آخر 10 مشاركات
وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          307 - اذا كنت تجرؤ ! - كارول مورتيمر (الكاتـب : سيرينا - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          94 - رجل في عينيها - بيني جوردان (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-20, 12:40 AM   #41

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي


الفصل التاسع

"أيوة يا(يوسي)هي(سعدية)بتاعتك مجتش ليه لغاية دلوقتي"
هتفت بهذه العبارة(إينار)التي جلست على أريكتها تضع ساق على ساق متأففة.
تعجب(يوسف)من الجهة الأخرى وقال وهو يرتدي ملابسه:
-إيه إزاي مجتش كل ده؟ طب هكلمها و أشوف إتأخرت ليه لغاية دلوقتي يا حبيبتي.
ثم وجد باب غرفته يفتح وتظهر على عتبته والدته(عزة)التي بدت أنيقة بملابسها الفاخرة وقرطيها.
أنهى(يوسف)كلماته مع(إينار):
-طب سلام دلوقتي.

ونظر إلى والدته مبتسمًا وهو يتجه بقربها:
-ايوة يا ماما فيه حاجة؟
عقدت(عزة)حاجبيها وعدلت خصلتها المصبوغه باللون الأشقر المائل للأبيض:
-ولا حاجة يا حبيبي.
ثم عدلت ياقة قميصه الأبيض المقلم بخطوط رفيعة رماديه:
-كنت بتكلم مين يا(يويو)؟
تحرك(يوسف)من أمامها متهربًا وذهب إلى منضدته التقط زجاجة عطره ونثره عليه:
-ده واحد صاحبي يا ماما.
ابتسمت(عزة)وتقدمت تجاههُ بخفه متوجسة:
-صاحبك بجد يا(يويو).
التفت إليها(يوسف)وكاد قلبه يقع بين قدميه تُرى هل علمت ب(إينار)؟ هل سمعت محادثته معها؟
قاطعته(عزة)وهي تحاوط كفيها حول وجنتيه بصوت ثابت به نبرة حنان ونظرت بعينيها الزرقاء الثاقبة:
-حبيب ماما خلي بالك وقت الهزار خلص خلاص، انت كبرت وبقى فيه مصالح لازم تمسكها خلاص(روان)بنت جميلة.
من وهي طفلة فلازم تظبط تصرفاتك إتفقنا.
أومأ(يوسف)ايجابًا:
-حاضر يا ماما.
ربتت(عزة)على وجنة(يوسف)وهي ترحل من غرفته:
-تمام حبيبي.
راقبها(يوسف)ووضع يده على قلبه وزفر بقوة، حامدًا الله على عدم فهمها لمكالمته السابقة ثم تذكر فجأة وهو يلتقط هاتفه:
-يا خبر (سعدية).
**********

دلف(مروان)غرفة نومه ووجد(بسملة)مستغرقة بنومها وقد قارب الوقت على الغروب، خطى على أطراف أصابع قدميه ثم دنى وقبلها على وجنتها بهدوء.
أسبلت(بسملة)عينيها ونظرت إليه نظرة افتقدها بشدة وبسمة زينت ثغرها:
-إزيك حبيبي.
لم يصدق(مروان)ما سمع ورأى(بسملة)تنظر إليه بحب كما كان في الماضي وتبتسم برقة عهدها فيها منذ دق قلبه بحبه إليها، ولكن لم يدم هذا الحلم انقلب وجه(بسملة)للجمود وكأنها أدركت أن ليس له الحق أن يرى بسمتها ولا حبها المتدفق رغم أنفها من حدقتيها اللوزيتين.
دُهش(مروان)لهذا التغير المفاجئ وكأنها تذكرت ما هي عليه ومعه قرنت(مروان)بوالدها، تغاضى(مروان)عن تفكيره وقرر التحمل من أجل حبيبته.

وقال مازحًا:
-ايه يا(بوسبوس)هتفضلي نايمة كتير كده، لا مينفعش يا قلبي لازم تفوقي و تصحصحي المغرب قربت تدن.
وكان يقرب أنامله من خصلاتها ليداعب شعرها، ولكنها رفعت كفها وأبعدت يده عن رأسها وقالت بجزع:
-هتعمل ايه ملكش دعوة بشعري.
ثم قامت من مرقدها صارخة فجأة وهي تشير لذاتها وكأنه سيغتصبها:
ملكش دعوة بيه خالص، سامعني ولا تكون فاكرني إني هسيبك تتبسط بيه وبعدها ترميني لما أقرع و يكون شكلي وحش لأاااا.
صُدم(مروان)وقلبه يتمزق لظلم حبيبته إليه وحاول الاقتراب منها بصوت منكسر:
-إزاي تفكري يا(بسملة)إن جمالك بس اللي بحبه فيكي؟ أنا بحبك في كل حالاتك يا حبيبتي حتى لو شعرك وقع هفضل أحبك حتى لو بشرتك بهتت حتى لو بقيتي وحشة هفضل أحبك، أرجوكي متظلمنيش يا(بسملة).
نظرت إليه(بسملة)وهى تتنفس بالكاد من أثر انفعالها وكانت نظرتها تمتزج بين النقيضين تصدق كلماته وتكذبها في آنٍ واحد تشتت مشاعرها بين النعم واللا، بين الشرق والغرب، وأخيرًا بين الحب والكُره.ولكن كان النصر لتكذيبه حدجته بنظرة قتلته وأشارت إليه وهي تهز رأسها نفيًا:
-كداب إنت كداب.
وتركته يقف حزينًا لا يعلم أي ذنب اقترفه لتكيل له بكل هذه الاتهامات هل رأت منه أي خبيث أي شر خبئه لها من قبل، أبسبب ماضي وضعته في قفص الاتهام وأصبح هو أباها بصورة متجسدة أمام عينيها.

زفر بحرقة وهو ينظر لباب الغرفة المفتوح والذي غادرت منه (بسملة)وهز رأسه وهو يفكر بقوة ماذا يفعل معها وهي لم تأخذ الجرعة الكيماوية وبعدها العملية الجراحية لأخذ عينة.
ترى ماذا ستفعل بعدها معه ؟
**********








ذهبت(إينار)تفتح باب شقتها لتجد أمامها فتاة في أوائل العشرينات بشعر بني فاحم نعومته مفرطه تضع وشاح عليه لتستر معظمه ولكن خصلة نافرة انسابت رغمًا عنها على جانب جبهتها البيضاء مرتدية ثوب أزرق مجسم ظاهر جسدها الرشيق لأسفل ركبتها ملتقطة بيدها حقيبة سفر من القماش السميك ونظرت بعينيها العسلية إلى(إينار)تسأل بميوعة:
-دي شقة ست (إينار)؟
رفعت(إينار)احدى حاجبيها ووضعت يدها اليسرى في خصرها قائلة بعلكتها وهي تتفحصها بعيني ثاقبة:
-أيوة يا عنيا أنا سِتك(إينار).
ثم سألتها بحنق وغيظ:
-إنتي بقى (سعدية) ؟
ابتسمت(سعدية)مومئة إيجابًا:
-أيوة يا ست (إينار).
أخذتها(إينار)من يدها ساحبة إياها على غفلة هاتفة بغيظ:
-طب تعالي يا روحي.
وأغلقت باب الشقة خلفها بقوة.
نظرت(سعدية)إليها بخوف:
-هو فيه إيه يا ست(إينار)أنا عملت حاجة؟
اقتربت منها(إينار)ومظهرها لا يبشر بالخير ثم أشارت إلى وشاحها: شيلي ياختي الايشارب ده الجو حر.
تعجبت(سعدية)ولكنها سحبت وشاحها من على رأسها وقد ظهر شعرها البني الناعم، اقتربت(إينار)أكثر ونزعت خصلة من خصلات(سعدية)التي صرخت وهي تتراجع:
-إيه اللي بتعمليه ده يا ست(إينار).
تأملتها(إينار)وبعينيها وميض من الجنون وهي تنظر إلى خصلتها المقطوعة بين أناملها:
-ده طبيعي مش عيرة.
ثم أدارت جسدها بعيدًا عنها وتهامست مع ذاتها بغيظ:
-أه يا(يوسف)بقى هي دي(سعدية)؟ البت زي فلقة القمر الله يخربيتك كنت بحسبها تريلة و مفشولة و حولة بقى هي دي (سعدية) ماشي.
ثم التفتت إلى(سعدية)مرة أخرى وابتسمت ولكن هناك ما يخفي وراء ابتسامتها هذه وقالت:
-قوليلي بقى يا(سعدية)هو(يوسف)عرفك إزاي؟
ارتابت(سعدية)من نظرات(إينار)وتصرفاتها الجنونية:
-جابني عن طريق سي(عمر)صاحبه كنت شغالة عندهم.
زمجرت(إينار):
- إممم وسي(عمر)صاحبه ملقاش غيرك يجيبها مفيش حد وحش يجيبه؟
هتفت(سعدية)بتعجب:
-نعم!!
أشاحت(إينار)بيدها:
-متاخديش في بالك بحب أكلم نفسي أنا حرة.
تراجعت(سعدية)للخلف والخوف ظهر جليًا في عينيها:
-هو إنتي بعد الشر عليكي؟
واتت إلى (إينار) فكرة وبعدها نظرت إليها وفتحت عينيها عن آخرهما ثم أشارت للأعلى:
-إنتي عايزاهم يسخطوووكي؟
ثم تلفتت حولها وكأنها تتحدث مع أشخاص عدة ملوحة بيدها بطريقة جنونية:
-سامحوها يا أسيادنا، حوووش ميقصدوش.
صرخت(سعدية)وهي تبتعد عنها وتتجه قرب باب الشقة وبيدها حقيبتها ووشاحها في يدها الأخرى:
-يا ختاااي لأ ااا كله إلا الأسياد بسم الله الحفيظ.

ومازالت(إينار)تفعل أفاعيلها:
-حوووش متصدقوووش.
ثم قفزت في مكانها وكأن مسها الجنون:
-أشتات شلتوت.
وضعت الفتاة يدها فوق رأسها محدثة صوت:
-بسم الله الحفيظ، أنا روحت لبيت عفاريت يا ختاااي.
ثم فتحت الباب بالكاد وهي ترتعد فرائصها، ناجية بنفسها.
وبعد ان أغلقت(سعدية)الباب خلفها وهي تهتف:
-بسم الله الحفيظ...إبعدنا عنهم.
صدحت ضحكة(إينار)وهي تتراجع للخلف ثم عادت بجزعها مرة أخرى:
أما بت هبلة بشكل ده أنا كنت لسه بسمي، هيهيهيي.
ثم ذهبت إلى مشغل الموسيقى وصدر منها صوت موسيقى أم كلثوم أغنية(إنت عمري)وتمايل جسدها عليها بكل سلاسة تعلن لنفسها انتصارها على خادمتها، فهل هي بلهاء لتجعل هذه الخادمة تقطن معها ببيتها؟ وماذا إذا رآها(يوسف)سيجن جنونها.
في نفس الوقت هبط(يوسف)ليستقبل الضيوف ورأى صديق والده(محمد الغزاوي)رجل طويل القامة وعينين بنية نظرته كالصقر ابتسم هاتفًا:
-أهلا يا(يوسف).
صافحه(يوسف)مبتسمًا بمجاملة:
-أهلا يا أنكل(محمد)إزي حضرتك؟
ثم التفت إلى زوجة(محمد)وقد كانت ببشرة بيضاء بها نمش وعيني خضراء وشعر مائل للبرتقالي المشوب بخصلات بيضاء مصبوغة.
نظر(محمد) إليها:
-طبعا فاكر طنط(هيام)؟
ابتسم(يوسف)نفس ابتسامته السابقة مصافحًا إياها ويقبل يدها:
-أه طبعًا إزي حضرتك يا طنط(هيام)؟
ابتسمت(هيام)بإعجاب بادي بخضراويها:
-أهلا يا(يوسف)لسه زي ما أنت متغيرتش، ووسيم.
ثم التفتت إلى فتاة يتذكر ملامحها صهباء بعينين خضراء وتلك الغمازتين وقالت(هيام):
-طبعًا مش ناسي(روان)؟
نظرت(روان)إليهما وابتسمت مثل(يوسف)متقدمة بثقة تعجب منها(يوسف).
ولكن لم ينكر(يوسف)أن(روان)أصبحت فاتنة بثوبها الأخضر الملكي وشعرها الذي ترفعه عاليًا لتترك بعض الخصلات التي تسترسل على جانبي وجهها بنعومة ملتوية ومع بشرتها الناصعة البياض الممتزجة بنمش خفيف زادها جمالًا.

مدت يدها إليه قائلة بصوت مملوء بالمقت لم يغب عن أُذني (يوسف):
-أهلاً يا(يوسف).
صافحها(يوسف)مقبلًا يدها:
-ازيك يا(روان)، لسه زعلانة مني.
سحبت كفها من بين يديه:
-أزعل ليه؟
اعتدل(يوسف)ووقف:
-طب جميل.
ووجد والدته وهي تهبط درجات السلم الرخامية بأنفه قائلة:
-أهلاً أهلاً، نورتم إزيك يا(محمد)باشا، إزيك يا(هيام)هانم.


وصافحتهم ثم التفتت إلى(روان)هاتفة بإعجاب:
-مش ممكن(روان)معقول كبرتي حبيبتي، وبقيتي عروسة قمر.
ابتسمت(روان):
-ميرسي يا طنط(عزة).
ثم أشارت إلى العُقد الماسي الذي يحتل رقبة(عزة)بانبهار:
-العقد بتاعك يا طنط يجنن.
ضحكت(عزة)بزهو وهي ترفع في أسفل شعرها بباطن كفها:
-ميرسي يا(روان)، ده كوليكشن جبته من(باريس) آخر رحلة كنت فيها.
انبهرت(هيام)مثل ابنتها:
حقيقي عُقد شيك، بس على العموم مش غريب عليكي يا(عزة) هانم.

ضحكت(عزة)بزهو أكتر:
-ميرسي خالص إتفضلوا أقعدوا في الصالون، زمان(عدنان) جاي.
هتف(محمد)وهو يجلس على مقعد خشبي مغلف بقماش قيم ومطعم بالزخارف الذهبية اللون:
-أه كان الله في العون أنا عارف(عدنان)باشا.
راقبهم(يوسف)من على بعد وهو يخطو ببطء مشمئز منهم ومن أحاديثهم التي لا تخلو من حب المال مثل(روان)تلك و(هيام) والدتها اللتان سال لعابهما على قطعة من الماس برغم من أنه أكيد أن لديهم المثل ولكن الطمع وعيني الطامع لا يملأه سوى التراب.
لفت انتباههُ اهتزاز هاتفه بجيب بنطاله ابتعد عنهما وذهب في الشرفة بعيدًا يجيب:
-ايوة يا(سعدية)روحتي ل...
قاطعته(سعدية)بخوف:
-لااااااااا...متجيبش سيرتها أحسن بتلبش يا سي(يوسف).
تعجب(يوسف)وعقد حاجبيه غضبًا:
-ايه الهبل اللي بتقوليه ده يا(سعدية)؟
قصت له(سعدية)ما حدث من(إينار)من أول لقائها بها ونزع خصلتها ثم جنونها ومعرفتها بالجن وأنهت قصتها وهي تضع يدها على رأسها:
-بسم الله الحفيظ، الله الغني أنا أئذي نفسي ليه، سلام عليكم.
وأغلقت الهاتف و(يوسف)فتح فاههُ غير مصدق ما قصته له ولكنه يصدق أن(ناره)باستطاعتها فعل هذه الأشياء لأنها مجنونة ولكن لما فعلت ذلك؟
ثم انفجر ضاحكًا على ما فعلته(إينار)وصفق كف بكف:
-الله يخربيت عقلك يا (ناري).
ثم التفت ليجد(روان)تقف تنظر إليه في صمت.
ارتبك ووضع كفيه بجيب بنطاله:
-اهلاً.
ابتسمت(روان):
-أهلًا يا(يوسف)أصل ملقتكش فقلت أشوفك فين.
جلس(يوسف)على مقعد وثير:
-أه كنت برد على التليفون، تعالي أقعدي الجو هنا جميل.
جلست معه(روان)وقالت بصراحة:
-بص يا(يوسف)أنا مبفكرش في الحب والكلام الفارغ ده، أنا إنسانة عملية فيه فلوس يبقى فيه حب مفيش يبقى بلاش منه.
فتح(يوسف)عينيه عن آخرهما:
-كده صراحة أوفر شوية.
ضحكت(روان)وهي تعيد خصلتها وراء أذنها:
-مش أحسن ما أغشك؟
ردد(يوسف)كلمتها:
-تغشيني أنا؟ طب وأنا مالي أصلاً بالحوار ده؟
اقتربت(روان)ونظرت بثبات في عينيه:
-لأن أنا و إنتَ عارفين الزيارة دي غرضها إيه؟
هز(يوسف)رأسه من كلمات تلك الفتاة وسألها:
-طب ايه الغرض؟
لاحت بسمة على جانب شفتيها ثم نظرت لأسفل ونظرت إليه بعدها:
-هعتبرك مبتفهمش وأقولك أنا، إحنا هنتجوز ليه بقى ؟ علشان مصالح بابي ومصالح باباك تتلاقى مع بعض وكله ياخد فايدته من التاني، من الآخر جوازنا جواز مصلحة.
رفع(يوسف)رأسه أكملت(روان)بسخرية:
-إيه متعرفش كده يا(يوسف)أكيد تعرف.


ثم أعادت ظهرها للخلف ووضعت ساق فوق ساق لتظهر سيقانها الناعمة لفوق ركبتيها بأريحية ولفت أنامل كفيها حولهما:
-بص أنا بنت عملية كل اللي يهمني فلوسك بسطتني هحبك، وبعدين فوق كل ده وده وسيم أوي.
رفع(يوسف)إحدى حاجبيه سخرية:
-إنتي بتعاكسيني بقى.
ضحكت(روان)وقالت:
-فيها مشكلة؟ ما أنت عارف هنكون إيه لبعض قريب..
قام(يوسف)بضيق:
-الله ده أنتي مخططة بقى إنتي وأهلك كلهم.



ثم قاطعته الخادمة التي أتت لتخبره أن(عدنان)وصل.
نظر(يوسف) إلى(روان)وقال بسخرية لاذعة:
-أهو الخطة كملت.
وتركها تترقبه بعينيها، وهي تعلم أن الخطة كما سماها ستنفذ لا محالة.
********






جلست(نسمة)على مقعدها الذي كانت ستجلس عليه كعروس وبجانبها ورود في آنية دارت أرجاء حدقتيها إلى أرجاء البيت المزين.
تحاول استيعاب ما حدث آخر ما جاءت بها ذاكرتها أنها كانت تقف بالشرفة والسعادة تملئ قلبها لأن مدة قصيرة وسيصبح(رامز) معها ولكن ما سمعته من(أم إبراهيم)إلى(أم سمسم)أفقدها وعيها (رامز) ترك البلدة تركها هكذا بدون مقدمات؟ غدر بها، دهس على سنون طوال انتظرته وعدها وأخلى بها.
قاطعها أنامل(عفاف)وهي تمسح دموعها:
-حبيبتي يا(نسمة)دموعك غالية بتعيطي على واحد ميستاهلش.
نظرت إليها(نسمة)وكأنها تفيق من غيبوبة أكملت(عفاف)بضيق:
-أنا مكنتش مرتاحة ليه ولا لأمه الولية اللتاتة دي وانتي زي الهبلة موافقة على كل حاجة.

نظرت(نسمة)للأسفل بخزي:
-عارفة يا ماما إني كنت هبلة هتصدقيني لو قلتلك إني كنت بكدب إحساسي من جوه إنه هيغدر بيه بس أنا...أنا.
ثم شهقت وبكت بحرقة:
-صدقته صدقت وعوده أنا مش عارفة أعمل إيه؟ أنا هموت، فرحتي ماتت، الناس هتقول ايه؟ هيقولوا إن العريس فلسع وساب العروسة؟
هدأتها(عفاف)وهي تهز رأسها حزنًا:
-إهدي يا بنتي الناس مش هتقول حاجة أنا هتصرف ملكيش دعوة.
ثم قامت من مجلسها قائلة بحنو وهي تربت على كتفها:
قومي إغسلي وشك.

قامت(نسمة)بانكسار وأحنت رأسها لأسفل،هتفت (عفاف) موبخة بغضب:
-إرفعي راسك و إفردي طولك يا بت إنتي، معندناش بنات تتكِسر عندنا بنات ليها كرامة و اللي هيتكلم هقطعله لسانه.
تعجبت(نسمة)من قوة كلمات(عفاف)ونظرتها التي تشبه كلماتها، ثم فعلت ما طلبت وذهبت إلى دورة المياة.
بعد نصف ساعة دق جرس بابهم فتحت(عفاف)لتجد(يونس) يقف أمامها مرتدي بذلة أنيقة يبتسم وبيده باقة من الورد ذو الألوان الجذابة وخلفه والدته وشقيقته(فريدة)يبتسما نفس ابتسامته.
نظرت(عفاف)بدهشة:
-(يونس)!! أهلاً يا بني، إت..تفضل...إتفضلي يا(منال)يا ختي...تعالي يا(فريدة).

دلف أجمعهم وجلسوا ثم بدأت(منال)التحدث موضحة سبب هذه
الزيارة:
-شوفي يا(عفاف)ياختي أنا سمعت عن اللي حصل من(رامز)و الصراحة كنت متوقعة إنه يعملها طول عمره باصص لبره.
ثم أشارت إلى(يونس)وهي تكمل:
-و(يونس)بيحب(نسمة)من زمان بس(رامز)كان حاطط عينه عليها و(يونس)مرضاش إنه يفكر فيها لأن حرام، بس بعد ما حصل اللي عمله (رامز)، (يونس) قرر أنه ياخد خطوة ويجي يخطب(نسمة) في نفس اليوم، و بردو علشان كلام الناس.
كادت أن تقع عيني(عفاف)من محجرهما فما قالته(منال)شيء لا يصدق في يوم خطبة ابنتها يذهب رجل ويأتي محله، وماذا عن (نسمة)، راقبت (منال) شرود (عفاف).

ولكن(يونس)قطع على(عفاف)تفكيرها العميق ونظر إليها ببسمة بشوشة يطمئنها وهو يتقدم للأمام في جلسته متنحنحًا:
-إحم...الحقيقة يا طنط(عفاف)أنا جاي أتقدم ل(نسمة) وأخطبها وكل اللي تطلبه جاهز.
سمعوا صوت فتح باب غرفة(نسمة)وظهورها على أعتابه بثوب خطبتها ووقفت أمامهم وبثبات:
-و أنا موافقة يا(يونس).
*********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:41 AM   #42

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر

حاول (طارق) الاتصال ب(سلسبيل)بعد أن عاد من الشاطئ ولكنها لم تجيب على هاتفه.
وعندما حل المساء كانت(وعد)بجانبه على الفراش تموت غيظًا منه وتكاد تذهب إلى(سلسبيل)لتقتلها لما سببته لها من إزعاج وابتعاد (طارق)عنها لانشغاله بالتفكير في(سلسبيل).
حاولت(وعد)أن تنسيه بإغرائه وهي ترتدي قميص نوم فيروزي يبرز مفاتنها.
أدارت موسيقى هادئة ومدت ذراعيها إليه تحاول جذبه ليرقص معها، قام (طارق)بجمود وتيه، حاولت(وعد)أن تغويه بقبلاتها ولم تجد من(طارق)أي استجابه وكأنه لوح من الثلج، كانت في السابق عندما تلمسه بأناملها يَشُبُ نارًا.

تراجعت(وعد)للخلف متأففة بغضب:
-هو فيه إيه يا(طارق)مالك؟
انقلب وجه(طارق)وهدر وهي يلوح بيديه:
-أنا قلقان على(سلسبيل)يا(وعد)، إنتي اللي باردة مبتحسيش صاحبتك مبتردش من الصبح وموبايل مامتها مغلق، أنا هتجنن.
وضعت(وعد)يدها اليمين في خِصرها وهي تهتز بملل:
-أه حنتلها يا حبيبي، وحشتك أوي.
ردد(طارق)بعدم تصديق وهو ينظر إليها بإمعان:
-وحشتني حنيتلها!!
ثم قال موضحًا ويكاد حاجبيه يصبحا قاب قوسين من شدة اقترابهما:
هي مش مراتي ولا أنتي نسيتي؟ لو إنتي مكنها كنت هقلق عليكي زيك زيها.

عقدت(وعد)ذراعيها وهي ترفع حاجب باستهجان:
معتقدش يا(طارق).
زفر(طارق)وهو ينظر بحدقتيه لأسفل ثانية ثم رفعها وكأنه اتخذ قرار:
-تمام.
ثم ذهب للفراش وتدثر قائلًا بخشونة:
-أعملي حسابك هنسافر بكرة الصبح.
هتفت(وعد)مستنكرة:
-(طارق)؟؟




قاطعها وهو يتقلب على جانبه مديرًا ظهره لها وهو يغمض عينيه:
-لو عايزة تفضلي خليكي، تصبحي على خير.
وترك(وعد)تستعر نارًا وهي تفكر مليًا في منافستها التي ظهرت الآن ولن تترك لها(طارق)مهما حدث حتى وإن تخلصت منها نهائيًا.
*********







جلست(نسمة)وبجانبها(يونس)ومو سيقى(يا دبلة الخطوبة)منتشرة بكل مكان وجاء الحضور متعجبين مما يشاهدوه أليس من المفترض من يخطب(نسمة)هو(رامز)ماذا حدث يا ترى؟
بدأت الأقاويل وبالطبع ثرثرة النساء غلبت على همهمة الرجال وأولهم جارتهم(أم إبراهيم)التي ألقت بالقنبلة وأتت لترى أثرها عليهم بكل أريحية، ذهبت خلف(عفاف)وقد كانت هذه الأخيرة تضحك وكأن(يونس)هو العريس الحقيقي سعادتها بسبب فسخ خطوبة ابنتها من(رامز)، لقد كاد هذا اللعين يفسد على ابنتها حياتها هو وأمهُ الحيزبون وجاء هذا الرجل الشهم وأنقذ الموقف ولكنها لا تعلم لما وافقت(نسمة)عليه بدون كلمة واحدة؟
"يا (أم نسمة)الله إيه يا خواتي مالك يا ختي؟"
التفتت(عفاف)بكل ملل فهي تعلم صاحبة هذا الصوت المقيت(أم إبراهيم)شيخ حارة(الكوفتي)تعلم كل صغيرة وكبيرة عن أهل هذه الحارة، حتىى أتت بخبر سفر(رامز)وكم تعجبت من وجود هذه الشخصية إلى خِطبة ابنتها.
هزت(عفاف)رأسها وهي تحمل صينية بها كاسات الشربات قائلة:
-أيوة يا(أم إبراهيم)نعم، خير.
ابتسمت(أم إبراهيم)بخبث:
-نعم الله عليكي، متأخذنيش يا ختي، أصلي مستغربة هو مش المحروسة بنتك كانت مخطوبة ل(رامز)و هو لا مؤاخذة فلسع أاا...أقصدي يعني مشي و سافر.
وعينيها تلتمع أكثر وهي تنظر إلى(يونس)بإعجاب جلي:
-إيه خلى(يونس)يخطب(نسمة)في نفس اليوم؟
ابتسمت(عفاف)ووضعت الصينية على المنضدة مرة أخرى وأخذت(أم إبراهيم)إلى الشرفة متكئه على سور الشرفة بذراعها وكأنها تقص على جارتها حكاية(ألف ليلة وليلة):
-شوفي يا(أم إبراهيم)الحكاية إن يا ستي لما جه اللي اسمه(رامز)ده هو و أمه علشان يخطبوا(نسمة)أنا وافقت في الأول بس بعدها حسيت اني هضيع البت بايدي وبعتلهم رفضي انهاردة و جالي (يونس)بعدها خطب(نسمة)وطلعت البت عاقلة ورضيت بيه.
مصمصت(أم إبراهيم)شفتيها بتعجب وهي تضع إبهامها تحت ذقنها: -أما عجايب يا(أم نسمة)حكاية ليها العجب.
ثم ألقت نظرة على العروسين:
-يا حلاوتهم والله لايقين على بعض وهو فيه زي(يونس)زينة شباب(الكوفتي).
بسملت وحوقلت(عفاف)من عيني(أم إبراهيم)، ثم قالت محاولة لفت انتباهها:
-إوعي تقولي لحد يا(أم إبراهيم)، ده سر ياختي.
برقت عيني( أم إبراهيم):
-عيب عليكي يا(أم نسمة)أنا وش كده؟
ربتت(عفاف)على يدها:
-لا يا ختي دا انتي أصيلة مبتعمليش كده أبداً.
ضحكت(أم إبراهيم)ونظرت إلى العروسين هاتفة بصوت مرتفع:
-يا ألف مبروك.
وأطلقت زغرودة من حلقها تزيد من الجلسة بهجة مما أبهج (يونس)والتفت إلى(نسمة)مبتسمًا إليها لعلها تريح قلبه وترسل له نفس ما يشعر به ولكنها ابتسمت بارتباك ونظرت للجهة الثانية فرأت(منال)تناظرها نظرة حنون، شعرت(نسمة)بالطمأنينة ووجدت(فريدة)تقول بصوت رقيق:
-فستانك جميل أوي يا(نسمة)لايق عليكي ما شاء الله.
ابتسمت(نسمة)بلطف:
-ميرسي يا(فريدة)إنتي اللي عنيكي حلوة.
ثم تراجعت وتلاقت عينيها بعيني(يونس)، رأت فيهما كل معاني الأمان، ولم ترى شيء آخر أو تعامت عن نظرته هذه.

ثم فاقت من شرودها على صوت والدتها وهي تربت على رأسها قائلة بحنو:
-حبيبتي يلا علشان(يونس)هيلبسك الدبلة..
نظرت(نسمة)إلى(يونس)ومدت خنصرها الأيمن للأمام، التقط (يونس)خاتم الخطوبة الذي أحضره معه وهو يعلم أنه سيناسبها، هو يحفظ مقياس إصبعها ويعرف لونها المفضل أيضًا، ولم يرد لها أن تطعن في كرامتها بسبب الغادر(رامز) قام بالمخاطرة لأجلها وقبل كل ذلك لأنه يحبها وتقدم لخطبتها ولا يعلم هل ستوافق أم...
هتفت (منال) مازحة:
-ما تلبس العروسة دبلتها يا(يونس)، ولا عاجبك صباعها؟
ضحك الجميع وأدرك(يونس)أنه أمسك كف(نسمة)وشرد فيما فعله، ولم يلبسها الخاتم بعد.
نظر إليها(يونس)ضاحكًا وحملت نبرته دفئ الدنيا:
-هي كلها عاجباني.
تضرج وجه(نسمة)بالحمرة وزادها جمال مع ثوبها الأزرق المزين ببعض الخطوط الفضية، ثم ألبست(يونس)بأصابع مرتعشة دبلته الفضية ،شعر (يونس) بارتعاشتها وربت بكفه على يدها يطمئنها.
وتمت مباركتهما من الجميع وكانت أولهم(أم سمسم)بائعة الحلوى وهي تبارك ل(نسمة) هامسة في أُذنها:
-(يونس) جدع حافظي عليه.
هزت(نسمة)رأسها بتفهم ولم تقل سوى كلمة واحدة:
-حاضر.
"مبروك يا (نسمة) ألف مبروك"
نظر الجمع إلى هذا الهاتف الوسيم ذو الشعر الأسود والعينين الجبليتين وذهب صوب(نسمة)يصافحها و(يونس)على صفيح ساخن:
-مبروك يا (نسمة)ألف مبروك.
ابتسمت(نسمة):
-الله يبارك فيك يا (عمر).
التفت(عمر)إلى(يونس)والبسمة تزين ثغره ومد يده يصافحه:
-مبروك يا عريس خلي بالك من بنت خالتي.
حدجة(يونس)بنظرة مفكرة ثم ابتسم:
-الله يبارك فيك يا (عمر).
ثم قربه منه فجأة وشد بقبضته على أصابعه هامسًا من بين أسنانه: متسلمش على(نسمة)تاني من بعيد يا حبيبي، علشان دي هتبقى مراتي.
تأوه(عمر)وعاد خافيًا ما حدث:
-أااه طبعًا يا عريس، ألف مبروك.
وذهب إلى خالته:
-خالتي(عفاف)مبروك.
تعجبت(عفاف)وقالت وهي تصافحه مقبلة إياه في وجنته:
-الله يبارك فيك يا(عمر).
ثم نظرت حولها ولم تجد ما تبحث عنه أخذته جانبًا بعيد عن الأعين والأذن ثم رفعت حاجبًا متسائلة:
-(فاتن) فين؟
برر(عمر)وهو يلتقط كأس من الشربات من على المنضدة:
أااه معلش صحيح ماما تعبانة شوية، كانت هتيجي بس حست بصداع، وجسمها اترعش.
حدجته(عفاف)بنظرة معاتبة وأكمل:
-شكلها أخدت برد يا خالتي.
ضحكت(عفاف)بسخرية:
-جالها برد ولا جالها زعل، إياك تكون فاكرني معرفش وشك وإنت بتكدب يا(عمر)دا أنا مربياك على إيديا دول، أمك زعلانة علشان مجوزتكش ل(نسمة).

كان(عمر) يرتشف من كأسه ولكن عندما سمع ما قالته خالته عن جوازه من(نسمة)سعل ونثر بعض من الشربات على وجه خالته التي هتفت بغضب واشمئزاز وهي تمسح قطرات الشربات الملتصقة بوجهها:
-يخربيتك يا(عمر)إيه الزفت اللي عملته ده؟
مسح(عمر)ما على فمه وقال معتذرًا وهو يعطيها محرمة ورقية من جيب سترته:
-أنا آسف يا خالتي والله آسف، أصلك فاجأتيني باللي بتقوليه ده.
أخذت(عفاف)المحرمة الورقية ومسحت به وجهها مستفهمة:
-قصدك ايه يا(عمر)؟
تنحنح(عمر)بحرج:
-قصدي يا خالتي إني أنا و(نسمة)إخوات محدش فينا فكر في التاني بالشكل ده، والغلط على ماما إنها قالتلك كده، ومصممة إني بحب (نسمة)لكن (نسمة) أختي.
تعجبت(عفاف):
-غريبة والله يا ابني بحسب إنك بتحبها.
ثم هزت رأسها متفهمة:
-خلاص يا بني، بس أمك مش قادرة تفهم إن كل حاجة قسمة و نصيب.
ربت(عمر)على يدها:
-متزعليش يا خالتي انتي عارفة إن ماما بتزعل بسرعة و بتروق بسرعة.
ثم مازحها وهو يغمز بعينيه:
-هتوهي عن أختك يا(فيفي).
ضحكت(عفاف)وهي تضرب بكفها على كتفه بخفة:
-يوه جتك إيه يا(عمر) والله كان نفسي تكون ل(نسمة).

