آخر 10 مشاركات
100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-20, 11:11 PM   #61

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس و العشرون

قاد(مروان)سيارته وبجواره(بسملة)متجهان إلى منزل والديه وذلك بسبب مهاتفة(سعاد)له وقد أخبرته بما حدث وأن عليه المجيء حتى يهدأ الأوضاع.
تنهدت(بسملة)بقلق ثم نظرت إلى(مروان)تسأله:
-هو عمو(صالح)اتعصب للدرجاتي؟
زفر(مروان)بغضب وهتف:
-يا بنتي بقولك كان هيضرب(سالي) بالقلم تخيلي ده معناه إن بابا فقد أعصابه يا(بسملة).
ثم أخذ شهيقًا عميق وأفرغ الهواء الذي برئتيه بحرارة:
-استغفر الله العظيم يا رب. ربنا يجيب العواقب سليمة.

هدأته(بسملة)وهي تربت على كفه:
-اهدى يا حبيبي خير إن شاء الله و عمو(صالح)إنتَ عارفه بيتعصب اوي و بعدها تروح عصبيته على مافيش.
نظر إليها(مروان)سريعًا ثم التفت إلى الطريق:
-يا رب يا(بسملة).
بعد فترة من الوقت كانا بالمنزل ويجلسان مع(سعاد)التي قالت بقلق هامس:
-(صالح)مش هيجيبها لبر أول مرة أشوفه منفعل و متعصب بالشكل ده.
(بسملة)محاولة تهدئتها:
-إهدي يا طنط خير متقلقيش ده عمو(صالح)طيب و هيهدى متقلقوش.
هز(مروان)رأسه بعدم استيعاب وأردفت(سعاد)نافية:
-لأ يا(بسملة)عمك(صالح)المرة دي مش مطمني.
أتى على ذكر حديثها(صالح)الذي وقف ورأى مظهرهم وملامح وجوههم التي توحي بالقلق وما كان منه إلا ابتسامة ساخرة:
-أهلاً يا(بسملة)إنتوا جيتم ونورتم هي(سعاد)قالتلكم؟
ثم أشار إلى(مروان)ليكمل بتهكم:
-وإنتَ بقى اللي هتحل الأزمة دي؟
ثم انقلبت نبرته للغضب الشديد:
-مش هيحصل جواز(سالي)من الواد الصايع ده مش هيحصل.
اتجه إلى الباب وصفعه خلفه تاركًا إياهم في ذهول تام.
حتى قالت(سعاد)بحزن وهي تنظر إليهما:
-مش قلتلكم أنا مش مطمنة.
ضاقت عيني(مروان)وقام:
-أنا هروح أتكلم مع(سالي).
تركهم ليرى شقيقته وما حل بها. ومن(قاسم)هذا الذي قررت الارتباط به وكيف يصبح بهذه الوضاعة وهي تقبل به؟
طرق على باب غرفتها وسمع صوتها مختنقًا:
-أدخلي يا ماما.
في هذه اللحظة كانت(سالي)قد بعثت برسالة إلى(قاسم)أخبرته برفض والدها له ثم لم تجد ردًا منه حتى هذه اللحظة نظرت إلى الباب بعد أن أذنت للطارق بالدخول وتفاجأت أنه(مروان)الذي رسم بسمة حنون على شفتيه وهو يقترب منها:
-إزيك يا(سولي)وحشتيني يا قردة.
انطلقت(سالي)من على فراشها واتجهت صوبه تحتضن اياه وهي تبكي بحرقة:
-(مروان)الحمد لله إنك جيت أنا محتاجاك أوي.
ربت(مروان)على شعرها وهدأها بهمس:
-طب إهدي بس واحكيلي اللي حصل.
هدأت(سالي)وهي تحاول ايقاف شهقاتها:
-بابا قلب عليه جامد أوي يا(مروان)تخيل كان هيضربني.
ابتسم(مروان)وهو يربت على ركبتها:
-ده بابا يا(سالي)اللي بيحبك ويخاف عليكي والفرق كبير بينك وبين(قاسم)ده شوفي هو عايش فين وانتي عايشة فين شوفي تعليمه وتعليمك ده الفرق بينكم زي الفرق بين السما و الأرض. وبعدين تعالي هنا هو ينفع إنك ترتبطي بواحد زي(قاسم)ده؟ صايع وعايش في حارة و بابا سمع الناس بتقول عنه ايه!! ف إزاي عايزاه يوافق يا(سالي)؟!
ترقرقت الدموع بعيني(سالي):
-يا ريت تسمع الموضوع من أوله و بعدها أحكم.



صمت(مروان)لينصت إليها وهي تمسح عبراتها بسبابتها ووسطاها:
-حط نفسك مكان(قاسم)ومعندكش لا أب و لا أم الإتنين ماتوا و سابوك لوحدك عايش بطولك في الحارة دي. تفتكر هتطلع ايه؟
ثم ابتسمت(سالي)بسخرية:
-على فكرة يا(مروان)أنا هقولك على حاجة جايز هتستغربها بس هصارحك عارف إن(قاسم)لما شافني أول مرة في الكلية كان شايفني بنت و خلاص هيتعرف عليها لكن هو اتفاجأ بصدقي و أخلاقي و هو حس إنه كاره نفسه بسببي بسبب إنه أول مرة يقابل حد نضيف على لفظه وبعد معرفته بيه جالي في مرة و صارحني باللي كان هيعمله و إعترف إنه إنسان وحش وهو كره كده و
هيبعد عني لغاية ما يرجع في يوم من الأيام ويكون إنسان
جدير بيه.


تعجب(مروان)مما قالته(سالي)التي أكملت وهي تنظر للأسفل:
-و رجعلي بعد سنة و نص وفاجأني إنه شخص تاني و مش هنكر إنه بقى للأحسن كمل تعليمه يعتبر نقل من الحارة لشقة في مكان كويس حاول يبعد بقدر الإمكان عن اللي عمل فيه كده لأنه حب إنه يكون إنسان محترم أرفع راسي في وسط الناس و أقول ده هيكون شريكي في الحياة.
كاد أن يتكلم(مروان)ولكن(سالي)سألته بحزن:
-ده واحد عمل علشاني المستحيل تفتكر(قاسم)لو كان وحش كان هيرجعلي يا(مروان)؟
ثم هتفت بغضب ملوحة بيدها:
-بابا راح سأل في المكان الغلط. ممكن أعرف مراحش ليه في المكان اللي بقى عايش فيه؟ و لا راح سأل في الشركة اللي بيشتغل فيها؟ ليه يسأل عنه في حارة(الكوفتي)يا(مروان)ليه...� �يه؟

وأجهشت بالبكاء واضعة كفيها على وجهها.
كم تألم(مروان)لرؤية شقيقته على هذا الحال فلقد ذكرته بحاله فيما مضى عندما كانت تضع(بسملة)حائل بينهما كان يشبهها تمامًا.
وقف أمامها وأزاح كفيها وهو يمسح عبراتها بسبابتيه من على وجنتيها الحمراء وقال ببسمة:
-حبيبتي(سولي)أختي الصغننة متقلقيش هقف معاكي أنا هروح بنفسي اسأل عليه بس اديني العنوان و لو لقيت انه إنسان محترم زي ما بتقولي. أنا اللي هقف لبابا وهجوزك ليه.






تهلل وجه(سالي)وهتفت غير مصدقة من بين شهقاتها:
-بجد يا(مروان)؟
ضحك(مروان):
-بجد يا قلب(مروان).
قبلته(سالي)من وجنته:
-ربنا يخليك ليه. بحبك أوي والله.
احتضنها(مروان)بقوة وهو يبتهل من الله أن يمر الأمر كما يريد فيكفيه سعادة شقيقته وأن تحل محل الدموع هذه الضحكة الصافية البريئة.

**********


كابوس رأته في الليلة الماضية وحمدت الله أنه ليس حقيقة ولكن أن ترى هذا الكابوس يتحقق أمام عينيها ولن تستطيع الفرار منه.
التفتت(إينار)وهي تحمل ولدها سمعت صوت يهتف باسمها بكل دهشة:
-(إينار)مش ممكن؟
أجل إنه كابوس وقد تحقق هي تكرر هذا بداخلها ألجمت الصدمة لسانها فلقد نظرت إلى مُناديها وقد تشبثت بطفلها وكأنها تخشى فقدانه وخرج صوتها رغمًا عنها مبهوتًا:
-(عمر)؟!
اقترب منها(عمر)وهو يتفرسها:
-أيوة أنا يا(إينار)عاملة ايه؟ وأخبارك؟


ثم نظر إلى الطفل الذي ينظر إليه بزرقاويه وهو يضع رأسه على كتف(إينار)ابتسم(عمر)ومازال السؤال يظهر على محياه:
-ابنك ده؟ شكل...
قاطعته(إينار):
-ابن(وجيه الدميري)الله يرحمه صاحب الفندق ده اتجوزته بعد ما صاحبك المحترم خلي بينا.
ثم أدركت خطأ هفوة لسانها وقالت بتلعثم وهي تشدد على رأس طفلها:
-بيا صاحبك اللي خلي بيا.
تنهد(عمر)وهو يشعر بالذنب وحاول الدفاع بخنوع:
-(إينار)لازم تعرفي إن(يوسف)منسيكيش ده متعذب بجوازته الجديدة.


ضحكت(إينار)بسخرية:
-اتجوز كمان هيهي...طبعاً اللي زي(يوسف)مبينساش نفسه.
ثم قالت بمقت:
-يستاهل ده من جزاة عمله.
هز(عمر)رأسه بأسى هامسًا:
-مش هعرف أتكلم. خلاص يا(إينار)إنتي حرة.
ثم تركها وذهب مع الوفد قائلًا:
-اتفضلوا معايا.
زفرت(إينار)بعدم تصديق أنها نفذت من أمام(عمر)الذي كان شاهدًا على زواجها من(يوسف)فيما مضى.
ولكن لمَ تشعر بالألم الآن في قلبها ؟
لمَ يطاردها الماضي ويخترق ذاكرتها.
عادت مرة أخرى لغرفة مكتبها وأخذت حقيبتها.
وضعت(آمن)في عربته وخرجت من الغرفة إلى خارج الفندق بسرعة البرق.
بعد ساعة مرت خرج(عمر)من القاعة ليتجه إلى موظف الاستقبال(غايس)يسأله:
-مدام(إينار)كنت عايز أقابلها؟
ابتسم(غايس)بدبلوماسية:
-مين حضرتك؟
كاد أن يتكلم(عمر)ولكنه تفاجأ بوقوف(كريم)وحدج(غايس) بنظرة تعني أن يذهب إلى عمله والتفت إلى(عمر)مبتسمًا:
-أيوة يا فندم؟ حضرتك بتسأل عن(إينار)هانم؟
أومأ(عمر)رأسه:
-أيوة. هي موجودة كنت عايز أقابلها.
ابتسم(كريم)بنفس البسمة الدبلوماسية:
-الحقيقة هي في أجازة ومشيت .
سأله(عمر):
طب ممكن عنوانها؟
أجاب(كريم):
-أنا آسف يا فندم مقدرش.
رفع(عمر)حاجبًا وقال بسخرية:
-متقدرش؟ ليه هي مكانها سري؟
ابتسم(كريم)وهو يتركه:
-ظريف حضرتك جداً. عن إذنك.
وترك(عمر)بدون إجابة عن سؤاله.
ولكن(عمر)ظل يفكر فيما قالته(إينار)وتذكر أيضًا طفلها بملامحه هذه يشبه(يوسف)في صغره. يجب أن يفعل شيئًا.

*************
بعد أن عادت(نسمة)من بيت والدتها نظرت إلى(يونس)الذي جلس على الفراش مبتسمًا:
-(نسومتي)والعيال ناموا أهو...حبيبتي تعالي جنبي.
ابتسمت(نسمة)وجلست بجواره وهي تضع رأسها على كتفه وتتدثر بالغطاء:
-حبيبي(يوني)بقولك ايه؟ عايزة أكلمك في موضوع؟
التفت(يونس)إليها وسألها:
-خير يا(نسومتي)؟
عدلت(نسمة)رأسها وقالت بارتباك:
-الحقيقة الموضوع خاص ب...ب(فريدة)و(عمر).
دُهش(يونس):
-إيه خير يا(نسمة)؟ إيه اللي حصل؟

قصت(نسمة)عليه ما سمعته من(عفاف)و(فاتن)وهي بالمطبخ أثناء عملها للشاي. وبعد أن انتهت(نسمة)تعجب(يونس)وقال:
-إزاي(عمر)و(فريدة)يهملوا طنط(فاتن)بالشكل ده؟ متقلقيش هكلم(فريدة)وبجد شكراً يا حبيبتي إنك عرفتيني. عارفة مش متخيلة ممكن مشكلة زي دي لما تتعرف من دلوقتي سهل حلها لكن بعد كدة بتتعمل مشاكل وخناقات. و انتي ذكية انك قلتيلي مقولتيش ل(فريدة)ولا لماما..
ربتت(نسمة)على وجنته بدلال:
-حبيبي مفيش أحلى و لا أذكى منه حلال المشاكل.
التوى(يونس)بجزعه وامسك بوجهها مقربه من أنفاسه:
-إممم شوفي بقى حلال المشاكل ده هيبهرك إنهاردة.
أطلقت(نسمة)ضحكة ولم يكد يقترب منها(يونس)أكثر حتى سمعا صوت(مايا)وهي تبكي من الغرفة الأخرى.

هتف(يونس)وهو يتراجع بحسرة:
- لأ مش وقتهم أكيد(مايا)هتسكت.
ولكنه سمع صوت(يامن)أيضًا الذي بكى مثل شقيقته.
ضرب بيده على وجههُ وقال:
-ليه بيعملووا فيه كده؟
قبلته(نسمة)من بسرعة:
-معلش يا(يوني)هروح انيمهم وأرجعلك.
قام(يونس)معها ببسمة حنونة:
-أنا رايح معاكي هساعدك.
ابتسمت له(نسمة)بامتنان لمساعدتها وحمدت الله على منحها زوج مثل(يونس)...

*************
فتحت(منى)الباب لتجد شخص يقف وعلى وجهُ علامات القلق تعجبت وهي تنظر إليه:
-أيوة مين حضرتك يا فندم؟
ابتسم الشخص بقلق:
-أنا(قاسم)وعايز أقابل(صالح)بيه و(سعاد)هانم.
هزت(منى)رأسها بتفهم:
-حاضر يا فندم تقدر تتفضل.
جلس(قاسم)على الأريكة ونظر إلى أرجاء الفيلا وكم أعجب بكل شيئًا بها فهي بدت أنيقة بكل ركن من أركانها.
حتى وقف بفزع عندما سمع صوت(صالح)الغاضب وهو يهبط على درجات السُلم ويشيح بيده هاتفًا:
-إنتَ ليك عين تيجي؟
كانت(سعاد)خلفه تحاول تهدئته ولكنه لم يعطيها فرصة التحدث وكان له الحديث الأعظم...
بعد ان هبط نظر إلى(قاسم)من رأسه حتى أخمص قدميه باحتقار وقال:
-جاي ليه يا(قاسم)؟
ابتلع(قاسم)ريقه وقرر التحدث حتى لو كان هذا آخر شيء سيفعله وتكلم بثبات يُحسد عليه:
-أنا جاي لحضرتك أوضحلك و أعرف ايه سبب رفضك ليه؟
رغم ان حضرتك كنت موافق قبلها؟
عقد(صالح)حاجبيه بغضب:
-السبب إنك واحد صايع وحوارتجي متربي في حارة و متليقش بمستوى بنتي.




تملك(قاسم)الغضب وبدأ يتحدث بطريقة غوغائية:
-هو بقى اللي بيعيش في حارة يتسمى حوارتجي؟ ليه اللي عايشين في حارة من وجهة نظرك يا بيه يبقى صايع و ضايع وملوش مستقبل ما أنا قدامك أهو سبت الحارة وكملت تعليمي خلاص وهاخد الشهادة قريب وشغال في شركة محترمة. إيه ناقصني علشان أنول رضى سعادتك ؟
كان في هذه اللحظة خرجت(سالي)من غرفتها بسبب سماع صياح والدها خرجت مسرعة ووقفت عند السُلم لترى غضب(قاسم)وهو يتحدث مشيحًا بيده و(سعاد)تقف خلف(صالح)خائفة. هتفت(سالي):
-(قاسم)؟!


رفع(قاسم)سوداويه إليها وهو يراقب نزولها ببطء وقد لانت نظراته الغاضبة ودق قلبه بقوة ولكن لم يكمل نظراته بسبب(صالح)الذي أشار إليه مستهزئًا:
-هو ده اللي عايزة تتجوزيه يا ست(سالي)واحد حوارتجي وصايع وبيزعق للكبير؟
زفر(قاسم)بغضب أكثر عندما رأى شهقات(سالي)ونظراتها المرجوة إليه أن يهدأ من أجلها ثم أخذ شهيقًا وحاول جعل نبرة صوته هادئة:
-أنا آسف يا(صالح)بيه مكنتش أقصد.
ابتسمت(سعاد)وقد ظنت أن الأمر سار وبدأت المراكب تسير كما ينبغي في مجراها.
ولكنها صُدمت عندما سمعت ضحكات(صالح)الهازئة:
-والله و أنا كده هصدقك و أقولك خد بنتي هدية. صدقت الست اللي عندكم دي (أم إبراهيم)ست اللتاتة معرفتش عنك حاجة إلا لما أخدت فلوس مني علشان تتكلم مهو صحيح تربية حواري.
تراجعت(سعاد)ووضعت أناملها على شفتيها بصدمة من هول كلمات(صالح)الجارحة وهتفت(سالي)وهي تتحرك لتهبط بألم وحزن: -بابا أرجوك كفاية.
التفت(صالح)إليها بغضب:
-إطلعي أوضتك.
ونظر إلى(قاسم)عندما أشار إلى باب المنزل هادرًا:
-برة و إياك تعرف بنتي ولا تقابلها حتى.
نظر إليه(قاسم)بغضب ونظر إلى(سالي)ومزيج من المشاعر بعينيه ثم التفت وخرج مندفعًا.
هتفت(سالي):
-ليه يا بابا كده؟ (قاسم)عملك إيه حرام عليك؟
وتركته مهرولة تجاه غرفتها ودموعها تغرق حدقتيها.
أما(سعاد)فلقد نظرت إلى(صالح)بعيني العتاب والصدمة:
-ليه يا(صالح)كده؟ الولد عملك ايه علشان تهزأه بالشكل ده؟
نظر(صالح)إليها بغضب:
-إنتي هتكرري كلام بنتك يا(سعاد)؟ ده واد صايع و حوارتجي.
قاطعته(سعاد)بغضب أكثر وخطت خطوة أكثر تجاهُ:
-و إنتَ بتكرر كلام (أم إبراهيم)من غير ما تشوف. بتحكم وأنت معمي عن الحقيقة.
وتركت(سعاد)المكان صاعدة للأعلى لترى ما حل بابنتها الحبيبة ذات القلب المكلوم.
أما(صالح)فلم يعير لكلمات(سعاد)أي انتباه بل ابتسم مستهزئًا وهو يعلم أنه على حق.

**********



عادت(ميرال)مع(أحمد)بسيارته في المساء بعد أن كانت برفقته في حفل زواج أحد أصدقائهم والصمت كان سيد الموقف حاول(أحمد)أن يتحدث أو يخبرها بدعابة ولكن وجهها لم يشجعه على التحدث بتاتًا.
زفر ليلفت نظرها ولكنها لم تعيره أي اهتمام بل نظرت للجهة الأخرى لتداعب الرياح خصلاتها الذهبية أسبلت أهدابها مستنشقة بعض الهواء البارد المنعش.
ثم قاطعها صوت(أحمد)الذي هتف بغضب:
-هو فيه إيه يا(ميرال)إحنا مخطوبين و لا أغراب عن بعض؟
التفتت إليه(ميرال)بانزعاج:
-بتزعق ليه؟ هو حصل إيه علشان تتكلم بالطريقة دي؟
توقف(أحمد)على جانب الطريق ماسحًا وجهُ بنفاذ صبر:
-استغفر الله العظيم يا رب.كل ده و مش حاسة باللي عملتيه يا(ميرال)؟
تأففت(ميرال)وهي تنظر للأعلى:
-عملت إيه يعني؟
لوح(أحمد)بيده تجاهها بضيق:
-عملتي ايه صح. إنتي أصلا مكنتيش قاعدة معايا و لا بصيتي في وشي قعدتي مع صحباتك و عمالة تضحكي وتهزري معاهم و أنا و لا كأني هنا. حتى الرقصة السلو مقومتيش و لقيتك مش جنبي.
رفعت(ميرال)حاجبًا باستنكار ساخر:
-و إنتَ بقى كنت عايزني ارقص معاك سلو و إحنا مخطوبين؟
حدجها(أحمد)بسخرية غاضبة:
-والله و لو كان(اسمر)اللي مكاني مكنتيش هترقصي معاه سلو؟
حدجته(ميرال)بنظرة نارية:
-إنتَ اتجننت؟! انت ازاي أصلاً تفكر بالشكل ده؟ وإزاي تجيب سيرته؟

عقد(أحمد)حاجبيه ونظر للأمام مديرًا لمحرك السيارة:
-تمام.
ولم ينبث بكلمة واحدة حتى وصل إلى منزلها ونظر أمامه بجمود:
-اتفضلي.
لم تنظر(ميرال)إليه وفتحت باب السيارة وصفعته خلفها بقوة.
وصعدت على درجات السُلم دون أن تنظر خلفها ولكنها تعلم أنه رحل بلا شك و أي رجل محله سيفعل بالتأكيد ما فعله.
فالذي قامت به في الحفل لا يمكن أن يسير سير الكرام من أي رجل لديه ذرة كرامة.
هي لا تعلم حقًا لمَا قامت بذلك معه؟
لمَا لم تجلس معه وتحججت بالجلوس مع صديقاتها الأخريات وهي ترى غضبه واحتقان وجهُ.
ولمَا تتعمد فعل أشياء مستفزة معه؟
ألا تريد الزواج به وإتمام هذه الزيجة؟
فتحت باب المنزل لتسمع صوت(زينب)وهي تتحدث بهاتفها المحمول ومن المتضح أن الذي تتحدث معه شخص منفعل بدليل جملتها المهدئة:
-طب إهدى يا بني وكل حاجة تتحل؟
لم تعير(ميرال)انتباه لما يحدث ولا الشخص الذي تتحدث معه(زينب)أغلقت باب المنزل خلفها ودلفت إلى غرفتها لتخلع حذائها وتلقيه جانبًا وبدلت ثوبها الأسود بمنامتها القطنية الرقيقة تمددت على الفراش متنهدة وتفكر فيما حدث ثم أتى أمام عينيها وجه(أسمر)ولكن هناك من قطع عليها خلوتها باب غرفتها الذي انفتح بقوة ووقفت على عتبته(زينب)تنظر إليها بغضب.
قامت(ميرال)بجزعها العلوي لتعتدل ثم سألت والدتها:
-مالك يا ماما فيه ايه؟
هدرت(زينب):
-لا الموضوع بسيط خالص(أحمد)مش عايز يكمل معاكي خلاص؟
قامت(ميرال)مستنكرة:
-نعم؟! يعني ايه الكلام ده؟
اقتربت منها(زينب):
-هو إنتي مستغربة ليه هي الخطوبة دي كانت من أولها غلط في غلط لأن قلبك مش ملكك يا(ميرال)؟ قلبك ملك(أسمر).
هوت كلمات(زينب)كالصاعقة على رأسها وعندما أفاقت(ميرال) من الصدمة:
-ماما ايه اللي بتقوليه ده؟ أنا مبفكرش في(أسمر)ن..نهائي...
ضحكت(زينب)بسخرية:
-إنتي لسه بتقاوحي يا(ميرال)؟ لسه بتنكري إنك مبتفكريش في(أسمر)؟ تقدري تقوليلي ليه بتتصرفي التصرفات دي مع(أحمد)وبتعامليه معاملة بايخة و قليلة الذوق؟ فيه مبرر إيه أكتر من إنك مش عايزة الجوازة تكمل.

صمتت(ميرال)محملقة بوالدتها ولم تتفوه بكلمة ولكن(زينب)أكملت:
-بس إنتي حابه بس منظر. مطولة الخطوبة شوية علشان تربي(أسمر)وبعد ما يفوق ويندم تعرفي تسيبي(أحمد)مش كده؟
ثم قالت بغضب:
-عارفة أنا حاطة راسي منك في الأرض بسبب تصرفاتك دي ومش فخورة إنك بنتي والحمد لله إن(أحمد)فاق و صعبت عليه رجولته.
أنهت(زينب)جملتها وتركت(ميرال)وما زالت عند موقعها هذا وكلمات والدتها تدور برأسها.
ألا تلاحظ أن كلما تحدثت معها والدتها توقن أن ما تقوله صحيح.
ألن تنصت لأي نصيحة؟ ألا يوجد حل جذري لرأسها العنيد؟
ثم واتت لديها فكرة وعليها تنفيذها في القريب.

