آخر 10 مشاركات
الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          فلتسمعي أنين إحتضاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          77. متى تذوب الثلوج - سارة كريفن - دار الكتاب العربي (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          440 - أبحث عن قلبي - هيلين بروكس ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          لا ياقلب - مارغريت ديلي -كنوز أحلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-20, 02:02 PM   #51

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي


جرعة مكثفة داسمة جدا تسلمى على المفاجأة

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 04:35 PM   #52

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

و الله حبيت ابسطكم يا نونا و اتمنى أعرف رأيك بعد ما قلتي إن كل الستات غبية في الرواية دي اتمنى تتابعيها و تعرفيني رأيك في مجريات الأحداث و لأني عينالكم مفاجأة أكبر كمان المرة اللي جاية فشجعيني بقى😁😘

إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 09:52 AM   #53

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير تسجيل حضوووووورر من الصباح الباكر
فى انتظارك على نااااررر


Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:03 PM   #54

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع عشر


هناك الكثير يحدث بين يوم وليلة فما بالكم بسنة ونصف وما يحدث فيها؟
هكذا مرت على أبطالنا ولكن ليست هادئة وإنما مليئة بالعواصف
فتحت(سعاد)باب فيلتها ف(منى)الخادمة ليست موجودة الآن ليس هناك داعي بعد ان فرغت الفيلا إلا من بعض الأشخاص...تنهدت وهي تتذكر ما حدث بالأمس...لقد أتى إليها (صالح)ليحاول العودة إليها...
أمسكت رأسها وهي تجلس متذكرة حوارهم...جاي ليه يا (صالح)؟

هكذا سألته(سعاد)عندما فتحت باب الفيلا وتركت الباب مفتوحًا تاركة إياه ولكنه أغلق الباب خلفه ونظر إلى(سعاد)قائلًا بنبرة ضعيفة:
-عايز نرجع لبعض يا(سعاد)؟
التفتت(سعاد)بحدة هاتفة:
-نرجع!؟...هو إنتَ فاكر إنك كنت في رحلة و عايز ترجع؟
اللي بيني و بينك هما ولادنا بس يا(صالح)مفيش أي حاجة تانية ترجعني ليك بعد اللي شفته.
هتف(صالح)مدافعًا:
-يا(سعاد)أنا حاولت إني أصالحك من ساعتها و إنتي رفضتي و طلبتي الطلاق وطلقتك رغم إني حاولت كتير بس دي كانت رغبتك.
صمتت(سعاد)ودموعها تنساب على وجنتها وهي تولي ظهرها إليه.

اقترب(صالح)خطوة بصوت به أمل:
-سنة و نص يا(سعاد)متطلقين مش عارف أعيش...أنا معترف إني غلطت و غلطت بالأوي وبعترفلك ومش بس كده دي(كيتي)الخاينة دي أخدت نص شركتي عن طريق(عماد الكافوري)مضتني ورقة في وسط الورق و النتيجة إيه طلقتها و دفعت مؤخر غلطتي دي ومش بس كده ده كمان علشان رفضت الشراكة بيني و بينه إضطريت أبيع نصيبي بأقل تمن...كل ده مش مخليكي تسامحيني وتقفي جنبي ده احنا عشرة يا(سعاد).
صرخت(سعاد)في وجههُ وهي تلتفت إليه:
-عشرة؟ لسه فاكر الكلمة دي يا(صالح)كنت فين لما طلبت منك حضن وكلمة حلوة و إنتَ إتريقت عليه و قلت إني عجزت و خرفت؟ كنت فين؟



صرخ(صالح)بدوره في وجهها:
-إنتي إيه قلبك إسود كده ليه؟ لسه عاينة الكلمة دي ليه ؟ سامحي يا(سعاد)أنا جيت حاولت بعدها معاكي مبقاش على لسانك إلا تريقة و إني عايش دور الشاب و إيه يحصل إني قلت أرجع نفسي شباب و معاكي إنتي بس أقعدتي تجرحي فيه و تبعديني و كل ما أقرب تبعديني...لقتني معجب ب(كيتي)
و هحس برجولتي و في الحلال.
صمتت(سعاد)ودموعها هي ردها عليه...
اقترب منها(صالح)أكثر:
-أنا مش هقولك إني مش غلطان أنا غلطان و بعترف.
ثم تراجع يتأملها وأشار إليها:
-الدور و الباقي عليكي يا(سعاد)إنك تعترفي بغلطك بردو زي ما أعترفت أنا ماشي.
وتركها ورحل كانت تود لو تركض ورائه وتحتضنه لقد افتقدت حضنه وبسمته وشوقه ولكن كبريائها أعمى بصيرتها.
تنهدت(سعاد)بعد أن عادت من ذكرياتها ثم رأت(مروان)وهو يدلف إلى الفيلا الذي تفاجأ بوجود(سعاد)وهتف:
-ماما خير فيه حاجة؟ (بسملة)كويسة؟ المرض رجع تاني؟ أنا كنت معاكم إمبارح عند الدكتور ساعة التشيك أب...
قاطعته(سعاد)بعصبية:
-بس يا(مروان)(بسملة)كويسة.
زفر(مروان)وجلس على الأريكة:
-طب الحمد لله...طب حضرتك جيتي ليه؟
نظرت(سعاد)بسخرية إليه:
-جيت ليه؟ ده بيتي على فكرة إنتَ اللي نسيت إن ليك بيتك يا (مروان)ومع(ملك)ليل نهار. زي أبوك بالظبط مفرقتش عنه حاجة.
عقد(مروان)حاجبيه وزفر:
-ماما إيه لازمته الكلام ده. إنتي عارفة إني حاولت مع(بسملة) بدل المرة مليون وهي لسه بتجرح فيه. ونظرة عنيها مفيهاش أي حب ومع ذلك أنا موجود.
هتفت(سعاد)وهي تشير إليه بغضب:
-حاولت لأ يا(مروان)إنتَ بتعمل نفسك بتحاول بس قفلت خلاص مبقتش قادر ضعفت إنتَ مصدق نفسك مصدق اللي إنت بتقوله؟ فاكر إنك كده خلاص راضي ضميرك؟ أبداً إنتَ خاين؟ بتخرج مع(ملك)اللي سحبتك بمنتهى الذكاء و راحت معاك المستشفى علشان تشوف(بسملة)اللي متعرفوش إن خطتها يا غبي كانت علشان(بسملة)تبعد عنك أكتر مش تقرب منك؟ إزاي مشفتش و مفهمتش؟ إزااي إتعميت خلاص نسيت الحب ونسيت (بوسبوستك)ولا لما قلبت إنت نخيت و تخاذلت يا خسارة.


هدر(مروان)بغضب:
-لازم تعرفي إني حاولت متظلمنيش مش علشان بابا بعد عنك تتهميني زيه.
صرخت(سعاد)وهي تصفعه:
-إخررس.
وضع(مروان)يده على وجنته يتحسس مكان صفعته وعينيه تشتعل نارًا ينظر إلى(سعاد)التي أمسكت كفها وقالت بكل ندم:
-ليه يا(مروان)؟ بتجرح في أمك و إنت اللي غلطان؟ أنا أول مرة أضربك بالقلم.عمري ما عملتها من و إنتَ طفل صغير.
زفر(مروان)واقترب من والدته التي أجهشت بالبكاء وقال بصوت متهدج وهو يحتضن رأسها في صدره:
-أنا آسف يا ماما سامحيني.


رفعت(سعاد)رأسها ونظرت إليه بحنو تلمس خصلاته:
-يا (مروان)أنا خايفة عليك و على(بسملة)حبكم بيضيع لازم تلحق حبك ده.
هتف(مروان)بحزن:
-(بسملة)مبتحبنيش يا ماما؟
أمسكت(سعاد)وجههُ بكفيها:
-بتحبك يا(مروان)والله(بسملة)لسه بتحبك وحد فيكم لازم يتنازل و يحاول يرجع التاني. موضوع التبادل اللي حصل بيني و بينك إني اعيش في بيتك و إنت تعيش في بيتي مش عايزاه خلاص. لازم ترجع لبيتك و مراتك حبيبة عمرك(بسملة)مش(ملك)اللي سحبتك منها. أنا هقعد هنا وهرجع بيتك على العشا لو لقيتك في البيت هعرف إنك حليت أمورك ولو مرجعتش هعرف إن الحب ده إتكتب عليه نهايته من سنة و نص.

قبلها(مروان)من رأسها وتركها آخذًا مفاتيحه وخرج تاركًا إياها وهي تبتهل متمتمة:
-يا رب يسرهالهم يا رب ويهدي سرهم.
أما(مروان)فقد ركب سيارته وقاد بعيدًا ليجلس يفكر في كلمات (سعاد)...
ماذا عن ذكريات جميلة مر شريط حياته مع حبيبة قلبه أول نظرة عين التقت ،أول كلمة حب ألقاها على مسامعها وتورد وجنتيها وبسمتها الساحرة وصوتها العذب عندما كانت تغني له ،رقصتهما معًا على أغنية "لما النسيم" مداعبته لخصلات شعرها. ثم فجأة تظهر المشكلات مرضها نبذها له ثم ظهور(ملك)بحياته تذكر أنه هو من تحدث مع(ملك)وشكى إليها قلة حيلته لا يعلم أن عينيها عليه وتريده لها وحدها ولكنه لم يتوقف لقد حاول أن يكون مع(بسملة)ولكن مع نبذها له اتكأ على نبذها وأصبحت حُجته (لقد ابتعد لأنها تنبذه...) لذلك اقترب من(ملك)وتذكر كلمة(ملك)له بالأمس في المساء كانا يتعشيان سويًا في مطعم راقي.
أمسكت(ملك)يد(مروان)ونظرت إليه:
-(مروان)حبيبي؟
نظر إليها (مروان) وقبل يدها :
-أيوة يا حبيبتي...
سألته(ملك)وبسمتها تزين ثغرها:
-هتخطبني إمتا؟
تجمدت قبلته على كفها وكأن جملتها كناقوس خطر دق بعقله وبقلبه...ماذا يفعل؟
تنهد(مروان)وقد عاد إلى واقعه وزفر بحرارة:
-أنا إيه اللي بعمله ده؟
***********


جلس كثير من الموظفين الجدد حول طاولة الاجتماعات ينتظرا صاحب الشركة وهمس رجل ذو شارب كثيف إلى الرجل الذي بجانبه بسخرية:
-سمعت إن صاحب الشركة دي تبقى ست.
نظر إليه الرجل مستنكرًا:
-غريبة أنا اللي أعرفه إن صاحب الشركة راجل مش ست.
نظرت إليهم سيدة باستهجان:
-و إيه يحصل لو ست يعني ما فيه وزيرات ستات مش بس أصحاب شركة.
الرجل الأول وهو يمشط شاربه:
-ما علينا المهم ربنا يسترها علينا.


صمت الجميع عندما دلف صاحب الشركة أو بالمعنى الأدق صاحبة الشركة تلك السيدة ذات الثوب الأزرق لأسفل ركبتيها الذي أبرز قوامها الممشوق وشعرها الكستنائي القصير مع نظارتها الشمسية التي أخفت باقي ملامح وجهها الجميلة.
وقفت عند طاولة الاجتماعات وأشارت إليهم بالجلوس قائلة بصوت هادئ به بعض الحزم:
-إتفضلوا.
ثم أشارت إلى مساعدتها بيدها:
-(فرح)شغلى العرض لو سمحت؟
ابتسمت(فرح)بهدوء:
-حاضر.
ثم ظهرت شاشة إلكترونية كبيرة على الحائط المقابل لهم قالت السيدة وهي تنظر إلى(فرح):
-اتفضلي قولي العرض.
ابتسمت(فرح):
-حاضر شوفوا حضراتكم "البريزنتيشون" بيتكلم عن منتجات "ثينك أوف لايدي" وطبعاً الإسم لوحده يعني الحاجات الخاصة بالمرأة.
عقدت السيدة حاجبيها وقامت تقف بجانب(فرح)قائلة بابتسامة: أحب أقولكم إن منتجاتنا حازت إعجاب كل "الكاستمرز" يعني عميلاتنا و منتجاتنا في كل أنحاء "مصر" هتطلع الدول العربية قريب إن شاء الله.
ثم أخذت نفس:
-كل اللي عايزاه منكم التركيز في الشغل شايفين طبعاً عددكم كلكم جداد عارفين ليه؟
نظروا إليها متسائلين أكملت بصرامة باسمة:
-لأنهم مشتغلوش بأمانة و شركتنا لازم تبقى "التوب" أتمنى تكونوا إتعرفتوا كويس على التقديمة البسيطة دي وتقدروا تتفضلوا.

هتف الرجل ذو الشارب الرفيع متسائلًا:
-بعتذر بس كنا عايزين نعرف إسم حضرتك.
ابتسمت السيدة وأزاحت نظارتها الشمسية الأنيقة وقد ظهرت عينيها البندقيتين قائلة بثقة:
-إسمي(أروى)...(أروى ياسين المراوي).
ابتسم الجميع ورحلوا...
دارت(أروى)حول مكتبها وجلست ثم تابعت(فرح)وهي تغلق باب المكتب خلفها بإحكام وعادت إليها مبتسمة وهي تجلس أمام المكتب هاتفة:
-أما كان حتة "بريزينتيشون" يجنن.
عقدت(أروى)حاجبيها بغضب:
-ده كان "بريزينتيشن" يا(فرح)؟ ده كان زفتيشن لازم تتعلمي تتكلمي أحسن من كده يا(فرح).

عبست(فرح):
-ما قلتلك يا(أروى)إني مش هنفع معاكي وهعك أدام الناس والموظفين بتوعك.
ربتت(أروى)على كفها بحنو وقد لانت ملامحها:
-متزعليش مني يا(فرح)أنا بقول إن يجي منك و إنتي ذكية و بتتعلمي بصي بقيتي عاملة إزاي و إتغيرتي إزاي ناقصك طريقة الكلام و تبقي هايلة.
تنهدت(فرح)بقلة حيلة:
-وأنا معاكي يا(أروى)وهسمع كلامك حاضر.
ثم تنهدت(أروى)وهي تعود بظهرها لظهر مقعدها:
-ياااه شفتي إحنا مع بعض بقالنا أد إيه؟
ضحكت(فرح):
-أه يا(أروى)يا أختي سنة ونص من ساعة(فادي).

وقطعت جملتها نظرت إليها(أروى)وحزن دفين بعينيها:
-كانت سنين صعبة عذاب و بهدلة.
تذكرت(أروى)فترة سحيقة اعتبرتها انتهت ولكن مازالت أحداثها وعلاماتها أثرها على جسدها كلما نظرت في المرآة تتذكر رأسها التي صدمت في يومًا ما في الحائط ،صراخه عليها.
لم تنسى عندما جاء(فادي)إليها يومًا وكان سكيرًا ويترنح ايقظها على صوته الجهوري المقيت إلى أُذنيها وتشاجر معها واصفًا إياها أنها قمامة النساء ولم يكتفي بذلك بل حاول خنقها بجانب نافذة غرفة نومها وهي ملاصقة لها .
كم شعرت في لحظة أنها ستسلم روحها إلى بارئها ولكن مهلًا لما الاستسلام ولم تجعله يقتلها فلتتخلص من هذا العذاب وتقتله وبسبب الخمرة التي سترت عقله جعلت قواه خاوية.
نعم ستتخلص منه فهذا الكائن لا يمكن أن يصبح حيًا بعد اليوم فصرخت والتفت وأصبح هو موضعها دفعته وما ساعدها على إيقاعه انخفاض حافة النافذة. ورأته وهو يسقط من النافذة أمام عينيها وعيني(فرح)جارتها التي كانت تقف بالشرفة المقابلة لبيتها ولم يكن غيرها رأت هذه الواقعة.
وكم كان أمتع شيء ل(أروى)وهي ترى(فادي)وهو يهوى صارخًا لقد كان وقع صراخة بالنسبة إليها كالزغاريد لأُذنها وعند إقامة العزاء جاء إليها زوار من الجيران وخصوصًا الجارات وجاءت (فرح)وبعد انتهاء العزاء لم يبقى سواهما جلست بجانبها واقتربت أكثر:
-إستاهل اللي حصله يا(أروى).
نظرت إليها(أروى)بصدمة وتعجبت وكادت أن تفتح فاهها...
فأكملت(فرح)بحذر وهي تربت على يدها تنظر لعينيها:
-أنا شفت اللي حصل يا(أروى)ليلة إمبارح.
وضعت(أروى)يدها المرتعشة على فمها وعينيها التي ترقرقت
بالدموع:
-أنا مكنش عندي حل تاني يا( فرح)مكنش فية حل تاني.

طمأنتها(فرح):
-والله متخافيش كله هيتحل وأهو خلصتي منه و من إفتراه.
وكم ضحكت عندما جاءت نتيجة الطب الشرعي بموت(فادي)نتيجة اختلال توازنه ولم تنسى شهادة(فرح)التي لن تنسى جميلها هذا مدى الحياة وصمتها طوال العزاء جعل الجميع يظن أنه صدمة حزن. لا يعلموا أن بداخلها طبول أفراح تهنئها على قتل زوجها وكم كانت بارعة ولكنه القدر...القدر والمكتوب...
وبعد مرور فترة هاتفها(حشمت)محامي(فادي)وطلب رؤيتها بفيلا(فادي)التي كان يعيش بها في بعض الأحيان.
ذهبت إلى الفيلا بالفعل غير مصدقة ما تراه عينيها من فخامة وثراء فتح لها خادم ونظرت إلى أرجاء الفيلا بذهول.
إلى أن جاء(حشمت)وقال لها:
-لو ممكن نتكلم في أوضة المكتب.

وبعد فترة قصيرة نظرت(أروى)إلى(حشمت)الذي قال وهو يخرج مستندات وأوراق من حقيبته:
-مدام(أروى)دي التركة اللي سبهالك المرحوم(فادي محمد الغباري) عبارة عن شركة و فيلتين و مبلغ خمسة مليون جنيه حسابة في البنك
إتفضلي و زي ما حضرتك عارفة إنه ملوش ورثة غيرك فكل الورث هيكون ليكي إتفضلي شوفي.
التقطت(أروى)من(حشمت)رزمة من الأوراق والمستندات
وقالت وهي تتصفحهم على مكتب زوجها المتوفي بدهشة
متمتمه:
-معقول(فادي)الله يرحمه عنده كل ده يا أستاذ(حشمت)أنا أول مرة أعرف.



تنحنح(حشمت)بحرج:
-إحم...الحقيقة يا مدام(أروى)المرحوم مكنش عايز حد يعرف خالص بالموضوع دة و حضرتك عارفة سر مهنة المحامي كتم الأسرار...وعموماً لو عوزتي اي حاجة أنا موجود أنا خدامك و كنت خدام(فادي)بيه الله يرحمه.
ابتسمت(أروى)ابتسامة باهتة وقامت من مجلسها قائلة بهدوء بارد:
-أكيد هيكون فية تعامل يا أستاذ(حشمت)وكارت حضرتك معاية وقت ما أحتاجك هكلمك.
أردف(حشمت)وهو يلتقط حقيبته الجلدية الممتلئة بالمستندات:
-و أنا تحت أمرك أستأذن حضرتك.

ترك(أروى)وهي تجلس مرة أخرى غير مصدقة لهذه الأموال الطائلة التي تركها لها زوجها.... ثم لمست الأوراق والمستندات مرة أخرى كم السعادة التي تملكها والحرية...

نعم الحرية التي نسيت الشعور بها. تناست أنها إنسانة من حقها إبداء رأيها ،ثم لمعت عينيها وقررت بعد انتهاء فترة الحداد ستشتري سيارة فخمة وملابس كثيرة. كما ستسبح بهذا المسبح الخاص بفيلتها...هل تقول فيلتها... حقًا.
أصبحت صاحبة أملاك وحساب بالبنك...شكراً لك يا(فادي) الحقير فلتحترق بجهنم أكثر.
ثم قالت مبتهلة:
-يا رب كل ما أفرح يتحرق(فادي)بحق كل دمعة و كل إهانة عذبة يا رب.
هكذا مرت فترة من حياتها وعادت بذاكرتها لأدراجها إلى شركتها ومراقبة(فرح)لها وهي تعاتبها:
-إنتي إفتكرتي تاني يا(أروى)مش قلنا ننسى يا حبيبتي؟ يا رب تولع في قبرك يا(فادي).


هزت(أروى)رأسها وهي تقول ودموعها تنساب بهدوء:
-مش هينفع أنساه يا(فرح)أنا بحس ساعات إني هلاقيه أُدامي و يقتلني أو يضرب فيه ويعمل زي ما كان بيعمل.
وأجهشت بالبكاء عاتبتها(فرح)وهي تدور حول المكتب الضخم و تأخذ رأسها في صدرها:
-يا حبيبتي إنسي و إهدي أنا معاكي وهو زمانه عفن في قبره و ربنا أكيد خدلك حقك و لسه الآخرة ربنا عدل يا(أروى).
أعادت(أروى)رأسها للخلف وهي تمسح دموعها:
-صح عندك حق أنا لازم أنسى.
ثم نظرت إليها بامتنان:
-ربنا ما يحرمني منك يا(فرح).



قبلتها(فرح)من رأسها:
-ولا منك يا(أروى)إنتي أصيلة و طلعتي جدعة و شغلتيني معاكي و شغلتي جوزي(فوزي)في الشركة لا يمكن أنسى فضلك عليه.
ابتسمت(أروى):
- إنتي بتهزري فضل إيه يا(فرح)دا إنتي اللي فضلك لا يمكن أنساه. المهم تعالي نشوف الموديلات الجديدة اللي هتتعمل.
قامت(فرح)معها:
-يلا بينا...بس أنا جعانة.
ضحكت(أروى):
-يا خبر عليكي حاضر هجيب فطار. بس يلا الأول نشوف الموديلات.
*************


ذهبت(روان)إلى(يوسف)في شركة والده وفتحت باب مكتبه بتأفف وهي مرتدية تنورة قصيرة باللون الأخضر الزيتوني:
-(يوسف)؟
وجدت أن برفقته بعض الرجال يتناقشون معهم بخصوص بعض العمل حدجها بنظرة غاضبة ولكنها لم تبالي قالت:
-سوري أنا هستناك يا(يوسف)عند المكتب.
لم ينظر إليها(يوسف)ونظر إلى الرجال قائلًا:
-أعتقد اللي قلته واضح؟
قالوا جميعهم:
-تمام يا(يوسف)بيه.
ابتسم(يوسف)وهو يضع كفيه في جيب بنطاله:
-تمام تقدروا تتفضلوا.

