آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          خـوآتـم (1) *مميزة ومكتملة* .. سلــسلة شقآئق النعمان (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حب العمر (108) - قلوب أحلام شرقية - للكاتبة إيمان مغربي{مميزة}**كاملة&الرابط** (الكاتـب : شواطيء مولي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-21, 10:00 AM   #551

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا.صباح الخير آمالنا المشرقة
"خارج حدود الوطن"لقاء جلال العابر وحديث سمر معه والتي لم يكن لها أن تقف وتحادثه فما مضي ولى وحديثها معه والذى سمعه عمران لم يكن ليغير من الماضي شيئا أو يمحو خطئا فلا هي تحتاج إعتذاره ولا هو سيفيده سماحها فكلاهما أخطا انذاك ليس بحق احمد لانه لم يكن بالصورة ولكن بحق انفسهما خاصة سمر.
وعمران عليه أن يدرك أنه صعباعليها أن تحكي ما حدث له ببساطه مهما كان وطنا لها فحتي الوطن يأن ويتألم بخطأ قاطنيه ولو لم يكن مقصودا و رغبتها في العودة للقرية اعتر اف صريح بأنه وطنها الآمن الذى لا تريد غيره.
وأنا علي ثقة بأنها ستخبره ولكن حين تهدأ نفسها وتطمأن ربما بعودتهما إلي عشها الآمن
"ما الفرحة إلا أم"بأى عرس بالعالم لا يكون العرس والفرح وكل الأحاسيس والاعدادات والدنيا كلها إلا بالأم وليست رقية وياسمين فقط من تحزن لهذا بل أحمد نفسه يشتاق لامه خاصة وهو يري حزن نغم ويتمها بلا اسرة
ليته يدعوها لحضور العرس أو تأتي هي بلا دعوة لا تحتاجها لعرس ابنها ونغم علي اعتبار أنها ابنتها أيضا
"كلمة سارة"احيانا يكون الوضوح ودون مراوغة وكلمة صادقة هي مفتاح قلب المرأة مهما كانت آلامها ومعاناتها او رفضها.
بكلمة أحبك التي قالها جلال لسارة بكل صدق اظنه أحرز هدف الفوز الذى سيحسم مباراة التردد لدى سارة .
وما احضارهالخاتم الخطبة وهي تحادثه ودعوته للغداء مع والدته وأخته إلا بشير خير لكنه قلب العاشق الذى يريدها صراحة
"زفاف علي الهواء"البث المباشر الذى ستبثه ياسمين لوالديها سيجعلهما يحضران الزفاف
ولكن مع ذلك ارى رقية متخاذلة جدا لقد حاولت مع ابنها مرات عدبدة وفشلت
ولكني موقنة أنها لو حاولت وحضرت زفافه ما كان ليردها كان ليدعي الفتور ولكنه كان سيسعد بقلبه حتى لو تجاوز ولم يسمح لها وماأعتقده كان ليفعلها من اجل خاطر ياسمين... كان يكفيها شرف المحاولة
وربي لو كان إبني لحضرت رغما عنه حتي وإن صفعته ليفيق لنفسه فالام أم لها حقوقها واحترامها ومكانتها العالية عند الله.
"من أجلك امي"اروع مشهد حتي الآن وأحمد يضع سوار أمه بيد نغم وكأنه يقول لأمه أنت بقلبي انت معي في عرسي انت قدمت هدية العروس
ليت قلب رقية يهنأ وتقر عينها بإبن يدعى إنكاره لأمه ويحتفظ بسوارها بقلبه سنينا طويلة
وليت نغم تدرك ان زواجها من أحمد حقيقي وحبا لها ويكفيها وعده لها بانها لن تسقط أبدا ما دامت معه أى انه سيحميها بروحه
لتهنأ بإحساسها الذى حرمت منه بأن أحمد هو الاب والاخ والزوج والحبيب.. هو اسرة لم تحظى بها
لا تفاجئنا هي الأخرى بزواج مؤجل بحجة انه يحميها أو شفقة بظروفها ولتجد المسمي الذى حدثها عنه صراحة بأن تسميه حبيب العمر وزواج الدهر.
يكفي قسوة الحياة عليها ووحدتها وعدم شعورها بالأمان عمرها كله فلتحيا ولتقل وداعا للألم وأهلا بأسرة كلها مرحبة لهاx تحبها وتترك الغد لله.
"خذني في حقائبك"كلمتك تلك حبيبتي كانت كافية بفك عقدة لسان خالد وهو يعي جيدا ما آل إليه حال نورا .
هي تحبه وتحاول الإبتعاد حتي تتعود علي غيابه
فلسابق ازمتها تخشي الانهيار ثانية بعد أن ايقنت أن مشاعرها تجاه أحمد لم تكن حبا فماذا سيحدث لها وهي تعشق خالد
الحل كان بأن يجاوبها بكلمة واحة بكلمة الحب التي يشعر بها والتي تتوق هي لسماعها ساعتها كانت لترمى القلقx والتردد وراء ظهر ها وتكون اسعد إنسانة .
سلمت يداكي حبيبتي علي كل المعاني الجميلةx والصور الانسانية التي عمت الفصل كله وعلي اسلوبك الهادئ في تصوير الأحداث
دمتي بكل الخير والمودة والمحبة


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 11:32 PM   #552

ولاء مطاوع

? العضوٌ??? » 463351
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » ولاء مطاوع is on a distinguished road
افتراضي

كان نفسى رقيه تحضر الفرح فعليا مش فيديو بس
سمر وعمران كان نفسى سمر تقول على طول بدل الرعب دا
اخيرا نغم وفرحه قلبها مبسوطه جدا انها فرحت
سالمت أناملك يا مولى ♥️❤️♥️❤️
الفصل كان جبار


ولاء مطاوع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 05:15 PM   #553

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

آسفه يا أموله معملتش review على الفصل كنت مريضة و قريتو متقطع على طول الاسبوع

فصل يجنن كالعادة 😍😍
بعتقد انو خاتمة الرواية قريبة 🤕 بما إنو أغلب الاحداث توضحت 😊😊
توقعي فى محلو إنو جلال اللي قابل سمر .. يا ترا عمران حيصبر لحتى تجي و تحكيلو أو حيعاملها كأنو ما صار شي و حيتغير😬


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:04 PM   #554

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير آمالنا المشرقة
"خارج حدود الوطن"لقاء جلال العابر وحديث سمر معه والتي لم يكن لها أن تقف وتحادثه فما مضي ولى وحديثها معه والذى سمعه عمران لم يكن ليغير من الماضي شيئا أو يمحو خطئا فلا هي تحتاج إعتذاره ولا هو سيفيده سماحها فكلاهما أخطا انذاك ليس بحق احمد لانه لم يكن بالصورة ولكن بحق انفسهما خاصة سمر.
وعمران عليه أن يدرك أنه صعباعليها أن تحكي ما حدث له ببساطه مهما كان وطنا لها فحتي الوطن يأن ويتألم بخطأ قاطنيه ولو لم يكن مقصودا و رغبتها في العودة للقرية اعتر اف صريح بأنه وطنها الآمن الذى لا تريد غيره.
وأنا علي ثقة بأنها ستخبره ولكن حين تهدأ نفسها وتطمأن ربما بعودتهما إلي عشها الآمن
"ما الفرحة إلا أم"بأى عرس بالعالم لا يكون العرس والفرح وكل الأحاسيس والاعدادات والدنيا كلها إلا بالأم وليست رقية وياسمين فقط من تحزن لهذا بل أحمد نفسه يشتاق لامه خاصة وهو يري حزن نغم ويتمها بلا اسرة
ليته يدعوها لحضور العرس أو تأتي هي بلا دعوة لا تحتاجها لعرس ابنها ونغم علي اعتبار أنها ابنتها أيضا
"كلمة سارة"احيانا يكون الوضوح ودون مراوغة وكلمة صادقة هي مفتاح قلب المرأة مهما كانت آلامها ومعاناتها او رفضها.
بكلمة أحبك التي قالها جلال لسارة بكل صدق اظنه أحرز هدف الفوز الذى سيحسم مباراة التردد لدى سارة .
وما احضارهالخاتم الخطبة وهي تحادثه ودعوته للغداء مع والدته وأخته إلا بشير خير لكنه قلب العاشق الذى يريدها صراحة
"زفاف علي الهواء"البث المباشر الذى ستبثه ياسمين لوالديها سيجعلهما يحضران الزفاف
ولكن مع ذلك ارى رقية متخاذلة جدا لقد حاولت مع ابنها مرات عدبدة وفشلت
ولكني موقنة أنها لو حاولت وحضرت زفافه ما كان ليردها كان ليدعي الفتور ولكنه كان سيسعد بقلبه حتى لو تجاوز ولم يسمح لها وماأعتقده كان ليفعلها من اجل خاطر ياسمين... كان يكفيها شرف المحاولة
وربي لو كان إبني لحضرت رغما عنه حتي وإن صفعته ليفيق لنفسه فالام أم لها حقوقها واحترامها ومكانتها العالية عند الله.
"من أجلك امي"اروع مشهد حتي الآن وأحمد يضع سوار أمه بيد نغم وكأنه يقول لأمه أنت بقلبي انت معي في عرسي انت قدمت هدية العروس
ليت قلب رقية يهنأ وتقر عينها بإبن يدعى إنكاره لأمه ويحتفظ بسوارها بقلبه سنينا طويلة
وليت نغم تدرك ان زواجها من أحمد حقيقي وحبا لها ويكفيها وعده لها بانها لن تسقط أبدا ما دامت معه أى انه سيحميها بروحه
لتهنأ بإحساسها الذى حرمت منه بأن أحمد هو الاب والاخ والزوج والحبيب.. هو اسرة لم تحظى بها
لا تفاجئنا هي الأخرى بزواج مؤجل بحجة انه يحميها أو شفقة بظروفها ولتجد المسمي الذى حدثها عنه صراحة بأن تسميه حبيب العمر وزواج الدهر.
يكفي قسوة الحياة عليها ووحدتها وعدم شعورها بالأمان عمرها كله فلتحيا ولتقل وداعا للألم وأهلا بأسرة كلها مرحبة لهاx تحبها وتترك الغد لله.
"خذني في حقائبك"كلمتك تلك حبيبتي كانت كافية بفك عقدة لسان خالد وهو يعي جيدا ما آل إليه حال نورا .
هي تحبه وتحاول الإبتعاد حتي تتعود علي غيابه
فلسابق ازمتها تخشي الانهيار ثانية بعد أن ايقنت أن مشاعرها تجاه أحمد لم تكن حبا فماذا سيحدث لها وهي تعشق خالد
الحل كان بأن يجاوبها بكلمة واحة بكلمة الحب التي يشعر بها والتي تتوق هي لسماعها ساعتها كانت لترمى القلقx والتردد وراء ظهر ها وتكون اسعد إنسانة .
سلمت يداكي حبيبتي علي كل المعاني الجميلةx والصور الانسانية التي عمت الفصل كله وعلي اسلوبك الهادئ في تصوير الأحداث
دمتي بكل الخير والمودة والمحبة
مرحبا، طاقتي الإيجابية، أعجز دوما عن الرد على رؤيتك المتمهلة والفاحصة لكل حرف في الفصل والذي يجعلني أرى المشاهد من وجهة نظرك، شكرا شيزو على الدعم واتمنى القادم ينال اعجابك 🥰💜🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:06 PM   #555

