آخر 10 مشاركات
الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          مع الذكريات(70)قلوب شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة&روابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-03-21, 08:57 PM   #181

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜


الفصل العاشر
★★★
تفترش الأرض جانب زوجها حول طبلية مستديرة عليها أطباق الفطور والذي أعدته بنفسها، غمست لقمة خبز من صنع يديها في العسل الأسود قبل أن تقربها لفم زوجها الشارد من ليلة زفاف التوأم ولم يتحدث كثيرا بل لم يقل سوى عدة كلمات تعد على غير عادته قبل أن يصلى العشاء وينام.
فتح فمه يأخذها من يدها ويمضغها بينما بسمة شاحبة لاحت على قسمات وجهه المتعبة.
حدق في الطعام بشرود وكأنه في عالم آخر فيما كانت هنية تتابعه بتمعن وتفحص فمدت يدها تربت على كتفه هامسة بصوتها الحنون:
«ما بك مصطفى منذ البارحة وأنت لست بخير؟!»
أخذ كوب الماء يرتشف القليل منه ثم تنهد طويلا بينما يعيد الكوب مكانه ونظر لها قائلا:
«وما بكِ أنت الأخرى من البارحة يا هنية؟!»
زفرت طويلا بينما ملامحها تعبس فيما تدير وجهها بعيدا عنه تحاول مداراة حزنها قبل أن تقول بتلعثم:
«وما بي يا مصطفى ، بخير!؟»
تمعن في جانب وجهها وابتسم بشحوب فهو يحفظها ككف يده، تلك المرأة التي ملئت حياته منذ أول يوم دخولها بيته، دفئها العفوي حتى بكلماتها ومؤازرتها له، رفيقة العمر، المرأة التي جعلت من نفسها ابنة وزوجة كي لا يشعر بألم عدم قدرته على الإنجاب، صبرت وكبرت معه تواسيه وهي تحتاج من يواسيها على فقدانها نعمة الأمومة، تنهد بصوت عالي قبل يأخذ قطعة خبز هو الأخر ويغمسها لها ويطعمها في فمها كما لو كانت طفلته..
مضغت اللقمة ثم ابتلعتها بألم بينما تشرد بذهنها قبل أن تقول:
«عمران ابني يتألم يا مصطفى!!»
زفر الأخير بقوة ثم قال متفهما:
«شعرتِ به يا هنية!؟»
دمعة هاربة من عينها مسحتها بظهر يدها قبل أن تقول بصوت مختنق لم تستطع إخفائه:
«وكيف لي أن لا أفعل فهو ابن قلبي!؟"
رفعت يديها أمامه فيما تتابع بألم:
" تربى على يدي، ابن الغالية أمانتها التي أحملها في قلبي"
ربت على يدها التي أرحتها على فخذها وقال يهدهدها:
«عمران يحب يا هنية!»
تهدج صوتها وقالت بينما تنظر في عينيه:
"لكن لم الألم في عينيه!؟، كان كالتائه رغم الفرحة التي حاول رسمها»
زفر بحرارة وقال:
«سيزول الألم»
قالت بوجع بينما تتنهد بقلة حيلة:
«ولم الألم، هذا زفافه وعروسه، ماذا هناك لم يحكيه لنا، زفافه كان مفاجئ ولكن فرحتي انستني هذا!»
وجدت الصمت يرد عليها فتابعت عابسة بينما تتأمل ملامح زوجها:
«ما الذي يجبره على زيجة كتلك!؟»
هز مصطفى رأسه رافض كلامها ثم قال معاتبا:
«يا هنية لا تقولي هذا، لو سمع عمران سيحزن، وما أدراكِ بأنه تزوج غصب، هل هناك رجلا يغصب على زوجة!!»
هزت كتفيها بضيق وقالت:
« ألم ترى سمر طوال الزفاف؛ لم أر في وجهها فرحة العروس!"
صمتت لحظة بينما تنظر لزوجها الذي تجهم وجهه ثم أضافت بألم شق صدرها متمنية لو كذب حدثها:
"الفتاة لا تحبه!!»
هز مصطفى رأسه نافيا ثم قال لها"
" من قال أنها لا تحبه!؛ هل دخلتي قلبها يا هنية!؟؛ هل تعلمين ما تفكر فيه سمر!"
هزت رأسها بنفي فتابع مفسرا:
" هنية، البنت جاءت إلى هنا بعد سنين من تركها المكان، غريبة ولو حتى جاءت كزوجة تظل هناك رهبة الغربة وكيفية الحياة بمكان لم تعتد عليه، لم أعهدك هكذا تحكمين بتسرع!؟"
زمت شفتيها بضيق قبل أن تزفر بصوت عالي وتقول بنفاذ صبر:
" الغربة مع من نحب تصبح دفء ويغادر الخوف يا مصطفى فوجود عمران جانبها يفترض أن يزيل خوفها"
ضحك برواق وقال فيما يربت على ساقها:
" هل أذكرك بليلة عرسك وأنت تتمسكين بيد فاطمة أم عمران كي لا تتركك"
أسبلت أهدابها واحمر وجهها بخجل فطري فيما تلكزه بخفة على كتفه بدلال يليق بها!:
" يا مصطفى!؛ ما الذي ذكرك!"
قال ببسمة حانية:
" كل ما أردته أن تعلمي بإن رغم الحب تبقى هيبة البعد عن الأهل والانتقال لمكان جديد، لذا فسمر تحتاج فقط لوقت.."
ثم قام مصطفى من مكانه وبسمة رائقة تداعب ملامحه بينما يتقدم للموقد يضع عليه الإبريق ليعد الشاي الذي تحبه هنية من يده وقال بينما يشعل الموقد"
"الوقت كفيل بكل شيء"
قالت بشرود فيما تسند خدها على قبضة يدها ولم تستطع التخلي عن مخاوفها:
" وهل الوقت سيزرع حب عمران في قلبها!"
التفت لها يناظرها بغموض ثم قال بنبرة عاتبة:
" ومن أين تعلمين بأن حب عمران ليس بقلبها، قلت لكِ لا تحكمين بالظواهر فخفايا القلوب لا يعلمها إلا الله!"