بعد أن رحل الجميع التفت(يوسف)إلى(روان)وذهب إليها هاتفًا بغضب:
-إنتي إزاي تدخلي المكتب بالشكل ده؟ وإيه اللي انتي لابساه ده أنا مش قلت ميت مرة متلبسيش الزفت الفستان ده؟
نظرت(روان)إلى أظافرها وكأن الكلام ليس لها ثم نظرت إليه ببرود:
-خلصت؟ كلام كتير؟
كور(يوسف)قبضته وكم تمنى لكمها في وجهها ولكن بدلًا من هذا سألها:
-عايزة إيه؟ جيالي المكتب ليه؟
جلست(روان)ببسمة باردة:
-عايزة بروش عجبني في مول شفته مع مامي.
تعجب(يوسف):
-معلش يعني أنا مديكي في الفيزا خمسين ألف.
هزت(روان)كتفيها:
-عادي يا بيبي أنا خلصتهم سو وات يلا إديني.
ضحك(يوسف)بسخرية:
-والله ده حاجة كويسة خالص خلصتي خمين ألف جنيه في يومين؟ ليه هما خمسين قرش؟
قامت(روان)من مجلسها متأففة:
-أووه خلصني؟
هتف(يوسف)في وجهها وهو يشيح بيده بغضب:
-أوووه مفيش و إتفضلي روحي على بيتنا سامعة؟ مفيش مرواح عند مامتك أنا جوزك وليه حق عليكي.



هتفت(روان)وقد احمرت وجنتيها:
-يعني إيه مش هتديني الفلوس و كمان بتمنعني إني أروح عند مامي والله لأروحلها وأقول لأنكل(عدنان).
ثم تركته وهي تصفع الباب خلفه
كم تمنى وقوعها بهوة سحيقة لا تخرج منها.
*************






ذهبت(إينار)إلى مقر عملها وهو(فندق الشرق)الذي تملكه دلفت إلى مكتبها ووجدت(غايس)سكرتيرها:
-أهلا بيكي(إينار)هانم.
نظرت إليه(إينار)بعتاب:
-أهلاً يا(غايس)إنت مش هتبطل حركاتك دي؟
تراجع(غايس):
-أنا عملت إيه يا هانم؟
ضحكت(إينار):
-لا أبدا يا خويا أقعدت تعاكس النزلا بتوعنا لا يا روحي لا يا عيني مينفعنيش الكلام ده أه.
ثم زفرت وقالت:
-يوووه أنا لسه مخلصة كوراس الإنجليزي و الإتيكيت لازم تطلعني عن شعوري يا(غايس)؟

تأسف(غايس):
-أنا آسف يا(إينار)هانم مش هتتكرر تاني.
أشارت(إينار)للباب:
-خلاص يا(غايس)خلصنا شوف شغلك و إبقى قول للواد النحنوح ده يوووه إسمه(حمدي)شيال الشنط يبطل يقعد في الأسانسير و يطلع وينزل فيه من غير لازمة اه إحنا مش في دريم بارك يلا انصرف.
تمتم(غايس):
حاضر يا(إينار)هانم.
وتركها نظرت(إينار)إلى الباب الذي أغلق وضحكت بسخرية:
-هانم والله عال بقيتي يا(إينار)هانم...



فتحت حقيبتها ونظرت إلى الصورة التي أخرجتها لتتكلم معها قائلة:
-يا ترى عامل إيه؟ و ليه؟ ليه عملت كده؟ أنا عمري ما هسامحك يا(يوسف)عمري.
*********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:04 PM   #55

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العشرون

تذكرت(إينار)اليوم الذي أرسل(يوسف)إليها رسالته وأنها كانت مجرد لعبة بالنسبة إليه وهي علمت في ذلك الوقت أنها تحمل طفلهما في أحشائها كانت ستجن لتخبره بنفسها ولكنه سبقها و أخبرها بشيء أصاب حبها في مقتل...وهبطت من منزلها لتمشي في الطرقات على غير هدى مقررة الرحيل ثم جلست عند سيارة ووجدت صوت رجل ليس غريب عن أُذنيها يهتف بها:
-(إينار) بجد إنتي؟
التفتت(إينار)ونظرت بالكاد من خلال دموعها وهي تمسحهما
بظهر كفها:
-مين؟

اقترب منها رجل في منتصف الخمسينات ومعظم شعره أبيض وذقن نامية بنفس لون خصلاته والوسامة ما زالت بمحياه وقال:
-إزاي متفتكرنيش يا(أبانوس الشرق)؟
ظهرت ملامحه لها وقالت بدهشة:
-(وجيه)بيه ياااه.
ضحك(وجيه)أكثر:
-ياااه صحيح بقالي سنة مشفتكيش وقلت أروح الكباريه اللي كنتي فيه عرفت من(البرنس(إنك مشيتي و اتجوزتي واحد مليونير إسمه (يوسف عدنان).
عندما سمعت اسم(يوسف)أجهشت بالبكاء تعجب(وجيه)وسألها:
-مالك يا(إينار إيه حصل ؟
قصت(إينار)عليه ما حدث لها إلى أن راسلها(يوسف)برسالته وبحملها منه.

تأثر(وجيه)وقال:
-شوفي يا(إينار)أنا عمري ما أنسى إنك كنتي السبب في إني مرجعش الكبارية تاني و أرجع إنسان نضيف لما جيت أتكلم معاكي و كنت ناوي أنتحر فاكرة لكن إنتي نصحتيني و أتكلمتي معايا و كأنك بنتي وعلشان كده أنا عندي فكرة.
هزت(إينار)رأسها:
-هي إيه يا(وجيه(بيه؟
ابتسم(وجيه)بحنو:
-أنا إنسان وحيد ومعنديش ولاد.
نظرت إليه(إينار)بشك وتراجعت خطوة للخلف:
-إيه يا(وجيه(بيه إنتَ لسه قايل إنك بقيت حد كويس هتوغوشني منك ليه؟
ضحك(وجيه)ونفى بيده:
-لأ فهمتيني غلط والله أسمعي بس. أنا راجل لوحدي في فيلتي و عندي فلوس كتير و مقطوع من شجرة مفيش حد هيورثني و أنا شايفك من أول مرة بعد ما كلمتيني و صعبت عليكي إنك واحدة كويسة رغم شغلك نتجوز صوري على الورق و هكتبلك الولد ولا البنت باسمي...و عايز ونس.
وضعت(إينار)سبابتها بين أسنانها:
-بس ده إزاي ده؟ اللي اعرفه إنها متنفعش تكتب إسم العيل إلا باسم أبوه.
ضحك(وجيه):
-يا(إينار)الفلوس بتعمل كل حاجة و أنا مفيش أكتر منها عندي...الولد ده مش هيعترف بيه(يوسف)ولما تولديه ممكن ياخده و متشوفيهوش.
أمسكت(إينار)بطنها وكأنها شعرت بالخوف:
-يا لهوي كله إلا ده...أنا موافقة يا(وجيه)بيه.
عادت(إينار)بذاكرتها وتنهدت:
-ياااه على الأيام الله يرحمك يا(وجيه).
سحبت هاتفها من على سطح مكتبها وضغطت زر قائلة:
-أيوة يا(خيرية)طمنيني على(آمن)عامل إيه الحرارة نزلت؟
أجابت(خيرية):
-أيوة يا ست(إينار)متقلقيش خالص سي(آمن)بقى زي الفل والحرارة راحت خلاص. و عملتله الرضعة و أخدها كلها الحمد
لله.
تنهدت(إينار)براحة:
-الحمد لله أنا كنت قلقانة عليه أوي بس طمنتيني. دفيه كويس بقى إحنا دخلين على شهر ديسمبر وأنا هحاول آجي بدري علشان وحشني.
ضحكت(خيرية):
-ربنا يخاليهولك يا ست(إينار)وما يحرمكم من بعض أبداً.
ابتسمت(إينار):
-يا رب يا(خيرية)يلا كفاية لوكلوك بقى و خلي(سامي)يعملنا أكلة حلوة إنهاردة.
سألتها(خيرية):
-أقوله يعملك إيه يا ست(إينار)؟
صمتت(إينار)قليلًا ثم قالت:
-خليه يعملنا ممبار و عكاوي.
بُهتت(خيرية)وقالت بصدمة:
-إيه؟! عكاوي وممبار؟
هتفت(إينار)وهي تشهق لاوية فمها:
-مالك يا ولية إتخضيتي ليه أه نفسي فيها الله.
حاولت(خيرية)تهدئتها:
-خلاص يا ست(إينار)هقوله متزعليش نفسك.
تأففت(إينار):
-أووف خلاص يلا بقى روحي يا(خيرية)وإطمني على(آمن) سلام.
وأنهت المكالمة مع(خيرية)عبثت بهاتفها لترى طفل جميل ذو عيون زرقاء وشعر مائل للشقرة يجلس على الفراش بوضع مائل نظرًا لعمره الصغير وقالت بنبرة حانية:
-وحشتني يا(آمن)حبيب ماما هجيلك جري.
ثم تأملت ملامحه وكأنها تحنو للماضي هامسة:
-شبهُ أوي يا حبيبي. فيك كتير منه ما أخدتش مني إلا بوقي بس. تقولش كنت بتوحم عليه.




وضحكت بمرارة مكملة:
-بس هو مدنيش فرصة أكمل وحم. أنا إتخدعت خدعة كبيرة يا (آمن)يا بني بس نصيبك ميكونش ليك أب حتى(وجيه)اللي أخدك إبن ليه بردو مات.
ثم زفرت بحرقة وهي تعود برأسها للخلف مما جعل خصلاتها تنسدل كالستار الأسود على ظهر المقعد ودموعها انسابت بجانب عينيها مغذية خصلاتها وهمست أكثر: نصيبنا يا بني نعيش لوحدنا...لا أب ولا حبيب...
***********





في صحراء جليدية ب"موسكو" مجموعة من الرجال حاموا حول شخص ضعيف البنية وكان الآخر ينظر حوله غير مصدق من كم الأسوار البشرية التي حاوطته من كل صوب حتى هتف بذعر بلغة روسية: ميلوست (الرحمة).
ظهر في مقدمتهم شخص غامض يبدو أنه رئيسهم يرتدي ملابس ثقيلة نظرًا لبرودة البلدة والتي تمتاز بالثلوج الدائمة وتقدم منه وبين شفتيه سيجاره مشتعلة بسخرية لاذعة:
-أنت من جنيت على نفسك(جارفيان).
هتف(جارفيان)وهو يتقطر عرقًا رغم اختفاء الشمس محاولًا الدفاع:
-كلا دون(رامز)لقد وقع لساني بالخطأ.
ضحك(رامز)وهو ينظر إلى رجاله الذين ضحكوا معه وكلما تعلو ضحكاته تعلوا ضحكاتهم معه حتى انقلب وجههُ وأمسك بتلابيب

ثياب(جارفيان)بغضب مخيف:
-يقع لسانك بالخطأ ها...لا أيها الأحمق.
ثم صرخ في وجه(جارفيان)جعل الآخر ترتعد فرائسه:
-أنت أوشيت بنا إلى الشرطة.
شهق(جارفيان)وهو يجثو على ركبتيه يقبل حذاء(رامز):
-براستي مينيا(سامحني).
أوقفه(رامز)بهدوء ولكنه ليس أي هدوء وإنما الهدوء الذي يسبق العاصفة ،ونفض عن كتفي(جارفيان)نُدف الثلج الذي يشبه حبات الرمال الناعمة في الصحراء الحارة وقال وهو يمسك وجههُ:
-لا تخف يا رجل...لن أفعل لك شيئاً.
ابتسم(جارفيان)براحة وعاد(رامز)خطوتين للخلف وقال وهو يخرج مسدسه من بين طيات معطفه الأسود ويرفعه في وجه هذا المسكين:
-وإنما الرصاصة التي ستفعل.
لم يلحق(جارفيان)التبسم حتى انطلقت الرصاصة من الفوهة إلى منتصف جبهته التي شهق بعدها بصوت متحشرج والدماء تنبثق من جبهته كالنافورة حتى تناثر رذاذها على عدة من الرجال الذين لم يطرف لهم جفن وإنما أزاحوا بقفازاتهم وتأمل(رامز)جثة
(جافيان)وقال بغضب وهو يشير إليه قائلًا بلهجة مصرية:
-أنا حذرتك قبل كده...لكن هقول إيه غبي.
ثم أشار لأحد رجاله بلغة روسية:
-بايديوم(هيا بنا).
ثم أشار إلى(جارفيان)الغارق في دمائه:
-لا تنسوا دفنه.
ركب السيارة ورحل إلى منزله الواقع على كاتدرائية "المُخلِّص على الدم المراق" أشهر المعالم السياحية بموسكو بمدينة "سانت بطرسبرغ" وضع مفاتيح بيته على المنضدة ووقف أمام النافذة يتأمل تلك الكاتدرائية فما لفت انتباهه قبابه الرفيعة ذات الألوان المبهجة
والغريب أن القباب منها ألوان مختلفة والشكل أيضًا فهناك قبة وكأنها مرصعة بالجواهر المربعة بلونها الأزرق والأخضر والأصفر والأبيض وقبة ثانية ذات لون ذهبي ملساء الملمس وأخرى تشبه حلوى الهلام الطولية بألوانها الأبيض و الأزرق و الأخضر وإذا أتى الليل تنير كل هذه الأشياء محدثة بهجة للناظر إليها...قاطعه صوتها بلغتها العربية التي لم تغب عن أُذنيه منذ أول مرة إلتقاها:
-كيف حالك أيها العربي المثير.
-التفت إليها(رامز)مبتسمًا بسخرية:
-(فيراشكا)عزيزتي قطتي الشرسة.
وضعت(فيراشكا)مفتاحها الخاص بها بجانب مفتاح(رامز) واقتربت من لتلصق جسدها به هامسة عند أُذنه:
-لقد اشتقت إليك حبيبي.
ثم قبلته عند شفتيه لحظة وتراجعت برأسها لتنظر إليه:
-ماذا بك؟ هل فعلتها ثانية؟
زفر(رامز)وتركها حتى دار حول مقعده الوثير عند النافذة ووقف خلفه وهو يتكأ بكفيه عليه:
-ثانية فلتقولي مائة(فيراشكا).
ثم زفر وهو يحني رأسه ثم رفعها ثانية:
-أجل(فيراشكا)لقد قتلته.
لمعت عيني(فيراشكا)واقتربت منه وهي تقف بجانبه تسأله بشغف:
-من هو(رامز)؟
اعتدل(رامز)في وقفته ونظر إليها يتآكل زرقاويها الهالكة وذم شفتيه:
-إنه(جارفيان).
دُكنت حدقتيها وهتفت من بين شفتيها بغضب:
-ذاك الحقير...ذاك الحقير.

ثم تركته وبعدت وهي تدور في مكانها وكأنها شعلة من اللهب وهي تتمتم:
-اللعنة عليه...فلتحل لعنة السماء عليه ذاك الحقير.كم أود حرقه حيًا و أنزع أظفاره.
ثم صمتت مفكرة وبعدها نظرت إلى(رامز)مستفسرة:
-وماذا قال للشرطة؟
أشار إليها(رامز)بعدم القلق:
-لا تقلقي لقد قال أشياء بسيطة ولكن يمكننا التعتيم عليها.
اقتربت(فيراشكا)منه بسرعة وقبلته من شفتيه:
-كم أعشق ذكائك(رامز)عندما رأيتك في بادئ امر علمت أنك ماكر وتصلح للعمل معنا.
ابتسم(رامز)ببهتان ثم ملس على خصلاتها:
-أجل وعملت معكما بعد أن...

وضعت(فيراشكا)أناملها على شفتيه:
-ششش لقد إشتقت إليك.
بعد فترة من الوقت ترك(رامز)عشيقته(فيراشكا)تغط في نوم عميق محتضنة الوسائد المنتفخة الناعمة.
وخرج من الغرفة بصدره العاري جالسًا على مقعده ثم اتكأ بظهره على ظهر المقعد وهو يشعل سيجارته محدث سحابة رمادية فوقه وتذكر كلمات(فيراشكا)إليه.
فلقد عاد بذاكرته إلى سنة ونصف ليتذكر صراخه على
(فيراشكا)وكأنه الأمس:
كاد أن يتقدم(رامز)من(فيراشكا)ولكن هذه الأخيرة كانت أسرع منه فلقد صوبت نحو فخذه وأطلقت رصاصة أخرى صارخة: -
-توقف.
وقع(رامز)عند قدمي(فيراشكا)صارخًا بألم:
-والله ما هقول حاجة.
ولكنه وجد رجل ضخم الجثة مرتدي سترة سوداء جلدية على ذراعه وشم نار ملتفة بكوبرا وقال الرجل ورائحة الموت تفوح من بسمته:
-نعلم أنك لن تتفوه بكلمة لأنك ستلقي حتفك في الحال.
علم(رامز)أن هذه نهايته من خلال هذا السلاح وسيحصل زميله (كامل)المسجى على الأرض بجانبه. وانتهى الأمر بصوت رصاصه فقط.
ولكن(رامز)رغم إغلاق عينيه إلا أنه لم يشعر بأي ألم ولا زال أيضًا بالدنيا فتح عينيه ليجد(فيراشكا)قد رفعت مسدس الرجل للأعلى حتى لا تصيب(رامز)هاتفة:
-انتظر(إيفانوف).
ثم أكملت و(إيفانوف)ينظر إليها متسائلًا بعينيه الرمادية:
-سيفيدنا ذاك المصري.
ثم طلبت من الرجل الذي كان خلفها:
-(شلينكو)أحضره إلى مقرنا يجب أن يتعلم.
لم يستطع(رامز)التحدث فلقد أصبح وعيه ضعيفًا بسبب إصابته وفقدانه للدماء. وبدأ يرى خيالات حتى غابت الرؤية.
وفجأة صرخ ألمًا بسبب إلقاء الماء المثلج عليه من كل صوب وهو عاري الصدر ويضعوه في غرفة شديدة البرودة وكأنها "سيبيريا" وبعد أن طيبوا جرحه وضعوا عليه رطلًا من الملح كان الألم لا يوصف هكذا واصلوا تعذيبه ثلاثة أيام حتى فاق فجأة على صوب من الماء ينسكب على وجههُ حتى صاح من الألم وكأنه على وشك التعذيب مرة أخرى ولكنه تفاجأ ب(فيراشكا) تجلس على المقعد المقابل لفراشه الحديدي مبتسمة:
-مرحبًا بك أيها المصري العربي...لقد نجحت في الاختبار.
رفع(رامز)إحدى حاجبيه باستنكار وهتف بغضب:
-اختبار اي اختبار أنتم ممسوسين بالتأكيد أو لدى عقلكم شيئ غير طبيعي.

غضبت(فيراشكا)وقالت بصرامة:
-صه أيها الثرثار هل تظن أنه من السهل الانضمام إلينا يجب أن يكون لديك قوة تحمل لا تضاهي آلاف الرجال و لازال هناك الكثير أمامك عزيزي.
تعجب(رامز)ثم نظر إليها وهي يميل رأسها جانبًا:
-ومن أخبرك بموافقتي في الانضمام إليكم(فيراشكا)لقد قتلتم صديقي(كامل)أمام أعيني.
لمعت زرقاويها:
-(رامز)أنتَ تختلف عن(كامل)ذاك الأحمق الفرق واضح وجلي (كامل)ببنيته هذه كان لا يصلح خادم لدينا ولكن أنتَ.
ثم لمست وجنته التي نمت شعيرات ذقنه مما أعطاه وسامة رجولية: -أنتَ أرى ما فيك من مواهب فذة(رامز)ويكفي المال الذي سيرتمي عليك من كل صوب.
هنا عند ذكر عدة حروف مكونة كلمة "المال" حتى التمعت عيني(رامز)وسألها:
-هل يمكنك التوضيح أكثر؟
ابتسمت(فيراشكا)وقد كانت تشبه شقيقة الشيطان:
-سأعلمك كل شيء حتى تصبح ذراعنا اليمنى(رامز).
وهكذا توالت الأيام والشهور حتى تدرب على كل شيء بما فيه بنيانه الذي تغير ببروز العضلات والوشم المكتوب على جانب عنقه بالروسية(بلاشينستفو آده)أي "نعيم الجحيم"...
كما أصبحت(فيراشكا)عشيقته أيضًا.
وكم جعلوا قلبه بارد يستطيع أن يقتل أي شخص أمامه هذا الثمن ومقابلها مركزه المرموق وحياته التي يعيشها كما تحلو له.



ولكنه ينتابه نوع من البرود عند قتل أي ضحية تهدد "المافيا الحمراء" وبعدها تساوره ذكريات الماضي...
هز(رامز)رأسه وهو يعود لواقعه ثم دلك بكفه اليمنى أسفل مؤخرة رأسه وهو يحنيها ثم عاد يريحها على رأس ظهر المقعد وهو يتأمل سقف الغرفة وفكر لذاته:
-هكذا إذن(رامز)محيت كل ما لك علاقة به في حارة(الكوفتي) وتخليت عن والدتك التي لا تعرف عنها شيء منذ تغيره وقد أصبح رجل يده ملوثة بالدماء وأصبح رجل خطر معظم الرجال يهابونه ولكن لا يعلم إلى متى فهو من وضع نفسه بهذه الهوة السحيقة التي لا قرار لها...
*************



دلف(مروان)إلى بيته وهو يفتح باب شقته وبداخله ألف اعتراض ولكن أيضًا هناك ألف نعم أمامها كم كان مشتت لا يعلم ماذا يفعل؟
لقد تفاجأ بقراره بالتوجه إلى بيته ووجد ذاته داخل البيت ويغلق باب الشقة خلفه حتى وصل إلى مسامعه صوت افتقد هدوئه إنه صوت(بسملة)التي قالت هاتفة بتساؤل من داخل غرفتهما:
-حضرتك جيتي يا طنط؟ طنط(سعاد).
أغمض(مروان)عينيه ثم فتح عينيه بخطى ثابته ودلف إلى حجرة نومه ليجدها جالسة على حاسوبها النقال مولية ظهرها له وقال وهو يتأملها وينظر إلى شعرها الذي طال مرة أخرى لمنتصف ظهرها ولكنه أخف بعض الشيء من أثر الجرعات الكيماوية التي كانت تأخذها ثم زفر بحرارة قائلًا:
-إنتي عارفة إنك وحشتيني أوي.

تجمدت(بسملة)في مجلسها وأصابتها قشعريرة سرت في سلسلة عمودها الفقري وصمتت:
-أحقًا هو هل هذا(مروان)؟
التفتت ببطيء لتراه وقفت تواجههُ ثم تذكرت ككبرياء أنثى ما عليها فعله ربعت ذراعيها وجمدت نظرتها تجاههُ:
-عايز ايه يا(مروان)؟ جاي ليه؟
علم(مروان)أن المواجهة ليست باليسيرة ولكن عليه تحمل عواقب ما حدث ،خطى(مروان)خطوتين بخطوة واحدة وأصبح عند(بسملة)التي تراجعت خطوة بقلق وراقبت رد(مروان)الذي قال:
-اسمعي يا(بسملة)اللي حصل بينا ده ما كانش لازم يحصل.
هتفت(بسملة)بغضب:
-بس هو حصل يا(مروان).

قاطعها(مروان)وهو يشير إليها:
-إنتي السبب يا(بسملة)؟
تراجعت(بسملة)بصدمة:
-أنا!؟ أنا بردو اللي بعدت و بقيت بتعصب و مش بس كده دا أنا جبت معايا زميلتي في الشغل مش كده أنا !؟
أمسكها(مروان)من كتفيها هاتفًا بغضب:
-إنتي اللي بدأتي شرارة فراقنا إنتي اللي أقعدتي تقطعي في خيوط حبنا يا(بسملة)تقدري تقوليلي ليه أول ما عرفتي بمرضك يوم ما كنا راجعين من عند الدكتور(محمود)و كنا عند ماما عاملتيني وكأني ابوكي حطتيني في قفص إتهام مش بتاعي تقدري تقوليلي ليه دا أنا يا(بسملة)مكنتش بستحمل عليكي الهوا النسمة اللي تدايقك ابعدها و أخليها تجيلي أنا؟ تعرفي تردي عليه و تفهميني أنا عملت إيه علشان تجرحيني كده و كل ما أحاول تقتليني.