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء مطاوع مشاهدة المشاركة
كان نفسى رقيه تحضر الفرح فعليا مش فيديو بس
سمر وعمران كان نفسى سمر تقول على طول بدل الرعب دا
اخيرا نغم وفرحه قلبها مبسوطه جدا انها فرحت
سالمت أناملك يا مولى ♥️❤️♥️❤️
الفصل كان جبار
حبيبة قلبي يا لولو 🥰 يسلم قلبك قمري يارب دايما عند حسن ظنك 💜🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:08 PM   #556

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
آسفه يا أموله معملتش review على الفصل كنت مريضة و قريتو متقطع على طول الاسبوع

فصل يجنن كالعادة 😍😍
بعتقد انو خاتمة الرواية قريبة 🤕 بما إنو أغلب الاحداث توضحت 😊😊
توقعي فى محلو إنو جلال اللي قابل سمر .. يا ترا عمران حيصبر لحتى تجي و تحكيلو أو حيعاملها كأنو ما صار شي و حيتغير😬
سلامتك قمري ألف سلامة، شفاك الله وعافاك يارب تكوني بخير🌹💜🥰
رأيك دايما بيفرحني وجدا حوراء 🤗🥰💜بالفعل الرواية في احداثها الأخيرة واتمنى ان اصل بالابطال لبر الامان وتنال رضاكم 🤗🌹💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:20 PM   #557