هتف(عمر)مازحًا:
-تاني يا خالتي ماقولنا أختي والله.
ثم نظر إلى(يونس)والتفت إلى(عفاف)مرة أخرى:
-على فكرة(يونس)بيحبها وأحسن مني كمان.
(عفاف)وهي تلقي نظرة إلى(يونس)ثم تمتمت:
-باين كده يا(عمر).
تحركت متجهة إليهم قائلة:
-هروح أشوف الناس.
وتركت(عمر)يكمل ما تبقى من الشربات، ثم لفت نظره فتاة تقف بجانب(يونس)ذات جسد ممتلئ ترتدي وشاح أبيض اللون يُحيط وجهها الصبوح ذو الملامح الجذابة وثوب وردي هادئ وحدقتي العسل اللامعة التي تُشبه عيني(منال).
ذهب(عمر)صوب(عفاف)التي وقفت بجانب(منال)والدة(يونس)

وقال بمرح وهو ينظر في الخفاء إلى(فريدة):
-إيه يا خالتي مش هتعرفيهم عليه؟
ضحكت(عفاف)وقالت وهي تشير إليه:
-ده يبقى(عمر )إبن أختي(فاتن)مهندس معماري.
نظرتا إليه(فريدة)و(منال)وقالت الأخيرة:
-أهلاً يا(عمر)يا بني، أيوة عارفاه.
أنا أعرفك من وإنت عيل صغير وكنت شقي أوي.
حك(عمر)ذقنه بحرج:
-اه ههه طب خلاص بقى يا طنط بلاش فضايح.
وناظر(فريدة)التي وضعت يدها على فمها وضحكة خافتة أفلتت منها.
جعلت(عمر)يستمتع بضحكة(فريدة)المميزة لأذنيه وقد شعر أنها ليست المرة الأخيرة التي سوف يراها.
**********
جلس(عدنان)على أريكته ووضع ساق على ساق وهو يتحاور مع (يوسف)بعد مغادرة(روان)ووالديها سائلًا إياه وهو يضع سيجارًا بين شفتيه:
-إيه رأيك في عروستك؟
هتف(يوسف)باستهجان:
-عروستي؟ خلاص خليتها عروستي يا بابا؟
ضحك(عدنان)بسخرية:
-أه طبعاً عروستك أومال عروستي أنا؟
جلست(عزة)بجانبه وهي تنظر إلى(يوسف)بدهشة:
-مش عاجباك(روان)يا(يوسف)؟ دي البنت زي القمر وشيك و إستايل.
ثم قالت بزهو:
-ده حتى عجبها العقد اللي كنت لابساه هي و مامتها وده معناه إن ذوقهم عالي أوي.
أكمل(عدنان)وهو يضع رماد سيجاره بالمنفضة:
-وحط على كده كمان إن هيبقى معاك أكبر مزرعة دواجن ومواشي.
قام(يوسف)وعلامات الضيق باديه على ملامحه وأشار إلى والده:
-هيبقى مع حضرتك يا بابا مش معايا أنا.
عقد(عدنان)حاجبيه وقال بنفاذ صبر وكأنه أمر انتهى البت فيه:
-معايا معاك المهم الجوازة دي تتم بأسرع وقت ممكن، (روان) بنت جميلة و باين عليها ذكية وأبوها راجل مهم و ناس من مستوانا.
سخر(يوسف):
-شكليات فارغة(روان)دي عاملة زي العرروسة الماريونت معندهاش غير الفلوس و بس مفيش مشاعر عندها باردة كده في نفسها.

هاج(عدنان)كالثور نظرت(عزة)إلى(عدنان)بمعنى اهدأ ثم قامت تجاه(يوسف)وربتت بيديها على كتفيه:
-وماله يا حبيبي مش عيب و لا حرام ما كلنا بنحب الفلوس وبعدين الحب بيجي بعد الجواز ومتنساش إن المصالح بين رجال الأعمال مهمة.
قاطعها(يوسف)وهو يبتعد عنها بصدمة وكأنه يراها أول مرة:
-هو أنا أول مرة أعرفكوا كده أوي(روان)مبحبهاش ومش هحبها حاولوا تفهموني بقى.
ثم زفر بقوة:
-عن إذنكم أنا خارج ل(عمر).
وتركهما يشاهدانه وهو يغلق باب الفيلا خلفه بقوة بعض الشيء.
التفتت(عزة)إلى(عدنان)تسأله وهي تلتفت بشراسة:
-وبعدين بقى في(يوسف)دماغه ناشفة وهيضيع جوازه ومصلحة على طبق من فضى.
صمتت(عدنان)يتأمل دخان سيجاره ثم نفث ما برئتيه ودفعها على هيئة سحابة رمادية في الهواء ثم قال بصوت هادئ حد الثقة:
-متخافيش يا(عزة)هعرف أخلي(يوسف)يوافق متقلقيش.
تعجبت(عزة)تتساءل أكثر:
-إزاي يا(عدنان)؟
نظر إليها مبتسمًا بغموض:
-من غير إزاي يا روحي إنتي متجوزة(عدنان الكيدي)وحش المنتجات الغذائية.
ابتسمت(عزة)فهي تثق في(عدنان)حد الجنون وتعجبها طريقة تفكيره وخططه الماكرة، فهي تحب شخصيته إلى حد الهوس، وتعلم أن زوجها إذا قرر وخطرت له فكرة سينفذها لا محالة.
*********


ذهب(يوسف)إلى(إينار)وقد هاتفها يخبرها أنه قادم.
بعد فترة قليلة أدار(يوسف)مفتاح شقته وفتح الباب ثم أغلقه خلفه.
تعجب(يوسف)من الهدوء الذي يعُم أرجاء الشقة.
وهتف وهو يضع المفاتيح:
-(إينااار)...يا (ناري).
ثم هتف مرحًا:
- إنتي يا مجنونة يا بتاعة العفاريت.
فجأة ارتفع صوت موسيقى بصوت المطرب(دياب)مع ظهور (إينار)ببدلتها الحمراء وشعرها ينساب ويغطي ظهرها:
-يا حبيبي ده اللي يخاف من العفريت يطلعله ينزله يقعدله
المهم انك متخافش من العفريت يطلعلك ينزلك يقعدلك

التمعت عيني(يوسف)وقال بعبث وهو يغمز:
-الله بقى ده شغل عفاريتي.
ضحكت(إينار)بميوعة وهي تتراقص بجسدها:
-هيهيهييي، سامحوها ميقصدوش.
حاوط(يوسف)خصرها بيديه:
- العو عوو عو عو.
ثم قام بحركات راقصة على الأنغام قائلًا:
-أوعى اوعي اوعي اوعي تتغر فيا
أوعى اوعي اوعي اوعي وتقول طيب عليا
انا اقدر اطفي نارك واقدر اولعك
قاسي قاسي قاسي قاسي ولا ناكر
ناسي ناسي ناسي ناسي ولا فاكر
و(إينار)تتمايل أمامه وهو يلتقط خصرها ويقربها على صدره وينظر إلى وجهها ثم همس:
-يا لهوي على دي ليلة عفاريتي.
ضحكت(إينار)بميوعة ووجهها اقترب من وجهُ وأنفاسه الدافئة لفحت صفحة وجهها.
أخذت(إينار)شهيقًا وبدأت تشعر بذوبان داخلي من نظرات (يوسف)إليها:
-(يوسي) وحشتني.
ملس(يوسف)على خصلاتها الفحمية وعينيه تتأمل وجهها الذي افتقده:
-قلب(يوسي)وحشتيني أوي أوي.
ثم حملها وقبلها بشوق قائلًا:
-طب إيه هنقضيها عفاريت؟

غمزت(إينار)بعينيها:
لأ نقضيها هيهيههيييي...
هتف(يوسف)بجنون:
-حرام عليكي يا(ناري)قلتلك أنا مش مسئووول.
صرخت(إينار)بمرح:
-(يوسي)يا مجنون.
هتف(يوسف)وهو يضعها على الفراش وهو معها:
-والله ما مجنون إلا أنتي.
*******




في الصباح ذهبت(ميرال)إلى العمل لتتفاجأ بوجود(أسمر)عند مكتبها ينتظرها وابتسامة هادئة تعلو شفتيه.
زفرت واتجهت صوبه واضعة حقيبتها على مكتبها وجلست على مقعدها ولم تلق السلام وكأنه غير موجود.
التفت إليها(أسمر)واتكأ على طرف المكتب ويحني ظهره للأمام بعض الشيء لتتقابل حدقتيه بعينيها العسلية المنقلبة للون الزيتوني حينما تغضب:
-طب مفيش إزيك يا (أسمر).
طرقت(ميرال)بيدها على سطح المكتب وهي تقوم:
-لأ مفيش إزيك.
ابتسم(أسمر)ببرود:
-مينفعش يا (ميرال).


عقدت(ميرال)حاجبيها بغضب متساءل:
-هو إيه اللي مينفعش؟
اقترب(أسمر)منها أكثر حتى عادت هي بارتباك وقال موضحًا بهمس: -مينفعش تكلمي اللي هيعلمك فن التصميم بالشكل ده.
ثم التفت وتحرك خطوة وهو يكمل بسبابته:
-لأن مستر(سعد)لو عرف باللي بتعمليه هيخصم من مرتبك ومش بس كده ده إحتمال يشغلك شغل إداري.
اتجهت(ميرال)وهي تمسك قلم يشبه المشرط متجه صوب فك (أسمر)الذي خشي أن يجرح من هذا الشرسة التي قالت بوعيد:
-جرب تقوله وشوف هعمل فيك إيه؟
تراجع(أسمر)خطوة للخلف وقال بحزم:
-هاتي أداواتك وإسكتشك وعلى مكتبي، حالاً.

وترك(ميرال)وهي تترقبه بعينيها وبداخلها آلاف الخطط التي سوف تقتص منه وهتفت:
-جبان.
رفع(أسمر)ذراعه للأعلى هاتفًا:
-شكرًا.
ثم التفت إليها وغمز بعينيه:
-فعلاً أنا اللي جبان، وأنا اللي خفت من الشغل الإداري.
زفرت(ميرال)وركلت بقدمها جانب المكتب:
-أااه بكرهك يا(أسمر).
نظر إليها زملائها تجاهلتهم وجمعت حاجتها وذهبت صوب مكتب (أسمر)ووجهها محتقن، وتقسم أنها ستُندم هذا الحقير على فعلته الدنيئة هذه.
***********
تجهزت(بسملة)للجرعة الكيماوية الأولى وبجانبها(مروان)الذي لا تعيره أي انتباه و(سعاد)التي ربتت على شعرها تخفف عنها بمرح:
-أول مرة أشوف واحدة حلوة كده هتعمل جرعة كيمو.
ضحكت(بسملة)بسخرية:
-أه حلوة فعلاً.
ثم قالت بمرارة:
-ما خلاص يا طنط الحلاوة راحت وهتتنسي.
هتف(مروان)بحزن:
-ليه يا(بسملة)بتتكلمي كده، إنتي معندكيش إيمان بربنا ليه اليأس ده؟
نظرت(بسملة)إليه بضيق ونظرت الجهة المقبلة:
-من فضلك إطلع بره.

تراجع(مروان)بصدمة وسألتها(سعاد)بدهشة:
-(بسملة)مالك يا حبيبتي ده(مروان)حبيبك و جوزك.
قاطعتها(بسملة)وهي تحدج(مروان)بكره:
-كان فعل ماضي زي ما هكون في يوم من الأيام بيتقال عني بفعل ماضي وممكن يتقال قبلها الله يرحمها.
قال(مروان)برجاء وهو يلتقط كفها:
-بعد الشر ليه عايزة تقولي كده؟ ليه عايزة تبعديني يا (بسملة)؟ دا أحنا روح واحدة...
قاطعته(بسملة)وهي تبعد كفها عنه وقد بدأت تنهج:
بقولك كنا فعل ماضي يا(مروان)إفهم بقى.
نظرت إليها(سعاد)ثم نظرت إلى(مروان)قائلة:
-إطلع يا(مروان)دلوقتي.

نظر إليها(مروان)بلوم:
-حتى حضرتك يا ماما؟
لم يجد منها جواب هز رأسه والدموع بعينيه:
-حاضر يا ماما.
ثم التفت إلى(بسملة)التي ترى ضبابه من جانب عينيها:
-همشي يا(بسملة).
وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفة بقوة.
نظرت(سعاد)إلى(بسملة)بعتاب:
-إيه الكلام اللي قلتيه ل(مروان)ده؟ بتعملي كده ليه معاه؟ إنتي عارفة (مروان) بيحبك أد إيه؟ عارفة هو بيخاف عليكي من النسمة عار...


قاطعتها(بسملة)وأنهار تسري على وجنتيها:
-عارفة يا طنط بس المرض ده هيخليه يكرهني، إنتي شايفة شكلي حلو دلوقتي صح؟ لكن تعالي شوفيني بعد جرعات الكيماوي اللي هاخدها هبقى عاملة إزاي، عارفة المسخ هبقى مسخ زي ماما.
وأجهشت في البكاء ربتت(سعاد)على كتفها:
-غلط...غلط يا(بسملة)اللي بتعمليه ده إنتي كده بتبعدي(مروان) عنك وبتخليه يكرهك.
هزت(بسملة)رأسها مؤكدة والدموع ما زالت في حالة إنسياب:
-أيوة عارفة و ده اللي عايزاه يحصل، مش عايزة(مروان)يفضل مرتبط بيه، مش عايزة أنا أرتبط بيه وبحبه وبعد كده ألاقي الحب ده بيتحول لكره ونظرة قرف مني و من شكلي ساعتها.
وأكملت وهي تهتف بألم:
-يكون عندي الموت أهون ، عرفتي ليه بعمل كده.

صمتت(سعاد)وربتت على ظهرها وهي تحتضنها:
-ششش طب خلاص نتكلم بعدين.
استكانت(بسملة)وهدأت بعض الشيء وعلمت أن القادم ليس باليسير
************







خرجت(سالي)من جامعتها تتحدث مع صديقتها(منة)التي هتفت بضيق:
-دكتور(علواني)ده بجد شخصية رخمة أوي،أنا زهقت.
لم تجيب(سالي)عليها وإنما ظلت صامتة، هزتها(منة):
-إيه يا بنتي فينك.
نظرت إليها(سالي):
-ها...فيه حاجة؟
تعجبت(منة):
-لااا...إنتي مالك من الصبح يا(سالي)؟ مش معايا ولا في الدنيا.
هزت(سالي)رأسها بحزن:
-مرات أخويا(بسملة)...
(منة)بقلق وقد اقتربتا من مقاعد المطعم الملحق بالجامعة:
-مالها يا(سالي)؟
قصت(سالي)عليها ما حدث ل(بسملة)وبعد أن إنتهت...
تنهدت(منة)بحزن:
-يا عيني دي حاجة صعبة أوي يا(سالي)ربنا يشفيها يا رب.
دمعة عيني(سالي):
-دلوقتي زمانها بتعمل جرعة كيمو وماما معاها و(مروان)أخويا.
هتف صديقهم(زين)عليهم من بعيد ومعه شخص آخر آتيان عليهما.
نظرت إليهما(منة)وهي تلوح لهما:
-هاي يا(زين) تعالى.
جاء(زين)ذو البشرة البرونزية هاتفًا وهو يقترب منهن:
-هاي إزيك يا(سالي)عاملة ايه يا(منة)...شفتوا دكتور (علواني)؟



هتفت(منة):
-أيوة لسه بقول ل(سالي)، ثم نظرت للشخص الآخر الذي برفقة (زين)تنظر إليه بفضول:
-معرفتناش يا(زين)مين اللي معاك ده؟
أشار(زين)إلى الشخص قائلًا وهو يشير إليه:
-ده يا ستي يبقى(قاسم)صاحبي لما كنا في ثانوي بس أنا آخر سنة زي ما أنتوا عارفين إني عايد السنة لكن هو مخلص.
نظرت(سالي)إلى(قاسم)الذي لفت نظرها مظهره الرجولي القوي بشعره الأسود وبشرته السمراء فرغم ملامحه القاسية إلا أنه بدى وسيم.
ابتسم(قاسم)وهو يصافح(منة):
-إزيك.
ثم مد يده ليصافح(سالي):
-إزيك.
وصمت وكأنه لا يفقه التحدث.
ثم هتفت(منة)وأخذت يد(زين)بجنون:
-(زين)تعالى أوريك حاجة في السيكشن.
تحرك معها(زين)بمزاح:
-حاضر يا(منة)يخربيت الهوبا بتاعتك.
وتركا(قاسم)و(سالي) معًا...وكان الصمت سيدهما نظر إليها(قاسم) وهو يفكر من داخله:
-هو ده الكلام الله عليك يا(زين)كليتك حلوة وبناتها أحلى البت دي شكلها بنت ناس ومتريشة وكفاية رمرمة بقى من حارة (الكوفتي).
************



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:44 AM   #43

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي عشر

ذهبت(سلسبيل)إلى المشفى وصعدت إلى مكتبها لتجد(مجدي) سكرتيرها الذي قال بارتباك:
-دكتورة(سلسبيل)دكتور(طارق)إت صل وقالي دكتورة(سلسبيل) أول ما توصل تكلمني ضروري.
اعتقد(مجدي)أنه رأى شبح ابتسامة ساخرة على شفتي(سلسبيل) ثم وجدها تهز رأسها وتقول بجدية وهي تفتح باب مكتبها:
-تمام شكراً يا(مجدي)تقدر تتفضل و ابعتلي فايل اوضة سبعين.
هز(مجدي)رأسه وهو يبتعد:
-حاضر يا دكتور.

دلفت(سلسبيل)إلى مكتبها ووضعت حقيبتها جلست تفكر فيما حدث ثم سحبت هاتفها من داخل حقيبتها واتكأت بظهرها على ظهر المقعد تتأمل المكالمات الفائتة وكلها من متصل واحد فقط (طارق) تُرى ماذا وراء أكاذيبه فبعد معرفتها بعدم وجود مؤتمر ب"الغردقة" في هذا الوقت الشك أخذ محله وعلمت أيضًا أن لا وجود لمحاضرات بالجامعة في هذا الوقت الذي كان يذهب إليه، تقدمت بجزعها للأمام وشبكت أناملها في بعضهما البعض متكئة بذقنها عليهما وأكمل عقلها:
-إذن لا وجود لمؤتمر ولا محاضرات، أي فعلة تفعلها يا(طارق)من خلف ظهري.
ثم رفعت الهاتف وضغطت بعض الأزرار ثم وضعته على أُذنها لتسمع صوته وهو يهدر بها:
-انتي كنتي فين يا(سلسبيل)؟


صمتت قليلًا ثم تنهدت متصنعة الإرهاق:
-معلش يا(طارق)يا حبيبي، وقالت كلمة(حبيبي)بنبرة مكتومة وكأنها غير راضية عن نطقها.
قاطعها(طارق)بغضب وهو يقوم من على مجلسه بصالة الانتظار
بالمطار:
-معلش! إنتي عارفة أنا اتصلت بيكي كام مرة؟ انتي بصيتي أصلاً في موبايلك تشوفي أنا كلمتك كام مرة، وموبايل مامتك مغلق مكنتش عارف أوصلك.
قاطعته(سلسبيل)بضيق:
-(طارق)ممكن تديني فرصة أتكلم؟ أنا كنت عاملة الموبايل سايلنت لأني تعبت من المستشفى، وموبايل ماما بايظ وبيتصلح فآسفة إني مردتش، أنا تعبت الفترة اللي إنتَ مش فيها دي و كل الحاجات على دماغي، أنا عارفة طبعاً إنك مشغول مش رايح تلعب و لا حاجة.
قالت جملتها الأخيرة وبها لمحة تهكمية.
تنحنح(طارق):
-لأ ألعب إيه يا(سلسبيل)أنا مسافر شغل.
ثم لان صوته:
-أعذريني يا(بيلا)كنت قلقان عليكي هموت من القلق إتصلتي بيه إمبارح و أنا في الب..البيت.
ثم تلجلجت نبرته التي وضحت لأُذن(سلسبيل):
-علشان كنت بريح شوية من التعب بتاع المؤتمرات دي.
تنهدت(سلسبيل)بتصنع مشفق:
-أه يا قلب(بيلا)إنت هتقولي، كان الله في عونك.
سعل(طارق)بتوتر:
-طب يا حبيبتي أنا جاي إنهاردة و هركب طيارة الساعة إتناشر الضهر.
تصنعت(سلسبيل)الفرح:
-بجد؟ ليه جاي بدري كده؟ هو المؤتمر خلص خلاص؟
ردد(طارق)وقد نسي:
-مؤتمر!
جست(سلسبيل)على أسنانها:
-إيه يا( طروقي)لحقت تنسى مؤتمرك الطبي ب"الغردقة".
هتف( طارق)متذكرًا:
-أاه أيوة صح، أاه خلص بدري فقلت أروح لقلبي(بيلا).
ترقرقت الدموع من عيني(سلسبيل)وقالت بصوت بدى متهدج بعض الشيء:
-ماشي يا حبيبي مستنياك.


ثم مسحت دموعها بأطراف أناملها:
معلش يا(طارق)أنا هقفل أصلهم عايزني سلام
وأغلقت الهاتف وهي تلقيه على سطح المكتب تجهش بالبكاء وهي تعلم أن كل شيء كذب ماذا عليها أن تفعل؟ هل تخبر والدتها...لا لا غير صحيح، (وعد) فلتتصل بصديقتها الحبيبة إلى قلبها.

أما(طارق)فلقد أغلق الهاتف مع(سلسبيل)وهو متعجب من طريقة تحدثها ولكنه زفر وعاد أدراجه للمقعد المجاور ل( وعد)التي نظرت إليه بضيق ثم لفت وجهها الجهة الأخرى.
وضع(طارق)يده على كتفها برفق:
-(دودي)؟ مالك يا قلبي؟


التفتت إليه(وعد)وقد لفت معها خصلاتها الشقراء على منتصف وجنتها قائلة بغضب:
-عايز ايه مني؟ مش خلاص إرتحت و كلمتها و طلعت حلوة و بخير؟
هز(طارق)رأسه وبطريقة استفزازية:
-أاه إطمنت يا بيبي.
زفرت(وعد)بعصبية:
-أووفف بطل إسلوبك ده يا(طارق).
وأخذت خصلاتها تعيدها للخلف بأناملها ونظرت مرة أخرى للجهة الأخرى تتجاهله، قام(طارق) بغضب وتركها وحدها وهي تتوعده و(سلسبيل) أيضًا.
***********


بدأت(بسملة)تشعر بدوار وقيء من أثر الجرعة الكيماوية وكانت (سعاد)بجوارها، وكانت(بسملة) تشعر بألم في كل ذرة من جسدها الهزيل، طلبت من(سعاد)المكوث معها بعض الوقت ببيتها مع(مروان).
وضعت(سعاد)بعض الماء بكفها وهي تحاول إيقافها عند حوض الوجه تغسل لها وجهها والعرق يتقطر منه من كثرة الألم.
ثم أخذتها(سعاد)إلى غرفتها وهي شبه تحملها، ووضعتها على فراشها تدثرها.
شهقت(بسملة)من الألم وقالت بوهن:
-أنا تعبت يا طنط تعبت أوي.
ربتت(سعاد)ببطء على وجنتها:
-حبيبتي يا(بسملة)ده ابتلاء من ربنا لازم تكوني قوية، وبعدين انتي مش عايزة تاخدي حسنات يا بنتي؟

ابتسمت(بسملة)رغمًا عنها:
-أكيد عايزه.
ثم نظرت بعينيها في أنحاء الغرفة وقاطعتها(سعاد) بخبث:
-بتدوري على مين؟
تجاهلت(بسملة)الأمر وسألتها:
-هي(سالي)فين؟
ابتسمت(سعاد) بشفقة:
-راحت الكلية.
ثم تأملت الإجهاد البين على قسمات وجه(بسملة):
-ما تنامي شوية يا(بوسبوس)و ريحي.
أومأت(بسملة)وهي تعض على شفتيها ألمًا:
-حاضر يا طنط.
تمددت ببطء وكأنها عجوز وليست شابة في مقتبل عُمرها.
دثرتها(سعاد)وخرجت من الغرفة لتتجه إلى الشرفة وتجلس بها باكية على حال(بسملة)وما آل إليها من مرض قبيح، وعلاقتها التي تذهب كالسراب ب( مروان)، وأما هذا الأخير فلقد ذهب إلى العمل عندما أتى ب( بسملة)إلى البيت بعد أن أخذت الجرعة وطلبت من(سعاد)أن تظل معها.
كم شعرت بالحزن عندما لمحت تجاهل(بسملة)في سؤالها عن (مروان)، هكذا إذن.
ثم ابتسمت بسخرية عندما تذكرت(صالح)أو(الشاب صالح)ذاك العجوز المتصابي الذي فقد عقله فأي رجل يريد أشياء انتهت بالنسبة إليها.
هل ما زال بجعبته الكثير من المشاعر الجياشة؟ وأين كان عندما أرادت حضنه الدافئ وكلماته؟



هي لن تنسى عندما طلبت منه منذ سنوات هذه الأشياء وما كان منه إلا وسخر قائلًا أن الشيب غزا جنبات خصلاتها، هكذا طعن سكينة السخرية في أنوثتها العجوز، وجدت دمعة تنساب على وجنتها كفكفتها وابتهلت إلى الله أن يهدي الأمور ويشفي(بسملة) وتعود الفرحة إلى هذا البيت.
***********








جلس(فادي)على مقعده بالشركة، ونظر حوله يتأمل لقد أصبح ثري وبحوزته الملايين بسبب حظه في القمار، ثم تعامل مع ذاك المحامي الداهية(حشمت)هذا الرجل الذي بنى له شركة من الهواء.
أصبح لديه شركة "فاديز" للمنسوجات النسائية وكم تعجب من اختيار (حشمت)لهذا الاختيار ولكنه أقنعه أن هذا المجال هو الأفضل في السوق المصري ولا يقلق من هذا الأمر.
قطع على(فادي)تفكيره سكرتيرته الحسناء التي كانت تتمايل بجسدها الرشيق وشعرها البني ذو الطول المتوسط وكم جذبه تنورتها السوداء القصيرة عن الحد المسموح بكنزتها البيضاء الشفافة التي تظهر قطعتها الداخلية السوداء وهي تفعلها عن عمد حتى تثير غريزته.
علم(فادي)ما تنتويه هذه الساقطة فهي ليست سوى ساقطة في نظره اقتربت منه وابتسامة تعلو شفتيها المكتنزتين:
-أنا(ميرنا)سكرتيرتك الخاصة.
قال(فادي)بعبث وهو يدس بين بين شفتيه قلم:
-جداً.
رفعت(ميرنا)حاجبًا مستفهمة:
-أفندم.
اقترب(فادي)وهو يتفحص جسدها بطريقة فجة:
-قصدي سكرتيرتي الخاصة جدًا جدًا.
أطلقت(ميرنا)ضحكة مائعة هتف بعدها(فادي)وهو يشير إلى باب
المكتب:
-مش بردو الباب ده بيتقفل بمفتاح.
نظرت(ميرنا)إلى الباب والتفتت إلى(فادي):
-أكيد.




ضحك(فادي)وغمز بعينيه:
-طب ما تقفلي الباب ده و قوليلهم عندنا إجتماع مغلق.
ثم تفرس جسدها بعيني ذئب يكاد يلتهم فريسته:
-أصلي نفسي أجربه أوي.
اتجهت(ميرنا)صوب الباب وأدارت المفتاح وجاءت إليه بسهولة وهي تعلم نواياه كما تعلم نواياها وما ترمي إليه.
*********






تحدث(قاسم) إلى(سالي)بابتسامه جذابه:
-قوليلي بقى انتي في سنة كام؟
نظرت إليه(سالي)بتعجب فسؤاله وكأنه لا يعلم فنون التحدث شعرت أنه يتحدث إلى طفلة.
قالت(سالي)بهدوء:
-أنا في سنة رابعة أداب إنجليش.
أجابها(قاسم)وهو يضع ساق على ساق ويشبك أصابعه عليهما:
-أاااه حاجة جميلة.
سألته(سالي):
-و إنتَ مخلص كلية إيه؟
تنحنح(قاسم)وقد شعر أنه في مأزق فماذا سيخبرها؟ أيخبرها أنه لم يكمل دراسته الجامعية بعد وتركها من السنة الثانية فلقد ملّ منها وتركها ليعمل عمل حر مثل صديقه (رامز).

قاطعه صوت(سالي):
-هو سؤالي صعب أوي كده؟
سعل(قاسم)متصنع الضحك:
-لأ هههه أبداً، أنا كنت في كلية تجارة عين شمس وخلصتها.
سألته(سالي):
-أها...قسم ايه؟
أجابها(قاسم)بسرعة:
-سياحة وفنادق.
هتفت(سالي)بدهشة:
-إيه؟ نعم؟ سياحة وفنادق دي كلية تانية.
ضحك(قاسم)بتصنع للمرة الثانية:
-أووه بهزر يا(سالي).

وضعت(سالي)سبابتها بين أسنانها الأمامية دلالة على التفكير:
-إممم شكلك تجارة قسم ادارة أعمال صح؟
ابتسم(قاسم)براحة وقد علم أن(سالي)صيده سهلة بالنسبة إليه فلقد وضع في مأزق وهي من أخرجته، هاأ بلهاء.
اقترب(قاسم)بجزعه للأمام ونظر إليها بتمعن مؤكدًا ومازالت البسمة تعلو شفتيه:
-إممم و ذكية كمان صح أنا كنت قسم(إدارة أعمال).
ضحكت(سالي)بخفة ونظرت إلى ساعة يدها:
-أه شفت هما إتأخروا كده ليه؟
ثم قامت من مجلسها وأخذت حقيبتها معتذرة:
-أنا آسفة مضطرة أمشي يا(قاسم).
قام(قاسم)يسألها بتعجب:
-بالسرعة دي؟
تذكرت(سالي)بحزن(بسملة)وجرعت ها الأولى وهي لم تستطع أن تتواجد معها، تنهدت بحرقة ولاحظ(قاسم)ظهور لمحة حزن على محياها الجميل.
سألها(قاسم)بصدق:
-طب ليه الزعل ده؟
تنهدت(سالي)مغادرة:
-إدعيلي يا(قاسم)سلام.
لحقها(قاسم)وهو يقف أمامها:
-طب هشوفك تاني؟
وجدها صامته تتأمله من بنيتيها بدهشة أكمل متنحنحًا وهو يضع يده على مؤخرة رأسه:
-الصراحة أنا هاجي تاني مع(زين)، وحابب أشو...قصدي نشوفك...نشوفكم.

ضحكت(سالي)رغمًا عنها وهي تضع أناملها على شفتيها:
-خلاص متهتهش، أنا بروح كل يوم في نفس المعاد.
اتسعت ابتسامة(قاسم)أظهرت أسنانه الأمامية:
-طب تمام خلاص أنا جاي بكره مع(زين).
ثم هتف فجأة وهو يشيح بيده:
-طب يلا يا بنتي شكلك متأخر، يلا سلام.
نظرت إليه(سالي)بدهشة والتفتت تضحك على طريقته الغريبة هذه، إلى أن ركبت سيارتها وقادتها إلى بيت(مروان)لترى (بسملة)وتطمئن عليها.
ولكن ما زال(قاسم)في مخيلتها بملامحه الرجولية القاسية.
**********


عادت(نسمة)من عملها ووجدت(يونس)يقابلها في الطريق وهو يرتدي قميص أزرق فاتح اللون وبنطال من النوع الجينز الأزرق الفاتح ذو اللون الثلجي يحمل حقيبة من المتضح أنها حقيبة هدايا صغيرة.
ضاقت حدقتي(نسمة)وهي تناظر(يونس)الذي بدأ بالحديث وهو يداعب لحيته:
-إزيك يا(نسمة)إنتي لسه راجعة من الشغل؟
أعادت(نسمة)خصلتها وراء أُذنها كعادتها عندما ترتبك أو تفكر في شيء:
-أه وسبته.
دُهش(يونس)قائلًا:
-طب ليه سبتيه؟


ثم وصل إلى أُذن(نسمة)نبرته الحادة وهو يستطرد:
-حد دايقك؟
تعجبت(نسمة)من سؤاله بهذه الحدية وقالت نافية:
-لأ محدش دايقني، أنا هدور على شغل قريب لأن الشغل ده كان بعيد.
زفر(يونس)بارتياح:
-طب الحمد لله.
لفت نظر(نسمة)ما بيد(يونس)ابتسم ومد ذراعه بالحقيبة إلى (نسمة):
-أه صحيح أنا نسيت، إتفضلي.
أخذت(نسمة)بدهشة الحقيبة وبداخلها فرحة خفية وأشارت لذاتها: -إيه ده! ليه أنا؟

شعور(يونس)وهو يرى الفرحة الخفية بين عيني(نسمة)وهي تأخذ الحقيبة، جعل قلبه يقفز فرحًا
لمس(يونس)لحيته القصيرة ذات اللون البني بأطراف مشقرة وابتسامة لم تفارق شفتيه منذ أن رآها:
-أيوة ليكي يا(نسمة).
ثم نظر إلى ساعته وأكمل:
-أنا عندي معاد شغل مضطر أسيبك يا حب...(نسمة).
وأشار إلى الحقيبة التي بيدها:
-يا رب تعجبك.
شكرته(نسمة)وهي متعجبة من مشاعرها المتخبطة:
-مع...مع السلامة و...وشكراً.


هز(يونس)رأسه ببسمة خفيفة والتفت لتتغير معالم وجههُ للضيق والحيرة، فهناك أمر يريد إخبارها به. ثم زفر وغاب عن عينيها التي راقبته حتى اختفى من أمام ناظريها.
احتوت الحقيبة بكلتا يديها وصعدت للمنزل تفتح حقيبتها لتخرج المفتاح ولكنها تفاجأت بفتح الباب ووالدتها تبتسم:
-كنت شايفاكي من تحت مع(يونس).
ثم نظرت إلى الحقيبة قائلة بمزاح:
-حلوة الشنطة.
هتفت(نسمة)بضيق:
-ماما يا ريت تفهمي إن الموضوع ده هياخد فترة و كل واحد هيروح لحاله.



