آخر 10 مشاركات
هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-20, 07:17 AM   #41

نقطة الصفر

? العضوٌ??? » 425281
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 71
?  نُقآطِيْ » نقطة الصفر is on a distinguished road
افتراضي رد


متابعة ، أعجبني اسم زاد 💚

نقطة الصفر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 12:27 AM   #42

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
والله الجد عنده حق فعلا ما يستحق زاد سي مصعب ده
ده آخره نضحي بيه على العيد وكمان مش هتعرف نوزع لحمته على حد 😒
منصور ليه حساه مش واثق كده في نفسه ومهزوز وكأنه متجوز زاد عشان تعدل ميزانه، بيحب فيها نقاؤها وعقلها
لا مش مرتاحاله.... ولا مرتاحالك😂
هنلاقي ناس كتير تاخد لحمة مصعب متقاطعيش🤣
مش مرتاحة لي ليه انا مالي يا لمبي🙃😂


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 12:28 AM   #43

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقطة الصفر مشاهدة المشاركة
متابعة ، أعجبني اسم زاد 💚
تشكورات أفندم💙🥰

جولتا likes this.

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 03:11 AM   #44

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اسوء حاجة هى لحظات الضعف والحيرة والتردد

زاد ضعيفة بذنبها الغير معروف محتارة فى مشاعرها بين مصعب ومنصور متردده فى اختياراتها ودا اللى موقعها فى الغلط

الاسوء انها بتحب مصعب الحقير الخبيث المتلاعب

بجد انا ماكنتش عارفه بشخصيته دى ياعنى متجوز كازيا اللى فاهمه انها فى يوم هتخلف منه ومقضيها مع جود واكيد غيرها كتير .. طيب عايز ايه من زاد وليه علقها بيه

هل دا انتقام من العيلة عشان يرجع بدل ما هو بالنسبة ليهم هجين

منصور فقد الثقة فى زاد وحاسس ان الموضوع مع مصعب مش سهل

بيسان علاقتها بمعتصم فى تقدم ربنا يستر عليهم

معقول عزة وسهيل متجوزين فى السر عشان تنتقم من عمها ومراته

الفصل جميل جدا تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 10:37 PM   #45