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة

الفصل الخامس والثلاثون 💜
********
تعلقت عينا نغم بالسلم المؤدي للطابق الثاني، هذا المكان الذي لم تطأه قدماها منذ جاءت إلى فيلا رمزي، الآن تقف على أعتابه، بقلب مرتجف، ليس خوفا بل رهبة تجتاح كيانها وهي تصعد أول سلمة تتأبط ذراع أحمد، صوت زغاريد أم سيد من خلفهما يشوش عنها هذه الرهبة ليمتزج صوت ياسمين المهنئة لهما بينما يعلو صوتها تتطالبهما بالصعود، تتيبس قدما نغم مكانهما، هي التي ظنت بأن أحمد سيتركها تبيت في غرفتها لكن كيف وهي قد قبلت بارتداء الفستان الأبيض!؟؛ الفستان الذي اختارته متوقعة أن يكون اختيار أحمد وقد كان!، هي التي دعت حاتم ورقية لعرسها!؛ أتراها بعد كل هذا تنكر بأنها زوجة أحمد!؟؛ وكيف تنكر وتلك الرجفة تسري في جسدها كلما اقترب منها!؛ لتشعر بهذا الإحساس الذي لم تعرفه قبل بأن تكون أنثى و تلك المشاعر التي تتزاحم في صدرها تخص أحمد فقط!؛ كيف تنكرها رغم أنها تجاهد بأن تخفيها عنه وعن نفسها، تحس بحمرة خديها تتصاعد حتى يكادا ينصهران؛ كيف تتغاضى عن صوته الأجش الذي هز كيانها، يوشوشها منذ لحظات حين أحس بتوترها وبتلك الكلمات التي لم تنطقها شفتيها ونطقتها عينيها تخبره بأن تذهب لغرفتها ليرد عليها بنبرة حازمة لطيفة لا تليق بسواه:
" تزوجنا يا نغم!"
وكأنه يذكرها بحقيقة علاقتهما وهي التي لم تنس بل تحاول الهرب من كل ما تشعر به تلك اللحظة وهي تصعد معه…
ترى الامل يناديها أن افتحي ابواب قلبك للسعادة يا نغم!، لم يعد للحزن مكانا في قلبك، لكِ أسرة تحبك؛ ياسمين أصبحت أختك حقيقة ولم يعد الأمر مجرد طالبة ومعلمتها…
تصعد درجة أخرى والأمل يزداد وهي تتيقن بأن رقية أصبحت بالفعل أمها…
تصعد درجة أخرى والأمل يتضخم في صدرها يغويها بالضحك وهي توقن بأن حاتم هو والدها..
الأمل يزداد تضخما في صدرها بينما تعلو درجة أخرى لتنظر لأحمد لتجده يلتفت لها بحنان جارف، نظرة داعمة، مطمئنة، يعدها بالمزيد والمزيد، فتلتفت عنه بوجل لمسه بلحظتها، أرضى كل خلية فيه، تأثرها في قربه لا يخفى عنه، وكيف لا يشعر وجسدها كله يرتجف فيحاكيها جسده، لولا خوفه عليها من أن تجفل لحملها إلى باب غرفته لكنه يتفهمها جيدا، يدرك مدى خوفها ورهبتها.
تشبث نغم بأناملها في ذراع أحمد بقوة دون أن تدري وكأنها تحتمي فيه ومنه، تتخفى فيه من ألمها الذي يهددها بالصعود للسطح، يُتمها الذي يخرج لها لسانه فتعيد نظرها لأحمد، تتكاثف دموعها لتجده يربت على كفها المتعلقة بذراعه بحنو لاق به، لتشعر بيدها المحكمة حول ذراعه، فتخفف حدتها، ترى في عينيه الأمل يعود لها ويتلاشى يتمها، يظل فقط أمامها ذاك الأمان الذي طالما كانت تبحث عنه طوال عمرها!
ها هي تسير جانبه عبر الممر المؤدي لغرفته، تلهث أنفاسها، تتلاحق حتى تكاد مغادرة صدرها، تعود يدها تتشبث بذراعه فتعود كفه الأخرى تربت على يدها لتهدأ قبضة كفها، تنظر لباب غرفته الذي وقفا أمامه، صوت الزغاريد يأتيهما من الأسفل ومن جانبهما تماما كان صوت ياسمين التي هنأت أخيها بحرارة ليسحب الأخير ذراعه بلطف من نغم التي احست بدوار يجتاحها وكان أحمد من كان يثبت مشيتها..
جذب الأخير أخته لصدره فور أن التفت لها، يربت على ظهرها بحنان، يشكرها أنها جواره في يوما كهذا قبل أن يبعدها عن صدره، يمنع تلك الدمعة الأبية من التأثر أن تغادر عينه بينما ياسمين اختنق صوتها وهي تقترب منه تقبل وجنته بعمق قبل أن تطبع أخرى على وجنة نغم التي انتفضت في وقفتها، تعي أنها كانت غائبة عنهما حين ابتعدت ياسمين سنتيمترات قليلة وقالت بخجل يليق بها!:
" الآن سأترككما لأدخل غرفتي!"
ولم تنتظر رد بل استدارت عنهما وتوجهت لغرفتها تاركة إياهما على راحتهما.
ولم تدر بنظرة نغم التي وكأنها تستغيث بها أن تأخذها معها لكنها أغلقت غرفتها خلفها لتستدير نغم بأنفاسا صاخبة تحدق في باب الغرفة، تتهرب من النظر في عيني أحمد اللتين تعلقتا بها مليا، يحس بنظرة الاستغاثة لياسمين فيمنع ضحكة عالية تكاد تفلت منه وهو يراها كالطفلة الصغيرة تتعلق بأمها .
ساد صمت قصير بينهما قطعه صوت مقبض الباب الذي فتحه أحمد لتتسع عيني نغم حتى كادتا تخرجا من محجريهما، نبضات قلبها تطرق صدرها، يتعرق جبينها كما لو كانت ليلة صيفية حارة، ترتعش في وقفتها لتغمض عينيها لوهلة، تبحث عن نغم القوية، تلك التي يثق أحمد في قوتها!؛ فتحت عيناها لتلتفت له تتساءل لما تفكر فيما يثق فيه أحمد حين قطع سؤالها الصامت صوته الأجش يطلب منها أن تدخل الغرفة…
هنا تشتت نظراتها وهي تجاهد أن تتحرك قدميها دون جدوى لتتوغل للغرفة المجهولة لها حين أحست بكف أحمد يقبض برفق على معصمها لتتعلق بموضع يده بينما يقودها للداخل لتسير جانبه كأنها كانت في انتظار دفعته المشجعة لها.
سارت بتثاقل لداخل الغرفة بعدما أفلت أحمد معصمها ليغلق الباب خلفه، تاركا لها مسافة أمنة تستجمع فيها شجاعتها، يدرك مدى قلقها وخوفها وبأنهما ليسا كأي زوجين، تابعها بينما تبتلع ريقها بصعوبة واضحة، تتأمل الغرفة بشرود، كانت بالنسبة لها غرفة رجولية بوضوح، ليست فيها لمسة أنثى، داكنة لكنها أنيقة، غامضة لكنها مريحة، تشعر كأنها ممتلئة بالزينة لكنها ليست كذلك ورغم فخامتها لكن البساطة كانت تغزو كل انش فيها، أحمد متناقض بكل شيء، هذا ما فكرت به بينما تحس بأنفاسها تتقطع في صدرها بعدما سمعت إغلاق الباب عليهما الذي كان مؤشرا واضحا بأن لا رجعة..
ضمت نفسها بذراعيها في محاولة لتهدئة جسدها المنتفض ثم تحركت في الغرفة بتشتت لا تدري أين تذهب، تحس بعيني أحمد الثاقبة والتي تحاول تحاشي الالتقاء بهما كي لا تراودها تلك المشاعر الأنثوية التي تتسلل لها كلما نظرت له..
توقفت أمام طاولة الزينة وتعلقت عينيها بالمرآة المكسورة!؛ مجرد قطعة معلقة في الإطار وكان احد هشمها وهذا ما تبقى منها!، ترى وجهها في تلك القطعة الصغيرة التي تناثرت فيها بعض الخدوش، علت الدهشة ملامحها، تتساءل لما لم يفكر أحمد بتبديلها بل لما انكسرت..؟
انقطعت أفكارها حين امتزج بصورتها في المرآة وجه أحمد التي كانت ملامحه قد تبدلت لما يشبه الألم!؛ لم تجرؤ للالتفات له، بل ظلت تنظر للمرآة، تحدق فيه تلقيه بكل الأسئلة التي تجوب في صدرها بصمت..
تأملها أحمد مليا، يرى براءتها تجتاح كل اوجاعه، تمحي عنه آلامه، تزيل ما تبقى من ليلة كان السم قد اندس في جسده وظن بأنه لن يرحل عنه، براءة نغم الممتزجة بأوجاعها، بحرمانها من أبسط حقوقها طوال حياتها كان يشعره بان ما عاناه قليل بل ضئيل بالنسبة لها..
هنا في تلك المرآة التي تركها ليظل يذكر فعلته المشينة مع هالة، كي يظل يكفر عنها، يتضرع بخفوت كي يزول الذنب، ينهار داخله في صمت، الآن تلك المرآة رأت عينا نغم بخضرتهما التي زرعت أرضه القاحلة ليتلاشى هذا الخواء وتظل هي، ينقشع عنه أي طيف غريب سواها هي حتى أحس بأن المرآة تكتمل وتزول خدوشها لتصبح كاملة بلا نقصان! كما يفعل هو الآن بينما يغزوه عطر نغم يتسلل في حناياه مبدد أي ظلمة داخله…
قطعت نغم هذا الصمت الذي وترها كثيرا بينما تنظر له في المرآة:
" لما تلك المرآة مكسورة!"
أحست بأن جانب فكه ارتجف لكنه سحب نفسا عميقا، وزفره تشعر بأنفاسه تلهب عنقها حين قال:
" سوف أبدلها!"
التفتت له بدهشة بينما تنظر في عمق عينيه اللتين غامتا بحزن رهيب لم يخف عنها، ترى فيهما تهربه من إجابة سؤالها لتتفهم هذا، تحاول التزام حدودها!؛ حين باغتها هو بسؤاله!:
" أهذا لون شعرك الحقيقي!"
هنا انتبهت لعينيه اللتين طافتا على ملامحها بنظرة رجولية! لم تخيفها بقدر ما أربكتها، لتلمس خصلة شعرة منسدلة على جبينها بعفوية وتهمس بنعم!..
شبك يديه خلف ظهره يمنعهما من لمس تلك الخصلة قبل أن يتنهد عاليا ويهمس لها:
" ظننتك صابغة إياه!"
هزت رأسها بلا وارتسمت على شفتيها بسمة وهي ترد بتلقائية:
" أحد المشرفات في الملجأ كانت جديدة وحين جاءت للعنبر الخاص بنا لفت انتباهها لون شعري وقالت كيف صبغته وأنت لم تخرجي من الملجأ منذ جئت انا لهنا!"
ضحك احمد بانطلاق ثم قال:
" أي أنني لست أول من يظن ذلك!"
كانت ضحكته لها وقع غريب عليها لكنها تغاضت عن هذا وأسبلت أهدابها تمنع رؤيته لانفعالها الذي قرأه ولم يبينه لها فقد كانت لعبة التخفي مسلية له إلى الآن حين أجابته بهدوء!:
" ربما لأنه ذات لونين!؛ جمع البني والأسود، بالتساوي!"
