة(رامز).
وقد رأى رجاله وهما يضعان جثة(رامز)بحوض عميق ويضعوا عليه حمض "الأسيد" حتى خرجت أبخرة كثيفة وتحلل جسده ولم يعد له وجود بعد الآن وهذه هي نهايته المؤسفة التي لم يتوقعها حتى (يونس) له.
ولكن لكل نفس خبيثة نهاية مخيفة.

************





وصل(طارق)إلى الفندق والجنون متملكه وعندما دخل إليه لم يجد موظف الاستقبال مما سهل عليه الصعود إلى الغرفة رقم 11 الموجود بها زوجته الخائنة التي طعنت شرفه الغريب في الأمر أنه وجد الباب موارباً دفعه بهدوء حتى يمسك(وعد)متلبسة بالجُرم المشهود ولكنه وجد شيء فاق توقعاته فلقد وجدهما مع بعضهما على الفراش كما توقع ولكن الصدمة الأكبر أنهما مقتولان
بالرصاص اقترب منهما(طارق)بذهول وهو يحاول لمس(وعد)حتى سمع صرخة تصدر خلفه فنظر بهول إلى السيدة التي صرخت:
-قتلتهم إلحقوني فيه جريمة قتل.
حاول(طارق)النفي وهو يتراجع بجزع:
-لأ أنا مقتلتهمش أنا لسه جاي...
ولكن ليس هناك شهود على صدق كلماته فهناك جثتان وشخص حي دخل الغرفة فبالتأكيد كل أصابع الاتهام ستشير إليه.
وتم القبض على(طارق)الذي حاول الدفاع عن نفسه باستماته ولكن لا فائدة.
هو بالفعل قد ذهب لقتل(وعد)والدفاع عن شرفه المُدنس ولكنه لم يفعلها حقًا فمن القاتل؟ هل من الممكن أن تكون(سلسبيل)؟
هاتف(طارق)زوجته(سلسبيل)ليخب رها أن تأتي إليه في القسم حتى تدلي بشهادتها.
جاءت(سلسبيل)وهي لا تصدق ما حدث وتحدث ذاتها هل من الممكن أن يفعلها(طارق)فدافعه قوي لفعل هذه الجريمة الشنعاء.
بعد أن وصلت إلى القسم ودلفت إلى مكتب الضابط حتى جلست أمام المكتب لتدلي بأقوالها:
-أنا كنت في البيت في الوقت ده حضرتك حتى ممكن تسأل حارس الفيلا.
عقد الضابط حاجبيه:
-اممم طيب ملاحظتيش حاجة على دكتور(طارق)؟ متعصب مدايق؟

هزت(سلسبيل)رأسها نافية بكذب:
-لأ خالص هو كان خارج عادي مفيش أي حاجة.

بعد فترة من الوقت دلف ضابط آخر ليبتسم:
-تمام سعادتك لقينا القاتل يا فندم.
قام الضابط من مكانه يسأله بتعجب:
-معقول بالسرعة دي يا(طاهر) ؟مين ؟
ابتسم(طاهر)وهو يعطيه ورقة بها جميع البيانات:
-القاتلة تبقى(شمس غانم )خطيبة المجني عليه(رائد).
رفع الضابط حاجبيه دهشة:
-خطيبته ؟ ياااه دي جريمة ليها العجب.
ثم نظر إليه يسأله:
-و هي فين؟
ابتسم(طاهر):
-تم القبض عليها و هي راجعة بيتها يا فندم.
ابتسم الضابط بجذل:
-هايل منتظر تشريفها.
ثم قال بمرح:
-الفضول هيموتني و أعرف عملتها إزاي؟
وبعد فترة كانت هناك فتاة تدلف إلى غرفة الضابط الذي نظر إليها ثم قال بتعجب:
-إنتي اللي قتلتي المجني عليهم(وعد)و(رائد)؟
هزت(شمس)رأسها بقوة:
-أيوة أنا اللي قتلتهم...و كان لازم أقتله.
دُهش الضابط من قوة كلماتها وثباتها فمظهرها الرقيق وجسدها الضعيف لا يوحي بتاتًا بأنها من فعلت هذه الجريمة.
أشار الضابط إلى المقعد المقابل للمكتب وقال بهدوء:
-أقعدي يا(شمس)و عرفيني عملتي الجريمة دي إزاي؟ و علاقتك إيه بالمجني عليهم؟ و إيه دافعك للجريمة؟
ابتسمت(شمس)بهدوء وكأنها لا يعنيها شيء:
-هقول لحضرتك أنا كنت مخطوبة أو مقري فتحتي على(رائد)من سنة و نص و كان مواعدني بالجواز و بعدها أخد غرضه مني و أنا قلتله نتجوز و هو رفض و أهاني و مش بس كده ده كان واخد مني فلوس جهازي اللي علشان اشتري بيه حاجاتي وهو استندل معايا و مدانيش الفلوس و كل ما أطلبها منه يقولي معييش لغاية ما في يوم روحتله البيت.
و تذكرت ما حدث كالتالي...
توجه(رائد)تجاه باب منزله وهو يهتف بضيق:
-طيب حاضر...أوووه استنى يا عم.
وقطع كلماته عندما وجد أن الطارق ليست سوى(شمس)التي نظرت إليه بعينيها العسلية وهي تقول بغضب:
-عايزة فلوسي يا(رائد)أبويا تعبان و محتاج عملية.
نظر إليها(رائد)باستهجان:
-فلوس إيه يا أمو فلوس. ملكيش حاجة عندي.
هزت(شمس)رأسها بحزن:
-حرام دا أنا عملتلك اللي إنتَ عايزة يا(رائد)و حياة أغلى حاجة عندك إديني فلوسي أعمل لأبويا العملية لو معملهاش هيموت.
مط(رائد)شفتيه ببرود:
-أه و ماله الله يحنن خلاص يا(شمس)الحدوتة خلصت جواز مبجوزش فلوس مفيش بردو.
لم تصدق(شمس)ما يتفوه به ذاك الندل حتى أمسكته من تلابيب ملابسه:
-أه يا واطي و ديني ما سيباك و هاخد فلوسي يعني هاخدها؟
أمسكها(رائد)من خصلاتها بقسوة وهو يدفعها خارج منزله وهي تصرخ:
-هتعمليهم عليه ملكيش حاجة عندي بره.
وأغلق الباب في وجهها.
انسابت الدموع من عيني(شمس)وبدأت بسمتها تتحول لكراهية و مقت بتقطر من كلماتها التالية:
-و رجعت المستشفى لقيت أبويا مات وعرفت إن السبب هو (رائد)قررت أفكر و أخطط لغاية ما لقيت غرضي الصح و عرفت ‘نه بيخون دكتور(طارق)و عرفت إن دكتور(طارق)بيخون مراته دكتورة (سلسبيل). قررت أراقبهم لغاية ما عرفت إن(رائد) بيقابل(وعد)في الفندق اللي بيقابلها فيه و من هنا روحت اشتغلت في الفندق و أنا مستنية اليوم الموعود اللي أخلص فيه على(رائد).
سألها الضابط بفضول:
-تمام ليه قتلتي(وعد)بقى؟
التفتت إليه(شمس)بشراسة:
-هحكي لسعادتك...
جلس(رائد)بجانب(وعد)التي ارتدت قميص نومها الأخضر المائل للزيتوني وهي تعد عدتها لتقتل(رائد)وتتخلص منه للأبد قاطعتها قبلته على كتفها العاري:
-إنتي جميلة أوي يا(وعد)ووحشتيني.
التفتت إليه(وعد):
-وهو ينفع تهددني كده يا(رائد)أقولك تعبانة تقولي هتيجي و لا أفضحك؟
هز(رائد)رأسه بحزن مصطنع:
-متظلمنيش يا بيبي. كل الحكاية إنك...
واعبها بتقبيل ذراعها بشهوة:
-وحشاني أوي.

