آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          376 - الزوجة العذراء - ماريون لينوكس (الكاتـب : monaaa - )           »          372 - هروب إلي ناره - ميلاني ميلبورن ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          31- المسافرة الى الحرية - ماغ وسغات - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-21, 02:53 AM   #281

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء المغربية مشاهدة المشاركة
مرحبا بكم اود فقط ان اقول انها رواية رائعة بحق استمتعت بكل كلمة و كل حدث ادمنتها منذ قرائتي لاول سطورها قرأتها في ظرف يومين 😅😅انجز واجباتي المنزلية بسرعة و اوصل اطفالي للمدرسة لاعود اليها بسرعة هناك روايات تتمنى ان لا تنتهي ابدا و هذه الرواية واحدة منهم شكرا للكاتبة على روعة اناملها شكرا من القلب محبة لكي من الان من المغرب 🥰🥰🥰🇲🇦


حبيبتي اهلا بكِ واحلى تحية للمغرب❤️❤️❤️❤️ سعيدة جدا جدا برأيك ربنا يسعد كل ايامك 😍❤️❤️ واتمنى الفصول الجايه تنال اعجابك ❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-21, 02:54 AM   #282

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
الفصل روووعة تسلم ايدك
فريال واخيرا وجدت نفسها وعم تحاول تعيش الحياة بكل أمل مؤمن ان شاء الله راح يكون عوضها وعيي بنفس الوقت دعم وعوض الو بس ياترى الخب القديم لسى موجود بقلبو
سراب حامل اخلى خبر راح يدعم.من امانها وحبها ايهم فعلا نعم السند
جسار اخ ولا اروع بتمنى تكون اختو فعلا تعافت وترجع لبنتها وتعوضها كل الأيام الماضية
شهد حنان اياس مع كلام همسة انشالله راح يخليها تعيد تفكيرها بالانتقام وتعرف انو الذنب ذنب ناحي والدهاابدعت تسلم ايدك يارب


حبيبة قلبي ومشجعتي الدائمه يسلملي رأيك دايما يارب واتمنى الجاي يعجبك اكتر واكتر 😘❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-21, 03:08 AM   #283

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

روووووووعه تسلم ايديك حبيبتي ❤
يا ترى جسار خايف او قلقان من اخته ليه 🤔🤔
فرحت جداااا ان ايهم هو هلال 😍😘
وسعدت ان سراب اعترفت له عن ماضيها بالرغم من انه قالها انه ماض 😍😘❤ عايزه اشوف وش هبه 💃💃💃😂😂😂😂😂😂
مبااااااااااارك يا قمر تميز الروايه تستاهلي كل خير 🌷🌼🌻🌺🌹💐


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-21, 03:39 AM   #284

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
روووووووعه تسلم ايديك حبيبتي ❤
يا ترى جسار خايف او قلقان من اخته ليه 🤔🤔
فرحت جداااا ان ايهم هو هلال 😍😘
وسعدت ان سراب اعترفت له عن ماضيها بالرغم من انه قالها انه ماض 😍😘❤ عايزه اشوف وش هبه 💃💃💃😂😂😂😂😂😂
مبااااااااااارك يا قمر تميز الروايه تستاهلي كل خير 🌷🌼🌻🌺🌹💐


حبيبتي الله يبارك فيكي تسلميلي يا قمر ❤️❤️❤️ وسعيدة جدا برأيك واتمنى الجاي يعجبك يارب 😍❤️❤️
جسار خايف من جلنار بسبب موقفها السابق مع تميمة يوم عيد ميلاد ريما


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 04:51 PM   #285

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الحادي والثلاثون "

"ربما تهدينا الحياة اضواء في اخر النفق"
والحياة اهدتها حياة اخرى.. روح جديدة مفعمه بالامل، تخرج رأسها من نافذة السيارة، ترى الاشجار التي تتراقص على انغام الهواء، والورود التي تتمايل مع طنين النحل، البسمات التي ترتسم على الوجوه جميعها، وربما بعض العبوس الذي تفرضه علينا متاعب الحياة، ولكن عيناها لم تعد ترى سوى الجمال
تستنشق الهواء المعبق برائحة عوادم السيارات.. الا انها تشعر به في انفها كأروع الروائح والمسمى بعطر الحرية.. كذاك السجين الذي خرج لتوه من السجن
وكان هذا درسها الذي تعلمته مؤخرا.. يكفيها ما مرت به.. يكفيها انانية وعدم مسؤولية، يكفيها ما جنته يداها من ظلم لمن حولها قبل نفسها.. والان تعود بهذا القلب النقي كيوم ولدتها امها
تشعر بحلاوة كل شيء حولها كأنها المره الاولى.. الحياة جميلة بحق، والله يعطي لمن يصدق في توبته افضل مما دعاه
وهي اقتربت ببطئ خجول وسرعان ما شعرت بالسكينة فهرولت كي تفوز
داخلها تقول يارب طوال الوقت.. تغمض عيناها بسكينة وهي تنظر لما حولها وكأنها تستكشف المزيد من النعم
ما ظنته نقمة.. كان في باطنه نعمة
الحمد لله
همست بها بهدوء بعد ان ارتاحت برأسها على مقعدها فنظر لها جسار بإبتسامة فخورة
لم تخيب جلنار ثقته
عادت له الاخت القديمة
لا يدري لماذا فعلت ما فعلته ولكنه سيعلم قريبا.. الان فقط يريد قربها والاطمئنان عليها

- لقد اشتقت لريما حقا.. لماذا لم تأتِ معك؟
اختلس النظر لها قائلا
- انها تخاصمك، لانكِ لم تحدثيها طوال فترة سفرك
اكتسى وجهها بالالم وهي تجيبه بذنب
- لقد سافرت منذ وقت طويل جدا يا جسار، ولا ادري حقا.. هل فات الاوان ام انه يمكنني اعادة شيء
- ‏بيديكِ كل شيء يا عزيزتي، وريما طفلة تحتاج إلى رعايتك وعطفك.. اغدقي عليها ما فاتها في السابق ولن تتذكر اي شيء سوى ما تودين غرسه بداخلها الان
لمعت عيناها بالدموع وهي تجيبه
- لقد بخثت حقها فعلا.. اشعر بالخزي من امومتي التي انعم الله بها علىّ، غيري يتمنى ظفر طفل وانا كنت اضيع طفلتي
نظر لها بشفقه واضحة.. ولكن سعيدة، لقد عادت جلنار حقا.. ذات القلب النقي والحس المرهف التي يعرفها
ربت على كفها المسترخي على قدمها قائلا
- كنتِ يا جلنار، الان يمكنك تغيير كل شيء

انتبهت لخاتم خطبته فحدقت به قائلة بهدوء
- خاتم مميز
- ‏كـ تميمة
- ‏هل تحبها حقا؟
تسأله بخجل وهي تعتقد انه تورط بها بسبب ما فعلته في تلك الليلة، تلك الليلة التي غيرت مجرى حياتها.. اجابها بإبتسامة عاشقة
- لم احب قبلها
ابتسمت لابتسامته وهي تربت على كفه
- مبارك يا اخي
امسك بكفها ورفعه ليقبل ظاهره قائلا برجاء
- امنحيها فرصة يا جلنار.. ان كنتِ تحبين اخيك وريما
- ‏وما دخل ريما ؟
تسأله بحمية زائدة وقد تسربت إليها بعض الغيرة ليتنهد قائلا وقد علم ما تكبته من نبره صوتها
- انها معلمتها قبل كل شيء.. يكفي انها لم تتركها في اختباراتها، تشجعها دائما، لم تتركها يوما اثناء ذهابنا للطبيب
سألته جلنار بذهول
- هل ذهبت ريما للطبيب حقا ؟
- اقنعتها تميمة
تأفأفت جلنار في جلستها قائلة
- تميمة، تميمة، تميمة.. حسنا علمنا ان الفضل كله لتميمة
نظر لها جسار نظرة اخرستها ليقول بتوعد
- من يحزن تميمة يحزنني يا جلنار.. والان هي تنتظرنا مع ريما في المنزل، ارجو ان يكون استقبالك لها جيدا بإعتبارها زوجة اخيكِ
نظرت جلنار امامها قائلة بجفاء
- لقد احضرت لها هدية
وهنا ابتسم جسار غامزا اياها بشقاوة
- هذه هي اختي التي اعرفها.. صاحبة اجمل قلب
لتتظاهر بعدم الاهتمام وهي تولي وجهها للجهه الاخرى وداخلها يلهج بالحمد ان منحها الله اخا كهذا

____________

وقفت تميمة بجوار كرسي ريما المتحرك في وسط الحديقة.. تنظر إلى ملامحها الهادئة، بها لمحة حزن عميقة فتتت قلبها على تلك الصغيرة.. اتصلت منذ دقائق بجسار واخبرها بقدومهم في الطريق لذلك فضلت استقبالهم لها هنا.. جلست القرفصاء امام ريما، ممكسه بكفيها وهي تضغط عليهما برفق قائلة
- يجدر بكِ السعادة، والدتك قادمة؟
ردت ريما بملامح حزينة وهي تنظر لعينيّ تميمة
- ولكنها لم تحدثني منذ سافرت، بل لم تودعني في الاساس.. هل انا سيئة لهذا الحد؟
ترقرقت عيناها بالدموع واحداهن انحدرت على وجنتها لتمسحها تميمة مؤكده بحديث قالته سابقا
- ربما للامر ابعاد لا نعلمها، لا يوجد احد يحبك مثلما تفعل والدتك ولكن ربما تجبرنا المواقف على شيء لا نرغبه ووالدتك ربما اجبرت على ذلك
رمشت ريما عده مرات بغير استيعاب قائلة
- وما هو هذا الموقف