***********
الغضب وما أدراك ما الغضب عندما يتملك الإنسان ويحتل كل خلية من جسده بل دمائه أيضًا ويجعلها تصل لدرجة الغليان.
وصل(قاسم)إلى حارة(الكوفتي)ولم يدرك ما يفعله بحق كل
قسمة من قسماته كانت تعني ليل دامس حالك السواد كعينيه.
رآه(ليفه)أتى إليه يحاول احتضانه:
-أهلاااان سي(قاسم).
دفعه(قاسم)وبياض عينيه يحمر:
-لا أهلاً ولا سهلًا...إوعاااا.
وقع(ليفه)أرضًا ونظر إلى(قاسم)بفزع:
-الله هو حصل ايه يا سي(قاسم)؟ إنتَ رجعت تاني لعادتك القديمة؟


تفاجأ(ليفه)بخطوة(قاسم)ووجده عند موضعه ثم رفعه من على الأرض للأعلى من تلابيب ثيابه:
-هو أنتوا يا حارة معفنة بتسيبوا حد في حاله إلا لما يرجعلكم من تاني.
ودفعه مرة أخرى صرخ(ليفه)وهو يسقط أرضًا:
-هو حصل ايه لكل ده؟
الجميع بدأ يلاحظ غضبه كالثور الهائج وهم يتهامسون على جمع رجال الحارة حتى يروا ماذا يحدث؟
ضحك(قاسم)بسخرية وهو يشير إلى البناية المتهالكة والآيلة للسقوط التي تقع أمام القهوة:
-هعرفك دلوقتي.
ثم أعقبها بصرخة غضب:
-تعالي يا ولية يا زبالة إنتي يا اللي اسمك(أم إبراهيم)يا لي ملكيش دكر يلمك. اطلعيلي يا عفشة النسوان.
خرجت(أم إبراهيم)من شرفتها في الطابق الثاني وشهقت:
-إنتَ بتشتمني يا حوارجي يا صايع يا عرة الرجالة؟
ضحك(قاسم)بسخرية وهو يصرخ:
-أيوة كرري إسطوانتك كرري زي اللي قولتيها للراجل اللي جه يسأل عني. بقى يا ولية يا ناقصة متعرفيش تقولي الحاجة كاملة.
ثم أخذ بكوب من على منضدة القهوة وهو يلقيها عليها صارخًا: متعرفيش تقوليله إني خرجت من الحارة العفشة اللي زيك دي و إني بقيت واحد نضيف و عايز أمسح ماضيه الوسخ.
صرخت(أم إبراهيم)وهي تنخفض ومعها ابنتها التي صرخت بدورها
هي الأخرى ثم وقفت تهدده:
-وديني لأجيبلك(إبراهيم)يعلمك الأدب. يا(أبراهيييم).



بعد ندائها هذا. المتاجر قد أُغلقت حتى(ليفه)تراجع إلى داخل القهوة لأنه يعلم أن الآتي ليس بخير.
سمعت(عفاف)المشاجرة ووقفت بالشرفة لترى ما يحدث وقد رأت الآتي ،جاء شخص قوي البنية يرتدي بنطال من الجينز ذو اللون الأزرق الباهت وبعضلات بارزة وحوله مجموعة من الرجال أشبه ببنيته ومعهم أسلحة بيضاء بجميع أنواعها من خلف(قاسم)ثم صرخ هذا الشخص وهو يتجه صوب(قاسم)بصوت خشن وبحة مجرم وأسفل عينه اليسرى ندبة:
-أنا جيييت يا مااااا إدخلي جوة علشان الدم هيبقى للركب.
أطلقت(أم إبراهيم)الزغاريد وهي تصفق:
-راجل يا واااد.
التفت(قاسم)إليهم ليجد أنه في دائرة مغلقة بهؤلاء الرجال.


بدأ(إبراهيم)الصراخ وهو يشير إلى(قاسم)بسبابته:
-بقى إنتَ يا تقاوي راجل تشتم أمي دا أنا هشقك نصين. بس هخلي رجالتي يعلموك الأدب. علموووه.
تراجع(قاسم)وهو يراقب ما يراه حتى وجد زجاجة خمر بجانب قدم إحدى الرجال اتجه صوب هذا الرجل وركل بقدمه سكينه ثم صفعه على وجهه بسرعة حتى وقع الرجل متأوهًا واتكأ(قاسم)على ظهره ليقفز الجهة الأخرى ويتدحرج أرضًا بجانبه حتى أخذ زجاجة الخمر وهشمها في الحائط ثم رفعها ليبدأ القتال وهو يتلفت حوله يراقب صمتهم.
كانت خلفية الأصوات ولولة نساء وصراخ أطفال وهمهة رجال كبار في السن بقول:
-أسترها يا رب علينا.
هناك حتمًا موت محدق بهما ،بدأ(قاسم)بضرب ثاني رجل بالزجاجة في ذراعه حتى صرخ الرجل وجثى على ركبته وركله (قاسم)جانبًا في وجهُ وجاء الثالث يلوح بالسكين في وجه(قاسم)ولكنه كان يعود للخلف حتى يتفادى الضربه يمنه ويسارًا
ومع تلويحه منه أصاب ذراع(قاسم)وسالت الدماء.
تألم(قاسم)وهو يرى ذراعه ثم صرخ بقوة وهو يتجه نحوه ويضربه بالزجاجة في فخذه حتى وقع الآخر وصرخ ألمًا.
جاء الرابع أتى إليه(قاسم)ليضربه بالزجاجة التي بحوزته ولكنه تفاداها و(قاسم)قد بدأ يشعر بالضعف والعرق يخرج من كل جزء في وجهُ وجسده لقد صار قميصه الأبيض مبلل ومع اصطباغ ذراعه اليمنى المصابة باللون الأحمر القاني. ولكنه ما زال على استعداد أن يقاتل حتى آخر رمق من أنفاسه وتفاجأ أنه تغلب على الرجل الرابع بأن ضربه عدة ركلات أسقطت سلاحه ثم ضربه برأسه في أنفه حتى صرخ الرجل وهو يعود ووجهُ دامي.


أتى(إبراهيم)بعد أن كان يراقب المعركة حتى أتى دوره واقترب من(قاسم)مشيرًا بأصابعه أن يأتي إليه في وضع قتالي:
-تعالى يا روح أمك رجالتي الخرعة معرفوش يربوك.
ثم صرخ وبدأ يركل( قاسم)في وجهُ مما أسقطه أرضًا والأتربة أصبحت متنفسه ولكنه قام ولكم(إبراهيم)في وجهُ بيده اليسرى:
-شكلي أنا اللي هربيك يا إبن اللتاتة.
اتجه(إبراهيم)صوبه أكثر ولكمه في فكهُ جعل(قاسم)يبصق دماء
ثم ركلهُ في ساقه اسقطه على ركبتيه وصرخ بعدها بغضب جنوني:
-وحياة اللتاتة دي لأشقك يا(قاسم).




ثم اخرج مطواته من جيب بنطاله وطعن(قاسم)الذي شهق وكأن الآخر أصابه في مقتل متلذذًا بالألم البادي في عينيه.
ثم أخرج مطواته والدماء تنفجر من موضعها وهو يرى(قاسم)صريعًا
في الأرض والدماء تسيل أسفل جسده مختلطه بأرض حارة (الكوفتي).

**************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:12 PM   #62

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع و العشرون

ركض(ليفه)تجاه جسد(قاسم)المدرج بالدماء والمسجي على الأرض بعدما ذهب(إبراهيم)هو ورجاله وهربوا سريعًا من
المنطقة بعد أن أتموا جريمتهم.
عويل النساء يزيد وامتزج مع صراخ(ليفه)وهو يجثو على ركبتيه ناظرًا إلى(قاسم)ودموعه تسيل على وجنتيه وكان الجمع حوله:
-لاااأ يا سي(قاسم)متفوتنيش و تسيب الدنيا. مين هيضربني غيرك؟ طب مين هيطبطب عليه غيرك؟
ثم هصرخ بلوعة:
-إسعاف يا ناس؟ يا أهل الحارة.
سمع(ليفه)وهو يحتضن جسد(قاسم)هتاف(عمر):
-(قاسم)يا خبر تعالى يا(يونس).
نظر(ليفه)ليجد(عمر)قد ترجل من سيارته و(يونس)معه وعلامات القلق والجزع ممتزجين على وجهيهما جثيا على ركبتيهما وحاوط ذراع(عمر)جسد(قاسم)ليحمله على كتفه و(يونس)يفتح باب السيارة الخلفي بسرعة وهو يهتف:
-بسرعة يا(عمر)عايزين نلحق ننقذه شكله نزف كتير أوي.
وضع(عمر)جسد(قاسم)وبركة الدماء تلوث السيارة ودخل بجانبه (ليفه)الذي هتف ببكاء:
-مترحش مني يا سي(قاسم)متموتش وتفوتني.
قاطعه(يونس)بضيق وهو يجلس بجانب(عمر):
-اهدى يا(ليفه)بطل ولولة النسوان دي.
ثم نظر إلى(عمر)صارخًا فيه:
-ما تيلا يا(عمر)إجري شوية.
التفت(عمر)إليه وهو يهتف بغضب:
-يعني أطير ما أنا سايق أهو.
بعد أن وصلا إلى المشفى وقد شارف الفجر على ولوجه.
وفي المشفى سرير نقال ينطلق على أرضية المشفى وعليه جسد (قاسم)وحوله(ليفه)و(يونس)و(عم� �)والطبيب المعالج يهرول معهم وهو يهتف في الممرضات حوله:
-اعملولي أشعة على بطنه أنا عايز أعرف الجرح واصل لغاية فين؟
ثم نظر حوله لينظر إلى ثلاثتهم:
-أهل المصاب تعرفوهم؟
هز(يونس)رأسه وهو يهرول معه ويشهق:
-ملوش حد يا دكتور بس إحنا يعتبر أهله.
نظر الطبيب بأسى إلى(قاسم)ثم قال:
-تمام هنعمله فحوصات.
تركهم وأُدخل(قاسم)غرفة الفحوصات والأشعة
ثم عاد إليهم بعد عدة دقائق هاتفًا:
-حد فيكم فصيلته(a)سالب ضروري؟
نظر كل منهما للآخر وتقدم(يونس):
-أيوة أنا.
أشار إليه الطبيب يحثه على السرعة:
-طب تعالى معايا من فضلك احنا بنصارع الوقت. لازم نعمله عمليه ضروري.
وتركا(عمر)و(ليفه)الذي هتف بحسرة:
-يا عيني عليك يا سي(قاسم)مقطوع من شجرة ولا ليك حد.
هزه(عمر)من كتفه بانزعاج:
-بس بس يا(ليفه)بطل ندب إرحمني.
ثم سمع صوت أذان الفجر رفع رأسه للأعلى مبتهلًا:
-الله أكبر الله أعظم. تعالى نصلي الفجر و ندعيله يا(ليفه)و ربنا هيتمم العملية دي على خير إن شاء الله.
ردد خلفه(ليفه)برجاء ودموعه تسبقه:
-يااا رب.
خرج(يونس)من الغرفة وهو يدعو الله:
-يا رب. ربنا يشفيك يا(قاسم).
يعلم أن العملية ستتم الآن وليس عليه سوى الانتظار والذهاب للحسابات لدفع المصروفات.
بعد أن انتهى(ليفه)و(عمر)من الصلاة قابلا(يونس)عند باب المسجد سأله(ليفه):
-سي(قاسم)عامل ايه؟
أجابه(يونس)مبتهلًا:
-بيعملوله عملية ادعوله. أنا داخل أصلي وأدعيله.
وتركهم والحزن يداخل ذاته ،شعر بالحزن على حال(قاسم)بعد أن أصبح إنسان مختلف وترك حياته السيئة وفضل أن يصبح شخص طيب الخُلق...هذا التغيير حتمًا وراءه أحد.
ثم نظر إلى(ليفه)الذي وقف على الجانب يسند ظهره على الحائط
بحزن:
-يا رب ده مسكين و ملوش حد يا رب قومه بالسلامة.
تذكر تغير(قاسم)في معاملته له في الآونة الأخيرة وقد أصبح حسِن الخُلق ،لن ينسى(ليفه)أبدًا أنه في يوم من الأيام أتى إليه(قاسم)واعتذر له مقبلًا رأسه عما فعله به في الأيام الماضية
ولو أراد أن يضربه مثلما فعل به فهو لن يمانع ،منذ هذه اللحظة و(ليفه)يُحب(قاسم)ويتمنى له الخير. علم أن بداخله خير ولكن لم تواتيه الفرصة على ظهورها حتى آن أوانها.
كم تعجب(عمر)مما فعله(قاسم)كيف يأتي بمفرده إلى حارتهم
ويتشاجر مع (أم إبراهيم) و(إبراهيم)ألا يعلم أنه أتى لقضائه أم المقصد انتحار مع سبق الإصرار والترصد.
وقف ثلاثتهم منتظرين خروج الطبيب بفارغ الصبر
وبعد ما يقارب الساعة فُتح الباب على مصراعيه وخرج الطبيب وهو ينزل الكمامة للأسفل اقتربوا منه وسأله(ليفه)بلهفة:
-طمني يا دكتور؟
هز الطبيب رأسه بحزن:
-العملية نجحت لكن إدعوا ربنا إنه يعدي أربعة و عشرين ساعة و يعيش حالته غير مستقرة والجرح كان غويط قرب الكبد. ربنا سترها عن إذنكم.
ربت(يونس)و(عمر)على كتفي(ليفه)الذي بكى برغم عدم توقفه عن البكاء و الدعاء له ولكنه أجهش في البكاء وظل يهتف:
-يا حبيبي يا سي(قاسم)يا رب يعيش و يقومهولنا بالسلامة.
احتضنه(يونس)وعينيه دامعة:
-بس يا(ليفه)بطل ياض وجعت قلبي.

كاد هاتف(قاسم)يسقط من جيب مريلة(ليفه)الخاصة بالمقهى ولكن(عمر)لحق به والتقطه بسرعة هاتفًا:
-حاسب؟!
ثم وقف معتدلًا وهو يسأل(ليفه)بتعجب بعد أن نظر الآخر إليه:
-موبايلك؟!
نفى(ليفه):
-لأ يا سي(عمر)ده بتاع سي(قاسم).
ضغط(عمر)على زر الهاتف وشاشته بها شروخ من أثر المشاجرة:
-ده مقفول أنا هفتحه أحسن حد يكون اتصل بيه؟
وافقه(يونس)ونظر إلى ساعته:
-أيوة الساعة داخلة على ستة و نص الصبح أنا هكلم ماما أطمنها وأكلم(نسمة).
وتركهما ليُجري المكالمة وكان وقتها ينظر(عمر)إلى شاشة هاتف(قاسم)الذي أظهر عدد ثلاث محاولات اتصال من شخص يدعو(سالي نور حياتي).
عقد(عمر)حاجبيه وظل يفكر إلى أن رأى الهاتف يصدح بنغمة مميزة وعليها نفس الاسم ،سأله(ليفه)وهو يشير إلى الهاتف:
-مين يا سي(عمر)؟ رد أكيد حد عايز يطمن عليه؟
هز(عمر)رأسه باقتناع:
-صح بردو.
واعقبها بضغطه على زر الهاتف ليجيب:
-ألو.
وجد صوت(سالي)يهتف بلوعة:
-(قاسم)الحمد لله انك بخير. إنتَ فين يا(قاسم)وقافل موبايلك ليه؟ ليه تعمل فيه كده يا(قاسم)حرام عليك.
ابتلع(عمر)ريقه بصعوبة وهو يستمع إلى صوتها ثم لملم شتات نفسه وحاول التكلم بثبات:
-أنا آسف(قاسم)عمل خناقة واضرب بالمطواة و نقلناه على المستشفى.
صرخت(سالي)بلوعة جنونية:
-لأاااا انت بتقول ايه(قاسم)مااات؟
قاطعها(عمر)محاولًا تهدئتها:
-لأ مماتش أرجوكي إهدي هو عمل العملية و في العناية المركزة.
قاطعته(سالي)بلوعة:
-هو في انهي مستشفى؟
زفر(عمر)وأملأها بعنوان المشفى ،تأكد أن هذه الفتاة هي من غيرت(قاسم)وجعلته شخص جديد.

**********
جلس(رامز)أمام(إيفان)مبتسمًا بهدوء:
-مرحبًا دون(إيفان).
نظر إليه(إيفان)بعمق:
-مرحبًا(رامز)كيف حالك؟
ثم ضحك وربت على ركبته:
-كيف حال النساء معك عزيزي؟
ضحك(رامز):
-بخير دون(إيفان).
عقد(إيفان)حاجبيه فجأة:
-و(فيراشكا)كيف حالها؟
حاول(رامز)أن يجعل نفسه ثابتًا:
-تركتها نائمة دون(إيفان).

ضحك(إيفان) بجلجلة:
-أوووه يا لك من رجلٌ ذو حسٍ مُرهف عزيزي(رامز).
تعجب(رامز)وشعر بالريبة عندما أردف(إيفان)بخبث:
-كم أحب العنف أيضًا.
أعقبها بحركة من يده للرجال وهدر بهم:
-أدخلوهم.
وقع قلب(رامز)بين قدميه عندما وجد رجلين يحملان جوال قماش كبير ووضعوه أرضًا ،نظر(رامز)إلى الجوال وسأل(إيفان)بتوجس: -ما هذا دون(إيفان)؟
عقد(إيفان)حاجبيه:
-ألم تخبرني أنك تركت(فيراشكا)نائمة.
وبإشارة من يده فُتح أحد الرجال الجوال لتظهر رأس(فيراشكا) بعنقها المكسور تراجع(رامز)وعينيه تفتح عن آخرها بصدمة.

ولكن(إيفان)نظر إليه والشرر يتطاير من زرقاويه:
-لم تخبرني أنها ميتة وليست نائمة عزيزي(رامز).
نفى(رامز)محاولًا الاستنكار وهو يحاول ذرف الدموع وقد نجح ببراعة:
-هل تشكك بقتلي ل( فيراشكا)؟ هل تصدق أنني قد أقتلها إنها حب حياتي.
اقترب من جثة(فيراشكا)ولمس وجهها وهو يجثو على ركبتيه يحاول أن يلمسك خصلاتها.
نفى(إيفان)بسخرية:
-بالطبع لا.
نظر إليه(رامز)بغضب مستنكرًا وهو يحاول أن يتماسك:
-هل تشكك بي دون(إيفان)؟ أنا ذراعك اليمنى.
صدحت ضحكة(إيفان)في أرجاء البهو ثم صفق بيده ساخرًا:
-هاهاها وإذا أغضبتني ذراعي...
انقطعت ضحكته وانقلب وجهُه لغضب مخيف وحدقتيه تبرز للأمام: -سأبترها.
تحسس(رامز)عنقه حتى وقف(إيفان)رابتًا على كتفه:
-ما بالك عزيزي(رامز)؟هل هناك شيء ما؟
قال(رامز)بحزن وهو ينظر حوله و(إيفان)يدور حوله:
-أتشكك بي دون(إيفان)؟ ألا تعلم أن هناك أعداء لنا ؟
وافقه(إيفان):
-أجل أعلم أعلم ومن بظنك قام بهذه الفعلة الدنيئة؟
مط(رامز)شفتيه:
-أعتقد أن لدينا العديد من الأعداء. ربما دون(مانشي).
التمعت عيني(إيفان):
-أه ربما...هذا النصف إيطالي والنصف روسي ذاك المخلط.

وفجأة بعد أن أنهى جملته طوَق عنق(رامز)بذراعه وهو يجس
على أسنانه:
-أيها الخائن. أنا أشتم رائحة الخيانة في ثيابك أنت من قتلت (فيراشكا).
بدأ يختنق(رامز)وهو يتشبث بذراع(إيفان)محاولًا ازاحتها وهو يركل بقدميه.
وقد أيقن(رامز)أن نهايته آتية ولكن مع صوت انفجار مدوي
واندفاع رجال في الهواء يصرخون ويتقاذفون من كل صوب
وكأن الحرب قد قامت. ترك (إيفان)عنق(رامز)الذي سقط بجسده أرضًا يتحسس عنقه وهو يسعل ووجهُ في وجه جثة(فيراشكا).
قام(إيفان)وهو يصرخ في بقية رجاله مشهرًا سلاحه في وسطهم: -
-ماذا يحدث هنا؟
ظهر(مانشي)وحوله رجاله يصوبون أسلحتهم الفتاكة تجاه(إيفان)ورجاله.
ضحك(مانشي)بتشفي:
-لقد جاء إليك نصف الإيطالي و نصف الروسي دون (إيفان)حتى أقضى عليك.
ضحك(إيفان)بجنون واشار إليه:
-أنت يا مُخلط تريد القضاء علي أنا. سأقتلك حتى لو كان هذا آخر شيء سأفعله في حياتي.
هتف(مانشي)بسخرية وهو يشير إلى الجثث الملقاة في كل أرضية البهو:
-هاهاها أنظر حولك(إيفان)لقد ذهب رجالك ليس هناك سوى مهرجيك الذين حولك.
أشار بيده وقام رجاله بإطلاق النار على رجال(إيفان)و(رامز)
يقف بعيدًا ،انتهت المعركة بقضاء رجال(مانشي)على رجال (إيفان)ولم يتبقى سوى(إيفان)الذي وقف غير مصدق هزيمته وقد أمسكه(مانشي)بقوة من رقبته وهو يجرجره إلى خارج المقر هادرًا:
-سأقتلك شر قتلة.
صرخ(إيفان)بقوة في(مانشي):
-أيها الحقير أتظن أنك بأسلحتك هذه ورجالك ستقتلني ستقتل(إيفان)زعيم المافيا؟
دفعه(مانشي)بعنف على الأرض الثلجية:
-كفاك ثرثرة أنا بلا بلا...أنت ثرثار عقيم تتكلم دائمًا عن الزعامة و أنت أفقرها.
ثم ركل(إيفان)في وجههُ حتى نزف من أنفه وبضعة من أسنانه تتطاير بصق(إيفان)دمائه وأسنانه المتطايرة ووقف وهو يرفع قامته ويتجه بالقرب من(مانشي):
-أنت تحتمي برجالك(مانشي)دونهم ستقع وتصبح ضعيفًا.
ضحك(مانشي)وهو يتراجع ويرفع يده أمامه:
-بالتأكيد عزيزي مثلك تمامًا. أهذا ما كنت تفعله عندما كنت زعيم؟
هز(إيفان)رأسه بغرور:
-ما زلت الزعيم أيها الغبي؟
هتف(رامز)بغضب عندما وقف بالقرب منه:
-تبًا لحماقتك(إيفان)أتظن أنك ما زلت الزعيم؟
ثم أشار للجثث المترامية من كل صوب:
-أنظر جيدًا(إيفان)أنظر إلى رجالك الذين أصبحوا جثث هامدة لقد زالت إمبراطورتيك؟
أشار إليه(مانشي):
-كفى(رامز)سأقضي عليه وتبدأ إمبراطورية(مانشي).
ضحك(إيفان)وظل يضحك إلى أن أخرسته رصاصتين واحدة في عينه اليمنى من(رامز)والرصاصة الأخرى في عينه اليسرى من (مانشي) ،وهكذا انتهت حياة(إيفان)وسقط جثة هامدة.
زفر(رامز)وبصق على جثة(إيفان)بمقت:
-كم كان حقيرًا.
ربت(مانشي)على كتفه:
-أشكرك عزيزي(رامز).
هز(رامز)رأسه نفيًا:
-لا تشكرني دون(مانشي)بل أنا من يتوجب علي شكرك.
ابتسم(مانشي):
-إذن بما أنك وفيت بوعدك معي سأفي وعدي معك و أتركك تعتزل مهنتنا هذه. وتسافر إلى بلدك لا تقلق من الشرطة فأنا متفق معهم على كل شيء. ستسافر مرتاح البال يبدو أن(إيفان)كان مكروه من الجميع.
برقت عيني(رامز)وهو يمد ذراعه:
-سعدت بالتعامل معك دون(مانشي)مبارك عليك الزعامة. أنتَ تستحقها عن جدارة.
ابتسم(مانشي)ولمعة زرقاوية تزداد:
-بل أنا من سعدت وأشكرك مرة أخرى. صاحبتك السلامة.
ودعه(رامز):
-وداعًا دون(مانشي).
وترك(رامز)المكان وهو يستعد للرجوع إلى بلدته.
وها قد اقترب مراده...