قاطعهما صوت طرق على باب الغرفة لتقوم(وعد):
-إنتَ طلبت الأكل؟
هز(رائد)رأسه مؤكدًا:
-أها هموت من الجوع يا قلبي.
ابتسمت(وعد)ثم همست:
-إنتَ فعلاً هتموت.
وبعد أن فتحت وجدت فتاة تدفع عربة الطعام للأمام قائلة بخفوت:
-الأكل يا فندم.
شكرتها(وعد)وهي تدفع العربة ،قام(رائد)من على الفراش وهو يعدل رداء الحمام عليه جيدًا وينظر إلى الفتاة التي تخفي رأسها ووجهها بالوشاح...
واتت(وعد)الفرصة السانحة أن تضع سُمًا في طبق الطعام الخاص ب(رائد).
في هذه الأثناء كان(رائد)يتحدث مع الفتاة:
-شكرًا على الأكل يا ...
فجأة رفعت الفتاة الوشاح من على رأسها وأخرجت المسدس من طيات ملابسها ومزود بكاتم للصوت وهي تهتف:
-(شمس)يا(رائد)إيه نسيتني؟
تراجع(رائد)وهو يرفع يديه للأعلى بصدمة:
-(شمس)معقول. أنا مقدرش انساكي يا قلبي؟
تفاجأت(وعد)بما يحدث لتقف بجانب(رائد)وهي ترفع يديها هاتفة: -إيه ده إنتي مين؟
ضحكت(شمس)بمرارة:
-أقولك أنا مين؟ أنا كنت مقري فتحتي على الحقير ده و ضحك عليه و أخد غرضه زيه زي أي حيوان و أخد فلوسي و موت أبويا.
هتف(رائد)بعصبية غاضبة:
-قلتلك يا(شمس)مكانش معايا وقتها و مقتلتش أبوكي.
ابتسمت(شمس):
-جميل يعني مفيش فايدة حتى و إنتَ هتموت بردو مش عايز تعترف دا أنتَ زبالة أوي.
وقررت(شمس)اطلاق النار ولكن(رائد)أخذ(وعد)كدرع بشري له حتى أصابت قلبها وشهقت وهي تقع على الفراش خلفها حتى شهقت(شمس)ولكن عند محاولة هرب(رائد)أطلقت(شمس) الرصاصة الثانية وهي أكيدة من اصابتها له هذه المرة وكانت صحيحة فلقد أتت في جانبه حتى تفتك بكبده وتصيبه في مقتل وسقط عند طرف الفراش على ظهره بجانب(وعد)و(شمس) تقترب منه تتأمل معاناته لما فعلته به ولكنها لم تكتفي وهي تقول بتشفي:
-خد دي يا(رائد)تمن موت أبويا .
وانطلقت الرصاصة الثالثة لتخترق قلبه ويشهق(رائد)الشهقة الأخيرة وبعدها تنتهي انفاسه.


