آخر 10 مشاركات
372 - هروب إلي ناره - ميلاني ميلبورن ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          31- المسافرة الى الحرية - ماغ وسغات - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          للأبلاغ عن الروابط والصفحات المعطلة (الكاتـب : اسفة - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          وبياض ثوبك يشهدُ (1) سلسلة في الميزان * مميزة ومكتمله * (الكاتـب : um soso - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-21, 12:00 AM   #611

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير آمالنا الحميلة المشرقة
*أخبار سارة*قلب الأم لا يحتمل أن يرى تعاسة أبنائه ويظل ساكنا خاصة عندما تكون هي السبب
فلا ريب ان مشاهدتها لجلال وهو يمسك خاتم خطبته لسارة وهو جالسا وحده وقد فرت دمعة من عينيه مزق قلبها ..ثم ماذا بها سارة لا يعيبها خلق او دين
فرحة إبنتها نورا والتي لم تكن تآمل بها سببها خالد والذى أحتمل فترة طويلة صابرا حتي تجاوزت أزمتها
سارة كانت سترحل بكل نبل حتي لا تغضب علي جلال
فلم المكابرة؟
وقد جاء تصرفها بطلب يد سارة لجلال مفاجأة سارة للجميع فلم يتوقع جلال او سارة ان تغير موقفها بهذه السرعة بل وهي سعيدة وليست مكرهة
ابدعتي حبيبتي وأنت تصورين فرحة جلال الذى ما زال غير مصدقا ان سارة وافقت وأنه فدقاب قوسين او ادني من عقد قرانهما حتي سارة نفسها لا تخفي سعادتها وهذا ما بعجبني بها الوضوح والصراحة
اى انك اسعدتينا حبببتي بفرحين ولبس فرحا واحدا
*مطر عينيها*ازمة سمر وعمران لن تلبث ان تزول فهو مجرد سوء فهم من كليهما لشدة حبه للآخر
وما دام المشاعر الصادقة موجودة سيزول الحزن مع الوقت ويحل الوئام مرة أخرى
وكما قال لها العم مصطفي انها لا يجب أن تصمت مع زوجها حتي لا تزبد الفجوة بينهما
وأول الغيث رواية جلبتها سمر وهو يدعي عدم فهم بعد العبارات التي تحتاح ترجمة
المهم أنهما عادا للتقارب والحديث معا ولو بثرثرة حول الترجمة فالصمت يخنق النشاعر ويلجم اللسان عن البوح او الإعتذار
**خطوات نحو الواقع**نغم رغم ما عانته وكل الأفكار المشوشة برأسها إلا أنها تخطو خطوات جيدة نحو حياة وزواج حقيقي مع أحمد
مناقشتها معه وإعترافها أنها مثله تريد استئناف حياتها معه قفزة كبيرة وليست خطوة
مبرراتها ومخاوفها جديرة بالإعتبار وكونها تناقشها مع أحمد وتتلقي إجاباته المقنعة كفيل بأن يجعلها تضع مسمي لزواجهم قريبا وأن تأتيه راغبة بنفسها دون أى ضغوط منه.ويكفيه الآن أنها لم تعد تدعي النوم فيقوم بحملها بل تلجأ إلي ذراعيه بنفسهافتنام قريرة العين
وقد آن لها أيضا ان تحاول التقريب بينه وأمه التي توشك علي الإنهيار شوقا ولهفة لأولادها.
ولذا فكرت في إرسال ياسمين لرؤيتها بينما تتأنق هي وتذهب للقاء احمدx بالعمل بعدتطور الاسلوب بينهما ومحادثتهما بلا حرح بل بمودة واشتياق
*استسلام ام هدنة؟*ما تعانيه هالة من عدم حصولهاعلي يجعلها تفكر أن لابديل لها سوى كريم فماذا هي فاعلة؟
ليتها سلمت بالهزيمة ولكن مثلها دنئ النفس تقرر الذهاب لعمل احمد لتحدث له فضيحة
ولسوء الحظ تتلاقي هي ونغم وكأنهم علي موعد وتلقي بسمها الزعاف الذى يشير لوحود علاقة ما بينها وأحمد
وليت نغم تستخدم العقل والمنطق وتعرف أن هالة موتورة من أحمد وتسعي للإنتقام باى وسيلة حتي أنها كادت تنتقم منه فيها هى
**تعكر الندى**لازالت ندى علي ضيق افقها وغيرتها رغم سعي علي بكل الطرق لإسعادها وإشعارها بالأمان وأنه لا يحب سواها.
لكنها بغيرتها القاتلة وموضوع تأخر الإنجاب تزيد الامر سوءا والفجوة بينها وعلي تتسع يوما عن يوم
اظن انهما بحاجة للإبتعاد عن بعضهما قليلا حتي تهدأ ندى وتراجع نفسها وربما تستمع لنصح عمها او سمر فتعود لصوابها.
سلمت يداكي حبيبتي علي الإبداع والجمال ولا اعرف كيف سانتظر لمعرفة ما ستحيكه هالة من اكاذيب وموقف نغم منه
بانتظار القادم حبيبتي
لك كل الحب والتقدير
مرحبا طاقتي الإيجابية 🌹😍
الكثير من الإجابات متواجدة بهذا الفصل والتي أنتظر رأيك فيها بشغف 😍💜 شكرا لدعمك الدائم شيزو 🥰


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:02 AM   #612

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
و أخيرا ماجدة فاقت بعد ما شافت دبول جلال ، و قررت إنها لازم تعطيه فرصة ليعيش حياتو اللي هو اختارها مع الإنسانه اللي بتشاركو اياها .

سارة داست ع قلبها كرمال ماجدة و كرمال ما تفرق أم و إبنها بس نالت الرضا و الحب ❤

خالد صبر و نال قلب نورا 😍

حزن سمر من عمران ما منعها من إنها تأخذ شي عارفه إنو عمران مهتم فيه ، و نصيحة إنها ما تترك شي بقلبها إلا و تقولوا لعمران فى محلها ، بس هيا و عمران يفضلوا يتقوقعوا ع حالهم بعد أي مشكلة و ما بيحكوا إلا بعد فوات الاوان

نغم بلش قلبها يدق لأحمد و بلشوا بطريق ليكون زواجهم طبيعي و بعتقد لقائها بهالة حيكون كارثي بس حيعطيها دفعه لقدام لتكون فعلا زوجة لأحمد

حاتم من خوفوا ع خسارة زوجتو قرر يخاطر إنو ياسمين تيجي لعند أمها تواسيها و طمنها بعتقد إنو أحمد حيفتقد غياب ياسمين و يعرف إنها مع أمو و حيحن هو كمان لأمو .

ندى هيا بتعطي الدافع لعلي إنو يبعد عنا رغم عشقوا إلا ، بس علي المفروض يكون من الحكمة إنو عارف بنفسية زوجتوا التعبانه بإنها تعتقد إنها ماحتكون أم لأطفال من حبيبها صحيح هو مراعيها بس إتصال حواء قلب كل الموازين ولازم تثق فى حالها و حب علي إلها .. حتى لو هيا واثقة فى علي مو واثقة فى النسوان اللي حولين علي و خصوصي حواء .


بتمنى الفصل الجاي يكون كلوا أمل بدون ألم لأبطالنا 🥰
يسلمو أناملك أمول ع الفصل
و بعتذر عن انقطاع تفاعلي 🙈
حواء الجميلة والتي افتقد رأيها 💜🌹🥰أتمنى أن تجدي الأمل في هذا الفصل 💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:07 AM   #613

