آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree243Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-21, 03:24 PM   #51

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






...141...


{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


{ فهيد }

كان جالس وبحضنه ولده "راجح" بقهوة الحي المعروفة بديرتهم ، يشرب من الدلة ويناظر بالرايح والجاي ، يضّيع وقت خصوصاً إنه بعد مايرجع من شغله ويقفل محله
يبقى وحيد دون شخص يجلس معه
من بعد طلوعه من الخسوف صار شخص شبة إنطوائي ، لايحب الجلوس مع الناس ولا كثرة السوالف
ألتفت بعيونه لناصف اللي جلس جنبه وقال وهو يأشر لراجح : تعال تعال ياحفيد أختي
راجح الصغير كان نعسان ولا فيه حيل يقوم غمض عيونه بعدم إستجابة لطلب ناصف ، وفهيد ضحك بخفوت من ردة فعله
ناظره بنص عين وقال : أجرب مثل أبوك ، ما تعرفون تفتحون عيونكم للشخص الصح
ضحك بنص ضحكة وقال : فتحناها للي ظنينا إنه صح ، ووش لاقينا ياخال ؟ أنا بدون ديرة وقبيلة وأهل
وأنت بدون ذراعك اليمين
ناظره بحدة وعدل جلسته وقال : مصيري آخذ ذراعه يا فهيد ، خمس سنين والعصبية تنهش عظامي ، لاقدرت أخذ اللي ودي ولا قدرت أوقف بطريقه
كله من فرسان الخسوف الله لا يوفقهم ، حتى النفس اللي أتنفسه يدرون متى بزفره ، كل خطوة أخطيها يعرفون فيه قبلي
فهيد هز رأسه : أقضب أرضك أجل ياخال ، ذيك المرة طارت يدك هالمرة خوفي رقبتك اللي تطير !
ناظره بطرف عينه ، وهو يوقف : الشرهة مهيب عليك الشرهه علي اللي كل شوي يفكر في طريقه ترجع اعتبارك ، ولكنك نذل محد يتجمل فيك
فهيد رفع يده وقال : طالبك لا تتجمل فيني ما وداني بدواهي الا جمايلك
كشر بوجهه ومشى عنه ، وهو يقصد وجهة ثانية
-
-
{ جسّار}

ناظر لطارق وأخذ نفس وهو يوزع نظراته للرجال اللي حوله ، أربعة أيام وهو بعيد عن الديرة
وبعيد عن نسيم اللي تركها زعلانة ، ولكنه كان مستحي يرجع هالرجال كلهم عشانه خصوصاً انهم جاؤو بسيارة وحدة ، وبنفس الوقت مِنحرج كونه جاء برضاه لهالجلسة ولا له حق يرجعهم كلهم عشانه تِضايق ،
ولكن بعد ما زاد الموضوع عنه حدة عصب وماعاد سكت ولكنه أخفى عصبيته بهدوءه الظاهِري اللي قال فيه لطارق : متى الرجعة ياطارق ، نخبر المسرىّ يأخذ من أيامنا ليلة بس
ضحك اللي جنب طارق وقال : بلاك ما تدري بمسرى طارق يأخذ أسابيع
جسار بضيق وقال بحدة : واللي وده يرجع !
طارق رفع حاجبه ورفع يده من على المركى وقال : بلاك معصب يا نسيب الشيخ ؟ مستعجل على إيش ؟
عقد حواجبه وقال : مستعجل على هلي ، إن كان ما وراكم أهل تدورون وراهم ، فأنا وراي !
ضحك بخفوت طارق وقال : قال مقطوع الصلب وراه أهل ، سمعتو ؟
ناظره بصدمة ، ولا تقل عن صدمة الحضور
وأستفزته كثير الكلمة : أقطع وأخس لك الوجع وأرفع لسانك عني قبل أقصه لك !
ناظره طارق بضحكة وقال : تكفى يا جسّار ، وش هالقوة اللي خذيته من هالنسب ! نحتاجها حتى حنا ، شكلك ما كنت تذكر إنك كنت رخمة والكل يماريّ برخامتك ؟
طفح الكيل من تقليل الشأن اللي يتعرض له ووقف بعصبية وهو يتجه ناحِية طارق ، بينما طارق وقف وهو يأشر للي حوله : والله لو حد يقرب لاذبحه ، أنا منتظر هاليوم على أحر من الجمر لأجل أرجعه لحجمه الطبيعي
جسار كان منصدم ومصعوق ، وش هالحِمل اللي بقلبه عليه ؟ أصلاً وش سوى جسّار له لأجل يكن كل هالضغينة ؟
أقترب منه وهو يمسك طرف ثوبه وبدؤو يتبادلون الضربات ، دون إستجابة للرجال اللي جالسين ، واللي تهديد طارق خوفهم
يدرون انه شخص عصبي ، ولا عصب لحد يقترب منه ، متهور بشكل خطير على الكل ولكن جسار يجهل هالشيء !
-
كان بسيارته مع أخوه ، راجعين لديرتهم ولكن بطريقهم صادفو الخِصام اللي صاير بينهم
قال بصدمة : تشوف الهدة" الهوشة" ؟ شقومهم "وش فيهم " هالرخوم ما يفارعون بينهم ؟ "يفرقونهم عن بعض ؟"
قال أخوه : كمل طريقك وش علينا منهم
هز رأسه بالنفي وقال : والله بيموت بين يدينه هالرجال ، ولاهو بواضح إنها هده مزح !
مشى بإتجاههم وسط رفض أخوه ، ولكن الحميّة اللي فيه خلته يوقف سيارته قدامهم
تقدم بخطوات سريعة إتجاهه جسار وطارق ، وناظر بصدمة لطارق اللي سحب خنجره من جنبيته
وكان ناوي بها على رقبة جسار ، خاف كثير وتقدم بسرعة وهو يحاول يبعد جسّار عن طارق
ولكنه عقد حواجبه بذهول ورعب وهو يبلع ريقه بوجع حسّ بالثقل بكل أطراف جسمه
و صرخة عالية أدوت بالمكان من أخوه اللي ناظر لخنجر طارق يتوسط صدره
جسار أبتعد خطوة لورى بذهول وخوف ، وطارق مسح على وجهه وناظر بصدمة للي واقف قدامه وخنجره بصدره ، وش صار ؟ ومتى حضر وكيف تدخل بينهم ما يدري ، كان الشيطان حاضر وأعمى عين طارق ، غاب كل شيء عنه الا عصبيته
ركض وهو يصارخ بأعلى صوته ويتنفس بسرعة ، ومن أنحنى وناظر لأخوه يلفظ أنفاسه الأخيرة
بسبب الخنجر اللي أستقر على الشريان الأورطي ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋



...142...


📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


ناظره بصدمه وهو يحركه بذهول ودموعه تسابق بعضها ، رفع عيونه ومن ناظر لجسّار ميّزهم وعرف منهم منه ومن أي ديرة كان يحاول يصارخ عليهم أو يتكلم أو يوقف ، ولكن الصدمة خلّت كل طرف بجسمه ينشل ..