وعادت(شمس)إلى الحاضر وبكت بفرح:
-أنا قتلته و خلصت عليه أخدت بتاري. لكن قتلي ل(وعد) مكانش مقصود.
هز الضابط رأسه بأسف:
-مع الأسف إنتي ضيعتي حياتك يا(شمس).
هتفت(شمس)بمرارة:
-و سعادتك شايف إن بقى ليه حياة بعد اللي(رائد)عمله فيه؟ كده كده حياتي إتدمرت يا باشا.





مط الضابط شفتيه بشفقة على حال تلك الفتاة المسكينة التي حولها الانتقام إلى فتاة قاتلة باردة المشاعر.
قُتلت براءتها على يد ثعلب والتي أهلكته في آخر الأمر فريسته
غريبة حقًا تلك الحياة فهناك متناقضات يمكن أن تنقلب رأسًا على عقِب ،هكذا رأى الضابط الأمر من منظوره الخاص حتى تنهد:
-وبناءً عليه يتم الافراج عن الدكتور(طارق)و إلقاء القبض على الجاني المدعوة(شمس غانم).
تم خروج(طارق)من القسم ليجد(سلسبيل)حتى يقترب منها وهو يحاول احتضانها ولكنها ابتعدت ورفعت كفيها لتوقفه حتى نظر إليها بصدمة ولكنها قالت ببرود:
-طلقني يا(طارق)مش عايزة أعيش معاك تاني.
هز(طارق)رأسه نافيًا:
-لأ يا(سلسبيل)مش هقدر أبعد عنك و لا أسيبك.

ضحكت(سلسبيل)بسخرية:
-إنتَ مش هتقدر يا(طارق)إنتَ مبتفكرش إلا في نفسك علشان إنتَ أناني و عايز تحطني على جنب حاجة جميلة و شيك تتباهى بيها أدام الناس و تدور على واحدة تانية و تالتة ما اللي زي(وعد)كتير عادي لكن أنا المرة دي يا(طارق)اللي بقولك...
أعقبتها بالاقتراب منه والتحدث بصرامة وتحدي وهي تنظر بعينيها في عينيه:
-طلقني يا(طارق)لأن أنا اللي هقدر أسيبك و أستغنى عنك.




وتركت(طارق)عند القسم محسور على ما فعله بتلك المرأة وظن مجرد ظن أحمق أنه مهما فعل بها ستعود إليه كالكرة المطاطية التي يلقيها على حائط صلد ترتد إليه بمنتهى اليسر.
ولكن يبدو أنها كرة حديدية وليست مطاطية ارتدت لتجرحه بعمق وتعلمه أن كل طيب لن يظل هكذا وانما نسي جملة
"اتقي شر الحليم إذا غضب"

***********





بعد عدة أيام كان(يوسف)قد قام بعمل حفلة بمناسبة صفقة قوية لشركته وكان معه زوجته ونار قلبه(إينار)التي كانت ترتدي ثوب أحمر كعادتها ملتصق بجسدها الملفوف وعليه سترة سوداء قصيرة من النوع الحريري وقد أطلقت لخصلاتها الليلية العنان لتنساب على ظهرها حتى آخره ثم هتفت:
-الله حلو أوي يا(يوسي)المكان ده.
ثم مصمصت شفتيها:
-يا سلام فكرني بزمان أيام ما كنت برقص عارف...
ولكنها وجدت(يوسف)يحدجها بنظرة نارية حتى ابتلعت ذكرياتها وكأنها لم تكن:
-و لا متعرفش ...أحسن لك.
جس(يوسف)على أسنانه بغيظ:
-أحسنلك إنتي يا (إينار).

هزت(إينار)رأسها:
-و ماله يا(يوسي)يا حبيبي دي حتى كانت ذكريات معفنة مش من ليفلنا.
اخترقت ضحكة شفتي(يوسف)بصعوبة مما قالته(إينار)وضحكت له مغازلة اياه:
-يا لهوي عليك حلو و قمر.
جاءت فتاة لتهتف بإعجاب وهي تنظر إلى(يوسف):
-هاي يا(يوسف)؟
التفتت إليها(إينار)وكادت تحرقها بعينيها وهي تتأمل هذا الشيء و ما زاد حنقها رؤيتها ل(يوسف)وهو يلتفت إلى تلك الفتاة ببسمة لبقة:
-أهلًا(ميريهان)عاملة ايه؟
ابتسمت(ميريهان)وهي تتكلم بخجل:
-الحمد لله و إنتَ عامل إيه؟
وضعت(إينار)ابهامها أسفل ذقنها وسبابتها بجانب وجنتها وقاطعتهما وهي تكاد تفتك بالفتاة:
-هو عامل جمعية يا حبيبتي و هيقبضها الشهر اللي جاي؟
ثم نظرت إلى(يوسف)وهي تشير إلى الفتاة:
-مش هتعرفني على الكتكوتة و لا هفضل قُلة ما بينكم؟
هتفت(ميريهان)باستنكار:
-إيه قُلة؟ مين دي يا(يوسف)؟
نظرت(إينار)إلى(يوسف)وقامت بتقليد الفتاة:
-أه صحيح مين دي يا(يوسف)؟
ثم التفتت إليها بشراسة:
-أنا مراته يا عنيا فيه حاجة و لا أجبلك رز بلبن معانا؟ يلا يا حلوة من هنا قال إيه مين دي يا(يوسف)؟ أنا عمله الرضي يا عنيا.
ثم نظرت إلى(يوسف)الذي ضحك بصوت مرتفع ولم يستطع التوقف حتى سألته(إينار)باستنكار وهي تراقب رحيل الفتاة بغضب:
-بتضحك على إيه؟
ضحك(يوسف):
-بضحك على غيرتك بحبها اوي. دا البنت خلاص مش هتعمل كده تاني. وبعدين دي كانت زميلتي في الجامعة وبتشتغل في الشركة بتاعتي.
رفعت(إينار)سبابتها محذرة:
-عالله يا(يوسي)أنا بحذرك أهو تيجي ناحيتك في الشركة. و بعدين هي مالها بتسلم عليك كده ليه؟ و لا كأنها الجيرل فريند بتاعتك