تأمل شعرها مليا والذي لفت انتباهه منذ اول مرة رآها حين غطى شعرها بنفسه بحجابها قبل أن يأخذها من بيتها تلك الليلة الحزينة لها وله! لم يشأ التفكير حينها في ذلك إذ كان وقتها الأمر لن يجدي نفعا له، ربما راوده في قلبه لكنه أخفاه ببراعته المعتادة معطيا الأولوية لأشياء أخرى اما الآن فهي معه، في غرفته، بينهما بعض الانشات، يشم عطرها الذي اختاره بنفسه!؛ يتنفسه بعمق!؛ شعرها بخصلاته البنية والسوداء كان يغويه ليفكه ويعد خصلاته ليعلم أيهم أكثر أم بالتساوي كما قالت نغم؟!..
توقفت عيناه على شامتها على رقبتها والتي كانت حكاية أخرى جعلت أنفاسه تعلو بوضوح وصل لنغم التي انتبهت لنظرة عينيه حين قالت بتوتر:
" أريد تبديل ملابسي وهي بالأسفل!"
احتبست الأنفاس في صدره اكثر، وفارت الدماء في رأسه يكاد ينفجر فيها إلى أين تذهبين وتتركيني، أنا من سيساعدك بتبديل الفستان الابيض ويخلعه عنك بنفسه.
أحس بجو الغرفة يزداد حرارة لتلك الأفكار التي عليه لجمها فزفر بقوة أجفلت نغم وابتعد بتوتر جلي لها يشير لغرفة الملابس قائلا!:
" ستجدين كل ما يخصك، ام سيد وضعت ملابسك هنا عندما كنا نحتفل!"
زفرت هي الأخرى بارتباك قبل أن تتخطاه حيث أشار.
في غرفة الملابس تجمدت نغم في وقفتها، تنظر لكم الملابس النسائية المرصوصة والمعلقة، اكسسوارات لم ترها قبل ،كانت تلمس الأشياء تلك بدهشة بينما تنظر للأسفل حيث الأحذية ذات الماركات المعروفة، كيف فعل هذا؟، ومتى، هزت رأسها تسخر من نفسها حيث جاء بالفساتين مؤكد جاء بكل هذا معها، ام تراهم لغيرها، هنا جحظت عيناها بذهول من أفكارها التي تكاد تودي بعقلها فمؤكد رجلا كأحمد لن يفعلها أبدا..
دارت بعينيها في الغرفة لتتلاقى مع ملابس رجولية فخمة انيقة لتلمسها بوجل، تتخيل أحمد في كل قميص وبدلة وكيف أن هيبته تتضح للعيان ، وسيم أنيق، هزت رأسها تمنع سيل أفكارها الذي لا ينتهي حين التقط مع حقيبتها الصغيرة التي تبادلت النظر معها وبين تلك الملابس التي تغوي أي انثى لارتدائها، تقدمت ناحية الملابس وظلت تقلب فيها تتساءل لو فكرت ارتداء أحدهم أيهم سيكون، احمرت وجنتيها بل انصهرت حين لامست تلك الملابس الحريرية وأخرى من الدانتيل وأخرى وأخرى… كانت مجموعة منتقاه بعناية، كادت مقلتيها تخرجا من مكانهما مع كل تلك الأشياء الغريبة عنها ، تتورد وجنتيها ولكنها لم تستطع منع حنقها حين توقعت اختيار أحمد لهم وتخيلها برؤيته الآن لها وهي تلمسهم…
في الخارج جلس أحمد على الأريكة، يضع ساق على الأخرى، يتخيل نغم بشعرها الناعم منسدل على ظهرها، على أحد تلك المنامات الحريرية التي تصاعدت معها الدماء لرأسه تكاد تتفجر منه، لقد اختار لها كل شيء بعناية وأرسلهم مع الفساتين لترتبهم أم سيد بمساعدة أخرى تعمل بالفيلا، يتساءل كيف هو رد فعل نغم الآن بينما ترى ملابسها الجديدة التي تليق بعروس ليلة زفافها، أتراها سترتدي أحد تلك الملابس، هز راسه بنفي حيث أنه متأكد بأن نغم ستحتاج لوقت لمجرد تفهم وجود هذه الملابس وسط خزانتها، ربما ترتدي أخرى محتشمة لقد اشترى أيضا ما يريح نفسيتها حتى لا تشعر بالتقيد…
قطع سيل توقعاته حين أحس بخطوات نغم ليرفع نظره لها ليجدها بمنامة من قطعتين غير متناسقتين كأنها جمعتهما معا، يعلمها جيدا تلك المنامة لقد رآها عليها يوم حاولت الانتحار، لو أرادت إغاظته ما فعلت هذا لكنها فعلت وانتهى..
اقتربت منه بينما قد انتهت من مسح مساحيق التجميل من على وجهها ليعود نقيا كما كان، عقدت شعرها في كعكة محكمة كأنها تعاقب شعرها، تغلق منامتها بإحكام من على صدرها بل تمسكها بأناملها من الأعلى وكأن الأزرار ستفتح وحدها، نظر أحمد لموضع وقفتها ثم نظره لها يرمقها مليا، يطوف عليها بتمهل قبل أن تتعلق عينيه بسوار أمه الذي يعانق معصمها، ظل هكذا لوقت لم يحسبه، كانت عينيه تتبدل بين الثانية والأخرى حتى ظنت نغم بأن ليلتها ستنقلب حزنا لكنها تنهدت بخفوت حين تحولت لنظرة هادئة عندما وقف من مكانه وأشار لنفسه يخبرها بأنه سيبدل ملابسه وتركها بصمت ليذهب للغرفة الخاصة بالملابس لتتابعه هي الأخرى بهدوء، تنظر لظهره فيما يتوجه حيث أخبرها ثم بعدها وقد أخذ ملابسه في يده متوجها لحمام الغرفة ليقطع بعدها الصمت، صوت مرش المياه الذي غمر به أحمد جسده.
استدارت نغم للسرير الكبير الموجود في منتصف الغرفة، أطبقت على شفتيها باستحياء شديد بينما تتبادل النظر بينه وبين الأريكة تفكر أيهما ستختار حين فاز رأي آخر في عقلها…
عندما خرج أحمد من الغرفة لم يجد نغم فيها، ضيق عينيه بدهشة، يطوف بنظره في المكان وقد تصاعد الغضب لرأسه وهو يفكر أنها قد نزلت لحجرتها فسار بحدة صوب باب الغرفة حين تجمدت قدميه ينظر لباب شرفته المفتوح والذي لم يكن كذلك حين دخلا..
هنا تراجع عن باب الغرفة وتوجه للشرفة ليجدها قد جلست على الكرسي، تضم ساقيها لصدرها، تحدق في الفراغ حين سمعت وقع خطواته ناحيتها، حاولت ان لا تتحرك او تلتفت بل ظلت تنظر لضوء القمر..
سحب كرسي وجلس جانبها وزفر بخفوت يتعلق هو الآخر بالسماء ثم قال!:
" ستبردين!!"
ظن بأنها لم تسمعه حين وجد الصمت يرد عليه وكاد ينطقها مرة أخرى إلا أنها قالت بعد تنهيدة:
" اعتدت البرد!"
" ليس وأنا هنا….!"
قالها أحمد بتأكيد لتلتفت له حين أضاف دون أن يستدير لها:
" البرد لم يعد لها مكان قربك يا نغم لأنني سأدثرك بنفسي!"
ولم تفهم نغم ما مقصده بأدثرك بنفسي، استحت أن تسأله أي غطاء؛ أيقصد الغطاء حقا أم…
قطع شرودها حين قال وهو يلتفت لها لتلتقي عينيهما:
" نغم، هيا للداخل، الغرفة كلها لك، ثم أن الجو بارد فعلا!"
همست بخفوت:
" سأنام هنا…!"
" ماذا تقولين!؟"
قالها بحدة جعلتها تنتفض لترد بنبرة حاولت بها أن تكون هادئة وأن لا تثير غضبه، تفهم خوفه عليها:
" بشمهندس، دعني على راحتي وحين أشعر بانني سأنام سأدخل للغرفة!"
كانت فكرة أن تنام بنفس الغرفة غريبة عليها، عطر أحمد يعبق الحجرة ويملأ رئتيها، تحس به يعانقها دون اقتراب فعلي، مشاعرها تتضخم في صدرها فتحس بالغباء كون كل هذا اتفاق.
حاول هو الآخر الهدوء، يدرك مدى قلقها ليقف من مكانها يتمتم بنعم قبل أن يتركها ويدخل، اختلست له نظرة من خلف كتفها قبل أن تعود بنظرها حيث كانت قبل أن يقطع خلوتها وما هي إلا لحظة حتى أحست بالدفء على كتفيها لترفع له وجهها ليبتسم لها في حنان عارم وهو يضع على كتفيها شال من الفرو ويهمس لها:
" حتى لا تبردي!"
ثم تركها ودخل الغرفة، تاركا لها حرية تقليب أفكارها في رأسها بينما هو جلس على السرير وأخذ حاسوبه، يتفقد رسائله الالكترونية والتي كان منها صور زفافه وعقد قرانه، أرسلتها له ياسمين..
ابتسم بفرحة حقيقية، يشكر ياسمينته بصمت، تلك الصغيرة التي لا تترك شيء للصدف أو الطلب..
نظر أحمد في ساعته ليجد الوقت قد مر ونغم لا زالت على جلستها في الخارج ليهتف بغضب:
" تلك العنيدة لا تسمع سوى كلامها!"
وضع حاسوبه على الكومود وتوجه للشرفة ليجد نغم قد أسدلت أجفانها ومالت برأسها على كتفها بينما أنفاسها قد انتظمت، وقد راحت في نوم عميق..
هز رأسه بيأس من رأسها الذي في حاجة لإعادة ضبط على يديه قبل أن يحملها برفق ، يحس بملمسها قرب صدره، تتمتم في نومها بشيء لم يفهمه، بينما يسير تجاه الغرفة بالتحديد على سريره ليضعها بلطف لتنام على جانبها، دثرها بالغطاء وجلس هو الأخر جوارها، يفك كعكتها التي همس بنزق بينما يفكها:
" تلك الكعكة ستصيب رأسك بصداع!"
ابتلع ريقه الذي جف في حلقه وهو يلمس خصلات شعرها ببطء ثم وجنتيها، أزاح شعرها عن عنقها يحدق في تلك الشامة التي تثير جنونه، زفر بقوة يحس بنبضات قلبه تهدر ليرفق بها ويطاوعها لتلمس شفتاه عنقها.
زفر أنفاسا عدة لتهدئة أعصابه قبل أن يستسلم لطلب وحيد لنفسه! إذ انه تمدد جانبها و تدثر هو الآخر بذات الغطاء، ينظر لوجهها المليح الذي ازدادت براءته في نومها..
تصدح كلماتها في رأسه بأنها اعتادت البرد فيرتجف كل جسده لأجلها، يذكر كيف وعدها بأنها سيدثرها بنفسه وبأن لا برد وهو جانبها؛ كل هذا كان فتيل اشتعل في صدره يجذبه ليضمها لصدره وهو كان أكثر من مرحب، لم يتردد لحظة حين احتضنها برفق، يحس بملمسها الناعم يلاصق جسده، يمنع انفلات مشاعره بقوة من حديد، يعدها وهو يحتضنها ويتشمم عبيرها بأنه سيعطيها أضعاف هذا العناق إن وافقت! حين أحس بذراعها تلتف حول خصره وتضم نفسها له كمن وجد كنزا ثمين ليجد نفسه في حاجة لأضعاف مقاومته بل أكثر بكثير، اعتصر عينيه بقوة قبل أن يفتحهما ويهمس لها كأنها ستسمعه:
( أعدك بأن لا يطول ترددك نغمتي!)
يتبع💜🌹