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس
***
في عالم بلا ثوابت
القشة تنقذ الغرقى إن امتلكوا الجرأة
وإن لم يمتلكوه
ف مرحى!
***
ـ مصعب!
بالطبع هو فلن تسمح لغيره بأن يشهد خزيها من نفسها،
منذ أن جاء القصر في سن الثامنة عشر وحده وهو أخ ثاني لها كما طلبت منه رحيمة، معتصم يفرض رأيه المناسب لها في كل الأحوال وتلجأ ل مصعب يقنعها ب صحة ما قرره معتصم، لكن تلك المرة اختلف مع الآخر في الرأي ولم يؤازره مؤازرة كاملة،
عرض الزواج ك حل بديل وتم رفضه علانية، والآن الجميع أمام أمر واقع بتوقيع معتصم..
من مكانه في مكتبه وسط أعماله بحلة كلاسيكية سوداء وطلة رجل أعمال يُدعى الماكينة الألمانية
انتبه لهسيس أنفاسها المحتد حين فتحت الخط، نسي أعماله وكل ما يدور حوله حين استشعر أجيج مشاعرها فسألها بتقرير:
ـ هل تبكين؟
قبل أن ترد هدر بقسوة متحسرًا:
ـ لو لم تكُني في عصمته ل كنت اختطفتك الآن .
اشتد بكائها فقال بعقدة حاجبين:
ـ حسبتك لا تستطيعين البكاء.
همست بدورها وقلبها تتهدم جدرانه :
ـ وأنا أيضًا حسبت ذلك.
التقطت أنفاسها واستطردت بذات الخفوت تبرر:
ـ مؤكد لأن أوان التراجع قد فات.
نفى بعنف وداخله يغلي من الغضب :
ـ لا زاد ، أنتِ جبانة فقط .
من بين نحيبها البائس قاطعته:
ـ لقد حاولت.. أقسم لك أني فعلت..
مسد جبينه وهز رأسه يزفر بغضب جم:
ـ منصور لا يستحق أن تؤلمي قلبه.
وسرد الحقيقة التي تعرفها كما يعرفها الجميع
ـ هو يحبك كثيرًا يا زاد.
هدأ نحيبها وصمتت برهة تمسح العبرات عن وجهها بحدة ف سمعته يستطرد بعدم رضا:
ـ ستعذبينه وتتعذبين معه .
رفرفت بأهدابها المبتلة وردت معاندة:
ـ سأبذل جل جهدي كي أسعده .
أطرقت تقضم أظافرها وشفتيها ترتجفان تُمني نفسها وتتعهد ب سعادة منصور
لم يمهل أفكارها استرسالًا وسخر متعمدًا:
ـ حقًا؟!
هزت رأسها بعنف وجسدها من فرط انفعاله يختض:
ـ سأفعل مصعب وسترى .
أغلقت الهاتف دون إضافة وانكمشت على
فراشها تعاود البكاء بحرقة وكأنها فرصة، فبالرغم أنه مؤلم إلا أن الاحتراق دون دموع أشد وطأة..
***
لولا مندوبو السلام ل اشتعلت الأرض حروبًا حتى الفناء..
تهربت عزة من ضغوط منزل عمها، ارتدت ملابس مريحة بعد عودتها من عملها وهبطت الدرج تُعدل وضع حجابها على رأسها.
تخطت الباب الخشبي الصغير وقبل أن تفتح باب المنزل جاءتها زوجة عمها تستهزئ بها من الخلف:
ـ هل سنتخلص منكِ أخيرًا؟
التفتت لها عزة بوجه ممتعض، تخيلت نفسها تجذب تلك المرأة تطرحها أرضًا وتنهال عليها ركلًا لكنها آثرت السلامة وزفرت بعنف:
ـ سأذهب إلى خالتي وأعود، لن تتخلصي مني بتلك البساطة .
لوت كريمة شفتيها باشمئزاز :
ـ كيف تتحملك تلك المرأة ؟
رفرفت أهداب عزة وسألت نفسها ذات السؤال، فصديقة والدتها تتحمل منها ما لا يتحمله أحد..
زفرت ببطء وردت بحنق:
ـ ربما لأنها إنسانة.
استشاطت كريمة غضبًا وحدجتها بغل:
ـ ماذا تقصدين يافتاة.
لوت عزة شفتيها بمرارة، واستدارت دون رد فسمعت الأخرى تهتف:
ـ عسى أن تصدمك طائرة نفاثة .
سعلت واحمر وجهها غيظًا ثم عاودت النظر للخلف :
ـ حسنًا سأطير بالسيارة حتى تصدمني الطائرة .
قبل أن تُكمل زوجة عمها باقي قصيدتها السخيفة غادرت و أغلقت الباب بحدة،
وقفت أمام باب المنزل تتنفس ببطء علّ احتقان وجهها يهدأ قليلًا
توجهت بأكتاف متهدلة نحو سيارتها المصفوفة على جانب الرصيف، استقلت مقعد القيادة بحدة، قبضت بكفيها عليها وشردت باختناق، مر عليها وقت ثقيل في لجة غضبها حتى هدأت رويدًا، تنفست بعمق وأدارت المُحرك لتنطلق بها..
وسيارتها تلك حاربت من أجلها لعامين
كاملين ومقابلها ابتاع عمها لنفسه سيارة تُعادل ضعف ثمنها متحججًا أنه يستحقها بما أنه يدير أعمالها..
وصلت إلى منزل صغير متطرف نوعًا ما عن المدينة مُحاط بسياج وله بوابة متوسطة الحجم،
صفَّت السيارة وترجلت منها تغلق الباب بعدما سحبت حقيبتها الصغيرة،
أمام البوابة أخرجت مفتاحها من الحقيبة وفتحتها بارتياح طفيف، دلفت إلى الباب الداخلي، طرقته بخفة رُغم أنها تمتلك مفتاحًا له أيضًا لكنها لا تُحبذ اختراق خصوصية صاحبة المنزل..
فُتح الباب بعد برهة فطلت أربعينية بملابس محتشمة وربطة شعر صارمة
عينان دافئتان تمنحان السلام
ووجه بشوش يهدي المسرَّة
احتضنتها دميانة وربتت على ظهرها بحنوها البالغ :
ـ كيف حال حبيبتي؟
أومأت لها عزة براحة:
ـ بخير خالتي اشتقتك إلى حد لا يوصف.
ابتسمت لها دميانة وجذبت كفها تدخلها إلى المنزل بلطف فتبعتها وسألتها بندم:
ـ هل قاطعت صلواتك؟
ضحكت بخفوت وربتت على رأس عزة برقة :
ـ لقد انتهيت قبل قليل.