أمسكها(يوسف)من يدها وقبلها هامسًا:
-مفيش غيرك تملى عيني يا(ناري) .
توردت وجنتيها بالخجل وقالت بخفوت:
-يا لهوي عليك يا(يوسي)و على كلامك...
غمز لها بشقاوة:
- انتي لسه شفتي حاجة لما نروح بس؟
ثم قال بخبث:
-وبعدين البدلة الدهبي وحشتني.

********



بدأ الضيوف في حفل زفاف(سالي)و(قاسم)يتوافدوا منهم(عمر) ومعه(فريدة)وقد تركا(موسى)مع حماتها(فاتن)وبدأت(فريدة) ابداء اعجابها بالحديقة الغناء:
-الله ما شاء الله المكان جميل أوي يا(عمر).
ابتسم(عمر):
-أيوة يا حبيبتي مهو عمو(صالح)و طنط(سعاد)أغنيا ما شاء
الله يعني.
هزت(فريدة)رأسها وهي تتلفت يمنة و يسارًا:
-أه ما شاء الله باين.
ثم أشارت إلى وجهها بفخر:
-شفت بقى ماسك الفحم كان مفيد إزاي؟
التفت إليها(عمر)بفزع:
-تاني يا(فريدة)إنتي لسه فاكرة ماسك الهم ده؟
كادت أن تفلت ضحكة من بين شفتيها وهي تنظر إليه:
-يخرب عقلك يا(عمر)دا أنت كان شكلك مسخرة و إنتَ مرعوب و بتترعش...
وضع(عمر)يده على فمها:
-شششش بس خالص بلاش فضايح
قاطعه صوت(يونس)وهو ينادي عليه:
-يا(عمر)إزيك؟
التفت إليه(عمر)و(فريدة)التي هتفت بفرح:
-(يونس)حبيبي إزيك.
اقترب(يونس)واحتضن(فريدة)بحن و:
-إزيك يا(فري)وحشتيني.
ابتسمت(نسمة)التي تجاوره:
-إزيك يا(عمر)
واحتضنت(فريدة)بحنو:
-وحشتيني يا(فري).
ثم قالت بحفاوة:
-عايزين نشوفكم بقى و نشوف(موسى).
ابتسمت(فريدة):
-أه طبعًا نيجي.
رفع(عمر)يده للأعلى بمزاح:
-بس يا(نسمة)لو صدعتي متعيطيش عندنا(موسى)ما شاء الله جاعورة.
ضحك(يونس)وهو يلكزه في كتفه بقوة:
-يا سيدي يعني إحنا عندنا ملايكة إحنا عندنا جاعورتين(يامن)و
(مايا) قايمين بالواجب و زيادة معايا أنا و(نسمة).

دلك(عمر)كتفه من أثر قوة(يونس):
-يا عم(يونس)خف إيدك شوية أنا مش قدك.
ضحك أجمعهم و(يونس)يحتضن خصر(نسمة)وكأنه يخشى عليها أن تضيع منه مثلما حدث منذ عدة أيام.
و(نسمة) تمسك طرف كفه بيدها اليمنى وتتشبث بها للشعور بالأمان وقد وجدته معه فقط.
في هذه الأثناء كانت تقف(سعاد)تتأمل حديقة الفيلا وهي ترى العاملين على حفل زفاف فتاتها الوحيدة(سالي)التي قررت هي و (قاسم)عمل الزفاف بالنهار ولا يقوما بعمل زفاف مكلف بإحدى الفنادق وهذا احترامًا ل(قاسم)وقدراته المادية والذي اقترح على (سالي)أن يسافرا إلى "ماليزيا" وتوفير مال زفافهما لشهر عسلهما.
تنهدت(سعاد)بعمق ثم توجهت إلى عامل يقوم بوضع الزهور البيضاء على كل منضدة وطلبت منه بهدوء مصطنع:
-من فضلك حُط الزهور الحمراء على كل ترابيزة مش البيضا بس.
هز العامل رأسه باحترام:
-حاضر يا(سعاد)هانم.
وجدت(سعاد)زوجها(صالح)خلفها يربت على كتفها برفق هامسًا في اُذنها:
-كل حاجة هتبقى جميلة متقلقيش.
التفتت(سعاد)إليه نافية وعينيها تتحرك بتوتر:
-أنا مش قلقانة خالص يا(صالح).
رفع(صالح)إحدى حاجبيه بمرح:
-اهمم يا(سوسو)هتضحكي على(صالوحتك)؟
زفرت(سعاد)وهي تكاد تنهار:
-أووف أيوة أنا مرعوبة مش قلقانة بس.
ثم أشارت إلى كل الحديقة:
-عايزة كل حاجة تكون جميلة و كاملة.
تفاجأت(سعاد)برفع(صالح)لكفها إلى شفتيه ليقبلها بدفيء
محبب:
-وجودك هيخلي كل حاجة كاملة يا(سعاد).
تأثرت(سعاد)وربتت على كفه بيدها الأخرى هامسة بعينين دامعتين:
-يا حبيبي يا(صالح)ربنا ما يحرمني منك و لا من وجودك جنبي.
كان(مروان)يراقب من بعيد والديه وقد شعر بسعادة ورضا لرؤيته لهما بهذا الترابط والتفاهم ونظر إلى ساعة يده ليجدها تشير إلى الثالثة عصرًا.
ثم وجد كلمة في أُذنه بصوتها المحبب إلى قلبه:
-بحبك.