************


هبطت(سالي)على درجات السلم وهي تبكي وتشهق حزنًا وتتجه صوب باب المنزل ولكن هناك صوت(صالح)الذي هتف بغضب: -(سالي)؟! انتي رايحة فين؟
التفتت إليه(سالي)بغضب وقالت بحرقة ودموعها تنحت وجنتيها:
-راحة للحوارتجي الصايع يا بابا. علشان بيموت بسببك مشي إمبارح
مجروح بسببك. إنتَ السبب في كل اللي حصل ده...
ثم أكملت وهي تنظر إليه بتحذير:
-و لو(قاسم)حصله حاجة و مات أنا مش مسامحاك أبدًا.
فتحت الباب وتركت(صالح)مذهولًا مما حدث لا يعلم أن بفعلة أمس سيدمر إنسان ويكسر خاطره.
سمع صوت سيارة(سالي)وهي تديرها وخرج من المنزل يحاول أن يناديها:
-يا(سالي)إستني يا بنتي...يا بنتي إسمعيني.

دلف إلى الداخل وأخذ هاتفه وأجرى مكالمة:
-أيوة يا(مروان)إلحق أختك.
قام(مروان)من فراشه بجزع:
-إيه حصل يا بابا مالها(سالي)؟
قامت(بسملة)من على الفراش بقلق مثله.
أجابه(صالح)بجزع:
-معرفش يا بني هي نازلة بتعيط و مش عايزة تتكلم معايا و بتقول إن(قاسم)بيموت و مش مسامحاني. أرجوك يا بني كلمها إعرف منها هي فين و روحلها و متنساش تطمني.
حاول(مروان)طمأنته:
-اهدى يا بابا.حاضر هكلمها و أطمنك.
أغلق الهاتف والقلق يعصف به ،سألته(بسمله)بقلق:
-مالها(سالي)يا(مروان)؟ ايه اللي حصل؟
توجه(مروان)إلى خزانته:
-معرفش يا(بسمله)كل اللي عرفته من بابا إن(سالي)نزلت و كلمته غضبانه وركبت عربيتها و مشيت.
هتفت(بسملة):
-يا ربي طب راحت فين؟
عقد(مروان)حاجبيه:
-أكيد الموضوع متعلق ب(قاسم)فيه حاجة كبيرة حصلت.
أخذت(بسملة)هاتفها واتصلت ب( سالي)لتطمئن عليها:
-أنا هكلمها. أيوة يا(سالي)إنتي فين يا حبيبتي؟ مستشفى...طب إهدي و ابعتيلي عنوان المستشفى.
أغلقت(بسملة)الهاتف وجاءت نغمة رسالة نظرت إلى(مروان):
-العنوان هو ده.

تنهد(مروان)بقلق أكثر:
-إيه اللي حصل؟
هزت(بسملة)رأسها بأسف:
-(قاسم)إضرب بمطواه وعمل عملية و حالته خطر وفي العناية المركزة.
هتف(مروان)بجزع:
-يا الله ايه حصل لكل ده طب أنا رايح ابعتيلي العنوان.

**************




أتى(داغر)إلى شركة(أروى)بناءً على طلبها منه في مكالمة هاتفية بالأمس وعندما وصل إلى مكتبها.
أشارت له(فرح)إلى غرفة مكتب(أروى):
-أهلًا وسهلاً(داغر) بيه(أروى)هانم منتظرة سعادتك.
ابتسم(داغر)بهدوء:
-شكراً ليكي.
دخل(داغر)إلى المكتب ليُعجب بفخامته ورقة ذوق صاحبته ثم ألقى نظرة ليجد(أروى)قد دارت بمقعدها الدوار لتنظر إليه بأنفه:
-أهلاً(داغر)بيه؟
ابتسم(داغر)وهو يجلس على المقعد المقابل للمكتب:
-من غير بيه مش اتفقنا من غير ألقاب؟
رفعت(أروى)إحدى حاجبيها بسخرية:
-إنتَ ليه واثق أوي كده إني هوافق على الشراكة؟
وضع(داغر)ساق على ساق وعبثت فيروزيتيه:
-أولًا لأنك ذكية يا(أروى)و ثانيًا لأنك طلبتي مني أجيلك شركتك فأكيد يعني مش هتكوني عازماني على فنجان قهوة أكيد عزماني على شراكة حلوة زيك.
ضاقت بندقيتيها وقربت جزعها أكثر:
-و سافل كمان؟
قهقه(داغر)الذي فاجئ بها(أروى)ثم قال:
-جميلة ولسانك طويل حلو الموضوع ده شراكة من نوع بيعجبني.
أشارت له بسبابتها وبغضب:
-خلي بالك إنتَ بتتعدا حدودك ويا ريت تحترم نفسك.
اقترب(داغر)منها فجأة واخشن صوته شعرت أن هناك ضوء أزرق زائد فوق فيروزية عينيه قد انجلى منه أشعرها بقشعريرة:
-مفيش ست على وجه الأرض يا(أروى)غلطت في(داغر)وبما إنك شريكة هنبهك متغلطيش فيه مفهوم؟
ثم عاد واكتست ملامحه الجدية لا تعلم لما ارتبكت(أروى)ولكنها تعالت وتراجعت وهي تضع ساق فوق الأخرى:
-أنا كمان ليه شروطي.
اقترب(داغر)مبتسمًا ببرود:
-و أنا موافق.
قام ومد(داغر)ذراعه ليصافح(أروى):
-مبروك.
قامت(أروى)ومدت ذراعها لتصافحه:
-مبروك.




ولكنها شعرت بضغطته البسيطة التي جعلتها تحاول سحب يدها ولكنه أقربها أكثر منه مما جعلها كادت تقع على كتفه وتنشقت رائحة عطره الخلابة همس بأذنها:
-تصدقي عنيكي طلعت حلوة أوي. لأ حلوة الشراكة.
وتراجع خطوتين ملوحًا بيده في الهواء بسخرية:
-أشوفك قريب.
وعندما أغلق الباب خلفه انفعلت(أروى)وهي تضرب في الأرض بكعبها غضبًا:
-إزاي أسكت مضربتوش بالقلم ليه؟

**********


وقفت(إينار)بشرفتها ترتشف كوب من الشاي بالنعناع جاءت (خيرية)إليها قائلة:
-ست(إينار)هو حضرتك مش راحة الشغل؟
هزت(إينار)رأسها نفيًا:
-لأ مش هروح يا(خيرية)عملالي ويك إند كده.
تعجبت(خيرية):
-أجازة معقول دا أنتي يا ست(إينار)مكنتيش تفوتي يوم إلا ولازم تروحيه؟
شهقت(إينار)لاوية شفتيها:
-جرى ايه يا(خيرية)يا ستي كيفي كده مزاجي كده نفسي أريح جتتي دي؟
تراجعت(خيرية)خطويتين للخلف بقلق:
-ينفع يا ست(إينار)حقك عليه.

تأففت(إينار)بضيق:
-أوووف استغفر الله العظيم يا رب. حقك عليه يا(خيرية)متزعليش. انتي عارفة اني دبش في كلامي.
ربتت(خيرية)على كتف(إينار)بحنو:
-ولا يهمك يا بنتي اسمحيلي أقولك يا بنتي إنتي في سن بنتي.
قبلتها(إينار)من مقدمة رأسها:
-حبيبتي يا(خيرية). صحيح(آمن)صحي ولا لسه؟
ابتسمت(خيرية):
-لسه يا ست(إينار).
ضحكت(إينار):
-الواد ده خُم نوم. مش عارفة طالع لمين؟
ضحكت(خيرية):
-لأبوه أكيد.
اختفت البسمة من وجه(إينار)مكررة بقلق:
-أبوه؟!
أكدت(خيرية):
-أه(وجيه)بيه الله يرحمه.
دق قلب(إينار)بقوة:
-أه صح الله يرحمك يا(وجيه).
ثم التفتت إلى(خيرية):
-طب حضريلنا الفطار ياختي أحسن عصافير بطني بتصوصو.
ابتسمت(خيرية):
-حاضر يا ست(إينار).


تركتها لتحضر الإفطار ولا تعلم أن هذه المسكينة قد جلست على طرف الفراش والحزن وحيدها...
ولكن عليها النسيان وطمس كل ما له علاقه به ب(يوسف)
ربما عليها السفر فترة من الوقت حتى لا يستطيع(يوسف)الاقتراب منها...ولا من طفلها.
**************







(قلتلك كفاية بقى ايه مبتزهقيش يا(روان)كل شوية فلوس فلوس)
هتف بهذه العبارة(يوسف)وبغضب شديد حتى احمرت عينيه ولكن(روان) نظرت إليه بخضراويها ببرود شديد:
-إيه المشكلة يعني؟ إنتَ جوزي و من حقي عليك...
قاطعها(يوسف)مرددًا بسخرية:
-حقك عليه وأنا كزوج يا ست(روان)هانم فين حقي عليكي؟ فين سمعانك لكلامي فين اني اقولك تعرفيني نازلة امتى و جاية امته وراحة فين و جاية منين؟
قامت(روان)بكل فجاجة و اشارت إليه بسخرية:
-إيه التخلف اللي إنتَ فيه ده؟ إنتَ واحد متعلم في مدارس أجنبية؟ إنتَ راجل شرقي متخلف.
صفعها(يوسف)على وجهها بغضب:
-إخرسي.
تحسست(روان)وجنتها مكان صفعته ونظرت إليه وعينيها تطلق نارًا صارخة:
-بتضربني إنتَ اتجننت يا(يوسف)والله لأدفعك تمن القلم ده غالي أوي.
نظر(يوسف)إليها ببرود:
-أعلى ما في خيلك اركبيه.
صرخت بغيظ وهي تصعد درجات السُلم تتوعده ،وهو لم يبالي بها وذهب إلى شركته.
بعد فترة من الوقت كان يجلس أمام مكتبه يفكر فيما يحدث أسيستمر على هذه الزيجة إنه لن يستطيع الاستمرار مع هذه الإنسانة البشعة.
طرق الباب قاطعه نظر ليجده قد فُتح وظهر(عمر)وعلامات الإرهاق بادية على وجهُ...

سأله(يوسف):
-مالك يا(عمر)إنتَ كويس؟ شكلك منمتش؟
(عمر)وهو يحك ذقنه:
-قول اني منمتش خالص.
وقص له ما حدث ل(قاسم)تعجب(يوسف):
-ياااه إيه يا بني الفيلم الهندي ده؟ و(قاسم)صاحبكم عامل إيه دلوقتي؟
مط(عمر)شفتيه:
- المفروض سايب(يونس)و(ليفه)معاه وهتيجي(سالي)اللي بتحبه على المستشفى. بس اضطريت اسيبهم علشان الشغل.
ابتسم له(يوسف):
-ربنا يخليك ليه يا(عمر).
صمت(عمر)وإمارات التفكير العميق انجلت على قسماته.
سأله(يوسف)بتوجس:
-هو فيه حاجة يا(عمر)؟ مالك بتفكر في ايه؟
قرر(عمر)متنهدًا أن يخبر(يوسف)فقال بسرعة:
-أنا محكتلكش كل حاجة عن يوم الوفد في الفندق؟
هز(يوسف)رأسه مستفهمًا:
-لأ انت قلتلي...
نفى(عمر) مقاطعًا اياه:
-بس مقلتلكش عن صاحبة الفندق.
ضحك(يوسف):
-و أنا هعمل ايه بيها يا(عمر)...
قاطعه (عمر) بتوتر:
-صاحبة الفندق هي(إينار).
شعر(عمر)لوهلة أن(يوسف)قد تحول إلى تمثال من شدة صدمته وتجمد قسماته ثم لاحظ ارتعاشه أنامله وسقوط القلم.
سأله(عمر)بقلق:
-(يوسف)إنت كويس؟
ذهبت الحروف من على طرف لسان(يوسف)وهو ينظر إليه ثم أمسك كفه وصوته يجاهد في الظهور:
-إنتَ بتقول مين؟ (إينار)؟!
شعر(عمر)بالشفقة تجاه(يوسف):
-أيوة يا(يوسف)هي(إينار)وكان معاها ابنها.
وقف(يوسف)وهتف بغيرة واضحة:
-ابنها ؟! إزاي؟


وقف قبالته(عمر)وقال محاولًا تهدئته:
-من(وجيه)بيه الله يرحمه صاحب الفندق.
ثم قال بصوت خافت:
-بس أنا حاسه شبهك أوي يا(يوسف).
خارت قدمي(يوسف)وجلس على مقعده مرددًا:
-شبهي يعني قصدك انه ممكن يكون ابني؟!

*********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:13 PM   #63

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن و العشرون

أوقفت(سالي)سيارتها أمام المشفى وتركت لقدميها العنان.
توقفت أمام غرفة العناية المركزة فجأة لتأخذ أنفاسها المتقطعة
لتجد(يونس)و(ليفه)يقفا أمامها.
أخذت كل الهواء إلى رئتيها لتسألهما بصوت خافت يكاد يسمع ممزوج بارتعاشه:
-أنا(سالي)؟ (قاسم)؟كويس صح؟ هو...
نظرا إليها بشفقة ثم نظرا إلى بعضهما حتى تقدم(يونس)محاولًا جعل صوته ثابت:
-هو هيكون إن شاء الله بخير متقلقيش.
نظرت(سالي)إليه بتشويش
-إنتَ(عمر)اللي رديت عليه لما اتصلت؟
هز(يونس)رأسه نافيًا:
-لأ(عمر)مشي وهيرجع تاني. أنا(يونس)متربيين في الحارة مع بعض وخير إن شاء الله الدكتور قال إن(قاسم)يعدي عليه يوم كامل وهو عايش و هيكون مَر بالفترة الحرجة دي.
لم يكن ببالها سوى نظرته الأخيرة إليها عندما أهانه والدها كانت مزيج من الحزن والفراق اقترنها ببسمة على شفتيه لم تعلم أنه قد نوى الانتحار لقد يأس من الارتباط بها وقرر الذهاب إلى هلاكه والعراك مع السيدة وولدها المجرم الذي أودى بحياته أيمكن أن يفارقها. تجددت عبراتها وانسابت قائلة بصراخ وهي تمسك رأسها بكلتا كفيها: -لأ متسيبنيش يا(قاسم)متعملش فيه كده. تاني مرة بتقرر لوحدك سبتني مرة و عايز تسيبني تاني...لأااااا
أصبحت الرؤية تذهب رويدًا حتى رأت المكان يقع بها أرضًا مع صرخة(يونس):
اهدي يا(سالي)دكتور بسرعة.
في هذه الأثناء كان(مروان)قارب على الوصول وقد هاتف(صالح)ليخبره بمكان المشفى.
رفع(مروان)الهاتف على أذنه ليتصل ب(سالي)ولكنه سمع صوت فتاة أخفض هاتفه ونظر إلى شاشته حتى تأكد أنه اتصل بالرقم الصحيح وضعه سريعًا مرة أخرى على أذنه حتى هتف بجزع:
-فين(سالي)؟مين معايا؟
أجابته الفتاة بهدوء تدربت عليه كعادة مهنتها:
-أيوة يا فندم آنسة(سالي)أغم عليها...
قاطعها(مروان)وهو يتلفت حوله في ساحة المشفى:
-أغم عليها؟ هي فين؟
علم من الفتاة أن(سالي)بنفس المشفى. أغلق هاتفه وتوجه إلى موظف الاستعلامات وقد علم أي غرفة تتواجد بها شقيقته.

هرول ليصل إلى الغرفة ووجد الطبيب والممرضة تخرج من الغرفة اتجه صوبها وقد بلغ منه القلق مبلغه:
-لو سمحت(سالي صالح)موجودة في الأوضة دي أنا أخوها؟
ثم أخرج بطاقته من حافظته وهو يقدمها إليها:
-البطاقة أهي حتى.
هدأته الممرضة ببسمة خفيفة على شفتيها:
-متقلقش يا أستاذ(مروان)الآنسة(سالي)بخي ر كل الحكاية إنها حصلها حالة عصبية من حادثة الأستاذ(قاسم).
زفر(مروان)براحة وهو يمد ذراعه إلى مقبض الباب ويفتحه:
-شكراً ليكي.
طلبت منه الممرضة بنبرة رجاء:
-بعد إذنك احنا اديناها مهدىء وهتكون نايمة دلوقتي تقدر تكون معاها خمس دقايق تطمئن عليها.
ثم أكملت:
-حضرتك تقدر تروح لدكتور(شوقي)وهو بيتابع حالة أستاذ(قاسم) بردو.
ثم سألته بفضول:
-هو أستاذ(قاسم)خطيب الآنسة(سالي)؟
هز(مروان)رأسه وهو يدلف إلى الغرفة:
-المفروض.
ثم أغلق الباب خلفه وترك الممرضة تحاول فهم كلمة "المفروض" من الواضح أن المريضة خطيبته وربما حبيبته لقد رأتها وهي تنهار وتسقط على الأرض فاقدة للوعي وكم شعرت بالحزن تجاهها.
اقترب(مروان)من جسد(سالي)المستكين على الفراش وتأمل ملامح وجهها المنكمشة والعبرات التي نحتت وجنتيها من أثر البكاء الشديد شعر بالشفقة تجاه قلب شقيقته المشطور ما بال الأمس باليوم النقيض بالتأكيد.
تنهد بحرارة ولمس خصلتها النادية على جبهتها البيضاء وهمس بهدوء: -(سالي)أنا جنبك متخافيش.
ثم قال بصرامة غاضبة:
-و لو بابا حتى وقف ضد الجوازة دي وفضل على رأيه؟ أنا هجوزك ل(قاسم).
ثم اقشعر بدنه عندما تذكر حالة(قاسم)الحرجة وأن اليوم هو الفاصل في حياته ،أكمل بهمس قلق:
-لما ربنا يشفيه ويقوم بالسلامة.
ثم دنى من جبهتها وقبلها بخفة ومسح عبرة خانته قد انسابت مسحها بسبابته وهو يخرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه بهدوء متوجه إلى مكتب الطبيب(شوقي)بعد أن طرق الباب وجد رجلًا أشيب الشعر بدى الوقار من محياه وهو يرفع رأسه عن ملفات برتابة وبسمة خفيفة على فمه.

(مروان)بقلق:
-أنا أخو(سالي صالح).
هز(شوقي)رأسه متفهمًا:
-أه الآنسة(سالي)بخير متقلقش حضرتك اتفضل أقعد.
جلس(مروان):
-شكراً لحضرتك.
ابتسم(شوقي)وشبك أصابع كفيه ببعضهما البعض:
-كل الحكاية إن الآنسة(سالي)حصلها حالة عصبية و أعتقد إنه مرتبط بحالة الأستاذ(قاسم)ده اللي عرفته من أصحابه. وبالتالي هي مستحملتش وفقدت الوعي.
أخفض(مروان)رأسه بأسى ثم رفعها مستفهمًا:
-ممكن أعرف حالة(قاسم)؟

مط(شوقي)شفتيه وأزاح نظارته الطبية من على عينيه:
-الحقيقة مخبيش عليك يا أستاذ(مروان)حالة الأستاذ(قاسم)هو كان جاي المستشفى بالمعنى الحرفي لكلمة(سايح في دمه)المجرم اللي ضربه بالمطواه وده وضحلنا طبعاً كان قرب على الكبد ونحمد ربنا إنه مجاش في الكبد نفسه وإلا كانت هتبقى كارثة ،لكن مكدبش عليك نسبة نجاته ضئيلة جداً.
تراجع(مروان)بصدمة بدت في نبرته:
-يا خبر يعني مفيش أمل؟
ابتسم(شوقي)وقال برضاء تام وهو يشير للأعلى بسبابته:
-ربنا قادر على كل شيء مفيش في إيدينا إلا الدعاء هو بين إيدين ربنا سبحانه وتعالى.
ثم أردف موضحًا:
-حتى كلنا بين إيديه السليم قبل المريض ممكن يموت بين اللحظة و التانية خلي أملك في ربنا.
ثم أشار بسبابته:
-لو مَر انهاردة و أستاذ(قاسم)عايش يبقى حصلت معجزة من عند ربنا.
انقبض قلب(مروان)ثم سأله:
-دكتور(شوقي)أقدر أعرف(سالي)هتخرج امتا؟
وضح(شوقي):
-لا الموضوع بسيط بعد ساعة كده أو ساعة و نص وتقدر تطلع لكن أنا كتبتلها على شوية مهدئات. ده إذا حصلها الحالة دي واتكررت بس أتمنى متتكررش.
وقف(مروان)وشكره:
-تمام. شكراً دكتور(شوقي)عن إذن حضرتك.
بعدها خرج(مروان)وعاد إلى غرفة(سالي)ليجد والده عند باب الغرفة ومعه(سعاد)وكانت برفقتهما(بسملة).
عقد(مروان)جبينه في غضب شديد وتوجه إلى(صالح):
-متدخلش.
التفت(صالح)إليه و(سالي)و(سعاد)ينظرا إليه بدهشة من لهجته الشديدة ،وتقدم(صالح)صوبه يسأله بتعجب:
-مدخلش ليه يا(مروان)؟ مالها(سالي)؟
تقدمت(سعاد)تسأله بخوف:
-(سالي)مالها يا(مروان)؟
صمت(مروان)وما زال ينظر إلى(صالح)وعينيه تزداد احمرارًا لاحظت(بسملة)قسمات(مروان)الم تغيرة واقتربت منه:
-(مروان)؟!
خطى(مروان)خطوة واحدة من(صالح)وبنبرة قاسية:
-إنتَ ليه عملت كده؟
سأله(صالح)والقلق يختلج صوته وهو يرفع كفه:
-يا(مروان)طمني على(سالي)؟
هز(مروان)رأسه بحزن شديد وما زال الغضب سيد الحوار:
-أطمنك حاضر هطمنك.
ثم اقترب أكثر والحزن يعتريه:
-(سالي)جتلها حالة عصبية بسبب حالة(قاسم).
ثم صرخ بوجه(صالح):
-عايز تطمن على(سالي)بس مهمكش الغلبان اللي أتضرب بمطواه وساح دمه. إنتَ عارف(قاسم)ده كان بيحبها ازاي؟
ردد(صالح)بذهول:
-كان هو مات؟!
ابتسم(مروان)بسخرية:
-لأ لسه؟ بس يا ترى حابه يموت؟


هدرت(سعاد)به:
-(مروان) إنتَ إتجننت اللي بتتكلم معاه ده يبقى أبوك؟ إزاي تفكر إنه يتمنى الموت لحد؟
جاءت الممرضة تحثهم على الهدوء:
-من فضلكم هنا مستشفى و في مرضى أرجوكم الهدوء.
نظرت(بسملة إليها معتذرة:
-آسفين.
ثم أمسكت بذراع(مروان)لتبث في قلبه الهدوء:
-حبيبي متلومش عمو(صالح)هو مكانش يعرف إن(قاسم)هيروح الحارة ويتخانق.
نظر(صالح)إلى(مروان)بعتاب ودموعه تلتمع في عينيه:
-متظلمنيش يا(مروان)والله لو أعرف إن(قاسم)هيعمل كده مكنتش هكلمه بالشكل ده أبداً.