أومأت وتبعت خطواتها إلى الصالة المفتوحة على حديقة صغيرة بباب خلفي،
كان الباب مفتوحًا فأضاء الصالة بضي النهار
سألتها الأخرى بمزاح:
ـ هل أنتِ جائعة كالعادة .
أومـأت والتمعت عيناها بشقاوة:
ـ لم أذق الطعام منذ أسبوعين
تغض جبين دميانة بحزن فاقتربت منها عزة
بمحبة:
ـ أنا أمزح خالتي .. فقط اشتقت إلى طعامك.
جذبتها من كفها نحو المطبخ موبخة إياها:
ـ مزاحك سخيف مثلك تمامًا.
انطلقت ضحكات عزة:
ـ أنا سخيفة وجائعة وأنتِ امرأة كريمة وحنونة.
أجلستها على مقعد بسيط أمامه طاولة مستديرة وشرعت في تحضير طعام سريع لها،
جلست أمامها تراقب شهيتها برضا:
ـ تبدين أكثر نحولًا عزة .
ابتلعت عزة الطعام ببطء وتنهدت تستند بمرفقها على الطاولة ثم وضعت الشوكة على جانب طبقها بهدوء :
ـ هكذا أفضل لا أحب زيادة الوزن.
ضيقت الأخرى عينيها وقالت بتأكيد:
ـ بل لا تجدين في الطعام متعة، تأكلين كالآلة .
لوت عزة شفتيها ضجرًا وهتفت بغل سكن مقلتيها:
ـ يفقدونني صوابي خالتي، حتى الطعام يُقدم إليّ كالمنبوذين.
التمعت عيناها بقسوة:
ـ لن أكون عزة إن لم أحرق قلوبهم.
لاح الأسف على وجه دميانة وراحت تواسيها وتهدئها بكلمات لا تجدي الكثير من النفع معها..
حالما أنهت الطعام أحضرت لهما فنجانين من القهوة ودعتها لاحتسائهما في الحديقة قرب شجيرات الريحان،
تبدل حال عزة وتهللت أساريرها وتبعتها بصمت،
هبطت خلفها الدرج البسيط المؤدي إلى الحديقة وجلستا على كرسيين متقابلين وبينهما طاولة مربعة وضعت عليها دميانة القهوة..
تلك الجلسة مريحة للأعصاب تصفي ذهنها تمامًا،
هي بمثابة شحن للطاقة تأتيها بقلب مثقل وترحل دومًا بخاطر مجبور..
سألتها دميانة التي شبكت ذراعيها على الطاولة بلطف
ـ ما جديدك؟
أغمضت عينيها متنهدة بحسرة :
ـ مثل القديم، أقضي حياتي البائسة مع لصوص.
ابتسمت صديقة أمها بتعاطف لكنها صرفت تفكيرها بحنكة :
ـ وصديقاتك .
ابتسمت عزة بمشاكسة
ـ تعرفين.. إحداهن تهتم بعملها أكتر من طعامها والأخرى تعشق الوغد.
ضحكت دميانة بشدة على وصف عزة ولكزتها في كتفها بسبابتها:
ـ أنت فتاة مُجحفة.
هزت رأسها بحنق مصطنع وتوسعت عيناها بغية التذمر:
ـ أنتِ طيبة القلب خالتي لم تريه كيف يستحوذ على عقلها.
ابتسمت الأخرى ورفعت أحد حاجبيها:
ـ لا تنكري أنه يحبها أيضًا.
تأففت وأدارت عينيها بسأم :
ـ لا أنكر .
قالتها ثم ضحكت بقوة قبل أن تقول بلا تصديق:
ـ لا أنسى يوم خلع قميصه كي يصرفني
شاركتها دميانة الضحك:
ـ كنتِ تستحقين ما فعله.
تنهدت عزة بخفوت وزمت شفتيها برفض :
ـ لقد حطمت ليلى كل القواعد من أجله ورأيت خذلانه لها في عينيها.
مازحتها دميانة ضاحكة:
ـ لا أستبعد أن يأتي يوم تكسرين فيه القواعد من أجل الحب أيضًا.
شردت عزة قليلًا:
ـ تتحدثين مثل أمل لكن لا أعتقد ذلك ف قلبي ليس كقلب ليلى .
رفعت عينيها لعيني الأخرى:
ـ قلبي أقفاله صدئة.
شردت دميانة بحزن قبل أن تتصنع التفكير العميق:
ـ ربما أنتِ موهومة وستصدمين حين يأتيك الحب كالصاعقة .
اهتز جسد عزة بمسرحية وتصنعت صدمة العينين:
ـ أشعر بالحماس من أجل ذلك، وإن لم يأتِ كصاعقة سأظل عزباء.
أومأت لها دميانة بحماس مضاعف:
ـ أجل وتأتين للعيش هنا معي ونُنشئ حزبًا للعزباوات!
ضحكت بانطلاق وأومأت بتأكيد..
وهنا بجانبها تجد راحتها، دميانة صديقة الطفولة والشباب لأمها الراحلة وكل منهما وجدت سلواها في الأخرى بعد وفاتها، لم تتزوج صديقة الأم لأنها لاترضى بأنصاف الحلول
إما الحب كما يجب دون شوائب تعكره أو العزوف عنه بلا ذرة ندم واحدة..
***
أول زفاف في قصر الحاكم كان له الاستعداد الكامل
ولائم واحتفالات ذاع صيتها أرجاء المدينة
حفل تلو الآخر وأتى يوم الزفاف
في صبيحته حضر مصعب مع أمه التي لا تهوى زيارة عائلة زوجها في الأصل، قابلتهما السيدة رحيمة على باب القصر بحفاوة وتصافحت المرأتان بابتسامات واسعة..
السيدة رحيمة لا تفهم الألمانية كما أن أمه السيدة ريلا لا تفهم العربية ويتولى هو مهمة الترجمة بمتعة كبيرة في كل مرة..
استند إلى الحائط مُشبكًا ذراعيه أمام صدره يراقبهما بأعين نصف مغلقة وثغر مائل بابتسامة جانبية، ترقب بحماس بداية العرض ، وكان لأمه سبق الافتتاحية حين قالت له دون التخلي عن بسمتها:
ـ قل لها أني لا أطيق هذا المنزل ولا أحب أحدًا ممن يسكنوه.
ابتسم لعمته رحيمة ثم تنحنح قائلًا:
ـ تقول إنها اشتاقت لكم جميعًا إلى حد لا يوصف.
تضحك له رحيمة بانطلاق وتنظر لأمه بمكر:
ـ اسألها عن اسم طبيب التجميل الخاص بها.
التفت نحو أمه ببسمة واسعة:
ـ عمتي ترحب بكِ وتسألك كيف تحافظين على بشرتك الرائعة.
أومأت أمه بضحكة خافتة:
ـ قل لها أني سأتحمل إقامتي هنا على مضض.
التفت نحو عمته فعاجلته ببشاشة:
ـ قل لها إنها ازدادت وزنًا .
لاحظت أمه نظرة عمته نحو جسدها فتحفزت ونظرت إليه باستفهام لتتسع بسمته المتسلية:
ـ تقول إن رشاقتك تبهرها .
رفعت أمه أحد حاجبيها:
ـ قل لها إنها باتت عجوزًا .
سعل بقوة ضاحكًا والتفت إلى عمته:
ـ تقول إن ثوبك يروقها .
ضيقت رحيمة عينيها بتشكك:
ـ اسند والدتك جيدًا حتي لا تتعثر وتقع على الدرج.
أشار نحو الدرج ودفع أمه برفق كاتمًا ضحكته:
ـ تقول لك إن جناحك في استقبالك.
تعجبه تلك الحرب الباردة ويود الاستمرار فيها حتى الصباح لكن لابد أن يجد معتصم في هاته اللحظة ويخفف من توتره كما أمره جده..
أوصل والدته وقبل أن يذهب إلى معتصم مر على غرفة منصور، ربما لا يكون مقربًا منه بشكل كافٍ لكنه يهتم لأمره وفي قرارة نفسه شعر بثقل أن يتزوج منصور من زاد ولديه اعتقاد بأنه يقف بينهما بأية صورة،
طرق باب منصورففتحه له بهدوء ولحظة واحدة مرت عليه قبل أن تتراقص على صفحة وجهه أشباح البراري
ومصعب جاء يهادنه بلباقة ويضع نقطة في السطر القديم،
كان ليِّن الملامح فتهكم منصور:
ـ جئت كي تعتذر؟!
ابتسم مصعب بامتعاض مصطنع:
ـ الاعتذار يُكلف ملايين يا رجل.
وابتسم بلطف استشعر منه الآخر سلامة نيته فتنهد:
ـ لماذا جئت إذًا.
ـ جئت كي أبارك.
ومصعب يتعثر في اللغة ولا يفهم العادات أهوج في أحيان كثيرة ولأن نشأته مختلفة فقد هدأ منصور قليلًا
فزفر وأغمض عينيه يأسًا:
ـ العُقبة لك.
وأتمها بسخرية:
ـ يوم تكتفي من الشقراوات.
مطَّ مصعب شفتيه وأشاح بوجهه مغمغمًا:
ـ لن أكتفي أبدًا.
قهقه منصور وصفق الباب في وجهه بعد أن قال:
ـ يحق لك.
وجد الآخر نفسه أمام الباب المغلق فشهق يطريقة درامية وصاح فيه:
ـ أنتَ حقير.
سمعه يهتف من الداخل:
ـ أعلم.
***
ارتحلت الشمس وخيم المغيب
وكانت لحظة بين اندثار النور وسيادة الظلام وقفت صبر بثوبها المغربي الراقي أسود اللون بحوافه الذهبية
أمام نافذتها تشرد بعينيها وسط تلك الغيوم التي
وبمصادفة قدرية تُطابق لون عينيها تمامًا
رمادية قاتمة تخص رجل يجيد السباحة بين الغيوم الداكنة..
اليوم تتزوج زاد رُغم أنها رفضت منصور من قبل
ازدردت لعابها بمرارة، النيران في جوفها تستعر ولا سبيل لانطفائها، تطلعت إلى الانعكاس المشوش لها عبر الزجاج
و تساءلت لماذا لا تحصل على حبها ببساطة ولاسيما أنها تحب بكيانها كله، وليست مثل زاد التي تتمنع وترفض منصور..
شعرت بطيفه حولها وإحساسها به لا يخيب
أخفضت عينيها إلى الأسفل قليلًا
وأصاب قلبها الرعد،
رفع يده يعيد خصلاته النافرة للخلف ثم يرحل
تنفسها تعثر؛ هل احتاج فقط إلى نظرة ؟!
هل اكتفى بها!!
لماذا لا يُكفِّيها شيء في بعده!
بل لماذا أشعل في قلبها النيران وتركها ولم يلتفت!
استندت بكفيها على النافذة فبللتها بتعرقها،
وخزتها العبرات فانحدر من غيوم عينيها المطيرة سيل من الزخات؛ صبرت طويلًا وملّت الصبر سرقت من الراوي قلمه وأعادت السرد خطت أول أسطره من قبل وستذيله اليوم بسطر
أنا صبر
والصبر مذاقه مر..
هبطت الدرج الفخم تحفر خطواتها على سجادته الحمراء وراحت تباشر التنظيم بذهن متقد، حانت منها التفاتة نحو السيدة لبيبة الجالسة على أريكة وثيرة مع بعض صديقاتها في الصالة الرئيسية للقصر،
طل البرق من خلف غيوم عينيها ف قابلته الأخرى بسخرية؛ ف صبر هي نقطة الخلاف بين سيدتي القصر
هي ربيبة رحيمة تعاملها كابنتها وبينها وبين لبيبة ثأر قديم وحرب غير معلنة..
السيدة لبيبة امرأة تُحِّكم عقلها والعقل يقتضي دحر المشاعر وعلة صبر في ذلك القصر هي مشاعرها
عشق
قهر
غضب
وغيرة
والتحدي الأكبر
علو المكانة
وآخر ما تفكر فيه هو شرعية الوسيلة..
***
كانت تراقبه على مدار الأيام الماضية ولاحظت شروده الدائم، ورُغم قربه منها فهو لايبوح بشيء، ما انفكت عن سؤاله عما يؤرقه ولم تتغير إجابته، العمل مُكدس و يعمل بدلًا عن منصور أحيانًا..
يوم الزفاف تأنقت بثوب نبيذي أظهر فتنة قدها، ومؤخرًا باتت تسرقها إليه قدماها، تحب ذلك الشعور الذي ينتابها في حضرته شعور يوازي الشبع حد التخمة؛ يُشبِع أنوثتها تدليلًا كلما قابلها ويضعها تحت الضوء مباشرة فأدمنت موضع البؤرة..
كانت أمها قد حضرت منذ يومين من أجل زفاف زاد واعتزمت على البقاء حتى زواج بيسان أيضًا..
وأعربت لها عن هواجسها فطمأنتها ابنتها بثقة..
خرجت بيسان من غرفتها تتهادى عبر الرواق ذاهبة إليه، طرقت الباب بخفوت ففتح سريعًا رفعت رأسها تطالعه بابتسامة خجول، تطلع إليها ببسمة مشتاقة ثوبها الداكن المتناغم مع حمرة شفتيها القانية زادها فتنة في عينيه،