يتبع💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 09:01 PM   #182

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

منزل عمران…
تشعر بالهدوء الشديد حولها بل الصمت إن صح التعبير، وقفت في المطبخ تجهز قالب من الكيك تتمتم بحنق:
« هكذا يا سمر الوحدة والصمت يجعلان الشخص يبحث عن هواية»
تأففت متابعة:
« ربما تكون هوايتك بعد ذلك المطبخ!»
زفرت بينما تضع مكونات الكيك وتضربها في بعضها فيما كانت عينيها تتبادل النظرات ما بين باب المطبخ وما تعده ثم عادت تقول بحنق:
«ما هذا الرجل إنه لا يتحدث؟!، ألا يمل من الصمت!؟»
سحبت صينية من أحد الأدراج والتي قد بدأت تعرف أماكنهم كما عرفت معظم الأشياء في اليومين السابقين!.
سكبت خليط الكيك في الصينية التي تنبهت للتو أنها على شكل قلب!، سخرت من نفسها تهز رأسها بغرابة بينما تضعها في الفرن قبل أن تنظر حولها هامسة بعدما سحبت نفسا عميقا وزفرت طويلا كأنها تلقي بطاقتها السلبية:
«رتبي جيدا سمر فابن عمك مريض بالوسواس بدلا من أن تسمعي كلمتين منه ويسخر منك حين يرى المطبخ غير مرتب»
ثم قلدت وقفته بينما تربع يديها على صدرها وشمخت برأسها مقلدة إياه فيما جعلت من صوتها أجش قليلا بينما ترفع أحد حاجبيها ثم قالت:
«ما هذا لما المطبخ تبعثر كأن به حرب يا سمر؟»
ضحكة خفيفة غزت شفتيها كتمتها براحة يدها فيما تقول بصوت خافت:
" الوحدة سوف تقودك للجنون يا ابنة الجبالي"
تنهدت بخفوت فيما ترى الأشياء المبعثرة حولها تحس بالكسل لترتب كل هذا لكن ما إن استعادة نظرات عمران لها بكل مرة يرى المطبخ غير أنيق كما يفعل هو فاتسعت بسمتها هامسة:
" هيا يا سمر فهي فرصة لكسر تلك الوحدة"
زفرت طويلا تطرد كسلها قبل أن تبدأ في ترتيب ما حولها؛ تاركة صينية الكيك في الفرن.
ما إن أنهت المطبخ حتى التفتت إلى الكيس الورقي الذي اعتاد عمران أن يعود به في اليومين السابقين بعد صلاة العشاء!؛ سكبت محتوياته في طبق وابتسامة حلوة تداعب شفتيها حينما تلاقت عينيها مع المسليات التي تملأ الطبق من فول ولب وغيرها..
تساءلت في نفسها:
«هل حقا عمران يأتي بها كشيء اعتاد عليه قبل مجيئي كما يقول!؛ أم أنه يعلم بأن أبي لم يكن يعود بعد صلاة العشاء دون تلك المسليات لأجلي!؟.»
هزت رأسها كأنها تبعثر أفكارها الغريبة منها والتي لا تعلم لما تراودها فيما تضع الطبق على الصينية، حملتها بين يديها واتجهت إلى صالة البيت.
نظرت للأريكة التي دوما يحتلها ابن عمها فوجدتها فارغة، ضيقت عينيها السوداوتين بتساؤل بينما لم يطل حينما وجدت باب غرفة النوم مفتوح.
اقتربت حاملة الصينية بين يديها تقف أمام الباب وتعلقت عينيها بعمران الذي يرتب ملابسه داخل الخزانة وبجانبه حقيبة الملابس والتي لم تسنح لهما الفرصة لترتيبها منذ عادا من القاهرة.
دخلت الغرفة بينما تتنحنح كي يشعر بوجودها هامسة بخفوت:
«هل أدخل؟!»
بسمة لم تغادر شفتيه صاحبت كلمته المقتضبة:
« تفضلي»
ولو تعلم بأنه أحس بوجودها قبل أن تطلب الإذن للدخول فعبق الورد يسبقها، رائحتها تملأ رئتيه وقلبه بل وروحه وبكل ما أوتي من قوة يحاول أن لا يهتم بوجودها الطاغي على كل حواسه!.
جلست على طرف السرير، تأكل من الطبق برواق فيما كانت عينيها تتابع ما يفعل عمران.
كان أنيقا مهندما حتى بملابسه البيتية ببنطاله القطني الأسود وتيشرت أبيض ذو الكم القصير ليظهر بشرته السمراء بفتحة صدر مثلثة والذي يتعارض مع لون بشرته لكنه لاق كثيرا عليه ، بينما يكوي القميص ويعلقه بالشماعة الخاصة به بيد خبيرة اعتادت على ذلك!، ترى الخزانة المرتبة بحرفية، كل شيء منظم ومرتب بعناية فائقة.
همست بخفوت ظنا منها أنه لن يسمع بينما تمضغ حبة فول:
«ماذا لو طلبت منه يساعدني في ترتيب خزانتي!، فندى هي من كانت تساعدني في ترتيبها، لدي كسل رهيب لأفعل هذا!!»
تمتم في نفسه شاتما! فيما كان يعلق بنطاله الذي كواه للتو وتابع همسه داخله:
«لا تطلبي أرجوكِ كي لا يرق قلبي لكِ وأنا لا أستطيع أن ألمس ملابسك»
تلوك المسليات بنهم فيبتسم عمران ولم يبدها لها فيما تابعت همسها:
«غبية هل ستفتحي له خزانة ملابسك!؟، يظل هو ابن عمك، فتاة وقحة، سيرى ملابسك لا، لا»
بسمته اتسعت وهو يطوي أحد قمصانه القطنية بعناية ويضعها على الرف يتخيل نفسه كما لو كان يرتب ملابسها هي فتنهد متسائلا داخله كيف سيكون شعوره حينها. ازدرد ريقه بينما يرد في نفسه على همسها :
« بل زوجك يا ابنة عمي، أنتِ حقي وملابسك تلك لا يحق لأحد أن يلمسها سواي، لكن بعض الحقوق مسجونة وأبوابها مغلقة بأقفال ضاعت مفاتيحها!»
تنهدت سمر بصوت عالي وصل لسمعه مما جعله يعود من حديث نفسه ويشعر بحرارة تسري بداخله فسب بصوت خافت بوقاحة!!.
قالت متسائلة وهي تحدق فيه:
«قلت شيء؟»
تنحنح مجيبا دون أن يلتفت لها:
«لم أقل»
خلعت خفها البيتي ورفعت ساقيها على السرير ووضعت الطبق عليهما بينما هو التفت لها فتلاقت عينيهما للحظة قبل أن يهرب بعينيه لما يفعل.
قالت في هدوء:
«أتعلم اشتقت لندى»
أجابها بخفوت فيما لا زال يرتب ما بيده:
«حينما تعود تستطيعين زيارتها»
زفرت بصوت عالي تشعر بالملل فحتى ندى سافرت مع زوجها لقضاء بعض الأيام عوضا عن شهر عسل بينما هي تجلس على السرير تقزقز لب!.
«عمران»
همست بها سمر بطريقة دافئة دون أن تنتبه لذلك فكانت وكأنها تعانق قلبه، تأوه بخفوت مداريا تأثره بصوتها الدافيء ووجودها في محيطه في غرفة نومه، تجلس على سريره، تحديدا بذات المكان الذي كان ينام فيه قبل مجيئها!؛ تلك الغبية لا تشعر بما تفعله به، تتعامل معه بكل أريحية كأنه لم يعقد قرانها وأنها زوجته، حلاله التي يشتاق لعناقها واستنشاق عبيرها.
قطع استرسال أفكاره قائلا:
«ها...»
تنهيدة طويلة منها تعبر عن مللها بينما لا تشعر بأنها تلقيه بسهام أشواق لها ثم قالت وهي تضع الطبق على الكومود وتستند بذقنها على قبضة يدها:
«تُرى ماذا تفعل ندى الآن؟!»
أجفل عمران لسؤالها، سعل يحاول احتواء دهشته من السؤال يلتفت لها يتأملها ليجدها تنتظر إجابة وكأنها تسأله ماذا تشرب!.
ضيقت حاجبيها تراه صامتا يتأملها بشرود دون رد ثم تنحنح والتفت ليكمل ما يفعل..
ابتلعت ريقها الذي جف للحظة، ترفرف برموشها الكثيفة تستوعب ما قالت وما فهمه هو؟!؛ في حين أنها كانت تسأل…..!؛ صحيح عما كانت تسأل؟، تخضب وجهها بحمرة قانية بينما تحس بوجنتيها تشتعلان قبل أن تقوم من مكانها بخطى خجول تماما كصوتها الذي لا تدري كيف خرج من بين شفتيها:
«سأرى الكيك» و أسرعت بخطواتها تجاه المطبخ.
استند عمران برأسه على درفة الدولاب الذي أغلقها،يزفر بصوت عالي، يشعر بالإرهاق الجسدي من قربها، حديثها العفوي الذي يرفع الدماء لرأسه فخبط بقبضة يده بخفة على الخزانة هامسا بصوت مخنوق:
«سمر بلوة تمشي على الأرض يا عمران، لمتى ستتحمل يا بطل، هل تظن بأنك سوبر مان لن يضرك قربها!؟»
«عمران، الكيك جاهز، شاركني فيه»
قالتها سمر بصوت وصله من مكانها في المطبخ، زفر بحرارة قبل أن يعتدل في وقفته ويهز رأسه يحاول نفض أي أفكار ومشاعر تهاجم من قلبه لعقله! ثم توجه للمطبخ حيث توجد بلوته!؛ التي تعلق بها بينما يكتف يديه على صدره و يستند على حاجز الباب، يراها تقطع الكيك الذي على شكل قلب، رفعت نظرها له بينما تأخذ قطعة تمضغها بتلذذ وتصدر همهمات راضية على طعمها لتزيد الطين بلة وهو يشعر بتلك الدماء الحارة تسري في جسده، يتأمل شعرها المربوط بذيل حصان، و الخصلتين المرتاحين على وجنتيها وشفتيها المكتنزتين التي تداعب قطعة الكيك كأنها تقبلها، بلوزتها الحمراء بلونها الذي يليق على ابنة عمه والذي يتمنى لو قال لها هذا اللون ليس للخروج بل لي فقط، وأزرارها تغلق، لا بل سيفكها زر، زر…ويقبل تلك الدمعة المرتاحة على صدرها والتي هي سبب في بسمتها!، تنهد بخفوت فيما ينجذب لها وكأنها مغناطيس؛ فتاة كاملة الأنوثة تنتظر قطافها، مغوية دون أن تفهم ذلك!!.قالت بهدوء فيما تنظر له لتتشابك نظراتهما: «الكيك رائع، تذوق!!»
اتسعت عيناه للحظة وهو يعود من شروده على كلمة {تذوق} وياليته يفعل!
قبل أن يزدرد ريقه ويرتد خطوة للوراء قائلا بصوت أجش من العاطفة لم يستطع إخفاءه:
«سأخرج الآن حينما أعود سوف آكل»
تركت سمر ما بيدها تحس بالاحباط فيما تحدق في طيف ابن عمها؛ تعلم بأنه لا يريد مشاركتها، تحس بأنه غير من نظام حياته بسبب وجودها، فهو إما بالغرفة المجاورة لغرفة نومها أو يجلس على تلك الأريكة صامتا هاديء يقرأ كتاب ما أو يترك لها البيت بأكمله ليجلس في الحديقة وكأنه يتحاشى قربها، لا يطيق وجودها ولا يحاول مشاركتها بشيء تحس بالقهر فاقتحامها حياته تظهر تبعاته في كل لحظة لهما معا!.
تنهدت بخفوت قبل أن تلتفت إلى غلاية المياه وتقوم بتحضير كوبين من الشاي، بدون سكر كما يحبه عمران ومضبوط لها!؛ وعلى صينية وضعتهم وبجانب كل كوب طبق صغير عليه قطعة من الكيك واتجهت إلى باب الشقة حتى تنزل إلى الحديقة حيث يجلس ابن عمها!
بخطوات مترددة ثقيلة تقدمت تجاهه تحس بالارتباك فهي لم تعتد ذلك منذ جاءت لكن احساسها بتأنيب الضمير تجاهه يقتلها، وحدته تجعلها تغص في حياتها أكثر؛ ذنب جديد يضاف على قائمتها!، وقفت للحظات قربه ظنا منها بأنه لم يحس بها وهو الذي يشعر بقربها وهي حتى بمكان غير مكانه، كان ينظر تجاه اللاشيء حين جاءت ينفث دخان سيجارته بشرود، أما الآن فهو لم يعد يرى ولا يحس سوى أنها قربه تقف على جانبه، سحب نفسا عميقا من سيجارته ونفثه بتوتر فيما يختلس نظرة تجاهها يراها تحمل صينية بها شاي، ابتسامة مكسورة لم تخرج لشفتيه، وهو يتخيل لو كانت بالفعل زوجته حقيقة وجاءت له الآن، كان سيكون الامر ممتع أكثر ربما مما يتوقع..
تنحنحت تراه لم يلتفت لها وكأنه لم يحس بها فرفع عينيه السوداء لتتلاقى مع عينين تشبهه بينما هي رفرفت برموشها الكثيفة وهمست قائلة:
" أتيت لك بالشاي"
سمر لم تحضر له قبل ذلك شاي ولا قهوته حتى قبل أن تتزوج كان هذا اختصاص ندى وأحيانا يفعل هو وعمران يعلم ذلك جيدا، تبادل النظرات ما بينها وبين ما بيدها بينما يحك ذقنه غير الحليقة بأنامله ينتزع نفسه من أفكاره قبل أن يقول بخفوت و اقتضاب:
"حسنا شكرا لكِ.."
وضعت الصينية ثم سحبت الكرسي لتجلس قبالته تماما كأنها تعاند عيناه التي تحاول أن لا تلتقي بها دون فائدة، تشابكت نظراتهما للحظة قبل أن تمد يدها له بكوب الشاي ليأخذه منها بتلقائية لكن أناملهما التي تلامست لحظتها كانت وكأنها على ميعاد بالدفء لقلب عمران الذي خفق قلبه بطريقة أرعبته وكأنه يخبره أنا حر خارج قيدك! فيما يتابعها وهي تضع جانب الكوب قطعة الكيك ثم قالت بمرح متردد:
" لا تخف الكيك رائع فربما هو الشيء الوحيد الذي أعرفه"
ضحك بخفوت فيما يمد يده ويأخذ القطعة قائلا:
" لن احتاج لمشفى بعدها!"
هتفت بلهفة :
" بعيد الشر"
ابتلع ريقه يناظرها بغموض فيما تستدرك قائلة وهي تمسك كوب الشاي بارتباك:
" أقصد لن تحتاج، ثم أنني صنعته قبل ذلك حتى بمنزل أبي وأنت كنت تأكله"
رفع حاجبه قبل أن يقول بينما ينفض غبار سيجارته:
" ظننت ندى من كانت تصنعه"
عبست ملامحها بوضوح ثم زمت شفتيها قبل أن تقول:
" بل أنا من كانت تعده"
بسمة خفيفة على شفتيه لم يوضحها لها، أخفاها حينما دس السيجارة بين شفتيه، فهو يعلم جيدا بأن سمر هي من كانت تصنع الكيك بل كان ينتظر كل مرة تحضره وكان يأكله بنهم فقط لأن يداها ما صنعته يحس بشيء بسيط كهذا يقربها منه ولا يعلم الآن لما لم يخبرها بأنه يعرف، ربما لأنها تبدو شهية وهي تمد شفتيها بطفولة، انتزعته من شرود وهي تضيف:
