آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-20, 04:25 PM   #21

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي



الحلقة 13

- أليس هناك نهاية لهذا الدرج اللعين..؟ لابد من محاكمة مالك هذا الxxxx.
نظرت إليه سالي بضيق بينما هتف الصغير الذي استكان سعيدًا بين ذراعيه:
- ألم أقل لكَ أن الدرج طويل جدًا؟
- لم يتسع خيالي لكل هذا يا حبيبي.
- ألم تصعد مثله من قبل؟
- ولا من بعد.
وصلوا أخيرًا إلى الشقة المنشودة.. فتحت سالي الباب على مضض.. ترى كيف ستتعامل معه الآن وقد صار غريبًا عنها..؟ كيف ستقنعه بالرحيل من دون الطفل بلا عناء..؟ مسكين دكتور شريف كان هذا المتوحش أكثر شراسة معه.. لكم تفتقده؟!
أضاءت المصباح وأفسحت لهما طريقًا للدخول.
ما إن دلف حسام إلى الداخل حتى أطلق صفيرًا طويلًا وهو يطلع إلى الإطار الضخم الذي يضم صورته.. غمغم طربًا وهو يلتفت إلى سالي:
- هذه إذًا مكافأتي بعد هذا المجهود الشاق؟
- حلوة بابا؟
قبّله حسام وقد أدرك الآن كيف تعرف عليه الطفل في المطار رغم بعض التغيير الذي طرأ على ملامحه.
- أنا فخور بطفلي الذكي.
نظر إلى سالي وأكمل مبتسمًا:
- وبحبيبتي المخلصة.
تأملته ساخطة.. كم تود أن تصفعه وتغمره بسيل من السباب لولا وجود الطفل الذي يراقب ما يحدث.. يا له من وقح مغرور.. اكتفت بالقول:
- لا تَبْنِ لك برجًا من الوهم.
- ظننتك مزقتيها هي أيضًا.. لكنكِ حملتها معكِ ووضعتها في هذا الإطار الكبير.. جعلتني أمام عينيك دائمًا.. مناجاتك كانت تصلني أينما ذهبت.
- فعلت كل هذا من أجل طفلي فقط.
- أحقًا.. لمَ لا تخبريني أيضًا بأنها تعويذة حتى يخشى اللصوص سرقتك؟!
- حسنًا.. ابنِ لك برجًا من الوهم مادمتَ مُصرًا.. وسأكون شاكرة عندما تسقط منه وتكسر عنقك.
انتزعت الطفل من بين ذراعيه وهي تردف غاضبة:
- هيا حبيبي.. لابد أن تبدل ملابسك وتتناول طعامك قبل أن تخلد للنوم.
- بابا.. انتظرني سأعود بسرعة.
اتجهت بطفلها إلى الغرفة الوحيدة في مسكنها الصغير.. لم تلتفت إليه حين استوقفها قائلًا:
- سالي.. شكرًا لكِ.
بعد العشاء انشغلت بغسل الصحون والأكواب.. تجاهلت النظر إليه عندما دخل المطبخ وتجولت عيناه في المكان قبل أن يسألها مُتهكمًا:
- هل تدفعين نقودًا مقابل إقامتك في هذه الشقة؟!
انكسر الكوب الزجاجي عندما ألقت به في الحوض بعنف صارخة:
- كف عن السخرية من أشيائي... لماذا أتيتَ معنا إلى هنا؟
أجابها بهدوء حرق أعصابها وهو يمسح قطرات الماء التي طالت ملابسه:
- جئتُ لأرى الإطار الجميل الذي صنعته من أجلي.
- أخبرتك أنني صنعته من أجل شريف.. شريف فقط.
- يا له من اسم مزعج.. لا تكرريه أمامي.
- اسم مزعج..؟! لولا وجود هذا الرجل لكــ........
- سوف يجازيه الله خيرًا بقدر ما أكرمكما.. ليس عليه أن ينتظر الخير مني.
- لا تتحدث هكذا.
- وكيف تريدينني أن أتحدث؟
- متى سترحل؟
- في أي وقت تشائين.
- غدًا.. وإن أمكن الآن.
- أنا ليس لدي مشكلة.. ماذا عنكما؟
- لا شأن لك بنا.. أنتَ سترحل وحدك.
- اسمعيني جيدًا.. لستِ مُضطرة لحديث طويل لا معنى له.. ولستُ مضطرًا لسماعه منكِ.. خُلاصة القول.. أنا لن أرحل من هنا بدون ابني.
- ماذا.. أنا لن أترك لكَ ابني أبدًا.
- أنا لستُ جاحدًا لهذا الحد.. يمكنكِ المجيء معنا إن شئتِ.
حدقت فيه بذهول.. ماذا يحدث لها.. بعد كل هذه السنوات يأتي هكذا ليغير كل شيء.. يتحدث وكأنه يخيرها بينما هي مجبرة على خيار أوحد لا ثاني له؟
غمغمت غير مصدقة:
- أي رجل أنت..؟ من أي طين جُبلت؟
أجابها متهكمًا:
- طين..!! اسألي طبيبك هذا.. إن أتيحت لكِ الفرصة.. فهو أكثر دراية مني بمثل هذه الأمور.
شعرت برغبة عارمة في قتله.. راحت تلكمه بكلتا يديها وتزيحه بعنف إلى باب الشقة صارخة:
- أخرج من بيتي.. لا أطيق رؤيتك.
صرخت عندما ضغط على قبضتها بقوة قائلًا:
- لا تجبريني على أن أكون عنيفًا معكِ.
راحت تنتحب في هيستيريا وهي تهتف ساخطة:
- لماذا تريد هذا الطفل الآن.. ما الذي تغير..؟
أشعل سيجارة وهو يتأملها صامتًا.. بماذا يخبرها..؟ ربما سيصبح الأمر أكثر سوءًا لو أنه أخبرها الآن.. قال أخيرًا بلهجة باردة:
- كفاكِ عويلًا واذهبي لإعداد حقيبة الطفل وحقيبتك أنتِ أيضًا.. إن كنتِ ستأتين معنا.
- كُف أنتَ عن التدخين إن كنتَ تحب طفلك كما تزعم.
زفر بضيق قبل أن يفتح الباب ويخرج إلى سطح المنزل الفسيح.. كان البرد قارصًا من حوله أما داخله فنيران تستعر.. أهي حقًا لا تريده بعد الآن..؟ إلى متى ستدوم تلك القسوة والبغض الصارخ في قسماتها..؟
نظراتها.. كلماتها.. أفعالها.. كل ما فيها يأمره بالرحيل من حياتها للأبد.. عليه أن يكون صبورًا مثابرًا.. هكذا علمته الأيام.. المرة الوحيدة التي تهور فيها كاد أن يفقد حياته ثمنًا لها.
لا يدري كم من الوقت مضى حتى هدأت أعصابه وهو يتأمل المشهد أسفل هذا الارتفاع الشاهق.. شعر فجأة بالبرد الشديد فعاد يطرق الباب لكنها لم تفتح له.. هل يعقل أن تكون نائمة الآن؟ عاد يطرقه من جديد و قد تجمدت أطرافه وبدأ يفقد إحساسه بها.. مازال النور مضاء لكن أحدًا لم يجب.. هل سيمضي الليل كله في هذا العراء وسط هذا الطقس..؟!
احتضن نفسه بكلتا ذراعيه عله يشعر ببعض الدفء لكن بلا جدوى.. فكر أن يختبئ في الطابق الأسفل ربما كان أكثر دفئًا.. لكن ماذا لو رآه أحد السكان.. بماذا سيخبره مبررًا موقفه.. طردته زوجته منذ الليلة الأولى..؟! عاد يطرق الباب بعنف أشد غير مبالٍ.
أخيرًا سمع صوتها صارخًا:
- اذهب من حيث جئت.
- افتحي الباب.. كدتُ أتجمد بردًا.
- كلا.. لن أفتحه.. فلتذهب للجحيم.
- كُفي عن هذه الحركات الصبيانية وافتحي الباب.
زفر بضيق عندما لم يتلق ردًا.. هتف بصبر نافد:
- أمامك دقيقة واحدة.. إن لم تفتحي هذا الباب فسوف أحطمه وليكن ما يكون.
هل سيحطمه بالفعل.. ولمَ لا..؟ كم عانت من جنونه في الشهور القليلة التي أمضياها معًا.. ربما معه بعض الحق هذه المرة فالطقس بارد جدًا داخل الجدران فما بالك خارجها.. فتحت الباب في نفس اللحظة التي استعد فيها لركله بكتفه.. اصطدم بالحائط المقابل بعنف شديد جعله يتأوه في ألم.. بادل ضحكتها الشامتة بابتسامة ساخطة قائلًا:
- هل أسعدك هذا؟
تجاهلته واتجهت إلى الغرفة الوحيدة في مسكنها والتي يرقد الطفل فيها.. كادت أن تصفع بابها في وجهه أيضًا.. لكنها عدلت موقفها خوفًا من إزعاج الصغير.
استيقظ مُبكرًا على قبلات طفله وعبثه بشعره ووجهه بكفيه الصغيرين.. ابتسم سعيدًا وهم بالنهوض لكنه استرخى ثانية عندما شعر بألآم رهيبة فى ظهره بسبب نومه المتقطع فوق الأريكة الصغيرة.. قبّل يد صغيره التي مدها إليه آملًا أن يحمله بين ذراعيه.. عض على شفتيه قبل أن يتصنع ابتسامة قائلًا:
- صبرًا حبيبي.. ظهري يؤلمني.
كشر الطفل والتوت شفتاه قبل أن يتركه ويسرع إلى المطبخ.. ظهر بعد قليل حاملًا صحنًا يحتوي بعض المخبوزات وضعه فوق المائدة الصغيرة بجواره.. عاد مُجددًا إلى المطبخ ليظهر بطبق آخر.. ابتسم حسام وهو يتأمله وراح يلقي له بالقبلات في الهواء حتى استجاب أخيرًا وبادله قبلاته الطائرة.
جاءت سالي تحمل صينية وضعتها فوق المائدة قبل أن تجذب الصغير وتطعمه دون أن تفكر في دعوته.. لم تلقِ عليه حتى تحية الصباح.. كانت تتجنبه وكأنها لا تراه.
تسلل الطفل منها وراح يجذب والده هاتفًا:
- هيا بابا.
- كُل أنتَ حبيبى.. أنا لن آكل الآن.
- ظهرك يؤلمك؟
- كلا.. لكنني لستُ جائعًا.
جذبه الطفل في إصرار وضجيج حتى استسلم وجلس معهما حول المائدة.. حاولت سالي تجاهل نظراته وهو يهمس مُعاتبًا:
- صباح الخير.
ردت تحيته في اقتضاب زاده ضيقًا وسخطًا.. شعر معه برغبة مكبوتة في دفع المائدة بكل ما تحمله أرضًا.
- كُل هذه بابا.. وهذه أيضًا.
ضحك بمرح عندما راح الصغير يضع الطعام في فمه بسرعة ويغلقه بكلتا يديه وهو يهتف به مُكشرًا كما تفعل والدته معه:
- ابلع بابا.
جذبه حسام وراح يداعبه بشراسة والصغير يقهقه سعيدًا حتى انتقلت حمى الضحك إليه متناسيًا وجود سالي التي كانت تتأملهما في فزع.. لم تتخيل أبدًا أن يتعلق ابنها به بهذا الشكل.. ماذا يمكنها أن تفعل الآن..؟ كيف ستمنعه من الذهاب معه لو أصر حسام على اصطحابه وهذا غالبًا ما سوف يحدث..؟ وماذا عنها..؟ محال أن تترك طفلها له.. لن تسمح له أن يسلبها إياه أبدًا.
تنهدت بصوت بلغ مسامعه.. تجاهل مشاعره وهو يضع بعض الطعام في فم طفله قائلًا:
- ابتلع أنت أيها المهرج الصغير.



أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 04:26 PM   #22

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 14

- بابا.
- نعم حبيبي.
- هل لديك بيت كبير؟
- نعم.
- أكبر من بيت العم شريف.
- نعم حبيبي.. عندي قصر كبير ينتظر وصولك على أحر من الجمر.
حدق به الطفل وهو يغمغم في انبهار غير مصدق:
- قصر..؟!
هز حسام رأسه مؤكدًا وهو يتأمله وقد اتسعت عيناه عن آخرهما وفتح فمه صامتًا قبل يتركه ويجري إلى حجرته.. تضاعفت دهشته حين عاد بعد قليل وقد أحضر معه مجموعة كبيرة من القصص التي حرصت سالي على إحضارها له بانتظام كما نصحها دكتور شريف.. طرحها أرضًا وجلس بجوارها يفتشها واحدة تلو الأخرى حتى وجد ضالته.. نهض فرحًا إلى حسام الذي كان يتأمله بابتسامة صامتة طوال الوقت:
- مثل هذا بابا؟
تأمل حسام الصورة التي قدمها له من إحدى الحكايات التي اعتادت سالي أن تقصها عليه قبل نومه قائلًا:
- نعم.
- به حديقة كهذه؟
- نعم.
- وأزهار وورود ملونة وفراشات؟
- نعم.
- وأشجار كبيرة؟
- نعم.
- ونهر كهذا؟
قهقه حسام وهو يحمله ويرفعه ليطوحه في الهواء هاتفًا في شغف:
- قصرنا به أزهار وأشجار وورود ملونة كثيرة.. وحمام فسيح ليسبح فيه أميري الصغير.. سأزينه لك بكل جميل تريده.. وستكون أنتَ أجمل ما فيه .
وضعه أرضًا لكن الصغير ظل شاردًا وكأنه يحاول أن يستوعب ما يقوله والده قبل أن يجذبه في لجاجة وإلحاح طالبًا منه الذهاب إلى القصر.
- حسنًا حبيبي.. سنذهب حالما تنتهي ماما من إعداد الحقائب.
تركه الطفل متجهًا إلى سالي التي كانت تنظر إلى حسام في غضب.. جذبها من ملابسها إلى الغرفة هاتفًا:
- هيا ماما.. هيا ماما.. سنذهب إلى القصر.
- مهلًا حبيبي .. ما زال الوقت مبكرًا .
لقد نجح في إغواء الطفل بشكل بات معه من المستحيل أن تتمكن بعده من السيطرة عليه ومنعه من الذهاب.. بادل حسام نظراتها الساخطة بمزيد من التحدي.. اتجه إلى الهاتف وطلب رقمًا ما.. قبل أن يقول في نبرة هادئة:
- من فضلك.. أريد حجز ثلاثة مقاعد على متن أول طائرة متجهة إلى القاهرة.. حسنًا.. متى؟ أشكرك.
أخذتها الصدمة قبل أن تتمكن من التحكم في انفعالاتها قائلة:
- ما الذي تحاول فعله..؟ من أين أتيتَ باليقين أنني سأذهب معك؟
- يمكنكِ الرفض إن شئت.. فأنا لن آخذك عنوة إلى هناك.
- لقد حجزت ثلاثة مقاعد.
- لا تشغلي بالك بهذا الأمر.
انتبه إلى الصغير الذي تعلق بملابسه قائلًا:
- بابا هل سنركب الطائرة؟
- نعم.
- ونطير في السماء مثل العصافير.
- نعم.
راح يقفز فى الهواء من جديد ويصفق بكفيه في سعادة.. لطم حسام مؤخرته بلطف وهو يبتسم بمرح قائلًا:
- هيا انتهي من إعداد حقائبك.. الطائرة ستقلع في التاسعة مساءً.
أسرع الطفل إلى حجرته وهو ينادي سالي دون أن ينتظر قدومها.. ابتسم حسام في تهكم وهو يرى الجنون الذي يغطي ملامحها.. ماذا كانت تتوقع منه..؟ أن يتركها هي وابنه لهذا الطبيب..؟ حتى وإن لم يكن عقيمًا.. محال.
أحضرت حقيبة صغيرة لتضع فيها أشياءها القليلة وحقيبة أكبر لوضع أشياء الطفل.. تأملت ملابسها الشبه بالية.. شعرت بالحرج يجتاحها.. كيف سترتديها هناك..؟ انتقت أفضلها وألقت به في الحقيبة وأغلقتها سريعًا قبل أن تعاود التفكير مرة أخرى.
تأملت ملابس طفلها وشعرت ببعض الفخر.. طفلها كان خارج خطة التقشف التي لطالما تمسكت بها.. حاولت بقدر المستطاع أن تجعل منه أميرًا لا يختلف أبدًا عن أطفال الطبقة الراقية.. هؤلاء الذين يأتون أحيانًا مع ذويهم للعيادة.. دأبت على الذهاب إلى "الأوكازيون" السنوي الكبير حتى تحصل له على ملابس فاخرة بخصومات كبيرة قد تصل إلى نصف ثمنها في كثير من الأحيان.. لكنها أبدًا لم تفكر أن تشتري شيئًا منها لنفسها.. رفضت أيضًا محاولات دكتور شريف في تقديم بعض الملابس كهدية لها وإن كانت في الفترة الأخيرة قد اضطرت إلى قبول بعض هداياه بعد أن أصبح خطيبها رسميًا.. شريف.. ترى أين هو الآن وماذا يفعل..؟ لماذا لم يتصل بها منذ أمس.. لقد سبب له هذا المتوحش حرجًا بالغًا.. لكنها في حاجة شديدة إليه الآن.
آهٍ.. لو يتغاضى قليلًا عن حساسيته المفرطة ويتصل بها قبل أن يرغمها هذا الوغد على السفر معه.. لكن ربما كان السبب الذي يمنعه من الاتصال بها هو نفسه السبب الذي يمنعها من الاتصال به.. فهذا المتوحش يجلس قريبًا من الهاتف ولن يسمح لهما بالحديث سويًا.
زفرت بضيق تراودها رغبة عارمة في البكاء.. تنبهت للطفل الذي وضع أشياءه كلها في الحقيبة بلا ترتيب.. نهرته ساخطة:
- اذهب واحضر كتبك من الخارج.
أسرع ليجمع كتبه التي ألقاها أرضًا.. لكنه بدلًا من أن يتجه بها إليها توجه بها إلى والده وراح يقلب له صفحاتها متحمسًا وكلما استوقفه شيء يعجبه عاد يسأله ما إن كان قصره يحتوي مثله.. وكان حسام في كل مرة يجيبه بـ نعم مما زاده شوقًا ولهفة لرؤية هذا القصر الجميل.
*****
هبطت الطائرة في مطار القاهرة .. أنهى حسام الإجراءات سريعًا وما لبث أن أشار لسيارة أجرة لتنقلهم إلى منزله.. حانت منه التفاتة إلى سالي كانت ساهمة.. لم تتفوه بكلمة واحدة طوال الرحلة.. تنبهت عندما أشار للسائق بالتوقف.. أين القصر الذي تحدث عنه طويلًا..؟ هل كان يجذب اهتمام الصبي ليس إلا..؟ ترجلا من السيارة أمام إحدى البنايات المتوسطة الارتفاع.. كان الصغير قد استسلم للنوم أخيرًا.
قدم للسائق أجرته ثم حمل الطفل عنها وسألها:
- أين بطاقة هويتك؟
- لماذا تسأل؟
قبل أن يجيبها شهقت بذعر واتسعت عيناها استنكارًا وهي تحدق في اللافتة أمامها:
- ما هذا؟
- مأذون شرعي إن كنتِ لا تجيدين القراءة.
- ماذا تعني؟
- سنتزوج.
- لكنني لا أريد الزواج منكَ.. أنا مخطوبة لشخص آخر.
- كان يمكنك البقاء معه إذًا.. لقد تركت لكِ الخيار.
- لقد اخترت أن أكون مع طفلي وليس معكَ.
- وبأية صفة سوف أقدمك لمن في المنزل؟
تلعثمت في حيرة وهي تغمغم:
- قُل لهم إنني مربية للطفل.
- وماذا عندما يناديكِ "ماما" أمامهم؟
صمتت تبحث عن حل آخر لكنه حسم الأمر:
- أنا لن أعرض ابني لأي شيء قد يسبب له المتاعب في المستقبل.. إن كنتِ تحبينه حقًا.. عليكِ أن تضحي قليلًا من أجله.. لابد أن نتزوج حتى يكون وجوده شرعيًا.
ترددت طويلًا قبل أن تهمس مُحبطة:
- سيكون زواجًا على الأوراق فقط.. إذا حاولت الاقتراب مني فسـ.....
قاطعها في لامبالاة:
- لا تقلقي بهذا الشأن.. هيا بنا.
رغم الإهانة التي انطوت عليها كلماته إلا أنها شعرت ببعض الراحة من خلالها.. في الوقت المناسب سوف ينتهي كل شيء.. سوف تستيقظ من هذا الكابوس وكأن شيئًا لم يكن.



















التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 07-07-20 الساعة 02:25 AM
أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 02:10 AM   #23

Emmy fahmy

? العضوٌ??? » 430353
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » Emmy fahmy is on a distinguished road
افتراضي

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

Emmy fahmy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 01:15 PM   #24

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 15

وصلوا إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل.. المسافة الطويلة التي قطعتها معه في الحديقة وسط الأضواء الخافتة التي تتسلل من بين الأشجار بأحجامها المتباينة أكدت لها أنه لا يكذب.. فهي في قصر بالفعل.. كيف ستتمكن من الحياة هنا بملابسها الرخيصة البالية التي أحضرتها معها..؟
تشابكت خطواتها ارتباكًا وكادت تسقط أرضًا.. ألقى الحقيبة من يده سريعًا وراح يسندها.. كان يحتضن طفله بذراعه الأخرى.
همس في شبه اعتذار:
- أعلم أنكِ متعبة ولكن الوقت تأخر.. لذا لم أجد من يساعدنا في حمل الحقائب.. ها قد وصلنا على أية حال.
توقف أمام باب خشبي ضخم وفتحه لتدخل أمامه.. كانت الإضاءة خافتة.. يبدو أن كل من في البيت قد خلدوا للنوم.. ضغط على زر خلفه.. توهجت نجفة عملاقة في السقف المرتفع فبدا وكأن الشمس قد أشرقت فجأة وغمرت المكان.. نعم أنه قصر بالفعل.. جدرانه المرتفعة.. أرضيته الرخامية.. أثاثه الفاخر.. السلم الكبير في منتصفه.. أحنت رأسها وتضاعف شعورها بالحرج.
كان يتحدث أحيانًا عن ثراء عائلته لكنها لم تتخيل أبدًا أن يكون بهذا الثراء الفاحش.
يبدو أن الأنوار مع القليل من الصخب جذب انتباه أحدهم.. خرجت على عجل من إحدى الغرف الجانبية امرأة أربعينية وتطلعت إلى وجوههم قبل أن تهتف مرحبة:
- حسام بك حمدًا لله على سلامتك.. لقد كان والدك في غاية القلق لأجلك.
تطلعت إلى سالي وكأنها قد نبتت من الأرض فجأة.. فأشار إليها حسام قائلًا باقتضاب:
- سالي هانم.. زوجتي.
فتحت المرأة عينيها وفمها في شبة صدمة وهي تغمغم:
- ماذا..؟!
لكنها ما لبثت أن استدركت قائلة:
- مرحبًا بك يا سيدتي.. نورتِ منزلك.
هزت سالي رأسها صامتة بينما أردف حسام:
- دلال.. استدعي أحدًا يساعدك في حمل الحقائب لأعلى.
أعطى سالي الطفل هامسًا:
- سأذهب لأطمئن على أبي.
تبعت سالي الخادمة التي صعدت بها إلى الطابق العلوي.. تأملت في ذهول الممر الطويل أمامها والذي اصطفت الحجرات في كلا جانبيه وكأنه فندق ضخم يتسع لعشرات الأسر لا أسرة صغيرة من فردين فقط كما أخبرها سابقًا.. فتحت لها الخادمة إحداها ودعتها للدخول.. كانت حجرة واسعة جدًا يتوسطها سرير كبير.. وضعت فوقه طفلها وجلست بجواره ساهمة.. تنبهت لصوت الخادمة تسألها:
- سيدتي.. أتريدين شيئًا آخر؟
- كلا.. أشكرك.
- اسمي دلال.. ناديني إن احتجت شيئًا.
هزت رأسها صامتة.. انصرفت الخادمة وتركتها شبه ضائعة.. نهضت تتجول في الغرفة التي وضعوها فيها.. هناك حمام مُلحق بها.. حمام كبير أيضًا.. هذه الغرفة وحمامها أكبر كثيرًا من شقتها في أسوان.. شرفتها الواسعة تطل على حديقة القصر.. زادها الظلام إحباطًا فأسرعت تغلقها.. تأملت نفسها في المرآة أمامها.. تبدو غريبة في هذا المكان بثيابها الرثة وتسريحتها البالية.. وكأنها بقعة حبر في صفحة بيضاء.. رقعة عتيقة في ثوب جديد.. عصفور مُشرد وضعوه في قفص ذهبي.
بجوارها كرسي هزاز ألقت نفسها فوقه وأطلقت تنهيدة ألم طويلة.. أغمضت عينيها وتركته يقذفها من أرض لسماء ويعود بها أرضًا من جديد.. انتفضت عندما فُتح الباب فجأة ودخل حسام إلى الغرفة.. نهضت في وضع دفاعي قائلة:
- ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟
- هذه غرفتي.
- لم تعد لكَ الآن.
- كما تشائين.. يسعدني أنها أعجبتك.. لكنني في حاجة لأخذ حمام سريع وتبديل ملابسي.
- لا تقُل لي أن قصرك الفسيح هذا ليس به سوى حمام واحد فقط.. وبأنه في هذه الغرفة..!
- أحتاج لبعض الملابس من الخزانة.
أسرعت لتفتح له الخزانة بعنف قائلة:
- خُذ ما تشاء واذهب أنا في حاجة إلى النوم.
تأففت بضيق عندما عجزت عن فتح بابها.. حاولت مرة أخرى من دون جدوى.. كان واضحًا أنه مغلق بالمفتاح.. أشاحت بوجهها عن نظراته التي لم تعرف كيف تفسرها.. هتفت ساخطة:
- تعالَ وخذ أنتَ ما شئت من أغراضك.
فتح جزءًا آخر من الخزانة وأخرج منها بعض ملابسه قائلًا:
- سأكتفي بهذه الآن.. غدًا سأطلب من الخدم أن ينقلوا أغراضي لغرفة أخرى.
قبّل الصغير الذي يرقد كالملائكة فوق سريره.. لكم يسعده هذا المشهد..! حقًا فهو مدين لها.. استدار ليواجها قائلًا:
- أهلًا بكِ في منزلك يا سالي.
- هذا ليس منزلي.
تأملها قليلًا قبل أن يردف بخبث:
- ماذا بكِ..؟ أليس أفضل من شقتك في أسوان؟
- بل شقتي في أسوان أفضل.
ضحك مُستمتعًا بينما أردفت غاضبة:
- كُف عن السخرية مني.
- أنا لا أسخر منكِ ولكن يطربني زُهدك أحيانًا.
زفرت بضيق قبل أن تقول بصبر نافد:
- هل أخذتَ ما تريده؟
- نعم.
- حسنًا.. اذهب إذًا.
- تصبحين على خير.
ظلت صامتة.. الهدوء الذي يتحدث به يحرق ما تبقى لها من أعصاب.. استدارت نحوه وجدته لايزال واقفًا حيث كان.. نهرته ساخطة:
- ماذا تنتظر؟
- أنتِ لم تردي تحيتي بعد.
حدقت فيه قبل أن تغمغم وهي تكاد تدفعه خارج الغرفة:
- وأنتَ أيضًا.
- وأنا أيضًا ماذا..؟ أشعر وكأنكِ تتمنين موتي.
- تصبح على خير.. والآن أذهب.
ذهب وأغلق الباب خلفه ولكنها إمعانًا في غلقه أوصدته من الداخل حتى لا يفاجئها بدخوله من جديد.. إنها غرفته إذًا.. كيف لم تلحظ ذلك من قبل..؟
شعرت فجأة بعطره يعبق المكان حتى كادت تختنق.. كيف ستمضي ليلتها هنا..؟! اتجهت إلى الحمام وتجولت فيه بعيون جديدة.. ها هو عطره المفضل لم يغيره بعد.. معجون الحلاقة والفرشاة و.......
كيف لم يستوقفها كل هذا..؟
فقدت رغبتها المُلحة في الحصول على حمام دافئ بعد هذا اليوم الشاق.. ترددت طويلًا قبل أن تبدل ملابسها سريعًا وكأنه يراقبها.. ما كادت تضع رأسها فوق وسادته حتى نهضت فزعة تطاردها ذكرياتها العنيفة معه.. إرهاقها الشديد زاد من معاناتها.. غدًا لابد أن يبحثوا لها عن غرفة أخرى.
مغمضة العينين عادت تسترخي فوق الكرسي الهزاز حتى استسلمت أخيرًا لنوم متقطع.
*****
جلس والد حسام خلف مكتبه يتصفح بعض الجرائد اليومية كعادته منذ تسوية معاشه المبكر.. تسمرت عيناه فجأة عند باب حجرته.. وكأن الزمن قد عاد به لعشرات السنوات وهو يتأمل الطفل الصغير الذي وقف يحدق به.. خلع نظارته الطبية ومسحها بعناية قبل أن يضعها فوق عينيه من جديد.. الطفل لايزال في نفس المكان ويحدق به.
أشار إليه بالتقدم فأسرع نحوه وكأنه كان ينتظر إشارته.. أمسك الرجل بكتفيه وداعب شعره الناعم الكثيف قبل أن يهمس مُتسائلًا:
- من أنتَ حبيبي؟
- أنا شريف.
- وكيف جئتَ إلى هنا؟
- مع بابا.
- من هو بابا؟
- بابا حسام.
- حسام..؟!
صاح الرجل ينادي الخادمة التي هرولت إليه وما إن رآها حتى هتف يسألها:
- دلال.. هل رأيتِ هذا الطفل من قبل؟
- نعم يا سيدي لقد وصل مع حسام بك في وقت متأخر أمس.. هو و.....
صمتت قليلًا قبل أن تتابع فى تردد:
- هو وزوجته.
- ماذا...؟ أين حسام الآن؟
- لم يستيقظ بعد.
- اذهبي وأخبريه أنني أريد رؤيته حالًا.
هرولت المرأة لتنفذ أوامره.. عاد يتأمل الطفل.. كان لايزال يحدق به وما لبث أن قال مبهورًا:
- أنتَ ملك القصر؟
- ملك القصر..!
- خذني إلى الحديقة.. أريد أن أراها.
تطلع إليه الرجل في تردد لكن الطفل جذبه بإلحاح إلى الخارج وراح يتنقل به من مكان إلى آخر قبل أن يهتف في انبهار أشد:
- هذه أكبر من الحديقة في منزل العم شريف.
- من هو العم شريف؟
- العم الدكتور شريف.
- من هو.. ما صلته بكم؟
- زوج ماما.
- ماذا؟
ترك الصغير يده فجأة وأسرع يستقبل والده مُهللًا.. احتضنه حسام وهو ينظر إلى وجه والده الذي تجول بينهما في تساؤل.. ألصق حسام وجهه بوجه طفله وهو يتأمل وجه والده مبتسمًا قبل أن يقول سعيدًا:
- إنه حفيدك يا أبي.. حفيد من نسلك كما تمنيتَ دائمًا.
سأله الرجل في فضول:
- كيف..؟ ألم تقل لي أنكَ...؟
أنزل حسام طفله برفق قائلًا له:
- سأتركك تكتشف الحديقة ولكن لا تذهب بعيدًا.
انطلق الطفل سعيدًا وراح يقفز في الهواء هاتفًا:
- أنتَ لا تكذب بابا.. هذه أكبر كثيرًا من حديقة العم شريف.
أسرع حسام ينظر إلى والده.. أدرك أن الطفل أخبره شيئًا عن هذا الطبيب.. كان هذا سؤال آخر يطل من عينيه ويريد تفسيرًا له.
جلس ووالده حول طاولة مستديرة من البامبو قبل أن يقول حسام بهدوء:
- هل تتذكر سالي.. الفتاة التي أردت الزواج منها منذ أربعة أعوام؟
- فتاة المطعم..؟!
- نعم.
- ألم تخبرني أنها اختفت.
- كانت تحمل طفلي يومها.
- ماذا...؟
قص حسام على مسامعه القصة كاملة وما إن انتهى منها حتى غمغم والده غير مصدق:
- كيف استطعت إن تفعل شيئًا مخزيًا كهذا.. هل أهملتَ تربيتك إلى هذا الحد؟!
- أبي ليس الأمر كذلك.. سالي كانت ضائعة.. شعرتُ بالخوف عليها؟
- الخوف عليها.. هل تخدع نفسك أم تخدعني؟
- صدقًا يا أبي.. في البداية لم يكن في نيتي الاقتراب منها.. كل ما كنتُ أفكر فيه هو حمايتها حتى تنهي دراستها الجامعية.. بعدها كنت سأبحث لها عن عمل لائق قبل أن أعود وأطلب منك الزواج بها من جديد.
- كنتَ تريد أن تخدعني.. تقدمها لي على أنها شخصية جديدة؟
- كانت فتاة مختلفة ولم أستطع أن أمنع مشاعري التي تدفقت نحوها.
- مختلفة..! نعم.. كانت أكثر خبثًا وورطتك معها في علاقة آثمة.
- أنا المخطئ يا أبي.. عندما هددتني بالرحيل.. خشيتُ أن أفقدها للأبد.. أردت أن أجبرها على البقاء معي حتى تنهي دراستها ونتزوج بعدها.
صمت قليلاً قبل أن يتابع:
- وجود الطفل هو ما بدل كل مخططاتي.. إصرارها غير الطبيعي على الاحتفاظ به أثار ريبتي.. صدقت حديثك غير المنصف عنها فظلمتها أنا أيضًا.
- أنا مازلتُ عند يقيني بأنها فتاة لا تصلح للزواج منكَ.
- انتظر حتى تراها ثم احكم عليها.
- فتاة مطعم لا أهل لها.. سلمتك نفسها بلا زواج غير مبالية بدين ولا دنيا وهربت تحمل طفلًا لابتزازك فيما بعد.. بماذا تريدني أن أحكم عليها؟ أقديسة هي؟ لولا سعادتي بوجود حفيدي لقتلتكما معًا.
- أخبرتكَ كيف علمت بأمر الطفل.. هي لم تكن لتخبرني أبدًا.
- ربما لأنها وجدت صيدًا آخر.. هذا الطبيب الثري الأبله لا يختلف عنكَ كثيرًا.. يبدو أنها ماهرة في اصطياد الرجال.. غزلت خيوطها حوله منذ زمن.. ألم تلحظ أنها أطلقت اسمه على طفلك؟
هتف مستنكرًا:
- بالله يا أبي لا تتحدث عنها هكذا.
- على أية حال.. حسنًا فعلتَ بزواجك منها من أجل حفيدي.. لكن عليكَ أن تتخلص منها بأسرع ما يمكنك.
اتسعت عينا حسام استنكارًا وهو ينظر إليه.. كيف يقنعه بأنها ليست كما يظن فيها.. فيما مضى لم يشأ أن يخبر سالي بأن والده هو العائق الوحيد في عدم زواجه منها حتى لا يحدث الصدام بين اثنين هما الأغلى في حياته.. لكن يبدو أن الصدام بينهما لا مفر منه.
- أين هي الآن؟
- سأستدعيها حالًا.. بالله يا أبي لا تكن قاسيًا معها.
- لكم أخشى أنكَ مازلتَ تعشقها..؟! استيقظ يا ولدي.. لو لم يكن الطفل نسخة منكَ لشككتُ في نسبه إليك.
زفر حسام بضيق لكنه ظل صامتًا.. سيتغير رأيه بلا شك ما إن يراها ويتحدث معها.. همس بعد فترة:
- ها هي قادمة.
- صباح الخير.
أجاب حسام تحيتها بينما استدار الرجل ورفع رأسه يتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها.. شاحبة.. الهالات السوداء أسفل عينيها وأجفانها المرهقة وكأنها لم تنم منذ زمن.. لماذا لم تتزين لتحاول إخفاءها؟ شعرها فاحم جمعته في شكل ذيل حصان يتدلى بلا عناية خلف ظهرها.. ترتدي تنورة بنفسجية فضفاضة يقينًا أن المساحيق التي استخدمت لتنظيفها حتى الآن فاقت ثمنها البخس.. منذ متى وهى ترتديها؟ وحذاؤها أيضًا كاد ينطق ويشكو قسوتها عليه.. لاح له بعض التمرد والعناد فوق ملامحها المنزعجة.
غمغم أخيرًا بلا اهتمام:
- صباح النور.
حاولت أن تبدو لامبالية وهي تجلس بينهما.. مازالت نظرات الرجل المتفحصة تربكها وتزلزل أعماقها.. أحنت رأسها وراحت تتابع ضفائر البامبو في الطاولة أمامها.. صانعها ماهر بلا شك.. حاولت أن تتغلب على انفعالاتها قائلة:
- أين شريف؟
أجابها حسام وهو يشير برأسه لبعض الأشجار المتشابكة:
- ها هو.
نهضت لتلحق به وقد وجدتها فرصة للهروب من التوتر المحيط بها.. راحت تنادي اسمه مِرارًا.. لم تلحظ السخط البادي على وجه حسام ولا الابتسامة المتهكمة التي تراقصت على شفتي والده وهو يتطلع إليه.
جاءت الخادمة بعد قليل تحمل صينية كبيرة.. رصت محتوياتها أمامهم بعناية قبل أن تنصرف.. منذ زمن لم يتناولا فطورهما في الحديقة.. هتف حسام:
- شريــ.... هيا لتتناول الفطور.
- عاد والده ينظر إليه تلك النظرة المستفزة لكنه لم يعلق.
أقبلت يجذبها الطفل جذبًا.. عادت للجلوس بينهما مُجبرة.. وإن كانت هذه المرة قد وضعت الطفل بينها وبين حماها علها تتخلص من نظراته إليها.
استمرت في إطعام طفلها بينما بالكاد تضع في فمها بعض الفتات القليلة من حين لآخر.. اكتفى الصغير وأسرع ليلهو بين الأشجار من جديد.. وقفت قائلة:
- شكرًا.. اسمحا لي بالذهاب.
همس حسام:
- أكملي طعامك.. أنت لم تتناولي شيئًا.
- لقد شبعت.
- أطيعي زوجك.
فوجئت سالي باللهجة الآمرة التي يتحدث بها والد زوجها ولكن لدهشتها فقد جلست.. بل مدت يدها وتناولت الشطيرة التي قدمها لها حسام وهو يقول بنبرة هادئة:
- هنا بيتك يا سالي.. لا تضطربي بل تصرفي على طبيعتك.
تناولت شطيرتها ببطء.. أدركت الآن من أين جاء حسام بغطرسته واستبداده.. هذا الرجل عبء جديد عليها أن تتحمله.. حاولت تجنب النظر نحوه.. هو أيضًا بدا وكأنه لم يعد يلاحظ وجودها حول الطاولة.. رفعت عينيها إلى حسام كان ينظر إليها مُتفهمًا.. أحنت رأسها من جديد حين ابتسم لها.. نهضت بعد فترة قائلة:
- هل تسمحا لي بالذهاب الآن؟!
هز حسام رأسه بينما صمت الرجل الكبير بل لم يلتفت إليها.. أسرعت تنادي طفلها:
- شريف حبيبي.. هيا لتغتسل وتبدل ملابسك.
هرول الطفل نحوها قائلًا:
- وسآتي لألعب مرة أخرى ماما.
- نعم.
هما بالانصراف عندما استوقفهما الرجل الكبير قائلًا:
- شريف حبيبي.. أعطِ قبلة لجدك قبل أن تذهب.
قبَّله الطفل في سعادة قبل أن يتجه إلى سالي التي أربكتها الطريقة التي تحدث بها الرجل.. ترى هل يعرف شيئًا عن علاقتها بدكتور شريف..؟ حانت منها نظرة سريعة إلى حسام.. كان متجهمًا ساخطًا.. ما الذي يحاول أن يفعله الرجل الماكر..؟
عاد يخاطب الطفل دون أن يرفع عينيه عن حسام:
- بابا يريد قبلة أيضًا.
أسرع الطفل ليلقي بنفسه بين ذراعي حسام الذي تلقفه بابتسامة باهتة.. أمسك بعدها بيد والدته وهو يحدث جده قائلًا:
- انتظرني يا ملك القصر.. سأعود لنلعب معًا.



أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 01:18 PM   #25

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 16

أربعة أيام مضت وكأنها أربعة عقود.. كانت قد انتقلت إلى غرفة أخرى أصغر من سابقتها.. لم يكن صغرها هو ما يزعجها بل عدم وجود حمام خاص بها واضطرارها لاستعمال الحمام المتواجد في منتصف الممر والقريب من حجرة حسام.. يصيبها التوتر كلما رأته مصادفة وإن كانت ترد تحيته باقتضاب وأحيانًا تتجاهله وكأنها لا تراه.. ربما يتعمد الخروج من حجرته كلما سمع صرير بابها يُفتح ويُغلق..!

طفلها أيضًا أخذوه إلى حجرة خاصة به.. لم تنجح محاولاتها في إقناعه بالبقاء معها في حجرة واحدة كما كانا دائمًا.. فشلت من جديد أمام إغراء والده خاصة عندما رأى الحجرة التي أعدها خصيصًا من أجله وجهزها بكل ما يسحر طفل في مثل عمره.. أثاثها عالم من الألعاب الجميلة التي يعشقها.. كم كان سعيدًا عندما قضى ليلته الأولى في سريره الجديد على شكل سيارته المحببة.. ساعدها بنفسه في وضع ملابسه في خزانته بشكل الدب الكبير.. مكتبته المتفرقة في الحجرة أخذت أيضًا أشكالًا متنوعة للحيوانات واللعب التي يراها في برامج الأطفال وامتلأت بالقصص الجميلة باهظة الثمن التي لم تسمح لها ميزانيتها بتوفيرها له سابقًا.
الصور التي تناثرت فوق الجدران والسجادة التي غطت أرضية الغرفة وحتى المصابيح وألوان الطلاء.....
تفنن في اختيار كل شيء مُبهر كان بعيدًا حتى عن أحلامها.
لكنها بذلت الكثير لتسعد طفلها وكانت تظنه أسعد طفل في الوجود.. نعم كان سعيدًا بالفعل.. رغم أن السعادة التي تراها تتراقص فوق ملامحه الآن شيء آخر.
طرقات فوق باب حجرتها نبهتها من شرودها.. دلفت إلى الحجرة خادمة أصغر سنًا من دلال كانت تُدعى سعاد كما علمت أمس.. أخبرتها سعاد بحلول موعد العشاء.. كل شيء هنا له قواعد ولوائح ومواعيد محددة.. راودتها رغبة مُلحة تدعوها لتحطيم لوائحهم وعاداتهم.
هتفت في الخادمة:
- أخبريهم بأنني متعبة ولا رغبة لي في تناول العشاء.. سوف أنام مبكرًا.
ذهبت الفتاة استجابة لها.. ولكنها ما لبثت أن عادت بعد قليل تحمل صينية صغيرة فوقها كوب كبير من اللبن وبعض الشطائر قائلة:
- حسام بك طلب مني أن أحضر لكِ العشاء هنا.
هزت رأسها صامتة.. يبدو أنها لا تمثل فارقًا بالنسبة لهم.. لاحظت أن اهتمامهم جميعًا بما فيهم الخدم منصب على طفلها لا عليها.. حسنًا.. ربما كان هذا أفضل.. وجودها في حجرتها يجنبها كثيرًا من نظرات السخط والتهكم التي تراها في عيونهم كلما تطلعوا لملابسها.. يجنبها أيضًا بعض التعليقات اللاذعة التي يوجهها لها حموها من حين لآخر.. هذا الرجل لا يطاق.
في صباح اليوم التالي اعتذرت أيضًا عن تناول الفطور معهم وكذلك فعلت في موعد الغداء.. دق بابها بعد قليل.. ها هي الخادمة قد أحضرت لها الطعام كما فعلت من قبل.. لم تنهض من فراشها لكنها ما إن رأت الرجل الذي دلف للداخل حتى هبت واقفة.. كان حماها وعلى محياه السخط واضحًا.. تفحصها قائلًا:
- أخبرتِ الخادمة أنكِ لن تستطيعى مشاركاتنا الطعام.. هل أحضر لكِ الطبيب؟
- كلا أشكرك.. أنا لستُ مريضة.
- ماذا بكِ إذًا؟
- أفضل أن أكون بمفردي.. لا أريد أن أزعج أحدًا.
- هذا البيت له تقاليد وعادات اتوقع منكِ الحفاظ عليها.. وعلى رأسها احترام مواعيد المائدة.
أحنت رأسها صامتة.. لم تتوقع أن يأتي إلى حجرتها بنفسه أبدًا.. تابع بطريقته المتسلطة:
- نحن في انتظارك بالأسفل.. لا تتأخري.
هبطت الدرج بعد قليل وتعلقت العيون بها.. لم تكن ملابسها بالية هذه المرة.. كانت ترتدي جلبابًا أزرق اللون مُطرز بخيوط ذهبية.. لم يكن جديدًا فحسب بل وباهظ الثمن أيضًا.. عجبًا.. لماذا لم ترتده من قبل..؟!
أصابها الإعجاب ببعض الخجل فتوردت وجنتاها وتوهجت عيناها ببريق رائع.. ألقت عليهما تحية سريعة قبل أن تجلس بينهما لتناول طعامها صامتة.. اللامبالاة التي انتهجتها أخيرًا جعلتها أكثر قدرة على التحكم في انفعالاتها أمامهما.. تستطيع الآن أن تمسك بالشوكة والسكين دون أن تهتز يدها توترًا كما حدث من قبل.. حمدت الله على بعض السهرات التي شاركت فيها دكتور شريف والتي يعود الفضل إليها في تعلمها بعضًا من فنون الاتيكيت.. بل ربما الفضل الأول يعود إلى عملها قديمًا في مطعم العندليب الأسمر.
ساد الصمت طويلًا حتى قطعه حسام:
- جميل ثوبك هذا.