صكت(عفاف)وجهها وقالتوهي تواجها:
-ليه يا بنتي؟ هو(يونس)وحش؟ عملك حاجة؟ الراجل جدع و عمل حركة شهامة محدش عملها ولا حد من شباب المنطقة فكر يعملها؟
هدرت(نسمة)وهي تشير إليها متحركة صوب غرفتها:
-أهو شفتي إنتي قلتيها(حركة)يعني مبيحبنيش عمل كده علشان هو شهم.
قاطعتها(عفاف)وهي تمسك ذراعيها مهدئة إياها:
-لأ يا(نسمة)ركزي هتلاقي(يونس)بيحبك عنيه متشالتش من عليكي يوم الخطوبة غيرته من(عمر)إبن خالتك(فاتن)ملاحظتيهاش ده كان هيكسر إيده علشان سلم عليكي. تفتكري دي شهامة؟



تلعثمت(نسمة)وهي تلوح بيدها في الهواء بلا أي معنى:
-عادي أه شهامة، وبعدين متنسيش إنه متدين أوي دقن يعني فممنوع عنده واحد يسلم على واحدة.
صححت لها(عفاف)كلمتها:
-مش ممنوع عنده ده حرام في الإسلام يا(نسمة)إن الست أو البنت تسلم على راجل، وإيه متدين أوي دي؟ مفيش حاجة إسمها متدين أوي ومتدين نص نص، ده إنسان معتدل ومحترم وجالك البيت طلب إيدك.
وضعت(نسمة)يدها أمام وجهها مكتفية:
-ماما أرجوكي كفاية.
هاجمتها(عفاف)وهي تشير إليها:
-كان عاجبك(رامز)اللي فرحانه بأخلاقه دي؟ ده مكانش بيركعها يا بنتي، ده عارفك من كام سنة مجابلكيش لفة جرجير من ساعة ما عرفك، و(يونس)من تاني يوم جابلك هدية.
صمتت(عفاف)ولاحظت عيني(نسمة)التي انسابت منها أنهار دموعها والأخيرة تنصت لكلماتها في ألم ابتسمت(نسمة)بسخرية من وسط دموعها:
-مش قلتلك كفاية يا ماما أديكي بتجرحي فيه وبتندميني إني ضيعت سنتين من حياتي في الهوا، عن إذنك.
وانسحبت من أمام(عفاف)التي عضت على شفتها السفلى وجلست تعاتب ذاتها على ما قالته ولكن على(نسمة)أن تصحو من غفلتها قبل فوات الأوان.
بعد أن أغلقت(نسمة)باب غرفتها ألقت حقيبتها جانبًا على الفراش ومعها هدية(يونس)التي تقبع بداخل حقيبة كرتونية غالية الثمن.
وضعت كفيها ورمت وجهها فيه وبدأت تجهش في البكاء، تدرك أن والدتها على حق فما قالته صحيح(رامز)لم يفكر لحظة أن يهاديها بأي شيء ولا مشاعره الدافئة التي رأتها بعيني(يونس)...(يونس)!
مهلًا يا(نسمة)هل حدثت مقارنة للتو؟ أتقارني بين(رامز) و(يونس)؟ ما بال عقلك هل جُننتي؟ وماذا عن حديثك مع والدتك أنها فترة و ستنفصلي عن (يونس)...تغايري كلماتك أم تغايري نفسك؟
هزت(نسمة)رأسها وكأنها تُبعد كل شيء يخص التفكير.
ثم حانت منها التفاتة إلى هدية(يونس)جانبًا ثم نظرت للأمام، أتُعاندي نفسك ها أ...هيا افعليها، استمعت إلى ذاتها ومدت يدها ملتقطة بأناملها علبة من داخل الحقيبة الكرتونية فتحت العلبة الخشبية الأنيقة لتجد سلسلة فضية بها(قلب موضوع بكفين يحتوياه) وورقة بيضاء مكتوب بها بضعة كلمات.




تفاجأت(نسمة)أنها من(يونس)ثم وضعتها رفضت قراءتها...هل اقنعتيني أنكِ ترفضي قراءتها هيا افتحيها...استمعت(نسمة)مرة أخرى لذاتها وأخذت الورقة وفتحتها لتقرأ التالي:
السلام عليكم...
شوفتي السلسة؟ أكيد شفتيها يعني، ده حتى إزاي قريتي الورقة؟
(نسمة)عايز أقولك حاجة مهمة أوي...
عارفة إنك كنتي حلم بالنسبة ليه؟ وكنت بحلم إني أكون لابس زي دلوقتي دبلة خطوبة فيها إنتي يا(نسمة)نفسي تقدري قيمة نفسك.
أصلك جوهرة ومعدن نفيس محدش عرف قيمته إلا أنا بس.
القلب ده هو قلبك والكفين دول هما بتوعي.
بمعنى إني هحميكي وأحافظ على قلبك ده


كانت(نسمة)تقرأ كلماته غير مصدقة أكل هذا الحب تحفظه لي يا (يونس)؟ هل عندما سألتك من قبل من تحبها كانت هي أنا؟
تُرى كم مرة جرحته وهي لا تدري؟
ثم قامت ومسحت دموعها ووقفت أمام المرآة ترتدي سلسلته الفضية وأخذت هاتفها وبعثت برسالة.
ثم ظهرت بسمة على وجهها شعرت منها أنها تحيا من جديد.
*************






عاد(طارق)إلى بيته وفتح الباب ليجد أن البيت خالي من زوجته(سلسبيل).
جلس ينتظرها بضيق وهاتفها ولكنها لم تجيب كالعادة رمى الهاتف جانبًا متأففًا ، ثم سمع بعد عدة ساعات وقد قارب الوقت على الساعة الثانية ظُهرًا باب الشقة وهو يفتح وتظهر(سلسبيل)ورأت (طارق)يجلس على الأريكة ،ويبدو من مظهره أنه جلس فترة طويلة فها هو حذائه ملقى على بُعد من الأريكة وربطة عنقه موضوعة على ظهر المقعد وحقيبة سفره ترتكن عند مقدمة باب الشقة.
هتفت وهي تتقدم تجاههُ:
-حمد الله على سلامتك يا حبيبي.
قام(طارق)يحدجها بنظر عتاب:
-وهو حبيبك(طارق)ينفع يرجع من السفر وميلاقيش مراته مستنياه.
قبلته(سلسبيل)في وجنته بهدوء:
-معلش يا(طارق)الشغل كان كتير في المستشفى وعملية كمان عملتها فمكنتش عارفة أرجع البيت بدري.
احتضنها(طارق)وهمس بأذنها وهو يحتويها بذراعيه ويشُد على جسدها:
-وحشتيني يا(بيلا)وحشتيني أوي.
شعرت(سلسبيل)ببرودة تصل لقلبها قبل أطرافها غريب أن يصل شيء من الداخل قبل خارجه، وخرج صوتها من بين شفتيها رغمًا عنها بارد:
-و إنتَ كمان يا(طارق)وحشتني.
شعر(طارق)بتغير في(سلسبيل)رفع رأسه عنها يسألها بعينين قلقة:
-مالك يا(بيلا)؟ إنتي تعبانة حبيبتي؟
ابتسمت(سلسبيل)وتصنعت الإرهاق وهي تعلم نواياه:
-أه جداً.
ثم تراجعت لتتخلص من ذراعيه اللذان كانا بمثابة نار تحرق جسدها:
-طب أنا هطلع أخد شاور.
ابتسم(طارق)وقد ظن مغذى جملتها أن له معنى معين ولكنها أكملت حتى خبت حماسته:
-و أنام لأني تعبانة أوي، وحمد الله على سلامتك يا(طارق).
وتركته مشدوهًا من طريقتها المتغيرة برودة نبرة صوتها ماذا هناك؟ هل شكت به؟ لقد سافر وتركها سعيدة وهاتفته هناك بنفس نبرتها الحنون إذن ماذا حدث؟
جلس(طارق)ونظر لحقيبة سفره هاتفًا بهمس حانق:
-و قميص النوم ده مين هيلبسهولي؟ ألبسه أنا يعني؟
************

ذهبت(فريدة)إلى المكتبة لتُحضر بعض الأدوات المكتبية الخاصة بكليتها بقرب منزلها ثم وجدت صوت تعتقد أُذناها أنها سمعتها من قبل:
-عايز قلم سنون.
ثم هتف ذاك الصوت بفرحة بالغة:
-(فريدة)إزيك ايه الفرصة السعيدة دي؟
ابتسمت(فريدة)بخفة وقالت بصوت خافت ممزوج باستحياء:
إحم إزيك.
لاحظ(عمر)حيائها ووجهها الذي أصبح يشبه ثمرة الفراولة مما زادها جمالًا ثم خف من نظرته إليها وهو ينظر إلى القلم الذي أعطاه إياه البائع(عم مدبولي)قائلًا:
-إتفضل يا بشمهندس(عمر)وحضرتك يا آنسة(فريدة)عايزة قلم سنون بردو؟

أومأت(فريدة)وهي تنظر للأمام من شدة الخجل من نظرات(عمر)
وبصوت سمعه (مدبولي) بالكاد:
-أيوة يا عم(مدبولي)وأستيكة، وبعد إذنك إسكتش الكانسون موجود ولا...
قاطعها(مدبولي)بحنو:
-أه جبته علشان خاطرك يا بنتي.
طلب منه(عمر)أن يحاسبه على كل شيء ثم همس وهو ينظر إلى (فريدة):
-وحاجة الآنسة(فريدة).
حدجته(فريدة)بنظرة فيها المزيج من الدهشة والغضب:
-لأ طبعاً يا بشمهندس(عمر)من فضلك يا عم(مدبولي)الحساب كام؟
نظر(مدبولي)نظرة حيرة بينهما هما الاثنين ثم قال:
-حسابك يا آنسة(فريدة)ميت جنية.
نظرت(فريدة)إليه ولم يكن بحوزتها سوى خمسون جنية عضت على شفتها السفلى ولاحظ(عمر)حرجها أخرج محفظته وأعطى ل(مدبولي)كل المبلغ المراد فهو يعلم ثمن القلم الذي اشتراه مثل قلمها وهو غالي الثمن وابتسم بهدوء:
-إتفضل يا عم(مدبولي).
ثم غادر المكتبة ،أخذت(فريدة)حاجتها وخرجت تنادي(عمر):
-بشمهندس(عمر).
تجاهل(عمر)ندائها متعمدًا ليسمع صوتها مرة أخرى وهي تنادي عليه:
-بشمهندس(عمر)إستنى من فضلك؟
التفت(عمر)وبداخله غبطة خفية وتصنع الضيق على وجههُ:
-أيوة يا آنسة(فريدة).

ارتعشت عسليتيها من الحرج ثم نظرت إليه وهي تعدل وشاحها البني:
-أنا هدي لحضرتك الفلوس متفتكرش إني هوافق إنك تدفعلي علشان تكون فاهم.
ضحك(عمر)وقال:
-ماشي.
تعجبت(فريدة)وهتفت متسائلة:
-هو ممكن أفهم إنتَ بتضحكك على إيه؟ قصدي حضرتك ؟
هز(عمر)كتفيه وبكل سلاسة:
-عادي مبسوط حبتين.
زاد من دهشتها أكثر بتصرفاته هذه ولكنها هزت رأسها قائلة:
-خلاص بكرة تعالى عند المكتبة و هديك الفلوس سلام عليكم.

وتركته يتأملها وقلبه يرقص فرحًا فها هي مشاكسته الصغيرة بدأ التحدث معها ومن الواضح أيضًا أن لديها كبرياء شقيقها(يونس) وقوته التي كمنت بعينيها اللتان يشبهان العسل...نظر إلى كفه الأيمن وتذكر عندما شدَّ عليها(يونس)وحذره من مصافحة كف(نسمة)،
ثم فكر وهو يتجه إلى بيته:
-تُرى هل سيوافق(يونس)عليه لشقيقته؟
********



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:46 AM   #44

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشر

خرجت(إينار)من المطبخ وقد أعدت الطعام لحبيبها(يوسف)فبعد ليلتها السابقة معه تشعر بنشوة وحب بأن تحضر له طعام يشتهيه وقد سألته وهو نصف نائم في اليوم التالي ماذا يحب من الطعام قال:
-البوريك بالجبنة و سلطة الفتوش.
تركته(إينار)يكمل نومه وأخذت تكتب على هاتفها ما سمعته من (يوسف)وطلبت كل الأشياء المطلوبة بهذه الوصفات وعندما وصلت الطلبات وضعت الأشياء على منضدة المطبخ وبدأت في العمل وهي تلعن:
-إيه الحاجات العجيبة دي يا أخواتي مالها الكوارع و الممبار و لحمة الراس؟


ثم مصمصت شفتيها:
-حِكم أما نشوف أخرتها وإيه ده راخر؟ عيش بلدي؟ الموكوس طلبت منه عيش شامي جابلي بلدي. هيييح يلا أهو كله عيش.
ثم قالت مازحة مع ذاتها: يعني المعدة هتفرق بين الشامي والبلدي...هيهي.
ثم أعقبت وهي تتأكد من المطلوب:
-والخضرة أحط الجرجير بقى علشان الفنتوش بتاع(يوسي) قلبي، وأه البريك ده إسمه إيه أه البوريك، ايه يا (يوسي) الحاجات اللي بتحبها دي؟ تقولش أدوية؟
وبعد أن انهمكت(إينار)في إعداد الطعام وهي تدندن أغنية(العوو)مرتدية قميص نوم أسود ذو فتحة لأعلى ركبتها وتقف


تهتز بكل جسدها وتتغنى حتى تفاجأت بكفي(يوسف)وهو يدغدغها في خصرها من الجانبين قائلًا:
-أعو عو عو.
صرخت(إينار)شاهقة وكان بيدها جبن مبشور والتفتت ملقية إياه على وجههُ بدون قصد:
-هييي بسم الله الحفيظ...يا ندامتي(يوسي)حبيبي أنا آسفة.
ولكن مشهد(يوسف)كان عجيب فلقد امتلأت عينه بالجبن وخصلات شعره من الأمام وبقيه منها على ذقنه النامية وقال من بين أسنانه بعد أن مسح بكفهُ ما التصق بوجهُ من جُبن:
-إنتي إيه اللي عملتيه ده؟
اقتربت(إينار)منه ونفضت بأناملها ما التصق به قائلة بقلق:
-معلش يا(يوسي)قطيعة.

نظر(يوسف)حولها ووجد طحين على وجهها وخصلات شعرها وعلى بعض ملابسها ولكن ككل كانت فاتنة ابتسم إليها واقترب:
-هو فيه حرب ولا حاجة؟
صدحت ضحكة من فم(إينار)الصغير الذي كاد يأكله(يوسف):
-يووه لا حرب ولا حاجة يا(يوسي)ده أنا كنت بعملك الفتش و البربوك.
رفع(يوسف)حاجبًا باستفهام:
-إيه؟ فتش وبربوك ده صيني ده؟
لوحت(إينار)بيدها ووضعت الأطباق على منضدة الطعام هاتفة:
-مش عارفة يا(يوسي)هي أكلة بتحبها فقلت أعملهالك.
ذهب معها(يوسف)يحاول تذكر ما يسمى بال(بربوك) وال(الفتش)في قائمة ما يفضله من الطعام، ثم جلس ووجد أشياء عجيبة المنظر واللون.
وضعت(إينار)أمامه الطعام قائلة بكل سعادة وكأنها أنجزت مهمة مستحيلة:
-بالهنا يا(يوستي).
ابتسم(يوسف)متعجب من مظهر الطعام ذو الرائحة العجيبة والمريبة ومد يده يأكل سائلًا إياها:
-ده بقى إيه؟
قالت(إينار)بكل ثقة:
-البربوك.
برغم الاسم الذي يثير الاشمئزاز إلى نفس(يوسف)ولكن كل ما تعده حبيبة قلبه(ناره)سيأكله وهو سعيد وراضي وعندما أخذ يضع قطعة ال(البربوك)بفمه وبدأ يلوكها في فمه هتف وهو يضع يده على فمه بتعجب:
-يااااه إيه ده يا قلبي؟
أخذت(إينار)يشرق وجهها فرحًا ثم أخذت ملعقة من ال(فتش): -طب خد دي يا(يوسي)بقى بلع بيها.
رفع(يوسف)كفه وهو يحاول ابتلاع ما بفمه بصعوبة:
-إستني يا(إينار).
قاطعته(إينار)والحماسة في كلماتها وهي تدفع الملعقة بفمه:
-تعدمني يا خويا لو مكلتهاش، ده(دليشوس)طِعم كده.
ثم سألته بفضول:
-هااا إيه رأيك حلوة يا(يوسي) ؟
هتف(يوسف)وعلامات التعب على ملامحه:
-الحمام.
هتفت(إينار)بطريقة هجومية:
-نعم؟؟

أشار(يوسف)وهو يتجه صوب دورة المياة:
-هروح الحمام يا قلبي.
وهرب من أمام عينيها النارية ثم نظرت إلى الطعام:
-ماله ده هو الأكل وحش.
ثم أخذت تتذوق وبلعته بالكاد وهي تهتف:
-ده إيه القرف اللي عملته ده؟ وعمالة أئكله.
ثم قالت بلوعة وهي تقوم تجاه دورة المياة:
-يا حبيبي يا(يوسي).
ثم طرقت على الباب قائلة بلوعة:
-(يوسي)حبيبي إنت كويس؟


خرج(يوسف)وبدى أنه بصق ما كان يأكله وضعت أناملها على وجنته قائلة بشفقة:
-يا حبيبي يا(يوسي)إستحملت الهم اللي عملتهولك ده إزاي؟ ومتكلمتش يا نضلي خالص، أنا(ستيوبيد)غبية أنا.
قبل(يوسف)كفها ببطء وقال:
-حبيبتي يا(ناري)كفاية إنك وقفتي وعملتيه علشان تبسطيني.
ثم سألها مرةأخرى:
-بس هو سؤال هو إيه اللي أكلته ده؟
أخذت(إينار)هاتفها من على المنضدة وهي تقرأه:
-هو ده اللي عملته أه(الفتوش)و(البوريك).
هتف(يوسف)بتعجب وأشار إلى مائدة الطعام:
-ده ال(فتش) هو ال(الفتوش)وال(بربوك)هو ال(البوريك)هار أزرق يا (ناري).

ذهبت(إينار)إلى غرفتهم وجلست على طرف الفراش مبررة:
-مهو عايزة أعملك الأكل اللي بتحبه يا(يوسي).
جلس بجانبها(يوسف ووضع رأسها على كتفه الصلب:
-حبيبة(يوسي)مش عايزك تتعبي مش لو كانت(سعدية)هنا كانت عملتلك الأكل؟
رفعت(إينار)رأسها من على كتفه والتفتت بشراسة وعينيها تطلق سوادًا أكثر من سوادهما الطبيعي وهتفت بغضب وهي تقف على الفراش:
-أه قول كده علشان(سعدية هشتكة)يعجبك أكلها فتتجوزها عليه وترميني و.
أخذها(يوسف)وهو يحملها وأسقطها عليه هاتفًا:
-هو أنا إتجننت من شوية بسبب كلامك ده يا مجنونة.


هتفت(إينار)وهي ترفع حاجبًا وتبعده عنها:
-إمشي روح ل(هشتكة)بتاعتك خليها تأكلك ال(بربوك) و(الفتش هتش )بتاعك مهو خلاص مبقتش أعجب..
هتف(يوسف) ضاحكًا:
-يا ختاااااااااي عاجبك كده خلتيني ألطم زيك عديتيني يا(ناري) أعمل إيه يا رب؟ مدخلش دماغي إلا(إينار)وعقلي خلاص طار...وبعدين يا قلبي بعد وصفك ل(البوريك) بال(بربوك) مش عايز أكله خالص.
عبست(إينار)وجسدها بالكامل يهتز سحبها(يوسف)من يدها وأحكم ذراعيه عليها:
-يعني ابص ل(سعدية هشتكة)بردو و أنا عندي النار كلها (إينار) قلبي، يا قلبي أنا مبحبكيش تتعبي وإختاري إنتي واحدة مفشولة وشبه الكورة الشراب بس بلاش إنتي يا(ناري)أنا عايزك تدلعي بس تعيشي ملكة.
هدأت حركة(إينار)ونظرت إلى بحور عينيه وهمست ونبرتها قد خفتت تمامًا:
-يا لهوي على كلامك يا(يوسي)إنتا ساحرلي يا واد إنت؟ مخلي الشوية اللي في دماغي(فلاي)كده مش عارفة أجيبهم من(وير)؟
عقد(يوسف)حاجبيه وسألها وهو يحك رأسه مفكرًا:
-هو معلش(فلاي)يعني طار لكن إيه أجيبهم من(وير)دي؟
ضحكت(إينار):
-يووه يا(يوسي)متعرفش؟
ثم اعقبت بزهو:
-يعني منين(وير)يعني أين؟مش قلتلك إني دبلوم؟
قبلها(يوسف)من كفها:
-يا(ناري)على دبلوماتك يا(ناري)الإنجليزي كله هاخده عندك وأمسح اللي إتعلمته في المدارس، بس بقولك.

نظرت إليه بفحميتيها:
-إيه يا(يوسي)؟
اقترب منها(يوسف)وهو يتأمل قميصها الأسود ووضع أنامله على ركبتها العارية:
-هو القميص ده جديد؟
اقتربت(إينار)منه بدلال:
-أه بس بتاع التنضيف مش الحاجات اللي في دماغك، وبلدي شوية.
التصق بها وغمز بعينيه:
-وأنا أموت في البلدي يا(ناري).
***********


جلست(وعد)بأريكتها ثم سحبت هاتفها لتجد أن(سلسبيل)قد هاتفتها ولكنها تركتها تتصل وظلت تردد:
-لم تكتفي بأن أفسدتي علي رحلتي أيتها اللعينة؟
ثم تنهدت بحرقة وأخذت هاتفها وبعثت برسالة إلى(سلسبيل):
-هاي(بيلو)معلش حبيبتي أنا لسه راجعة من سفرية"شرم".
تمددت على أريكتها ووضعت الهاتف جانبًا.
بعد فترة قصيرة أفاقت على رنين باب منزلها.
قامت متأففة وهي مرتدية قميص نوم قطني ذو لون زهري فاتح قطني الملمس ووضعت أناملها بفروة رأسها من الجانب ثم نظرت من عين الباب لتجد أنه شخص لم تتوقع مجيئه، وفتحت الباب وفمها مفتوح عن آخره من الدهشة.
وقالت بصوت خافت:
-إنتَ! إيه اللي جابك؟

دلف(طارق)إلى الداخل قائلًا وهو يلوح بعصبية:
-طب قولي إزيك الأول؟
ثم جلس على أول مقعد يقابله بعصبية:
-دخليني الأول و بعد كده إعرفي جيت ليه؟
وقفت(وعد)أمامه وهي تربع ذراعيها مبتسمة:
-جميل.
ثم انقلب وجهها للملل:
-جيت ليه؟
هدأ(طارق)وقام من جلسته مقتربًا منها وهو يلمس كتفيها:
-وحشتيني.
أبعدت(وعد)يديه عنها وتراجعت هاتفة بسخرية:
-وا...إيه! وحشتك! (طارق)بطل كدب.

زفر(طارق)بضيق وهو يمسح خصلاته للخلف بكفه الأيمن:
-هو فيه إيه إنهاردة محدش طايقني و لا إيه؟
التمعت رماديتي(وعد)وقد علمت من كلمته أن(سلسبيل)قد صدته وأغضبته وعليها أن تستغل هذه النقطة لصالحها.
التصقت من(طارق)وحاوطت يديها بوجنتيه الخشنة بسبب ذقنه النامية التي أعطته وسامة غير مسبوقة وقالت باهتمام:
-حبيبي(روقتي)أنا أقدر دا أنا كنت برخم عليك يا بيبي.
ثم لثمت شفتيه وأشعلت ما بداخله من مشاعر.
وبعد فترة من الوقت تعدت الساعتين، خرج(طارق)وهو يضع المنشفة حول خصره وقطرات الماء تنساب على صدره وتفعل تعريجة نتيجة عضلاته البارزة ووجد(وعد وهي تلتف بالشرشف وكتفيها الناعمتان عاريتان، نظر إليها بشوق وغمز بعينيه مازحًا وهو يرتدي ملابسه:
-تترسمي بورتريه يا (دودو) بشكلك ده.
ثم اقترب منها وجلس على طرف الفراش وقبل مقدمة خصلاتها ثم اعتدل وهو يربط ازرار إسورة قميصه الأبيض، مدت(وعد)أناملها مداعبة خصلاته التي على وشك أن تجف وسألته بهمس:
-هتيجي إمتا تاني؟
مط(طارق)شفتيه دلالة على عدم المعرفة:
-معرفش بس قريب.
أمسكت(وعد)أعصابها التي كادت أن تنفلت ورسمت بسمة رقيقة على شفتيها رغمًا عنها:
-هستناك يا روحي أنا.
تعجب(طارق)مما وجده ب(وعد)...الامرأتان ليستا على طبيعتيهما،(سلسبيل)تتصرف معه ببرود على غير طبيعتها العاشقة له، وأما(وعد)تعاملت معه في البداية ببرود ثم تغيرت معاملتها لحب وعشق ليس له حدود.

قبل أنامل(وعد)وهو يقوم:
-هتوحشيني يا (دودو).
ابتسمت أكثر هامسة: إنتَ أكتر يا بيبي.
تركها وغادر المنزل ومازال يفكر، التفتت هي إلى رسالة وجدتها واردة من(سلسبيل)أحدهما صوت مسجل فتحته(وعد)لتستمع إلى الآتي:
-هاي إزيك يا(دودو)إنتي راحة المستشفى بكرة؟
بعثت إليها(وعد)وهي تنظر بحقد إلى الرسالة:
-لأ يا(بيلو)مش هروح شكلي أخدت برد.
أرسلت لها(سلسبيل):
-سلامتك يا(دودو)ألف سلامة.
نظرت(وعد)بملل وألقت بالهاتف بعيدًا بحنق وهي تفكر كيف تتخلص منها وتجعل (طارق) لها وحدها حتى التمعت عينيها.
*******
جلست(ميرال)أمام التلفاز تشاهد مسلسلًا تركيًا وأخذت من طبق الشطائر التي أعدته لها شطيرة ثم تذكرت ما حدث مع ذاك الحقير (أسمر)، واستغلاله لنقطة أنه مدربها بطلب من مديرها.
ثم قضمت من شطيرتها جزء بحنق وهي تتذكر بسمته المستفزة ونظرة عينيه الواثقة، فلتكن صريحة مع ذاتها بسمته ما زالت تتذكرها هي ونظرته وكيف تنساها وهي متيمة بها؟ ولكن عليها أن تُندمه على ما يفعله وستتفوق عليه في هذا المجال. ولكن ماذا ستفعل معه غدًا بالشركة؟ ماذا عليكِ أن تفعلي يا(ميرال)هيا اجعلي عقلك يدور أين أفكارك؟ وفجأة ضحكت بشدة وهي تصفق بكفها الأيمن على ركبتها.
جاءت والدتها على صوت ضحكتها وسألتها باسمة وهي تتقدم لتجلس بجانبها:
-مالك يا(ميرال)؟ بتضحكي يعني ومزاجك رايق.



نظرت إليها(ميرال)وأشارت إلى التلفاز وما زالت تضحك:
-أصل المشهد ده ضحكني.
ثم تذكرت فكرتها وظلت تضحك حتى دمعت عسليتيها، نظرت والدتها إلى المسلسل ورفعت حاجبيها بتعجب فما شاهدته لا يستدعي الضحك من الأساس اثنان يبكيان بكاءً مريرًا في المشهد.
صمتت والدتها وقد شعرت أن ابنتها قد مسها شيء من الجنون، أتضحك على مشهد باكي؟ أكُل هذا بسبب انفصالها عن(أسمر)؟
قامت(ميرال)وقبلت والدتها من وجنتها:
-أنا داخلة أنام يا ماما.
ثم انفجرت ضاحكة وهي تتجه لغرفتها:
-أصل عندي شغل بكرة.



وتركت والدتها في حيرة من أمرها ماذا حدث لعقل هذه الفتاة؟
هناك حتمًا شيء عليها فعله، ثم نظرت إلى التلفاز وأخذت شطيرة ثم ابتسمت برضا وقد توصلت إلى حل مضمون مائة بالمائة.*

*******







"ياااه مش مصدقة إن الدويتو إتعمل خلاص يا(إياد)أنا فرحانة أوي"
هتفت بهذه العبارة(سيلين)إلى(إياد)الجا لس على أريكة بأريحية ثم ابتسم ونظر إلى(سيلين):
-لازم تفرحي يا(سيلي)ولسه كمان لما تعملي أغنية تتر مسلسل.
صرخت(سيلين)من الفرحة وانطلقت تجلس على ركبتي(إياد) الذي احتواها بذراعيه:
-أنا مش مصدقة يا(إياد)أنا بحبك أوي.
ملس(إياد)بسبابته ووسطاه شفتيها الكريزيتين وبهمس رجولي آثر:
-وأنا بموت فيكي أوي يا(سيلي).
ثم لمس أنفها مداعبًا:
-عارفة بمناسبة الدويتو ده هعملك حفلة في بيتي ونعزم كل الناس الجامدة المنتج اللبناني(إلياس طوسون)والمخرجة(ليليان خليل)ويا سلام لو عملولك فيديو كليب ليكي لوحدك.
لم تكد فرحة(سيلين)تساعيها ثم قال(إياد):
-ومتنسيش(إياد)يا(سيلي)ليه نسبته، بردو في أي حاجة بتعمليها.
تعجبت(سيلين)من كلمات(إياد)وقد خفت فرحتها:
-يعني إيه نسبتك يا(إياد)ده كليب ليه لوحدي إنتَ مش معايا أصلًا في الكليب؟
عقد(إياد)حاجبيه وقد لاح الغضب على ملامحه:
-أكيد ليه نسبة يا(سيلين)هو مين اللي هيوصلك للمجد ده مش أنا؟
أدركت(سيلين)ما يعنيه وقالت بخفوت:
-آه فهمت.
ثم قامت من على ركبتيه وأخذت حقيبتها مقبلة إياه في وجنته:
-أنا لازم أمشي حبيبي باي.
قبلها وقال وهو يتفرس جسدها:
-باي يا(سيلي).
قام وذهب إلى بيته مبكرًا ليجد أن لا أحد بالمنزل حتى الخادمة (آنا)لم تكن متواجدة فتح هو وصعد لغرفة نومه متجهًا إلى مكتبة بها بعض الكتب المتراصة بجانب بعضها البعض بتنميق...سحب (إياد) كتاب ليجلس ويقرأ، ثم سمع صوت كعب نسائي يدق على درجات السلم وباب الغرفة يفتح وتظهر على عتبته(غدير)التي نظرت إليه بدهشة:
-(إياد)!! مش ممكن...مش معقول(إياد)جه بدري.
ثم أطلقت ضحكة ساخرة وجلست بجانبه وهي تشير إلى الكتاب الذي بين يديه:
-وده إيه بقى كتاب عن إيه؟ وبتقرا كمان ؟لأ هاتولي(إياد).
أشار(إياد)إليها وهو يضع الكتاب جانبًا بسخرية:
-حبيبتي(دورا)متعرفيش إني مثقف.
وضعت(غدير)ذراعها على كتفه وهي تتأمل حدقتيه بسخرية لاذعة:
-غريبة من ساعة جوازنا مشفتكش ماسك كتاب إلا كل فين وفين. يا ترى ناوي تعتزل وتبقى مثقف؟
التفت(إياد)إليها بسخرية مماثلة:
-ليه يا حبيبتي؟ هو حد قالك إني جاهل؟
ثم قام وأشار إليها:
-خلي بالك أنا(إياد الحسيني)مطرب مصر رقم واحد.
قامت مقابلة إياه وهي تشير إلى ذاتها:
-عن طريقي يا بيبي.
ثم كادت تدلف إلى دورة المياة ولكنه أوقفها هامسًا في أذنيها:
-طب أعملي حسابك يا بيبي إن فيه حفلة بكرة بمناسبة الدويتو اللي عملته مع(سيلين).


التفتت لتجد شبح ابتسامة ساخرة علت شفتيه ثم خرج من الغرفة،
شعرت(غدير)بدوار داخلها مما أخبرها به(إياد).
غدًا في بيتها حفلة بمناسبة دويتو مع غريمتها(سيلين)تلك الفتاة التي تظهر معه في عدسات الباباراتزي، اللعنة على الحب وقلبها الذي يحب هذا اللعين...
************







دلف(مروان)إلى مكتبه وارتمى على مقعده وعلامات الحزن منحوتة على وجههُ، لقد ترك(بسملة)وهي ما زالت تجرحهُ وتزيد من جفائها، لما تضعه بقفص الاتهام وهو لم يكن بمتهم في نظرها من قبل بل كان حبيب حنون لا يتحمل عليها نسمة عابرة تؤرق نومها. فما بالها بمرض أنهكهها وأفقد لون بشرتها وجعلها تشبه الموتى ولكن كل هذا هي لم تكون في نظره قبيحة بل ما زالت جميلة في عينيه هي(بسملته)ولكن مع جرحها لفؤاده سيبتعد رغم حبه.
هو يبني وهي تهدم، هو يصلح وهي تفسد.
ما بالها أي لعنة ركبت عقلها؟
قاطعه طرقة على باب مكتبه تنهد بحرقه هاتفًا وهو يلتقط قلمه:
-إدخل.
فُتح الباب وظهرت(مَلك)وهي تتقدم من طرف المكتب:
-صباح الخير يا(مروان).
وضع(مروان)القلم جانبًا واتكأ جزعه الأمامي على مكتبه قائلًا بفتور:
-الحمد لله يا(ملك).
صمتت(ملك)وهي تنظر إلى(مروان).
لف(مروان)رأسه إليها ووجدها ناظره إليه، سألها بتعجب:
-هو فيه حاجة يا(ملك)؟
هزت(ملك)رأسها وهي تبتسم بارتباك وجلست على المقعد:
-أصل شكلك منمتش و لا بتدوق النوم من أساسه.
ثم سألته بصوت لمس فيه الاهتمام:
-مالك يا(مروان)؟ فيك إيه؟
نظر إليها(مروان)لمحت(ملك)حزن خفي ظهر بين حدقتيه الجبليتين وزفرة حارة انطلقت من بين شفتيه:
-والله مشاكل يا(ملك).
ثم أعقب بعدها ببسمة مُرة:
-متاخديش في بالك.
هزت(ملك)رأسها نفيًا وقالت بإصرار:
-إزاي يا(مروان)مشغلش بالي إزاي؟ لأ إحكيلي إيه حصل؟
لا يعلم(مروان)كيف باح بكل ما يشعر به إلى(ملك)؟
وحزنه الشديد على(بسملة)وهي بمثابة روحه.
كيف لروحه أن تؤلمه وتقطع نياط قلبه كيف؟؟
أنصتت إليه(ملك)بكل هدوء وهي تهز رأسها ثم بعد أن إنتهى قال: -هي دي حكايتي يا(ملك)قصة حب وبإيدها بتنهيها.
ثم فتح كفه ووضع وجنته عليها وقال بابتسامة ساخرة:
-عندك حل لمشكلتي؟


ابتسمت(ملك)بثقة:
-قرب منها أكتر وحاول معاها روح معاها الجرعات الكيماوية اللي بتاخدها، حتى لو صدتك وهتلاقيه قربت منك صدقني.
تعجب(مروان)من حل(ملك)وقال بجد ده الحل؟
أومأت(ملك)بثقة اكثر:
-أيوة هو ده الحل.
ثم قامت وهي تشير إليه:
-بص أنا عندي شغل دلوقتي، أخلصه ونروح نفطر سوا
إيه رايك؟
اتسعت ابتسامة (مروان):
-خلاص ماشي يا(ملك).
تحركت(ملك)بهدوء:
-تمام.
وأغلقت الباب خلفها تاركة(مروان)مرتاح البال لوجود زميلة مثل (ملك)تفهم مشاعره وأحاسيسه وتساعده في حل مشكلته العويصة مع(بسملة)حبيبته.
***********









جلست(روان)ترتشف عصيرها في حديقة الفيلا وهي تفكر ب(يوسف)الذي لفت نظرها وسامته المفرطة ورجولته الآسرة وبالطبع قبل كل هذه الأشياء الفرعية ثرائه الفاحش، ثم جلست معها(هيام)مداعبه خصلاتها بدلال:
-حبيبة مامي مالها ؟ بتفكري في إيه؟
هزت(روان)رأسها وخصلتها البرتقالية وقعت على جانب وجهها:
-مفيش يا مامي عادي.
ثم سألت(هيام)وهي تضع كوب العصير جانبًا:
-مقولتليش إيه رأيك في(يوسف)يا مامي؟
هتفت(هيام)بدهشة:
-معقول يا(روني)بتسأليني؟ إنتي مشفتيش الكوليه اللي لابساه (عزة)؟ ولا الصالون السينياه الللي جايبينه من(باريس)دول المستوى المناسب لينا يا حبيبة مامي.

