آخر 10 مشاركات
1112-الإستسلام - شارلوت لامب ج6 -د.ن (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          1109 - شىء من الحقيقة - شارلوت لامب جزء 1- د.ن (كتابة فريق الروايات المكتوبة) كامله** (الكاتـب : essaerp - )           »          رواية بدوية الرحيل -[فصحى&عامية مصرية] -الكاتبة //ألاء محمود مكتملة (الكاتـب : Just Faith - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          376 - الزوجة العذراء - ماريون لينوكس (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-21, 08:55 PM   #531

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساءر في ربى الزمن مشاهدة المشاركة
البقاء لله الله يرحمه ويغفرله ويعينكم على فراقه
سلمت حبيبتي 🙏🙏💜💜💜💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 08:58 PM   #532

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
اولا البقاء لله يا أموله

فصل جميل 😍
نغم بحسها أحيانا أنو بدها اتعيش السعادة بس حاسه حالها كأنو مابتستاهل تكون سعيدة .. و بتمنى كلام أحمد يطلع بنتيجه

نورا و خالد محلاهم و هما منسجمين❤ نورا شوي شوي حتعرف إحساسا تجاه خالد شو هو

سمر و عمران 😘😘 بتمنالهم السعادة
ما بقدر اصبر لأعرف شو قصة السنسال 😩 أموله قفلة شريره
مراحب حوراء الجميلة التي يسعدني وجودها دوما ورأيها المبهج 🤗🤗🤗💜💜وأعدك أن قصة القلادة قريبة جدا منا 🙃😌😌😎لن تنتظري كثيرا ☺️