صرخت(بسملة)وهي تحاول نفض كفيه عنها:
-علشان كنت عايزة أفضل محتفظة جوه قلبي نظرتك ليه بحب قبل ما تقلب كره وقرف زي نظرة بابا لماما الله يرحمها علشان شعرها اللي وقع كنت عايزة أفضل حاطة جوه وداني صوت دفاك ليه وكلام حبك جوة قلبي. عرفت ليه عملت كده...سيبني يا(مروان).
هزها(مروان)بقوة صارخًا أكثر:
-فوقي يا(بسملة)فوقي...حبنا بيضيع إنتي عارفة إن فيه واحدة دخلت حياتي غيرك. أنا اللي بقولك و عايزاني أخطبها.
ثم بكى بحرقة بعد أن توقفت(بسملة)عن التملص ناظرة إليه بصدمة وإلى عبراته التي انسابت:
-هتسيبيني أكمل يا(بسملة)هتسيبي(مروان)حبيبك لواحدة تانية.

بكت(بسملة)وهي تتراجع للخلف ومع شهقتها التي قطعت نياط قلب(مروان):
-إحنا إيه وصلنا لكده؟ فين حبنا يا(مروان)؟ فين الذكريات اللي بنيناها سوا. إنتَ حب عمري يا(مروان). أنا إفتكرت إني بموت وخلاص قلت أبعدك عني و احفظ الذكرى الحلوة بينا.
أخذها(مروان)في صدره واحتواها وهي تجهش في البكاء وترتعش قائلة:
-وحشتني يا(مروان)وحشتني أوي.
بكى(مروان)مبتهلًا:
-الحمد لله يا رب...يااااه يا(بسملة)وحشني كلامك اوي.
ثم تراجع وهو يكفكف دموعها بسبابتيه:
-متخافيش يا حبيبتي عمري ما هسيبك إوعي تخافي.
نظرت إليه(بسملة):
-و(ملك)هتعمل إيه معاها؟
صمت(مروان)وأخذها بين أحضانه مهدئًا إياها:
-ششش هتصرف متخافيش المهم إننا رجعنا و هنفضل مع بعض لآخر العمر.
نظرت إليه(بسملة)وأجلسته بجانبها على الفراش متكأه على صدره براحة فلقد عاد أمانها بعد أن شعرت بأنها وحيدة وتذكرت حديث(سعاد)معها بالأمس في الصباح.
تتذكر أنها أتت إليها وجلست بجانبها على الأريكة وهي تعدل خصلتها خلف أُذنها:
-(بسملة)حبيبتي لازم تعرفي إني بحبك وبعتبرك زي(سالي) بالظبط.
نظرت إليها(بسملة)وابتسمت:
-أيوة يا طنط عارفة حضرتك زي ماما الله يرحمها.
ربتت(سعاد)على يدها:
-وعلشان كده جوزتك(مروان).
قلبت(بسملة)وجهها ضغطت(سعاد)على كفها أكثر:
-هنصحك نصيحة يا بنتي إلحقي(مروان)وتنازلي عن كبريائك وعن عندك(مروان)بيحبك يا(بسملة)وإنتي عارفة كده كويس إنتي جرحتيه و كأنك زقتيه من على جبل واتفرجتي عليه وهو بيقع وبتشاوريله كمان.
ثم صمتت وأكملت:
-أنا مش هقولك إن(مروان)ملاك. ده بشر والبشر بيغلطوا بس العيب لما الإنسان بيزيد في غلطه ويعاند ويكابر.
ثم ضحكت وهي ترى أن حديثها هذا أولى أن تحدثه إلى ذاتها.
ثم تنهدت مكملة:
-فكري يا(بسملة)في اللي قلتهولك فكري كويس العمر بيجري و(مروان)مش هيلاقي زيك ولا إنتي هتلاقي زي(مروان).


ثم مسحت دمعة نافرة من حدقتيها:
-(بسملة)إنتوا إتخلقتوا لبعض و شبه بعض متديش فرصة لعندك إنه يتحكم فيكي إنتي ربنا كرمك وبقيتي والحمد لله بخير مبقاش فيه أورام و شيلنا الورم بعد كده بعملية و راح في داهية. وبقيتي زي الفل مش آن الأوان الفترة الطويلة دي إنك تفتحي الباب ليه؟
تنهدت(بسملة)وهي تعود لدفء(مروان)وتشعر بأنفاسه في خصلات شعرها وتشبثت أكثر بأناملها حتى ربت على خصلاتها وقبلها من مقدمة رأسها إنه لن ينسى حديث والدته معه اليوم فهي السبب الرئيسي في عودت أحدهما للآخر.
***************




ذهبت(سلسبيل)إلى ساحة الاستقبال بالمشفى ونظرت بجانب عينيها لترى(وعد)و(رائد)وهما يتضاحكان ذهبت إليهما مبتسمة بكل هدوء:
-صباح الخير عاملين إيه؟
ابتسم(رائد):
-صباح النور يا(سلسبيل)تمام الحمد لله.
نظرت إليها(وعد)وبداخلها مقت دفين ولكن بسمة رسمتها على شفتيها:
-صباح النور يا(بيلو).
هتف(رائد):
-شفتي يا(سلسبيل)الدكتورة(وعد)وعما يلها.
نظرت إليها(سلسبيل)وقالت بسخرية مستترة:
-هي(وعد)متخصصة عمايل.

ضحك(رائد)وابتسمت(وعد)ببرود:
-ظريفة يا(بيلو).
ابتسمت(سلسبيل)بمكر ثم نظرت إلى ساعتها:
-طب يا دكاترة عن إذنكم .
وتركتهما ذاهبة إلى مكتبها ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها مهاتفة(طارق):
-وحشتني يا(روقة).
ابتسم(طارق)وقال بنبرة حب:
-قلب(روقة)وحشتيني أوي أنا هاجي كمان شوية عندي محاضرة هخلصها و آجي علشان متزهقيش.
ابتسمت(سلسبيل) ببراءة:
-براحتك يا عمري أنا مش زهقانة ده حتى(رائد)و(دودو)كانوا واقفين سوا وعمالين يضحكوا بس دمهم خفيف.

هتف(طارق)بغضب:
-نعم بيحكوا إزاي يعني؟
أكملت(سلسبيل)وتكاد ضحكة شيطانية تخرج من شفتيها:
-عادي يا(روقة)متاخدش في بالك وبعدين إنتَ زعلان ليه؟
تلعثم(طارق)وقال بتبرير:
-أه..ط..طبعاً أزعل. دي مستشفى يا(سلسبيل)ليها إحترامها.
ضحكت(سلسبيل):
-طب اهدى يا حبيبي...أنا هقفل بقى علشان جاتلي حالة...باي.




أغلقت(سلسبيل)معه وهي تعلم أنها تزرع بذور الشك بينه وبين (وعد)منذ سنة ونصف بدأت في بادئ الأمر بأن ألقت(رائد)في طريق(وعد)حتى تعلقت به ثم بدأت ترى تغير وجه(طارق)عند رؤيته ل(رائد)وبعدها بدأت في إلقاء بعض الجمل الاستفزازية كما فعلت الآن هي تقوم بزرع الشك بينه وبين(وعد)بهدوء حتى تثمر شجرتهما وهي من تقوم بعنايتها وستحصد ثمارها قريبًا.
قريبًا جدًا...
**********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:05 PM   #56

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الواحد و العشرون

العند صفة لن تتغير لدي أي شخص حتى لو طالت به السنون أو الشيب غزا خصلاته هكذا هو( أسمر )الذي لن يتغير دلف في الصباح إلى شركة(لاماما)وكان برفقته خطيبته التي هتفت بطفولية: -وحياتي عندك يا(أسمر)نروح نتعشا بره انهاردة.
نظر إليها(أسمر)وتأفف:
-(نانسي)مش هنهزر انتي عارفة اني مش فاضي وبعدين نتعشا ايه؟
عقدت(نانسي)حاجبيها:
-ايه المشكلة في العشا يعني مش فاهمة...؟ نتعشا بعد ما تخلص شغلك.



تعمق(أسمر)بحدقتيه فيها وهو يحملق غير مصدق ما تتفوه به تلك
البلهاء:
-بجد اللي بتقوليه يا(نانسي)انتي واعية للي قلتيه دلوقتي العشا ده سعادتك هيكون على اتناشر بليل ،يا بنتي شغلي مخك شوية إش حال انتي معايا في نفس الشركة متشيلنيش و بعدين أنا عندي مرارة واحدة والله.
ثم تركها ورحل وهي تناديه و تحاول اللحاق به:
-استنى بس يا(أسمر).
وشعرت بالغضب لأنها لم تلحق به:
-مخك فظيع بجد.
ثم هتفت لذاتها:
-أنا غبية بردو الساعة اتناشر دي هنخرجها ازاي مع بعض؟


ثم ضربت رأسها براحتها هامسة بحنق:
-بس لازم أظبط طريقة تفكيري علشان أكون زي(ميرال).
ثم رأت(ميرال)وهي تأتي من بعيد ومتجهة صوب المصعد حتى تذهب إلى عملها ولكن كان خطيبها من يلحقها هاتفًا:
-استني يا(ميرال)انتي بتسبقي كده ليه؟
ثم قال بعتاب:
-أنا ماشي معاكي على فكرة.
نظرت إليه(ميرال)باستهجان وقالت بسخرية:
-و حد قالك تروح معايا الشركة يا(أحمد)؟
شعر(أحمد)بالحرج ثم سعل محاولًا مداراة حرجه:
-اه اروح معاكي مش خطيبك و لا خيال مآته؟


زفرت(ميرال)بملل ناظرة إليه بضيق:
-لأ خطيبي يا(أحمد)بس احنا هنا في شركة مش في نادي هنلعب تنس سوا.
كاد أن يتفوه(أحمد)بكلمة ولكن(ميرال)نظرت إلى ساعة يدها:
-وعن إذنك بقى عندي شغل.
ثم تنهدت وهي تتجه صوب المصعد وهمست شاكرة:
-الحمد لله انه بقى في مكتب بعيد عن مكتبي ياااه الحمد لله.
بعد قليل وصلت إلى طابقها وانزلق باب المصعد بسلاسة وخرج بعض زملائها ثم خرجت هي الأخرى ولكنها تصادمت مع آخر شخص كانت تتمنى رؤياه. وكان نفس شعوره هو أيضًا تجاهها تصادمت أكتافهما بخفة وكان هو أول من تكلم:
-آسف.
نظرت إليه بجفاء وقالت:
-آسفة.
وذهب كل منهما الآخر إلى حيث يتجه ،غريب حقًا شعورهما سويًا كمن لمس وترًا حساسًا بقلبيهما.
بدأت(ميرال)تعود بذاكرتها للخلف لسنة ونص السنة تذكر آخر كلماتها (اطلع بره...مش عايزة أشوفك تاني). ومنذ هذه اللحظة الأليمة بالنسبة إليها ولم تتلاقى ألسنتهما سويًا وكأن هذه أول كلمة بينهما(آسف وآسفة)غربة هذا الفراق بعد حب طويل ومشاكسات كالقط والفأر انتهت بالعند وقامت بعدها(ميرال)بالموافقة على طلب زواج(أحمد)منها وتمت خطبتهما. لم تكن هي من كانت تفكر بل(أسمر)أيضًا تذكر آخر كلماتها له وإهانتها التي قطعت أوصال الحب بينهما ومنها رحل ولم يعد بل عندما علم بخطبتها إلى(أحمد)زميله بالشركة والذي أراد خنقه بيديه العاريتين. لم يبارك لها بل رد عليها مباركته بخطبته إلى(نانسي)تلك الثرثارة بعد أن طلب يدها للزواج. وأصبح(أسمر)و(ميرال)هما حديث الشركة في ذاك الوقت.
*********
جلست(سالي)على مقعدها بمكتبها في الشركة الدولية التي تعمل بها كمترجمة ونظرت إلى حاسوبها المحمول لتترجم بعض النصوص. قاطعها صوت هاتفها الذي صدح برنة مميزة تعلمها جيدًا فهي تعود إلى صديقتها(منة)رفعت الهاتف على أذنها مبتسمة:
-يا أهلاً بالناس الفاضية اللي أنتخوا بعد ما أتخرجوا و اتجوزوا.
ضحكت(منة)الجهة الأخرى وقالت بمرح:
-يا لهوي عليكي حقدة إنتي يا(سولي)وحشتيني أوي. و(زين)والله نفسه يشوفك بردو.
رفعت(سالي)إحدى حاجبيها وهي تلتف بمقعدها الدوار جانبًا بمرح أكثر:
-الله دا أنا محبوبة الجماهير.
أردفت(منة)مؤكدة:
-طبعاً يا بنتي هل عندك شك؟

ضحكت(سالي):
-خلاص يا ست(كاظم الساهر)هجيلكم البيت.
هتفت(منة)بسرعة:
-لا يا(سالي).
هتفت(سالي)بانزعاج:
-يخربيتك سرعتيني هو الجواز هبلك؟
ضحكت(منة)بافتعال:
-معلش بصي أنا زهقت من البيت تعالي نتقابل في كافيه هبعتلك اسمه وعنوانه على الفون يلا اشوفك كمان شوية يلا باي.
لم تلحق(سالي)أن تتكلم معها أو تستفسر عن شيء ولكنها مطت شفتيها وهي تنتظر الرسالة من صديقتها وقالت متنهدة:
-والله يا(منة)إنتي اتجننتي خلاص(زين)لسعلك مخك أكتر ما هو لاسع.

ثم زفرت بقوة وهي تلتف لترى شاشة حاسوبها بملل:
-أوووف الشغل مبيخلصش. فين أيام الدراسة.
ثم انقطعت عن التحدث فجأة وتذكرت ما حدث منذ سنة ونصف تتذكر بعد عدة لقاءات بينها و بين(قاسم)وقد أصبح قلبها يتشبث به ومال للحب بعد الإعجاب ثم في يومٍ ما ذهبت لمقابلة(قاسم)في مكان خارج الجامعة ولكنها وجدت(قاسم)ينتظرها وقد كان وجههُ مختلف عن المرات التي رأته فيها يبدو عليه التوتر والقلق وعندما وجدها تقترب بثوبها الأزرق الذي أظهر بشرتها البيضاء الصافية ولون شعرها البني الذي تهادى على كتفيها وظهرها وبعد أن اقتربت منه صافحته بكفها الصغير الذي احتواه كفه الضخم ثم قال بصوت مبحوح من كثرة صمته:
-اتفضلي يا(سالي).
وسحب المقعد لتجلس ،تعجبت (سالي)من فعله الغريب اللبق فهو لا يتسم بهذه الصفات جلست بمرح:
-شكراً يا(قاسم)باشا.
وضحكت ولكنه عندما التف حول المائدة ليجلس هو بدوره على مقعده لم يبتسم على دعابتها وإنما كان جاد بشدة حتى تلاشت بسمتها وسألته بقلق:
-(قاسم)مالك فيك ايه؟
ابتسم(قاسم)ببهتان وقال وهو يفرك في اصابعه:
-مفيش يا(سالي).
صم أكمل وهو يبتلع ريقه ويقترب أكثر بكرسيه للمنضدة:
-فيه موضوع مهم عايز أكلمك فيه يا(سالي).
ثم أردف وعينيه تتهرب من لقى عينيها:
-أو بالمعنى الأصح أصارحك بيه.
هزت(سالي)رأسها بعدم فهم وهي تحاول فهم حدقتيه السوداء المتهربة منها:
-أنا مش فاهمة حاجة يا (قاسم)؟

هتف(قاسم)بحسرة:
أنا كداب...كداب كبير أوي يا(سالي).
تراجعت(سالي)بجزعها العلوي للخلف وهي تحاول فهم ما يتفوه به من ترهات أي كذب ؟
أكمل(قاسم)وكأنه قد قرر البوح بكل ما يعتمل من داخله:
-أيوة يا(سالي)خدعتك كنت هخدعك لكن السحر إتقلب على الساحر و عرفت منك معنى الحب حبيتك بجد. اللي أدامك ده أوسخ واحد ممكن تعرفيه في حياتك و إنتي نقية أوي و بريئة طُهرك ده مقدرش أنجسه بحبك ليه ،بسببك يا(سالي)إنتي غيرتيني و خلتيني أقرر أكمل تعليمي اللي بردو خدعتك و فهمتك اني مخلص لكن أنا مخلصتش أنا سيبت الكلية من سنة تانية يعني فاشل بكل حاجة فيه ،و أنا مرضتش إني أخدعك بعد ما فوقتيني بكلامك ليه من غير ما تحسي كان كل ما أقرب منك أكتر أحس إني قذر و ضيعت نفسي وعمري في كلام فارغ حشيش و ستات و كل المحرمات عملتها أنا بعد ما عرفتك مبقتش قادر أبص لنفسي في المراية وكان لازم أصارحك مش هقدر أخدعك و أكمل معاكي بالشكل ده إنتي تستاهلي واحد أحسن مني تستاهلي تاخدي أحسن واحد في الدنيا.
ثم قام وهو يراقب صدمة وجهها وهي تراقبه ودموعها هي ردها الأوحد عليه نظر إليها بكل أسى وقال:
-أنا ماشي يا(سالي)ووعد مني ليكي هرجعلك تاني حتى لو اتخطبتي ده نصيب ولو إني بتمنى متكونيش اتخطبتي بس هكون إنسان تاني
ثم التقط كفها وقبلها وتركها.





تركها دون أن تتحدث أو تُبدي رأيها أو تُنفث غضبها فيه ولكنه تركها ورحل ولم تراه منذ هذه اللحظة.
تنهدت بحرقة ثم أكملت عملها متمتمة:
-ليه بس كده يا(سالي)كان وقته تفتكري وتعيشي ذكرى هتفضل ذكرى.
وانسابت دمعة على وجنتها تعلن أنها مازالت تحمل الحنين...
*************






"أنا عايزة أعمل شغلي لوحدي يا(إياد)مش كل ما حاجة تكون شريك فيها"
قالتها(سيلين)إلى(إياد)بغضب نظر إليها مستهترًا:
-ليه يا قلبي نسيتي العقد اللي مضيتيه وعقد الإحتكار نسيتي إني أنا اللي إكتشفتك يا(سيلي)؟
احتقن وجهها بشدة فهي تعلم أنه يمسكها من عنقها وتتركه يخنقها كما يشاء فبغبائها منذ فترة السنة ونصف السنة وافقت خطت بيدها الغبية في وريقات لم تفهم فحواها إلا بعد أن طلبت حقها في مبيعات ألبومها معه ولكنه قالها بكل وقاحة أنه في العقد نص على أخذ نصف ما تكسبه من أي شيء و أي عمل فني حتى له الأحقية في أخذ نصفه زفرت بقوة وكادت أن تنزع خصلات شعرها ولكنه ملس على خصلاتها وقال بسخرية هادئة:
-إهدي يا بيبي ما كله هيكون بتاعك يا قلبي مش أنا معاكي أهو و بقضي كل يوم معاكي.
نظرت إليه(سيلين)ببندقيتيها وتشعر بلهب تكاد تنفثه في وجههُ لتحرقه ثم ضحكت بسخرية:
-صح يا حبيبي عندك حق أنا إزاي مش مقدرة مصلحتي.
ثم تركته وذهبت وهو تابع ذهابها وصفعها لباب مكتبه خلفها بكل غضب ضحك(إياد)ثم جلس:
-والله عبيطة قال أسيبها قال.
وجد هاتفه يرن وجد أنها(غدير)ابتسم ورفع هاتفه:
-حبيبتي(دورا)عاملة ايه يا قلبي؟





ابتسمت(غدير)بحب:
-الحمد لله حبيبي...بقولك هتعدي عليه إمتا حفلة توقيعي للفيلم الجديد لازم تكون جنبي فيها.
ابتسم(إياد)بهيام:
-وأنا أقدر يا(دورا)أنسى طبعاً جاي متقلقيش مش هنسى يا قلبي.
قالت(غدير)برقة وهي تبعث قبلة:
-خلاص يا عمري هستناك إممموا.
********





دلفت(نسمة)إلى المطبخ لتُعد طعام الغذاء فحبيبها(يونس)سيأتي من عمله وبالتأكيد سيكون جائع بشدة ،دندنت أغنية هادئة حالمة حتى قطع عليها صوت طفليها التوأمين وهما يبكيان تنهدت بأرق وهي تضع الملعقة الخشبية جانبًا وتهدأ على الطعام متجهة إلى غرفتهما: حاضر بس يا(مايا)بس يا(يامن)والله لسه مرضعاكم من شوية فيه ايه تاني.
اقتربت من مهديهما حتى تجدهما يبكيان وعندما رأيا وجه(نسمة) حتى توقفا عن البكاء وضحكا سويًا ضحكت(نسمة)وهي ترفع حاجبًا: -أه يا سوسه انتوا كده. تعيطوا علشان آجي و ألاقيكم بتضحكوا ماشي.
ثم حملتهما سويًا وقد كان طفلة وطفل غاية في الجمال فأحدهما يحمل لون عيني(يونس)والأخرى تحمل لون عيني(نسمة)والشعر مختلط بين شعر والديهما ابتسمت تداعبهما وتقبلهما من وجنتيهما ثم قالت بعد أن اشتمت رائحة كريهة وهي تنظر إليهما بحزن مصطنع:
-إنتوا محضرينلي مفاجأة يا حبايبي؟
ضحك(يامن)بشقاوة وأصدرت(مايا)صوتًا بفمها وهي تصدر رذاذًا...
بعد فترة عاد(يونس)إلى البيت وهو مرتدي قميص أبيض وبنطال أسود ومازال بلحيته التي تعشقها(نسمة)وضع مفاتيحه على المنضدة التي تتوسط الصالة ثم نادى على زوجته:
-(نسمة)حبيبتي أنا جيت.
صدر صوتها من داخل الحمام:
-أنا هنا يا حبيبي.
اتجه(يونس)بخطى واثقة إلى الحمام ووجد الباب مفتوحًا دلف ببسمة:
-ازيكم يا قمامير.
ثم تراجع للخلف وهو يضع يده على أنفه وفمه هاتفًا:
-ايه ده؟ ايه الريحة دي؟
ضحكت(نسمة)وهي تعدل حفاضات أطفالها غير عابئة بالرائحة الكريهة التي تفوح في كل مكان وهتفت وهي تراقب امتعاض وجههُ:
-ياختي بطة إنتي بتتقرفي يا بيضه؟ روح غير هدومك يا سكر و أنا جيالك.
بعد أن انتهت(نسمة)وضعت طفليها بغرفتهما في فراشهما ثم توجهت إلى غرفتها وقبلت(يونس)من وجنته بحنان:
-حبيبي وحشتني.
نظر إليها(يونس)وقبلها من وجنتها بمرح:
-بس كان استقبال حافل يا(نسمة).
ضحكت(نسمة)وهي تذهب تاركة إياه:
-طب أعمل إيه إنتَ اللي إستعجلت.