ثم قال بخنوع:
-أنا غلطت لما مسألتش عنه في مكان سكنه الجديد وأنا بعترف بغلطي.
قاطعه(مروان)بحزن:
-غلطك؟ هينفعك بايه الندم وقت الندم يا بابا. (قاسم)لو مات هيكون بسببك و(سالي)هتدمر بردو بسببك.
ثم تركه وهو يمسح عبراته التي خانته للمرة الثانية راحلًا و(بسملة)تحاول اللحاق به:
-(مروان)استنى بس.
وتركتهما لتلحق بزوجها. أما(صالح)جلس على أقرب مقعد متمتمًا بيأس:
-أنا ايه اللي عملته ده؟
جلست بجانبه(سعاد)وربتت على كتفه بشفقة:
-إهدى يا(صالح)كل حاجة هتتحل إن شاء الله.
نظر إليها بحزن:
-تتحل؟ الولاد هيروحوا مني يا(سعاد)لو(قاسم)مات مش هسامح نفسي قبل ما بنتي تفكر متسامحنيش. يا ريتني كنت مت قبل ما يجيلها.
أعقبها بأن أجهش في البكاء وهو يرمي وجهُ في كفه ،هدأته (سعاد)وهي تتشبث في كتفه بلوعة:
-بعد الشر عليك ليه بتقول كده. استغفر ربنا إياك واليأس يا(صالح)اوعى تياس من رحمة ربنا. ربنا رحيم بعباده ادعيلهم الإتنين و إدعي ل(قاسم)إن ربنا يقومه بالسلامة.
ابتهل(صالح)وهو ينظر للأعلى:
-يا رب

************

الانتقام مذاقه رائع ولكن حذار أن يتحول إلى علقم بعدها
"وينقلب السحر على الساحر"
الغريب أن(سلسبيل)غيرت هذه المقولة وجعلتها "يصبح السحر صديق الساحر" اكتملت أيقونتها وأصبحت تجد(رائد)برفقة(وعد) بالطبع في عدم وجود(طارق)فهي تعلم مكر ضُرتها تريد أن تلعب على الطرفين ولكن لا بأس ستترك لها الساحة بعض الوقت وبعدها ،رفعت إحدى حاجبيها بانتقام وخيال متروك العنان له ثم أكملت
ولمَا تفكر فيما بعد؟ فلتجعل لكل لُعبة سحرها ونهاية تليق بها.
قاطعتها قبلة على عنقها التفتت(سلسبيل)بعد تفكير انتقامي رقيق لتجده(طارق)الذي ابتسم:
-بتفكري في ايه يا(بيلا)؟
تبسمت ببراءة وهي تمد أناملها لذقنه النامية:
-و لا حاجة يا(روقه).
لثم(طارق)أطراف أناملها:
-طب ايه رأيك تاخدي أجازة إنهاردة اهو تريحي و نقضيها في البيت ونخرج بعدها؟
هزت(سلسبيل)بحزن مصطنع:
-مش هينفع يا(روقة)مع الأسف فيه حالات لازم أتابعها ضروري و انت يا حرام بتتعب أوي الايام دي.
كادت أن تفلت من بين شفاهها ضحكة ساخرة وهي تكمل:
-بترجع الفترة دي متأخر المستشفيات الفترة دي بتاخدك كتير كان الله في عونك يا حبيبي.
هز (طارق) رأسه بأسى ماطًا شفتيه:
-أه والله يا(بيلا)مش متخيلة بتعب ازاي؟
اقتربت(سلسبيل)منه بثقة:
-أيوة عارفة طبعاً.
سألها(طارق)بتوجس:
-ايه؟ اههه إزاي يعني؟
ابتسمت(سلسبيل):
-المستشفيات يا قلبي.
زفر(طارق)براحة:
-أه صح المستشفيات مش عارف الواحد ماله؟
أردفت(سلسبيل)وهي تلمس شفتيه:
-سلامتك يا بيبي.
ثم نظرت إلى ساعة الحائط لتتصنع الجزع:
-يا خبر أنا إتأخرت.




واتجهت صوب غرفة نومها وتركت(طارق)بعد أن كاد يلتهم شفتيها ولكنها تركته دون رحمة.
هتف(طارق)بغيظ:
-أه صح.
وكاد أن يضرب قبضته صوب الحائط.

***********





لم يصدق(يوسف)ذاته بعدما أخبره(عمر)برؤيته ل(إينار)واشتباهُ في أن ولدها هو ولده لشدة الشبه بينهما دارت به الدنيا أيُعقل بعد سنة ونصف محاولة منه في البحث عنها ولا يعلم عنها شيء ولكن لمَ تنتظره بعد رسالته القاتلة إليها.
ولكنه قرر ترك الشركة والتوجه إلى فندقها ليراها أم ليرى ولده؟
شعر بغيرة قاتلة وإذا لم يصبح ولده كيف تتجرأ وتجعل آخر يتزوجها؟
كيف سولت لها نفسها بأن جعلت شخصًا آخر غيره يلمسها؟
ضرب المقود عندما وصل لهذه النقطة من التفكير.
ارتجل من سيارته وتوقف لحظة يرفع رأسه ليناظر الفندق
خطى عبر البوابة وتوجه إلى موظف الاستقبال ليسأله بهدوء:
-عايز أقابل صاحب الفندق من فضلك؟
ابتسم(غايس)بروتينية:
-مين حضرتك يا فندم؟

ابتسم(يوسف):
-اسمي(جمال عزت)حابب أعمل حفلة صغيرة عندكم بمناسبة افتتاح شركتي.
اتسعت ابتسامة(غايس):
-ده شيء يشرفنا سعادتك ثانية واحدة أبلغ بوجودك.
وتوجه إلى باب خشبي كبير بموازاة مكان الاستقبال وبعد لحظات خرج(غايس)ومازالت نفس البسمة ملتصقة على شفتيه:
-اتفضل يا(جمال) بيه.
ابتسم(يوسف)وقد علم أنه اقترب لمبتغاه وقلبه يكاد يقفز من بين اضلعه وما أن دلف إلى غرفة المكتب حتى صُعق فما رآه لم تصدقه عيناه أبدًا.

**********

وقفت(بسملة)بجانب(مروان)ثم بدأت بالتحدث قائلة:
-ليه يا(مروان)كلمت عمو(صالح)كده؟
هز(مروان)رأسه بضيق:
-مش عارف بس كنت مدايق منه أوي يا(بسملة)حرام يضيع علاقة نقية و طاهرة زي دي بسبب إنه سمع من ست معندهاش أي أمانة .ومسألش عليه في مكان شغله ولا سكنه الجديد ليه يظلمه ليه ياخد بماضي ويدفن مستقبل.
هدأته(بسملة):
-إنتَ عارف إن عمو(صالح)ميقصدش هو فكر زي أي أب خايف على بنته غصب عنه وهو اعترف بغلطه.




قاطعها(مروان)بعصبية:
-تاني غلطه ما قلت هيندم في الوقت الضايع(قاسم)بين الحياة و الموت ولو مات(سالي)هتدمر دي أختي و أنا عارفها. لو كنتي تشوفي فرحة عنيها امبارح لما قلتلها اني هجوزها(قاسم)وهقف جنبها هتصعب عليكي اوي لو تعرفي(قاسم)ده غير نفسه علشانها ازاي هتحزني على علاقة كانت هتبدأ و ماتت قبل ما تبتدي.
كادت أن تتفوه(بسملة)ولكن هاتفها صدح نظرت لتمط شفتيها وفتحت الزر:
-ألو...أيوة مستر(سعد)أه بعتذر على التأخير حصل ظرف. لأ جاية أكيد مع السلامة.
أغلقت الهاتف لتنظر إلى(مروان)بحرج:
-مستر(سعد)عايزني في اجتماع انهاردة ضروري وبجد مش...


قاطعها(مروان)ببسمة باهته:
-روحي يا حبيبتي ده شغل وأنا بكرة إن شاء الله هاجي الشركة علشان أقابل مستر(سعد)زي ما أتفقنا.
هزت(بسملة)رأسها:
-أنا قلتله فعلاً وهو منتظرك. سلام يا حبيبي وبلغهم بقى إني مشيت علشان الشغل.
طبعت قبلة حانية على وجنته وهمست:
-روح يا(مروان)وصالح عمو متخليش الغضب يعميك.
أومأ(مروان)برأسه:
-حاضر.
تركته(بسملة)ورحلت وهو ذهب إليهما ليفعل ما نصحته به زوجته فهي على حق وعليه أن يحجم غضبه.
وقف مقابلة(صالح)وانحنى يقبل رأسه هامسًا:
-أنا آسف يا بابا حقك عليه.
قام(صالح)وقبله من وجنته محتضنًا اياه:
-أنا مش زعلان منك يا بني أنا زعلان من نفسي.
قامت(سعاد)رابته على كتفهما:
-مش قلتلك يا(صالح)ربنا هيكرمنا و هتتحل وأهي بدأت أهي.
قبلها(مروان)من رأسها:
-إن شاء الله خير.
هتفت الممرضة:
-الآنسة(سالي)فاقت تقدروا تتفضلوا تشوفوها.
قال(صالح) بسعادة:
-الحمد لله يا رب.
************


عُقد اجتماع بشركة(لاماما)وقد أشار(سعد)للجميع بالجلوس.
ثم اتجه صوب شاشه معلقة وعليها عدة أزياء قائلًا بضيق:
-أنا جمعتكم انهاردة علشان أعرفكم إن شركة(فلورين)مش هتسكت و هتطلع أقوى ما عندها من تصميمات وسمعت كمان ان الديزاينر بتوعهم اتغيروا لناس أقوى و عندهم خبرة طويلة في المجال و استغنوا عن الشباب...لكن...
أشار بسبابته إليهم:
-شركة (لاماما) بتحب الشباب و الفكر المتجدد و علشان كده.
صمت وهو يراقب توجس الجميع وأكثرهم ثلاثة ابتسم وأشار إلى(بسملة):
-تعالي يا(بسملة).
وقفت(بسملة)وتوجهت صوبه أكمل(سعد):
-أحب أعرفكم إن(بسملة)هتمسك تيم الديزاينرز و هتوجههم و تختار الأفضل.
ابتسمت(بسملة)والجميع يصفق:
-شكراً مستر(سعد)وبشكر ثقة حضرتك فيه شكراً ليكم.
ثم أكملت بلباقة:
-لو ممكن أطلب التيم بتاعي؟
ابتسم(سعد):
-اه أكيد طبعاً.
هزت(بسملة)رأسها ممتنة:
-شكراً.(أسمر)و(ميرال)ممكن تيجوا.
قام(ميرال)و(أسمر)باندهاش وهناك عينين لو لديها صلاحية القتل لفعلتها ،ووقفا بجانب(بسملة)ولكن كل منهما يتحاشى النظر إلى الآخر.
ابتسمت(بسملة):
-اسمحلي مستر(سعد)أنا إخترت أكتر اتنين شايفة إنهم هيرفعوا اسم(لاماما)هيبقى(أسمر)و(مير� �ل).
نظرا إليها الاثنين وكأنهما يريدا قتلها ولكنهما كبتا رغبتهما هذه لوقت آخر.
نظر(سعد)إليهما وبعينيه لمعة خبث ثم التفت إلى الجميع يكمل:
-بالنسبة للباقي بتمنى نشتغل بقوتنا و ده ليه؟
ثم صفق بطريقة مسرحية:
-علشان(لاماما)توصل للقمة.
أنزل(سعد)ذراعيه ليصفق الجميع ابتسم برضى:
-تقدروا تتفضلوا.
انفض كل من حوله وخرجت(بسملة)وهي تكاد تضحك من أثر ما فعلته في(أسمر)و(ميرال).
ولكن أوقفها صوت(ميرال)بغضب بعد أن بعدت عن مكتب(سعد):
-(بسملة)إيه اللي عملتيه جوه ده؟

ثم نظرت إلى(أسمر)بضيق وهي تشير إليه:
-ليه تحطيني معاه؟
رفعت(بسملة)إحدى حاجبيها وكادت أن تتكلم ولكن(أسمر)قاطعها بسخرية:
-ومين قالك أصلاً إني هوافق إنك تكوني معايا؟
قاطعتهم(بسملة)بغضب:
-هتضربوا بعض و أنا واقفة؟
نظر إليها الاثنين وهدأت قسماتهما أكملت(بسملة) بضيق:
-كنت بحسب إني لما أحطكم مع بعض هتدوا لبعض الروح المطلوبة لكن يظهر لسه فيه شوية عند وغباء عند كل واحد فيكم.
ثم تنهدت واضعة يدها في خصرها:
-وللعلم لو متعاونتوش مع بعض أنا هبلغ مستر(سعد)وهسيبله حرية التصرف.

هتفت(ميرال)مستنكرة:
-بس انتي صحبتي يا(بسملة).
رفعت(بسملة)إحدى حاجبيها:
-الشغل مفيهوش صحوبية يا(ميرال)مفهوم؟
صُدمت(ميرال)وهي تتراجع للخلف ثم قالت ببرود:
-مفهوم يا ميس(بسملة)عن إذنك.
أدارت ظهرها ورحلت ،زفرت(بسملة)ونظرت إلى(أسمر)بسخرية: ها و إنتَ يا(أسمر)بردوه هتقولي عن اذنك يا ميس(بسملة)زي المجنونة دي؟
ضحك(أسمر):
-والله على حسب بس أنا مش كده.
ردت(بسملة)ساخرة:
-إنتَ أكتر من كده والله. أنا قلت إنه لعب عيال.
ضاقت حدقتي(أسمر):
-تمام...هنبدأ امتا الشغل؟
ابتسمت(بسملة)ونظرت للأسفل ثم رفعت ناظرها إليه مرة أخرى:
من بكرة إن شاء الله. تقدر تتفضل يا(أسمر).
ابتسم(أسمر) بهدوء:
- تمام عن اذنك.
وفعل مثل الأخرى ورحل ،ابتسمت(بسملة)وهي تتأمله هامسة:
-والله لأربيكم يا شوية عيال.
زفرت(ميرال)بحنق بعد أن تركت(بسملة)بغضب ولكنها تذكرت أن عليها التوجه إلى شخص ربما للاعتذار منه عما بدر منها وها هو ذا ،ابتسمت بحرج منادية إياه:
-(أحمد).

عقد(أحمد)حاجبيه بغضب وهمَ بالرحيل ولكن(ميرال)استوقفته وهي تقترب منه:
-أرجوك يا(أحمد)متمشيش أنا بحاول أعتذرلك و انت بتمشي و تسيبني.
التفت إليها بحنق أكثر:
-ده ايه الإحترام ده؟ معقول(ميرال)بحالها جاية تعتذر.
نكست(ميرال)رأسها للأسفل:
-عندك حق في كل اللي بتقوله و اللي هتقوله بس أرجوك.
ورفعت عينيها إليه مما جعلت ملامحه تلين:
-أعذر تصرفاتي أنا لسه بحب(أسمر).
أجفل(أحمد)عينيه بضيق ثم هدأ وحاول أن يتمالك أعصابه:
-(ميرال)إنتي عايزة ايه؟ أنا مش زعلان خلاص ده قسمة و نصيب.

رفعت(ميرال)حاجبيها بدهشة:
-يعني انت مش زعلان بجد يا(أحمد)؟
كتم(أحمد ما بداخله وتصنع التبسم:
-لأ مش زعلان يا(ميرال)خلاص إحنا زمايل.
شكرته(ميرال):
-شكراً بجد يا(أحمد)مش عارفة أقولك ايه ونعمة الأخ.
كرر(أحمد)بتهكم هامس:
-أه أخ.
ثم عدل نبرته:
-تمام كده أدينا اتصالحنا أهو.
تأملته(ميرال):
-إنتَ طيب أوي يا(أحمد).

تعجب(أحمد):
و إنتي طيبة بردو...
ابتسمت(ميرال):
-خلاص أنا كده ارتحت هروح أبدأ في شغل التيم...باي.
تعجب(أحمد)من شخصية(ميرال)المركبة وسيرشح شخصيتها للتدريس عليها لطالبي علم النفس.

*************




سمعت(منار)طرق على باب منزلها قامت بانزعاج وما زال الطرق مستمرًا حتى هتفت بغضب وهي تتجه صوب الباب ملوحة بيدها:
-طيب يالي بتخبط الله هو أنا لازقة ورا الباب.
وما أن فتحت باب المنزل حتى شهقت غير مصدقة:
-(رامز)ابني حبيبي.


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:14 PM   #64

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع و العشرون

بعد أن هتفت(منار)بفرح لرؤيتها إلى(رامز)الذي يقف أمامها على عتبة باب المنزل ارتمى(رامز)في أحضانها هاتفًا:
-وحشتيني اوي يا ما وحشتيني.
قبلته(منار)في كل جزء في وجهُ وهي تمسك وجهُ بين كفيها:
-صحيح إنتَ يا(رامز)أنا بحلم والله بحلم.
ثم أكملت وهي تجهش بالبكاء:
-سنة و نص متسألش على أمك يا(رامز)تعرف هي عايشة و لا ميتة؟
خطى(رامز)بالداخل قائلًا بلوعة:
-ألف بعد الشر عليكي يا ما متقوليش كده تعالي بس جوه الحيطان ليها ودان.
ضحكت(منار):
-يوه نسيت إنك لسه على الباب.
ثم أعقبتها بسحبه للداخل وهي تغلق الباب خلفها:
-تعالى يا حبيب أمك...
بعد فترة من الوقت سألت(منار)وهي تتأمل مظهر(رامز)وهو يأكل الطعام الدي أعدته له:
-ومالك يا واد عامل في نفسك كده ليه؟ وايه اللي مكتوب على رقبتك ده؟
ضحك(رامز)وهو ينظر إليها:
-طب سيبيني آكل الأول يا أم(رامز)وبعدها نتكلم.
هزت(منار)رأسها نفيًا بإصرار:
-لأ عايزة أعرف دلوقتي.

قال(رامز)بعد أن انتهى من الطعام:
-أبداً يا ستي روحت اشتغلت في الفندق اللي في "روسيا" وطلعوا ناس كويسة أوي وحطوا ثقتهم فيه لغاية ما وصلت لمقام عالي أوي ياما.
(منار)بفخر:
-طبعاً هو إنتَ شوية يا(رامز)دا انت واد لِوِن وتفهمها و هي طايرة اسم الله عليك.
صدحت ضحكة(رامز)وقد اطمئن لتصديق والدته لكذبه وأكمل:
-أومال أنا إبن(منار).
قالت(منار)بتهكم:
-أه الحمد لله يا خويا إنك نفدت من البت المسهوكة اللي اسمها(نسمة)دي ربنا ريحك وعوضك.
انقلب وجه(رامز)واتكأ بظهره على الأريكة المتهالكة:
-صحيح هي عاملة ايه؟
شهقت(منار)مستنكرة:
-يا حلاوة لا تكون بتحنلها يا واد؟ مهي اتجوزت(يونس)وخلفت توأم...
ركل(رامز)بقدمه المنضدة ووقع ما عليها:
-أوووه بقولك يا ما متجبيش سيرة الواد ده اللي عاملي فيها شيخ وهو ملوش فيه وخدها مني.
قامت(منار)من مجلسها هاتفة وهي تشير إلى الطعام:
-يوووه ليه يا بني كده هوو؟ الواد ده بيعصبك كده ليه؟ أهو راح لحاله خلاص.
قام(رامز)من مجلسه وقال بتوعد وعينيه تطلق نارًا:
-وديني ما هسيبه وأندمه على اللي عمله.
تراجعت(منار)إلى الخلف خطوتين ناظرة إليه بفزع فالذي أمامها ليس ولدها وإنما بركان ثائر.
***********
لم يصدق(يوسف)ما رآه فقد ظن أنه سيرى(إينار)ولكنه وجد شخص يقوم من مجلسه ويمد ذراعه له مرحبًا:
-أهلاً وسهلاً يا فندم نورت الفندق.
تقدم(يوسف)وهو يحاول فهم ما يدور مفكرًا أليس من المفترض وجودها أمامه وليس هذا الشخص.
مد(يوسف)ذراعه وسأل الشخص:
-أهلاً بيك أستاذ.
وصمت ولكن الشخص أكمل ببسمة بسيطة:
-(كريم عفيفي)صاحب الفندق.
رجع كف(يوسف)للخلف مستفسرًا:
-أفندم؟! حضرتك صاحب الفندق؟
ابتسم(كريم)وهو يجلس على مقعد المكتب:
-أيوة أنا يا(جمال)بيه اتفضل أقعد.
جلس(يوسف)وقد علم أن(كريم)يكذب بالطبع حك ذقنه مفكرًا.
سأله(كريم)وهو يتقدم من طرف المكتب مشبكًا أصابعه للأمام:
-أؤمر عرفت إن حضرتك طالب قاعة.
قاطعه(يوسف)مبتسمًا:
-أه صحيح علشان افتتحت شركتي فحابب أعرف القاعات.
رفع(كريم)سبابته اليمنى للأعلى:
-إختيار ممتاز حضرتك.
ثم أدار رأسه لليمين وهو يضغط على حاسوبه:
-هوري لحضرتك أجمل قاعاتنا و فيه منها الصغير و الكبير.
تمتم(يوسف)وهو يفكر:
-أين يجد(إينار)؟ متى سيجدها و يرى ولدها و هل هو ولده؟ أم ولكن مهلًا ما هذا؟
تجمدت زرقاويه على صوره في إطار ل(إينار)مبتسمة بثوب أحمر وتحمل ولدها إنه يحمل نفس لون عينيه وملامحه بالكامل.
هل حقًا هذا ولده؟ تُرى ما هو اسمه؟
قاطعه(كريم)وهو يدير الحاسوب:
-شوف حضرتك أنهي قاعة تنول رضى سعادتك؟
نظر إليه(يوسف)ببسمة غامضة:
-أكيد أي قاعة منهم هتعجبني.
ثم أخذ يضغط على الزر حتى أشار:
-أها هي دي القاعة المطلوبة.
قال(كريم)برسمية:
-تمام سعادتك إختيار موفق.
ابتسم(يوسف)ثم قال فجأة:
-ربنا يخليهولك.
نظر إليه(كريم) يسأل متعجبًا:
-مين؟
ابتسم(يوسف)بغموض أكثر وهو يشير إلى الصورة:
-ابن حضرتك.
التفت(كريم)ليناظر الصورة الموضوعة جانبًا ثم قال بتلعثم
وصوت مبحوح:
-أه ابني شـ..شكراً.
سأله(يوسف)وهو يراقب تعرقه:
-حضرتك كويس؟
هز(كريم)رأسه:
-أيوة أنا بخير.
ثم سأله(كريم)محاولًا تغيير مجرى الحديث:
-تحب حضرتك تشوف القاعة؟
ابتسم(يوسف):
-أكيد طبعًا.
قام(كريم):
-ثانية يا فندم هطلب منهم يفتحوا القاعة.
بعد أن خرج(كريم)من غرفة المكتب ،التفت(يوسف)إلى الصورة ليأخذها من الاطار بسرعة ويضعها بسترته متمتمًا:
-بقى ده يبقى ابنك يا أهبل؟
وجلس مرة أخرى وكأنه لم يفعل شيء.
حتى عاد(كريم)مبتسمًا: تقدر تتفضل حضرتك.
قام(يوسف)ثم افتعل مكالمة هاتفية وتصنع التحدث إلى شخص قائلًا وهو يخرج من المكتب:
-ألو أيوة يا(علواني)معقول إزاي الكلام ده طب خلاص أنا جاي حالاً.

أغلق الهاتف والتفت إلى(كريم)مبتسمًا بحرج:
-أنا بعتذر جداً جالي مكالمة مضطر أئجل موضوع القاعة و أجي مرة تانية.
هز(كريم)رأسه:
-مفيش أي مشكلة حضرتك تيجي في أي وقت و أنا تحت أمرك.
شكره(يوسف)وخرج من الفندق
ركب(يوسف)سيارته ثم أخذ شهيقًا وزفره بقوة ،أخرج من جيب سترته الصورة التي سرقها من الداخل ليتأملها جيدًا وقال:
-أه يا(ناري)لسه زي ما أنتي والولد ده شبهي أكيد ده ابني نفس ملامحي.
قاطعه صوت هاتفه رفعه ليرى اسم والد زوجته(محمد)مط شفتيه باستهجان فهو يعلم أنه يهاتفه بسبب ضربه ل(روان)ولكن فاض الكيل.

فتح المكالمة ليسمع هتاف(محمد)بغضب:
إنتَ ازاي تضرب بنتي يا(يوسف)إنتَ اتجننت؟ إنتَ مش عارف تبقى بنت مين؟
ابتسم(يوسف)ببرود:
-أهلاً يا عمي ليك وحشة و الله. مالها(روان)خير؟
بُهت(محمد)ثم قال بارتباك:
-كلام...ف..فارغ اللي بتقوله ده؟ إنتَ لو انسان محترم
مكنتش ضربت بنتي...بنت الأصول...دا أنا و لا مامتها عمرنا
ما مدينا إيدنا عليها.
ضحك(يوسف)بسخرية:
-علشان كده متربتش.
هدر(محمد):
-ايه ؟!
أعقبها(يوسف)ببرودة أقصى من الثلج:
-ورقة طلاقها هتوصلها قريب.
ثم أغلق الهاتف بوجه(محمد)والتفت إلى الفندق وقال:
-هجيبك يا(إينار)وهجيب ابني.

***********







جلس(رائد)أمام مكتبه ثم بعث برسالة إلى حبيبته حتى سمع طرقة على بابه ليبتسم وهو يرفع عينيه:
-أدخلي يا دكتورة(وعد).
فُتح الباب لتظهر(وعد)على عتبته ببسمة مرحة وبعدها أغلقت
الباب:
-صباح الخير يا دكتور(رائد).
قرنتها بالاتكاء على طرف المكتب بكفيها اقترب(رائد)بجزعه العلوي:
-صباح...ده الضهر يا حبيبتي.
ضحكت(وعد):
-صح الضهر.
ثم قالت بخبث:
-يا ترى مين مسهرني للساعة اتنين بليل؟
تصنع(رائد)الحيرة وهو يدير رأسه جانبًا ويضع سبابته عند شفتيه علامة التفكير:
-صحيح مين يا ترى؟
ضربته(وعد)بخفة على يده:
-بطل رخامة بقى.
لم يتوانى(رائد)عن تقبيل أناملها حتى تفاجأت هي ورفعت سبابتها في وجهُ محذرة:
-متعملش كده تاني إنتَ بتهزر؟
غمز(رائد)بعينيه:
-حبيبتي و مقدرش معملش كده؟
راقها(وعد)ما يفعله(رائد)ونظرت له برماديتيها بقبولها لمزحته:
-اممم أوكيه بس مينفعش يكون في المستشفى يا(رائد)اتفقنا؟

أماء(رائد)رأسه:
-أوكيه...
ثم سألها:
-فطرتي؟ ولا نطلب سوا؟
التفت(وعد)حول مكتبه لتنظر إلى هاتفه:
-نفسي في بيتزا ايه رأيك؟
تمتم(رائد):
-اممم يمي بيتزا نفس اختياري.
ثم وضع ذراعه حول خصرها ليقربها منه أكثر:
-واضح إن ذوقنا واحد.
صُدمت(وعد)ودفعته بعيدًا هاتفة:
-إيه اللي بتعمله ده يا(رائد)إنتَ اتجننت؟!