" عموما تذوق وأخبرني رأيك"
تنهد بخفوت بينما يهمس في نفسه بألم:
" تذوق، تذوق!، وأنا الذي عاش صائما طوال عمره وجئتِ أنتِ فازداد عطشي، أظمأ كلما نظرت لكِ، وأشعر بالجوع كلما تعلقت بعينيك، ارحمي رجلا عاش كل عمره يحبك وحين أصبحتِ حلاله كنتِ كالنجوم في السماء تلمع ببريقها بينما هو يقف على الأرض يمد يده فلا يصل أبدا"
" تذوق يا عمران"
هتفت بها سمر بينما تراه يحدق فيها شاردا، انتفض بخفة في جلسته ينتزع عينيه منها شاتما في نفسه قبل أن يجيبها بخفوت فيما يطفئ سيجارته في منفضة السجائر:
" بلى سأفعل"
قالت بينما تراه يقضم من الكيك:
" عمران علينا التحدث!"
ضيق عينيه بتساؤل بينما يبتلع ما في فمه فأضافت مفسرة:
" أقصد…"
قطعت كلامها لا تعلم كيف تبدأ فيما تنظر للشاي وتقول:
" الشاي سيبرد"
رفع حاجبه يراها مرتبكة فأخذ الكوب، يحدق فيها بتمعن فقال يحثها على الهدوء والحديث :
" أسمعك ماذا تريدين سمر!؟"
احتسى القليل من الشاي بتوجس خائفا من الطعم قبل أن يضيق عينيه بدهشة فالشاي كما يحب تماما!؛ تأملها للحظات يراها تتلاعب بخصلة شعرها المرتاحة على جانب وجهها وكأنها نست استكمال حديثها فقال ينتزعها من صمتها مرة أخرى:
" ألن تتحدثي !؟"
ابتلعت ريقها تتعلق بملامح ابن عمها التي ربما استرخت عن اليومين السابقين، أو بالأخص بعد ليلة زفافهما والتي كانت أغرب ليالي الزفاف على الإطلاق فمؤكد لا توجد عروس تتمنى ليلة كتلك، تحس وهي تراه ينتظر حديثها بمعدتها تتقلص خائفة أن لا يتقبل ما ستقول لكنها حاولت استعادة رباطة جأشها و قالت متلعثمة بينما تتشابك عينيها مع عينيه:
" عمران أعلم بأنني اقتحمت حياتك"
صمتت تحس بالكلمات تؤلمها فيما هو تنبهت حواسه باهتمام جلي فاستند بيديه على المنضدة ينتظرها أن تكمل فأضافت:
" لكن ، أعني، أنت قلت أحيانا علينا ترك الإشراف وتولي مهمة القيادة!، ما قصدته أن علي البدء في هذا الحديث المعلق".
اتسعت حدقتاه يتعجب منها كيف تحفظ جملة قالها بلحظة يوم جهزا العشاء سويا ببيت أبيها، استعادة رباطة جأشه فيما ينتظرها أن تكمل بينما هي تأففت بضيق تحس بنفسها كالطفلة التي تتأتأ في الكلام، لاحت بسمة ترتسم على شفتيه يراها جميلة بحالتها تلك فهو لا يريدها كتلك الليلة منهارة حزينة باكية، ولا أن يظل يسمع أنينها طوال الليل كما يحدث منذ أول يوم دخلت بيته، رغم كل شيء يؤلمه زيارة كابوسها المزعج لها الذي يجعلها تصحو كل فجر صارخة لم أقتلك! وترتمي على صدره، ويظل يهدهدها قبل أن تهدأ وتقوم للصلاة وهي ترتجف كريشة تتلاعب بها الرياح،تبحث عن هذا الغريب الذي يغزو أحلامها ولا تعلم بأن من ينادي ترتاح على صدره وتشتكي له!؛ ابتلع ريقه يتمنى أن يغادرها هذا الألم الدفين، نعم أخطأت بحقه وحق نفسها وأبيها وكل شيء لكنها ابنة عمه حبيبة العمر رفيقة قلبه يؤذيه وجعها، يريدها ابنة عمه القوية وما يعزيه بأنها بعد ألم كل ليلة تستيقظ في الصباح نافضة عنها كل هذا وكأنها لم تعاني من كوابيس تخنقها، تشد قامتها وتتظاهر بأن لا شيء يحدث، تنبه من شروده فيما استرسلت هي منتزعة نفسها من ارتباكها:
" أعني بأنني بالفعل اقتحمت حياتك وأنت وافقت ولو مجاملة لعمك"
اسودت عيناه للحظة فيما يقبض على الكوب يكاد يهشمه، أحست بتشنجه وتبدل ملامحه لكنها حاولت أن لا يربكها هذا فتابعت بخفوت:
" لكن يا عمران علينا أخذ هدنة، أنت ابن عمي الذي أشعر بالأمان قربه ولن أنكر هذا أو أداريه أبدا فأنا اعترفت لك قبل بذلك وسأظل أقولها!"
ارتخت يده حول الكوب يحس بجسده المتشنج يرتخي ويتبدل إحساسه لشيء أخر؛ تلك المشاعر التي يحبسها تكاد تفك القيود وترفرف كالفراشات حول ابنة عمه، تنهد بخفوت فيما هي تتابع وقد ارتاحت لارتخاء ملامحه الذي وصل لها:
" ربما لا تراني بأنني لا أستحق بأن أكون ابنة عمك وهذا حقك! لا أستطيع أن أعترض"
أرخت أهدابها وذاك الألم يسري بكل جسدها يلتف حول عنقها لكنها ستبدأ ترميم الطريق الذي تهشم فبيدها كسرته وبيدها سترممه، زفرت بخفة قبل أن تضيف:
" لكن أعدك أن تغير رأيك!"
صمتت تراه يناظرها بغموض لا تفهم نظراته التي وكأنه يحبسها خلف قضبان بينما أضافت بتردد:
" أريد استعادة ثقتك يا عمران!"
اتسعت حدقتاه للحظة قبل أن يستعيد ثباته مضيقا عينيه في دهشة بينما هي تركت كوب الشاي من يدها وتشابكت أناملها بقوة حتى تكاد تشعر بأظافرها تخترق كفيها، اختلس النظر ليديها وتمنى لو يخبرها وهو يتابع أناملها ارتخي واهدئي فقلبي من يسمع يا ابنة الجبالي لكنه رفع نظره لها يتحاشى التأثر أكثر فيما يسمعها وهي تقول:
" أريد استعادة ثقتك وأستعيد لقب ابنة عمي الذي سحبته مني يا عمران!"
كانت خفقات قلبه تقرع كالطبول فيما يراها ويسمعها تطلب هذا، أهو بالفعل أمر مهم لها!؛ بل ما يسمعه منها صحيح!؛ لملم شتات نفسه قبل أن يستند بذقنه على قبضة يديه المرتاحة على المنضدة ثم قال في هدوء ونظرة غامضة:
" هل الأمر مهم هكذا!؟"
هتفت بلهفة ترفرف برموشها الكثيفة:
" بلى بن عمي وفوق ما تتصور!"
زفر بخفوت يحس بلسعة تسري بكل خلاياه ولا يدري ماهيتها أهي فرحة أم دهشة أم أن حبها الذي يطويه بعيدا عنه يغافله ويسري في خلاياه ثم أجابها بمهل يحاول التحكم في انفعالاته:
" وهل تظني بأن هذا سهل؟!"
أرخت أهدابها تكاد الخيبة تحيط بها لكنها استعادت القوة التي تظنها لن تحصل عليها بسهولة مرة أخرى لمواجهته ثم رفعت وجهها له قائلة بصوت متردد:
" لكنه ليس بالأمر المستحيل بن عمي، أليس كذلك!؟"
نظرة عينيها المترجية، صوتها المهتز رغم محاولاتها بعكس ذلك كان كل هذا يطرق قلب عمران بقوة، يطالبه بأن لا يردها خائبة فهو بالفعل وافق على الزواج منها وهذا لم يكن بالأمر السهل على رجلا مثله لكن لأجلها فعل!، تنهد بخفوت قبل أن يزم شفتيه بقوة يحاول أن يهدأ ثم قال:
" لنحاول!"
تنهدت براحة بينما ملامح وجهها تسترخي وترتسم بسمة رائقة على ثغرها قبل أن تمد يدها بتردد بالسلام له قائلة بحماس:
" عمران، لنتفق أن تكون تلك بداية جديدة!؛ أعرفك بنفسي أنا ابنة عمك سمر صلاح الجبالي؛ كانت تائهة في مكان لا يشبهها واليوم عادت لأهلها وتتمنى أن لا يردوها! هل قبلت!؟"
أجفل عمران لطلبها، ينظر ليدها مشدوها، يحس بالحصن الذي ظن بأنه أتقن بناءه ينهار أمام سمر التي يراها لأول مرة!؛ ابنة عمه التي تقتحم بأسلحة يعلم بأنه خاسر امامها لا محالة لكن لما لا يعطي لها فرصة وله بنفس الوقت على الأقل سيهدأ الأمر بينهما هذا ما فكر به بينما يمد لها يده يحتضن كفها بينها يحس وكأن صدمة كهربية سرت في كل خلاياه.
ابتسمت بشحوب تحس بأنها تخطو على أول الطريق والذي لن يكون عبوره سهلا لكنها ستحاول ولن تيأس! بينما هو ظل قابض بخفة على كفها ولم يتركها، ضيقت حاجبيها بتساؤل فقال وهو لا يزال قابض عليها:
" لم طلبت الزواج!؟ ولم يكن طلب للحديث معي أو حتى صداقة لو كنتِ ارتئيتي في ما يجعلك تجدين الأمان!"
أرخت أهدابها تطبق على شفتيها فيما تحس بأنفاسها تخفت رغم الدفء الغريب الذي تحس به وكفه يحتضن يدها، رفعت نظرها وقالت بارتباك:
" لا أعلم!؟"
تأملها للحظة فيما يراها تسبل أهدابها قبل أن يجيبها في هدوء بصوته الرخيم:
" سمر، أنتِ لست بطفلة وأنا كذلك لذا إن كنتِ تريدين حقا بداية فعليكِ تقديم ما يجعلني أوافق!"
رفعت يدها الأخرى تقبض على دمعتها المدلاة من سلسالها فتعلق بها يحس وكأنها تستمد قوتها بينما هي قالت :
" عمران، كيف سأظل أحدثك بما أشعر به وما يضيق به صدري دائما وأنا بمكان آخر،كيف سأظل قربك وأحكي دون مانع لهذا؟؛ كيف أتي وأعيش هنا وأنا صديقتك!؟"
ابتسمت بشحوب وقالت تتصنع المرح ربما خف التوتر قليلا فهي تعلم بأن أسبابها ربما غير قوية ومقنعة له لكن هذا ما تقدر على قوله الآن!:
" لا يليق بي، صحيح ابن عمي لكي أعود لأرض الجبالي كان علي أن أتي كزوجة لك!"
زفر بخفوت لا يعلم هل عليه أن يحس بالسعادة أم الحزن؛ مشتت بين مشاعره، وما يصله من مغزى حديثها والذي يحس كأنه صعب تحديد ماهيته لكنها نظرت ليده المطبقة على كفها وقالت برجاء:
" عمران، أقسم لم أفكر باستغلالك أبدا، ربما تراني أنانية سأتحملها لكن لا تقل أستغلك أرجوك"
زفر بصوت عالي وقال بنبرة هادئة رغم الاشتعال داخله بتلك المشاعر المختلطة التي لم يعد يعرف أيهم يتولى القيادة:
" لم أقل"
قالت بخفوت وصوت متحشرج:
" بلى قلتها يوم…"
قاطعها قائلا وهو يرى دموعها تنير كنجوم في عينيها:
"لم أقل الآن!"
ابتسمت بشحوب وقالت:
" لي طلب واحد"
أجابها متعلقا بعينيها:
" أخبريني"
" إن وجدت نفسك في يوم لم تعد لك القدرة على تحمل قربي"
أرخت عينيها عنه تحس بدموعها تهددها بالانهيار قبل أن تضيف:
" أخبرني وسأتقبل"
أحس بصدره يضيق بأنفاسه يهمس داخله ( بل أتمنى لو كان ما بيننا ليس لجوء بل حب وظللتِ طوال العمر في حضني) قبل أن يجيبها( حسنا)
رفعت عينيها له وقالت تسأله:
"نتفق؟"
قبض أكثر وبرقة على كفها فكان كأنه ينثر في خلاياه دفء هذا الشعور الذي ظن بأن غضبه من سمر سيمنعه عنه قبل أن يجيبها ببسمة هادئة:
" نتفق!"
ثم تابع بينما يتأمل وجهها الذي تخضب بحمرة تأسره بعدما كان افتقدها اليومين السابقين بعد انهيارها:
" وأنتِ إن تراجعت عن طلب اللجوء أخبريني!"
أجابه الصمت ونظرة عينيها التي ظن للحظة أنها عبست لكنها اغتصبت بسمة قائلة:
" سأفعل"
ترك يدها بخفة رغم كونه يتمنى عكس ذلك، قبض على كوب الشاي فيما يراها تقبض يدها لها بارتباك قبل أن تقول:
" إذن لنتناول الكيك ابن عمي"
صمتت لحظة ثم قالت برواق:
" هل يحق لي إضافة بند جديد للاتفاق!"
ضحكة عالية رجولية فلتت من بين شفتيه هو بنفسه لم يعرف كيف غافلته والتي أجفلت سمر هي الأخرى تتعلق به للحظة ترفرف برموشها قبل أن يقول وملامحه تعود لهدوئها:
" أي بند سمر!؟ أخبريني وعلى حسب طلبك أفكر!"
هزت رأسها تنفض إجفالها فيما تستند بيديها على المنضدة تميل قليلا بجذعها وتقول :
" بند بسيط، سنحذف مبدأ إخدم نفسك بنفسك! وتكون مشاركة بما أننا نعيش معا، موافق!؟"
قالت كلمتها الأخيرة بترجي فيما تضيف تحت أنظاره الغامضة:
" شاركني على الأقل تلك الأشياء البسيطة عمران، فوحدتي بكل شيء تقتلني أكاد أختنق"
همس داخله يتأملها للحظات لم يعدها:
"بلوة عمران ! التي أتى بها لهنا!؛سلامتك من أي وجع وقلبه لا يردك!"
ثم زفر بهدوء قبل أن يجيبها وهو يأخذ كوب الشاي ليرتشف منه يخفي ورائه انفعالاته:
" حسنا سمر"
تنهدت في راحة فيما ترك كوبه فهمست متسائلة:
" لما تركته!؟"
أجابها ببطء " برد"
قامت من مكانها تمسك الكوب هاتفة : "سأعد غيره"
وقبل أن تتحرك قبض على يدها الممسكة على الكوب قائلا:
" لا، لا تفعلي، لا ترهقي حالك"
نظرت ليده الممسكة برقة بها وتلعثمت قائلة تطرق أجفانها :
" لن يرهقني الأمر بشيء"
سحب يده وأرخى أهدابه يلتقط قطعة الكيك قائلا بصوت حاول أن يكون هادىء رغم العاطفة الجياشة داخله فور رؤيتها ملتهبة الوجنتين، ترخي عينيها عنه في وجل فطري:
" فقط لا أريد، لذا إجلسي"
همس داخله يختلس النظر لها وهي تعود لمكانها:
" فتلك اللحظة التي جمعتنا لا تعوض يا ابنة عمي!"
تأملها للحظات لم يعدها فيما هي تقضم من قطعة الكيك وتحتسي الشاي البارد، كانت وكأنها أميرة خرجت من أحد الحكايا لأجله فقط، ابتلع غصته التي لا تريد تركه وابتسم في شحوب هامسا بخفوت:
" ربما تلك الهدنة مسكن لأوجاعنا سمر حتى ولو مؤقت وغير قوي المفعول!"
★★★
يتبع 🥰💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 09:03 PM   #183