أمسكها(يونس)من كفها وأعادها إلى صدره ثم وضع ظهر أنامله على جانب وجنتها هامسًا وهو ينظر إليها بعشق:
-طب مستعجلة على إيه بس؟
تلعثمت(نسمة)ووضعت خصلتها خلف أُذنها:
-أصل الأكل هروح...هروح أحضره.
سحبها تجاههُ ولثم شفتيها :
-وحشتيني وعلى فكرة أنا طفيت على الأكل أول ما وصلت.
تبسمت(نسمة)بخجل:
-طب خلاص هروح أشوف الولاد.
ضحك(يونس)بجاذبية:
-ما قلتلك وحشتيني يا أم العيال وبصراحة هما مودهم حلو.
ضحكت(نسمة)بمرح:
-أه يا سوسه إنتَ ولادك طالعنك.
غمز(يونس)بعينيه:
-مش ولادي.
ثم فك أزرار قميصه وهو يقترب منها تراجعت(نسمة) هاتفة:
-إيه يا مجنون.
هتف(يونس)بشوق:
-هتشل كده يا(نسمة)والله حرام. يرضيكي أتشل.
هزت(نسمة)رأسها بدلال:
-تؤ طبعاً ميرضنيش.




ثم اقتربت منه وخلعت عنه قميصه حتى برزت عضلات ذراعه وقالت هامسة:
-انت بردو وحشتني.

وهكذا(نسمة)و(يونس)ما زال حبهما يتأجج وما زال كلما رآها (يونس)وكأنه يراها منذ الوهلة الأولى نفس نظرة الحب الدافئة والتوق الشديد إليها في كل وقت...وهي أحبته بشدة لدرجة لا تتخيل حياتها بدونه في يومٍ ما.
************



دلفت(وعد)إلى بيتها لتجد(طارق)جالس على المقعد ينتظرها شهقت لوجوده بدون سابق إنذار حتى قالت وهي تضع يدها على صدرها:
-إيه ده(طارق)! مش تقول إنك جاي؟
نظر إليها(طارق)بسخرية:
-ايه يا(دودو)مالك بس يا حبيبتي؟ شفتي عفريت؟
ثم قام متجه إليها ونظر إليها مطولًا:
-وإيه حكايتك مبقيتيش طايقاني كده ليه الفترة دي؟
ابتعدت عنه(وعد)بضيق:
-علشان إنت كمان بعدت يا(طارق)بعدت لما قربت من(سلسبيل) أوي.
اقترب منها(طارق)وأمسكها من ذراعيها برفق:
-حبيبتي أنا بحبك ومقدرش أتخيل الحياة من غيرك وانتي عارفة كده.
تصنعت(وعد)المسكنة ومعها دمعتين ترقرقت من رماديتيها:
-وأنا بردو يا(روقه)مقدرش اتخيل الحياة من غيرك ووحشتني أوي.
التمعت عيني(طارق)وقبلها من شفتيها هامسًا:
-طب بمناسبة الكلام ده تعالي نعمل حفلة.
ضحكت(وعد)بميوعة:
-يلا يا بيبي.
***********




دلف(يوسف)إلى فيلا والديه ثم وجد(عزة)تقوم من أريكتها متجهة نحوه وترحب به:
-أهلاً حبيبي(يويو)عامل إيه؟ وفين(روان)؟
صافحها(يوسف)بجمود بعض الشيء:
-الحمد لله يا ماما بخير أما(روان)هي عند مامتها و هتبقى تيجي بليل مع طنط(هيام)يقعدوا معاكي شوية.
تأملته(عزة)بعينين ثاقبة:
-مالك يا(يوسف)فيه حاجة؟
جلس(يوسف)بتأفف:
-قولي حاجات مش حاجة واحدة؟
جلست(عزة)على أريكتها مرة أخرى وهي تسأله باهتمام:
-ايه حصل وحاجات ايه اللي بتتكلم عنها؟

تنهد(يوسف)بضيق:
-الست(روان)عالطول عايزة طلبات وعايزة ألماظ ناقص أبقى حرامي علشان أعجب سيادتها.
ضحكت(عزة)باستهتار:
-بقى ده اللي مزعلك أوي يا سيدي هاتلها اللي هي عايزاه وريح دماغك هي مراتك و من حقها تتدلع عليك.
هتف(يوسف)بحنق:
-تتدلع انها تحلبني بالشكل ده؟ دي مبقتش عيشة يا ماما دي والله؟
دخل على جملته صوت(عدنان)الذي هتف بغضب:
-هي ايه اللي مبقتش عيشة يا(يوسف)؟
**********


دلف(رامز)إلى زعيم "المافيا الحمراء" بوكره الذي يسمى بالمقر ووجده يجلس على مقعده الوثير الخشبي الأسود ذو النقوش السوداء وضوء القاعه الخافت ،اقترب هاتفًا بتحية للرئيس وهو يجثو على ركبة واحدة وينظر برأسه للأسفل مقبلًا أطراف أنامله رافعًا ذراعه للأعلى قائلًا بروسية:
-مرحبًا دون(إيفان).
زمجر(إيفان):
-مرحبًا بك(رامز)إذن تخلصت من(جارفيان).
ثم لاحت بسمته الكريهة مكملًا:
-(فيراشكا)أخبرتني.
ثم عقد حاجبيه الكثيفين فجأة:
-ذاك الوغد أخذ جزائه.
ثم رفع كفيه الاثنين ورفع سيف أنامله أسفل ذقنه:
-حمدًا لله على وجودك.
تنحنح(رامز)مازحًا:
-وماذا عن الاعتزال سيدي؟
سأله(إيفان)بعدم فهم:
-لا أفهم مقصدك أتقصد الاعتزال النهائي من عملنا؟
ابتسم(رامز)مشجعًا:
-أجل سيدي اعتزال نهائي.
قال(إيفان)بجدية:
-يعتزل عزيزي بالطبع.
وبعد أن أخذ(رامز)نفسه أكمل(إيفان)جملته بشراسة:
-اعتزال من الحياة نفسها.
ثم صدحت ضحكته الشيطانية حتى شعر(رامز)بأن(إيفان)هو الشيطان نفسه.
**************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:06 PM   #57

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني و العشرون

نظرت(سالي)إلى ساعة يدها وهي تنتظر صديقتها(منه)و(زين) زوجها.
تأففت وهي تنظر جانبًا:
-ماشي يا(منه)بقى ترزعيني الوقت ده نص ساعة يا مفترية.
وبعدها لاح من بعيد ظهور(منه)و(زين)وهما يلوحان لها وابتسامة مرتبكة حتى أتيا إليها واحتضنتها(منه)بسرعة حتى لا تلقيها بشيء:
-حبيبتي يا(سولي)وحشتيني.
ضحكت(سالي)بغيظ:
-والله وكمان مكتفة ايديه وانتي بتحتضنيني خايفة اقرصك.

ابتسمت(منه)ثم نظرت إلى زوجها مشيرة إليه وكأنها تلقي التهمة عليه:
-والله(زين)السبب يا(سولي).
رفع(زين)حاجبيه بتعجب ونظر إليها:
-لا يا شيخة شوف البراءة؟
ثم أشار إلى(منه)مكملًا بسخرية:
-البريئة دي اقعدت أدام المراية تحط أحمر و أخضر و تسرح في شعرها ميت مرة تقوليش "ريبانزل"؟
انفجرت(سالي)في الضحك ونظرت إلى(منه):
-يا جميلة و بتلبسي الراجل الغلبان الليلة؟ طب يلا نقعد بقى.
جلسوا جميعًا وتبادلا أطراف الحديث يتضاحكان وسألها(زين):
-أخبار باباكي و مامتك ايه؟
خفت البسمة من وجه(سالي):
-بابا و ماما لسه زي ما هما و ماما كمان بقت بتحب تقعد لوحدها مع نفسها معرفش ليه ولو جيت أقعدت معاها تفضل شوية و بعدها تقوم وتقول انها داخلة تنام.
عقدت(منه)حاجبيها:
-لا حول و لا قوة إلا بالله. طب و(بسملة)وأخوكي(مروان)؟
ابتسمت(سالي):
-الحمد لله رجعوا لبعض.
هتف(زين)بفرحة ومعه(منه):
-بجد والله.
وهتفت بعده(منه):
-الحمد لله ياااه ده الواحد كان زعلان عليهم بشكل.
أردف(زين):
-أه والله يا(سالي)لأنهم كانوا مثال للرومانسية اللي بتمشي على الأرض.
ضحكت(سالي):
-أه والله ودلوقتي مش عارفين نعمل فيهم ايه خلاص بقى بقوا لازقين في بعض.
ثم خبت بسمتها من على شفتيها وصمتت ناظرة إلى كوب العصير الموضوع أمامها وهي تداعب ماصته الحلزونية.
نظر(زين)و(منه)إلى بعضهما البعض ثم هتفت(منه)مقترحة:
-إيه رأيك نروح سينما أما فيه حتة فيلم أجنبي نازل يا(سولي) فظيع يهبل خيال علمي.
نظر إليها(زين)وقال بحماس وهو ينظر إلى(سالي):
-طب ما يلا نروح أقولكم فيه سينما هنا قريبة هروح أشوف ونحجزلنا قشطة وقام بسرعة تاركًا المنضدة وحاولت(سالي)أن تعترض:
-يا (زين)استنى بس يا بني.
ولكن(زين)كان قد اختفى من أمام ناظريهما.
تعجبت(سالي)والتفتت إلى(منه)تسألها:
-هو ماله(زين)يا(منه)؟ إنتي خليتي الراجل دماغه طقة زيك؟
ضحكت(منه)وهي تضع أناملها على فمها:
-يا بنتي مالك بس أهو نغير جو و نتفرج على فيلم إيه يمنع؟ وبعدين (زين)دماغه طقة زيي إنتي بس اللي نسيتي.
هزت(سالي)كتفيها ثم وضعت الماصة بفمها في حيرة ،وبعد فترة قامت(منه)قائلة:
-أنا راحة ال"w. c" ومش هتأخر.
وتركتها قبل أن تتفوه(سالي)بكلمة.
كاد عقل(سالي)يطير وهتفت بحنق وهي تتراجع بجزعها للخلف :
-أوووه مالهم دول جوزها شوية ويجري من غير ما يسمعني و هي كمان؟


ثم نظرت إلى ساعتها :
-كل ده و(زين)بيحجزلنا كراسي؟ و(منه) اتخطفت.
ثم سحبت هاتفها تنظر فيه تلعب بلعبة واندمجت حتى شعرت بظل عليها قالت دون أن تنظر بمرح:
-أهلاً أهلاً كل ده يا(منه)؟
"إزيك يا(سالي)"
تجمدت عندما سمعت صوته...صوت اشتاقت لسماعه منذ فترة طويلة رفعت عينيها عن هاتفها تخشى أن ما تسمعه مجرد هلاوس ولكنها رأته يقف أمامها تلك العينين السوداء القاسية ولكن بها شوق ودفئ ،قامت من مكانها ببطيء وعينيها تغرورق بالدموع:
-(قاسم)!!
*************


جلس(مروان)بمكتبه أمام حاسوبه وهو يقوم بعمل تصميم معقد حتى أنه لم يلحظ دخولها حتى وقفت أمام مكتبه تتكأ على طرفه بكلتا راحتي يدها هاتفة بغضب:
-ممكن أفهم مالك يا(مروان)إنهاردة؟ إنتَ متصلتش بيه ليه؟
أكمل(مروان)عمله دون أن ينظر إليها بهدوء:
-عندي شغل يا(ملك)ووطي صوتك من فضلك؟
رفعت(ملك)راحتي يديها وهو تدور حول المكتب لتصل إلى مقعده وربعت ذراعيها بغيظ:
-والله...ده اللي عندك؟ ده تبريرك؟ مالك يا(مروان)؟ بتتهرب مني بقالك يومين؟
توقف(مروان)عن العمل والتفت إليها ربما عليه مواجهتها فلا فائدة من الهرب تنهد ووقف قبالتها وهو ينظر إلى عينيها مباشرة:
-الصراحة أنا مش عارف اقولك إيه؟

نظرت(ملك)إليه مستفهمة وهي تهز رأسها بعصبية:
-مش فاهمة إيه اللي مش عارف تقوله؟
رفع(مروان)رأسه وقال بسرعة:
-(ملك)إحنا مش هينفع نكمل مع بعض؟
تراجعت(ملك)للخلف بصدمة وهتفت مستنكرة:
-ايه ؟ إنتَ ايه اللي بتقوله ده؟ هو لعب عيال؟
غضب(مروان)ورفع سبابته محذرًا:
-(ملك)احترمي المكان اللي إحنا فيه؟ وعيب تتكلمي بالإسلوب ده.
لوحت(ملك)بيديها في وجههُ:
-هو إنتَ خليت فيها إسلوب و لا إحترام . ايه اللي جد هاا؟
ثم شتعلت حدقتيها نارًا هاتفة:
-أااه مراتك الحيزبونة؟

هدر بها(مروان)محذرًا:
-(ملك) إلزمي حدودك سامعاني؟ (بسملة)دي مراتي و مش هسمحلك تتكلمي عليها بأي كلمة.
هتفت(ملك)بغضب أكثر غير مبالية لتحذير(مروان):
-أه هي خلاص سحبتك مماتش ليه وخلصنا منها.
لم يدرك(مروان)ما فعله إلا ووجد كفه يهوى على وجنة(ملك) التي وقعت أرضًا صارخة ،صُدمت ونظرت إليه من الأعلى متحسسة وجنتها صارخة بهستيرية:
-تضربني يا(مروان)علشان واحدة مكانتش طيقاك مبقتش بتحبك. وأنا نسيت حبي ليك نسيت أد إيه أنا كنت هموت عليك وحاسة بيك؟ نسيت إني أول واحدة سمعتلك؟
نظر إليها(مروان)باحتقار:
-لأ نسيت إني غبي ومكنش المفروض أقولك إنتي يا(ملك)عارفة ليه؟
نظرت إليه بمُقت وهو يكمل:
-لأنك إنسانة سودة أوي من جوه أنا إفتكرتك بتحبي(بسملة). طلعتي حطة وش شمع من الطيبة والحنية ومجرد ما عرفتك اني رجعت غلطتي فيها و إتمنيتي موتها.
ثم أشار إلى باب مكتبه هاتفًا بغضب هادر:
-إطلعي بره.
قامت(ملك)من مجلسها وتوجهت إلى الباب الذي فتحه أحد الموظفين سائلًا بقلق:
-هو حصل ايه يا جماعة إحنا سمعنا صوت صريخ؟ هو فيه حاجة حصلت؟
قال(مروان)بسخرية وهو يراقب رحيل(ملك):
-لا أبدًا أستاذة(ملك)شافت فار وأنا ضربته بالقلم.


رفع الموظف أحد حاجبيه بتعجب:
-نعم!!
ضحك(مروان)وهو يجلس على مقعده بسعادة جمة:
-متاخدش في بالك يا(أنور)اتفضل روح على مكتبك.
مط(أنور)شفتيه وأغلق الباب خلفه و(مروان)شعر بأنه حر طليق ليس به قيد سوى حبيبته(بسملة)ثم أخذ مفاتيحه وقام ينطلق بسرعة خارج الشركة ركب سيارته ليصل إلى بيته ثم فتح باب شقته بلهفة وأغلقه خلفه بهدوء ،صمت ووضع سلسلة مفاتيحه بجيب سترته بروية ثم خطى على أطراف قدميه بعد أن نزع حذائه ووضعهما جانبًا وسمع صوت حبيبته الصادر من داخل المطبخ تتدندن قائلة:
-حبيتة بيني وبين نفسي ،ومقلتلوش علي في نفسي ،معرفش ايه بيحصل لي لما بشوف عينيه ،مابقتش عارفة اقوله ايه ،معرفش ليه خبيت عليه بضعف قوي وانا جنبه وبسلم عليه.
ذهب(مروان)إليها وجدها تقلب في الأواني على الموقد وهي تعد الطعام وشعرها مسترسل على كتفيها اقترب منها واحتضنها من الخلف هامسًا بشوق في أُذنيها:
-كل حب الدنيا ديا في قلبي ليك ،دة أنتَ اغلي الناس علية روحي فيك ،ده أنتَ لو قدام عينية اشتاق اليك.
شهقت(بسملة)والتفتت إلى(مروان)بكل جسدها تحتضنه:
-(مروان)!! جيت بدري يا حبيبي.
التقط(مروان)كفيها وقبل أطراف أناملها برقة وقال يكمل أغنيتها:
-علي بالي ولا أنتَ داري بالي جرالي ،والليالي سنين طويلة
سيبتها لي.
ثم قال:
-وحشتيني أوي يا(بسملتي)أنا جريت من كتر ما أنتي وحشاني .


ابتسمت(بسملة)ثم خبت بسمتها:
-طب و(ملك)؟
ابتسم(مروان)يطمئنها أكثر وهو يتنشق كفها:
-متخافيش حبيبتي خلاص(ملك)انتهت من حياتي.
رفعت(بسملة)حاجبيها بتعجب:
-انتهت!! إزاي؟
أطفأ(مروان)كل أعين الموقد وسحبها من يدها هامسًا:
-تعالي بس وهبقى أقولك.
ضحكت(بسملة)وذهبت معه لتجدد عهد نسي قديمًا عهد حبهما الصادق النقي المليء بالمشاعر العدة التي لا تعد ولا تحصى...
وهكذا بدأت حكايتهما...
**********

لم تصدق(سالي)ما رأته عندما هتفت باسمه:
-(قاسم)!!
تقدم خطوة من المنضدة وقال بلهفة وبعينيه ترجي لمسامحته:
-أيوة(قاسم)يا(سالي)وحشتيني أوي.
ابتسمت(سالي)ثم قالت بتهكم:
-هو أنا لو وحشتك كنت تبعد سنة و نص يا(قاسم)مفكرتش تشوفني؟ تسأل عليه؟
ابتسم(قاسم)وهو يتقدم تجاهها بصوت متهدج مبحوح من الشوق: ومين قالك إني مسألتش و لا مشوفتكيش؟
تعجبت(سالي)وقالت مستنكرة ودموعها تنساب بسرعة:
-انت قلتلي حقيقتك و مدتنيش فرصة أرد يا(قاسم)عليك. مدتنيش حرية الإختيار حتى في إني أرفض أو أوافق ،مدتنيش فرصة أعيط أزعل أزعق أي حق من حقوقي سحبتها مني و مشيت؟؟ ليه عملت معايا كده يا(قاسم)عملتلك ايه؟
نظر(قاسم)إلى الأسفل:
-عندك حق في اللي قلتيه يا(سالي).
ثم رفع عينيه إليها متسائلًا:
-بس كنتي هتوافقي تكملي معايا رغم كدبي و خداعي ليكي في الأول و اني كنت هاخدك تسلية وأد إيه كنت إنسان.
رفعت(سالي)يدها أمام وجهه هاتفة:
-متكملش لأني عارفة اللي هتقوله. لكن جواك إنسان كويس وطيب أوي يا(قاسم)برغم اللي فيك كنت هرضى.
هز(قاسم)رأسه وتراجع:
-لأ يا(سالي)مكنتيش هتقدري تتحمليني بالشكل ده عارفة إحنا كنا عاملين زي إيه؟ إنتي عاملة زي الزهرة الجميلة و أنا عامل زي الصبار بشوكه وقرفه وأنا مش هسامح نفسي لو أذيتك.
ثم نظر إلى المقاعد وسألها بهدوء:
-ممكن نكمل كلامنا ونطلب حاجة نشربها؟
اومأت برأسها وجلست تنهد براحة وجلس أمامها وطلب من النادل طلبهما وبعد أن رحل عدل(قاسم)أكمام قميصه الأزرق ونظر إلى (سالي)مفسرًا:
-بعد ما اتكلمت معاكي وقولتلك الحقيقة قررت اني هكمل تعليمي اللي مكملتوش دخلت كلية التجارة و ذاكرت وتعبت والحمد لله جبت تقديرات وطلع عندي مخ هاه...وبعدها قدمت في شركة للمقاولات كانت طالبة محاسبين حديثي التخرج طبعا أنا مكنتش اتخرجت وقتها لكن لما امتحنوني قبلوا بيه كمحاسب في الشركة و قلتلهم الحقيقة اني لسه بدرس مهو أنا قررت إني مش هكدب تاني و الحمد لله مرتبي زاد و بقى معايا فلوس حلال سِبت الحارة اللي كنت عايش فيها و سكنت في شقة إيجار على أدي بس في مكان كويس و اختلفت في اسلوبي و طريقة حياتي بقيت بصلي و بخاف ربنا. السجاير رمتها و مبقتش بشربها أنا إتغيرت بجد يا(سالي)السبب بفضل الله سبحانه وتعالى وربنا جعلك سبب في تغييري ده و عمري ما هنسى انك انتي السبب.
تأملته(سالي)غير مصدقة أهذا الشخص الماثل أمامها هو نفسه الشخص الذي كانت تعرفه منذ سنة ونصف هل هذا(قاسم)لقد تغيرت نبرة صوته وأصبح هادئ حركة يده التي ظلت ساكنة ولم تتحرك إلا لشرح شيء أي سحر هذا أكل هذا بسببها بُعده عنها أصلحه؟
قاطعها صوته وهو يبتسم:
-متستغربيش رغم انه حقك تستغربي أنا بقيت حالة تدرس.
وأطلق ضحكته التي قشعرت قلبها كم افتقدتها وتاقت لسماعها ،كم افتقدت ملامح وجهُ ،هي ما زالت تحبه وستظل.
سألته(سالي):
يعني أفهم من كده إن(منه)و(زين)عملوا كده علشان تيجي و تقابلني؟


ذم(قاسم)شفتيه ونظر بحرج للأسفل:
-الصراحة أيوة أنا اللي طلبت منهم كده وعلى فكرة أنا طول الفترة دي كنت بشوفك من بعيد وبعرف أخبارك من(زين)أنا عمري ما نسيتك و لا هنساكي يا(سالي)إنتي ضوء في حياتي مش هطفيه أبداً ،(سالي) أنا دلوقتي أقدر أكون واقف قصادك و اقولك إني بحبك و هتقدملك قريب و أقولك إرفعي راسك لفوق أنا هشرفك أُدام عيلتك و أصحابك ،أنا واحد شريف و نضيف وبخاف ربنا والحمد لله.
بكت(سالي)متأثرة:
-أنا مش مصدقة اللي بتقوله حاسة انك بقيت واحد تاني أسلوبك و طريقة كلامك نظرة عينك اللي كانت مليانه قسوة بقى مكانها تسامح وحب ودفا افتقدته كنت بشوف لمحة منه في الأول وبعدها بتختفي ،عارف لما تحس انك كنت باني حواليك حيطان وأسوار حديد وحاطط نفسك في وهم أهو أنا كنت كده ،كنت فاكرة انك سبتني وخلاص اتكلمت معايا شوية و هربت مكنتش مصدقة عمري إنك هترجع يا(قاسم)ولا تفكر انك في يوم من الأيام تجيلي بس الحمد لله انك رجعت الحمد لله إنك طلعت صادق الحمد لله انك لحقت نفسك وعدلت منها و بنيت انسان جديد أنا بجد فخورة بيك وفخورة ان لو لينا نصيب هكون أسعد زوجة في الدنيا.
هتف(قاسم)بسعادة بالغة:
-بجد والله...يعني انتي مسامحاني يا(سالي)؟
هزت(سالي)رأسها ايجابًا:
-أيوة مسامحاك. ومين قالك اني خاصمتك أنا حبيتك وهفضل أحبك لآخر العمر.