وقبل ان ترد تميمة سمعا بوق السيارة فوقفت تميمة بينما إلتفتت ريما لسيارة جسار القادمة وهي تتوقف على بضع خطوات منهما وتترجل جلنار من المقعد الامامي المجاور لجسار
عيناها لا تبصران شيء سوى ريما الجالسة على كرسيها، ملامحها حزينة ونظرة عيناها متلهفه رغم تصنعها الخصام مكتفه يديها امام صدرها وهي تزم شفتيها ممتنعه عن الحديث حتى توقفت امامها جلنار.. ركعت على ركبتيها امامها دون الاكتراث لبنطالها غالي الثمن.. عيناها مغرورقتان بدموع الندم المخالط لاشتياق مزق قلبها وهي تندفع لاحتضان فلذة كبدها
قطعة قلبها المفقودة.. الان تشعر بالاكتمال وريما بين احضانها، ريما التي انفجرت في بكاء مرير وهي تستلذ بذاك الحضن الدافئ مما دفع الدموع لاعين جلنار وتميمة الواقفه.. ترتجف شفتيّ جلنار دون ارادة بتأثر وهي تضغط ريما لاحضانها حتى اوقعتها من على كرسيها لتجلسها على ركبتيها.. اختناق مؤلم حدث لحلقها وهي تبتلع غصه مريرة، كيف كانت بهذا الجهل.. كيف حدث هذا واعمتها انانيتها عن رؤية ابنتها
اخذت تشم رائحتها الطفولية ويداها ترتخيان عنها رويدا رويدا حتى نظرت لوجهها وبدأت في تقبيله وريما ترتجف في احضانها
واخذا يحتضنان بعضهما مره اخرى بشوق بالغ

بينما كانت زوجان من الاعين تراقبهما بتأثر.. مسحت تميمة وجهها من اثر الدموع وهي تستشعر قربه من اذنها ومن ثم همسه القائل بخبث
- اود احتضان احداهن هكذا
نظرت له بطرف عينها وهي تنهره قائلة
- تأدب يا جسار
- ‏عشرة ايام ولن اصبح مؤدبا على الاطلاق
نظرت له ببراءة قائلة
- وما الذي سيتغير بعد عشرة ايام؟
- ‏سنتزوج
حمحمت بحنجرتها وهي تهمس
- لم تنهي امي فستان زفافي.. انها تحتاج لاسبوع اضافي
همس بوقاحة
- لا نحتاج لفستان زفاف اذا
احمر وجهها بشدة وضربت كتفه بقوة فتأوه وهو يضع يده على ذراعه قائلا بألم
- يدك ثقيلة
- ‏كُف عن الوقاحة ولن تجربها مره اخرى

وقبل ان يجيب كانت تعتدل جلنار في جلستها وهي تحاول وضع ريما على كرسيها فساعدتها تميمة واجلستها معها لتمد يدها لجلنار الجالسه ارضا.. نظرت جلنار ليدها الممتدة بصمت وهي تدقق في وجهها الصبوح الخالي من اي مستحضرات، حجابها البسيط وثوبها الانيق المحتشم، نظرت لها بصمت ومن ثم لاخاها الوسيم.. هل يشبهان بعضهما ام انها تتوهم، وضعت كفها في يد تميمة التي ساعدتها على الوقوف لتشكرها جلنار بخفوت فقالت تميمة
- حمدا لله على سلامتك
شكرتها جلنار مره اخرى واردفت
- مبارك الخطبة التي لم احضرها، ولكن سنعوضها في الزفاف
- ‏بارك الله فيكِ، نعم.. بالطبع.. نعم
لا تعلم تميمة سبب توترها ولكن نظرات الاخرى تشعرها بشيء خاطئ.. ومخيف

وضع جسار يده على كتف اخته قائلا بسعادة
- مرحبا بعودتك يا جلنار.. انرتِ المنزل
قبلت جلنار وجنته بهدف غيظ تميمة الواقفه وقد كانت حركات جلنار مكشوفة لها ولم تعرها اي اهتمام على عكس جسار الذي همس بالقرب منها
- هل هذه هي الفرصة التي تعطينها اياها ولنفسك
- ‏نعم.. فرصتي ضئيلة في البداية وستتسع مع الوقت ان اثبتت استحقاقها
هز جسار رأسها دون تعليق وهو يسمع رنين هاتف تميمة التي فتحت وردت على والدتها وما ان انهت المكالمة حتى قالت بهدوء وابتسامة صغيرة
- حمدا لله على عودتك مره اخرى
واردفت وهي تنظر لجسار
- علىّ الرحيل الان.. امي تنتظرني في السوق لشراء بعض الاشياء
- ‏ألن تتناولي الطعام معنا
كان هذا سؤال ريما وهي ترفع عيناها لها فردت تميمة وهي تعبث في شعرها
- يوم اخر يا عزيزتي
- ‏ألا يمكن لهذا الامر ان يتأخر قليلا حتى نتناول الغداء
قالها جسار وهو ينظر لها برجاء فهزت رأسها نفيا قائلة
- لا.. يوم اخر ان شاء الله، الى اللقاء
- ‏انتظري هنا.. سأوصلك
حاولت فتح فمها للاعتراض فرفع كفه امامها بقول صارم انه سيوصلها.. سارت امامه الى سيارته وهي تستلقي في مكان جلنار التي اتخذته منذ قليل وتبادلت معها النظرات المبهمة وظلا هكذا حتى انطلق جسار بسيارته.. تاركا جلنار خلفه وهي تحاول، تحاول بكل جهدها اعطاء فرصة جديدة لعلاقة ربما عليها المحاولة فيها من جديد

____________

- واحده اخرى فقط يا جدتي
كان هذا رجاء سراب الحاني وهي تضع ملعقة الحساء امام فم جدتها.. كم تشعر بالتقصير اتجاهها وقد ألتهت في مشاكلها وحياتها الجديدة، ذاك اليوم حينما اتت لجدتها في السيارة شعرت انها ماتت بعدد كل ثانية استغرقها طريق وصولها.. لم يعد لها في هذه الدنيا سوى جدتها بعد موت والدتها وقد كان والدها المتجبر يمنع زيارتها فتخطتفها والدتها بضع مرات كل بضعه ايام كي يرونها معا.. هي الرائحة الدافئة المتبقيه من والدتها
هي جميع اهلها.. لا يمكنها حقا ان تتخيل حياتها بدونها، ربما تصمد في بعض الاوقات من اجلها، لانها فقط تعلم ان جدتها حية.. وان حدث شيء سترتكن على صدرها وستبثها الاخرى الصبر والامل كعادتها

إلتهمت جدتها الملعقة بغير شهية وهي تقول بوهن
- رجاءًا لا تضغطي علىّ يا ابنتي، لقد تناولت ما استطيع تناوله
اومأت لها سراب قائلة بحاجب مرفوع
- اصبحتِ تتدللين يا جدتي
ابتسمت جدتها وهي ترد بهدوء
- لذلك عليكِ تركِ لتدللي شخصًا اخر، اذهبي لبيتك يا ابنتي
تصنعت سراب الحزن مقوسه فمها للاسف قائلة بعتاب
- هل مللتِ من حفيدتك بهذه السرعة
- ايتها المشاكسة انتِ تعلمين انني لا امل منكِ مطلقا ولكن زوجك يحتاجك بقربه ولن يصرح بهذا، يكفي هذان اليومان وسأتناول دوائي جيدا بعد ذلك ولن اتكاسل
وضعت سراب كفها على قلبها وهي تقول بحنين للماضي
- وعد
فعلت جدتها مثلها وهي تردد
- وعد
ومن ثم سألتها بمكر
- وكيف حال قلبك يا ابنه قلبي؟
- ‏حفيدة قلبك ولست ابنته
تقولها بشقاوة وهي تتجاهل السؤال بخجل لتقول جدتها
- اجيبي على سؤالي يا بنت
تنهدت سراب.. تنهيدة راحة، وصول بعد طول عناء في طريق شائك
- انه بخير.. وفي افضل حال يا جدتي
- ‏فليطمئن الله قلبك يا حبيبتي
وقبل ان ترد سراب سمعت صوت رنين جرس الباب فقالت جدتها بإبتسامة متسعه
- لقد حضر الطيب عند ذِكره

احمرت وجنتيها وهي تخرج من غرفة جدتها وتسأل عن الطارق فهذا موعد عمل أيهم ليصلها ابغض صوت على قلبها.. صوت هبة
وضعت سراب وشاحها على رأسها وهي تتجه صوب الباب.. فتحته ليطالعها وجه هبة الكريه وهي تمضغ علكتها بطريقة مستفزة وحجابها يتراجع الى منتصف رأسها واضعه على وجهها زينة مبالغ فيها كما كانت عباءتها المطرزة بذات المبالغة
- لقد جئت للاطمئنان على جدتك فور معرفتي
تقولها هبة بعشم زائد متجهه إلى الداخل لتقف سراب امامها قائلة ببرود
- جدتي لا تستقبل الزوار الان.. كما انها نائمة
- ‏حقا
ومطت هبة شفتيها وهي تهمس
- انا اعلم انها مستيقظة ولكن على راحتك وسأخفض صوتي كي لا تسمع.. ماذا فعلتِ اذا في المال
رفعت سراب حاجبيها قائلة بشجاعة
- اي مال ذاك.. انا لن اعطيكِ قرشا واحدا
- ‏اذا سأفشي سرك الصغير
تقولها هبة بحاجب مرفوع فأجابتها سراب بفتور
- اذا سيقطع أيهم كل سبل الترفية التي تعيشين فيها الان
ودارت سراب حولها مردفه
- لن تذهبي لصالون التجميل ذاك.. لن ترتدي وتأكلي ما لديكِ الان
وهمست بصوت خفيض قرب اذنها
- ولن تجدي المال لتذهبي لتلك الدجالة
انتفضت هبة في وقفتها بأعين مذعورة.. مندهشة وهي تقول بتوتر
- اي دجالة تلك، انتِ تخرفين
رفعت سراب كتفيها بجهل قائلة بينما تقف امامها بتحدي
- واحده بواحده.. ان تحدثتي سيكون هذا نهاية كل شيء تعيشين به من خير زوجي وسأفضحك لدى الجميع وسيعلمون عن تلك الدجالة
شعرت سراب بالامتنان لتلك الجارة التي حدثتها اثناء زيارتها بالامس عن تداول حديث بين ثرثرة النسوة وهو عن تلك الدجالة التي تذهب لها النساء طلبا لشيء يردنه وهمست لسراب اثناء ايصالها للباب ان زوجها قد رأى زوجة والدها وهي تخرج من هناك
- ‏اي دجالة تلك.. انتِ تخرفين، والان والدك يعمل يا عزيزتي واعيش من خيره
صدر عن سراب ضحكة ساخرة وهي تقول
- ابي الذي ينفث الارجيلة ليل نهار وكان يعتمد على مالي في السابق هل سيعمل الان.. ان هذا العمل الذي يذهب اليه الان جالسا على مقعدة من اول دقيقة لاخر دقيقة يدفع زوجي له من ماله الخاص كي لا يطرد من عمله ذو الواجهه فقط، وتأخذين ماله لتلك الدجالة ولا ادري ماذا تحيكين.. مشكلة الكاذب انه يصدق نفسه
كزت هبة على اسنانها بحقد قائلة
- لان الله اعطاكِ الرجل والمال تذلين غيرك هكذا
- ‏بل اعطاني الله لان قلبي نقي.. حاولي تنقيه قلبك من السواد يا هبة، وانا اضع الان كل شخص في مقامه.. كي لا ينظر لاعلى فيقع على رقبته وتنكسر
واردفت بقسوة لا تعلم من اين اكتسبتها.. ولكنها من الحياة وما عاشته في منزل من المفترض ان تتكرم به وقد كانت الاهانة هي رفيقتها
- وان اردتِ التحدث فتحدثي، وانا لدي الكثير لقوله ايضا
شحب وجه هبة بقوة وبات ابيضا بينما سحبت قدماها سريعا وهرولت للخارج ليقع ذاك القناع الذي ارتدته سراب لمواجهتها وهي تزفر بإرتجاف مغلقة الباب خلفها.. متمنيه من كل قلبها ان تبتعد عنها تلك المرأة للابد