وتصفيفة خصلاتها الراقية نالت إعجابه لأنها أتاحت له تأمل عنقها البض بحرية، أسدلت أهدابها تخفي سحر نظرتها عنه فانحنى بطوله الفارع قليلًا نحوها:
ـ كنتُ في طريقي إليكِ .
رفعت رأسها إليه باستحياء؛ قربه ذاك يذكرها بقبلاته الشغوفة فتضاعف حمرة وجنتيها خجلًا
ابتعدت خطوة تُقيم طلته وليتها مافعلت، بدا وكأنه رجل لا تقاوم حضوره امرأة..
حلته السوداء الكلاسيكية وجسده الرياضي إضافة إلى خصلاته الفحمية المصففة بتموجاتها الطبيعية الناعمة زادوا من جاذبيته، ونظرة عينيه تدلل أنوثتها فبرغم صرامته مع الجميع إلا إنه يغمرها وحدها بدفء مقلتيه،
هربت بعينيها منه فاقترب أكثر جاهلًا عما يعتريها،
سألها بعقدة حاجبين:
ـ أين بيلا؟
تنهدت قبل أن تجيبه:
ـ تركتها مع روضة كي تهتم بها طوال وقت الزفاف.
ابتسم وجذب كفها ودلف بها للداخل مغلقًا الباب خلفهما قائلًا بحماس:
ـ هذا جيد.
وبالداخل احتوي وجنتيها وتأمل وجهها
فكانت زينته تليق بها، الظلال المخملية حول عينيها أظهرتها كعروس، أحاط وجنتيها بكفيه هامسًا قرب شفتيها بشغف:
ـ ستكونين أجمل عروس.
أسبلت أهدابها وقد نجح في غزو كيانها كله فارتعشت ليبتسم بعبث ،ابتعدت عنه بدلال فقربها أكثر:
ـ إلى أين!
أشاحت بوجهها متذمرة:
ـ أنت لا تضيع أية فرصة.
مال يدلل وجنتها بقبلة ناعمة استسلمت لها قبل أن تسمعه يهمس:
ـ سأختطفك قريبًا.
انكمشت قليلًا فتنهد بقنوط استغربته ومن ثم قال:
ـ بقي القليل فقط حبيبتي.
رفعت رأسها تنظر إليه بتفحص فكان شاردًا بفك متصلب، وجدته قد تبدل سريعًا
ف شعرت أنه يخفي شيئًا ما عنها، ولديه ما يوتره لكنه يحاول التماسك، كل ما فيه ثابت كالمعتاد لكن عينيه ليستا في طبيعتهما ،خفوت بريقهما لفت أنظارها بدا وكأنه يكبت انفعالًا ما لا تفهمه، رفعت كفها الرقيق وقبضت به على رسغه تسأله:
ـ ما بك معتصم ؟لست على طبيعتك..
اتساع بؤبؤي عينيه أكد لها شكوكها
معتصم يخفي عنها شيئًا مهمًا وتعلم جيدًا أنه لن يبوح بتلك البساطة، انحنى يريح رأسه على كتفها وأجفلها حين همس ولفح عنقها بأنفاسه اللاهبة:
ـ متعب كثيرًا وأحتاجك بجانبي.
ارتجف جسدها من هكذا قرب حميمي لم تعتده قط،
لم تبتعد رُغم أن حياءها حفزها لتفعل، لكنها سعيدة بجرأته تلك وتعُدُّها شيئًا جيدًا في علاقتهما،
تحاملت على نفسها ورفعت ذراعيها تعانقه فاستغل الفرصة واحتوى جسدها كله في عناق شغوف متطلب..
انتبهت لنفسها فدفعته بهدوء ليبتعد باسمًا،
ابتعدت قليلًا وعدَّلت ثوبها أمام عينيه المبتسمة لها:
ـ تبدين جميلة جدًا بيسان .
ابتسمت بخجلها المعتاد وهمست:
ـ شكرًا لك.
اقترب مجددًا واحتوي يديها الرقيقة في قبضته قائلًا بتملك:
ـ أريد بعض الدلال.
ومضت في عقلها إشارات تحذيريه لكنها سألته بخفوت:
ـ كيف؟!
أعاد لها خفوت همسها بهمس مماثل:
ـ تأتين إلى غرفتي بعد أن ينام الجميع ولن أخبر أحدًا بذلك.
شهقت وانفرجت شفتاها ذعرًا ولكزته في صدره قبل أن تتركه وتفر هاربة:
ـ أنتَ وقح معتصم وسأخبر جدي بذلك..
وقبل تغلق الباب بعد مغادرتها سمعته يشاكسها:
ـ حسنًا أخبريه الآن حتى يسلمك إليّ بنفسه.
ابتسمت بسعادة غامرة وواصلت الهروب.
ركضت سريعًا ولم ترَ كيف غامت نظرة عينيه بوميض داكن قد حرص كل الحرص على إخفائه عنها..
..
عشر دقائق مرت على معتصم في الدرك الأسفل من الجحيم الذي صنع أكبر نيرانه بنفسه، وبعدها فُتح الباب دون استئذان ،كان مصعب الذي سبقه تبغه، دلف وأغلق الباب، عدّل سترة حلته الداكنة ورمقه بنظرة سوداء:
ـ ماذا هل استيقظ ضمير الوحش؟!
توقف معتصم مكانه يكز على أسنانه، لن يتحمل توبيخًا والآن بالذات، رفع يده أعاد خصلاته للخلف بحدة
قبل أن تتوحش عيناه:
ـ اتركني مصعب.
لم تتغير ملامح مصعب وتقدم منه ساخرًا:
ـ هل تنوي التراجع الآن؟!
رفع معتصم رأسه بوجه متجهم وغمغم من بين أسنانه :
ـ لا!
ارتفع حاجب مصعب وقست عيناه:
ـ لماذا كل ذلك التوتر إذًا؟
زفر معتصم وأشاح بوجهه يشع من عينيه بريق الإصرار:
ـ الأمر لا يحتمل ما تفعله مصعب، لقد حُسم الأمر..
اقترب مصعب من طاولة زجاجية دعس لفافة تبغه في مرمدة خزفية فوقها وهو ينفث آخر دخانها:
ـ جدك ينتظرك في الأسفل، يطلب منكَ أن تُنهي ما بدأته فاليوم زفاف أختك والضيوف قد وصل الكثير منهم.
قالها وصمت يراقبه بيأس فقد تم إشعال شرارة الحريق ومابيد الجميع سوى مراقبتها تندلع وتتعالى ألسنتها..
زم معتصم شفتيه قبل أن يزفر باحتراق:
ـ حسنًا سأفعل..
مد مصعب إليه علبة تبغ بنظرة قاتمة فابتسم معتصم بقسوة:
ـ هل الماريجوانا جيدة في تلك الحالات؟
ضيق مصعب عينيه:
ـ لا أعرف لكن جرب بنفسك!
ابتسم معتصم بتثاقل:
ـ دعها ربما أحتاجها فيما بعد.
قذفها على أقرب مقعد وانصرف بلا حروف فتبعه معتصم بملامح صلبة وجسد مشدود..
هبط الدرج خلفه وذهب إلى مجلس جده الذي تبادل معه النظرات المبهمة واستقبل ضيوفه
مرتديًا حُلة الملك كما اعتادوا منه كأكبر أحفاد الحاكم..
***
رحيمة لم تكن أقل توترًا من معتصم لكنها مثله تماسكها يجب أن يُدَّرس، حتى مصعب تعجب هدوء ملامحها وبشاشتها في استقبال ضيوفها من النساء
اخترق القوانين كالعادة ودلف من الممر المحظور على الرجال في ليلة كتلك أبلغتها إحدى الخادمات بوجوده في الرواق فتركت النساء في القاعة وخرجت إليه مبتسمة باتساع وكأن كل شيء بخير، رد لها ابتسامتها أيضًا وكأن كل شيء بخير بالفعل، سألته عن معتصم فأجاب بهدوء ملامح:
ـ ذهب منذ قليل كي يُحضر زاد.
هزت رأسها بتفهم وأشارت بعينيها للداخل :
ـ اخترت لك عروسًا مناسبة .
تطلع حيث تشير فرأى إحدى الفتيات جالسة بترفع، أمعن النظر فيها وتجاهل وجهها، جسدها لفت انتباهه
تخيلها في غلالة سوداء
تجمعت الخواطر في رأسه
واحدة
اثنتين
ثلاثة
و....
توقف عن التخيل ونظر نحو عمته بعدم رضا :
ـ ليست نوعي المفضل.
تأففت عمته وأشاحت بوجهها لداخل القاعة وعادت تُشير:
ـ وتلك!
تفحصها قليلًا ممتلئة الجسد بشكل مُرضي لكن وجهها بريء بشكل مُغيظ، وهولا يناسبه الأمر
ماجن وبريئة
قصة موازية ل وحش وجميلة ساذجة
وتلك القصص لا تثيره قيد أنملة، زفر برفض فالتفتت إليه بحاجب مرفوع فتهكم:
ـ هل آذوكِ في شيء؟
كتفت ذراعيها أمام صدرها:
ـ لماذا؟
ضيق عينيه بمكر :
ـ تعرفين لماذا..
هل ترضين بأن تُطلَّق تلك البريئة بعد عدة أشهر؟
التوي ثغرها وسألته بمكر:
ـ وهل سيسمح سليمان زايد بذلك؟
وهي محقة جده يجهز له فخًا وينتظر منه خطوة واحدة من اختياره ومن ثم يحكمه حول عنقه عاود النظر للداخل بتلصص وقح فلكزته في كتفه فضحك بقوة :
ـ لذلك لن أعطيه الفرصة..
قالها واستدار يودعها سأذهب الآن
أومأت له بتفهم وعادت أدراجها إلى ضيوفها
***
أنَّى لزهور الروح أن تينع وأنهار القلب قد جفَّت؟!
ألبسوها ثوبًا للزفاف قد حيك من أجلها خصيصًا،
مبهر يخص إحدى الأميرات بياضه كالثلج ورونقه آسر
ما إن مسَّ قماشه جسدها حتى اجتاحت عينيها ثورة عارمة، ثورة تُشبه فوران البُن في دلَّة قهوة فوق اللهب..
تجلدت حتى تبقى ثابتة دون هروب
ماذا لو هربت اليوم
هل ستكون تلك التي هربت من أجل سراب؟!
ماذا لو انتهت
تلاشت
أو أُزهقت روحها قبل أن تقترف أكبر آثامها؟
أحكموا الثوب حول جسدها وتولت الكفاح حتى تلتقط أنفاسها، منصور يستحق الأفضل وستكون الأفضل من أجله..
مر وقت طويل بين لمسات من خبيرة تجميل على وجهها
وأيضًا تساءلت
هل الزينة تمحو تشوهات الأرواح؟
أنهوا طلتها بحجاب أبيض مثل الثوب، نهضت تتطلع لانعكاس صورتها في المرآة، رفرفت بأهدابها
من تلك!
عروس لا ينقصها شيء تسمع صيحات الإعجاب من حولها، خبيرة التجميل ومساعدتها وبعض الوصيفات،
هي في الحقيقة لم تعرف نفسها إلا من نظرات عينيها
أجل تلك المقتولة تخصها..
طرق خافت على الباب أخرجها من اشتعال أفكارها،
تفرقت الفتيات من حولها وفُتح الباب ليطل منه معتصم بشموخ متأصل فيه
تركتهما الفتيات وعبرن الباب وانغلق خلفهن،
وقفا متناظرين بأعين تعرف هول ماهي مقدمة عليه،
لكنها أصرت على تذكيره بلذوعة انسابت من بين حروفها:
ـ هل أنتَ مُدرك لحجم الخطيئة؟!
تقدم صوبها بتؤدة واحتوى رأسها بكفيه مقبلًا رأسها ابتعد قليلًا يهمس قرب أذنها:
ـ اخفضي صوتكِ أختي، آذان الحوائط تتلصص.
زفرت زفرة ثقيلة فأردف ببأس:
ـ ثمة خطايا اقترافها واجب!
سمع اصطكاك أسنانها قبل أن يعتدل ويواجهها
وتلك اللحظة كان سطح القهوة في عينيهما متماثلًا في الغليان..
سألته بتصلب أحداق:
ـ متى ستجيب سؤالي القديم.
سكنت عينيه الوحشية فغمغم من بين أسنانه:
ـ لقد طويت الصفحة.
عاندته بإصرار:
ـ يحق لي معرفة كيف طويتها.
قبض على كتفيها بقسوة ولولا المكان والميقات ل كانت سمعت منه صياحًا يهز المجرة لكنه سيطر على انفجاراته وهمس مُحذرًا:
ـ لا تنبشي القبر مجددًا.
أطبقت شفتيها بقوة قبل أن تحدق في وجهه وتسأله:
ـ وما ذنب منصور؟
ارتفع حاجباه بشكل طفيف ثم عادا مكانهما وتنهد:
ـ يحبك.
قالها بتأكيد ومن ثم ضيق عينيه وسرد الحقيقة الأهم:
ـ وتحبينه.
ضحكت بخبال تدير رأسها في كل اتجاه:
ـ أجل والحب لابد وأن ينتصر!
زفر بغضب وغمغم من بين أسنانه:
ـ زاد ، زوجك ينتظر في الأسفل .
وهز رأسه بمهادنة سطَّرتها عيناه بلين:
ستهبطين الآن معي وتبدأين حياتك مع منصور ولن نتحدث في تلك الأمور ثانية..