هزت(روان)رأسها مؤكدة:
-إممم أكيد يا مامي و زيدي على كده كمان وسامة(يوسف).
ضحكت(هيام)وعينيها تلتمع جشعًا:
-وورث(يوسف)من باباه يا(روني)شوفي بقى تخيلي بقى لما مزرعتنا الكبيرة و يبقى معاها إسم الكيدي وأكبر منتجات سلسلة منتجات غذائية تبقى لينا.
ضحكت(روان)بجشع وامتزجت ضحكاتهما معًا متمنيان أن تتم الزيجة
في أسرع وقت ممكن.
**********



فترة لا بأس بها يومين أو أكثر و(فادي)لم يعود إلى(أروى)بعد أن أهانها وضربها ضربًا مبرح ولم تراه بعدها تفاجأت أنه فتح باب الشقة بمفتاحه.
نظرت(أروى)إليه بكره وهي تخرج من غرفتها وما زالت الجروح ذات أثر واضح على جانب جبينها، اقترب(فادي)منها ووضع مفتاحه جانبًا بعد أن اغلق الباب خلفه.
وقفل أقفال الشقة حاولت(أروى)أن تعود بقدميها للخلف ولكنه كان أسرع منها حتى التقط يدها وأعادها إليه بقوة مما جعلها تشهق وهي تنظر إليه ببندقيتها والألم بادي بهما ابتسم وهو يهمس بنفس ساخن لفح أُذنها:
-وحشتيني يا(أروى).
نظرت للأسفل ورفضت أن تجيبه رفع ذقنها بالقوة وقال بخشونه وعينيه ينبض منهما قسوة مريرة:
-بقولك وحشتيني؟ ايه مش هتردي عليه؟
فعلت(أروى)شيء لم تتوقعه من ذاتها فلقد أزاحت يده ودفعته بعيدًا عنها قائلة:
-إبعد عني يا(فادي).
عقد(فادي)حاجبيه وهدر بصوت غاضب وهو يقترب منها ويقبض على خصلاتها بقسوة:
-أبعد! إنتي نسيتي نفسك يا بت إنتي أنا وقت ما أقولك وحشتيني يبقى تقولي و أنا كمان مش تقولي إبعد عني.
صرخت(أروى)من الألم حتى شعرت بقطع في حنجرتها:
-سيبني بقولك طلقني يا(فادي)مش عايزاك مش طايقاك مش...
قاطعتها لطمة كفه القوية وهو يهدر بجنون وعينيه تطق شررًا:
-تطلقي و مش عايزاني؟ مش(فادي)اللي يتقاله كده وأنا بقى هاخدك غصب علشان تتربي.


صرخت(أروى)وهو يسحبها من خصلاتها متجه إلى غرفة النوم.
ولا حياة لمن تنادي، صدوا الجيران أذانهم عما يحدث ولا وجود للرجولة والشهامة محل بهذه المنطقة، فما حدث خلف باب غرفة النوم لا يمكن وصفه سوى بالوحشية الكاملة إنتهاك روح وقتلها في آنٍ واحد.
***********







نظر(عدنان)إلى ساعة يده الثمينة وهو يجلس في مكتبه الفخم ثم وجد سكرتيرته تخبره أن(حسان الكلفتي)قد أتى.
إلتمعت عيناه بظفر وهتف:
-خليه يدخل فورًا.
طرقة سريعة على باب المكتب الخشبي السميك ثم فتح وظهر على عتبته شاب في أوائل العشرينيات يوقف شعره على أحدث صيحات تصفيفات الشعر وسلسال ذهبي يظهر من عنقه الأسمر وملابسه ليست بسيئة ولا بجيدة وقف أمام مكتب(عدنان)ومد يده يصافح(عدنان)قائلًا:
-صباح الخير سعادتك.
صافحه(عدنان)وبين خبايا عينيه غموض وكأنه بئر بلا قرار.
جلس(حسان)وعينيه البنيه تحاول سبر أغوار هالة الأسرار التي أمامه، حتى قطع عليه(عدنان) سيل أفكاره قائلًا وهو يعود ويضع

ساق على ساق متأمل السيجار الذي بين يديه:
-طبعاً عايز تعرف ليه(عدنان الكيدي)يطلبك إنتَ يا(حسان)؟
ابتسم(حسان)وقال بلهفة وهو يضع أنامله على طرف المكتب:
-الصراحة أه يا(عدنان)باشا أنا شغلتي إني بعمل دعاية و إعلان ومحترف في الشغلة دي.
همهم(عدنان)وهو ينزع الورقة المغلفة بالسيجار ويلقيها جانبًا:
-هممم...سليم، بس أنا عايزك في شغلانتك التانية يا(حسان).
عقد(حسان)حاجبيه ولمس أزرار قميصه بطريقة عفوية:
-اسمحلي يا باشا مش فاهم.
ضاقت حدقة(عدنان)العسلية وتفوح منها الغموض أكثر وأكثر:
-شغلانتك يا(حسان)التانية.


زفر(حسان)بضيق:
-بس أنا يا باشا بطلت الشغلانة دي، وكنت هروح فيها في المرة الأخيرة.
انقلب وجه(عدنان)لوجه مخيف وهو يشير إليه:
-لأ مش هتكون آخر مرة يا(كلفتي).
إبتلع(حسان)ريقه بصعوبه وقد قلق من نبرة ونظرة(عدنان)التي لا تبشر بالخير، عندما لاحظ(عدنان)الخوف الذي لاح بعيني (حسان)، علم أن ما سيطلبه سينفذ وإن طلب منه مراقبة القمر والإتيان به مذبوحًا...سيفعلها.
*************



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:47 AM   #45

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر

طُرق باب مكتب(صالح)وظهر على عتبته امرأة طويلة القامة ذات جسد ممشوق وشعر مصبوغ باللون الأشقر تتجه صوبه بعد أن أغلقت الباب خلفها.
تنهد( صالح)وهو يتفحصها بعينيه فهي فتاة بعمر(مروان)ولده وترتدي بنطال أسود ملتصق بساقيها وكأنهما شيئًا واحد، وكنزة صفراء تميل للون الذهبي وصوت فرقعة كعب حذائها يصدح في أرجاء الغرفة، جلست وعلامات العبس على وجهها الممتلئ بمساحيق التجميل:
-أنا زعلانة منك خالص مالص يا(لولو).


ابتلع( صالح)ريقه بصعوبة وهو يحاول أن يقاوم الفتنة المتجسدة أمامه وبصوت مبحوح خرج من فمه:
-أنا آسف يا(كاتي)متزعليش يا روحي هعوضك متقلقيش.
نظرت(كاتي)إليه بعينيها ذات العدسات الزرقاء اللاصقة متصنعة البكاء:
-ايوة بتضحك عليه بكلامك ده يا(صالح).
قام(صالح)من مجلسه ودار حول مكتبه وهو يدنو بجزعه خلف(كاتي)ويضع يده على كتفيها بحنو:
-حبيبتي بتعيطي ليه دلوقتي؟ مش قلتلك هعوضك.
قامت(كاتي)من مجلسها وهي تزيد في نبرة عتابها وتحرك كتفها الايمن للأمام:
-لأ متلمسنيش زعلانة بردو منك.


زفر(صالح)بحيرة:
-طب أصالحك ازاي يا(كاتي)؟
التمعت عيني(كاتي)بظفر والتفتت إليه تكمل تصنعها للحزن:
-فاكر الخاتم اللي شفته في مجلة و بعتلك صورته.
ابتسم(صالح)وعلم أن قطته تتدلل عليه ولكن لا بأس فمن حقها فهي زوجته.
اقترب منها(صالح)وحاوطها بكفيه:
-يا قلب(صالح)بس كده هجيبهولك يا قلبي.
تهللت أسارير(كاتي)وقبلته في وجنته:
-حبيبي يا(لولو).
عاتبها(صالح)وهو يشير إلى وجنته:
-ينفع كده في خدي بس.

ضحكت(كاتي)بميوعة وغمزت بعينيها وهي تلمس شفتيه:
-في البيت يا(لولو)أنا هنا المساعدة بتاعتك و بس.
ضحك(صالح)وقال بمرح:
-ايوة عندك حق والمساعدة بتاعتي بتطلب مني خاتم بردو.
اقتربت منه(كاتي)بغتة وداعبت أزرار قميصه السكري:
-فيه أوقات بردو ممكن أكون فيه حبيبتك يا(لولو).
شعر(صالح)بذوبانه كقطعه جليد على صفيح ساخن وكم تمنى أن يلتقط شفتيها وعينيها تحدثه بأن يأتي، وعندما أحنى رأسه إليها عادت للخلف وبعدت عنه مشيرة إليه بسبابتها متصنعة الجدية:
-بعدين يا(صالح).
شعر(صالح)بإحباط وذم شفتيه وهو يدور حول مكتبه:
-ماشي يا(كاتي)بعدين.

ثم غمز بعينيه مداعبًا:
-هجيبك بردو.
ضحكت(كاتي) ثم رأت ملف على سطح المكتب تعلمه جيدًا فسألته وهي تلتقط الملف بين يديها:
-شفت المشروع ده يا(لولو).
جلس(صالح)على كرسيه وأشار بإصبعه:
-اه شفته المشروع حلو وهيفيد قريتنا و هيزود دخلها وفوق كده وكده هيزيد من مساحة القرية بتاعتنا(جولدي إير)...بس.
كانت عيني(كاتي)تشع سعادة وحماسة ولكن عندما سمعت كلمة "بس" فقد الحماس بريقه والسعادة خبت من وجهها وجلست وهي تشير إليه مستفسرة:
-بس إيه يا(صالح)؟
أمسك(صالح)الملف من يدها وأشار إلى اسم صاحب المشروع:
-بس(عماد الكافوري)ده محبش التعامل معاه.
ظهرت لمحة ضيق على وجه(كاتي):
-ليه يا(صالح)ده شغل، بيزنس ايز بيزنس ملناش دعوة بالمشاكل الخاصة.
زفر(صالح)وأشار إليها بنفاذ صبر:
-(كاتي)أنا قلت مش حابب أتعامل معاه يعني مش حابب أتعامل معاه، ده واحد سمعته وحشة ومعروف إنه حرامي وأقول بيزنس؟ المشروع ده مرفوض بسبب اسم صاحبه يا(كاتي)خلاص
قامت(كاتي)وهي تحاول تهدئته:
-طب خلاص يا(صالح)اهدى حبيبي.
ثم لمست بأظفارها ذات اللون الأزرق وجنته وقالت بطريقة ذات مغزى:
-بيبي أنا بخاف عليك موت، أنا هروح دلوقتي مكتبي إوعى تنسى بكرة يا (لولو).
واتجهت قبالة باب المكتب وأمسكت المقبض هامسة وهي تنظر إليه بإغراء:
-هتوحشني لغاية بكرة يا (لولو).
أغلقت الباب خلفها وحال(صالح)منقلب وهو يتحسس صدره بزفرة:
-أاااه منك يا(كاتي)هو أنا هقدر على كده.
ثم تذكر(سعاد)زوجته كم كانت رقيقة وجميلة ولكن ماذا حدث الآن؟
ثم رفع هاتفه من على سطح مكتبه وضغط عدة أزرار ليسمع صوتها.
أغمض عينيه ثم سمع صوتها بجفاء:
-أيوة يا(صالح).
تنهد ثم قال بهمس:
-إزيك يا(سعاد)وحشتيني على فكرة.
تعجبت(سعاد)ولكنها تعمدت التجاهل:
-أه وبعدين.
فتح(صالح)عينيه بصدمة وكأنها صفعته على وجههُ:
-بعدين!
زفر وسألها:
-(بسملة)عاملة إيه؟
تنهدت(سعاد)وهي تراقبها بعينيها من غرفة المعيشة والأخرى قابعة في فراشها ثم قالت بصوت حاولت جعله جامدًا:
-كويسة الحمد لله.
ثم انقلبت نبرتها لسخرية:
-يا ريت تيجي تشوفها، لو عندك وقت؟
شعر(صالح)بالاختناق:
-إن شاء الله سلام دلوقتي عندي شغل.
وأغلق الهاتف معها بدون أن يسمع ردها.
نظرت(سعاد)إلى هاتفها ودموعها بمحجريها على وشك الانسياب.
ولكنها تراجعت وعلمت أن علاقتها ب(صالح) بدأت تتهاوى.

*********







جلست(سالي)بمحاضرتها وقد أوشكت على الانتهاء.
همست بجانبها(منة):
-هو الدكتور(خالد)ده مش هيخلص؟
كتمت(سالي)ضحكتها وهي تضع أناملها على شفتيها، لفت نظر (خالد)صوت ضحكتها التفت إليها بعينيه الزرقاء الثاقبة وأشار إليها بغضب:
- انتي يا...
نظرت(سالي)وحدقت إليه بقوة وكأنها لا تصدق أنها المقصودة.
وقفت(سالي)وأشارت إلى ذاتها بصوت مهزوز:
-أ...أنا...حضرتك تقصدني يا دكتور(خالد)؟
اقترب(خالد)خطوة وقال بسخرية:
-أيوة إنتي يا...
تنحنحت(سالي)وقد تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها من شدة الحرج وبسبب(منة)وفعلتها وهي من وقعت بالمصيدة.
قاطعها صوت(خالد)بنبرة لاذعة:
-يا آنسة هو حضرتك طرشة مبتسمعيش؟
ضحك على إثرها الجمع تقدمت(سالي)من مكانها وهتفت ودموعها تنساب على وجنتيها من الحرج:
-من غير إهانة يا دكتور(خالد)أنا آسفة.
ثم هرعت وخرجت من القاعة نظر(خالد)إلى ما حدث ثم التفت إليهم ليقول باستهتار:
-بنات...دراما.
ضحك الجمع مرة أخرى وكانت(منة)تنظر إليه بمقت بسبب ما فعله لصديقتها وبعد أن انتهت المحاضرة، خرجت(منة)من المحاضرة وهي تبحث عن(سالي)بين رؤوس تراها عدة إلى أن وجدت(زين) زميلها الذي هتف بمرح:
-هاااي يا(منة)عاملة ايه يا هُوبا؟ المحاضرة...


قاطعته(منة)بضيق وهي تلوح بيدها في وجههُ:
-مش ناقصاك يا عم اللتات إنتَ؟
عقد(زين)حاجبيه:
-عم اللتات...يا بت أنا أكبر منك؟
زفرت(منة)وعينيها تفحص الأماكن حوله تبحث عن(سالي):
-يا(زين)أنا بدور على(سالي).
سألها (زين) بدهشة: (سالي)؟ ليه يا بنتي هي مش كانت معاكي في محاضرة دكتور(خالد)؟ وبعدين أنا عايز محاضر...
قاطعته(منة)بنفاذ صبر:
-مهو إنتَ مش فاهم ؟ (سالي) إتطردت من محاضرة دكتور(خالد) بسببي؟
هتف(زين):
-إنتي بتهزري؟ وحصل إزاي؟
أخذته(منة)من كفه وسحبته معها:
-هحكيلك بس تعالى معايا ندور عليها و أنا بحكيلك.
أخرج(زين هاتفه من بنطاله وهو يمشي معها:
-تمام...بس هتصل ب(قاسم)علشان جاي.
**************







وجدته يجلس بمقابلها على المنضدة بمطعم الجامعة الذي جلست به من قبل تعجبت ومسحت دموعها بكفيها بسرعة قائلة بتوتر:
-(قاسم)! إيه جابك؟
تعجب(قاسم)ولفت نظره حزنها المرتسم على محياها الرقيق ثم سألها بصراحة:
-انتي بتعيطي ليه؟
ثم رفع حاجبًا بضيق وصوته الخشن قد ارتفع فجأة:
-ومين الحيوان اللي دايقك؟
نظرت(سالي)حولها بهلع وقد نظر جميع من بالمطعم إلى منضدتهم ثم التفتت إليه بغضب:
-إنت أتجننت يا(قاسم)؟ الناس بصوا علينا.
انكمش جبين(قاسم)من الغضب:
-إتجننت! مش ست و لا بنت اللي تكلمني بقلة قيمة؟
تعجبت(سالي)من اسلوب(قاسم)وهو يلوح بيده ويتكلم بطريقة كما يسمونها(همجية)ولكنها هتفت:
-إنتَ إزاي تكلمني بالشكل ده؟
قام(قاسم)بضيق وضرب بكفه المنضدة:
-أنا آسف يا ستي حقك عليه...أنا ماشي.
وأدار(قاسم)ظهره لها تاركًا إياها وقد لام نفسه هل زاد من جرعة تمثيله عليها هذه المرة وسيضيعها من يده؟
ولكن ابتسامة لاحت على شفتيه عندما سمعها تناديه:
-(قاسم)إستنى بس.
توقف(قاسم)ورسم العبس على وجههُ عندما دارت لتواجههُ وعينيها البنية الصافية تناظره قائلة بنبرة اعتذار:
-أنا آسفة يا(قاسم)بس أنا زعلانة شوية بسبب الموضوع ده و(منة) الزفتة دي هي السبب.

لان وجه(قاسم)وقال وهو يشير إلى منضدتهم مرة أخرى:
-طب ممكن نقعد و أعزمك على حاجة تشربيها؟
ابتسمت(سالي):
-أوكيه.
وبعد أن جلسا بفترة، قال(قاسم)بعصبية بعد أن سمع بالتفصيل من(سالي)ما حدث:
-أنا زي ما قلت ده دكتور حيوان و قليل الادب ازاي يحرجك و يكلمك كده؟
سعدت(سالي)من غضب(قاسم)لأجلها ولكنها خبت عندما صدمها(قاسم)بقوله وهو يكمل:
-بس الصراحة مينفعش كنتي تضحكي بمياصة كده.
هتفت(سالي)من دهشتها:
-مياصة أنا؟؟
ثم هزت رأسها وكأنها تحاول عدم تصديق ما سمعته:
-(قاسم)إنتَ عايز فلترة لكلامك.
نظر إليها(قاسم)ببلاهة متسائلًا:
-فلترة ؟
ضحكت(سالي):
-يا بني أنا قصدي تنقيح يعني تنقي كلامك يا(قاسم)و إنت بتتكلم مع الناس.
ضحك(قاسم)وحك رأسه وهو يعود بظهره للخلف:
-أااااه أصل أنا ضروبش شوية معلش.
فتحت(سالي)فاهها ثم قالت وهي تضحك:
-ضروبش! ههه لأ بجد مش ممكن.
اقترب(قاسم)ونظر بعينيه السوداء القاتمة في بنيتيها:
-أنا دعيتلك إمبارح على فكرة.

(سالي)وهي توجه غرتها خلف أذنها:
-دعيتلي! بجد؟
ضحك(قاسم):
-اه والله بجد أومال بهزر؟
شكرته(سالي)بطريقة مست قلبه:
-متشكرة اوي يا(قاسم).
عاد(قاسم)وشعر بتوتر من داخله ولكنه هز رأسه:
-العفو يا(سالي)هو أنا عملت إيه يعني؟
ابتسمت(سالي)بمرارة:
-إنت إفتكرتني يا(قاسم)و أنا اليومين دول البيت كله مشغول عني.


تعجب(قاسم)من طريقة حديثها وترك لها عنان التحدث في بضع جمل:
-ماما مبقتش معايا خالص و دماغها مشغولة وبابا مشغول في شغله ومرات أخويا(بسملة)عيانة زي ما أنت عارف و ماما بتقعد معاها أكتر و(مروان)أخويا(بسملة)بتتعامل معاه بطريقة صعبة من ساعة عياها وهو معملش حاجة.
سألها(قاسم)وقد اندمج في قصتها:
-طب ليه(بسملة)يعني بتتعامل كده مع(مروان)؟
تنهدت(سالي):
-يوووه ده موضوع طويل هحكيهولك.
وضع(قاسم)يديه أسفل ذقنه:
-و أنا سامعك.


بعد أن انتهت(سالي)زفر(قاسم):
-يا خبر يا سالي ده انتي حكايتك حدوتة.
قاطعهم مجيء(زين)و(منة)التي اقتربت من(سالي)وضمتها من الخلف مقبلة إياها من رأسها:
-أنا آسفة يا(سولي)حقك عليه يا بيبتي.
ضربتها(سالي)على ذراعيها جعلتها تأوهت بمرح:
-بس يا جزمة إنتي دا لو واحدة مكاني مكنتش عرفتك أساسًا.
ثم نظرت إلى(زين):
-عرفت طبعاً امورتك عملت إيه؟
ضحك(زين)وهو يجلس بجوار(قاسم):
-قصدك هببت إيه؟
لكزته(منة)بقبضتها في كتفه معاتبه:
-بس ياض إتلم.
ثم جلست بجوار(سالي):
-خلاص بقى يا(سولي)حقك عليه بوقي ده مش هفتحه أبداً.
أشار إليها(قاسم)بسبابته بنبرة خشنة ونظرة ضيق:
-الصراحة انتي غلطانه و ميصحش اللي عملتيه كان ممكن تتكلمي بعد المحاضرة.
نظر إليه(زين)بتعجب وصمت.
ولكن(منة)هتفت مستنكرة بحنق:
-هو إيه اللي ميصحش و يصح إنت مين أصلاً علشان تتكلم معايا كده؟
قام(قاسم)بضيق وأشار إليها بكفيه أن تكتفي:
-أنا ولا حاجة يا آنسة عن إذنك.
قام(زين)من مجلسه وذهب خلف(قاسم):
-الله يهد لسانك يا(منة)...يا(قاسم)إستنى بس.
ذهب ورائه محاولًا عودته وتركهما مغادرًا...
نظرت(سالي)إلى(منة)تتشاجر معها:
-(منة)إنتي إتجننتي إيه اللي عملتيه ده؟
عاد(زين)إليهما وسمع آخر سؤال(سالي).
جعله يؤكد برأسه وهو يوجه حديثه إلى(منة):
-أيوة إيه اللي عملتيه ده يا(منة)؟
هتفت(منة)بعصبية وقد احمر وجهها:
-ايه يا بني إنت وهي...
ثم قالت مبررة وقد خفت حدة صوتها:
-أنا مكانش قصدي...بس هو عصبني بإسلوبه ده.



أشارت إليها(سالي)بعصبية أكثر:
-(منة) إنتي اللي غلطانة...غلطتك الأولى إنك هزرتي في محاضرة دكتور(خالد)و التانية إنك أحرجتي(قاسم)وهو معملش حاجة غير إنه كان بينصحك و...
قاطعتها(منة)مستنكرة:
-(سالي)إنتي مشفتيش بيتكلم إزاي؟
ضحكت(سالي):
-لأ شفت يا(منة)هو طريقته كده بس مقالش حاجة غلط هو عنده حق في كل اللي قاله.
لكزها(زين)في كتفها بغيظ:
-لو لسانك ده يتقطع منه حتة.



تأففت(منة)بضيق:
-خلاص يا(زين)و الله ما قصدي أحرجه بس إسلوبه.
هتف(زين)بنفاذ صبر وكرر نفس جملة(سالي):
-هو طريقته كده يا(منة)لكن هو مغلطش.
سألته(سالي)وهي تخرج هاتفها من حقيبتها:
-(زين)معاك نمرته؟
تعجب(زين)ولكنه أجاب:
-أه معايا.





سألتها(منة)مستفسرة:
-إنتي عايزاها ليه يا(سالي)؟
بررت(سالي)بتوتر وهي تلعب في هاتفها:
-عادي يا جماعة هعتذرله عن اللي حصل...فيها حاجة؟
(زين)و(منة)بتعجب أكثر:
-و لا أي حاجة...
************






في شركة(لاماما)طرقت(ميرال)باب مكتب(أسمر)ومعها أدواتها ثم
فتحته بحماس.
التفت إليها(أسمر)ليجد لوحة متجسدة في هذه الفتاة بشعرها الكستنائي مع ثوبها الأزرق ذو الورود السوداء وبسمة لطيفة على شفتيها.
وعينيها العسلية الصافية البريئة التي يعشقها، هز رأسه وهو يعيد خصلاته الحمراء للخلف بيده اليمنى وكاد أن يتكلم ولكنها قاطعته ببسمة ونبرتها التي خرجت من بين شفتيها:
-صباح الخير يا(أسمر).
فتح(أسمر)فاههُ ببلاهة ثم أغلقه وقال وهو يقترب منها مبتسمًا:
-صباح النور يا(ميرال).
جلست(ميرال)ووضعت حاجتها وأدواتها:
-الرسومات خلصت جزء منها، ممكن تشوفها قبل إجتماع مستر(سعد).
انحنى(أسمر)بجزعه العلوي بجانبها وهو ينظر إلى ما صممته:
-إممم تمام بس ناقصك.
قاطعته(ميرال)وهي تلتفت إليه وخصلاتها بكل سلاسة جعلته يتنشقها ونشوة داخلية تذكره بماضيهما معًا.
سعل حتى يخرج من دوامة الماضي وهو يكور بقبضتيه على شفتيه بتوتر مشيرًا إلى الورقة:
-جميل أوي بس لو حددتي الجزء ده بـ...
سحبت(ميرال)قلمها الأسود من حقيبتها ونظرت إليه برقة:
-بالقلم الإسود إتفضل.
لم يصدق(أسمر)ما تسمعه أُذناه، هل هناك رقة بصوت(ميرال)؟
أتتكلم بلباقة؟ أخذ(أسمر)من بين أناملها القلم وجلس قبالتها يخط في الورقة مفسرًا:
-بالشكل ده...شفتي بقت عاملة إزاي؟

وضعت(ميرال)أناملها على جبهتها وتأوهت فجأة:
-أااه...
سألها(أسمر)بلوعة ووضع القلم جانبًا:
-مالك يا(ميرال)؟
أجابت(ميرال)بألم:
-معرفش صداع صعب أوي.
كاد يضغط(أسمر)على زر مكتبه، ولكن(ميرال)أوقفته بيدها تترجاه:
-(أسمر)مش عايزة حاجة.
هتف(أسمر)بلوعة:
-لازم أجبلك حاجة يا(ميرال)دوا صداع حتى.
ابتسمت(ميرال)بوهن تسأله:
-فاكر القهوة بتاعتك؟
ردد(أسمر)بتعجب:
-القهوة بتاعتي؟! أاه قصدك اللي كنت بعملهالك.
ترجته(ميرال):
-هي دي اللي محتاجاها و هاخد مسكن معايا في الشنطة.
ابتسم(أسمر)ولكن هناك قلق بداخله عليها:
-حاضر هروح أعملهالك و كوباية المية أهي.
أومأت(ميرال)رأسها:
-أوكيه.
تركها(أسمر)مسرعًا وذهب ليحضر لها قهوته المميزة...
وما أن أغلق(أسمر)الباب خلفه حتى قامت(ميرال)وقد اختفى الألم من محياها وقفزت لتفعل فعلتها التي خططت لها من الأمس.
بعد فترة جاء(أسمر)ومعه كوب من القهوة عل وجهُ فوم وضعه على المكتب أمام(ميرال)ونظر إليها ليجدها جالسة وقد بدى عليها الهدوء.
ثم شكرته بنظرة غريبة:
-ميرسي أوي يا(أسمر).
ابتسم(أسمر)وسألها وهو يجلس على مقعده:
-إنتي أحسن دلوقتي؟
ولكن(أسمر)شعر فجأة أنه جلس على شيء بارد عقد حاجبيه وهو يرى نظرة(ميرال)التي تبدلت من البراءة للسخرية وقامت تسند راحة كفها على طرف المكتب وترشف بيدها الأخرى قهوتها:
-أخبار بنطلونك ايه يا(جان)؟
كاد يقوم(أسمر)من مجلسه ولكنه التصق بالمقعد.
ضحكت(ميرال)وهي تنظر إليه:
-حلو الغرا مش كده؟
غضب(أسمر)ولوح بيده محاولًا إمساك خصلاتها بحنق وجنون:
-آااه يا كدابة و بتتسهوكي وعاملة تعبانة و صداع.
تنحت(ميرال)جانبًا بسهولة بحتة وهي تشير له:
-تؤ تؤ عيب كده يا(أسمرتي)ينفع تغلط كده، طب ما تقوم وتوريني جمال خطوتك؟
ثم أخذت قهوتها وأشارت إليه:
-عارف قهوتك لسه حلوة...لكن إنتَ لسه زي ما أنتَ.
وانقلبت عينيها للزيتوني وهي تكمل:
-غدار وخاين وكداب.
صمت(أسمر)وهو مثبت بمقعده بسبب الغراء وراقب غضبها ثم أكملت وهي تسحب أدواتها وتشير إليه:
-حقيقي مش عارفة أشكرك إزاي على القهوة دي عدلت مزاجي يعني فوق الوصف.
ثم نظرت إلى ساعة الحائط المعلقة فعلى الحائط الأيسر هاتفة بسخرية مشيرة إليها:
-يا خبر إجتماع مستر(سعد)دلوقتي.
وتصنعت الحزن:
-و يا خسارة مش هتحضره يا(أسمرتي).
ثم أشارت إلى ذاتها بسخرية:
-أنا هحضره بالنيابة عنك.
ذم(أسمر)شفتيه بغضب وأشار إليها محذرًا:
-(ميرال)إنتي اللي بدأتي و هتندمي على اللي حصل.
بعثت(ميرال)قبلة في الهواء إلى(أسمر):
-باي يا(أسمرتي)هتوحشني.
أعقبتها بضحكة منتصرة وأغلقت باب المكتب خلفها وهي تكاد تقفز فرحًا، تعلم أنها فازت على غريمها الكاذب وهي تسمع صوته المرتفع:
-(ميرااال)ولكن لا أحد هنا الآن فالجميع بالإجتماع.
وهي خططت وسنحت لها فرصتها بفعل فعلتها الغادرة.
التقط(أسمر)هاتفه فذراعيه حران والمشكلة ببنطاله وعليه أن يتصل بزميله(أحمد)ولكن هاتف(أحمد)كان مغلق، صرخ(أسمر)بغيظ. نعم فالجميع الآن يغلق هاتفه فهذه أوامر مستر(سعد)عند الاجتماع الكل يغلق هاتفه.
وتذكر نِمرته الشرسة(ميرال)قالها بغضب ثم توعدها:
-حياة حبي ليكي لأربيكي يا(ميرال)إنتي اللي بدأتي.
ثم احمرت عيناه من الحنق:
-والبادي أظلم.
************




لا تتذكر(أروى)شيئًا سوى انتهاك روحها حاولت أن تعتدل في فراشها وهي بالكاد تتحرك ولكنها تأوهت من الألم الذي ينبع من داخلها أكثر من جسدها نفسه، هي الآن تود الانتحار ستفعلها حتمًا وليسامحها الله على فعلتها ولكن ليس بيدها شيء لا أب ولا أم ولا قريب كلهم غادروا الحياة وتركوها بسجن(فادي)ذاك الحقير الذي لا يهمه سوى شهوته، نعم ستتخلص من حياتها.
قامت جاهدة لتذهب إلى المطبخ وهي تتسند على كل شيء تقابله يدها لوهنها الشديد إلى أن وجدت زجاجة كبيرة مكتوب عليها باللون الأسود(جاز)جلست على أرضية المطبخ ودموعها تسبق فعلتها وهي تفتح غطاء الزجاجة وتشهق معها ،ثم فتحتها وصرخت وهي ترفعها على أعلى رأسها وتسكب هذا السائل ذو الرائحة النفاذة الذي يغرق شعرها وكل جسدها وتبكي بحرقة تعلن لذاتها أن هذه هي النهاية، هذه هي نهايتها المؤكدة.
**************

قامت(وعد)بتكاسل من فراشها وهي تحك مداسها في الأرض لتصل إلى باب الشقة الذي يدق جرسه وتفتح وهي ما زالت عينيها شبه مغلقة حتى تفتحهما عن آخرهما لتتفاجأ بوجود(سلسلبيل) أمامها وهي تبتسم هاتفة:
-مفاجأة صح.
تراجعت(وعد)ثم عادت لتحتضن(سلسبيل)بصوت مبحوح من الصدمة:
-أه طبعاً طبعاً وأحلى مفاجأة كمان إتفضلي يا(بيلو).
دلفت(سلسبيل)وجلست على الأريكة لتشير إلى(وعد) مازح: إسمريتي يا(دودو)شمس"شرم" شكلها حراقة أوي.
تعجبت(وعد)من مزاح(سلسبيل)المبالغ فيه ولكنها ضحكت لتجاري عدوتها:
-أه هههه شفتي.

ثم سألتها(وعد)وكأنها لا تعلم:
-و(طارق)رجع من"الغردقة"؟
نظرت إليها(سلسبيل)بتعجب:
-غريبة إنتي عرفتي منين إن(طارق)كان في "الغردقة"؟
شعرت(وعد)أنها وقعت بلسانها في الحديث ولكنها تداركت الأمر: -يا بنتي إنتي نفسك اللي قولتيلي قبل ما أسافر.
ثم ضحكت بانفعال:
-إنتي نسيتي و لا إيه يا(بيلو).
ضحكت(سلسبييل)وهي تحاول تذكر ثم غمغمت:
-جايز بردو.
وبعدها أمسكت رأسها سألتها(وعد):
-مالك يا(بيلو)؟

ابتسمت(سلسبيل)بوهن:
-شوية صداع يا(دودو)عندك نسكافيه؟
قامت(وعد)هاتفة وهي تتجه صوب مطبخها:
-أكيد يا(بيلو)حالاً و أعملي معاكي.
ضحكت(سلسبيل)وأعادت رأسها للخلف لتريح رأسها على الجانب الأيمن وفجأة فتحت خضراويها عن آخرهما فما رأته على المنضدة التي بجانب الأريكة آخر شيء تتوقع وجوده في بيت(وعد) صديقتها.
***************




إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:47 AM   #46

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر

في مكان آخر بل في نصف آخر من الكرة الأرضية بأكثر بلدة باردة على وجه الأرض "موسكو" وقف(رامز)في المساء أمام المرآة يتأنق ببذلته السوداء والقميص النبيذي وارتدى فوقهما معطفه الأسود الثقيل مصفف شعره للخلف ثم وضع المشط جانبًا وهتف: -يا(كامل)خلصت؟
جاء(كامل)بقامته القصيرة بعض الشيء عن(رامز)وأخذ ينهج وكأنه لاعب سباق ويرتدي نفس زي(رامز):
-أيوة يا(رامز)خلصت.
نظر إليه(رامز)وكادت أن تفلت منه ضحكة:
-ده حاجة جميلة خالص.