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 09:10 PM   #533

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة

الفصل الثالث والثلاثون 💜.
*******************
ظلت عينا ندى تدور مع حركة الطبيبة بالسونار على بطنها ثم تلتفت حيث الشاشة الصغيرة التي تنظر لها الطبيبة بتمعن كي ترى سبب ما تعانيه ندى!، كان صدرها يعلو ويهبط بصخب، تشعر بأن أنفاسها تكاد تغادرها لولا يد علي التي تقبض على كفها داعما إياها بينما يده الأخرى كانت تمسد على رأسها حين انتهت الطبيبة وقامت من مكانها لتقعد خلف كرسي مكتبها فيما عدلت ندى من ملابسها قبل أن تجلس هي وعلي أمام المكتب لتسأل الطبيبة في لهفة:
" ما سبب هذا التعب، هل أنا حامل؟!"
قالتها ندى وقلبها مفعم بالأمل، تود لو كان ما تتوقعه حقيقة تجذبها من هواجسها لتجد فرحة تملأ حياتها، تنسيها كل ما تفكر فيه، كان علي ينظر لها بحب، متمنيا أن يصدق حدسهما حين ردت الطبيبة بعملية تصاحبها بسمة لطيفة :
" من قال أنك حامل مدام ندى؟!"
كلمات الطبيبة كانت كلوح من الثلج أصاب قلب ندى حتى أنها أحست بأن نبضاته تهدأ وتكاد تسكت بينما تتبادل النظر بتشتت ما بين الطبيبة وعلي الذي ضيق حاجبيه بتساؤل ونظر لزوجته بقلق قبل أن يسأل الطبيبة عن سبب ما تعانيه ندى إن لم يكن بسبب الحمل..
هنا ردت الطبيبة بعملية:
" سيد علي، بالفعل ما تعانيه مدام ندى مشابه لأعراض الحمل لكنه ليس كذلك!"
قاطعتها ندى بصوت مرتجف:
" إذن أعراض ماذا!"
" إنه تكيس على المبايض وهذا سبب ما تشعرين به الآن!"
تحجرت الدموع في عيني ندى؛ تشوش عنها الرؤية بينما تبتلع ريقها الجاف وقالت بصوت متحشرج':
" كيف…؟"
لامست بطنها وأسبلت أهدابها؛ تنظر لموضع يدها بينما علي تابعها بقلق شديد يكاد يضمها لصدره خوفا عليها لولا الطبيبة حين استرسلت ندى وهي تنظر للطبيبة:
" كل ما شعرت به يوحي انه حمل!"
قالت الطبيبة بعملية ولا زالت تغلفها ببسمة لطيفة كأنها اعتادت عليها :
" أحيانا هذا النوع من التكيس، يسبب نفس الأعراض من غياب الدورة الشهرية، الألم الذي تشعرين به أسفل بطنك، بعض الغثيان وذلك لغياب الدورة فقط ولكن حين تنزل ستختفي تلك الأعراض!"
اختنق صوت ندى وهي تهز رأسها:
" أي أنني لن أنجب؟!"
قالت الطبيبة في دهشة:
" من قال ذلك يا مدام بالعكس بعض الحالات تنجب توائم!"
كان كلام الطبيبة بالنسبة لندى تلك اللحظة كما لو كان يأتيها من أعماق المحيط، تنظر لها من خلف دموعها لا تصدق أي مما يصل لسمعها حين قال علي بلهفة:
" يعني هذا الألم سيزول!"
هنا قاطعته ندى وهي تقول!"
" هل سأرى لي طفل في يوم من الأيام!"
قاطعتهما الطبيبة بنبرة حازمة لطيفة:
" مدام ندى، ما تعاني منه الآن كثير من السيدات تعاني منه وينجبن بعد العلاج بل أحيانا قبل الانتهاء من الدواء المتبع، أنا لم أقل أبدا بأن ما تعانين منه سبب ليمنعك نهائيا من الحمل بل عرض سينتهي باقرب وقت!"
تبادلت النظرات بينهما ثم تابعت:
" حالتك النفسية تهمني في تلك المرحلة وتذكري بأنك ربما تعالجي من هذا لكن حالتك النفسية قد تمنع الانجاب لذلك اهدئي!"
ثم نظرت لعلي وقالت:
" لك دور كبير سيد علي، أريد حالة ندى النفسية بخير!'
هنا ابتسم علي وانحنى بعفوية يأخذ كف ندى يقبض عليها بلطف وقال للطبيبة:
" لا تقلقي، ندى ستكون بخير!"
كان يعلم بأن ندى الآن ليست بخير بل إن يدها كانت باردة كالثلج، ترتجف في كفه كما لو كانت في القطب الجليدي لكنه معها وسيحاول ان تكون بخير كما أن كلام الطبيبة يبشر بالخير وبأن الأمل موجود!؛ قاطعت هذا الصمت الطبيبة حين قالت:
" وما فهمته منكما أنكما لا زالتما عرسان!"
ابتسم علي وهو يومأ برأسه بنعم فيما وجهت الطبيبة الحديث لندى:
"ندى، استمتعي بتلك الفترة وخذي علاجك بانتظام واعتبري نفسك لم تعرفي ما تعاني منه، صدقيني ستأتيني قريبا وفي بطنك جنين وتسعدين به لكن لا أريد رؤيتك بتلك الحالة!"
هزت ندى رأسها، لا تعلم على أي قول تحديدا مما قالت الطبيبة لكنها كانت تريد الانتهاء من تلك الزيارة، تريد أن تتنفس، هنا لا هواء، رئتيها فرغت من الهواء تماما، ريقها جاف تبتلعه كأسنان حادة تدمي حلقها، كف علي القابضة على يدها تزيد من رجفتها، تراه بعين خيالها كل لحظة يضمها ويتمنى الاثنى عشر طفلا فتغوص في مقعدها، هل سيحرم علي من أمنيته، هل عليه لكي يحقق لك الامنية الزواج من أخرى؟، على تلك الأفكار انتفضت ندى من مكانها ليقف علي هو الآخر، يأخذ الروشتة من الطبيبة شاكرا إياها ولا زالت كفه قابضة على يد ندى باحكام يمنعها من الهروب، يدرك أنه لو تركها الآن لهرولت خارج غرفة الكشف وهو لن يسمح لها أن تظل وحيدة.
كانت ندى تسير جانب علي بشرود، يده الملتفة حول خصرها توازن مشيتها التي تكاد تخونها لتقع أرضا، دموعها الحبيسة كانت كنار تحرق مقلتيها بينما تنظر من خلفها عبر رواق المستشفى الطويل الذي بدا لها بأنه لن ينتهي، صوت علي الحاني بشدة كان ينتزعها من شرودها لتلتفت له، تنظر له عبر دموعها ليغوص قلبه بين أضلعه هامسا باسمها ليجد الصمت ردا موجعا لروحه..
حين وصلا لسيارة علي فتح لها الأخير الباب لتقعد مكانها بينما هو دار بخفة حول السيارة ليقعد على كرسي القيادة ثم التفت لها قائلا والبسمة تزين محياه في محاولة أن يجذبها من تلك الهوة التي تغوص فيها:
" ما رأيك لو قضينا اليوم في الخارج، وتنزهنا !"
صوتها الخالي من الحياة كان كنصل سكين حاد رشق في صدر علي حين قالت بعد نظرة طويلة له:
" أريد العودة للبيت…!"
لم يستطع علي مجادلتها بينما يرى في عينيها هذا الكم من الدموع ، جسدها كان متشنجا بوضوح، يعي بأن عليهما الجلوس في مكان خاص بهما، ليستطيع مساعدتها بعض الشيء للنصر على حزنها ولن يكون أفضل من بيتهما لذا قاد السيارة في طريق العودة، يختلس النظر بين الحين والآخر لندى التي التفتت عنه تراقب الطريق بصمت تام!.
★★★
وقفت نغم خلف نافذة غرفتها تنظر للاشيء، بدت مشوشة بأفكارها التي لا تنتهي، ها هو أحمد خرج أخيرا للعمل، تاركا إياها لأول مرة بعد الحادث، جهزت له الفطور مع ياسمين قبل أن يخرج، لاح شبح بسمة على شفتيها بينما تتذكر كيف كانت ترتب طاولة الطعام في حين كان يجلس على رأس المائدة في صمت مهيب، صمت يربكها، يجعلها تتوتر كما لو كان يتحدث، كادت توقع كوب الماء لولا يده التي قبضت على الكوب هامسا دون النظر لها :
" رفقا يا نغم، فهذا الكوب المسكين كاد يتهمشم أرضا!"
ظلت تحدق فيه للحظات تحاول استيعاب نبرة صوته التي لم تحددها أكانت مرحة أم شيء آخر لم يصل لعقلها بعد لكن صوت ياسمين قاطع هذا وهي تضع الكوب الحراري الخاص بقهوة أحمد على المنضدة لتجلس مكانها بينما تناغشهما بمرح بأنها قاطعت تلك النظرات بينهما لتنتبه نغم أنها كانت تحدق في أحمد لفترة لم تنتبه لها في حين كان الأخير يتأملها بنظرة متسلية لن تخطئها..
انتزعت نفسها من شرودها واخذت هاتفها من جيب بنطالها، تأملت شاشته مليا، تعلم بأن عليها أن تتصل بحاتم كي تقص له حكايتها العجيبة، تعلمه بأنها ستكون زوجة البشمهندس أحمد رمزي..
ابتلعت ريقها الجاف وهي تضغط على رقمه بخوف، شعور لأول مرة تجربه وهي تحدث حاتم!؛ الخوف وهو الذي لم يكن بينهما أبدا لكن حديثها اليوم سيكون مختلفا ولا تدري وقعه عليه وعلى رقية، صوت حاتم الحنون قاطع أفكارها بينما يهمس باسمها لترمش متوترة، ترد بتلك الكلمة التي تهز كيانها، أبي، مطت حروفها كأنها تؤكد عليها ليرد عليها حاتم بقلق! حين أحس بصوتها مرتعشا، تنادي بأبي كمن ترجوه!:
" أنتِ بخير يا نغم!"
سحبت نغم نفسا عميقا وزفرته، تعلم بأن عليها التحكم في أعصابها قليلا حتى تستطيع شرح ما تود قوله لحاتم ثم قالت :
" هل لي ببعض الوقت أبي، فربما يطول حديثي معك قليلا!"
لا زالت نبرتها تصله بذات الرعشة ولو حاولت إخفائها لذا ألقى نظرة سريعة لزوجته التي ترتب غرفة أحمد بشرود كعادتها كل يوم، تستيقظ تنظمها باهتمام شديد على أمل أن يأتي يوما وتستقبله فيها، تحس بأن كل ركن بالغرفة يطوق لرؤياه مثلها، يشتاق لأن يضم صاحب المكان كما شوقها الجارف فتغوص مع ذكرياتها بينما ترتب معه غرفته وهو طفل صغير، ينظم كل إنش في حجرته معها، يشاركها كل شيء حتى تكاد تجزم بأنه يشاركها نبضات قلبها وأنفاسها لذا تشعر بهما دونه يغادرانها..
تحرك حاتم بعيدا عن الغرفة ليتوجه إلى مكتبه بينما يقول:
" لك كل وقتي يا نغم وليس القليل منه!"
أغلق باب المكتب خلفه و جلس على كرسي وثير فيما يسمع تنهيدة عميقة من نغم تصحبها كلمة أبي مرفقة باسم أحمد، هنا تنبهت حواس حاتم وسألها بخوف واضح:
" ما به أحمد يا نغم، هل هو بخير ؟!"
لم يكن يسأل مجرد سؤال بل اللهفة كانت واضحة والخوف بدا في كل حرف لترد نغم تطمئنه بأنه بخير ليزفر حاتم براحة يطلب منها التحدث، تراجعت نغم عن النافذة لتجلس على سريرها، كأنه سيحمل عنها أوجاعها، دارت عينيها في محجريها، تكز على أسنانها، تبحث عن طرف خيط تبدأ به كلامها حين حسها حاتم لتتحدث ينادي باسمها، يعلمها بأنه يسمعها ..
ابتلعت ريقها وهمست بصوت متحشرج:
" أبي، أنا لم تنزلق قدمي من حافة حوض السباحة ولم يدخل لص لبيتي القديم…"
ضيق حاتم عينيه يستوعب ما تنطق به نغم في حين كانت الأخيرة تحارب ألمها، تريد مواجهة نفسها وأن تبدأ تلك الحياة بلا كذبات، تريد على الأقل أن لا تشعر بأنها تخادع أهل أحمد، لا تعلم ما تفعله صحيح أو لا لكنها أرادت أن تفضفض لحاتم عن كل ما يوجعها، ولذا فور أن سألها عما تقصد، قصت له منذ كان يضايقها كريم حتى ألقت بنفسها في حوض السباحة ومع كل حرف كانت تنطقه كانت عيني حاتم تتسع بانشداه، يفكر كيف عانت طفلته، بلى طفلته التي ليست من دمه لكنها ابنة قلبه وروحه التي يشعر بألمها ينغرس في صدره ليعاتبها بحزم أنها أخفت كل هذا وبأنها كان عليها اللجوء له مهما كان الأمر وقتها ليعود يحس بالفخر بأن أحمد ابن رقية وبأن الأخيرة عليها الفخر كثيرا بابنها فهو لم يرث طباع أبيه القاسية بل بذور رقية غرست فيه وترعرعت..
ولم يستطع حاتم منع نفسه من القلق فسألها بتوجس:
" ولم تحكي لي هذا الآن يا نغم!؟"
أرخت الأخيرة أهدابها لتتابع ما نقص عن حكايتها وتقول له الأحجية الناقصة وكيف طلبها أحمد للزواج، لم تر تلك اللحظة ملامح حاتم المتهللة ولا بسمته الواسعة ولم تنتبه لتنهيدته المرتاحة في ظل توترها وخوفها عن ردة فعله حتى أنها فسرت صمته خطأ وهي تتمتم باعتذار ليدرك لحظتها بأنه شرد ليوقفها بحزم:
" لما تعتذرين يا عروس!"
كلمة عروس من حاتم بدت لها كأحجية جديدة لحكايتها، كانت تشعر وكأن عقلها ثقيل الفهم، تغمغم بكلمات غير مفهومة ليرد حاتم بوضوح:
" ما فهمته بأنه زواج لتقيمي في فيلا رمزي دون مشكلة!"
هنا أسبلت نغم أهدابها بحرج فيما ترد بخفوت بنعم ليرد حاتم متوجسا:
" زواج على ورق!"
تعالت نبضات قلب نغم بعلو وهي تسمعها ينطق بالحديث دون مواربة لترد عليه بصمتها في حين قال:
" نغم، أنا أحدثك اليوم كأب لك لذا أسألك لأطمئن على حال ابنتي!"
ابتلعت ريقها وهمست بجملة قالها أحمد صريحة أثناء حديثهما :
" إلى أن أجد مسمى لزواجنا!..."
صمتت لحظة بينما ارتسمت بسمة مرتاحة على شفتي حاتم الذي لجم مشاعره الفرحة ثم قال يحسها على استكمال الحديث:
" وأنت وافقت على هذا!"
هزت نغم رأسها بينما تهمهم:
" لا أعلم يا أبي!"
" بل تعلمين يا نغم، أحمد رمى الكرة في ملعبك…!"
قال حاتم تلك الكلمات بهدوء شديد بينما اتسعت عيني نغم بعد فهم ليوضح حاتم :
" أنت في حاجة لفهم ما في قلبك تجاه أحمد فلو كان مجرد وجودك في الفيلا فأنا كأبيك أرفض تلك الزيجة يا نغم!"
هنا قبضت نغم على عنقها ، تشعر بانقباض نفسها، كأن كلمات حاتم كانت كحبل لف على عنقها لتمتم مخنوقة:
" لم أفهم قصدك أبي!"
زفر حاتم بعلو وقال بحزم لطيف:
" أقصد لو زواجك لأجل أن تبقي في فيلا أحمد كحماية فأنا أستطيع حمايتك يا نغم ولن يهمني ما يقول الناس فرقية وأنا كفيلان بهذا أما لو لأجل أن تبقي جانب أحمد فمرحبا بك زوجة له يا ابنتي!"
دارت عيني نغم في محجريها، تتساءل ما الذي تريده حمايتها أم أحمد…؟!
أحمد صدح الإسم في قلبها!؛ تتلفت حولها في كل ركن بالمكان، تشعر بأن أنفاسه هنا تشاركها الغرفة منذ أول يوم، رغم أنها تكذب هذا دوما في عقلها لكن شيء داخلها يؤكد ما تشعر به، أحمد ليس فقط حارسها الأمين…
تقاطعت أفكارها بصوت حاتم الذي قال:
" هلو وجدت مسمى لزواجك من أحمد يا نغم!"
احتبست الأنفاس في صدرها، تفهم مقصد حاتم بأن أحمد رمى الكرة في ملعبها بهذا الكلام، لكن الأخير لم يصرح كونه يريد هذا زواجا حقيقيا، لم ينطق بحبها رغم أن أفعاله…
وعات أفكارها تتقاطع بصوت حاتم الذي تنهد قائلا:
"واضح أنكِ تجدين المسمى وتنكرين…"
هتفت بلا قيد على ما تقوله وكأن داخلها هو الذي انطلق بسلاسة:
" لكن أحمد لم يبد لي حبا ولا طلب زواج طبيعي بل كان لظروفي!"
ضحكة خفيفة كانت رد حاتم الذي قال بتأكيد:
" نغم، رجل في مكانة أحمد لن يتزوج لمجرد ظروف فتاة كانت معلمة لأخته، ثقي في ذلك!"
كلام حاتم ينطبق مع كلام أحمد كما لو كانا اتفقا عليها ليشتتان تفكيرها، يربكانها لتبحث في داخلها عن مسمى حقيقي لمشاعرها تجاه أحمد، وقفت من مكانها بحدة، تدور حولها، تميح على وجهها التي أحست به متعرقا ككل إنش في جسدها في حين تحس بعينيها تبحث عن ضالتها المجهولة، لتخطو تجاه الباب الذي يفصل بين غرفتها ومكتب أحمد، تفتح الباب بتمهل حين كان يصلها صوت حاتم الدافيء:
" ابنتي، هذا زواج حقيقي، لا تفكري سوى في ذلك، لذا إن فكرت بأنه غير ذلك فلا توافقي، إياك يا نغم كي لا تندمي!"
صوت حاتم وهو يكرر حديثه، يؤكد عليها ما قاله قبل كان يتغلغل في جسدها كأنه ينعشه بإحساس كانت تغلفه بخوفها من المجهول، جلست على كرسي مكتب أحمد، لامست مكتبه برهبة بينما تهمس باسمه بخفوت وهي تنظر لصورته القابعة على المكتب وتهمس لحاتم قائلة:
" أي أنك يا أبي لم تتضايق لطلب أحمد الزواج مني!'
هز حاتم رأسه نافيا وقال باستنكار:
" ولم أتضايق!"
" لامست صورة أحمد وهمهمت مرتجفة:
" لأنني ابنة الملجأ!"
هتف بها حاتم بحزم مغلق بتوبيخه:.
" أنت ابنتنا يا نغم، ابنة حاتم ورقية وأخت ياسمين، نحن نراكِ هكذا؛ بريئة نقية لم تبهت عليها أوجاع الحياة !"
انحدرت دمعة من عينها وأخذت الصورة تنظر لها قائلة بتوجس:
" خالتي رقية، قد ترفض!".
قال حاتم بتأكيد:
" لن ترفض أبدا بل ستكون مرحبة!"
صمت برهة مفكرا ثم تابع:
" لكن كما فعل أحمد مع ياسمين ولم يقص لها سبب زواجكما ستفعلين مع رقية!"
همهمت نغم برفض لكن حاتم قال بحزم:
" نغم، أحمد طالبك بهذا مع ياسمين وصدقيني لو كانت رقية معكما لاتبع ذات الأمر معها، كي لا تقلق!"
همست نغم :
" لكن هكذا خداع"
أجابها حاتم :
" ما الخداع في هذا إذا كنتِ متفقة مع أحمد على كل شيء ثم أنكما تريدان بعضكما وكل ما قصصته ما هو إلا سبب جمعكما !"
قربت نغم صورة أحمد لها، تتمعن في وجهه الذي بدا حنونا كعادته الأيام السابقة رغم محاولاته تغليف ذلك بجموده خاصة بعد محاولة انتحارها ثم همست:
" كنت أتمنى أن تكون وكيلي يا أبي!"
دمعة عزيزة لمعت في عينه قبل أن يرد مختنقا:
" وأنا يا ابنتي لكنها ظروف الحياة، لكنني أعطيك موافقتي واذني ومباركتي!!"
أجهشت نغم بالبكاء ليهمس باسمها يطالبها بأن لا تبكي لتحاول التماسك فيما تقول :
" أحبك يا أبي!"
انفلتت دمعة حاتم من عينه وهو يرد مختنقا:
" رقية ستسعد بهذا الخبر كثيرا، اخيرا ستجد ما ينثر الفرحة في قلبها!"
ومع آخر كلماته كانت دقات هادئة على الباب تعلن عن وجود رقية التي سمح لها بالدخول وهو يبتسم قائلا:
" اقتربي، أم أحمد فلدي خبر سوف يفرحك كثيرا!"
خفق قلب نغم بعلو فيما تعالت نبضات قلب رقية وهي تسأله عن هذا الخبر لتتزايد دقات قلب نغم خوفا وقلقا بينما تسمع حاتم يقول لها:
" لقد طلب أحمد يد نغم للزواج!"
جلست رقية جانب حاتم و خيم صمت رهيب المكان، دارت عيناها بتشتت و تقلصت يديها على ركبتيها حتى أنها أحست بوجع موضع قبضتيها بينما كانت أنفاس نغم تحتبس في صدرها على الجانب الآخر، صمت رقية لم يكن مبشرا بخير وتلتمس لها ألف عذر فمؤكد تتمنى لابنها زوجة تليق به وبعائلته، تتمنى الآن لو عانقت رقية وطلبت سماحها وبأن الظروف ما وضعتها في طريق أحمد.
كان حاتم يتابع رقية بقلق بينما يمد كفه يحرر قبضتيها بلطف ويهمس لها بأم أحمد لتلتفت له بينما تكتم دموعها، تبلع ريقها الجاف، لتزفر بعلو هامسة مختنقة:
" احمد، سيتزوج!"
أومأ لها حاتم بنعم لترد بارتجافة :
" سيتزوج نغم!"
سؤالها بتلك النبرة جعل قلب نغم يغوص في أضلعها في حين أكد حاتم على كلامه عندها مدت رقية يدها المرتعشة تأخذ الهاتف منه وتضعه على أذنها قائلة:
" متى ستتزوجان يا نغم!؟"
هزت الأخيرة رأسها بعلامة لا تعرف كما لو كانت رقية ستراها عبر الهاتف قبل أن تعيد عليها السؤال لترد نغم مرتبكة بأن أحمد لم يحدد لها بعد .
همست نغم بتوسل:
" خالتي رقية، أعتذر منك!؟"
ضيقت رقية حاجبيها بدهشة وسألتها :
" على ماذا تعتذرين يا نغم!"
اختنق صوت الأخيرة وقالت:.
" أعلم بأنني لا أليق…"
" لا تكملي يا نغم…"
قاطعتها رقية بحزم رغم اختناق صوتها وقالت:
" لا تعيدي ما قلتيه الآن مرة أخرى، أنا لن أجد لأحمد عروس أفضل منك!"
صمتت برهة بينما شردت عينيها بعيدا لأيام مرت عليها سنين ثم تابعت:
" من منا يختار أهله يا نغم!؛ من منا له حرية اختيار ما يعيشه، أحيانا نحيا مجبرين على ما لا نريد، لذا لا تفكري أبدا بهذا!"
أحس حاتم بقلبه يئن لأجل رقية التي تستعيد ما عاشته يوما ما رغم كونها ابنة عائلة معروفة لكن لم تجد من يرحمها، لم تجد من يعطف عليها ويعطيها أحلامها التي طالما تمنتها، رقية لم تر حياة الرفاهية إلا سجن ذهبي ظلت روحها تقبض فيه ببطء..
كلمات رقية كانت لنغم كمهدأ، كما لو كانت تحس بما تشعر به، كأنها تتحدث بدلا منها!؛ تعجبت كيف لامرأة كرقية تشعر بها لتلك الدرجة…
انهمرت دموع رقية وازداد اختناق صوتها بينما كان حاتم يمسد على كفها المرتعش ويده الأخرى تمسح وجنتها بحنو بينما تضيف قاطعة شرود نغم:
" رغم أن أحمد لم يكن يفكر في رأي أبدا أو حتى يذكرني في أيام كتلك!"
همهمت نغم باعتذار لترد رقية:
" نغم، لا ذنب لكِ بشيء…!"
زفرت بعمق ثم تابعت:
" لا ذنب لك في علاقتي بأحمد … ولا أنني لست موجودة بيوم كهذا.. "
" خالتي…"
قالتها نغم بصوت مرتعش وسكتت لا تجد ما تنطق به حين قالت رقية:
" تحبينه…!"
توقفت الكلمات على شفتي نغم وهي لا تجد بالفعل ما ترد به، لا تريد الكذب عليها ولكنها أيضا لا تريد إثارة قلقها لذا استجمعت شجاعتها وتمتمت بخفوت:
" بلى…!"
زفرت رقية براحة وهمست لها:
" كوني سعيدة حبيبتي وأسعدي أحمد !"
تنفست نغم بصعوبة بينما تهمس بخالتي بخفوت لترد رقية:
" أمي…"
ابتلعت نغم ريقها بعدم فهم لتوضح رقية:
" نادني أمي يا عروس ابني!"
تعالت أنفاس نغم، لا تصدق ما تسمعه بينما حاتم ابتسم لزوجته، يربت على وجنتها كطفلة صغيرة يهدهدها، يعلم مدى حزنها لبعدها في فترة كتلك عن أحمد لكن ما يعزيه بأن ابنتيه معه!..
كان لسان نغم كالمعقود، لا تعرف كيف تنطق بها حين طالبتها رقية مرة أخرى بأن تناديها أمي لتقولها نغم بصوت مخنوق من البكاء:
" أمي….."
آهة من بين شفتي نغم تبعتها كلمة أمي مرة أخرى وصلت لقلب رقية قبل أذنيها، لتحس بمدى ألم نغم وإحساسها باليتم الذي أوجع قلبها لترد بهدوء محاولة الثبات:
" أنت ابنتنا يا نغم، تذكري هذا دائما!"
ابتلعت نغم ريقها وابتسمت من قلبها بينما تجيبها:
" نعم أمي أعرف!"
لترد الأخيرة بثقة أم في ابنها رغم بعدهما:
" وأحمد سيكون لكِ زوج وحبيب وكما تتمني، أحمد في قلبه حنان يكفي العالم يا نغم!"
نظرت نغم لصورة أحمد، تذكر لهفته واهتمامه وجموده، كل ملامحه المختلطة لتردف بثقة بنعم، ثقة لامست قبلها من معاملة أحمد لها ولياسمين ..
تنهدت رقية، تبحث داخلها عن قوة تمنعها من انهيارها فلم تكن سوى عيني حاتم الذي دوما يدعمها لترتجف بسمتها على شفتيها بينما تنهي الحديث مع نغم قبل أن تلقي بجسدها على صدر حاتم الذي ضمها بقوة بينما تنهمر دموعها بغزارة وتهتف مختنقة:
" أحمد سيتزوج وأنا لست جانبه يا حاتم!"
مسد الأخير على ظهرها بحنان وهمس يحاول تهدئتها:
" قلبك معه يا رقية ودعواتك لذا أهداه الله فتاة كنغم!"
اومأت رقية بنعم بينما تدفن رأسها في صدر حاتم وتتمتم بتعب:
" لكنني تمنيت أن أراه وأضمه"
" ستضمينه ولن تفترقا، أثق في عطاء الله"
قالها حاتم بوجع يحاول مداراته عن رقية التي هدأت أنفاسها، بينما تحس بصوت حاتم يقرأ لها القرآن قرب أذنيها لتهدأ وتيرة نبضاتها الصاخبة آملة أن يعود أحمد لها.
يتبع 💜

