آخر 10 مشاركات
وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree260Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-20, 01:13 AM   #91

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي


فصل اكتر من رائع أحداث شيقة و احساس مرهف بتاخدينى معاكى فى عالم تانى بعيش معاكى جوه كل بطل و بطلة طبعا بعد تحليل احداث الفصل من شيماء 1990معنديش إضافة تانيه غير الفضول و انتظار الفصل الجديد عشان نعرف مين اللى خبط على اسمى
كل الشكر لمجهودك ووقتك و قلمك المبدع⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩


جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 05:40 PM   #92

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالن يوسف مشاهدة المشاركة
وتسلم أيدك يا سولي 💗💗💗💗


الله يسلمك يا عيون سولي
منوراني يا توتا ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 05:42 PM   #93

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء 1990 مشاهدة المشاركة
فصل روعه غريب مريب ما بين الناس الي بتراقب عادل وجومانه وحسناء الي هتموت ع عاصم وردود نور الي كفيله بانها تخلي عاصم يحرقها .....

منال الي استغربت رد فعلها وتفكيرها تحاه وائل واميره وحبيت حكمه الخواجه ف اقناعها بالاصول وحق وائل فانه يغير ع بنته كاب ..لكن هل احمد عرف اصل حكايه ابوه ع كده ببتعمد يعامل وائل بنديه لانه متخيل انه رفضه بسبب ابوه الاصلي وماضيه .....
نور غلطت دورت ورا حب وهمي وما اخدتش بالها م عاصم غير بعد فوات الاوان كسرته بطريقه صعبه حتي لو مش مقصوده بس اي الي حصل ف خطوبتها خلاها تعاقب نفسها وتعزر عاصم .....

عادل حضوره خلاه نجم الفصل بلا منازع حنيته اهتمامه بيمني حكايته القديمه ونظرته للجواز واهميه السند فيه وكانه بيرسملها خطواتها الجايه وعجبني مكره ففكره العريس بس مين الي بيراقبوه وليه ....

عجبتني علاقه ادهم وعمار وتفهمه لغيرته م عاصم وتعامله معاه باللين مش الشده والسبب ف الغيره ده وائل ادهم محتاج رعايه واهتمام اكتر م كده ع يحس انه مفيد لنفسه ولغيره وانهم شايفينه م الاساس .....

جومانه بترسم ع عمر وحبيبه بتغير وصامده واحنا بنلف حوالين نفسنا وف نفس زات الخانه عبده وروكا وكان ولاد الخواجه انكتب عليهم يتعلقوا بجوز اغبيا هيعالجهم عمار قريب بس الي مش فهماه حبيبه ومعاها عذرها لكن روكا اي ؟؟؟ومروه الغبيه المكشوفه لابن الخواجه بجداره اخرتها اي ....هل معقول مروه تكون سيرين ؟؟؟
ايني بتحاول تعيش في سكينه وتسامح بس ما بتسامحش رغم مرور السنين وده بيثبت انها اخت بلال بجداره ف النقطه ده ويمكن تفوقت عليه كمان
والسؤال الي حير الملايين مين سيرين ....ف الي ظهروا النهارده والا هي اصلا لسه م ظهرتش؟؟؟
ابدعتي ي سولي


يا شوشو يا جامد
تحليل لاحداث الفصل كلها
بجد تسلم ايديكي
حبييييت حبييييت حبيييت
سعيدة جدا جدا انك متابعة معايا كدة
اما موضوع سيرين اكيد هنعرفه
حبيبتي
يسلم حضورك ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 05:44 PM   #94

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميله سعيد مشاهدة المشاركة
فصل اكتر من رائع أحداث شيقة و احساس مرهف بتاخدينى معاكى فى عالم تانى بعيش معاكى جوه كل بطل و بطلة طبعا بعد تحليل احداث الفصل من شيماء 1990معنديش إضافة تانيه غير الفضول و انتظار الفصل الجديد عشان نعرف مين اللى خبط على اسمى
كل الشكر لمجهودك ووقتك و قلمك المبدع♥♥♥
يا هلا يا جوجو
منوراني يا قلبي
مبسوطة اوي اوي ان الفصل عجبك
عقبال الباقي يارب
لا احب اسمع منك احساسك وتساؤلاتك دائما يا روحي
حبيبتي بل الشكر لوجودك وردك
منوراني يا قمراية ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 05:51 PM   #95

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

يا مساء النور والسرور على عيونكم
اخباركم ايه
يارب تكونوا بخير وصحة وسلامة
موعدنا اليويمن مع فصل جديد من حبيبتي
اتمنى يكون عند حسن ظنكم
ومنتظرة ارائكم وتوقعاتكم وردودكم عليه


الفصل السابع

دلفت إلى بيتها بعد نهار طويل قضته بين تسجيل اغنية جديدة وجلسة إعداد للفيلم الجديد الذي ستشارك به ، جلسه طويلة اخذت ضعف وقتها فانتهت في موعد متأخر عم كان مرتب إليه ، فعادت هي بوقت متأخر تشعر بالإرهاق يخيم عليها ، جسدها يئن وجعا وروحها منهكة فهي لم ترى الطفلين اليوم بطوله ، لقد اوصت ليلى عليهما ، رغم أن ليلى لا تحتاج توصيتها فهي تعتني بطفليها منذ ولادتهما وتدللهما أكثر من اطفالها ، ولكن فكرة أنها لم تستطع التواصل معهما طوال النهار تؤرق مضجعها ، فكلما هاتفت آسيا لا تجيب ، وحينما حاولت الحديث مع أمير كان موعد نومه حان ، فوجدته نائما بالفعل بعد أن قضى يوم طويل في مدرسته استقبلته منه خالته فأطعمته وراجعت معه دروسه وجلست بجواره إلى أن خلد للنوم، ورغم أن ليلى طمأنتها عليه وعلى الأخرى التي لم تتحدث إليها على الإطلاق اليوم إلا أنها تشعر بالغضب ممزوج بالقلق وتتوعد لها في سرها ، وقفت جانبا لتخلع حذائها ذو الكعب العالي بنزق بعد أن وضعت حقيبتها ومفاتيحها في مكانهما المخصص ، لتخطو بإنهاك نحو غرفتيهما ، تتنهد بقوة وهي تخطو إلى غرفة طفلها الصغير فتحنو عينيها وهي تجده يغط في نوم عميق فتقترب منه تجاوره لتحتضنه وهو نائما بعد أن دثرته جيدا ، تقبل رأسه وتهمس له بحبها .
لتنهض وهي تتجه بعزم إلى غرفة ابنتها التي تراوغها هذه الأيام فلا تفهم سببا لتقلباتها الغير مفهومه ، عبست بضيق حينما طرقت الباب فلم تجيبها آسيا لتطرق الباب ثانية قبل أن تقرر الدخول ، اتسعت عيناها بصدمة وهي تجد الغرفة فارغة !!
مطت شفتيها ونظرت إلى ساعة معصمها قبل أن تتحرك بتعثر تبحث عن هاتفها لتتصل بها فتجد هاتفها مغلقا ، شعرت بالارتياع فهاتفت زوجها الذي أجاب بصوت هادئ فصرخت في أذنه : آدم هل تعرف اين آسيا ؟
عبست بنزق وهي تشعر بابتسامة زوجها الرزينة ليجيبها ببساطة : آسيا معي يا ايني ، لقد أتيت وصحبتها لنتناول العشاء في الخارج بعد أن رفض أمير الاستيقاظ .
شعرت بجسدها يجمد بغضب لتهمهم بحدة : ألم تستطيعا أن تخبراني ؟
أجاب بهدوء : لم نريد أن نشغلك يا حبيبتي ، وخاصة وأنا أعلم بانك تريدين كامل تركيزك لجلسة الإعداد .
تمتمت بعناد : كان يمكن ترك رسالة لي يا دكتور .
ضحك بخفة : المعذرة يا حبيبتي لقد نسيت ، لا تغضبي .
نفخت بقوة فتجيب بنزق وهي تريد انهاء المكالمة : حسنا ، استمتعا .
__ هل نأتي لك بالطعام معنا ؟ فابنتك التي تشتهي السوشي اجبرتني على تناوله كوالدتها !!
أتاها حديثه المرح لتبتسم رغما عنها وتجيب بعد أن هدأت وارتخت أعصابها فاستلقت على الأريكة وهمهمت : إذا كنت ستأتي بالسوشي ، فأنا موافقة .
شعرت بابتسامته تتسع ليهمهم بعبث وصوت خافت حتى لا تستمع إليه ابنته : وماذا ستعطينني مقابل السوشي ؟!
ومضت عيناها بشقاوة لم تتأثر رغم مرور الزمن : ماذا تريد في المقابل ؟
ضحك بخفة ليهمهم بخفوت : حينما أعود سأخبرك ، فقط لا تخلدين للنوم .
مطت شفتيها لتهمهم بإغواء : سأنتظرك .
أغلقت الهاتف بعد أن استمعت إلى قبلته التي اهداها إليها وسط ضحك آسيا وهتافها الصاخب لترتسم ابتسامة سعيدة على ثغرها محت تعب اليوم بأكمله ، فنهضت بعزيمة ونوت أن تستعد لاستقباله كما يحب ، تحاول أن تقضي على ما يؤرق روحها معه ، تريد أن تشعر بالاستقرار .. السكينة .. الحب ، وتمحي عذابها وتهزم جرح روحها .
ابتسمت برضا إلى النتيجة النهائية وهي تطلع إلى نفسها في المرآة ، تُقَيم فستانها بلون اللؤلؤ يكشف عن صدرها بحمالتين رفيعتين يتقابلان بشكل عكسي على ظهرها العار لآخره فيلتقي بتنورة الفستان القصيرة التي بالكاد تغطي جسدها ، فتنكشف ساقيها الرشيقتان إلى اخرهما ، ارتدت حذاء مكشوف بكعب عال ازادها طولا واناقة ، لتفك مشبك شعرها فتنهمر خصلاتها البنية حول وجهها بقصة دائرية تقلل من سنوات عمرها وتزيدها فتنة تدركها ، خصلاتها التي تركتها طويلة من الخلف إلى ما بعد كتفيها فتضفي عليها جاذبية لا تنقصها ، رن جرس الباب فعبست بتعجب ، لتتحرك بخطوات انيقة وهي تهتف بمرح : لماذا لا تفتح يا آدم ؟ هل نسيت مفتاحك ؟
فتحت الباب على وسعه لتشير بذراعها في هتاف مرح : ادخلا .
عبست بغرابة ومن يقف على الباب لا يستجيب لدعوتها لتطل برأسها من خلف باب شقتها بتعجب فتتجمد ملامحها ، تموت ابتسامتها ، تجحظ عينيها برفض فوري سطع بمقلتيها ليقابلها بابتسامة انيقة وإدراك رفضها إليه ، فيسبل اهدابه ويهتف بمرح افتعله : مرحبا بك يا ايني ، اشتقت إليك أنا الآخر .
رمقته طويلا يقف بباب بيتها لترمش عينيها وذكراه تتدفق الى عقلها رغم عنها ، رغم إجبارها لعقلها مرارا أن يخبئها داخل صندوقه الأسود ، رغم تردديها لنفسها أن تتوقف عن تعذيب روحها بها ، ولكن ما يحدث لها أنها كلما رأته تذكرت، كلما نظرت إليه رأت فيه ماضي يحرق قلبها ، وحقيقة تقهر شموخها ، واثبات لكذبة حياتها ، وجوده يذكرها بخداع قلبها .. بوهم حبها .. بإذلال عشقها .

يرجف فكها ببكاء تحكمت فيه بقوة وهي تنظر إليه من جديد فيتراءى لها كطفل صغير في عمر أولاد أختها حينها ، يقف بجانب امرأة تكبرها سنا ، هي من فتحت لهما الباب وتساءلت عن سبب وجودها ، يومها كانت فرحة بعد عودتها من عند الطبيبة النسائية التي اخبرتها بأنها اوشكت على ولادة طفلها ، فقط هي أيام وسترزق بطفل سيثبت أقدامها مع حب عمرها ، الذي اثبت على مدار شهور ماضية كيف هو مخلص لها .. يحبها .. عاشقا لوجودها ، لقد محى كل الخلافات التي ترسبت بينهما وخبر حملها الذي أتى مفاجئا دون ترتيب وطد علاقتهما واعاد المياه لمجاريها ، ليتبخر كل شيء حينما اخبرتها الأخرى بعدما دلفت إلى بيتها انها كانت زوجة زوجها ، وأن من تمسكه بيدها هو طفلها من أبو ابنائها ، وأنه كان متزوجا من قبلها ونتيجة زواجه صبي جميل يحمل ملامحه .. يرث اسمه .. ويكبر ابنائه منها .
لم تتمالك نفسها وهي تستمع إلى كل حديثها لتصرخ فجأة بقوة وتشعر برحمها يلفظ طفلها الذي انتظرته على مدار ثمان اشهر كاملة ، عاشت فيهم السعادة مجسدة مع طفلتها وزوجها الذي خدعها ، واخفى عنها وجود طفلا اخر أتى من صلبه ليهدم بيتها .
سحبت نفسا عميقا وهي تفرد كفها على بطنها تشعر بنفس الآلام التي غزتها يومها ، تشعر بألم المخاض من جديد .. بكسرة النفس من جديد .. وبضياع الأمان .. بفقدان الثقة .. بالهدم الذي احاط بها ، وبطفلها الذي أتى إلى الحياة بين موت وحياة كتبت له بأعجوبة بعد ثلاث أشهر كاملة قضتها فيهم بجواره في المشفى وهو بحضانة الأطفال فلا تقوى على حمله أو الاعتناء به ، وطلاق طلبته مرارا حتى بعدما علمت الأمر كاملا وأن زوجها لم يكن يعلم عن الطفل قبل زواجه منها ، بل اكتشف وجوده بعد أن اتت بآسيا فتخوف أن يخبرها حتى لا تبعده عنها وعن ابنتهما ، ولكنها طردته من جنتها وابعدته عن حياتها ، إلى أن رضخت لضغوط العائلة من حولها .. بكاء ابنتها وسؤالها عن والدها .. وتوسلاته الحارة إليها بأن لا تهدم بيتهما ، فعادت إليه ، عادت ولكن لم تسامحه يوما ولم تسامح طفله الذي هدم ثوابت حياتها !!