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل التاسع والثلاثون 💜
*********
" مامي"
هتفت بها ياسمين بنبرة ممطوطة ملؤها الشوق فيما تدلف من باب منزلهم، تسبق أبيها مهرولة نحو امها التي كانت تقف في بهو المنزل، تجاهد إعيائها وجسدها الضعيف كي لا تقع، فمنذ علمت أنها ستأتي وجاهدت وجعها كي تكون في استقبالها ولا تثير الذعر في قلب صغيرتها التي ارتمت في حضنها، تتشبث بقوة في خصرها، هامسة بشوقها بصوت مختنق باكي لتفيض دموع رقية وهي تضمها لصدرها، تكاد تخفيها داخل روحها، تقبل كل إنش في وجهها ثم تنظر لملامحها بشوق كبير قبل أن تعود لعناقها وتشم عبق رائحتها..
وقف حاتم على مقربة منهما، يكتم دمعته الأبية وفي نفسه ألف آهة وهو يتخيل عناق رقية لأحمد يوما ما، يتمنى لو لان قلب الأخير لأجل أمه، وقتها ستعود رقية لقوتها وشبابها، رقية التي فقدت شبابها تحت أنقاض وجعها، رغم أنها تكابر معاندة ألمها في كثير من الأحيان لأجل حاتم وياسمين لكن تبقى الغصة عالقة في حلقها.
سحبت رقية ابنتها وجلست على الأريكة لتعود لتقبيل وجنتها وهي تضمها تحت ذراعها قبل ان تمسح دموع ابنتها بينما الأخيرة تجفف دموع أمها، كلتاهما تزيل عن الأخرى المها ليجلس حاتم على الأريكة المقابلة يتأملهما، فهو رغم تخوفه من مجيئ ياسمين إلا أنه استحسن زيارتها لأمها خاصة لتلك الفرحة في عيني الأخيرة والممتزجة بدموعها.
همست رقية وهي تمسد وجنة ياسمين:
" كيف استطعت المجيء، أخيك ربما.."
قاطعتها ياسمين قائلة:
" لا تخافي أمي، نغم رتبت لكل شيء ولن يعرف!"
همست رقية بصوت مبحوح من الألم باسم نغم كأنها تشكرها لترد ياسمين:
" نغم أخت لي، دوما جانبي، لم تتأخر عني يوم!"
لامست رقية شعر ابنتها المجعد ثم قالت:
" وأحمد...؟!"
" أبيه، يغمرني بالحنان كأنه يعوضني سنين فراقنا يا أمي!"
قالتها ياسمين بصدق لامس قلب رقية التي شهقت وانحدرت دموعها فيما تضيف ياسمين:
" أخي يشبهك كثيرا يا أمي، كأنه عاش كل سنين عمره معك!"
آهة عالية كتمتها رقية بأناملها عندما ضمتها ياسمين قائلة:
" أمي، أخي سيعود، لن يفارقنا أبد، أثق في هذا!"
شهقات متتالية فلتت من فم رقية وهي تضم ابنتها لصدرها تطالبها بإعادة كلماتها لتتأكد أنها نطقت بها لتعيدها ياسمين على سمعها مرارا وتكرارا، أبعدتها رقية عن صدرها بلطف ونظرت لزوجها من خلف دموعها قائلة بتحشرج:
" سمعت يا حاتم، أحمد سيعود، سيعود!"
هنا لم يتحمل حاتم وانتفض من مكانه ليجلس جانبها يحاوطها بذراعه ويقبل وجنتها قائلا ( بلى يا أم أحمد، ألا ترين فرحة ياسمين بمعاملته، أحمد فتح لك بابا ولن يردك أبدا!")
★★★
هرول أحمد عبر الرواق المؤدي لدرجات السلم المؤدية للأسفل وقد كان غائبا عن كل شيء إلا صوت هالة الذي يأتيه عبر الهاتف، بنبرتها السامة حتى يكاد يشعر بلسان الحية يلدغ نغم والذي لا يدري كيف هو حالها وهي تقف أمامها، أنفاسه الصاخبة كانت تخبط في صدره بعنف بينما ينزل عبر الدرجات وقد نسى وجود المصعد في خضم خوفه بينما يرنو لمسامعه هاله تقول:
" طالما أحمد بيننا إذن يوجد لنا حديث معا!"
كلماتها كانت كصفعة لقلبه الذي ترنح لأطرافه وهو يتوقع ما قد تخبر به نغم ، ليلقي سبة وهو يهتف من بين أسنانه:
( تنتقمين مني في نغم يا عديمة الأدب!".
سحقت نغم أسنانها، تجاهد كي تقف ثابتة ولا تنهار، كلمات هالة بتلك الثقة لا تحمل سوى معنى واحد لن تخطئه أنثى بينما ترى تلك النظرة المتهكمة في عينيها والتي حملت الكثير، سحبت نغم نفس عميق وشمخت برأسها كأنها لا تهتم بما ستقوله هاله التي أردفت:
" البشمهندس، أغلق في وجهي كل سبل العمل!"
" تستحقين…!"
قالتها نغم باقتضاب ورغم لومها في نفسها لأحمد على هذا إلا أنها نطقت الكلمة بكبرياء ممزوج بعدم اكتراثها لتتجهم ملامح هالة التي احتد صوتها وهي تردف من بين أسنانها:
" ان يقطع رزقي وأظل بلا عمل، هذا ما أستحقه في نظرك !"
" أنت من اردت هذا فلو لم تقتربي من حياته لم يكن ليفعل هذا أبدا"
نطقت نغم تلك الكلمات بذات الكبرياء الذي لم يخل بنفس اللوم داخلها من أحمد وتمنت لو علمت قبل ذلك لما سمحت بهذا وربما كانت طالبته لأن لا يفعل، قطعت هالة لحظة الصمت القصيرة التي امتزجت بحنقها من نغم وهي تهتف بغيظ وقد أحست بأن أوراقها تقع ورقة تلو الأخرى:
" تدافعين عن رجل مثله!"
بحماية شديد انطلقت كلمات نغم متمنية لو خربشت تلك المرأة بأظافرها وهي تسمعها تتحدث هكذا عن أحمد :
" رجل مثله لا تقدره أمثالك!"
لصق أحمد الهاتف على أذنه، بينما يرنو له صوت نغمته المدافع عنه وتساءل هل ستكمل دفاعها لو نطقت هالة بما ستفجره بأي لحظة، هنا أطلق سبة أخرى وهو ينظر للسلالم التي لا تنتهي عندما سمع هالة تقول ساخرة:
" تثقين فيه كثيرا ولا تعلمين مع من تعيشين!"
هنا أحست نغم رغما عنها بتوتر يسري في خلايا جسدها لكنها ما لبثت أن نفضته سريعا وشدت قامتها بينما ترفع ذقنها قائلة، تضغط على الحروف:
" مثلك لن تعرفني على زوجي، لأنني أعلم جيدا من هو!"
ارتجف جسد أحمد ونبرة نغم الواثقة الممتزجة بكلمة زوجي والتي تغذي حبه لها داخله لكن ويلاه من انهيار صورته أمامها هكذا فكر وهو يسمع هالة ترد بكل ما حملته من حقد:
"هذا الرجل الذي تدافعين عنه، تلاعب بي!"
رغم الهزة التي اجتاحت نغم فور نطق هالة بتلك الكلمات إلا أنها هتفت بذات الثقة التي كما لو أنها لم تنقص إنش واحد:
" أحمد لا يفعلها، ربما أنتِ من فعلت!"
رمشت هالة لوهلة قبل أن تقترب خطوة واحدة من نغم وتنظر لها بشماته وهي تردف متهكمة:
" إسألي زوجك عن تلك القبلة التي قبلني إياها بحرارة!"
ثم تنهدت بطريقة ذات مغزى عندما لمحت اهتزاز مقلتي نغم:
" متأكدة مذاقها لا زال أثره على شفتي البشمهندس!"
كاد احمد يتعرقل في مشيته بينما يهرول في البهو بالطابق السفلي للشركة ، أحست نغم بالارض تميد بها ودوار يتلقفها بين ذراعيه بينما مرارة حلقها تكاد تشل لسانها عن النطق ونيران الألم تندلع في صدرها، ضحكة خافتة ساخرة من هالة أيقظت نغم من تلك اللحظة التي كادت تستسلم لها لتسحب نفسا عميق، تجاهد نفسها التي تؤلمها ثم قالت بنبرة حاولت ان تكون صلبة وقد كانت:
" تلك القُبلة أخبرني عنها أحمد…."
تجهمت ملامح هالة لتتحول من الشماتة للقهر ولكنها قالت تكذب نغم:
" وهل هناك رجل، يحكي لزوجته عن شيء كهذا!"
" عندما يكون هذا الرجل أحمد، نعم سيفعل!؛ لأنه صادق لا يخادع زوجته!؛ عندما تكون مجرد نزوة بلا قيمة فمن السهل أن يخبرني بهذا !.."
اشتعلت وجنتي هالة بغضب شديد تكز على أسنانها وتخبرها من بينهم أنها تكذب فلمعت عيني نغم بمكر أنثوي لم تعرفه يوما عندما قالت بنبرة ذات مغزى:
" دعيني أخبرك أنا...شيء ضعيه حلقة في أذنك!"
نظرت لها هالة بترقب وقد أحست بتلاشي طاقتها فيما تضيف نغم بنبرة ثقيلة واثقة ملؤها الوله:
"قُبلتي كالبركان، حارة!؛ حارقة!؛ مصهرة!؛ أزالت السموم من على شفتي احمد ليبقى أثرها هي فقط.."
ذراع قوية التفت حول خصر نغم بتملك، وأنفاسا عالية لفحت جانب وجهها لتلتفت لأحمد الذي أغلق هاتفه، اتسعت عيني نغم وقد أدركت ما غاب عنها!؛ أحمد كان يستمع لها عبر الجوال، ضغطت بكفها على الهاتف جانبها عندما قال أحمد لهالة بحزم ملتف بشدة وغضب لم يداريهم:
" أتيت لإثارة فضيحة …!"
زفرت هالة وقالت بتحد وهي تربع يديها على صدرها:
" جيد أنك فهمت ما أريده!"
ثم دارت بعينيها في المكان وأضافت:
" وأظن لا يوجد أفضل من هنا لفعل هذا!"
ضحكة متهكمة من أحمد الذي قال:
" وهل تظنين أنني أخاف، مثلك معروفة، والكل يدرك ما ترمي إليه لذا لن يسوئني ما ستفعلين!"
رنت هالة بنظرها في المكان حيث الأمن الخاص بالشركة والذي جاء خلف أحمد لتهتز عينيها، بينما يضيف:
" كلمة أخرى يا هالة، ستقضي ليلتك في السجن، تنامين مع اللصوص وقطاع الطرق وأعدك بأنك لن تجدي طاقة نور واحد لعمل جديد!".
أنهى كلماته والتفت عنها بينما تحدق في ذراعه التي تحاصر خصر نغم كما لو كان حزام أمان فيما هي القهر يتوغل لصدرها كنار حارقة، نظرت للأمن الذي أصبح كسد منيع بينها وبين أحمد ونغم فيما يدلفان لبهو الشركة.
شعرت نغم بطاقتها نضبت بينما تسير جانب أحمد ملتصقة فيه، غير منتبهة للعاملين في الشركة بينما ينظروا لمديرهم، يدخل يلف ذراعه حولها، ينظر لها بنظرة بدت لهم عاشقة فيما كانت ممتزجة برجاء لن يقرأه سواها، يحس برعشتها تهز كيانه، وقد أطبقت على شفتيها باحكام كأنها تمنعهما من الحديث!.
" إلغي كل مواعيدي اليوم، ولا أريد أي مقاطعة!"
كان هذا صوت أحمد بلهجته الرسمية المهيبة التي أعادت نغم من شرودها، تعي أين هي وتلمح نظرة السكرتيرة لها بينما تومأ لها باحترام وبسمة مقتضبة مقترنة بتحيتها لمعرفتها لها من خلال الصور الخاصة بزفافهما في صفحة أحمد الفيسبوكية، قابلت نغم ترحيب السكرتيرة بهزة من رأسها بينما تزداد رعشة جسدها وخجلها الذي اجتاحها رغما عنها من نظرة الفتاة الشابة تجاه ذراع أحمد الملتف حول حولها..
دلف أحمد لغرفة مكتبه وأغلق الباب خلفه لتنسحب فجأة من ذراعه كما لو كانت مياه الشاطيء تنحسر عنه، غاص قلبه وهو يراها تتقدم للداخل، توليه ظهرها التي تجاهد كي لا تظهر رعشته، فيما تزفر بعمق وتنظر حولها، تدعي عدم الاكتراث وهي تقول بنبرة حافظت على صلابتها رغم المرار الذي تسرب لها:
" مكتبك فخم بشمهندس، وأنيق!"
كز أحمد على أسنانه ، يدرك ما تحاول فعله، نغم تهرب من مواجهته! هو من عليه الهروب من المواجهة وملاقاة عينيها العاتبة لكن كل هذا تأخر، لقد خسر الشعور الحلو بلحظة زيارتها له، لم يكن له فرصة بمغازلتها والثناء على طلتها الفاتنة ببنطالها الأسود بقصته التي تشبه التنورة، تعلوه سترة بلون أحمر أسفلها بلوزة تليق عليهما مع وشاح يعلو رأسها بلون البلوزة، وقد لاق على وجهها البهي الذي رغم تلاشي حمرته الوليدة عنه إلا أنها لم تفقد رونقها، قبلت هداياه ولم يستطع ابداء فرحته بذلك، غصة تلو غصة، تخبط في قلبه، مرار يغمر روحه عندما تقدم نحوها ووقف أمامها بينما تتهرب من النظر له، أمسك ذراعيها وقال متوسلا:
" دعينا نتحدث…!"
شهقة خافتة فلتت من بين شفتيها أوجعته بينما يرى الألم في عمق عينيها ونبرتها فيما تقول بذات الصوت الصلد كذبا:
" ألن تسألني عن سبب مجيئي هنا بشمهندس!"
اهتز قلبه وهو ينظر في عينيها اللتين تغمرهما الدموع ، تسحب أنفاسا عديدة كي لا تبكي، يحس بحرقتها التي لا يعلم كيف يداويها، لم يفكر أبدا أن تعكر حياته بتلك الطريقة ، أن تطعنه في نغم التي تترنح في وقفتها رغم شموخها الزائف، هزها بلطف وقال بتوسل:
" سأعلم السبب ونتكلم كثيرا لكن علينا الحديث عما…"
تملصت من بين يديه واستدارت عنه، تمنعه من رؤية هذا الضعف في ملامحها، كي لا يرى دموعها الحبيسة وارتجافة شفتيها، تريد الهروب من هنا والبكاء بل الصراخ؛ ربما أزاحت هذا الألم في صدرها، تغار بل تغار بقوة، تتمنى لو كان حلم وانتهى، واستيقظت لترى نفسها تنعم في دفء صدره وبأن أول قبلة تنالها شفتيه ستكون حقها هي فقط كما ستكون هي له لو بات زواجهما حقيقيا…
استدار أحمد ليواجهها ليصعق من رؤية دموعها الصامتة التي انسابت على وجنتيها..
" لا تبكي...؛ أرجوك.."
قالها أحمد بلوعة ورجاء حقيقي لتهتز مقلتيها، تعي أنها لم تتحكم في مشاعرها، محطمة ومهلهلة على شفى الانهيار ولا تعلم متى تقع، هزت رأسها نافية وهي تمسح وجنتيها بتوتر وهتفت:
" أنا لا أبكي بشمهندس!'
احتضن وجهها بكفيه لتتلاقى عينيهما وهو يقول:
" لا عاش ولا كان البشمهندس حين يتسبب في بكائك يا نغم.."