هتف بعدها(قاسم):
-وأنا بموت في التراب اللي بتمشي عليه يا(سالي)انتي ضوء حياتي ونوارة قلبي وهتفضلي كده لآخر العمر.
وهكذا عاد قلب(سالي)ينير من جديد بعودة(قاسم)إليها ربما البُعد لم يكن خاطئ ربما مؤلم ولكنه مُثمر فها قد عاد حبيبها ليسحبها من هوة اليأس الذي تملكها وأعادها إلى الحياة مرة أخرى...
*************







جلس(عمر)على أريكته وهتف يستعجل زوجته:
-يلا يا(فريدة)يا حبيبتي(يونس)و(نسمة)هيخللوا كده يا روحي.
خرجت(فريدة)من الغرفة وهي تعدل وشاحها الأبيض الحريري ذو النقشات السوداء على عباءتها السوداء الأنيقة:
-حاضر يا(عمر)أنا خلصت أهو يا دوب عملت الرضعة ل(موسى) علشان ميدوشناش وإحنا بره .
قام(عمر)من على الأريكة يتأمل حبة قلبه ويقترب منها بمغازلة:
-هو انهاردة الخميس ولا ايه يا طعم؟
تراجعت(فريدة)خطوة للوراء محذرة:
-خميس!! لا يا حبيبي إنهاردة السبت يلا يا بيبي الناس مستنينا.
اقترب(عمر)أكثر:
-ما يستنوا يا قلب البيبي.
تراجعت(فريدة)أكثر والقلق يحاوطها:
-شوف هقولك لما نرجع ايه رأيك؟
اقترب حتى التصقت بالحائط وعينيه تشع عبث:
-ما تيجي ونجيب مليجي؟
هتفت(فريدة)مستنكرة:
-مليجي!! مليجي يا(عمر)حرام عليك عايزني أجيب تاني مش كفاية (موسى)...اللي مغلبني وأبوه حرام.
تراجع(عمر)ضاحكًا:
-يا حبيبتي إنتي إتعقدتي ليه طا؟؟
هتفت(فريدة)وهي تتقدم منه:
-خلي طا تبقى تفهمك؟
ثم حاول(عمر)الاقتراب مرة أخرى ولكن خطته لم تكتمل حتى سمع صوت هاتفه وفتحه قائلًا وهو يرسم ابتسامة:
-حبيبي يا أبو نسب.

هتف(يونس)بغضب:
-إنتَ فين يا لا؟ لاطعنا بقالك ساعة هي فين(فريدة)؟
أشار(عمر) إلى(فريدة)بتلجلج:
-أه أااهي يا(يونس)يا حبيبي.
ثم تصنع الغضب:
-مش قلتلك يا(فريدة)بسرعة قعدت تقولي ما نجيب مليجي!!
هتف(يونس)بتعجب:
-مليجي!! مليجي مين؟؟





ضحك(عمر)بتوتر و(فريدة)تكاد تنفلت منها ضحكة:
-متاخدش في بالك يا أبو نسب إحنا نازلين أهو.
وبعد أن أغلق انفجرت(فريدة)بالضحك واشارت إليه بمرح ساخر: -يلا يا سَبعي يا أبو مليجي.
وتقدمت أمامه تاركة إياه يحمل(موسى)و(عمر) يتمتم بغيظ:
-والله لأنفخك يا (فريدة) بس لما نرجع. وهنجيب مليجي.
************






دلفت(إينار)إلى فيلتها بعد أن فتحت الخادمة لها خطت بثقة بحذائها ذو الكعب المرتفع وكانت مرتدية كنزة فيروزية ذات أربطة من الخصر على بنطال أسود متسع من عند الساقين جلست على أريكتها ووضعت يدها على مسنده الخشبي المصبوغ باللون الذهبي بنقوشه المنحوته الراقية.
وضعت(إينار)حقيبتها جانبًا ثم قالت للخادمة:
-يا (سوسن)فين(خيرية)؟
أجابتها(سوسن):
-بتأكل سي(آمن)يا ست(إينار)أندههالك؟
قامت(إينار)وهي تسحب حقيبتها:
-لأ أنا راحة أشوف(آمن).


صعدت على درجات السُلم الرخامية ذات الوسع الدائري ودلفت إلى غرفة ولدها لتجد(خيرية)وهي تحمل(آمن)وتقبله من وجنته
ابتسمت(إينار) بحنان وخطت بقربهما:
-حبيب ماما...وقلب ماما أنا جيييت.
ابتسمت(خيرية)وهي ملتفته إلى(إينار)متفاجأة:
-ست (إينار)شفت يا(آمن)مامي جت.
قاطعتها(إينار)وهي تلوي شفتيها مستنكرة:
-مامي النبي عربي يا أختي أنا ماما يا واد يا(آمن)روح قلبي.
وحملته من يد(خيرية)وهي تداعبه وتقبله من وجنته ورأسه وكان هو يضحك بصوت يأسر قلبيهما ،تأملتهما(خيرية)وكم لفت نظرها عفوية(إينار)وطريقة حديثها التي ما زالت دارجة بشدة ولكنها تحبها وتشعر بمعاناتها فلقد فقد هذا الطفل والده وأصبح يتيمًا ووالدته من حملت كل شيء أصبحت الأب والأم في أنٍ واحد.

قاطعها صوت(إينار)هاتفة:
-هتصورينا ولا إيه يا (خيرية)أنا جعانة و عصافير بطني بتصوصو. ها عملتوا أكل إيه النهاردة؟
ابتسمت(خيرية):
-شوربة عدس والفتة بتاعته.
هدهدت(إينار)ولدها تسألها:
-والبصل الأخضر؟
أومأت(خيرية)برأسها:
-أيوة كل اللي قلتي عليه عملناه.
ابتسمت(إينار):
-لأ شاطرة يا(خيرية)طب روحي خليهم يحضرولي الغدا وتعالي اتغدي معايا.

ابتسمت(خيرية)بحرج وهي تعدل خصلة شعرها البيضاء وراء أُذنها:
- تسلمي يا ست(إينار)أكلت.
وضعت(إينار)ولدها بمهده واقتربت من(خيرية)تمسكها من ذراعها بمحبة:
-والله ما ينفع ويا ختي نفتح نِفس بعض بدل ما أنا عاملة زي النخلة اللي من غير طرح كده...
انفلتت من بين شفتي(خيرية)ضحكة مرتفعة على كلمات(إينار)التي قالت موضحة بعفوية أكثر:
-أه والله يا(خيرية)كل شوية أقعد أكل مع نفسي وبقيت زي الهبلة أكلم نفسي. عارفة زعزوعة القصب أهو أنا زيها.
ضحكت(خيرية)أكثر:
-الله يسعدك يا ست(إينار)دمك شربات.

ضحكت(إينار)وأعادت خصلاتها للخلف:
-عشتي يا حبيبتي. بصي بقى هروح أغير هدومي وأرجع ألاقيكي قاعدة في البلكونة نفسي أتغدا في البلكونة. بصل وعدس وهييح بقى.
أومأت(خيرية)برأسها ضاحكة وهي تغادر الغرفة:
-حاضر يا ست الستات كل كلامك أوامر.
ابتسمت(إينار)ووقفت أمام مرآة الغرفة بجانب مهد(آمن)تتأمل مظهرها وتحدثت إلى المرآة:
-بقيت(إينار)هانم وست الستات فين لما كنتي بتتشتمي و بيتمرمط بيكي بلاط الأرض...هااا الدنيا قلابة محدش بيدوم على حاله.


ثم التفتت إلى(آمن)الذي كان ينظر إليها ويلعب بقدميه الصغيرين بكفيه ويرفعهما لأعلى اقتربت منه مبتسمة وتملس على جبهته البيضاء هامسة:
-حبيب أمك إنت يا(آمونتي)إنت شايف ماما وهي بتتكلم من غلبي يا بني أمك إتمرمطت أوي.
ثم حملته ونظرت إليه تكمل حديثها وكأنه شخص كبير:
-عارف أبوك. لأ مش(وجيه)الله يرحمه. أبوك(يوسف)طلعت حته منه يا خوفي يشوفك يعرف إنك ابنه اوعى يشوفك يا(آمن)دا أنتَ اللي طلعت بيه من الدنيا يا حتة مني يا لي من ريحة الذكرى الحلوة.
ووضعته على صدرها تحتضن إياه بكل شوق وحنين
ربما حنين إلى الماضي.
**************

هتفت(أروى)بغضب وهي تجلس على مقعد مكتبها ناظرة إلى (فرح):
-يعني إيه إحتكر السوق بالقماش اللي كنا عايزينه للموديل بتاعنا هو مش عارف إحنا مين؟
قالت(فرح)محاولة تهدئتها:
-طب اهدي بس يا(أروى)وكله هيتحل.
طرقت(أروى)بكفها على سطح المكتب:
-مفيش حل غير إني أواجههُ الحيوان ده؟
ثم نظرت إلى الورقة وقالت بمُقت:
-أنا هوريك يا(داغر المسيري).
*************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:08 PM   #58

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث و العشرون

جلس(إياد)مع(غدير)على طاولة واحدة في إحدى أرقى المطاعم يتضاحكان سويًا والذي ينظر إليهما من المعجبين والمعجبات يعلم أن المياه عادت إلى مستقرها والحياة أصبحت صافية جميلة بينهما وقد فتحت إحدى المعجبات عينيها عن آخرهما عندما قَبل(إياد)يد(غدير)بكل رقة وهدوء وهو ينظر إليها بكل حب ووله...
ابتسمت(غدير)برقة:
-ياااه وحشتني أوي يا(إياد)يا حبيبي.
ابتسم(إياد)وهو يلمس خصلتها الحمراء التي هبطت عنوة على جانب جبهتها البيضاء:
-و إنتي حبيبتي وحشاني أكتر من روحي أد إيه أنا فرحان بفيلمك الجديد.
ابتسمت(غدير)برقة أكثر:
-أنا فرحانة بوجودك معايا يا(إياد)متتخيلش سعادتي.
قاطعهما رنين هاتف(إياد)الذي نظر إليه وضغط على زر جانبي ليصمته ثم نظر إلى(غدير)وأمسك أناملها ضاغطًا عليهما برفق سألته (غدير):
-مردتش ليه يا حبيبي؟
هز(إياد)رأسه:
-حد مش مهم حبيبتي.
ثم التمعت عيناه بمرح:
-المهم كنت عايز أقولك إني عاملك حفلة صغننه زي بقك النونو ده بمناسبة فيلمك الجديد.
شهقت(غدير)من السعادة:
-معقول يا(إياد)أد كده بتحبني.

ثم أمسكت كفه وقالت بحب نبع من حدقتيها:
-أنا بحبك أوي...
ولاحظت ومضات كاميرا...نظر(إياد)إلى المصدر ليجد شخص يمسك كاميرته ويلتقط لهما عدة صور هتف(إياد)بضيق وهو يقف: -إيه قلة الذوق دي؟
وقفت(غدير)واتجهت بقربه تمسك ذقنه بكفها مديره إياه تجاه وجهها قائلة بصوت أذاب بقية غضبه:
-سيبه يا(إياد)خلي الناس تعرف أد إيه بنحب بعض...
وأسبلت جفنيها مقربة فمها منه ،أصبح جميع من في المطعم يصورون بكاميرات هواتفهم والكل يهمهم ويرى ماذا ستفعل(غدير)هل ستُقبل(إياد)؟


ولكن(غدير)لم تقبله بل ارتمت في حضنه تطوق ذراعيها حول عنقه وكان رد فعل(إياد)أن حاوط خصرها بذراعيه وشدد من قبضته هامسًا:
-عندك حق سيبيهم يعرفوا أنا بحبك أد إيه.
صفق جميع الحاضرين بقوة وصافرات الإعجاب وهتاف:
-(غدير إياد). بجنون و(غدير)و(إياد)يتضاحكان وهما يلوحا للجميع بسعادة جمة.
************






قادت(سعاد)سيارتها ثم توقفت وصعدت إلى مبنى ووقفت بتوتر أمام الباب فترة تفكر فيما ستفعله ولكنها أنهت تفكيرها بضغط الزر ليصدر رنين جرس حتى فُتح الباب ونظر إلى(سعاد)بدهشة وهتف:
-(سعاد)!!
وضعت(سعاد)رأسها للأسفل ثم رفعتها ونظرت إليه قائلة بصوت خفيض من شدة التوتر:
-أيوة أنا يا(صالح)إازيك.
تراجع(صالح)خطوة للخلف وقد ظهر شعره الأبيض بالكامل وتلاشت الصبغة التي كانت فيه:
-طب اتفضلي.
هزت(سعاد)رأسها بالنفي:
-مينفعش يا(صالح)أستأذنك تلبس وتنزل نتكلم في مكان مفتوح متنساش إننا إطلقنا.

ابتسم(صالح):
-عندك حق أنا نسيت. طب ثواني وهنزلك.
وبعد فترة من الوقت ذهب(صالح)و(سعاد)بسيارتها إلى مقهى راقي وبعد أن جلسا.
طلب(صالح)مطلبهما ونظر إلى(سعاد)ببسمة خفيفة بعد أن أطلق لحيته وجعلها مهذبة مما أعطاه وقارًا وسألها:
-أدينا جينا في مكان مفتوح و سامعك.
نظرت(سعاد)إلى هاتفها الموضوع على المنضدة أمامها ولمست بسبابتها طرفه تعبث به دافعه إياه للأمام ثم للخلف ووضحت من حركاتها هذه التوتر:
-الفترة اللي بعدنا فيها عن بعض و ساعات يكون البعد حلو أو في صالح ال...
قاطعها(صالح)بغضب:
-(سعاد).
هتفت(سعاد)ناظرة إليه والدموع بعينيها:
-أنا آسفة...أنا آسفة بجد مش عارفة أعيش لوحدي وإنتَ موجود. إنتَ غلطت فعلاً بس أنا شايلة جزء من الغلط ده يا(صالح)وسامحتك خلاص العلاقة بينا مكانتش مجرد زوج و زوجة و خلاص لأ دي كانت صداقة إنتَ غلطت لما طعنتني في مشاعري ناحيتك و أنا مسكت في غلطتك وفضلت عليها وأهنتك بدل المرة مية والنتيجة بعدت وحصل اللي حصل.
ثم أخذت شهيقًا بعد أن نفذ الهواء من رئتيها وهي تراقب وجه(صالح)المتعجب:
-لازم نرجع لبعض يا(صالح).
ثم نظرت إليه تسأله بترجي:
-تتجوزني؟
تراجع(صالح)وهو يكاد لا يصدق اُذنيه مما سمعه منها هل حقًا هي تطالبه بالعودة بعد سنة ونصف علمت أن ليس هناك من العمر بقية.
هز رأسه وعاد بجزعه العلوي للأمام وأمسك كف(سعاد)ببسمة واعدة وعينين لم تخبو منها الشوق:
-يا خبر دا أنا اللي مستنيكي ترضي علشان أقولك تتجوزيني
يلا على المأذون.
وأمسك كفها وذهبا معًا لإصلاح حياتهما مرة أخرى وكسر العند لما سببه من ألم الفراق ولهفة الشوق لدى بعضهما البعض.
***************






" يا مستبدة...أنتي التي...أنتي التي أسميتها تاج النساااء
اقسي على قلبي...اقسي على قلبي ومزقيه لو أساااااء"
كانت يستمع(طارق)إلى أغنية "كاظم الساهر" وهو يقود سيارته إلى بيت(وعد)...
ثم تنهد متذكر امرأتان في حياته(سلسبيل)و(وعد).
وسؤاله لذاته لماذا تزوج على(سلسبيل)؟
هل أذنبت لهذه الدرجة لمجرد أنها لم تنجب له وبعض العصبية ولكنها تغيرت لأنها تحبه وماذا بعد تزوج عليها صديقتهم(وعد)ما أعجبه فيها شخصيتها فهو يهوى الجمال ويعشق اقتناء الجواهر النفيسة.
أوقف صوت الموسيقى والسيارة جانبًا وضغط على هاتفه ليتصل ب(سلسبيل)وقد وضع سماعة أذنيه وقال بصوت هادئ به بحة مثيرة:
-حبيبتي وحشتيني.
ابتسمت(سلسبيل)بخبث وهي تجلس أمام المرآة تصفف خصلات شعرها الذهبية وتفتح المكبر:
-حبيبي وحشتني أكتر...إنتَ فين؟
صمت(طارق)بعض الشيء ثم تحدث:
-أنا شوية وجاي حبيبتي كان فيه كذا عمليه عملتها في كذا مستشفى إنتي عارفة بقى يا(بيلا)و هخلص شوية حاجات في المستشفى و هرجعلك تحبي أجبلك حاجة معايا ؟
كادت أن تضحك(سلسبيل)بسخرية فهي تعلم أنه كاذب وقالت مصطنعة البراءة:
-يا حبيبي ربنا معاك بتتعب أوي يا(روقة)و عايزة سلامتك طبعاً.
ابتسم(طارق)بحنو:
-ربنا ما يحرمني منك يا قلب(روقتك)يلا بحبك أوي.

ضغطت(سلسبيل)على هاتفها لتنهي المكالمة ونظرت للمرآة لا تصدق كم التمثيل الذي قامت به هذه الفترة والفترة السابقة لم تتخيل يومًا ما أنها ستكون بهذه البراعة ولكن عليها أن تثبت فخطتها ترتسم وتبني نفسها بنفسها وكأنها خطة سحرية تكتمل أركانها ببساطة ويسر.
ثم واتت لها فكرة وضغطت مرة أخرى على هاتفها وهي تبتسم بسمة شيطانية ثم سمعت الطرف الآخر بصوته الرجولي:
-ألو(سلسبيل)؟ إزيك؟
قالت(سلسبيل)بهدوء:
-ازيك يا(رائد). أنا آسفة إني بكلمك في وقت زي ده.
ضحك(رائد):
-ايه يا بنتي دا أحنا زمايل ومع بعض في مستشفى واحدة.
ضحكت(سلسبيل):
-صح عندك حق. بقولك يا(رائد)كنت عايزة أكلمك في موضوع.

سألها(رائد):
-بخصوص الشغل يعني؟
نفت(سلسبيل)وهي تقوم من أمام المرآة وتضع الفرشاة جانبًا:
-لأ خالص مش بخصوص الشغل.
سألها(رائد)بحيرة:
-طب بخصوص إيه يا(سلسبيل)؟
تصنعت(سلسبيل)التنهد بحيرة:
-الحقيقة يا(رائد)الموضوع بخصوص(وعد).
هتف(رائد)بتعجب:
-(وعد)!!
ثم سألها وقد أسعدها قلقه الذي لامسته في نبرة صوته:
-مالها هي كويسة؟

نفت(سلسبيل):
-لأ خالص متخافش مالك بس؟ يظهر عندها حق بقى.
سألها (رائد):
-حق في ايه(سلسبيل)ممكن توضحي كلامك أنا مش فاهم حاجة؟
قالت(سلسبيل)بسرعة:
-(وعد)بتحبك يا(رائد)بس أوعى تقول ليها أحسن هي محلفاني ما أتكلم.
(رائد)بسعادة:
-بجد والله...أخيراً حست بيه.
تصنعت(سلسبيل)الدهشة:
-ايه ده يعني إنتااا...؟
أكمل(رائد):
-أيوة بحبها بحبها أوي.
تصنعت(سلسبيل)الراحة:
-هااا طب الحمد لله طمنتني. أنا قلت أسألك خفت تكون(وعد) بتحب من ناحية واحدة و إنتَ مش هنا.
ثم ضحكت مكملة:
-طلع إنتوا الإتنين بتحبوا بعض.
ضحك(رائد)ثم سألها بلهفة:
-طب تنصحيني بايه؟ ووعد مني مش هقولها.
ابتسمت(سلسبيل)بخبث ثعلب:
-خلاص هقولك إسمعني...
*********



دلف(رامز)إلى مقر زعيم المافيا الأصغر من(إيفان)بعد أن وضع تحت مائة فحص حتى يصل إليه وكان هناك الكثير من الحرس المزودون بأحدث الأسلحة نظر(رامز)إلى الزعيم وقال بهدوء:
-دون(مانشي)مساء الخير.
ابتسم(مانشي)ومشط لحيته الفضية المجدولة ونظر إليه بزرقاوية بلغة عربية:
-مساء الخير(رامز)كيف الحال؟
تبسم(رامز):
-بخير دون(مانشي).
نظر إلى(مانشي)الجالس على مقعده الفاخر أمام طاولته الزجاجية ذات الشكل الدائري وعليها زجاجة "فودكا" وكأسين صغيرين بجانبهما.
أشار إليه(مانشي)بصوت خشن به بعض الود:
-تعال اجلس(رامز)وخذ كأسك يا رجل.
تنحنح(رامز)وابتسم بعملية قائلًا بجرأة:
-ولكنني لم آتي دون(مانشي)للمضايفه فالذي أتيت لأجله أهم بكثير...
التمعت زرقاوي(مانشي)ووضع كأسه جانبًا:
-إذن تكلم(رامز).
نظر(رامز)حوله ثم اقترب من أُذن(مانشي)هامسًا:
-الوضع ليس بجيد سيدي فأنت في خطر مُدقع.
هتف(مانشي)بغضب مزمجر:
-كيف؟؟ ومن يريد لي الموت؟
أكمل(رامز)بفحيح أفعى:
-دون(إيفان)سيدي. من يريد التخلص منك فهو يريد زعامة المافيا بأكملها له فقط دون زعماء أقل منه في الرتبة.