_________

رن جرس الباب فخرجت سراب من المطبخ دون حاجه للسؤال عن الطارق
فتحته بإبتسامة مشرقة وقلبها ينبض بعنف لرؤية وجهه، كم تشتاق له بل انها تفكر في العودة للعمل كي تظل فقط قريبة منه
دخل واغلق الباب خلفه قائلا بعتاب
- لماذا تفتحين هكذا دون السؤال عن الطارق؟
- ‏بتت اعلم طريقة طرقك ومن ثم هذا موعدك الذي تأتي به
اومأ بهدوء وهمت بسؤاله عن سبب عبوسه ولكن اتى صوت من المطبخ فهرولت إليه وهو خلفها يقول بقلق
- لا تركضي هكذا
اطفأت الموقد عن الاعشاب التي كانت تغلي قائلة بتأفأف
- لا اعلم سبب بغضي لهذه الروائح مؤخرا
- ‏هل تشعرين بشهية معينة لشيء ما
هزت رأسها نفيا مقطبه حاجبيها وهي تسأله بجدية
- ماذا حدث لك.. هل انت حزين
- لا.. بل انني في اقصى مراحل سعادتي
انفجرت في الضحك وهي تشير بسبابتها بشكل دائري على وجهه قائلة بضحكة رائقة
- هل هذا يكون شكل وجهك عند السعادة
اومأ لها بهدوء مقتربا منها وهو يضع بعض الاكياس التي يحملها على الارض ومعهم تقرير طبي بإسمها قرأته فجعل الدماء تهرب من وجهها وهي تسأله بشفاه مرتجفة
- هل انا مريضة؟
وهنا تذكرت فحص الدم الذي اجرته عند ذهابها مع جدتها للمشفى اول امس.. هز رأسه نفيا وهو يجلس على ركبتيه امامها لتبتعد خطوتين بإندهاش فيجذبها من كفها مره اخرى مقربا إياها منه
كان وجهه امام بطنها المسطحه الصغيرة، ودون حديث اقترب بشفتيه منها مقبلا اياها بينما اتسعت عيناها بذهول لا تفهمه.. بل لا تقوى على فهمه حتى قفزت الدموع من عينيها هامسه بإختناق
- هل ما فهمته صحيح؟
اغمض عيناه هو الاخر بتأثر بعد ان تأكد من حملها فوقف على قدميه مقربا شفتيه من جبينها مقبلا اياه بعمق كان خير اجابه
- صحيح يا ام الاولاد
- ‏هل انا حامل
تقولها وبأصابع مرتجفة تتلمس بطنها المسطحه بغير تصديق.. هل ينمو بداخلها قطعة من أيهم حقا، هل سيكون لديها اطفال، وعائلة
اخذت دموعها في الانهمار بينما امسك هو وجهها ماسحا اياه بإبهاميه وهي تسأله بخوف
- هل انت غاضب من حملي؟
قطب حاجبيه بعدم فهم لتردف وعيناها تمطران المزيد من الدموع
- وجهك عابس منذ دخولك
- لانني لا اصدق
يقولها بصدق مس قلبها مما دفع الدموع لعيناها. وهو يقرب وجهها من صدره وخاصه من قلبه الذي يتقافز فرحا
- لا اصدق ان الله يعوضني هكذا.. اشعر بالرضا.. اشعر بالكمال، كم كنت اتوق لحمل طفلي
ومن ثم نظر لعيناها مردفا
- طفل منكِ يا سراب، انتِ امرأتي
- ‏امرأتك
- حبيبتي، وامرأتي، وزوجتي، وأم اطفالي.. كل ما املك
كلما اخبرها بلقب جديد شعرت بقلبها يتضخم بألم من شده الانفعال الذي تشعره
وضعت يدها على فمه فقبل باطنها لترتجف بهدوء
تمسك بإحدى كفيه واضعه اياه على بطنها بينما الاخر يدعمها من الخلف وهي ترتكن على صدره قائلة بكل حب
- انا الان امتلك الدنيا

وضع رأسه ليستريح على رأسها المنخفضة متشمما رائحة شعرها التي يعشقها ومن حولهم رائحة طعامها التي باتت تتقنه
شعور بالدفء قضى سنوات عمره في السقيع كي يحصل عليه
وها هو الان يملكه.. وكم كان مذاقه حلوا، نادرا، يستحق كل المعاناة التي تكبدها
ولكن اذا حل عوض الله انسانا كل ما عشناه من ألم
اخرجه صوتها القائل بتنهيدة راحة
- انني احمد الله دائما على ذاك القدر الذي جمعنا
- سبحان العليم الخبير.. يسوق الخير لنا دون ان ندري
اجابتها بالايجاب وظلا على وقفتهما لبضع دقائق اخرى.. كل منهما يستشعر القرب من صاحبه وكلاهما يستشعران ذاك الضيف الجديد الذي سيحل على عالمهما

___________

- انا لست مستعدة
تقولها شهد وهي تقف على باب المشفى وصدرها يعلو ويهبط في انفعال.. لقد حاولت، تقسم بالله انها حاولت ولكنها لا تستطيع.. تشعر بالاختناق ويد خفية تكبل عنقها وتضغط عليه بشدة لدرجة تزهق الروح
امسك إياس بكفها ضاغطا عليه وهو يقول بهدوء
- تنفسي بعمق، اهدأي حبيبتي
ومن ثم سحبها لاحدى المقاعد الجانبية امام المشفى فأجلسها وجلس امامها
لبعض الدقاىق ظل ينظر لوجهها الشارد وهي تنظر في الفراغ البعيد امامها.. يعطيها كل الوقت كي تبوح بأي شيء تريده دون ضغط منه
اطلقت نفسا مرتجفا وهي تقول بهدوء ومازالت عيناها تحدقان في الفراغ
- لا استطيع مواجهه قاتل امي
قطب إياس حاجبيه بعدم فهم وهو يستمع لها بإهتمام بينما تردف
- لقد ماتت والدتي من القهر.. كنت اراه مرتسما على ملامحها كلما ذكرت والدي امامي، تخبرني انه تركنا من اجل عمله منذ صغري.. وهو الذي يجلب لنا المال كي نعيش حياة كريمة ولكنني كبرت وعلمت كل شيء من لقب عائلتي وتركه لي كقطعة قماش بالية ذات رائحة نتنه.. وفي اخر سنوات انقطع ماله هو الاخر وسافرت بي والدتي من مكان لاخر حتى انتهى بنا المطاف في قرية مجاورة لقرية همسة وقرب عائلة مريم صديقتي.. كانت والدتي تذهب للتنظيف كي ابدأ دراستي الجامعية وحذرتني مرارا ان اقترب من محيطكم.. فإذا فعلت هذا سيكون العقاب هو حرماننا من بعضنا.. وصمتت، كنت اراقبكم في بعض الاحيان وعلمت امي هذا يوما ما.. كادت ان تقبل يدي للابتعاد عنكم وتبكي بحرقة لا اعلم لها سببا سوى الهوان.. لقد شعرت بالهوان والذل حقا، وهذا الامر احرق قلبي اكثر.. حتى استيقظت في احدى الليالي وقد فارقت الحياة وتركتني بمفردي، عندما اخبرت والدك انني سأسامحه لم اكن اقصدها.. بل كانت وصية والدتي التي اخبرتني بها قبل موتها بليلتين.. " سامحي واغري لوالدك ان اراد استرجاعك.. يكفيه انه كتبك بإسمه وسامحيني يا ابنتي فأنا التي ابخثت حقي وحقك بتلك الزيجة والتي كنتِ ثمرتها.. ان سامحتني ذات يوم فسامحي والدك هو الاخر"
اخذت شهد تكرر جملتها الاخيرة بصورة متكرره وقد اخذت تنشج بصوت مكتوم والدموع تجري على وجنتيها
ضم إياس كتفها إليه بذراعه السليم فإتكأت على كتفه وهو يمسح على كتفها متنهدا بحرقة
كيف تحمل هذه الصغيرة كل ما بداخلها دون شكوى هكذا، واقسم انه سيرد لها حقها وزيادة وسيعوضها عن كل شيء، فإن كان الذنب سيرتكن لاحد فهو لوالده ووالدتها
هدأ نشيجها فمسحت وجهها وهي تبتعد عنه قائلة بحشرجة
- اذا اردت الدخول، فإدخل بمفردك.. لا اريد رؤيته
- ‏لن اجبرك يا عزيزتي، كما ترغبين ولكن ادخلي معي وانتظري خارج الغرفة