هنا لم تقاوم كفها التي حطت على شفتيه تمنعه من الاسترسال في حديثه، لتحس بهما يرتجفان أسفل يدها، ونظرة عينيه تطوف على وجهها، قبضت يدها جانبها وأطرقت جفنيها عنه ، تحس بيديه اللتين تحاوطان وجهها تمنعها من السقوط..
" كنت مذبوح يا نغم!"
قالها أحمد بوجع شق قلب الأخيرة والتي نبهت كل حواسها لترفع عينيها المغرورقتين بدموعها بترقب فيما يضيف بذات النبرة الملتاعة وقد فكر بأنه لن يسألها ان تشاركه الحديث بل سيفيض لها بما يهلك قلبه ويحبسه عنه ربما وجد عندها الراحة:
" كنت وقتها رجلا مذبوح، قتل بسكين في ظهري..!"
انسابت دموعها فمسحها بكفيه قبل أن يمسك معصمها ويقودها تجاه الأريكة لتسير خلفه شبه واعية، جلست وقعد جانبها ثم زفر أحمد بلوعة وقال:
" أنا لا أبرر لنفسي خطئي لكني أخبرك أنني وقتها كنت في حالة ضعف قادتني لهوة عميقة ملؤها الظلام ولم أجد نفسي إلا عالقا في هذا السم!"
قال آخر كلماته ومسح شفتيه، يشعر بمرارة شديدة عليهما كأنها تلك اللحظة، يلعن ضعفه وغضبه الذي قاده لشيء كهذا، تأملته نغم باشفاق وألم كأنها تشاركه وجعه، أطرقت بوجهها وتلاعبت بالسوار في معصمها بينما أحمد تأمل موضع يدها وطال الصمت للحظات قبل أن تقطعه نغم بسؤال لم تستطع منعه عن شفتيها ، رفعت وجهها وقالت بنبرة خالية من الحياة:
" هل تعدى القبلة …"
اتسعت عيناه حتى كادتا تغادرا محجريهما وهتف:
" لا، أقسم لك لم يحدث ولم تتكرر بل لم أتعمد فعلها .."
قبض يده والتفت يحدق في الفراغ قبل أن يخبط بكفه في المنضدة ويقول مختنقا:
" ليت الوقت يعود ربما لم أكن لأفعلها!"
" بل كنت ستفعل بشمهندس، لأن الظروف كانت ستكون ذاتها!"
قالتها نغم بصوتها المتحشرج ليلتفت لها أحمد بملامحه الموجوعة وأردف:
" كان علي أن أكون أقوى وأواجه ألمي بدلا من الهروب منه"
" ما الذي حدث في هذا التوقيت ليقودك لامرأة كتلك!"
قالتها نغم وقد امتعضت ملامحها عند آخر كلماتها فيما تبحث عن خيط يجعلها تبعثر أوجاعها وغيرتها، أطبق أحمد على شفتيه بقوة قبل أن يحرر أنفاسه الحارة ويهمس بصوت خفيض:
" سأبدأ لك قبل عام !؛ لكن اسمعيني بهذا يا نغم!"
ودق بإصبعه السبابة موضع قلبها لتطرق برأسها تنظر حيث يشير ولم تجبه بل نظرت في عمق عينيه وهمست
( أسمعك..).
طيف ضعيف من ذكرى خطبته لسمر بدأ يلوح أمام ناظريه، ليحاول البدء من هناك، تماسك بصعوبة وهو يستند على فخذيه، يمنع نفسه من ملاقاة عيني نغم كي لا يتراجع عما سيحكيه وبدأ بسرد ما حدث منذ فسخ خطبته لسمر وحتى هذا اليوم الذي خرج فيه مع هالة، هنا رفع وجهه والتفت لها يتأمل ملامحها الشاخصة قبل أن يكمل ما دار بينه وهالة في السيارة وكوب القهوة التي سكبته على ملابسه والمتجر الذي ذهب له ليبدل ملابسه، عقدت نغم ملامحها عندما تكلم عن تلك البدلة التي اشتراها من أحد المتاجر ورغم أنه لم يذكر أي محل لكن شيء فيها ارتجف، عاقدة حاجبيها تتأمل ملامحه الغامضة التي تمنت لو سألته( تقابلنا من قبل!؟)
رمش كأنه يخبرها بصدق حدسها ليرتجف فكها بترقب ما لبث ان ذهب عندما استرسل أحمد ولم يعلق كثيرا على المتجر!؛ اختنقت وتناست كل شيء حين قص لها ما بعد ذلك، انقبض قلبها وأحست بحبل وهمي يخنق عنقها فيما أكمل كيف كسر مرآة غرفته وغيابه من عمله كي يبرأ من هذا الألم ومحاولاته كي يعيد العلاقة بينه وهالة للعمل وفقط لكن الأخيرة أصرت على تخطي الحدود وهذا ما رفضه هو وطردها دون أن يخسف بحقوقها ..
رفع رأسه ينظر لعينيها ليجد الدموع تكاثفت فيهما فهمس بصوت أبح من الوجع:
" لا تبكي يا نغم، اصفعيني، اصرخي في، قولي أنني مخطأ، أنني رجل بلا نخوة؛ دنئ، قولي ما تريدين لكن لا تبكي ولا تصمتي هكذا!".
تعلقت نغم بملامحه للحظات، ترى عينيه اللتين تحبسان دموع أبية وتمنت لو رجته أن لا يذرف دمعة واحدة، أن تسأله هل سيمر ما تشعر به الآن!؟ ولم تدر أنها بالفعل نطقت بما فكرت إلا عندما قالت:
" هل سيمر ما أشعر به الآن يا أحمد، هل سيزول المرار من قلبي..؟!'
آهة عالية فلتت من فاه وضم وجهها وقال بنبرة متحشرجة:
" نغم، لم أتمنى أن تعرفي بتلك الطريقة بل لم أتخيل ان تتهدم صورتي في عينيك وتريني بلا أخلاق !؛ أنا أرجوك أن تمسكي بيدي ونقف معا!"
احتضنت وجهه فجأة ليرتجف جسده بينما تقول من بين دموعها التي انسابت:
" ليتني أراك كما تقول، ليتني لا أثق فيك ، لكنني لا أفعل، لا زلت أراك البشمهندس أحمد رمزي ولم تتزعزع صورتك للحظة في عيني، شامخا، عاليا، بلا منازع!"
اعتصرت عينيها وأراحت يديها عن وجهه وهمست بقهر :
" لكنني موجوعة؛ أغـــار "
رمش بعينيه عدة مرات لا يصدق ما نطقت به، تلك الكلمة التي قالتها ممطوطة ملتاعة هزت بدنه ليرفع ذقنها بأنامله وتفتح عينيها بينما يهمس:
" ليس في قلبي سواك يا نغم وسأعيش عمري أكفر عن خطئي.."
دمعة عزيزة فرت من عينه لم يكلف خاطره لمسحها، تركها تسيل على وجنته ربما خففت من الألم في صدره ، كف ناعم كالبلسم مر على وجنته يمسحها برفق فيما تقول نغم وهي تنظر له:
" لا عاش ولا كان من يبكي البشمهندس أحمد رمزي!"...
تأوه بعلو ورجا لو كان لديه شجاعة لضمها ، أن يتمرغ في صدرها باحثا عن أمانه لكن خجل رهيب اجتاحه ليمنعه من أن يرتمي في حضنها، لم يستطع منع نفسه من ضم كفيها لتتلاقي عينيهما عندما قال بألم:
" كم أشعر بالعري أمامك يا نغم.."
تأملته الأخيرة لوهلة بينما تحس بضغط كفيه على يديها، ترى الألم العميق في عينيه، جاهدت ألمها وغيرتها التي تطفو على ملامحها لتقول بصوت هاديء:
" ألم تقل لي أننا سنداوي الشروخ في أرواحنا، دعنا نتدثر ببعضنا "
ارتجف فكه وهو ينظر لوجهها الذي تجاهد أن يحافظ على هدوئه رغم إحساسه بألمها ورغم تلك الدمعة التي تسيل على وجنتها في عناد لتخبره بحزنها، زفر طويلا وهمس:
" ألم أقل لك يوما بأنك قوية!؟"
هزت رأسها بنفي وهمست:
" كنت استطعت منع دمعي!"
أطبق على شفتيه لوهلة قبل أن يجيب بتحشرج:
" لا تمنعيه يا نغم وإلا أحرق داخلك، أعلم أنه حقك البكاء ولكمي في وجهي لكنني أطمع في حنان قلبك"
اغتصبت بسمة وقالت في محاولة للمرح:
" أتعلم أول مرة رأيتك فيها أردت أن أخربش وجهك!"
ضحكة خافتة فلتت من بين شفتيه قبل ان يرد في دهشة:
" لما….؟!"
" كنت جبل من الجليد يا أحمد .."
قالتها وهي تنظر في عمق عينيه ليرد متسائلا وكله ترقب:
" ولا زلت ترينني هكذا!"
"وهل يدفيء جبل الجليد البشر يا بشمهندس!؟"
قالتها وهي تسبل أجفانها بينما يرتجف قلبه في صدره ولا زال خجله منه يمنعه من عناقها فإن كانت تدعي القوة لأجل أن تحافظ على ما بناه معها فليس له الحق أن يزيد فوق أعبائها هكذا فكر بينما يراها تعود لتهربها من النظر في عينيه وتتملص من كفيه، استدار عنها هو الآخر و أطرق برأسه لوهلة يبحث عن باقي حديث في صدره عندما سمعها تقول:
" بشمهندس، دع النار تأكل بعضها ولا تدنس يديك!"
اعتدل في جلسته والتفت لها مضيق حاجبيه يتساءل عن مقصدها والذي لاح بالفعل في ذهنه لتومأ برأسها بنعم عندما لمحت فهمه لما قالت لتضيف:
" تلك المرأة اجتمعت مع من يشبهها وصدقني، لا حاجة لك بالتدخل لذا اتركها لتجد عمل ولا تقف في طريقها !"
زفر أحمد بقوة قبل أن يومأ بالموافقة، يدرك أن إمراة كهالة لا تعبأ لشيء ورغم أنه يستطيع مواجهتها لكنه أيضا لا يريد أن تستعيد نغم لقاء كهذا مرة أخرى..
دارت نغم بعينيها في الغرفة، مانعة أي حديث آخر يخص هذا الأمر الذي يؤجج الألم في صدرها، كان كطلب صامت أن يغير مسار حديثهما الذي وصل لأحمد كما لو كانت تحدثت .
" لم تخبريني عن سبب مجيئك؟!"
قالها أحمد بصوته الأجش الذي بحث عن صلابته لتلتفت نغم تدرك أخيرا أنها جاءت لأول مرة هنا، ألمته تلك النظرة في عينيها لم يكن يتمنى أن يستقبلها بتلك الطريقة، كان ليضمها لصدره طويلا، يخبرها بشوقه، ربما سرق من عينيها قبلة، وأثنى على جمالها، كلاهما خسر لحظة لن تتكرر، صوت نغم أخرجه من شروده بينما تقول بتلعثم:
" ياسمين…"
هتف بلهفة:
"ما بها!"
ربتت على كفه بتلقائية وهمست بحنو:
" لا تخف، هي بخير، أتراني كنت سأتي إليك الآن!"
نظر لكفها الناعمة التي ترتاح على كفه الموضوعة على فخذه ثم رنا بعينيه لها بترقب لتقول بذات النبرة المتلعثمة:
" ياسمين ذهبت لزيارة أمها.."
هنا سحب أحمد يده واستقام من مكانه، شبك يديه خلف ظهره وسار تجاه النافذة الزجاجية، تابعته نغم لوهلة قبل أن تقوم من مكانها؛ تسير نحوه وعينيها مثبتة على ظهره المتشنج، بسطت كفها على كتفه وقالت:
" ياسمين لها الحق برؤية أمها ورغم ذلك لم تحاول، لأجل أن لا تخسر قربها منك يا أحمد!"
إلتفت لها الأخير ليقول:
" هي من طلبتها!"
أطرقت نغم برأسها وقد فهمت أنه يقصد أمه قبل أن تنظر له قائلة:
" لا، هي متفهمة جيدا ولم تفعل!"
" إذن كان هذا سبب اتصال هذا الرجل البارحة!"
قالها أحمد يجاهد نفسه التي تتقلب على جمر، جزء منه يلين لأجل تلك المرأة وجزء يصرخ بلا، قاطعت نغم سهوه قائلة:
" لا لم يطلب، لكن كان على ياسمين أن تذهب حتى لو لم يفعلا، لذا قررت المجيئ لك وأخبرتها أنني سأتأخر معك حتى تنتهي من زيارتها!"
( كنت تستطيعين فعل ذلك ولا تخبرينني)
قالها أحمد بينما ينظر في عمق عينيها لترد عليه:
" لم أكن لأكذب عليك أبدا!"
كلماتها الصادقة هزت كيانه قبل أن تضيف:
" حتى ياسمين لم تكن لتكذب ولا تجعلها تفعل، لأنك إن انتبهت لخروجها، ستضطر للكذب عليك وهي لا زالت تحمل هم كذبها بشأن عودتها لمصر دون أهلها!"
مسد أحمد لحيته بتوتر قبل ان يلتفت عنها كي لا ترى هذا السؤال الذي يعانده ويظهر في عينيه( هل أمها بخير، أم مريضة!)
داخله يغلي، يفور ويصرخ عندما أحس بها تتحرك لتقف امامه لتستند على الزجاج فيما لم يعد يفصلهما سوى انشات، تأملها بعينين حانيتين محبتين، عندما رفعت وجهها له وقالت بنبرة جاهدت ان تكون قوية غير مهزوزة:
" أحمد، سامحها لو مهما كان بينكما!"
ارتجف جانب فكه وكاد يستدير لولا أن لحقت وأمسكت ذراعيه بكفيها الصغيرتين ليتجمد مكانه فيما تضيف:
" تذكر أنها أمك وبأنها مهما حدث تظل عالق في جدران روحها"
بسمة ساخرة لاحت على جانب شفتيه وهو يتذكر اللقاء الكارثي بينها وأبيه وتنازلها عنه لكن نغم لم تكترث لتكمل:
" أحمد، لو كانت أخطأت فتذكر أن لا أحد منا بلا خطيئة!"
أحست بجسده يهتز وقد اوجعها الألم في عمق عينيه لكنها جاهدت هذا وهمست:
" لكن من حاول التكفير عنها فالله تواب رحيم، ما بالنا نحن العباد نغلق قلوبنا في وجه أحبابنا "
( نغم، يكفي)
قالها بصوت متحشرج ، يشعر أنها تضغط على أوجاعه لكنها تابعت:
" أخاف أن تمر الأيام وتندم يا أحمد، لقد آن الأوان لتستعيد عائلتك!"
سحب ذراعيه منها والتفت يهمس بصوت عميق ملؤه الألم:
" عائلتي تخلت عني، أنا لم أفعل!"
كادت تنطق لكنه أضاف بحزم وهو يستدير لها:
" انتهى هذا الحديث لهنا!"
أطرقت بوجهها بحزن خفق له قلبه، كيف يؤذيها وهي الحبيبة التي تستطيع الطرق على أبواب قلبه المغلقة، كيف يخبرها بأن أمرا كهذا لم يكن لأحد المقدرة على الحديث فيه سواها وبأنه لأول مرة منذ سنين يسمع بقلبه!..
نفض كل هذا عنه ورفع ذقنها بأنامله ليقول ببسمة شاحبة :
" ما رأيك في غداء فاخر في أحد المطاعم!؟"
" موافقة….!"
همست بخفوت ليرد بصوت أجش بينما يطوف بعينيها على كل جسدها:
" تبدين فاتنة!"
ابتلعت ريقها تكاد تطرق بوجهها لولا أنامله أسفل ذقنها حين أضاف بعد نظرة مطولة على ملابسها:
" كما تخيلته تماما عليك، شكرا لقبولك هديتي!"
يتبع 💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:10 AM   #614