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:22 PM   #558

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

جلست سمر على السرير بارهاق، تمسد جبينها الذي يكاد أن ينشطر، لم تنم رغم افتعالها هذا فقط لأجل أن لا تلتقي عينيها بعمران..
عمران الذي ظنها نائمة وظل لفترة لم تحسبها يستغفر الله، تشعر بأنفاسه تعلو وتهبط، تحس به يقبلها لحظة وأخرى يتمتم بكلمات لم تفهمها ولم تصل لسمعها ورغم حنانه عليها إلا أنه وضع حاجز فهمته فورا حين انتزع نفسه من قبلته الحارة التي قابلتها بأشد حرارة ليبرر لها بأنهما في حاجة للراحة في حين أن كليهما لم ينم، يظنها لم تحس به حين غادر السرير ليجلس على سطح البيت ولا بكم السجائر الذي التهمه كمن يعاقب نفسه باتت تشك بأنه يعرف، عمران متغير معها حتى لو ادعى غير ذلك، غاصت بأناملها في خصلات شعرها الكثيفة، تحركه عن ظهرها، تزفر بعمق، تتمنى لو انفكت عقدة لسانها وتحدثت، وتعجل مما سيحدث..
قامت من مكانها ودخلت لحمام الغرفة، اخذت دشا قبل أن تبدل ملابسها وتتوضأ لصلاة الفجر..
سحبت السجادة ووقفت في تضرع عليها، تهمس في صمت بما تتمناه..
التفت عمران عن السور، يحس بصدره امتلأ بالهواء البارد وبأن جسده يناديه ليرتاح من تلك الليلة التي لا تريد الانتهاء، توجه بتثاقل ناحية الغرفة حين توقف ينظر لسمر الساجدة على سجادة الصلاة يصله دعائها الذي لم يفسره، كانت في أوقات أخرى تناديه ليشاركها الصلاة أما الآن فلم تفعل وكأنها استحت أن تناديه، تمنى لو لم يعد يفهمها لتلك الدرجة التي باتت تؤلمه فهي إن لم تنطق، يقرأ ما يجول في خاطرها وكأن مفاتيحها كاملة معه..
نفض أفكاره عنه وتوجه للوضوء هو الأخرى عله يزيل عنه همومه التي أثقلت كاهله وبدأ يخاف بانهيار الجبل الذي إن ترنح فأول من سيؤذي!؛ سمر…
وعلى تلك الفكرة تسارعت خطواته ليتوضأ قبل أن يستسلم لما يجذبه له عقله!؛ ويلقي بكل ما ينطقه قلبه جانبا!..
★★★