بينما طارق كان مدهوش ، ركض بخوف للسيارة وأتبعوه الرجال اللي كانو معه ، وجسّار لأنه كان مربوط الكتفين ، وتفكيره منحصر ولا عرف شلون يتصرف ركض وراهم وركب غصب معهم بالسيارة ، وعلى طول تحركو
ناظر لأخوه وأنحنى وهو يحط رأسه على صدره وهو يبكي بذبول : قلت لك خلهم ، واضح إنهم ردييّن
حاولت تفزع لهم لأنك شهم ، ولكنهم رجعو أجتمعو وغرسو الخنجر بصدرك أنت ، وش هالموت اللي خطفك مني بغمضة عين ؟
رفع رأسه وهو يتنفس بصعوبة ، ثم وقف وهو يسحب أخوه لين وصله السيارة
بعدها ركب هو ، وتحرك من المكان راجع لديرته ..
-
-
{ الجادِل }

كانت واقفة بحوش أم سعد ، وبيدها كتابها تقرأ وتمشي وعلى يمينها منى وبيدها كُراستها وعلى يمينها علبة ألوان بها درجات اللون الأخضر
كانت تحاول تقتبس حوش أم سعد بكراستها
بينما حياة تناظرهم بضجر تأففت وقالت وهي ترفع طرف القماش الأبيض : تدرون ان لي من جينا وأنا بهالقماش ؟ وش هالغرزة اللي مارضت تنتهي
ضحكت منى وقالت وهي تلتفت لها : مو منك من القماش اللي صار أحمر بسبب دمك
حياة ناظرتها بطرف عينها والجادل قالت بضحكة : عاد إهديها لشخص يستاهل دمك ، وأكتبي له ، نثرت دمي على هديتي عشان تعرف قيمتك في عيني
حياة ناظرتها بصدمة ومنى أنفجرت ضحك ، الجادل حكت طرف جبهتها وقالت : دائماً أنتي الشخص السخيف بالجلسة ، خذيت هاللقلب منك هالمرة
شهقت وقالت : أنا سخيفة ؟؟ والـ...
قاطع كلامهم دق الباب قالت الجادل لالي رفعت الشال من على رقبتها لرأسها : بفتح أنا
مشت بخطوات سريعة وهي توقف ورى الباب ، ثم قالت بهدوء : من
جاءها صوت هادي ولكنه يميل للغلظة : الجادل بنت عناد ؟
عقدت حواجبها وقالت بإستغراب : من اللي هنا
تنفس براحة وهو يمسح على وجهه ، من الفجر وهو يدور بأنحاء الخسوف لأجل يعرف مكانها ، ولا حد يقدر يدّله إلا حارس المدرسة ، اللي خبره عن أماكن تواجُد المعلمات ، إما بالمجمع أو ببيت أم سعد
ولما مر على المجمع وما لقاها ، توجه لبيت أم سعد وفعلاً لقاها ..
قال بخفوت وهو يوقف على طرف الباب : رسُول من ديرة هِشيمان بطلب من الشيخ مساعد يطلب حضورك للديرة ، عشان بنته
آرتخى حاجبها بذهول من طرى الأسماء اللي غابت عن حياتها لسنين ، واللي كانت تظنهم نسوها ؟ يعني بطلب حضورها لهم باقي متذكرين إن لهم بنت إسمها الجادل ؟
ناظرت بتشتت للمكان وهي متضايقة ، ولكن الرسول قال : والحين لازم نمشي ، لأنه يقول تجي اليوم عشان أمها مشتاقه لها
تهلل وجهها ، وزانت الدنيا بعيونها
نست كل اللي مضى ، وكل اللي بيصير ، في سبيل هالكلمة ! وأخيرا ً حن القلب يابنت مساعد
وأخيرا ً فكرتي ببنتك ! تجاهلت تماما كل أفكارها اللي تراودها باللحظة هذي ، من سبب معرفتهم مكان تواجدها ، لين خطورها على بالها لين طلب حضورها هي
وصقلت تفكيرها بس بكلمته"مشتاقه لها "
قالت بعجلة : الحين ؟
الرسول : اي والله ذلحين ماشي
قفلت الباب بسرعة ومشت وهي تناظر للبنات بربكة وضحكة بسيطة على وجهها : بروح أشوف أمي
وقفو بصدمة وذهول من كلمتها وقالت حياة بإستغراب : عندك أم بعد كل هالسنين ؟
منى ناظرتها بضيق وقالت : وش اللي ذكرهم فيك الحين ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة وهي تمشي : ما أدري ، بس عادي أهم شي تذكروني وهذا المهم
حياة كانت بتستوقفها ولكن الجادل ما أعطتها فرصة ، حالياً ماراح تسمح لأي شيء ينكد عليها ويضيع فرصة فرحة لقاء أمها من يديها
دخلت الغرفة وسحبت عبايتها ونقابها ومشت من جنب جلسة أم سعد اللي قالت بإستغراب : على وين يا غزال ؟
أبتسمت الجادل وهي تدري إن لقبها هذا جاء من إسمها ومعناه : رايحة لديرة خوالي يا خالة
أم سعد عقدت حواجبها وقالت : ومدرستش ؟
قالت بعجلة : اليوم خميس ياخالة مافي دوام وبكرة جمعة ، بإذن الله ما يجي السبت إلا وأنا هنا
تنهدت أم سعد وهي تناظرها تطلع من باب الحوش ، ولاكان ودها تكسر فرحتها ، وحياة ومنى واقفين جنب بعض ويناظرونها بضيق ، لسبب يجهلونه
-
-
{ ناصف }

من طلع من عند فهِيد ، قصّد ديرة هِشيمان
آخر آماله ، جلس بمجلس شيخهم مساعد وأخذ فنجان القهوة من القهوجي ، وهو يناظر للمكان بنُفور ، تغلبه الكئابة هالمجلس
عكس الرحابة اللي كان يلقاها بمجلس آل الجبار : منك لله يا عز على حرماني من رحابة الخسوف
ولكن انتظر علي بس
ألتفت لحضور مساعد ووقف وهو يبتسم : هلا بالشيخ ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋


...143...
روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


أبتسم له طرف إبتسامة وناظر لجهته اليمين نظرة سريعة ، وهو متشمت فيه
جلس وقال : إيوة ياناصف ، أسمعك
ناصف قال : تدري بسبب حضوري ، ولا لي سبب غيره ، ولا بيكون لي غيره اصلاً ، الخسوف
تأفف وهو يتكي على المركى ويقول : ميّر أقلقت عيشتنا بالخسوف يا ناصف ، والله من زود ما صرنا مركزين عليها نسينا ديرتنا
ناصف : شفت ؟ لازم نستغل الموضوع ، لازم نآخذها وتصير لنا ومن أملاكنا ، حرام كل هالراحة ل ال جبار
مساعد ناظره بهدوء وقال : مير انها صارت خسوف عز يا ناصف ، الرجل الغرير اللي صار الكل يهابه
ضحك ناصف وقال : الكل عدانا يا شيخ ، آخر أيامنا نهاب غرير ؟ عيب علينا أشنابنا
كان بيتكلم ولكنه ألتفت لحضور الرسول اللي وصاه للجادل ، ومن لمحه وأشر له بمعنى جبتها وقف على طول وهو يستأذن من ناصف وتوجه للبيت
-