التفت إلى(بسملة)ليجدها فاتنة بثوبها الفيروزي وكم تألقت بخصلاتها التي رفعتها للأعلى لتضع دبوس ماسي على شكل فراشة في المنتصف وتترك خصلاتها الرفيعة لتتهدل على كتفيها حتى أطلق(مروان) صافرة اعجاب بعدها:
-إيه القمر ده؟
ثم أعقبها ممازحًا:
-وبعدين هتبقي أحلى من العروسة يعني؟
وضعت(بسملة)أناملها على فمها لتوقف ضحكتها الرقيقة:
-يا خبر عليك يا(مروان)طب خلاص بقى مش وقته مغازلات في بيتنا يا أستاذ.
غمز(مروان)بمرح:
-هنعمل إيه في البيت ها؟
ثم حاوطها فجأة من خصرها ليدفعها نحوه هامسًا:
-هنرقص على "منير" الكينج لما النسيم؟
ابتلعت(بسملة)ريقها وضربات قلبها التي خشيت باقي الحضور يسمعها وتنهدت:
-مجنون و بحبك.
ملس(مروان)على وجنتها بنظرة عميقة وتنهيدة أقوى:
-هصبر و أمري لله.
ثم أعادها لجانبه بهدوء سائلًا اياها محاولة منه لكبت مشاعره الجياشة:
-أخبار(سالي)ايه؟
ابتسمت(بسملة)بفرح:
-الحمد لله يعتبر خلاص خلصت و حتة قمر ما شاء الله.
همس(مروان)وقد عادت مشاعره مرة أخرى:
-و الله ما فيه قمر غيرك.

ابتعدت(بسملة)متنحنحة:
-طب يا(مروان)أنا راحة أطمن على(سالي).
و تركته شبه مسرعة خوفًا من تقبيلها فجأة بنظراته المخيفة هذه
تأملها(مروان)وابتسم وهو يدُس كفيه بجيبي بنطال سترته السوداء ثم سمع صوت(عمر)و(يونس)وهما يتضاحكان بالحديقة حتى خرج ليرحب بهما.
وبعدها أتى(قاسم)في سيارته وهي مزينة بالزهور والشرائط الحريرية و بدأ انطلاق الزغاريد من حلوق السيدات والموسيقى تصدح في كل أرجاء الحديقة و(يونس)و(عمر) و(مروان)يرحبوا به حتى هتف(مروان):
-إيه يا عريس الحلاوة دي.
ضحك(قاسم):
-تسلم يا(مروان)هتغر على فكرة.

ضحك(يونس)وهو يضع يده على كتفه:
-إتغر يا سيدي الليلة ليلتك.
ضحك(عمر):
-أيوة عيش اللحظة يا(قاسم).
تنحنح(قاسم)بحرج:
-المشكلة إني ملخوم على الآخر.
اصطنع(مروان)الصدمة:
-ملخوم إيه يا عم الحاج. لأ مينفعش كله إلا اليوم ده.
ابتلع(قاسم)ريقه بقلق:
-أبوس إيدكم هي مش ناقصة.
ضحك(يونس)وهو يربت على كتفه:
-متخافش خالص يا(قاسم)هو بس دلوقتي و بعدها هتبقى زي الفل لا تقلق.
هتف(عمر):
-آااه أهو كلمة لا تقلق دي كفاية تقلقك بجد.
ضحك الجميع وأصبح الجو أفضل وأجمل مع ضوء الشمس الذي قوي ليُظهر جمال الزهور الموضوعة على كل منضدة والممشى الأبيض الممتد من باب الفيلا حتى خارجه...
وجاءت اللحظة الحاسمة ل(قاسم)وهو ينتظر خروج(سالي)...
حتى رأى أميرته وهي تتهادى بثوب زفافها الذي قام باختياره معها على هاتفها وقد كان ذو أكمام وأسدلت(سالي)شعرها بالكامل على ظهرها ويترأسه تاج رقيق ذو كرات من الماس الصغير اللامع.
تأبطت(سالي)ذراع(صالح)وهو ينظر إليها وعينيه تدمع فرحًا لرؤية صغيرته قد نضجت وستصبح زوجة و أُمًا فيما بعد وهبط بهدوء معها على درجات السلم والجميع ينظر إليهما و(منه)صديقتها تهبط خلفها وبجانبها(بسملة)وهما يلتقطان طرف ثوبها وكان النصيب الأكبر للفرحة(سعاد)وعينيها التي لم تبطل من الدموع أما السعادة الكاملة المكتملة فقد كان(قاسم)الذي ينتظرها بالأسفل وهو يناظرها بعشق وكأنه يرى نجمة تهبط على كوكب مظلم لتنيره...
هكذا يراها دائمًا.
تنهد بقوة وهو يمسك كفيه بعضهما ببعض و(زين)وجميع أصدقائه يحاوطوه من كل جانب و(ليفه)الذي بكى فرحة له وسعادة واحتضنه بقوة و(قاسم)يحتضنه بحب ،امتزجت صافرات أصدقائه مع الموسيقى حتى وصلت(سالي) إليه وقد كانت في قمة خجلها وقلبها يرتعش من نظرته القوية إليها حتى سلمه(صالح) يد(سالي)ليقول بصوت متهدج:
-أنا مديلك بنتي يا(قاسم)و عارف اني بسلمها لراجل هيحافظ عليها ويصونها.
احتضنه(قاسم)بقوة ثم عاد ونظر إلى(سالي)وهو يرفع خمارها من على وجهها ليجدها تشبه الأميرات في ثوبها ومساحيق التزيين الرقيقة التي أظهرت جمال وسع عينيها البنية وخصلاتها الكاكاوية اللامعة.
ونظر إليها بعدم تصديق حتى أمسك كف(سالي)ووضعه على قلبه:
-عمي لازم تعرف إن(سالي)بالنسبة ليه هي أمل ظهرلي في حياتي الغلط و خلاها الصح.
وأعقبها باقترابه من جبينها حتى لثمها بشوق وبعدها رفع كفيها ليقبلهما بين باطن كفيه أعقبها تهليل الجميع والزغاريد تنطلق مرة أخرى من كل صوب.
خرج(قاسم)و(سالي) إلى الحديقة الساحرة ليرقصا على نغمات موسيقية هادئة :
-يا ما حكيت عليك للناس و للأيام
قالولي خيال وقلت حقيقة مش أوهام
قالوا ملاك بتحلم بيه و مش إنسان
راهنت عليك و أديني بقيت أنا الكسبان