عبس(كامل):
-إنت كمان جميل خالص.
ضحك(رامز):
-خلاص يا(كامل)والله بهزر بس هو لو حاجة واحدة تتعدل فيك هتبقى هايل.
سأله(كامل)بلهفة:
-إيه هي يا(رامز)؟
التقط(رامز)المشط وصفف شعر(كامل)للخلف قائلًا:
-لو فرق الشعر اللي إنت عامله ده إختفى هتبقى زي الفل.
شهق(كامل)وكأن روحه تغيب:
-كله إلا الفرق يا(رامز).
لوى(رامز)شفته وهو يسأله:
-نعم يا خويا الفرق اللي في شعرك ده اللي حزين عليه؟
لوح(كامل)بيده وهو يتركه ويرتدي معطفه الثقيل:
-أه ده كان مخلي بنات بورسعيد بيجروا ورايا كدهو.
ضحك(رامز)بسخرية:
-تلاقيك مسجل خطر.
ضحك(كامل)على دعابة(رامز)ثم قال:
-حقيقي الغربة دي صعبة بس اللي بيهونها لما يكون إتنين زينا يقابلوا بعض من بلد واحدة أكيد بتهون علينا.
ربت(رامز)على كتفه:
-أكيد يا(كامل)واللي قربنا زيادة الكام يوم اللي فاتوا.
تنهد(كامل)وهو يتذكر:
-أه كانت أيام حلوة بس لغاية دلوقتي مش فاهم إزاي شغل كده يدينا فلوس و منشتغلش في ساعتها لأ ده إدونا أجازة كام يوم و فسحونا.

ابتسم(رامز)بطموح:
-أيوة يا بني إنتَ فاكر إن الشغل هنا زي عندنا في البلد ده هنا هتعيش ملك...
ثم نظر إلى ساعته وقال:
-و يلا بقى لأننا هنتأخر عليهم.
لوح(كامل)بيده مازحًا وهو خارج البيت:
-يا عم نتأخر إيه ده الفندق اللي هنشتغل فيه جنب بيتنا.
التفت(رامز)بعينيه إلى الفندق القريب الذي تضوي منه أنوار تكاد تضيء المنطقة المظلمة التي يقطنوا بها وأردف:
-أه صحيح عندك حق، طب عمرك شفت شغل يأمنلك بيت زي اللي قاعدين فيه ده؟
هز(كامل)رأسه بالنفي:
-لأ الصراحة.

وضع(رامز)يده على كتف(كامل):
-علشان دي "موسكو" يا(كامل)يا حبيبي.
توجها إلى الفندق الذي كان ينير باسمه(كراسيفي أنجيل).
سأل(كامل)وهو يشير إلى لافتة الفندق:
-هو إسم الفندق إيه؟
ابتسم(رامز)بخفة:
-اسمه "كراسيفي أنجيل" وعرفت معناه يعني(الملاك الجميل).
وتنهد وهو يرفع رأسه ويقترب من المبنى:
-وهو جميل فعلاً.
بعد فترة من الوقت كان(رامز)و(كامل) بالمكتب الفخم الملحق بالفندق ليستلما العمل بدأ الحديث(كامل)وهو يجوب في أرجاء الغرفة بتوتر:
-وبعدين يا(رامز)أنا متوتر أوي يا أخويه.
ضحك(رامز)وهو يجلس ويضع ساق على ساق:
-هتخس يا بني من كتر الفرك اللي إنتَ فيه إهدى شوية.
لوح(كامل)بعصبية وهو يجلس قبالة(رامز):
-أهدى...إنتَ يابني هادي أوي كده ليه؟ إحنا بقالنا نص ساعة قاعدين في المكتب ده ومحدش جه يتكلم معانا.
شبك(رامز)كفيه خلف رأسه:
-يا بني قلتلك إهدى و بطل تفكر كتير ريح مخك شوية...متقلقش أكيد هيجي المدير دلوقتي.
لوى(كامل)فمه بعدم تصديق ثم أعقبها صوت فتح باب المكتب السميك ذو اللون الذهبي ولم يكن الباب وحده بل أطراف المكتب بنفس اللون وظهر على أعتابه فتاة تبلغ من العمر الخامسة والعشرون من عمرها باهرة الجمال من زرقاويها الثاقبة وأنفها الصغير وفمها المرسوم ببراعة وكأنها ثمرة فراولة وضعت ومع هذه اللوحة الفنية تكتمل بشعرها الذهبي الطويل الذي يغطي خصرها المثالي.
همس(رامز)بانبهار وهو يقف عندما وقعت عيناه عليها:
-هار قشطة دا أنت كنت بحب صندل.
ومعه وقف وهتف(كامل):
-حلاوة بالمكسرات.
ابتسمت الفتاة التي تقدمت منهم ومدت ذراعها إلى(رامز)وقالت بالروسية:
-مساء الخير أنا (فيراشكا) ،مرحبًا بكم في موسكو).
صافحها(رامز)وهو لم يفهم شيء مما قالته وقال بالإنجليزية:
-هاي.
ابتسمت الفتاة ووضعت أناملها على جبهتها وقالت بالعربية: أووه أعتذر سيد(رامز)لقد نسيت أنكما عرب من"مصر".
ثم صافحته مرة أخرى مع بسمة ساحرة:
-مرحبًا أنا(فيراشكا)ومديره هذا الفندق ومرحبًا بكم في "موسكو".
ثم التفتت إلى(كامل)الذي وقف مشدوهًا بجمالها الفتاك:
-مرحبًا بك سيد(كامل).
لم تنتظر رده لمظهره الأبله وهو يفتح فمه ،ثم أشارت إلى مقعدهما قائلة وهي تدور حول مكتبها:
-تفضلا بالجلوس.
جلست وقالت بلكنة اعتذار:
-أعتذر عن تأخري عنكما ،فلقد كنت أقوم ببعض الأشياء الهامة بفندقنا العريق"كراسيفي أنجيل" أي "الملاك الجميل".
ابتسم إليها كلًا من(كامل)و(رامز)وبدأ الأول في سؤالها بلغة عربية:
-الفندق عظيم جداً، هل ممكن يعني تعرفينا متى سنستلم هذا الشغل؟
ركله(رامز)في قصبة ساقه تأوه منها(كامل)بصوت مكتوم وضحك

(رامز) بارتباك وقال بلغة عربية سليمة:
-أعذري صديقي(كامل)لضعفه بلغتنا العربية إنه يقصد...
قاطعته(فيراشكا)وهي تترقبه بعيني صقر:
-أجل أفهم ما يقصد إنه يسألني متى سيتسلم العمل.
ثم أدارت رأسها تجاه(كامل)تسأله:
-أليس كذلك سيد(كامل)؟
تعجب(كامل)وقال:
-أيوة...أهه قصدي نعم.
سألها(رامز)بدهشة:
-كيف علمتي بلهجتنا سيدة(فيراشكا)؟
ابتسمت(فيراشكا)بثقة:
-نحن نتعلم كل شيء سيد(رامز).

ردد(رامز)بتعجب:
-نحن...ومن أنتم؟
فتحت(فيراشكا)درج المكتب لينساب وأخرجت بطاقتين معدنيتين وملفين بكل منهما عده وريقات وقدمتها إليهما قائلة بحزم مع بسمتها:
-تفضلا هاتان البطاقتان بها إسميكما ستضعانها على زيكما ،ثم أشارت إلى الملفين موضحة:
-و أما بخصوص الملفان فبهما جمل ستحفظانها عن ظهر قلب.
تحدث(كامل)مستفسرًا:
-جمل بتقول ايه...إحم قصدي بتتكلم عن ماذا؟
أجابته(فيراشكا)بسرعة:
-هذه الجمل عبارة عن جمل ترحيبية بنزلاء الفندق
وكل جملة معربة لتتقنوا التحدث بالروسية وهناك الإنجليزية أيضًا معها حتى تسهل عليكما العمل...
أردفت بعدها مشيرة لباب المكتب:
-الآن أعلمتكم بعملكم كموظفي استقبال ومن الغد سيبدأ عملكما ،أشكركما على حسن إنصاتكما يمكنكما المغادرة. أراكما غدًا أيها السيدان في تمام الساعة السابعة صباحًا(دوسفيدانيا)يعني وداعًا بالروسية.
قام كل من(رامز)و(كامل)ورحلا شاكرين(فيراشكا)ببسمة وذهبا إلى بيتهما...
بعد فترة جلس(رامز)بعد أن أبدل ملابسه بمنامته ذات القميص البيتي قطني الملمس بلون سكري وبنطال قطني أزرق فاتح اللون نظر إلى(كامل)الذي ارتدى منامه بيضاء متماثلة الشكل بخطوط سوداء عريضة وهو يتمدد على الفراش عقد(رامز)حاجبيه وسأل(كامل): إنتَ هتنام يا(كامل)؟
أغلق(كامل)عينيه وهو يتثاءب:
-أه هنام...هعمل إيه يعني الشغل بكره.

التقط(رامز)الملف على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش:
-والجمل دي هتحفظها إمتا؟
تثاءب(كامل)مرة أخرى وأدار جسده للجهة الأخرى:
-هحفظهم متقلقش لو هتصحى يا ريت تطفي النور وتقفل الباب وراك.
كاد(رامز)أن يلقيه بأي شيء أمامه ولكنه تغاضى عن ذلك واكتفى بغلق الباب:
-إنت حر يا عم و إبقى قابلني لو نفعت في الشغلانة دي.
وتركه وجلس بالمقعد الخشبي وتذكر حارة(الكوفتي)و(قاسم) و...و(نسمة) ثم هتف:
-ما تشد حيلك يا(رامز)وفكك من الحارة المعفنة دي.



وأخذ يقرأ ما بالورق بجدية تامة لأن طموحه أن يصل لمراتب عالية فيما بعد فهذا دأبه أن يصل لأي شيء ولو على حساب ومشاعر آخرين مثل)نسمة) ،ثم عقد حاجبيه بشدة عندما تذكر(يونس)فلقد علم بخطبة(يونس)إلى(نسمة)وهو يكلم والدته وقال بمقت:
-هو ده كان هدفك يا(يونس)تاخد(نسمة)مني. هندمك يا(يونس) على حركتك دي وديني لأندمك.
*********







عادت(فريدة)من جامعتها متأخرة قرب أذان المغرب وخطت بداخل حارة(الكوفتي)وهي تحمل أدوات الهندسة الخاصة بجامعتها ثم دلفت إلى المكتبة لتسأل(مدبولي):
-عم(مدبولي)هو البشمهندس(عمر)جه المكتبة إمبارح؟
هز(مدبولي)رأسه وهو يرتشف كوب الشاي خاصته والأبخرة تتصاعد منه:
-لأ يا(فريدة)يا بنتي مجاش.
ثم همس وكأنه لا يريد لأحد أن يسمعهم:
-بس باينه تعبان.
هتفت(فريدة)بلوعة:
-تعبان ؟ تعبان إزاي؟
ثم لاحظت بسمة(مدبولي)وهو يراقب خوف عينيها فعدلت نبرتها : -إحم قصدي...يعني هيجي إمتا فلوسه معايا؟
ضحك(مدبولي)وقال:
-خلاص يا(فريدة)هاتي الفلوس وأنا هديهاله.
كادت أن تفعلها(فريدة)ولكنها أعادت يدها للخلف:
-لأ دي أمانة يا عم(مدبولي)لما يجي هديهاله بنفسي.
ظهر الخبث بكلمات(مدبولي):
-اللي تشوفيه يا بنتي ،وعموماً المهندس(عمر)بيجي المكتبة كل يوم الساعة ستة كده زي معادك دلوقتي.
احمرت وجنتا(فريدة)وسعلت:
-طب خلاص شكراً يا عم(مدبولي).
وتركت(فريدة)المكتبة بسرعة هربًا من نظرات(مدبولي)الذي قال وهو يضرب كف بكف ضاحكًا:
-العيال كبرت و بقت بتحب. على عمك(مدبولي)بردو.
***********

ذهب(يونس)إلى بيت(نسمة)وهو مرتدي قميص أبيض بأكمام مطواه لمنتصف ذراعيه وبنطال من الجينز الأزرق بحذاء أنيق للغاية يليق مع ملابسه وكان يفكر في رسالة(نسمة)التي أرسلتها إليه بالأمس ورغبتها في رؤيته في الغد وهو قد فعل ما طلبته منه أتى ليرى حبة قلبه زفر لينفث زفرة حارة ليتخلص من توتره ثم ضغط على زر جرس باب بيت(نسمة).
وجد(عفاف)قد فتحت الباب وهي ترحب به:
-أهلاً...أهلاً إزيك يا(يونس)إتفضل يا حبيبي.
دلف(يونس)شاكرًا إياها على ترحابها وجلس على الأريكة سألته (عفاف)وهي تقوم من أمامه متأهبة للذهاب إلى المطبخ:
-تشرب إيه يا(يونس)؟ ولا إتغديت...أما عاملة شوية كِشك بالفراخ تاكل صوابعك وراها.
وضع(يونس)يده علامة الاكتفاء:
-تسلم إيدك يا طنط...بس أنا والله متغدي.
عبست(عفاف):
-كده يا(يونس)من أولها و بتعمل غريب علينا.
نفى(يونس)بسرعة:
-يا خبر ازاي بس دا انتي زي ماما يا طنط والله و علشان متزعليش لو ممكن اتغدا كمان شوية.
تبسمت(عفاف)وربتت بيدها على كتفه:
-ربنا يجبر بخاطرك يا بني.
ثم نظرت إلى الغرفة:
-(نسمة) جاية حالاً.
ثم تركته وهو قام بإيماءة صغيرة ،كاد أن يفكر برسالة(نسمة)بالأمس التي كتبت فيها بأن يأتي إليها و تتحدث معه
حتى سمع صرير باب الغرفة ووجد على أعتابها(نسمة)التي ارتدت ثوب بلون القهوة طويل يغطي ساقيها بالكامل وقد كانت أكمامه طويلة حتى رسغيها وتركت لخصلاتها العنان واضعة غرة فوق جبهتها لتظهر جمال وجهها الطيب البريء ومع بسمتها أخذت لُبه وقالت وهي تتجه إليه:
-إزيك يا(يونس).
قام(يونس)ولم يصافحها ولكنه اكتفى بنظرته إليها الحالمة واللمسة التي كاد يفعلها ليدها ولكنه لا يسلم على الجنس اللطيف لأنه يتقي الله ويطبق شرعه ،و(نسمة)تعلم(يونس)جيدًا جلست بمقابلته على المقعد الكبير التابع للأريكة بنقشتها ذات الورود الكبيرة وقالت وهي تضع خصلتها خلف اُذنها:
-عامل ايه؟ ماما بتعملك حاجة تشربها؟
هز(يونس)رأسه نفيًا وهو ما زال يتأمل محياها الجميل:
-الحقيقة هتغدا معاكم... بس كمان شوية.
ثم رفع يده وكأنه يتشبه ب(عفاف):
-أما عاملين شوية كِشك هأكل صوابعي وراهم.
ضحكت(نسمة)على فعل(يونس)وقد شعرت أنه خفيف الظل:
-إنت فظيع يا(يونس).
ثم هدأت سائلة إياه:
-يعني هتتغدا معانا؟
أشار إليها مصطنع الحزن:
-ده لو معندكيش مانع يا آنسة(نسمة)يعني؟
ضحكت(نسمة)بصفاء وكأنها ترى(يونس)لأول مرة وكم اهتز قلبه لسماعه ضحكتها التي تأخذه لمكان وردي جميل يخلو من التفكير.
ثم صمتت(نسمة)ونظرت إلى(يونس)بخجل ولاحظ(يونس ترددها كما رأى هديته تزين عنقها الجميل ،تنهد وداعب ذقنه كعادته عندما يدلي باعتراف سألها بهدوء:
-إسألي يا(نسمة)؟
تعجبت(نسمة)وارتبكت:
-أسأل!!
ابتسم(يونس)بخفة وقرب جسده أكثر لطرف الأريكة وقرر النظر إليها مباشرة وبنبرة بدت ل(نسمة)أنها حنونة بها نوع من الربت وكأنه يربت على قلبها:
-لازم تعرفي يا(نسمة)إني حافظك.هتستغربي؟ متستغربيش لأن دي الحقيقة أنا حافظك و عارفك من و إنتي بضفاير في المدرسة و بتحبي آيس كريم نوعه إيه؟ و لونك إيه المفضل. كووول حاجة عنك عارفها.
رفعت(نسمة)حاجبيها دهشة وقربت جسدها هي الأخرى من طرف المقعد حتى تسمعه أكثر وهو يُشعرها بأنها ملكة تربعت في عرش قلبه ،وهي لا تدري التقطت سلسلتها التي أهداها إياها ممسكة بها بتلقائية ظهر انعكاسها بعينيه
ابتسم(يونس)أكثر :
-عارفة أنا فرحت أوي برسالتك لما بعتيلي وقلتيلي إنك عايزة تشوفيني.

قاطعته(نسمة)وهي تضع خصلتها البنية خلف أُذنها:
-أيوة عايزة أشوفك ،أصلي كنت عايزة أحكيلك عن(رامز).
قاطعها(يونس)وملامح وجههُ قد تبدلت لبعض الجمود وبنبرته غيرة قاتلة:
-أرجوكي نقفل الحكاية دي ،أنا راضي بيكي كده و بحبك كده من غير ما تقولي أي حاجة عنه بدون ذكر أسماء يعني.
لاحت سعادة بحدقتي(نسمة)لقد لمست غيرة(يونس)في نبرته وعينيه معًا.
مازحته(نسمة):
-خلاص بلاش كلام في الموضوع ده متكلضمش بقى.
عاد(يونس)يبتسم من جديد وأردفت(نسمة)وهي تمسك سلسلتها وتشكره:
-السلسلة جميلة أوي ومعناها أجمل.
شعر(يونس)بأن الحر اشتد بفعل كلمات(نسمة)القليلة ألا تعلم ماذا تكون مكانتها بالنسبة إليه؟ بل ماذا تمثل له؟ هي الحياة بلا منازع.
قاطعه صوت(نسمة)وهي تتأمل شروده قائلة:
-(يونس)يلا الغدا.
قال(يونس)بمرح:
-يا سلام هو ده الكلام الكِشك.
ثم هتف وهو يرى(عفاف)وهي تضع الأطباق على السفرة:
-تسلم إيدك يا طنط.
نظرت إليه بحنو:
-ألف هنا يا بني يلا الأكل جاهز.
ذهب(يونس)و(نسمة) إلى منضدة الطعام وتناولا أطراف الحديث شعرت(نسمة)براحة وانجذاب تجاه(يونس)وضحكت فسألها (يونس) وهو يتناول الطعام:
-بتضحكي على إيه؟
وسألتها(عفاف):
-خير يا بنتي ما تضحكينا معاكي؟
هزت(نسمة)رأسها وقالت وهي ما زالت تضحك:
-مفيش إفتكرت حاجة.
ولكن(نسمة)تذكرت غيرة(يونس)وبمجرد ذكر(رامز)في الأمر جن جنونه. والأيام القادمة أجمل من سنتين عاشتهما هباءً ظنت أن (رامز)حبها الأول والأخير ولكن بمجرد أن واتته فرصة السفر تركها وذهب بعيدًا ولم يتأسف عما فعله وكأنه تخلف عن موعد عيد ميلاد وليس خِطبتهما. ومع ظهور(يونس)في حياتها قد شعرت بسعادة تظهر تدريجيًا وتتمنى ألا تزول.
*************



دخل(أسمر) إلى بيته ورأسه مثل البركان بسبب ما فعلته(ميرال) وكان بحوذته حقيبة بها بنطاله الذي كان يرتديه بالشركة فهو يتذكر عندما غادرت(ميرال)وهي تسخر منه. صرخ مناديًا باسمها ولكن لا إجابة ظل يجلس وحاول الاتصال بزميله(أحمد)إلى أن أجاب عليه في آخر الأمر وهتف(أسمر) به:
-(أحمد) إنزل هاتلي بنطلون حالاً.
سأله(أحمد)بتعجب:
-بنطلون!!
هدر(أسمر)وهو يتحرك بالمقعد للأمام:
-تعالى المكتب عندي و إنت تعرف.
بعد فترة جاء(أحمد)ورأى(أسمر)بهذا الوضع وانفجر ضاحكًا:
-إيه حصلك يا بني؟ مين عمل فيك كده؟
جس(أسمر)على أسنانه:
-(ميرال)بس والله لأربيها.
ثم أكمل وهو ينظر إلى(أحمد):
-ها عرفت ليه عايز بنطلون أنا إتلزقت و معنديش حل إلا إني أقلع البنطلون.
ثم أشار إلى(أحمد)بسبابته:
-عارف لو سمعت إن حد عرف بالموضوع ده هعمل فيك إيه؟
ضحك(أحمد)وهو يحاول أن يكتمها:
-والله ما هقول المهم نحل لزقتك دي يا حلو.
ألقى(أسمر)بأقلام:
-طب غور يا(أحمد)بدل ما أعورك.
هبط(أحمد)وهو يضحك أكثر:
-خلاص يخربيت جنونك.
عاد(أسمر)إلى وضعه الحالي وهو يرى ذاك البنطال الذي يرتديه بلون أحمر قاني.لأن(أحمد)لم يجد سوى هذا اللون وكاد(أسمر)أن يقتله. أخذ(أسمر)الحقيبة وأخرج بنطاله الممزق المحبب إلى قلبه بنوع الجينز ونظر إليه وهو ينعيه ثم ألقاه بطول ذراعه وهو يتوعد(ميرال)التي كلما تذكرها وتذكر وجهها كلما فارت الدماء بعروقه
وسخريتها عندما رأته بذاك البنطال الأحمر.
حسنًا يا(ميرال)أنتِ من بدأت اللعبة ،إذن فلتتحملي ما سأفعله بكِ ولا تبكي حبيبتي...فالبكاء للأطفال وأنتِ لستِ بطفلة...ولمعت بعينيه فكرة مجنونة.
***************






دلفت(سلسبيل)إلى غرفتها بعد أن أخذت حمام دافئ وجلست أمام المرآة تنظر إلى ذاتها وتشعر بحماقتها ،أخذت الفرشاة ورفعت يدها وهي تبدأ تمشط خصلاتها الذهبية ثم تذكرت السنة الماضية كان يوم ميلاد(طارق)ولم تذهب إلى المشفى في هذا اليوم بل أخذته عطلة حتى تتفرغ لحبيبها وتزين البيت بالبالونات ووضعت شموع في كل مكان وعندما دلف(طارق)عائدًا من المشفى وجد الأنوار مطفأة تمامًا ثم فاجأته(سلسبيل)منيرة ضوء خافت وهي مرتدية ثوب أسود بدى أنيقًا عليها لأعلى ركبتيها المرمريتين ويظهر جسدها الممشوق وشعرها الذي أرسلته على كتفها الأيمن...اقتربت منه تقبله قائلة:
-كل سنة و إنتَ طيب يا حبيبي.
ابتسم(طارق)وقد هتف وهو ينظر لكل أرجاء المنزل المليئة بالبالونات الطائرة ثم احتواها بكفيه:
-كل ده عملتيه علشاني.
غمزت(سلسبيل)بعينيها وتسحب علبة بجانبها جالسة على أريكتها الوثيرة:
-مش بس كده يا(روقتي)تعالى شوف.
جلس(طارق)بجانبها وهو ينظر بفضول إلى العلبة الأنيقة:
-إيه ده يا(بيلا)؟
أعطته(سلسبيل)إياه:
-كل سنة و إنت طيب يا حبيبي أنا.
أخذها(طارق)وقال ممازحًا وهو يفح العلبة:
-قولتيلي الجملة دي كتير يا(بيلا)أنا كده.
ثم قطع جملته وهو يتأمل الساعة الثمينة التي أخرجها من العلبة:
-واااو إيه ده يا(بيلا).
قبلته(سلسبيل)من وجنته وقالت وهي تقلب الساعة على ظهرها:
-إقرى اللي عليها كده؟
قرأها(طارق)وهو يطير فرحًا:
-حبيب العمر بيلا.
اقترب منها وقبلها بشغف:
-بحبك و عمري ما هزعلك حبيبتي.
قاطع(سلسبيل)عبراتها المنسابة على وجنتيها وشهقاتها وهي تعود من ذكرى ظنتها جميلة ولكنها أصبحت مُرة ،تذكرت ما رأته عند (وعد)هي ذاتها نفس الساعة التي أهدتها إلى(طارق)إذن أركان اللغز قد اكتملت وعلمت أن(طارق)قد خانها مع(وعد)تلك الخادعة الوقحة التي ظنتها صديقة وأخت بالنسبة إليها ولكن ما زال هناك بقية للأقصوصة...وهي لن تنحني ولن تنكسر...
فالقادم كالنار الحامية والحرب قد بدأت.
***************



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:48 AM   #47

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس عشر

بدأ الحفل ببيت(غدير)بمناسبة الدويتو الذي فعله(إياد)و(سيلين) وبالطبع كانت ترسم البسمة على شفتيها وتقوم بدور الزوجة المتألقة والتي ليس بداخلها شيء سوى الفرح والمرح فقط وبدأت تلتقط أطراف الحديث مع المخرج وتتحاور مع زميلتها بالعمل وتعلو ضحكاتها بانفعال ولكن ما صعق الجميع فتنتها المتزايدة فثوبها الأحمر بلون النبيذ وشعرها بنفس لونه أظهر جمالها وملامحها الفتاكة وكان (إياد)بجانبها وصافحت(سيلين)التي كانت ترمقها بنظرات مقيتة وكأنها تريد التخلص منها حتى يحلو لها الحياة مع(إياد).
بعد فترة من الوقت لاحظت(غدير)اختفاء(إياد)و(سي� �ين)من الحفل ،صعدت درجات السُلم ودقات قلبها تتصاعد معها وعقلها يتخيل أين تجدهما أجل معًا حتى سمعت صوت مقزز تتذكره من المرة الماضية عندما ذهبت إلى حفلته لم تفعل صوت هذه المرة حتى يلاحظ ولكنها فتحت باب دورة المياه حتى تجد(إياد)يقبل (سيلين)وكفه تجري على جسدها بالكامل بشهوة حقيرة صرخت (غدير)هذه المرة وهتفت:
-ه يا قذر يا أوسخ واحد شفته إنتَ إيه حيوان؟
اقترب منها(إياد)بسرعة وصفعها على وجهها:
-إخرسي.
وقعت(غدير)أرضًا وصوت الجمع والموسيقى الدائرة ممتزج مع صراخها:
-إنتَ بتضربني؟ بتضرب اللي خلتك نجم ومدتلك إيديها بعد ما كنت نكرة.
هربت(سيلين)بفزع من هذا المشهد وغادرت الفيلا.
أما(إياد)فلقد أخذ بخصل(غدير)التي صرخت متأوهه وسحبها تجاه غرفتها صارخًا بجنون:
-أنا هوريكي يا نجمة أنا بني آدم إزاي.
صرخت وهي تحاول التملص منه وتركل بقدميها في الهواء والدموع تُغرق وجهها.
ألقى بها على الفراش مغلقًا الباب بالمفتاح والتفت إليها وكان مشهده مخيف بنظراته القاتمة التي لا تبشرها بأي خير آتي عليها...صفعها عدة صفعات وهو يصرخ:
-أنا مكنتش ولا حاجة صح؟ أنا هعرفك؟
صرخت(غدير)بألم:
-أنا اللي كلبة إني صدقتك وحبيتك والله لأفضحك يا(إياد)يا زبالة.
لكمها(إياد)صارخًا:
-بس إخرسي خالص...عايزة تفضحيني هاأ...
صرخت(غدير)ألمًا وقد وقعت من على الفراش من أثر لكمته في فمها:
-هفضحك وديني لأفضحك يا قذر.
اقترب منها(إياد)وأمسكها من فكيها بقوة جعلتها تتأوه وهو يهمس بسخرية:
-تفضحيني. ثم أمال رأسه وهو يميل رأسها أيضًا مجبرًا إياها وهو يقول وسخريته تصبح أكثر لذوعة:
-شايفة المكتبة الجميلة دي؟
نظرت(غدير)بعينيها وهي متورمة بعض الشيء ولم تتفوه بكلمة.
أكمل(إياد)موضحًا:
-وفيها كاميرا صغنتته كده محطوطة جوه علبة شبه الكتاب شايفاه لونه أزرق.
كانت(غدير)صامتة ولكنها تسمعه وكل كلمة تخترق أُذنيها تقتل



جزء من قلبها ،قام(إياد)وابتسامة مقيتة على شفتيه وهو يقف أمامها يستعرض بطولته:
-عارفة يا(دورا)كل حاجة عملناها مع بعض على السرير ده اتصورت وعندي أفلامها في خزنتي بالمكتب وطبعًا عارفة إن الخزنة حلها بصمة إيدي ،يعني إنسي تاخديه.
لم تصدق(غدير)ما يحدث برغم ألمها إلا أن صدمتها كانت أقوى
اقترب(إياد)منها وجلس القرفصاء وهو يحدجها بسخرية:
-دلوقتي لسة عايزة تفضحيني يا(دورا)؟
ثم تركها واتجه صوب باب الغرفة يدير المفتاح:
-على فكرة أنا هنزل أقولهم إنك تعبتي و مش هتقدري تنزلي وأعملي حسابك مفيش نزول من الفيلا لغاية ما تعقلي ماشي يا...



ثم نظر إليها باستهزاء مكملًا:
-يا نجمة...وأغلق الباب خلفة صافعًا إياه كما فعل معها منذ قليل حاولت(غدير)أن تتحرك إلى المرآة بصعوبة بالغة وهي تشعر بكل ذرة من ذراتها تصرخ ألمًا...
جلست وهي تشهق ثم نظرت إلى صورتها المعاكسة وجدت وجهها مشوه كله محاط بالكدمات والدماء تسيل من جانب شفتيها من أثر لكمته شهقت وهي تتلمس عينيها المتورمة وشعرها الأشعث وثوبها الذي تمزق...لا تعلم أتداوي جروحها أم تعزي ذاتها على غبائها...
**************





جلس(قاسم)في قهوة "مزاجنجي" وعلامات الضيق محفورة على وجههُ يتذكر كلمات(منة)صديقة(سالي)وحبيبة (زين)
ثم هتف(قاسم):
-(ليفه)يا(ليفه).
جاء(ليفه)وهو يحك رأسه من أسفل طاقيته متحفزًا له:
-أيوة يا عم(قاسم).
نظر إليه(قاسم)وقال:
-عايز قهوة مظبوطة.
تعجب(ليفه)وهو لم يصدق طريقة(قاسم)في الحديث فلقد كان هادئ ولبق.
دعك(ليفه)عينيه ثم فر من أمام(قاسم):
-حالاً يا عم(قاسم)ربنا يهدي يا رب.

نظر إليه(قاسم)وتعجب وهو يضرب كف بكف:
-الواد إتهبل.
قاطعه صوت هاتفه أخرجه من جيب بنطاله وهو يقوم ووجد رقم غريب رفع حاجبًاه بتعجب ثم ضغط على زر ووضع الهاتف على أُذنه قائلًا:
-ألو.
تفاجأ بصوت يعرفه جيدًا وهو يقول بتلعثم:
-(قاسم)معايا.
شعر بنبض قلبه وفرح:
-مين(سالي)معايا؟
وجد ضحكة رقيقة تنبعث من هاتفه:
-أيوة أنا...إزيك...عامل إيه؟

ضحك(قاسم)وتقدم بمقعده للأمام:
-أنا تمام.
تلعثمت(سالي):
-أنا بع..بعتذرلك عن اللي قالته(منة).
تنهد(قاسم) براحة:
-لا أبداً هي كان عندها حق بردو مكانش ينفع أتكلم بالطريقة دي أنا كنت دغوف صحيح.
انطلقت ضحكة مرة أخرى من(سالي):
-أه صح دوغوف يعني غشيم باين.
مزح معها(قاسم):
-أوة و قلتيلي عايز "فلترة".
ضحكت أكثر(سالي):
-أيوة صح...إنتَ فاكر أهو.
همس(قاسم)بنبرة ذات مغزى:
-وحد قالك إني ناسي أصلاً.
خجلت(سالي)وتلعثمت أكثر:
-أه طب الحمد لله المهم إنك متزعلش.
ابتسم(قاسم):
-خلاص ماشي.
سألته(سالي):
-إنت جاي الكلية بكرة؟
حك(قاسم)مؤخرة رأسه وهو يعود بمقعده ويتأرجح به:
-أه جاي أكيد.
عادت(سالي)برأسها لظهر الأريكة:
-وأنا...قصدي إحنا يعني هنستناك.

ودعها(قاسم):
-ماشي...سلام.
وأغلق(قاسم)الهاتف وهو يعلم أن خطته صوب(سالي)بدأت تتحقق.
نبرتها التي تحمل الكثير من الخجل والتلعثم مما لا شك فيه أنها بدأت تلاحظه وتطلب منه المجيء ايضًا وسيلبي غرضها حتى يصل لهدفه.
*************






شعر(مروان)براحة عندما باح بمكنون صدره إلى(مَلك)وقد كانت منصتة إليه وهادئة كان يفكر في ذه الأشياء طوال فترة رجوعه إلى البيت...
أدار مفتاح شقته بهدوء وأخذ نفس ليواجه ما ذنبه الذي لم يرتكبه من الأساس ،وعندما دفع الباب وجد(سعاد)تخرج من غرفة نومه وتغلق بابه بهدوء.
نظرت إليه ورأى عتاب بنظرة عينيها وبعدها نظرت مرة أخرى إلى الساعة الخشبية ذات الطراز العتيق على الحائط:
-أهلا يا(مروان)كنت فين؟
أدار(مروان)حدقتيه بعيدًا عنها ونظر إلى سلسال مفاتيحه مداعبًا إياه بأصابعه:
-في الشغل يا ماما.