{الجادل}
من وطت رجلها على ديرة هشيمان حست بشعور غريب ، ما تدري وش هو ، ولكن اللي تعرفه انه مو حنين أبداً كل اللي قدرت تتذكره باللحظة هذي هو خروجها من هالديرة مكسورة الجناح
ولكن الحين عايض جبّرها وعوضها حتى نبّت لها من هالجرح جناحات ، والغربة اللي كانت تحس فيها حلّ مكانها وطن مليان بالأمان
وقفت السيارة قدام البيت
ونزلت وهي توزع نظراتها للمكان ، تتأكد من كل شبر فيه
ومن دخلت للبيت حتى ناظرت لأمل اللي واقفه وتنتظرها ، غرقت عيونها دُموع بدون سابق إنذار ، وأرتجف قلبها وهي تشبك يدينها ببعض
سنين الشوق اللي عاشتها تلاشت باللحظة ذي بدون إدراك منها ، من لمحت نظرة الحنين بعيون أمها ما قدرت إلا تصفح عن كل السوء اللي سببته لها طوال السنين السابقة
أقتربت وهي ترمي نفسها بحضنها وأمل ما أعترضت لأنها فعلاً كانت مشتاقة لها باللحظة هذي
بدأت شهاقتها تعلى بفعل الحنين للحضن الدافي هذا
اللي كانت تحتاجه على مدار سنوات طويلة ، كانت تتمنى بعد كل ليلة مُتعبة تنام فيه
وفي ليالي العزاء المُنهكة تتكي بحزنها عليه ، ولكن تظل أمنية
أبتعدت عنها وناظرتها أمل بحسرة : يهون عليك ، خمس سنين وأنتي بعيدة عني ، ولا حن قلبك على أمك يالجادل ؟ شرهتي عليك كبيرة
ولا أظن بقدر أعفو عنك بسببها ، رحتي مع عايض وتركتيني وحيدة هنا
سكتت بضيق من كلامها ، ولا كان ودها ترد ، وش تقول ! أنتي اللي رميتيني من هالحضن وقطعتي كل الوصل منه ؟
أمل تداركت نفسها وقالت وهي تمسح دموعها بسرعة : الحين طمنيني شحالك ؟ جدك شحاله وشصار معك خلال الفترة السابقة ؟
أبتسمت وقالت بهدوء : حققت الشيء اللي رميتوني عشانه ، طلعت من هالبيت مهانة ودموعي على خدي
ولكني رجعت وبيدي الشهادة يايمه
كانت بتكمل كلامها ولكنه قاطع كلامها حُضور مساعد وإستهلاله لكلامه بـ : هلا بسود الليالي
هلا بسواد وجهي وعرضي
عقدت حواجبها بصدمة من كلامه ، وإستقباله السيء اللي ما يدل إنه أشتاق لها أبداً
بل العكس تماماً ..
كان مرتاح منها طوال كل السنين
وقفت وهي مقطبّة حواجبها وقالت بضيق : أنا النور يا جد ، ولا أمد للعتمة وللسواد بأي صلة
تعالت ضحكاته الحادة ونظراته العصبية تجاهها وهو يقول : جدش عايض الراعي وينه ؟ يدري عن سواياش ؟ والا ما يهمه لأنه في النهاية راعيّ ما تحضر سيرته بأي مجلس بينما من خطيتي على درب الخسوف يالخسيسة صار علمش في كل مكان ، حفيدة الشيخ مساعد
أيقنتي إنش مرتبطة فيني ، وكل سواياش اللي تسوينها ترجع لي ؟
ميّلت شفايفها بضيق ونقلت نظراتها بين مساعد اللي يناظرها بحدة وأمها اللي ساكتة عن كلامه وهالشيء ضايقها ، خمس سنين تجرعت المُر ، وتعبت وتعب عايض أضعاف تعبها
عشان بالنهاية تُنسب هي لهالمساعد ! لا والله يبطي عظم
كتفت يدينها وقالت : اللي سويته ما يدل درب العيب ياجد ، بالعكس أنا صرت معلمة لأجل أبني أجيال !وأحييّ أمه وأبيد بيدي هالهجل اللي عايشينه ، خمس سنين وأنت بنفس العقلية ؟ للآن أنت قابع في الظلام ؟ ما ودك أمسك يدك وأخرجك للنور وأزين هالعقل بالعلم ونبعده عن الظلام !
ناظرها بحدة وأستفزه كلامها وقال بعصبية : يدش اللي كتبت المكاتيب لرجل غريب عليش ؟ اللي بديتيه على امش وهلش ؟ اللي ضحكتي على عقل الشيبة الراعي وأستغفلتيه وقمتي تتمعشقين وترسلين مكاتيب ، الله أعلم بسوايا باقي الخمس سنين ، وينه منش ؟ وينه هالراعي اللي ماعرف يلفش ويربيش ؟
عقدت حواجبها من طاري المكاتيب ، وهالطاري بكبره ، وش اللي فتحه ؟ ووش يقصد بكلامه
أردف وقال : لا تناظريني بنظرة البراءة ، ما تمشي علينا المكتوب اللي تركتيه على باب عايض وصل لين يديني وقريته بعيوني ، لامجال للإنكار يابنت عناد
رمشت بصدمة وناظرته بعدم إستيعاب لكلامه ، المكتوب اللي تركته لعبدالعزيز قبل خمس سنين اللي آخذه هو مساعد !!!


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...144...

روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


الفكرة اللي حضرتها وخلت كل خلية بجسمها ترتجف خوف ، المكتوب اللي تركته لعبدالعزيز ما قرأه ولا عرف بوجوده ، بالتالي السنين اللي غابت فيها عنه ، كان يظن إنها تركته دون وداع ودون تبرير ! وهالشيء مو عهدها
أنقلبت حالتها فوق تحت ، وعصبت كثير وأستفزها الموضوع وهي تتذكر نظرة الخِذلان بعيونه بأول لقاء
الحين عرفت ليه كان يظنها خذلته !
رفعت عيونها وناظرت بنظرات حادة لمساعد اللي عصب بسببها وأقترب وهو يشد على قبضة يده ويضرب رأسها بخفيف : عصبناش يوم خذينا حنا المكتوب ؟ عصبتي إن حبيبش ما درى عنش ؟ لعنبو حيش يهالبنت اللي الأدب ما يعرف لش درب وبعد هالسوات كلها لش عين تبحرين ؟ "تناظرين بحدة" السنين اللي قضيتيها عندي كانت حرام وعيب في حقي ، لو كنت أظنش بتطلعين خسيسة كذا ما شليتش من حضن الراعي
بعدت يده عنها بعصبية وهي تقول : إسمعني زين ياجد انا بغض البصر عن كلامك عني وإهانتك لي ولكن عايض خط أحمر قرب صوبه بهالكلام الدنيء والله ما تسلم
ضحك بسخرية وهو يرفع حاجبه : ليه ؟ لأنه ما شد اللجام وعرف يصقلش ويربيش زين ؟ ولأنش قدرتي تستغفلينه ، وينه عنش الحين
صرخت بعصبية وقالت وهي تشد على قبضة يدها بضيق:لأن الميت ما تجوز عليه إلا الرحمة يالغشيم
رجع خطوة لورى بصدمة وناظرها وهو مصعوق وسط شهقة أمل وخوفها قال بحدة : أنتي برى الديرة لهالوقت كله بدون رجال ؟
ناظرته بصدمة وهي تهز رأسها بآسى وضيق من حالتها معه ، لامت نفسها على حضورها وإستجابتها لمشاعرها ، كل اللي حصلته من هالزيارة هو تعكِير لصفو حياتها
لأنها كانت تظن إن أمها بتوقف معها وبتفهم جدها وبتوقف ضده ولكن ظنها خاب ، مازالت أمل الضعيفة
مساعد تقدم وهو معصب وجنون الأرض برأسه : فهميني ، أنتي حضرتي لديرة الخسوف لحالش ؟ دون رجال يلملم خيبتش ؟
كانت بتتكلم بس لفو كلهم بصدمة لصوت الصراخ اللي ملأ مجلس الشيخ ، ولا كان بيد مساعد الا إنه يطلع من البيت ركض ، ويوقف قدام السياره اللي واقفة بنص الحوش وسط نظرات ناصف اللي انخرش من أصوات الصراخ
وقفت السياره ونزل وهو يفتح الباب ويسحب جثة أخوه من السيارة ويناظر لمساعد وعيونه حمراء من كُثر البكاء : أنهزت الأرض يا شيخ هِشيمان ، رجال الخُسوف تعدو علينا وقتلو رجال من رجالك أثبت لنا إنك شيخنا وخذ بثأر أخوي يا شيخ قبل يجف الدم والدمع
مساعد أنصعق من الكلام اللي سمعه وناظر بصدمة لجثة أخوه اللي فعلاً مرميّه على الأرض وهو واقف جنبها
بينما ناصف أخفى إبتسامته ووزع نظراته بين الجثة ومساعد : طلب الأعمى من الله عيّن ، وعطاه عينين ! جاءت نهايتكم على طبق من ذهب يا آل جبّار .
سمح لنفسه تِضحك ولكن حاول يكتم إبتسامته
قد ما يقدر ، الحين راح يقدر يلوي ذراع آل جپار
ولكنه ينكر إنه أنكسر بعض الشيء لوفاة شخص لاحول له ولا قوة ، ولا كان ذنبه بالحياة إلا إنه كان نشمي
وأجودييّ ، قال وهو يتقدم ناحِيته : لا تخاف يا وليدي ! حقك راح نأخذه من أشناب الخسوف كلهم ! ولكن من هو المتقصد ، من هو القاتل
ناظر للخنجر اللي بوسط صدر أخوه ورفع كفه وهو يسمح دمعته : ميّزت نسيب الشيخ جسّار وطارق قريب أبو ساجي
ناصِف لعبت الشياطين برأسه ، وزادت ضحكته وفرحته ، فعلاً وصل للي يبيه بدون ما يحرك طرف إصبع بالموضوع !
ومساعد ماكان أقل منه ، ولكنه قال : إزهلها يالنشمي ، والله ما يروح دم أخوك هدر ، ولكن صل على النبي ماباقي على غروب الشمس الا بمقدار رمح الصباح رباح ، والله اننا لننفض عشانه الخسوف كلها !
ناظره بحيرة وبضياع ، والوجع اللي ينهش قلبه ماكان له علاج ولا دواء إلا أنه يرضخ للأمر الواقع ويقبل بكلامه دون نقاش
ناصف أتجه لمساعد وقال : وش ناوي عليه يا الشيخ ؟ أكيد ماراح تمشي الموضوع بالساهِل
ألتفت له مساعد وهو يخفي ضحكته : جابو آجلهم بيدينهم ، ولا فيه شيء بيمشي بالساهِل !
سكت شوي ثم ألتفت بسرعة ناحِية الرسُول اللي وصل الجادِل للديرة ، ووصاه على شيء وهو يكتف يدينه ويناظر بحدة وضيق ناحِية الجثة اللي تتوسط حوش بيته
بينما الجادِل كانت جالسة ومتوترة ، وتهز أطرافها بإرتباك ، سمعو صوت الصراخ ولكن أمها أبت يطلعون من البيت
كانت متضايقة إلى حد النخاع بسبب موضوع المكتُوب ، كل اللي تبيه حالياً ترجع للخُسوف ، ترجع وتقول له " ترى مارحت دون وداع ، ويعز عليّ ذلك " ترجع وتفهمه إنها تركت له قلبها وسط رِسالة
ولكنها رفعت رأسها لأمل اللي جلست جنبها وبيدها كأس ماء ، أخذته من يدها وشربته بضيق
وأمل قالت بتعذر : إعذريه يالجادِل ، من حُر ضيقه طوال السنين قال هالكلام ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋


...145...

روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


كتفت يدينها وقالت : يخر كل هالحِقد بأول ثانية لِقاء ؟ مستحيل أفهم شخصيته هالإنسان
أمل كانت تتأمل تفاصيِلها ، تتأمل الشخصية اللي قِبالها ، تغيرت تغيُر جِذري تماماً عن آخر مرة لقاء لهم
ولو كانت ملامحها نفسها ، ولكن الشخصِية ماكانت نفسها ، نِضجت نُضوج تام ، كِبرت وكبرت معها شخصيتها وأفكارها ، حتى رُدود أفعالها مِختلفة
ناظرتها وهي توقف وتقول : الحين أبي أرجع للخسوف ، وين السـ...
قاطعتها وهي توقف بسرعة : أفا يابنتي ، بعد كل هالغياب تتركيني بأول ليلة لقاء ، أهون عليك ؟
تأملت نظراتها للحظات وغمضت عيونها بضيق وهي تتنهد ، بعد كُل شيء ، أمل تبقى أمها والشخص اللي تبغى تكون بحضنها طوال العُمر..
تقدمت وهي توقف جنبها وتضُمها بعتب وأمل ربتت على كتفها بإبتسامة
-
-
{ نسـيم }

كانت بحدِيقة بيتها على غِير عادة ، بيدها كوب العصير وتناظر بتشتُت للمكان ، كان كل شيء مُوحش وقاتِم ، ولا قدرت تتحمل البُعد عن هالمكان .. يكفي البعد عن صاحبه !
غمضت عيونها وهي تِتنهد بضيق وتناظر لغُروب الشمس اللي واضح أتم الوضُوح من المكان اللي هي واقفة فيه ، تمتمت بـ " يارب تِحفظه ، وعهدٍ علي ما أضيق خاطره مرة ثانية "
فتحتها وهي تزفر بضِيق ومشت بخطوات هادية وهي تُترك الكوب على الطاولة
ولكنها سُرعان ما رفعت رأسها وشهقت بخوف وهي تِتقدم خُطوة لقدام وتناظره بِصدمة ..
تقدمت خُطوة سريعة للأمام ، وناظرت لعيون بعُيون تملأها الدهشة : جسّار !
وقف بربكة وهو يبلع ريقه وهي تقدمت له على عجل ، وهي تناظره بخُوف ملأ كل خلية بجسدها
الدم يُغطي جزءه العُلوي وأكمام ثوبه
ووجه مليان ندبات وجرُوح ، ولون وجه صار باهِت وشفايفه مالت للزُرقة ، ماكان منها إلا إنه تقترب بسرعة وتضمه بخوف ودقات قلبها تتعالى
وهو من لمته لها ، زادت رجفته وهو يشد عليها وعيونه ملأتها الدمُوع
غمضت عيونها بربكة وهي تحس من قُوه تمسكه فيها بيدخلها بضلُوعه بأي لحظة ، أرتبك قلبها لأن من شدة يده على بلوزتها من الخلف يعني إنه يصارع ميّة شعور باللحظة !
أبتعدت عنه وهي تمسك وجهه بين كفينها وتناظر لعيونه اللي مليانة دموعه وقلبها بيطّيح من الخوف : جسار .. من تجرأ وطيّح دموعك ؟
عض على شفايفه ورفع كفه وهو يمسحها على عجل وفك يدينها وهو ينحني ويجلس على الأرض بتعب وإنهاك : جسّار .. اللوم والعتب على الوالد الله يرحمه اللي سماني هالإسم وماني بقده
عقدت حواجبها بصدمة من كلمته وجلست بنص رُكبة قدامه وهي ترفع وجهه لها : يقطع ويخسي أي شخص يقول هالكلام ولو إنه أنت ، ما يحق لك تتهم نفسك بالضعف ، جسّار والجسارة منك وفيك وعشانك خُلقت
رمش وهو يحس بالرِمش إنه تعب الدنيا على رُموشه ، لأن من قوة التعب كان حتى الرمش يصعب عليه : تركته خلفي يا نسيم .. تركته خايف ويصارع الموت وهو اللي تقدم بدون خوف عشان يفرق بيننا
عقدت حواجبها بخوف وهي تعدل جلستها : جسار ، فهمني السالفة !
جسار تنهد وهو يبلع ريقه ، ورفع كفه وهو يمسح على وجهه : بدأ طارق يتطاول عليّ ، ومن حِميتي وعزتي لنفسي عييت "رفضت"أرضا بالإهانة
طمرت "قفزت" بوجهه وبدينا نتهاد"نتهاوش" وبسبب تهديده لربعه ماقامو يفرقون بيننا واحد عبر من عندنا ، ومن خوفه طمر يفزع ويفرق
بدأت نبرة صوته ترتجف وقال بهلع : طارق سحب خنجره من جنبيته وكان ناوي على موتي ، ولكنه غرزه في صدر هالرجل!!
رفع عيونه وناظرها وعيونه مليانه رجفة : طاح على يديني ، وقدام عيوني .. وجسار الجبان وش سوى ؟
شرد " هرب " يا نسيم ، وترك هالنشمي يصارع الموت وراه ، شردت من الخوف لأني جبان
نسيم كانت تسمعه وبقلبها غيض وعصبية ناحية طارق الخسيس ، وخوف وعطف على هالحنون اللي قدامها ، ما تدري كيف تواسيِه أو كيف تطبطب عليه خصوصاً بموت شخص بريء قدامه عيونه جلست وهي تحضن نصف كتفه وقالت وهي تطبطب على يده : جسار ، ماهو بضعف اللي سويته ، هذي ردة فعل طبيعية ناحيه الموقف
أنت شخص أول مرة تشهد هالموقف ، أنت شخص كان تأثير الدم عليك بهالقساوة ، لا تلوم نفسك على ردة الفعل اللي خلتك تهرب ، اللوم والعتب على الخسيس طارق والرجال الرخوم اللي معه
ألتفت ب عيونه لها وهو يحاول يصارع الدموع : صرخة أخوه بمسامعي يا نسيم للحين ، وين هالقوة اللي بتخليني أسامح نفسي
عضت على طرف شفايفها بضيق وعيونه أمتلأت دموع من نبرته المرتجفة وعيونه الخايفة والذابلة وأقتربت وهي تقول : مالك ذنب ، ذنبك إنك كنت بالوقت والمكان الخطأ ، ودام أخوه معه فما عليك شرهة ، لا أنت اللي سحبت الخنجر ولا أنت اللي أهنت رجل كريم ، لا تضعف والله إن نسيم ما تستمد قُوتها إلا منك ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 03:29 PM   #52