__________

دخل إياس إلى غرفة والده بعد ان تركها تجلس في الخارج.. انبوب المحلول مازال معلقا في يده وقناع الاكسجين يغطي انفه وعيناه يغمضهما في سكون
اقترب جالسا على احد المقاعد المجاوره لسريره ليصدر المقعد صريرا ايقظ النائم امامه.. فتح والده عيناه نتيجة نومه القلق فوجده امامه لتصدر عنه همهمه اعتراض ويده المرتجفة تزيل قناع الاكسجين بينما يراقبه إياس في صمت واول ما نطقه والده كان عتاب قاسي
- هل تذكرت مؤخرا ان والدك مازال على قيد الحياة
لم يرد إياس وظل على جلسته الجامدة ليرمش ناجي بعيناه عده مرات مدققا النظر في يده وهو ييأله بقلق حقيقي يستشعره لاول مره
- ماذا حدث ليدك؟
سخر إياس بداخله مستغربا من اهتمام والده.. هل شعر بدنو اجله لذلك حاول ارضاءه
رد اياس بجمود
- لا عليك من ذراعي يا ابي، انا بخير.. كيف حالك
- ‏كما ترى، يحاوطني المرض من كل اتجاه
يقولها ناجي بتأفف وهو يضع قناع الاكسجين على انفه لاستنشاق المزيد ومن ثم رفعه عنه عند الحديث مردفا
- ماذا اخبرك الاطباء
- ‏انه السن يا ابي
انفعل ناجي واحمر وجهه واخذ يسعل بقوة قائلا
- انهم اغبياء.. مجرد اغبياء ترميني لهم
نظر له إياس بصمت قائلا
- انها افضل مشفى في العاصمة
- ‏انا احتاج لاطباء من الخارج.. اريد السفر للخارج
كان يقولها ناجي وهو يلهث من الانفعال فقال إياس بهدوء
- لن يجدي نفعا يا ابي.. كلاهما واحد، ان ظللت هنا او سافرت للخارج
رفع ناجي ذراعه وبالاخص اصبعه في وجه ولده قائلا بتشنج
- ‏انت تريد موتي.. تريد كل الارث، انا الذي صنعت كل شيء
نظر له إياس بذات الخواء قائلا بخفوت
- بل سأعطي لكل ذي حق حقه
اتسعت عينيّ ناجي بذهول محدقا به وقد اوشك حقا على الاصابة بنوبة قلبية وهو يردد بإرتجاف مما جعل القلق يتسرب لقلب إياس وهو يضغط على ذر استدعاء المريض وناجي يردد

- تريد إهدار مالي وثروتي.. انه مالي انا، مالي انا، مالي انا
واخذ يكررها بصوت خافت ووجهه على وشك مفارقه الحياة ينظر له من بين اجفان شبه مفتوحة حتى دخل الاطباء وبعض الممرضات ودفعوا إياس خارج الغرفة لشهد التي وقفت من على مقربه منها وهي تضغط يدها على صدرها وعيناها تنظران لعينيّ ناجي قبل ان تغلق الغرفة احدى الممرضات فينقطع الاتصال بينهما لتجاهد هي كي تكبت دموعها ناظره لإياس الذي جلس على احد المقاعد ولم تسعفه قدماه للوقوف وهو يشعر ان والده سيخسر كل شيء.. دنياه واخرته، ويقف هو مكتوف الايدي لتربت على كتفه شهد وهي تحتضن ذراعه بعد ان جلست بجواره فتمنحه بعض الطمأنينه وعيناه تراقب غرفة والده وفمه يلهج بدعاء صامت ان لا يقبض الله والده على حالته تلك.. يارب، يكررها بدعاء متضرع وبعد عده دقائق خرج له الطبيب مطمأنًا إياه انه بخير ولكن لا داعي لاي زيارة اخرى اليوم لانه لن يستيقظ
طلب منه إياس إلقاء نظره اخيرة عليه وبجواره شهد.. كلاهما يلقيان نظرة اخيره على والدهما بمشاعر مختلفة

__________

كانت تجلس على مكتبها الصغير في غرفة المعاملات المالية المجاورة لمكتبهم.. حيث تتشارك معها السكرتيرة الغرفة هي والسيد اسماعيل الذي تولى تدريبها.. لن تنكر ان طبيعة العمل مرفهة وربما لن تظل هكذا دائما فقد اخبرها السيد اسماعيل ان بداية كل شهر اثناء تحصيل رسوم الصالة يكثف العمل عليهم بشدة
كانت تعبث في هاتفها بملل وهي تفكر في ما ستفعله بأول مال ستحصل عليه من عرق جبينها.. انها متحمسه بشدة لذاك الشعور وهي تخطط فيما ستشتريه به
- هل تأتين إلى هنا كي تعبثي في هاتفك
تأفأفت وهي تنظر لذاك الصوت الذكوري الذي يستفذها فتحكمت في لسانها السليط قائلة بهدوء وعيناها مركزتان على وجهه في وقفته المائلة امام الباب
- لا يوجد لدي عمل الان
دخل إلى المكتب بخطوات ثابتة فوقف السيد اسماعيل والسكرتيرة احتراما بينما ظلت هي على جلستها تطالعه بهدوء يستفزه لتظل عيناه معلقتان بها وهو يسأل اسماعيل
- ألا يوجد عمل للانسة اليوم؟
رد إسماعيل بلجلجه
- العمل قليل يا سيد سليم ولا....
قاطعه سليم بقوله
- اعطها ملفات العملاء الجدد كي تكتبهم بخط يدها
رد اسماعيل دون فهم
- ولكن تم تسجيلهم على الحاسوب
نظر له سليم نظرة ألجمته وهو يقول بهدوء خافت
- وانا اريدهم بخط اليد
- امرك سيدي
ومن ثم شرع في البحث عن الملفات المطلوبة لتظل هي صامته.. جامدة دون حديث وقد توقع ثورتها كي يطردها ولكنها تحكمت في اعصابها دون رد بل اكتفت بإبتسامة صغيرة وهي تغلق هاتفه وتضعه امامها
بينما خرج هو للخارج بخطوات ثابته كادت عيناها ان تخترقه من الخلف غيظا

شعرت بالغيظ من افعاله فأخذت اذنا للدخول إلى السيد مؤمن وعندما دخلت واغلقت الباب خلفها وقفت قائلة بغيظ
- هل بيني وبين السيد سليم عداء؟
نظر لها بعد ان خلع نظارته الطبيه التي كان يطالع بها بعض الاوراق ليقطب حاجبيه بعدم فهم لتردف هي
- انه يتصيد لي الاخطاء.. لا اعلم لماذا يفعل هذا
لعن مؤمن اخاه سرا وهو يقول بهدوء
- العفو منكِ يا فريال.. ان سليم يحب كثرة المزاح ويريد فقط تشجيعك
وقبل ان ترد كان باب مكتبه يفتح فإلتفت كلاهما إلى وجه السيدة فاطمة التي دخلت مع ولدين يشبهان بعضهما بدرجة قريبة وبإبتسامة مشرقة قال جميعهم في صوت واحد
- مفاجأة
ليبهت وجه السيدة فاطمة وهي تنظر إلى فريال بتدقيق اخاف الاخرى وفاطمة تهمس بعدم تصديق
- لجين

" نهاية الفصل الحادي والثلاثون "
اتمنى الفصل يعجبكم وفي انتظار رأيكم جدااا❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 11:04 PM   #286

Layla Khalid
alkap ~
? العضوٌ??? » 320070
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 425
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Layla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond reputeLayla Khalid has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي

فريال تشبه اخرى اسمها لجين من المرجح انها حبيبة سليم ام ربما حبيبة مؤمن التي تزوج بغيرها؟
ومؤمن وحيرته هل سيلتقي ب ايناس. التي فقدت حلمها بالامومة؟ وهناك نزار وونس ما الذي يمنعه من الاقتراب؟
بسام وغيرته على ضي هو يفسر الامر بانه أذنب سابقا ويخاف عاقبة افعاله وهي تفسره بعدم الثقة
وهناك سلسبيل وعمار وتميمة وجسار وسراب وأيهم ... آه وماذا ستفعل دعاء لتجعل حمزة يقدر غزل ويثق بها؟
طبعا سنكون بالانتظار. ... تحياتي


Layla Khalid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-21, 03:41 PM   #287

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة layla khalid مشاهدة المشاركة
فريال تشبه اخرى اسمها لجين من المرجح انها حبيبة سليم ام ربما حبيبة مؤمن التي تزوج بغيرها؟
ومؤمن وحيرته هل سيلتقي ب ايناس. التي فقدت حلمها بالامومة؟ وهناك نزار وونس ما الذي يمنعه من الاقتراب؟
بسام وغيرته على ضي هو يفسر الامر بانه أذنب سابقا ويخاف عاقبة افعاله وهي تفسره بعدم الثقة
وهناك سلسبيل وعمار وتميمة وجسار وسراب وأيهم ... آه وماذا ستفعل دعاء لتجعل حمزة يقدر غزل ويثق بها؟
طبعا سنكون بالانتظار. ... تحياتي



سعيدة جدا بمتابعتك يارب اكون عند حسن ظنك❤️❤️
الفصل هينزل حالا وباقي الفصول هنعرف من خلالها كل التفاصيل


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-21, 03:43 PM   #288

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الثاني والثلاثون "

- لجين
ارتبكت فريال من نظرات السيدة فاطمة التي اتجهت صوبها بمزيج من الاندهاش والغضب غير المبرر فإندفع مؤمن صوب والدته ليتدارك الموقف قائلا بينما يحيط كتفها بذراعه وهو يربت عليه
- هذه فريال يا امي.. احدى موظفاتنا الجدد
نظرت له فاطمة بغير تصديق ليؤكد لها بعيناه فهمست
- سبحان الله.. وكأنها نسخة من لجين
ظلت فريال على وقفتها وهي تتطلع لهم بغير فهم ليقول مؤمن بتهذيب
- يمكنك الانصراف حاليا يا فريال
اومأت له فريال وسارت بجوارهم وقلبها يخفق بجنون من نظرات تلك المرأة المتفحصة لها من حجابها الانيق ومن ثم بلوزتها المحتشمة نوعا ما مع بنطالها الواسع وحذاء رياضي
ظلت فاطمة تراقبها حتى اغلقت الباب خلفها فقال مؤمن بصوت عالي
- امي.. اين ذهبتِ
إلتفتت له فاطمة وهي تقول بذهن شارد
- لا شيء
- اعلم انك تفاجئت من الشبه
- ‏لا استطيع التصديق حتى الان
اجلسها مؤمن على المقعد امام مكتبه وهو يقول بينما يتابع صغيراه بعيناه وهما يستكشفان المكتب كعادتهما
- مازالت طالبة في كلية التربية الرياضية واتت في الاجازة بتوصية احد اصدقائي، لن تتخيلي شكل سليم حينما رآها في المره الاولى.. كاد ان يصاب بنوبة قلبية
ومن ثم انفجر من الضحك لتضربه والدته على ركبته زاجرة اياه وهي تقول بإشفاق
- انه حقه، وهل ما فعلته تلك ال...
قاطعها مؤمن قائلا
- هداها الله.. لا نود التحدث عن ما فات
- ابي
- ‏ابي
إلتفت مؤمن لصغيراه اللذان وقفا بجواره قائلين في صوت واحد
- ألن تأخذنا لمشاهدة الاجهزة الجديدة