رمشت عينيها وهي تفيق إلى واقع أنه بباب بيتها ولكنه تحول إلى شاب وسيم يشبه زوجها كثيرا ولكن يحمل نظرات والدته الكارهة ، ابتسم بوجهها في رزانة ، ينظر إليها منتظرا أن تنهي صراعها فتهتف بصوت محشرج : تفضل .
توقف قليلا ليسالها : هل أبي بالداخل ؟
سحبت نفس عميق تسيطر على دموعها التي ملأت مآقيها ، لتهمهم وهي تتحرك تترك له الباب مفتوح على مصرعه : لا ، ذهب هو وآسيا ليتناولا العشاء بالخارج .
أجاب بهدوء : إذًا سأنتظره بالخارج .
رفعت عينيها إليه لتهتف امره وهي تحاول أن تتحلى بكرم الضيافة : أدخل ، فلا داع لانتظار أبيك خارجا وبيته مفتوح .
خطى إلى الداخل بهدوء وهو يجر حقيبته خلفه : حقا ؟! ظننته بيتك وليس بيت أبي .
رفعت رأسها بكبرياء لتهمهم وهي تشير إليه بالجلوس : أنا وابوك واحد ، السنا زوجين ؟
ابتسم وهتف بجدية : بالطبع ، جلست أمامه ليشيح بعيدا عنها ويتشاغل بالنظر من حوله في ظل عبوسها ونظراتها المتسائلة ليبتسم بتوتر ويهتف : هل أمير هنا ؟
ردت بهدوء : نائم .
أومأ برأسه متفهما لتساله بحدة بدأت تتملك منها : ما بالك لست طبيعيا ؟! زفر انفاسه ليكح بحرج ويسألها بجدية – هل ستظلين هكذا ؟
عبست بعدم فهم ليشير بعينيه إليها على فستانها وهو يتابع بجدية : اتمنى أن تبدلين ملابسك إذا لم يكن لديك مانع .
احتدت نظراتها ليتبع بشرح وهو يخفض نظره عنها : لست صغيرا وفارق السن بيننا ليس كبيرا وأنت .
صمت وهو يزم شفتيه والكلمات تهرب منه لتتابع : أنا في مقام والدتك .
رفع نظره بسرعة لتتعلق بعينيها الغاضبة فيجيب بهدوء : لم تكوني يوما أمي ، ولا اعتقد أن بعد كل هذا العمر ستكونين أما لي ، شحبت ملامحها ليتابع بسخرية - لم تشعرينني يوما بأني ولدك ولن اشعر نحوك أبدا بأمومة فات وقتها وزمانها يا إيناس هانم .
اغتص حلقها بألم منع عنها التنفس بطبيعية وعيناها تجحظ بجزع لتنهض واقفة وتهتف ببرود تمسكت به : الأفضل أن تنتظر أبيك بالخارج .
نهض بدوره وهو يبتسم بسخرية ، ينظر إليها من بين رموشه بيقين أنها لن تتحمله في عدم وجود أبيه ، شمخت برأسها في كبر فيحدثها باستفزاز تعمده : اشكرك على تلك الدقائق القليلة التي استضفتني وتحملتني بها في بيتك يا هانم ، احنى رأسه قليلا واتبع – سعيد لمقابلتك .
رمشت عينيها وهي تراقبه يتحرك من جديد نحو الباب يجر خلفه حقيبته ليُفتح الباب وهو في منتصف الطريق ويدلف منه ابنتها وزوجها ، هتفت آسيا بحبور : عزالدين.
القتها بفرحة حقيقة وهي تركض نحو أخيها ، تتعلق برقبته ليضمها إليه بسعادة غمرته لرؤيتها فيرفعها من على الأرض وهو يشدد من احتضانه لها ، ويهمس بصدق : اشتقت إليك كثيرا يا اختاه .
ضمته آسيا بذراعيها اللتين التفا حول رقبته لتقبل وجنته وتهتف : أنا الأخرى اشتقت إليك كثيرا .
اتسعت ابتسامته وهو يلتقط اقتراب أبيه منه ، ابتسامة آدم السعيدة وفرحته التي غمرته لينزل اخته ويتلقى حضن دافئ منه أبيه الذي تحمد إليه سلامته ، يربت على كتفه بحنو واشتياق صادق ليهتف اليه : اشتقت إليك بني ، لم تخبرني بعودتك لكنت أتيت اليك المطار أنا و سوسو .
ضحك عز الدين بخفة ليجيبه : الأمر لم يكن مرتبا إنه مؤتمر سريع يقام بشرم الشيخ وأتيت لأحضره ، إنها مجرد أيام قليلة وسأعود من جديد .
عبس آدم وهو يشير اليه بالجلوس فيجلس فوق الأريكة تجاوره آسيا ويقابله والده الذي هتف بجدية : ألم تتفق معي أن تطيل اجازتك هذه المرة قليلا يا عز ؟
ابتسم عز بمهادنة : إنها ليست اجازتي يا أبي لقد أتيت في عمل وفكرت أن أمر عليكم لأني اشتقت اليكم ، لذا سأعود إلى العمل وحينما يأتي موعد اجازتي سآتي ثانية .
سحب آدم نفسا عميقا ليربت على ركبته : انرتنا بوجودك يا حبيبي ، لتهتف آسيا بسعادة - نورت مصر يا أزو .
ضحك عز بمرح لتنهض آسيا واقفة فتجذبه من كفه : تعال معي الشباب ستفرح بوجودك ، تمسك بكفها ليهتف اليها - لا أريد ازعاجهم .
أصرت عليه لينهض معها وهي تهتف به : ليس هناك ازعاج ، فهم يشتاقون إليك مثلي واكثر ، هيا بنا .
استجاب إليها اخيرا ليتبعها ويخرجون من باب الشرفة التي تطل على الحديقة المشتركة مع بقية حدائق المنازل الأخرى لتهتف به : سأهاتف سليم وسأنادي حسام ونادر .
ابتسم بخفة ليضمها إلى صدره ويسألها بحنين غشى حدقتيه : هل الخالة ليلى مستيقظة الآن ؟!
ابتسمت آسيا لتهتف به : سأهاتف موني ونسالها حتى لا اوقظ خالتو لو كنت خلدت إلى النوم ، وإن كانت مستيقظة ستأتي فهي ستسعد بوجودك جدا .
همهم بصوت ابح : أنا الآخر اشتقت إليها كثيرا .
توقف ينظر إلى السماء وأولى ظهره إلى اخته التي داعبت هاتفها لتأتي بالبقية كالعادة !!
***
جلست أمام مراتها ، جسدها يترجف بالضعف رغم عنها ، تشعر بالألم يخنقها ، رؤيته من جديد تزعزع كيانها ، ووجوده بهذه القوة تهز استقرار حياتها ، إنه من جديد يأتي في الوقت الذي تحاول فيه أن تتماسك .. تلملم شتات روحها .. وتقف شامخه لتواجه ، ولكنه يستطيع دوما هزيمتها ، يكفي ترحيب الجميع به – ما عداها – فتصبح هي الغريبة وسط عائلتها ، لقد زحفت عائدة الى غرفتها دون أن يهتم بوجودها أحد ، بل هي لم تستطع تقبل الصورة التي رسمت أمامها وهو يقف بمنتصف صالة بيتها مُرحب به بصدق والسعادة تغمره ، في حين قلبها يعتصر ألما لوجوده ، إنه شوكة خصرها التي تنغزها كل حين فتنزف قهرا من جديد ، قهر يدمر روحها .. شعورها .. قلبها ، قهر يستنزف كرامتها ويكسر عنفوانها ، فوجوده أمامها يذكرها بفقاعة حلمها التي انفجرت بوجهها حينما اكتشفت وجوده وطفلها الذي كاد أن يذهب من تحت رأس والدته التي أتت تتباهى وتطلب من زوجها استضافة الولد عندها .
انتفض جسدها وهي تحاول الهروب من كل الذكريات السيئة التي تنهك روحها فتتحرك بعشوائية في الغرفة رمت حذائها من قدميها و بدأت تنتزع حليها في عصبية تملكت منها ، توقفت أمام المرآة من جديد لتلتقط مزيل الزينة وتمسح وجهها بعشوائية وهي تحاول فك رباط الفستان فهي تريد محو كل ما أرادت فعله لأجل حبيب خان قلبها ، لتنتفض بقوة وهي تبتعد عنه حينما شعرت بوقوفه خلفها لتنظر إليه بعنيني متسعتين وعتاب ولوم مزج بحدقتيها لتهمهم : ابتعد عني .
زفر آدم بقوة ليهمهم : اهدئي .
تساقطت دموعها رغما عنها : يا ليتني أقدر ، لكني لا أستطيع ، اتركني وابتعد ، لا أريد رؤيتك .
أغمض عينيه بصبر : اهدئي يا إيناس ، ألم تعتادي كل هذه السنوات ؟
__ لا ، صرخت بها في جنون لتتبع – لا أستطيع أن اتقبل .. لا اقو على الاعتياد .. لا اقدر على الصمود ، أنا اذوي مع كل مرة أراه واتذكر ، اتذكر خدعتك .. كذبك .. اخفاءك لوجوده عني ، بل إنك أنكرت الأمر برمته وتناسيته ولم تخبرني به لم تخبرني عن زواجك من أخرى .
تمتم بعصبية : لم اتزوج عليك ولم اتزوجك عليها ، كنت متزوجا من قبلك ، زواج لم يدم كثيرا ، ولم أتخيل بتاتا أن خطأ ليلة واحدة سيكون نتيجتها هكذا .
وضعت كفيها على أذنيها وهتفت برفض : اصمت ارجوك ، لا أريد الاستماع إلى هذه التفاصيل ثانية .
رد بحدة : أنت من تتحدثين بالأمر من جديد ، أنت من تنغزين الجرح من جديد ، أنت من لا تريدين النسيان ، أنت من تحيلين حياتنا إلى جحيم بسبب أمر انتهى من قبل عودتي وبحثي عنك .
صاحت وهي تقف أمامه بتحدي : لم ينتهي ، والدليل الشاب الواقف بجوار ابنتي بصفة اخيها ، لم ينتهي والدليل وجود رجلا غريب في بيتي لم يكن ولن يكون أبدا أبنا لي .
رمقها طويلا ليسالها بهدوء : وهذا خطأ من يا إيناس ؟ خطأي أم خطأك؟
شحبت ملامحها ليتابع بهدوء وهو يجلس على طرف الفراش أمامها : لم تتقبلي عز الدين ، لذا حاولت طوال فترة تواجده حينما كان يتواجد معي أن اخفيه عن عينيك ، حتى لا يحدث ما يحدث الآن ، توقعت أن مع مرور الزمن ستخف وطأة الامر عليك ، ستتقبلينه وتتوقفين عن رفضك له ، ظننتك ستحاولين ارضائي على الأقل وتتعاملين معه بشكل جيد ، ولكنك لم تفعلي ولن تفعلي .
اشاحت بعينيها بعيدا ليهمس بجدية : نعم أخفيت أمره وهو صغير عنك لأني تخوفت ردة فعلك ، والتي بالمناسبة لم تأت اقل وطأة حينما عرفت ، بل ظللت وستظلين تلومينني على وجود عز الدين
نهض واقفا وسحب نفسا عميقا ليسالها وهو ينظر إلى عمق عينيها : والان سأسالك سؤال اتمنى أن تصارحين نفسك به وتجدين إجابته ، هل لو كنت اتيت وأخبرتك بأمر عز الدين حينما أخبرتني والدته عنه كنت ستتقبلين الأمر ، كنت ستفتحين ذراعيك وتضمي الطفل وتخبريني ابنك هو ابني يا آدم لا تشغل رأسك ، أم كنت ستفعلين مثلما فعلت وتفعلين إلى الآن ، تنتابك نوبة هستيرية رافضة لي وله ، وتطلبين الطلاق وتنفصلين عني كما فعلت من قبل .
ارتجف جسدها وهمت بالرد ليقاطعها بإشارة من يده ويهمهم : لا أريد جوابك ، أريدك ان تصارحين نفسك بالحقيقة يا إيناس ، أن أمر اخفائي عنك ليس له علاقة برفضك للطفل ، ولا عدم مسامحتي على خطأ لا تمتلكين الحق في معاقبتي عليه ، فانت لا تستطيعين المسامحة ولا تقوين على الغفران .
تحرك مبتعدا عنها ليهمهم بجدية : لقد تركت لك الطعام في البراد ، وسأغادر أنا وولدي الى بيتي وسأرى إذا كانت آسيا ستأتي معنا ، وفي الغد سأصحب أمير من المدرسة ليقضي اليوم مع اخيه ، وحينما يسافر عز إلى عمله سآتي به .
ابتلعت غصتها بجبروت لتهتف به : أترك أمير ، لديه مدرسة وفروض منزليه واختبارات فلا أريد ان تشغله عنها .
نظر إليها مليا ليهتف ببرود ونبرة صارمة تعرفها جيدا : بل سآخذه معي يا إيناس ، هو الآخر اشتاق إلى اخيه الكبير ، ولا تقلقي سأتفرغ إليه لأرى فروضه المنزلية واختباراته ، وحتى أيضا تتفرغين أنت الى عملك .
هم بالانصراف فاستبقته بهدوء : لا تنصرفوا الآن ، ابقوا للغد .
ابتسم بسخرية فذكرها بولده لتشيح بعينيها عنه ليهمهم بخفوت وهو ينصرف فعليا من الغرفة : شكرا لكرم أخلاقك .
همت بالنداء عليه لتطبق شفتيها بقوة مانعة نفسها من الهفو إليه ، لتبكي بصمت وهي تسقط جالسه فوق الأريكة من خلفها ، تتقوقع على نفسها تضم ساقيها إلى صدرها تسند ذقنها إلى ركبتيها ، دموعها تنهمر مغرقة وجهها ، فتزم شفتيها مانعة نواح روحها أن يصدح من حولها ، ينتفض جسدها بشهقات بكاء متتالية والألم يتجذر بروحها ، فتهمهم من بين انفاسها الذاهبة تحاول أن تتماسك بم تبقى لديها من قوة : سينتهى الأمر ، سينتهى الأمر الآن .
***




سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 05:53 PM   #96

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تلقته بترحاب تضمه إليها تقبل وجنته قبل أن تجلسه بجوارها وتهتف به : أنرت البيت بعد غياب طويل يا ميرو .
ضحك بخفة ليجيبها : منور بكم يا نولا ، اشتقت إليكم جميعا .
ربتت على ركبته : ونحن اشتقنا اليك أيضا ، أخبرني عن احوالك .
هم بالإجابة ليصدح صوت أدهم هاتفا بتبرم : ليس معنى أنه عاد من السفر أن يستولى على خالتي الوحيدة ، أشار برأسه في نزق - أفسح لي مكانا لأجلس بجوار نولا يا عمار .
ضحكت منال لتجذبه من كفه وتجلسه فوق ركبتيها : اترك عمار وتعال اجلس كما كنت أفعل معك وأنت صغير .
استجاب أدهم إلى دلالها ليريح رأسه إلى الخلف فيركنها إلى كتفها ويهمهم : اشتاق إلى كعك التفاح يا نولا ، مضى وقت لم تخبزيه لأجلي .
هتفت منال بأمومة وهي تربت على ظهره بحنو : عيوني الاثنين يا دومي ، أنت تؤمر ونولا تنفذ.
هم بالرد عليها ليصدح صوت عبد الرحمن النزق : ما هذا إن شاء الله ، انهض يا دلوعة خالتك من فوق ركبتيها ، فيكفيها وجع عظامها .
رفع أدهم حاجبه ليجيبه متعمدا اغاظته : خالتي من اجلستني في حضنها ، ثم أنا خفيف لن اؤلمها ، التفت ليقبل وجنة منال - اليس كذلك يا حبة البندق؟
قهقهت منال ضاحكة لتضمه إلى صدرها اكثر : يا روح حبة البندق أنت .
اطبق عبد الرحمن فكيه ليهمهم بحدة : بابا سيأتي الآن ويركلك يا نن عين الحورية وروح قلب البندق ومدلل النساء .
جعد أدهم أنفه بمشاغبة : أنت تغار يا عبده لذا تريدني أن انهض .
رمقه عبد الرحمن من بين رموشه ليهمهم له عمار بخفوت وهو يفسح له مكان ليجلس بجوار خالته وضحكته تتراقص بعينيه : تعال يا دومي اجلس كما كنت تريد
قبل رأس منال ليستجيب إلى دعوة عمار وهو يهتف بندية : لأجل عيون البندق فقط ، وليس لأجل زرقاويتيك المخيفتين يا عبده .
__ ما اعتراضك يا سي أدهم على العيون الزرقاء؟
قفز واقفا بسعادة اعتلت ملامحه : هنون ، تحرك في اتجاهها بترحاب - اشتقت إليك يا حياتي .
ضمته هنا إلى صدرها بحنو امومي لتضربه بخفة على كتفه : أصبحت قاسي القلب يا ابن ويلي ، وتوقفت عن زيارتي أسبوعيا كما اعتدت منك .
ابتسم بخفة ليهمس : سانهي هذه السنة الدراسية المقرفة وسات لأمكث عندك كما اتفقت مع خالد .
ربتت على وجنته : سأنتظرك يا حبيبي .
نظر من حولها : أين سو ودودي وأبيه تيم ؟
هتفت وهي تتحرك لتصافح أخيها وتحتضنه : تيم بالخارج مع عمر . وهما لم يأتيا لديهم دراسة فاختاروا أن ينضموا لنا في اجتماع آخر الأسبوع عند أحمد ،
وقفت أمام عمار الذي نهض ليصافحها : فأحمد وأميرة قاما بدعوتنا جميعا على شرف عودة وسيم آل الجمال
اتسعت ابتسامة عمار ليضم كفيها بين راحتيه لتضحك هنا وهي تجذبه فينحني إليها فتقبل وجنته وتحتضنه لتهمس بجوار أذنه : هل كبرت يا ولد فتخجل أن تحتضني ؟
أجاب ضاحكا وهو يستقيم واقفا ينظر إلى من دلف من باب البيت : بل التزم بتعليمات أبيه تيم الذي يرمقني شذرا الآن .
صدحت ضحكات هنا مجلجلة في الأفق ليهتف تيم سائلا : هل توزع ضحكات مجانية الآن يا دكتور عمار ؟
ابتسم عمار ليصافحه بترحاب ويجيب بمشاكسة : بل هذه الضحكات تخص هنا بمفردها .
ومضت عينا تيم بتوعد ليكتم عمار ضحكاته قبل أن يسبل تيم اهدابه فيتركه ويصافح البقية فيسأل عمار : نولا أين ماما وتامي منذ أن اتيتا معي اختفيتا ولم نراهما؟
أجابته منال : عمك خالد صحبهما مع أبيك ليريهما شيئا ما بالملحق .
هز رأسه بتفهم لتسالها هنا : ألم تأت نوران ؟
أجاب أدهم : ستصل بعد قليل فهي تأخرت بالعمل اليوم على غير العادة
ليسأل تيم : وعاصم ؟
أجاب عمار : لا اعرف هل أخبره أبي أم لا ، سأسأله حينما يعود.
سألت منال : هل لازال عمر ينصب الشواية بالخارج ؟!
أجاب تيم : بل انتهى منها ويعد الجلسة ، أتبع بمكر - أنه متجلي بالخارج فأنا حاولت اساعده ولكنه رفض .
اتكئ عبد الرحمن ليجيب زوج أخته بنظرة غامضه : وأنا الآخر حاولت معه ولكنه رفض ، أعتقد أنه يريد البقاء بمفرده في حالة الحبور التي تنتابه الليلة .
عبست منال ورمقت ولدها بنظرة متسائلة فابتسم وأثر الصمت قبل أن يهتف تيم بمزاح : من الواضح أن تأثير عودة عمار ينشر البهجة على الجميع .
القاها ورمق زوجته التي ابتسمت بمشاكسة لتسأل بمكر : أخبرني أن أبيك قادم يا دومي فأنا اشتقت إليه .
عبس أدهم ليكتم عمار ضحكاته حينما تمتم تيم من بين أسنانه : صراحتًا الجلسة الليلة تنقصه .
ابتلعت هنا ضحكتها ليبتسم عبد الرحمن في وجه زوج أخته ويهمهم : أنها ليله آل الجمال يا تيمو .
هز تيم رأسه بيأس ليصدح صوت وليد بهتاف ضاحك : ماذا تريد من آل الجمال يا باشمهندس ؟
أجاب عبد الرحمن ضاحكا : السؤال ماذا يريدون منا يا عماه ؟
أجاب وليد وهو يصافح تيم وهنا : كل خير - بإذن الله - يا عبده .
انضمت ياسمين وفاطمة إلى الجلسة ليدلف خالد من خلفهما فيضم هنا إلى صدره يستفسر منها عن حال طفليها يسأل عن سهيلة باهتمام ويبتسم بفخر وهو يستمع إلى حكاياتها عن خالد الصغير فيهمس بعد أن جلس بجوار زوج ربيبته : لقد اشتقت إليهما .
ابتسمت هنا : وهما أيضا يا بابي سنجتمع كلنا عند أحمد بإذن الله وحينما يحصلون على الأجازة سآتي بهم كل يوم كالعادة .
تمام خالد بحنو : وفقهم الله .
سالت فاطمة الجالسة بجوار ياسمين: منال ، ألم تدعي ليلى إلى التجمع اليوم؟
رمش جفينه رغم عنه ليندثر صوت عبد الرحمن الذي كان يحادثه عن المشفى وهو يولي اهتمامه كاملا لإجابة منال التي هتفت : بلى فعلت ، انتفض قلبه لتتابع منال بهدوء - ولكنها رفضت واعتذرت لأجل مواعيد أمير المضطربة هذه الأيام وأيضا عدم عودة أسعد والذي سيتغيب الجمعة أيضا ، وأخبرتني أننا مدعون جميعا عندها الجمعة بعد القادمة واكدت علي أن الجميع لابد أن يكونوا متواجدين ، فهي تكره أن يتخلف أحد .
زفر هواء صدره بأكمله في حين أجابت والدته بابتسامة فخورة : ستظل ليلى كما هي ، تريد لملمة العائلة بأواصرها كلها .
هزت منال رأسها موافقة : نعم وخاصة بوجود عز الدين .
هتفت ياسمين بدهشة : هل عاد ؟!
هزت منال كتفها : لم افهم جيدا منها ولكنها أخبرتني حينما سألتها عن سبب الضوضاء فأخبرتني أن الشباب مجتمعين عندها لأجل مجيئ عز الدين الفجائي .
التفتت منال لفاطمة وسألتها : هل أخبرتك إيناس أنه عاد كما يفعل كل سنة ؟
اغتمت ملامح فاطمة لتهمس : لا لم تفعل ، أنا مندهشة لأن موعد عودته السنوي ليس الآن ، فهو دائما يأتي بإجازة الصيف ليقضى شهرا كاملا بجوار إخوته ، زفرت هواء صدرها بأكمله - سأهاتفها في الغد وافهم منها الأمر.
نهض تيم واقفا ليهمهم : سأذهب لأرى عمر ،
وقف عبد الرحمن بدوره ليشير إلى عمار وأدهم : تفضلا لنجلس بالخارج اعتقد أن عمر انهى ترتيبات الجلسة .
هتفت هنا بجدية : وأنا سأهاتف نوران قبل أن انضم إليكم بالخارج .
ابتسم تيم بحنو : سننتظرك يا حبيبتي ، التفت إلى البقية – بعد اذنكم .
هتفت ياسمين بهدوء بعد أن غادروا الشباب : اعتقد أن ليلى لها تأثير خاص على الفتى وستبقيه إلى موعد التجمع فهي تضمه إلى كنفها دوما إذ تواجد وخاصة مع موقف إيناس منه .
هتفت منال : وأنا الأخرى اعتقد أنه سيستجيب ويلبي دعوتها ، تابعت بضيق - فإيناس متصلبة باتجاهه بشكل غير طبيعي ، تصلب كان من المفترض أن يزول مع مرور السنوات والعمر .
زمت فاطمة شفتيها في رفض لحديث شقيقتها لتهتف ياسمين : طبيعة إيناس لا تنسى بسهولة يا منال ثم هي معتدة جدا بنفسها لذا لا تستطيع أن تتعاطى مع الأمر للان .
مطت فاطمة شفتيها قبل أن تهمس بصوت مختنق : الأمر سهل الحديث عنه حينما يكون بعيدا عنا ، ولكن حينما ننغمس فيه تختلف الآراء .
نظرت إليها منال بحيرة لتهتف ياسمين : أنا اتفهم وجهة نظر إيناس يا تامي ولكن ..
ابتسمت فاطمة لتقاطعها : وتتبقى تلك اللكن يا ياسمين فتجعل شعورك بالأمر مختلفا اختلاف جذريا عم شعرت به فعليا .
عبست ياسمين بعدم فهم لتتابع فاطمة باختناق : تتفهمين ، ولكنك لا تدركي أبدا حرقة قلبها حينما تنظر إلى طفل لا ذنب له سوى أنه لديه أم أخرى غيرها ، لا تشعري أبدا بالنار التي تشب في أطرافها حينما تنظر إلى عينيه فترى انعكاس لأخرى شاركتها بزوجها ، حتى وإن كان الأمر قبل ظهورها في حياة آدم ولكن هناك أخرى تمتعت بكل حقوقها ونتج عن هذا طفل تحول إلى رجل كلما وجدته أمام بيتها تجددت كل الآمها ، لن تستوعبي أبدا مقدار ضيم نفسها وهي تدرك أن عليها التقبل والتكيف والتعاطي مع أمر يفوق احتمالها ، يفوق مقدرتها ، ويهز أواصر أسرتها ، بأن وعد الحب والأمان والاستقرار اندثر باكتشاف أن هناك ذيل لحكاية قديمة لم تنكشف سوى بطفل يربط حب حياتها بماضي لا تريد أن تتذكره فيؤلم قلبها
اتسعت عينا منال بجزع لتنظر إليها ياسمين برهبه وهي ترمق وليد الذى تصلب بجلسته وشحبت ملامحه فتهمهم ياسمين بخفوت : هناك نساء تستطيع التكيف والتقبل .
ردت فاطمة بجمود : أولئك شواذ القاعدة ، تمتمت ياسمين باسمها تنبهها في خفوت فتحدثها بهدوء – أعلم انك تقصدين أنعام هانم رحمها الله ولكن لا يوجد بيننا انعام هانم .
نظرت إلى ياسمين : اخبريني ، التفتت إلى منال - وأنت الأخرى يا أختاه ، وليد وخالد كان لديهما علاقات قبل الزواج هل تقبلان أن يظهر لأي منهما ولد يصبح أخ لأولادكم ويشاركهم في حياتهم وأبيهم ؟
توترت جلسه ياسمين لتعبس منال بضيق فتبتسم فاطمة بيقين : كما توقعت تماما ، ولا انا أتقبل ولا احدانا ستفعل ، لذا لا تلومن إيناس فما تتحمله يفوق مقدرة أيًا منا
كح خالد بلطف ليهمهم محاولا احتواء الأمر : كان الله في عونها ، التفت إلى وليد الصامت بخفر محاولا تبديل مجرى الحديث - هل أخبرت عاصم يا وليد ؟
هتف وليد بصوت حاول أن يكون طبيعيا: نعم لقد امرته بالمجيء ولم انتظر أن يجيب بالقبول او الرفض .
ضحك خالد بخفة : لم تعطه حرية الاختيار .
ابتسم وليد : عاصم يظن أنه يستطيع التلاعب معي لا يعرف أني ايضا أجيد المراوغة .
ضحك خالد فاتبع وليد بجدية : ولدي حق ابوي عليه لابد أن يطيعه ، حتى لو اصبح أعظم مهندسين العالم .
ابتسم خالد وهو يتبادل النظرات معه بمكر، لتهتف فاطمة بنزق : ما هذه المعاملة القاسية يا وليد ؟
أجابت ياسمين بعفوية : من تحت رأس ابنتك .
التفتت فاطمة إليها بانتباه وهي تردد بتساؤل : نوران ؟ رفعت نظرها إلى وليد لتتبع سائلة – هل وجود نوران يزعجه ؟ألا يريدها في المؤسسة ؟
اتسعت عيناها باستنكار وتابعت : هل أجبرته على تقبل توظيفها يا وليد ؟