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...146...

روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


سكتت شوي وهي تحاول ما تخليه ينهار عن طريقها : جسار ما يحق لك تنهار بالطريقة ذي ، لأن رأسي على كتفك وإن طحت فـ نسيم بتطيح .. يرضيك !
غمض عيونه وهو يفتحها ويشتت نظراته للمكان ثم ناظرها وهز رأسه بلا ، وهي عرفت إنه ضايع هاللحظة إقتربت وهي تحضنه وهو لقى الأمان ، ربتت على أطراف كتفها وقالت : هوّنها وتهون والصباح صباح خير ، إحزم أمرك وإرجع لنفس المكان ودور على هالرجل
ما تكلم وهي تنهدت بضيق وحاولت قد ما تقدر طول الليل تبقى جنبه ، تطبطب على يده
وتربت على كتفه ، وتواسيّه بكلامها وتحاول تخفف الحمل اللي كتوفه شايلته
وتفكر بمية فكرة ، كانت تحاول طول الليل تخبي خوفها عنه !
-
-

آنتهى الليل وأنقشع الظلام أصبح الصُبح على دروب الخُسوف ، بدأت تِنسمع زغاريد الطُيور وأصوات السيارات وخُطوات الخيول ، وأصوات الحراثات تِعلى بالمزارع ، بينما تعلأ أصوات التُجار بسوق الدِيرة ، بينما عبد العزِيز كان يشتت نظراته لأنحاء غُرفته ، يناظر لدفترها اللي خذاه منها فجر البارِحة ، الوِد وِده يتوسط هالدفتر كفينه ، ويقرأ كُل سطر من هالدفتـر ، ولكن شُعور بقلبه يرده يقول لا تقرأ جرُوحها ، وهو اللي لمح نظرات الرفض بعيُونها ، ولكن ما يدري ليه أصر على أخذه !
تنهد ومسح على وجهه ووقف وهو يسحب غُترته من على الدرج قرب للمراية وهو يعدل العُصبة ويضبطها ، ثم مشى لبرى الغرفة ، قفل الباب ولاحظ أصوات عالية ناحِية الصالة ، وقف قدامها وهو يشوفهم مِجتمعين كُلهم ، على غير عـادة
يتوسطهم دلات القهوة ، وصحون التمر
رفع رأسه ناحِية نداء أمه : أرحب يا عزيز
أبتسم لما ألتفتو له كلهم ، ومشى وهو يوقف قدام راجح ، حبّ كتفه ثم جلس جنب المِزن اللي وسعت له جنبها
وزع نظراته ناحِية زوجات أبوه اللي جالسين على يمين جدته ، وعلى سعود وبُشرى ثم ناظر للمزن
مدت له فنجان القهوة والتمر بيديها وهي مبتسمة وهو أخذه وقال : والله يا أم عزيز ‏ما يزيل إعماس راسي و يبعد كل ضيق غير تمره من يمينش و فنجال قهوة
إتسعت إبتسامتها من كلامه وهو أبتسم من إبتسامتها ، وناظر لسعود اللي يناظره ، رفع حاجبه بمعنى " وش تبغى ؟"
وسعود أبتسم بإستعباط وهو يحط رجل على رجل وقال : ذلحين لو أقوم وأعطيك فنجال قهوة ، وش البيت اللي بتقوله لي ؟ يوم إن كل حكيك شعر وقِصيد
قالت بُشرى : المشكلة مهيب هنا يا سعود وأنا أختك ، المشكلة إنك مصدق عُمرك إنه بيرد عليك ببيت شعر ، تحسب إنك وعمتي المزن بنفس الكفة ؟
ناظرها بصدمة وبفشلة من كلامها ، ورحمة كان ودها تقوم تِكسر رؤوس عيالها ، لأنه دائماً بكل لاجلسو سوى ، يخلون محور حديثهم عبدالعزيز وهالشيء مو عاجبها
تعالت ضحكات راجح من كلام عياله ، وأبتسمت حكمة من ضحكة ولدها بينما عبد العزيز كان كاتم ضحكته على مبادرة أخوانه ولكنه قال : بشرى ، متى بتتعلمين تحترمين أخوك الكبير ؟ مهب عيب تفشلينه قدامنا !
بشرى أبتسمت وقربت وهي تحضن كتف سعود وقالت بضحكة : عاد ما يهون عليّ هالرجال أبداً ، من زود ما أحبه أحب أحارشه ، وأمون صح يا سعود ؟
سعود كان بيسحب شعرها من فشلته ولكنها من توسطت حضنه ضحك وقال : تعرفين الطريق اللي تجين منه يا بشرى ، وهذا اللي مصبرني عليك
أبتسمت بضحكة ، ولكن سُرعان ما ألتفتو كلهم بخوف لصوت سحابة المرتجف والمرتعب : يا شيخ الخسوف ، دق ناقوس الخطر
وقف راجح وهو عاقد حواجبه وقال : وش العلم يا سحابة ، وش صاير ؟
سحابة اللي خبت يدينها اللي ترتجف بأطرافها عبايتها وقالت : أبوي يقول ، شيخ هِشيمان وفرسان ديرته وأسيادها جايين وبنيتهم نية سوداء على الخُسوف
وقفو كلهم بنفس اللحظة بصدمة وقال راجح : وينهم الحين ؟
سحابة قالت بربكة : أظنهم بمجلس الديرة ، ابوي خرج بخوف ولاعاد كمل لنا وش صار !
وقف راجح ومشى بسرعة ،وتبع خُطواته سعود بينما عبدالعزيز ناظر لفنجال القهوة وهو يتنهد دائماً يقطعون عليهم كلما مسك هالفنجال : إرحموا عزيز قومٍ ما تقهوا يا هِشيمان كان تأخرتو بجيتكم لين أنتهي من هالدلة