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

" لم تكن في حاجة لإيصالي".
قالتها سمر فيما تسير جانب عمران في طريقهما للمكتبة ليرد الأخير وهو يتبادل النظر بينها والطريق:
" لدي وقت فارغ اليوم وسأقضيه في المكتبة!"
كزت على أسنانها، تعي بأنه قصد توصيلها وقضاء وقته في المكتبة وهذا يثير حنقها، هي تتهرب منه طوال اليوم بين أرفف الكتب كيف ستتغاضى عن وجوده الذي يفرض سلطانه عليها حتى تكاد تلقي بكل شيء جانبا وتعانقه لكنها لن تفعل هكذا فكرت وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة فيما تنظر للطريق أمامها، عندما سمعته يقول بنبرة ذات مغزى:
" سنكمل قراءة الرواية اليوم!"
كزت على أسنانها والتفتت له تفكر أنها أخطأت بإحضار تلك الرواية لبيتها بينما تلمح بسمة ماكرة على جانب فمه، تلك الرواية ما هي إلا قنبلة موقوتة جاءت بها ،لاح على خاطرها المشهد القادم من الرواية والذي ألقت نظرة عليه في الصباح، تخضبت وجنتيها بحمرة قانية جعلتها تلتفت للطريق بينما تشعر بأن عمران يعلم الباقي وينتظرها أن تقرأه له أم ينتظر…. قاطع شرودها قائلا بمكر:
" من بدأ عمل عليه الانتهاء منه!"
هتفت من بين أسنانها:
" ليس عمل، مجرد رواية أعجبتني وأردت قراءتها"
قال عمران بثقل بينما يتابع سيره واضعا يديه في جيب بنطاله:
" ليس عمل يا سمر لكنه رجاء، تلك الرواية قرأت مقاطع قليلة فيها لكنها كانت كأحجية، ساعديني في حلها!"
كانت تحس بمراوغته لكن شيء داخلها هتف بها، أن لا ترفض ، ان تصدق ما يقول، أن تجعل بينهما طريق بدلا من إغلاقه تماما..
أومأت بنعم يصاحب همسها بالموافقة ليتنهد عمران في راحة وشعور من الرضا اجتاح كل خلاياه عندما سمع صوت يقاطعهما:
" سمر، سمر…"
توقفت الأخيرة وقد اتسعت بسمتها وهي تستدير للصبي الذي ترك أصدقائه يلعبون الكرة وهرول نحوها، وقف عمران جانبها يتابع بترقب بينما يسحبها الفتى الصغير ويقبلها من وجنتيها، والأطفال الأخرين يلوحون لها ، تمسك الفتى بكفها ونظر لعمران قائلا كأنه يسألها!:
" عمي عمران!"
هز الأخير رأسه يحس بأنه لا يفهم شيء كل ما وصل له أن بلوته عقدت صداقات مع أطفال القرية لينادونها باسمها كأنها واحدة منهم ويسحبها الفتى يقبلها بسلاسة وترد له قبلته( يا إلهي، لست مجنون يا عمران لتغار من طفل) هتف بها عمران في نفسه بينما تابع الصبي حديثه بجدية:
" عمي عمران، أريد خطبة سمر منك!"
هنا كتمت سمر ضحكتها خاصة حين سعل عمران واتسعت حدقتاه يسأل الصبي كأنه يتأكد مما قال:
" ماذا قلت!؟"
" أريد خطبتها يا عمي، وستعيش معنا في بيتنا لقد أخبرت أمي وأبي !"
كانت عينا عمران تزداد اتساعا وهو يرمق سمر التي تكتم ضحكتها ليقول :
" وماذا قال لك أبيك وأمك!؟"
قال الصبي بذات الجدية:
" أن أطلبها منك!"
كادت ضحكة سمر تجلجل ليلتفت لها عمران قائلا بتمهل:
" لنسأل العروس!"
هنا اصطنعت الجدية وقالت:
" دعني أفكر!"
قولها أثار غضبه لترفرف برموشها ببراءة دغدغت قلبه قبل أن تميل للصبي قائلة :
" ما رأيك لو أصبحنا إخوة، أليس أفضل!"
قطب الصبي حاجبيه بينما تضيف سمر:
" ليس لي إخوة ذكور، كثيرا ما تمنيت أن يكون لي أخ وها انت جئت لي! ثم إنني متزوجة من عمك عمران"
ابتسم الصبي وقد راقته الفكرة ليقول ببراءة:
" وهذا يعني أن أظل قريبا لك يا سمر !"
" بالطبع نعم، الأخ لا يفترق عن أخته أبدا!"
قالتها سمر وهي تربت على وجنة الصبي الذي رمق عمران لوهلة ثم قال له:
" هل تسمح لي بزيارة سمر !"
ابتسم له عمران وبعثر شعر الصبي بأنامله وهو يقول بمرح:
" بلى يا بطل تستطيع، بيت أختك مفتوح لك دوما!"
رمقته سمر بامتنان قبل أن يفاجأه الصبي باحتضان ساقيه ليميل عمران ويضمه، كأنه يشكره أن كان سبب في ضحكة سمر الصافية التي اشتاق لها.
★★★★
وقفت نورا في بهو فيلا علوان، تحس بنبضات قلبها تتقافز في صدرها، كانت منذ أيام تأتي إلى هنا كمهندسة لكنها اليوم أتت كعروس سيتم عقد قرانها هنا حيث طلب راشد من أمها برجاء أن تلبي رغبته والتي في الحقيقة كانت أمنية لزوجته!؛ حلمها وهي تجهز كل شيء في الفيلا بأن ترى فرحة سارة وخالد يوما ما أمام عينيها، أن تحس بفرحة ابنتها وترى خطيبها وبما أنها ليست بينهم فطلب من ماجدة أن تقام الخطبة وعقد القران في الفيلا حيث صورتها التي تحتل جزء لا بأس به من الجدار وتضم ابنيها، لمعت عينا نورا بدموع فرحة لموافقة أمها طلب راشد دون ادنى تردد ومن ثم جاءت مع أخيها وأمها ليستقبلها راشد وخالد بينما تتوسطهما سارة التي وكأنها تختبأ من جلال!؛ رنت بنظرها لخالد الذي يحدث أحد الخدم كي يحمل أغراض نورا وأهلها للجناح الخاص بالضيوف، تخضبت وجنتيها بينما تتذكر مكالمته الصباحية وهو يخبرها بتمنيه لو كان جناحه انتهى لكانت ارتدت فستانها فيه لكن المهندسة تبدو كسولة بعض الشيء وعليها الانتهاء لتأتي العروس وتجمعهما غرفته!"
لم تنتبه أنها اطالت النظر تجاهه إلا عندما التفت ذراع جلال حولها ومال قائلا بصوت خفيض مرح :
" يا نورا، لن يهرب!"
حدجته بعتاب غاضب بينما تتملص منه حين تقدم خالد منهما قائلا:
" لما تضايق العروس يا جلال!"
ضحك الأخير وقال:
" لم أفعل يا صديقي، كل ما في الأمر نبهتها لشيء قد غفلت عنه!"
أطرقت نورا أهدابها عن خالد الذي قد تفهم بعض الشيء مسار الحديث عندما قال:
" وما الذي غفلت عنه!"
مط جلال شفتيه بتسلية بينما يسأل نورا بمكر:
" ما رأيك نورا لو نبهته هو الآخر!"
ألقته نورا بنظرة أخرى غاضبة ملتفة ببسمة لم تستطع منعها قبل أن تهتف بتلعثم:
" سألتحق بعمي وأمي "
وأشارت حيث راشد وماجدة الجالسين في الصالون ومعهما سارة التي تتهرب إلى الآن من جلال، هنا تقدم الأخير نحوهم مع أخته وخالد ليجلسوا معا عندما التقت عيني جلال بسارة التي أخفضت وجهها في لحظتها، تذكر اتصاله ليلة أمس بعد رحيلها إلى هنا ، لقد أمطرها بكلمات عشق تكفيها لباقي عمرها، كان يحسب كل دقة ونفس منها ليخبرها بعدد النبضات التي سددتها في شباك قلبه لتعلو ضحكتها بينما يسألها عدد ما سجله في قلبها لتخبره دون مواربة ( إلا ما لا نهاية)..
ليتنفس بصعوبة يهمس لها متى يأتي عقد القران لينال هذا العناق الذي يؤكد له أنها ليست حلم.
" شكرا لك ماجدة هانم لتلبية طلبي!"
قالها راشد بامتنان لترد ماجدة ببشاشة:
" على الرحب راشد بك"
ثم نظرت لصورة والدة خالد قبل أن تنظر لراشد وتتابع:
" ثم إنها بالفعل فكرة رائعة!"
تنهد راشد ثم قال:
" عذرا كونه حفل بسيط لكن تعلمين عجلة الاولاد لن تسمح بحفل وعزيمة للاخرين!"
هتفت ماجدة :
" لا بأس راشد بك يكفي سعادتهم"
هنا وقف خالد قائلا لنورا وسارة:
" الغرف جاهزة..!"
قامت كلتاهما لتتمسك سارة بكف نورا التي ابتسمت تحدج اخيها المتعلق بنظرها بسارة دون ان يرمش ليستأذنا ويذهبا مع خالد، كانت سارة تعرف مكان غرفتها بينما نورا لم تكن كذلك لذا تابع خالد سيره معها، يحس بأنفاسها غير منتظمة ليقول لها ينتزعهما من الصمت:
" كل شيء سيكون بخير حبيبتي.."
التفتت له قائلة بثقة:
" أعلم.."
عند باب الغرفة التي فتحها وقفت نورا على أعتابها، لينظر لها خالد مليا قبل أن يقول بعد تنهيدة:
" أحبك يا نورا"
همست نورا بعد لحظة تردها فقبض خالد كفه جانبه، يتراجع عنها خطوة لتتابع حركته بدهشة عندما قال:
' ادخلي نورا…"
ابتلعت ريقها وقالت:
" لا زال هناك وقت، ثم أن خبيرة التجميل لم تأت بعد!"
قال خالد بحشرجة:
" نورا، ادخلي الغرفة أنا على شفا عناقك، ألا تفهمين!"
جحظت عينيها وهي تتراجع للداخل بينما ترى عينيه تطوف على وجهها بعشق لتغلق الباب خلفها وتستند عليه تلتقط أنفاسها عندما سمعته من خلف الباب يقول:
" لآخر مرة سيكون بيننا حاجز!"
واستدار عن الباب حيث يجلس أبيه وأمه ماجدة.
كان جلال قد استأذن من راشد ليجري اتصالا لذا خرج إلى حديقة الفيلا وأخرج هاتفه ودق على رقم بعينه ليأتيه الرد سريعا؛ هتف قائلا :
" تتهربين مني منذ وصلت!"
تعالت أنفاسها وهمست:
" تخجلني بكلامك يا جلال، لا أقوى على هذا!"
تهدجت أنفاسه، كلماتها الخجول، صوتها الخافت يهز كيانه فيرجو لو كان بمقدرته التعبير عن حبه أكثر لكنه أشفق عليها خاصة مع تهدج أنفاسها ليهتف بصوت زاد من توترها:
" سأشتاق لكِ حتى أراك يا سارة!"
ليأتيه الصمت محبطا إياه وقد فكر بأنها تمنع لقائهما حتى يأتي المأذون، اغلق الهاتف معها بعد لحظات عندما جاء صوت خالد من خلفه وهو يربت على ظهره قائلا:
" مبارك يا عريس!"
حاكاه جلال بذات الحركة رابتا على ظهره يهنئه ليقفا متجاورين ويسود الصمت مليا قبل أن يقطعه جلال قائلا:
" أحمد سيأتي في الميعاد، اتصلت به!"
همس خالد :
" خيرا فعلت!"
" ممتن كونك لم ترفض مجيئه ليشهد على عقد قراني!"
قالها جلال وهو يلتفت لخالد الذي استدار هو الآخر وقال:
" لماذا أرفض!"
أطرق جلال برأسه فربت خالد على كتفه قائلا بثقة في المرأة التي ستحمل اسمه:
" كل ما مر كان ماضي ، تلاشى لم يعد منه شيء، وجوده لن يضرني لكنه سيسعدك وبالتالي سعادة لي! يا صهري العزيز!"
قال خالد آخر كلماته بمرح لينتزع جلال من توتره، كان الأخير قد سأله قبل الاتصال بأحمد ورغم أنه حاول أن لا يفعل لكن صداقة العمر لم تسمح له، يظل أحمد رفيق طفولته والذي شاركه أيضا فرحته ولم يبخل عليه بها، لو لم يفعل ويقوم بعزيمته كان سيشعر فرحته ناقصة أما الآن يحس بكل شيء يسير بمساره الصحيح..
نظرة جلال الممتنة لخالد الذي أكد له في كل وقت بأنه خير رفيق لأخته باقي العمر.
أدار جلال حديثهما بمرح بينما يخبط على كتف خالد:
" يا رجل، ألسنا العرسان أم نسيت!؟"
ضحك خالد قائلا:
" وهل هذا شيء ينسى!؟"
" إذن هيا بنا لنجهز نحن أيضا!"
قالها جلال وهو يتحرك بالفعل ليجاوره خالد ويدخلا سويا حيث راشد الذي كان يجلس ويتحدث في الهاتف بينما ماجدة كانت قد ذهبت لترى سارة ثم نورا إن كانتا في حاجة لشيء!.

يتبع 💜💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:12 AM   #615

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

" السلام عليكم"
هتف بها عمران بينما يدلف المكتبة مع سمر ليرد مصطفى السلام ببشاشة ثم وضع الكتاب في كيس مطبوع عليه اسم المكتبة وسلمها للفتاة التي كانت قد أتت لتشتري منذ لحظات، شكرته ورحلت ليلتفت لعمران الذي وقف في منتصف المكتبة يتابع سمر بينما سحبت الكرسي أمام المكتب الصغير تلهي نفسها بالنظر عنه في رواية على مكتب مصطفى، قال الأخير وهو يتابعهما بتسلية:
" أخيرا جئت من أول اليوم !"
التفت له عمران وقال :
" جيد أنني فعلت"
التفت لسمر ثم استطرد يضغط على الكلام ويمنع بسمة ماكرة:
" واضح أنه فاتني كثير الأيام الماضية!"
عقد مصطفى حاجبيه بعده فهم وأشار لعمران كي يجلس.
سحب الأخير الكرسي أمام سمر وجلس عليه فيما قعد مصطفى خلف المكتب يرى أمامه، زوجان من العيون تتهرب من الأخرى وبسمة ماكرة ترتسم على زاوية شفتي عمران بينما سمر تلتفت عنه تجاه المكتب حيث الرواية التي تقلب في صفحاتها، قاطع مصطفى كل هذا وسأل عمران:
" وما الذي فاتك الأيام السابقة يا عمران!؟
وضع الأخير ساق على الأخرى واختلس النظر لسمر التي تدعي عدم الاهتمام بما سيقوله ثم أردف:
" تقدم لزوجتي عريس للتو !"
هنا لم يتمالك مصطفى نفسه وقهقه عاليا كما لم يفعل قبل ثم قال من بين ضحكاته:
" ووافقت…"
ضيق عمران عينيه، يدرك بأن مصطفى يعلم لذلك لم يندهش بل وسايره في الحديث بمرح ليرد عمران:
" كنت في انتظار رأي العروسة!"
استدار مصطفى لها وقال بجدية مصطنعة:
" وما رأي عروستنا!"
رفعت سمر وجهها للتلاقى بوجه مصطفى البشوش ثم ادعت الخجل وهي تقول بخفوت:
" بعد رأيك عمي!"
نظرت لعمران لترى صورتها في عمق عينيه، كم اشتاقت لقبلة جفنية، بعثرت هلاوسها واستطردت:
" وبعد رأي ابن عمي"
هتف عمران من بين أسنانه وهو ينحني قربها:
"سمر…."
انحنت قربه وهمست بعناد خفق له قلبه:
" عمران…"
تعالت ضحكة مصطفى ثم قال:
" قط وفأر زاروني اليوم!"
احمرت وجنتي سمر وهي تلتفت لعمها ضاحكة وقد شاركها في هذا عمران بينما استطرد مصطفى:
" اشتقت لضحكاتكما يا أبناء الجبالي!"
تنهد عمران وهو ينظر لبلوته ثم قال:
" وأنا يا عمي!"
★★★
" لا زلت مصرة أن لا تأتي معي لعقد قران نورا وجلال!؟"
قالها أحمد لنغم بينما يجلسان حول المنضدة في أحد المطاعم الفاخرة في انتظار الطعام، لقد اتصل به جلال صباحا، يعلمه بعقد قرانه ونورا، لم يندهش أحمد كثيرا بل لم يعلق على الأسباب والنبش لقد تفهم أن الحب عندما يطرق الباب يدخل معه المفاجأت لذا اكتفى بتهنئة صديقه حتى يزوره في الميعاد.
انتبه من شروده اللحظي عندما أومأت نغم بنعم ليقول في محاولة لاثنائها عن رأيها:
" نغم، ستحبي عائلة جلال، خالتي ماجدة ونورا، لطفاء ولن تشعري بالغربة بينهم!"
ارتشفت نغم بعض من كوب الماء الموضوع أمامها ثم هتفت:
" أحمد، أنا بالفعل تعرفت على جلال يوم عقد قراني وواضح أنه شاب جيد!".
هنا أطرقت براسها، تذكر حديث أحمد وكيف انقطعت علاقتهما لفترة، ورغم أنها تشفق عليهما لهذا لكنها لم تبد رأيها في الأمر إذ أنه على اي حال مر، وواضح أنهما استعادا ما فقداه، تنهدت تبعثر أفكارها فيما يسألها أحمد عن السبب، نظرت له مليا ليحس بتلك النظرة الملتاعة تهز بدنه ، رغم أنها تدعي القوة إلى الآن لكن عينيها تخونها وتحكي له عن حالها، قطعت نغم شروده قائلة:
' كل ما في الأمر أنه عقد قران بين أفراد العائلة ، لذا وجودي ليس ذا أهمية، أفضل أن أجلس لوحدي الليلة !"
ارتجف فكه وهمس:
" ألن تشتاقي لوجودي!؟"
تهربت من النظر له بينما تهمس:
" لن تتأخر علي!"
استند بمرفقيه على المنضدة ومال نحوها قائلا:
" لا لن أتأخر.."
صوت النادل يعلن عن وجوده قطع حديثهما فيما يضع ما طلباه من قائمة الطعام والتي كانت كمعضلة بالنسبة لنغم التي ظلت تحملق فيها، تحس بالغباء لولا أحمد الذي قال بحنو شديد :
" ما رأيك لو اخترت لك على ذوقي!"
أومات بالموافقة وكلها امتنان لتضع القائمة وهي تنظر للمكان الذي بدا فخم أكثر من اللازم حتى أحست بالارتباك لتنحني قربه هامسه:
" المرة القادمة اختر مطعم أقل فخامة، هنا أشعر بالتوتر!"
لامس كفها المتوترة على المنضدة وهمس:
" أنا معك، كوني هادئة وارفعي رأسك يا نغم ، لا تنحني أبدا!"
هنا شدت قامتها وكأن كلماته سحر تسلل لكل خلاياها، لم تدرك أنها شردت كثيرا بينما تنفذ آخر ما جال في خاطرها، تشد قامتها كما طلب منها أحمد والذي قاطع شرودها:
" نغم، ألن تأكلي!؟"
أومات تنفض سهوها وبدأت الأكل فيما تهمهم برضا أسعد قلب أحمد.
★★★★
" أمي سأحاول أن أعاود زيارتك مرة أخرى، لا تبكي أرجوك!"
قالتها ياسمين لأمها بنبرة مختنقة ملؤها الرجاء بينما الأخيرة تضمها بقوة تكاد لا تفلتها و دموعها تغرق وجه ياسمين فيما هي تلثم كل جزء فيه، ببطء حاولت ياسمين التملص منها بينما حاتم يربت على ظهر رقية يطلب منها أن تتركها كي ترحل حتى لا تسبب لنغم مشكلة مع زوجها، على مضض أفلتتها رقية وضمت وجه ياسمين الغارق في دموعه ثم قالت:
" ستأتي مرة أخرى"
شهقت ياسمين وقالت بصوت أبح من البكاء:
" ربما المرة القادمة يرافقني أخي!"
تعالت شهقات رقية وهي تنظر للاعلى بتضرع ثم قالت لابنتها:
" أعطي هديتي لنغم!"
نظرت ياسمين للصندوق الذي يحمله حاتم ثم قالت:
" سأفعل أمي، لا تقلقي!"
قبلة طويلة؛ عميقة على وجنة ياسمين، كانت رد رقية بينما تسحب معها انفاس عدة كأنها تحتفظ برائحة ابنتها التي جففت دموعها وهي تنسحب بصعوبة عن أمها لتفتح باب المنزل وتخرج بسرعة تمنع نفسها التي استكانت لهذا الدفء وتطالبها بالبقاء!.
تأمل حاتم زوجته بوجع لوهلة قبل ان يضمها بذراعه الفارغة وهو يقول بحنو شديد:
" وعدتني أن تكوني قوية كي تستقبلي أحمد عندما يعود، فكوني كذلك!"
هزت رقية رأسها بالموافقة، كاتمة شهقاتها في كتف حاتم بينما تهمس وهي تفلت منه :
"اذهب لياسمين كي توصلها يا حاتم!"
وقف مترددا للحظة فوجدها تدفعه بلطف تجاه الباب قائلة وهي تنتزع بسمة:
" هيا يا حاتم، اذهب انا بخير، سأنتظرك حتى تعود!"
استسلم حاتم لحديثها ، يحاول طمئنة نفسه قبل أن يغادر كي يلحق بابنته.
يتبع 💜💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:14 AM   #616