جلس مؤمن القرفصاء امامهما قائلا بعتاب
- اعلم انكما لححتما على جدتكما كي تأتيا إلى هنا
نظر كلاهما لجدتهما التي ردت بإبتسامة
- لم يفعلا شيئا.. انا التي اردت الخروج وفرصة كي ارى مكانكما الجديد
حرك مؤمن رأسه بلا فائدة وقد رأى غمزة والدته لصغيريه فيقول وقد امسك بكفيهما
- دلالك هذا هو الذي يفسدهما
ردت والدته بعد ان قبلت وجنة كل منهما
- حتى اخر انفاسي سأظل ادللهما.. هيا اذهبا
- سأبعث لكِ بسليم
- ‏حسنا

وذهب مؤمن مع صغيريه اللذان يشاهدان المركز بحماس ويتمنيان ان يكبرا حتى يبدأ كل منهما التمارين على الاجهزة الثقيلة بدلا من لعبة الكاراتيه
بينما شردت فاطمة لسنوات مضت ووجه فريال يرتسم بإسم اخر "لجين" قلب سليم كما اخبرها اعترف لها
كان يحبها بدرجة اقرب للجنون.. عرفها عليهم وطلب منها الزواج ذات يوم امام اعين والدته.. ارتبكت الفتاة وهي تقبل ذلك وحينما طلبت منها فاطمة معرفة اسم عائلتها توترت وهي تقول
- نحن لسنا من هنا
قطب سليم حاجبيه قائلا
- ألم تخبريني ان عائلتك من المدينة
ابتلعت لجين ريقها وهي تتنفس بإضطراب قائلة
- نعم، نعم.. نعيش هنا ولكن اصلنا من احدى قرى الصعيد
ارتفع حاجباه بإندهاش قائلا
- هذه المره الاولى التي اعلم فيها بهذا
ارتشفت بعض العصير من امامها وهي تستعيد بعض اتزانها هامسة له
- حسنا.. سنتحدث في هذا فيما بعد
وفاطمة تراقب الوضع بغير ارتياح وتلك الفتاة بجميع تصرفاتها تؤكد لها حدسها.. خلفها سر كبير تلك الفتاة
واستيقظ جميعهم على الفاجعة ذات يوم
هربت لجين ولا احد يعلم عنها شيء
حتى محل سكنها الذي كانت تشير إليه عندما تصبح معه في السيارة كان كذبا.. ربما كل شيء كان كذبا حتى اسمها
فقط تركت له رسالة من رقم هاتفها بكلمتين قبل ان تغلقه للابد " عليك نسياني "
تحطم سليم لعده اشهر كان يهيم فيهم على وجهه بحثا عنها.. حاول الوصول إلى اي خيط ولكن ربما تكون معتادة فلم تترك خلفها اي دليل على هويتها او مكان ذهابها
وكانت هذه غلطته حينما وثق بها دون ان يعلم عنها شيء.. كم كان مغفلا
كانت هذه افكار سليم التي تشاركها في ذات الوقت مع والدتها وهو يجري على آله الجري.. يزيد سرعته ويجري اسرع واسرع لعله يلحق بها حتى اوقف الآله صديقه يحيى فخرج سليم من غفلته على بطئ الآله المفاجئ وقول يحيى المقتضب وقد كان مدربا هناك
- ستكسر قدماك المره الاتيه
وتركه وذهب بينما وقف سليم يلهث بعنف وصدره يعلو ويهبك وقد تصبب العرق من كل مكان في جسده فأخذ يجففه بمنشفته
تلك الفتاة الجديدة تثير الكثير بداخله.. وللعجب لقد كانت على عكس لجين الوديعة
ضرب منشفته في الارض بقوة كاتما صرخة ارادت الخروج بداخله وهو يغمض عيناه بقوة.. اللعنة عليكِ يا لجين

فتح عيناه على نظرات اخيه واطفاله الواقفان امامه فإعتدل في وقفته وهو يلوح لهما قائلا
- سأخذ حماما وارحب بكما
وغمزهما ورحل متجاهلا مؤمن الذي ظل ينظر إليه حتى اختفى عن انظاره

اخذ حماما سريعا واتجه صوب المكتب حينما علم بوجود والدته وتمنى عدم لقائها حينما إرتطم هو بشيء.. جسد انثوي صغير خرج من ممر جانبي فتساقطت الاوراق من يديها وقد كانت تنظر بهما، قالت بسرعة وهي تجلس القرفصاء بينما تلملم الاوراق دون ان تراه
- اعتذر بشدة.. لم انتبه
- ‏بالطبع لن تنتبهين، فلست جديرة بالعمل
رفعت رأسها إليه بغته بينما يشرف عليها من علو فتركت الاوراق من يدها قائلة بغضب
- كيف تتحدث معي هكذا
- ‏انا مديرك وحينما اجد تقصيرا في عملي يجب علىّ التحدث
إلتفتت توليه ظهرها وهي ترد بعصبية وقد سارت خطوتين
- حسنا.. سأترك لك عملك ذاك
- ‏كنت اعلم من البداية انكِ لن تصمدي
إلتفتت إليه ترد وقد تحفز جميع جسدها مع كلماته
- انت لم تشرف على تعييني ولم تتحدث معي سابقا.. لماذا تعاملني هكذا
اقترب منها خطوتين وهو يحدق في عيناها قائلا بكره واضح
- جميعكن هكذا.. لا تصمدن
رفعت سبابتها امام وجهه قائلة بغضب وكره يشع من عينيها
- لا اسمح لك بالحديث معي هكذا
علا صوته وهو يرد وقد كز على اسنانه بقوة
- وكيف تسمحين اذا؟
وقبل ان ترد فتح باب المكتب لتطل منه فاطمة واتى مؤمن من الخلف مندهشا وهو يقول بذهول
- ماذا تفعلان صوتكما مرتفع.. هل تتشاجران
وكأنهما انفصلا عن العالم حولهما وهما يتحدثان فإحمر وجه فريال بخجل غاضب وهي تقترب من مؤمن قائلة بهدوء مهذب
- لن استطيع الاستمرار في العمل وانا اشعر ان وجودي غير مرحب به هنا.. اعتذر جدا عن هذا و...
قاطعها مؤمن وهو يرد عليها بهدوء مماثل وعيناه تسترق النظر لتشنج ظهر اخيه
- سنتحدث فيما بعد يا فريال، هل يمكن ان تسدي لي معروفا
اومأت برأسها سريعا فقال بإرتياح
- اذهبي إلى غرفة تمارين الكاراتيه لدينا.. ستجدين اطفالي هناك، هل يمكنك البقاء معهما حتى ينتهيان فالمدرب غير متواجد اليوم وهما اصرا على اللعب
- ‏نعم.. بالطبع
- ‏شكرا لكِ
وذهبت إلى هناك بينما اقترب مؤمن من سليم وامسك بذراعه متوجها إلى مكتبهما

وداخل المكتب جلس مؤمن خلف مكتبه وامامه على المقعدين سليم ووالدته التي تنظر لولدها عن كثب فظلا على صمتهم لعده دقائق
فسأل مؤمن وهو يدقق النظر به
- لماذا تضايق الفتاة؟
إلتفت له سليم قائلا بغير تصديق
- هل تصدقها حقا؟ انها هي التي...
قاطعته والدته وهي ترد
- لقد استمعت لحديثكما وانت الذي تستفزها
- ‏انها فتاة متهورة وغير جديرة بالعمل
نظرت له والدته بتدقيق وهي تفجر في وجهه الحقيقة
- ألا تفعل كل هذا لانها تشبهها
كز على اسنانه ناظرا إلى والدته التي ناظرته بأعين متفهمه فهدأ رويدا رويدا بينما تردف
- ربما جلبها القدر في طريقك من اجل شيء لا نعلمه
رد سليم بلهجة ساخرة
- لقد كانت الواسطة فقط.. فجسار حدثني واحدى اصدقاء مؤمن حدثه
تمتمت فاطمة بإندهاش
- جسار؟
- ‏نعم فهو سيظل صديقي مهما حدث
نظرت فاطمة لوجه مؤمن الذي اخفضه فتألم قلبها لرؤيته هكذا ولكنها لم تتطرق للحديث عن شيء وهي تنظر مره اخرى لسليم قائلة
- عامل الفتاة جيدا.. ويفضل عدم الاحتكاك بها ان افتعلت المشاكل هكذا كلما رأيتها
نظر سليم لوالدته دون رضا ومؤمن يؤكد على حديثها
- رأيي من رأيك يا امي.. فبتت اشك انه يتصيد الاوقات لرؤيتها
وقبل ان يرد عليه سليم برد لاذع كان الباب يفتح ويطل منه الصغيران بسعادة على غير عادتهما وهما يقفان امامهم ليهتف مالك بحماس
- ان المدربة الجديدة رائعة
ويؤكد معتصم بقوله
- نريد ان نصبح معها دائما يا ابي
سألهما مؤمن وهو يقطب حاجبيه
- اي مدربة؟
- ‏تلك التي بعثتها لنا
ارتفع حاجبا مؤمن بإعجاب وهو يقول
- فتاة قصيرة ذات حجاب
- نعم
قالاها معا ليقول معتصم
- انها ترفع قدمها عاليا وتضرب بها كيس الملاكمة
وشاركه مالك الوصف
- وقبضتها ثقيلة وسريعة التسديد