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الشركة
على منضدة مستطيلة بأحد جوانب المكتب الخاص بأحمد والذي يوحي كل شيء فيه بالفخامة كان ينحني بجذعه ويستند براحتي يديه عليها، يتأمل التصميم الذي وضعه أمامه بابتسامة راضية عما أنهى أخيرا، بينما يتابعه على الجانب الآخر من الطاولة جلال والذي كان وجهه مكفهر فمنذ عاد أحمد ولم يتحدث معه سوى في إطار العمل، مسح جلال على وجهه بإرهاق ثم عاد يحدق في أحمد الذي انشغل عن وجوده أو افتعل ذلك!
قال جلال في هدوء:
«أحمد»
أجابه الأخير دون أن يرفع نظره عن التصميم:
«نعم»
رفع جلال حاجبه باستنكار ثم قال:
«هل توقفت علاقتنا لهنا!؟»
اعتدل أحمد في وقفته يمسد لحيته قبل أن يقول بابتسامة باهتة باردة :
«أي علاقة!؛ تتحدث كأنني حبيبتك وتركتك»
زفر جلال بحنق ولم يلتفت إلى دعابة أحمد التي كانت مغلفة ببرودها ثم قال بينما تتعلق عينيه بوجه صديقه الذي لم يعد كالسابق:
«كنا أكثر من هذا فالصداقة التي بيننا أقوى من أي علاقة يا صديقي»
ضغط على حروف آخر كلمة كأنه يحاول إيصال معنى الكلمة له.
تحرك أحمد يذهب إلى مكتبه، يجلس على الكرسي الوثير ولف به قليلا ثم توقف عن الدوران واستند بيديه على المكتب يدق بأنامله بحركة وتيرة ينظر لجلال الذي لا زال على وقفته ولم يتحرك ثم قال بنبرة هادئة:
« لا يوجد شيء قوي ولا علاقة أقوى من الأخرى!»
تحرك جلال ناحية المكتب يحدق فيه بغرابة قبل أن يجلس على أحد الكراسي الموجودة أمام المكتب فيما تابع أحمد بعد تنهيدة طويلة:
«كل العلاقات لها نهاية كما لها بداية، وحتى لو أن هذه العلاقات تمتلك تلك القوة أن لا تنتهي إلا أن هناك دائما نقطة ضعف تجعل كل هذا يهوى!»
ضيق جلال عينيه وكلمات أحمد تصفعه فهي لا تحمل سوى معنى واحد، بأن صداقتهما انتهت، وهذا ما يعلنه له أحمد صراحة!.
كز على أسنانه ينفض عنه أي شيء من تلك الأفكار، وهز رأسه كأنه يبعثر أي مما يجول في ذهنه بعيدا عنه ثم قال بعد تنهيدة طويلة:
« أحمد، قلت لك ووضحت ليس لي شأن، أقصد لم أعرف أنها..»
هدر صوت أحمد بينما يخبط على مكتبه بقبضة يده قبل أن يقول من بين أسنانه فيما يحاول الرجوع لهدوئه :
«قلت لك الحديث بهذا الأمر انتهى»
ثم وقف من مكانه يضع يديه في جيب بنطاله قائلا بصراحة مفرطة:
«لم يعد بيننا سوى الشراكة والعمل، أي شيء غير ذلك لم يعد له مكان ولا أريد فتح دفاتر أحرقتها وأصبحت رماد»
اكفهر وجه جلال فيما يقف من مكانه والصدمة تعتلي ملامحه؛ يتأمل وجه أحمد الجامد بينما يستعيد كلمات نورا، بأن من عاد ليس أحمد بل آخر يشبهه، لكن أوليس هو السبب في تغيير صديق عمره، هو من وضع المسافات والسدود، لكنه أوضح له مرارا، لم يعرف إلى متى سيظل يكررها كي يصدقه!؟، لما يلومه على خطأ ليس له ذنب فيه، ألا تشفع له عشرة العمر!!.
تنهد جلال يحاول أن يكتم إنفعاله قبل أن ينتزع بسمة عملية على شفتيه قائلا:
«حسنا باش مهندس، وبما أننا قد انتهينا من اجتماعنا حول التصميم سأعود لمكتبي»
صمت لحظة يتابع قسمات أحمد الباردة ثم قال:
" لكن حين تزاح تلك الغشاوة ستجد باب صداقتي مفتوح باش مهندس"
ثم التفت عنه دون انتظار لرد يغمض عينيه بقوة ويعتصرهما يحس بألم خفي يسري في كل خلية فيه فيما يخطو تجاه الباب بينما أحمد حدق بظهره بملامح جامدة لا توحي بشيء.
في غرفة مكتب جلال وقف خلف نافذته الزجاجية يتأمل المنظر بشرود فعلاقته مع أحمد بالفعل انتهت اليوم، بل ربما لم يعد له أمل في إعادة بنائها، فأحمد لن يسامح، وضع يديه في جيب بنطاله زافرا بصوت عالي قبل أن يهمس:
" أليس لكل منا فرصة ثانية، ألا يحق لنا لو أخطأنا دون قصد أن نعتذر ويتقبل اعتذارنا!، ألا يكفي رصيدنا بقلب من نحب كي يغفروا لنا!"
آهة خافتة فلتت من بين شفتيه قبل أن يزفر بعمق يحاول نفس وجعه و يخرج يده من جيب بنطاله يأخذ هاتفه من سترته يطلب رقم بعينه!.
بعد وقت لم يطل كان الآخر يرد ببشاشة هاتفا:
" جلال منصور يا مرحى"
همس جلال بخفوت قائلا:
" عذرا عطلتك عن عملك"
هتف خالد بينما يترك مكتبه ويجلس على الأريكة الوثيرة في أحد زوايا الغرفة وقال:
" هل يوجد بين الأصدقاء اعتذارات يا رجل، ثم أن اتصالك أسعدني"
شرد جلال للحظة لم يعدها قبل ان ينتزعه خالد من صمته وقال بتردد:
" هناك ما يضايقك جلال!؟"
رد الأخير بلهفة :
" أبدا خالد، لم تقول ذلك!؟"
زفر الأخير بخفوت قبل أن يقول:
" صوتك متغير ووصلني هذا!"
أجابه في هدوء:
" لا يوجد شيء فقط من ضغط العمل"
بسمة جلال التي عادت خلال حديثه مع خالد وبعض الراحة التي غزت قلبه كانت كفيلة كي يكمل يومه نازعا عنه الطاقة السلبية التي أحاطت به من كل مكان.

