18-11-21, 09:55 PM
| #591 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء 
|  كانت سمر قد بدأت بوضع الطعام على الطاولة بينما عمران يساعدها، فيما تتهرب من النظر في عينيه اللتين تناديانها بالصفح، كانت ترد بالصمت تخبره بأنها لا تعاتبه بل ترجو أن لا تكون سبب في ألمه أبدا، تطوق لو يصدق ما تفكر فيه، نعم هي في قمة قهرها لكل كلمة قالها لكنها أيضا متأكدة بأن عمران لم يقل كلمة واحدة من قلبه، عمران أبدا لن يقصد أذيتها او حزنها وكيف يفعل وهو طبيبها التي ولدت على يديه..؟! هكذا فكرت بينما تنهي ترتيب الأطباق على الطاولة، ثم سحبت كرسيها الخاص بها وجلست عليه ليفعل عمران المثل ويشاركهما الصمت بينما يتناولان طعامهما، لا يقطع هذا السكون سوى الملاعق وأنفاسهما المضطربة في صراع مع أصحابهما تجذبهما لفض هذا النزاع بين المشاعر وحط رحال قلوبهما في مرساها كي تنال قسط من الراحة ينعمان فيها بحبهما ..!. ظلت سمر تبعثر في طعامها بينما تأكل بضع لقيمات بلا شهية في حين كان عمران يختلس النظر لها، يتابع شرودها ودموعها المحبوسة، شهقتها الخافتة التي تفلت بين الحين والآخر وكأنها تذكرت شيء ولن يكن سوى صفعاته لها بتلك الكلمات اللاذعة التي لا يعرف كيف يمحيها من قلبيهما، صوت تنهيدتها العالي أخرجه من شروده قبل أن يسمعها تقول بصوت خفيض ولا زالت تحدق في طبق الطعام: " سأتابع العمل في المكتبة من الغد مع عمي مصطفى!" تأملها عمران برهة ، وجهها المتخفي عنه ناظرة لطعامها، يؤلمه أن ما بناه طيلة الأيام السابقة تزعزع، أطبق على شفتيه برهة وترك الملعقة التي لم تلامس فمه ثم قال: " حسنا، افعلي ما تريدي يا سمر طالما ستكونين مرتاحة!" رفعت وجهها له بنظرة طويلة قبل أن تعود للطعام بلا شهية حين قال: " ما رأيك لو ذهبنا في الغد للمحافظة وقضينا يوم لطيف!" هزت رأسها نافية قبل أن تتلاقى عينيهما وترد: " أعتقد بأن وجودي في المكتبة سيكون أفضل ثم سأذهب لرؤية خالتي هنية!" أرخى عمران أهدابه ثم تمتم بالموافقة ، يفكر عن طريقة لالتئام الصدع!. ★★★★ تستند سارة على كتف أبيها الذي يضمها بقوة له بينما تجلس جواره على الاريكة في بهو الفيلا، منذ عاد هذا الصباح وهي لا تفارقه لحظة واحدة، لقد شعرت بأن وجوده يحميها من كم التخبط في قلبها منذ ذاك اليوم الذي تحدثت فيه مع جلال، كانت تصارع ضعفها تجاه الأخير والذي يجذبها للكلام معه خاصة بعد حديثهم ذاك اليوم الذي ظنت بأنها بهذا قد أغلقت تلك الصفحة لكن داخلها وقلبها كان له رأي آخر، تعلقت بخصر أبيها مغمضة عينيها تنعم بهذا الدفء الذي تعترف أنها دونه تائهة خاوية، الفترة التي ابتعدت فيها عنه وجاءت لأخيها هنا، أكدت لها بأنها لا تستطيع الابتعاد عنه وبأنها سابقا حتى ولو كانت علاقتهما جامدة لكنها كانت مرتاحة كونه قريب من حيزها وكأن أنفاسه كافية لبث هذا الدفء في أوصالها. تأملهما خالد ببسمة راضية، مرتاح أخيرا بينما يرى أخته بهذه العلاقة الطيبة والقريبة من أبيها، لم يصدق نفسه وهي تستقبله في المطار وتلقي نفسها على صدره ، صحيح لم تزرف دمعة واحدة حابسة إياهم في مقلتيها كعادتها وكم تمنى أن تحررهم لترتاح وتسكب وجعها بعيد عن جسدها لكنها على الأقل سمحت لنفسها بأن تفيض بمشاعرها تجاه أبيها وتنطق بأشواقها له والذي جعل الأخير يختنق من البكاء وتذرف دموعه التي وكأنها تشاركه عدم تصديقه لكل تلك المشاعر التي أغدقت بها سارة عليه كأنها تعوضه السنين السابقة.. ضم راشد ابنته وقبل جبينها، يحس بشيء غريب فيها، سارة تكتم شيء ما داخلها وتتألم في صمت، صحيح لم تنطق لكن عيناها فاضت بالكثير والكثير، طلبها بأن يذهبا