رمق وليد ياسمين بنظرة متوعدة ليهتف خالد بسخرية : هل يستطيع أحدنا إجبار عاصم يا فاطمة ؟ ألا تعرفين شبيه عمه لا ينفذ إلا ما يريد ، ثم كيف اجبره وعاصم من دافع عن نوران أمام زوجك ، بل واقنعه ايضا بوجوب وجودها في المؤسسة !!
أضاف خالد بتهكم : سيادة الوزير صعب المراس من يملك عقل صلد لا يلين ، دفعه عاصم إلى تقبل الأمر والموافقة عليه دون جهد يُذكر .
هز خالد رأسه بتفكير : لا أعلم كيف يفعلها ولكنه ناجح إلى حد ما في الاستيلاء على عقل وائل ودفعه لفعل كل ما يريد .
ابتسمت فاطمة لتهتف بأريحية : أنه عاصم الجمال يا خواجة سمي جده وشبيهه للغاية ، ملك العقول والقلوب أيضا ، يكفي أن يمأ براسه لنلبي دائما .
هز خالد راسه بيأس ليهتف وليد ضاحكا : يكفيه أن يستمع إليك ليرفض كل الفتيات اللائي تأت بهن ياسمين ، فمن سترضي غروره الذكوري بعد كلامك يا فاطمة ، يحق له أن ينتفخ زهوا كطاووس أعمى فلا يبصر – من حوله - القلوب المعلقة به .
أجابت بمكر : لا يحتاج لنعمة البصر ليرى يا وليد ، يكفي أن يرى بعيون قلبه وحينها سيصل سالما .
تلاعبت ابتسامته واثر الصمت ليتبادل النظرات الماكرة معها قبل أن يصدح صوت عاصم : سمعت اسمي منذ قليل ، وكان هناك صوت لحورية بحر جميلة التقاسيم بعيون زيتونية مبهرة تتغزل بي .
تعالت ضحكاتها فصدحت فوق ضحكات الجميع ، نهض خالد مرحبا به فيستقبل ترحيبه بمرح قبل أن يصافح ابيه ثم يتجه إلى منال يصافحها بدماثة أخلاق ويشكرها لدعوتها ، يتجه نحو أمه يقبل وجنتها ورأسها ليحط رحاله - أخيرا- بجانبها جالسا ، فيضمها من كتفيها إليه ويقبل رأسها فتقبل وجنته برقة ، همس لها بنبرة حانية وهو يلتقط كفها براحته القريبة منها : هل تغزلت بي وأنا غائبا يا تامي ، ألم تستطيعي الإنتظار إلى أن أصل حتى انتفخ زهوا واتيه غرورا لأن الحورية تحبني ؟
رتبت على وجنته بحنو : ومن لا يحبك يا عاصم .
ارتجف فكه بألم ، ليهمهم وهو يقبل كفها بطبيعية : لا يهمني من لا يحبني ، يكفيني حبك يا قلب عاصم .
ضحكت برقة ليهتف وليد مازحا : سيأتي عمك الآن وينتزع قلبك يا شبيه عمك .
قهقه ضاحكا ليشاكس أبيه : لن يفعل ، فالحورية لن ترضى علي وستدافع عني ، أليس كذلك ؟
احتضنت كفه براحتها الأخرى لتشد عليه بمؤازرة : لا يستطيع أحدا أن يقترب منك يا حبيبي ، لا أبيك ولا عمك ولا أي أحد آخر ، أنت محاط بحب الجميع ، دعهم يتميزون غيظا وغيرة ، فمهما فعلوا لن يستطيعوا الاقتراب منك .
ابتسم بحنان : اشتقت إليك يا تامي .
عاتبته برقي : أنت من توقفت عن الزيارة يا ولد ، كلما اخبرتك أن تزورنا تخبرني أن العمل يشغل كل وقتك .
اسبل اهدابه ليغمغم : سأرتب أموري واحدد موعد لزيارتك يا حبيبتي .
أجابته : وأنا سأنتظرك .
ابتسم لتنزوي الابتسامة فوق شفتيه وهو يستمع إلى ضحكاتها التي دوت من حولهما قبل أن تهتف بدلال وهي تقف قريبه من زجاج الشرفة وكأنها تهم بالدخول : ابتعد عني يا عمر ، سأشكوك إلى أحمد .
أتاه صوت عمر الذي اتبعها على ما يبدو : أين هو أحمد هذا ؟
ردت بعفوية : هكذا إذا ، سأخبره حينما اهاتفه الآن .
عبس عمر بتساؤل وهو يقف أمامها فتابعت : سأتحدث إلى أميرة فهي اوصتني أن احدثها حينما أصل لتمنح الجميع تحية المساء وتعتذر من عمار لتخلفها عن الحضور .
اتسعت ابتسامة عمر : متى سيأتيان ؟ لقد اشتقت إلى اخي الذي اخطفته شقيقتك ؟
اجابته بمرح : العقبى لك حينما تختطفك إحدهن ، وترحمنا من ثقل ظلك .
اقترب منها عمر قليلا ليهمهم بخفوت مرح: هل دعاءك مستجاب ؟ عبست بعدم فهم ليتابع - أدعي من قلبك لعل الله يستجيب إليك يا مدللة .
ابتسمت باتساع لتومض عيناها بخبث : هل هناك احدهن ؟ ابتسم عمر واثر الصمت لتتعلق بساعده وتهتف بدلال - هيا احكي لي .
اجاب بمكر : هل صدقت يا نوران ؟!
وضعت كفيها بخصرها : لا تمكر يا ابن الخواجة ، عيناك الزرقاء تفضحك ، فهي كالبحر الرائق .
ضحك بخفة ليجيب بمشاكسة : هل تتغزلين بعيني يا نور ؟
رمقته من بين رموشها لتهتف بعفوية : لا ، للأسف اللون الازرق ليس مفضل بالنسبة لي ، بل شقرتك بألوانك المجسمة هذه لا تروق لي البتة .
__ يا سلام ، القاها بتهكم فتمأ هي بالإيجاب ليسالها بجدية وهو ينظر إليها باهتمام - ما المفضل إذ ؟
شردت عيناها قليلا وهي تقف أمامه : لون عيون بابي ، هذا البني الرائق بالهالة السوداء القوية التي تغلف حدقتيه ، وبؤبؤ عينيه الغامق كلون العقيق ، والذي ينصهر إلى عسلي ويتدفق بحنان فائض حينما ينظر إلى أمي .
نظر إليها عمر بحنو ليهمهم : أنت تحبين أباك لهذه الدرجة ؟
ردت بجدية : بل أعشقه ، وأبي يستحق أن يُعشق بهذه الدرجة وأكثر .
سألها بفضول : هل كل الفتيات يحبن آبائهم بهذه الطريقة ؟
__ بالطبع ، أجابت سريعا ليهتف بتفهم – لذا أبي يحب هنا ويفضلها عنا جميعا ، كم اتمنى أن أرزق بفتاة لتحبني هكذا .
هتفت بمرح : رزقك الله بأمها الأول يا عمر .
ضحك بمرح لتهتف بتشنج حينما رن هاتفها : اوبس ، أنها أميرة ستتشاجر معي الآن لأني لم اهاتفها ، فأنت أخرتني بحديثك .
__ هاتيها وأنا أحدثها .
هم بالتقاط الهاتف من كفها لتبتعد عنه نحو حديقة البيت ، تدفعه بيدها وهي ترفع الهاتف بطول ذراعها الأخر وتهتف : ابتعد عني ، أريد الحديث مع شقيقتي .
ضحك عمر وهو يلتقط الهاتف بسهولة : الى أين ستذهبين مني ، أنا أطول واضخم منك يا نور .
صاحت بنزق وهي تضرب قدمها بالأرض : هات الهاتف يا بارد ، تابعت حينما قهقه ضاحكا وهو يوليها ظهره ويتحرك نحو تجمع الشباب – سأشكوك إلى عاصم يا عمر واخبره أنك تتعمد اغاظتي .
توقف عمر عن الإبتعاد عنها ليستدير إليها ويهتف بمكر : دوما تستخدمين عاصم كبطاقة رابحة يا نوران ، حتى وأنت تعلمين أنه لن يساندك .
شمخت برأسها وهتفت بصدق : لأني واثقة أنه – ابدا- لن يتوقف عن مساندتي .
أطلق صفيرا قصيرا : واثقة بنفسك إذًا.
ابتسمت بسخرية : لا ، بل واثقة به ، لأنه لن يساندني لأجلي ، بل لأجل العائلة يا عمر ، فمهما حدث ، أنا ابنة عمه الحبيب .
رمشت بعينيها وهي تقاوم دموعها التي تحكمت بها بسيطرة قوية منذ الصباح ليقترب منها عمر قليلا : ما بالك يا نور ؟ هل تشاجرت مع عاصم بخصوص شيء يخص العمل ؟!
سحبت نفسا عميقا لتهز رأسها نافية وهي تمسح اسفل رموش عينها اليسرى بطرف سبابتها : لا شيء ، أنا بخير ، تابعت وهي تحاول أن تضفي المرح إلى صوتها – فقط اشتاق إلى أميرة .
ناظرها قليلا قبل أن يبتسم باتساع ويناولها هاتفها ثانية : تفضلي ، لم اكن لأجيب ميرا أبدا من هاتفك ، كنت فقط امزح معك .
ضحكت برقة وهي تلتقط الهاتف من كفه : أعلم يا ابن الخواجة .
تحركت مبتعدة عنه قليلا لتداعب هاتفها وتتصل بشقيقتها التي أجابت بنزق : أين أنت يا هانم ؟ هل نسيتني حينما تجمعت مع العائلة ؟
هتفت بمشاكسة : وهل أقدر يا ميرا ؟ متى ستعودان لقد اشتقت إليك للغاية ؟
رمقتها أميرة قليلا لتتحرك مبتعدة عن أحمد وتهتف بها : ما بالك يا نور ؟
نظرت إلى أختها من خلال الإتصال المرئي وهتفت وهي تحاول أن تسيطر على ارتجاف شفتيها الذي يزداد : لا شيء ، أنا بخير .
عبست ميرا قليلا قبل أن تغلق صورتها وهي تهتف لها من خلال السماعة : اغلقي الإتصال المرئي يا نور واخبريني الآن ، ماذا حدث بينك وبين عاصم ؟
استجابت إلى شقيقتها على الفور لتهتف بتبرم ولكنها حافظت على خفوت صوتها : ما دخل عاصم بالأمر ؟
زفرت أميرة بقوة لتهمهم وهي ترمق أحمد الذي بدأ يتململ بفراشه : بل هو الأمر بعينه ، هيا تحدثي يا نوران قبل أن يستيقظ أحمد ويستمع إلينا .
هتفت بتفكه وهي تحاول أن تشغل شقيقتها فلا تجبرها على أن تقص لها ما حدث بينهما صباحا : ولماذا أحمد نائما الآن ؟ أم أنه يأخذ قيلولة ليستطيع أن يمضى الليلة معك مستيقظا .
هتفت أميرة بحدة امرة : توقفي عن قلة الحياء يا نوران واخبريني .
وكأن صوت شقيقتها الآمر كان القشة التي قسمت ظهر بعير صلابتها لتنهمر دموعها بتدافع محموم فتتحرك مبتعدة عن الجميع ، تكتم شهقتها بظهر كفها وهي تتخذ من الملحق المفتوح ملاذا لتهتف بصوت منهزم : أنه يكرهني يا أميرة ، يكرهني .
زفرت أميرة بقوة وهي تلوى شفتيها بيأس قبل أن تهمس لها : توقفي عن البكاء واخبريني عم حدث بالتفصيل ولا تغفلي أي شيء ، فعاصم لا يكرهك ، لا يفعل ولكن من المؤكد حدث شيء دفعه لقول هذا لك .
صاحت بنشيج باك : لقد القاها على مسامعي ولم يهتم ، أنا اعلم أنه يفعل ولكني لم اقو على تحمل أن يصرح بها في وجهي .
صاحت أميرة بجدية : توقفي عن العويل يا نور ، واخبريني عم حدث .
سحبت نفسا عميقا لتهمهم : حاضر سأخبرك .
***
راقب مغادرتها السريعة بعد أن ابتعد عنها عمر لينتفض قلبه وهو يخبره بأنها تبكي، فيتحرك بعفوية خلفها إلى أن اصبح واقفا بمدخل الملحق ليستمع إلى نحيبها الهادئ وحديثها المبعثر إلى شقيقتها فيكتم تنفسه حينما نشجت ببكاء قطع أواصر قلبه وهي تهتف لأميرة بأنه يكرهها ، اغمض عينيه وازدرد لعابه الجاف ليدور على عقبيه ويغادر الملحق بتبعثر الم بروحه ولكنه لم يخرج للعلن كعادته ، بل إن خطواته الحازمة الجادة اوصلته إلى تجمع الشباب اللذين هتفوا بعفوية مرحبين بوصوله ، استلقى بجانب شقيقه الذي سأله بعينيه عم يحدث معه فيشير برأسه نافيا ويسبل اهدابه متحاشي الحديث مع أحدهم ، اتكأ بجلسته على المقاعد العربية القريبة من الأرض ليسند رأسه الى الخلف منهكا، يريد الانسحاب من السهرة كلها ولكنه لا يستطيع الآن ، فهو انسحب من تجمع الكبار بعد أن كادت عيناه تفضح غيرته بسبب وقوفها .. ضحكها .. حديثها العفوي مع ابن خالتها ، فاستأذن الجميع مبررا مغادرته للجلسة بأنه سيذهب للشباب ، ورغم عيون ابيه المترقبة ونظرات أمه الغير راضية فلم يهتم وغادر من خلال زجاج الشرفة التي كانت واقفة من أمامه قبل أن تتبع عمر إلى الخارج ثانية ، فتوقف يراقبها الغى انهت حديثها – الذي لم يستمع إلى معظمه - مع عمر ، ولكن بكائها ونحيب قلبها يطوقان قلبه بقيد من العتاب واللوم الحارق فيخنقانه ولكنه لن يقو على الانصراف ، فلا داع لتساؤلات والدته التي لن تنتهي وتفسيرات ابيه التي لن تتوقف ، فليتحمل قليلا ثم يعتذر بعد تناول العشاء معهم ، أخرجه هتاف عمر الضاحك من أفكاره : من سيقوم بالشواء يا بكوات ؟!
نهض عبد الرحمن ليتبعه تيم لينطقا الاثنان سويا : أنا .
ابتسما سويا ليهتف عمر : حسنا تفضلا ، الشواية جاهزة والأمر معد فلتبدئا الآن .