-

في ديرة الخُسوف .. وبمجلس الشيخ راجِح
مجتمعين فُرسان ديرة هِشيمان وأشرافها وعلى رأسها شِيخهم ، اللي واقف برأس المجلس ، وزام بِشته ليده اليمين ، ويناظر بحدة ناحِية رجال الخُسوف اللي أجتمعو بإستغراب لهالحضور !
كانو واقفين بنهاية المجلس ، ومن بينهم سند اللي مكتف يدينه ويناظر عن يمينه ويساره
يسمع الأصوات كل مالها تتعالى وتزيد بالسب وهذا يحلف وهذا يشتم ، من فُرسانهم لين رجالهم
وأهل دِيرته معصبين ، ويحاولون يكتمون غضبهم ، كون آل هِشيمان داعسين على بِساطهم ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋


...147...

روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


ومن بين تعاليّ الأصوات ، خُفتت فجأة وبدأ الصوت يختفي تدريجياً ، أستغرب سند وألتفت بِسرعة ناحيه الباب ، عقد حواجبه وهو يشوف ظِل ثلاثة رجال منعكس على الباب والواضح إنهم متجهِين لهم لما ميّزهم أبتسم وقال : سبو ظلالهم في غيابهم سبوه ‏يالعنبو ظلٍ هزمكم لحاله
ومن خطى الشيخ راجح بخطواته على عتبة الباب ، حتى ألتفت كل من بالمجلس ناحِيته ومن بينهم مساعد ، إللي ترك يده من بشته وأعتزل بوقفته وهو يناظر لراجح بحدة
بينما وقف عبدالعزيز على يسار وسعود على يمينه ، قال راجح بهيبته المُعتادة : حيا الله هِشيمان وشيخها بأراضينا
مساعد : ما جينا عشان ترحبُون فينا يا راجح ، جِينا نأخذ حقنا من أرقابكم !
تقدم راجح لين وقف قبال مساعد وقال : الواضح إن النيّة قشرى يا مساعد ، ولكن لأنكم خطيتو على بِساط آل جپار بعفو عن زلتكم ودخولكم بالطريقة ذي ! وذلحين علمني وش مشيشكم علينا !
مساعد وزع نظراته ناحية الرجال اللي مجتمعين بالمجلس ، ولا لقى اللي يدور عليه ، قال بعد ما ناظرهم بسخرية : خبرناكم رجال ونشميّين ، مير طلعتُو رخوم وضعيفين شخصيات يالخسوفييّن !
ألتفت لضحكة ساخرة وصوت خطوات تتقدم تجاهه ومن وقف قدامه قال : الواضح إنك تدور الزلة مير ما دريت إن تدويرة الـزله ، وشـذب العـراقيب هـذي ماتصـدر مـن جـهتنا نهائي
رفع حاجبه مساعد وقال : وإن قلت إنها صدرت يابن راجح
عبدالعزيز ناظره للحظات ومن لمح الجدِية بعينه قال وهو يناظره بحدة ورفع كفه وهو يأشر بها على رقبه : تأخذ حقك من رقبتي أنا
أشر مساعد يده بمعنى لا : ما نبي رقبتك يا عز ، نبي نزلزل خسوفكم مثل ما تزلزلت ديار هِشيمان إثر غدركم
عصب راجح وقال : إنطق وقل وش بحلقك يامساعد ! لا ترهيّ علينا هالسوالف كذا
مساعد قال بحدة وهو يسحب كتف الرجل اللي جنبه وقال : أنقتل رجال من ديرتي ، غدر وخيانة على يد رجالكم يا راجح ، راح ضحية للمرجلة وشد الظهر !
عمّ الصمت المكان في حيرة وخوف ، الموضوع ماهو بِسهل ولا هو بهين !
رفع يده راجح وهو يمسح طرف لحيته ويناظر للرجال اللي واقف جنب مساعد ، ما وده يصدق إن الموضوع حقيقة ، لأن هالفعل ما يطلع من رجال الخسوف !
قال عبدالعزيز بعد ما أستنكر الفِعلة ولا صدقها ، كونه رجل يعتز برجال قبيلته ويدري إن هالموقف مستحيل يصير : والله إننا من سلايل طويلين الشبور
‏في عروقنا كلها ما جرى دم رخمة ، واللي تقوله ياشيخ هِشيمان ما يخارجنا
أخو القتيل قال : يخارج ياعز بن راجح يخارج ، أخوي النشمي الأجودي طقت الحميّة بضلوعه ، وأقبل يفزع ويفارق بين رجال ديرتكم ، والخنجر اللي كانه بينغرز في صدر ولدكم ، أنغرز في صدر تعيس الحظ أخوي للحين عظامه تنتفض ، ودمه ما تشربّته الأرض من الغبنة ، والله ما أرضى ولا ألين إلا بالقصاص
عقد حواجبه وعدل وقفته والموضوع صار جدِي قال وهو يدعي ان الموضوع كذب : ومن اللي غدر فيه
رد الرجال على عجل : جسّار نسيبكم وطارق أبو سند
ولا طرى هالإسم ، إلا بدخول جسار للمِجلس !
إللي كان ناوي يسري للمكان اللي أنقتل به الضحية ، ولكنه من لاحظ أهل الديرة يتوافدون ناحِية مجلس الشيخ ، آثاره القلق ومشى بخُطوات سريعة له
ومن دخل للمجلس ، حتى تبادر لمسمعه إسمه اللي أرتبط بإسم طارق .. وهِنا عرف إن هالجُموع ماكانت إلا بسبب موقف البارِحة
ومن ألتفت العيون ناحِيته ، حتى جمد بمكانه وناظر بتشتت للمكان .. بعدها ناظر مساعِد لجسار اللي يأشر عليه ويقول : هذا واحد من سفاكين الدم الجبناء النذليّن ، وين الثاني الخسيس
سعود عصب وأستفزه الإستنقاص من جسار وقال : إقطع الكلام الدنيء يا شيخ ، تدري بنا ما نرد بالسوء على اللي في ذرانا ومنا وفينا!
وجسار تقدم وهو يوقف جنب عبدالعزيز وقال بهدوء ظاهِري يخفي داخله رهبة ، ولا طلع الرجال اللي مات الا من هالديرة ! : أخطيت في شيء واحد يا شيخ مساعد ، هو ان خليته على الأرض ينزف ، وهالشيء لو تبون تأخذون رأسي بداله راضي
راجح قال : ومن اللي قتله يا جسار ، فهمنا السالفة وأنا أبوك !
جسار تنهد وقال لهم اللي صار ، ومساعد يناظرهم بعصبية وحدة : والله ما نخطي خطوة برى هالمجلس الا برؤوسهم !
عبدالعزيز كان يناظر لجسار اللي مرتبك ، ربت على كتفه وهو يتنهد ، فعلاً ما أخطى الا بهروبه ، والا الخنجر انغرز بيد طارق : تذرا في حمانا واعرف انك رفيع الراس في ظل من يحمي الطالات ويصونها ، أنت خطأك كان تركك للرجل على الأرض دون تحميّه ، ولكنه يُغتفر ولا تنؤخذ عشانه رِقاب
ألتفت ناحِية مساعد اللي قال : تنؤخذ الرقبة والجاه والسمعة ، أخطيتو علينا .. ردو حقوقنا لنا بالطيّب والا والله لا تصير مذبحة هاليوم هنا !