بأقرب وقت لطلب نورا وعقد القران ثم السفر، يوحي بأنها تريد الهرب من هنا وهذا لم يكن سابقا ففي المكالمات الفائتة بينهما كانت تبدو سعيدة لا تريد فراق خالد لكن آخر محادثة والتي طلبت فيه سفرها معه كانت قد سربت الشك لقلبه لوجود ما تفكر فيه والآن تأكد من ذلك، ربما لن تفضفض له حاليا لذا سينتظر حتى يتم عقد قران أخيها الذي يبدو في عجلة من امره وهو يطالبه بتحديد وقت سريع مع اهل نورا للذهاب لها وهو بالفعل لن يتأخر فيكفي انتظار خالد الأيام السابقة والتي اضطر فيها راشد للبقاء في دبي حتى ترتيب أمور شركته قبل النزول للقاهرة وبما إن ابنه يفهم هذا لم يمانع رغم لهفته الواضحة. " أبي، ما رأيك في الغد كي نذهب لأهل نورا!" قالها خالد قاطعا لحظة المشاعر الصامتة التي كانت تجول بين ثلاثتهم، تنهد راشد بخفوت ثم اعتدل في جلسته يد ساق على الأخرى فيما سارة تحت ذراعه يضمها له لم يفلتها وهو يردف : " كما تريد ابني، لولا ارهاقي اليوم كنا ذهبنا لهم!" رد خالد بهدوء مانعا لهفته من الظهور : " سأتصل بهم يا أبي أخبرهم واحدد معهم ميعاد مناسب للغد!" ارتجفت سارة تتهرب من النظر لهما وهي تتململ في جلستها، تعتدل بجسدها بعيدا عن أبيها كي لا يشعر بتلك الهزة العنيفة فيها، لا تدري كيف تواجه جلال!؟؛ كيف تتحمل تلك النظر الراجية الملتاعة التي هزت كيانها في آخر لقاء بينهما!؟؛ كيف تصمد أمام ندائه الصامت الصارخ، أرخت أهدابها تتذكر كيف كان حينما وقف عند باب مكتبه لقد طالبته بصمت ان لا يأتي معهما وهو لبى النداء متوجعا، جلال بنظراته تلك وصمته المؤلم لها وكأنه القى عليها بتعويذة لن تنفك أبدا!! " حبيبتي، بأي شيء شاردة!؟" قالها راشد بينما ينظر لابنته ثم لاخيها الذي اسبل اهدابه يعي بأن اخته متغيرة، لقد سألها وتهربت من الإجابة وتمنى لو سأل جلال لكن لم يكن له المقدرة لذلك، فمهما كان جلال طلبها كزوجة وربما أحدهما لم يقبل بالآخر وربما جلال نفسه تراجع فكيف يحرجه بحديث كهذا!. همست سارة بعد لحظة صمت تفكر برد مناسب لكنها في الحقيقة لم تجد فقالت بخفوت: " لست شاردة يا أبي، لقد كنت أستمع لكما!" لا زال داخله لم يرتح حتى بمحاولاتها لرسم بسمة شاحبة فضمها له مرة أخرى وهو يقول: " العقبى لفرحتي بك يا سارة!" احترق داخلها بوجع لا تظنه يندمل أبدا ثم رفعت وجهها له قائلة تستدعي صلابتها المعهودة والتي تخلت عنها : " أنا هكذا سعيدة يا أبي، لا أريد لرجل غيركما دخول حياتي أبدا!." قبضة من حديد اعتصرت قلب أبيها وأخيها اللذان طالعها بألم بينما خالد قد تأكد من صدق حدسه؛ سارة وجلال لم يجمعهما القدر!. ★★★ انتهى الفصل، قراءة ممتعة 💜 التفاعل محبط، لا أعرف ما السبب رغم المشاهدة، شكرا لكل من كتبت رأيها ولم تبخل به💜🌹كل امتناني 💜🌹 | ||||
|  |
|
18-11-21, 10:24 PM
| #592 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 11 والزوار 32) آمال يسري, مرمورتي الحلوة, Kemojad, نفوسا, rowdym, ريم العبدالله, ترانيم الزمان, مريم المقدسيه, فديت الشامة, Elafksh, عمرااهل | ||||
|
| |
|
18-11-21, 10:44 PM
| #593 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 11 والزوار 45) آمال يسري, هدوء الصمت222, مريم المقدسيه, أووركيدا, ترانيم الزمان, مرمورتي الحلوة, Kemojad, rowdym, ريم العبدالله, فديت الشامة, Elafksh | ||||
|
| |
|
22-11-21, 07:43 AM
| #597 | ||||
| نجم روايتي 