basama and noor elhuda like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 09:12 PM   #534

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

"هل أنت متأكد من قرارك بشمهندس؟!"
قالها ناصر بلهجة حذرة مغلفة بالدهشة ليرد عليه الصمت برهة بينما شبك أحمد يديه على المكتب ثم قال بعد تنهيدة بنبرة حازمة تصاحب تقدير لهذا الرجل الذي كان قبل شيء صديق لوالده:
" لو لم أتأكد مما أريد ما طلبت منك تجهيز كل الأوراق المطلوبة لإتمام زواجي من نغم سيد ناصر، أم تظنني طفلا صغيرا…!"
قاطعه الرجل بلهفة وهو يستدير له بكامل جسده:
" لم أقصد هذا بشمهندس وفي كل الأحوال إنها حياتك الخاصة وليس لي حق التدخل!"
زفر أحمد بعمق قبل أن يقوم من مكانه ليستدير حول المكتب ويجلس أمامه، أخذ فنجان القهوة وناوله لناصر ليأخذه الأخير منه يرتشف القليل كما فعل أحمد المثل ثم قال :
" سيد ناصر، اعلم مدى قلقك علي لكن كن على يقين بأن نغم هي الزوجة التي تمنيتها طوال حياتي! لذا أنا واثق بأن اختياري صحيح دون أدنى قلق!"
أرخى ناصر أهدابه ، يفكر بأن لو رمزي كان بينهم ما وافق على تلك الزيجة أبدا، هو غير معترض على زواج أحمد من نغم بل ربما توقعه لكنه لم يستطع مقاومة دهشته على سرعة الوقت لتقاربهما وقرار أحمد والذي أخبره بأن الزواج سيكون بين العائلة فقط ليفكر في شيء آخر بأن عائلة أحمد ليس معه منها سوى ياسمين أما والدته فليست معه! ؛ قاطع صوت أحمد شروده حين قال:
" أريد كل شيء جاهز كما طلبته سيد ناصر، سأنتظر منك ما تم انجازه قبل عودتي للفيلا!"
أومأ الرجل بنعم قبل أن يستأذن ليبدأ في الإجراءات كما اتفق عليها مع أحمد !..
في مكتب جلال، جلس الأخير على الكرسي الوثير، يقلب في بعض الملفات والتي لم يعد يرى فيها شيء سوى صورة سارة التي أصبحت تراوده في كل لحظة، يراها حوله وكأنها امتلكت عقله وقلبه معا، انتفض من مكانه، في محاولة منه بأن يستعيد هدوء تفكيره، وقف خلف النافذة الزجاجية الكبيرة، ينظر أمامه ولا يرى سواها، هي سارة ببحة صوتها وشعرها الأشقر، زرقة عينيها!؛ ابتسم وهو يخرج من جيب بنطاله علبة قطيفة صغيرة، فتحها وأخرج منها الخاتم الذي اشتراه منذ قرر طلب يد سارة، رفعه أمام عينيه، يرى بعين خياله وهو يلبسها إياه في أصبعها، يقبل وجنتها مهنئا إياها على الخطبة، أحلام لم تعد تفارقه وسارة تتهرب باتقان منه، ظل يحملق في الخاتم مليا وبسمته تتسع، يدرك بأن مشواره طويل معها لكن يقينه بأنه تريده يزيد من صبره عليها، يتفهم مقدار خوفها خاصة لتجربتها السابقة لكنه لن يسمح لتلك التجربة أن تقف بينهما…
صوت دقات على الباب صاحبها صوت أحمد جعله يلتفت عن النافذة ويدس الخاتم في العلبة ثم لجيبه قبل أن يسمح لأحمد بالدخول..
ما إن دخل أحمد حتى ألقى السلام على جلال الذي هم ليجلس على كرسي مكتبه بينما يشير لأحمد أن يقعد أمام المكتب لكن الأخير جلس على الأريكة الوثيرة بأحد أركان المكتب فيما يقول بصوته الأجش:
" لم أت لك في عمل إنه حديث خاص!"
كم مضى من الوقت لم يجمعهما حديث خارج نطاق العمل، كم مضى من الوقت لم تطل فيه جلستهما؟!؛ هذا ما فكر فيه جلال بينما يبتسم بهدوء، يومأ برأسه ليجلس جانب أحمد بعدما طلب لهما شيء يشرباه، ساد بعض الصمت حتى وضعت السكرتيرة المشروب الدافيء وما إن خرجت حتى قال جلال بتساؤل حيث لم يستطع منع نفسه من دهشته لطلب أحمد الجلوس معه وبحديث خاص كما قال!:
" أسمعك يا أحمد، ما الموضوع الخاص!"
" سأتزوج!"
قالها أحمد صراحة وبدون مواربة أو مقدمات ليضيق جلال عينيه، لا يعرف هل يبارك له أم يسأله من العروس أو متى حدث هذا ليقاطع دهشته صوت أحمد:
" أعلم بأنه خبر مفاجيء لكن الأمر جاء بسرعة !"
هنا قطع جلال دهشته قائلا:
" مبارك احمد ومتى سيتم الزفاف!"
تنهد احمد طويلا ثم قال:
" سيكون زفاف في إطار العائلة ، تعلم ياسمين اقتربت امتحاناتها لذا أريد لها الهدوء!"
ربت جلال على ساق أحمد وقال ببشاشة حقيقية:
" ليس المهم زفافا كبيرا المهم بأنك سعيد يا أحمد!"
قال الأخير بكل صدق:
" كما لم أكن من قبل!"
تأمله جلال مليا، يذكر بأنه يوم حدثه عن طلب سمر لم يكن بتلك السعادة ولم ير تلك اللمعة في عينيه، تلك اللمعة التي بات يفهمها جيدا كرجل جرب معنى الحب وما يدخله في روح الإنسان من سعادة لذا رد عليه بذات النبرة البشوش:
" وأنا سعيد لفرحتك أحمد!"
" تكتمل حين تصبح الشاهد على عقد قراني يا جلال!"
قالها أحمد بنبرة بدت فيها بعض الرجاء المغلف بصوته الأجش الواثق بأن جلال لن يرده، والذي ظل صامتا برهة يستوعب طلب أحمد إذ أنه لم يتوقع هذا أبدا لكنه ابتسم له قائلا:
" وأنا سأكون سعيد بهذا يا احمد!"
زفر الأخير بعمق، يحس بأن الفرحة تكتمل لكنها بدت منقوصة له، يشعر بأن كل شيء ينقصه حلقة مفقودة، جانبه الآن ياسمين ونغم وجلال لكن فرحته مكتومة وكأنها مقيدة وفي حاجة لشيء يحررها!؛ عاند شعوره المتخبط هذا ووقف من مكانه ليفعل جلال المثل ثم قال أحمد :
" إذن سأتصل بك فور تحديد موعد عقد القران يا جلال وشكرا لإنك وافقت لتكون جانبي!"
كان جلال حائر ماذا يفعل أعليه أن يعانقه كصديقين طوال عمرهما أم شريك في العمل طلب مساعدته لكن لو كان كذلك فلديه الكثير ليطلب منهم هذا إذن فليس هناك سوى السبب الأول لذا فتح ذراعيه وضم أحمد في سلام رجولي يربت على ظهره قائلا:
" لا يوجد بيننا شكر يا أحمد، سعادتك اليوم سعادتي!"
★★★
وقفت ندى تحدق في باب الغرفة التي انتوت أن تكون حجرة الأطفال، عيناها تغيم بدموع حارة تصهر مقلتيها بينما تضع كفها على الباب ، كزت على أسنانها بينما تسمع صوت علي القلق من خلفها تماما يهمس باسمها لكن لسانها كان معقود تحاول الرد ولا تفلح..
أمسكت مقبض الباب وفتحت باب الحجرة بثقل، لترى أمامها أحلامها مكسورة، منثورة أمامها كشظايا من زجاج، تجرح روحها مع كل خطوة مشتها حتى تتوسطت الحجرة، أطلقت تنهيدة عميقة طويلة حملت كل وجعها، وقف علي جانبها يربت على كتفها هامسا:
" ندى، الطبيبة لم تقل ما يوصلك لما أنت فيه، بل قالت بأن الأمل كبير وبأن لا مانع…"
قاطعته بصوت خالي من الحياة:
" لو لم أنجب يا علي ستتزوج أخرى وتنجب منها الإثنى عشر طفلا!"
حدق فيها الأخير مذهولا ثم أمسكها من ذراعيها قائلا بصوت مخنوق:
" لما أرى ندى أخرى كلما وقعنا بضائقة، لما دوما ترينني كأنك تعرفينني لأول مرة، لا تثقي في أم في نفسك يا ندى!"
سالت دموعها وهمست بصوت متحشرج:
" لا أعرف، لا أعرف يا علي!!"
آهة عالية شقت حلقها وكادت تجثو على ركبتيها لولا أن أمسكها علي بإحكام بينما تهتف مختنقة:
" علي، كنت أحيا على أمل أن يكون بيننا طفلا!؛ يشبهك في كل شيء!"
همس قائلا:
" سيكون بإذن الله، لا تقنطي من رحمة الله يا ندى، إياك!"
هزت رأسها وهمست:
" لم أقنط أبدا فأنا أعلم بأنه قدري لكنني أعلم أيضا…"
وضربت على صدرها موضع قلبها ثم أكملت بصوت مختنق :
" أعلم بأن الله يرى هذا ويعلم مقدار ما يجول في صدري، أنا لا أستطيع شرح ما أعانيه هنا لكنه يعلم!"
قالت آخر كلماتها بتوسل وهي تنظر للأعلى ...
" إذن ثقي بأنه سيرضيك وإن تأخر العطاء فكلا بأوانه…"
قالها علي لتنظر له ندى بعينين مرتجفتين حين ثقلت كلماته وهو يضيف:
" وإن لم يكن لنا نصيب فهذا قدرنا نرضى به يا ندى!"
هزت رأسها بخوف ودموعها تزداد تكاثفا وانهمارا ليضم علي وجهها بكفيه ثم يسترسل:
" أريد ندى القوية، ابنتي وابنة عمي وصديقتي أما تلك التي أراها لا تليق بك!"
عادت الآهة تشق حلقها وهي ترد بصوت أبح من الحرقة التي تتصاعد في صدرها:
" علي، أنا أشعر بأن ندى تقتل بيدي!"
ابتلع ريقه ، يحس بمدى ألمها فقد كان هو الآخر يتمنى أن تكون حامل لأجلها قبله، كي تجد ما يبعد عنها هواجسها لكنها الأقدار وهو راضي كل الرضا، تنهد بخفوت وهمس بينما يمنع تلك الدمعة من السقوط :
" ندى التي أعرفها لا تستسلم أبدا.."
اغتصب ضحكة بدت مرتجفة ثم قال:
" توقعي جزاء صبرك يصبح توأم مثلي وعمران .."
ارتجفت بسمة على شفتيها ومجرد التخيل يزرع الأمل في قلبها ليهز علي رأسه بنعم ثم قال:
" فكري بإن القادم أجمل يا ندى وقتها سيرتاح قلبك!"
مسح وجنتيها بكفيه بحنان شديد وجذبها لصدره يهدهدها، يحس بنبضات قلبها عالية كأنفاسها الصاخبة، أناملها تتشبث في خصره كالغريق الذي وجد شاطئ النجاة، تحس بأن علي في تلك اللحظة ليس فقط ابن عمها وحبيبها بل ابنها الذي لن تفرط فيه أبدا!.
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 09:14 PM   #535