★★★★
يقف خلفها مباشرة لا يفصلهما شيء، يطوقها من خصرها بذراعيه بينما يستند بذقنه على كتفها يستنشق عبق شعرها الذي تحركه رياح الخريف التي تتسلل من النافذة المطلة على البحر، فيما كان عطرها يملأ رئتيه فيجعله يحس بالثمالة، همست بخفوت بينما كفيها يحتضنان يديه المرتاحتين على خصرها:
" لم أنت هكذا صامت يا علي؟!
زفر بصوت عالي فلفحت أنفاسه الساخنة جانب عنقها قبل أن يقول بهدوء:
" غارق، ثمل يرتشف على قدر استطاعته من عبق عطرك ليرتوي ندى قلبي"
تبسمت راضية تزفر براحة ونشوة هامسة:
"أحبك يا قلب ندى"
اعتدل بوقفته يديرها له لتتلاقى عينيهما بينما يده امتدت تداعب جانب وجهها والأخرى تلتف حول خصرها، يتنهد بصوت عالي هامسا بصوت أبح من العاطفة:
"أظن إلى الآن أنني بحلم وأخاف أن استيقظ ولا أجدك"
رفعت راحتي يديها تحتضن وجهه بينما تقول بحب:
" لم يعد حلم يا علي، أصبحت واقع لك كما أنت لي، ألمسك واشعر بك"
تأوه بعلو تلفحها أنفاسه الحارة يداعب شفتيها بأنامله قائلا بصوت متحشرج فيما يحس برعشة شفتيها التي انفرجت :
" كأن الكلمات من بينهما امتزجت بالعسل"
همست بعدما قبلت أنامله التي تداعب شفتيها:
" بل امتزجت باسمك وبك ياعلي"
قبلها بخفة على شفتيها يحس بالخدر قبل أن يضمها لصدره، يشعر بدقات قلبها الصاخبة التي تضاهي دقات قلبه، بينما يده تداعب خصلات شعرها..
همست بخفوت
" ليتك تحبني هكذا دوما"
ضمها اكثر بينما يقول:
أنا كلي ينطق بك، كلي أنتِ، كلما مر الوقت ازداد حبك في قلبي"
تأوهت بخفوت بينما هو تابع بحرارة :
"اشتاق لك وأنت قربي وأكاد أضمك داخل قلبي وكأن ذراعي ليستا كافيتين"
رفعت وجهها له، يراها ببسمتها الخجول ووجهها المتخضب بحمرة قانية بينما تهمس بدفء:
"كل هذا أنا يا علي"
رد عليها بوله:
" بل أقل بكثير ليتني أصف ما أحس به ندى قلبي"
كادت ترد لكن يده التي امتدت خلف رأسها يقرب وجهها جعلها تصمت تناظره بتساؤل ولم يطل هذا فيما ينهل من شفتيها عل الشوق يهدأ، تركها بهدوء يتأمل ملامحها الخجول وشفتيها التي تحمل آثار شفتيه فيجده يشتاق أكثر فيعاود الكرة لكنه يتذوق بمهل بينما هي تبادله باستحياء فتزيد من ثمالته وشوقه فيظل محتفظا دون حاجة لهواء..