و ردد (قاسم) الكلمات التالية وهو يتأمل ملامح(سالي)البريئة:
أنا راسمك في خيالي من قبل ما أكون وياك
و سنين و أنا بستناك عايش على نور الشوق
قالوا عليا ليالي عايش في أمل كداب
مسكين ماشي ورا سراب
و مسيره في يوم هيفوق
ثم احتواها وهو ينظر في عينيها ليكمل:
و أدي المسكين بقى دلوقتي ليه حاسدين
ومش فاهمين و سألوني عرفت منين
من إني في يوم هقابلك من بقيت الناس
و أنا رديت بإني مشيت ورا الإحساس
لم تستطع(سالي)تمالك ضربات قلبها وقد رفعت كفيها وهي تلمس وجنته وعينيها تضخ بالشوق واللهفة.
كان الجميع ينظر إليهما بسعادة ويصفقون.
أما(سعاد)فقد كانت تقف بجانب(صالح)الذي وضع كفه على كتفها وهما يتأملان(سالي)والبسمة تنير وجهها وعينيها تومض ببريق الحياة ،كم أحبا نظرة(قاسم)إليها وهو يبثها حبه من خلال ترديده لكلمات الأغنية.
(بسملة)و(مروان)فلقد كان يلصقها على جانبه ويحاوطها بذراعيه...و(يونس)يضع كفيه على كتفي(نسمة)ويهمس لها بكلمات لا يسمعها غيرهما وهي على اثرها تتورد وجنتيها سعادة وخجلًا ،كمان كان(عمر)يغمز إلى(فريدة)بشقاوة هامسًا وهو يتأمل شفتيها الجميلة:
-فريدة قلبي وحبيبتي.
ابتسمت(فريدة)بخجل:
-هممم عايز إيه؟

(عمر)وهو يحرك حاجبيه بعبث:
-ماسك الفحم هياكل من وشك حتة؟ مش هنجيب مليجي بقى؟
رفعت(فريدة)حاجبيها بحنق:
-تاني يا(عمر)مليجي تصدق إنتَ فصيل؟
ضحك(عمر)ثم اقترب وجهُ من وجهها:
-بحبك يا(فريدة). فاكرة القلم الرصاص يااااه أنا بحب عم (مدبولي).
ضحكت(فريدة):
-متفكرنيش فاكر(يونس)بقى لما قفشنا .
ضرب(عمر)جبينه براحة كفه:
-متفكرنيش.
ثم راقب(يونس)الذي لم يكن مع أحد سوى(نسمة)وهو يهمس لها...
حتى احتضن(عمر)حبيبته الفريدة من نوعها هامسًا:
-بحبك يا أحلى واحدة و أول و آخر واحدة تدخل قلبي.
لم تستطع(فريدة)التفوه بكلمة بعد أنفاسه الحارة التي تخللت أُذنها لتشدد على كفيه بقوة وبعدها تنهدت بقوة:
-بحبك...بحبك يا مجنون.
هكذا كان أبطالنا كل منهما يعيش بقصة حبه ونصفه الآخر معه وبعد أن مر كل منهم بصعوبات الحياة إلا أنهم كانوا أقوى منها وتصدوا لها بقوة حتى تغلبوا عليها وما زال لديهم قوة الصمود والوقوف في وجه الحياة.



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:23 PM   #79

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الخاتمة

بعد مرور عام ونصف من حياة أبطالنا...
أصبح لدى(ميرال)شركة صغيرة لتصميم الملابس وبالتأكيد من تصميمها وسمت الشركة "ميرال فاشون" وكم أصبحت ناجحة
كانت(ميرال)تجلس على مقعدها لترسم تصميم جديد ولم يكن بالشركة سواها في وقت الظهيرة حتى وجدت(أسمر)يقف أمامها ببسمة:
-صباح الخير.
لم تعيره انتباهها حتى تكمل رسمتها ولكنه وضع يده على الورقة وقال بإصرار:
-شوفي يا(ميرال)مهو مفيش حد هيستحمل التاني غيري أنا و إنتي .
تخللت بسمة إلى جانب شفتي(ميرال)وسألته وهي تربع ذراعها:
-وهو إنتَ فاكر إني هرضى بيك أصلاً؟
رفع(أسمر)حاجبيه دهشة:
-ومين قالك إنك مش هترضي بيه؟
ضحكت(ميرال)بسخرية:
-معقول هترضى ترتبط بواحدة حرامية زيي؟
مط(أسمر)شفتيه ثم اقترب منها:
-هتذليني بالموضوع ده يا(ميرال)أنا هرجع اقولهالك تاني أنا آسف و أنا آسف و أنا آسف. و أنا اللي مش كويس أنا زفت و مش هتعدل إلا بيكي.
ضحكت(ميرال)ثم عدلت شفتيها بجدية:
-إحم أنا مشغولة دلوقتي و معنديش وقت أتكلم فيه.