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

كانت نغم تجلس على الأريكة في بهو الفيلا مع ياسمين حين عاد أحمد وأحست بخطواته الهادئة تصاحب صوته الأجش الذي أعلن عن وصوله لتهرول له ياسمين تعانقه بقوة فيما تعلقت بهما نغم شاردة في هذا العناق الطويل، لم تدر بأنها أطالت النظر لهما وبأن أحمد ينظر في عمق عينيها! يوعدها بعناق طويل كهذا، سيجمع فيه كل ما افتقدته!؛ كان هذا ما يفكر فيه حين تنهد بهدوء وهو يبعد ياسمين بلطف بينما يهمس بالسلام لنغم التي انتفضت في مكانها، تتهرب من النظر له، تتمتم بسلام مقتضب فيما جلس أحمد وضم ياسمين جواره يسألها عن حالها والمذاكرة لتثرثر الأخيرة براحة فيما كانت نغم تسمتع لهما قبل أن تقوم من مكانها بانتفاضة، تحس بأنها كلما أطالت الجلوس بينهما مشاعرها الحبيسة تنتفض داخلها!، تخاف أن يرى أحمد حنينها لمذاق عناق كهذا، تخاف أن يرى أمنيتها لمعرفة كيف كيف للفتاة أخ بل كيف هو الإحساس بكلمة أبي وأمي وأخي؟!، كلا لا تحسد ياسمين بل تتمنى لها مزيد من السعادة التي رجت لو ذاقت القليل بل الفتات منها!.
سألها أحمد بتوجس حين وجدها تتلفت حولها بتشتت عما تريد؟!، لترد بارتجافة بأنها سترى أم سيد إن كانت في حاجة لمساعدة في إعداد الغذاء!.
رمقها أحمد بنظرة عميقة بينما تسير حيث قالت فيما هو أرخى أهدابه يداري ما يشعر به عن نظرات ياسمين الفاحصة والتي قالت في مشاكسة:
" لا تداري الحب أبيه فعينيك ناطقة بما يكفي!"
رفع أحمد أحد حاجبيه وقال يدير الحديث في محاولة أن لا يجاريها فيما تقول:
” إذن هيا يا مشاكسة لتساعدي نغم في تحضير الغذاء فأنا جائع جدا!"
قامت ياسمين بلهفة، بموافقة بينما تقول بمرح:
" عيناي لك أبيه.."
وتركته دون مجادلة تعي بأن أخيها لن يسترسل معها في حديثها ..
على طاولة الغذاء جلس ثلاثتهم، نغم بصمتها الذي بات يرافقها متهربة من حديث أحمد المربك لها ونظرته التي لم تعد تجد تفسير لها، تخفي عنه هذا الشعور الي رافقها طوال اليوم في غيابه!؛ كانت تبحث عنه في كل مكان حولها كما لو كانت تشتاق له!؛ جحظت عيناها على تلك الفكرة لتلتفت له فجأة تحدق فيه، تكذب ما تشعر به حين التقت عينيها مع عينيه ليبتسم لها يزيد من توترها في حين كانت ياسمين تثرثر تنعش الجو الصامت بينهم حين تدخل أحمد قائلا موجها الحديث لنغم:
" عقد قراننا غدا يا نغم…!"
غصت اللقمة في حلقها وظلت تسعل بقوة، كادت ياسمين تقف من مكانها، تعطيها ماء في حين أحمد انتفض من مكانه في حركة سريعة، يناول نغم كوب من الماء يسألها في قلق شديد عن ما تشعر حين رفعت عينيها له لترى تلك اللهفة في عينيه!؛ نظرة لن تخطئها عيني أنثى والتي شبهتها بذات النظرة يوم التقفها من حوض السباحة، ابتلعت ريقها وأشاحت بنظرها عنه عندما أخذت الكوب من يده ترتشف منه بينما تهمس بأنها بخير أما أحمد فقد عاد لمكانه يتمنى لو رفقت قليلا بحالها ومنعت قلقها وخوفها عنها حين تدخلت ياسمين هاتفة:
" إذن سيكون غدا لدينا زفاف!"
تعالت نبضات قلب نغم وهي تختلس النظر لأحمد في حين قال الأخير لأخته:
" الأول سأعقد قراننا ثم سنقوم بحفل زفاف بسيط بين ثلاثتنا!"
عبست ياسمين في حين استرسل أحمد :
" أعدك حين تنتهي من امتحاناتك نقوم بزفاف كبير!"
صمت برهة ونظر لنغم قائلا بصوت أجش جعل نظرتها المتعلقة به ترتعش دون إرادتها:
" زفاف يليق بنغم…!"
فلتت من عيني نغم نظرة امتنان لمحها أحمد ليردها بنظرة مماثلة ولم تعلم نغم لم يمتن لها! في حين قالت ياسمين:
" إذن علينا النزول لشراء فستان زفاف!"
هنا استفاقت نغم لمسار الحديث و هزت رأسها برفض واصرار ليرمقها أحمد معاتبا خاصة مع نظرة ياسمين الحزينة في حين التفتت نغم لها تنتزع بسمة لأجلها:
" ياسمين، أخيك سيقيم لي زفافين أتدرين معنى فرحة كتلك!؟"
صمتت برهة تحاول استجماع كلمات مقنعة لياسمين حين أضافت بينما تختلس النظر لأحمد الذي شبك أنامله في انتظار ما تقول:
" وأنا فكرت بإن أترك فستان الزفاف لليوم الذي تنتهي فيه من الامتحانات!"
قالت ياسمين معترضة:
" لكننا تحدثنا قبل في هذا الموضوع وأقنعتك!"
تهربت نغم من النظر في وجه ياسمين، تخفي قلقها من كل هذا، تنفي عن رأسها حديث حاتم وحديث أحمد الذي طالبها بأن تسعد بفرحة العروس لكن داخلها مقتنع بأنها ليست كذلك فهذه زيجة تم الاتفاق عليها بسبب كل ما حدث لذا هي مقيدة داخلها ولن توافق الاشتراك بتلك اللعبة على الأقل بفستان زفاف، قاطع احمد أفكارها وتبادل النظر بينهما قائلا:
" نعقد القران ثم سنفكر بالقادم وأعدكما أن يتم ما يجب!".
★★★
خلع جلال بدلته وألقاها على الكرسي ليجلس بارهاق، يسند ظهره حين قالت أمه:
" لم تأخرت نورا ليست عادتها!"
اعتدل جلال في جلسته ثم إجابها بينما يمسد جبينه:
" قالت بأنها ستشتري شيء في طريق العودة!"
ثم أضاف مرحا:
" كما أنها بطيئة في القيادة كما تعلمين فستصل كسلحفاة!"
تنفست ماجدة براحة لتسأله في اهتمام:
" أراك شارد الذهن!"
مسح بكفيه على وجهه، يذكر ما طلبه منه أحمد وبأن عليه بالفعل حضور عقد قرانه في الغد ، كل هذا كان مفاجئا له وخاصة بأن أحمد تغاضى عن غضبه السابق منه وكأنه لم يكن، لم ير في عيني أحمد أي مما سبق وكأن زواجه من تلك الفتاة التي لم يعرفها إلى الآن كان كمحاية لكل ما كان بينهما سابقا ليظل فقط صداقتهما التي تستعيد بنائها بروية..
صوت أمه وهي تنادي باسمه استعاده من سهوه لينظر له للحظة ثم يقص لها ما حدث بينه وأحمد في حين كانت أمه تحملق فيه دهشة، تتساءل عن تلك الفتاة وعن أنها لن تحضر زفاف أحمد كما تمنت بل أنها لا تعلم لم هذا التسرع طالما يفكر بدراسة أخته فقد كان عليه الانتظار لحين انتهاء امتحاناتها لكن حديث جلال فسر القليل حين قال:
" من الواضح بأن أحمد عاشق حد الثمالة ويخاف من ضياع الفتاة منه، هذا ما فهمته من حديثه المقتضب!"
قالت أمه مستفسرة:
" ألا تعرفها!"
هز جلال رأسه نافيا ثم قال:
" لا لم أعرفها قبل عموما سأراها غدا في عقد القران…"
" عقد قران من؟!"
كان هذا صوت نورا التي دخلت للتو تحمل في إحدى يديها كيس مطبوع عليه ماركة معروفة واليد الأخرى علقت على كتفها حقيبة يدها..
ارتبك جلال يحاول ادارة الكلام لوجهة أخرى في حين تجهم وجه ماجدة، تذكر يوما كهذا سمعتهما نورا يتحدثا عن خطبة أحمد وانهيارها وقتها، تمنت ماجدة لو لم تأتي نورا الآن والتي جلست جانب أمها تضع ما في يديها جانبها بينما تتبادل النظرات بينهما في دهشة متسائلة عن سر عدم اجابتهما للسؤال الذي أعادته مرة أخرى ليجيبها جلال بصوت خافت:
" عقد قران أحمد!"
تابعها كلا من أمها وجلال بتوجس عندما ضيقت عينيها الرماديتين بدهشة وسألت:
" عقد قران مفاجأ ام إنك كنت تعرف قبل يا جلال!؟"
انقبض قلب ماجدة بخوف شديد بينما يجيبها جلال بعد هزة من رأسه بالنفي:
" لم أعرف سوى اليوم حتى أنه سيكون بين إطار العائلة كل ما علي فعله هو أنني شاهد على الزواج!"
همهمت نورا بتفهم قبل أن تقوم من مكانها تحمل أشياءها ثم قالت:
" سعيدة لأجلك جلال، أشعر وكأن هذا بادرة جيدة لإستعادة صداقتكما!"
نظر لها كلا من اخيها وأمها براحة فهي لم تهتم لأمر زواج أحمد حتى أن ملامحها لم يبد عليها الاستياء فلو كانت تخفي داخلها فوجهها كان ينطق عنها أما الآن فلا شيء يدل بإن لأحمد مكانة في قلبها سوى أنه صديق أخيها الذي فرحت لأجله كونهما يستعيدا صداقتهما، تنهدت ماجدة في راحة فيما تنظر للكيس قائلة:
" ما الذي اشتريته!"
ارتبكت نورا للحظة قبل أن تستعيد هدوءها:
" ثوب جديد، مللت من ملابسي!"
ضيقت ماجدة حاجبيها ليقاطعهما جلال بمشاكسة:
" هذا بالتأكيد لحفلة اليوم!"
هنا تنبهت حواس ماجدة، ترمقهما بنظرة متسائلة خاصة مع ارتباك نورا التي نفت قول أخيها في حين وضح جلال لأمه التي تاهت بينهما:.
" اتصل خالد اليوم وعزمنا على حفلة صغيرة بيننا بما أنه قد حصل على عقد جديد مهم وأراد الاحتفال معنا!"
تنفست ماجدة الصعداء ونظرت لابنتها التي توردت وجنتيها كما لم ترها قبل، ترى نورا الفتاة التي تقبل على حياة جديدة بفرحة، كفراشة جذبتها رائحة الورد والذي كان خالد؛ خالد الذي أعاد لها ابنتها بحيويتها كما كانت قبل بل أفضل..
وقفت ماجدة تربت على شعر ابنتها فيما تقول تنتزع الأخيرة من خجلها:
" حسنا نورا، اصعدي لترتاحي قليلا حتى يتم تحضير الغداء ثم تذهبي مع أخيك للحفلة!".
" ألن تأتي معنا!"
قالها جلال عندما قام هو الآخر من مكانه لترد ماجدة برفض فيما تردف:
" أنا سأنتظركما هنا، لا طاقة لي اليوم للسهر فأنا عدت منذ قليل من النادي…"
لم يجادل جلال معها إذ أن نظرتها كانت واضحة له، تريدهما أن لا يتقيدا بها، يرى في عينيها الأمل الذي يزداد كل لحظة مع شفاء نورا الواضح مما كانت فيه لذا وضع ذراعه على كتف نورا قائلا بمرح':
" هيا إذن لنصعد وربما أرى الثوب الجديد !"
استدارت نورا معه ترد بمشاكسة بينما يصعدا السلم:
" لن تراه إلا حينما أرتديه!"
صوتهما الذي يرن في أرجاء الفيلا كان سببا للبسمة الواسعة على شفتي ماجدة التي تابعتهما بنظراتها الحانية بينما يصعدا درجات السلم تتمتم في نفسها بدعوات تتمنى أن تكون من نصيبهما!.
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 09:15 PM   #536