ضحك(رائد)بسخرية:
-اتجننت علشان لافة و واقفة جنبي و بتدلعي. عليه أنا الكلام ده.
صمتت(وعد)مبهوتة من تغير(رائد)لها بهذه الطريقة ثم قال بوقاحة وهو يقترب منها واضعًا يده حول وجنتها :
-يا قلبي أنا عارف كل حاجة.
سألته(وعد)بحدقتين صادمتين وصوت متلاشي:
-عارف ايه؟
ثم حاولت دفعه بتهاوي:
-قصدك إيه بكلامك ده و إسلوبك اللي اتغير فجأة؟
ضحك(رائد)باستهتار ثم خطى منها حتى كاد يحتضنها وهو يلتقط خصلاتها:
-حبيبتي(دودو)متخديش الكلام على قلبك كده.

ثم أعقبها بنظرة ساخرة:
-مش(طارق)بيقولك كده؟
حدقت(وعد)في عيني(رائد)بصدمة بالغة وانعقد لسانها عن النطق
زادت السخرية في عيني(رائد):
-كنتي فاكراني مغفل يا(دودو)؟ غلطانة يا قلبي؟
ثم همس ساخرًا:
-متخافيش مش هقول ل(سلسبيل).
رفعت(وعد)حاجبًا لتقول باستنكار:
-دا أنتَ طلعت واطي و زبا...
وضع(رائد)سبابته على شفتيها بسخرية:
-تؤ تؤ...عييب فيه دكتورة تقول ألفاظ زي دي؟ أنا مصدوم.
نفضت(وعد)وجهها عنه وهي تتراجع للخلف باشمئزاز:
-مكنتش متخيلاك إنك وضيع بالشكل ده.
ضحك(رائد)وهو يرفع رأسه للأعلى بسخرية:
-ده على أساس إنك شريفة ومحترمة يا(وعد).
ثم أكمل وهو يناظرها باستهزاء:
-أنا شفتك مع(طارق)ولما تبعتكم عرفت اللي فيها. أد ايه انتي صديقة كويسة أوي يا(دودو).
زفرت(وعد)بحنق وسألته بغضب:
-إنتَ عايز ايه يا(رائد)؟
مط(رائد)شفتيه مفكرًا:
-و لا حاجة كنت حابب أعرفك اني عارف علاقتك ب(طارق).
سألته(وعد)بتعجب وهي تقترب منه:
-بس؟! هو ده غرضك.


اقترب(رائد)منها محتويًا كلتا ذراعيها بكفيه:
-شوفي يا(وعد)زي ما قلتلك قبل كده إحنا ذوقنا واحد في كل حاجة حتى في الوساخة فزي ما انتي كنتي هتخوني(طارق) وتستغفليني على أساس إني مش عارف فحبيت نلعب على المكشوف.
نظرت إليه(وعد)باحتقار وقد علمت مطلبه ضحك(رائد)موضحًا:
-لأ مش زي الأفلام والمسلسلات وهطلب منك فلوس.
دفعته(وعد)عنها بغضب جعلت(رائد)يتراجع حتى اصطدم بطرف المكتب أكمل وهو يلوح بيده:
-عنيفة أوي يا بيبي. بس عموماً هفوتهالك أنا بحب الست أوي يا (وعد)وبقدرها صح وبصراحة كده...
أعقبها بنظرة مفترسة تراقبها من رأسها حتى أخمص قدميها بكل فجاجة:
-حابب أجرب.
ضاقت عيني(وعد)وفكرت بين أن تخبر(طارق)و بين أن تفعل ما يريده(رائد).
إذا أخبرت(طارق)ربما يفعل بها شيء.
أما إذا فعلت ما طلبه(رائد)فليست هناك خسائر من وجهة نظرها هي ولن يعلم(طارق)أيضًا.
ولم لا فبعض المرح لن يضرها في شيء و(رائد)يروقها وبشدة.
ظهرت بسمة على فم(وعد):
-موافقة يا(رائد).
لاحت على شفتي(رائد)بسمة وقحة:
-أحبك و إنتي حسباها.

**************

قامت(أروى)من مكتبها لتقف أمام النافذة الزجاجية الكبيرة تتأمل غروب الشمس تسللت إلى أُذنها طرقة على الباب التفتت قائلة:
-أدخل.
فُتح الباب لتجد(فرح)تتقدم والفرحة تنبعث على شفتيها:
-شفتي يا(أروى)؟
تعجبت(أروى):
-خير يا(فرح)مالك مبسوطة كده ليه؟
رفعت(فرح)ورقة تشير إليها بسبابتها:
-ده طلب للموديلات المشاركة بينك و بين(داغر)بصي أد ايه؟
أخذت(أروى)الورقة منها لتنظر إليها بدقة حتى هتفت بدهشة:
-مش ممكن يا(فرح)معقول كل الطلبيات دي؟ شكل(داغر)ده مش أي حد في السوق اسمه له وزنه في السوق.

ثم رفعت حاجبًا:
-بس استني ازاي الناس دي عرفت و أنا لسه معملتش إعلان إننا عملنا شراكة بينا و بين بعض.
شهقت(فرح):
-أه صحيح ازاي حصل كده؟
احمر وجه(أروى)حتى قارب لون البندورة وهتفت:
-هو مفيش غيره.
ثم أخذت هاتفها وحادثت(داغر)الذي أجاب:
-أيوة يا(أروى).
هتفت(اروى)بغضب:
-إنتَ فين؟
تعجب(داغر):
-مالك متزرزرة كده ليه؟
قاطعته(أروى)بغضب شديد:
-ملكش دعوة بيه؟ أنا بسألك إنتَ فين؟
هتف(داغر)بخشونة غاضبة:
-(أروى)متعليش صوتك عليه؟
ذهبت الدماء من وجه(أروى)وانخفض صوتها لا اراديًا:
-أنا عايزة أعرف ازاي جـ..جاتلنا طلبات من منتجاتنا الجديدة و...
شعرت أنها لم تستطع تكملة كلماتها ارتفاع صوت(داغر)عليها بهذه الطريقة ذكرها بصفعة(فادي)لها ،صوته الهادر.
بلعت ريقها بصعوبة والعرق بدأ يتقطر من جبينها:
-و...و..
وبعدها سمع(داغر)صوت ارتطام مقترنًا بصراخ(فرح):
-يا لهوي(أروى)مالك يا حبيبتي.
وقف(داغر)وهتف بقلق:
-ألو(أروى)...؟ألو.
أخذت(فرح)الهاتف من الأرض بجانب يد(أروى)وقالت بجزع:
-أيوة يا(داغر) بيه(أروى)أغم عليها ونبضها ضعيف.
هتف(داغر)بلوعة وهو يأخذ سترته وأشيائه من على المكتب:
-أنا جاي حالًا أُطلبيلها الإسعاف وكلميني عرفيني عملتوا إيه؟
غادر(داغر)الشركة وهو يفكر فيما حدث إلى(أروى)ولا يدري لمَا قلق عليها بهذا الشكل الغريب فدائمًا هو من الشخصيات الباردة التي لا تطرف لها عين إذا حدث شيئًا ما ولكن هذه المرة يطرق قلبه بقوة بين اضلعه.
************



كان(إياد)بغرفته يسترخي على فراشه ولم تكن(غدير)بالمنزل في هذا الوقت ،سمع(إياد)طرق على الباب حتى قال:
-أدخل.
دلفت الخادمة(آنا):
-مستر(إياد) فتاة أتت تدعى(سيلين)وتريدك في أمر هام.
عقد(إياد)حاجبيه ثم قام من فراشه متمتمًا:
-غريبة ايه جابها الساعة دي؟
ثم نظر إلى الخادمة:
-حسنًا سآتي.
بعد فترة من الوقت هبط(إياد)من على درجات السلم وتوجه إلى الصالون ليجد(سيلين)التي انطلقت تجاهُ تحتضنه بقوة:
-حبيبي(إياد)وحشتني.

دفعها(إياد)ببرود:
-وانتي...
رفعت(سيلين)حاجبيها تسأله ببراءة:
-إنتَ لسه زعلان مني يا(يويو)؟
جلس(إياد)على الأريكة ووضع ساق على ساق:
-و أزعل ليه؟ ما أنتي خلاص عايزة تستقلي بنفسك ومش عايزة حد يكون وصي عليكي.
سارعت(سيلين)خطواتها حتى جلست بجانبه والتصقت به:
-حبيبي وزة شيطان إنتَ عارف دماغ البنات لما بتهف لكن أنا اقدر أبعد عنك يا قلبي؟ و لا أستغنى عن وصيتك عليه يا حبيبي دا أنا كلي ملكك يا عمري.
لانت قسمات(إياد)والتفت إليها:
-يعني عقلتي؟

أومأت(سيلين)برأسها:
-على الآخر يا قلبي.
ثم غمزت لها بإحدى عينيها:
-تعالي بقى نتصالح ونشرب حاجة بمناسبة الموضوع ده؟
ابتسم(إياد):
-وماله تعالي في مكتبي عندي بار صغن نحتفل فيه براحتنا.
أمسكته من كفه وقبلتها بهيام:
-يا حبيبي يا(إياد)مش متخيل أد ايه فرحانة برجوعك ليه.
ثم تلفتت حولها تسأله بسخرية:
-وهي فين الممثلة العظيمة؟
نظر لها بضيق وهو يسحب يده من بين أناملها:
-اتكلمي عنها كويس.

ضغطت(سيلين)على شفتيها بأسنانها حتى كادت تدميها:
-أنا آسفة يا بيبي.
ابتسم(إياد)برضى وهو يفتح باب المكتب:
-(دورا) عندها تصوير و هترجع متأخر.
ثم غمز بخبث:
-يعني على راحتنا يا قلبي.
ضحكت(سيلين)بميوعة:
-هو ده الكلام إقفل بقى الباب كويس.
هتف(إياد)وهو يفتح أزرار قميص:
-بس كده عيوني.

***********

بعد أن أفاقت(سالي)وجدت كل عائلتها حولها وأول وجه ناظرته هو(صالح)أخذت جانبًا ودفنت رأسها في صدر(سعاد)التي كانت بجوارها من الجهة الأخرى وبكت قائلة:
-عايز مني ايه؟ سيبني أرجوك.
حاول(صالح)لمس كتفها:
-يا بنتي سامحيني أنا مش هسامح نفسي على اللي عملته.
التفتت(سالي)إليه بعنف:
-مش مسامحاك يا بابا على اللي عملته إنتَ السبب في كل حاجة.
ثم انسابت الدموع من عينيها بغزارة:
-(قاسم)بين الحياة و الموت ،الشخص الوحيد اللي حبيته عارف(قاسم)اللي مش عاجبك ده غير من نفسه علشاني.
مين في الدنيا يعمل كده يا بابا؟ الناس كلها أنانية.


هتفت(سعاد)معاتبة اياها:
-(سالي)عيب كده بابا كان عايز مصلحتك مش معنى كده انه مغلطش لأ هو غلط بس إعترف بغلطه.
هتفت(سالي)مشيحة بيدها وهي تنظر إلى(سعاد):
-إعترف بعد ايه؟
ثم التفتت إلى(صالح)لتكمل:
-بعد إيه يا بابا؟ (قاسم)في العناية تفتكر هيقوم من حالته الحرجة دي؟
ثم صرخت:
-أنا ممكن أموت فيها لو حصل كده.
هتف(صالح) بلوعة:
-لأ كله إلا إنتي يا(سالي)ازعلي مني براحتك بس إعرفي اني كنت خايف عليكي ساعتها يمكن غضبي عماني بس الإنسان خطاء يا بنتي وربك بيغفر ويسامح عبده إذا أخطأ.
نظر(مروان)إليهم وبهدوء وهو يربت على قدميها:
-حبيبتي بابا ميقصدش انتي عارفة بابا بيحبك أد إيه؟ وعيب تتكلمي معاه بالشكل ده؟
هدأت(سالي)بعض الشيء وهي تتنهد:
-مهو علشان كده كنت فاكرة انه مش هيرفض(قاسم)لأنه عمره ما رفض طلب ليه ده صدمني.
ثم تذكرت وهي تنفض الغطاء من على جسدها:
-(قاسم)عايزة أشوفه.
واغرورقت عينيها البنيتين هاتفة:
-خايفة مشوفوش تاني.
ثم التفتت إلى(صالح):
-بابا أرجوك وافق على طلبي ده خليني أدخل ل(قاسم)لو بتحبني و عايزني أسامحك. حققلي طلبي ده.

وهبطت على كفه تقبلها ودموعها تغرقها:
-أبوس ايدك يا بابا.
ربت(صالح)على ظهرها وهو يحتضنها باكيًا:
-حاضر يا حبيبتي أنا موافق. تعالي يلا و لو(قاسم)قام بالسلامة هوافق عليه.
شعرت(سالي)بالفرحة العارمة ولكنها خبت لأنها تعلم أن(قاسم)ستزهق روحه قريبًا.
اكتفت بإيمائه من رأسها ودموعها تتكلم عن كل ما بها
قامت معه ووالدتها بجوراها و(مروان)خلفها.
ذهب جميعهم إلى غرفة العناية المركزة وبعد محاولة كبيرة من(مروان)مع الطبيب(شوقي)وافق أخيرًا على دخول(سالي)إلى(قاسم).
انتظر الباقي بالخارج ودلفت(سالي)إلى الغرفة لتنظر حولها لتجد عدة فُرش وصوت الأجهزة الطبية تقرع بأذنها لتقبض قلبها.
اقتربت من الفراش القابع به جسد من ظنت أنه سيقاسمها حياتها ويُشعرها بأمانه وكلماته الدافئة حبيبها(قاسم)مدت أناملها المرتعشة لتلمس أنامله الساكنة بجانبه.
انسكبت دمعتها على ظهر كفه مسحتها بسبابتها نظرت إلى قسماته المستكينة وجرح شفتيه والكدمات ،خرجت كلماتها من بين شفتيها مهتزة:
-حبيبي هتقوم صح؟ اوعى تسيبني يا(قاسم)إنتَ الإنسان الوحيد اللي حبيته ومعرفتش أحب حد غيره هتصدقني لو قلتلك إني مزعلتش منك لما سبتني السنة و نص وكنت مستنياك و وفيت بوعدك و جيت بس...
صمتت ثم أجهشت بالبكاء وهي تهز رأسها:
-بس ملحقتش...ملحقتش تكمل وعدك.


ثم سألته معاتبه:
-ليه يا(قاسم)عملت كده؟ تروح للموت بإيديك؟ إنتَ فاكر إنك كده هتخلص مني؟ متعرفش إني مكنتش هرضى إلا بيك حتى لو شعري إبيض وسناني وقعت؟ بردو كنت هبقى ليك يا حبيبي؟ بس يا ترى كنت هترضى بيه وأنا عجوزة كده بس أكيد إنتَ كمان هتكون كبرت وسنانك وقعت...
أعقبتها بضحكة حزينة ثم أمسكت أنامله وهي تجثو على ركبتيها:
-إوعدني إنك هتقوم يا(قاسم)متحببنيش فيك وبعدها تسيبني هستناك تفوق يا(قاسم)اوعى تتصرف تاني لوحدك.
وجدت(سالي)ربته خفيفة على كتفها التفتت لتجده(صالح)يناظرها بحنان هامسًا:
- الوقت خلص يا حبيبتي.
قامت (سالي)وارتمت في حضن(صالح):
-أنا خايفة عليه يا بابا.
ربت(صالح)على رأسها هامسًا وهو يحركها خارج الغرفة:
-هيقوم بالسلامة إن شاء الله بس انتي ادعيله.
خرجت(سالي)مع والدها بوهن والحزن يرتسم على محياها لاحظت وجود العديد من الأشخاص نظرت إليهم محاولة التعرف عليهم حتى تقدم(يونس)موضحًا للجميع:
-والدتي(منال)و حماتي(عفاف)و طنط(فاتن)والدة(عمر)صاحبي جايين يطمنوا على(قاسم).
هزت(سالي)رأسها بوهن:
-أهلاً وسهلاً.
نظرت(عفاف)وانطلقت تنهيدة حارة :
-كبدي عليه. أنا شفته بعنيه والله وهو بيضرب بالمطواة كلمت في ساعتها(يونس)ابني. منها لله(أم إبراهيم).
أكملت(منال)بحرقة:
-و ابنها المجرم(إبراهيم)ربنا ياخده.
قالت(فاتن)براحة بعض الشيء:
-الحمد لله البوليس قبض عليه و أهل الحارة شهدوا بالحق.
تمتمت(سعاد)وهي تربت على رأس(سالي)الجالسة بأسى على المقعد المجاور لغرفة العناية:
-ربنا يقوم(قاسم)بالسلامة يا رب.
نظر(مروان)إلى ساعة يده:
-الساعة دلوقتي تمانية. بيتهيألي نروح و نيجي بكرة.
هتفت(سالي)بلوعة:
-لأ مش هسيبه يا(مروان)مش هسيب(قاسم).
نظر إليها(صالح)بإشفاق:
-يا بنتي مينفعش مفيش بيات هنا. لو كان فيه كنت بيت معاكي.


أرادت أن تعترض(سالي)ولكن (سعاد) قاطعتها:
-بابا عنده حق يا حبيبتي. قومي بينا نروح والصبح يطلع نروحله عالطول.
فجأة سمعوا هتاف الممرضة من داخل العناية إلى خارجها:
-يا دكتور المريض(قاسم)فاق.

*******





جلست(إينار)على الأريكة تستنشق الهواء البارد بهدوء وهي تسبل جفنيها تفكر فيما حدث ظهور(عمر)تعني ظهور(يوسف)وهذه هي الكارثة الأكبر.
إذا وجدها(يوسف)فهذا معناه أنه علم بولدها أنه ابنه بالتأكيد من شدة الشبه بينه و بين(آمن)ويأخذ منها فلذة كبدها ويحرمها من رؤيته.
هزت(إينار)رأسها علها تهدأ نار أفكارها ،أخذت شهيقًا لتشعر بالراحة كم كانت فكرة السفر إلى(الاسكندرية)فكرة لا باس بها حتى يهدأ(يوسف)من فكرة البحث عنها ولو وصل بها الأمر إلى السفر بالخارج ستفعلها.
قاطعها صوت احتكاك الكرسي بالأرض التفتت لتجد(خيرية)
تحرك المقعد للخلف حتى تجلس قائلة:
-الحمد لله(آمن)أكل ونام ودفيته متخفيش.

ثم ابتسمت:
-أنا عارفة إنك هتسأليني السؤال ده.
ابتسمت(إينار)بحب:
- الله انتي لماحة يا خيرية)و أصيلة و كايند أوي طيبة يعني.
ضحكت(خيرية):
-والله كلامك زي العسل يا ست(إينار)بس لا مؤاخذة في الكلام يعني عايزة اسألك سؤال؟
وضعت(إينار)أناملها أسفل ذقنها:
-قولي يا(خيرية آسك يا ختي.
ضحكت(خيرية):
-هو إيه خلاكي تقرري نسافر...فجأة كدة؟
تبدلت بسمة(إينار)للحزن ومزجتها بتنهيدة حارة:
-أنا هربانة يا(خيرية).
ضربت(خيرية)يدها على صدرها:
-يا لهوي يا ست(إينار)؟ هربانة؟!
ضحكت(إينار)بميوعة:
-يا ولية إنتي فهمتي ايه؟ هيهي الله يجازيكي يا شيخة. لأ مش اللي فهمتيه يا ام مخ ضِلم.
عقدت(خيرية)حاجبيها:
-ضِلم الله يسامحك يا ست(إينار).
ربتت(إينار)على ركبة(خيرية):
-والنبي ما تزعلي يا(خيرية)حقك عليه ما قلتلك إن كلامي ضبش وبضبش بالكلام.
ابتسمت(خيرية):
-والله بحبك يا ست(إينار)وحاسة إن ورا ضحكك وكلامك ده حكاية.

ابتسمت(إينار)بحزن:
-أه الحكاية...أنا حكايتي حكاية يا(خيرية).
ثم سألتها:
-إنتي عارفة إني كنت رقاصة؟
هتفت(خيرية)بدهشة وهي تتراجع بظهرها للخلف:
-إيه رقاصة؟!
سحبتها(إينار)من يدها للأمام:
-على مهلك يا(خيرية)يا حبيبتي كنتي هتتشقلبي بالكرسي من الدهشة بتاعتك. إيه يا ولية مالك حواجبك جت في نص راسك كده ليه من الخضة. إهدي و اسمعيني أنا كنت رقاصة في كباريه وبعدين قابلني(يوسف).


خفق قلبها عندما تفوهت باسمه وقصت على(خيرية)كل ما حدث لها إلى زواجها من(وجيه)وأن(آمن)هو ابن(يوسف)وليس (وجيه)وتم تزوير شهادة الميلاد حتى لا يأخذ(يوسف)(آمن) منها.
تنهدت(خيرية)بحرقة:
-يا حبيبتي دا انتي جواكي مآاااسي. سرك في بير يا ست(إينار).
ربتت(إينار)على كفها:
-وده عشمي فيكي يا(خيرية)انتي الوحيدة اللي تعرفي السر ده وتعرفي عُمر(آمن)الحقيقي هو عنده عشر شهور.
هزت(خيرية)رأسها:
-أيوة فهمت يا ست(إينار).
ابتسمت(إينار)براحة:
-أنا كده استريحت وعارفة انك أد وعدك.


ثم جاءها رسالة صوتية من(كريم)لتسمعها:
-مدام(إينار)إزي حضرتك. الفندق بخير وجالنا راجل اسمه(جمال عزت)صاحب شركة كان عايز يشوف قاعة يحتفل فيها بإفتتاح شركته.
تعجبت(إينار)وبعثت برسالة صوتية قائلة:
-طيب يا(كريم)تمام. بص أنا هرجع بعد كام يوم كده خلي بالك من الفندق سلام.
عقدت حاجبيها ثم تمتمت:
-إيه حكاية الاحتفالات دي؟ فندقي مشهور للدرجاتي يعني.
ثم انقبض قلبها فجأة وشعرت أنه شخص عن طريق(عمر من الممكن أن يكون(يوسف)شخصيًا.
بعثت(إينار)برسالة أخرى إلى(كريم):
-(كريم)هو الراجل اللي اسمه(جمال عزت)ده لو عنيه ايه وشكله يعني؟
وضعت الهاتف على المنضدة و أناملها ترتعش سألتها(خيرية)بقلق:
-مالك يا ست(إينار)بتترعشي كده ليه؟
صوت نغمة رسالة وصلت إلى هاتف(إينار)جعلتها تشعر بغصة في حنجرتها أخذت الهاتف مرة أخرى حتى سمعت(كريم) يجيب:
-هو جسمه رياضي و طويل و عنيه زرقه. هو فيه حاجة يا مدام(إينار)؟
وقع الهاتف من يد(إينار)بجزع:
-ده (يوسف)مش (جمال). (يوسف)وصلي يا(خيرية).
ثم قالت بصوت مرتعش:
-ده اللي كنت خايفة منه.

*************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:15 PM   #65

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثلاثون

عندما سمعت(سالي)صوت الممرضة وهي تهتف
-"يا دكتور(شوقي)المريض(قاسم)فاق"
لا تعلم(سالي)هل حدثت لها قوة خفية وظهرت فجأة عند فراش(قاسم)أم قدميها أخذتها بسرعة البرق إليه.
ولكنها نظرت إليه وجدته ينظر إليها بوهن وصوته يخرج من بين شفتيه بتبعثر وحشرجة مبحوحة:
-(سالي)إنتي جيتي ازاي؟ هو حصل...
وضعت(سالي)أناملها على شفتيه بحب ودموعها تنساب وتسقط مرة أخرى على ظهر كفه:
-شش إهدى يا حبيبي و هقولك كل حاجة.