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

في الغرفة الخاصة بجلال والذي قام بارتداء ملابسه فيها، وقفت ماجدة تنظر له بفرحة شديدة، عيناها تملؤها الدموع التي تكاثفت تريد الانهمار، تنهد جلال بينما يقترب من أمه التي لا تحيد بنظرها عنه قبل أن يطبع قبلة عميقة على جبينها وهمس بحب وامتنان شديد:
" شكرا لك يا أمي!"
ابتلعت ماجدة ريقها بصعوبة وهمست مختنقة:
" بل أنا من علي شكرك يا جلال، أيقظت امك من غيبوبة كادت تودي بعلاقتكما معا!"
ربت جلال على وجنتها وهمس:
" علاقتي بك لم ولن تتزعزع أبدا، أنا أعاتبك لكن لا أستطيع خصام قطعة مني يا أمي!"
اختنقت الاخيرة وفتحت ذراعيها وهي تهمس (قلب أمك) ليرتمي جلال في حضنها، يذكر ليلة أمس عندما ذهب لغرفتها وجلس على طرف سريرها ليسألها عن سبب تغيير رأيها وكيف أنها طلبت سارة، لتدمع عيناها وهي ترد:
" لم أكن لأسمح لعمود عائلتي بالوقوع، ولم أكن لأتسبب في انهيار فرحتك، ماذا سأستفيد لو بنيت أحلام بالية على وجعك يا ابني!؟"
همس بخوف يسألها:
" أمي، لا أريد موافقتك على مضض حتى لا تصبح علاقتك مع سارة…"
قاطعته، تربت على وجنته:
" ستكون كابنتي، لا تقلق، انا لم اوافق مكرهة بل مقتنعة بكل جوارحي"
هنا القى جلال بنفسه في حضنها وهو يعاود شكره مرارا وتكرار.
انتزع جلال نفسه من أفكاره قبل أن يبتعد عن عناق أمه وقال بمرحه الذي عاد مثل قبل:
" لتكتمل أناقتي، إربطي لي بنفسك رابطة عنقي!"
ابتسمت ماجدة وهي تمد يدها تعدل من ياقة قميصه الأبيض ثم بدأت في ربط رابطة عنقه التي كانت معلقة على رقبته.
نظر جلال لنفسه بعدما انتهت ماجدة ليقول:
" هكذا كل شيء تمام!"
★★★
في فيلا حديقة رمزي، صف أحمد سيارته لتترجل منها نغم التي بدت صامتة أكثر الطريق، تشرد لحظة وتعود عندما يحدثها أحمد والذي يشق قلبه عندما يلمح تلك الدموع اللامعة في عينيها بينما تجاهد كي لا تحررها، هو يعلم بأنها لن تتخطى ما حدث بسهولة ورغم تصنعها القوة ألا أن عينيها تخونها..
أطفأ أحمد محرك السيارة وترجل هو الآخر منها ليلحق بنغم التي وقفت على بعد خطوات منه في انتظاره، اقترب منها فيما يعدل من بدلته فيما يراها تطرق برأسها أرضا عندما سمعته يقول وهو يشير تجاه الباب الرئيسي للفيلا:
" هيا…'"
أومات نغم بالموافقة قبل أن تهمس باسمه ليرد بلهفة واضحة وهو يتوقف أمامها:
" ماذا تريدين يا نغم!"
رفعت وجهها له وقالت:
" لا تلفت نظر ياسمين أنك تعرف خروجها اليوم.."
تنهد أحمد طويلا ثم قال:
" لا تخافي يا نغم، أنا سعيد كونك لم تفعلي شيء دون علمي، لم تكذبي رغم أنك تعلمين بأنه حق ياسمين زيارة أهلها!"
نظرت له مليا ثم قالت:
" أنت زوجي يا أحمد وأريد لحياتنا أن تبنى على قواعد سليمة وأولها أن لا يكون للكذب مكان بيننا!"
ارتجف جانب فكه، يتذكر كم مرة قالت نغم تلك الكلمة ( زوجي) وكم مرة أحس بذات الشعور وكأنه للمرة الأولى يسمعها، هذا الإحساس يتضخم مشاعره في قلبه وهو يرى شفتيها تنطق بالكلمة بتلك السلاسة لتغزوه كلماتها التي نطقتها لهالة( قبلتي كالبركان…)
هنا ابتلع ريقه وهو يتخيل كيف للبركان أن يصهره ومتى يئن الأوان ليزول عنه السم وتمنح نغم لشفتيه الترياق!.
أحست الأخيرة بالاضطراب من نظرات أحمد التي بدت واضحة وهو شارد فيها بينما أنفاسه بدت صاخبة لتنتزعه من شروده عندما قالت:
" هيا، مؤكد ياسمين قد وصلت منذ وقت!"
زفر أحمد بعلو، يبعثر أفكاره فيما سار جانبها ليجد بهو الفيلا فارغ وياسمينته ليست كعادتها في انتظاره ليتلقفها بين ذراعيه، كم بدا هذا محزن له بطريقة مؤلمة والخواء الذي شعر به الآن لا يستطيع وصفه بينما عينيه تجوب البهو ثم للسلم المؤدي للطابق الأعلى عل ياسمينته تطل بعبقها الذي يملأ الفيلا كموسم ربيعي مبهج..
لاحظت نغم بحثه فاضطربت وهي تفكر بأن ياسمين لم تعد بعد ليتسلل القلق في قلبها عندما ظهرت أم سيد تستقبلهما وهي تقول:
" ياسمين نامت، قالت أنها تعبت من المذاكرة وفي حاجة للراحة "
ارتجفت ملامح أحمد وهو يسألها:
" هي بخير.."
هتفت المرأة:
" بلى، لكنها تعلم بأنكما ستقضيان اليوم بالخارج لذا صعدت للراحة!"
حك احمد ذقنه بقلق وهو ينظر لنغم التي أشارت لأم سيد ان ترحل قبل ان تقول لأحمد:
" لا تقلق ، سأصعد لها كي أطمئن عليها!"
نظر لها بامتنان بينما يسير جوارها للأعلى عندما توقفت عند غرفة ياسمين ودقت على بابها لتسمح الأخيرة لها، فتحت نغم الباب ودخلت لها ليقف أحمد خلف الباب، يفكر بأن أخته لم تتخل عن استقباله أبدا منذ جاءت لهنا ، صدح هاتف في عقله بأنها عادت متعبة او تتخفى من رؤيته كي لا تقع في حديثها ثم تفجر شيء آخر بأن تلك المرأة مريضة..
هنا أحس بصداع في رأسه ليرتد عن الباب ويذهب لحجرته ، يفكر أنه من إلا بأن يبدل ملابسه للذهاب لجلال قبل أن تسحبه أفكاره إلى غياهب ملؤها الوجع.
" لما تبكين!؟"
قالتها نغم لياسمين الباكية على سريرها حتى تورمت عينيها لترتمي الأخيرة على صدرها عندما جلست جانبها وهي تقول بحشرجة:
" مامي، تشتاق لنا، أنا اليوم رأيتها كما لم أرها قبل!"
أحست نغم بألم ينغز صدرها وهي تبعد ياسمين عنها بلطف وتمسح دموعها قائلة:
" قريبا، كلنا سنجتمع، لا تحزني ياسمين!"
همست الأخيرة بلهفة( حقا) أومأت نغم بنعم ولا تدري من أين أتتها الثقة في ذلك لتقول لها ياسمين بلهفة وهي تأخذ صندوق من جانبها وتعطيه لنغم:
" مامي أرسلت لك هذا.."
لامست نغم الصندوق المغلق بأناملها بينما السعادة ترتسم على ملامحها وهي تسأل ياسمين:
" هدية لي أنا!'
هزت الأخيرة رأسها بنعم فيما تقول:
" وسوف تتصل بك !"
كان الفضول يزحف في كل انش فيها كي تفتح الهدية لكنها تركتها مغلقة حتى تصبح وحدها، تنهدت بخفوت وهي تعيد الهدية لياسمين التي عقدت حاجبيها لتوضح نغم:
" أحمد سيخرج بعد قليل لحضور عقد قران جلال وأخته!"
آه .. هتفت بها ياسمين بتفهم وهي تعيد الصندوق مكانه وتخبط على جانب جبينها وهي تقول:
" لم أنتبه أن أخي لا يعرف خروجي!"
" ما رأيك لو غسلت وجهك واستعدت نشاطك لتري أحمد!"
قالتها نغم وقد تسلل الحزن لصوتها وهي تذكر كيف كان عندما عاد ولم يجد ياسمين في استقباله، نفضت أفكارها الصامتة وترجمتها بكلامها:
" أخيك سيكون سعيد لو رآك قبل أن يخرج خصوصا أنه بدا حزين عندما عاد ولم يجدك في استقباله!"
هتفت ياسمين وهي تطوي ساقيها أسفلها وتتمسك بذراعي نغم( صدقا)
داعبت نغم وجنتها بحنان وهي تؤكد لها قولها لتنفض الأخيرة من مكانها قائلة:
" لحظات وسأكون في الأسفل في انتظاره!"
وقفت نغم قائلة:
" وأنا سأذهب لغرفتي!"
★★★★
ضمت ماجدة ابنتها، تحاول أن لا تبكي من فرط فرحتها، ها هي نورا ستكون زوجة خالد والذي كان كحلم لماجدة وظنت أنه لن يتحقق أبدا، لكن مثابرة خالد وصبره على ابنتها كان هذا حصاده اليوم..
ربتت على ظهر ابنتها قبل أن تبعدها بلطف، تتأمل جمالها وزينتها الهادئة، لتتنهد بعمق وهي تهمس بصوت مختنق:
" مبارك يا نورا، مبارك قلب أمك"
ثم ضمتها ثانية حتى كادت نورا تبكي لولا أن استدركت ماجدة وهي تبعد عنها خطوة وتسحب نفس تستجمع رباطة جأشها :
" أخيرا أنت وجلال في ليلة واحدة، الحمد لله!"
همست نورا تسأل عن جلال عندما سمعت دقاته على الباب صاحبها دخوله وهو يقول بينما يفتح ذراعيه لها:
" من يسأل عن جلال!"
سارت نورا بلهفة لحضن أخيها بينما تقول:
" ظننتك ستنشغل عني اليوم، أنت الآخر عريس ولك الحق .."
قاطعها قائلا:
" هشششششش"
ثم رفع رأسها عن صدره واحتضن ذراعيها مستطردا بحنانه الذي دوما يغمرها به:
" هل هناك أب ينسى ابنته يا نورا، أنت ابنة قلبي الغالية، سأوصلك لعريسك بيدي !"
ألقت نفسها على صدر أخيها الذي ابتسم لأمه بحب شديد وفي كل مرة تتلاقى عينيهما، يشكرها على صنيعها وقربه من سارة، رفعت نورا رأسها عنه وسألته:
" ألن تنتظر سارة في الأسفل!؟"
ربت على وجنتها قائلا:
" سأوصلك أولا لخالد وراشد بك عند سارة حاليا سينزل معها!"
هنا أثنى ذراعه وقال بمرح:
" لننزل حبيبتي!"
سارت أمه جانبه فور أن تأبطت ذراعه نورا لينزلا حيث خالد الذي تعلق بعينيه بالسلم بينما تهبط نورا ومع كل درجة يتراقص قلبه ويعلن احتفاله، اقتربت بتمهل مع أخيها بينما عيني خالد لا تحيد عنها، يكاد يهرول نحوها لكنه أثر الهدوء الذي لم يعد يملك منه شيء .
وقف جلال أمامه قائلا :
" ها هي أمانتك يا صديقي!"
أسبلت نورا أهدابها بوجل بينما ترى عيني خالد متعلقة بها عندما سمعت جلال يستطرد:
" أترككما أنا لأنتظر أمانتي أنا الآخر!"
ووقف على بعد خطوات منهما، ينظر حيث السلم في انتظار سارة ..
عينا خالد طافت على ملامح نورا كمن يراها لأول مرة، بريئة، هادئة، ناعمة بفستانها بلونه الرمادي الفاتح من خامة الشيفون، يتسع قليلا من عند الخصر إلى الأسفل بينما أعلى صدره كانت ورود رمادية غامقة بارزة ..بدا متألق مع لون عينيها الرماديتين كساحرة تلقي تعويذتها عليه في كل مرة تتلاقي عينيه بعينيها.
شعرها القصير بغرتها التي تداعب عينيها مع زينة بسيطة لم تخف ملامحها بينما يلتف على رقبتها عقد ينسدل على صدرها في حلقات متتالية حتى يصل إلى فتحة صدر الفستان الدائرية.
" خالد، ألن تتحدث!"
قالتها نورا بخجل بينما ترى خالد يطوف بعينيه عليها ليهمس لها:
" أحفظ كل تفاصيلك الليلة حتى لا تغادر ذاكرتي أبدا يا نورا!"
يتبع 💜💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:16 AM   #617