اتجها الاثنين ليقوما بالشوي في حين استلقى عمر بجوار هنا التي تعد القهوة على موقد صغير نحاسي قديم وتصبها في فناجين صغيرة ثم تناولهم له ابتسم عمر وهو يلتقط كوب قهوته : اشكري الخالة دلال التي علمتك تلك العادة الجيدة يا هنا ، أتعلمين أن القهوة التي تعديها بهذه الطريقة لها مذاق خاص لا أذقه بأي قهوة أخرى.
ابتسمت هنا وهمست : لأن الموقد الصغير بناره الهادئة يجعلها تنضج على مهل فتتذوق أنت القهوة بطعم رائع مختلف عن القهوة الأمريكية سريعة التحضير أو حتى القهوة العربية التي تصنع على الموقد العادي والتي تغلي بدقيقتين .
هتف تيم متابعا : صنع القهوة بتلك الطريقة عادة تركية توارثها العرب منهم سواء السوريين أو المصريين ، فقط دلال اعتادت أن تصنع القهوة بتلك الطريقة لأن امي لا تشرب القهوة إلا هكذا .
هتفت هنا وهي تناول فنجان القهوة لعمار : وأنا سرت على خطاهما فجلسة القهوة مع والدة تيم وشقيقته لا يُمل منها .
هتف تيم بمداعبة : لا حرم الله آل تيم من وجودك في حياتهم يا هناي .
ابتسم عمر بمرح ليهتف : أين أحمد ليشاكسك يا تيمو ، ضحك تيم بمرح – لقد اشتقت إليه كثيرا .
هتفت هنا وهي تناول عاصم فنجان قهوته بعد أن نبهته إليها فاستجاب وهو يلتقط فنجانه ويهمهم : سيعود في الغد بإذن الله .
نهضت هنا واقفة وهي تحمل فنجان قهوة زوجها لتهتف برقة : يعودا بالسلامة إن شاء الله ، اتبعت وهي تعطي لزوجها الفنجان - قهوتك يا حبيبي .
__ وأين قهوتي أنا ؟
__ اصنعها من عيناي يا ويلي ، القتها بحبور واستدارت بخفة وجهها يضاء بسعادة وعيناها تتراقص بمرح لتتحرك نحوه بعد أن فتح ذراعيه لها لتتعلق برقبته تقبل وجنته هاتفه : اشتقت إليك يا سيادة الوزير .
ضمها بحنو أبوي ليقبل رأسها : وأنا الآخر يا حبيبتي ، كيف حالك وحال أولادك ، أين هما ؟
ابتسمت حينما حاوط كتفيها بذراعه ليقربها منه فتهتف به : في البيت يذاكران فروضهما لأجل الاختبارات .
هتف بجدية وهو يرمق ابنه الذي نهض هو والبقية لأجل استقباله فيدفعها للسير بجواره وهو يقترب منهم : جيد أنهما واعيان لمصلحتهما ، بارك الله لك فيهما .
__ اللهم آمين ، القتها وابتسمت وهي تغمز إلى أدهم بعينها ليلوي أدهم شفتيه في حين تابع وهو يربت على كتفها - وكيف حالك مع زوجك ؟ إذا أُصاب في عقله وضايقك فقط اخبريني .
ضحكت برقة وهي تلتقط مشاكسته التي تراقصت بعينيه ليجيب تيم الذي أقترب يصافحه : وهل أستطيع يا سيادة الوزير ؟ هل يقو أحدهم على إغضاب روحه ، فهنا روحي التي لا أستطيع العيش دونها .
القى أخر جملته وهو يجذب زوجته إلى جواره ليرفع وائل حاجبه قبل أن يصافحه سائلا : كيف حالك يا باشمهندس ؟!
اجاب تيم : بخير الحمد لله ،
هز وائل راسه قبل أن يصافح عبد الرحمن الذي اقترب منه مرحبا به ويتبعه عمر وعمار ليتلكأ أدهم في الذهاب إليه ليزجره عمار بعينيه في حين تقدم عاصم فيضمه وائل إلى صدره ليعبس بتفكير وعاصم يهم بالابتعاد عنه فيتمسك بمرفقه ناظرا إليه بتساؤل طغى على حدقتيه ليهمهم أخيرا : ما بالك ؟
ابتسم عاصم ليجيب : لا شيء .
هم بسؤاله ليقاطعه اقتراب أدهم الذي صافحه وائل بذهن مشغول وهو يرمق عاصم الذي وقف بجواره فيتبسم أدهم ساخرا وهو يعود إلى مكانه وقبل أن يجلس هتف وائل بجدية : أنت ماذا تفعل هنا ؟ ألم تكن عند عمتك ؟
أشرقت ملامح أدهم بفرحة غمرته لينهض واقفا مجيبا بمشاغبة : اليوم استأذنت عمتي يا بابي لأجلس مع عمار فأنا اشتقت إليه .
لوى وائل شفتيه ليهتف بنزق وهو يقلده : اشتقت إلى عمار ، وهل عمار سيختفي؟ ألم تستطع الانتظار إلى أن تنتهي من اختباراتك ، فلتذهب وتقيم ببيت عمك بعد أن تنتهي هذه السنة العصيبة التي تجعلنا جميعا مشدودين الأعصاب ما عداك فانت لا تشعر باي شيء ، منحك الله برودا طبيعيا لامثيل له ، احترم نفسك وانهي اختباراتك على خير والتي بالمناسبة لن يفدك عمار وجلسته بها .
ضحك عمار ليجيب بمزاح : أخبرته يا عماه والله ، لكنه تمسك بالقدوم معي إلى نولا ، لأنه اشتاق إلى خالته ، اتبع عمار بمكر - فتركته على راحته فانا لا أستطيع أن امنعه عن صلة الرحم .
رمقه وائل ليهتف بحنق : لا مؤمن يا ولد ، ما شاء الله عليك ، وأين صلة الرحم في خمس سنوات غيابك يا ابن وليد ؟
اكفهر وجه عمار ليكتم التؤامين وتيم ضحكاتهما ليشير عاصم برأسه في نزق إلى عمار الذي استجاب بتفهم وهتف وهو يدفع أدهم : أرأيت ماذا يأتي من وراءك ، اتبع وهو يرفع رأسه الى عمه – سيغادر الآن يا عماه .
هم وائل بالصياح في ولده ليقاطعه صوت منال الجاد : من الذي سيغادر ؟
التفت وائل غالى منال التي ابتسمت في وجهه برقة وصافحته بلباقة : أنرت بيتنا يا سيادة الوزير .
تسللت ابتسامة رائقة الى وجهه ليهتف : منور دائما بوجودك يا منال هانم .
التفتت الى البقية : لا تغادر يا أدهم ، اتبعت وهي تقترب من ابن شقيقتها لتضمه إلى صدرها في دفاع أمومي واضح : فانا صنعت لك كعك التفاح يا حبيبي .
رمقها وائل من بين رموشه ليهمهم : ما هذا الدلال يا منال ؟
ربتت على ظهر أدهم بحنو : لا اقو على رفض طلبه يا وائل ، اتبعت وهي تنظر لادهم تقرص وجنته بلطف – أدهم يملك قطعة من قلبي .
ابتسم بمكر واثر الصمت حتى لا يثير حنقها ليهمهم عمار بمزاح : هنيئا له يا نولا .
ضحكت برقة وأشارت لهم بالجلوس بعدما عادا تيم وعبد الرحمن للشواء ، فيسالها وائل وهو يجلس بأريكة منفردة بمفرده : أين البقية ؟
__ سيأتون الآن ، ياسمين وفاطمة يعدان صوص الشواء المتميز بطريقة فاطمة السحرية ووليد سياتي برفقة خالد الآن ، تابعت برقة – لقد قررنا أن نجلس مع الشباب الليلة ونحتسي القهوة من بين يدي هنا .
هتف وائل بموافقة : أنا ادعم هذا الاقتراح .
ناولته هنا فنجان قهوته : بألف هنا وشفا يا عماه .
قرب فنجان القهوة من انفه ليشمه بتلذذ : سلمت يداك يا حبيبتي
__ ماذا حدث في غيابي ؟ هتفت بصوت مرح اثار انتباهه فرمقها من بين رموشه بتفحص لا يظهر في العلن لتجيبها خالتها بجدية - لا شيء ،
لتكمل منال بعتاب : أين أنت يا نوران هانم ؟ لقد انتظرتك أن تأتي ولكنك اختفيت لا أعلم أين ؟
ابتسمت نوران لتنحني تقبل خالتها : كنت احادث أميرة يا خالتي ، قليلا وستهاتفنا ثانية هي وأحمد .
هتفت منال بسعادة : هذا جيد ، سيكملون جمعتنا باتصالهم ، لقد اشتقت إليهما
__ وهما أيضا يا نولا ، اشتاقا إلى الجميع ، القتها بطبيعية واتجهت نحو أبيها لتصافحه تجلس بجواره وتضم نفسها إلى صدره فيضمها بتصلب اختفى حينما دفنت وجهها بدلال في رقبته وتمسكت بسترته ، فيربت على ظهرها ويضمها إليه مقبلا راسها لينظر إليها قليلا فتبتسم كعادتها وتقبل وجنته لتهمهم إليه -اشتقت اليك يا بابي.
اتسعت عينا وائل بذهول قبل أن يختض جسده بحنو غمره فيجذبها إلى صدره من جديد مقبلا وجنتها وهاتفا إليها بخفوت : هل أنت بخير ؟
اتسعت ابتسامتها لتلامس جانب فكه برقة كما اعتادت دوما وهزت رأسها ايجابا ليسالها بجدية وصوت عال قليلا : هل اغضبك أحدهم ؟
برقت عيناها بمكر أنثوي خاص بها لتضحك برقة وتسأل بدلال : أخبرني أولا ماذا ستفعل بمن يغضبني ؟
رد بتلقائية : سأبعثه في رحلة إلى الفضاء .
تعالت ضحكاتها لتتعلق برقبته في موجة احتياج اجتاحتها لتهتف : لا حرمني الله منك أبدا يا بابي .
عبس وائل بتعجب وحدقتيه تغيمان بتساؤلات كثيرة فقبلته من جديد لتهتف بحبور وهي تتحاشى النظر إلى عمق حدقتيه فلا تبكي من جديد : أنا احبك يا سيادة الوزير احبك للغاية .
هم بسؤالها ليصدح صوت وليد : وأنا ؟!
قفزت واقفة لتهرع إلى وليد فتتعلق برقبته وتحتضنه بقوة : أنت حبيب قلبي .
لتقبل خالد و تسلم عليه : وأنت نور عيني .
قهقه خالد ضاحكا : اه يا ابنة فاطمة ، تهادنين الجميع وتستولين على عقولنا .
تأبطت ذراع خالد لتمط شفتيها بدلال قبل أن تعض السفلى منها بحركة خاطفة وهي تهمهم بصوت ابح : وقلوبكم أيضا يا خالو .
تعالت ضحكات وليد ليجذبها نحوه : عقولنا وقلوبنا وعيوننا إذا أردت يا نور العين سنمنحها إليك راضيين يا حبيبة عمك وخالك وابيك أيضا .
قهقه خالد ضاحكا ليمأ بالإيجاب : أينعم .
تأبطت ذراعيهما ليبتسم وائل وهي تهتف : ماذا أريد من العالم الأن ؟
هتفت منال بطبيعية : لا شيء بالطبع ، بإذن الله ستظلين في كنف ابيك ، بتلك الطريقة ، فوائل يفسدك دلال وعمك وخالد لا يتركان مناسبة إلا و يزيدانك غرورا يا حبيبة خالتك .
رفعت رأسها بشموخ لتهتف بجدية : أنا استحق وأكثر يا نولا .
اخفض رأسه متحاشي النظر إلى بريق عيناها الذي يضوي بثقة يعلم مداها جيدا وهي ترمم عطب روحها الذي تسبب به صباحا بمحبة الجميع الذين يمنحونها إليها دون قيد أو شرط ، فيكتم تنهده كادت أن تفلت منه بينما لوى أدهم شفتيه ليتمتم من بين أسنانه : يا الله .
ضحك عمار بمرح ليهتف : اجلسي يا نوران قبل أن تقعين يا ابنة عمي .
رفعت حاجبها لتجيبه باستعلاء : لن يحدث لا تقلق .
نفخ عبد الرحمن بقوة ليكتم عمر الواقف بجواره ضحكته ويهمهم إليه : مرر الليلة يا أخي ، هل تتعرف على نوران جديدا ؟!
رمقه عبد الرحمن بضيق : أبيك وعمو وليد يجعلانها تنتفخ كطاووس لا ينقصه زهوا .
تمتم تيم وهو يرمق دلال ابنة خالة زوجته : إنها تستحق الدلال يا عبد الرحمن .
جمدت ملامح عبد الرحمن ليترك ما بيده : سأبتعد عنكما فأنا لا ينقصني غرور الآنسة نوران لتدافعا عنها .
هتف عمر : لا ندافع عنها يا عبده ، ولكنها بالفعل استثنائية وتستحق الدلال .
رمقه عبد الرحمن بجدية ليلتفت الى ابنة خالته ثانية ويهتف بنزق : للأسف لا أرى كل هذا الاستثناء الذي تتحدثا عنه أنت وأحمد كل ما أراه فتاة مدللة حد الافساد ، مغرورة ومتبجحة أيضا لا تهتم لاحد اخر غيرها ، تستقوى بوالدها وتستند بقوة على دعم عاصم الكامل إليها ، فهي تعلم أنها مهما فعلت سينجدها عاصم ويساندها .
ضيق عمر عينيه وعبد الرحمن يتوقف ببصره نحو عاصم المتقوقع على ذاته ليهتف عبد الرحمن بجدية : استكمل الشواء إلى أن اطمئن على عاصم ، فهو يحمل هم الجميع ولا أحد يدرى ما يحدث معه إلا هو .
تمتم تيم بعدم فهم : ما باله عبد الرحمن ؟
زفر عمر انفاسه كلها : لا أعلم ولن أعلم فعبد الرحمن لا يصرح إلا بما يريد ، ولكنه محق في أمر عاصم ، فعاصم ليس بخير .
رفع تيم حاجبيه بتساؤل ليجيب عمر بابتسامة هادئة ويهتف مغايرا الحديث : أنا أرى أن الجلسة تنقصها فيروز ، ما رأيك ؟
ابتسم تيم وهز رأسه موافقا فيتجه عمر إلى ركن بعيد عن الشواء به لوحة تحكم الكهرباء ليداعبه بأنامله قليلا قبل أن يصدح صوت فيروز الهادئ الشجي فيعم فوق رأس الجميع .
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 05:56 PM   #97