اكتسى وجه سليم بالسخرية قائلا
- تلك الصغيرة تستطيع اللعب
- ‏نعم يا عمي
يقولاها الصغيران في نفس واحد كعادتهما مع معظم الردود لتضحك جدتهما وهي تحتضنهما قائلة بمكر
- يبدو انهما اصبحا في صفها، وسنرى من سيصبح قريبا
وقف سليم على قدميه بعصبية وهو يلوي فمه بسخرية.. قائلا وهو ينظر لهم
- سأخرج لبعض الوقت، وابتعد عنها
فنظرت فاطمة لمؤمن رافعه حاجبيها وهو تهتف بمكر بعد ان خرج
- سنري ماذا سيحدث في الايام المقبلة
رد مؤمن وهو يبحث عن رقم السائق
- اتركيه ليفعل ما يحلو له يا امي
قالت فاطمة بحزن
- اريد الاطمئنان عليكما قبل ان اموت
- ليطل الله بعمرك يا حبيبتي.. سنطمئن لا تقلقي
ابتسمت فاطمة بحماس وهي تقول
- وانا لدي بعض الخطط التي سنستغلها
بادلها مؤمن الابتسام وهو يومئ لها بينما يتصل بالسائق فأخبره كي يستعد في الاسفل بينما اخذ اطفاله ليبدلوا ملابسهم ووالدته تنظر له بإشفاق متذكرة حكايته القديمة مع اخت جسار "جلنار"

_____________

بعد الظهيرة
كانت تنام في احضانه على سريرهما.. تأخذ جنة قيلولتها بينما ونس ذهبت لاصدقائها
يلامس كتفها بكفه ذهابا وايابا بحميمية بينما تصنع هي دوائر لانهائية على صدره
كل منهما يشعر بالاكتمال جوار صاحبه
ونس التي اطمئن قلبها بعد معرفة إيناس تلك، والتي اختفت من حياتهم
بينما ضياء بدأ في الشعور ببعض الذنب اتجاهها.. هل ما فعله صحيحا ام انه يخشى من فقدان ونس بذاك الهوس الذي جعله يخفي عنها سرا كهذا
- ماذا فعلت بشأن ذاك العريس؟
فاق من شروده على سؤالها فرد بهدوء وهو يضمها إليه
- هل تعلمين انه هو ذاك الطبيب الذي اشرف على حالتي عندما ذهبت للمشفى فهو طبيب مساعد لكبير الاطباء وقد رأها في ذاك اليوم عندما مرضت.. حدثني اليوم كي متعجلا في معرفة القرار
- ‏ساحرة هي كوالدها
تقولها ونس بمشاكسة ليرد عليها بضحكة رائقة
- بل انتِ التي سحرتِ والدها
- ‏المهم اننا مع بعضنا الان.. اكمل الان باقي المعلومات
تنهد مكملا
- في الثامنة والعشرون من عمره.. شاب جيد ذو خلق عندما سألت عنه الجيران اخبروني بكمال اخلاقه، لديه اخت واحده ووالديه ويعيشان في شقة ذات مستوى جيد.. ميسور الحال ولكنه اخبرني انه على استعداد لانتظارها وخلال هذا الوقت سيجهز شقته كما يليق
- كلام جميل.. ولكن الاهم رأي ونس
نظر ضياء للسقف فوقه فشعر وكأنما شيء يجثم على صدره، ان ظهور ايناس يعكر صفو الكثير من الاشياء في حياته
اعتدل جالسا لتقطب حاجبيها ناظره إليه وهي تسأله
- ماذا بك يا ضياء؟
امسك بكفيها مقربا إياها منه وهو يضغط عليهما قائلا
- انظري يا ونس.. انا اعلم انكِ ستتفهمين ما سأقوله
بادلته النظر بقلق وهي تومئ برأسه قائلة
- هل تشعر بالالم، هل ذهبت للطبيب..
قاطعها قائلا بينما يبتسم بهدوء
- لا تقلقي حبيبتي.. انا بخير، ولكن يا ونس لقد اخفيت عنكِ امر طوال تلك السنوات لانني اخاف فقدانك، اعذريني حبيبتي.. ولكن دون وجود جنة كنتِ متعلقه بي للغاية وعندما اتت جنة نسيت ذاك الامر حتى وقت قليل
تنفست بإضطراب قائلة
- اخبرني.. نحن مع بعضنا الان.. ودائما
طرق على الحديد وهو ساخن كما يقولون ليهمس بهدوء
- لقد كنت متزوجا
قطبت حاجبيها دون فهم وهي تقول
- اعلم هذا
- ‏لا.. تزوجت قبل والده ونس
ظلت ملامحها هادئة وهي تقول بخفوت
- إيناس
تقولها كتقرير فهز رأسه بالايجاب وهو يسألها بقلق
- كيف علمتِ؟
اعتدلت في جلستها وهي تولي ظهرها لظهر السرير خلفها قائلة بهدوء جعل حاجباه يرتفعان اندهاشا
- عندما اصررتت على والدي لتسجيل عقد زواجنا بنفسك.. كنت شديد الاصرار وعندها شعرت ان هناك خطب ما.. كشفت عن بطاقة هويتك وعلمت انني زوجتك الثالثة
- ‏بل الاولى، وفي قلبي دائما الاولى
قالها وهو يمسك بكفيها بقوة توازي قوة حبه.. فسألته بتشوش
- لماذا لم تخبرني؟
يواجهها بالحقيقة
- كنت اخاف من فقدانك
- ‏حقا.. وهل هذا يعطيك الحق في اخفاء شيء مهم كهذا عني، هل تعلم انني كنت بإنتظار قولك كل هذا الوقت
اتشحت عيناه بالذنب وقبل ان يتفوه بكلمة ارتكزت على ركبتيها مردفه وهي تشبك كفيها في بعضهما
- لست صغيرة لكل هذا القلق الذي يعتريك بشأني، هل تعلم انك بإخفائك كل هذا الوقت كنت ستتسبب في طلاقنا لا محاله.. ظننت ان هناك اخرى قد شغلتك عني وخاصه انها تشبه والدة ونس عندما رأيتها.. انا غاضبة منك
ترقرقت الدموع في عينيها واخذت تضرب صدره بكفيها ضربات متتالية وهي ترتجف بين ذراعيه عندما حاوطها
- انني غاضبة منك بشدة.. اشعر انك.. انك
- ‏انا احبك
يقولها صراحة ويجعلها في مواجهة عيناه بينما يهزها كي تفيق
- احبك ولم احتمل ان اجرحك مره اخرى.. وانتِ الاخرى جرحتي رجولتي بسبب تفكيرك ذاك.. كيف اعتقدتِ انني قادر على خيانتك يا ونس، كيف؟

سكنت بين ذراعيه وهي تسأله بوجه جامد
- حقا؟ هل انا المذنبة الان؟
زفر بعنف مخففا من قبضتيه على ذراعيها وهو يهمس امام وجهها بنضج
- لسنا مذنبين.. لا انا ولا انتِ، كان علينا المواجهة لا الهرب
اومأت برأسها مؤكدة على حديثه فيقول هو بخفوت بينما يلامس انفها بأنفه
- اعتذر.. حبيبتي
لم ترد عليه بل دست نفسها في احضانه دون حديث ليتمتم هو بينما يشدد من احضانها على صدره
- تماما.. هنا تماما مكانك الدائم على صدري

__________

كانت تقف امام المرآة بقلب خافق بعد ان عادت امس من منزل جدتها.. دبر لها أيهم احدى الممرضات المخلصات مع وعد دائم بالزيارة.. تتحسس بطنها وهي تتخيل مرور الايام وإلى اي مدى ستكبر وتتكور امام عيناها.. متى ستكحلهما برؤية صغيرتها او صغيرها، ومع الفكرة سالت دموعها
سيكون لها عائلة ومآوى
كما كانت تحلم يوما وتكتب في مذكراتها.. انتصار بسيط اخر وهو معرفتها على نطاق صغير بين اعضاء احدى المنتديات الادبية، اغلقت صفحتها القديمة تلك للابد.. وفتحت اخرى بيضاء ناصعة تحكي فيها عن تجاربها ومشاعرها وساعدتها في هذا غزل

استيقظت من افكارها على صوت فتح الباب.. دخل بإبتسامة واسعة وهو يرى وقفتها فأزاحت يدها من مكانها بخجل وهي تنكس رأسها متظاهرة بترتيب شيء ما
ابتسم بمكر قائلا
- اعلم انك تقفين هنا
- انا ارتب بعض الاشياء
قهقه بسعادة لم تكن في خياله يوما وهو يسحبها من ذراعها كي تجلس على السرير معه
ابتسمت بحب وهي ترى وجهه القريب من بطنها سائلا صغيرة ببعض الفضول
- هل انت فتاة ام صبي؟ اجبني، تحرك قليلا
وضعت سراب يدها على شعره الندي من اثر الاستحمام واخذت تتلاعب به قائلة
- مازال الوقت باكرا كي يتحرك
- ‏كلا.. ولدي سيكون قوي البنية غير كل الاطفال
- وان كانت فتاة
امسك بكفها مقبلا باطنة وهو يرد
- ستكون سبيلي للنجاة مثل والدتها
- ‏هل ستأخذ لقبي
ترد متصنعة الغيرة فيعتدل من جلسته قائلا
- في الحقيقة نعم.. سأسميها سبيل.. ولكنه لقبك الاول دون جدال
- ‏وان كان صبيا
اجابها بعد تفكير وهي تترقبه وتفكر هي الاخرى فرد بجهل
- في الحقيقة لا اعلم.. لست من هواة اختيار الاسماء، ومن اجل الانصاف.. سأترك لك تسميه الصبي