تنهدت بعجز، مع كل الأسف كل ما تهذي به الآن قد انقضى أوانه، روحها تعاني احتضارًا وبقايا ضميرها يعربد،
طأطأت رأسها لبعض الوقت فأمهلها حتى تستجمع رباطة جأشها وترفع رأسها تدريجيًا وتغمغم:
ـ هيا أخي لنهبط .
..
وفي الأسفل أوصلها إلى قاعة الاحتفال الخاصة بالسيدات، لم يلتفت نحو بيسان التي كان تراقبه من جلستها بجوار والدتها وبعض النساء، صلابة ملامحه أرجفت أوصالها، اندهشت من تجهم هيئته في يوم كهذا.
وعن العروس فأخذتها أمها من يد أخيها ودلفت بها إلى الداخل، أجلستها في موضع مُخصص لها وانهالت عليها المباركات، افتتحتها السيدة لبيبة والدة منصور ببشاشة وأهدتها حُلي عتيقة تخص العائلة،
كانت زاد في جلستها صامتة منعزلة
حافظت على الثبات المطلوب حينها،
كلما تأججت في رأسها الأفكار واشتعلت أخمدتها بأعجوبة..
ناولتها إحدى الخادمات كوبًا من العصير ووقفت أمامها تشجعها كي تتجرعه ففعلت عله يهدئها قليلًا وأعادت إليها الكوب فارغًا فابتسمت لها بلباقة ورحلت،
مر الوقت ثقيلًا حتى حانت اللحظة ودلف إليها منصور
تقدم صوبها لتشتعل الأجواء حولهما فنهضت تقف أمامه مُطرقة الرأس، قبَّل رأسها أمامهن فشهقن إعجابًا، تأملها قليلًا فازدهر مرج عينيه الداكن واشتعل خُضرة،
كانت تبدو كأميرة بثوب أسطوري تشبه هؤلاء الأميرات اللاتي يُهدين للملوك..
ساعدها لتتأبط ذراعه واختطفها من بينهن
وفي الخارج انطلقت الأعيرة النارية تصم الأذان احتفالًا ب عرس ثاني أحفاد الحاكم الذي سبق أولهم وظفر بالأميرة الصغيرة..
..
عزمت على أن تكون له كما يحب ويتمنى والرهبة سكنت قلبها ما إن دلفت بصحبته إلى جناحهما الخاص، منحها طمأنينة بقبلة دافئة على جبينها واحتواء متملك لكفيها بعدما أغلق الباب بهدوء، ارتدت للخلف فابتسم لها بسعادة ولم تغفل نظرة الظفر الذي يسبح بين أروقة الغابة في عينيه، أدارها ودفعها برفق كي تتخطى الممر وغرفة استقبال بالطريق حتى وصلت إلى غرفة النوم الفسيحة المفروشة بعصرية متناقضة مع طراز القصر، ذوقه هكذا بسيط وهادئ، رفع ذقنها بأناملها وابتسم بعذوبة ل عينيها:
ـ هيا استعدي للصلاة.
اليوم سينسى كل شيء، سيُنحي عن رأسه كل فكرة قد تبعده عنها، شجعها بنظراته الرائقة، وحينما جاءها العون بتشجيعه هرعت إلى غرفة تبديل الملابس بتعثر فكان خلفها مباشرة يأسر خصرها ويقربها من صدره فشهقت بذعر أدهشه قليلًا، همس قرب أذنها بحرارة:
ـ لا تتأخري زادي .
أومأت ببطء فحررها، عادت بعد وقت قصير بمئزر صلاتها ووجهها الوضَّاء دون مساحيق تجميل،
نهض من جلسته المسترخية على مقعد ضخم قرب الفراش الوثير، ابتسم لها بحب وتركها دون كلمة ودلف إلى غرفة التبديل قرب الحمام، خرج بعد ذلك بملابس بيتية وخصلات ندية ،أمَّها في الصلاة وانتهى يستدير إليها بهدوء ،أجفلت عندما أراح كفه على رأسها وأغمضت عينيها حين سمعته يبتهل بخفوت، انتهى وأسند كفيه على الأرض وراح يتأملها مبتسمًا، فتحت عينيها ببطء فقال بصدق:
ـ أنارتِ قلبي حبيبتي .
أطرقت بخجل بدا له اكتمال هالة قُدسيتها،
سألها بهمس هادئ:
ـ هل ستبدلين ملابسك؟
أومأت بارتجاف وهربت من عينيها، نهضت تتركه خلفها يراقبها بابتسامة ماكرة وخيالات ماجنة اعتزم على تحقيقها كلها تلك الليلة..
في داخل غرفة التبديل كانت تماطل وما انفكت تذكر نفسها مئات المرات أن هذا منصور زوجها وكل ما ينويه هو من حقه، جلست على مقعد قرب الحائط الذي أسندت رأسها عليه بجمود، نظمت أنفاسها الثائرة وابتهلت كي تظل ثابتة، تعلم أنها حتى لو قضت عمرها في تلك الجلسة فالنهاية واحدة..
خرجت بعد ساعة كاملة من انتظاره بالخارج
ترتدي مئزرًا حريرًا بياضه راقيًا مُحتشمًا إلى حد أغاظه، تُحكِم ربطه جيدًا وأكمامه طويلة وبالطبع كان طويلًا جدًا يتخطى كاحلها، خصلاتها الطويلة كانت مرفوعة قليلًا وتنساب بنعومة على ظهرها،
لم تتقدم كثيرًا ولاحظ احتقان وجهها،
بدت وكأنها تكز على أسنانها بشكل ملفت
تقدم صوبها وبداخله تتناضح الخواطر،
يعشقها بحق ويريد الترفق بها
وفي ذات الوقت يريد دمغها به وإثبات ملكية لا تقبل مفاوضة، ضمها إليه في احتضان طوقها بشغفه
واقترب
اقترب كما يفعل العاشقون
يغرقها ببحر شوق تخطى الحدود،
وكانت هي في حضرة رجل شغوف يلتهمها بشراهة
بذلت كل ضغط ممكن حتى تهدأ ،حد الهمس باسمه مرات عديدة تُذكر نفسها بهويته علها تستجيب دون مقاومة..
ومن داخلها انبثق رفض لم تحتمل ترويضه فأجفلت بشكل مبالغ فيه وتصلب جسدها ،تشنجت كلها في أحضانه،
لم يصل الرفض إلى لسانها وحالها كان أبلغ شيء،
لكنه كان قد وصل إلى حيز اللارجوع،
لم يترفق ولم يبتعد وعاند وامتلكها دون روية
والتتمة كانت كارثة