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

ابتسم إلى أبيه ليناغشه بهدوء وهو يستعد إلى النوم – بعد أن قضى بعض من الوقت مع الشباب اللذين فرحوا لوجوده ، فيعد الأريكة التي تحولت إلى فراش في غرفة الضيوف التي اعدها إليه ابيه خصيصا فتصبح ملاذه في هذا البيت الكبير حينما يأتي إلى الزيارة : هل اشتقت الي لهذا الحد يا بابا ؟ اتبع بغصة وهو يوليه ظهره – أم وجودي سبب المتاعب إليك من جديد ؟
ابتسم آدم بهدوء : اية متاعب يا ولد ؟
تنهد عز الدين بقوة واستلقى فوق فراشه يقابله ابيه الذي يستلقى على الاريكة الأخرى : لم أعد صغيرا يا بابا لتخفي عني ، فأنا شاب كبير على مشارف الزواج ، رغم أني منذ كنت صغيرا وأنا ادركت جيدا أن إيناس هانم ترفض وجودي .
تمتم آدم مرددا : اصبحت شابا كبيرا على مشارف الزواج ، ضيق عينيه ليسأله – هل هناك فتاة وتريد أن تخبرني عنها ؟!
رفع عز الدين حاجبيه ليضحك بخفة ويسبل اهدابه : لا يوجد شيء جادي ، حينما يكون في ارتباط فعلي سأخبرك يا أبي ، أنت تعلم الأتراك يقدسون العائلة ولابد أن تأت معي حينما أنوي على الزواج .
لوى آدم شفتيه : هل ستتزوج من العائلة ؟!
عبس عز الدين لتومض عيناه بمكر ويجيب بمرح : ماما تتمنى هذا الأمر ، ولكن جميعهن لا يشغلن تفكيري .
هتف آدم بغيظ : ومالهن المصريات ؟!
تمتم عزالدين بضحكة خافتة : أجدع ناس ، ألا تقولونها هكذا ؟!
أجاب آدم بضحكة تسللت إلى شفتيه : رغم عنك وعن عيون والدتك .
قهقه عز الدين ضاحكا ليشاكسه : تتوقع عمو أمير أو بلال بك يرضيان بي زوجا لأحدى البنتين
انتفض آدم جالسا لينظر إلى ابنه بجدية : أنت تريد الزواج من يمنى ؟
عبس عز الدين بتعجب : لماذا لم تسالني عن حبيبة ؟! أنا ذكرتهما الاثنتين .
رمقه آدم بتفكير فيتابع عز الدين : لا يا بابا ، لا أريد الزواج من أي منهما ، فقط اتساءل في المطلق ، هل الأمر مقبول لديكم هنا اغن تتزوج الفتاة من رجل ليس مصريا ؟!
تمتم آدم بضيق : وما علاقتك أنت بالغير مصريين ؟ اتبع بغلظة - أنت مصري مثلي تماما .
تنهد عز الدين بقوة : بالطبع يا بابا ، اتبع ضاحكا - أنا مصري مثلك وتركي مثل والدتي وامريكي بولادتي وانجليزي بنشأتي ، وسأصبح هنديا بالمراسلة .
قهقه آدم ضاحكا ليمازحه وهو ينهض واقفا يهم بمغادرة الغرفة : حسنا اخلد إلى النوم قبل أن تتحول إلى إيطاليا في نصف الرحلة .
شاركه عز الدين الضحك ليساله والعبوس يداعب ملامحه : إلى أين يا بابا ؟
رمقه آدم بتعجب ليساله : هل ظننت أني سأبيت إلى جوارك حقا ؟! فقط كنت اطمئن عليك واشاركك الحديث قليلا .
ابتسم عز الدين بتفهم وهو يرمقه بنظرات غير مصدقة ليهتف بجدية :الغرفة غرفتك يا أبي ، إذا أردت المبيت معي لا تترد .
ابتسم آدم واثر الصمت وهو ينصرف ويغلق الباب من خلفه فتتعلق عينا عز الدين بالباب المغلق ، يستعيد كلمات والدته التي كررتها على أذنيه كثيرا – وهو صغير -عن زوجة ابيه : أنها تمتلك أبيك بالكامل ، لن تترك منه شيء لك ، ومهما حدث لن يتركها ابيك ، وإذا خيرته بينك وبينها سيختارها هي .
اغمض عينيه وهو يشعر بالقهر رغم عدم اقتراب زوجة أبيه منه ، فهي لم تؤذيه يوما لا بفعل أو بحرف ولكن نظراتها الرافضة .. تشنجها في حضرته .. نفورها وابتعادها عن أبيه كلما أتى لزيارته ، يخبره جيدا أنها لم تتقبله ولن تفعل ، ورغم أن احساس الرفض يقتله إلا أنه يظهر لها عدم اهتمامه .. لا مبالاته ، فهو سياتي ليزور والده واخوته حتى لو لم يعجبها .. حتى لو رفضت وجوده .. حتى لو ابتعدت عن ابيه .. حتى لو طردته شخصيا ، فسيغادر ويأخذ الجميع معه ، فهو لن يتنازل عن عائلته وعليها تقبل الأمر حتى لو رغما عنها !!
تمتم بخفوت وهو يغمض عينيه ناويا النوم : سأبقى يا إيناس هانم ، ولن اتنازل عن عائلتي أبدا .
***
مطت شفتيها وهي تراقب وقوفه بشرفة غرفتهما لتهمس باسمه فيهمهم مجيبا دون أن يلتفت إليها ، فتنهض من الفراش بعد أن هيأت نفسها للنوم ، تقترب منه حافية القدمين لتلامس كتفيه بأناملها قبل أن تضمه من ظهره تهمس بخفوت وهي تستطيل فوق اصابع قدميها فتطبع قبلة على اقصى منطقة استطاعت الوصول إليها في عنقه من الخلف : ما بال حبيبي ؟
تنهد بقوة ليصدر صوتا مستمتعا حينما تحركت بكفيها لتفردهما على صدره من الأمام فتضمه إليها بحنان وتلصق جانب وجهها على ظهره العريض ليهمس بشقاوة : سيتوقف قلبي أحد المرات بسبب كثرة خفقانه .
تأففت بملل لتنطحه بجبهتها في ظهره فيضحك بخفة قبل أن تهتف به في نزق ولغتها الأصلية تحضر بقوة : توقف عن الدراما العربية هذه ، اتبعت وهي تقبل عظمة ظهره - بعيد الشر عنك .
تحركت لتقف أمامه : هل ارتحت هكذا حينما منحتك ردة فعل سيدة مصرية اصيلة .
ضحك ليحاوطها بذراعيه يلصقها بجزعه : أنت مصرية اصيلة رغم عن تربيتك الأجنبية يا حوريتي ، ولكني جاد في أمر قلبي ،
نظرت إليه بمكر واغواءها يعتلي هامتها فتساله ببساطة وهي تحرك طرف سبابتها على طرف فكه : هل كبرت على الدلال يا سيادة الوزير ؟
زمجر بعدم رضا وصدره ينتفخ بغرور : أبدا ، هل تحتاجين تذكير سريع ؟
عضت شفتها بمكر لتهز كتفها الأيمن بدلال : ولماذا سريع ؟ تابعت وهي ترفع جسدها ثانية فوق اطراف أصابع قدميها لتهمس بجانب اذنه - لدينا الليل بأكمله يا ويلي .
ومضت عيناه ببريق عسلي فيهمس بخفوت أمام شفتيها بعد أن منحها قبلة هدجت انفاسها وشعرت بامتنانه بها : دوما تستطيعين انتزاعي من بحر افكاري لترمينني في عمق بحرك فاغرق وأنا منتشي بم تمنحيه لي دون أن افكر مرتين .
تمتمت وهي تفرد كفيها على صدره : استطيع أن اتراجع انا وبحري ونتركك لأفكارك التي لا تتوقف ولا تهادن .
__ لا هتف بها قاطعا عليها اية فرصة للتراجع ليتبع بهدوء – هذه المرة أنا ارحب بالغرق في بحر الكراميل يا تامي ، فأفكاري الليلة تؤذيني بقوة ولا استطيع مجابهتها.
احتضنته لصدرها : هون على نفسك يا حبيبي ، سيكون كل شيء على ما يرام .
رمقها بتساؤل ادركته بسهولة لتهتف وهي تسبل اهدابها فلا تمنحه اجابة شافية : ما رأيك أن تدع نفسك لي لأدللك اليوم .
ابتسم بمكر وهو يستجيب إلى الهائها بعفوية : وهل اقو على الرفض يا حوريتي ؟
صفقت بكفيها في مرح وهتفت وهي تجذبه من كفه ليتبعها بخطوات بطيئة : إذ تعال يا سيادة الوزير لنحصل على حمام دافئ يساعدك على الاسترخاء والنوم .
عبس بعدم فهم ليهتف باعتراض : الاسترخاء .
ضحكت بصخب لتغمز له بطرف عينها : اجمل استرخاء ستحصل عليه ، فقط ثق بي .
تنهد بقوة وهو يستجيب إليها : أنا واثق يا حوريتي واثق بك وبكل ما تفعلينه بي ،
توقفت أمامه لتعبث بأزرار قميص منامته وتهمهم بإغواء فطري شع بعينيها : فقط اترك نفسك لي .
***
يجلس أمام لوح الرسم بركنه الخاص في غرفته يحرك فرشاته فوقها بخطوط واضحة وكأنه يعلم ماذا يريد !! نعم يعلم فهو يريد اقتطاع قلبه ورميه خارجا فيتوقف عن الشعور بهذه الآلام المبرحة التي يحسها فتميته ببطء فهو قارب على فقدان التحكم في سيطرته ويخشى أن يفقد كبريائه في وسط موجة أخرى عالية تنتزعه من موقعه وتهز ثباته فيغرق في بحر وجعه ولا يقو على النهوض ثانية .
__ ما هذا أنت هنا ؟ القاها بمرح وهو يقتحم جلسته كعادته بخطوات ثابتة ليتابع بحبور - ترسم ؟
رفع عينيه لينظر إلى أخيه محذرا فيتوقف عمار عن الاقتراب ويتراجع ثانية برهبة سطعت بعينيه ليؤثر الصمت قليلا قبل أن يسأله بجدية : ما بالك يا عاصم ؟! أنت لم تتحدث على الإطلاق اليوم سوى بعض من الحديث تبادلته مع عبد الرحمن الذي جاورك طوال الأمسية وكنتما تتحدثان بأمر يخص العمل
اسبل اهدابه وهو يتذكر مجاورة عبد الرحمن له ، صديقه المقرب فهو عشرة عمره الكاملة فهو والتؤامين الملونين يتشاركان مقاعد الدراسة منذ الصغر الى أن افترق عمر بدراسة الحقوق واكمل هو عبد الرحمن دراستهما في كلية الهندسة ، ما فرقهما التخصص فهو اختار أن يدرس هندسة المعمار الذي تألق وذاع صيته بها ، في حين اتجه عبد الرحمن لدراسة الآلات وتصنيعها بل وتفوق أيضا في الاختراعات كما اراد دوما ، عبد الرحمن الذي شعر بتغيره ففعل كما المعتاد بينهما ، فيلهي عقله في حديث جديد عن تقنية قرأ عنها في أحدى مجلات الطاقة والعلوم التي يهوى اقتنائها منذ صغره ، ورغم أنه نجح فعليا في اشغال عقله لقليل من الوقت إلا أنها أعادته إلى فلكها – مرغما- بضحكة صدحت على حديث عمر المرح بل وتمادت ايضا حينما شاركته التمايل على اغنية فيروز التي تجلى عمر معها وهو يغني بصوت مرتفع فشاركه زوج اخته الغناء وسط موجة حبور شملت الجميع ما عداه ، هو من احترق غضبا وهو ينظر إلى المسافة الضئيلة التي تفصلها عن عمر واشتعل عقله بغيرة احرقت تلافيفه وهي تتمايل بكتفيها حتى كادت أن ترتطم بصدر عمر العريض ليشيح بعينيه بعيدا متغافلا عم تفعل ويحاول أن يتشاغل عن الصخب الذي حدث بعد أن شاركهما تيم وهنا السعادة وأدار عمر عن عمد اغنية اخرى فيتشاركون غنائها جميعهم والتمايل عليها حتى شقيقه الذي استجاب بطبيعته المرحة إليهم وابن عمه المرح على الدوام ، ليبق عبد الرحمن إلى جواره صامتا وكأنه يقدر ما يحدث داخله من صراع ، فهو اوشك أن ينتفض ليجذبها من ذراعها ، ينتشلها من هذا التيه الذي يحاوطها ، فيلطمها ليعيد إليها عقلها قبل أن يزرعها بجوانب صدره فيعيدها لموطنها الذي لا تقو على العودة إليه ، زفر برقوة ليجيب اخيه اخيرا : أنا بخير .
__ كاذب ، القاها عمار بثبات وجدية ليرفع عاصم عينيه اليه بغضب فيتابع عمار بهدوء – لن اتراجع ولن اعتذر ، أعلم أنك الأكبر فيم بيننا ولكني هنا لا اسبك أنا أدفعك لتواجه نفسك بم تحاول أن تخفيه كعادتك .
أشاح بعينيه بعيدا عن عيني اخيه ليساله عمار بلين : ماذا حدث بينك وبين نوران يا عاصم ؟ هم عاصم بالحديث ليقاطعه بجدية – لا تنكر ارجوك ، فما يؤثر بك هكذا هو من المؤكد خلاف حدث بينكما .
ازدرد لعابه ببطء قبل أن يرمي فرشاه الرسم من كفه لينهض واقفا يتحرك بثبات ظاهري يبحث عن المنشفة الصغيرة التي يستخدمها لمسح كفيه فينظفهما من الألوان العالقة بهما لينطق بصوت محشرج وهو يتوقف أمام نافذة شرفته الزجاجية ينظر إلى السماء القاتمة بالخارج : لم يحدث أي خلاف ، إنه تأكيد لمشاعرها نحوي .
عبس عمار واقترب منه يقف خلفه بثبات لينظر إليه من خلال انعكاس صورته في زجاج الشرفة ليساله : كيف ؟
رجفا جفني عاصم لينطق بثبات رغم جرح صوته الظاهر : أنها تكرهني كما اخبرتني من قبل وستكررها دوما ، فهي لا تشعر نحوي بشيء سوى الكره .