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

" مبارك يا سارة!"
قالها راشد لابنته التي تسبل أهدابها عنه بوجل، هي الأخرى لا تصدق أن كل شيء حدث بتلك السرعة، كان عليها المغادرة خاوية الفرحة إلى دبي لكنها الآن ستبدأ خطواتها الحقيقية لفرحتها التي سترتشفها قطرة قطرة ولن تسمح أن لا تنال ما لم تجربه قبل!.
همست ترد على أبيها المباركة والذي رفع ذقنها قائلا:
" سارة، أريدك قوية، عنيدة في اقتناص حقك بالسعادة ونسيان ماض بلا هوية ولا أدنى أثر!"
أطبقت سارة على شفتيها تمنع تأثرها الجلي فيما يضيف راشد:
" اليوم ستكونين زوجة لرجل أثق فيه، لن أخاف عليك لو قدر وانتهى العمر!"
همست بلهفة:
" حفظك الله يا أبي!"
" كلنا إلى الله حبيبتي، لكن كانت أمنيتي الإطمئنان عليك وها أنا انالها أخيرا، لقد ظننت انني سأرحل دون…"
قاطع كلماته عناق سارة لها ، تمنع استرسال حديثه الذي ألمها بينما تهمس مختنقة:
" سعادتي اليوم اكتملت لأنك معي وبقربي يا أبي، لأنني أرى ثقتك في جلال!"
ضمها بقوة لصدره بينما يقول:
" جلال جائزة صبرك يا سارة، فاسعديه يا ابنتي ولا تجعلي مخاوفك تمنعك عن ذلك، عهدتك قوية فلا تخذليني!"
أحس بجسدها ينتفض تحت يديه فهمس برجاء:
" لا تخذلي أبيك يا سارة!"
رفعت الأخيرة وجهها له وقالت بثقة:
" لا تخاف يا أبي، جلال يستحق السعادة وانا لن أبخل عليه بها!"
هنا تنهد راشد في راحة قبل أن يثني ذراعه قائلا:
" زوجك المستقبلي في انتظارك!"
★★★★
بخفقات عالية، استقبل جلال سارة التي تتهادى جانب أبيها على السلم تهبط نحوه بفستانها النبيتي الحريري والذي ارتسم على حنايا جسدها، لتظهر قامتها الممشوقة التي يعانقها الفستان الذي كان بحمالات رفيعة بينما أكتافه غطاها شيفون خفيف بنفس لون الفستان، شعرها الذهبي، رفعته لأعلى في تسريحة منمقة بينما عانق أذنيها قرطان ناعمان مع قلادة تشبهه التفت حول رقبتها، ابتلع جلال ريقه، يحاول ان لا يحدق في سارة بتلك الطريقة التي تبدو للرائي كما لو كان لا يصدق أنه يراها وكان أول من لاحظ نظراته أمه التي وقفت على مقربة من أبنائها، تحمد الله أن هدى قلبها كي تكتمل فرحتها الليلة.
توقف راشد امام جلال تاركا يد ابنته ليفتح ذراعيه لجلال مرحبا به قبل أن يقول:
" مبارك ابني!"
احتضنه جلال بود حقيقي قبل أن يبتعد خطوة ويرد التهنئة بفرحة كبيرة بانت في ملامحه ونبرة صوته فيما عينيه تسترق النظر لسارة الملتصقة في أبيها ليحس بالحنق، تلك الفتاة منذ طلبها وهي تراوغ ولا تقترب منه، ترى لهفته عليها واضحة هكذا، أتراها تشعر بكم شوقه لها، بلى تعرف وإلا لم تكن لتفعل هذا هكذا فكر قبل أن يسأل بلهفة لم يستطع منعها:
" متى يأتي المأذون؟!'
هنا أسبلت سارة رأسها بخجل شديد بينما تعالت الضحكات في بهو الفيلا من كل الموجودين وخاصة من خالد الذي انحنى لنورا قائلا بمكر:
" صحيح متى يأتي المأذون!"
استدارت نورا عنه بخجل فيما تهمس بكلمات غير مفهومة عندما صدح صوت هاتف جلال ليرد على أحمد والذي أخبره أنه في الخارج ليستأذن جلال كي يستقبله.
انضمت سارة لأخيها ونورا فيما راشد تابع التجهيزات مع ماجدة.
★★★
ما إن ترجل احمد من سيارته حتى تلاقى كفيهما في سلام رجولي قبل أن يسحبه احمد محتضنا إياه يبارك له .
ابتعد جلال عنه خطوة ليقول احمد بتسلية مرافقة لغمزته:
" كنت أعلم بأن تغيرك ورائه إمراة "
ضحك جلال قائلا:
" كان ظاهر علي لتلك الدرجة!"
ضحك أحمد وهو يقول:
" قلب الصديق يا جلال يرى دون حاجز!"
ابتسم جلال ، يعي بأن بالفعل أحمد عاد له دون أدنى مواربة ثم قال بعد لحظة صمت وهو ينظر لسيارة أحمد:
" لما لم تأت بزوجتك وياسمين؟!"
" يوم الزفاف بإذن الله، أما اليوم فأعلم بانه حفل صغير لعقد القران فقط!"
هز جلال رأسه بتفهم قبل أن يشير أمامه ليعلمه الطريق وهو يردف:
" هيا إذن يا صديقي"
دلف أحمد وجلال معا ليتلاقوا مع الحاضرين فيما كان أول من انتبه لهما خالد والذي دون ارادته، اختلس نظرة تجاه نورا التي لم تختلج خلية فيها عندما رأت احمد يدخل مع أخيها بل إنها كانت مشدودة القامة، بسمتها لم تغادر شفتيها كأنها ختم طبع به وجهها.
اقترب جلال منهما ليعرف صديقه على خالد ليمد الأخير كفه يسلم على أحمد الذي هنئه بحرارة كما ألقى بتهنئة لسارة الواقفة معهم قبل أن يتوجه لنورا ومد يده لها يتناول كفها ليخفق قلب خالد بجنون حتى أن نورا اختلست نظرة له لتفهم معالم وجهه رغم ثباتها بدت متغيرة ومن مثلها سيفهم خالد في حين لاح القلق على ملامح جلال والمثل على ماجدة التي اقتربت منهم لتقف معهم عندما قال أحمد:
" مبارك صغيرة عائلة منصور!"
هنا أفلت كفها وقال بحنو شديد لتقابله بسمتها التي تزين محياها:
" الصغيرة باتت عروس جميلة لمن يستحقها"
تخضبت وجنتي نورا رغم ارادتها فيما تشعر بهذا الثناء من أحمد يشبه ما احست به من أخيها، نظر أحمد لخالد قائلا:
" نورا، اختى الوسطى اي أنها جاءت للدنيا قبل صغيرتي ياسمين ففرحتي بها كبيرة خالد بك!"
زفر الأخير براحة كانت نتيجة لطريقة أحمد في الحديث ورد فعل نورا التي لم تتخل عن بسمتها ولم تخيب ظنه فيها، نفض عنه اي أفكار وهو يجيب أحمد بثقة:
" وأسعدني مشاركتك فرحتنا أحمد بك"
ارتسمت الراحة على ملامح ماجدة والتي كانت متخوفة عندما أخبرها جلال عن عزيمته لأحمد لكنها الآن سعيدة كون ابنها أصر على رأيه رغم محاولتها ان تمنعه تخوفا على نورا ليرد الأخير( نورا شفيت وانتهى الأمر أمي، ولا تخافي حتى أنها تعدت مرحلة النقاهة!")
بعثرت ماجدة ما يجول في صدرها وتدخلت في الحديث، تلفت نظر أحمد لوجودها:
" لم تفتقدني يا أحمد!"
هنا التفت الأخير بلهفة وهو يتناول كفيها يحتضنهما بكفيه قائلا:
" بل شوقي لكِ بلا حدود ، كم كنت أتوق لرؤيتك خالتي ماجدة!"
همست الأخيرة بتأثر:
" وأنا كذلك يا ابني!"
رفع أحمد كفها وانحنى يقبله قبل أن يقول:
" سامحيني خالتي، أعلم تأخرت حتى أتيت!"
ربتت ماجدة على كفه بحنو وهمست:
" المهم أنك فعلت يا ابني!"
تقدم راشد تجاههم بعدما ألقى بعض التعليمات على الخدم الذين استعان بهم خالد لترتيب أمور المطبخ وغير ذلك أثناء العشاء بعد عقد القران .
عرفه جلال على أحمد ليسلم كلا منهما على الآخر ويدور حديث لا بأس به بينهما قبل أن يقطع هذا صوت هاتف خالد الذي أخبرهم بعدما رد وأغلقه( المأذون وصل)
( أخيرا) هتف بها جلال بلهفة جعلت الجميع يضحك فيما هو نظر للخجول التي تنصهر وجنتيها كما لم يرها قبل!.
★★★★
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
قالها المأذون فور ان عقد قران خالد ونورا التي تعالت دقات قلبها بصخب وهي تنظر لكفيها المتقبضتين في حجرها بينما خالد وقف يحتضن جلال الذي بارك له بسعادة شديدة قبل أن يفعل راشد المثل فيما وقفت ماجدة وضمت خالد تهنئه بفرحة أم انضم لهم فرد جديد في عائلتهم، لحظات مرت ملؤها التهنئة حيث راشد الذي احتضن نورا فرحا كما فعلت سارة مع أخيها وزوجته…
عينا خالد بين الفينة والأخرى كانت تغادره لساحرته التي تقف على استحياء جانب أمها ليقترب منها بقلبه لتبتعد ماجدة عنهما خطوة، تسمح لهما بمساحة خاصة، تأملها خالد للحظات قبل أن يزفر ويحتضن وجهها ثم يقبل جبينها بعمق، همس بمباركته لتردها بخجل قبل أن يبتعد عنها بصعوبة ليجلس مكانه استعدادا لعقد قران أخته.
بدأ المأذون في عقد قران سارة وجلال ليجلس الأخير ويمد كفه لراشد عندما قال المأذون كي يرد خلفه راشد:
"إني استخرت الله العظيم وزوجتك موكلتي وابنتي سارة راشد علوان ( البكر الرشيد) على كتاب الله وعلى سنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين"
جحظت عينا جلال لوهلة حتى ان نظراته تشتت، يحاول التأكد مما قاله المأذون( البكر الرشيد) فيما ردد راشد ذات الكلمة، لا يوجد خطأ فيما يقول، لم يعترض أحد، هكذا كان تفكيره حين تلاقى مع خالد الذي لمح الدهشة في عيني جلال لينظر لأخته يسألها في صمت( لم تخبريه؟!)
أطرقت سارة عينيها تشعر بالتوتر فيما ماجدة ألقت دهشتها التي تماثل ابنها وأكثر واحتضنت كف سارة تطمئنها فيما تتساءل داخلها إن كان ابنها على علم بذلك لكن ملامحه لم تبد كذلك؛ قطع كل هذا صوت جلال الذي يردد خلف المأذون وقلبه يخفق بشدة في صدره كما لو كان يغادره للجالسة قرب أمه ويتمنى لو جذبها وهزها يسألها أن تؤكد له، لا لا سيعانقها بقوة حتى يخفيها داخله ويقول لها ( أهكذا هو عوض الله!"
أعلنهما المأذون زوج وزوجة لتبدأ التهنئات مرة أخرى فيما وقف أحمد يهنأ صديقه ليضمه بقوة، مباركا له فيما يقول :
" العقبى بالتمام يا صديقي!"
ربت جلا على ظهره قبل أن يبتعد عنه وهو يشكره ويقول:
" والعقبى لك في ذرية صالحة!"
ارتجف جانب فك أحمد فيما يؤمن على كلامه قبل أن يتوجه بتهنئته بنورا التي كانت قد انشغلت مع زوجها ثم إلى ماجدة التي ربتت على كتفه وقالت:
" سلمك الله لي يا أحمد!"
رحل المأذون بعد لحظات، تبعه أحمد الذي استئذن هو الآخر.
توجه جلال لسارة بعدما سلم على الجميع ، وقف أمامها يتأمل ملامحها الخجول، يتفهم أن سارة كل ما فيها بكر، نظرتها ، برائتها، هروبها من التواجد في محيطه وتورد وجنتيها، كيف غفل عن هذا، لكن كيف له أن يعرف؟!؛ أخيها قال تزوجت وهي قالت ذات الحديث، هناك حلقة مفقودة!؛ ابتلع ريقه نافضا عنه كل هذا مؤقتا قبل أن يمسك ذراعيها ليحس برجفتها بين يديه عندما اقترب وقبل جبينها وهمس( مبارك سارة)
رفعت وجهها له ترد بخفوت تهنئته ليهمس قائلا بلوم محبب!:
" لما لم تخبرينني!؟"
أطبقت على شفتيها لوهلة قبل أن ترد بصوت خفيض:
" لا تدع لتلك الذكرى مكان اليوم بيننا، واعدك أن أحكي لك كل شيء!"
ابتعد عنها على مضض بينما يومأ بالموافقة وفي داخله نداء صاخب بأن يخطفها ويخرج للهواء، يصرخ عاليا بفرحته ثم يقبل كل انش في وجهها ولا يتركها إلا عندما تحكي له لكنه قبض على مشاعره بقوة من حديد ليلتفت لأحمد الذي ناداه كي يستأذن ليرحل ورغم إصرار جلال على أن يظل إلا أن الأخير صمم بلطف على الرحيل ليستسلم جلال لطلبه ومن ثم يوصله حيث توجد سيارته!.
★★★★
عندما انتهى وقت العشاء الذي جمع العائلتين، توجه الجميع إلى الصالون، جلس راشد والتصقت فيه سارة بينما تختلس النظرات لجلال الذي يرمقها بوعيد محبب يجعلها تكاد تقهقه بينما نورا جلست جانب خالد ثم كان جلال الذي جلس جوار والدته.
هتف راشد ببشاشة:
" من كان يتوقع أنني عندما جئت لهنا لعقد قران خالد ستكون أخته معه!"
قال كلماته وهو يضم سارة تحت ذراعه ليهتف جلال في نفسه وهو يتأمل سارة متوعدا( وما كان يتوقع أن عروستي بعدما أعقد قرانها ، تتخفى في أبيها هكذا!")
قطع شروده صوت أمه التي قالت:
" إنه من حظنا الطيب راشد بك!"
ثم نظرت لسارة قائلة:
" اقتربي جانبي سارة!"
تنهد جلال في راحة ، ينظر لأمه ممتنا بينما قامت سارة لتجلس جوارها لتحتضنها ماجدة وهي تقول لراشد:
" سارة، أنارت عائلة منصور!"
الراحة تتسرب لقلب راشد بغزارة وهو يرد بينما ينظر لابنه وزوجته ثم لماجدة:
" اليوم كان العطاء غزيرا، اللهم أدمها نعمة!"
صمت لحظة ثم قال:
" غدا سنرحل أنا وخالد وسارة!"
احتبست الأنفاس في قلب نورا اما جلال فقد كاد يسحق أسنانه فيما تابع راشد:
" لذا أتمنى أن تقضوا الليلة هنا خاصة بإن جلال هو من سيوصلنا!"
تبادلت ماجدة النظر مع أبنائها والتي وجدتهم مرحبين بالفكرة لترد بعد تردد بالموافقة ليزفر راشد في راحة عندما قالت ماجدة:
" راشد بك…"
نظر له الأخير بترقب لتكمل:
" اتفقنا بأن سارة ابنتي"
هز راشد رأسه بموافقة فأوضحت ماجدة:
" أنت وخالد سوف تنشغلان بالعمل فما رأيك لو تركت سارة معي!"
هم راشد بالرفض لكنها استرسلت سريعا:
" راشد بك، سارة أمانة عندي، لا تقلق عليها أبدا سأضعها في عيني!".
قال راشد مرتبكا:
" لا اقصد ماجدة هانم لكن …"
قاطعته ماجدة :
" راشد بك، نحن أهل واتفقنا بأن سارة ابنتي"
ابتسمت متابعة:
' وإن كان على جلال نطرده من الفيلا!"
ضحك راشد بانطلاق وشاركه الجميع فيما كانت دقات قلب سارة تخفق خاصة بتمنيها موافقة أبيها رغم أن التردد داخلها يمنعها فتركت الأمر لراحة والدها يختار الأصح فيما كان جلال يصفق لأمه في نفسه وهو يفكر بأنها سيدة المفاجأت .
تبادل راشد النظرات مع ابنه عندما تدخلت نورا:
" عمي، لا تقلق ستكون معي دائما وسنقوم ببعض التجهيزات في غيابكما!؛ أرجوك يا عمي وافق!"
أحس راشد بالحصار فأومأ بالموافقة بعدما تظر لابنته التي وجد في عينيها استحسان الفكرة، رغم محاولاتها لعدم رؤيتهم لهذا لكنها بدت شفافة لأبيها والذي أحس بأن هذا افضل للتقرب من عائلة جلال قبل الزواج.
لولا العيب لحملها جلال بين ذراعيه ودار بها وهو يقول بمشاكسة( ها أنت تتهربين منذ البارحة وستقضي الإجازة معنا يا مرحبا!")
ما إن لمحت سارة عيني جلال تلتفت نحوها حتى اختبأت في ماجدة ليهمس جلال داخله:
" إلى متى يا سارة تتخفي، أنت ستكونين في ملعبي وعلى أرضي!"
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:18 AM   #618