ثم ربتت على كفه بيدها اليسرى بحنو:
-(قاسم)انهاردة حصلت معجزة ربنا نجاك.
أتى خلفها الطبيب(شوقي)وهو يبتسم:
-خطيبتك عندها حق يا أستاذ(قاسم)إنت ربنا كتبلك عمر جديد و الحمد لله.
ثم التفت إلى(سالي)مبتسمًا بمشاغبة:
-مش الآنسة خطيبته بردو؟
ابتسمت(سالي)بخجل:
-أيوة خطيبته.
نظر(قاسم)بتعجب وقد بدأ يستفيق ثم قال بصوت خفيض ولكنه خشن بطبعه:
-هو الإصابة كانت في المخ ولا فين؟ إحنا اتخطبنا امتى يا
(سالي)؟ هو أبوكي كان طاردني؟
ضحكت(سالي)بقوة مبالغ فيها ربما لتفرغ شًحنات التوتر والقلق بها حتى يهدأ قلبها وقالت:
-إنتَ فاتك كتير أوي يا حبيبي هحكيلك متقلقش.
ثم قالت بعتاب باسم:
-وبعدين اسمها باباكي يا(قاسم)مش أبوكي.
تنحنح(شوقي):
-طب يلا يا آنسة(سالي)لو ممكن تسيبيني أطمن على خطيبك و لا عايزة مطمنش عليه؟
تراجعت(سالي):
-لأ والله اتفضل براحتك أنا مستنية بره.
ثم التفت لتخرج مسرعة وهي تنطلق لتحتضن أول من قابلته وكان شقيقها(مروان)الذي تلقاها بين ذراعيه ليربت على خصلاتها الكاكاوية مازحًا:
-يا مجنونة اتطمنتي خلاص؟
همست(سالي)في أذنه:
-ربنا ما يحرمني منك يا(مروان)والله مش مصدقة إنه فاق.
ابتسم(مروان):
-ربنا رحمته واسعة وكرمنا ورضانا. يلا روحي لبابا بقى.
ابتسمت واتجهت إلى(صالح)وهي تحتضنه:
-أنا آسفة يا بابا على كل كلمة جرحتك بيها أنا بحبك و لا يمكن أزعل منك.
ربت(صالح)بكفه علىى كتفها هامسًا والدموع ترتسم على وجنتيه:
-وأنا مش زعلان يا حبيبتي و زي ما وعدتك مجرد ما(قاسم)يقوم بالسلامة هنعمل حفلة و أجوزكم بقى.
تعلقت(سالي)بعنق(صالح)فرحًا هامسة:
-ربنا يخليك ليه يا بابا و لا يحرمني منك أبدًا.

أتت(سعاد)لتربت على كتف(سالي)بحنو:
-مش قلتلك يا(صالح)هتتحل وربنا مرضاش لينا إن الحزن يكمل يوم حتى.
أتت(منال)وبجانبها (سعاد)و(فاتن)وبدأت الأخيرة بالحديث وهي ترفع يدها للأعلى مبتهلة:
-يا ماانتا كريم يا رب...الحمد لله.
سألتها(منال):
-و(قاسم)كويس يا(سالي)يا بنتي؟
هزت(سالي)رأسها بفرح:
-أيوة يا طنط اتكلم بس مش مجمع حبتين.
وأطلقت ضحكة صافية من أعماق قلبها ،الجميع كان يراقبها ويرى بسمتها التي أشرقت وجهها من جديد.
خرج الطبيب(شوقي)ببسمة خفيفة ونظرت إليهم جميعًا:
-أحب أطمنكم إن الأستاذ(قاسم)بخير.
ابتسمت(سالي)ونظرت للأعلى متمتمه:
-اللهم لك الحمد والشكر ليك يا رب.
تمتم الجميع بحمد الله وبدأ الحديث(صالح)الذي سأل الطبيب بصوت خفيض:
-دكتور(شوقي)ممكن أدخل ل(قاسم)أتكلم معاه؟
نظر إليه(شوقي)وقال ببسمة صافية:
-مفيش مانع.
ثم رفع سبابته:
-بس خمس دقايق مش أكتر من كده.
أومأ(صالح)مبتسمًا ثم دلف إلى الغرفة وخطى بهدوء حتى حافة الفراش الراقد به(قاسم)الذي كان قد غفى بعض الشيء.
ربت(صالح)على كفه بروية وقال بصوت خفيض:
-مفيش نوم تاني...اصحى يا عريس؟

فتح(قاسم)عينيه ونظر برهة من الوقت إلى(صالح)وقد ظهرت على قسمات وجهُ الحيرة والتشويش بسوداويه ثم حرك أنامله عندما شعر بلمس كف(صالح)له وقال بصوت متحشرج:
-(صالح)باشا؟!
ثم سأل مستفسرًا وهو يهز رأسه ببطء:
-وعريس مين؟ أنا؟!أنا مش فاهم حا...
قاطعه(صالح)مرة أخرى بربته على كفه وقال بحنو:
-عندك حق يا ابني إنك تتلخبط. شوف يا(قاسم)أنا اتعلمت درس انهاردة بسبب اللي حصلك. كان ممكن أخسر ولادي و خصوصًا بنتي.
عقد(قاسم)حاجبيه مستفهمًا وهو يحك رأسه:
-مش فاهم كلامك.

تنهد(صالح):
-الحكاية اني لما طردتك داكان أكبر غلط لأني سمعت من طرف واحد من الست اللي في حارتك و مسألتش من الطرف التاني في مكان سكنك الجديد و شغلك و عميت عيني عن الحقيقة و اتصرفت بدماغ أب خايف على بنته و عايز يمنع عنها كارثة بأي طريقة حتى لو كان كسر قلبها.
سعل(قاسم)ونظر إلى(صالح)متسائلًا:
-وايه اللي جد يا(صالح)باشا؟ ولا...
ثم انفرجت أساريره فجأة وكأنه أدرك ما كان يقوله(صالح):
-هو صحيح اللي فهمته يا(صالح)باشا إنك موافق على جوازي من(سالي)؟ وكلامك ليه قبل كده راح خلاص؟



صمت أقل من ثانية وسأله مرة أخرى:
-بس ثانية يا(صالح)باشا هو معناته ايه إن ولادك كانوا هيخسروك بسببي و خصوصاً(سالي). لا مؤاخذة الحادثة مأثرة على دماغي.
ابتسم(صالح)لبساطة(قاسم)وتفه مه لموقفه السابق:
-(سالي)يا(قاسم)كانت هتقاطعني لو حصلك حاجة و مكانتش هتسامحني أبداً...
رفع(قاسم)حاجبيه حتى كادا يصلا لمنبت شعره:
-بجد؟! لأ ميصحش إنتَ أبوها.
ثم تذكر كلمات(سالي)له وتنحنح:
-إحم قصدي حضرتك باباها.
ضحك(صالح)لعفوية هذا الشخص وعلم أن(سالي)كانت على حق عندما أحبته وظلت متشبثة به.
أتت الممرضة لتستأذن(صالح)ببسمة هادئة:
-الوقت خلص حضرتك والزيارة بكرة إن شاء الله الساعة 3.
ابتسم(صالح)وأومأ لها ثم نظر إلى(قاسم):
-أشوفك بكره يا بطل.
ابتسم(قاسم):
-شكراً يا(صالح)باشا.
عاتبه(صالح):
-بابا يا(قاسم)من هنا و رايح أنا بابا يا بني.
شعر(قاسم)أن قلبه يكاد يخرج من بين أضلعه من فرط الشعور بالحنين:
-حاضر يا بابا.
رحل(صالح)وهو يشعر برضا عما فعله وأصلح ما كاد أن يدمره بيديه ،ثم وجد(ليفه)والدموع تغرق عينيه وهو يترجى الممرضة:
-أنا نفسي أشوف سي(قاسم).

هزت الممرضة رأسها بالرفض:
-آسفة مش هينفع حضرتك.
جاء(يونس)ليربت على كتف(ليفه):
-إهدى يا(ليفه)إنت عارف الوقت و دي عناية مركزة.
لم يسمع (ليفه)لجملة (يونس)وأمسك(ليفه)يد الممرضة يقبل إياها بتوسل:
-أبوس إيدك دخليني ل(سي قاسم).
تراجعت الممرضة بفزع قائلة:
-طب خلاص بس دقيقة واحدة.
هتف(ليفه):
-مش هتأخر ثانية.
وهو يهرول تجاه الغرفة حتى هتفت الممرضة محذرة إياه:
-براحة يا أستاذ علشان المريض.
لم يعيرها(ليفه)أي اهتمام و إنما كان كل ما يهمه هو الوصول إلى(قاسم).
حتى رآه(قاسم)وضحك:
-(ليفه)يا أهلاً...
ولكنه لم يكمل جملته بسبب احتضان(ليفه)له وهو يبكي:
-أنا كنت هموت لو حصلك حاجة يا سي(قاسم).
ربت(قاسم)على ظهره وحاول أن يخشن صوته:
-ما تسترجل ياض يا(ليفه)تموت إيه؟ وبعدين أنا اللي هموت كده لو فضلت كابس على نفسي.
تراجع(ليفه)بفزع:
-أنا آسف يا سي(قاسم)أصلك متعرفش غلاوتك عندي عاملة ازاي؟
ظهر(يونس)خلف (ليفه)وهو يبتسم:
-حمد الله على سلامتك يا وحش كده تقلقنا عليك؟
نظر إليه(قاسم)بتعجب:
-إيه ده كل الحبايب هنا. إنتَ هنا من امتا يا(يونس)؟
ابتسم(يونس):
-أنا هنا لأن(ليفه)و أنا و(عمر)وديناك المستشفى و كنت غرقان في دمك كنت بين الحياة و الموت وبجد(ليفه)ده طلع جدع.
تأثر(قاسم) بقوة:
-أد إيه إنتوا رجالة وجدعان أوي...
ثم أعقبها بسؤال:
-فين(عمر)؟
اقترب(يونس):
-لسه مكلمني دلوقتي بيسأل عليك و عرفته إنك فوقت و بكره هيجيلك إن شاء الله.

ثم ربت على كتف(ليفه):
-يلا يا (ليفه)أديك اطمنت عليه أهو.
أومأ(ليفه)برأسه:
-معاك حق يا سي(يونس). مش عايز حاجة يا سي(قاسم)؟
سعل(قاسم):
-تسلم يا(ليفه)عايز سلامتك.
لوح(يونس)بيده:
-سلام يا(قاسم)أشوفك بكرة وهجيب معايا(عمر)و(ليفه).




خرج كلاهما وتركا(قاسم)والبسمة لم تفارق شفتيه فهو لم يتصور ولو لحظة واحدة أن يحدث النقيض فبين معاملة(صالح)له من قبل ومعاملته له الآن يجعله يؤمن أن المنال البعيد قد يصبح قريب بل من الممكن احتضانه.
تمتم شاكرًا:
-اللهم لك الحمد و الشكر يا رب.

*************






ذهب(يوسف)إلى فيلا والديه بناءً على طلب من والده فلقد هاتفه وطلب منه أن يأتيه في الحال هو يعلم أنه سيتحدث فيما حدث بينه و بين(روان)ولكن لا يهم الآن أي شيء فهو لن يخاف ويخشى اي شيء بعد الآن.
زفر بقوة و هو يفتح باب الفيلا وجد(عزة)و(عدنان)المفاجأة الأكبر وجود(روان)زوجته وبجانبها والديها(محمد)و(هيام)وبدأ التحدث بصوت مرتفع:
-أهو شرف البيه.
أشار إليه(يوسف)بضيق وقسماته غاضبة:
-مفيش كلام بينا خلاص و قلتلك ورقة بنتك هتوصلها.
هتفت(هيام)وهي تقف:
-إنتَ ازاي تتكلم مع(محمد)بالأسلوب ده؟
اقترب(يوسف):
-لأن مينفعش الكلام معاكم إلا بالأسلوب ده.
قام(عدنان)وهدر بغضب:
-(يوسف)إنتَ اتجننت؟ إنتَ ازاي تتكلم بالطريقة دي مع نسايبك؟ و إزاي تمد إيدك على(روان)؟
هتف(يوسف)بغضب:
-أولاً دول مبقوش نسايبي و لا عمري كنت حاسس انهم نسايبي من أساسه ثانياً مراتي اللي هي المفروض مراتي كنت بالنسبة ليها عبارة عن بنك في هيئة بني آدم لكن أكون في نظرها راجل و زوج مكنش فيه أصلاً و أما إزاي أمد ايدي فهي غلطت و كان لازم أضربها و تحمد ربنا إنه كان قلم واحد بس واحد غيري كان رنها علقة موت لأنها مش متربية.
هتفت(عزة)محذرة:
-(يوسف)إلزم أدبك إنت بتعيب في(هيام)هانم؟


هتفت(هيام)بغضب و(روان)بجانبها تتصنع البكاء:
-هو احترم وجودنا يا(عزة)هانم و لا وجود(روان) راته البنت يا قلبي عليها مقطعة نفسها عياط.
ضحك(يوسف)بسخرية:
-بردو بتقول مراته. يا(هيام)هانم أنا طلقت بنتك المصون إيه أقولهالكم بالهندي لو مبتعرفوش عربي؟
اقترب(عدنان)من(يوسف)وحذره:
-(يوسف)إتعدل أحسنلك أنا بحذرك لو متعدلتش و رجعت عن جنونك أنا هعرف شغلي معاك كويس.
ضحك(يوسف)بسخرية لاذعة أكثر:
-ليه يا(عدنان)باشا؟! يا ترى المرة دي هتعمل ايه؟ هتحرمني من الميراث اللي فلوسه كلها حرام زي ما فلوس(محمد)باشا حرام؟ و كلها نصب و لا جوازتي من(روان)اللي كانت بالإكراه و الغصب برده علشان يبقى زيتنا في دقيقنا؟
صفعه(عدنان)بغضب:
-إخرس يا كلب؟ أنا ربيتك على كده ؟ تكلم أبوك كده؟
تلمس(يوسف)مكان الصفعة و نظر إليه وعينيه كالجمر من شدة الغضب و أكمل وهو يتراجع:
-اوعى تفتكر إن قلمك ده خلاني أتعدل عن قراري. و بعدين تربية ايه اللي بتتكلم عليها؟! حضرتك كنت بتشجعني على إني أبيع صفقة في أغذية فاسدة ايه التربية الصالحة دي؟ و لا ماما اللي كانت بتسيبني للدادة هي اللي تربيني و اسمها أم في الآخر بالشكل بس؟! إنتوا ناس و طبقة فاهمة الدنيا بالمقلوب الصالح عندكم فاجر و الفاجر عندكم تقي و ورع.
ثم ضحك باستهزاء:
-اللهم قوي إيمانكم يا شيخ.

بُهت(عدنان)من كلمات(يوسف)ونظرته النارية إليه ولم يستطع التفوه بشيء و(يوسف) يكمل:
-أنا خارج يا بابا من البيت ده و مش هرجعله تاني و مش عايز منك حاجة و لا من ماما هعتبر إني كنت يتيم.
والتفت ليتجه إلى باب الفيلا ويصفعه خلفه...ليقف الجميع و تنظر (عزة)إلى(عدنان)بتعجب وريبة:
-ماله(يوسف)يا(عدنان)إيه الكلام اللي بيقوله ده؟و إزاي هنرجعه عن اللي بيعمله ؟!
نظر(محمد)إلى(عدنان)و أشار إليه بغضب:
-ابنك اتجنن يا(عدنان)وخلاص ما بقاش بينا أي شراكة بعد اللي حصل ده.
و تركه ومعه(هيام)التي نظرت إليهم باشمئزاز وتتبعها(روان)التي قامت بكبرياء و خرجوا تاركين(عزة)و(عدنان)الذي كاد عقله يُشج من كثرة التفكير.
اقتربت منه(عزة)وهي تسأله:
-ممكن تفهمني إنتَ ساكت ليه؟ عرفني خطتك؟
التفت(عدنان)إليها وعينيه محمرة:
-نبرة(يوسف)دي مش غريبة عليه سمعتها قبل كده ومعناها إنه بايع و مش هامه أي حاجة و ده ليه مدلول واحد بس.
هزت(عزة)رأسها لتستفسر أكثر:
-قصدك إيه يا(عدنان)؟
التمتعت عينيه ببريق تعلمه(عزة)جيدًا مع بسمة توحي بأنه وصل
لمبتغاه:
-هحكيلك.

************

في الصباح الباكر أفاقت(أروى)بعد ما حدث لها ووجدت (داغر)وهو غافي على المقعد الذي بجوار فراشها ويضع كفه أسفل وجنته وعلى الجانب الآخر(فرح)وهي غافية هي الأخرى على الأريكة.
تذكرت(أروى)ما حدث بالأمس فآخر ما تتذكره صياح(داغر) عليها وفقدانها لوعيها ،تحركت في فراشها ببطء ولكنه أصدر صريرًا مما جعل(داغر)يستيقظ ويعتدل في جلسته ويقترب من حافة الفراش ببسمة:
-حمد الله على سلامتك يا(أروى).
ابتسمت(أروى)بحرج:
-الله يسلمك يا(داغر)شكراً ليك.
ابتسم ممازحًا:
-كده تخضينا عليكي ؟

ضحكت(أروى)برقة:
-أنا آسفة حقيقي يا(داغر)على القلق اللي عملته ليكم.
أفاقت(فرح)على صوتهما وقامت وهي ترتمي على(أروى):
-يا حبيبتي حمد الله على سلامتك؟ كده يا(أروى)؟كده تخضينا عليكي؟
ضحك(داغر):
-نفس السؤال معلش هي هتبقى كويسة و تمام.
ثم غمز بعينيه:
-و عايزة تعرف غلاوتها.
احمرت وجنتي(أروى)خجلًا ونظرت للأسفل ولكن(فرح) ضحكت ولم تصمت بل لكزت(أروى)في ذراعها:
-أيوة صح و أي غلاوة دي غلاوة غالية أوي.

ولكن(أروى)قرصتها في كفها بغيظ مما جعل(فرح)تتأوه ابتسمت(أروى)على عقبها:
-ياااه يا(فرح)دمك خفيف اقعدي ريحي شكلك كنتي تعبانة من امبارح أكيد بيتي هنا معايا.
هزت(فرح)برأسها نافية:
-لأ اللي بيت معاكي هنا و كان جنبك طول الليل هو.
وصمتت(فرح)نظرت إليها(أروى)محاولة أن تفهم:
-مين يا(فرح)؟
وجدت صوت(داغر)يصدح خلفها:
-أنا يا(أروى)اللي بيت هنا.
نظرت إليه(أروى)باستهجان وهتفت:
-إنتَ؟!

ثم التفتت إلى(فرح)تصرخ فيها:
-و إنتي إزاي متبتيش انتي معايا؟ عايزة أفهم؟
أجابت(فرح)بحزن:
-والله يا(أروى)إبني(ياسين)كان تعبان و سخن معرفتش أبيت معاكي و كنت محتاسة قام(داغر)بيه قالي إنه هيقنعهم أنه يبيت معاكي ويطمني.
صمتت(أروى)وقام(داغر)بالدفاع عن(فرح):
-يا(أروى)هي مغلطتش و كمان مكانش ينفع نسيبك كده. لأن حالتك كانت صعبة.
التفتت إليه(أروى)وقالت باستهزاء:
-ليه كان مالي يعني؟



صدمها(داغر):
-أبدًا ضغطك كان واطي خالص كنتي هتموتي و اتعملك طوارىء و اتحطيتي في العناية المركزة و بعدها اتحسنتي و اتنقلتي في الأوضة دي شُفتي كان الموضوع بسيط إزاي؟
أعقبها بأخذ سترته من على ظهر المقعد ونظر إلى(فرح)ببسمة حنونة:
-يا رب يكون(ياسين)بقى كويس؟
ابتسمت(فرح)بامتنان:
-الحمد لله بقى بخير حرارته نزلت. شكراً لسؤالك.
شعرت(أروى)بالحرج من ذاتها ونظرت لكفيها وانتظرت أن يتحدث معها(داغر)ولكنه لم يوجه لها أي كلمة وإنما اكتفى بأن ألقى التحية على(فرح)قائلًا:
-طب أستأذن لأن ورايا شغل و هكلمك يا(فرح)سلام.
وترك(أروى)وهي تشعر بالضيق ولكنها وضعته جانبًا ونظرت إلى(فرح)برجاء:
-أنا آسفة يا(فرح)مكانش قصدي أنفعل عليكي و الله بس إضايقت إن كون راجل غريب معايا و أنا نايمة.
اقتربت(فرح)منها وملست على وجنتها:
-متقلقيش يا(أروى)الراجل ده محترم و بجد جدع أوي مش متخيلة مجرد ما عرف من و هو بيكلمك إنك تعبتي و نبضك ضعف و هو جري على المستشفى اللي كنتي فيها و كان زي المجنون مش عارف يعمل إيه ليكي و إنتي في العناية لغاية ما ضغطك ظبط و بقيتي كويسة و الروح إتردت فيه.
حدقت(أروى)ببلاهة:
-بجد؟! (داغر)لوح التلج ده كان قلقان و مرعوب عليه؟!
ضحكت(فرح)على كلمات(أروى)وتعجبات وجهها:
-والله العظيم كان هيبقى مع المجانين.
ابتسمت(أروى)برضى وهي تفكر في نظراته عندما أفاقت وكم كانت فيروزيتيه ينبجس منها القلق واللهفة الممزوجة بالسعادة.
ولكن مهلًا هل ستعيد الكره مرة أخرى؟
أم تغلق أبواب قلبها.
**********







في الصباح قادت(ميرال)سيارتها وعقلها يدور حول موضوع واحد فقط كيف ستتعامل مع(أسمر)غريمها وهو في الأصل حبيبها ولكن عليها أن تمحو من مخيلتها الارتباط به فلقد احتل قلبه
(نانسي)خطيبته وهي لن تقوم باختطافه منها أخلاقها لن تسمح بذلك أبدًا.
(متركزي ياما أنا عارف إيه اللي بيخليكم تسوقوا؟!)
قاطعها صوت بوق سيارة وصوت رجولي خشن يصرخ بهذه العبارة التفتت إلى الرجل لتصرخ:
-ما تلم نفسك يا عم إنتَ؟! مجتمع ذكوري جتكم الأرف.
وأغلقت زجاج النافذة لترحل بسيارتها وهي تعلم أن شرودها مؤكد سيكون سبب رئيسي في سبها بأقزع الشتائم عليها أن تنفض أفكارها الواهية الآن والتركيز في شيء واحد فقط العمل تنهدت بعد أن وصلت أمام مقر عملها ترجلت من سيارتها وهي تملأ رئتيها بالهواء وتعيد خصلاتها للخلف بيدها اليمنى وها قد بدأ يومها برؤية(أسمر) ومعه(نانسي)التي حدجتها بنظرة جانبية هازئة
ووضعت يدها بيده وكأنها تخبرها رسالة أن هذا الرجل مِلكٌ لها وحدها...
شعرت(ميرال)بالضيق لمَ رأته لا تعلم إلى متى ستظل ترى هذه الأشياء الخانقة؟
ولكن لا بأس فهي من هدمت المعبد على رأس الجميع و لما الجميع فلقد هدمته على رأسها هي فقط لا غير...
فالجميع سعيد وليس هناك سواها يشعر بالحنق والحزن.
بعد أن وصلت(ميرال)لمكتبها وجلست أمامه لتأخذ هدنة لعقلها المسكين حتى رأت(أحمد)يقف أمام مكتبها بابتسامة خفيفة:
-صباح الخير(ميرال)أخبارك ايه؟
رفعت(ميرال)رأسها إليه ببسمة باهتة:
-صباح النور يا(أحمد)تمام الحمد لله و إنتَ؟
هز(أحمد)رأسه بلا معنى:
-أه كويس الحمد لله.
رفعت(ميرال)حاجبًا بتساؤل:
-مالك فيه حاجة؟
زفر(أحمد):
-أبداً ماما اتخانقت معايا بسبب فسخ خطوبتي معاكي وكانت بتقول إن كان معاها حق في رأيها فيكي.
ضحكت(ميرال)بسخرية:
-عادي يا(أحمد)مامتك مكانتش طيقاني أصلاً فلو كنا كملنا سوا كان هيكون فيه كلاش بيني و بينها.
ضحك(أحمد)بارتباك:
-أيوة صح.
ثم تلاشت ضحكته وقال بحزن:
-كُنا؟.

سعل بعدها ليخفي نبرة حزنه وسألها:
-تحبي تاكلي ايه؟ أنا هخلي عم(مدبولي)يجبلنا سندوتشات.
لمعت عيني(ميرال)بدمعة كادت تسقط من حدقتيها ولكنها ضحكت
بانفعال:
-اللي إنتَ بتاكله يا(أحمد)بحب تنقيتك.
هز(أحمد)رأسه وبعدها صفق بيده بطريقة مفتعلة:
-تمام عيوني.
ثم التفت لبقية الأشخاص الآخرين:
-حد عايز سندوتشات يا شباب؟
تعجبت(ميرال)من طريقة(أحمد)في تعامله معها ولكن على كل شخص أن يداوي جرح قلبه بطريقته الخاصة كما تداوي جراحها هي الأخرى وراقبت(أحمد)وهو يتحدث مع بقية زملاؤه آخذًا طلباتهم ثم يترك المكان لتدعو الله أن يرزقه بالفتاة التي تستحق قلبه الطيب.