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

وقفت نورا أمام المرآة، تنظر لانعكاسها برضا بينما تتسع ابتسامتها ليزداد عمق غمازتيها، ارتجف قلبها بينما يصدح في عقلها أحد تلك المرات الكثيرة التي أخبرها فيها خالد عن عمق غمازتيها حين تبتسم، لامست وجنتيها بوجل ورأت بعيني خيالها خالد في المرآة، يبتسم لها، يهمس بذات الكلمات، لتعلو دقات قلبها بصخب حتى أنها وضعت كفها عليه كأنها تمنعه ان يغادر مكانه، لكن إلى أين يغادرها، تساءلت في نفسها بينما تجيبها صورة خالد في مخيلتها:
" تبدين رائعة في هذا الثوب!"
استدارت حولها بتشتت، تجزم بأنها جنت، تحتبس الأنفاس في صدرها وهي تعاتب نفسها أنها تتجمل اليوم لأجل خالد، نعم هي تدرك هذا وتكاد تصفع نفسها حين استدارت مرة أخرى للمرآة ترى زينتها المتقنة التي لم تفعلها قبل رغم أنها لم تخف ملامح برائتها…
انتفضت في وقفتها حين سمعت دقات على باب غرفتها يصاحبها صوت أمها لتسمح لها بالدخول بينما تلتفت عن المرآة في ارتباك لتأخذ حقيبتها الصغيرة حين توغلت ماجدة للغرفة، ترى ابنتها جميلة، وجهها صافي بلا حزن إلا من حمرة وجنتيها و بعض التشتت التي تفهمه جيدا وتتمنى لو أخرجها منه خالد لتثني على روعة فستانها وجمالها بينما تضمها لها حين صدح صوت جلال خلفهما بمشاكسة:
" الأم وابنتها يتعانقان وأنا هنا وحيد بل حضن!"
ضحكت ماجدة ملء فاها وهي تترك نورا لتلتفت لبكرها الذي فتحت له ذراعيها ليجري كطفل صغير يختبأ في صدرها ثم رفع رأسه يقبل وجنتيها يدعو الله أن تظل تجمعهما في حضنها…
في فيلا علوان، صف جلال السيارة ليترجل منها بينما خالد كان يستقبله في الحديقة حين نزلت نورا هي الأخرى من السيارة، لتلتقى مع عيني خالد اللتين رمقاها بنظرة اعجاب واضحة دون مواربة، كانت رائعة بفستانها الذي يراه لأول مرة بلونه الذي بزرقة السماء!؛ ينسدل على جسدها الناعم ككل شيء فيها حتى زينتها المتقنة كما لم يعتدها قبل، كل شيء فيها بدا مختلف حتى نظرة عينيها الخجول بينما تسلم عليه بيد مرتجفة، أحس بها ما إن لامست كفه بينما ترخي أهدابها عنه، ابتلع ريقه يتحكم في مشاعره بقبضة من حديد حين أفلت كفها بينما يشير لهما ليدخلا حين سألته نورا:
" أين سارة لا أراها!"
هز خالد رأسه باستياء بينما يتبادل النظرات بينها وجلال فيما يسيروا تجاه بهو الفيلا قائلا:
" لم أكن أعلم بأن اليوم ماتش الأهلي والزمالك، لو انتبهت كنت أجلت الاحتفال عوضا عن هذا المنظر!"
وأشار تجاه جانب قصي في بهو الفيلا ليلتفت كلا من جلال ونورا بانتباه ليتقابلا مع شاشة عرض كبيرة بينما صوت مذيع المباراة يصدح بحماس وسارة تجلس على الأريكة تربع ساقيها ببنطال جينز مقطع من على ركبيته يعلوه قميص أحمر برقم أحد لاعبى الأهلي فيما كانت تقبض في يدها على قطعة بيتزا حين جلست على ركبتيها وهتفت بحماس تشجع اللاعب الذي كاد يسجل هدفا لكنه كان خارج الشبكة لتعتدل مرة أخرى في جلستها بإحباط ما لبس أن عاد لحماس وتشجيع..
هز خالد كتفيه باستسلام بينما يقول:
" هكذا حالي حينما يذاع ماتش للأهلي!"
كتمت نورا ضحكتها بينما تردف:
" إنه جو لطيف يا خالد!"
قال معترضا!:
" بل جنون!"
ليتدخل جلال مازحا:
" الكرة أجمل ما فيها الجنون!"
لترد نورا وقد انتبهت لشيء:
" جلال عليك الرحيل الآن حتى لا تتخانقا أنت وسارة!"
ضيق خالد عينيه متسائلا لتفسر ما لم يفهمه بينما وصل لجلال جيدا:
" أخي يشجع الزمالك وأختك تشجع الأهلي وواضح بأنها متعصبة لناديها كأخي فتصور ما يمكن أن يحدث!"
" لن يحدث شيء، على أخيك أن يكون ذو روح رياضية!"
كان هذا صوت سارة التي انتبهت لوجودهم حين انتهى الشوط الأول لتسير تجاههم وتسمع جزء من آخر حديثهم ليرد جلال:
" أنا عن نفسي روحي رياضية جدا!"
هزت رأسها ليهتز معها شعرها الذي كان على شكل ذيل حصان بينما وجهها كان خالي تماما من أي زينة لتظهر ملامحها لجلال دون أي ستار، بدت في غاية الجمال كما لم يرها قبل، يحس بأنها تجملت اكثر مما ينبغي حتى كاد قلبه ينفلت من أضلعه، قاطعت سارة نظرته الطويلة لها والتي كادت تربكها لولا تحكمها المتقن في مشاعرها لتقول بلهجة متحدية:
" تعني بأنك ستتقبل الخسارة بروح رياضية!"
زم جلال شفتيه برهة بينما رمقته نورا بتمعن لعلمها لعدم تقبل اخيها لخسارة ناديه حين قال:
" الروح الرياضية أيضا أن تتقبلي الخسارة!"
هزت سارة رأسها بنفي وقالت:
" الروح الرياضية لدي هي أن عليك الخسارة أو الخسارة جلال!"
جلال من شفتيها مفردا يستحق أن يكون ذو روح قتالية لتصبح له تلك المجنونة الجميلة ذات الصوت الأبح الذي يؤجج النار في رأسه ليقول مرحا:
" خسارة أو خسارة، لديك اختيارات كثيرة!"
ضحك خالد يقطع هذا السجال بينما يشير للصالون ليجلسوا حين بدأ الماتش لتستأذن سارة منهم ليغوص قلب جلال مختنقا لقد كان أملا أن يتحدثا ولو قليلا، قطع خنقته تلك التفات سارة لهم كأنها تذكرت شيء، نظرت لثلاثتهم، تعي بأن خالد يتمنى أن يجلس مع نورا ربما منحته قلبها أو استطاع أن يبوح لها عما في قلبه، رجت لو انفكت عقدة أخيها وطلب نورا للزواج ولم تكن هناك فرصة أفضل من تلك لذا قالت تحدث جلال:
" أعتقد بأنك لديك روح رياضية تجعلك تشاركني مشاهدة الماتش لتتقبل خسارتك برضا!"
ضحك جلال وأردف:
" وإن فزت أنا!"
هزت رأسها نافية بثقة قبل أن تسير حيث الشاشة وجانبها جلال الذي استأذن من نورا وخالد ليشاهد الماتش فيما جلست أخته مع خالد على الأريكة، تتلفت حولها بارتباك، تحس بنظرات خالد الفاحصة حين قاطع هذا قائلا:
الفستان يبدو رائعا ولونه مميز!"
التفتت نورا له، تتمنى لو لم ينتبه بأنها فعلت شيء مشابه له، هو يوم اشترى لها الهدية اختار كل شيء بلون عينيها واليوم حين اشترت هذا الفستان كل ما فكرت فيه، كيف يكون بلون عيني خالد، كان هو اللون الذي اختارته بعناية وحين وجدته أحست وكأنها وجدت كنزا..
تقبضت يدها تمنع توترها ثم قالت بنبرة حاولت أن تكون صامدة ومقتضبة حتى لا ينتبه لما تعانيه:
" شكرا يا خالد!"
رمقها الأخير بنظرة محبة، يفهم مقدار ما تعانيه ليزيده قليلا حين قال :
" يشبه لون عيني!"
اتسعت عينيها تحملق فيه فهي لم تتوقع أن ينتبه لذلك بينما أضاف :
" أظنه فستان جديد، صحيح!"
قاطع هذا صوت الفتاة التي طلبها خالد من الفندق الذي أتى منه الطعام لتشرف على تقديم كل شيء بينما تضع أمامهما عصير ومعه بعض الحلوى قبل أن تتركهما وتقدم المثل لجلال وسارة.
تنهدت نورا في راحة، تحمد الله بأن الفتاة قاطعت حديثهما لتأخذ العصير ترتشف منه حين استرسل خالد باقي حديثه الذي لم يرد له بأن ينتهي بتلك السرعة:
" ظني صحيح، الفستان جديد فأنا لم أره قبل عليك!"
ابتلعت نورا ريقها، تحس بأنه يقصد ارباكها أو ربما لمشاعرها المتأجحة في قلبها احست بهذا ، زفرت تجمع اعصابها لتقول بهدوء مصطنع:
" بلى جديد…"
وصمتت لا تجد باقي حديث حين قال خالد:
" لونه لاق على عينيك كثيرا يا نورا!"
مد لها قطعة حلوى فيما تزيح الغرة عن عينها، لتتشابك عينيهما، تسهو لا تعي بيده الممدودة لها بقطعة الحلوى إلا حين قربها لفمها لتقضمها من بين أنامله بألية لم تنتبه لها إلا حين لامست أصابعه شفتيها خطأ ليقبضها له مرة أخرى، يمنع توتره الذي اتضح عليه بينما هي قضمت الحلوى التي ذابت في فمها، تحس بانصهار وجنتيها عندما شعرت بملمس أنامله على شفتيها، الذي لم يطل سوى أقل من الثانية والذي بدا دون قصد، لا تعلم كيف فعلها خالد وأطعمها بيده ولم تفهم كيف استسلمت لحلو اللحظة التفتت ناحية سارة وجلال في ارتباك وقالت تدير الموقف:
" واضح بأن أخي استسلم لخسارة ناديه!"
نظر خالد تجاههما وقال:
" لا أعتقد بأن رجلا كجلال يستسلم بتلك السهولة!"
كانت سارة كأنها تجلس على موقد فلا تقعد مكانها باتزان حتى أحس جلال بأنها كحبة الفوشار تطاير من مكانها حتى أنها لم تحدثه إلا القليل جدا حين سدد النادي الأهلي هدفا في شباك الزمالك لتنط من مكانها كطفلة صغيرة قبل أن تهدأ وتجلس جانب جلال الذي وضع ساق على أخرى في هدوء ولأول مرة لا ينتبه للجون الذي اخترق شباك الزمالك حين قالت سارة بتهكم:
" أعجبتني روحك الرياضية فصمتك وعدم اعتراضك مريح جدا!"
التفتت تتابع الماتش حين قال بهدوء:
" أتوقع الجول القادم في شباك الأهلي ووقتها نتعادل سارة!"
رمقته باعتراض ليميل تجاهها قائلا:
" لا تثقي كثيرا سارة صدقيني توقع التعادل أفضل من توقع الخسارة!"
هتفت من بين أسنانها:
" أنا لا أتوقع سوى الفوز جلال!"
ابتسم بهدوء جعلها تغتاظ أكثر حين دس يده في جيبه وأخرج العلبة المخملية الصغيرة وفتحها تحت أنظارها هامسا بينما ينظر في عمق عينيها:
" وأنا اليوم لا أرجو سوى التعادل يا سارة!، أتمنى لو سجلت نبضة في شباك قلبك كما فعلتِ أنت منذ أول لحظة!"
ابتلعت ريقها تحاول استيعاب ما يحدث فجلال يطلبها رسميا لتقول في حدة:
" كف عن هذا جلال وإلا ناديت خالد"
قرب العلبة منها وقال ببطء :
" ليتك تفعلين وأخبريه بأنني وقعت في حبك من أول aptol"
هنا كتمت سارة ضحكتها، تستعيد اول لقاء بينهما بينما جلال قد وضع العلبة في كف يدها قائلا :
" وافقي على طلب الزواج ؟!"
حين صدح صوت مذيع المباراة بهدف التعادل في شباك الأهلي، لتقبض سارة على العلبة وتلتفت للشاشة تكاد تعترض حين سمعت جلال يقول بنبرة هزت قلبها:
" ها هو التعادل فاسمحي لقلبينا بالتعادل وفكري كيف سنكون حين نتزوج زملكاوي وأهلاوية في بيت واحد، أليس هذا ممتع!"
تعالت أنفاسها بصخب وهي ترخي جفونها عنه، تنظر للعلبة المخملية في يدها حين استطرد:
" فلتكن معك يا سارة، إن وافقتي فيكفي أن تقولي تعادلنا ! وإن لم توافقي…"
صمت وقد ارتسم الحزن بوضوح على ملامحه حين أضاف:
" وقتها أخبريني بفوزك وأنا سأفهم لكن لا تنطقيها وتقولي بأنك لا تريدنني يا سارة وسأتقبل خسارتي لأجلك أنتِ!"
نبرة صوته كانت تهز روحها بقوة حتى انها أحست بزلزال في محيطها فقط، جلال قادر على اجتياز حصونها ببراعة وهي كانت أكثر من مستسلمة تلك اللحظة حين دست الخاتم في جيبها والتفتت تداري مشاعرها تنظر لشاشة التلفاز الكبيرة حين أعلن المذيع عن انتهاء الماتش بالتعادل!.
أحست نورا بجو البهو يتحول لحرارة عالية حتى أنها ظنت بأن وجهها تعرق لتمسحه بارتجاف خاصة مع نظرات خالد التي كانت واضحة تماما دون أدنى محاولة إخفاء منه حين قالت تمنع نفسها من الانجراف في توقعات ستؤدي لوجعها وربما لعلاج نفسي آخر :
" مبارك يا خالد على العقد الجديد!"
أجابها بعدما زفر بخفوت:
" شكرا نورا لكننا لم نوقع العقود بعد تلك موافقة مبدئية حتى أسافر دبي!"
غاص قلب نورا بين أضلعها واحست بالاختناق لتقول بصوت مرتعش:
" ستسافر!'
رق قلبه لأجلها وتمنى لو ضم وجهها بين كفيه وقال تزوجيني وتكونين دوما معي حين انتزع نفسه من أفكاره وأجابها بنعم لتقول:
" متى…!؟"
" لم أحدد بعد!"
قالها خالد ينظر في عينيها اللتين تكاثفت فيما الدموع كأنهم في سباق أيهم ينحدر أولا عندما أشاحت نورا بوجهها، تطبق على شفتيها في محاولة لعدم البكاء..
تحس بالشوق له من الآن، تعترف بوجع قلبها الشديد لمجرد فكرة بعده عنها فكيف تتحمل باقي عمرها، أتراها ستعود لفترة مرت من حياتها لكن خالد ساعدها، الآن ماذا ستفعل ودواءها سينسحب من جانبها!؛ دواءها تلك الكلمة تفجرت في رأسها وهي تلتفت لدوائها المتمثل في خالد لتنهمر دمعة من عينها تتبعها أخرى حين قال خالد في لهفة وحنان:
" لا تبكي يا نورا…"
مسحت الأخيرة وجنتيها بارتجافة وهمست:
" لا أبكي…"
ليقول خالد بذات النبرة الحانية:
" لن أتأخر سأحاول العودة باكرا!"
قالت بمرح تداري ما تشعر به من حزن حقيقي لمجرد فكرة سفره:
" ماذا أفعل صديقي، لقد اعتدت قربك!"
" لن أبتعد عنك أبدا، أعدك!"
قالها بنبرة واعدة واثقة لترتجف نظرتها بينما يضيف:
" سأكون على اتصال دائم معك نورا!؛ لحظة بلحظة حتى تملين مني"
هزت رأسها بعنف وعادت دموعها تنهمر بينما تقول وقد انفلتت الكلمات منها من شدة تأثرها:
" لن أمل منك أبدا يا خالد، اتصل بي كل ثانية!"
أطبقت على شفتيها تمنع استرسال حديثها فيما تمسح وجنتيها تهمس باعتذار لا تدري بأنها تصهر مشاعر خالد الذي قال لها:
" أتعلمين بأن غمازتيك تزداد عمقا مع البكاء ايضا!"
ضحكت من بين دموعها وقالت:
" أتعني أن أبكي …"
" بل لا أريد لدموعك زيارة مقلتيك أبدا، دعي البسمة تعود موطنها!"
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 09:18 PM   #537