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

شعرت ندى بالتعب الشديد من كثرة حركتها وهي تزرع البيت ذهابا وإيابا، من النافذة للباب إلى الأريكة ثم تفتح التلفاز ربما طغى صوته على صداع وضجيج رأسها لكن كل هذا بلا فائدة، الصداع يزداد والأفكار تتفجر في رأسها تكاد تفتك به بينما تحاول الاتصال بعلي للمرة التي لم تعد تعرف عددها لكن ذات الرد( الهاتف مغلق)؛ يوم كئيب وطويل لا يريد الانتهاء لقد حل الليل بردائه الأسود يغطي الدنيا بينما هي لا تجد علي كي يحميها من هواجسها التي تتزايد كلما تأخر، تتسائل بلوعة عندما ألقت نفسها أخيرا على طرف سريرها لتتمدد بجسدها المنهك
" هل سيسامحك علي تلك المرة يا ندى؟!"
تجاهد ثقل عينيها بينما تهمس بصوت خافت:
" ألا زال لديه المقدرة على تحملك؟!"
تغمض عينيها بينما تتشوش عنها الرؤية وتتداخل الأفكار وهي تهمس برجاء:
" لا تتركني علي!".
وقف الأخير أمام باب بيته، يقبض على المفتاح يكاد يهشمه في كفه بينما يحدق في الباب الذي يفصل بينه وندى ويفكر كيف تحولت ومتى وصلت لهنا؟!، لم تكن تلك ندى، ندى قلبه التي تربت في حضنه!؛ لم تفارقه يوما، ندى ليست ابنة عمه وزوجته فقط بل هي حياة نمت على يديه ، رأها طفلة تحاول الحبو فجلس جوارها يراقبها بينما يراها تتعلم كيف تقف ليضع كفه متكأ لها ثم حاولت السير فكان كتفه سندا لها!؛ أول لقمة نزلت إلى فاها كانت بيديه، أول رشفة ماء كانت منه!؛ ندى قلبه كيف تفكر أنه يتخلى عنها لأجل إمرأة أخرى، كيف وصل بها أن تنطق ما نطقت به!؟، رشقت سكين تلم في صدره دون أدنى رحمة، لقد قضى يومه كاملا في خارج البيت، يفكر لهما في حل يرضي كليهما، فتح الباب بتثاقل بينما يفكر بأن ما وصل إليه لن يرضي ندى كما انه لا يرضيه لكن ليس باليد حيلة!؛ ندى اختارت وعليها تحمل عقبات ما فعلت!؛ أغلق الباب خلفه، يتلفت في البيت ليجده هادئا وكأنها ليست فيه!؛ لكمة في صدره لمجرد توقعه هذا ليسير بسرعة تجاه غرفة نومهما ليزفر في راحة وهو يراها مغمضة العينين، سار نحوها ببطء، ودثرها بالغطاء فيما كانت دمعتها تتعلق بعينها، مسحها بلطف بينما يهمس( لو تعلمين كم أحبك ما فكرت للحظة فيما تقولين)
اعتدل بوقفته وذهب بخطوات حثيثة ليبدل ملابسه بعدما أخذ دش ثم تناول الحاسوب وجلس في بهو المنزل..
" ندى أنتِ طالق، طالق، طالق"
اتسعت حدقتاها وهي تسمعه ينطق بتلك الكلمات لتضغط على اذنيها بقوة تمنع عنهما ما يقول ليزيح علي كفيها عن أذنيها ويتمسك بيديها يعيد الكلمة التي هبطت على قلبها لتخنقه:
" أنتِ طالق يا ندى، لما أظل مع إمراة مريضة بالهلاوس وفوق ذلك لن أحظى معها بطفل!"
انسابت دموعها بلوعة وهي تهز رأسها بعدم تصديق ليؤكد لها بتكرار الكلمات حتى ظنت أنه يمسك خنجر ويطعنها بلا رحمة…
شهقة عالية جعلتها تستفيق، لتنتفض من مكانها، تنظر حولها بتشتت وبعينين زائغتين ودموع تنهمر مدرارا كما لو كان ليس حلم..
مسحت وجهها بأناملها المرتجفة بينما يدنو لسمعها حركة في بهو المنزل، نزلت من على السرير لترتدي خفها البيتي وتحركت بخطوات وئيدة حيث الصوت لتتلاقى مع علي الذي كان يجهز مشروب دافيء وللتو عاد من المطبخ حاملا إياه.
ما إن أحس بحركتها حتى ألقى نظرة سريعة نحوها والتفت عنها ليجلس على الأريكة، وضع الكوب على المنضدة واستند بأحد مرفقيه على ساقه فيما الأخرى تتحرك على مفاتيح الحاسوب عندما شعر بها تتقدم نحوه، تعمد أن لا يلتفت لها رغم الألم الذي ينتشر في جسده لأجلها..
همست بخفوت:
" انتظرتك كثيرا حتى غلبني النوم"
رد باقتضاب:
" حسنا فعلتِ"
زاغت عيناها بينما تسأله بصوت مهزوز:
" حسنا أنني انتظرتك أم لأنني نمت!"
بذات الاقتصاب رد عليها:
" أنكِ نمتِ!"
صفعة منتصف صدرها من كلماته الجافة المقتضبة حتى احست بتراجع جسدها، قاومت هذا بينما تتقدم نحوه عندما سمعته يقول:
" اخلدي للنوم، حديثنا في الصباح، أما الآن فلا طاقة لي!"
همهمت معترضة وهي تواصل تقدمها حتى جلست جانبه ليحرك كتفه بعيد كي لا يتماسا، صفعة أخرى نالتها بفعلته تلك لتحس بالدنيا تميد بها وهي تهمس برجاء:
" علي، دعنا نتحدث!"
هنا استدار لها وقال بحزم:
" ألا ترين بأن وقت الحديث تإخر!"
صمت للحظة والتفت بكليته لها ثم تابع:
" حاولت معك مرارا ولم تتغيري إذن فالحديث لا يفيد!"
ابتلعت ريقها، تذكر الكابوس الذي رأته منذ قليل لتقول برجفة :
" وما الذي يفيد يا علي!"
قاوم الأخير حبه ولهفته لضمها كي يطمئنها، تقبض بيده كي لا تخونه ثم قال بحزم:
" لقد حجزت لكِ للسفر للقاهرة وسأتصل بعمي غدا أعلمه بميعاد عودتك!"
" لم افهم…"
قالتها ندى وجسدها كله ينتفض ليرد علي:
" ستعودين للقاهرة و ستعيشين مع عمي حتى نجد حل لما يحدث يا ندى!"
" علي!"
هتفت بها ندى برجاء هز قلبه لكنه استدار عنها يمنع نفسه من النظر لها كي لا يضعف بينما عاد للنظر لحاسوبه وهو يقول:
" لا تحاولي، لأنني قررت وانتهى!"
دموعها عادت بغزارة بينما تكتم شهقاتها بأناملها، تعي أنها تفقد علي وبيدها فعلت .
شعرت بتنميل أطرافها حتى انها لا تكاد تقف عليهما كي تذهب لغرفتها فيما تنظر لعلي الذي أخذ الكوب يرتشف منه و انكب على عمله دون الالتفات لها.
كان الأخير يستعيد النظر لذات الملف الذي أرسله صباحا وملف آخر سيكون في حاجة له للغد عندما انقطعت أنفاسه وهو ينظر للملف الذي أرسله لحواء!..
ترك الكوب من يده برجفة واضحة أثارت الريبة في قلب ندى بينما أنامل علي كانت تعبث بالحاسوب بغير تصديق، مسح عن وجهه عرق وهمي وجسده كله يئن بألم رهيب وهو يهمس في نفسه
( كيف أرسلت الملف بهذا الخطأ..؟)
صوت ندى شوش عليه فيما تربت على كتفه وتسأله بقلق لينفض يدها عنه ويقوم من مكانه.
هنا قاومات ندى ضعفها وقامت تقف أمامه هامسة بقلق حقيقي:
" ما بك يا علي!"
نظر الأخير لها مليا حتى أحست أنه لم يسمعها قبل أن تردد اسمه ليضحك علي بهستريا حتى شكت أنه فقد عقله…
حدقت فيه مذهولة قبل أن يهدأ ويقول لها ببطء شديد:
" ها هو كل شيء انتهى يا ندى!"
هزت راسها بعدم فهم ويستطرد:
" بلى يا ندى قلبي!"
قالها بطريقة لم تعهدها منه قبل بينما يمسك ذراعيها ويقول كالمذبوح:
" دوما تخافين ان تأخذني منك حواء!.. ها!"
ضحك بسخرية وتابع:
" اليوم لا حواء ولا غيرها ولا أنتِ يا ندى!"
همست من بين دموعها:
" لا افهم يا علي أرجوك اشرح لي المشكلة"
هزها بعنف وقال بصوت أجش عالي:
" المشكلة أنني أرسلت الملف في الصباح بخطأ لا يقع فيه محاسب تخرج منذ يومين!"
تقطعت أنفاسها بينما يهزها ويضيف:
" أرسلت الملف بخطأ ينهي مستقبلي"
هنا ازداد هزه لها بينما هي كانت متقطعة الأنفاس وهو يستطرد:
" لأنني أرسلتها دون مراجعة ويبدو في عصبيتي ضغط على زر خطأ، كل تعبي لبناء نفسي تهدم وبسبب من….؟!"
هنا ترك ذراعيها وجلس على الأريكة يحتضن رأسه ويحدق في الحاسوب لتجلس ندى جانبه وهي تقول بأمل:
" اتصل بحواء علها لم تقدم الملف بعد!"
استدار لها وهدر بها مستنكرا:
" ألا تخافين أن اتصل بها في هذا الميعاد فتغويني أو ربما ساعدتني وأهديتها نفسي كمقابل وربما ساومتني لأجل أن أتزوجها !"
ضغطت ندى على أذنيها تهتف به:
" كفى يا علي"
هز رأسه موافقا وقال بوجع شق صدرها:
" نعم، كفى لأنني تعبت ، ها أنا؛ انتهت كل حياتي بجرة قلم !"
وقف من مكانه وقال بحزم صريح:
" ابدئي في تجهيز حقائبك للسفر كي تذهبي لعمك!"
وقفت لتربت على كتفه لينزعه منها فأسدلت جفنيها وهي تقبض كفها لحضنها قائلة:
" لن أستطيع العودة دون الاطمئنان عليك!"
التفت لها وهمس بصوت كأنه يأتي من أعماق المحيط:
" اطمئني، وضعي في بطنك بطيخة صيفي، علي انتهى، لا يصلح لك ولا لغيرك!"
★★★
" ردي، ردي، ردي"
هتف بها جلال بحنق عدة مرات بينما يرن على سارة التي أغلقت على نفسها غرفتها بعد انتهاء الجلسة بين العائلتين ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول الاتصال بها وهي لا ترد..
على طرف سريرها، جلست سارة، تنظر للهاتف الذي يصدح في كفها بينما عينيها تتشتت ما بين تردد وتمني أن تسمع لحديث قلبها وترد لكنها تحس بضعفها الذي يتسلل لها فور أن تسمع أو ترى جلال وهي تعلم الآن بأنه لن يتركها إلا عندما يراها أو يمطرها بكلمات تخدرها وهي اصبحت مدركة بأن حصونها ترفع رايتها فور نطقه لأول حرف، ثم أنها تعي بانه سيسأل مائة سؤال وهي ليس لديها طاقة لتفسير أي شيء الليلة، هي تريد لفرحتها صافية بلا ماضي ينغص فرحتها الوليدة.
صوت الهاتف عاد مرة أخرى لتلقي ترددها جانبا وتجيب ع جلال الذي هتف بها بغضب لم يقصده:
" لما لا تردي يا سارة، هل سآكلك عبر الهاتف؟!"
هدرت بنبرة بدت صلبة لكنها وصلته مرتجفة ليلين قلبه وهو يسمعها تقول:
" جلال، لا تغضب هكذا!"
تغير صوته كليا وهو يرد بحنان :
" لست غاضب يا سارة، أنا أتوق لسماع صوتك فقط وأنت تتهربين مني !"
تمتمت بخفوت مدافعة بحجج واهية لم تقنعه فهمس قائلا:
" سارة، أنا في قلبي العديد من الأسئلة، في قلبي فرحة كبيرة أريد مشاركتك فيها!"
" لذا لا أريد الرد!"
قالتها سارة بصوت خفيض تنظر للاشيء ليسألها جلال باستنكار:
" لا تريدي مشاركتي فرحتي"
هزت رأسها بنفي كما لو كان سيراها ثم قالت:
" بل لا أريد الإجابة عن أسئلة ستعكر فرحتي التي نلتها الليلة!"