وجدت أحد زملائها يأتي عليها قائلًا:
-(ميرال)مدام(بسملة)عايزاكي في مكتبها ضروري.
ابتسمت(ميرال)بسخرية:
-قصدك ميس(بسملة)حاضر إحنا خدامين ال...ولا بلاش.
راقبت دهشة زميلها حتى ضحكت وهي تقوم من على مقعدها:
-خلاص يا(أنور)حواجبك مش هتنزل من التفاجىء إهدى كده و خليك ريلاكس فلاكس.
وتركته و(أنور)يخبط كف بكف هامسًا:
-لا إله إلا الله...(ميرال)دماغها ضربت.
وصلت(ميرال)إلى مكتب(بسملة)وكان بجانبها(أسمر)الذي نظرت إليه شذرًا وبسخرية قائلة:
-بنسوار مسيو(أسمر).

ضحك(أسمر)وهو يداعب طرف لحيته الحمراء:
-ها و بقيتي بتتكلمي فرنسي بنسوار مدموزيل(ميرال).
وطرق طرقة على الباب حتى سمع صوت(بسملة)من الداخل هاتفة: -أدخلوا.
خطيا الاثنان حتى بدأت(ميرال)بالتحدث بجدية:
-صباح الخير ميس(بسملة)(أنور)بلغني إنك طالباني أي خدمة؟
رفعت(بسملة)إحدى حاجبيها باستنكار:
-ميس؟! طب تمام أكيد شغل يا(ميرال)مش هنتصاحب هنا يعني؟
ابتسم(أسمر):
-صباح الخير يا مدام(بسملة).
ابتسمت(بسملة):
-صباح النور يا(أسمر).
ثم جلست على مقعدها مشيرة لكرسيين:
-اتفضلوا اقعدوا علشان نبدأ شغل.
جلسا اثنتيهما مقابل بعضهما ،بدأت(بسملة)أن تشير إلى أوراق تعطيها لكلاهما:
-شوفوا الموديلات دي كده.
أخذ(أسمر)و(ميرال)الأوراق منها وبدأ الأول بالتحدث:
-أه ده موديلات لشركتنا موسم خريف السنة اللي فاتت.
نظرت إليها(ميرال)بعد أن رأت التصاميم بدقة مستفسرة:
-تمام شفناها مطلوب نعمل زيها و لا نخليها وحي لينا؟
احتقن وجه(بسملة)ولكنها لم تعيرها أي اهتمام فيما قالت:
-كل اللي عايزاكم تشوفوه الموديلات دي مش شايفين فيها حاجة لفتت نظركم؟

دقق(أسمر)النظر في تصاميمه وأيضًا(ميرال)ثم طلبت من(أسمر) دون أن تشعر:
-مكن توريني التصاميم اللي معاك؟
أعطاها(أسمر)التصاميم وسألها:
-ممكن توريني التصاميم اللي معاكي؟
أعطته(ميرال)التصاميم ببساطة:
-اتفضل.
راقبتهما(بسملة)وهي تشبك كفيها واتكأت بذقنها عليها.
حتى قالت:
-عرفتوا بقى ايه هو اللي شفتوه؟
رفعا رأسيهما ونظرا إليها وقالت(ميرال)بتعجب:
-ملقتش حاجة كل موديل مختلف عن التاني.

أومأ(أسمر)رأسه:
-وأنا زي(ميرال)ملقتش حاجة بردو شبه التانية.
أخفضت(بسملة)كفيها واقتربت بجزعها الأمامي منهما:
-صح فعلا مفيش وجه تشابه بين أي موديل من الموديلات دي لكن فيه تشابه واحد بس موجود.
نظرا إليها باستفسار وقالا في آنٍ واحد:
-هو إيه؟
ابتسمت(بسملة)مشيرة إليهما بسبابتيها:
-إنتوا.
صمتا الاثنين ونظر كلاهما للآخر ثم نظرا إليها مرة أخرى



أكملت(بسملة)موضحة:
-كل الموضوع إني حبيت أفهمكم يعني إيه روح واحدة يعني تساعدوا بعض في الأول لما اديتكم التصاميم كان كل واحد فيكم مبيبصش للتاني وكأن اللي معاه ملكية خاصة مش من حق التاني يشوفها لكن مجرد ما طلبت منكم إن فيه في التصاميم كلها شيء يلفت النظر بدأتوا تساعدوا بعض علشان تعرفوا و نسيتوا نبرة العداء بينكم انتوا الاتنين و بقى كلها حب و مودة و إسلوب راقي في الطلب...فهمتوا؟
ضحكت(ميرال)و(أسمر)وهما ينظران إلى بعضهما البعض ثم علما ما أرادت فعله(بسملة)بأن تكسر حدة عدائهما وعودة الصفاء في علاقتهما معًا.
ابتسمت(بسملة)وأكملت:
-ها نبدأ شغل بقى؟
تقدمت(ميرال)من حافة المكتب:
-نبدأ يا(بوسبوس).
نظرت إليها(بسملة)بسخرية:
-همم(بوسبوس)بعد ما كنت ميس(بسملة)؟!
ضحك(أسمر)وقال:
-خلاص يا(بسملة)فوتيلها.
نظرت إليه(بسملة)بسخرية أيضًا:
-وبقيت(بسملة)من غير مدام ماشي هفوتهالكم أه يا شوية عيال.
ضحك جميعهم وبدأ التفاهم وروح الألفة تدور بين(أسمر)
و(ميرال).و(بسملة)تراقبهما وتبتهل إلى الله أن يهدي قلبيهما وتعود الأمور إلى سابق عهدها.
************



دفعت(نسمة)عربة الأطفال بإحدى المتاجر بالمبنى التجاري لتبتاع ملابس لطفليها وبعد أن اشترتها وضعتها بأسفل عربة طفليها(يامن) و(مايا) وكان كلاهما نائمان وهي تلتفت وجدته في وجهها ولم تصدق أنه هو بعينه حتى هتفت:
-(رامز)؟!
وتراجعت خطوة بالعربة حتى ابتسم(رامز)الذي يراقبها عن كثب بعينيه السوداوين وقال ببسمة:
-أيوة أنا يا(نسمة)إزيك ؟
نظرت إليه بضيق:
-تمام الحمد لله.
سألها وهو يراقب(يامن)الذي فتح عينيه ونظر إليه ثم بكى حتى هدأته(نسمة)قائلة:
-بس يا(يامن)اهدى يا قلب ماما.

سألها(رامز):
-ولادك؟!
التفتت إليه بعد أن هدأ طفلها وقالت بسخرية:
-لأ جيباهم من السوق.
ضحك(رامز):
-دمك خفيف لسه زي ما أنتي.
ضاق ذرع(نسمة)وسألت(رامز):
-إنتَ جيت ليه يا(رامز)؟ وجاي ورايا ليه؟
نظر(رامز)للأسفل ثم رفع نظره إليها بضيق:
-جيت علشان بحبك يا(نسمة).
ضحكت(نسمة)بسخرية:
-بت... إيه بتحبني؟! على فكرة يوم خطوبتنا كان من سنة و نص يا (رامز)وإنت اللي سيبتني.
ثم انسابت الدموع من عينيها لتكمل:
-إنتَ اللي اتخليت عني و سافرت وروحت لحلمك و جاي دلوقتي تقول إنك راجع علشان بتحبني.
نظر(رامز)إليها بغضب:
-إسألي اللي اتجوزتيه إيه خلاني أسافر وأسيب الخطوبة
حبيبك(يونس)هو السبب في إني أسيبك يا(نسمة)وأنا لسه عند وعدي أنا بحبك و مقدرش أبعد عنك. مفكرتيش لحظة إيه يخلي (يونس)هو اللي يجي يخطبك يوميها ؟ اسأليه يا(نسمة)اسألي (يونس)صاحبي اللي كنت فاكره أخويا. وزي ما عرفت أوصلك هنا هوصلك في أي مكان يا(نسمة).
وترك(نسمة)تشعر بصدمة تخترق قلبها أيُعقل(يونس)زوجها والذي اعتبرته كل حياتها هو السبب في بُعد(رامز)عنها.

لم تترك لعقلها التفكير وذهبت إلى البيت منتظرة عودة زوجها من العمل ونار متقدة بروحها تريد أن تعلم الحقيقة. وإذا علمت أنه وراء هذا الشيء فلا تعتقد أنه سيكون هناك رابط بينهما سوى طفليهما. بالطبع(رامز)كاذب. لا يمكن بل مستحيل.
قاطعها صوت تخبط المفاتيح وظهور زوجها على عتبة المنزل الذي ابتسم عندما رآها وأغلق الباب خلفه ليتقدم منها بعد أن وضع مفاتيحه على المنضدة قائلًا:
-سلام عليكم ازيك يا(نسمة).
قبلها من وجنتها واحتضنها ولكنها لم ترفع ذراعيها لتحاوطه أو تقبله شعر كأنه يحتضن تمثال تراجع ليمسك بكتفيها وينظر إليها مليًا ليسألها:
-مالك يا(نسمة)فيه حاجة حصلت؟ ماما كويسة؟
رفعت(نسمة)ذراعيه عنها لتتركه وتقف عند النافذة تدير ظهرها له بصوت جامد:
-مفيش وماما كويسة متقلقش.
تعجب(يونس)مما فعلته زوجته ولكنه اقترب منها وأدارها
ليستفهم:
-و لما ماما كويسة ومفيش حاجة. ليه بتتعاملي معايا بالشكل ده؟ ليه محضنتنيش لما جيت زي ما بتعملي كل مرة؟
انسابت الدموع من عينيها:
-لأني حاسة إني أول مرة أعرفك بعد الفترة دي يا(يونس)؟ أول مرة أعرف إنك خدعتني.
بُهت(يونس)ورجع بعدم فهم وردد كلمتها:
-خدعتك؟! أنا؟
شهقت(نسمة):
-أيوة يا(يونس)تقدر تقولي ليه يوم ما(رامز)سابني و سافر إنتَ جيت خطبتني عالطول من غير لحظة تفكير و لا كأنه كان صاحبك؟

عقد(يونس)حاجبيه بغضب شديد:
-إنتي ايه فكرك بالكلام ده و بالزفت ده؟
صرخت(نسمة):
-لأن الزفت ده قابلنني في المول و أنا بجيب للولاد هدوم و قالي إنك إنتَ السبب في سفره و انه ميرتبطش بيه؟
امسكها(يونس)من كتفيها:
-ده اللي يهمك يا(نسمة)إنتي لسه بتحبي البني آدم ده؟ ده واحد عمره ما حبك و لا حس بحبك ليه و أنا اللي كنت بتمنى بصة منك لفتة لكن كنتي بتحبيه و قلبك مليان ناحيته و هو كان بيتسلى بيكي.
صرخت(نسمة)مرة أخرى:
-أنا بسألك سؤال واحد إنتَ اللي خليته يبعد يوم خطوبتي؟
صرخ(يونس)مما أصاب أحباله الصوتية ببحة:
-أيوة أنا اللي خليته يبعد.
وتذكر يومها وهو يقص عليها...
(إنتَ هتبعد عن(نسمة)يا(رامز))
نظر(رامز)إلى(يونس)الذي قابله على قارعة الطريق خارج حارة (الكوفتي)ولم يكن هناك أحد في هذا الوقت عند فترة العصاري
التفت(رامز)إليه بسخرية:
-لا و الله ده ليه بقى؟ أبوها و لا أخوها؟
لكمه(يونس)بقوة أوقعته:
-لأ حبيبها اللي بيحبها مش زيك أناني لا بتحبها و لا هاين عليك حبها ليك. عايز تخطبها و بعدها تسافر و تسيبها كده لا على نار ولا على بارد.




مسح(رامز)خيط الدم السائل من جانب فمه وقام وهو يحاول لكم (يونس)كما فعل صارخًا:
-و أنا عارف إنك بتحبها يا(يونس)بس مش هديهالك مش كل حاجة حلوة تاخدها الدرجات النهائية في المدرسة كنت بتاخدها و أنا باخد على وشي و الكلام الحلو عليك في الحارة الشيخ(يونس) راح الشيخ(يونس)جه و أنا الصايع(رامز)راح الصايع(رامز) جه. سيبلي بقى(نسمة)الحاجة الحلوة في الحارة أنضف بنت في حارة (الكوفتي).
طوقه(يونس)بذراعه الفولاذية حول رقبته قائلًا بخشونة:
-لأ مش هسيبهالك يا نجس أنا عرفت انك هتسافر بردو ومش أد كلمتك. انسى إنك كنت تعرف(نسمة)عارف ليه؟ انطق رد عليه؟
سعل(رامز)وقد إزداد وجهُ بالاحمرار:
-ليه؟ سيبني يا(يونس).

ألقاه(يونس)على الأرض ليقول بقوة:
-لأنها هتبقى مراتي يا(رامز)سامع مراتي و عالله أشوف وشك في الحارة.
تحسس(رامز)عنقه وهو يسعل ويستنشق الهواء من فمه بكل ما أوتي
من قوة وأكمل(يونس)وهو يشير إليه بسبابته:
-سافر يا(رامز)خد تذكرتك و سافر و إبعد ولو فكرت ترجع هقتلك يا(رامز).
وتركه(يونس)وهو يحمد الله على اعطائه فرصة للحياة والعيش من جديد و على حلول الليل كان(رامز)في المطار وقد سافر إلى "موسكو".
"هي دي الحكاية يا(نسمة)ده لو واحد كان بيحبك كان رجع و مهموش حياته لكن هو سافر و فضل نفسه عنك كان بعد ما يخطبك كان هيسافر بردو"

قالها(يونس)إلى(نسمة)بعد أن أنهى حكايته مع(رامز).
نظرت إليه(نسمة)بعدم تصديق وهي تهز رأسها بالنفي:
-مش مصدقاك إنتَ كدبت عليه يا(يونس)و اتصرفت من دماغك فرضت نفسك عليه باسم الحب و انك بتحبني ضحكت عليه بسلسلة و كلام جميل براق ليه يا(يونس)؟ ليه تعمل فيه كده؟
حاول(يونس)الاقتراب منها:
-يا (نسمة)افهميني أنا بحبك.
بكت(نسمة):
-إنتَ كداب يا (يونس)و مش هصدقك و حياتنا كانت كدبة كبيرة أنا اللي كنت المغفلة الوحيدة اللي فيها.
نظر إليها(يونس)بحزن وعينيه تحترق من الألم وهو يراها تركض تجاه غرفة أطفالها و تغلقها خلفها ويتطرق إلى مسامعه شهقاتها وبكائها المرير.
*********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:17 PM   #66

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

أعتقد اني اديتكم فصول دسمة و أحداثها أكبر بكتير منتظرة لايكاتكم و تشجيعكم و كومنتاتكم و انتظروا قريبًا آخر نهاية الرواية تحياتي ليكم من القلب

إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 07:26 AM   #67

همس ذكريات

? العضوٌ??? » 442041
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » همس ذكريات is on a distinguished road
افتراضي

شكراااا على الرواية الرائعة ♥️♥️

همس ذكريات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 09:50 PM   #68

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي



الفصل 31


نام(يوسف)بمكتبه وهو يحتضن صورة(إينار)وولده(آمن)ليستيق ظ ويجد(عمر)صديقه يقف أمامه متعجبًا:
-صباح الخير يا(يوسف)إنتَ اتطردت يا بني و لا ايه؟ ايه منيمك في المكتب؟
قام(يوسف)بجزعه العلوي بتكاسل وهو يفرك عينيه ويمسح وجهُ بيده قائلًا بصوت ناعس:
-بطل غلبة يا بني و خلي حد يعملي قهوة.
ضحك(عمر)ونظر عن كثب إلى صديقه:
-قهوة على الريق يا(يوسف)شكلك بتهزر. بجد ايه مبيتك في المكتب؟
زفر(يوسف)بضيق:
-يا بني بطل بواخة هحكيلك بس أفوق.
بعد فترة من الوقت جلس(يوسف)على أريكته بموازاة المكتب وقد قص على(عمر)كل ما حدث حتى هتف هذا الأخير بدهشة عارمة: -يخربيتك يا(يوسف)إنتَ كلمت باباك كده؟! كلمت الوحش بالشكل ده؟! أنا مش مصدق نفسي يا عزيز.
ضحك(يوسف)وهو يعود برأسه لظهر الأريكة:
-والله ما فيه فايدة فيك. جمل الأفلام بتاعتك دي مش هخلص منها. فكك بقى من إزاي و مش إزاي فيه الأهم من ده كله و اللي خلاني أقرر إني أقف أدام أهلي و أستغنى عن كل حاجة.
هز(عمر)رأسه باستفهام:
-يا ريت توضح يا(جو)علشان أخوك حمار دلوقتي؟
ضحك(يوسف):
-بس يا(عمر)عيب تزعل الحمار ليه؟!
لوح(عمر)بكفه في الهواء ساخرًا:
-مشكرين يا(يوسف) بيه خلص بقى و عرفني على اللي ناويه.
ابتسم(يوسف)بمكر:
-هقولك.
وبعد أن أخبره(يوسف)بمخططه هتف(عمر) بمزاح:
-تصدق حاسس في مره إننا هنروح في داهية بسببك يا(جو).
ربت(يوسف)على كتفه:
-إتكل على الله و متفول فيها و هي هتمشي يا(عمر).
قام(عمر)من مجلسه:
-ماشي يا(يوسف)أما أشوف أخرتها معاك وهو كل ده علشانها؟
تغيرت نظرة(يوسف)لحب جارف:
-دا أنا أرمي نفسي في النار علشانها و علشان ابني يا(عمر). إنت مش متخيل من ساعة ما عرفت إنها موجودة و أنا مكنتش مصدق.

ثم أخذ الصورة التي كان يحتضنها عند نومه وأعطاها إلى(عمر):
-من ساعة ما شفت صورتها و هي شايلة ابننا و أنا جوايا عزيمة و إصرار إني أوصلها حتى لو هي فين ربنا يقدرني و أعرف عنوان فيلتها.
ربت(عمر)على كتفه بحنو:
-متقلقش يا(جو)هتوصلها إن شاء الله.
دعى(يوسف)ربه:
-يا رب حلم و نفسي يتحقق.
وظل يفكر هل عندما يواجه(إينار)و تراه سيتم مراده أم هناك عوائق ستقف حائل بينه و بين(ناره)؟
*************



دلف(رائد)إلى غرفة(وعد)بالمشفى والابتسامة تعلو شفتيه:
-صباح الخير يا دكتورة(وعد).
رفعت(وعد)ناظريها عن بعض الحالات التي كانت تراها وبجانبها ممرضة تتحدث معها قائلة:
-تمام يعني يا دكتورة(وعد)أدي للمريض الأنتي بيوتك خلاص؟
أجابت(وعد)بنظرة جانبية:
-صباح الخير دكتور(رائد)أيوة يا(مروة)ادي للمريض الأنتي بيوتك خلي بالك لأن فيه غيرك غلطوا فيها و كانوا هيموتوا مرضي تخففيه بالمحلول طالما في الوريد أوكيه؟
هزت(مروة)رأسها:
-تمام يا دكتور صباح الخير دكتور(رائد)عن اذنكم.
ابتسمت وخرجت من الغرفة و(رائد)يراقبها عن كثب حتى قاطعته:
-بردو عينك مبتبطلش بصبصة للبنات ميملاش عينك إلا التراب.
التفت إليها(رائد)بخبث رافعًا إحدى حاجبيه بعبث:
-الله الحلوة بتغير و أنا معرفش؟
هزت(وعد)رأسها باستخفاف:
-أنا أغير من دي؟! و على مين عليك إنتَ؟
اقترب(رائد)منها ببسمة خبيثة وأمسكها من خصرها حتى لفحت أنفاسه جانب وجهها:
-ومتغيريش عليه ليه مش عشيقك يا(دودو)؟
نظرت إليه(وعد)شزرًا:
-عشيقي أه بس في المستشفى لأ سامعني؟
ودفعته بعيد حتى قارب الباب ضحك وهو يرقص حاجبيه ليستثير حنقها:
-وماله يا بيبي ضربك ليه على قلبي زي العسل وهنروح سوا انهاردة.

لاحت كلمة على لسان(وعد)ولكنه اصمتها بقوله الوقح:
-أنا عرفت إن (طارق) عنده مشغوليات كتير و هيروح مع(سلسبيل) مراته. أنا عرفت منها ووقعتها في الكلام.
احتقن وجهها بشدة عندما أتى على مسامعها اسم لعينتها ولكنها أزاحت حنقها ببسمة:
-جميل نتقابل بعد الشغل.
نظر إليها(رائد)بفجاجة:
-مشتاقلك يا بيبي و عارفة هنتقابل فين؟ في فندق هادي كده هبعتلك اللوكيشن على الفون سلام.
لم يعطيها فرصة التفوه بكلمة وقد أخرسها صوت ارتطام الباب.
لم يكن أمامها سوى أنها صرخت بخفوت وأزاحت بعض الأوراق والملفات من على سطح المكتب لتتناثر متفرقة في أرجاء مكتبها.


في هذه الأثناء كانت(سلسبيل)ترى ما يحدث وهو دلوف(رائد) إلى عيادة(وعد)والعكس يحدث وهي تبتسم بكل أريحية عندما تراهما معًا وهي تعلم أن لعبتها ما زالت مستمرة وقد أحكمت شباكها حول كلًا من(وعد)و(طارق)وهي المتحكمة في خيوط دُمياتها الماريونيت و لا زال للسحر بقية...
رفعت(سلسبيل)هاتفها على اُذنيها لتتحدث إلى(طارق)وهي ترى(رائد)وهو يخرج من الغرفة و علامات السعادة ترتسم على قسماته من الواضح أنه ولهان ولأبعد الحدود.