هتف(مانشي)بغضب أكثر:
-وماذا أيضًا تكلم...؟
أكمل(رامز)بحزن:
-ويقول أنك لا تصلح للزعامة الروسية بسبب أنك نصف إيطالي ونصف روسي وهذا لا يصلح للزعامة فلذلك عليه التخلص منك.
التفت(مانشي)إلى(رامز)وعينيه تتحول للأزرق القاتم من شدة الغضب:
-إذن لما تخبرني بهذه الأمور؟ ما مصلحتك في إخباري بهذا الأمر؟
هز(رامز)رأسه بأسف:
-أريد الاعتزال سيدي من هذه المهنة فلقد وضعت فيها بالخطأ وأُجبرت عليها وأمنيتي أن أعود إلى موطني.
استمع إليه(مانشي)بكل ما فيه حتى انتهى(رامز)من مبرراته.
ضحك(مانشي)ووضع كفه على كتف(رامز)بقوة هاتفًا:
-حسنًا إتفقنا.
ابتسم(رامز)وقام من مجلسه:
-حسنًا سيدي هاك ورقة بها كل كلمات السر للبوابات بالمقر. حتى يسهل لكَ الدخول أنتَ ورجالك. وأنا أمامهم لا أعلم شيئًا
بالطبع فعند التخلص منهم أستطيع الهرب والسفر.
قام(مانشي)ومد ذراعه اليمنى إلى(رامز):
-إتفقنا دون(رامز)أراك قريبًا.
***********





في الصباح استيقظت(ميرال)على صوت هاتفها لتجد نغمة تعرفها فهي لخطيبها(أحمد)أغلقت الهاتف لتقوم ولكن لم تكد تضع قدميها في مداسها حتى رن هاتفها مرة أخرى زفرت بغيظ حتى دلفت والدتها غرفتها ونظرت إليها قائلة:
-مين يا(ميرال)؟
زفرت(ميرال)مرة أخرى وكأنه يعجبها صوت زفرتها:
-(أحمد)هيكون مين غيره يعني؟
تعجبت(زينب):
-طب وإيه المشكلة مش خطيبك؟ زعلانة ليه؟
قامت(ميرال)وهي تحك في رأسها متثائبه وهي تتجه صوب باب غرفتها:
-ماما الله يكرمك أنا لسه صاحية من النوم يعني مش وقته تسأليني و الجو ده؟

زفرت هذه المرة(زينب)وهتفت غاضبة:
-طب وكان لازمتها إيه الخطوبة لما هو مش عاجبك؟ ولا هو عِند وخلاص؟
هزت(ميرال)رأسها والتفتت إلى والدتها وآثار النوم قد تلاشت من عينيها:
-عِند ؟ قصدك إيه يا ماما؟
اقتربت(زينب)منها تلوح بيدها في وجهها بعصبية:
-قصدي إنتي فاهماه كويس يا(ميرال)انتي وافقتي على خطوبتك ل(أحمد)عِند في(أسمر)بس. مش حب وهيام في(أحمد).
صاحت(ميرال)بغضب:
-ماما من فضلك بلا...



قاطعتها(زينب)بيدها:
-بلا من فضلك بلا هم. انتي مشفتيش نفسك يوم ما عرفتي إن (أسمر)خطب(نانسي)اللي معاكم في الشغل كنتي عاملة ازاي ؟ زي اللي ناره قايدة ومش عارف يطفيها. انتي مبتشوفيش نفسك يا بنتي؟ مش حاسة و هو كمان مش حاسس أنا مشفتش أغبى منكم إنتم الإتنين.
صمتت(ميرال)ناظرة إلى(زينب)ثم تركتها ودموعها تنساب على وجنتيها ،دلفت إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها لتقف أمام المرآة وتنظر إلى عينيها التي احمرت ودموعها التي ما زالت تنحدر من عينيها تعلم أن والدتها على حق في كل كلمة وحرف تفوهت به...
هي كانت أشبه بالمجانين في يوم خطبة(أسمر)إلى(نانسي)تتذكر عصبيتها الزائدة وعمل تصميم شديد السوء وبخها عليه(سعد) مديرها. تعلم أنها لا زالت تحبه من جهتها هي ولكن(أسمر)نفسه هل يحبها مثلما تحبه؟ هل يسامحها على ما فعلته بآخر مرة عندما طردته من بيتها أمام والدتها؟ هل يصفح عنها عن فعلتها وخطبتها لرجل آخر سواه؟ ماذا أودى بها عِندها؟ هل ستصبح سعيدة وهانئة مع(أحمد)؟ أم أنها تنتقم من غبائها بغباء آخر.
هزت رأسها وكأنها تُبعد تلك الأفكار عنها ثم غسلت وجهها علها
تزيل ما تشعر به وما طُبع على محياها...

***************






دلفت(أروى)إلى شركة "جوود وومِن" والشرر يتطاير من عينيها ،هتفت في موظف الاستقبال:
-فين صاحب الشركة المحترم؟
وقف الموظف ونظر إليها بهيئتها فلقد بدى عليها من ملابسها الأنيقة أنها ذات شأن فلا يصلح أن ينادي على أمن الشركة وابتسم بهدوء مخفي ورائه قلق وهو يرفع سماعة الهاتف:
-طب اهدي حضرتك. تحبي أبلغه مين حضرتك؟
أجابت(أروى)وقد نظرت إليه بضيق بعد ان نزعت نظارتها الشمسية الداكنة:
-(أروى ياسين المراوي)
هز الموظف رأسه:
-تمام...ألو ايوة يا آنسة(ياسمين).


ثم خفى صوته بعض الشيء قائلًا وهو يولي ظهره ل(أروى):
-فيه ست شيك جدا جاية بتسأل على(داغر)باشا وعنيها بتطلع شرار...اسمها(أروى ياسين المراوي).
تعجبت(ياسمين)وقالت وهي تقوم:
-طب ثواني هقول ل(داغر)باشا.
بعد ثوان معدودة عادت(ياسمين):
-طيب خليها تتفضل.
أغلق الهاتف لينظر إلى(أروى)التي ابتسمت بسخرية وقال:
-اتفضلي حضرتك(داغر)بيه منتظرك.
ابتسمت(أروى)ولكن تعجبت بعض الشيء من موافقة(داغر)لمقابلتها فأي نوع من الرجال هذا.
ثم خطت داخل المصعد بأنفة وجانب فمها يبتسم بسخرية وهل هناك رجل جيد من الأساس فكلهم يشبهون(فادي)زوجها العزيز
ولكن لما تستبق الأمور فلترى بعينيها ما سيحدث.
وجدت(ياسمين)تنظر إليها ببسمة مرحبة:
-(أروى)هانم أكيد...إتفضلي أهلاً بيكي.
ثم فتحت باب خشبي سميك بلون بني داكن وقالت:
-اتفضلي(داغر)بيه منتظرك.
التعجب ما زال يزيد مع( أروى)أكثر بداخلها وهي ترى ترحاب يبدو أن هذا الرجل يعلم خططها. ولكن الأعجب هدوء المكان وسحابة رمادية تظلل على(داغر) ،تقدمت(أروى)بخطى واثقة ووقفت متكئة على حافة المكتب وهي تنظر إلى(داغر) بشراسة:
-إنت بقى الحرامي؟ مش عيب صاحب شركة زيك نفس مجال شركتي ويبقى حرامي؟
لم يتحدث(داغر)وإنما عاد بظهره للخلف ونظر إليها ببرود وبسمة مثل نظرته وقال دون أن يظهر على ملامحه أي بادرة غضب أو عصبية: -أولًا أنا مش حرامي يا(أروى)هانم عيب واحدة صاحبة شركة نفس مجال شركتي تقول لفظ زي ده.
بُهتت(أروى)من أسلوب(داغر)المباغت والبارد وتراجعت واقفة وهي تضع حقيبتها على المكتب جانبًا ونظرت إليه والغضب جلي ببندقيتها...
دار(داغر)حول مكتبه وأكمل:
-ممكن قبل ما ترمي اتهامك تعرفي اني كتبت عقد مع منتج القماش ده.
أشارت إليه(أروى)هاتفة:
-إنتَ كداب كمان فوق انك حرامي. لأني أنا اللي كتبت العقد مع منتج القماش ده.
ضاقت عيني(داغر)الفيروزية واشار إليها:
-قلتلك مترميش تهمة بالباطل وأنا هوريكي العقد.
ثم سحب ورقة من بين ملف على سطح المكتب وأعطاه إياها بهدوء:
-اتفضلي.
أخذت(أروى)الورقة وقد بدأ غضبها يهدأ وهي تقرأ العقد والنص وامضاء(داغر).
قاطعها(داغر)بصوت شابه سخرية:
-عرفتي اني واخد عقد احتكار؟
نظرت إليه بغضب وجانبًا لحقيبتها لتخرج ورقة نفس ورقته التي أراها إياها باختلاف الإمضاء فلقد كانت امضائها دقق(داغر) النظر في اسمها ثم رفع نظره إليها وكانت الدهشة ترتسم على محياه:
-مش ممكن معنى كده؟
أخذت(أروى)الورقة منه بعصبية ووضعتها في حقيبتها مكملة
بغضب:
-معنى كده إنه اتنصب علينا يا(داغر)باشا.
***********

ذهب(مروان)إلى مكتبه ليعمل وبداخله سعادة جمة بسبب ما أصبح بينه وبين(بسملة)حبيبته ولكنه وجد(أنور)يخبره:
-بشمهندس(مروان)البيه المدير عايزك.
عقد(مروان)حاجبيه يفكر ثم قال وهو يتجه خارج مكتبه:
-تمام أنا رايح أهو.
دلف إلى المصعد وهو يلقي التحية على الموظفين والموظفات ويبتسم بهدوء وراحة بال ثم خرج وهو يفكر ترى هل يطلبه المدير ليحصل على ترقية بسبب عمله المضنى أم ماذا؟
ولكن عندما دلف إلى مكتب المدير طارت كل آماله لأن المدير لم يكن بمفرده بل معه آخر شخص توقع رؤياه ولكنه لم يلتفت إليها ولا لوجهها العابس ونظر إلى المدير مبتسمًا بهدوء:
-أيوة يا بشمهندس(أشرف)حضرتك طلبتني؟

ضاقت عيني(أشرف)السوداء وبسبب ضيق عينيه تخيل(أشرف) أنه يرى نقطتين سوداوين وسأل(مروان) بغضب:
-قولي يا(مروان)انتي ليه خليت المهندسة(ملك)تعمل شغلك في المشروع اللي فات؟
صمت(مروان)وهو ينظر إلى(ملك)التي تدعي الحزن.
ثم رمى(أشرف)القنبلة في وجه(مروان)وقد هدر بغضب:
-ومش بس كده دا أنتَ كمان إعتديت عليها وكنت بتتحرش بيها وهي في مكتبك ولما رفضت ضربتها بالقلم؟
بُهت(مروان)وهو يشير إلى ذاته:
-أنا إتحرشت بيها ؟ يا(ملك)قولي الحق أنا إتحرشت بيكي؟
نظرت(ملك)إليه وقالت بصوت باكي:
-كفاية يا(مروان)تجريح لغاية كده الحمد لله إن ربنا سترها ولولا صرختي كان زمانك عملتها.

كاد أن يقتلها(مروان)وهو يصرخ:
-يا زبالة يعني معرفتيش تطوليني تقومي توسخي سُمعتي إنتي كدابة.
وقعت(ملك)على المقعد دافنة رأسها في كفها بطريقة مأساوية تجعل الشديد يلين والصخر يصبح ماء.
هدر(أشرف)وأشار إلى(مروان)محذرًا:
-إخرس متقولش للمهندسة(ملك)كلمة واحدة تهين كرامتها و إنتَ ملكش شغل عندي في الشركة تاني خد مستحقاتك. بس مخصوم منك الشهر ده لتطاولك على زميلتك.
هتف(مروان)محاولًا الدفاع عن ذاته وهو يرى بسمة(مَلك)الخبيثة خلف ظهر(أشرف):
-يا بشمهندس(أشرف)والله دي كدابة حرام الظلم أنا اقعدت في الشركة دي أكتر من خمس سنين ومدي كل تعبي فيها ليه الإفترا ده.

تجاهله(أشرف)وهو يعود رابتًا على كتف(مَلك):
- بره مش عايز أشوف وشك.
تعالى صوت(مروان)وهو يتجه صوب(ملك)يصرخ بجنون:
-عملتيها يا حقيرة.
وقد أمسكها من خصلاتها و(أشرف)يحاول إبعاده عنها هادرًا:
-إنت إتجننت بتتعدى على زميلتك.
و(ملك)تصرخ مستغيثة:
-أاه وكمان عايز تضربني هنا مكفاكش إلحقووني عايز يخرسني.
ضغط(أشرف)على الزر وجاء سكرتيره وهتف(أشرف):
-هاتلي الأمن حالًا يشيلوا الزبالة ده.
هتف(مروان)وهو يحاول أخذ رقبة(مَلك):
-مبتحبيش تخسري حاجة قلتي تكسبي الأهبل ده صحيح بان وشك.
جاء رجال الأمن وكبلوا(مروان)وهم يخرجوه وهو يصرخ:
-والله ما هسيب حقي والله لأوريكم والله لهتشوفوا منكم لله ربنا ينتقم منك يا(ملك)ربنا ينتقم منك.
وبدأ صوته يبعد حتى تلاشى و(ملك)بكت مرة أخرى ربت (أشرف)على كتفها قائلًا بحنان وحب:
-خلاص طردتهولك يا(ملك)متعيطيش بقى.
هزت(ملك)رأسها وقالت بتأثر زائف:
-أنا خايفة ليتهجم عليه في الشارع ده مجنون ويعملها. شفت عمل ايه معايا هنا؟ أنا بحمد ربنا على وجودك يا(أشرف).





ثم قالت بحرج زائف وهي تنظر إليه بحب:
-قصدي يا بشمهندس(أشرف).
ابتسم(أشرف)وهو يمسح دمعتها:
-لأ حلوة منك(أشرف)بس من غير ألقاب.
ابتسمت(ملك)ومن داخلها تهنئ ذاتها على ما فعلته وعليها أن تأخذ(أشرف)ذاك الأبله في جعبتها حتى تفوز بمنصب أقوى وستفعل.
***********





أخذت(سالي)عطلة اليوم من عملها حتى تجلس مع والديها وتحتفل بمناسبة عودتهما لبعضهما البعض...وضعت صينيه من الكعك الشهي ذو الرائحة النفاذة على المنضدة وقالت مبتسمة:
-ده بمناسبة رجوعكم لبعض.
ضحك(صالح)وقال وهو ينظر إلى(سعاد):
-أه والله يا بنتي لازم نحتفل ده أمك رضيت عني أخيراً...أنا كنت يأست..
لكزته(سعاد)بمرح في كتفه:
-(صالح)مكنتش متعبة أوي للدرجة دي.
هتفت(سالي)مستنكرة وهي تجلس أمامهما:
-يا ماما حرام عليك دا أنتي نشفتي ريقه يا ماما.
ضحك(صالح)أكثر وهو يشير إلى(سالي)وينظر إلى(سعاد):
-أهو شفتي بنتك قالت مش أنا اللي قلت الحمد لله يا رب بنتي نصرتني.
أشارت(سعاد)إلى(سالي)مهددة إياها بمزاح:
-بت يا(سالي)إنتي هتظبطي ولا مفيش خطوبة.
اعتدلت(سالي):
-إحم لا يا ماما يا حبيبتي طبعًا هتعدل. بص يا بابا الصراحة انت غلطان بردو.
ضربها(صالح)بخفة على مؤخرة رأسها:
-أااه يا مصلحجية.
ثم نظر إليهما مستفسرًا:
-وبعدين تعالوا قولولي خطوبة إيه يا ست(سعاد)هو أنا آخر من يعلم و لا إيه؟
ابتسمت(سعاد):
-(سالي)جالها عريس يا(صالح)هي قالتلي إمبارح.

نظر إليها(صالح)بسعادة:
-صحيح مين يا ترى اللي أمه داعية عليه دي و عايز يتجوز بنتنا.
هتفت(سالي)بعتاب:
-بابا كده. يعني أنا وحشة وكمان أمه داعية عليه.
ضحك(صالح)و داعب خصلاتها:
-خلاص يا بنتي بهزر هو يطول(سالي)القمر.
ابتسمت(سالي)بخجل:
-الحقيقة يا بابا هو إنسان محترم و جاهد علشان يوصل للي عايزه.
ابتسم(صالح)و(سعاد)سألتها:
-اسمه إيه يا(سالي)؟
خجلت(سالي)لا إراديًا:
-احم اسمه(قاسم)يا مامتي.

قال(صالح)بإعجاب:
-الله اسمه حلو و خريج ايه وبيشتغل فين؟
أجابته(سالي):
-خريج تجارة عين شمس قسم محاسبة وبيشتغل في شركة كبيرة محاسب.
نظر إليها(صالح)بتعجب:
-محاسب بس؟ مش مترقي؟
شعرت(سالي)بالقلق وهي تفكر من داخلها:
-طب لو عرف إنه كان ساقط و صايع هيعمل ايه؟ ربنا يستر.

***********


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:09 PM   #59

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع و العشرون

استيقظت(إينار)متأخرة فلقد افتقدت فراشها و(آمن)الذي أصرت أن تجعله بجوارها هذه الليلة تحتضنه وتقبله . فتحت عينيها السوداوين لتراه يصدر أصوات محببة إليها وكأنه يداعب ذاته ممسكًا أصابع قدميه بكلتا يديه ،فهو ابن العشرة شهور ولكنه مسجل على أنه مولود في الشهر السابع حتى لا يشكك أحد بزواجها من(وجيه)وتُظهر أن(آمن)هو ولده.
تنهدت(إينار)ثم مدت يدها تداعب خصلات(آمن)الذي رفع رأسه وترك قدميه ليتشبث بيدها ويأخذها في فمه.
ضحكت(إينار)وأخذت تقربه منها بأمومة:
-يووه جتك إيه يا(آمن)يا واد انتا طالع عضاض لمين؟
أطلق(آمن)ضحكة بريئة وشقاوة تنبعث من زرقاويه.
تأملته(إينار)ضاحكة ثم خبت فجأة وحل محلها حزن تذكرت جملته: -أااه بحبك يا(ناري) ،يلا يا(ناري)أحسن أنا على ناري.
تذكرت قبلاته ،حضنه الدافئ شعرت بضربات قلبها التي تقع من بينهم واحدة وتجعل جسدها يرتعش أسبلت عينيها مطلقة آهة لتخرج من بين شفتيها بحرقة.
قاطعها صوت طرقات باب غرفتها فتحت عينيها وهتفت بصوت متحشرج:
-تعالي يا(خيرية).
دلفت(خيرية)وبسمة تزين شفتيها:
-صباح الخير يا ست(إينار)؟ نمتي كويس؟
قامت(إينار)بجزعها العلوي وهي تحاول التظاهر بأنها على ما يرام وعدلت خصلاتها السوداء على جانب مبتسمة:
-صباح ايه يا(خيرية)هو بقى فيه صباح ده الضهر خلاص.

ضحكت(خيرية) على عفوية(إينار):
-والله عندك حق.
ابتسمت(إينار)وهي تقوم من فراشها وأعطت لُعبة مطاطية ل(آمن):
-طب بقولك غيري ل(آمن)وخليهم يحضرولنا الفطار أحسن جعانة أوي و شَهِلي علشان وراية ورك كتير أهه...أنا وُمَن عندي بيزنس كتير.
ضحكت(خيرية)على كلمات(إينار)ولكن هذه الأخيرة سألتها بتعجب:
-مالك يا ولية هو أنا بزغزغك؟ ده أنا كلامي عادي خالص.
حاولت(خيرية)إيقاف ضحكتها:
-حاضر يا ست(إينار).

ثم توجهت قرب الفراش وحملت(آمن)مقبلة إياه من وجنته وهي تغني له مغادرة الغرفة.
أخذت(إينار)هاتفها لترى رسالة من(كريم)مساعدها بالفندق قائلًا أن هناك شركة كبيرة ستأتي لعمل اجتماع وعشاء عمل لدى فندقها
وهناك وسيط لدى الشركة يريد أن يدفع ثمن القاعة التي ستؤجر.
جلست(إينار)على طرف فراشها وبعثت برسالة صوتية:
-طب يا(كريم)أنا هفطر وآجي مش هتأخر.
ثم وضعت هاتفها جانبًا مفكرة:
-مين الشركة سعيدة الحظ دي ودافعين إيجار قاعة عندنا...واضح إنها شركة هاي...هيهيهي.

***********


ذهبت(بسملة)إلى عملها بالشركة مرة اخرى بعد فترة ورحب بها الجميع يهنئونها على عودتها مرة أخرى.
ابتسمت(بسملة)وشكرتهم جميعًا وكان من ضمنهم(أسمر)الذي وقف معها بعد أن رحل الآخرون وابتسم:
-حمد الله على سلامتك يا(بسملة)نورتي الشركة والله كانت وِحشة من غيرك.
ابتسمت(بسملة)بمرح:
-ميرسي يا(أسمر).
ثم قالت فجأة:
-و مبروك صحيح.
رفع(أسمر)إحدى حاجبيه بتعجب:
-مبروك على ايه؟

رمقت(بسملة)عينيها جانبًا لتنظر إلى(نانسي)التي كانت تفعل المثل وتترقب حديثهما من بعيد:
-معقول يا(أسمر)مش عارف أنا بباركلك على إيه؟ على خطوبتك ل(نانسي).
ثم نظرت إليه تكمل بسخرية:
-ولا أنتَ مش حاسبها خطوبة؟
عقد(أسمر)حاجبيه بضيق وأشار بسبابته محذرًا:
-بقولك يا(بسملة)صاحبتك اللي بدأت. (ميرال)عاندت معايا و طردتني بعد موضوع حبة الهلوسة ،رغم إنها عملت فيه مقلب زيه و أرخم كمان. أكيد عارفة المقلب؟




هزت(بسملة)رأسها بغير اهتمام:
-أها عارفاه طبعاً. بذمتك يا( أسمر)مش مكسوف من نفسك و انت بتقول على مقالب سخيفة عملتوها في بعض انتوا و لا كأنكم شوية أطفال في كي جي. تضيعوا حب جميل بينكم بسبب غلطة و بعدها تعملوا في بعض مقالب و في الآخر ترموا غلطكم على العند.
قاطعها(أسمر)بكفه:
-استني انتي بترمي الغلط عليه أنا و مبترميهوش على صاحبتك ليه؟
أشارت إليه(بسملة)بسبابتها:
-واضح إن فيه مشكلة عندك في السمع أنا قلت إنتم يا ترى "إنتم" دي عندك معناها عليك لوحدك و لا عليك انت و(بسملة)؟
ثم أخذت حقيبتها وقالت برجاء:
-يا ريت تفكر في اللي قلته يا(أسمر)و لعلمك(ميرال)لسه بتحبك.
فتح(أسمر)عينيه عن آخرهما بدهشة قوية بعد أن ألقت(بسملة)جملتها الأخيرة وتركته يفكر جديًا فيما قالته
ولم يستطع(أسمر)التفكير بصفاء فلقد أتت عليه(نانسي)كالصاعق الكهربائي وأمسكت يده سائلة إياه بحدة:
-كانت بتقولك إيه؟
نظر إليها(أسمر)وسحب كفه بسرعة:
-ولا حاجة كانت بتقولي عن تعبها.
ثم أدرك ما فعلته وهتف بحنق:
-وبعدين إنتي إزاي تمسكي ايدي بالشكل ده يا(نانسي)؟ وفي الشركة؟
هتفت(نانسي)بدورها عليه بغضب:
-أنا خطيبتك عادي يعني.
تراجع(أسمر)خطوة وهو يشير إليها:
-لأ طبعاً ده ميديكيش الحق إنك تمسكيني من إيدي زمايلنا يقولوا علينا ايه؟

رفعت(نانسي)إحدى حاجبيها باستنكار:
-زمايلنا وانت من إمتى بتاخد بكلام الناس يا سي(أسمر)؟ ما كنت بتمسك إيد(ميرال)في الشركة.
كان(أسمر)ينظر إلى حذائه بضيق في هذه اللحظة ولكن ما أن نطقت(نانسي)بهذه الجملة حتى رفع رأسه ونظر إليها بعدم استيعاب يسألها متعجبًا:
-إنتي عرفتي منين؟ اني كنت بمسك إيدها في الشركة التانية؟
تلجلجت(نانسي)وقالت مبررة:
-بتوقع أكيد يعني إنك كنت بتمسك إيدها يا(أسمر).
ثم تحركت من مكانها وقالت بضيق:
-ووعد مني مش همسك إيدك تاني في الشركة عن إذنك.
وتركته وهي تشعر بأنها ستنفجر من الغيظ ولكن عليها أن تتحلى بالصبر فلن يتبقى إلا القليل...نعم عليها أن تفاتحه في موضوع زواجهما فما هي الخطوة التي تلي الخطبة إنها هي بالتأكيد الزواج.
في نفس الوقت ذهبت(بسملة)إلى مكتب(سعد)فهناك من أخبرها بضرورة التوجه إلى مكتبه.
بعد أن طرقت(بسملة)الباب وجدت(سعد)يرحب بها:
-أهلا يا(بسملة)حمد الله على سلامتك إحنا افتقدنا تصاميمك بجد...نورتي الشركة.
أطرقت(بسملة)برأسها خجلًا:
-ميرسي يا مستر(سعد)أنا كمان إفتقدت الشركة و الشغل والتصميم.
خبت بسمة(سعد)بأسف:
-بس مع الأسف يا(بسملة)السيزون جاي ومش مبسوط أوي غير من شغل(أسمر)و(ميرال)حاسسها مشوشة البنت دي فيه جواها كتير بس محتاجة توجيه وأنا كنت قاصد أخلي(أسمر)يوجهها بس بكل أسف مفيش فايدة عاملين زي القط والفار.