قال جلال بمراوغة:
" إذن شاركيني الفرحة!"
قالت بهدوء:
" ها أنا أفعل!"
رد بذات المراوغة:
" ما رأيك لو التقينا في الحديقة!"
" وهل الفرحة لا تنفع إلا هناك!؟"
قالتها سارة مستنكرة وشبح بسمة على شفتيها ليرد جلال محاولا معها:
" الفرحة في الحديقة مختلفة، سأعرفك عليه!"
ضحكت ملء فاها وهمست :
" لا أريد التعرف عليها!"
" لما؟!؛ صدقيني ستعجبك!"
قالها جلال مستمتعا بنبرتها المدللة التي تسللت له عبر الهاتف ليلقي بجسده على السرير فيما ترد بذات النبرة المهلكة:
" جلال بك، أعلم أنك مراوغ!"
همس بحشرجة يدعي البراءة:
" تظلمينني!"
ضحكت بصفاء وقالت:
" جلال، أنت تراوغ"
" أي مراوغة تلك، الحق علي انني أعرفك مكان السعادة!"
قالت بصوتها الأبح الذي يدغدغ كل حواسه:
" شكرا لك جلال بك، لقد عرفت أنها في الحديقة"
تأوه الأخير عاليا لتسبل سارة أهدابها كما لو كان جلال أمامها عندما قال بصوت أجش:
" بل في قلبي، يوما ما سوف أجعلك تسمعين نبضاته الصاخبة لتتأكدي من صدقي!"
احمرت وجنتاها وهي تتمتم بخفوت باسمه فيما تضيف:
" أنا لن أجلس معك في مكان واحد!"
ضحك الأخير وهو يقول:
" نسيت أنك ستكونين بالفيلا عندنا!"
جحظت عيناها وهي ترد متلعثمة:
" سأرحل مع أبي!"
هدر بسرعة وهو ينتفض من مكانه:
" إياك، أتبخلين علي برؤيتك!"
هنا استكانت، ونظرت حولها كأنها تبحث عن شيء فيما جلال يمطرها بكلمات عاشقة تعجز عن الرد عليها..
★★★
فتحت نورا نافذة الغرفة التي كانت لها منذ الصباح والآن ستبيت فيها، سحبت نفسا عميقا وهي تحتضن نفسها بقوة، قبل أن تزفر ببطء تهدأ من الألم الذي يسري داخلها، خالد سيرحل في الغد، سيمضي عدة أيام لم يحددهم بعد في دبي، ستعيش دونه كل تلك الساعات التي ستكون ثقيلة على قلبها، أغمضت عيناها تتساءل عن قوتها إلى أي مدى تتحمل بعد خالد، كيف تخبر الجميع بأنها تشتاق له من الآن، لمست موضع قبلته على جبينها واختنقت أنفاسها حتى احست بأن الهواء نفذ بينما لا تزال تلمس موضع قبلته كما لو كانت تحفظها، همست بوجع:
" أشتاق يا خالد والشوق لا دواء له!"
استدارت عن النافذة، تدور بعينيها في الغرفة التي رغم دفئها إلا أنها أحست ببرودتها خاصة مع إحساسها بقرب رحيل خالد، نظرت للباب المقابل لها وبعد لحظات من التردد توجهت إليه وفتحته، ألقت نظرة للجانبين قبل أن تسير تجاه مكان بعينه.
أمام جناح خالد والذي تعرف بأنه فارغ نظرا للتعديلات التي بدأت بالفعل فيه، فتحت الباب ببطء تحاول أن لا ينتبه لها أحد كي لا يظنها جنت، أغلقت الباب لتنظر حولها وهي تفكر ما الذي أتى بها إلى هنا، دارت بعينيها في أرجاء المكان الذي رغم برودته إلا إنه دافيء كما لو كان استمد هذا من دفء صاحبه، تقدمت لتتوسط الغرفة الكبيرة ثم إلى النافذة وهي تحتضن نفسها تتمنى لو لديها قوة وذهبت لتدق على باب خالد وتخبره بشوقها له .
منذ أن توجه الكل للنوم وعيني خالد لم تجد طريقها له كما لو كان خاصمها، ينظر لهاتفه يفكر في الاتصال بها لكنه يعيده لجيبه، يدرك بتأخر الوقت وربما نامت فأيقظها بعد يوما لم ترتح فيه للحظة، كل شيء بالنسبة له يسبب الضيق بينما يفكر كيف سيرحل دونها، ألم يكن من الافضل لو كان زفاف، لقد أخطأ في هذا هكذا فكر خالد فيما قد ترك غرفته التي يعيش فيها منذ بدأ العمل في الجناح الخاص به، سار في الممر لا يدري إلى أين يذهب، توقف عند باب الغرفة التي خصصها لنورا لتبيت فيها وقرر أن يدق عليها لكنه تراجع على آخر لحظة وهو يرتد بعيدا عن الباب يلعن غباء الفكرة فلو رآه أخيها أو أمها سيظنوا أنه استغل فرصة وجودها وهو لن يجعلهم يحسوا بهذا أبدا لذا ترك المكان على مضض وتوجه حيث جناحه ربما هدأت تلك الأحاسيس في صدره وهو يرى كل تعديل قامت به نورا بنفسها.
كانت الأخيرة توليه ظهرها وتنظر من نافذة الغرفة عندما فتح باب الجناح لتلتفت مجفلة وقد تزامن مع شهقة عالية قابلتها عيني خالد المتسعتين واللتين ما لبثت أن ابتسمتا كملامح وجهه وهو يغلق الباب خلفه ويسير نحوها مهرولا، تعالت أنفاسها وهو يقترب منها بكل شوق حمله لها من الآن وحتى ميعاد عودته ليتجمد في مكانه ما إن وقف أمامها بينما يطوف على ملامحها بوله فيما تربت على قلبها كأنها تثبته في مكانه وتتعلق بوجه خالد المليح، تأوه بخفوت فيما ينظر لفستانها الذي لم تبدله بعد ليقف حائر لا يدري أعليه ضمها لصدره أو ربما يقبل جبينها أو ربما لامس شعرها ليحس بملمسه ويحتفظ به كي يصبره حتى عودته ..
قطع شروده صوتها المتألم ودمعة واحدة هربت من عينها فيما يزداد ضغط يدها على قلبها:
" خالد، أشتاق لك من الآن حد الألم!"
رمش بعينيه لوهلة وهو ينظر لموضع كفها على قلبها قبل أن يضرب بكل ما يفكر به عرض الحائط ويسحبها لصدره هامسا بذات الألم فيما يتنشق عبير عطرها :
" وأنا أشتاق لك منذ أن رأتك عيني يا نورا!"
كانا كروحين التحما بعد سنوات فراق؛ كلاهما يعانق الآخر لا يريد الابتعاد عنه لولا هذا الجزء البسيط من الإدراك الذي طفا على سطح عقلهم لتتملص نورا عنه بخجل ليسمح لها فيما ينظر لها وهي تسدل أهدابها، رفع ذقنها بأنامله وقال من بين أنفاسه اللاهثة:
" لا تخافي أنتِ معي في أمان!"
همست بثقة:
" أعلم يا خالد... أعلم لكني لا أثق في شوقي لك إلى أين يسحبني!"
ما إن انهت كلماتها حتى التفتت عنه تمنع دموعها عندما أعادها خالد للنظر له واحتضن وجهها قائلا:
" سيمر الوقت ونكون معا دون أدنى عائق!"
همهمت بكلمات غير مفهومة فيما سمعته يهمس بصوت واضح دغدغ كل حواسها:
" أحبك "
أطبقت على شفتيها ولأول مرة تتلجم الكلمات على لسانها ، هي تريد قولها له (خذني معك) ولم تدر بأنها نطقت بها بهمس ليغمض خالد عينيه بلوعة وهو يميل ويستند على جبينها بجبينه قائلا بحشرجة:
" لأول مرة أندم على قرار، ليته كان زفاف وكنت معي يا نورا!"
همست:
" لم يكن قرار خاطئ يا خالد لكن الوقت قصير !"
زفر بحرارة ليلفح وجهها بأنفاسه الحارة التي ألهبت وجنتيها فيما تسمعه يهمس :
" لن يطول وقت سفري، قريبا سأكون هنا!"
انحدرت دموعها وهي تهمس بصوت خفيض:
" حدثني كل يوم!"
لثم وجنتها ببطء يجفف دموعها بشفتيها بقبلات فراشية فيما يهمس بحرارة:
( كل ثانية)
لتهمس بخدر( محادثة طويلة)
لثم جانب شفتيها المرتجفة وأجابها بصوت أبح:
( سأسهر ليلي أحدثك وأستيقظ على صوتك وأنام على همسك)
تمتمت بصوت بدا ثقيل:
( عدني أن تأتي في أقرب وقت)
غمغم بما يشبه الوعي عند شفتيها وهو ينظر في عمق عينيها اللامعتين( أعدك)..
ساحرة، هذا هو الإسم الذي يليق بها، هكذا كان يدور في خلده وهو ينال تلك القبلة من شفتيها ليتذوق طعمها الذي طالما فكر كيف سيكون..!
ساحرة ألقت بتعويذتها والتي لا فكاك منها إلا بها، يدرك أنه يغرق في بحورها بلا عودة وبأنه لن يكتفي بمجرد قُبلة.
ساحرة سرقته في بلورتها ليصبح أسير عينيها..
ساحرة تعيده لشاطيء شفتيها دون أن تنطق؛ فقط بنظرتها العاشقة قادرة أن تجذبه مرة بعد مرة كمغناطيس فينجذب معها مخدرا ثملا بحبها.
ساحرة بعبقها الذي تسلل في خلاياه لينعشها خلية تلو الأخرى، كم هو مذاق السعادة حلو بعد صبر..
يده تحسست رقبتها بشغف فهمست بضعف، تضع كفيها على صدره، تعاود همسها باسمه بثقل لينظر لها، يتحسس وجنتها المنصهرة ويستند على جبينها، ينتزع نفسه عنها بصعوبة.. يهدأ من أنفاسه قبل أن تبتعد عنه لتطرق بوجهها لولا أن ضمها له وقال يطمئنها
( لا تبتعدي، سأتحكم في مشاعري)
وضحك لاهثا( رغم صعوبته لكن دعينا نقضي الوقت معا قبل سفري!)
قضمت شفتيها بوجل واللتين تبعثرت حمرتهما، لا تدري بأنهما مغويتين لرجل صام حتى أهداه الله بها، أومأت بعد لحظة تردد بالموافقة قبل أن تلتفت للنافذة تلتقط أنفاسها التي سلبها منها خالد قبل أن يحيط الأخير خصرها بذراعه ليحس برجفتها تحت أنامله فهمس لها( اطمئني)
ثم أمال رأسها على كتفه ليشاركهما صمت طويل يتحدث! عنهما .
★★★
انتهى الفصل 💜 قراءة ممتعة 💜
( تنويه، اعتذر عن فصل الأسبوع القادم بإذن الله، وذلك بسبب اختبارات ابنتي وستأخذ أغلب وقتي، لذا من الصعب التركيز في كتابة الفصل)


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 12:52 AM   #619

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال يسري مشاهدة المشاركة
اعتذار ...
القارئات العزيزات الصامتات والمتفاعلات، الفصل سيتأخر بعض الوقت،...لأنني عدت للتو من عند طبيب الأسنان، سأراجع الفصل وأحاول تنزيله خلال الليلة بإذن الله 💜

ألف سلامة عليك طهورا بإذن الله


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 03:52 AM   #620

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل كلو حب و أمل طبعا بستثناء ندى و علي اللي كل الحب اللي عاشوه و الشوق قبل الزواج ، بس مشاكلهم بتكبر رغم سعادتهم فى أول زواجهم لغايه سفرهم اللي قلب كل الموازين ، ممكن رجعتهم ع القاهرة تكون خسرت علي و ظيفتو بس رجعتلو حبو و راحة بالو

رقية صابرة رغم الشوق و ألم الفراق اللي معادت مستحملتوا .. ربي يلم شملها مع ولادها

نغم رغم الوجع و الغيرة بس عرفت هالة مقامها .. و اعترافها بالغيرة يعني حبها لأحمد 😍

تسلم إيدك😘😘


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.