يتبع💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 09:04 PM   #184

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

تركيا..
يقف بقامته الطويلة الرياضية رغم كبر السن وشعره الأشيب بوضوح يحدق في المقبرة من خلف نظارته السوداء بينما يحمل في يديه باقة زهور بيضاء، قبل أن ينحني وينزل على ركبيته غير مكترث ببدلته الأنيقة، يضع الزهور على المقبرة ويخلع نظارته ذات الماركة المعروفة ووضعها في جيب سترته.
مرت لحظات صمت ربما طالت وهو يحدق بالمقبرة كما لو كان يتأمل شخصا حيا، لامس الحجارة الباردة بيده كأنه بذلك يعانق من داخلها، يلمسه ويحس به!؛ تصله البرودة والألم ! أطلق تنهيدة عميقة مرتجفة قبل أن يهمس بصوت أجش:
« دانا، كم أشتاق لكي كل لحظة تمر أكثر مما قبلها، أبكيك كل يوم إلى أن يجمعني الله بكِ»
صمت لحظة يشعر بخفقات قلبه تهدأ وكأنها تغادر إليها تاركة إياه، نيران تشتعل في صدره في كل لحظة يحتاجها فيها ولم تعد قربه لكن كل ما يعزيه بأنه يأتي إلى هنا يحكي لها ويفضفض عما يحبسه في صدره وقلبه يخبره بأنها تحس به.
يتابع بألم وبصوت متهدج:
« أنتِ الوحيدة من كانت ستساعديني لكنك لستِ هنا."
أرخى أهدابه كأنه لا يملك القدرة على مواجهتها قبل أن يقول وهو مطرق الوجه:
"أولادنا يا دانا فقدتهم، خالد وسارة انهارت علاقتي معهم!»
زفر بحرارة قبل أن يقبض بكفه الأسمر على حفنة من التراب مضيفا:
« لن يسامحونني، أعلم حقهم، لكن ألم يروا الندم جليا في عيني!؟»
تنهد طويلا يقبض أكثر على التراب حتى ظهرت عروقه قبل أن يتابع:
« أعلم بأنني رجل لا يجيد الاعتذارات وكنتِ أنتِ الوحيدة التي تفهمي اعتذار عيني، لكن يا دانا لم يفلح الأمر مع اولادنا!!»
اختنق صوته :
«دليني يارفيقة عمري كيف أردهم لي؟!»
رفع يده لأعلى قليلا يفلت التراب وينثره من كفه قبل أن يضيف بصوت متهدج:
« بعدما أفلتوا مني ومن قلبي خائبين، لم أقصد أن أكسر سارة وأعلم بأن الاعتذار لا يكفي، لكن سبع سنوات مرت ألا يكفي لقبول توبتي!!».
سمح لدموعه الحبيسة أن تهطل والتي لا يحررها سوى أمام قبر زوجته؛ حينما يحكي ألمه لها، مسح وجهه بتعب قبل أن يقول:
«كل مرة آتي لزيارتك أعيد نفس الكلام لكن من يسمعني سواكِ حبيبتي، أتي إليكِ محملا بالهم وأعود خفيفا رغم الوجع بقلبي»
ابتلع ألمه يهمس:
" زاد وجعي يا دانا مع خصامك لي، لما تأخرتي علي، كنتِ تأتيني كثيرا بأحلامي بتِ بعيدة، هل يؤلمك ألم سارة!؛ أرجوكِ لا تفعلي أنتِ الأخرى وتغضبي مني فقلبي لم يعد يتحمل حبيبتي"
أغمض عينيه يعتصرهما وفتحهما بتمهل فيما يقف ويعتدل بجسده قبل أن يرتدي نظارته يسحب نفسا عميقا ثم زفر بصوت عالي يستعيد وقاره وهيبته هامسا:
«سلاما حبيبتي، لن أتأخر بزيارتك»
★★
في أحد الدول العربية
" مامي، أريد السفر له والتحدث معه ولن أيأس أبدا"
قالتها ياسمين بينما تجلس على السرير الذي يتوسط غرفة أمها.
أشاحت الأخيرة بوجهها بينما تفتح خزانتها ترتب بعض الأغراض، فعادت الفتاة تكرر كلماتها دون هوادة، تنهدت أمها بضيق قبل أن تلتفت لها وتقول بنفاذ صبر:
"ألم تسأمي من كثرة الاتصالات التي لا يرد عليها!؛ ياسمين لن أسمح لكِ بأن تتصلي به مرة أخرى "
عبست ملامح الفتاة قبل أن تقوم من مكانها وتسير تجاه أمها تحتضنها في محاولة لأخذ موافقتها وقالت بترجي:
"أمي، هذا أخي ولن أتنازل سوى أن يقول لي بنفسه أنه لا يريدني!"
رفعتها أمها من على صدرها بهدوء وأمسكت ذراعيها ثم قالت بحنو:
" ياسمين، نحن اتصلنا كثيرا وأنا حاولت على مر السنوات حتى أنني لم أعد أذكر عدد محاولاتي في التقرب من أحمد دون أن يلين قلبه للحظة، أخاف أن يكسر خاطرك حبيبتي"
صمتت لحظة تبتلع ريقها بألم فيما ترى الحزن على ملامح ابنتها ثم أضافت بعدما زفرت طويلا ربما ألقت بوجعها خارجها:
" سوف تتألمين ياسمين، وأنا وأبيك لن نتحمل هذا"
ضمتها ياسمين مرة أخرى ثم رفعت رأسها تنظر لها بتوسل وقالت:
" مامي لن أتألم، لا يغرك سني الصغير هذا، صدقيني أنا من سيعيد أخي"
وأشارت لحضن أمها فيما تتابع :
" حيث تتمنين مامي، فاتركي لي فرصة!"
صمتت أمها للحظة كأن الكلمات تدور برأسها قبل أن تهز وجهها وتعود لما كانت تفعله في محاولة لعدم الاستماع لكلام ياسمين ثم قالت بتصميم:
" لا لن أسمح لكِ"
تأففت الأخيرة بينما تضرب برجلها الأرض فمثل كل مرة تبوء محاولاتها لموافقة أمها للسفر لأخيها بالفشل وبخطى حزينة كمشاعرها الآن خرجت من الغرفة..
تركت أمها ما بيدها تمسح دمعة حارة وجدت طريقها على خدها فيما تهمس بألم:
" كل يوم بل كل لحظة أحاول واتصل ويغلق في وجههي فماذا سيفعل معك صغيرتي وأنتِ لست أخت شقيقة له بل ابنة المرأة التي تنازلت عنه و الرجل الذي يكرهه!"
بيد مرتعشة مدت يدها داخل الخزانة، ومن أسفل ملابسها أخذت هذا الإطار الفضي الذي يحتضن صورة أحمد!.
كتمت شهقتها بظهر يدها فيما تذهب إلى لتغلق باب غرفتها قبل أن تتوجه إلى سريرها تجلس على طرفه بينما تتعلق عينيها بابنها، بِكرها الذي اشتاقت لرؤيته، انهمرت دمعاتها الحارة على وجنتيها بينما تلمس ملامحه بحنو كأنه واقع أمامها…
همست بصوت متحشرج ويديها ترتعش فيما تمررها على صورته:
" تكره أمك يا أحمد!؛ تشكك في حبها لك، أعلم لديك حق، لكنني ظننتك مع الوقت ستحاول أن تفهم ما حدث، لكنك لم تحاول ابني!"
زادت شهقاتها فيما تضم الصورة لصدرها فيما تحس وكأن أنامل باردة تعتصر قلبها ،هتف بصوت مخنوق:
" لحظة الضعف التي مررت بها هذا اليوم منذ ستة عشر عام !!؛ لم أتحكم في أعصابي رغم أنني استطعت ضبطها طوال عشرة سنوات عايشتها مع أبيك!؛ الرجل الذي لم تعرفه على حقيقته !!؛ فقط لأنني أردتك أن لا تخسر قدوتك وأبيك"
انحنت بجسدها تحس بقواها التي ترسمها تضعف فيما تضيف:
" لكنني من خسر، فقدتك يا ابني …."
مسحت وجهها بأناملها المرتعشة فيما تكمل:
"ألم يحنو قلبك للحظة وتذكرتني كيف كنت قبل هذا اليوم؟، ألا تذكر كيف كنا نحيا ابني؟، فأنا كنت أعيش لأنك معي "
آهة عالية فلتت من بين شفتيها لم تستطع كتمها قبل أن يقطع وصال نحيبها صوت الهاتف…
التفتت تنظر للرقم المتصل ولم يكن سوى زوجها..
بسمة واهنة غزت ألمها قبل أن ترد محاولة الهدوء لكن بشوق لم تخفيه:
"حاتم.. حبيبي"
تنهيدة عالية وصلت لها قبل أن يقول بصوته الحنون:
" علي ترك عملي كي أظل جانبك حتى لا تبكي رقية"
مسحت وجهها فيما تقول بلهفة:
" ومن قال أنني أبكي!؟"
ضحك بخفوت قبل أن يقول:
" الرجل الذي ينبض قلبه لأنك قربه،والذي يحفظك كظهر يده يا رقية لن يعرفك من صوتك!"
ابتلعت ريقها بألم تحاول كبت دموعها وألمها قبل أن ترد:
" دوائي أنت يا حاتم"
" ليتني كنت أملك قوة سحرية لأزيل ألمك عن قلبك يا رقية لكنكِ قيدتني بوعد يرهقني"
نظرت للصورة بيدها تزفر بألم قبل أن تغتصب بسمة على شفتيها وتغير مجرى الحديث:
" متى تأتي حاتم اشتقنا لك!"
زفر طويلا يعلم بأنها لن تجاريه في حديثه قبل أن يجيبها بشوق:
" قريبا سيدة قلبي"
★★★
انتهى الفصل، يسعدني رأيكن 💜💜
★★★


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 09:44 PM   #185

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 6 والزوار 36)
‏آمال يسري, ‏user0001n, ‏أميرةالدموع, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏هاديةضاهر, ‏om ahmed altonsy
💜🌺🌺💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 09:53 PM   #186

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 54 ( الأعضاء 10 والزوار 44)
‏آمال يسري, ‏reemabdo, ‏أووركيدا, ‏دينا نبيل, ‏سهى قيسيه, ‏user0001n, ‏أميرةالدموع, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏هاديةضاهر, ‏om ahmed altonsy
🌺🌺💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-03-21, 10:39 PM   #187

om ahmed altonsy

? العضوٌ??? » 461335
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 153
?  نُقآطِيْ » om ahmed altonsy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روووعه ما شاءالله عليكي حبيبتى تسلم ايديك منتظره الفصل الجاي علي 🔥❤️🔥🔥🔥🔥

om ahmed altonsy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 12:00 AM   #188

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاااسع طووويييل وأكثر من رائع وغني بالتعبيرات والالفاظ البلاغية القوية ..
وفيه كمية كبيرة من المشاعر المثيرة والمؤثرة ..
الموجعة الحزينة ..والمؤلمة .. عمران وسمر .... حيرة وتشتت وضياع ... وشعور بالذنب بات يرهق سمر ويقض مضجعها ..
.الى جانب مشاعر حب رومانسية جميلة بين علي وندى اللهم لا حسد ...