ثم كادت أن تتركه لولا تمسك(أسمر)بكفها ليقول بنبرة مرجوة:
-(ميرال)أرجوكي سامحيني أنا غبي و معترف بكدة. أنا من بعد ما روحتلك البيت من سنة و نص و أنا بحاول أعتذرلك و مش قابلة إعتذاري لكن أنا أخدت عهد على نفسي إنك هتكوني ليه و أنا هكون ليكي. سيبتي الشركة و عملتي شركتك الصغيرة و بردو روحت وراكي و على فكرة لو رفضتي دلوقتي مش هبطل أروحلك في كل حتة.
ثم أخذ نفسًا بعد أن قال حديثه هذا في نفس واحد.
تأملته(ميرال)وصمتت وهو يترقب اجابتها التي ستطلقها من بين شفتيها وإما أن تُسعده وتجعله طائر لعنان السماء أو تصيبه في مقتل وتكسر جناحه.
حتى لاح الأمل بعيني(أسمر)عندما رأى ابتسامتها وهي تخبره بإيجاز:
-موافقة.

تراجع(أسمر)ثم اقترب منها يمسك كفيها يهمس سائلًا إياها بلهفة:
-إنتي وافقتي صح؟ أنا سمعتك بتقولي موافقة.
هزت(ميرال)رأسها وهي تضحك وتنساب خصلاتها للأمام:
-أيوة وافقت يا(أسمر).
قفز(أسمر)من مكانه كالأطفال هاتفًا:
-أيوة يااااس.
وجعل(ميرال)تقفز معه:
-يلا نطي معايا إحنا لازم نفرح و نعمل كل حاجة تبسطنا.
قفزت(ميرال)معه وهي تضحك وتراقب سعادته حتى هتفت:
-كفاية يا(أسمر)فرهدتني.مش قادرة يا مجنون.
أخذها(أسمر)في حضنه وهو يملس على شعرها الكستنائي آخذًا شهيق وزفير:
-(ميرال)إحنا لازم نتجوز علشان نوقف اللي بيحصل ده.
رفعت(ميرال)رأسها من على كتفه مستفسرة:
-إيه اللي بيحصل؟
اقترب(أسمر)من وجهها ورفع أنامله ليمسك طرف ذقنها بخفة:
-نحسنا يا حبيبتي.
انطلقت اقوى ضحكة من حلق(ميرال)حتى رددت وهي تأتي بجزعها للأمام من أثر ضحكها:
-نحسنا؟
اصطنع(أسمر)الحزن:
-بذمتك يا شيخة مش واخدة بالك إننا لما بنقرب من بعض تحصلنا مصيبة و نبعد عن بعض سنة أو سنة و نص كده و نرجع و ربنا يكرمنا و نقرب تاني و نتصالح وهوب...النحس يجي.
مَثل(أسمر)البكاء:
-أبوس إيدك يا(ميرال)يلا نتجوز لو معملناش كده هتجيلنا مصيبة و مش هنتقابل و لا تصالح إلا بعد سنة و نص.
ثم هبط على ركبة واحدة وأخرج من جيبه علبة مخملية صغيرة ليفتحها قائلًا وهو يتأمل زيتونيتها الفاتحة هذه المرة المائلة للعسل:
-(ميرال)ممكن تقبلي تتجوزيني؟
هزت(ميرال)رأسها موافقة وهو يضع الخاتم بإصبعها:
-موافقة.
ثم أوقفته وهي تقترب منه وتمسك كفيه تنظر إلى عينيه:
-موافقة يا(أسمر)نكون مع بعض و تشارك جنوني و جنونك و نجيب عيال هبل و مجانين.
قبلها(أسمر)من رأسها:
-هتكون أحلى دنيا و هي معاكي .

**********

خرجت(سالي)من غرفتها لتتجه إلى غرفة طفلها(مالك)الذي كان يبكي في فراشه وحملته بحنو وهي تهدهده:
-باس يا حبيبي...متزعلش يا قلبي مامي معاك.
دلف(قاسم)الغرفة لينظر إلى(مالك)الذي استكان على كتف حبيبته (سالي)وقال هامسًا:
-كان ماله؟
وضعته(سالي)بروية هامسة وهي تُخرج(قاسم)من الغرفة:
-بص عادي(مالك)علشان قرب على الخمس شهور فبدأ يسنن هو عامل زيي بيسنن بدري.
هز(قاسم)رأسه:
-أه فهمت طب إيه ما تيجي أقولك كلمة.