رمقه عمار قليلا : بم رددت عليها يا عاصم ؟ فنوران لم تكن بطبيعية على الإطلاق الليلة ، ضيق عاصم عينيه ليعبس وهو يستدير لأخيه الذي تابع هاتفا بجزع – لا تخبرني أنك بادلتها التصريح بكراهيتك أنت الآخر .
اخفض عينيه ليولي أخيه ظهره يضع كفيه بجيب بنطلونه مؤثرا الصمت ، فيهتف عمار بغضب : يا الله يا عاصم ، لماذا فعلت ؟! لماذا أخبرتها بشيء غير حقيقي ؟! لماذا جرحتها هكذا ؟
انفجر عاصم بحدة وهو يستدير إليه يرفع راسه قليلا ليواجه بغضب تمكن منه : جرحتها ؟ هل تحاسبني على جرح صغير احدثته بقلب ابنة عمك الجليدي أمام جراح كثيرة احدثتها بي على مدار سنوات كثيرة .
هدر عمار أمامه : أنت تعمدت ان تجرحها يا عاصم ، أما هي تتصرف بطيش ودون وعي كامل ، هي تتدلل وتنتظر منك أن تتفهمها وتحتويها لا أن تهينها وتجرحها .
أطبق عاصم فكيه ليهتف به في ثورة غضب تملكته : توقف بحق الله عن دور الناصح ولا تتحدث عن الجرح والإهانة ، انت تحاسبني لخطأ واحد ارتكبته كرد مني على ما تفعله نوران ولا تحاسب نفسك على خطأ متعمد في حق من لم تفعل أي شيء نحوك سوى أنها احبتك .
انتفض عمار ووجهه يشحب ، عيناه تغيمان بجزع والذنب يعتلي ملامحه ليزفر عاصم بقوة ويشيح برأسه ليهمهم بعد قليل : لم أقصد يا عمار .
ابتسم عمار بألم وهمس : بل قصدتها ، أغمض عاصم عينيه ليتابع عمار بصوت محشرج – ومعك حق أنا اخطأت متعمدا وسددت نتيجة خطأي سنوات من عمري حييتها منفيا بعيد عنكم وإلى الآن اسدد ثمن خطأي ولا يعلم سوى الله إلى متى سأسدد ثمن خطأي ، لذا أنا انصحك حتى لا تكرر ما فعتله بنفسي يا عاصم .
اتبع بألم خفي سطع بعينيه : أنا استحق العذاب الذي أحيا به ، فأنا لم أكن مثالي باي شيء ، لقد اخطأت كثيرا في الماضي لذا اتقبل عقابي بصدر رحب ، أما أنت فلا تستحق سوى السعادة يا عاصم فلا تضيعها من بين يديك .
تمتم بهدوء : اقترب من نوران يا عاصم وتفهم التيه الذي تحيا به ، ساعدها أن تصل لبر أمن وحينها ستاتي هي اليك .
تنهد عاصم بقوة ليتمتم : ليفعل الله ما يريد .
أبتسم عمار : سأعود إلى غرفتي واتركك للوحتك ، تابع وهو يغادر فعليا – تصبح على خير .
راقب أنصرف اخيه ليرفع راسه باختناق تملكه ولوم كبير يداهم قلبه ، عتاب يجلد به ذاته لتقع عيناه على لوحة الرسم التي بدأت تضح قليلا ليصفعه إدراكه وهو يتعرف على عيناها اللتان تومضان ببريق قططي حاد ماكر فيتحكم بقلبه مهما حاول أن يبتعد عنها ، تحرك بعفوية ليجلس أمام اللوح من جديد ليستكمل ما بدأ في رسمه مقررا أن يخرج بنهاية ترضي قلبه !!
***
دلف إلى غرفة نومه بعد أن قضى معظم الليلة بمكتبه يقرأ بعض الأبحاث الطبية المختصة بمجال تخصصه ، متحاشي الاحتكاك بها ثانية لهذه الليلة ولكنه بالأخير مضطر أن يخلد بجوارها إلى الفراش حتى لا تلتقط آسيا وجوده خارجا ، أو يدرك عز الدين مبيته خارج غرفة نومه فيشعرا الاثنين بما يحدث بينه وبينها ، زفر بقوة وهو يضيء اللون الخافت بغرفتهما لتتسع عيناه ذهولا وهو يراها متقوقعة على نفسها بأريكة غرفتهم ، تنام بوضيعة الجنين والتي يعلم جيدا أنها تلجئ إليها حينما تضطرب نفسيا أو تمر بإحدى نوبات الهيستريا التي تنتابها –كثيرا – مؤخرا ، فيهرع إليها سريعا ليتأكد من نبضها وسرعة تنفسها ، يحاول معها برفق ولين أن تفك ذراعيها الملتصقتان بساقيها وجسدها المتخشب مورقة شجر يابسة ، فيمس لها بكلمات كثيرة بجانب اذنها وهو يدلك لها اطرافها ، لتتأوه بخفوت التقطه بسرعة ليهتف باسمها وهو يربت على رأسها ، ليتابع بحنان : اهدئي يا صغيرتي ، أنا معك لن اتركك أبدا ، انت حياتي يا نوسا .
رمشت بعينيها وهي تفرد جسدها ببطء تتأوه مع كل حركة تقوم بها ليبتسم بوجهها وهو يهمس لها : فقط تعلقي برقبتي سأحملك لأضعك بالفراش .
غمغمت دون وعي : أحتاجك .
اغتص حلقه بألم ليربت على رأسها ويقبلها قبل أن يحملها ليضعها بفراشهما يضمها إلى صدره بحنو وهدهدها إلى أن سقط في النوم بجوارها وهي متمسكة بقبة قميص منامته فلم تتركها رغم استغراقها بالنوم .
***
تستلقى على فراش بغرفة الاطباء المناوبين ، تحاول أن تغفو قليلا وخاصة مع الليلة المملة التي لم يحدث بها شيء ، لأول مرة منذ أن عملت طبيبة تقضي ليلة في الطوارئ دون اية أحداث شيقة ، فعلى الدوام ليلة الطوارئ صاخبة بالأحداث والعمليات الجراحية وانقاذ الأرواح ، ولكن الليلة فارغة .
لوت شفتيها بملل لتنقلب على جنبها تبحث عن جهاز استدعائها حتى لا يكون به عطب ما فلا يستطيعون الوصول اليها ولكنها وجدته فارغا من اية نداءات أو استدعاءات .
زفرت بقوة وهي تعتدل ثانية على ظهرها لتكتف ساعديها امام صدرها وتنظر في سقف الغرفة بتأمل قبل أن تقرر انها تستذكر قليلا بدلا من الفراغ الذي سيقتلها وحينما همت بالنهوض رن هاتفها لتتسع عيناها بتعجب قبل أن تلتقطه بخفة فيرجف قلبها وهي ترى صورته تزين الهاتف فيتملك الهلع منها وتجيب على الفور بصوت مهتز : مرحبا .
اتاها صوته الهادئ : مرحبا بك ، كيف حالك ؟!
هتفت بصوت مرتجف : أنت بخير ؟
زفرت بقوة حينما شعرت بابتسامته ليجيب : الحمد لله ، لماذا ترتجفين ؟
نظرت من حولها لتهمهم وهي تحاول أن تهدأ من روعها : كيف عرفت ؟
ضحك بخفة : من رعشة صوتك .
زفرت بقوة : لقد ارتعبت عليك حينما وجدت أنك من تتصل .
ومضت عيناه بشقاوة ليهمهم : لا تخافي يا دكتورة ، عمر الشقي بقي كما تقول ماما.
همست وهي تستلقي من جديد : لست شقيا .
أجاب بخفة : يهيأ لك ، ابتسمت ليتابع بجدية – المعذرة أني اقلقت نومك ولكن الهاتف اتصل بمفرده وخفت أن اغلق الاتصال فتقلقين ولكن من الواضح أنك قلقه على الدوام .
همست بخفوت : نعم بالفعل ، منذ أن تلقيت اتصال المشفى بخبر موت ماما ، وأنا اكره الهاتف حينما يرن ليلا .
ساد الصمت قليلا قبل أن يهمهم : رحمة الله عليها ، المعذرة إن كنت ازعجتك .
ابتسمت وهمهمت : بالعكس أنا سعيدة أنك اتصلت بي حتى وإن كان خطأ غير مقصود من الهاتف .
ضحك بخفة : من الجيد أني فعلت شيء أسعدك .
تمتمت بعفوية : كل ما تفعله يسعدني وأنت تعلم ، تحركت لترتدي خفها قبل أن تتجه لماكينة القهوة فتضغط عليها وتهمهم - تشرب قهوة معي ؟
أجاب وهو ينظر إلى كوب الشاي الساخن بيده : لا أنا أشرب الشاي .
همهمت بمشاكسة : لم اكن لأسقيك منها ، فهي قهوة سريعة التحضير وأنت تفضل تلك القهوة التي تصنعها خالتي ليلى بمزاج .
تنهد بقوة ليغمغم : اشتقت إلى القهوة من كفيها بالفعل .
تمتمت وهي تصب قهوتها : متى ستعود ؟
غمغم : الأسبوع القادم .
كادت أن تهتف بتجمعهم عند عائلته على شرف عودة عمار ولكنها اثرت الصمت وابتعدت عن سيرة ابن عمها التي إلى الآن لا تعلم فيم اغضب اسعد لتهمس بخفوت : منذ مدة لم نتحدث على الهاتف .
تنهد بقوة ليجيبها : نعم ، اعتقد أن الهاتف شعر بشوقي للحديث معك فاتصل بالنيابة عني .
ضحكت برقة لتهمهم : بل شعر بشوقي لاستعادة حديثنا سويا فانا افتقدك كصديق كنت ابوح له بكل ما يعتمل بداخلي .
نظر إلى الفضاء الفسيح من حوله ليسالها بهدوء : هل هناك ما تريدين البوح به ؟
صمتت قليلا لتهمس : لا ولكني أريد الإطمئنان عليك ، أشعر أنك لست بخير .
أغمض عينيه يتذوق اللهفة التي سطعت بصوتها ليهمس : أنا فقط اشتاق إلى البيت .
تمتمت : ولماذا لن تعد هذا الأسبوع ؟!
أجاب ببساطة : صديقي دعاني لقضاء اليوم عنده بالإسكندرية .
همست بتساؤل : فادي ؟
__ نعم ، تابعت بتفكير – إذًا أنت ستقضي اخر الأسبوع بالأسكندرية ؟
تمتمت بجدية : لا أعلم متى سنحصل على الأجازة فهي أربعة وعشرون ساعة فقط.
لوت شفتيها بطفولية : ظننتك ستكون هناك فأنا لدي عمل مع طاقم طبي سيذهب لرعاية إحدى المستشفيات وسأكون هناك بأخر الأسبوع أو أول الأسبوع القادم ، كنت أفكر أن نتقابل هناك .
انتفض قلبه بلهفة سيطر عليها ليهمس : إذ دعينا نرتب الأمر عن طريق الهاتف .
تمتمت : سأنتظرك .
__ بإذن الله ، تصبحين على خير .
ابتسمت برقة : وأنت من اهله .
اغلق الهاتف ليغلق جهاز التشويش الذي يستخدمه حينما يتصل بأحد افراد اسرته أو يجري إحدى المكالمات التي تخص عمله ليتمدد على رمل الصحراء من حوله ، ينظر إلى السماء اللامعة رغم خفوت القمر واختفاء نجومها ، لا يعلم إلى الآن السبب وراء مهاتفته لها ولكنه شعر بأنه يريد أن يفعل ، شعر وقرر ولم يستطع ردع قلبه الذي قاد بقية اجهزة جسده ليستجيب الى مطلبه ، لا ينكر أنه يشعر براحة عارمة بعد أن تحدث معها قليلا خاصة وهي تستقبل اتصاله كما كانت سابقا ، بترحاب وعفوية ولهفه هو الوحيد الذي يستطيع الشعور بها وإدراكها في نبرات صوتها المختلفة ، بل اليوم صرحت بشوقها إليه حتى لو اخفته في إطار صداقتهما .
تنهد بقوة ليأتيه صوت فادي الخافت بضحكة تشع بنبراته : أنت تتنهد أيضا ، هذه ظاهره غير مسبوقة لابد أن نرصدها ونرسلها إلى المحلل الإستراتيجي ليعلم أسباب حدوثها وتكوينها .
التفت إليه برأسه للخلف ليهمس : لماذا أنت مستيقظ الآن ؟
تنهد فادي وهو يجاوره جلوسا فيربع ساقية يهمهم وهو يلتقط اناء الشاي الموضوع بجانب أسعد فيصب لنفسه كوبا منه : للأسف استيقظت على صوتك ، عادة سيئة للغاية أن تكون مرهف السمع .
اغمض أسعد عينيه واثر الصمت ليتابع فادي بنبرة ماكرة : الن تدعوا الطبيبة إلى تناول طاجن السبيط من يدي مرمر معك ، ابتسم أسعد بمكر ليماثله فادي بمزاح ماكر – ستكون قلة ذوق منك أن لم تفعل ، هاتها تتعرف على دينا ومرمر والطفلين، فانا سبق وتعرفت عليها بمسابقة الخيل .
زفر أسعد ليهمس بجدية : توقف عن الثرثرة فوق رأسي .
هتف فادي باندهاش : اووه ، هل أضعت عليك استمتاعك الجلي بصوت البلبل فأتيت لانعق فوق رأسك كالغراب ؟
تحرك أسعد بخفة فقفز واقفا فانتفض الآخر بخفة واقفا بعيدا عن مرمى ذراعي اسعد يحاول التحكم بضحكاته بعد أن رأى ما ينوي أسعد له الذي همس بخفوت : توقف عن المزاح بهذا الأمر .
اشار فادي بكفه : حسنا سأصمت.
ابتسم أسعد لينقلب وجهه إلى الجدية ويلتقط سلاحه بسرعة وخاصة حينما أشار إليه فادي دون صوت وهو يخرج سلاحه بدوره ليحرك شفتيه أخيرا دون صوت يذكر : هناك صوت غير طبيعي .
هز أسعد رأسه موافقا ليتبادلا النظرات ثم يفترقا بخطوات حثيثة يركضان في اتجاهين مختلفين بخطوات خفيفة من حول الخيم ليضغط اسعد زر معين بجانبه منبها بقية فريقه ، فتوافدوا بالخروج من اماكن نومهم وهم مستعدين بالفعل لتنقلب السماء الصافية إلى ضوء أحمر ناري حينما بدأ إطلاق النار من الإتجاه الأخر .