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

وقفت نغم خلف باب غرفتها، تشبثت بقوة في المقبض، تحاول أن تفتحه لكي تخرج إلى أحمد وياسمين اللذين ينتظرانها منذ وقت لكنها متوترة بشدة حتى تكاد تجزم بأن قدميها التصقت بأرض الغرفة، ابتلعت ريقها وأغمضت عينيها تتمتم مشجعة نفسها:
" هيا يا نغم لا تكوني كالطفلة الصغيرة!"
لكنها ظلت على وقفتها وفتحت عينيها تنظر لباب الغرفة تحاول توقع أين يذهبون، لقد أخبرها أحمد البارحة بأن اليوم عقد قرانهما وهي ظنت بأن المأذون سيأتي إلى الفيلا لكن أحمد طالبها أن تجهز ليخرجوا لعقد القران ، تساءلت لما لم لا يجهز كل شيء هنا لينتهي هذا التوتر الذي تعيشه لتلوح على شفتيها بسمة ساخرة من نفسها بينما تهمس!:
" أنتِ بأول رحلة التوتر الحقيقية يا نغم!"
صوت دقات ياسمين على باب غرفتها والتي صحبها صياحها باسم عروس أخي أجفل نغم التي أرخت يدها عن المقبض تحدق في الباب، تستوعب الكلمة التي قالتها ياسمين ( عروس أخي) والتي جعلت قلبها يقرع كالطبل في صدرها بينما تعيد ياسمين ذات الكلمة قبل أن تسحب نغم نفسا عميقا وتزفره تستعيد بعض من قوتها بعدما ألقت نظرة سريعة على هندامها ثم فتحت باب الغرفة لياسمين التي أطلقت صفارة اعجاب من بين شفتيها فور رؤية نغم التي توردت وجنتيها عندما تلاقت عينيها مع أحمد الواقف على بعد خطوتين من أخته والذي أحست بأن فكه ارتجف للحظة قبل أن يستعيد ثباته فيما سحبتها ياسمين من معصمها لخارج الغرفة لترفع يدها بينما قامت بلف نغم لتدور بفستانها الكريمي الذي بدا عليها رائعا، دارت عيني أحمد على نغم بينما تلف بالفستان دون إرادتها إثر حركة ياسمين المباغتة لها قبل أن تسحب يدها وتتوقف تطالب ياسمين أن تكف عن هذا فيما أرخت أهدابها عن أحمد الذي لا زال يحدق فيها، فهو لم يرها قبل ترتدي فستانا، دوما بنطال جينز واسع وأعلاه بلوزة من نفس خامته أو أخرى خفيفة واسعة لا تظهر معالم جسدها، الآن ترتدي فستانا كريمي، ضيق من الأعلى يرتسم على صدرها دون ابتذال ويتسع من الأسفل بعض الشيء حيث تلك الكشكشات التي توالت في جزئه السفلي، بدا ناعما يليق على العينين الخضراوين والوجه الشاحب الذي تعاند حمرته وتظهر تغطي كل هذا الشحوب، كعب عالي جعل جسدها النحيل يعلو قليلا ليتوقع أحمد طولها أين تماما ستكون بالنسبة لصدره لو عانقها الآن!؛ هنا اقترب قليلا حتى لم يعد يفصلها سوى خطوة ليتأكد بنظرته الرجولية بأنها قرب قلبه!..
أرخت نغم وجهها عنه تفكر بأن نظرته تربكها كثيرا، هذا الفستان للتو أخرجته من غلافه، لقد أهدته به رقية في أحد زياراتها قبل لقاء نغم لأحمد ولم تجد نغم فرصة أبدا لارتدائه إذ أن حياتها وقتها لم يكن فيها ما يستدعي وجود فستان كهذا في خزانتها البسيطة كما أنها لم يكن لها مكان مناسب لارتدائه، حين أخبرها أحمد بعقد قرانهما ومحاولته ليلة أمس أن يأخذها كي تشتري ما تريد للمناسبة لكنها رفضت بحزم وأخبرته بأن لديها ما يناسب ورغم نظرته المتشككة وقتها إلا أنها لم تكترث، إذ أن ذوق رقية كان بالتأكيد سيعجبه، لو يعلم بأن نظرته الراضية تلك لفستان اختارته أمه والتي لم تكن تعلم بأنه سيكون لعقد قران ابنها…
تبادلت ياسمين النظرات بينهما بتسلية مستمتعة بلحظة الصمت التي طالت ولقاء أعينهما الذي بدا لاثنين عاشقين! لتقاطع كل هذا بمرح قائلة:
" سيهرب المأذون يا أبيه، أعتقد بأنكما نسيتما أننا سنخرج!"
أجفل كلا من نغم وأحمد وأشاحا بنظرهما عن الآخر ليلتفتا لياسمين بتوتر وأول من استعاد هدوءه أحمد الذي قال يشير للباب:
" هيا بنا!"
لكن ياسمين قالت معترضة:
" أبيه لقد نسيت أن تخبر نغم بأنها جميلة جدا !"
حدجها أحمد بنظرة عاتبة لتزم شفتيها بطفولة تلتفت لنغم التي ازدادت حمرة وجهها فيما تلتفت عنهما، تدور بعينيها تبحث عن اللاشيء حين تابعت ياسمين قائلة:
" أبيه، نحن الإناث نريد فوق نظرات الأعين المحبة كلمات إطراء فهي تفيد كثيرا لدقات القلب!"
اتسعت عينا نغم وهي تنظر لياسمين الطفلة الصغيرة ولا تكاد تستوعب ما تقول ليتدخل أحمد قائلا :
" وكيف عرفت هذا ياسمين...؟"
أحست ياسمين بنبرة أحمد تتغير وكأنه غضب لتفسر قائلة في خوف أن تثير غضبه:
" أنا أفهم هذا لأنني أنثى وفي قلبي رجلا يحبني منذ الطفولة، نظرة عيناه حياة وكلماته نبض قلبي…".
" ياسمين…."
قالها أحمد بتحذير وقد غامت عينيه حين تبادلت ياسمين النظرات بين نغم المذهولة وأحمد الغاضب قائلة:
" إنه أبي… حبيبي!"
زفرت نغم بعمق تحس بأنها حبست أنفاسها طويلا فيما نظرت لأحمد الذي ظنته سيقلب كل شيء ويتركهم ويخرج لكنه لم يفعل هذا بل أطلق هو الآخر زفرة بدت مرتاحة ولم يعلق على كلام ياسمين التي بدت قلقة من ردة فعله، ورغم الغصة التي خنقت قلبه لكنه حاول أن لا يحزن ياسمينته ونغمته ولا حتى نفسه لذا كتم كل ما يعتمل في صدره قبل أن يقول بهدوء :
" هيا بنا إذن …"
سبقتهما ياسمين للسيارة لتسير نغم جانب أحمد الذي كان كلام أخته يدوي في رأسه بينما دقات كعب نغم تصدح في بهو الفيلا حين مال قليلا قربها وقال:
" أنتِ تبدين كأميرة اليوم!"
خفق قلبها بشدة وهي تلتفت له مجفلة في حين التفت للأمام، يسير بثقته المعهودة لقد هز كل كيانها ومشى بكل هدوء بحلته الأنيقة، بدا وسيما أكثر من أي مرة نظرت فيها له…
ضيقت عينيها تسأل نفسها منذ متى كانت تراه وسيما حين فتح لها باب السيارة لتجلس جانبه فيما ياسمين كانت بالخلف لتسأله الأخيرة بقلق حين قعد على كرسي القيادة:
" أبيه، هل تضايقت مني!؟"
ابتسم لها في مرآة السيارة وهمس بينما يلتفت لها:
" لا لم أتضايق ، ربما بداية حديثك فقط أقلقتني!"
اختلست نغم نظرة لاحمد الذي بدا قلقه واضحا على أخته ، تفهم مدى غيرته عليها لتبتسم وهي تحس بأن هذا الشعور مؤكد رائع حين ترى الأخت غيرة أخيها عليها … هي لم تجرب شيء كهذا ولم تر نظرة خوف في عين أحدهم عليها لتهز رأسها عند تلك الفكرة وترد بصمت على نفسها بينما تنظر لجانب وجه أحمد…
( سابقا أما الآن فقد وجدت من يخاف علي ويحميني!)
كانت السيارة قد خرجت من الفيلا في طريقها التي لا زالت نغم تجهله بل ياسمين نفسها لم تعرفه رغم محاولاتها لأن يخبرها أحمد دون جدوى حتى أنها تلك اللحظة تحاول انتزاع الكلام منه لكن أحمد لم يرض فضولها فيما كان يختلس النظر لنغم، يتمنى لو تسأله وتفك عقدة لسانها لكنها كانت تنظر لهما بصمت أما عينيها فكانت تثرثر بالكثير في معاندة واضحة لصاحبتها التي كانت تسبل أهدابها عن أحمد ظنا منها أنه لا يفهم حوار نفسها..
دارت عينا نغم حولها فيما تتيقن من الطريق التي بدا أنه تعرفه حتى أحست بأنه يخيل لها حين نظرت لأحمد الذي ابتسم لها في تأكيد لظنها، لتعود بنظرها تحدق في الطريق بذهول حين توقفت السيارة في المكان الذي لم يأت أبدا على فكرها ولا تعرف لما أتت لهنا لتلتفت لأحمد تسأله بصوت مرتعش:
" لما أتينا لهنا!؟'
التفت لها قائلا بحنو اجتاح روحها:
" ألم أخبرك بأن اليوم عقد قراننا!!"
هزت نغم رأسها بعدم استيعاب وهمست بينما تنظر للمكان ثم له:
" وما علاقة عقد قراننا بهنا!'
تنهد أحمد بعمق ثم قال:
" بعد قليل تفهمين!"
وترجل من السيارة بعدما طلب من ياسمين أن تنزل والتي كانت هي الأخرى تنظر للمكان بذهول كمعلمتها التي لم تستطع تحريك ساكن وظلت مكانها تنظر حيث يجب أن تذهب حين فتح أحمد الباب وانحنى قربها قائلا بصوت أجش:
" هيا نغم، أنا معك…!"
أنا معك بتلك النبرة الدافئة كانت كفيلة لتطرف بعينيها بتوتر قبل أن تنزل من السيارة، تسير جانبه وعلى الناحية الأخرى ياسمين التي قرأت اللافتة( ملجأ أيتام…)
لم تفكر نغم أن تعود هنا أبدا ومع أحمد، التي تتساءل بأنه لم يتراجع عن قراره بالتأكيد لأنه أعاده عليها حتى الآن لمرات لم تعد تعدها لكن لما هنا بالذات..؟
سمعته بينما يسير جانبها يقول:
" ارفعي رأسك يا نغم!"
التفتت له و لأول مرة تحس بأن ظهرها مشدود هكذا، لقد عاشت طيلة حياتها هنا لكنها كانت كسيرة الظهر والقلب أما الآن فهي تشعر بأنها قوية بل قوية جدا بينما تسير جنب لجنب مع أحمد والذي قابله رجلا خمسيني مع شاب تقريبا في سن أحمد كأنهما في انتظاره، الشاب سلم عليه ببشاشة وحميمية واضحة كالرجل الكبير الذي هنأه كثيرا …
انتزعها صوت الشاب الصغير من تيهها وهو يهنئها ببشاشة:
" مبارك الزواج!"
أرخت أهدابها تتمتم برد المباركة في حين التفت جلال لياسمين الذي توقع أنها اخت أحمد بينما ينظر لها قائلا:
" أميرتنا الصغيرة أهلا بك"
اتسعت بسمة ياسمين وهي تمد يدها لجلال ببشاشة بينما يقول لها بأنه صديق أحمد لترد ببسمة واسعة:
" بلى عرفتك، لقد رأيتك في صور الألبوم الخاصة بأخي وقال أنك صديقه!"
التفتت لأخيها قائلة:
" لقد وعدني يعرفني عليك والبشمهندسة نورا لكنه دوما مشغول!"
نظر جلال لأحمد نظرة ذات مغزى فهمها على الفور الأخير والذي قال:
" لم أكذب لقد عرفتك عليه الآن!".
ضحكت ياسمين وقالت:
" والبشمهندسة…!"
" أعدك أنا بالقريب التعرف عليها!"
قالها جلال ليدعمه احمد بذات القول بينما كانت نغم تتبادل النظرات بينهما، تتساءل بأن رجلا كجلال بالتأكيد يتعجب لزواجها من احمد لتدور مئات الأسئلة في رأسها وأول ما تبادر لذهنها، ما الذي حكاه احمد له كي يوضح زواجه من ابنة الميتم..
كان جلال يختلس النظر لصديقه الذي بدا سعيدا جدا ، حين عرف في الصباح من السيد ناصر أن الفتاة من الملجأ اندهش ولم يستوعب بل كاد يكذبه فما الذي يجبر أحمد وهو الذي تتمناه أكبر العائلات، هو لا يستكثره عليها لكن الأمر بدا مريب وغريب ودون ارادته لا يصدق ولا يتفهم لكنه الآن حين رأى صديقه أدرك بأنه يحب ومن مثله يفهم وهو الآخر واقع حد الثمالة ويتمنى اليوم الذي تكون سارة جانبه كزوجة..
قطع حديثهم وشرود جلال اللحظي خروج رئيس الدار ومديرتها في استقبال أحمد والذي سلم عليهما فيما يباركان له ولنغم التي أحست بدوار وتاهت بين ما يحدث، لا تصدق أبدا ما تراه وبأن أحمد جاء ليعقد قرانها هنا…
جلس جميعهم في مكتب رئيس الدار الذي طلب منه أحمد يد نغم فيما كان المأذون معهم، كانت الأخيرة تختلط مشاعرها، تستعيد طفولتها هنا، كيف كانت الجدران باردة حتى كبرت لكن اليوم المكان كان دافئا جدا حتى أنها تشعر بالحرارة تصهر حواسها وهي ترى أحمد يضع يده في يد رئيس الدار ويردد خلف المأذون لتكون زوجته بينما المدعو ناصر وجلال الذي بدا سعيدا لأجل صديقه كانا شاهدين على العقد والذي انتهى للتو لتسمع المباركات لزواجها من أحمد..
دقات قلبها كانت عالية، صاخبة، تكاد تنهار بينما تقف تتلقى التهنئة، تحس بالدوار يزداد، لا تصدق بأنها بالفعل أصبحت زوجة أحمد ، الحلم طال كثيرا..
تكاد تقع لولا ذراع أحمد التي التفت فجأة حول خصرها لتتشنج في وقفتها ليحس أحمد بمدى تجمد جسدها وهي تستدير له جاحظة العينين لترتسم على شفتيه بسمة مليحة قائلا بدفء وصوت أجش:
" ارتخي نغم، كوني هادئة ولا تخافي أنا معك...!"
أنا معك؛ لا زال يرددها على سمعها كما لو كان يؤكد عليها، عجبا أن لمسته لا تثير ذعرها لكنها تعجبت من مدى تقبلها ذلك وما فعلته تلك اللمسة على نفسها من انصهار حواسها لتشعر بأن نبضات قلبها تعلو حتى تكاد تسمعها، رغم ذلك كان عقلها يرفض هذا فكادت تنطق تذكره بطبيعة زواجهما لولا جلال الذي اقترب منهما يسلم على أحمد ، يهنئه ويتمنى له الذرية الصالحة ليزداد تشنج نغم وتدور الدنيا بها، تراهم أشخاصا كثر لتسمع صوت أحمد البشوش وهو يتمنى زواج جلال أيضا في حين اقترب ناصر يهنيء، كانت الغرفة كلها ينبعث منها الفرح…
ما إن انتهى كل هذا حتى خرجوا من غرفة رئيس الدار لتجد المديرة قد جهزت لها احتفالا بمساعدة ناصر الذي سبق أحمد ورتب كل شيء…
عندما رأت نغم أطفال الدار بفساتين بيضاء، والتي همست لها المديرة الآن بأنها من هدايا أحمد الكثيرة للأطفال لتلتفت له نغم بامتنان كبير ، تتجمع الدموع في عينيها حين استدار لها قائلا:
" اليوم أنتِ عروس، ابتهجي وكما أخبرتك ولا زلت أؤكد هذا اليوم لا يعوض!"
طرقات قلبها في صدرها تزداد صخبا، بينما ترى ياسمين ببرائتها تراقص الأطفال وتلاعبهم..
أما جلال كان مرحا كثيرا لقد شارك ياسمين رقصها مع الأطفال، كما فعل ناصر الذي بدا أصغر سنا في معاملته لكل طفل بحنان .
لم تتخيل في أقصى أحلامها أن يكون هذا يوم عقد قرانها الذي أحست فيه بسعادة تتوغل كسرب من الطيور يرفرف في جسدها، ينعش ما ظنته لن يحيا أبدا..
حين جذب جلال أحمد ليرقص معهم ليضطر الأخير لمغادرة خصرها أحست بالارتعاش وكأنه من كان يسندها، رمقته ببسمة واسعة وهي يرقص مع صديقه بينما ملامحه كان ينبعث منها السعادة الصادقة فلم تكن أبدا لرجلا يصطنعها، أحست بتنهيدة طويلة تنطلق من صدرها تبعها نظرة أحمد الداعمة لها قبل أن يلمس كفها فجأة ويجذبها لتراقص ياسمين والأطفال...
بعدما انتهى الاحتفال، كلا منهم توجه لوجهته، صديق أحمد ومحاميه كما فهمت عادا للشركة بعد اعادة التهنئة عليه بينما نغم وياسمين وأحمد في وجهتم إلى الفيلا.
فكرت نغم فيما تستمع لياسمين وأحمد يتناولان أطراف الحديث بأنها حين تذهب للفيلا سوف تذهب لغرفتها فورا، تقضي باقي اليوم فيها، لا بل ستقضي الأيام القادمة كلها داخلها ولن تخرج لتواجه عيني أحمد اللتين ينظران لها بنظرات لا تريد تصديقها وحتى لا يفاجئها بلمسة أخرى تهز كل حصونها!.
كانت ياسمين تسأل أحمد عن تجهيزه للزفاف لكن الأخير راوغ ولم يجبها لتضحك اخته فيما تقول موجهة الحديث لنغم:
" زوجك يخفي ترتيباته علي لكنني سأفعل كالمحقق كرومبو وأعرف ما يخفيه!"
خفق قلب نغم حين سمعت كلمة زوجك من ياسمين فالتفتت لأحمد وكأنها ترى تأثير الكلمة لكنه كان ينظر للطريق في محاولة أن لا ترى عينيه اللتين بدا تأثرهما من حديث أخته، قبض على المقود يمنع تلك الفرحة أن تظهر أمامهم، فرحة طفل صغير يجتمع مع عائلته بعد طول فراق..
غصة خنقت حلقه حين تذكر أمه والتي لاح طيفها أمامه ببسمتها ليمسد لحيته بتوتر يمنع تلك المشاعر من الظهور حين انشغل بالحديث مع أخته ونغم…
صف أحمد السيارة في مكانها ثم ترجل منها كما فعلت ياسمين ونغم التي تسابقت خطواتها تجاه الباب الرئيسي للفيلا ليبتسم أحمد بينما يسير خلفها وياسمين التي قالت بمرح بصوت عالي وصل نغم :
"" أبيه، الحق العروس تهرب!"
التفتت نغم بخجل لتتباطأ خطواتها في حين ضحك أحمد عاليا وقال بعدما هدأ بينما يصعدوا درجات السلم ثلاثتهم:
" العروس لا تهرب بل تدخل القفص معي يا ياسمين .!"
التفتت له نغم بحنق كأنها تريد منعه من استرسال حديثه وتعيد عليه أنهما ليسا كأي زوجين لكن ياسمين قالت بضحكة:
" صحيح أبيه فهي تدخل الفيلا ولا تهرب منها!"
توقفت نغم وياسمين على باب الفيلا تقابلمها زغاريد أم سيد في حين تجمدتا في وقفتهما وهما ينظران إلى بهو الفيلا!.
★★★
" المكان جميل جدا يا عمران!"
هتفت بها سمر بينما تدور بعينيها حولها باعجاب واضح ليرد عمران بفرح:
" سعيد أنه أعجبك!"
همست:
" جدا جدا، كل شيء هنا يوحي بالفخامة والأناقة!"
انحنت قليلا لتستند بذراعيها على المنضدة واقتربت من عمران قائلة بخفوت:
" كل شيء هنا يلمع حتى النساء فغض بصرك ولا تلتفت أبدا!"
ضحك عمران واقترب هو الآخر يحاكيها جلستها وصوتها قائلا:
" أنا لا أرى نساء غيرك يا ابنة عمي، لا تقلقي!"
كتمت بسمتها واصطنعت الجدية وهي تقول بذات الخفوت:
" من قال أنني قلقة!"
همس عمران بذات الصوت الخافت ليجاري نبرتها:
" عيناك ونبرة صوتك ينطقان يا ابنة عمي!".
أشاحت بوجهها، ترى المكان بعيني أنثى ترى نساء تضج جمالا وأنوثة من كل صوب حولها بينما تابعها عمران متسليا حين التفتت له وقالت بحزم راق له:
" عمران، اقتلك لو زاغت عينيك على إحداهن!"
قهقه قائلا!:
" سمر أترينني زير نساء!"
تأففت قائلة:
" بل وسيم بما يكفي لتقع فيك إحداهن!"
كلماتها أرضت رجولته، ليست لأن إحداهن ستنظر له بل لأن عيني سمر تراه هكذا لذا انحنى يهمس لها:
" عيني لا تزيغ على سواك فأنت كل النساء يا ابنة الجبالي!"
شمخت برأسها وهي تسمعه يناديها مرة بابنة عمي ومرة بابنة الجبالي، تحس حقوقها الضائعة كلها عادت لها حين صمتت لحظة، ثم قالت كأنها تذكرت شيء:
" عمران ألن نستطيع اقناع أبي أن يعود معنا عوضا عن وحدته هنا!"
ارتسم على وجه عمران الحزن ورد :
" ترين كم حاولت معه لكنه رفض!"
همست:
" سنحاول مرة أخرى!"
ابتسم لها قائلا:
" بل سنحاول دون ملل حتى نقنعه!"
صوت النادل قاطع حديثهما ، يسألهما عما يريدان حين أجابه عمران بينما سمر أرادت ضبط حجابها لتسأل النادل عن مكان دورة المياه قبل أن يتركهما..
همت لتقوم بينما تخبر عمران أنها ستضبط طرحتها خاصة إنها منذ وقت طويل في الخارج حيث تنزها إلى أن جاء وقت العشاء، أخبرها عمران أن يذهب معها لكنها رفضت لتقوم متجهة حيث أشار النادل.
وقفت أمام المرآة، ضبطت حجابها بعدما غمرت وجهها ببعض الماء، تحس بحيوته قد عادت له، ما إن أنهت ما تفعل حتى خرجت، تسير في الممر، تتجه صوب المنضدة الجالس عليها عمران حين أتاها صوت من أمامها مباشرة !:
" سمر الجبالي!...."
تسمرت سمر مكانها، تحس بثقل أجفانها التي لا تريد أن ترتفع لترى محدثها أو تنطق لترد علي الصوت المألوف لها…
رفعت عينيها له، تتأكد بأنها لم تخطأ السمع وتتمنى لو لم تأت لهنا وتتقابل معه…!
حانت التفاتة سريعة منها عبر الممر الطويل قبل أن تحتد ملامحها تجاه محدثها الذي رمقها بنظرة طويلة فاحصة!.
★★★
انتهى الفصل، قراءة ممتعة💜💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 07:13 PM   #538