تشعر بعطر مألوف يغمر كل حواسها، أنفاسا دافئة تلهب عنقها؛ دفء رهيب يحيط بها كما لو كان يخفيها داخله، حواسها ثقيلة ناعسة، تحس كما لو كانت تحلم، ليلة البارحة تعود لذاكرتها رويدا، آخر ما تذكره أنها كانت في الشرفة، هل الشرفة بهذا الدفء أم أن الشال الفرو الذي دثرها به أحمد هو السبب؟! لكن لما تحس بجسدها مخدر من شدة الحرارة؟!، فتحت عينيها ببطء، تداعبها إضاءة خافتة مصدرها الأبجورة الموجودة على الكومود، ابتلعت ريقها وهي تعود لأرض الواقع رويدا، تتسع عيناها بذهول للوجه الرجولي الناعس الذي يقابلها لا يفصله عن وجهها إلا بضع إنشات، يدها تلتف حول عنقه، وذراعه تعانق خصرها باحكام، عطره يغمر رئتيها، تتعالى انفاسها بخجل وخوف ورهبة وهي ترى نفسها في عناق حميمي مع أحمد!؛ لا يسمى سوى هذا، شهقة خافتة فلتت من بين شفتيها وهي تسحب ذراعها عن عنقه وتزيح يده عن خصرها بهدوء، تجلس ببطء شديد حتى لا يشعر بها بينما ينساب جسدها من جانبه كموج هاديء يتسرب من شاطئه، وقفت تحدق فيه للحظات، تحاول استعادة آخر ما حدث ليلة البارحة بلا جدوى، يدها ارتفعت عفويا تتأكد من اغلاق ازرار منامتها والأخرى ترتفع لشعرها المشعش على جانب وجهها قبل أن تبتعد عنه بظهرها، تكاد تتعرقل في مشيتها ثم استدارت بسرعة لغرفة الملابس ، تضع يدها على صدرها تهدأ من شهقاتها، تنظر لوجهها في المرآة بعدم تصديق ، لا تكاد تصدق ما كانت فيه منذ لحظات!؛ لقد كانت تضم أحمد بكل قوتها اهذا السبب في إحساسها بهذا الخدر في جسدها لكن كيف لم تشعر بتقاربهما أهذا، ماذا سيفكر فيها بل كيف وصلت لعناقه إلا لو فعل هو!؟!..
كزت على أسنانها بحنق، وأسبلت جفنيها باستحياء رغما عنها، بعثرت كل هذا عنها قبل أن تنحني وتأخذ مئزرها وملابسها وبعض أشياء تخصها و تمشي على أطراف أصابعها لتخرج من غرفة الملابس، نظرت لحمام الغرفة الذي لم تدخله إلى الآن ثم بذات الخطوات المتمهلة كانت تسير نحو باب الغرفة ومنه إلى الخارج ثم تزداد خطواتها سرعة حتى وصلت لباب غرفتها لتفتحها وتغلق بابها تستند عليه بأنفاسا لاهثة ولا زال ما حدث غامضا لها!.
ما إن أغلقت نغم الباب خلفها حتى اعتدل أحمد في جلسته، ينظر لمكان خروجها بصمت ، هو أحس بها منذ تململت في نومها فقد كان مستيقظ يتأملها لوقت طويل وكيف يسمح للنوم زيارته والنغمة تعانقه و لأجل ما أحست به من هذا التوتر أغمض عينيه ولم يبين لها أنه مستيقظ لكن أن تخرج من الغرفة في هذا الوقت من الصباح الباكر تحمل ملابسها قد أثار غضب داخله لم يستطع منعه لمجرد تخيله أن يراها أحد الماكثين في الفيلا..
تركت نغم ملابسها على السرير ثم أخذت مئزرها واتجهت لحمام غرفتها، فتحت مرش المياه وتركت جسدها المضطرب المتوهج بحرارة لا تريد الانطفاء، تفكر كيف ستنظر في وجه أحمد حين يستيقظ، كيف تنظر في عينيه وقد كانت في حضنه ربما طوال الليل…
أغلقت المياه تحاول أن تنهي كل شيء قبل استيقاظ الباقين وتعود للغرفة بهدوء، نشفت جسدها وأرتدت مئزرها ثم وضعت المنشفة على رأسها وفتحت باب الحمام لتعقد حاجبيها بدهشة حيث إضاءة الغرفة المفتوحة كاملة والتي تركتها مغلقة، هي متأكدة من هذا، بخطوات مرتعشة خرجت من الحمام تدور عينيها في محجريها، تشتت نظراتها في الغرفة حين احتبست أنفاسها عندما رأت أحمد يقف عند النافذة الزجاجية المطلة على الحديقة، يوليها ظهره، يشبك يديه خلفه، تحس بجسده متشنج!؛ همست باسمه دون نطق، تشعر بعدم قدرتها على الحديث بل حتى عن التنفس، تجمدت مكانها، تتبادل النظر بينه وبين ملابسها الموضوعة على السرير والتي خانتها قدماها فلا تساعدها للوصول لها حين سمعت صوت أحمد الأجش الملتف بحزم واضح يقول دون الالتفات لها:
" هل هناك عروس تترك غرفتها في هذا الصباح الباكر لاستخدام غرفة أخرى!"
أسدلت أجفانها، تبحث عن كلمات ترد بها لكنها لم تجد إذ أنها تعلم خطأ فعلتها لكنها خجلت وأرادت التخفي منه ومن مشاعرها ومن كل ما يحيط بها لذا لم ترد بكلمة واحدة أما أحمد فاستدار لها ليواجه جمالها الهاديء الذي عصف برجولته حتى أنه ابتلع ريقه بتوتر لجمه على الفور رغم عدم قدرته عن عدم التعلق بها خاصة مع ارتجافة جسدها بينما تغلق مئزرها القصير من الأعلى بيدها بينما قدميها حافيتين تقطر منهما الماء بينما تلمسان الأرض الباردة، ، زفر ببطء يستعيد رباطة جأشه ثم تحرك تجاهها بتمهل قائلا بذات النبرة الحازمة حين توقف أمامها مباشرة:
" تتصرفين كالأطفال!"
هنا رفعت وجهها له بحدة وهتفت به بغضب بينما تذكر كيف استيقظت فمن المؤكد لم تذهب وحدها للسرير فقد انتوت المبيت على الأريكة فور أن ينام:.
" أي طفولة بشمهندس، لقد جئت لهنا باكرا وكنت سأعود قبل ان يحس بي أحد!"
صمت مليا، يتأمل وجهها المتوهج الذي لا يدري من خجلها ام غضبها ثم قال لها ببطء أغاظها:
" وما الحاجة لك للعودة لتلك الغرفة يا نغم!"
ها هو عاد نطق اسمها بتلك النبرة التي تهزها ولا تدري ماهية الشعور الذي يجتاحها وقت نطقه هكذا، تنهدت بقوة وهتفت متغاضية عن رعشة جسدها بينما تربع يديها على صدرها :
" لانني وجدتني، … أقصد…"
تلاشت قوتها والكلمات من رأسها وهي تنظر في عمق عينيه المتسلية حين قال يكمل كلامها:
" وجدتك في حضني…!"
احتبست انفاسها وهتفت رغم احساسها بانصهار وجنتيها :
" بلى ، لهذا السبب فأنا لن اظل في مكان معك كي لا تتحرش بي!"
ضحكة عالية كانت رد أحمد لترتد نغم خطوة واحدة عنه بأنفاس لاهثة حين صمت ونظر لها قائلا:
" أنا تحرشت بك!؛ متى!؟؛ ذكريني ربما نسيت!"
دارت عينيها في محجريها بينما يضيف:
" منذ دخلت غرفتي لم أحاول حتى التقرب منك، صحيح!؟"
هزت رأسها بنعم قبل ان ترد:
" لكن كيف وصلت لسريرك بشمهندس!؟"
تنهد أحمد بهدوء مغيظ لها ثم أجابها بتمهل:
" حين تأخرت في الشرفة، دخلت لأراك وأطمئن عليك فوجدتك نائمة، اضطررت لحملك وبما أنك ثقيلة النوم فلم تعي بي!"
احتدت ملامحها تتمتم من بين أسنانها!:
" ثقيلة نوم!؟"
ليهز رأسه بإيجاب لترد بذات الحدة:
" إذن ما الذي جاء بك جانبي وبهذا القرب!"
انحنى يقترب منها قائلا :
" لم أقترب منك، كل ما فعلته نمت مكاني فوجدتك تعانقيني!"
اتسعت حدقتاها وهي تنظر له بينما يهز كتفيه بلا اكتراث، ويعتدل في وقفته ثم أضاف مدعي البراءة:
" ما ذنبي الآن !"
كانت تعلم مراوغته جيدا وتحس به كما كان هو يدرك كذبته لكنه تغاضى عن هذا متسليا بارتجافتها وخجلها حين قالت :
" بشمهندس، حتى لو فعلت أنا هذا في نومي فكان عليك الابتعاد فهناك أريكة بالغرفة!"
صمتت لحظة تبحث عن مبرر لهذا العناق الذي لا زال تاركا أثره عليها!:
"ثم ما حدث ربما لأنني ظننتك مخدتي التي اعتدت عناقها أثناء نومي!"
لم يكترث لنبرتها الساخرة التي تدعيها حين رد عليها :
" جيد إذن من الآن ستجدين بديلا دافئا عن تلك المخدة الباردة!"
شهقة خافتة فلتت منها، تعي مقصده لترد بحدة تخفي خجلها الشديد منه:
" أنت تعلم بأننا اتفقنا أن يكون زواجنا على ورق!"
احتدت ملامح أحمد لوهلة أحست بها نغم وقد أنذرتها بما قد يحدث لكنه لان بسرعة واقترب منها خطوة ثم قال ببطء مهلك لأعصابها:
" لا أذكر أننا اتفقنا بأنه زواج على ورق!"
حاولت نغم تذكر حديثهم قبل الزواج لتواجهه بينما هو استرسل:
" لم أنطق بكلمة كتلك يا نغم، أذكر جيدا بأنني قلت لك حتى تجدي مسمى لزواجنا!"
تقطعت أنفاسها تعي بأن احمد أتقن اللعبة جيدا لترد بخفوت دون ارادتها:
" وإن لم أجد المسمى!"
" أعدك ستجدينه بأقرب وقت!"
قالها بثقة وهو يضغط على الحروف كأنه يضغط على اعصابها بينما هي تغاضت عن هذا قائلة :
" أظنك أنت الآخر لم تجد مسمى لزواجنا بشمهندس!"
صمت مليا يتأمل ملامحها التي تجذبه لتقبيلها؛ يحس بملمس جسدها الناعم وكأنها لا زالت في حضنه لم تغادره، حاول نفض تلك الأفكار عنه قبل أن يقترب أكثر منها لتبتلع ريقها بوجل وقد تجمدت مكانها بينما تحس بأنفاسه تلفح وجهها فأغمضت عينيها بخجل شديد حين مد أحمد أنامله، يتحسس الشامة على عنقها التي تغويه وترفع الدماء لرأسه، تشبثت نغم لا اراديا بقميصه فابتسم أحمد بحب لم تره في خضم خجلها واغماضها عينيها بينما تسمعه يقول بصوت أبح:
" أنا وجدت المسمى منذ أول وهلة يا نغم!؛ وإلا ما طلبت يدك للزواج وأردته زواجا بما تعنيه الكلمة من معنى!"
كانت كلماته صريحة، تهز كيانها لتزداد رعشتها، تدرك بأنها بالفعل تتأثر بكل حرف ينطقه بل وأنفاسه التي تلفحها ولمسته على طول عنفها التي فجرت شعور الأنثى داخلها ..
قبض أحمد يده له بقوة من حديد، يمنع انفلات مشاعره مشفقا على نغم التي تكاد تقع من شدة رجفتها لولا تشبثها بقميصه، لا تعي بأن مئزرها كان سخيا عنها فجر النيران في صدره، امتدت يد أحمد تغلق مئزرها بتمهل ففتحت عينيها بذهول وهي تجذب نفسها عنه بصعوبة لترتد خطوتين ، تستجمع شجاعتها وشيء داخلها يهتف بها أن تغيظه أو تضايقه حين هتفت به:
" تريدني جسدا بشمهندس!"
لو النظرة تصفع لفعلت نظرته الآن، هذا ما احست به وهو يضغط على أسنانه وكأنه يمنع كلمات يأبى قولها وقد تأكدت بأنها أثارت حنقه..
سحب نفسا عميقا، يستعيد هدوءه الذي بعثرته قطته الشرسة التي تريد إثارة ضيقه لتلمع عينيه بتفهم قبل أن يرد بهدوء يليق به بينما يشبك أنامله خلف ظهره:
" أريدك زوجة، تحبني وأحبها ، نبني أسرة، نرى أطفالنا، نسعد بالدفء بعد البرودة …"
اهتزت نغم في وقفتها وكلماته تعانق روحها، تتخيل نفسها اما تضم أبنائها ولا تتركهم للبرد أبدا، ستحافظ عليهم بروحها، كان أحمد يتامل اختلاجات ملامحها بينما يضيف:
" كلانا في حاجة للآخر يا نغم وصدقيني إن دق هذا!"
وأشار لقلبها لتنظر حيث يشير بينما يكمل بنبرة بدت لها ماكرة:
" وقتها أنت من ستسعدين بهذا العناق الذي يضمنا كل ليلة!"
كانت عينيها تتسع مع كل حرف ينطقه حين مال قربها وأضاف بتسلية:
" بل ستطلبين المزيد!"
كانت لا تستوعب جرأته، ولم تتوقع بأن هذا البشمهندس لتستدير بوجهها عنه، تداري انصهار وجنتيها وارتباكها الجلي، إذ أنها إلى الآن تشعر بدفء عناقه يلفها كأنه ختمها فما بالها لو كانت مستيقظة، عند تلك الفكرة همست بتوتر رغم محاولتها الثبات:
" بشمهندس، أريد تبديل ملابسي، فلتخرج!"
لاحت شبح بسمة على شفتيه وقال :
" حسنا، سأنتظرك بغرفة المكتب يا نغم فلا تتأخري!"
ردت نغم بحدة:
" لست طفلة كي تنتظرني…."
قاطعها أحمد:
" كنت أظن ذلك لكن ما فعلته لا يؤكد كلامك يا نغم!"
كزت على أسنانها تكاد تسحقهم فيما تتمنى لو خربشت وجهه الوسيم بأظافرها...
هنا قطبت حاجبيها وهي تتعلق بملامحه، التي وجدتها لا يليق بها سوى….
قطع حبل أفكارها التي لا تعلم من أين أتت صوت أحمد الأجش:
" ما إن تنتهي، سنصعد لغرفتنا سويا، لنتناول الإفطار سويا ونقضي اليوم فيها!"
ضغطه على الكلمات أثار حنقها فهتفت به:
" سنفطر بالأسفل مع ياسمين!"
تنهد طويلا، يستجمع صبره ثم قال:
" مهما كانت علاقتنا وأي كان المسمى فياسمين لا يجب أن تعرف عنها شيء؛ لذا…"
صمت مليا قبل أن يتابع!:
" سنكون كأي عروسين يا نغم، وانا بالفعل سأكون بإجازة عسل حتى ولو مع إيقاف التنفيذ لفترة مؤقتة!'
"لا، لا، يستحق أن أخربش ملامحه الوسيمة تلك بأظافري!"
هتفت بها نغم في نفسها بينما ترى تلك البسمة الماكرة تتسع على شفتيه قبل أن يلتفت عنها غير مكترث لغضبها أو انفاسها اللاهثة، يدرك الآن بأن عليه الابتعاد إذ أنه لن يقوى على ادعاء البرود أكثر فتوجه ناحية غرفة مكتبه، مغلقا الباب الذي يفصل الغرفتين خلفه، جلس علي كرسيه يدور به مليا قبل أن يتوقف وينظر للباب وبسمة واسعة تزين محياه، راضيا بما آلت له علاقتهما، لقد قصد أن تفهم نغم أنهما بالفعل زوجين ولا سبيل لشيء آخر ولولا تأكده من مشاعرها نحوه ما فكر بتلك الطريقة، ربما فاجئها بما فعله الآن وبنومها جواره ويحس بمقدار تخبطها لكن عليها استيعاب طبيعة علاقتهما وأن تزيح من رأسها أي فكرة أخرى !.
ما إن تركها أحمد حتى انتفضت من مكانها، تأخذ ملابسها، ترتديها بسرعة، ثم مشطت شعرها وفي رأسها مائة سؤال أولهم كيف ستقضي الفترة القادمة مع أحمد؟ وقد أكد لها بأنه يريده زواجا حقيقيا بلا أدنى مواربة!..
ظلت تحدق في المرآة بتشوش، لا تجد إجابة لأي مما يجول في رأسها حين صدح تساؤل آخر يزيد من توترها:
" ما هو مسمى زواجكما يا نغم!؟ صارحي نفسك ولا تدعي الغباء!!"
يتبع 💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:23 PM   #559