- أشكرك.
هتف الصغير الذي كان يجلس فوق كرسي بجوار والده بعد أن أصر على تناول طعامه بنفسه دون مساعدة من أحد:
- العم شريف أعطاها هدية لماما.
لم ترفع سالي وجهها عن صحن الطعام.. حاولت أن تبدو هادئة وكأن الأمر لا يعنيها.. بينما راح حسام يسعل بعنف عندما انحشر الطعام في حلقه وكاد يختنق به.
لم تستطع أن تمنع الابتسامة الواسعة التي تراقصت على شفتيها عندما أطلق حموها ضحكة مرحة وكأنه لم يستطع هو الآخر كبحها.. لم يعد لديها أدنى شك الآن في كونه على علم بعلاقتها السابقة بالدكتور شريف.. كانت المرة الأولى التي تراه يضحك فيها والمرة الأولى التي يراها فيها تبتسم.
ساد الصمت بعدها مرة أخرى.. لم تكن في حاجة لتلقي نظرة على وجه حسام لترى النيران التي تتراقص فوقه.. كانت تشعر بحرارتها دون أن ترفع نظرها إليه.. نهضت أخيرًا واستأذنتهما في الانصراف.. هناك خطوات تتبعها.. هتف باسمها قبل أن تصل إلى حجرتها.. توقفت مُجبرة دون أن تستدير لتواجهه.. قال في لهجة آمرة:
- لا ترتدي هذا الجلباب مرة أخرى.
- عجبًا.. كان يروقك قبل قليل.
- والآن لم يعد يروق لي.
- وأنا لست مُجبرة أن أحيا أسيرة لأهوائك.
أمسك ذراعها بقسوة ورفع وجهها إليه لتواجهه وهو يهتف ساخطًا:
- سالي.. هناك أمور لا أحب النقاش فيها.
خلصت نفسها منه.. تركته واتجهت إلى حجرتها مُغلقة بابها بعنف في وجهه.. صرخت عندما صدم الباب عدة مرات ليسقط أرضًا.. التصقت بالحائط في فزع بينما تقدم منها وهو يلوح بإصبعه في جنون صارخًا:
- حذار أن تصفعي بابًا في وجهي مرة أخرى.. إن فعلتها قد أحطم رأسك بدلًا منه.
وصل والده وبعض الخدم وراحوا ينظرون إلى الباب المُحطم في دهشة قبل أن يهتف والده متسائلًا:
- ماذا حدث؟
أجابه في نبرة مازال الجنون يُغلّفها:
- لم تستطع سالي فتح الباب فاضطررت إلى كسره لها.
نظر إليه والده في ريبة قبل أن يغمغم بعد فترة:
- سوف نستدعي نجارًا لإصلاحه فورًا.
*****
صفق حسام في حماسة وهو يتأمل صغيره الذي أتقن أولى حركاته في السباحة قبل أن يهتف فرحًا:
- أحسنت حبيبي.. غدًا سوف أعلمك حركة جديدة.
- علمني الآن بابا.
- الآن اقترب موعد الغداء.. ولا نريد أن نغضب ملك القصر.
- إنه جدي وهو يحبني كثيرًا.
- كلنا حبيبي نحبك كثيرًا.. لكن هناك أشياء لابد من احترامها في كل الظروف.
أجلسه فوق إحدى طاولات الحديقة.. راح يجفف جسده الصغير بالمنشفة وما لبث أن سأله فجأة:
- هل قدم لكَ دكتور شريف هدايا كثيرة مثلي؟
- أنتَ قدمتَ لي هدايا أكثر.
- اخبرني.. ما هي الهدايا التي أحضرها لك؟
ذكر له الطفل بعض الملابس واللعب والكتب التي أحضرها له دكتور شريف.. تعرَّف حسام على بعضها مما أحضرته سالي معها.. عاد يسأله بلهفة:
- وما هي الهدايا التي قدمها لـ ماما؟
- الجلباب الأزرق.. الخاتم..
- الخاتم الذي كان في إصبعها يوم كنا عند العم عاصم؟
- نعم.
غمغم في راحة:
- جيد.. كان هذا أهم ما تخلصنا منه.. وماذا أيضًا؟
فكر الطفل قليلًا قبل أن يتابع:
- البلوزة المخططة.
- تلك التي كانت ترتديها في الطائرة؟
- نعم.
تلك البلوزة أيضًا كانت قد جذبت انتباهه يومها.. فكّر ساخطًا.. هذا الوغد يعرف جيدًا كيف ينتقي هداياه.. فهو يتقن ما يفعله لجذب انتباهها إليه والتأثير على مشاعرها.. ما الذي يمكنه أن يفعله الآن حتى يمحو كل ما يتعلق به من ذاكرتها..؟ التفت إلى طفله بعد فترة من التفكير قائلًا:
- عندي لكَ هدية جديدة.
تهلل وجه الطفل وهو يسأله بفضول:
- ما هي بابا؟
- اسم جديد.
فغر الطفل فاه في بلاهة وقد عجز عن فهم ما يقوله.. فأردف:
- ما رأيك في اسم نور..؟
ظل الطفل صامتًا ولم يستوعب بعد.. فتابع لإقناعه بالاسم الجديد:
- لديكَ الآن منزل جديد.. وحجرة جديدة.. وملابس جديدة.. وكتب ولعب كلها جديدة.. أنتَ تحتاج أيضًا إلى اسم جديد.. أليس كذلك؟
- نعم بابا.. أنا نور.
قبَّله حسام في سعادة قائلًا:
- نعم حبيبي.. أنتَ نور.. أنتَ نور حياتي.
قفز الطفل في الهواء وهو يردد اسمه وكأنه يحفظه ويسمعه لنفسه.. تأمله حسام مبتسمًا قبل أن يحذره قائلًا:
- لا تخبر ماما الآن.. سنجعلها مفاجأة لها غدًا.
- كما كان يفعل العم شريف.
- ما الذي كان يفعله؟
- كان يحضر تورتة كبيرة مفاجأة لـ ماما.
زفر حسام بضيق وهو يتمتم بكلمات حرص على ألا تصل لمسامع الطفل:
- هذا الطفيلي المتملق.. هل يجب عليَ قتله حتى أتخلص منه للأبد؟



أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 02:00 PM   #26

سهيلة راضى

? العضوٌ??? » 474918
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » سهيلة راضى is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سهيلة راضى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 08:51 PM   #27

maryam ghaith

? العضوٌ??? » 457425
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » maryam ghaith is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدا ومضحكه بجد ابدعتى👏👏👏👏👏👏👏👏

maryam ghaith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 12:17 AM   #28

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

اول مره اقرء ليكى
ما شاء الله متميزه واحداثك سريعه من غير مط ولا تطويل
استمتعت بقراءه القصه ومتابعه معاكى ان سلط الله
ولو ليكى روايات تانيه احب اعرفها


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-20, 01:18 AM   #29

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي

متشكرة جدا لدعمكم
أنا بس مش عارفة لسه اتعامل كويس مع نظام المنتديات
بس أول ما افهم بإذن هانشرلكم أكتر
لو عندكم أي استفهام أو ملاحظات يسعدني أعرفها
شكرًا للأدمن كمان دايمًا بيساعدوني لو بتعطل في حاجة


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 10:56 PM   #30

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 17

في اليوم التالي كانت سالي تلاعب طفلها في الحديقة بـ كرة كبيرة كان حسام قد أحضرها له.. ربما كان يجب أن تفعل هذا من يومها الأول هنا.. لماذا ابتعدت وتركته غنيمة سهلة لهما..؟ إنه ولدها هي.. طفلها الذي حاربت طويلًا من أجله وعليها أن تكون قريبة منه بقدر استطاعتها.
تلاشت ابتسامتها عندما أقبَل حسام نحوهما قادمًا من الخارج وعلى شفتيه ابتسامة واسعة.. انحنى يلتقط طفله الذي أسرع للترحيب به.. همس في أذنيه بشيء ما فصفق الطفل فرحًا.. ها قد عاد يسلبها طفلها من جديد لكنها لن تسمح له.
- شريف.. شريف حبيبي.. هيا لنكمل لعبتنا.
كانت متعمدة هذه المرة أن تثير ضيقه ولكن لماذا ظل مُبتسمًا؟ بل ربما اتسعت ابتسامته أكثر من ذي قبل..؟ هل بدأ يعتاد الاسم وسلّم أخيرًا للأمر الواقع..؟ سيكون هذا صادمًا لها.. فهو تطور لم تعتده في شخصيته.
نظر الطفل إليها تلك النظرة التي كثيرًا ما أخبرتها بأنه يخفي شيئًا عنها قبل أن يقول مُحدثًا والده:
- هل أخبرها بالمفاجأة الآن بابا؟
تطلع حسام إلى وجهها طويلًا قبل أن يهمس في مكر:
- نعم.. أخبرها حبيبي.
هتفت في صبر نافد وهي تشعر بمؤامرة جديدة تحاك لها:
- عن أية مفاجأة تتحدث؟
- أنا اسمي نور ماما.
- ماذا..؟
- بابا اختار لي اسم جديد حتى يكون كل شيء عندي جديد.
ارتعدت شفتاها وهي تصيح في حسام مُستنكرة:
- أنتَ جاحد.
- وانتِ بلهاء لو كنتِ قد تخيلت للحظة واحدة.. بأنني سأرضخ لسماع اسم هذا اللص يتكرر أمامي كل يوم بهذه الطريقة.
نظر في عينيها وهمس ساخطًا:
- ألم تلحظي يا سيدتي بأنني لم استطع مناداة طفلي باسمه حتى الآن؟
عجزت كلماتها عن التعبير عما يعتمل داخلها من قهر وسخط.. تضاعف إحساسها عندما اقترب الطفل منها ليسألها عن رأيها في اسمه الجديد الذي بدا مبهورًا به.. بغض النظر عن معرفته لرأيها فيه.. ناداه حسام ساخرًا وهو يحاول محاكاتها:
- نور حبيبي.. هيا لنخبر جدك باسمك الجديد.
أسرع الطفل ليمسك بيده وهو يعدو قفزًا ليفاجئ جده أيضًا باسمه الجديد.. ضحكاتهما كادت تصيبها بالصمم.. إلى متى سيظل يعبث بحياتها ويعيد ترتيبها وفقًا لمشيئته..؟!
في المساء تجمعوا لتناول العشاء.. ضاقت عينا حسام عندما رآها ترتدي نفس الجلباب الأزرق الذي حذرها من ارتدائه سابقًا.. لقد أعلنت عصيانه إذًا.. لا مفر من أن يلقنها درسًا يجبرها على طاعته مستقبلًا.
زادها السخط البادي على وجهه رغبة في الانتقام منه.. إن كان يظن أنه الوحيد القادر على حرق الأعصاب فهو مخطئ.. هي أيضًا سوف تحرق أعصابه وتجرعه من الكأس المرير الذي يسقيه منها كل يوم.. قالت متعمدة:
- شريف حبيبي تعالَ لتجلس بجواري.
- اسمي نور ماما.
- فليطلق عليكَ والدك ما يشاء من الأسماء.. أما أنا فلن أناديك سوى شريف.
نظر الطفل إليهما في حيرة قبل أن يسأل جده قائلًا:
- أيهما أحلى يا ملك القصر.. شريف أم نور؟
ابتسم جده:
- أيهما يعجبك أنتَ بالأكثر؟
- نور.. أنا أحب النور.
- حسنًا أنا سوف أناديك نور.
عاد ينظر في انتصار إلى والدته التي تسرب إليها بعض الإحباط وهتف:
- ماما.. كلنا نحب اسم نور.. أنا نور.
ابتسم حسام وهو يتأملها في تحدٍ بينما استمرت في عنادها قائلة:
- بالنسبة لي.. سوف تظل شريف.
صاح بها الطفل غاضبًا:
- أنتِ مشاكسة ماما.
نظرت إليه في صدمة قائلة:
- من علَّمك هذه الكلمة؟
- العم عاصم.
- لا تردد كلمات الآخرين دون أن تفهمها.. هذه الكلمة سيئة.
ابتسم حسام في خجل عندما نظر الطفل إليه وقد التوت شفتاه قائلًا:
- أنتَ أخبرتني أنها ليست سيئة.
تلعثم حسام قليلًا قبل أن يرد:
- تكون سيئة فقط عندما يقولها الصغار.. لا يصح أن نقولها لماما.. هيا اعتذر لماما.
- آسف ماما.
- تعالَ لتقبلها حتى لا تغضب منك.
تعجبت سالي عندما حمل حسام الطفل ووضعه بين ذراعيها ولكنها احتضنته وبادلته القبلات التي غمرها بها.. شهقت فجأة في ذعر عندما انشق الجلباب بين ساقيها بطريقة قد يصعب معها إصلاحه مجددًا.. توهجت عيناها في غضب عندما رفع حسام يديه إلى أعلى لتلمح في إحداها السكين الذي يستخدمه في تقشير وتقطيع الفاكهة قبل أن يهتف في حركة مسرحية.
- آسف حبيبتي.. سوف أعوضك بآخر أجمل منه.
انتقلت نظراتها النارية إلى حميها الذي استمر في تقشير التفاحة بين يديه وكأن الأمر لا يعنيه.. داخلها شعور قوي بأنه يبدو مستمتعًا بما يحدث.. إنها مؤامرة جماعية عليها.. قبّلها الصغير من جديد لمواساتها قائلًا:
- لا تحزني ماما.. بابا سوف يحضر لكِ أحلى منه.
أجلسته على الكرسي بجوارها.. قبل أن تلملم جلبابها وتنهض غاضبة لتصعد الدرج عدوًا.. نظر الرجل إلى ولده وهز رأسه قائلًا:
- أنتَ مجنون.
- هي من أثارت جنوني.. فلتتحمل إذًا.
في حجرتها راحت تنتحب بدموع أسبوع كامل منذ رأته في مكتب عاصم.. إن كتمت دموعها أكثر من ذلك ربما تُجن.. كل يوم يمضي يوطد فيه حسام علاقته أكثر بطفلها.. لابد أن ترحل عن هنا بأسرع ما يمكنها.. لو أن الأمر بيدها لرحلت الآن عن قصر الجحيم هذا.. المشكلة تكمن في صغيرها.. فهو مبهور بوالده بدرجة تخشى معها إبعاده عنه عنوة فيصاب بمكروه.. حُب أربعة أعوام زرعته في طفلها ليأتي هذا الحسام ويحصده في لحظة واحدة دون أدنى تعب أو مشقة.. لكنها لن تستسلم.