يعطيك العافية أمولة ابدعتي في كل كلمة في هذا الفصل ..
جاري قراءة الفصل العاشر ...
❤❤🌹🌹🌹


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 04:08 PM   #189

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


وجئت الى قلبك لاجئة ..
الفصل 9/10

فصلين طووااال زخمين باحداث وتفاصيل وحوارات اكثر من رائعة ..تشويق واثارة واسلوب قمة في الابداع والفاظ وتعبيرات تحففة .. خليط من ثلج ونار ...سلمت يمناكِ على ما خطت وكتبت ذلك الابداع آمال ...👍👏👏


سمر وعمران ..
رغم الحيرة والتشتت والضياع الذي يعيشه عمران لازال متماسك كصخرة صلبة امام كل مغريات سمر ولم يرق قلبه لها ... حواراتهم رغم صقيعها لكن تحتها نار مستعرة ..
لقد اصبحت بالنسبة لعمران بلوة ابتلى بها لا فكاك منها ..😉
حوارهم الصامت دليل تواصلهم معا وهناك جذوة مشتعلة بينهم لم يزال الرماد عنها بعد ..
حديث سمر عن ابداعتها في المطبخ مضحكة تسلي نفسها في وحدتها ..
مخاولة سمر في البدء من جديد وتناسي الماضي من خلال هدنة بينها وبين عمران لتستعيد ثقته به ولقبها الذي سحبه منها ابنة عمي ... مهم لديها اخطات هي في البداية وتحاول اصلاح خطاها بشتى الطرق مع عمران ..الاهم ان يتسجيب لها عمران ولا يصد محاولاتها ...ويساعدها ... ويستوعب مغزى ما ترمي من حديث مبطن ..

هنية ومصطفى ...
ورفيقا درب في الحياة الزوجية مملوءة بالحب والاكتفاء رغم عدم ارادة الله لهم بالانجاب لكنهم راضين قانعين بما كتبه الله لهم يعتبرون علي وعمران اولادهم يشعرون بهم بفرحهم واحزانهم بسعادتهم يقراون العيون وما تخفي خلفها من مشاعر لا يفهمه الا من يقرا العيون بشفافية واحساس ..

جلال وأحمد ..
صداقة مشروخة لم تعد كما كانت البرود والعمل يغلفها .. وهذا احزن جلال كثيرا ..
بعد أن صده احمد ولم يستجب لمحاولاته في اعادة احياء علاقتهم من جديد ..د أخطا جلال دون ان يقصد اذية صديقه واحمد لم يمنحه فرصه ليعتذر اة يغفر له ذلك الخطا غير المقصود ..

اما على وندى ..
غارقين في العسل 🍯🍯🍯🍯🍯وان شاء الله على طول في العسل ولا يحدث ما يعكر صفو استقرارهم وحبهم ...😉

والد سارة وخالد ..
في البداية اعتقدت ان سارة هي اخت احمد ... 😬
تاكدت ان خالد وسفرة من والدين احدهما متوفي والاخ يبكي على ضريحها يشكو لها اولاده ... فهناك ما حدث او فعله بحق ابنته سارة وام تسامحه حتى بعد مرور تلك السنوات والعلاقة متوترة باردة لا تواصل بينهم ...بانتظار قصتهم 😎

اما ياسمين الاخت غير الشقيقة لاحمد والتي تحاول مد الجسور مع احمد ووالدتها تخاف عليها من كسرة الخاطر فهو لم يتوانى عن كسر خاطرها ورفضها علانية وصريحة غير متقبل وجودها في حياته رغم احتياجه لها ... فكل تلك السنوات لم تنسيه لحظة تركه وتخليها عنه معلنة صراحة انها ام تريده وان كان هناك حلقة مفقودة ما بين الحديث واضح انها مضطرة للصمت حتى زوجها حاتم الذي جعلته يوعدها بالا يتدخل ... رغم حبه لها وسعادتها وانجابها لياسمين لكن تبقى سعادتعا منقوصة في ظل غيباب وابتعاد أحمد عنها ورفضه لها ...


يعطيك العافية حبيبتي استمتعت جدا بقراءة الفصلين بكل احداثهن وتفاصيلهن وبانتظاااارك بشوق كبير للقادم خاصة بعد الهدنة ما بين عمران وسمرة اتطلع بوق لسير العلاقة بينهم ...🌹🌹❤❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-21, 09:22 PM   #190