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

لم يدر خالد كيف مر الليل الذي بدا كدهر وهو يجوب الفيلا بلا راحة، من غرفة لأخرى ومن غرفته للشرفة ثم إلى الحديقة يتنشق الهواء الذي خلا من رئتيه منذ أغلقت نورا معه الهاتف ولم تكتف بهذا بل أغلقته نهائيا إذ حين جرب الاتصال بها مرة أخرى كان الرد المغيظ هو المجيب له( ربما يكون هذا الهاتف مغلقا)
حينها أحس بكل طاقته تنفذ وهو يجرب مرة بعد مرة ليأتيه ذات الرد لتصبح ليلته بلا قمر بلا فرح، تملئها الكآبة، فكر أن يثرثر مع سارة ربما وقتها يرتاح لكنه لم يستطع فكلما اقترب من باب غرفتها وهم كي يطرق عليه، يقبض كفه جانبه ويعود أدراجه حيث غرفته ويطلب رقم نورا ربما حن قلبها الحبيب.
الآن خرج من الفيلا بعدما تناول فطوره مع أخته التي أحست بحزنه وحاولت أن تستدركه كي ينطق لكنه ادعى أنه بخير، فكيف يحزنها وهو يرى بوادر فرحة على وجهها وهي تحكي له بأنها ستتناول الغداء مع جلال وأمه بعدما تنهي تمرينها الصباحي، لم يستطع أن يكسر سعادتها بحزنه فرفض عرضها أن يشاركهم الغداء متحججا ببعض الأشياء التي يجهزها لسفره ثم هرب من مواجهة نظرتها الفاحصة بالخروج من الفيلا، يجوب بسيارته الشوارع دون هدى ولا يدري أين يذهب فالأرض دون ساحرته وكأنها تطردها منها، هنا ليس له إن لم تكن نورا معه، قبض بكل قوته على مقود السيارة التي لاقت راحتها أخيرا حين توقف خالد، ترجل من سيارته وسار ببطء حتى وصل للسياج الفاصل بينه والنيل لينظر حيث الماء الذي ألقت فيه نورا دفترها و ابتلع ذكرياتها ووهمها ليبزغ فجر حبه، هنا لاح الأمل أخيرا بأن له الحق أن يعترف بحبه لها لكنه لخوفه عليها ظل متردد، خائف أن يخسرها وها هي تنسحب من تحت يديه، بإرادتها تهرب منه خائفة من حبها الذي ولد في قلبها، قبض على السياج بكفيه بكل قوته، يلعن تردده وخوفه ففي كل الحالات كان عليه كسر حاجز بينهما وايضاح كل شيء فهو لم يعد يكفيه صداقتها وهي لم يعد يكفيها صداقته كلاهما عليه الاعتراف بأنهما دون بعضهما لا يكتملا!.
تنهد بعمق وأخذ الظرف الصغير من جيب سترته!؛ ظل يحدق فيه مليا، قبل أن يدسه مرة أخرى في جيبه!.
" نورا، هل ارتاح رأسك حبيبتي!؟"
قالتها ماجدة لنورا بينما تجلس جانب الأخيرة على طرف السرير الممددة عليه ابنتها..
ردت نورا بوهن:
" بلى، أمي أنا بخير، اذهبي أنت كي لا تتأخري!"
هزت ماجدة رأسها بقلق بينما تربت على وجنة ابنتها بحنان ثم همست:
" أفكر أن اعتذر من سارة وأظل معك!"
اعتدلت نورا في جلستها وهمست:
" أمي، مجرد صداع والحبة التي أخذتها الآن ستفيدني، ثم تعلمين أن سهري هو السبب لذا لا داعي للقلق!"
التفتت ماجدة للتصاميم المفروشة أرضا جانب حاسوب نورا والتي كانت كلها خاصة بفيلا علوان!؛ ورغم فرحتها بأن نورا ملهوفة لتصميم فيلا خالد هكذا إلا أنها تخاف أن يكون مجرد اهتمام بأول عمل نالته، تغاضت عن كل ما تفكر فيه قبل أن تجيب نورا:
" حسنا، لكن عليك النوم وترك كل العمل الآن!"
زفرت نورا عاليا وقالت:
" سأفعل هذا يا أمي حتى الهاتف أغلقته كي لا يزعجني أحد!"
رمشت ماجدة للحظة وقالت محاولة عدم اظهار لهفتها:
" ربما يتصل بك خالد!"
تهربت نورا من النظر في عيني أمها بينما تلجم دموعها التي تهددها بالانهيار لمجرد لذكر اسم خالد ثم قالت بهدوء يناقض النار في قلبها:
" تحدثنا وأظنه لن يتصل قبل المساء!
أومات ماجدة بتفهم إذ أنه لا يوجد ما يقلقها هكذا فكل شيء يبدو بخير إلا هذا الصداع الذي تفهمت سببه هو الآخر لذا احتضنت وجه نورا وقالت بحنان:
" سأتركك كي تنامي وحين تستيقظي، اتصلي بي وإن تحسنت الأفضل أن تأتي لتقضي معنا اليوم!'"
اغتصبت نورا بسمة ليست من قلبها وهمست بأنها ستحاول..
نظرت للباب الذي أغلقته أمها خلفها، لقد كذبت عليها وأخبرتها بأنه صداع لكنه لم يكن كذلك فحسب بل هي تشعر بغصة تكتم حلقها وتحس بنار تلتهم قلبها، خالد سيرحل بأقرب وقت ولن تراه، لقد سهرت طيلة الليل لتنهي تصميمات الفيلا كي تنجز كل شيء في غيابه دون لقياه الذي يؤجج تلك النبضات الهادرة في قلبها تناديه بأن لا يتركها..
قامت بتثاقل وتوجهت تجاه الأوراق المبعثرة أرضا، جمعتها ووضعتها على المنضدة كما فعلت مع حاسوبها ثم فتحت درج مكتبها وأخذت منه هدية خالد والساحرة التي تزين مكتبها..
وضعتهم أرضا وجلست على السجادة الوثيرة تنظر لهدايا خالد والتي تبقت لها منه، دموعها عادت تسيل على وجنتيها بسخاء بعدما كانت جففتها لأجل أمها، لامست الساحرة بينما تصدر تلك النغمات الناعمة وهمس بألم:
*" ستشتاقين له مثلي!؟"
ازدادت دموعها انهمارا بينما تكتم شهقتها بيدها وهي تضيف مختنقة:
" افتقده من الآن…"
فتحت صندوق الذي اعتبرته دفتر ذكرياتها وظلت تقلب في اوراقه ، تقرأ واحدة تلو الأخرى بينما تضعهم أرضا حتى اصطفوا أمامها في عناد يذكرونها بما تكاد تفقده..!
★★★
ما إن وصلت ماجدة وجلال للنادي حتى ظل الأخير يتلفت حوله بحثا عن سارة التي من المؤكد قد جاءت فهي عادتها أن تأتي لممارسة رياضتها، فكر أن يستأذن من أمه لممارسة الجري لبعض الوقت وتصبح حجة وافية كي يرى سارة التي اشتاق لها..
" تبحث عن أحدهم؟؟!"
كان هذا صوت ماجدة الذي أجفل جلال ليلتفت لها، يدرك أنه شرد في بحثه عن سارة، ليحك خلف رأسه بينما يقول بخجل رجولي لاق به:
" لا لا أبحث عن أحد!"
لانت ملامح أمه كثيرا وهي تمد يدها تربت على كفه قائلة بلطف شديد:
" تحبها!؟"
عقد جلال حاجبيه وادعى عدم الفهم بينما يرد:
" أحب من!؟"
ابتسمت ماجدة وهي تستند على الكرسي، تعي تهرب جلال من الرد لتردف مفسرة دون مواربة:
" أقصد سارة، تحبها؟!"
نظر لأمه بابتسامة لمجرد اسم سارة وقال بصراحة:
" أريد الزواج منها يا أمي!؟"
هزت ماجدة رأسها وقالت:
' الأمر جاد فعلا!"
زم جلال شفتيه بينما يستند بذراعيه على المنضدة وأردف يؤكد على كل حرف!:
" بلى يا أمي أنا لا أستطيع الحياة دون سارة"
نبرته كان ملؤها الحب الذي خص به سارة حتى جعل ماجدة تسأله:
" ما رأيك لو نطلبها من أخيها!؟"
زفر جلال ببطء ثم أردف
" سانتظر لبعض الوقت، كي اتأكد انها تبادلني شعوري"
" تأخرت!؟"
كان هذا صوت سارة ببحته المميزة التي هزت كيان جلال ليلتفت لها بلهفة ويقوم من مكانه، يمد يده لها بالسلام ليرد بنبرته التي اخجلتها واربكتها خاصة في وجود امه:
" كنا في انتظارك!"
تململت في وقفتها بينما تتبادل النظر بينه وامه التي يرتسم على شفتيها شبح ابتسامة لم تخطئها سارة وهي تسحب كفها من يد جلال الذي وكانه نسى بأنه لا زال يتمسك بها..
سحبت سارة كرسي جانب ماجدة بعدما عانقتها بحرارة..
تبادل ثلاثهم أطراف الحديث والتي تقصدت منها ماجدة أن تستشف شعور سارة تجاه جلال والذي بدا لها بأن كلاهما يبادل الآخر ذات الإحساس، حتى نظرة سارة الهاربة عن عيني ابنها العاشقة كانت تفضح صاحبتها معلنة عن ما تداريه سارة او تظنه خفي...
يتبع💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 09:25 PM   #560