انتهى الفصل السابع
اتمنى ان يحوز على اعجابكم
ومنتظرة ردودكم وارائكم وتعليقاتكم
دمتم بود



سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 06:49 PM   #98

شيماء 1990
 
الصورة الرمزية شيماء 1990

? العضوٌ??? » 404047
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 145
?  مُ?إني » مصر
?  نُقآطِيْ » شيماء 1990 is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
افتراضي

فصل روووعه ي سولي 👌
نور وعاصم الاتنين حكايه وجع وتايهين ف دايره عباره ع هو بيظن انها بتكره وهي فاكره انه بيكرها والحقيقه غير عمار عنده حق عاصم محتاج يوصلها انه م بيكرهاش وانه بيساعد نور ع نور مش عشان ويلي والعيله زى م قالت لعمر

نوران جواها موجوع انا فعلا كنت بضاييق منها لكن اتضح انها بتدارى وجعها وعطبها بكبريائها وقوتها بنت فاطمه بامتياز 👌

حبيت جمعتهم جدا وحبيت احتواء عمار لادهم الي محتاج لدعم واحساس بالاهميه لان لو اتمادى ف الغيره م عاصم هتكون مشكله وائل بيعامله ع انه طفل وهو محتاج يتعامل ع انه مسؤل .....

ايني انا مقتنعه جدا بكل كلمه تامي قالتها لمنال وياسمين ✋بس بردو ايني مش الشخصيه الي يتفرض عليها راي هي حبت حب امير لليلي بس زى مهو مش كلهم انعام بردو مش كلهم امير ايني مش هتلاقي سلامها النفسي غير اما تتقبل وجود عز وخصوصا ان ولادها بيحبوه وهو مش هيتنازل عنهم ..

ادم غلط اه غلط وجدا بس شخصيه زى ايني كانت هتقبل بكده لا ده فضلت فتره ع اما انجوزته وكمان اكتر م 8سنين ع م خلفت اسيا هو صبر واستحمل وساندها ف رحلتها يعني مكنش ف اي غدر الي المفروض ايني تقلق منه فعلا الفجوه الي بينها وبين اسيا 💔

.عز فعلا مشتت بين ام واب ومرات اب رفضاه وام مصره تجوزه م جزورها واب عايز يرجعه لحضنه وجنسيات كتير بالرغم م هزاره مع ادم لكن جواه وجع كبير لو اتفتح هيبقي وبال ع الكل 😱 حبيت احتوائه لاخواته وحبه لهم وانه اعقل م انه يدخل ف صراعات كره مع ايني او امه💖

القفله مقلقه وياترى اي الي هيجرا ربنا يستر ع فادى وفعلا ف خيانه والا ده هجمات وبس بانتظارك ي سولي موفقه دايما 💖💖


شيماء 1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 09:18 PM   #99

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع كالعادة ذاخر بالمشاعر كالعادة شيماء حللت الفصل بشكل دقيق جدا
دمتى مبدعة و متألقة ارضيتى فضولى جدا فى الجزء الخاص بعلاقة ادم و ايناس بس مازالت عايزة اعرف ليه ادم اتجوز غيرها بالرغم أنه كان بيحبها من صغره مش عارفة ليه بحس أن ايناس اكتر واحدة اتظلمت فى مشاعرها فى الروايه كل الابطال عانوا لكن فى الاخر كل واحد ارتبط باللى بيحبه و عاش بعد كده حياه مستقرة لكن هى الماضى عامل فجوة فى مشاعرها و مينمنعش انى متعاطفة جدا مع عز الدين لانه هو كمان مظلوم من الزاويه بتاعته
جزيل الشكر ليكى يا سولى و لسعة صدرك لينا⁦♥️⁩⁦♥️⁩


جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 10:58 PM   #100

شموسه3

? العضوٌ??? » 137672
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 633
?  نُقآطِيْ » شموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك الجزء الثالث نورتي المنتدى

شموسه3 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.