في صباح اليوم التالي لم يكن حسام بينهم على مائدة الفطور.. لقد انتقل للعمل في الوردية الصباحية من جديد.. ها هي الظروف قد تحولت لصالحها للمرة الأولى منذ قابلته مؤخرًا.. عليها أن تستغل الفرصة التي أتيحت لها وتتقرب من ابنها حتى تعيد العلاقة القوية بينهما.
جلست تشاهد معه أحد برامج الأطفال التي يعشقها.. شاركته انفعالاته لحظة بلحظة وكأنها طفلة مثله.. كم كان سعيدًا معها.. نعم هي قادرة على جعله سعيدًا.. المال ليس كل شيء.
قطعت الخادمة وصلة من الضحك بينهما وهي تتنحنح قائلة:
- سيدتي هناك ضيفة تنتظرك في الصالون.
- تنتظرني أنا؟!
- نعم.
شعرت بالدهشة.. ربما أخطأت الخادمة والتبس الأمر عليها فهي ليس لها من يسأل عنها ولكن كيف تخبرها هذا؟
تبعتها إلى غرفة الصالون.. كانت المرأة واقفة هناك تتحرك بعصبية واضحة وما إن رأتها حتى هتفت وهي تتأملها بتلك النظرة المهينة من قمة رأسها إلى حذائها المنهك:
- أنتِ سالي..؟!
جاهدت سالي للتحكم في انفعالاتها قائلة:
- نعم.. كيف يمكنني مساعدتك؟
- أنتِ تساعدينني أنا؟!
- لماذا أتيتِ إذًا؟
- أتيتُ لأرى اللصة التي سرقت زوجي وبيتي.
- عُذرًا.. أنا لا أفهم عن أي شيء تتحدثين.
- حسام يحبني وأنا أحبه.. كنا سنتزوج الأسبوع الماضي.. لكنكِ أتيتِ لتفسدي كل شيء.
- عجبًا.. زوجي لم يخبرني بوجودك ولو حتى مصادفة.
- لكنه اخبرني كل شيء عنكِ.. منذ التقيتما وحتى طردك من حياته.
أشاحت سالي بوجهها قبل أن تغمض عينيها في ألم.. كيف استطاع أن يفعل هذا..؟ كيف يفشي ما كان بينهما لأخرى..؟ لم تتوقع أبدًا أن يشهّر بها.. هل يعشق هذه المرأة بالفعل..؟ لماذا تزوجها هي إذًا؟ ربما من أجل الطفل كما فعلت هي مرغمة..؟ على أية حال ربما يساعدها هذا على الخروج من حياته سريعًا.
تحركت المرأة لتصبح في مواجهتها من جديد وأردفت كحية تبثها المزيد من السموم:
- كان يظنكِ بلهاء ساذجة.. لم يكتشف دهاءك وخبثك إلا بعد أن سقط في براثنك بالفعل.. كنتِ تخططين لكل شيء منذ البداية.
ها هى تكرر على مسامعها نفس العبارات التي قالها لها في يومهما الأخير قبل ساعات من رحيلها.. يا له من حقير.. هل هذا هو ما أخبرها به ليبرر إغواءه لها وجريمته معها..؟ كل يوم يمضي تزداد بغضًا له.
حاولت التحكم في انفعالاتها بقدر استطاعتها.. ساعدها بكاؤها أمس.. أفرغت به مكانًا جديدًا للألم.. مقابلتها لهذه المرأة المتعجرفة أمر كريه.. لكنه ليس أسوأ ما واجهت في أيامها الأخيرة منذ تعرض طفلها للاختطاف.. فلتتماسك إذًا.. تذكرت نصيحة الدكتور شريف لها عندما تقابل امرأة متعالية غليظة مثلها.. مثيلاتها كن كثيرات في عيادته.. لكنها استطاعت ترويضهن وإخضاعهن بفضل نصائح وإرشادات دكتور شريف لها.
لازالت تتذكر جيدًا حديثه بعد المشادة التي نشأت بينها وبين إحداهن ذات يوم "عليكِ أن تكوني هادئة قدر استطاعتك.. لا تمنحيها الفرصة لإثارتك مهما حاولت ذلك بكل الطرق.. احرقيها بالنار التي تسعى لإحراقك بها.. المرأة الحقيقية هي من تحافظ على أنوثتها وقت الغضب.. لا تتفوهي بشيء قد تندمين عليه لاحقًا".
أردفت المرأة من جديد:
- كان يظن أنه تخلص منكِ للأبد.. لكنك خدعته وهربت بالطفل و.........
قاطعتها سالى في نبرة كالثلج:
- يا لكِ من مسكينة سيئة الحظ..! لا تغضبي يا سيدتي وجربي من جديد ربما كان حظك أوفر في المرة القادمة.
اتسعت عينا غريمتها في صدمة بينما أردفت سالي بنفس النبرة الثلجية:
- عُذرًا.. نسيتُ أن أسالك من أنتِ؟
رفعت المرأة رأسها في استعلاء قائلة:
- أنا الدكتورة سلمى يا..... فتاة المطعم.
ضحكت سالي في لامبالاة ساعدها على إتقانها الجنون الذي بدأ يتراقص على وجه الأخرى.. قبل أن تضغط على كلماتها قائلة:
- كان هذا منذ زمن.. أنا الآن سيدة القصر.
تطلعت إليها سلمى بغيظ وهي تبحث عن كلمات تذيب بها كومة الجليد التي تتحرك أمامها لكن سالي لم تمهلها بل أسرعت تقول:
- والآن إن لم يكن عندك شيء مهم تخبرينني به.. يمكنكِ الذهاب فأنا مشغولة جدًا.. أشاهد برنامجًا شيقًا مع طفلي.
أشارت إليها المرأة بإصبعها في احتقار صارخة:
- أنتِ تطردينني أنا من بيتي؟
- بيتك..؟!
- نعم بيتي.. ثقي أنني سوف استعيده.. عليكِ أن تتذكري هذا جيدًا.
مطت سالي شفتيها وهي تتصنع الإشفاق قائلة:
- أقدر صدمتك.. يبدو أنكِ وضعتِ آمالًا كبيرة وأحلامًا عريضة قبل أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
- أعدك بأن تكون أيامك في هذا المنزل معدودة.
- اجلسي.. يبدو أنكِ حقًا في حاجة إلى الراحة.
لم تنتظر تعليقًا منها بل أسرعت تنادي على الخدم قائلة:
- دلال.. سعاد.. عبده.. تعالوا بسرعة.
ما إن أقبلوا نحوها حتى نظرت إلى غريمتها وأردفت ورأسها لأعلى:
- اصنعوا إبريقًا من الشاى.. يكفي للسيدة.. ولكم أنتم أيضًا.. واجلسوا لتحتسوه معها لئلا يصيبها الملل.. فأنا مشعولة الآن.
حبس الخدم أنفاسهم ونظروا لبعضهم بعضًا في ذهول.. كانوا يعلمون جيدًا مدى غطرسة وتعالي هذه الطبيبة.. غرورها وحبها للسلطة كان يصيبهم بالفزع كلما اقترب موعد زفافها وحسام بك.. لقد فرحوا كثيرًا وشعروا بارتياح كبير عندما تزوج من سالي بدلًا منها.. فالأخيرة بالرغم من بساطة ملبسها وتواضع مكانتها التي لا يعرفون عنها شيئًا حتى الآن.. إلا أنها تعاملهم بعطف وبلا غطرسة.
غمغمت سعاد بصوت لم تفارقه الصدمة بعد:
- أمرك يا سيدتي.
أسرعت بعدها إلى المطبخ يتبعها دلال وعبده.. لن يصدقهم زملاؤهم الآخرون عندما يخبرونهم بالأمر.. هل يُعقل أن تفعل سيدتهم الوديعة هذا..؟ ومع من.. أشد النساء غطرسة وشراسة..؟!
ألقت سالي نظرة عابرة على وجه سلمى الملتهب وهي تنصرف قائلة:
- اجلسي.. البيت بيتك.. لن يتغيبوا عنكِ كثيرًا.
انصرفت وتركتها تهز رأسها في هيستيريا.. دخل حسام من باب المنزل وما إن رآها حتى هتف في مرح:
- سلمى.. يا لها من مفاجأة جميلة.. كنت سأتصل بكِ ولكـــ.........
صمت في قلق عندما ألقت بنفسها بين ذراعيه وراحت تنتحب بدموع حقيقية هذه المرة.. كانت مُنهارة تمامًا فلم يجد مفرًا من ضمها إليه وهو يربت على ظهرها متسائلًا:
- سلمى.. ماذا حدث.. لماذا تبكين هكذا؟
استمرت في نحيبها فترة ليست بالقصيرة قبل أن تهدأ وتمسح دموعها بظهر كفيها.. أجلسها وجلس بجوارها.. أخرج منديله ليجفف دموعها التي همست من بينها:
- أشكرك.
- ماذا بكِ؟
- تلك المتوحشة التي تزوجتها.. اللصة التي سرقتك مني.
- سالي..!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تعاود البكاء من جديد.. سألها:
- ماذا فعلت؟

*****


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.