بركة من الدماء لوثت فراشه ونحيبها صم أذنيه
وهلع سكن ملامحه
وصمت لم يطل كثيرًا
قبل اندلاع حريق جديد..

انتهى الفصل

قراءة ممتعة💙🥰


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-20, 12:14 AM   #46

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

وااااو الفصل رووووعة حبيييييت كتييييير
والتشويق كل ما عماله بزيد بس النهاية دماااار
تسلم اديكي ياا رب 😍😍😍😍


Duaa abudalu غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 12:10 AM   #47

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
اسوء حاجة هى لحظات الضعف والحيرة والتردد

زاد ضعيفة بذنبها الغير معروف محتارة فى مشاعرها بين مصعب ومنصور متردده فى اختياراتها ودا اللى موقعها فى الغلط

الاسوء انها بتحب مصعب الحقير الخبيث المتلاعب

بجد انا ماكنتش عارفه بشخصيته دى ياعنى متجوز كازيا اللى فاهمه انها فى يوم هتخلف منه ومقضيها مع جود واكيد غيرها كتير .. طيب عايز ايه من زاد وليه علقها بيه

هل دا انتقام من العيلة عشان يرجع بدل ما هو بالنسبة ليهم هجين

منصور فقد الثقة فى زاد وحاسس ان الموضوع مع مصعب مش سهل

بيسان علاقتها بمعتصم فى تقدم ربنا يستر عليهم

معقول عزة وسهيل متجوزين فى السر عشان تنتقم من عمها ومراته

الفصل جميل جدا تسلم ايدك
الله يسلم قلبك 😍😍😍
الفصا اللي بعده وضحت علاقةزاد ومصعب


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 04:19 AM   #48

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اى مصيبة بتحضريها ياسموره اعترفى

مش مرتاحة لمعتصم وتصرفاته ليه الغموض وكلماته مع مصعب المبطنة دى معناها ايه

وايه الحريق الجديد انتى منصور مزعلك فى ايه عشان تنكدى عليه كدا
بالرغم من وقاحة مصعب الا انه كان ظريف اوى وهو بيترجم الكلام بين امه وعمته على مزاجه

عزة اتمنى تلاقى الحب الحقيقى فعلا وتبعد عن عمه وزوجته اللى بيسودو حياتها
تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 12:55 PM   #49

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


طوق من جمر الجحيم ..

فصل مثير في غموضه واسراره وكل ما امسك طرف الخيط يفلت ..😎😎😎
لكنه مشوق للقادم ..
اولا مصعب وهو في المنتصف ما بين والدته وزوجة عمه رحيمه ..كان تحفة وهو يقول لكل واحدة ما تريد ان تسمع لا ما تقصده في نيتها ..

فرح منصور وزاد تم وتفعل ولكن هناك حريق شب والله يستر من ذلك الحريق والقفة الشريرة 😈😈😈

معتصم ويدور حوله الكثير من الغموض وهناك شئ خفي خلف كلماته ومصعب ..
علاقته ببيسان غير مريحة ..

اما عزة ذهابها الى صديقة والدتها فهناك شئ ايضا من تلك الزيارة ..
لم نعرف بعد ما خلف ذلك الباب وعلاقتها بسهيل .. وقصة عمها سارق حقها ..

اتمنى ان يكون هناك اجابات في الفصول القادمة لما يحدث من غموض وخفايا ..
سلمت يمينك ..
حبيت الاحداث وغموضها المشوق ❤❤❤❤


منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 03:04 PM   #50

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

على فكره يا سمر انت بتحمرقي 😒
يعني مصعب كان بيحاول يحميها وبس يعني لو اتجوزها وانطلقت هتبقى مستريحه لأنه مجرد صديق وعارف علتها
ومنصور يا مفتريه مخلياه كبش فدا لايييه بالظبط

يادهوي 🤨لحسن يكون ايلي حصل قبل كده وسمعه منصور كان بالاتفاق بين الجد ومعتصم ومصعب 🤔
مش مسامحاك يا سمر وتعاليلي هناك مستنياك اعضك😡


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.