| مرحبا.صباح الخير آمالنا المبدعة الجميلة **إنهيار وشيك**ردة فعل سارة توضح انها لم تتجاوز بعد محنة تعرضها للعنف والذى لم توضح لأحد أسبابه لم أتوقع أن إنسانة متفهمة راقية مثل ماجدة تفكر بتلك الطريقة في تصنيف المرأة حسب حالتها الإجتماعية وهي أكثر من عانت مع إبنتها نورا فتصيب قلبين في مقتل ولا يرق قلبها للحوار الذى دار بين سارة وجلال لا تعطف علي شكل سارة وهي تاركة لجلال بجسدها تحمله في قلبها في غربة اختارتها بنفسها عن أن تقع في موقف إنكار من والدة من تحب وبنفس الجمود لا تتعاطف مع قهر إبنها ولا تمزقه وهو يعد بأنه لن يتزوج أبدا. ومن جهة أخرى سارة التي ولأول مرة تشعر بحاجتها لأبيها وتجد بحضنه راحة وأمان فلا تفكر في الماضي هو أبيها فقط..السند والدعم لها دون شروط فيشعر أنه قدحصل علي عفوها وتعويضا عن نأيها عنه كل السنوات الماضية ويوقن خالد ان قصة سارة وجلال لم يقدر لها ان تكتمل **لكنك أتيت**من الجميل أن يصل المرء لمحطة القطار قبل الميعاد لكن دام وصل وادركه حتي ولو بآخر لحظة فلم تفته الرحلة بعد القطار الذى جمع بين عمران وسمر في رحلة عمر أبدية لن يضعفها مجرد سوء فهم لازمهم منذ الصغر بل سيظلا معا وستقوى علاقتهما وإرتباطهما أكثر من ذى قبل وتراجع سمر عن الرحيل عن وطنها هو أول خطوة لانتفاء أى خلاف او إخفاء أى امر بينهما ثانية فترة الصمت بينهما مع وجودهما معا أفضل بكثير من رحيلها وربما بعودتها مرة أخرى للمكتبة والخالة هنية تستعيد نفسها وتعود علاقتهما لوضعها الطبيعي فما دام الحب موجود ينتفي كل الصعاب الجميل بين عمران وسمر أنهما يستطيعا حل خلافاتهما علي عكس علي وندى العاشقان الأذليان ومما زاد الوضع سوءا هو تأخر حلم ندى بالإنجاب وكأن ابتعادهم عن موطنهم لم يعد علبهم بالأمان او الإستقرار **فوق الشوق**ما زالت نغم تظلم نفسها وأحمد بنأيها عنه وعدم الإقتناع بأن زواجهما حقيقي او أنه تستأهله حتي مع بدء إعتيادها للحياة الاسرية وإشتياقها له بعد نزوله العمل لم أكن أتوقع أن يظهر أحمد كل تلك المشاعر الصادقة التى صورتيها بعباراتك بشكل صادق ومعبر لقد عاشت نغم حياتها كنغمة حزينة فلم لا تحيا مع النغمات السعيدة وتترك الغد لله فهي كما ترى أحمد شخص يعتمد عليه ويحبها وباقى الأسرة كل شى من أشيائها وعطر أحمد الذى يغطى كل شئx يشى بحبها له ،ارتمائها بين ذراعيه عندما فتحهما لها كما فعل مع ياسمين جاء في مشهد رائع حبيبتي. نغم لاول مرة تشعر بتلك المشاعر التي حرمت منها وللحق احمد يتعامل معها بحب وصبر لانه بعلم ظروفها. **خطوة عزيزة**لوعة قلب الأم علي إبنها وحرمانها منه من أقسي المشاعر وأصعبها لا تطيب معها الحياة لكن ما كان عليها أن تيأس وتتوقف عن المحاولة لأن أحمد لا يعرف ما عانته من ذل وهوان مع والده فهو لا يعرف سوى أنها غادرت والده لاجل رجل آخر وها هي تخطو ثانية لفيللا شهدت أحزانها والآمهافماذا ترى أحمد فاعلا الإن وقد صار لرقية حلفاء بالمنزل لن يسمحوا بحزنها ويأتى حاتم ليدركها قبل الدخول مع الوعد بأنه سيصحبها قريبا واشعر أن احمد سيتفهم الوضع فهو مشتاق لها بنفس القدر وسيعود لأحضان والدته التي حرم منها سلمت أناملك حبيبتي علي الفصل الرائع والاسلوب المتميز وعذرا منك حبيبتي للقارئات الفاضلات فمنذ بدء العام الدراسى وكل الامور إختل ميزانها خاصة للسيدات العاملات لكنهم سيعاودون المشاركة حالما تستقر امورهم لأن روايتك تحظى بالقبول وتجذب القارئ وصادقة انت في مشاعرك التي تخطينها بعبارات صادقة موحية تجسد المشاعر بشكل واقعي جدا بانتظار القادم حبيبتي لك كل الحب والتقدير | ||||
| |
|
25-11-21, 09:20 PM
| #598 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
25-11-21, 09:21 PM
| #599 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1055Likes
العرض العادي