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,578
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.مساءالخير والسعادة آمالناالجميلة
"قيظ الندى"أخشي أنه بعدم حمل ندى ستسوءx حالتها النفسية وقد يؤدى ذلك إلي تأخير الحمل فعلا مع أن حالتها بسيطة كما أوضحت لها الطبيبة بل أن كثيرا من النساء يحملن بدون علاج وهن لديهن هذا التكيس
لكن وساوس ندى وغيرتها المرضية ربما هي التي تؤخر الحمل والذى هو بالأخير بقضاء الله وبوقته الذى يهب فيه من يشاء.
مهمة علي صعبة ولكنها إختبار لمدى حبه لندى فهي تحتاج كل الدعم والحب منه لظنها عدم مقدرتها علي الحمل سريعا.
وبالفعل تبدأ ندى في القنوط والتفكير سريعا في إحتمالية زواج علي من غيرهاx ولو لم تتراجع عن هذه الوساوس ستخرب حياتها بالفعل.
ولكني اتعجب كاتبتي العزيزة لماذا آل حال ندى العاشقة لعلي وهو أكثر منها لهذه الغيرة الغير مبررة وعدم الثقة بالنفس والتعجل علي الإنجاب بهذا الشكل الذى كثيرا ما يتأخر دون أى سبب مرضى فهو كله بقضاء وبأمر الله.
لو سلم كلا منا أمره لله وأخذ بالأسباب لصارت كل الأمور بخير.
"ترنيمة نغم"ما أجمل تصويرك لمحادثة نغم ووالديها حاتم ورقية وهي لا تخفي عنهما شيئا فما دامت ستكون زوجة أبنهم فيجب ان تكون صريحة حتي أنها لم تنكر حبها لأحمد والذى لم تصارحه به.
وفي حين كانت مرتعبة ألا يوافقا لأنها يتيمة تجد ذراعي أب وام مفتوحين لها بكل الحب
من منا يختار أبيه اوأمه او يتمه وكم من شخص ليس بيتيم عاش كل معاني اليتم والألم فكم من أب وأم انشغلا عن اولادهما ولم يعطيهما لا الحنان ولا الرعاية او كأن أولادهم سلع يتاجرون بها من أجل مصالحهم وأعمالهم.
أما اليتيم رغما عنه فلا لوم عليه أنه وجد وحده بالدنيا يصارع أمواجها وينام ليله وهو يحتضن وحدته ومخاوفه.
أعجبني من حاتم حنانه مع رقيه ومصداقيته في حكمه علي أحمد ونصيحته الخالصة لنغم بأن زواجها يكون حقيقي وإلا فلا داع له وأن أحمد لو لم يحبها لما أقدم علي زواجها نعم الرجل الحكيم هو.
ويبدو أن هذا الزواج ربما يكون فاتحة الخير لإنهاء الخلافات فجلال سيكون شاهدا علي العقد وربما يقبل أحمد بحضور والدته الزفاف
أجدتى حبيبتي جمع كل الخيوط مع بعضها والربط بين الاحداث بدون أى افتعال
"نورا اشرق بحياتها"عدم مبالاة نورا بسماعها خبر زواج أحمد أكبر دليل علي تمكن خالد من كل مقاليد قلبها
واهتمامها بشراء فستان للحفل الذى دعاهم له لا تفعله إلا من تحب أن تظهر جمالها امام من تحفل به
وبالحفل الصغير بمنزل خالد يحرز جلال هدفا في شباك قلب سارة وهما يشاهدان المباراة فقد اخذت العلبة التي بها خاتم الخطوبة وإن لم تعلن موافقتها ولكنها لو كانت رافضة للفكرة ما أخذتها أبدا
بينما حصل خالد علي دليل حب نورا بدموعها لسفره فلماذا لم يخبرها بحبه ويطلبها للزواج كما فعل جلال
لا أدرى عزيزتي لماذا لا تريحين نورها بأن ينطقها خالد الحبيب وليس الصديق؟
"القلب للمحب ملجأ"ما اجمل الإطار الجميل الذى ضم حضور عقد قران احمد ونغم وقدرسمتي بداخله لوحة رائعة لأطفاله بالفساتين البيضاء والكل يرقص ويحتفل بعقد القران في لفتة جمية حولت الملجأ الذى حوى أيام نغم الباردة لواحة دافئة غناء وكأنك تريدين محو كل الماضي بصفحة وصورة جديدة كل ما عداه ذكرى باهتة ليمحو بها احمد إحساسها بالضألة وعدم الانتماء
اما الخاتمة بمشهد عمران وسمر فصارت فاكهة المشاهد كلها بمشاعرهم الصادقة الجميلة.
وأيا كان من قابلته سمر وهتف بإسمها فلن يؤثر بين اثنين يحملون مشاعرهم بين راحتيهم وبينهم كل الثقة
سلمت بداكي حقا علي الفصل الجميل ومع أن الاحداث تقترب من نهايتها إلا أن كل فصل به جديد.. حيوية وحركة.. وتساؤلات.. وانبهار.. كل المشاعر مجتمعة
كما لو كنا في البداية
شكرا علي الجهد المبذول بالفصل
ودمتي بكل المودة والمحبة


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 09:11 PM   #539

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل مزيج من حزن و سعادة

تمنيت لو خالد طلب من نور الزواج او ع القليله صارحا بحبو .. و طلب منها تفكر لحتى يرجع من سفرو و خصوصي انو شايف تجاوب منها ع غزلو

ياريت سارة لو تفكر بحياتها و سعادتها و تترك الماضي و احزانو ، صحيح تجربتا كانت قاسية و تركت ندوب بشخصيتا القديمة لهيك تغيرت .. بس سارة اليوم أنضج من سارة بالامس و بتعرف تميز بين كل شعور و شخصية ، و برأيي إنو مسكت الخاتم و ما زتتو بوشو لجلال فهذا إنجاز😂

نغم و أخيرا حتلاقي السعادة 😍 نغم أفكارها متطرفة بحق نفسها لانها شايفة انها ما بتستحق الفرح و ما بتستحق أحمد ممكن أحمد عوض ربي الها و هيا عوض إلو عن سمر ، حتى مشاعر السعادة عم تكبتها ، أحمد فهم طبيعتها و هو بيعرف طبيعتو فلازم يمسكو ايدين بعض ليوصلو لصراحة بينهم لانو الاثنين بيتوترو من الحكي و النظر بعيون بعض🤭🤭

ندى بشوفها مو واثقة بحالها لحتى توثق بعلي ، مو شايفة حالها جميله و شايفة كل انثى أجمل منها و ممكن تغوي علي و هو يتخلى عنها .. و مع أزمة مرضها هيا عم اتحس بالخطر على حياتها مع علي مع انو علي ما عمل أي شي بيخليها تحس هيك .. و هاد اللي علي لازم يركز عليه ليحسن نفسيتها انو يركز على ثقتها بحالها و ثقتها بيه🙂

بعتقد أنو رقية اجت لتشوف انها العريس ، أو حاتم اجا يتفاهم معو رجال لرجال لانو صعبت عليه دموع رقية 🤔

ممكن استقرار حياة سمر و عمران بخطر .. بعتقد انها فى مواجهه مع جلال 🤐 .. إن شاء الله عمران ما ايشوفها أو ينتبه ع تأخرها

فصل جميل اموله تسلم ايدك😘😘


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-21, 02:47 PM   #540

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

احساسك عالي جدا بنغم ومشاعرها ابدعتي حبيبتي 😍

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.