************




في وقت الغروب هبط(إياد)على درجات السُلم متأهبًا للخروج وهو بكامل أناقته وبعد قليل توجه إلى سيارته الرياضية وبعد أن جلس أمام المقود وبدأ يتحرك بسيارته هاتف(غدير)قائلًا بهدوء:
-إزيك يا(دورا)حبيبتي نمتي كويس؟
ابتسمت(غدير):
-حبيبي يا قلب(دورا).
أدار(إياد)عجلة المقود:
-أخبار التصوير إيه خلصتي؟
هزت(غدير)رأسها نفيًا وهي تتمدد على فراشها:
-لسه يا(إياد)الشوت صعب حبتين و محتاجين شمس جامدة علشان كده المخرج إختار "شرم" الشمس فيها جامدة شوية .إنت رايح
فين ؟


حك(إياد)ذقنه وعدل نظارته الشمسية السوداء القاتمة التي زادته
وسامة:
-عندي تسجيل لأغنية و بعدها هروح أصور كام شوت من الفيلم الجديد.
ثم صمت بعد أن رأى عدد من رجال الشرطة يوقفون السيارات
وكما بدى له أنه"كمين" كما يسمونه.
سألته(غدير):
-(إياد)سكت ليه؟
أبطئ(إياد)سرعة سيارته وهو يراقب بتوتر:
-فيه كمين باين هخلص و أبقى أكلمك سلام دلوقتي.
توقفت سيارته ونظر إلى الضابطان اللذان توجها إليه وأحنى الأول ظهره ليتطلع برأسه من نافذة السيارة إليه قائلًا ببسمة:
-ده إيه الجمال ده الفنان(إياد الحسيني)بنفسه.
ابتسم(إياد)بثقة:
-مساء الخير يا فندم...خير؟
هز الضابط رأسه بلا اهتمام:
-أبداً فيه بلاغ إن فيه عربية فيها مخدرات.
ضحك(إياد):
-تمام أكيد هتلاقوه اسمحلي أعدي لأني مستعجل وعندي أغنية لازم أصورها.
تلاشت ابتسامة الضابط وحل محلها الصرامة:
-القانون فوق الجميع افتح شنطة العربية؟
أزاح(إياد)نظارته من على وجهُ باستياء:
-أفندم تفتشني؟ إنتَ عارف إنتَ بتكلم مين؟


اعتدل الضابط ولوح بيده في وجه(إياد)بغضب:
-مفيش حاجة اسمها أنا مين و إنتَ مين وأنا قلت الشنطة تتفتح حالاً.
زفر(إياد)بغضب وهو يضغط على زر لتفتح حقيبة سيارته بسهولة
وترتفع للأعلى أعقبها بخروجه من سيارته وهو يصيح متوجه خلف الضابط ملوحًا بيده:
-فتحت الشنطة أما أشوف أخرتها أنا(إياد الحسيني)تتفتش عربيته و يتشك فيه؟
أشار إليه الضابط بالصمت قائلًا:
-ششش هنشوف دلوقتي يا فنان


ثم تحسس بيده ليرتفع إحدى حاجبيه ويخرج لفتين كبار يحتوي كلاهما على مسحوق أبيض ونظر إليه الضابط بسخرية وهو يأخذ من العسكري سكين صغير لاختبار هذا المسحوق:
-و ده بقى إيه يا فنان يا عظيم يا لي فوق القانون؟ ده إيه ده سكر بودرة صح؟
تلبست قسمات(إياد)الصدمة القاتلة التي أخرسته لعدة ثوان لم يفهم ماهية ما رآه ولكنه صرخ بعدها بهستيرية:
-إيه ده؟ دي مش حاجتي؟ ده مش بتاعي؟
ابتسم الضابط بتشفي بعد أن علم بنتيجة المسحوق ونظر إليه بلمعة عينين تعلم أنها أتت بمبتغاها:
-هيروين يا فنان ؟ ده مطلعش سكر بودره تصدق طلع هيروين و مش أي كمية ده معدي ال 650 جرام يعني مبروك عليك التأبيدة.
صرخ(إياد)بانهيار وهو يجثو على ركبتيه لعدم تحمله أكثر من ذلك: -والله العظيم ما بتاعتي يا باشا ده حد حطهالي؟
أمسكه الضابط من ذراعه وهو ينحني عليه ومن عينيه يظهر الشرر:
-بقيت باشا يا فنان دلوقتي بعد ما كنت هتوريني و إنتَ مين و إنتَ مش عارف إنتَ بتكلم مين؟
ثم نظر إلى العساكر بلهجة صارمة:
-خدووه.
أخذ العساكر(إياد)وهو يصرخ بكل ما أوتي من قوة وهو يحاول التراجع:
-و الله ما عملت حاجة. الحاجات دي مش بتاعتي.
بدأ الجميع يصور ما يحدث بكاميرات الهواتف والأخبار تترصد أكثر المواقع انتشارًا الفيس بوك والخبر المتصدر "إلقاء القبض على(إياد الحسيني)بتهمة حيازة المخدرات"
*****************


كانت(إينار)في طريقها إلى(القاهرة )بعد أن علمت من(كريم)أن هناك شخص يريد قاعة بفندقها ولكن اشتباهها في الأمر أكد لها شيء واحد وهو أن هذا الشخص هو(يوسف)وقد شعرت أن عليها العودة لتسافر إلى خارج"مصر"حتى لا يصل إليها و يأخذ ابنها (آمن) منها.
أفاقت من شرودها على صوت(خيرية)التي سألتها:
-يا ست(إينار)ليه خايفة كده منه؟
نظرت إليها(إينار)باستنكار:
-يا ولية يا ام مخ ضِلم مش أنا قلتلك على الليلة كلها و لسه بتسأليني برده خايفة منه ليه؟



هزت(خيرية)رأسها بتفهم وهي تربت على(آمن)الذي بدأ يتململ في جلسته بكرسيه:
-يا ست(إينار)عارفة الحكاية كلها بس بردو ليه متخيلاه كده ...اللي أعرفه من حكايتك و فهمته منك بخبرتي إن(يوسف)بيه كان بيحبك و إلا مكانش إتجوزك رغم فارق الطبقة بينك و بينه و الرسالة اللي بعتهالك دي. ليه متقوليش إنه مش هو اللي بعتها؟
رفعت(إينار)إحدى حاجبيها بتفكير وهي تلوك علكة بفمها:
-قصدك إيه بإنه مش هو اللي بعتها يا(خيرية)؟
ابتسمت(خيرية)واقتربت منها بعض الشيء:
-قصدي إنه كان ممكن يكون مجبور على الرسالة دي متعرفيش أعذاره ايه؟
صمتت(إينار)بعض الشيء والتفتت بوجهها الجهة الأخرى وهو تردد:
-أعذاره و مجبور ؟
ثم هتفت فجأة وهي تنظر إليها بغضب:
-(يوسف)عمره ما يتجبر يا(خيرية)هو اختار و اتجوز اللي تليق بيه و تكون ام لولاده لكن هيفي ده بإيه الكلام في حاجة خلاص خلص أوانها و انتهت يا(خيرية).
وانزلقت دمعة غدرًا من حدقتيها وأكملت:
-متقلبيش عليه المواجع يا(خيرية)كفاية بقى أنا أخدت وقت على ما اتنيلت و عرفت أعيش و أحس إني بني آدمة من تاني هو كان مخليني فوق السما و فجأة حدفني منها من غير ما يفكر ثانية.
ربتت(خيرية)على كتفها بحنو:
-عندك حق إنك متصدقيهوش في كده .بس مين قالك انه هياخد منك(آمن)مش يمكن لو شافه مياخدوش و...
قاطعتها(إينار)وهي تلتفت إليها بشراسه برغم عبراتها المتلألئة:
-أنا مش هدخل في معادلة يمكن و ميمكنش سمعاني يا(خيرية).

ثم رفعت سبابتها محذرة وكأنها ترفع سكين:
-(يوسف)مش هيشوف(آمن)لا من قريب و لا من بعيد.
ونظرت بعيدًا وهي تكمل بألم خفي بداخل قلبها:
-و لا هيشوفني أنا.
هزت(خيرية)رأسها بأسى فهي تعلم أن(إينار)كل ما قالته يغطي حقيقة واحدة ألا و هي الحب إنها ما زالت تحب(يوسف)وبقوة برغم الذي حدث ولكنها ما زالت تحبه ولكن كبريائها يأبى الاعتراف بهذا وجرحها الذي لم يندمل بعد وبحديثهما هذا تجدد فتح الجرح مرة أخرى فالذي بعينيها ليست ماء و إنما دموع سببتها ندوب ذكرياتها التي ما زالت تحيط قلبها المسكين.
************



خرج(كريم)من الفندق متوجه إلى سيارته ولكنه تأوه فجأة من أثر ضربة على رأسه أفقدته الوعي وبعد فترة من الوقت أفاق على صوت رجل يقول بخشونة:
-إصحى يا حبيبي وفوق كده.
هز(كريم)رأسه و لم يجد سوى الظلام يحيط عينيه هتف بذعر عندما وجد يديه مكبلة خلفه:
-أنا فين؟ إنتَ مين ؟ أنا عملت إيه لو على الفلوس خدها بس متعملش فيه حاجة؟
ضحك الشخص بسخرية:
-إنتَ واضح إنك بتتفرج على أفلام هندي كتير.
ثم أكمل بخشونة:
-شوف يا عم القمور أنا هاخد موبايلك و عايزك تسيب الفندق ده سامع؟

ابتلع(كريم)ريقه بصعوبة وهو يحاول أن يستفهم:
-طب ليه عايزني أسيب الشغل في الفندق؟ أنا عملت ايه؟
ارتعد عندما سمع صوت الشخص وضحكته تصدح في أرجاء المكان: -وحياة أمك متعملش فيها شريف ما أحنا عارفين إنك شخص زبالة و بتسرق في إيرادات الفندق و لا تحب ندي المستندات الحلوة دي لصاحبة الفندق و تبقى فضيحتك بجلاجل؟
صرخ(كريم)برجاء:
-لأ خلاص و الله هسيب الفندق يا باشا بس متفضحنيش ربنا يسترك.
همهم الشخص:
-هممم تمام خلاص هسيبك المهم منشوفش وشك في الفندق خالص لا من قريب و لا من بعيد و إلا...


قاطعه(كريم)بسرعة:
-من غير و إلا يا باشا خلاص توبة هسيب المحافظة بحالها بس كله إلا زعل سعادتك.
ربت الشخص على كتفه بقوة:
-جدع يا(كيمو)كنت عارف إنك ذكي و مبتحبش البهدلة.
ثم أخذ هاتف(كريم)وعبث بأزرار فيه سائلًا إياه:
-هو عنوان صاحبة الفندق في فيلا...
أكمل(كريم)وفرائسه ترتعد:
-عندك في الملف العناوين عندي يا باشا باسم(إينار).
ابتسم الشخص وربت على كتف(كريم)مرة أخرى:
-عفارم عليك يا(كيمو)خد إشرب ده بقى علشان طلعت شاطر و أكيد ريقك نشف.
رفع الشخص الحقيبة التي كانت موضوعة على رأس(كريم)بعض الشيء حتى أظهر فمه جعله يرتشف بعضًا من الماء حتى قال(كريم) بتوجس:
-طعمه غريب يا باشا ايه ده؟
ابتسم الشخص واتكأ على المكتب بمرفقه:
-ده يا حبيبي حاجة هتخليك تنام ننه.
لم يفهم(كريم)شيء إلا بعد أن شعر بدوار ولسانه قد ثقل ورأسه تدور بقوة حتى قال:
-ده منو...
و لم يكمل كلمته حتى فقد الوعي ووقع رأسه على صدره ضحك الشخص:
-أيوة يا أهبل منوم.


ثم نظر إلى باب الغرفة التي فٌتحت وظهر على أعتابها(يوسف)
ضاحكًا وهو يراقب الشخص الذي لم يكن سوى(عمر)صديقه وقال:
-كنت عامل راجل شرير على حق أنا كان نفسي أكون في الأوضة معاك بس أنا مكنتش هعرف أبطل ضحك من طريقتك و لا و إنتَ بتغير صوتك يخربيتك.
ضحك(عمر)وهو يراقب(كريم):
-مهو تخطيطك يا عم(جو)أعمل ايه؟
تنفس(يوسف)الصعداء وهو ينظر إلى هاتف(كريم)وينظر إلى العناوين حتى وجد عنوانها وهتف:
-عنوانها أهو.
نظر إليه(عمر)بتعجب:
-بس ثواني يا(يوسف)إنتَ عرفت منين إن(كريم)حرامي و بيسرق فلوس الفندق؟
ابتسم(يوسف):
-معرفش يا(عمر)بس مرتاحتلوش من أول ما شفته فيه ناس كده تحسها شكلها منافق و حرامي عارفهم أهو(كريم)من النوع ده. و طلع توقعي في محله.
ضحك(عمر)وهو يضرب كف بكف:
-أما أنت مصيبة و الله. طيب هنعمل إيه بعد كده هتروح ل(إينار)في العنوان ده؟
هز(يوسف)رأسه نفيًا:
-لأ.
سأله(عمر)بدهشة:
-نعم يا خويا أومال خلتني عملت زعيم عصابة ليه؟ لما مش هتروحلها؟
ابتسم(يوسف)بغموض:
-هعرفك.
عند أذان العشاء كان قد تم نقل(قاسم)من العناية المركزة وكان بجواره(ليفه)الذي بدأ الحديث ببسمة طيبة:
-و الله يا سي(قاسم)ما مصدق نفسي إنك نجيت و بتتكلم معانا و بتضحك زيك زينا.
لكزه(قاسم)في كتفه وهو يسأله بمرح:
-الله إنت هتقر عليه ياض يا(ليفه)و عايزني مضحكش طب إيه أعيط و لا أعمل إيه و لا أقولك أموت نفسي علشان تتبسط.
هتف(ليفه)بجزع و هو يمسك كف(قاسم):
-لا يا سي(قاسم)و حياتك ما تقول كده أنا بس من فرحتي مش عارف أقول إيه و الله.
ضحك(قاسم)بحنو وهو يربت على كتف(ليفه):
-أصيل يا (ليفه).
ثم سأله مرة أخرى:
-هو صحيح فين(يونس)و(عمر)؟
طرق الباب ليدلف بعدها(عمر):
-أنا جيت أهو يا سيدي. حمد الله على سلامتك يا بني.
ابتسم(قاسم):
-الله يسلمك يا(عمر)ربنا يكرمك بجد مش عارف أقولك ايه؟
ابتسم(عمر)وهو يجر خلفه كرسي معدني ليجلس عليه وهو ينظر إليه بعتاب:
-ينفع الكلام اللي بتقوله ده يا(قاسم)؟ احنا ولاد حارة (الكوفتي) و مبنسبش بعض في الشدة قبل الفرح نسيت و لا ايه؟
أخفض(قاسم)ناظريه فأكمل(عمر):
-الفرق بينا يا(قاسم)إن إنتَ كنت مختار طريق غلط و مصاحب (رامز)بس الحمد لله إنك بعدت عنه و على فكرة هو رجع من السفر.
ارتفعت حدقتي(قاسم)مرددًا بدهشة:
-رجع؟!
أجاب(ليفه)بضيق:
-أيوة يا سي(قاسم)رجع و شكله اتغير خالص بقى فيه عند رقبته بوية باين و لا حاجة مكتوبة كده.
ضحك(عمر)مصححًا:
-بوية؟ اسمه وشم يا(ليفه)فعلاً بقى شكله غريب يشبه العصابات الأجنبية.
هز(قاسم)رأسه بحسرة:
-يا خسارة يا(رامز).
قاطعهم طرق على الباب حتى قال(عمر):
-أدخل.
فُتح الباب وظهر على أعتابها(زين)و(منه)زوجته وهتف الأول:
-حبيبي يا(قاسم)سلامتك يا بني إيه حصلك؟

قام (عمر) ليرحب به بحفاوة:
-(زين)وحشني يا عم إيه مفيش ألو حتى تسلم عليه. دي مكانتش عشرة سنين يا بني.
ضحك(زين)عندك حق و الله ملحوقة يا(عمر)نتقابل في يوم سوا كلنا و(يونس)و الله وحشني.
نظر(عمر)إلى(منه)مبتسمًا:
-أهلاً إزيك يا مدام معلش(زين)ده أخويا الصغير بس حبيبي. اتفضلوا أنا همشي بقى أنا و(ليفه)؟
عقدت(منه)حاجبيها مرددة بتعجب:
-(ليفه)؟!
ابتسم(ليفه)و هو يقوم من مجلسه:
-أنا (ليفه) أزيك يا سي(زين).
ابتسم(زين):
-أهلاَ يا(ليفه)ليك وحشة و الله لسه في القهوة؟
اجاب(ليفه):
-أومال بس تعالى بس و تشرب أحلى قهوة و شاي.
ضحك(زين)وهو يربت على كتفه:
-و عمري ما هنساه يا(ليفه)هشوفك قريب.
ابتسم(ليفه)وهو يتوجه خارج الغرفة والتفت إلى(قاسم):
- تؤمرني بحاجة يا سي(قاسم)أجبلك حاجة معايا؟
ردد خلفه(عمر)بمرح:
-تصدق نسيت أسأله صحيح. عايز حاجة يا(قاسم)؟
ابتسم(قاسم):
-تسلموا يا رب عايز سلامتكم.
أغلق(ليفه)خلفه الباب ،نظرت (منه)إلى(قاسم)بانزعاج:
-الله يحرقه اللي عمل فيك كده يا(قاسم)ألف سلامة و حمد الله على سلامتك.
ابتسم(قاسم):
-الله يسلمك يا(منه)والله زيارة زي العسل منك يا(زين)
الحمد لله يا (منه) علقة تفوت و لا حد يموت.
نظرت إليه(منه)باستنكار ووقفت و هي تشير إليه:
-علقة دا أنتَ اتشلفت يا(قاسم).
عقد(قاسم)حاجبيه بضيق وهو يشير إليها بسبابته وهو ينظر إلى (زين):
-هي مراتك دي لسه لسانها فالت منها يا(زين)؟
ضحك(زين)ونظر إليها أن تهدأ:
-و هو اللي حببني فيها غير لسانها الجميل ده.
عقدت(منه)ذراعيها بضيق:
-و الله إنتَ كمان لسه بتضبش بالكلام يا(قاسم)؟

لانت ملامح(قاسم)وعدل نبرته:
-و انت لسه بتزعلي بسرعة خلاص يا(منه)أنا آسف.
ابتسم(زين)وهو يجر مقعد(منه)بالقرب منه:
-خلاص يا(موني)متزعليش إنتي عارفة(قاسم)و كلامه هتوهي عنه؟
ابتسمت(منه)و هي تجلس مرة أخرى:
-خلاص مش زعلانة إنتَ عارف إن قلبي أبيض.
همهم(قاسم):
-مش أوي.
التفتت(منه)إليه هاتفة:
-بتقول إيه؟
ارتفعت رأس(قاسم)مصطنع البسمة:
-بقول أوي قلبك أبيض أوي.
رفعت(منه)إحدى حاجبيها:
-أه بحسب.
سأله(زين):
-إحنا عرفنا حوار خناقتك دي من(سالي).
سأله(قاسم):
-هي اللي عرفتكم؟ أنا قلت برده هتعرفوا منين خبر زي ده صحيح؟
ابتسمت(منه)وهي تعبث بهاتفها:
-أكيد عرفناه من(سالي)يا(قاسم)إحنا لسه عارفين انهاردة.
اقترب(زين)من حافة الفراش مستفسرًا:
-بس بجد يا(قاسم)إنتَ مجنون في عملتك دي؟ حد يعمل كده يرمي نفسه في التهلُكة كده؟


تراجع(قاسم)بظهره للوسادة بهدوء و هو يتأوه بخفوت:
-أنا محستش بنفسي يا(زين)إلا و أنا بنده على(أم إبراهيم)و بشتم فيها و بعدها دخلت في عركة و مكانش هاممني حاجة لأن اللي كنت بسعاله راح مني؟
سأله(زين)بدهشة:
-مين اللي راح منك يا(قاسم)؟ إنتَ كنت بتسعى إنك تكمل تعليمك و تكون إنسان مستقيم.
ارتفعت سوداوي(قاسم)وقد لمس منها(زين)لمعة سعادة:
-كل اللي بتقوله صح يا(زين)أنا ده اللي كنت بسعاله بس تفتكر مين السبب في إني حبيت أكون كده غيرها غير نور قلبي(سالي).
ظهرت السعادة بعيني(منه)وابتسم(زين)وهو يربت على كف (قاسم):
-الحمد لله إنك قمت منها و ربنا نجاك.

ثم هتف بمرح وهو يضربه بقوه على ظهر كفه:
-و نفرح بقى.
تأوه(قاسم)وهو يأتي للأمام هتف بغضب وهو يأتي بزجاجة ماء بلاستيكية من جانبه ليلقيها عليه:
-إنتَ حمااار يا لا؟ فيه حد يعمل كده؟
انخفض(زين)ضاحكًا وهو يقوم من مجلسه:
-و الله آسف حقك عليه يا شقيق.
هتف(قاسم)وهو يلوح بيده:
-جتك نيلة إنتَ خليت فيها شقيق و لا فشيق.
ضحكت(منه)على هذا المشهد ونظر إليها(زين)بحنق:
-بتضحكي و جوزك بيتشتم يا(منه)طب و الله لأنفخك في بيتنا.
قامت(منه)بمرح:
-هكون عند ماما يا حبيبي.
ثم التفتت إلى(قاسم)مبتسمة:
-حمد الله على سلامتك يا(قاسم)و عايزين نفرح بقى بيك و ب(سالي)هستنى دعوة فرح.
ابتسم(قاسم)وهز رأسه بامتنان:
-الله يسلمك يا(منه)إن شاء الله.
ثم أشار إليها وهو ينظر إلى(زين):
-شايف الطريقة مش شغل الجلنفات اللي عملته ده؟
ضحك(زين)وهو يقترب منه ويحتضنه رابتًا على ظهره:
-خلاص يا(قاسوم)ميبقاش قلبك إسود و حمد الله على سلامتك يا شقيق.
ابتسم(قاسم):
-الله يسلمك يا حبيبي تسلم.

ودعاه وخرج كلاهما وأعقبها دلوف الممرضة وهي تقول بمرح:
-حبايبك كتير يا أستاذ(قاسم)؟
هز(قاسم)رأسه مستفسرًا:
-مين جه؟
غمزت الممرضة بعينها وتركت الباب تعجب(قاسم)وحك مؤخرة رأسه بمرح:
-إيه الهبل ده؟ هي الممرضة معجبة و لا إيه؟
ثم صمت لأن الذي ظهر على عتبة الباب لم يكن بحسبانه أن يراه ولكن بسمته التي اكتسحت شفتيه لتظهر أسنانه وقلبه الذي رفرف كالعصفور عندما رآها هي نور قلبه التي نظرت إليه بحب وسعادة ظهرت من عينيها الكاكاوية ونظر إلى شفتيها التي تشبه الكرز عندما فتحتهما لتبتسم قائلة:
-إزيك يا(قاسم)؟
اعتدل(قاسم)في جلسته ونحى تعبه جانبًا متغاضيًا عن ألمه ونظر إليها بشوق:
-(سالي)ده إيه المفاجأة الحلوة دي؟ نورتي...قصدي يعني أنا فرحان أوي إنك هنا.
ابتسمت(سالي)برقة وهي تتقدم منه وتعطيه باقة الورود الحمراء والبيضاء إليه:
-ده إيه الكلام الحلو ده يا(قاسم)؟ اتفضل.
نظر(قاسم)إلى الورود بتعجب ومد ذراعه ليأخذه ولكنه تأوه ظهر الفزع بعيني(سالي)ووضعت الورود على الفراش وهي تمسك ذراعه بروية:
-حبيبي مالك؟ إنتَ كويس؟


التفت(قاسم)إليها عندما شعر بلمس أناملها لذراعه دفئ يسري بأوصاله ويشعل ضربات قلبه بجنون أجهده حتى لمس بكفه الأخرى يدها وهو يقربها منه وبنبرة خشنة رجولية خالطها الكثير من التوسل:
-متسيبينيش يا(سالي).
التفتت(سالي)إليه وبنبرته هذه دغدغت قلبها المسكين ومشاعرها التي تبعثرت و لا تعلم من أين تلملم شتاتها؟
هل لمسة أنامله لكفها تفعل كل هذه الأفاعيل بها خرجت كلماتها من بين شفاهها مرتعشة:
-متخافش أنا معاك يا(قاسم).
شعرت أنها على هاوية الخطر حتى تراجعت واعتدلت في وقفتها فجأة جعلته يفيق من هذه اللحظة الحاسمة إلى أن جلست ولكنها أبعدت المقعد بعض الشيء للأمان:
-أخبار صحتك إيه انهاردة؟
ابتسم(قاسم)بخبث:
-بقيت تمام أوي لما شفتك.
رفعت(سالي)احدى حاجبيها بسخرية:
-و الله بأمارة الورد.
ابتسم(قاسم)بخبث أكثر ومكر:
-طب ما تيجي تديني الورد يمكن دراعي يكون أحسن.
احمرت وجنتي(سالي)عندما تذكرت ما حدث منذ ثوانٍ معدودة
وتنحنحت:
-إحم تمام أنا قلت آجي أطمن عليك و على فكرة معايا(بسملة).
ابتسم(قاسم):
-طب تمام.
قامت(سالي)من مجلسها وهي تأخذ حقيبتها مغادرة:
-طب أنا اطمنت عليك و كده يعني.
كانت مقتربة بعض الشيء من الفراش حتى حاول(قاسم)التقاط كفها مرة أخرى وكاد أن يسقط هو الآخر حتى أنقذته(سالي) وهتفت بفزع مرة أخرى:
-(قاسم)بطل جنونك ده و إهدى.
عدلته على الفراش وكادت أن تتركه حتى لقط كفها مرة أخرى وهتف بخشونة محببة لأذنيها:
-مش قلتلك متسيبينيش؟
نظرت إليه بقوة في عينيه وبكلماتها نبرة وعد:
-وأنا قلتلك متخافش أنا معاك.
ابتسم وهو يشدد على أناملها بين يديه القوية:
-بحبك يا(سالي)ومش متخيل حياتي و لا دنيتي من غيرك.


وضعت(سالي)يدها الأخرى على كفه رابته بحنان دافئ وسبرت أغواره بحدقتيها:
-وأنا يا(قاسم)كنت هموت لو حصلك حاجة مكنتش هسمح لحد غيرك يقولي حبيبتي و لا أقول لغيرك حبيبي.
لمس(قاسم)خصلاتها بشوق وتنهد بقوة:
-أه يا(سالي)إنتي حلم و هحققه قريب أوي بس خليكي معايا لغاية ما أحققك.
ابتسمت(سالي)ونظرت إليه بشوق:
-و أنا هكون موجودة يا حبيبي.

************



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-07-20 الساعة 02:48 AM
إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 09:51 PM   #69

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

ملحوظة احبائي ده الفصل ال ٣١ من فرط الياسمين قراءة ممتعة قمراتي 😘⁦❤️⁩

إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 09:52 PM   #70

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس ذكريات مشاهدة المشاركة
شكراااا على الرواية الرائعة ♥️♥️
شكرا ليكي جميلتي و اتمنى أعرف رأيك فيها 😘


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.