نظرت إليه(سعاد)بعدم تصديق وقالت بسخرية:
-شغل والساعة إتناشر بليل يا (مروان)؟
انقلبت ملامح(مروان)للضيق:
-اه يا ماما شغل والله شغل.
ثم أخرج هاتفه من سترته ومد ذراعه إليها:
-تحبي تتصلي تتأكدي؟
تعجبت (سعاد) من اسلوب ولدها فلقد أصبح أكثر عصبية وقالت بهدوء تحاول امتصاص غضبه:
-بتتريق عليه يا(مروان)كده بردو؟
لانت ملامح(مروان)ووضع الهاتف في جيبه بسرعه ممسكًا بكفها وبنبرة ندم:
-أنا آسف يا ماما. مش عارف أنا إزاي عملت كده؟
وأعقبها بتقبيل كفها...
شعرت(سعاد)بالإشفاق عليه بسبب حالته هذه وربتت على كتفه بهمس حنون:
-تعالى يا بني نقعد ونتكلم شوية.
أومأ(مروان)برأسه:
-ماشي يا حبيبتي.
توجها إلى غرفة المعيشة وجلست(سعاد)على الأريكة الوثيرة وبجانبها(مروان)ملست على خصلاته البنية الناعمة وهي تتأمله قائلة: -عارف يا(مروان)لما كنت حامل فيك كنت مبسوطة أوي و بحس إنك معايا و هتكون سندي وساندني حتى و إنت في بطني ولما خلفتك ونورت دنيتي كنت حاسة إن مفيش أم زيي في الدنيا جابت ولد قمر زيك.
ضحكت وابتسم معها(مروان)وهو ينصت إليها.
أكملت(سعاد)حديثها:
-بس صحيح مفيش حد قمر زيك يا(مروان).
مازحها(مروان):
-على فكرة هتغر كده.
ضحكت وهي تقرص أنفه:
-إتغر يا حبيب ماما.
ثم قلبت حديثها بجدية:
-تقدر تقولي متعصب ليه؟ ومبقتش جنب(بسملة).
زفر(مروان)بحرقة:
-ماما إنتي أكتر واحدة عارفة أنا حاولت معاها إزاي و لسه بحاول ده حتى(ملك)قالتلي كده.
رفعت(سعاد)إحدى حاجبيها بتساؤل وهي تقترب منه أكثر:
-(ملك)مين يا(مروان)؟


أجاب(مروان)ببساطة:
-دي واحدة زميلتي في الشغل وكمان شالت عني كتير في الشغل بنت جدعة و بميت راجل.
وضعت(سعاد)سبابتها أسفل ذقنها:
-طبعاً جدعة...ربنا يكرمها.
ذم(مروان)شفتيه وقال وهو يفكر في حبيبته:
-ماما هي(بسملة)عاملة إيه إنهاردة؟ سألت عليه؟
تهربت(سعاد)وهي تقوم:
-هي بخير يا حبيبي فترة وهتعدي، أعملك تتعشى عاملة فراخ بانيه ومعاها رز بالكاري هتاكل صوابعك وراهم.
وهربت من أمامه حتى لا تكذب ف(بسملة)لم تسأل عنه ولا تحاول معرفة شيء.

ولكن(مروان)يعلم أيضًا أن والدته لا تكذب أبدًا ولو كان نصل سكين على عنقها ومتأكد مائة بالمائة أن(بسملة)لم تتكلم عنه نظرتها التي يراها بعينيها تؤلمه بحق ،اتجه صوب غرفته وأغلق الباب خلفه ليجدها قابعة في الفراش وقد فتحت عينيها لتراه أمامها يقف ينظر إليها ولكنها لم تفعل شيء سوى أنها لفت جسدها للجهة الأخرى مولية ظهرها له ،لم تترك له حتى تجربة المحاولة مجرد شرف المحاولة ولكنه لن يستسلم سيقترب منها كما نصحته(ملك).
و(بسملة)التي ادعت النوم كان بداخلها فكرة واحدة "الإبتعاد" قدر المستطاع التهرب والهرب من عينيه التي تعشقهما وضحكته التي افتقدتها ،انتفض جسدها عندما شعرت ب(مروان)وهو يقترب منها وأنفاسه خلف أُذنها متخللة خصلاتها هامسًا وهو يحتوي جسدها بذراعيه:
-وحشتيني يا(بسبوستي).
أجفلت عينيها وهي تحاول التماسك والسيطرة على مشاعرها الجياشة وحاولت الابتعاد عن دفئ جسده الذي سرى في عروقها ولكنه أعادها لصدره ولمست في نبرته الرجاء:
-متبعديش يا(بسملة)أرجوكي خليكي في حضني وحشني حضنك أوي.
توقفت عن محاولة ابتعادها وسكنت بين ذراعيه ممنيه ذاتها أن تتوقف المشاعر عند هذا الحد.
عندما وجد(مروان)سكون جسدها حمد الله سرًا على نجاح محاولته وأسبل جفنيه مبتسمًا وهو يتنهد براحة ويضمها أكثر إلى صدره و (بسملة)شعرت بسعادة لا توصف لقد افتقدت هذا الشعور ولكن...إلى أي مدى ستدوم هذه السعادة؟



كم من الوقت وسيزول جمالها وتسقط خصلاتها؟
شعرت بشيء ساخن ينسكب من محجر عينيها وينساب على وجنتيها ،طردت تلك الأفكار السيئة التي بدأت تراودها وحاولت الولوج إلى النوم متمتعة قليلًا بحضن حبيبها(مروان).
************








وقفت(أروى)أسفل الدش تُغرق جسدها بالمياه الساخنة التي انبثقت منه بقوة تأوهت وهي تتلمس بإصبعيها منتصف رأسها تتحسس الجرح الغائر ،وتتذكر ما حدث لها في وقت الظهير. آخر شيء تتذكره هو صراخها وهي تسكب الجاز على رأسها وتبكي ولكن هناك شيء ثقيل هوي على رأسها أفقدها الوعي وبعد فترة طويلة أفاقت وهي تتأوه في أرضية المطبخ نظرت بجانبها وهي تحاول فتح عينيها بانزعاج وجدت علبة من الصاج هوت على رأسها من أعلى رف خزانة المطبخ.
لعله القدر بالتأكيد هو الله سبحانه وتعالى يُنذرها ويعطيها فرصة أخرى للحياة ،لتعيد التفكير في رواتب أمورها وأن الانتحار ليس حلًا وإنما تلاقي ربها كافرة بسبب يأس تملكها.



ارتعشت(أروى)بعد أن تذكرت ما حدث وشعرت ببرودة جسدها برغم سخونة المياه التي تنساب عليها وتؤلم جرح رأسها أيضًا خرجت وارتدت ملابسها بصعوبة من آثار جروح وكدمات وجلست على فراشها بعد أن أبدلت الشراشف لتحاول نسيان ما حدث لها عليه
و(فادي)لم يعود بعد هكذا هو دائمًا يتركها بالليالي وحيدة
أهكذا يحبها؟ يصفعها و يغتصبها ثم يهينها أشد إهانة.
وفجأة لمعت عينيها وهي تردد من داخلها
لا مفر يا(أروى)لا مفر.
**************





التقط(يوسف)كف(إينار)بين راحته يضغط بأنامله على كفها وهما يدخلان إلى مطعم لأول مرة يدخله(يوسف)ولكن بدا أنه جيدًا وسألته(إينار)وهي تنظر إليه معاتبة:
-كان لازمته إيه بس المصاريف دي يا(يوسي)ما كنا نتعشى في البيت أحسن؟
ضحك(يوسف)وهو يتأمل انفعالاتها ويسحب الكرسي للخلف لتجلس:
-يا(ناري)نفسي أخرجك و نبقى مع بعض. عارفة آخر مرة خرجنا إمتا؟
فكرت(إينار)وهي تعقد حاجبيها وتعتدل في جلستها واضعة سبابتها: -آخر مرة كان إمتا يا بت يا(إينار)آخر مرة كان إمتا؟؟
قرصها(يوسف)من أنفها مداعبًا:
-خلاص يا قلبي...من ساعة شهر العسل.

ضحكت(إينار)بصوت مرتفع:
-يووه ههيهي...كدك إيه صح.
عبس وجه(يوسف):
-ما تتلمي يا(إينار)وأظبطي ضحكتك بدل ما أدفنك.
شهقت(إينار)وهي تقرب وجهها منه:
-وأهون عليكي يا(يوسي).
شعرت(إينار)بحرارة جسده وسألته:
-مالك يا(يوسي)؟
همس(يوسف)وهو يقترب أكثر من وجهها:
-(يوسي)متنيل مش عارف يقعد على بعضه بسببك يا(ناري)والله أنا قربت أولع.
ضحكت(إينار)ووضعت أناملها على فمها:
-ليه يا(يوسي)هو أنا عملت حاجة؟
حدق(يوسف)بها وهو يصطنع البكاء:
-هو أنتي لسه معملتيش يا(ناري)؟
كادت أن تتكلم(إينار)بدلال أكثر ولكن(يوسف) أوقفها بيده:
-أرجوكي كفاية دلع والله ههريكي بوس لو مبطلتي الدلع بتاعك ده.
ضحكت(إينار)أكثر:
-يوه جتك إيه يا(يوسي)ده أنت سكر.
ثم أشارت لذاتها بفخر:
-إيه رأيك في الفستان الأزرق اللي جبته ده؟ والشال اللي معاه؟
قال(يوسف)بإعجاب بدى في عينيه:
-تحفة يا(ناري)المهم اللي جوه الفستان.
أزاحت(إينار)من على كتفيها الشال لتظهر كتفيها العاريين:
-ده بقى كان عليه ديسكاوينت يعني خصم.
قام(يوسف)من مجلسه بفزع وهو يحدجها بنظرات نارية:
-وآخر مرة هتلبسيه إلبسي...إيه كل اللي بان ده؟
أعادت(إينار الشال على كتفيها وهي سعيدة بغيرة حبيبها ونظراته النارية التي تكاد تلتهمها وسألته(إينار)وبسمة خبيثة تطفو على محياها:
-بتغير عليه يا(يوسي)؟
زفر(يوسف)بقوة وقال بخشونة رجولية:
-أه بغير وهخلي نهارك زي عنيكي كده لو عملتي كده تاني.
ضحكت(إينار)وهي تعيد رأسها للخلف ثم تعود مرة أخرى:
-أموت أنا.
يعلم أنه يكاد عقله يغادر ويتركه ولكنه قد غادر بالفعل ستجعله مجنونها أهكذا قالوا في الأساطير "مجنون ليلى" كما سيكون هناك (مجنون إينار).


جاء النادل ليقطع عليه تفكيره في منحوتته الماثلة أمامه:
-أهلاً وسهلاً بحضراتكم نورتونا يا فندم.
إبتسم(يوسف)والتقط قائمة الطعام:
-بعد إذنك عايز(كوردون بلو)و(كول سلو)و(رز بالكاري)وإممم (إسكالوب بانيه)ويكون "done" عايز طبقين من كل نوع.
قاطعته(إينار)وهي تلوح بيدها في الهواء:
-هو إيه الطبقين اللي من كل نوع؟ إيه الحاجات اللي إنت طلبتها دي يا(يوسف)؟
ندى جبين(يوسف)وحدق النادل بعينيه في(إينار)بدهشة
وحاول(يوسف)أن يوضح لها بهمس:
-إهدي يا قلبي ده أكل...كوردون بلو ده.
هتفت(إينار)بغوغائية:
-أه عارفاه ده معجون حلاقة شفت إعلانه.
كاد(يوسف)أن يقتلها ولكنها أشارت له بيدها وأنها باحثة في علم اللغات والمعارف:
-مفهومة يعني...المهم ركز معايا يا أخويا.
فتح النادل فمه وهو ينظر إليها أكثر غير مصدق أهذه الفاتنة تخرج منها هذه الألفاظ أشاحت بيدها في وجهه:
-مالك يا عم بتبحلقلي كده ليه لأ خلي بالك(الهاسبند)بتاعي جنبي أه يديك(هيت)بإيده يفقدلك(المايند) بتاعك.
ولكن(يوسف)وضع كفيه بالكامل على وجهه لا يعلم ماذا يفعل مع مجنونته ولكن هذا قدره...
أكملت(إينار)حديثها وهي تشير بقائمة الطعام:
-إوعى تكون فاكرني جاهلة لأ أبسوتلي يعني أنا معايا دبلوم...أخد إيه؟ أه هو ده الكلام شوف بقى عايزة(طاجن عكاوي)و(شوربة كوارع) و(ورق عنب باللية وسلطة خضرا ومخلل وعايزة شوية مية يا خويا ينوبك ثواب.
نظر إليها النادل ببلاهة وتكاد عينيه تقع من محجريهما وقال وهو يسحب القوائم ويسرع من أمامها هاربًا:
-حاضر.
نظرت إليه(إينار)بتعجب وضربت كف بكف وهي تنظر إلى (يوسف):
-ماله يا خويا ده؟ الراجل أخد الورق وجري هيهيهي.
أزاح(يوسف)كفيه من على وجههُ وسأل(إينار)بصدمة:
-إنتي هتاكلي الحاجات دي يا(إينار)يعني حقيقي الجسم الملبن ده هياكل الحاجات دي؟ ده مجرد إسمها بيطخن؟
أشارت(إينار)إليه بغرور:
-و إنتَ اللي طلبته يا خويا ليك كان أكل و لا أدوية هيهيهيي.



اقترب(يوسف)إليها وأوضح إليها بتعجب:
-يا بنتي اللي طلبته ده أكل مش أدوية(الكوردون بلو)دي فراخ و معاها جبنه شيدر و شريحة لحمة تركي ملفوفة ومتغطية ببقسماط وتتبيلة و مقلية وطعمها حلو أوي.
لوت(إينار)شفتيها باستهجان:
-ما تقول فراخ يعني لازم فزلكة و( الإستلوب فانيه)ده ايه ده راخر؟
ضحك(يوسف)وهو يحني رأسه للأسفل ثم نظر إليها:
-إستلوب فانيه مرة واحدة إسمه(إسكالوب بانيه)وده شريحة لحمة رفيعة ومتبلة ببصل و بتتحمر.
قاطعته(إينار)وهي تشيح بيدها مستنكرة:
-ايه يا خويا ده ما تقول لحمة هي كيميا.

علم(يوسف)أن لا فائدة من الجدال مع زوجته المصون وبعد فترة أتى الطعام من الأصناف التي طلبها كلاهما وكان صاحب النصيب الأكبر من التحديق من جميع الزبائن بالمطعم والعاملين بها كان (يوسف)يحاول أن يأكل بالشوكة والسكين و(إينار)تأكل بيديها العاريتين وتستلذ كل الطعام بشهية مفتوحة و(يوسف) لا يصدق ما يحدث وينظر إليها هامسًا برجاء:
-(إينار)كفاية كده الناس كلها بتتفرج عليكي.
هتفت بعد أن ابتلعت ما بفمها:
-الله هما مالهم يا(يوسي)ما اللي يبص يبص أنا واحدة باحب آكل براحتي مليش في السهوكة بتاعة الشوك والسكاكين.
ثم أخذت لفة من ورف العنب المتبقي من طبقها وهي تدفعها بفمه:
-والنبي كُل ورقة العنب دي يا(يوسي)طعمة و تستاهل بوقك.

أكلها(يوسف)رغمًا عنه:
-حلوة يا حبيبتي ،ممكن كفاية أكل الأطباق اشتكت يا(إينار).
شهقت(إينار)وهي تنظر إلى شوربة الأكارع:
-يا ندامة ومشربش شوربة الكوارع ده هي الفيتامين كله.
وأخذت(إينار)طبق الحساء ووضعته على فمها تشربه بشهية صانعة صوت و(يوسف)وضع المحرمة الخاصة بالطعام على وجههُ يغطيه يبتهل إلى الله أن تنشق الأرض و تبتلعه ،ولكن(إينار)لم يهمها الشهقات التي سمعتها من حولها ولا النظرات التي تخترقها من كل صوب الأهم كانت سعادتها الجمة مع حسائها وبعد أن انتهت وضعت الطبق على المنضدة ومسحت بيدها فمها قائلة:
-الحمد لله.
ثم رأت (يوسف) وهو يخفي وجههُ بالمحرمة سألته بتعجب:
-مالك يا(يوسي)؟ إنتَ نمت يا حبيبي.

لم ينطق(يوسف)أكملت(إينار)بضيق:
-أه هو الأكل اللي إنتَ أكلته مهو لو كنت أكلت زي كده كنت بقيت طاير ومعدتك ملت.
أزاح(يوسف)المحرمة من على وجههُ:
-(إينار).
ابتسمت(إينار)برقة:
-نعم يا(يوسي).
هتف(يوسف)بعصبية مكتومة:
-إبقي تفي في وشي لو خرجتك بره تاني.
تعجبت(إينار)قائلة ببلاهة:
-يوه هو أنا عملت حاجة؟
كاد(يوسف)أن يلطم خديه:
-وكمان مش عارفة.
ثم أشار إلى النادل هاتفًا:
-الحساب من فضلك.
بعد فترة من الوقت وصل(يوسف)و(إينار)إلى داخل منزلهم وكانت(إينار)تضحك على كلمات(يوسف)التي يلقيها عليها من أفعالها وقالت وهي تشير إليه بعد أن نزعت من على كتفيها الشال:
-خلاص يا(يوسي)أديك عرفت طبعي محبش آكل وأنا بره البيت ،هات الأكل هنا و آكل براحتي مليش في اللعبكة بتاعتك دي أه.
أخذها(يوسف)في صدره واحتواها بقوة و اقترب من شفتيها يقبلها ثم ابتعد عنها وهي تتنهد:
-بحبك يا(ناري)و بصراحة كنت هموت منك و عايز الأرض تتشق وتبلعني من تصرفاتك بس هعمل إيه بموت فيكي يا مهبوشة.
احمرت وجنتي(إينار)وقالت بهمس وهي تنظر بوجهها للأسفل:
-خلاص بقى يا(يوسي)بتكسف كده.
رفع(يوسف)بسبابته ووسطاه ذقنها ونظر بداخل سوداويتها وبنبرة هزت أوتار قلبها:
-حد يتكسف من نفسه أنا إنتي...إنتي
(روح قلبي...حبيبي...حياتي...
مشتاق لعنيك مشتاقلك
مشتاق و أنا لسه مقابلك
وبعز الشوق يا حبيبي وفي عز الليل بكتبلك.
تراقصت معه وهو يحتضنها بشوق غريب يغزو قلبه ولم يتمالك(يوسف)ذاته وقال وهو يحملها:
-أنا قلتلك إني مش مستحمل يا(ناري).
ضحكت(إينار)وهي تدفس وجهها في عنقه وتراقص قدميها في الهواء...

بعد فترة من الوقت كان يتمدد(يوسف)بجانب(إينار)وقبل ها في وجنتها وهو يداعب خصلتها الفاحمة الطويلة وقال بهمس:
-بحبك يا(إينار)بحبك أوي.
ملست(إينار)بأناملها ذقنه النامية التي تجذبها:
-وأنا بموت فيك يا(يوسي).
تنهد(يوسف)وهو يقربها منه على صدره العاري:
-أه يا(ناري)منك. إوعي تقولي إسمي كده تاني و إحنا بره. مبعرفش أكون على بعضي و الشيطان شاطر بقى.
ضحكت(إينار)بميوعة:
-هيهيهي الله بقى يا(يوسي).
حذرها(يوسف)بإصبعه:
-ها أنا مش مسئول.

ضحكت(إينار)ووضعت رأسها على صدره وهي تتنهد براحة:
-عارف يا(يوسي)عمري ما كنت أحلم في حياتي إني أحب حد كده و أعيش فرحانة بالشكل ده. خايفة أوي يا(يوسف)لفرحتي دي تروح خايفة أكون بحلم.
سالت دمعة من عينيها شعر بها(يوسف)على صدره قام بجذعه العلوي ونظر إليها وهو يحتوى رأسها بين كفيه وقال بلوعة والقلق يعصف بقلبه وهو يمسح عبرتها:
-ليه الدموع يا قلب(يوسي)متخافيش حبيبتي أنا بحبك و هفضل احبك طول ما ده.
ووضع كفها على قلبه يكمل:
-بيدق هفضل أحبك يا(ناري).
ثم قبلها من جبينها ورأسها ووجنتيها بهدوء ثم جاء عند شفتيها
همست(إينار)وهي غارقة في بحور هواه:
-بحبك يا(يوسي).
كاد أن يقبلها(يوسف)ولكن لفت نظره الساعة الموضوعة على المنضدة بجانب الفراش وقال بفزع:
يا خبر أنا إتأخرت.
وابتعد عن(إينار)وهو يزيح الغطاء من عليه هتفت(إينار)مستنكرة:
-الله ما كنت حلو إيه لدعك كده؟
أشار(يوسف)إلى الساعة:
-الساعة إتناشر نص الليل يا(إينار)لازم أروح إنهاردة البيت.
قالت(إينار)بضيق وهي تضع راحتها أسفل وجنتها متحسرة:
-صحيح الحلو ما بيكملش.
قبلها(يوسف)من شفتيها بسرعة وهو يذهب إلىى دورة المياة:
-عارف والله بس هجيلك بكرة متخافيش.

بعد فترة من الوقت ودع(يوسف)حبة قلبه واحتضنها بقوة كاد يشعر أنه سيهشمها وهمس في أُذنها:
-بحبك يا(ناري).هتوحشيني أوي.
ودعته(إينار)وهي تشعر بقلبها يفرغ وهي تشير إليه مودعة:
-و إنتَ كمان يا(يوسي). هتوحشني أكتر.
تركها(يوسف)وهو يهبط على درجات السُلم وقلبها يودعه قبل أناملها.
ذهب(يوسف)إلى الفيلا وفتح هو بمفتاحه الخاص بهدوء وأغلقه خلفه وحمد الله أن الكل نائم ،ثم تفاجأ بوالده وهو يجلس على الأريكة في الظلام الدامس لم يعلم بوجوده سوى بضوء سيجاره البرتقالي وصوت(عدنان)وهو يسأله:
-أخبار لعبتك الجديدة إيه يا(يوسف)؟
**************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:50 AM   #48

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس عشر

استيقظت(سلسبيل)في الصباح الباكر على همس(طارق)لها في أُذنها:
-(بيلا)حبيبتي.
فتحت حدقتيها وجدت عيني(طارق)مستلقي بجانبها على جانبه على الفراش ويضع راحة كفه الأيمن أسفل أُذنه ووجنته متأملًا إياها بوله ،ابتسمت بدلال ساحر وقالت وهي تقوم وتجلس باعتدال:
-صباح الخير يا(روقتي).
ظهرت السعادة على وجه(طارق)وهو يغمز بعينيه:
-كنتي تهوسي إمبارح.
ضحكت(سلسبيل)بدلال وهي تتذكر ما حدث بالأمس لقد قررت أن تلعب على وترين تذيقه الحلو وبعدها تريه علقمهُ...
تتذكر أنها كانت في أوج جمالها وأسدلت شعرها الطويل على ظهرها تاركة إياه حر طليق بخصلاته الشقراء المندسة بينه ومع ارتدائها لقميص النوم الذي أحضره لها من سفريته ومؤتمره الكاذب ،وقد قامت بدورها كزوجة فاتنة تحبه من أعماق قلبها وفعلت أفاعِلها الأنثوية الماكرة من غنج ونعومة حتى وقع أمامها كالطفل الوديع وسلمها مفاتيح رجولته هكذا كانت ليلة أمس.
دلكت(سلسبيل)رقبتها من الجانب بنعومة واقتربت من شفتي (طارق)تقبله بخفة:
-كانت ليلة و لا ألف ليلة و ليلة.
ثم قامت من على الفراش تخطو أمامه بثقة وهي تعلم ما سيحدث وكادت أن تنفلت من ثغرها ضحكة لأن حدث ما كانت تريده فلقد أتى(طارق)مهرولًا خلفها ووقف فجأة يلمس كتفيها:
-ايه رايحة فين يا(بيلا)؟
التفتت له(سلسبيل)وهي تطوق عنقه بذراعيها بنعومة أكثر من الحرير:
-قلب(بيلا)أنا عندي شغل في المستشفى يا(روقتي).
لمس خصلتها الواقعة على جانب عينيها:
-طب ما تاخدي أجازة.
وكاد أن يدنو من شفتيها وكانت نشوة(سلسبيل)في بُعدها وهي تقول ببراءة:
-لأ يا(طارق)مينفعش إنهاردة بالذات.
عقد(طارق)حاجبيه متسائلًا:
-إشمعنا إنهاردة هو فيه حاجة معرفهاش في المستشفى؟
ضحكت(سلسبيل):
-أه يا حبيبي شفت بقى هقولك يا سيدي.

أخذت منشفتها واقتربت منه:
-انت مش واخد بالك إن المستشفى بتاعتنا ناقصنا فيها دكاترة تجميل؟
هز(طارق)رأسه مؤكدًا:
-أيوة فعلًا...قليل جدًا مفيش غير إتنين بس دكتور(جميل) ودكتورة(أُلفت).
فرقعت(سلسبيل)بإصبعيها:
- بالظبط...ينفع مستشفى كبيرة زي بتاعتنا ويكون فيها دكتورين بس مش حلوة في حقنا يا(روقتي).
أكد(طارق):
-صح بردو...المهم هتعملي إيه؟
رفعت(سلسبيل)اكتافها ببساطة:
-فيه كتير هيتقدموا للوظيفة دي فلازم أكون موجودة.

ولمست عنقه وهي تكمل بنبرة أثارته:
-وأنا عارفة يا بيبي إنك عندك محاضرات ومش هتعرف تروح المستشفى إنهاردة. و(وعد) هتيجي متأخر كمان.
وضغطت على اسم (وعد) ثم أكملت ببسمة لطيفة:
-فكده مفيش غيري هيكون موجود في المستشفى علشان الانترفيو.
ثم نظرت للساعة مصطنعة الذعر:
-يا خبر شفت بقى.
وقبلته من فمه بسرعة وهي تتجه لدورة المياه:
-هتأخرني كده.
حدق إليها(طارق)وهو يكاد يعض على أصابعه من كثرة إثارته بحركاتها هذه وهتف:
-حراااام.

كانت تسمعه(سلسبيل)خلف باب الحمام وهي تعلم أنها تمشي على خطتها كما رسمتها...ومازالت هناك مفاجأة أخرى فهي الحاوي الذي بجعبته العديد والعديد من الألاعيب السحرية الخادعة ولكن هناك فرق بينها وبين الحاوي فألاعيبها خادعة فقط ليس بها أي سحر...وإنما ألم فقط...
بعد فترة من الوقت ذهبت(سلسبيل)مودعة(طارق)وهي تذهب إلى المشفى وعندما دلفت إلى مكتبها جاءها السكرتير(مجدي)وقال: -دكتورة(سلسبيل)المتقدمين للوظيفة قاعدين في الريسيبشن منتظرين حضرتك.
ابتسمت(سلسبيل)وقالت وهي تعدل وشاحها الأزرق:
-وريني الأبليكيشن بتاعهم.
قدم لها(مجدي)الأوراق وأخذتها(سلسبيل)تنظر إلى الأوراق:
-خلي دكتور(رائد سامي غالب)يتفضل الأول.

تعجب(مجدي):
-ده آخر واحد جه يا دكتور.
قاطعته(سلسبيل)بصرامة وهي تضرب بكفها على سطح المكتب:
-أستاذ(مجدي)أنا لما أقول ده يدخل يبقى تدخله من غير كلام.
بلع(مجدي)بقية كلماته ولكنها استدركت حديثها موضحة:
-ولعلمك ده أحسن دكتور فيهم لأن علاماته مشرفه وده واضح من صورة شهادته وكان بيشتغل قبل كده فين عرفت ليه طلبته؟
هز(مجدي)بخوف:
-أايوة يا دكتورة(سلسبيل)هندهله حالًا.
وانسحب من أمامها بسرعة وبعدها بثواني طُرق على باب مكتبها وفُتح نظرت لتجد رجلًا في مثل عُمر(طارق)زوجها بعيون بنية داكنة وشعر بني فاتح اللون متوسط النعومة مصفف بعناية وببشرة قمحية وذقن حليق بغمازة في منتصف الذقن ابتسم ذاك الرجل:
-صباح الخير دكتورة(سلسبيل).
ثم أغلق الباب بعناية وجلس على المقعد المقابل للمكتب وردت (سلسبيل)مبتسمة:
-صباح النور يا(رائد)متغيرتش لسه زي ما أنتَ.
ضحك(رائد):
-إنتي اللي زي ما أنتي يا(سلسبيل)لسه وشك زي ما هو جميل.
أكملت(سلسبيل)موضحة:
-ميرسي المستشفى دي بتاعتي أنا و(طارق)جوزي.
وضغطت على كلمة(جوزي)حتى يفهم (رائد) ما ترمي إليه.
حك(رائد)مؤخرة رأسه:
-أه فهمت مبروك أكيد(طارق)طبعاً طول عمره بيختار صح من و إنتوا في الكلية و أنا عارف إنه هيتجوزك يا(سلسبيل).
ثم تنهد بحزن مصطنع:
-يلا مفيش نصيب.
اقتربت(سلسبيل)من المكتب أكثر:
-أكيد ليك نصيب أحلى يا(رائد).
ثم تنهدت بهدوء وهي تقدم الورق الخاص ب(رائد):
-نيجي للشغل. ممكن أعرف إيه السبب في إنك سبت مستشفى "مهد الحياة"؟
زفر(رائد)بضيق:
-مرتباتهم مش كويسة متجيش أد مجهودي واللي بتعبه يا(سلسبيل).
ابتسمت(سلسبيل)بثقة:
-هنا هتلاقي تقدير يا(رائد).
هتف(رائد)بمرح وهو يرفع ذراعه للأعلى:
-هو ده الكلام.

أصمتته(سلسبيل):
-هسس إحنا في مكتب مدير المستشفى اللي هو أنا مينفعش تعمل حركاتك دي يا(رائد).
اعتذر(رائد):
-أنا آسف يا(سلسبيل)بس أصلك مش متخيلة كان نفسي أشتغل في مستشفى كبيرة زي المستشفى بتاعتكم وصدقيني أنا إتفاجأت إنك إتصلتي بيه وقلتيلي إني آجي أشتغل هنا.
ضحكت(سلسبيل):
-إنت عارف يا(رائد)إحنا كنا زمايل في الكلية وكل واحد راح في مكان بس بردو منسيتش إنك كنت فنان وكمان فنان بشري تقدر تحول قباحة لجمال منقطع النظير. بس خلي بالك.
اقترب(رائد)مستفسرًا:
-أيوة.

أكملت(سلسبيل) محذرة:
-دكتور(طارق)ميعرفش إني كلمتك يعرف إنك من ضمن اللي جم للوظيفة. سامعني يا(رائد).
ثم تراجعت بظهرها لتسنده لظهر المقعد بتراخي:
-أنا قلت إنت أولى بالوظيفة دي عن الناس الغريبة ولا إيه رأيك يا دكتور(رائد).
التمعت عيني(رائد)بجشع:
-أه طبعاً معاكي.
ابتسمت(سلسبيل)بخبث خفي:
-عارف مين كمان معايا هنا في المستشفى؟
هز(رائد)رأسه نافيًا:
-لأ معرفش مين؟

اقتربت(سلسبيل)وهي تعلم وقع اسم حقيرتها:
-(وعد).
عدل(رائد)جلسته واقترب بقوة من المكتب:
-بتهزري صح(وعد)هنا؟
أومأت(سلسبيل)وهي تدور لليمين واليسار بكرسيها:
-أها هي(وعد)لسه فاكرها يا(رائد).
وضع(رائد)يده على موضع قلبه:
-وهي تتنسي أصلًا.
ضحكت(سلسبيل):
-ياااه ده الموضوع مش ناسيه بقى؟
نظر إليها(رائد)بهيام:
-ولا يمكن أنساه.

ثم سألها بذعر:
-هي مرتبطة؟ أوعي تقولي إنها مرتبطة؟
كان قلب(سلسبيل)يرقص فرحًا وهي ترى خائنتها ترميها بكل قوة في نار ستحرقها في نهاية الأمر.
قاطعها صوت(رائد)وهو يكرر سؤاله مرة أخرى بلوعة:
-مردتيش يا(سلسبيل)هي(وعد)مرتبطة؟
هزت(سلسبيل)رأسها نفيًا وهي تنطق كل حرف وبه متعة من نوع خاص:
-لأ مش مرتبطة يا(رائد).
تنفس(رائد)الصعداء:
-الحمد لله طمنتيني.
ثم قام من مكانه:
-خلاص أبدأ أستلم الشغل إمتا؟
قامت(سلسبيل):
-من دلوقتي يا(رائد).
رفع(رائد)حاجبيه بدهشة:
-بجد؟ دلوقتي ؟
أجابته(سلسبيل):
-أيوة عيادتك في الدور الأول أول أوضة على اليمين وعارف جنبها عيادة مين؟
ابتسم(رائد):
-أكيد(وعد)صح؟
أومأت(سلسبيل)مبتسمة:
-أيوة عيادة دكتورة(وعد)قسم جراحة وتخصص كبد.
هز(رائد)رأسه بإعجاب:
-طول عمرها ذكية و بتعرف تختار صح.
ثم ودع(سلسبيل)شاكرًا إياها وأغلق الباب خلفه برفق ليستلم العمل ،جلست(سلسبيل)مرة أخرى ودارت بالكرسي دورة كاملة وهي تشعر بتلذذ في رسم مخططها وتعلم أنها ستنجح وستنتقم أشد انتقام.
ما أجمل الانتقام البطيء الذي ترى نتائجه بعدها بسرعة وتتمتع بكل لحظة فيه ،ثم ضغطت على زر وجاءها(مجدي)قائلًا وهو ماثل أمامها:
-أيوة يا دكتورة(سلسبيل).
نظرت إليه وهي تعطيه ملف(رائد):
-خد ملف دكتور(رائد)هو خلاص إتعين هنا. وإندهلي على دكتورة (ريم عزت كامل) .
دُهش(مجدي)لسرعة(سلسبيل)في تعيين(رائد)ثم ابتلع ريقه و(سلسبيل)تناظره:
-فيه حاجة يا أستاذ(مجدي)؟

هز(مجدي)رأسه نفيًا:
-لا حضرتك حالاً يا دكتورة.
وذهب(مجدي)وبعد فترة أتت(ريم)وجدتها (سلسبيل)جيدة كفاية ووافقت على تعيينها وستتسلم العمل من الغد ثم رأت آخرون رفضتهم لعدم كفايتهم ولكن هدفها كان واضح(رائد)ليس إلا.
أتت(وعد)على الظهيرة لتجد(سلسبيل)في الردهة تتحدث مع عدة أطباء في موضوع خاص بمريض حاولت(وعد)أن تتخطاها دون أن تلاحظها ولكنها لا تعلم أن(سلسبيل)منتظرة قدومها وقد أتت شكرت الأطباء ثم توجهت إليها من خلفها لتهتف بمرح:
-بخخ.
وكأنها تستمتع بمضايقتها.
*************


ذهبت(ميرال)إلى(بسملة)في منزلها لتجدها قد ذبلت بعد أن كانت كالزهرة اليانعة ومعها(سالي)التي لم تذهب إلى الجامعة اليوم لمرض (سعاد)بالزكام.
قالت(ميرال)بمرح:
-إيه القمر ده يا(بسبس)؟ هو اللي بيعيا بيحلو كده؟
ابتسمت(بسملة)ساخرة:
-يااااه على كدبك يا(ميرال)بطلي كدب بحلو وقمر؟
ضحكت(سالي)مداعبة:
-يا(بوسبوس)دا إنتي الحلاوة كلها أكيد(مروان)شايف كده.
هتفت(بسملة)بعصبية:
-(سالي) من فضلك بس وبطلي هزار.
تلون وجه(سالي)ونظرت إلى(ميرال)بحرج:
-طيب أسيبكم بقى سوا. لو عوزتي حاجة اندهيلي.
واغلقت الباب خلفها ،نظرت(ميرال)إلى(بسملة)بعتاب :
-هو فيه ايه يا(بسملة)؟ ينفع إحراجك ل(سالي)بالشكل ده؟
ترقرقت الدموع من عيني(بسملة):
-يا(ميرال)أنا مبقتش طايقة نفسي الكيمو ده تاعبني وحارق جسمي من جوه بحسها نار جوايا وشعري بدأ يقع. مبقتش متحملة كلام.
قاطعتها(ميرال)بيدها:
-ثواني أنا كنت بهزر بردو زي(سالي)مطلعتيش فيه زي ما طلعتي فيها وزعقتي بعصبية.
ثم صمتت لتقول:
-إنتي عملتي كده علشان جابت سيرة (مروان) صح؟
لفت(بسملة)وجهها للجهة الأخرى ولم تجيب...