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...148...

📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


جسار كان يدور لطارق بعيونه .. هو القاتل وهو الغايب ! والفعل كله صار بوجهه هو وهذا اللي ما حسب حسابه
قال أبو ساجي : صل على النبي يا مساعد ، ومالك الا اللي يرضيك ، الواضح ان الموضوع خطأ وزلة ، وإن كانك بترضأ إرجع لديرتك وأبشر بمنصد يرضيك ويرضي أخوه
مساعد رفض وقال : ماعليك شرهه يا أبو ساجي ، ينقتل رجل من ديرتي وترضيني بمنصد ؟ عيب عليك شنبك اللي خطاه الشيّب ، الليلة ننهي الخسوف
سند اللي كان ساكت طول الوقت ، وقلبه يحترق يعني النذالة كانت من شخص نذل وخسيس وسارق لأحلام غيره ، ليه تتعاقب ديرة كلها عشان فعلته ، قال وهو يناظر لمساعد : خُذ بدال رقبة ولدكم رقبة قاتّله ، ليه تتعدى على أهل ديرة ما لهم ذنب
ولكن راجح ناظره بمعنى لا تتكلم ، وهو اللي ما يرضى على أي شخص بديرته ، يدري إن الخطأ راكبهم من ساسهم لرأسهم ، ولكن القتل كان عن طريق الخطأ ، ودقت بضلوعه الحميّة : ‏إسمعني يا مساعد حنا على النقا ما ننحدر بالمحادير نظراتنا صوب الجدي و المجره ، خطانا ندفع ثمنه غالي ولكن خطاءك وتعديك على أرضنا وش بيكون ثمنه ؟
عبدالعزيز : لو يبقى على بابنا خمسين سنة قدام ما دفع هالثمن يا بن جبّار
قال مساعد بسخرية : لا ترفع خشمك عليّ ، وأنت ما تطولني ياعز !
أستفزه الكلام وسكت للحظات ثم ناظره بحدة وقال : رفعت خشمي يوم خشمك رفعته وبتموت تحتي مابعد جيت تحتك
أخو الضحيّة كان ساكت طول الوقت وكان هذا طلب مساعد منه ، وشددّ على البقية يسكتون ويخلونه هو لحاله بالواجهة ، لغرض في نفسه
قال بعدها : دعسنا بساطكم ونحسب إنكم مكرمين وبتردون الحقوق لااهلها ، ولكن ظننا مهب بمكانه
خسيسين ولا تستاهلون إلا الدعس ونمشي بخطواتنا عليكم
الكل هاج وكان بيرد بس سكتهم صوت الحاد ، إللي لعب الجنون برأسه بسبب كلام مساعد رفع سبابته وقال بتهديد : حطها في جمجمة راسك وجوّدها يابن هشيمان ..بنموت وحنّا عزيزين نفس وكرام، و..لا إنهزمنا مانعرف الإعتذار إن قلت سم، وأبشر.. تامر لك أمر
‏حنا اللي لا أحتمى الموقف حرار .. درع جنب وعون، وحزام وذخر
بس لا تردّى فينا، عشان لا نحرقك
تغيرت نبرة صوته لأكثر حدة وقال : من داس على بساطنا بالطيّب جيناه بكل رحابة ، وقلطناه بصدورنا قبل مجالسنا ، ولكن من حاول يتعدى على أرضنا أو رجولتنا بكلامه والا بفعله ، يشهد الله لنخسف به لين سابع قاع ، جبار ما سمانا الخسوف عبث يامساعد

الشيخ راجح ، عرف هاللحظة هذي لو بقى عبدالعزيز بالمجلس ، راح ينتهي هاليوم بضحية ثانية ، يدري إن ولِده حليم ، ويدري إنه لا غلبته عصبيته ، فالحُلم ينتهي ، لذلك أشر بعيونه ناحِية سند ، اللي فهم عليه على طول
ومشى بخُطوات سرِيعة ناحيه عبدالعزيز ووقف جنبه وقال بهمس له : صل على النبي وتعال
عبد العزيز ألتفت له وهو شاد على قبضة يده : ما تسمعه وش يقول قليل الناموس ؟ يسب بمرجلتنا
سند سحبه بهدوء وقال : بيحلها الشيخ راجح ، أنت تعال
رفع عيونه ناحيه الشيخ راجح اللي أشر له بمعنى إطلع ، ورجع ينقل نظراته بين مساعد وأخو الضحية ، وده يقول لهالرجل ، دِية أخوك تأخذهم من دمي ولكن ..إضطر إنه يخرج هاللحظة عشان ما تثير قريحته
طلع من المجلس وأستند على الجدار وهو يتنفس بسرعة ، ومكتف يدينه بغضب واجِم ، الكلام كان كبير عليه وعلى الخُسوف ، ولا هو عز بن راجح اللي يرضى بهالإهانة ! خصوصاً إن الخطأ كان من شخص واحد
ألتفت لسند اللي يقول : خفف من هالعصبية يا عز ، ما يستاهل هالطارق كل هالتعب خلهم يأخذونه من بيته ويقتلونه وصل الله وسلم وبارك
تنهد عبد العزيز وناظر لسند اللي تفكيره بسيط لهالدرجة ، ولا رد عليه سكت للحظات ثم قال : للآن ما حضر ! ليه طاوعتكم وخرجت
ليه تركت جسار ، لحاله بوجه المدفع !
ناظره بتوتر ووقف وهو يربت كتفه : جسار عند راجح مثل سعود ومثلك ، لا تخاف
ناظره بضيق ومسح على وجهه ، وفعلاً هالمرة الموضوع كبير كثير
الشيخ راجح كان مُدرك تماماً إن الخطأ من الخسوف ، وقبل ما يتنازل مساعد ، هو برأسه ماراح يتنازل ، وش ذنب القتيل غير إنه كان راعي فزعات ؟
رفع رأسه ناحِيه أبو ساجي ، اللي صار المسؤول عن طارق بعد وفاة أبوه وقال : يا أبو ساجي ، هات ولد أخوك لهالمجلس ، ذلحيـن !
أبو ساجي ناظره بتوتر ، ثم أستجاب لكلامه ومشى بخطوات سريعة ناحِيه بيت طارق ، ومن دق الباب حتى فتحت له شُروق بخوف من قوة الدق : هلا يـبه ، وش صاير ؟
أبو ساجي ناظرها بربكة وقال : ليه فتحتي الباب أنتي ، وين زوجش ؟


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...149...