رفعت(سالي)إحدى حاجبيها وهي ترتكن بمرفقها على الحائط:
-هممم إنتَ مبتزهقش كلام يا(قاسم).
لمس(قاسم)وجهها بأصابعه وهو يغوص بحدقتيها:
-عمري ما أزهق منك يا حبيبتي.
ثم سحبها من كفها ليحتويها في حضنه الدافئ ويخبرها بكل كلمة وبأدق تفاصيلها.
*********





جلست(بسملة)بجوار(مروان)بالب يت وأمسكت يده بفرح حتى نظر إليها ليسألها ببسمة:
-حبيبتي(بسملة)؟خير وشك منور.
ترقرقت دموع الفرح من حدقتيها:
-أنا حامل يا(مروان).
التفت(مروان)إليها بكل جسده هاتفًا بفرح:
-إنتي بتتكلمي جد يا(بسملة)؟ أخيراً؟
أومأت(بسملة)بفرح وعبراتها تنساب بيسر على وجنتيها:
-و الله حامل و في الشهر الأول كمان.
امسك(مروان)بكفيها وقبلهما بلهفة:
-الحمد لله يا رب. لك الحمد و الشكر. مبروك يا قلبي يا أحلى(بسملة) في حياتي.

ضحكت(بسملة)وقالت بأمل:
-شفت يا(مروان)برغم اللي مرينا بيه إلا إن حبنا طلع أقوى من كل الظروف و فضلنا مع بعض.
همس(مروان):
-وهنفضل مع بعض إن شاء الله.
ثم اشعل أغنيتهم المفضلة وهو يراقصها مرددًا:
-لما النسيم...بيعدي بين شعرك...حبيبتي بسمعه...بيقول آهااات
هتف(مروان)بشوق واقترب من(بسملة)يحتويها بذراعيه:
-يااه يا (بوسبوستي) فاكرة ؟
أومأت(بسملة)بحب:
-فاكرة و عمري ما هنسى يا حتة مني.

*********
ومازال الحب سيد(نسمة)و(يونس)وقد اكتفيا بطفليهما(يامن) و (مايا) وكان حبهما لبعضهما أصبح اقوى من ذي قبل...
و أما أخف زوجين(عمر)و(فريدة) فلقد حباهما الله بعد(موسى) بطفلتهما(رقية)التي تشبه والدتها(فريدة)وما زال(عمر)يثير الحنق ل(فريدة) بقوله(ما تيجي نجيب مليجي)وهي تحبه وتعشق جنونه.

**********

(صالح)و(سعاد)اصبحا لا يستطيعا الاستغناء عن بعضهما و فرحا بخبر حمل(بسملة)بعد طول انتظار و عناء...و(مالك) من ابنتهما (سالي)...وقد علما أن الله عوضهما خير...
***********

(غدير)ما زالت ممثلة وقد قامت بعمل فيلم من انتاجها يحمل طيات حياتها ولكن مع اختلاف النهاية بحبها لزوجها ومسامحته على غير الحقيقة المُرة التي فعلتها في(إياد)الذي ما زال خلف القضبان ويعتبر قد اصبح من المرضى النفسيين بعدما فعلته به وأما(سيلين) فلقد عملت حرة كمطربة ولا تسمح لأحد باحتكارها بعدما فعله معها(إياد).
************
طبيبتنا(سلسبيل) تركت المشفى الذي كانت تديرها مع طليقها
(طارق)وامتلكت عيادة خاصة بها وابتعدت عن جنس الرجال بالأكمل فالحياة دونهم افضل بكثير وما زال(طارق)يحاول اعادتها و لكنها كلما تراه تنظر إليه باستهزاء وتخبره:
-أنها كانت حقيقة وأصبحت سراب.
*********

(أروى)ما زال(داغر)يحبها ويشعرها بالأمان بعد أن حُرمت من لذة الحب و الشعور أنها امرأة جميلة تثق بذاتها وبشخصيتها و(داغر)أيضًا ما زال يراها أجمل امرأة في عينيه...و يحمد الله على وجودها في حياته وقد مَن عليهم الله بطفلتهم(سديم)التي تشبهها وتأخذ لون عينيه الفيروزية.
************
وأخيرًا نختم بثنائينا(يوسف)و(إينار)وابنه ما(قصي)فلقد قام
(هادي)بكل شيء وأصبح الطفل باسم(قصي يوسف عدنان الكيدي). الذي كبر الآن وكانت(إينار)تحمل طفلها الثاني أو بالأخص طفلتها الثانية فهي فتاة.
و(يوسف)يراها ما زالت(ناره)التي شغلت قلبه منذ أن رآها بالملهى الليلي ببدلتها الفيروزية وسبها للرجل الذي حاول مغازلتها ورفع مداسها عليه...
كم يعشق كل حركاتها وتصرفاتها الغير منطقية واللاعقلية ولكنها (إينار اللي اسمها من نار)
و(إينار)لا زالت تناديه ب(يوسي)الحبيب والصديق بالنسبة إليها والأمان والسُترة إليها فتتمنى أن يظل بجانبها ولا يتركها و إذا رأته مع واحدة تحدثه برقة كما حدث سابقًا تذهب وتكاد تأكلها من غيرتها و تلقيها بأقوى الألفاظ ومع امتزاج كلمة ( لأ يا روحي و يا عينيا) ولا مانع من وضع كلماتها الإنجليزية المعربة بطريقة عجيبة. هكذا هي في نظره(ناره)وهو في نظرها(يوسي).

*********


وهكذا هن النساء تكون رائحتهن عبقة وبجرحهن ستزول رقتهن ويصبحن وجه آخر فإياك وفرطهن كفرط الياسمين



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 07:56 PM   #80

Waafa

? العضوٌ??? » 403827
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » Waafa is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية جميلة خفيفة على القلب ❤


Waafa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.