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الحادي عشر
★★★
بداية البداية
______
ساحرتي
في عينيك تعويذة ألقيتِ بها في قلبي بأنكِ لي فأوفِ بها ولا تبخلي.
____________
"لا تضع يديك علي يا علي!؟"
قالتها ندى بصوت مخنوق متوتر بينما تخلع حجابها تعلقه في خزانة الملابس بغرفة الفندق!
قبض يده له ثم قال محاولا التحكم في أعصابه فيما يتابع حركاتها المتوترة في خزانة الملابس:
" ما بالك ندى لم يحدث شيء، لما تلك العصبية!؟"
حدجته بنظرة غاضبة قبل أن تدير وجهها عنه تتجه إلى الأريكة تجلس عليها وتنحني تخلع حذائها فيما هو سار ببطء تجاه الأريكة يجلس جانبها ثم التفت يناظرها بعينين غير مصدقتين! لغضبها الذي لا يرى له مبرر قبل أن يضيف بنفاذ صبر :
" انطقي ندى هل ستعاقبيني بصمتك!"
التفتت له تناظره بصمت بينما دموعها تكاد تنهمر قبل أن تقول بصوت مرتعش وعينين مهتزتين:
" أنا لا أعاقب واذهب حيث تريد علي؛ إفعل ما تشاء"
قامت من مكانها بينما هو حدق في ظهرها مشدوها؛ تخرج من الخزانة ملابسها التي سترتديها قبل أن يستفيق من صدمة حديثها ويقوم من مكانه يديرها لها ويقبض على ذراعيها بخفة قائلا:
" ماذا تقصدين بافعل ما تشاء هل رأيتني هكذا يوما لتقوليها الآن!"
اختنق صوتها تسبل أهدابها ثم قالت بصوت متحشرج:
" اتركني علي"
وأخذت ملابسها بينما تنتزع نفسها من بين يديه تتجه إلى الحمام دون أن تلتفت له!.
أرخى يديه جانبه بخيبة يحدق في ظهرها مشدوها بتلك الندى التي لم يرها يوما!، جلس على طرف السرير ينحني بجذعه بينما يستند بيديه على ساقيه يستعيد غضب ندى فيشعر باختناق في صدره يحس بالألم والخيبة،كيف تشك ولو للحظة واحدة بأنه قد ينظر أو يتقرب لغيرها وهو الذي ظل طوال عمره جانبها، تربت على يديه ومعه؛ ألا يكفيها هذا الحب الذي يغدقها به دون حساب لكن تلك الفتاة التي ظلت كالهرة الناعمة اليوم كانت كالنمر شرسة وهي تكاد تخبش من يقترب من صغارها!.
ظلت ندى في الحمام لفترة لم تحسبها، لم تعلم كم ظلت تحت المياه لا تدري بها إن كانت دافئة أو باردة؛ بل أنها تحس بقطرات المياه كالوخزات في جسدها حينما تتذكر نظرة الفتاة لعلي وغنجها الذي لم تداريه حتى في وجودها وكأن علي حق مكتسب، هل ممكن أن تفقد علي بسبب إحداهن!؟، هزت رأسها بوهن نافية ما يتبادر في ذهنها تحس بالهواء يحتبس في حلقها بينما تغلق رشاش المياه وتلتقط الفوطة تنشف جسدها وشعرها قبل أن ترتدي قميصها الأبيض الذي ارتدته ليلة زفافها!؛ لم تعلم لم اختارته بالذات، هل تذكر علي بأنها عروسه، هل لا تثق بذاتها؟، ابتلعت غصتها بينما تربط حزام مئزرها عليها!.
انتزع علي من شروده صوت الباب الذي فتح للتو فرفع رأسه يتابعها بهدوء بينما يراها تسير بثقل كأنها تحمل أثقالا فوق كتفيها فيما تجلس على كرسي طاولة الزينة تمشط شعرها والصمت الرهيب يعم بينهما لم يقطعه سوى صوت السشوار الذي استخدمته للتو.
للحظة التقت عيناهما العاتبة في المرآة كلا منهما بما يحمله من ألم دفين، يشتعل في قلبه، انتزعت ندى عينيها تنتبه لما تفعله فيما تضع السشوار مكانه، تضع أحمر الشفاة الذي يحبه علي!، وعطرها الذي دائما ما يخبرها بأنه يجعل أنفاسه تتسارع كأنها في سباق كي تعانقها، رغم كل ما بينهما الآن إلا أن بسمة حانية ارتسمت على شفتيه وهو يراها رغم غضبها البادي عليها منه إلا أنها تتزين بتلك الطريقة التي تعلم بعشقه لها، حتى شعرها البني الذي ارتاح على كتفيها، سحب نفسا عميقا قبل أن يراها تقف من مكانها كي تنام كأنها لم تغضب ولم تمتلأ عينيها بدموع تكاد تخنقه ولا كأنها جعلت مشاعره الحارة تشتعل وستتركه يتخبط في ليل طويل دونها، هل هي مجنونة ظنت بأنه سيتركها هكذا؛ الندى تناوره وهو يعشق هذا لا بأس!؛ وقبل أن تقترب من السرير كان علي ينتفض من مكانه في حركة سريعة ويقف أمامها قائلا بصوت عميق فيما يتعلق بوجهها الذي لا يليق أبدا مع عروس تزوجت منذ عدة أيام:
"سنتحدث"
هزت رأسها بنفي تشيح بوجهها تربع يديها على صدرها فيما ترجع بخطواتها عنه بينما عينيها تكاد تذرف الدمع الحبيس الذي يحرقهما.
قال بحزم بينما يتمسك بخصرها يعيدها أمامه و يدير وجهها له بحنو:
" لن أتركك تنامي قبل أن نتكلم، لن تنامي وفي عينيكِ دمعة واحدة !"
صمت يراها ساكنة فتابع بينما يمسح على شعره يزفر بخفوت:
"ما حدث بالخارج سوف يحل في لحظات لأنه لا يستحق هذا!"
ضيقت عينيها تتخصر في وقفتها ترتد عنه تحس أنه سوف يخدعها بحلو كلامه بينما عينيه تعلقت بقميصها الذي جعل النبضات في قلبه تزداد خفقة تلك التي جربها أول مرة رآها ترتديه ليلة زفافهما لكنه غض النظر عنه يتعلق بوجهها الغاضب فيما تهتف معترضة:
" أتعني بأن صديقة الجامعة التي كانت تتدلل عليكِ أمامي أمر لا يستحق!"
صمتت تناظره بضيق بينما هو لا زال على وقفته ينتظرها أن تفرغ كل غضبها فتابعت تشوح بيدها ووجهها ممتعض:
" الفتاة تتدلل بطريقة وقحة!"
أحست بأنفاسها تغادرها فيما تجز على أسنانها تكاد تهشمها ثم قالت بحدة بينما تنهمر دموعها كالشلال الذي لا تستطيع التحكم فيه:
" تلك الحمقاء البغيضة!"
زفر بخفوت فيما يقترب الخطوة التي تفصلهما ثم مسح دمعها الذي انهمر من على وجهها بيديه الحانيتين وقال بدفء:
"وهل تركتها تكمل،لا لم أفعل!؛ تنكرين!"
صمت يراها هادئة فهي على يقين من صدق كلامه لكن غيرتها التي غافلتها ولم تتحكم فيها كيف تكبح جماحها!؛تابع علي بصوت أجش بينما يده لا زالت تعزف على وجهها يتعلق بعسل عينيها الذي يصهر حواسه بحب لا يشفى منه أبدا:
" ندى لا يحق لكِ أن تتضايقي إلا إن قبلت ما أرادت إعطائه لي أو بادلتها إياه، لكني لم أفعل ولن أفعل سواء كنتِ معي لحظتها أو لا ثقي بذلك!"
رفعت عينيها له بألم واختنق صوتها هامسة باسمه فقال بحنو:
" ندى قلبي التي تغار لكن لم أفعل ما يجعلك تغارين لذا لا تهتمي لتلك الأمور حتى لا تتوتر حياتنا، أنت غيورة بطريقة لم أنتبه لها قبل!"
خبطت بيدها بخفة في كتفه ثم قالت بنبرة مخنوقة:
" لأنني لم أقابل يوما إحداهن تتدلل عليكِ إلا اليوم"
رفع يديه الاثنتين في استسلام وقال بابتسامة متسلية:
" ها أنت قلتِ تتدلل، هل فعلت أنا!؟"
اتسعت حدقتاها على وقع كلماته وظلت تخبط على صدره بينما تهتف بصوت مخنوق :
" أقتلك إن فعلت يا علي!"
أمسك قبضتي يديها بين كفيه يقبلهما ثم وضعهما على صدره قبل أن يقول بشقاوة:
" الدلال فقط لكِ يا ندى قلبي"
غمز برواق ثم قال:
" عروسين وخناق لا يليق يا ندى"
ثم جذبها لصدره تتمرغ في حضنه فيما يقول بحرارة وهو يضمها أكثر:
" لكن عروسين وعناق يليق"
ثم أزاح خصلات شعرها عن جانب عنقها و همس بخفوت قرب أذنها بعدما طبع قبلة عميقة عليه:
" ندى الغيرة العمياء تقتل الحب، أحب غيرتك لكن لا تدعيها تخدعك وتقتل ثقتك في حبنا وفي نفسك أبدا"
رفعت نظرها لها تحس بالخجل من غضبها المفرط فلقد أضاعت يومها الذي كانت ستقضيه على الشاطئ لكن منذ رأت تلك الفتاة تتعلق به بينما يخرج من البحر واحست بالدماء تصعد لرأسها تكاد تفجره وما زاد الطين بلة حينما جاءت وسلمت عليه بدلال غير عابئة لتلك الجالسة قربه لولا علي الذي أوقف الحديث وأدخل ندى بالكلام وهو يقول زوجتي وابنة عمي جئنا بشهر عسل ولم تعرف كيف ضبطت أعصابها حينها حتى لا تظهر أمامها كالزوجة المغلوبة على أمرها في حين علي لم يشعرها بهذا بل لف ذراعه حول خصرها بتملك يوضح للرآي مدى تعلقه بزوجته، لكن ندى اكتشفت في نفسها تلك اللحظة شيء جديد لم تنتبه له قبل ربما لعدم مخالتطها بالناس كثيرا وهي مع علي، أنه تغار بطريقة تحرق روحها!
همست بينما تتمرغ في صدره:
" أحبك يا علي، لدرجة لم أضبط انفعالاتي"
رفع رأسها من على صدره ثم قال بتسلية بينما عينيه تجول على القميص الذي ترتديه وأنامله تداعب وجنتها ويده الأخرى تلتف حول خصرها تقربها منه:
"وعلي يعشقك ياندى وكل خلية فيه ختم عليها اسمك"
صمت لحظة بينما أنامله تفك رباط المئزر بخفة وهمس بصوت أبح:
"تحتاجين لدروس ضبط تلك الغيرة والانفعالات المفرطة وتكثيف الثقة بالنفس يا ندى قلبي"
ضيقت حاجبيها البنيين وقالت بعدم فهم!:
" هل هناك هكذا شيء!؟"
أجفلت تصرخ بصوت مخنوق حينما حملها بين ذراعيه تتعلق برقبته بعفوية بينما هو يقول بغمزة وبحرارة:
" يوجد زوجتي الحبيبة دعيني أعلمك درس منها الآن!"
هتفت بمرح وقد نسيت ما حدث:
" وقح يا علي"
غمز لها قائلا :
" ناكرة جميل هذه دروس ضبط الغيرة؛ نسيتي ؟!"
ضحكت برواق فأضاف بمكر:
" يعجبني انتقائك لقميص ليلة الزفاف ندى قلبي! وأحمر شفاهك الذي أعشقه وسأتذوقه الآن"
احمرت وجنتيها تشعر بهما يشتعلان هل كانت غبية حين ارتدت قميصها هذا ألم تكن غاضبة منه!؛ كان عليها…. قطع استرسال أفكارها فيما يضعها على السرير برفق بينما هي تحدق في ملامحه المليحة بحب وخجل ثم انحنى قرب وجهها يلثم جانب شفتيها بدفء قبل أن يهمس في أذنها بأنفاسه الحارة كأنه قرأ ما تفكر فيه:
"حتى في غضبك تعرفين كيف لا أبتعد!؛ ."
★★
وقفت أمام خزانة ملابسها تحدق في فستانها الأبيض بشرود وعينين مهتزتين تحرقهما دموع لم تغادرهما، مدت يدها المرتجفة تلمسه بأنامل مرتعشة، تحس مع كل لمسة بألم جديد يتوغل في خلاياها؛ وگأنه يحمل أشواك تدمي قلبها، لقد جاءت لابن عمها زوجة ولكنها لم تكن كذلك! كانت لاجئة! دون وجه حق ورغم تلك الهدنة التي عقدتها مع عمران إلا أنه لا زال يتحاشى حديثهما أو أن تطول جلستهما معا لسبب ما لا زالت تجهله وأحيانا تتمنى لو فعلت أو حتى سألته لتجد إجابة تريح قلبها، تأوهت بخفوت ولا زالت أناملها تتحرك على حنايا الفستان وهمست بصوت خفيض:
" لو تزوج عمران من حبيبته لكان الآن لا يتحاشى وجودها وتشارك معها نفس الغرفة، كانت بسمته سترتسم على وجهه يا سمر، بسمته التي انتزعتها منه!"
أغمضت عينيها بقوة تحس وكأن الهواء ينحبس في صدرها ثم فتحتها بتمهل قبل أن تزفر طويلا ثم أضافت:
" ابن عمك حرم من شعوره بفرحة زفافه، لم يحس بسعادة العريس، حرمته من أجمل ليلة لأي رجل؛هل تريدين منه بعد كل هذا أن لا يتحاشى قربك حتى مع عرضك لتلك الهدنة؛ هل سيغفر لكِ حرمانه هذا!؟، هل سيأتي اليوم الذي يمل فيه منكِ ويقول أريد أن أعيش حياة طبيعية كأي رجل وأنتِ لستِ من أريد!"
ثم اتسعت عينيها على فكرة أخرى فاغرة فاها لمجرد التفكير وهمست فيما تقبض بقوة على الفستان:
" هل يفعلها عمران ويتزوج أخرى وأنا معه!"
ابتلعت ريقها الذي جف ثم زفرت بعمق وهمست بينما يدها تكاد تمزق الفستان من شدة تمسكها به:
" لكنكِ لستِ زوجته بل …"
هزت رأسها بألم شق صدرها لا تعي مصدره فيما تقول:
" أنتِ لاجئة وهو رجل بحاجة لزوجة!"
قبضت يدها المرتعشة عن فستان زفافها تحاول أن تستعيد بعض من هدوءها قبل أن تتنهد بخفوت وتأخذ ملابسها التي سترتديها قبل أن تسحبها أفكارها إلى جنونها.
بعد لحظات كانت تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة ببسمة شاحبة بينما تمرر المشط في خصلات شعرها، تشعر بالأيام تمر بطيئة، رتيبة، تكاد تزحف كالسلحفاة، لا جديد سوى زيادة ذنوبها التي تتثاقل عليها فتكاد تخنقها
همست بخفوت :
" من هو زائر أحلامك يا سمر!"
شعرت ببرودة تجتاح جسدها كما لو كانت عاصفة ثلجية عصفت فجأة جعلتها تكز على أسنانها بألم ولا تدري أين باب الخروج، تأوهت بخفوت ودمعة تكاد تغادر عينها فيما تحدث نفسها:
" إلى متى ستظلين هكذا تقومين من نومك كمن يخنقه أحد وتظلين تختبئي في عمران!؛ وگأنه ليس ضمن ذنوبك!"
زفرت بهدوء بينما لا زالت تمرر المشط في خصلات شعرها ببطء:
" إلى متى ستتغاضي عما أنتِ فيه وتستيقظي وكأن لا شيء!!"
آهة خافتة فلتت من بين شفتيها هامسة بتوسل "يارب؛ فقط أريد طريق للخروج مما أنا فيه فدلني"
شدت قامتها و زفرت بصوت عالي تخلع عنها حزنها وترتدي رداء ثباتها تنفض كل هذا وكأن لا شيء بها، تأملت نفسها تتأكد من مظهرها حيث أصبح أكثر ما يرهقها حيث نوع الملابس التي سوف ترتديها بالبيت فقبل كانت ترتدي منامات طفولية تتراقص عليها صور كرتونية لكنها الآن تضطر إلى لبس ملابس الخروج فوجودها مع عمران في بيت واحد يجعلها تنتبه للكثير أو ربما أنها لم تعتد أن يراها بملابس بيتية، تنهدت بخفوت فيما تمسد أسفل بطنها تشعر بألم بدأ يجتاحها!؛ رفعت حاجبها تعض على شفتيها قبل أن تتساءل بصوت خفيض كاتمة ألمها :
"ما هذا الوجع!؟"
زفرت بعمق فيما تمسح بيديها على وجهها المرهق، تحاول أن تعيد ثباتها وتنفض وجعها ظاهريا عنها وتخرج من الغرفة، ربما وجدت شيء تفعله غير جلستها على السرير أو عمل الكيك الذي لا تستطع فعل شيء سواه.
أمام باب غرفتها وقفت تنظر لعمران، شاردة فيه للحظات، تراه يضع ساق على الأخرى، بين يديه كتاب ما يقرأه، يجد ما يشغله رغم قلة خروجه إلا للصلاة، سخرت هامسة بصوت خفيض( ابن عمك يتقن دور العريس أمام الناس با بلهاء).
رفع عمران نظره عن الكتاب يكتم بسمة كادت تغادر شفتيه بينما كلماتها تلقاها سمعه بوضوح لكنه قطب حاجبيه متسائلا:
"تقولين شيء!؟."
هزت كتفيها بلا ثم سارت تجاه الكرسي الذي يوجد على جانب الأريكة بينما عمران عاد لقراءة الكتاب.
رفعت ساقيها على الكرسي مربعة إياهما فيما تستند بمرفقيها عليهما وبرأسها على قبضتيهما، رفع عمران حاجبه يرمقها بطرف عينه قبل أن تقول بصوت ملول:
«عمران»
رد باقتضاب دون أن يرفع نظره من الكتاب:
«هااا»
لوت شفتيها بطفولة وقالت:
«أشعر بملل، لا يوجد شيء أفعله هنا، أكاد أختنق»
رفع نظره عن الكتاب وتأملها مليا، شعرها الأسود كليل أسدل ستائره على جانبي وجهها التي عبست ملامحه ،لسان حاله ينطق بأن لا يليق بك سوى البسمة،تنهد فيما لا زال متعلق بها يهمس داخله:
« كانت تلك الخصلات يوما ما ضفيرتين وغرة كم كنت بريئة جميلة سمر »
زم شفتيه فيما يراها شاردة بينما هو تأمل بلوزتها الوردية القصيرة التي بالكاد تصل فوق بنطالها الجينز الذي يلتف بإحكام على جسدها فزفر بضيق يشعر بالحرارة تسري لا إراديا بجسده هامسا:
«بلوتي التي أتيت بها لرأسي ألا يوجد لديك شيء تخفي جسدك به قليلا عني، ارحميني!!، سأصاب بداء الحديث مع نفسي قريبا»
لكنه عاد يكز على أسنانه بقوة يرد على نفسه بغضب لم يستطع إخفاءه:
«ابنة عمك تخرج بتلك الملابس»
«عمران»
قالتها سمر بينما تحرك يديها أمام وجهه حينما وجدته شارد وملامحه مكفهرة،
تنبه لشروده فيها فانتفض بخفة فيما يعود للكتاب الذي لم يعد يرى فيه شيء وقال بنفاذ صبر:
«اقرئي كتاب، اصنعي كيك، أي شيء»
قالت بحماس:
«حسنا إن كان كتاب أما الكيك فسئمت منه»
صمتت لحظة تتعلق بوجه عمران وكأنها وجدت أخيرا ما يسحبها من مللها!، ضيقت عينيها بتساؤل فيما تراه عاد للكتاب وكأنها غير موجودة ، رفعت خصلة خلف أذنها تتأمل جانب وجهه بذقنه غير الحليقة التي زادته وسامة فتنهدت بصوت عالي جعله يرفع نظره لها بدهشة فيما يراها شاردة فيه، ضيق حاجبيه يراها تتمتم بكلمات غير مفهومة، أما هي فكانت بعالم آخر كالمنومة وهي تهمس " تليق بأن تكون أحد وجوه السينما ابن عمي"
نظر لها عمران متسائلا بينما يرى بسمتها تتسع على شفتيها وفاغرة فاها كالبلهاء فيما تتعلق بوجهه بطريقة جعلت القشعريرة تسري على طول عموده الفقري، تلك المشاعر اللذيذة التي تكاد تفلت منه باتت الآن تعلن اطلاق سراحها فكان عليه أن يسحبهما مما هما فيه؛ قبل أن تسحبه هي دون أن تعي لتلك المنطقة المحظورة لكليهما! فقال منبها إياها:
«سمر»
انتفضت في جلستها بارتباك، تزيح خصلات شعرها عن عنقها وترفعها للأعلى بحركة عفوية محاولة تثبته للأعلى دون جدوى فالحر الذي شعرت به الآن وحبات العرق التي تناثرت على طول عنقها وجبينها مؤكد منه، تركته ما إن أحست بعدم فائدة ما تفعل فيما كانت وجنتيها تشتعلان وبسمة عمران تكاد تتحول إلى ضحكة عالية مغردة وهو يراها بهذه الطريقة المهلكة المحلاة لأيامه، تتخفى خلف ارتباكها المثير.
قالت متلعثمة:
«انه الملل السبب؛ تبا له، أقصد...»
صمتت هنية تحس بالارتباك لاعنة غبائها في نفسها لقد شردت في وجهه بطريقة بلهاء ثم تابعت فيما تسبل أهدابها تحس بالحروف تخرج من بين شفتيها متقطعة :
«أين أجد الكتاب!؟»
ابتلع عمران ريقه فيما يراها تأخذه لعالم هو بكل قوته يبتعد عنه قبل أن يشير للحجرة المجاورة لغرفة نومها وقال في هدوء على عكس تلك النيران التي تشتعل داخله:
«هنا تجدي كل كتاب تريدي، فهي مكتبة جهزتها لنفسي!»
اتسعت بسمتها وظهر الحماس على قسمات وجهها فخفق قلبه راضيا لفرحتها الوليدة التي باتت تظهر له من أقل الأشياء!، كادت تقف لتذهب إلى حيث أشار لولا صوت الهاتف الخاص به.
مد عمران يده يأخذ الهاتف من على المنضدة بينما يرى اسم عمه ينير الشاشة فابتسم قبل أن يرد:
"مرحبا عمي"
انتفضت سمر من مكانها لتلقي بنفسها جانب عمران، تلتصق في كتفه، خصلات شعرها تكاد تلامس جانب عنقه ووجهه بل تلامسهم بالفعل حيث تميل برأسها قرب أذنه كي تستمع معه لصوت أبيها عبر الهاتف، للحظة أغمض عينيه وسحب نفسا عميقا برائحة الورد فكاد يحس بخدر يسري فيه، فيما كانت تمد يدها تحاول أن تأخذ الهاتف، كانت قريبة منه لدرجة جعلت الدماء الحارة تسري في جسده أما هي فلا زالت على وضعها غير مستوعبة أن قربها مخدر قوي المفعول لأعصاب عمران فيما كانت تقول بلهفة بصوت يخترق روحه:
" أعطني الهاتف"
مسح على وجهه هامسا في نفسه يحاول الاستفاقة " بلوة يا ابن الجبالي وأنت وافقت فتحمل!" ثم زفر بخفوت فيما يبتعد بكتفه عنها يحاول استعادة رباطة جأشه ثم هز رأسه بلا وقال بطريقة لا جدال فيها:
«سوف أحدثه أولا»
قطبت حاجبيها فيما كان صوت أبيها وضحكته تعلو على نزاعهما لمحادثته.
التفتت سمر له وعبست ملامحها ، تزم شفتيها وقالت برجاء:
«اشتقت لأبي يا عمران»
صوتها الدافيء الحاني وهي تنطق كلماتها جعل نبضات قلبه تتسارع فيما لا زال يتمسك بالهاتف فقال لها:
«ألم تتحدثي معه البارحة؟»
قالت بألم لم تداريه ودمعة لم تغادر مقلتيها:
«اشتاق لحضنه فالهاتف لا يحمل عناق أبي عمران؛ دعني أحدثه»
كاد يرفع ذراعيه ويضمها لصدره هامسا لها بدفء:
«ها هو عناق طويل لا ينتهي أبدا، عناق زوج وحبيب وأب وصديق وكل ما تريدين يا قرة عين قلبي»
سحب نفسا عميقا يسيطر على مشاعره التي لم يعد يسيطر عليها بينما يصدح صوت عمه عبر مكبر الصوت الذي شغله عمران:
«وأبيك اشتاق لكِ يا سمر»
خطفت سمر الهاتف بغتة من يد عمران وهي تطوي ساقيها أسفلها وأغلقت مكبر الصوت ثم همست بشوق:
«حبيبي كيف حالك؟، اشتقت لك، هل تأكل جيدا؟، أبي انتبه على صحتك»
ضحكة خفيفة مع تنهيدة طويلة تظهر شوق لا يستطيع إخفائه عن ابنته ثم قال:
«بخير يا حبيبة أبيك لا تقلقي»
ثم تابع قائلا:
«ألم يتم تصليح الهاتف بعد؟»
صمتت لحظة ربما طالت تحدق في عمران الذي قوس حاجبيه بتساؤل حين رأى تعابير وجهها تعبس لتعود بردها لأبيها وتقول:
«كما أخبرتك أبي، لقد وقع الهاتف مني يوم الزفاف»
ارتبكت قليلا حينما تعلقت عينيها بعيني عمران التي أحست بهما تتغيران على ذكر الهاتف لكنها انتزعت بسمة شاحبة تحاول الثبات وهي تحيد عن عينيه وترد:
« زوجي لم يخرج بعد لذا لم يأخذه للصيانة، ثم ما حاجتي لهاتف فأظن تلك فرصتي لاستغلال هاتفه، ألا يحق لي!؟»
قالت سمر كلماتها كي ترضي والدها فيما عادت عيناها تتلاقى مع عيني عمران الذي كانت دقات قلبه كالطبول ،كلمة زوجي منها كالموسيقى على أذنيه، كأنها تغنيها!، همس داخله:
(أنا كلي حق لكي يا ابنة عمي)
رد أبيها بضحكة رائقة:
«بالطبع يا سمر حقك، أتعلمين فرصة لك»
مسدت سمر بطنها تشعر بالألم يعود بل ويزيد بينما ترد مدعية المزاح:
«أبي، أظن الآن لم أعد بحاجة إلى هاتف، فهاتف عمران معي معظم الوقت وهو لم يبخل علي به»
همس أبيها بقلق:
" سعيدة يا سمر!"
في تلك اللحظة بالذات لم تعلم ما هو الرد المناسب! تلاقت عيناها مع عيني عمران المتفحصة يرى علامات الألم تظهر بملامحها ضيق عينيه يتابع حركة يدها الرتيبة على أسفل بطنها؛ وصوتها الذي بدت علامات الوهن تظهر عليه رغم محاولاتها لعكس ذلك، فيما كانت هي لا زالت تائهة في البحث في عقلها عن رد مناسب وأحست بالكلمات تنساب من بين شفتيها كأنها تعلم طريقها:
"نعم أبي بل لم أتوقع أن أشعر بكل تلك السعادة!"
كلماتها لم تكن مصطنعة ولم منمقة ولا مخطط لها وهذا ما وصل عمران بوضوح وهو يناظرها بدهشة يكاد يجذبها لصدره لكنه أسبل أهدابه للحظة يعي بأنها تطمئن أبيها.
تنهيدة طويلة كانت إجابة صلاح على ابنته وحمدا كثيرا ظل يتمتم به على الجانب الآخر حتى كادت تحس بأنه سجد شكرا لله من فرط من وصلها من راحته.
قال ولا زال يتابع حركة يدها على بطنها ووجهها الشاحب رغم الزينة:
«ألا يحق لي الحديث مع عمي!؟»
ابتسمت له بوهن قبل أن تقول:
«بالطبع يحق لك»
ثم قالت لأبيها:
«عمران يريد الحديث معك»
صمتت لحظة قبل أن تضيف:
«أبي» أجابها بحنو «روحه»
وضعت الهاتف على ساقها بعدما فتحت مكبر الصوت بينما تفتح ذراعيها فضيق عمران عينيه يناظرها بدهشة ليجدها تقول بصوت تهدج من العاطفة:
«أبي، ها أنا أفتح ذراعي وأضمك، وصلك عناقي»
اختنق صوت صلاح محاولا السيطرة على دموعه وشوقه لحبيبة قلبه ثم قال:
«نعم حبيبتي ، وأشعر بضمتك لصدري »
نزلت دمعة يتيمة على وجنتها بينما قلب عمران يعتصر لأجلها، يدها الفارغة لا زالت مفتوحة تبحث عن عناق يدفئها، عينيها المتألمة شوقا لحنان عمه، دمعتها التي تحتاج ليده كي يحفظها بها فدموعها غالية، بل يتمنى لو كان بإمكانه أن يمنعها من البكاء، ويضمها لصدره ولا تنزل يدها خائبة لها كما فعلت الآن !.
أعطت الهاتف لعمران ثم مسحت وجهها بيدها قبل أن تمسد أسفل بطنها بحركة رتيبة!.
تابعها عمران بتوجس فيما يسمع عمه يقول بصوت مختنق:
«عمران، انتبه على سمر»
أجابه الأخير بخفوت بينما لا يستطيع نزع عينيه عنها:
«في عيني عمي لا تقلق»
رفعت سمر له وجهها عند تلك الجملة، تبتلع وجعها، تعلم بأنه يجامل عمه، صحيح لم يحزنها ويهتم لأمرها لكنها تظل سمر كيف ستكون بعينيه!؟.
بعد حوار طال بعض الوقت مع عمه، أغلق الهاتف ووضعه أمامه على المنضدة وقال بقلق بينما يتابعها بتفحص:
«سمر أنت بخير!؟»
عضت على شفتيها تكتم أهاتها ثم قالت بصوت خافت بينما تقوم من مكانها:
«بخير»
سارت بخطى ثقيلة فأوقفها قائلا:
«المكتبة»
فأجابته بصوت متألم:
«بعد قليل، سأعود»
تركته لتدخل غرفتها، تاركة بابها خلفها بينما هو ظل يحدق أمامه يتسائل بقلق( ما بها!)
يتبع 🌹🌹


https://www.rewity.com/forum/t479878-20.html





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 25-03-21 الساعة 10:29 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.