ابتسمت(ميرال)وقالت بعتاب:
-انتي كده فاكرة انك مستريحة لا هتطولي راحة و لا هتعرفي تعيشي بالشكل ده.إنتي كده في نار يا(بسملة).
صرخت(بسملة)وهي تلتفت إليها ودموعها تنفجر من محجريهما:
-هو إنتي فاكرة إن سهل عليه إن حته مني أبعد عنها أو أعاملها وحش و أجرحها؟ النار اللي بتتكلمي عنها عندي أهون من نار المرض و إني بوحش يوم عن التاني انا عاملة زي الوردة اللي دبلت ومبقاش فيه حد بيرويها.
ثم نظرت إليها بمرارة أكثر:
-عمرك شفتي وردة مش عايزة راويها يا(ميرال)؟
سالت الدموع من عيني(ميرال)لا إراديًا حزنًا على حال صديقتها واحتضنتها هامسة وهي تمسح على شعرها:
-هششش...باااس إهدي كل حاجة هتبقى تمام.
قاطعتها(بسملة)وهي تشهق:
-مش تمام مفيش حاجة هتكون حلوة...هو واحشني أوي يا (ميرال)اللي بيرويني وحشني.
دخلت عليهما(سالي)وقد سمعت حديث(بسملة)مع(ميرال) واحتوتهما هامسة:
-إنتي يا هبلة فاكرة إني هسيبك لما تزعقيلي أنا بحبك يا(بسملة)وكله هيكون كويس والبيت هيتملي ضحك وهترجعي تغني تاني.
هتفت(بسملة)مبتهلة:
-يا رب...يا رب .
*************





قفزت(وعد)من موقعها بعد أن أفزعتها(سلسبيل) للدعابة ونظرت إليها وهي تضع يدها على قلبها:
-إيه يا(بيلو)خضتيني؟
ضحكت(سلسبيل)ثم قالت:
-عادي يا(دودو)إنتي لسه مصحيتيش يا حبي؟ هو معرفش يريحك؟
هتفت(وعد)بهلع وارتباك:
-هو إيه ؟ إيه اللي ريحني؟
ضحكت(سلسبيل)من داخلها ولكنها اصطنعت الشفقة على وجهها ببراعة:
-الدوا بتاع الصداع ؟ مش انتي قولتيلي لما كلمتك إمبارح واتس إن عندك صداع وقلتلك خدي دوا و انتي قلتيلي إنك أخدتيه فأنا بسألك هو لسه مريحكيش من الصداع يعني؟

زفرت(وعد)براحة وأمسكت بياقة قميصها بطريقة لا إرادية:
-أه يعني لسه...أنا هبقى كويسة متخافيش.
ضحكت(سلسبيل)محتضنة إياها ثم همست في أُذنها:
-مش خايفة يا قلبي المهم إنتي خلي بالك من نفسك.
وتركت(وعد)متعجبة من طريقة حديثها ثم هزت رأسها وذهبت إلى عيادتها لتقابل(رائد)الذي هتف بسعادة جمة:
-(وعد)إزيك؟
تعجبت(وعد)وسعدت بنفس الوقت:
-(رائد)مش ممكن إزيك ؟ إنت بتعمل إيه هنا؟
ضحك(رائد)وهو يشير إلى باب عيادته:
-إشتغلت معاكم وسبحان الله أجي الإنترفيو وألاقي اللي بيعمل المقابلة هي(سلسبيل)؟

ضحكت(وعد)بتعجب:
-أه فعلاً شوف الدنيا صغيرة.
ثم اشارت إلى عيادتها:
-و أنا بشتغل هنا جنبك لو حبيت تعرف حاجة في المستشفى أنا موجودة.
أكد لها(رائد)وهو يناظرها بحب:
-أكيد مش هسأل غيرك؟
(آسف إذا كنت قاطعتكم...)
نظر إليه الاثنان ليجداه(طارق)وعينيه تشتعل نارًا بدأت(وعد) بالحديث مبررة ما رآه(طارق):
-ده (رائد)اللي كان معانا يا(طارق)في الكلية فاكره.
حدجه(طارق)بنظره نارية:
-أه طبعاً فاكره هو(رائد)يتنسي.
واقترب منه محتضن إياه بقوة جعلت(رائد)يسعل ثم أبعده وأكمل: إزيك يا(رائد)إنت جيت بقى واتقبلت كده عالطول؟
ضحك(رائد)بتوتر فهو يعلم مُقت(طارق)له لأنه سبق وحاول التقرب من(سلسبيل)وأكمل حديثه:
-إنت عارف بقى السي في بتاعي أكيد عجبها ولقتني جدير بالشغل هنا.
كور(طارق)قبضته وهو يكاد يكيل ل(رائد)لكمه في أنفه ثم نظر إلى(وعد):
-دكتورة(وعد)المرضى عندك كتير إتفضلي.
عقدت(وعد)حاجبيها:
-حاضر يا دكتور(طارق).
ثم التفتت إلى(رائد):
-عن إذنك يا دكتور(رائد).

وتركتهما واستأذنه(رائد):
-عن إذن حضرتك يا دكتور(طارق)عندي مرضى.
وتركه بسرعة قبل أن يفعل(طارق)به شيء.
زفر(طارق)بغيظ ثم صعد لمكتب(سلسبيل)التي وجدها تنظر بملفات وتمضي بقلمها على عدة وريقات ثم نظرت إليه لتقول ببسمة رقيقة:
-(روقتي)إنتَ جيت يا حبيبي؟
وقامت تقبله في وجنته وجدته يتكلم بجمود:
-ليه خليتي(رائد)يشتغل في المستشفى يا(سلسبيل)؟
تعجبت(سلسبيل)وهزت كتفيها:
-عادي يا(طارق)متنساش إني زي ما قلتلك.
قاطعها(طارق):
-عارف اللي قلتيه الصبح أنا سؤالي واضح؟ ليه(رائد)بالذات؟
التفتت إليه(سلسبيل)بحدة وقالت بغضب:
-قصدك إيه بكلمة بالذات؟ إنت بتشك فيه يا(طارق)؟ أكيد مش ممكن يعني؟
لانت ملامح(طارق)وزفر بضيق:
-أنا بغير عليكي يا(بيلا)وإنتي عارفة ده كويس وعارفة(رائد)وهو كان عايز يرتبط بيكي.
قاطعته(سلسبيل)وهي تقطع المسافة بينهم بخطوة واحدة:
-كان يا(طارق)بس أنا.
ثم أكملت بهمس وهي تلمس وجنتيه بكفيها الدافئين:
-إخترتك إنت يا(طارق).
قبَل(طارق)كفيها:
-آسف يا حبيبتي إنتي عارفة حبي ليكي عماني عن إن ده شغل و وارد إن (رائد) يجي يشتغل هنا في المستشفى. متزعليش مني يا(بيلا).

قبلت(سلسبيل)كفه لتكمل خدعتها:
-وأنا مش زعلانة منك يا قلب(بيلا).
دلفت(وعد)فجأة عليهم المكتب لترى هذا المشهد أمام عينيها اشتعلت نيران الغضب بعينيها وقالت بمرح به بعض العصبية:
-ما قلنا نلم نفسنا بقى.
ثم أشارت إلى(طارق)بنظرة ذات مغزى:
-فيه حالة طارئة يا دكتور(طارق).
عقد(طارق)حاجبيه وترك(سلسبيل):
-حاضر جاي.
ثم التفت إلى(سلسبيل):
-معلش يا قلبي هخلص و أجيلك.

ابتسمت(سلسبيل)بوداعة:
-براحتك يا دكتور.
أغلق الباب خلفه ليتحول وجه(سلسبيل)لمقت:
-بكرهك يا(طارق)بكرهك وبكره كل لحظة حبيتها فيك.
ذهبت إلى الباب لتفتحه وتقف بحذر بجانب سور المشفى لترى من طابقها الثالث وقوف(وعد)مع(طارق) تتكلم معه بعصبية وكأنه شجار بالطابق الثاني رفعت حاجبًا بسخرية:
-حالة طارئة بردو؟ إستني عليه يا(وعد).
********



في"موسكو" وقف(رامز)وقت الظهيرة بمكانة كموظف استقبال ووقف يبتسم بدبلوماسية للعميل قائلًا بروسية متقنة بسبب ما حفظه من الجمل:
-مساء الخير مرحبًا بكم في "كراسيفي أنجيل".
ابتسم النزيل وكاد أن يطلب من(رامز)غرفة ولكن(كامل)أتى بجانب(رامز)والعرق يتقطر من وجههُ برغم برودة المكان وبصوت مذعور:
-(رامز)إلحقني.
نظر(رامز)إليه ثم أشار له بيده أن يهدأ ونظر إلى النزيل ليكمل معاملاته حتى سلمه مفتاح الغرفة ثم بعد أن رحل العميل نظر (رامز)إلى(كامل)وسأله بضيق:
-إيه يا(كامل)؟ مش شايفني بشتغل وبتكلم مع النزيل؟
قاطعه(كامل)وهو يشير إليه بكفيه:
-إستنى بس هحكيلك.
ثم إزدرد لعابه:
-أنا كنت داخل الحمام في أخر التُرقة دي وأنا طالع سمعت صوت كركبة ببص لقيت باب في الجنب كده وباينه بيودي على مخزن بس المخزن كان فيه معمل.
هز(رامز)رأسه مستفهمًا:
-معمل! إنت بتخرف يا(كامل)؟
هز(كامل)رأسه نفيًا:
-أبداً والله طب تعالى أوريك المكان ده. إحنا شكلنا روحنا في داهية يا(رامز).
هدأه(رامز)بيده:
-طب إهدى و نكمل شغلنا للبريك وبعدها أشوف معاك مصيبتك دي.
بعد أن جاء موعد استراحتهما قام(رامز)ودفع(كامل)أمامه:
-يلا يا أخرة صبري أما نشوف تخاريفك دي.
تحرك(كامل)أمامه وذهب به إلى المقر الذي أشار إليه بهدوء وهو ينظر حوله وجد جميع العاملين مشغولون وأشار لباب عليه لافتة مخطوط عليها "ممنوع الدخول"ولكن كعادة كل متطفل دلف الاثنان بتوجس ووجدا المكان خالي من البشر ولكن توجد طاولة عريضة بعد عدة إنشات وعليها وريقات فضية تحتوي على بودرة بيضاء وقارورات بها سائل يغلي موصول بأنابيب زجاجية و تحتها مشاعل تخرج منها نيران هتف(كامل)وهو يشير إلى هذه الأشياء:
-شفت يا(رامز)عرفت إني مبخرفش.
اقترب(رامز)وقد شعر بنفس شعور(كامل)بالذُعر وقال وفرائسه ترتعد:
-دي مخدرات يا(كامل)نهار إسود.
التفت إليه(كامل)بذعر أكثر:
-قلتلك...عرفت بقى هما ليه عيشونا برفاهية وفرحونا شوية علشان يطلعوه على جتتنا و إحنا زي العُبط صدقنا إحنا لازم ننفد بجلدنا إن شا الله نروح للقُنصلية المصرية و نروح بلدنا.
حاول(رامز)مناداته وهو يلتف:
-إستنى يا(كامل).
ولكنه وجده يتراجع للخلف بظهره ووجد أمامه شخص بذقن سوداء طويلة لا ترتسم على ملامحه سوى القسوة والبرود من خلال عينيه الزرقاوين بين أصابعه مسدس مزود بكاتم للصوت مصوب إليهما
ويقول بصوت خشن:
- اصمتا.
ثم أتى من خلفه(فيراشكا)وهي تبتسم ببرودة أكثر قائلة بلغة عربية: -عظيم علمتما الآن بسرنا. وكله بفضل هذا الثرثار.
أشارت إلى(كامل)الذي تراجع أكثر وكان بجانب(رامز)الذي قال:
-(فيراشكا)نحن لا نعلم شيء...صدقًا.


رفعت(فيراشكا)حاجبًا بسخرية واقتربت من(رامز):
- أحقًا؟
ثم صفعته على وجههُ صارخة:
-أتظننا أغبياء لقد علمتما أننا نتاجر بالمخدرات ولأعلمك السر كاملًا ،ولكن قبل هذا علي فعل شيء وددت فعله منذ رؤيتكما.
واخذت من الرجل سلاحه وصوبته تجاه(كامل)بدمٍ بارد:
-أن أتخلص من ذاك الأحمق.
شهق(كامل)والدماء تنبثق من موضع قلبه وتصبغ قميصه الأبيض باللون الأحمر القاني و(رامز)يصرخ:
-لأ ليه عملتي كده؟
وأخذ يحتضن(كامل)الذي تشنج وحدقتيه تنظر للأعلى وهو يتلفظ بكلمتين:
-مطلعتش تخاريف.

وسقط وجه للجانب الآخر هتف(رامز):
-لأ يا(كامل)طلع عندك حق.
نظر بمقت إلى(فيراشكا)التي تشاهد الأمر وكأنه فيلم ثم تأففت وهي تراه يقف على قدميه صارخًا:
-ليه عملتي كده؟ ليه تقتليه؟
ضحكت(فيراشكا)ساخرة:
-عجبًا لك أيها المصري ألا تعلم أن السر إذا علمه أكثر من اثنين لا يصبح سرًا و إليك باقي سرنا نحن من المافيا الروسية التي تسمى بالمافيا الحمراء.
كاد أن يتقدم(رامز)من(فيراشكا)ولكن هذه الأخيرة كانت أسرع منه فلقد صوبت نحو فخذه وأطلقت رصاصة أخرى صارخة:
-توقف.


وقع(رامز)عند قدمي(فيراشكا)صارخًا بألم:
-والله ما هقول حاجة.
ولكنه وجد رجل ضخم الجثة مرتدي سترة سوداء جلدية على ذراعه وشم نار ملتفه بكوبرا وقال الرجل ورائحة الموت تفوح من بسمته:
-نعلم أنك لن تتفوه بكلمة لأنك ستلقي حتفك في الحال.
علم(رامز)أن هذه نهايته من خلال هذا السلاح وسيحصل زميله (كامل)المسجى على الأرض بجانبه.
وانتهى الأمر بصوت رصاصه فقط...
***************



عادت(فريدة)من جامعتها باكرًا بعد أذان الظهر ودلفت إلى المكتبة لتسأل(مدبولي)عن نوع من الورق ولكنها متعللة ذلك حتى ترى(عمر)لقد قلقت عليه منذ أمس عندما أخبرها(مدبولي)بمرضه وخرجت من المكتبة لأنها لم تراه ولكن بسمتها علت شفتيها عندما رأت(عمر)وهو يتقدم تجاهها أمام المكتبة ويبتسم وهو يكاد يطلق زغاريد لرؤيتها:
-إزيك يا آنسة(فريدة).
أجابته(فريدة)وهي تبتسم ووجنتيها قد تحولتا لثمرة فراولة:
-إزيك يا بشمهندس(عمر).
سعل(عمر)وهو يمسك بيده منديل ورقي يضعه على فمه:
-أنا آسف عندي لسه شوية برد.
(فريدة)وهي تناظره بقلق:
-ألف سلامة عم(مدبولي)قالي إمبارح...

انفرجت أسارير(عمر)وألقى بمنديله جانبًا:
-بجد سألتي عليه؟
تنحنحت(فريدة)وعدلت نبرتها للصرامة وهي تعطيه المال:
-لأ مسألتش عليك أنا بس سألته علشان أديك الفلوس بتاعة القلم إتفضل...
مد(عمر)ذراعه وأعاد المال لها:
-لأ مينفعش عيب كده.
"(فريدة) بتعملي إيه عندك؟"
صوت المنادي أرعبهما ،نظرت(فريدة)بخوف هاتفة وهي تضع كفيها على وجنتيها:
-(يونس)؟

وتراجع(عمر)وهو يرى(يونس)وعينيه من جمر وهو يتجه صوبهما
وقال(عمر)بهمس قلق:
-روحت في داهية...
************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:51 AM   #49

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع عشر

عندما تفاجأ(عمر)برؤية(يونس)له ول(فريدة)همس بقلق وهو يتراجع:
-روحت في داهية.
ثم وجد لكمة من(يونس)تستقبلها بكل حفاوة فمه ووقع أرضًا ثم توجه إلى(فريدة)وأمسك برسغها ويعلو صوته:
-إزاي تقفي كده معاه؟
تأوهت(فريدة)من قوة قبضته على رسغها وقالت مبررة:
-والله بديله فلوسه يا(يونس).
هدر(يونس)بجنون وهو يجرها خلفه تجاه مدخل البيت ويصعد على درجات السلم:
-حلو أوي منظرك.
كان هناك جمع من سكان الحارة يساعدوا(عمر)في الوقوف ومسح خيط الدم من على جانب شفتيه وتبع(يونس)حتى ينجد حبيبته (فريدة)وجد باب الشقة مفتوح وكان(يونس)سيغلقه لولا قدم (عمر)التي أوقفت الباب عن إغلاقه هاتفًا:
-(فريدة)معملتش حاجة يا(يونس)كانت بتديني فلوس علشان دفعتلها تمن قلم في المكتبة والله ده اللي حصل.
كانت(فريدة)تنساب الدموع على وجنتيها وهي تشهق وتنظر لأخيها بخوف ووالدتها خرجت من غرفتها لتهتف بقلق:
-إيه اللي حصل فيه إيه يا(يونس)؟ (عمر)! بتعمل إيه يا بني؟
حاولت(فريدة)أن تتفوه وهي ترتجف ووجهها محمرًا:
-والله يا ماما(يونس)فاهم الموضوع غلط.
التفت إليها(يونس)وهو يتجه بقربها محذرًا:
-إخرسي إنتي خالص؟

دلف(عمر)ودفع الباب بيده ووقف خلفه:
-إهدى يا (يونس) هفهمك والله كل الحكاية؟
صرخت(منال)و(فريدة)تضع كفيها على وجنتيها وهي تبكي عندما رأت(يونس)وهو يلتفت بحدة وعينيه كالحمم ممسكًا بياقة قميص(عمر):
-أه بقى مبقاش فيه(نسمة)فقلت تتسلى بأخت خطيب(نسمة) وأهو أي حاجة من ريحة الحبايب.
نفض(عمر)يد(يونس)عنه وقال موضحًا بتعجب بعد أن ساد الصمت:
-يا بني إفهم بقى. أنا عمري ما فكرت ب(نسمة)إلا إنها أخت ليه و ماما الله يسامحها بقى هي اللي كانت قايلة لخالتي(عفاف)إني بحب(نسمة)و أنا مش كده خالص. حتى إسأل(نسمة)؟
لانت ملامح(يونس)بعض الشيء حتى قال(عمر)بمرح:
-تحب أعملك إعلان بكده؟
وأكمل(عمر)وهو يعدل قميصه:
-وبمناسبة إنك ابتسمت أنا طالب القرب منك.
بعد ابتسامة(يونس)التي انجلت انقلبت لعبوس مرة أخرى وهو يلوي شفتيه:
-مين يا خويا المرة دي؟
ضحك(عمر)وهو يشير إلى(فريدة):
-هو سعادتك معندكش غير أخت واحدة(فريدة)طبعاً.
نظر(يونس)بذهول إلى(عمر)ثم إلى(فريدة)التي تلون وجهها بألوان الطيف و(منال)التي نظرت إليها والسعادة لونت وجهها ولكنها لم تتكلم وتركت لولدها(يونس)التكلم بما أنه رجل هذا البيت بعد وفاة والده.
وقف(عمر)أمام(يونس)وببسمة مرحة:
-قلت إيه يا عمي؟

رفع(يونس)حاجبًا وحك ذقنه بغيظ واشار إلى باب الشقة:
-بره يلااا.
اصطنع(عمر)التعجب وأنزل حاجبيه لأسفل:
-ليه بس يا عمي؟
أخذه(يونس)من يده تجاه الباب بحنق:
-علشان حتة عمي دي هطلعك بره.
حدق (عمر) به وحك رأسه ببلاهة:
-مش فاهم.
ضحكت(فريدة)و(منال)على هذه المشادة التي بعد أن كانت مخيفة تحولت إلى مرح.
أكمل(يونس)وينظر بعينيه للأعلى:
-يا رب صبرني على ما بلاني.

ونظر إلى(عمر)وابتسم:
-يعني قولي يا (يونس)مش عمي يا أهبل.
ضحك(عمر)وسأله:
-صحيح يا(يونس)؟
ضحك(يونس)ووضع يده على كتف(عمر)وهو يلتفت إلى(فريدة): -أيوة خلاص مهو باين من وشها أهو و قبول الحاجة كمان شكلك واد حبوب.
أكمل(عمر)بمرح:
-ولذوذ كمان.
انقلبت ملامح(يونس):
-بلاش ظُرف زيادة يا(عمر)بدأت أحبك. ليه هتخليني أغير رأيي.
(عمر)مبتسم:
-والله ولا تزعل.قولي بقى أجيب الحاجة إمتا يا عمي؟
وظهرت أسنانه بالكامل و(يونس)يحذره:
-تاني عمي بره يالااا.
ثم ضحك وقال:
-هات الحاجة بليل بعد أدان العشا.
ثم نظر إليه بقوة أقلقته:
-بتصليها في المسجد صح؟
ابتسم(عمر)بتوتر:
-طبعاً يا(يونس)ياااه بتسأل في حاجات سبحان الله يا شيخ...يلا سلام عليكم و سلاام يا طنط سلام يااا.
ونظر إلى(فريدة)ولكنه وجد(يونس)يحدجة بنظرة نارية عدل نظرته ونظر إلى (يونس):
-سلام يا(يونس)يا حبيبي.
وهرول وهو ينزل على درجات السلم بسعادة لا توصف فأخيرًا(فريدة)ستصبح من نصيبه فهي من كان يبحث عنها طوال عمره.
ضحك(يونس)وهو يغلق الباب خلفه ونظر إلى(فريدة):
-بقى فيه حب و كده يا ست(فريدة).
اشارت له(منال)أن يحذر:
-ولاا يا(يونس)أنا سكت علشان إنتَ راجل البيت لكن(عمر)راجل محترم والناس بتشهد بأخلاقه .
ضحك(يونس):
-وأنا مش معترض يا ست الكل.





ثم اقترب من(فريدة)ووضع ذراعه حول كتفها بحنان:
-أنا بناغش(فري)حبيبتي.
احمر وجه(فريدة)بخجل وأمالت رأسها على صدر(يونس)الذي ربت عليها بحنو:
-مبروك يا حبيبتي يا أجمل عروسة.
تفوهت(فريدة)أخيرًا بكلماتها الهامسة من كثرة الخجل:
-الله يبارك فيك يا(يونس)ربنا يخليك ليه.
***************




وقفت(إينار)وهي تتأوه هاتفة وهي تجلس على فراشها:
أه ياني هو يعني كان لازم أتفجع كده ده كان ناقص أكل دراع الراجل...أه ياني والله أنا شاكة لأكون.
ثم نظرت إلى هاتفها لترى تاريخ اليوم وقالت:
-إتأخرت بردو.
ثم فتحت هاتفها لترى اسم حبيبها وقالت حالمة:
-(يوسي)وحشني أوي.
ثم ضغطت الزر تهاتفه ولكنها وجدته مغلق عقدت حاجبيها وقالت بضيق وهي تدب بقدميها أرضًا:
-أوووه ليه بس يا(يوسي).
ثم استلقت على الفراش بأريحية ووضعت سبابتها وإبهامها بفمها تفكر.
بعد فترة من الوقت كادت(إينار)تقفز من السعادة فبعد أن أحضرت اختبار حمل وجدت أنه إيجابي...
كانت تتمنى أن يكون زواجها من(يوسف)علنًا الكل يعلم أنها زوجته ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولكنها تريد ان تخبر(يوسف) بهذا الخبر السعيد أخذت هاتفها مرة أخرى ولكن هاتفه مغلق.
تعجبت(إينار)فدائمًا تهاتف(يوسف)وهو يجيبها فلماذا هذه المرة هاتفه مغلق؟
***********







ذهبت(ميرال)إلى الشركة بعد أن تركت(بسملة)واطمأنت عليها دلفت إلى مكتبها وألقت حقيبتها متخللة أصابعها في خصيلات شعرها وتذكرت(بسملة)وما قالته إليها (عمرك شفتي وردة مش عايزة راويها)وتذكرت حالها مع غريمها وحبيبها في نفس الوقت (أسمر)...أه من هذا الرجل الذي جرح كبريائها...ضغطت على الزر وطلبت فنجان قهوة مضبوطة حتى تعدل مزاجها...
أما(أسمر)فلقد علم أن(ميرال)قد أتت ورأى الساعي وهو يحمل فنجان القهوة ابتسم(أسمر)واتجه ناحية الساعي قائلًا:
-فنجان القهوة ده لمين؟
أجابه الساعي:
-ده للآنسة(ميرال).
ابتسم(أسمر)وقال بلباقة:
-طب معلش ممكن تجبلي كيس بسكوت مملح و أنا همسكلك الصنية لغاية ما ترجع.
تعجب الساعي من طلبه وترك معه الصينيه وذهب لإحضار ما طلبه وعاد إليه آخذًا الصينية وأعطاه البسكوت و(أسمر) يشكره:
-شكراً يا عم(شاكر)تسلم إيدك.
ابتسم(شاكر):
-العفو يا بني.
ثم ذهب إلى مكتب(ميرال)ووضع القهوة أمامها قائلًا:
-القهوة يا آنسة(ميرال).
رفعت(ميرال)رأسها بوهن وخطوط سوداء مرسومة على وجنتيها من مستحضرات التجميل التي سالت من أثر بكائها وقالت:
-شكراً يا عم(شاكر).
نظر إليها(شاكر)بقلق:
-مالك يا بنتي بتعيطي ليه؟

هزت(ميرال)رأسها نافية بكذب:
-مفيش حاجة يا عم(شاكر)أنا كويسة.
هز(شاكر)رأسه بتفهم وقال:
-طيب يا بنتي ربنا يهديلك الحال.
سحبت(ميرال)منديلًا ورقيًا ومسحت وجهها بالكامل وأخرجت مرآتها حتى تزين وجهها الذي تلطخ بمستحضرات تجميلها وبعد أن انتهت ،أغلقت مرآتها حتى وجدت(أسمر)في وجهها شهقت متفاجئة من وجوده وهتفت:
-إيه ده يا أخي مفيش كحة أي حاجة تقول انك هنا؟
رفع(أسمر)حاجبًا بسخرية:
-إيه يا(ميرال)إنتي شفتي عفريت ؟
أجابته(ميرال)بلذاعة:
-بصراحة أه.

اقترب منها(أسمر)بسماجة وابتسامة مستفزة على شفتيه:
-بذمتك فيه عفريت حلو كده؟
ورقص حاجبيه وهو يتراجع هتفت(ميرال)بغيظ:
-مغرور أوي أوفر يعني.
ثم أخذت فنجان قهوتها وبدأت ترتشفه و(أسمر)يجلس أمامها ويريح جانب وجنته على راحة كفة نظرت إليه بريبة وقالت بغضب:
-هو إنتَ هتفضل متنحلي كده كتير يا إنتَ؟
رفع(أسمر)رأسه ونظر إليها بضيق:
-إيه يا إنتَ دي اللي بتقوليها أنا إسمي(أسمر)على فكرة ولا نسيتي؟
نظرت إليه(ميرال)وأمسكت فنجانها وقالت بلا مبالاة:
-أهلا وسهلاً أعملك إيه يعني؟

وأكملت ارتشاف قهوتها وقالت بعد أن أنهته وأعادت رأسها للخلف لتسندها على ظهر المقعد:
- ياااه تسلم إيدك يا عم (شاكر) فنجان قهوة عسل.
ظل يراقبها(أسمر)وهي تسبل أهدابها كم هي فاتنة برغم ما فعلته به فعليه الثأر لما فعلته به فلقد تسببت له بخصم من راتبه لعدم حضوره للاجتماع السابق وكل هذا بسبب من؟ هذه النائمة على الكرسي أمامه لن ينسى سخرية الشركة بالأجمع وهو مرتدي ذاك البنطال الأحمر الذي أحضره له ذاك الأحمق(أحمد).
بعد فترة لاحظ تغير ملامح(ميرال)وسعادة بلهاء قائلة:
-هييييييييييي الله فيه هوا حلو أوي هي دي هاواي؟
انتفض(أسمر)من مكانه عندما وجد(ميرال)فجأة تقف وتقفز كالأطفال وتدور حول ذاتها كراقصة باليه وكل الموجودين بالشركة توقف عن عمله ونظر إليها مشدوهًا مما هي تفعله حتى جاءت(نانسي)زميلتها وأمسكت(ميرال)من كتفيها تحاول تهدئتها: -(ميرال)إنتي كويسة؟
أخذتها(ميرال)في حضنها وهتفت وهي ترفع ذراعيها للأعلى:
-هاااااااي(نانسي)؟
ثم همست لها فجأة:
-بصراحة أنا ضحكت عليكي لون شعرك وحش أوي أوي.
عبست(نانسي)وهتفت وهي تدفعها للخلف:
-والله أنا جزمة إني عبرتك أصلاً.
تراجعت(ميرال)وهي تطلق ضحكة كالراقصات وتضع أناملها على فمها:
-إستني بس يا(نانسي).
ثم التفتت لتجد(أحمد)قررت التوجه إليه ولكن(أسمر)وقف أمامها نظرت إليه(ميرال)وأمسكته من قميصه هاتفة:
-أما إنتا يا كداب يا مغرور إنتَ. إنتَ كداب كبير أوي وخاين.

ثم دنت شفتيها للأسفل علامة الحزن:
-وأنا زعلانة منك علشان إنتَ خاين أنا بكرهك.
ملس(أسمر)على شعرها قائلًا بهمس:
-هششش إهدي بقى الله يخربيتك يا(بكر)قالي حباية هلوسة واحدة وهتبقى طايرة بس مكنتش أعرف إنك هتكوني طايرة للدرجاتي.
وضعت(ميرال)سبابتها على شفته هامسة:
-هوووووش بس إنت قمر أوي يخربيتك. عارف أنا ممكن أسامحك أنا لسه بحبك يا(اسمرتي).
يقسم(أسمر)أنه لو كان متزوجًا منها لكان قبلها بشغف لقد اشعلت فتيل مشاعره ولكنه تماسك وأبعدها قائلًا وهو يتجه بها لدورة المياه: -طب إهدي و هنحل كل حاجة بس تعالي نغسل وشنا و نفوق.
أبعدته(ميرال)وذهبت للمصعد وهي تلوح له بيدها:
-باااي حصلني عند(سعد).
لطم(أسمر)على وجههُ وهو يحاول أن يلحق المصعد ولكنه أُغلق زفر قائلًا:
-الله يحرقك يا(بكر)دي البت بقت هبلة و هتروح في داهية تلات أدوار أطلعهم و أمري لله.
صعد(أسمر)على درجات السُلم كالمكينة ولكن قد فات الأوان فلقد سمع هتاف(ميرال)هي داخل مكتب(سعد):
-تعالى يا حلو يا رايق يا ابو بابابيونه إنتَ.
هتف(سعد)وهو يقوم من مكتبه ويشير إلى(ميرال)بغضب:
-إنتي إتجننتي يا(ميرال)إزاي تكلميني بالأسلوب ده؟
ضحكت(ميرال)ببلاهة وبأعلى صوتها:
-إنتَ أصلاً واحد مغرور و عبيط هكلمك إزاي يعني ده كفاية موديلاتك اللي تقرف عمال تقول حطوا هنا لون وأعملوا مش عارف إيه ناقص تخلي الموديلز تركب ريش و تبقى فرخة.

وصرخت(ميرال)من الضحك ثم أشارت إليه وهي تنزع حذائها
أشار إليها(سعد)وهو يبتعد عنها ضحكت:
-متخافش مش هضربك بيهم هيييي.
ثم ألقتهما جانبًا ووقفت على طاولة الاجتماعات الطويلة وهتفت:
-ياااه شفت و أنا ماشية على الحبل.
دخل(أسمر)إلى لمكتب ورأى ما تفعله(ميرال)وقال وهو يقترب منها:
-(ميرال)إنزلي وبطلي جنون.
التفتت إليه(ميرال)وهي ترفع ذراعيها لأعلى بجانبها وكأنها تمشي على الحبل:
-هوووس هتوقعني كده و أنا ماشية على الحبل.
نظر إليه(سعد)ثم نظر خلفه وجد جميع الموظفين والموظفات يقفوا ويشاهدوا ما تفعله(ميرال)وقال(سعد):
-هو إيه بيحصل إنهاردة؟ فيه إيه يا(أسمر)؟
هز(أسمر)رأسه وخلع حذائه قائلًا:
-فيه إن(ميرال)أعصابها تعبانة و أخدت دوا غلط وشكله أثر عليها.
وضع(سعد)أنامله على فمه بطريقة أُنثوية:
-يا خبر طب إنتَ بتعمل إيه؟
صعد(أسمر)على الطاولة وقال:
-هوقف العلاج حضرتك.
ثم نظر إلى(ميرال)التي ما زالت تتحرك وتخطو للأمام جاء أمامها وقال مبتسمًا:
-(ميرال)حبيبتي مش كفاية كده أحسن تُقعي؟
وضعت(ميرال)يدها في خصرها:
-أقع ما يقع إلا الشاطر يا(أسمرتي).
أخذها(أسمر)من خصرها وقال:
-طب يلا نقع يا شاطرة.
دفعته(ميرال)من كتفه قائلًا بانزعاج:
-إنتَ رخم على فكرة.
زفر(أسمر)بنفاذ صبر وقال وهو يمسكها من كتفيها:
-و أنا زهقت على فكرة سامحيني.
لم تكاد تتفوه(ميرال)وتسأله:
-على إيه أسامحك؟
ولكنها وجدت(أسمر)يصدمها برأسه في رأسها أفقدتها الوعي
شهق الجميع وهم يروا(أسمر)وهو يحمل(ميرال)بين ذراعيه ويهبط من على الطاولة ويتجه للخارج وكل الفتيات يتمنين لو يكنَ مكان(ميرال) ولكن حظ هذه المسكينة هي بين ذراعي(أسمر)الذي خرج من مكتب(سعد)الذي رأى الحب في عيني(أسمر)ورأى العتاب في عيني(ميرال).
**********

جلس(فادي)على الأريكة الوثيرة بفيلته وجلس قبالته رجل يبدو عليه الثراء ببذلته الفخمة وساعته الأنيقة والذي بدأ بالحديث:
-يا(فادي)باشا أنا حابب اشتري منك منتج(نواعم)الموديل ده هيكسر الدنيا عندي مفيش ست مبتشتريهوش.
ضحك(فادي)وأشار إلى نفسه:
-طبعاً يا(ماجد)باشا أصل أنا أفهم في الستات أوي والموديل ده كنت عارف إنه مش هيقعد عندي لكن إسمحلي إنت عايز تاخده كله يعني تحتكره محدش يكون عنده(نواعم)غيرك؟
أجابه(ماجد):
-أيوة يا(فادي)باشا و اللي إنت عايزة هدفعهولك بس ميكونش و لا حتة في السوق من(نواعم)إلا عندي وبس.
برقت عيني(فادي)بجشع:
-خلاص هات دفتر شيكاتك و أنا أكتبلك الرقم.
**********
تأفف(قاسم)وهو ينظر إلى ساعته ولم تكن(سالي)قد ظهرت وهو ينتظرها منذ ساعة وهاتفها وجده مغلق شعر بالقلق تجاهها لا يعلم لما ولكن قلبه شعر بذلك...
وجد(زين)يظهر من بعيد توجه إليه وسأله:
-إزيك يا(زين)مشفتش(سالي)؟
هز(زين)رأسه:
-والله ما أعرف يا(قاسم)ده حتى هي لا أتصلت و لا عملت أي حاجة ده حتى(منة)مجتش بردو شكلهم أجزوا سوا.
وضحك(زين)ولكن(قاسم)لم يبتسم وقال بتعجب:
-غريبة ده هي قالتلي إنها هتروح الكلية بكرة و تشوفني هناك.
نظر إليه(زين)بتعجب:
-(قاسم)إنتَ عايز إيه بالظبط؟
تلعثم(قاسم):
-ها إيه الأسئلة دي؟ أنا مش عاوز حاجة يا عم ؟
أشار إليه(زين)محذرًا:
-(قاسم) لازم تعرف إن(سالي)بنت محترمة و بنت ناس.
قال(قاسم)بعصبية:
-يعني أنا اللي مش محترم و إبن كلب مثلاً؟ فيه إيه يا(زين)ما تتكلم عدل؟
زفر(زين)بحرارة:
-يعني من الآخر(سالي)مش بتاعة لف و دوران واللي إنت بتفكر فيه.