ضحكت(بسملة):
-والله عندك كل الحق مستر(سعد)بس تأكد إنهم هيرجعوا لبعض.
أشار إليها(سعد)بسبابته:
-أنا بردو زيك فيه ما بين نظراتهم نظرة حنين مش عايزة تبان للتاني لكن نسيوا إن فيه حد تاني معاهم مراقب وشايف النظرات دي...ولا أنا شايف كده لوحدي؟
نفت(بسملة):
-لأ طبعاً حضرتك عندك حق.
تنهد(سعد)وهو يملس على وشاحه الحريري الذي يضعه حول عنقه: -جميل الحب أوي حاجة جميلة خالص.
كادت(بسملة)أن تضحك على طريقة ومظهر(سعد)ولكنها تمالكت ذاتها وهي تقدم بعض تصميماتها:
-إحم طب شوف حضرتك كده إيه رأيك في التصاميم دي أنا عملتها في البيت علشان الخريف إحنا داخلين عليه وقلت لما أنزل الشغل هوريهم لحضرتك.
أخذ يتأمل(سعد)كل تصاميم(بسملة)وهتف:
-ايه ده يا(بسملة)؟
شعرت(بسملة)بقلق:
-فيه ايه مستر(سعد)؟ هي التصاميم وحشة؟
هز(سعد)رأسه بنفي مطلق:
-لأ طبعاً ده مذهل إحنا كده هنضرب شركة الأزياء المنافسة لينا وهنمسحها مسح هاها.
وظل يضحك بسعادة مفرطة حتى أشار إلى(بسملة):
-لازم تعرفي إن ليكي مكافأة كبيرة على تصميماتك دي...هيبقى ليكي اسم في عالم مصممين الموضة.
هتفت(بسملة)بفرح:
-ميرسي جداً يا مستر(سعد)حضرتك مش متصور مدى سعادتي بكلامك ده.
أشار إليها(سعد)بطريقة مسرحية:
-إنتي ستار يا(بسملة)سوبر ستار. واستني الإجتماع اللي جاي هوريلهم ديزايناتك علشان يتعلموا.
ثم همس فجأة:
-يا ريت تعلمي(ميرال)لأنها أقرب واحدة ليكي في الدقة.
أومأت(بسملة)بغموض:
-متقلقش يا مستر(سعد)وعد مني ليك هخليها نمبر وان.
وهذا ما تنتوي(بسملة)فعله مع(ميرال)وجعلها ترى(أسمر)بعينٍ أخرى.
************


ذهبت(أروى)و(داغر)إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن المحتال الذي نصب عليهما وصدمهما النقيب بسفر هذا المحتال للخارج.
هتفت(أروى)بغضب:
-يعني إيه يا فندم الي بتقوله ده معنى كده إن خلاص المجرم ده أخد الفلوس و سافر بره "مصر"؟
أجابها النقيب بضيق:
-أيوة يا مدام(أروى)ده صحيح ومش هنعرف نجيبه تاني إلا لو رجع "مصر" تاني.
ثم أكمل بسخرية وهو يشبك أصابعه أسفل ذقنه:
-وأكيد يعني مش هيرجع تاني خلاص.
حدجه(داغر)بنظرة باردة:
-تمام سعادتك شكراً ليك.


ثم قام ونظر إلى(أروى)جانبًا:
-يلا يا مدام(أروى).
قامت(أروى)وذهبت خلفه ووجهها محتقن وهي تصرخ عليه خارج القسم:
-هو ايه اللي يلا يا مدام(أروى)؟ هنعمل إيه دلوقتي؟
نظر إليها(داغر)ببرود كعادته ثم قال بصوت رخيم:
-كل اللي أقدر أقوله(أمير)النصاب مش هيرجع البلد وكاتب عقد مع كل واحد فينا و سافر خلاص.
عقدت(أروى)ذراعيها بسخرية:
-والله! ايه ده هو أنا حاسة ليه بصدى صوت.
ثم فضت عقد ذراعيها وهي تقترب منه:
-إنتَ بتكرر الكلام اللي قاله الظابط؟

زفر(داغر)بهدوء وكأن عاصفتها الهوجاء لا تعنيه وأكمل:
-أنا لسه مكملتش كلامي يا مدام(أروى).
ثم لاحت على شفتيه بسمة ساخرة:
-ولا تحبي أقولك(أروى)هانم؟
قالت(أروى)باعتداد:
-(أروى)هانم.
أشار(داغر)إلى سيارته الفخمة ذات اللون الأسود:
-اتفضلي معايا نتكلم في مكان بره الشركة علشان أوضحلك فكرتي.
أشارت(أروى)إلى سيارتها الرياضية بأنفة:
-سوري عندي عربيتي اتفضل وهتابعك بالعربية.
هز(داغر)كتفيه برتابة:
-على راحتك.
وذهب ليركب سيارته و(أروى)بدورها تركب سيارتها .
ثم تابعته إلى أن وصل لمطعم أنيق وبعد ان جلسا سألته(أروى) باستهزاء:
-اتفضل قول فكرتك العظيمة اللي هتحللنا المشكلة.
نظر إليها(داغر)و على جانب شفتيه لاحت بسمة ساخرة ثم خبت حينما قال وهو يعدل إسورة قميصه ويدير ساعته الثمينة:
-شوفي يا(أروى)و اسمحيلي بإني أناديكي باسمك من غير ألقاب.
ثم تابع انحناءات وجهها الجميل وهو بين التعجب والضيق وأكمل
بأريحية:
-أصل مش هينفع الشركاه يتكلموا بالألقاب.
هتفت(أروى)وهي تقف مستنكرة ضاربة بكفها على سطح المنضدة:
-نعم شركاه!؟ انت اتجننت يا(داغر)؟
رفع(داغر)حاجبًا وقال بحدة محذرًا:
-محدش اتهمني بالجنون إلا انتي يا(أروى).
ضغط بأسنانه على اسمها وأكمل ببرود:
-وبعدين مينفعش تزعقي وتخبطي كده سبتي ايه للعيال
الصغيرة ها ؟
ثم أكمل وهو ما زال يراها على نفس وضعيتها وجه محمر وغضب مرتسم في بندقيتيها:
-اقعدي وأنا هشرحلك وأفهمك سبب الشراكة.
جلست(أروى)بعد ثانية من الصمت والتحديق في(داغر)وزفرت بضيق:
-اتفضل فهمني...اشرح.
ابتسم(داغر)وقد علم أنه لفت انتباه(أروى)لفكرته:
-دلوقتي انتي عندك كام موديل من القماش بتاع(أمير)ده؟
تنهدت(أروى)وقالت:
-حوالي عشرين موديل.
ابتسم(داغر):
-جميل أنا عندي خمسين موديل.
ثم أكمل ببسمة هادئة:
-يعني بِحسبه أو من غير حِسبة حوالي سبعين موديل عندنا.
رددت(أروى)بدهشة:
-عندنا؟!
ثم زفرت(اروى)ببسمة حانقة:
-(داغر)يا ريت توضح أكتر لأني مفهمتش انت تقصد ايه بالظبط؟
تراجع(داغر)بهدوء:
-شوفي يا(أروى)شركتي "جوود وومِن" مش هسمح إن يتقال عليها إنها وقعت في نصباية رخيصة زي دي لكن عندي إستعداد إن يتقال إن شركة "جوود وومِن" عملت عقد شراكة مع شركة "ثينك أوف لايدي".

كادت أن تتكلم(أروى)ولكن(داغر)أشار إليها بيده:
-سيبيني أخلص كلامي الأول.
دلوقتي لو بعتي الموديلز بتاعتك مش هتحققي أرباح زي ما هتكوني معايا تخيلي البادج تبع موديلاتنا هتكون فيه اسم شركتنا احنا الإتنين واسمنا هيكون في الأعلى طبعاً...لكن لو بيعتي موديلاتك لوحدك وبيعت موديلاتي لوحدي هنخسر كتير...فهمتي قصدي يا(أروى)؟





نظرت إليه(أروى)وعلمت لما نجح(داغر)بهذه البساطة و أصبح منافسها هكذا إذن فكرته لا باس بها ولكنها قالت بأنفة وهي تقوم وتضع نظارتها على عينيها:
-أوكيه يا(داغر)هفكر في عرضك وهبقى أرد عليك.
وتركته ينظر إليها بعيني متفحص وابتسم:
-أكيد يا(أروى)أنا عارف من نظرة عين إنك موافقة بس يلا هسيبك براحتك و بمزاجي.

***********




عاد(مروان)إلى بيته وهو يشعر بانكسار فبعد طرده من الشركة التي أعطى كل أفكاره لها يتم طرده منها بكل بساطة ويكفي نظرة زملائه وهو محمل على أكتاف أفراد الأمن وقُذف خارج باب الشركة وهو يصرخ بحقه وظلمه.
أجهش بالبكاء كالطفل الصغير وهو يتكأ على الحائط برأسه وهتف مبتهلًا:
-يارب خد حقي منهم. عارف اني ظلمت(بسملة)وده حقها اللي بيرجعلها بس يا رب خدلي حقي منهم يا رب أنا مكسور يا رب.
وظل يصرخ مرددًا كلماته الأخيرة حتى فُتح باب الشقة وظهرت على أعتابه(بسملة)ولقد سمعت صراخ(مروان)من خارج المنزل أغلقت الباب خلفها ورأته وهو يُسقط تماثيل زجاجية صغيرة من على الأرفف المعلقة...وتقع مهشمة وتتناثر أشلائها على الأرض الرخامية.
خطت(بسملة)تجاه(مروان)وهتفت بجزع:
-(مروان)اهدى يا حبيبي حصل ايه؟
نظر إليها(مروان)وعينيه حمراء كالدماء من كثرة البكاء وهتف:
-ربنا جابلك حقك يا(بسملة).
أخذت(بسملة)رأسه ووضعتها على كتفها بهدوء وصوتها يرتعش:
-شششش طب اهدى بس وتعالى نتكلم في أوضتنا.
ردد(مروان)بهذيان:
-ربنا جابلك حقك يا(بسملة).
أجلسته(بسملة)على طرف الفراش بهدوء ونظرت إليه:
-ممكن أفهم حصل إيه؟
نظر إليها(مروان)والحزن يعتريه:
-سامحيني...ربنا جابلك حقك.
قاطعته(بسملة)وهي تجثو على ركبتيها أمامه واضعة أناملها على شفتيه:
-ششش أنا مسامحاك وأرجوك فهمني اللي حصل؟
قص عليها(مروان)ما حدث وبعد أن انتهى ابتسمت(بسملة) بهدوء:
-و إنتَ علشان كده فاكر إن اللي حصلك علشان ظلمك ليه؟
تعجب(مروان)من بسمتها وسألها:
-بس أنا ظلمتك يا حبيبتي؟
هزت(بسملة)رأسها نافية ما يقوله:
-لأ مظلمتنيش يا(مروان). اللي حصل بينا ده هو إننا ظلمنا بعض ،ظلمتك ببعدي عنك وصدي ليك وقطعت أوصال حب ما بينا و إنتَ ظلمتني بإنك بعدت و محاولتش تصحيني من اللي كنت هعمله فيك و كملت بمعرفتك ب(ملك).
ثم تنهدت وهي تملس على خصلته:
-إحنا الإتنين غلطانين يا(مروان)وصدقني من يوم ما رجعت وكلمتني في الأوضة دي و أنا مسامحاك أصلاً.

التقط(مروان)كفها وقَبله:
-ياااه كنت محتاجك أوي يا(بسملة).
أخذت تحتضنه(بسملة):
-وأنا كمان محتاجاك أوي يا(مروان).
ثم قبلته من رأسه:
-عارف أنا مبسوطة لأن ربنا بعدك عن المكان اللي فيه(ملك) وصدقني ربنا هيكرمك ويرزقك بالأحسن وهتشوف إنكسار(ملك)دي في يوم من الأيام.
ثم هتفت(بسملة)متذكرة:
-استنى يا(مروان)سبحان الله تصدق أنا افتكرت حاجة دلوقتي.
سألها(مروان)وهو يعيد رأسه للخلف سائلًا إياها:
-ايه الحاجة دي؟

اتسعت ابتسامة(بسملة):
-وأنا في الشركة عرفت انهم محتاجين مصممين خبرة زيك كده قلت يا سلام يا(مروان)لو تكون في الشركة معايا نروح الشغل سوا ونرجع سوا. وأهو جت الفرصة لغاية عندك يا حبيبي.
أحب(مروان)فكرتها لمجرد قربه إليها وهتف:
-يا ريييت يا(بوسبوستي)دا أنتي بتوحشيني وأنا في الشغل.
ثم اقترب منها وأعاد خصلتها المفرطة النعومة على جبينها وقال:
-بحبك ومش عارف كنت هعمل ايه من غيرك.
ابتسمت(بسملة)وأمسكت عنقه:
-ولا حاجة يا حبيبي بس كل اللي عليك تنضف الحاجات اللي كسرتهالي دي وتجيبلي مكانها.
ابتعدت بخبث مكملة:
-وبعدها نتكلم في أي حاجة. وهنشغل "منير" كمان.

ثم غمزت:
-أظن فهمت.
وتركته(بسملة)وهو يكاد يبكي نادمًا على فعلته وتهشيمه لأشيائها الصغيرة ،ولكنه يمني نفسه بكلماتها الأخيرة (هنشغل "منير")
ثم تذكر أغنيتهم المفضلة(لما النسيم )
وتنهد تنهيدة جعلته ينطلق لينظف ما فعل حتى ينول جائزته وحبة قلبه(بسملة)
************





هاتفت(سالي)حبيبها(قاسم)الذي كان بالشركة وجدها تهاتفه حتى قال مبتسمًا:
-ازيك يا(سالي)ها كلمتي باباكي ومامتك؟
(سالي) بمرح:
-أنا أعرف واحد كان بيقول أبوكي وأمك.
ضحك(قاسم):
-أه كان زمان بقى يا(سالي)قلبك إسود أوي.
ضحكت(سالي)بمرح:
-طب خلاص يا(قاسم)بهزر معاك متزعلش. أيوة كلمتهم وهما مستنينك يوم السبت الساعة تمانية بليل.
(قاسم)بضيق:
-ياااه السبت دا أنا كنت بحسب انهاردة.

هتفت(سالي)بدهشة:
-انهاردة ؟! لأ طبعاً علشان ألحق أشتري حاجة.
سألها(قاسم)بتعجب:
-تشتري؟ تشتري ايه؟
أجابت(سالي)ببساطة:
-أشتري فستان طبعاً يا(قاسم)علشان يكون شكلي حلو.
(قاسم)بنبرة رجولية آثره:
-انتي حلوة من غير حاجة يا(سالي).
احمرت وجنتيها وتنحنحت:
-إحم أه أحم لأ طب مش عارفة أرد.
ضحك(قاسم)على تلعثم وارتباك(سالي):
-أهو بقيتي أحلى بارتباكك ده...بحبك.

سألته(سالي)بلا وعي:
- هااا؟ قلت ايه؟
ثم اعتدلت وكأنها تصحو من حلم جميل:
-أوكيه يلا بقى علشان هروح أنام ها هنام بقى تصبح على خير.
سألها(قاسم)بخبث:
-هتنامي بردو يا(سالي)؟
أجابته مؤكدة:
-طبعاً هنام ايه المشكلة يعني ها يلا بقى تصبح على خير ولما ترجع رنلي تطمني عليك ولا أقولك.




قاطعها(قاسم):
-مجنونة بس بحبك تصبحي على خير يا أجمل وأرق وردة جَملت حياتي.

ثم أغلق الهاتف و(سالي)أغلقته وهي ترتمي على الفراش وتشعر بسعادة وفراشات تدغدغ معدتها ،هكذا هو حبيبها(قاسم)وسيصبح عما قريب خطيبها وفيما بعد زوجها.
وعند ذكر هذه النقطة غطت(سالي)وجهها بغطائها خجلًا.

***********




ذهب(صالح)إلى حارة(الكوفتي)ليسأل عن(قاسم)وحينما كان يستفسر سمع صوت(أم ابراهيم)وهي تسأله بفضول:
-يا بيه هو سعادتك عايز تعرف حاجة عن(قاسم)...(قاسم الحوارجي)؟
نظر إليها(صالح)باستهجان وسألها مرددًا:
(الحوارجي)!! ده اسمه؟
ضحكت(أم إبراهيم)وهي تعدل منديلها اللامع حول رأسها:
-أيوة هيهي قصدي اسم الشهرة لكن اسمه هو(قاسم شريف السمان) و(الحوارجي) بقى شهرته في الحارة.
اقترب(صالح)منها وسألها وهو يضيق بين عينيه:
-أه قلتيلي طب احكي بقى.
(أم إبراهيم)بخبث:
-يقطعني مش فاكرة أوي.

أعطاها(صالح)عدة وريقات نقدية وسألها باحتقار:
-دلوقتي تفتكري.
هتفت(أم إبراهيم)وهي تضع النقود بصدرها:
-أه...اه إفتكرت(قاسم)ده كان صايع الحارة و بيضرب الواد(ليفه) بتاع القهوة كل يوم ويتمسخر عليه وكان واد فلاتي وبيلعب بالبيضة و الحجر وساب الحارة من فترة.
هتف(صالح)بغضب:
-صايع وفلاتي وحرامي...ده ايه القرف ده؟
تراجعت(أم إبراهيم)خطوة للخلف:
-يوووه مالك يا راجل إنت؟



نظر إليها(صالح)باشمئزاز وهو يراقب لكها للعلكة الألوان العجيبة فوق عينيها:
-ماليش عن اذنك يا ست إنتي.
رحل(صالح)وهو يقود سيارته هادرًا:
-قال عايز يتقدملها قال؟ ده على جثتي.

*************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:10 PM   #60

إسراء مظلوم

? العضوٌ??? » 413109
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » إسراء مظلوم is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس و العشرون

جلس(يوسف)على مقعده في غرفة مكتبه يفكر فيما يحدث له. فحياته مع(روان)أشبه بالجحيم ولم يرزق بطفل منها حتى الآن لا يعلم ما هو السبب ثم قطع عليه صوت طرقات هتف بصوت مختنق:
-أدخل.
دلف صديقه(عمر)وقال بمرح:
-حبيبي يا (جوو).
ابتسم(يوسف)ببهتان:
-(عمر)ازيك اتأخرت ليه؟
هز(عمر)رأسه بخجل:
-معلش يا(جو)أصل(موسى)تعبان شوية.

سأله(يوسف)بجزع:
-سلامته يا بني ماله ابنك؟
(عمر)بضيق:
-سخن أوي و إضطريت أوديه مستشفى من الفجر وأهو الحمد لله اتحسن رجعت البيت نمتلي شوية و بعدها جيت.
تنهد(يوسف)براحة:
-طب الحمد لله. لو حابب تاخد أجازة انهاردة.
قاطعه(عمر):
-لأ يا(يوسف)خلاص أنا تمام. المهم كنت عايزني في ايه؟
زفر(يوسف)وهو يعطي الملف إلى(عمر):
-فاكر الناس دي؟
نظر(عمر)بدقة:
-أيوة فاكرهم هما رجعوا اتعاقدوا معاك تاني؟
هز(يوسف)رأسه:
-أيوة رجعوا و عايز الناس دي نعمل معاهم تعاقد خارج الشركة ولما كنت بدور على فندق اسمه جديد ومش متداول لأني مش عايز حد يعرف حاجة عن الصفقة إنتَ عارف المنافسين.
ثم لف حاسوبه المحمول وأشار إلى صورة لفندق يشبه الأصالة في شكله الخارجي العتيق وقال:
-فكرت إننا نعمل عقدنا واجتماعنا وعشاء عمل كمان في الفندق ده اسمه فندق(الشرق)ايه رأيك؟
هتف(عمر)باعجاب:
-واااو حلو أوي يا(جو)فكرة عبقرية.
ثم سأله ببلاهة:
-طيب أنا موقعي ايه من الحوار ده؟


أشار إليه(يوسف):
موقعك إنك هتروح الفندق انهاردة و هتديهم مقدم تمن إيجار القاعة اللي هنعمل فيها الإجتماع.
أشار(عمر)إلى ذاته بدهشة:
-أنا !! ليه طا يا(يوسف)دا أنا أستيكة يا جدع في الحاجات دي؟
ضحك(يوسف):
-إنتَ يا بني هتفضل بتقول إيفيهات كده طول حياتك. إنتَ دراعي اليمين ولا يمكن استغنى عنك أنا معتمد عليك في الموضوع ده؟ ومتجبش سيرة اسمي في الموضوع خالص مش عايز بابا حتى يعرف سامعني.
أومأ(عمر)برأسه:
-خلاص ماشي. أمري لله.
************
بعد أن انتهى عمل(وعد)وهي تعلم أن(طارق)ذهب إلى بيته مع (سلسبيل)زفرت بحنق وهي تتقدم من سيارتها وتفتحها ولكنها وجدت(رائد)يناديها التفتت إليه لتراه يتقرب منها ومعه باقة من الورد وسألها مبتسمًا:
-مروحة؟
نظرت(وعد)بدهشة إليه:
-(رائد)إيه ده ورد علشاني أنا؟
ابتسم(رائد):
-أه طبعاً ليكي لأحلى وردة في المستشفى.
ضحكت(وعد)وأعادت خصلتها خلف اُذنها:
-ده ايه الكلام الحلو ده إنتَ شاعر بقى.
اقترب(رائد)منها ونظر إليها بعمق:
-لأ ده حب. أنا بحبك يا(وعد).