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

طرقات خافتة على باب الغرفة انتزعت نورا من غيايها في عالمها الذي يسحبها لكآبته، مسحت وجنتيها قبل أن تسأل من الطارق حين أعلمتها الخادمة عن ماهيتها لتسمح لها بالدخول لتردف الأخيرة:
" خالد بك يريد الحديث معك!؟"
هنا ارتجف جسد نورا بينما تحس بنبضات قلبها تخبط في صدرها تتسارع أيهم يذهب له اولا لكنها حاولت الثبات قائلة بتساؤل:
" على الهاتف!؟"
هزت السيدة رأسها بلا ثم قالت:
" في حديقة الفيلا!"
أغمضت نورا عينيها تلتفت عن السيدة، تحس بالشوق يقودها له وعقلها يعنفها بإن لا تلين، فتحت عينيها بتمهل ولم تلتفت للسيدة كي لا ترى دموعها التي انسابت وهي تقول:
" أخبريه أنني نائمة!"
لم تعلق الخادمة على حديث نورا رغم دهشتها بينما تغلق الباب خلفها وتذهب لخالد الذي كان يتحرك ذهابا وايابا بلا راحة حين رأى الخادمة تسير ناحيته فاقترب منها بلهفة يسألها عن نورا لترد بأنها نائمة..
أسدل أهدابه بقهر، يعي بأن نورا تجاهد شعورها وتلجمه لذا تحبس نفسها بعيدا عنه، لكنه لن يسمح لها بذلك، لن يتركها تسلم نفسها لقهر قلبها..
مد يده في جيب سترته ليأخذ الظرف ثم أعطاه للخادمة وقال لها:
" أعطيه لنورا !"
أخذت الخادمة الظرف وصعدت لنورا بينما خالد وقف في الحديقة، متجمدا مكانه، ينظر حيث نافذة غرفتها المسدلة الستائر والتي يعلم بأن نورا خلفها..
خفق قلب الأخيرة بجنون وهي ترى الظرف الذي أعطاه خالد للخادمة والتي كانت متاكدة بأنه لها، نظرت له بكل حب بينما ينظر تجاه نافذتها، تحاول انتزاع نفسها من نظرته كي تأخذ ما أرسله لها لكن وجهه الحزين أوجعها وترنح لأجله الحصن الذي تبنيه بينهما، صوت الطرقات عاد مرة أخرى لتكون سببا ان تتخلى عن وقفتها وتهرول تجاه الباب تفتحه وقبل أن تنطق الخادمة كانت نورا تسحب الظرف من يدها وتدلف بذات السرعة للداخل مغلقة الباب خلفها، تفتح الظرف بلهفة شديدة لتبتلع ريقها بغصة وهي ترى تلك الأوراق التي بلون عينيها، تشبه الأوراق التي أهداها بها في الصندوق، جلست على طرف السرير حينما أحست بأن قدميها لا تحملها وجسدها كله ينتفض بينما تقرأ المكتوب…
( سأتخيل أنك تسألينني عن حالي يا نورا؟!)
ولن أجيبك بل سأسألك!.
( كيف حالك يا نورا!؟")
شهقت الأخيرة بقوة وهي تحس بكل كلمة كتبها خالد تعانق قلبها بينما تهز رأسها تجيب سؤاله قائلة بنبرة مختنقة!:
" لست بخير يا خالد…"
ثم قرأت الورقة التالية:
( تقولين بأن لدي جرعة كافية منك حتى أعود من دبي فهل لديك أنت الأخرى جرعة كافية مني حتى أعود؟! )
كانت تهز رأسها بعنف بأن ليس لديها منه ما يكفيها، دموعها ترد بسخاء عنها حين جاءت عينيها على الورقة الثالثة:
( نورا، سأرحل قريبا لكن لن أكون بخير دون لقياك ولن يكون لدي منك جرعة كافية، أنا جئت لأجل أن نكون بخير!…)
وقف خالد كأنه يقف على الجمر، كان قد كتب تلك الكلمات حين طال عليه الليل واراد أن يوصلها لها بأي طريقة كانت، حاول أن لا يذهب لها وان لا يربكها لكن لا طاقة له لذا اختار أن يكون انتظاره على اعتابها ويتقبل قرارها كيفما كان فإما أن تعيد ترتيب نبضات قلبه أو تقتلها!!..
طال الوقت وهو ينظر لنافذتها دون مجيب فكان صمتها ردا كافيا عليه، أسدل رأسه بقهر بينما يلتفت عن النافذة متوجها بتثاقل للسيارة التي تركها خارج الفيلا..
كانت نورا لا تدري ما الذي يقودها شوقها أم حبها أوليسا واحدا، كانت تهبط السلم بسرعة حتى كادت تقع مع كل درجة، تقبض بيدها على الأوراق التي أرسلها والأخرى تربت على قلبها الثائر الذي يلهث بينما تهرول عبر بهو الفيلا ومنه إلى الحديقة لتراه يخطو ببطء متهدل الكتفين، تجحظ عينيها وهي تحس بأنها بالفعل تفقده لتزداد خطواتها سرعة تصاحبها ندائها العالي( خالد)
تجمد في وقفته ما إن سمع اسمه منها ليلتفت ببطء، يكذب أذنيه لولا أنها أعادت ندائها ورآها تهرول تجاهه، كلا لا يحلم بل لهفتها تلك حقيقة، حاكاها الخطوات الواسعة ليتقابلا في وسط الطريق بأنفاس لاهثة متلهفة بينما كلا منهما ينطق باسم الآخر بنبرة ملؤها الحب لا تخف عنهما..
هزت رأسها بعنف حين التقت مع عينيه، تسأل نفسها أين قوتها التي ادعتها طوال الليل حين سمعته يقول بنبرة متحشرجة:
" لم أكن بخير دونك يا نورا!"
انهمرت دموعها بينما تهتف مختنقة وقد تسربت الكلمات دون أن تستطع منعها بل لم تعد لديها القدرة لذلك:
" وانا لم اكن بخير دونك يا خالد!"
رفعت الأوراق بين يديها وهمست :
" القليل منك يغريني بالمزيد!"
زفر بحرارة وقلبه يكاد ينخلع من مكانه تاثرا بحديثها ليقترب خطوة منها ويهمس:
" كلي لك يا نورا!"
هتفت مختنقة وهي تضم قبضتيها لصدرها:
" سترحل وسيبقى لي الأوراق وكلماتك التي تهزني دون أن تجمعنا المسافات سوى صدف او إجازات"
هز رأسه بنفي ثم أردف:
" من قال هذا، لن أرحل!"
بح صوتها وهي ترد بينما ترخي أهدابها عنه:
" بل ستفعل …"
همس بحنان شديد :
" لهذا أردت الابتعاد يا نورا!"
رفعت رماديتاها له وهمست بقهر:
" بل أرت منع نفسي من الصراخ فيك…"
قطعت كلماتها حين أحست بأنها تحرر كل ما في قلبها لتسمعه يقول بذات النبرة الحانية بينما رفع ذقنها بأنامله:
" تصرخين بماذا، أكملي!"
ارتجف كل جسدها وهي تنظر في عمق عينيه تبحث عن باقي كلامها فتجده يهرب منها بينما تسمعه يعيد سؤاله ليتحشرج صوتها وهي ترد:
" أصرخ فيك كي تشرح لي ما أنا فيه، دوما أنت من تساعدني منذ التقيت بك، اليوم لا أدري هل علي الاستعانة بك أم الهرب منك؟!، أناديك لتفهمني النار المشتعلة في صدري، وهم… أم…"
قطعت كلماتها وازدادت شهقاتها ليتنهد خالد بقوة، خوفا عليها، يمنع نفسه بقوة من حديد من عناقها، يمنع سيل كلمات عشق لها فقط هي ساحرته، ابتلع ريقه قبل أن يكمل كلماتها:
" حب…."
كزت على أسنانها، تتهرب من النظر له حين اعاد وجهها له بانامله وهمس:
" أحبك ساحرتي!"
تعالت نبضات قلبها بصخب، تتسع عينيها بعدم تصديق بينما هو أضاف:
"أحبك منذ أول مرة التقيتك فيها!"
هنا لاح على ذاكرتها اول مرة رأته فيها في مكتب جلال غير منتبهة لرؤيته لها في دبي قبل ذلك وكان يفهم ما تفكر فيه ولم يصحح، تركه لوقته بينما يستطرد:
" وأنت يا نورا!"
همست بتلعثم :
" انا ماذا!؟"
ابتسم بينما يرد عليها:
" انطقي بها، اريد سماعها!
ابتلعت ريقها بوجل وأرادت التراجع بينما تهمس:
" خالد، أنت …"
رد بلهفة:
" أنا أحبك كرجل يريدك زوجة له وليس مجرد صديقة يا نورا!"
صمت يتأمل ملامحها المتوردة ليضيف :
" تقبلينني زوجا لك ساحرتي!"
لمعت عيناها متغاضية عن رد سؤاله وهمست :
" ساحرتك!"
ليومأ برأسه أن نعم فردت بخفوت:
" لذا أتيت بالهدية تشبه الساحرة"
أجابها ببطء؛ بلى لترد بذات البطء :
" أي انك لن ترحل!"
" سآخذك معي، ستكونين في قلبي وحياتي يا نورا"
قالها خالد بينما لا زالت يده تحت ذقنها يمنعها ان تسبل وجهها ليظل ينظر في عينيها فيما همست:
" لم أكن أتوهم!"
هز رأسه نافيا وقال بتمهل:
' لا يا حبيبتي، لم تتوهمي أبدا، منذ أول نبضة عانقت قلبك تمنيت أن تحرريها لتصل لي!"
" كنت تعلم !"
همست مرتجفة ليرد بتثاقل:
" بلى وكيف لا أحس بك لكنني تركتك كي تتأكدي!"
زفرت بخفوت وهمست بألم:
" خفت الرجوع لنقطة الصفر!"
" لا تخافي وانا جانبك نورا !"
نظرت في عمق عينيه حين همست بصوت وصله جيدا:
" أحبك…."
هنا تضخمت مشاعره في قلبه وأنفاسه لم يعد يحتملها صدره يرتد خطوة عنها لتسأله بدهشة:
" ماذا!؟"
" امنع نفسي من عناقك!"
عضت على شفتيها وأسبلت أهدابها قبل ان تقول على استحياء وقد أحست بانصهار وجنتيها:
" ما رأيك لو تمشينا قليلا!"
همس لها :
" بل لي رأي آخر!"
تنبهت كل حواسها بينما يضيف:
" سنذهب لأخيك في النادي لأطلبك منه ونتزوج في أقرب وقت فلم يعد لي طاقة للصبر !"
همست باسمه على بخفر ليجيبها :
" اعذري قلبا اشتاق حد الألم يا نورا!"
يتبع 💜💜


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-11-21 الساعة 10:01 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.