اتسعت ابتسامتها وهي تتحسس بطنها بأطراف اصابعها
- سأحرص على تمييزه بإسم ما
وقف قائلا بينما يتجه إلى خزانته
- اعلم عقول الكتاب،. ارجو ان تتخيري له اسم يجيد نطقه
عبست من خلفه وهي تتجه له قائلة
- يجب ان يكون مميزا
- ‏مميزا بتربيته واخلاقه
- ‏بالطبع.. سأميزه في كل شيء.. سأجعله افضل شخص في العالم كـ والده
قبل جبينها بتقدير قائلا
- لا حرمني الله منكِ حبيبتي
- ‏هل ترغب في تناول الطعام
هز رأسه نفيا وهو يستخرج ملابسه من خزانته ويرميها على السرير قائلا
- لا.. سأذهب قليلا للمطعم، سنجتمع اليوم انا والاصدقاء كي نتحدث في بعض الترتيبات
- ‏صداقتكما مختلفة.. نادرة جدا، لم احظى بأصدقاء قبل هذا
تقولها بشرود وهو يراقب ملامح وجهها الساكنة مردفه
- لم احظى ابداا بأي صديقة مقربة، كم كان شعورا موحشا عندما احتاج لاحدهم ولا اجد سوى الفراغ.. عندما اود التحدث مع شخص ما ويقابلني الصمت.. لقد مضيت عمري بأكمله دون رفيق واحد في طريقي

امسك بذراعيها بين كفيه ناظرا لعمق عيناها
- وجدنا بعضنا البعض.. صدقيني يا سبيل، انتِ عوض ايامي الجميل
اندست بين احضانه تطوق خصره بكل قوتها وهي تضمه لها بشدة تسربت معها دمعتين على وجنتيها وهي تقول بشبه بكاء
- احبك جدا
- ‏وانا ايضا
تندمج دقات قلبيهما فيجدكلاهما في صاحبه المأوى حتى هدأت قليلا ليبعدها ممازحا اياها
- سأتأخر ويلعبون بي الكرة قائلين مازال العريس في شهر العسل
مرغت انفها في صدره بشقاوة تكتسبها مؤخرا وهي ترد
- وماذا فيها.. سأجعلك ايامك كلها عسلا
امسك وجهها بقوة بينما يقبل وجنتها قائلا
- ‏ستصيبني غيبوبة سكر
لكزته في كتفه عابسه وهي تقول
- حفظك الله.. لا تقل هذا
- كنت امزح فقط
قبلت لحيته الخشنة قائلة
- حسنا.. ولكن شذب لحيتك قليلا
يجيبها بعبث
- ‏لماذا؟
رفعت حاجبيها وهي تمشي امامه قائلا
- تدغدغني
وغمزته قبل ان تخرج من غرفتهما لتسمع صوت ضحكاته العالية.. انتفض قلبها سعيدا هانئا فوضعت يدها عليه وهي تتساءل
متى.. متى ستظل هذه السعادة؟ وعزمت على قول الحقيقة ومواجهته في اقرب وقت.. فـ هبة حقيرة ولن تصمت وقد سمعت عند رحليها من بيت جدتها ان والدها على وشك ان يطلقها
امسكت برأسها بين كفيها وهي تحث نفسها على المقاومة.. من اجل سعادة عائلتها
وسرعان ما عاد مزاجها الرائق وهي تلامس بطنها ذاهبة لاحضار بعض العصير كي تدلل طفلها

_____________

- كيف حال العمل؟
تسمعها بصوته حالما دخل المطعم لتكتم ضحكتها وهو يقترب منها قائلا بصوت متضخم امام العاملين
- كيف حال الحلوى يا ح... شيف؟
نظرت له نظرة موبخه فردها بأخرى عابثة وهو يبتسم فغلبتها ابتسامتها قائلة
- بخير يا حضرة المدير
- لقد اشتقنا للحلوى كثيرا يا شيف
تنحنحت وهي تضع بعض التزيين على القالب امامها
- انت الذي تبتعد عنها يا حضرة المدير
- ‏لا اطيق الابتعاد ولكنه يتوجب من اجل عدم ارتكاب المصائب
كانت الفتاة الواقفه بينهما تناظرهما بعدم فهم فقال بسام بصوت خافت
- ستحدث المصائب ان تناولتها الان فيجب ان اكتب عقدا اولا كي اتناولها على مهل
سألت الفتاة بتقطيبه حاجب مفكرة
- هل يستلزم كتابة عقد من اجل تناول حلوى
- ‏نعممم.. في حالتي هذه يجب
- ‏كيف؟
تسأله الفتاة بفضول بينما تغرق ضي في خجلها وقد احمر وجهها من حديثه فيقول بحزن
- اكتب عقدا للطبيب لانني مريض سكري
ظهرت الشفقة على وجه الفتاة وهي تقول
- شفاك الله
بينما قالت ضي بحزم
- بساام
ابتلع ريقه قائلا للفتاة
- هل يمكنك تركنا بمفردنا قليلا
اومأت الفتاة بإبتسامة صغيرة وداخلها بعض الغيرة التي تكنها لضي.. ولكنها تحجزها بداخلها فضي لا تستحق هذا

وضعت ضي ما تمسكه في يدها مكتفه ذراعاها امام صدرها وهي تقول بغير رضا
- لماذا تكذب مرة اخرى يا بسام؟ هل تعلم انك بإدعائك المرض هكذا يمكن ان يبتليك الله به؟
هرش خلف رأسه وهو يقول بتبرير
- لم اقصد هذا، ولكن الفتاة احتجزتني بسؤالها عن اي تقرير هذا فكذبت
واشار بعقلة اصبعه
- كذبة صغيرة
هزت رأسها نفيا قائلة
- ولا حتى سأسمح بتلك الصغيرة
اومأ برأسه قائلا بينما يدقق النظر بها
- لقد فقدتِ وزنا اضافيا عن الاسبوع الماضي
- ‏حقا
صرخت بها فنظر الجميع لهما وشعرت بالحرج.. فرفع حاجبيه لها دون اكتراث كي لا تكترث بأحد
نظرت له متخصره وسألته بجدية
- هل حقا فقدت وزنا؟
- ‏هل سأكذب عليكِ.. ارى هذا واضحا

قوست فمها للاسفل وهي تقول
- الطبيب وبخني المرة السابقة و....
ودون ان تنهي كلمتها قال بإستفهام
- الطبيب؟
اومأت برأسها مجيبه
- نعم.. فلقد اصيبت الطبيبة بوعكة صحية شديدة وحولتنا جميعا إلى الطبيب
- ‏لماذا لم تخبريني؟
رفعت كتفيها دون اكتراث قائلة
- لم اظن ان هذا يهمك
اقترب منها خطوتين محاولا التغلب على سعير صدره وهي تنظر له دون فهم فقال بصوت جاهد ان يكون عاديا
- وماذا فعلتِ هناك؟
- ‏لا شيء، كما افعل دائما...
قطبت حاجبيها ناظرة إلى ملامحه المكفهره فسألته بقلق
- ماذا حدث، هل انت غاضب من شيء
نفى برأسه وقبل ان يرد جاء احدهم قائلا
- السيد أيهم يريدك يا سيد بسام
اومأ له بسام وإلتفت لها قائلا
- سنتحدث فيما بعد.. إلى اللقاء
وخرج مسرعا دون سماع ردها

وفي دورة المياة داخل المطعم
يضع رأسه تحت صنبور المياه
ينقي افكاره.. لا يجب ان يفكر بها هكذا.. لا يجب ان يفكر في جميع البشر مثلما كان يفعل هو.. ليست جميع النظرات تتمحور حول الجسد كما كان يفعلها
اغلق الصنبور ضاربا الحوض الرخامي بقبضته بقوة اوجعتها وجعلته يكتم تأوها عميقا بداخله
سمع صوتا يطمئن عليه من خلف الباب المغلق فرد قائلا انه بخير.. وبعد ذلك اخذ المنشفة الخاصه به كي يجفف رأسه
ومن ثم خرج لغرفة مكتبه
وجد أيهم مستعدا للخروج اثناء دخوله قائلا
- جسار وإياس في الخارج
اومأ له بسام دون رد فوقف ايهم بعد ان امسك بالباب قائلا
- ماذا بك.. لماذا ملابسك مبلله هكذا؟
- ‏لا شيء.. كنت اغسل وجهي فقط
- ‏هل انت واثق
- ‏اجل
- ‏حسنا.. نحن في الخارج

خرج أيهم وترك اخيه لافكاره.. ماذا يحدث لك يا بسام
ولولا الحجرة الزجاجية لاخد يلكم الحائط بقبضتيه دون توقف
تنفس نفسا قويا واخذ يزفره بهدوء مستجمعا نفسه كي يهدأ ومن ثم خرج لهم

وفي الخارج في ركن بعيد بعض الشيء قال أيهم بسعادة
- العاقبه لكما
- ستصبح ابا ايها الوغد
يقولها جسار ضاربا كتفه بينما قال إياس بهدوء
- مبارك لكما يا ابا الاولاد
انتعش أيهم من الداخل وهو يتلقى كلماتهم التالية حتى حضر بسام وجلس بصمت
تبادل جميعهم النظرات حتى سأله جسار
- هل انتما متشاجران
نظر له بسام مستفهما فأضاف جسار
- انت وضي
- ‏لا.. لا نحن بخير
- ‏اذا ماذا بك؟
سأله إياس ليجيب بسام متأفأفًا
- انا بخييير.. هل اغنيها كي تصدقوا، فقط مزاجي ليس رائقا افكر في بعض الامور من اجل افتتاح الصيدلية وامر بناء المنزل وبعض الاشياء الاخرى
ضربه أيهم على كتفه هاتفا بفخر
- لقد كبر الصبي واخذ على عاتقه تكوين اسرة واعالتها
ثم اردف بجدية
- اخبرته ان نفصل البيت لطابقين، سأخذ انا الاول وبسلم منفصل يأخذ هو الثاني كي نوفر الوقت.. بالنهاية المنزل هو منزل والدك
تحشرج صوت أيهم في نهاية جملته فرد بسام بسرعة
- لا تقل هذا، هو منزل والدتنا
قال جسار بتفكير
- اذن هي فكرة جيدة بالمناسبة.. ستوفر الكثير من الوقت عليك خاصه وانك في بداية حياتك، وفي المستقبل فليأخذ كل واحد منكم بيتا منفصلا
وافقه إياس على قوله فرد بسام بإستسلام
- حسنا، سأخبر ضي ونرى ماذا سنفعل
- ‏متى سيكون افتتاح صيدليتك
يسأله إياس ليجيب بسام
- ربما تكون الاسبوع المقبل او الذي يليه