نظرت(وعد)إليه غير مصدقة:
-بتحبني أنا؟
أجابها(رائد):
-أيوة بحبك يا(وعد).
ابتسمت(وعد)وقالت بهمس:
-وأنا كمان بحبك يا(رائد)بس كنت خايفة متكونش زيي.
ابتسم(رائد)بدفيء:
-يعني مش لوحدي؟
هزت(وعد)رأسها:
-لأ مش لوحدك بس..أاا
سألها(رائد)بقلق:
-بس ايه؟
تذكرت(وعد)زواجها الخفي من(طارق)ولكنها وجدت في(رائد)ما كانت تريده منذ زمن و(طارق)بالنسبة إليها مجرد نزوة أو تجربة لا تنكر أنها استمتعت ولكن لقد جاء إليها(رائد)ليبوح إليها بحبه وهي تعلم أنه كان يحب(سلسبيل)عندما كانا بالجامعة وهي كانت تحبه حقًا وكم شعرت بالمقت تجاه(سلسبيل)منذ هذه اللحظة وقررت سحب(طارق)منها والآن حانت لحظة حبها الحقيقي وعليها أن تتمسك بفرصتها حتى لو كانت متزوجة من(طارق).
قاطعها(رائد)بسؤاله مرة أخرى:
-مردتيش عليه. (وعد)إنتي معايا؟
نظرت إليه(وعد)وقالت:
-أيوة معاك بس لازم تعرف إني مش حابة نبين حبنا ده في الشغل ولا نعمل أي خطوة رسمية إلا بعد سنة أو أكتر. وحتى(طارق)و(سلسبيل)ميعرفوش.
تعجب(رائد)وسألها:
-ليه يا(وعد)؟
أجابته(وعد)بعصبية:
-ده شرطي يا(رائد)موافق و لا لأ؟
أشار إليها(رائد)بيده متفهمًا:
-موافق...موافق.
ثم أعقبها ببسمة:
-إيه رأيك أعزمك على الغدا نحتفل بالمناسبة الجميلة دي؟
وافقته(وعد):
-أكيد يا(رائد)مفيش أحلى من كده مناسبة.
***********



هبطت(غدير)على درجات السلم الرخامية بثوبها النبيذي وقد أظهر فتنتها وتألقت خصلاتها الحمراء تحت الأضواء وبريق عينيها الذي يشوبه نشوة الشهرة.
ساد صوت صيحات الإعجاب والتصفيق الحار مرددين باسمها: (غدير)...(غدير).
هبطت ضاحكة بإغراء ونظرت إلى(إياد)الذي كان ينظر إليها من الأسفل والتقط كفها مقبلًا إياها بعشق وهيام وهو يبتسم إلا الحاضرين وهو يهتف بصوت مرتفع:
-أحب أهني مراتي وحبيبتي وروح قلبي(دورا)بانطلاق فيلمها الجديد واللي أكيد هيكسر الدنيا.
صفق الحاضرون جميعًا وهم يتمنون لها الحظ السعيد وضحكت
(غدير)وهي ترى نجاحها يتحقق مرة أخرى ثم لقطت من بين نظراتها(سيلين)التي تقف بعيد وتحدجها بنظرة كريهة خطت(غدير)عدة خطوات واقتربت منها مرحبة بها ثم همست
لها في أُذنها بصوت خفيض بعدها تراجعت(سيلين)للخلف ونظرت إليها مستنكرة وهي تشير إلى(إياد):
-إشبعي بيه.
وغادرت الحفل ،التفتت(غدير)إلى الجميع هاتفة:
-عادي يا جماعة اتفضلوا السهرة لسه هتبدأ.
أتى عليها(إياد)وسألها:
-كنتي بتقولي ايه ل(سيلين)؟
هزت(غدير)أكتافها:
-كنت بقولها تطلع بره الفيلا. معجبهاش الكلام.




ثم حاوطت عنقه وهي تقترب من وجههُ:
-مش هستحمل تخطفك مني تاني يا حبيبي.
ابتسم(إياد)برضى وقال وهو يأخذ كفها ويرفعه مقبلًا إياه:
-حبيبتي(دورا)طب يلا علشان ضيوفنا مستنينا.
ضغطت(غدير)بأناملها على كفه برفق:
-يلا يا حبيبي.

***********




عاد(رامز)إلى بيته وهو يتثاءب وتفاجأ ب(فيراشكا)بغرفة نومه ترتدي قميص نوم أبيض وتركت شعرها الأشقر يسترسل على ظهرها العاري قامت من على الفراش وهي تسحبه إليها وترمي رأسها على صدره العريض هامسة:
-افتقدتك كثيرًا حبيبي.
ملس(رامز)على خصلاتها:
-وأنتِ أيضًا حبيبتي.كيف كان اليوم؟
مطت(فيراشكا)شفتيها الحمراء:
-لا شيء عزيزي لم يكن هناك اي اجتماع لم يكن هناك سوى ضحية واحدة فتكت بها.
سألها(رامز)بقلق حاول اخفاءه بالابتعاد عنها وخلع قميصه:
-ومن تكون تلك الضحية؟

عادت(فيراشكا)إلى طرف الفراش وجلست واضعة ساقها العارية لأعلى ركبتها فوق ساقها الأخرى قائلة باستهتار:
-(زيتا)إحدى فتيات زعيمنا تم اكتشاف أنها عين للشرطة الروسية ولقد...
ثم ضحكت بشيطانية:
-ذبحتها...أووه كم كانت مسكينة عندما كانت تحاول الصراخ ولكنه تحول فجأة إلى تحشرج بعد أن ذبحت عنقها الجميل وتناثرت الدماء في كل مكان ثم ألقينا بها إلى الكلاب الجائعة لدينا.
كم شعر(رامز)بحاجته للقيء وقد علم أنه على حق فيما يخطط له فعليه الفرار وترك هذه البلده بأي طريقة.
هتف(رامز)محاولًا إخفاء تقززه:
-أه يا عزيزتي كم أنتِ رائعة .
ثم اقترب منها يدغدغها:
-كم اشتقت إليكِ حبيبتي هيا أعطيني قُبلة.
ضحكت(فيراشكا)ونظرت بزرقاويها:
-حبيبي(رامز)انتظر فسأعطيك ما تريد ولكن عليك التمهل عزيزي.
تحركت تجاه قميص(رامز)الملقى جانبًا ثم أخرجت من خلال قميصه شيء دقيق لونه شفاف ونزعته وهي تقترب منه قائلة بسخرية:
-امممم تُرى ما هذا عزيزي(رامز)؟
نظر(رامز)إليها بتعجب ودهشة مستنكرة:
-ما هذا(فيراشكا)؟
قاطعته(فيراشكا)وهي تشعل هاتفها تسمعه صوته وهو يتحدث مع(مانشي).
علم(رامز)أن(فيراشكا)تعلم كل شيء ولكنه لم يعي لشيء بسبب صفعة(فيراشكا)له القوية التي أسقطته أرضًا وهي تصرخ:
-خائن حقير هل كنت تظن أنني مغفلة؟

قام(رامز)بسرعة حتى يتلقى ركلتها في صدره مما جعله يسعل ويتراجع خطوتان للخلف وكانت تهتف بغضب جنوني:
-غبي وخائن وقذر أردت المال أخذته والسلطة أخذتها أيضًا.
ثم اشاحت له بيدها:
-هل تريد كل شيء وايضًا العودة إلى بِلدتك؟
كادت أن تلكمه في فكه ولكن(رامز)تعلم الدرس جيدًا وأمال وجههُ جانبًا ولطمها بظهر كفهُ صارخًا:
-اللعنة عليكِ أيتها الشيطانة بالطبع أريد العودة إلى موطني.
ثم مسح خيط الدم من جانب شفته وبصق جانبًا هاتفًا:
-هيا يا امرأة هل استسلمتِ سريعًا؟ إياكِ وظني بأنني(زيتا)وستذبحينني كالشاه مثلها؟
قامت(فيراشكا)سريعًا ووقفت بتحفز:
-بالطبع حلوتي الصغيرة سأفعل. بل سأقطم رقبتك وأتلذذ بدمائها. وبعدها أخبر دون(إيفان)بخيانتك له.
وصرخت وهي تتجه ناحيته لتلتقط كتفيه ورفعته للأعلى لتقع عليه حتى أصدر(رامز)آهة فلقد شعر بكل ذرة بجسده تصرخ ألمًا تمالك ذاته ممسكًا بكتفي(فيراشكا)ورفعها عاليًا مزمجرًا بخشونة بعد أن أفلت منها وبحركته هذه وضع رقبتها بين ساقيه وهي تصرخ:
-اللعنة عليك.
ولكنه بكل برود لوى ساقيه حتى صدرت قرقعة مخيفة من عنقها ونتج عنها انقطاع صوت(فيراشكا)وتوقف جسدها عن الحراك.
توقف(رامز)عن الحركة وعلم أنه قضى عليها بعد معركة طويلة.
عاد بظهره وتمدد على الأرض يفكر فيما سيفعله أولًا عليه التخلص من جثة(فيراشكا)قبل أي شيء
لقد أدرك من كلماتها أنها لم تخبر أحد بما سيفعله ومن هنا سيكمل خطته ولكن عليه أن يطلب من(مانشي)أن يُعجل بأمر هجومه على مقر الزعامة في الغد وهذا أفضل فاذا علم(إيفان)عما حدث ل(فيراشكا)ستحدث كارثة حتمًا.
**************
خرجت(سالي)من غرفتها وقد سمعت صوت(صالح)وهو يهتف مع(سعاد)بغضب:
-إزاي بنتك توافق على واحد زي(قاسم)ده؟ ده واد صايع وسيرته زي الزفت على كل لسان حد في حارته.
هتفت(سعاد)بتعجب:
-أكيد(سالي)متعرفش يا(صالح)وبعدين إهدى مش جايز تكون غلطت في الإسم و لا حاجة؟
لوح(صالح)بيده في الهواء:
-لأ مغلطتش هو زي اسمه بالظبط ولا المكان اللي رحته اللي اسمه حارة (الكوفتي)ده مش مكان ده وكر عامل زي الباطنية بتاعة المخدرات تخيلي بنتك تنزل للمستوى ده؟ والواد ده كدب على بنتك وفهمها انه بيه؟

هبطت(سالي)على درجات السُلم ودموعها تنحبس بداخل عينيها وقالت مدافعة:
-بابا أرجوك متظلمش(قاسم). أنا عارفة كل حاجة عنه(قاسم)مضحكش عليه. بالعكس هو قالي الحقيقة ومخباش أي حاجة بس هو اتغير علشاني بيقولي اني أنا النور اللي نورله طريقه.
أمسكها(صالح)من ذراعها وهو يحركها ناحيته بغضب:
-وكمان قالك أشعار ما شاء الله بنت(صالح)و(سعاد)تتجوز واحد صايع وضايع.
هتفت(سالي)باكية:
-يا بابا حرام عليك متبقاش إنت والزمن على(قاسم). إسأل عليه في الشركة اللي بيشتغل فيها وهتعرف(قاسم)عامل إزاي؟ طبيعي لما تسأل عنه في الحارة أكيد هتسمع عنه أسوأ حاجة حاول يا بابا تفكر
ومتلغيش قلبك الطيب. أنا بحب(قاسم).

كاد أن يصفعها(صالح)لولا أن وقفت(سعاد)حائل بينهما وهتفت
محذرة:
-(صالح)أرجوك سيب البنت.
ثم التفتت إلى(سالي):
-إطلعي فوق يا(سالي).
تركتهما(سالي)وصعدت إلى غرفتها وهي تبكي على تحطم حلمها وارتباطها بالشخص الوحيد الذي أحبته من كل قلبها.
في هذا الوقت نظرت(سعاد)إلى(صالح)وسألته:
-ليه الثورة دي يا(صالح)؟ كده(سالي)هتبعدك عنها؟
هتفت(صالح)مستنكرًا:
-تبعدني عنها دا أنا أكسر دماغها.
اقتربت(سعاد)منه موبخة:
-عُمر ما كان العنف بيجيب نتيجة يا(صالح)اللي بتعمله ده غلط.
هدأت ثورة(صالح)بعض الشيء ثم زفر بحرارة وهو يجلس:
-إستغفر الله العظيم يا رب. يعني أعمل ايه يا(سعاد)؟
ابتسمت(سعاد)بخفة ووضعت يدها على كفه وهي تجلس بجانبه:
-يعني اسأل على الولد ده في الشركة بتاعته وفي مكان سكنه الجديد لو لقيت نفس الكلام أنا اللي هقولك بنفسي مش موافقة على الجوازة دي.
تنهد(صالح)بضيق:
-هشوف يا(سعاد)أنا داخل أنام تصبحي على خير.
قام وتركها وهي تبتهل إلى الله:
-ربنا يهديك يا(صالح)وييسرلك أمورك يا (سالي).

***************

جلست(نسمة)بجوار(عفاف)تضحك معها وتتأملها وهي تهلل لأحفادها(مايا)و(يامن)وقالت:
-ياااه هما وحشوكي للدرجاتي يا ماما؟
التفتت إليها(عفاف)تعاتبها:
-وده سؤال يا بت انتي دول وحشني بشكل؟ انتي قلبك قاسي يا(نسمة)بقى يومين ومتجيش علشان أشوفهم؟
قَبلتها(نسمة)بعاطفة من رأسها:
-يا حبيبتي يا(فوفا)خلاص والله وعد مش هتأخر عليكي و لو إن يومين مش كتير.
التفتت إليها(عفاف)تحدجها بنظرة تحذيرية أكملت(نسمة)بقلق:
-ما قلت خلاص يا(فوفا)إيه لازمة بصة ريا وسكينة دي؟
عادت البسمة إلى(عفاف)لتسأل بمرح:
-عايزة العيال دول؟ أصلي هخلصهم من البوس.
ضحكا الطفلان بسبب دغدغتها لهما ومعها سمعا صوت طرقات على الباب قامت(نسمة)متوجهة إلى الباب لتفتحه وصاحت بفرح:
-خالتو(فاتن)حبيبتي.
اندفعت نحوها(فاتن)مقبلة إياها بحب:
-حبيبة خالتك يا(نسومة)ايه المفاجأة الحلوة دي؟
هتفت(عفاف)بسعادة وهي ترى(فاتن)متوجهة ناحيتها:
-أهلاً يا(فاتن)نورتي يا اختي.
انحنت(فاتن)مقبلة(عفاف)ثم نظرت إلى التوأمين وقالت بإعجاب: -الله أكبر عليهم يا ختي إسم الله عليهم(يامن)شبه(يونس)خالص و(مايا) فيها منك وانتي صغيرة يا(نسمة)نفس دقنك ولون عنيكي.
ابتسمت(نسمة)مؤكدة:
-صح يا خالتو الكل بيقول كده. المهم أخبارك ايه وصحتك؟


ثم أكملت باهتمام:
-صحيح ماما قالتلي ان ضهرك كان تاعبك شوية.
هزت(فاتن)رأسها بحزن:
-و الله يا(نسمة)روحت للدكتور وعملت أشعة وطلع عندي انزلاق بس بسيط أقدر أتعالج أدوية من غير جراحة.
ربتت(عفاف)على ركبتها:
-يا حبيبتي يا أختي سلامتك الف سلامة خلي بالك بقى من نفسك.
أكدت(نسمة)برجاء:
-أه يا خالتو علشان خاطري متشيليش حاجة تقيلة وعرفيني واحنا نجبلك اللي انتي عايزاه.
قالت(فاتن)بأسى:
-يا بنتي لو منزلتش أجيب الحاجة أزعل على نفسي أوي مش هحس اني عايشة؟
ارتمى عليها(يامن)بعفوية وكأنه يريدها ضحكت وكادت دمعة تفر من عينها:
-يوووه شوف الواد انت عايز تيته(فاتن).
وحملته من على قدم(عفاف)التي رأت الحزن في محيا شقيقتها الوحيدة وقررت أن تتحدث مع(عمر)وأن يهتم بزيارة والدته هو و(فريدة)وألا يهملاها لأنها أصبحت وحيدة في منزلها...ثم واتتها فكرة...
تحدثت نسمة)وهي تنظر إليهما:
-تحبوا أعملكم شاي؟
أجابتها(عفاف)بسرعة:
-أه يا حبيبتي. قومي يلا أعمليه ومتنسيش كام قرقوشة علشان خالتك(فاتن)بتحبها.


ثم نظرت إليها بحب:
-قلت أجيبهم من الفرن الصبح كان قلبي حاسس بمجيتك يا أختي.
ابتسمت(فاتن)بفرح:
-ربنا ما يحرمني منك يا(عفاف).
قامت(نسمة)من مجلسها متجهة للمطبخ:
-من عنيه هوا ويكون الحاجة عندكم.
هتفت(عفاف):
-تسلمي يا بنتي ربنا يصلحهالك.
ثم وضعت(مايا)على الأرض وحاوطتها بوسادات حولها ثم رفعت جزعها للأعلى ملتفته إلى(فاتن)تسألها:
-مالك يا أختي؟ فيكي ايه؟


هزت(فاتن)رأسها بحزن وهي تضع(يامن)بقرب شقيقته:
-العيال مبيجوش كتير يا(عفاف)و أنا بقيت لوحدي وخايفة يجي أجلي ومحدش يحس بيه.
ضربت(عفاف)على صدرها بلوعة:
-يا حبيبتي متقوليش كده بعد الشر عليكي.
ثم سألتها:
-طب و(فريدة)مبتجيش و لا بتكلمك في الموبايل حتى؟
هزت(فاتن)رأسها بضيق:
-خالص مبتتكلمش إلا كل فين وفين؟ والزيارة مبتحصلش إلا مرة في الأسبوع.
عقدت(عفاف)جبينها بضيق:
-لااا أنا هكلم(منال)أمها توعي بنتها ميصحش كده؟

وضعت(فاتن)يدها على كف شقيقتها تهمس برجاء:
-لأ وحياة(نسمة)ما تكلميها يا(عفاف).
ثم تراجعت بغضب:
-والله لو قلتيلها لهزعل منك وأقاطعك يا(عفاف)أنا بقولك أهو.
(عفاف)متراجعة في جملتها:
-لأ خلاص والله ما هقولها إهدي بقى.
ثم لمحت(نسمة)آتية عليهم:
-خلاص قفلي على الموضوع(نسمة)جاية.

***********


جلست(إينار)على مكتبها وبرفقتها(آمن)في عربته التي وضعتها بجانب المكتب لتضحك له قائلة:
-معلش يا حبيبي عندي شوية شغل أخلصه ونلعب سوى يا حبيب ماما.
ثم نظرت إلى الباب الذي تم الطرق عليه وهتفت:
-أدخل.
فُتح الباب ليظهر على عتبته رجل في منتصف الثلاثينات وشارب رفيع أسفل أنفه ومع بسمة واثقة طُبعت على شفتيه مع نبرة واثقة بطوله الفاره:
-مساء الخير(إينار)هانم. ايه ده(آمن)بيه منورنا.
دلف وجلس أمامها وهو يلوح بيده بثقة حد الغرور:
-متقلقيش حضرتك أنا خلصتلك موضوع التعاقد مع الشركة وكله تمام.

تراجعت(إينار)وخصلاتها تعود للخلف معها مبتسمة:
-عال يا(كريم). أومال أنا إخترتك ليه لأنك لماح وبتفهم مش دوغوف زي(غايس)نفسي أمشيه بس صعبان عليه أهبل ومحدش هيقبله في شغلانه.
انفجر(كريم)ضاحكًا ثم سعل وهو يرى علامات غضب ارتسمت على محياها الفاتن اعتدل وقال معتذرًا:
-أنا آسف يا(إينار)هانم.
عقدت(إينار)حاجبيها:
-والله ما عارفة مش انت لوحدك يا(كريم)اللي بيضحك لما بتكلم و لا كأني بقول نكت .أنا عارفة إن كلامي بلدي شوية ودبش حبتين بس هو أنا كده.
كرر(كريم)اعتذاره:
-أنا آسف يا(إينار)هانم. وبعدين...

ثم أكمل متنهد بنبرة ذات مغزى امتزجت مع عينيه:
-لايق عليكي طريقتك ونبرتك على فكرة.
اقتربت(إينار)وهي ترفع حاجبًا وقد فهمت مغزى كلماته وعينيه
ثم قالت بهدوء وهي تضع كفها على وجنتها:
-الله على كلامك يا(كريم)بس كنت عايزة أسألك سؤال؟
اقترب(كريم)وقد فهم أن(إينار)قد استجابت لنظراته:
-اتفضلي طبعاً تحت أمرك.
انقلبت نبرتها لسخرية لاذعة:
-إنت أهبل؟ ولا عبيط ولا بتستعبط؟
تراجع(كريم)وكأنه صُفع على وجنته وسألها بتعجب:
-ايه أنا أهبل؟
أطلقت(إينار)ضحكة رُدد صداها في أرجاء المكتب:
-هيهي طبعاً أهبل أو عندك سلك ملمس في عقلك.
ثم أكملت بغضب بعد أن تغيرت ملامحها:
-أنا واحدة لا يمكن تبص لحد تاني بعد(وجيه)بيه سامع يا(كريم)وهعتبر اللي عملته من مفيش هبل وعبط و هتعقل أكيد وده لفت نظر ليك أه محبش المايندات دي أه.
وقف(كريم)معتذرًا وقد احمر وجههُ من الصدمة:
- أنا آسف يا(إينار)هانم و وعد مش هتتكرر.
جلست(إينار)وهي تضع ساق على ساق ملوحة بيدها:
-طب يلا إنصراف أوت بقى عندي ورك وريني عرض الشولدرز بتوعك يا عنيه.
فتح(كريم)فاههُ متعجب من كم الكلمات الإنجليزية المتجمعة في جملتها ثم أغلقه وترك المكتب مغلق الباب خلفه.



ترقبته(إينار)إلى أن أغلق الباب حتى أطلقت ضحكة مثل سابقتها
ثم صفقت يد على يد ونظرت إلى(آمن)الذي كان يراقب المشهد ويضع لعبته المطاطية بفمه وقالت بسخرية وهي تقرب عربته منها : -شفت يا(آمن)أمك بتتعاكس و من مين من الراجل العرة ده. ولعلمك مش هياخدني على سواد عيوني. هيهيه ده هياخدني على جمال فلوسي.
ثم قالت بنبرة شابها الحزن:
-صدقني يا بني أمك شافت كتير في حياتها ومش هتكون هبلة
زي ما حصلها في الأول وجيت بسبب خيبتها.
بكى فجأة(آمن)وكأنه يفهم ما تعنيه(إينار).
تألم قلب(إينار)وأخذته من عربته هاتفة بلوعة:
-يا حبيب أمك متزعلش والله ما اقصد إنتَ يا(آمن)دا أنتَ هتكون سندي يا بني لما أكبر و عمري ما هحب راجل بعد أبوك برغم ضحكه عليه إلا إنه لسه معلم في قلبي.
ثم نظرت إليه مبتسمة وهي تراقب نظرته من خلال حدقتيه الزرقاء الساحرة وسألته بحب:
-تحب نخرج بره المكتب نتمشى؟ تعالى يا عيون ماما.
فتحت باب المكتب وخرجت ولكنها قابلت آخر شخص تتوقع رؤيته والشخص نظر إليها في وسط الوفد هاتفًا وهو يقترب منها غير مصدق:
-مش ممكن(إينار)؟؟
تراجعت(إينار)وكأنها تحاول الهرب وبصوت مرتعش والأرض تدور بها:
-إنت؟!
*************


إسراء مظلوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.