هتف(قاسم)وهو يشيح بيده في وجه(زين):
-ولا أنا يا عم الله اقولك أنا ماشي.
وتركه وهو يفكر في كلمات(زين) "(سالي)مش بتاعة لف ودوران و بنت محترمة و بنت ناس"
هتف(قاسم)وهو يخرج من الجامعة:
-أيوة أنا إبن كلب و مش محترم...بس حبيتها .
***********






جلس(صالح)على مكتبه يمضي عدة وريقات و(كيتي) تقف بجانبه بدلال وتزيح ورقة وتضع أخرى حتى انتهت وضعت الورق جانبًا وجلست على طرف المكتب وتنورتها القصيرة أظهرت ما فوق ركبتيها بسهولة ويسر و(صالح)بدأ يوسع رابطة عنقه وهو يشعر بحرارة شديدة حوله وقال محذرًا:
-(كيتي)بلاش هنا .
ضحكت(كيتي)وهي تداعب خصلاته الفضية:
-حياتي أنا يا(لولو)طب خلاص بس أعمل حسابك يا(لوحتي) إنت إنهاردة عندي.





قبل ذراعيها:
-و أنا هاجيلك عالطول مش هتأخر يا قلبي.
تركته(كيتي)مودعة إياه بعبث:
-و أنا همشي دلوقتي و هستناك يا بيبي.
بعث إليها(صالح)قبلة في الهواء ،خرجت(كيتي)من الشركة ووضعت هاتفها على أذنها قائلة بخبث شيطاني:
-كله تمام يا بيبي.
************



إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 12:55 AM   #50

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن عشر

تأففت(سالي)وهي تجلس على الأريكة متذكرة أنها لم تذهب إلى الجامعة بسبب تعب(سعاد)من كثرة مجالستها ل(بسملة)وطلبت من(سالي)أن تأتي وتحل محلها وشعرت بضيق لا تعلم سببه ولكن لتكن صادقة هي تعلم السبب ولكنها تتجاهله.
رأت ملامحهُ أمام عينيها وبضع كلمات معينة تجعلها تضحك مثل (دوغوف)مدى بساطته أحبتها وعدم تنميق كلماته هو كشخصية بالنسبة إليها حالة تحبها وتشعر بسعادة عند رؤيتها...لم تعي إلا وقد وضعت هاتفها على أُذنها بعد ان ضغطت على اسمه وسمعت صوته وقد استشعرت منها سعادة و معاتبة:
-يعني ينفع كده مواعيد و متجيش و صاحبتك كمان متجيش علشان أعرف حتى مجيتيش ليه؟

ابتسمت(سالي)وقالت بخفوت بعد ان تنحنحت:
-والله "sorry" يا(قاسم)؟
قال(قاسم)بحنق:
-النبي عربي يا بنتي؟ احنا في أمريكا ؟
ضحكت(سالي)وهي تمسك آخر خصلاتها على طريقته:
-حاضر آسفة يا(قاسم)والله غصب عني ،أنا كنت هروح الكلية فعلاً بس ماما قالتلي أروح أقعد مع(بسملة)بدالها علشان عندها شوية برد و إنت عارف مريض ال”cancer” قصدي السرطان يعني مينفعش حد يقعد معاه وهو عيان مناعته بتكون ضعيفة.
تنهد(قاسم)بتأثر:
-ربنا يشفي مرات أخوكي و يشفي الحاجة؟
رفعت(سالي)حاجبيها بتعجب وقد توقفت عن مداعبة خصلتها:
-الحاجة!

أكد لها(قاسم)وهو يحك مؤخرة رأسه:
-قصدي الوالدة أمك مامتك يا(سالي).
ضحكت(سالي)وهي تقف وتلوح بيدها بعلامة الاكتفاء:
-خلاص خلاص فهمت. إيه القاموس اللي اتفتح ده يا(قاسم)؟
لن يكدب(قاسم)مشاعره ولكن قلبه رقص عند سماع ضحكتها الصافية وقال:
-أحم على فكرة ضحكتك تلوح يعني؟
هتفت(سالي)بتعجب:
-تلوح!
ضرب(قاسم)وجههُ بيده وهو يبعد هاتفه عنه:
-أنا مالي ضروبش كده ليه؟ ما تعدل كلامك يا زفت إنتَ؟
وسمع(سالي)من سماعة الهاتف:
-ألوو(قاسم)روحت فين؟ (قاسم)؟
أعاد الهاتف لأُذنه قائلًا بعفوية:
-معلش الشبكة بقى؟ قصدي ضحكتك حلوة أوي سيبك من الكلمة الهباب اللي قلتها في الأول دي.
ضحكت(سالي)أكثر جعلت(قاسم)يكاد ينهار:
-طب أوكيه نسيتها والرد شكراً.
عقد(قاسم)حاجبيه:
-نعم يعني أنا بقولك كده علشان تقوليلي شكراً؟
ضمت(سالي)شفتيها وهي تقف بالشرفة:
-طب عايز ايه يعني يا(قاسم)؟
تنحنح(قاسم):
-ولا حاجة ممكن تقوليلي اني ضحكتي حلوة طريقتي في الكلام إحم و لا بلاش.

أغمضت(سالي)عينيها من فرط سعادتها وقالت بعد أن أسبلتهما:
-الصراحة بحب طريقة كلامك العفوية دي. رغم انك بتصدمني يعني هههه.
(قاسم)وهو يعدل في هندامه بفخر أمام مرآته في غرفته:
-بجد والله؟ بتحبي طريقة كلامي؟
حذرته(سالي):
-أه بحبها بس لازم تعدلها يا(قاسم)علشان.
وقطعت جملتها سألها(قاسم)والفضول قاتله:
-علشان إيه؟ قولي يا(سالي)؟سكتي ليه؟
ابتسمت(سالي):
-علشان الناس طبعاً تعرف تتعامل مع الناس و شغلك الإنسان لازم يتغير للأحسن يا(قاسم).

حزن(قاسم)وحاجبيه ينخفضا بأسف:
-للناس وشغلي...
ثم همس:
-هو أنا بشتغل أصلاً؟
سألته(سالي)تحاول سماعه:
-قلت إيه؟
عدل(قاسم)نبرته:
قصدي صح صح إنتي عندك حق طبعاً هو الواحد ايه غير شخصية حلوة.
وأكمل بمرارة وخزي:
-والناس تحترمها و ليه شغلانة كويسة.
شعرت(سالي)من نبرته ببعض الحزن سألته:
-(قاسم)إنتَ كويس؟
ضحك(قاسم)بافتعال وهو يمسح دمعته التي هبطت رغم أنفه:
-لا مفيش شكلي بنام باين؟
ثم سعل وسألها:
-هتيجي الكلية امتا؟
هزت(سالي)رأسها بحيرة:
-معرفش لما دور البرد يروح من عند ماما.
هتف(قاسم):
-يا رب تيجي الكلية بسرعة بقى؟
ثم عدل جملته:
-ويشفي مامتك والدتك يعني.
أمالت(سالي)رأسها على حائط الشرفة:
-يا رب.

ابتسم(قاسم)وهو يتمدد على فراشه:
-خلي بالك من نفسك.
تبسمت(سالي):
-وإنتَ كمان...يلا باي.
كاد أن يقبل(قاسم)هاتفه وهو ينظر إليه:
-باي يا(سالي).
وبعد أن أنهى المكالمة همس:
-يا حبيبتي.
ضحك على ذاته وهو يتذكر كلماتها "علشان الناس طبعاً تعرف تتعامل مع الناس و شغلك الإنسان لازم يتغير للأحسن يا(قاسم)"
هتف بحنق وهو يلقي الوسادة بكل قوته بطول ذراعه يمينًا:
-أيوة صح و أنا مفيش حاجة من دي عندي يا(سالي).
*************
وجدت(زينب)جرس المنزل يصدح كثيرًا وقد كانت قلقة على(ميرال)فلقد تأخرت هذه المرة عن غير عادتها وهاتفها غير متاح من المتضح أنها لم تقم بشحنه كعادتها.
فتحت(زينب)الباب لتجد(أسمر)وهو يلف ذراع(ميرال)على كتفه وشبه يحملها قائلًا وهو يتنفس بصعوبة بعد صعوده طابقين:
-مساء الخير يا طنط.
هتفت(زينب)بلوعة وهي ترى(ميرال)غير واعية:
-(ميرال)مالها يا(أسمر)بنتي مالها؟
دلف(أسمر)إلى المنزل ووضع(ميرال)على الأريكة وهي ويرفع قدميها:
-مفيش يا طنط دي مرهقة شوية.
هتفت(زينب)موبخة:
-(أسمر)أنا عارفاك لما بتكدب...زي ما كدبت المرة اللي فاتت على(ميرال)ريح نفسك و قول الحقيقة.
زفر(أسمر)وهو يراقب(ميرال)حتى يتأكد له أنها ما زالت فاقدة الوعي:
-هقولك يا طنط.
أنصتت إليه(زينب) وبعد أن أنهى حكايته ثم هتفت باستنكار:
-هلوسة يا(أسمر)؟ تدي لبنتي حبوب هلوسة.
هتف(أسمر)بحنق:
-يعني عاجبك يا طنط اللي عملته في بنطلوني غرا و تخليني ماشي ببنطلون أحمر و المدير يخصملي من مرتبي.
أشارت إليه(زينب)بغضب:
-إنتوا الإتنين غلطانين أصلاً هي غلطت لما عملت معاك الحركة دي و إنت بدل ما تعقلها لأ عملت عملة مهببة أكتر...رغم أنكم متستاهلوش غير بعض.


هز(أسمر)رأسه وقال مدافعًا:
-يا طنط(ميرال)مش عايزة تسامحني على غلطة كنت هعملها كنت في لحظة ضعف و محصلش حاجة صدقيني.
أشارت(زينب)إليه وهي تقترب منه:
-بس الغلط موجود يا(أسمر)فيكم إنتم الإتنين. هي دماغها جزمة و مش قادرة تصدقك لأنك غلطت في نظرها و خنتها مش مهم إنتَ خنتها فعلاً و لا لأ المهم نيتك يا(أسمر).
قال(أسمر)بحيرة:
-طب والعمل؟
قامت(ميرال)من مرقدها وهي تجلس ناظره إليه:
-العمل إنك تطلع برة دلوقتي حالاً يا(أسمر).
نظر إليها(أسمر)وقال وهو يحاول الدفاع عن ذاته مقتربًا منها:
-(ميرال)أرجوكي إسمعيني... أنا...

هتفت(ميرال):
-أنا سمعت كل حاجة يا(أسمر)ومش مسامحاك لو عملت إيه مش هسامحك على اللي عملته والهلوسة دي هُنت عليك...تخليني مهزأة كده في الشركة.
قاطعتها(زينب)وهي تجلس بجانبها:
-(ميرال)إنتي غلطتي و بدأتي بعمايلك.
التفتت(ميرال)إليها بحدة:
-إنتي معايا و لا معاه؟
صرخت(زينب)بوجهها:
-أنا مش في ماتش علشان اكون مع حد فيكم أنا بقول إن الغلط منكم إنتم الإتنين و لا زم تصلحوه.
هزت(ميرال)رأسها وحدجت(أسمر)بعينيها الزيتونية النارية:
-مفيش إتنين خلاص.

هتفت(زينب) بصدمة:
-إيه؟ قصدك إيه؟
اقترب(أسمر)من (ميرال)وأمسك كفها بترجي:
-(ميرال)أرجوكي إديني فرصة متقطعيش حبنا اللي لسه شايفه في عنيكي بلاش الكبر بتاعك يضيع حب سنين.
نفضت(ميرال)يديها منه واشارت إلى الباب:
-بره.
ثم صرخت مكررة:
-إطلع بره يا(أسمر).



ابتعد(أسمر)وقبض كفيه جانبه لقد صدمته وقطعت أوصال أمله وذهب بعيدًا صافعًا الباب خلفه.
وقد قرر أن هذه هي النهاية كما قررتها هي... هكذا التقى الاثنان في قرار واحد دون أن يعلم أحدًا منهما بقراره.

************







دلف(مروان)و(ملك)إلى مطعم ليتناولا الغذاء فبعد طول اجتماع بالشركة تبسم(مروان)وهو يسحب المقعد للخلف لتجلس(ملك) عليه وتبتسم برقة وقد دارحول المنضدة ليجلس أمامها هاتفًا:
-الأكل هنا جميل تحبي تطلبي إيه؟ طبعا ده غدا هو أه بقينا بليل بس غدا علشان ما أكلناش حاجة لغاية دلوقتي.
شبكت(ملك)أناملها أسفل ذقنها:
-والله عندك حق. أي حاجة اللي هتطلبه هاتلي زيه.
ضحك(مروان):
-طيب إنتي و حظك بقى.
ثم نادى على النادل وطلب الأصناف ثم التفت(مروان)إليها:
-شفتي الإجتماع ؟
هزت(ملك)رأسها:
-شفت طبعاً...معجبنيش كلام مستر(ممدوح).

هتف(مروان):
-صح أنا بقول كده يعني مش أنا لوحدي؟
ضحكت(ملك):
-لأ طلع معاك أنا. واضح إننا شبه بعض في حاجات.
نظر إليها(مروان)ولمسة إعجاب بعينيه:
-واضح كده.
سألته(ملك)وهي تقترب منه:
-صحيح أخبار(بسملة)إيه؟
اختفت السعادة من ملامح(مروان)وقال بيأس:
-(بسملة)متفكرنيش يا(ملك).
عقدت(ملك)حاجبيها:
-مفكركش ليه إيه اللي حصل؟

هز(مروان)رأسه بمرارة:
-أخدتها في حضني إمبارح و سمعت كلامي الصبح بعدت عني و بصتلي بصة وكأني غريب عنها مش جوزها و حبيبها قبل كل ده...وقالتلي أبعد عنها.
وانسابت دموعه لمست(ملك)كفه وقالت:
-طب إهدى كل حاجة هتتحل.
لم يسحب(مروان)يده من لمستها ولكنه شعر براحة غريبة تتغلغل جسده شعر بالأمان و الدفيء.
همست له(ملك):
-طب هي جلستها امتا؟
تنهد(مروان)وهو يمسح دموعه:
- بكره إن شاء الله.


قالت(ملك)وعينيها تلتمع:
-طب ايه رأيك أروح معاك بكرة و أهو منه أتعرف عليها وأكون جنبك.
ثم عدلت جملتها:
-قصدي يعني متكونش لوحدك.
انفرجت أسارير(مروان):
-والله فكرة حلوة...خلاص إتفقنا.
وجد النادل قد أتى بالطعام حتى هتف بحماس:
و الأكل جه يلا علشان جعان جداً.

*************

عاد(فادي)مترنحًا من أثر الخمر وبعدها دلف إلى غرفة نومه ووجد (أروى)نائمة والإجهاد بادي عليها كما يوجد كدمات علي ذراعها وجرح علي مقدمة جبينها من أثر ضربة لها في المرة الاخيرة ثم أتى إليها صارخًا كالثورالهائج:
-إنتي يا زبالة الستات قومي فذي.
قامت(أروى)بفزع من مرقدها:
-فية إية يا(فادي)؟
صرخ بجنون أكثر وهو يقترب منها ويقبض على شعرها:
-فين الأكل و نايمة لية؟ إمشي غوري روحي حضريلي العشا.
ودفعها ناحية الحائط الموازي...اندفعت(أروى)صارخة وهي ترتطم بالحائط.
ثم قامت وهي تصرخ بحرقة وتواجههُ لأول مرة:
-حرام عليك إنت إيه؟ مفيش عندك رحمة و لا إنسانية أنا لو حيوان مكنتش هتعاملني كدة أنا كنت بحبك عملت كل حاجة علشانك.
تقدم تجاهها وهي كانت تتراجع للوراء حتى وصلت لنافذة غرفة نومها المنخفضة وهو ما زال يترنح مزمجرًا بغضب مخيف:
-وإيه يعني أصلك غبية...إنتي أقل من الحيوان أنا كدة كيفي كدة...أضربك...أكسرك...أخد منك مزاجي براحتي ملكيش رأي زيك زي الكرسي.
ثم بدأ يمسكها من رقبتها محاولًا خنقها وهي تحاول التملص منه ولكن لا فائدة من المتضح أن خطتها ذهبت مع الريح وأن روحها ستنفذ إلى بارئها أخيرًا.
*************




نظرت(غدير)للأعلى بفراشها في اللا شيء وهي تعلم أنها أصبحت أسيرة تحت رحمة(إياد)ذاك الحقير الذي هددها لقد كانت تتذكر أول نظراتها إليه وكم كان يلقي عليها عبارات الحب والهيام ولكن أين ذهب لقد أضاعته بيديها باستسلامها وسد أُذنيها عن الأخبار وارتدائها لنظارة سوداء حتى لا ترى أفاعيله الدنيئة والبذيئة.
كيف سولت لها نفسها بأن تتهاون في حق ذاتها كامرأة ؟ كيف دهست على كرامتها؟ حسنًا هذا جزائها لقد استسلمت.
وهذا ثمن سلبيتها...
دلف(إياد)إليها ونظر إليها باصطناع مستعطف:
-حبيبتي(دورا)عاملة ايه دلوقتي؟
ثم داعب رأسها بسخرية لاذعة:
-علقة المرة اللي فاتت عقلتك و لا لسه عايزة تنشري فضايحي؟
أبعدت(غدير)رأسها عن يده هاتفة بحزن:
-مكنتش متخيلة إنك بالشكل ده؟
اقترب(إياد)منها باسى تمثيلي:
-توء توء بقى ده كلام ده أنا لسه قمر أهو وبعدين مش تباركيلي؟
نظرت(غدير)إليه مستفسرة باستهزاء:
-على ايه يا عني؟
لمس(إياد)وجنتها بأنامله بسماجة:
-كتبت عقد على فيلم من بطولتي أنا و(سيلين).
نظرت(غدير)إليه بحنق:
-والله مبروك.
ضحك(إياد)بسخرية:
-شكلها مش من قلبك يا(دورا)قوليها من قلبك يا(غدير).
عدلت(غدير)نبرتها وقالت:
-مبروك يا (إياد) ألف مبروك يا حبيبي...

دُهش(إياد)وقال وهو يشير إليها:
-تصدقي أنا صدقتك...مكدبوش لما قالوا عليكي لقب ملكة الشاشة.
ابتسمت(غدير)بسخرية:
-لازم تكون عارف حاجة زي دي إني ملكة الشاشة وهفضل ملكة الشاشة.
صفق(إياد)بطرقة مسرحية:
-برافو يا فنانة.
ثم أكمل بعد أن توقف عن التصفيق بجدية وهو يشير إليها:
-كنتي يا(غدير)فعل ماضي يا روحي...أنا اديتك أجازة مفتوحة و الإعلام خلاص عرف إن الفنانة(غدير)بتمر بحالة صحية و نفسية صعبة و مع الوقت هتتنسي يا(دورا).
ثم توجه إلى باب الغرفة:
-باي يا قلبي.
بعد أن أغلق الباب خلفه صمتت(غدير)ونظرت إلى الباب مطولًا لو دخل أي شخص إلى الغرفة لظنها تمثال ولكن مع انسياب الدموع يُدرك أنها حية.
ظلت تنساب دموعها وكأنها أنهار ومع تعالي شهقاتها وعينيها المتورمة تؤلمها ولكن ألم فاق الألم ذاته وألقت زجاجة بجانبها وصرخت وهي تعلم أنه ما من منادي حتى الخدم لا أحد لقد صرفهم جميعًا هي تفعل بنفسها كل شيء تحيا بسجن هو بيتها...ستظل حبيسة نفسها...حبيسة ذكرياتها و مجدها تشاهد أفلامها وتتحسر على جمالها الذي يذوب...
************




من القهر الذي بداخلها جلست(سعاد)وهي تبكي تتذكر ما حدث منذ ساعتين جاءتها رسالة على هاتفها من رقم مجهول وهي
(إلحقي جوزك الجميل متجوز عليكي و معاه موزة إنما إيه؟)
لم تصدق ما رأته ووجدت العنوان أسفله وصورة جعلتها تشهق من الألم والحزن لقد رأت(صالح)وهو يقبل يد(كيتي)بمطعم.
ذهبت إلى العنوان الذي أُرسل إليها ووجدت(كيتي)من فتحت الباب نظرت إليها غير مصدقة وأشارت إليها:
-(كيتي).
ثم سمعت صوت(صالح)وهو يضع منشفة على رأسه:
-مين يا(كيتي)؟
نظرت إليه(سعاد)إليه وهو يتقدم مرتدي منشفة كبيرة يلفها حول خصره وصدره عاري من المتضح بنظرها أنه كان يأخذ حمامًا ساخنًا.
أزاح(صالح)المنشفة من على وجههُ وتفاجأ بوقوف(سعاد)أمامه ودموعها تتساقط بسرعة دون توقف وعينيها تنظر إليه بخزي صرخت:
-إيه إتفاجئت يا(صالح)إنه أنا...يا عشرة عمري يا أبو ولادي بقى بعد السنين دي تتجوز عليه(كيتي)واحدة من دور عيالك.
شهقت(كيتي)باستهجان:
-جرى ايه يا حبيبتي انا مراته على سنة الله و رسوله.
نظرت إليها(سعاد)باحتقار وأشارت إلى(صالح):
-ورقتي توصلي خلاص مبقاش فيه حاجة بينا يا(صالح).
حاول(صالح)مناداتها ولكنها لم تلتفت وعادت إلى بيتها وهي تبكي منذ هذا الوقت وتندم على كل لحظة عاشتها مع(صالح)لن تستطيع أن تنظر إليه بعين الاحترام بعد الآن لقد انتهى كل شيء.
************

جلس(عمر)مع والدته بعد أن عادا من زيارة منزل(يونس)وطلب يدها وأخيرًا تمت الموافقة ونظرته إليها وهو يبعث إليها حبه بعينيه وهي تحمر وجنتيها خجلًا إلى أن حدجه(يونس)بتحذير وقال بهمس وهو بجانبه:
-طب أنا أخوها يا أخي إتلم و إحترمني.
ابتسم(عمر)مازحًا:
-حاضر يا عمي.
أشار إليه(يونس)بتحذير:
-ولااا هبوظلك الجوازة.
أمسك(عمر)بيده:
-أبوس إيدك أنا آسف حقك عليه يا كبير خلاص يا(يونس).
ضحك(يونس):
-خلاص بس إياك أسمع كلمة عمي.
يعلم(عمر)بأن والدته تشعر بالسعادة.
"بس(فريدة)حلوة يا(عمر)و أهلها طيبين أوي"
نظر إليها(عمر)بابتسامة بلهاء تعجبت(فاتن):
-مالك يا واد بتضحك بعبط كده ليه؟
هز(عمر)رأسه وما زالت ذات الابتسامة على شفتيه:
-والله يا ماما فرحان أوي.
داعبت(فاتن)خصلاته:
-عارفة يا حبيبي إنك فرحان وبصراحة البنت زي العسل و مؤدبة و مامتها(منال)ست زي السكر.

هتف(عمر):
-مش كده بردو هما عيلة جميلة وطيبين وحلوين.
لكزته(فاتن)بيدها في ذراعه:
-أهلها بردو يا واد إنتَ؟
ضحك(عمر):
-أيوة طبعاً يا أم(عمر).
ضحكت(فاتن)وقالت:
-أول مرة أشوفك مبسوط كده يا(عمر).
هتف(عمر):
-أوي يا ماما عارفة(فريدة)البنت اللي كنت بحلم بيها.
تعجبت(فاتن):
-الله أنا اللي كنت فاهمة غلط...طب و(نسمة)؟
نظر إليها(عمر) بدهشة:
-يا ماما أنا نفسي أعرف ليه فاكراني كنت بحب(نسمة)...والله ما فكرت فيها غير إنها أخت...مش حاجة تانية.
ضحكت(فاتن):
-يوه والله افتكرت ان فيه حاجة.
ضحك(عمر):
-طلعتي عليه إشاعة يا(فاتن).
ضحكت(فاتن)أكثر:
-يا بخت(فريدة)بيك يا(عمر)...انت مصيبة صحيح هتنزلوا تجيبوا الشبكة بكرة؟
هتف(عمر)وهو يقف ويمسك هاتفه:
-أه صحيح الشبكة دا انا المفروض أكلم(فريدة).
وترك(فاتن)وهي تبتهل إلى الله أن يسعد ولدها.
هاتف(عمر)حبيبته وعندما سمع صوتها قال بمزاح:
-الله صوتك حلو.
تفاجأ بصوت(يونس)وهو يقول بخشونة:
-مش قلتلك إتلم يا لااا.

هتف(عمر)وقد كاد الهاتف يقع من يده:
-إيه مين حبيبي يا(يونس)لا دا انا بقول على صوتك جميل خالص مذيع بسم الله ما شاء الله.
ضحك(يونس)وقال:
-أه يا كداب يخربيت كدبك يا شيخ عموماً(فريدة)معاك حبيت بس أعرفك إني موجود و تتلم في كلامك ماشي.
تلعثم(عمر)وقد ندى جبينه:
-أه ...حـ..حاضر طبعاً يا كبير.
وجد(فريدة)تتكلم معه بعد أن أعطاها(يونس)الهاتف قائلًا وهو يغمز بعينيه:
-خطيبك يا (فري).
احمرت وجنتي(فريدة)وأخذت الهاتف:
-ألو ايوة يا(عمر).

همس(عمر):
-كنتي زي القمر إنهاردة و مبسوط اوي إننا خلاص هنتخطب وهنجيب شبكتنا بكره و تبقي مراتي بعد كده.
ضحكت(فريدة):
-طب قول الأول خطيبتك.
هتف(عمر)بمرح:
-لأ أنا مستعجل يا(فريدة).
صمتت(فريدة)وهي تشعر بحرارة من وجنتيها من فرط الخجل.
أكمل(عمر)بهمس دافئ:
-عارفة يا(فريدة)من أول مرة شفتك فيها في خطوبة(يونس)و أنا دعيت ربنا تكوني من قسمتي و نصيبي هدوئك جنني ضحكتك.
همست(فريدة):
-ياااه كل ده يا(عمر).
نبرته هزت قلبها اليانع:
-كل حاجة فيكي شدتني يا(فريدة).
ثم قال بمرح:
-وأنا بقى مفيش حاجة شدتك فيه.
قالت(فريدة)بهدوء:
-كوميدي كده في نفسك.
لوي(عمر)فمه باستنكار:
-كوميدي ده اللي شدك فيه.
همست(فريدة)بترجي:
-(عمر)بس بقى...وبعدين أنا عايزة أنام دلوقتي حالًا.
داعبها(عمر):
- إهمم يا(فري)عليه بردو فجأة كده هتنامي.

لم يجدها شعر بقلق:
-هو(يونس)معايا؟
ضحكت(فريدة)بصفاء:
-لأ موجودة إنت بتخاف منه للدرجة دي؟
تنحنح(عمر)بحرج:
-لأ طبعاً أنا بحترمه بس...وعموما هسيبك تنامي...بحبك على فكرة.
حذرته(فريدة):
-هندهلك(يونس).
قلب(عمر)نبرته للجدية:
-ماشي يا آنسة(فريدة)تصبحي على خير.
ضحكت(فريدة):
-و إنتَ من أهله يا بشمهندس(عمر).
أغلق كل منهما المهاتفة وتنهدا سويًا ينتظرا القادم وما يحمله من سعادة...في نفس الوقت كان يتكلم(يونس)مع(نسمة)يخبرها بما حدث مع(عمر)إلى أن تقدم إلى شقيقته هتفت(نسمة):
-طب والله كان قلبي حاسس يا(يونس).
مازحها(يونس)وهو يداعب لحيته:
-همم بركاتك يا شيخة (نسمة).
(نسمة)وهي تضحك باصطناع:
-ها ها ها ظريف اوي يا(يونس).
رفع(يونس)حاجبًا:
-الله إنتي بتتريقي حضرتك ماشي.
ثم تنهد بنبرة عاشق:
-وحشتيني اوي على فكرة.

ابتسمت(نسمة)وتمددت على الفراش:
-إممم...
سألها(يونس)بدهشة:
-إممم ده ردك؟
مازحته(نسمة):
-عادشي يعني هقول ايه؟
اصطنع(يونس)الفزع:
-عادشي؟؟ إنتي منهم؟
ضحكت(نسمة):
-أومال دا أنا اللي اخترعت الكلام دشه.
هتف(يونس)بحنق:
-(نسمة)حبيبتي بلاش طريقة الكلام ده أرجوكي.

ضحكت(نسمة):
-طب و أنا زحلانة منك ومخامصاك.
هتف(يونس)بفزع:
-لأ يا حبيبتي ولا دي كمان أنا بحبك كده زي ما أنتي.
همست(نسمة):
-خلاص يا(يونس)كنت بهزر أنا كمان مبحبش الكلام ده بس لو بيغيظك ممكن أعملها معاك.
هتف(يونس):
-ياااه إيه الحب ده دا واضح إنك بتعزيني أوي يا(نسمة).
جست(نسمة)على أسنانها:
-أوي أوي...نيهاهاها.


ضحك(يونس):
-يا مغيث لأ كده كتير و ضحكة شريرة متقطعة...أنا عايز(نسمة) حبيبتي.
قالت(نسمة)بهدوء:
-خلاص أنا اهو.
همس(يونس):
-هو ده الكلام...بحبك.
همست(نسمة):
-و أنا كمان بحبك.
هتف(يونس):
-إيه؟
ضحكت(نسمة):
-لأ هي مرة واحدة بس مبتتكررش.
قال(يونس):
-كفاية عليه مرة واحدة إحنا هننهب...
ضحكت(نسمة)برقة:
-خلاص بقى كفاية عليك كده تصبح على خير.
رد(يونس)وهو يلمس دمية شقيقته وهي صغيرة على رف التلفاز:
-وإنتي من أهله حبيبتي.
أغلق معها ونظر إلى الدمية وقبلها هامسًا:
-وإنتي من أهله يا نسمة قلبي.

***********



ثلاثة أيام كفيلة بتغيير أشياء بل أحداث...
منذ أن علمت(إينار)بحملها وهي تكاد تجن لتخبر(يوسف)ولكن هاتفه ظل مغلقًا لمدة ثلاثة أيام بكت وخرجت من منزلها علها تجده حول البيت.
حاولت أن تصل لعنوان فيلا والديه ولكن لا جدوى بدأت تتوقف شهيتها حزنًا على اختفائه ترى أين هو؟ أين ذهبت يا قطعة من الروح؟
في ظل تفكيرها العميق وهي جالسة على أريكتها وجدت صوت رسالة على هاتفها هرولت إلى الهاتف وعينيها متلهفة ووجدت أن الرسالة من حبيبها(يوسف)شهقت سعادة وهي تهتف:
-الحمد لله يا رب...يا حبيبي يا(يوسف)يا حب...


قطعت كلماتها المشتاقة وشهقت مرة أخرى صدمة ووجدت الرسالة كالتالي:
-(إينار) لازم تعرفي إنك كنتي فترة و عدت نزوة في حياتي وتمن النزوة فلوس هتعيشك ملكة...طبعاً إنتي لا مستوى و لا تنفعي تكوني أم لأولادي رقاصة بردو مش مستوى يعني... بس زي ما قلت الفلوس تداوي كتير يا حبيبتي...وده مبلغ مؤخرك ورقة طلاقك هتوصلك قريب...
صرخت(إينار)وهي تجلس أرضًا:
-يا لهوي...يا حسرة قلبك يا(إينار)ليه...ليه يا(يوسف)عملتلك إيه؟
ثم علا صراخها أكثر:
-كنت تسيبني سيبني رقاصة لا في دماغي حب و لا نيلة على دماغي...ليه يا(يوسف)دا أنتَ كنت الحتة النضيفة في حياتي...لييه.

بكت(إينار)وعلمت أن حلمها تحول إلى كابوس في ظرف عدة أيام تمنت لو لم تقرأ هذه الرسالة القاتلة التي قتلت حب وغرس سهم في أحشائها تمنت لو تمسح من ذاكرتها(يوسف)كلماته مواقفهم ضحكاتهم معًا تمنت لو تعود بحياتها للخلف ولكن ليس كل ما
يتمناه المرء يدركه.
************


أعتقد إن الأمور وضحت و الشخصيات ظهرت بس هل يا ترا هنعتبر إن الفصول اللي جاية نقلة تانية خالص و لا تكملة عادية ده هنشوفه في اللي جاي يا لؤلؤات المنتدى بحبكم و إنتظروني يوم الأربعاء الفادم في تمام الساعة ال 9 و النصف بتوقيت القاهرة
دُمتم بخير و سلام


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.