قال جسار بإعتراض
- بالطبع لن يحدث هذا، يمكنك تأجيلها بعض الوقت لان لدينا عرسين في وقت واحد
- ‏حقا
صاح بها بسام في سعادة وأيهم يسألهم بجدية
- هل سألتم زوجاتكم؟
اجاب كلاهما بالنفي ليقول إياس بتوضيح
- في الحقيقة انا من طلبت من جسار هذا الامر.. همسة وحيدة.. ليس لها اصدقاء او عائلة، لا اريد ان تشعر بالحزن في يوم سعيد كهذا وهي تتذكر وحدتها.. ارجو ان توافق تميمة وايضا همسة متفردة ولها طموحات عالية من اجل تلك الليلة واتمنى ان توافق هي الاخرى من اجلها اولا
طوقه جسار من عنقه قائلا ببعض العبث كي يبدد الجو
- سنرى من ستلد إمرأته اولا
اختلطت ضحكاتهم الرجولية مع بعضهم واخذوا يتبادلون الحديث العابث حتى لمح بسام من جلسته ضي الواقفه امام منضدة احد الشبان
غلى الدم في عروقه وهو يرى توهج وجهها الاحمر وذاك الرجل يتلاعب في طبق الحلوى امامه بينما تهز رأسها ردا على حديثه
وقف مندفعا امام نظراتهم المستفهمه ليروا اندافعه لتلك الطاولة واثناء اقترابه سمع ذاك الشاب يقول
- سأتي كل يوم كي اتذوق من هذه الحلوى
- ‏شك....
وقبل ان تكمل شكرها كان بسام يدفعها جانبا وهو يصرخ في وجه الرجل
- ماذا تفعل؟
- ‏بسام! مرحبا.. كيف حالك؟
يقولها الشاب واقفا وقد ظهر بأنه على معرفة قديمة ببسام فأشار بسام لها كي تدخل هادرا
- ادخلي الى الداخل، ولا تخرجي لاي احد
تكونت طبقة دموع رقيقة في عيناها قبل ان تدخل فقال الشاب ببرود
- لما كل هذا الغضب، كنت اعاين الحلوى خاصتكم
لكمه بسام بقبضته في وجهه فإرتد جالسا على مقعده بعد ان نزف دمه واخذت همهمات عالية في الخروج من الزبائن المتواجدين
وصل له أيهم الذي طوقه من خصره وبسام يثور اكثر مع نظرات صديقه الخبيثة محاولا الفكاك من ذراعىّ اخاه
فساعده في ذلك جسار وإياس يقف امام الشاب الاخر مستفهما عن سبب الشجار
- اتركوني
يقولها بسام بثورة عارمه احمر لها وجهه وأيهم وجسار يكبلان حركته بأعجوبة ليقول الشاب بعد ان اخذ بعض المناديل الورقية كي يوقف نزيف انفه
- لا اعلم ماذا حدث له عندما رآني واقفا مع ضي، كنت اشكرها على الحلوى

شعر جميعهم بمكر كلماته ونظرات عيناه الخبيثة وهو ينظر لبسام كي يستفزه اكثر
قال إياس ببرود وهو يساعده على الوقوف
- حسنا سيدي.. طلبك على حسابنا، يمكنك المغادرة الان
اغلق الشاب ازرار معطفه بحركة استعراضية وهو يقول
- لست سعيدا من خدمتكم.. على عكس الحلوى التي اسعدتني
رد بسام بسباب وقح جعل أيهم يكتم معه فمه بينما ابتسم الشاب وذهب بعد ان اشعل النيران

اخذ جسد بسام يهتز من الانفعال وعيناه تلمحان ضي في طريقها إلى الخارج فقال بصوت عالي كي تلتفت
- انتظري هنا
لم تلتفت واكملت طريقها فقال جسار مربتا على صدره
- انا سأوصلها لا تقلق
وخرج مسرعا وراءها بينما اخذ صدر بسام يعلو ويهبط في انفعال وقبل ان يسحبه اخاه من يده للداخل قال بصوت قاطع
- احتاج ان ابقى بمفردي لبعض الوقت.. اتركاني على راحتي
وخرج امام نظرات إياس وأيهم القلقة

______________

وفي السيارة كانت تجلس بوجه محمر بينما يهدأها جسار من وسط بكائها.. لا تستمع لشيء، تشعر انه يهينها ويصغر من رأيها وحجمها
ولا تعلم اي صراع يعيشه بداخله
كاد ان يدخل الحي فتوقف بالسيارة امام احدى محلات البقالة وترجل منها جالبا احدى عبوات العصير وزجاجة مياه
صعد واعطاهما لها فأخذ الماء على استحياء وهي تجفف وجها من اثر الدموع واحترم هو خصوصيتها ولم ينظر إليها بل ظل بصره شاخصا امامه واعطاها مساحتها
وبعد دقائق قال دون سابق انذار
- لا ابرر له.. ولكن هذه طبيعة بسام التي بتنا نعلمها جميعا.. شديد الاندفاع فيما يخص احبته منذ تعرفنا، شديد التعلق بكل ما ينتمي له.. شديد الغيرة بشكل لا يصدق، هذه طبيعته وحاول في كثير من الاحيان تغييرها ولكنه لم يستطع

لم ترد عليه وهي تكتم الكثير بداخلها، فمن غير اللائق التحدث عنه لاحد اصدقائه
اومأت له برأسه في تفهم ظاهري وزاد اعجابه بها لانها لم تفصح عن شيء
لقد اختار بسام الشخص الصحيح حقا، وبغبائه يوشك على فقدانها
انطلق بسيارته وصفها على احد الجوانب لتترجل منها قائلة
- ألن تصعد لتميمة
اخرج رأسه من النافذة ناظرا للاعلى بعد ان سمع صوت الموسيقى فقطب حاجبيه قائلا بتساؤل
- هل هذا يصدر من منزل تميمة؟
اومأت ضي بوجهها قائلة في حماس
- اجل، يأتي جميع الجيؤان في المساء للاحتفال بها
طالع المنزل بفضول قائلا
- سأصعد معكِ انا الاخر

وفي منزل تميمة
كان جميع الجيران والعاملين جالسون بعد انتهاء العمل، يتبادلون الاحاديث والنكات وبعض الموسيقى تصدح في الارجاء والاطفال الصغار يرقصون في حلقة دائرية وسط التصفيق العالي
وقف جسار على احد درجات السلم دون ان يصعد المنزل وقد طلب من ضي احضار تميمة
خرجت لها بجلبابها البسيط في حرج.. وكما هو دائما يقطع انفاسها بمجرد النظر له
نظرت له قائلة بخجل بعد ان تركتهم ضي فنزلت هي له على درجات السلم
- لم تخبرني انك قادم؟
- اردت مداهمتك كي اعلم هل تستعدين للزفاف ام ماذا
تنحنحت قائلة بحرج
- انهم الجيران.. يحبون الافراح و....
قاطعها قائلا بصوت رخيم
- فليكثر الله من افراحك يا حبيبتي
صمتت وقد دق قلبها بعنف فسألها بهدوء
- هل تمانعين من اقامة عرس مزدوج؟
نظرت له بإستفهام فأردف قائلا
- بما انك تعلمين صداقتي المقربة مع إياس وان عرسه هو الاخر قد اقترب فإقترحت عليه اقامة عرسا مزدوجا معا
ردت ببعض الدهشة
- لماذا لم تأخذ رأيي مسبقا؟
تنحنح قائلا
- في الحقيقة لم افكر واندفعت في طلبي منه
ومن ثم امسك بكفها مقبلا ظاهرة
- ان لم توافقي فسأخبره بحجه اخرى
سحبت يدها بخجل قائلة
- ان كان هذا سيسعدك اذا فليحدث
- ‏شكرا لكٓ حبيبتي

- تميمة
كان هذا نداء فريال التي رأتها واقفه معه فهبطت درجات السلم قائلة
- كيف حالك؟ لماذا لم تصعدا؟
- ‏لا.. انا سأرحل الان فلدي بعض الاعمال
- ‏كيف حال جلنار
سألته تميمة ليومئ مبتسما
- لم تترك ريما منذ قدومها
وإلتفت لفريال قائلا
- كيف حال العمل
اجابته بخفوت
- بخير
- ‏انهم اصدقائي بالمناسبة ان ضايقك احد اخبريني فقط
اومأت بوجهها وداخلها يمتعض، ستأخذ حقها بيدها من ذاك المتعجرف سليم
- سأرحل الان وعندي ينتهي هذا العرس الصغير يمكنك مهاتفتي
اومأت له تميمة مبتسمة ليرحل هو بسعادة.. متمنيا مرور الايام كي يجتمعا مع بعضهما

__________

وعند منتصف الليل
دخل بسام صالة الالعاب الرياضية.. لم تكن صالة متعارف عليها، بل هي مكان صغير كالحانة يتوسطه حلبة ملاكمة
نظر للجدران التي ظل لسنوات يرتادها.. مكانا يحمل له البغض من كله قلبه وهو ينظر للوجوه التي كان منها قبلا بإشمئزاز
ما هذا المستنقع العفن الذي كان يدفن نفسه به
في الحقيقة هو لا يعلم
وكل ما يعلمه الان
ان اتى من اجل شيء واحد
ذاك الشاب
يقف امامه في منتصف الحلبه
عيناه تنذران بالشر ورغم جسده الذي يقارب جسد بسام الا ان الجميع يعلمون قدرته الفائقة في هذه اللعبة
كانا يتبادلان النظرات الصامته حتى وضع الشاب كفه على انفه المضمد قائلا بترحيب وهو يفتح ذراعيه
- لقد كنت بإنتظارك

" نهاية الفصل الثاني والثلاثون "
اتمنى يعجبكم وفي انتظار رأيكم ❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-21, 10:28 PM   #289

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رووعة
نورس واخيرا اعتراف متاخر منوضياء بزواجو فاجأتني معرفتها وكبرت بعيني اكترواخيرا رسوا عاشاطئ الامان
سليم وهلأ عرفنا سبب قسوتو مع فريال ومؤمن طلع بيخب جلنار مفاحأة تانية
تميمة وجسار ياجمالن ناطرة الزفاف مع زفاف اياس وهمسة
ايهم وسراب شافوا السكن والسند ببعض
بسام والقفلة شو سر علاقتو بهالشاب بانتظارك عانار تسلم ايدك يارب


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-21, 03:40 AM   #290

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 2 والزوار 14)

موضى و راكان, ‏شيماءالسيد



تسلمى يا شيماء فصل ممتع


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.