📚 😍 📃
📖 روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


شروق ناظرته بإستغراب وقالت وهي تعدِل شيلتها : رجع أمس الليل ، ومن الفجر صحى خذى له كم غرض في شنطة صغيرة وقال عنده شغل في المدينة بيخلصه ويجي !
تجمد بمكانه بصدمة وناظرها بدهشة وهو يبلع رِيقه بصعوبة ، يعني فعلاً اللي أنقال صحيح واحد من رجال الخسوف " خسِيس ونذل "
شروق خافت وأقتربت برعب وهي تهز كتف أبوها : يبه وش صاير ؟ طارق صابه شيء !!
ناظرها بتشتت للحظات ثم قال : سود الله وجهه
عقدت حواجبها وهو مشى عنها بخطوات مُتخاذلة ناِحية مجلس الدِيرة ، ومن عتب عتبة الباب حتى جاءه صوت مساعد : وين القاتـل يا أبو ساجي
أبو ساجي أقترب وهو منزل رأسه للأرض ووقف جنب راجح وهو يقول : تقول زوجته اليوم الفجر سافر
ناظره راجح وشد على قبضة يده بعصبية وهو يرفع عيونه وينقلها بين الحُضور بالمجلس ، ثم ناظر لجسّار اللي واقف ويناظر بهدوء ، وكأنه راضي بأي شيء يصير عليه ، عزّ عليه يتحمل الموضوع لحاله لأن خطأه ما يستاهل الموت ، لعب بأطراف عصاته العصبية بهُدوء ثم رفع عينه ناحِية مساعد اللي يناظره بحدة وكأنه ينتظر يقول شيء يدعم فكرته ، عشان يخر كل اللي بلسانه ، خُصوصاًّ في ظل غياب عبدالعزيز : إدعم موقفك يا راجح ، قبل نثُور
سكتنا وصبرنا ، ونبي نهاية صبرنا حُكم منصف
ناظر بتشتت للمكان وهو يرخي قبضة يده ويتذكر مبدأه اللي مشى عليه كل شانت الدنيا و هزّ الزمان أقصاه توجه للي .. ما تحت قوّتـه قـوه
ركز نظراتـه على مساعد وقال بعد تفكير : الحكم لك يا شيخ هِشيمان ، واللي تطلبه حنا راضين عنه إن كان ودك تتنازل بعد منصد وحبّ خشوم بما إن أخوه يقول إن القتل كان عن طريق الخطأ ، والا تأخذ بدال الرقبة اللي طاحت رقبة غيره !
مساعد أبتسم بنفسه وألتفت ناحِية أخو القتيل وقال بهمس : ترضى بأي حكم أحكم به ؟ ولو كان مهب عاجبك !
أخوه ناظر لرجال هِشيمان اللي يناظرون فيه وكذلك بقية الرجال اللي بالمجلس توتر وأرتبك فقال بعجلة : راضِي ياشيخ
أبتسم مساعد ورفع رأسه وهو يِلم بقايا بِشته مُوقن إن أخذه رقبة جسار أو رقبة طارق ، ماراح ينفعه ولو بمقدار ذرة
ومُوقن إنه لو فعلاً شد عزمه وقرر يغزي على الخُسوف محد بيتضرر غيره ، لأنه يدري وش القوة اللي يمتلكونها ، لذلك فكر بطريقة تنفعه هو وتنفع قبيلته وترفع من شأنه لذلك ناظر لرجال وقال : ما يوقف الدم ولا يجيب التنازُل ، ولا يحل هالعقدة ويُفكها إلا إرتباط القبِيلتين ببعض
عقد حواجبه راجح وأخو القتيل ناظر بصدمة للحُكم
أردف مساعد وقال : لا صار هِشيمان خال الخسوفي إنقضى الدم ، محد يقتل ولد بنتـه يا راجح ، ولا راح يتم الصلح الا بزواج شيخ الخسوف ببنت هشيمان !
إتضحت الصورة أمام الجميع وعمّ الصمت المكان في حِيرة وضياع ..
-
-

مكان .. بعيد جداً عن التوتُر والإرتباك
كان واقف ويناظر بنظرات إعجاب لها ، وعلى ثُغره إبتسامة مليانة رِضا ، أقترب وهو يمرر يده على أطرافها ثم قال : الفن يسري بدمي ، الفن في عُروقي وفي كل إصبع من أصابعي ! وش هذا الجمال ياسعد
رجع يتأمل اللوحة ويناظر بدقة لجميع أطرافها ثم أبتسم ، أخذها بهدوء وهو يفتح باب سيارته تركها على الكُرسي الخلفي ورجع يلم باقي أغراضه
ركب سيارته وناظر للمكان اللي يكسُوه اللون الأخضر ويتزين بلُون الزهر ، أبتسم بطمأنينة وإنشراح
ومشى وهو يركب سيارته ، كان بيترُك اللوحة مع بقية اللوح بآخر مرتبة بالسيارة ولكن ما طاوعه قلبه
هاللوحة أخذت منه جُهد ثلاث ساعات ، دون توقف
أتجه على طول للبيت ، وهو يدندن بلامبالاة
-
-
{ مُنى }

تنهدت وهي تِنقلب للجهة الثانية بملل ، قبل ساعة صحتها أم سعد وهي تقول إنها بتخرج عند جارتها ، ومن صحت وهي باقِية بمكانها .. ليلتهُم قضوها بين قلق وتوتُر ، لأول مرة يظهر القمر ويغيب وتشرق الشمس بدُون الجادِل ، لأول مرة ترفع رأسها من على المخدة وما تلاقيها نُصب عيينها ، أيقنت إنها مصدر الطمأنينة بحياتهم
بعد الليلة المُقلقة خصوصاً بعد ما رجع الرسول دُونها وطلب أغراضها وقوله إنها هي طلبت منه يرجع لها ، بث هالكلام الخوف في قلوبهم ، أنتبهت لحياة اللي جالسة على الكُرسي ومجمعه رجلينها لها وسانده رأسها على أطرافها ، والواضح نُومتها مُتعبة
تنهدت وهي توقف وسحبت اللحاف وهي تغطِيها ماكان ودها تصحِيها لأنها طول الليل كانت تصارع الأرق ، ناظرت لنفسها بالمراية ولمت أطراف شعرها الكستنائي ببكلة ، وتركت الخُصلات اللي تمردت تبقى على جنب .


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...150...

روايـــــــــــــة ✍🏼
{ من قريت الشعر وأنتي أعذبه }

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


تنهدت ومشت وهي تِطلع من الغرفة وناظرت للبيت الخالي من أي حِس ، سوت لها فُطور سريع وجلست بالحُوش وهي تأكل وتتأمل السماء بملل ، رفعت عُيونها ناِحية باب غُرفة سعد اللي بنهاية الحوش ورمشت بهدوء
ميّلت شفايفها وهي تشتت نظراتها للمكان تحاول تِكبت فُضولها ولكن .. آبى
وقفت ومشت بخُطوات سريعة وفتحت الباب ، ثم أبتسمت ، هالمكان مِثل النسمة لطيف وخفيف
خُصوصاً إنه يجمع كل الأشياء اللي تِحبها
حست إن هالغرفة غير تماماً عن المكان كامل ، وكأنها عالم يُخصه هو لوحده ، دخلت وهي توزع نظراتها ناِحية اللوحات الكبيرة اللي مُوزعة بشكل مُنسق على جُدران الغرفة الأربعة ، وتجمع بين مناظِر مُراقبة وألوان مُرِيحة للعين !
تنهدت براحة وهي مبتسمة وتُدور بالغرفة دُون وجهة تتأمل اللوحات الصِغيرة والكبيرة ، ألتفت ناحِية الدرج الخشبي على عجل ، وأبتسمت وهي تقلب بالأشرطة وتدور على أغنية تناسب هاللحظة اللطيفة .
أبتسمت وهي تقرأ الكلام المكتوب على الشِريط وسحبته وهي تضغط على زر المسجل الأسود وتدخل الشريط ، ثم قفلت وضغطت زر التشغيل ، ثواني بسِيطة وبدأ الشريط يدور وأشتغلت الأغنية ، أستمعت لها لثواني معدودة ثم ما قدرت إلا إنها تمسك أطراف فُستانها وتبدأ ترقص وتتمايل بـِرقة على صوت الأغنية
-
-
بينما سعد كان واقِف قدام باب البيت ، نزل ومسك اللُوحة بيدينه ، ودق الباب مرة ومرتين وثلاث وأربع
عقد حواجبه بإستغراب ، لا البنات موجدين ولا أمه ردت ! نسى تماماً كون اليوم يوم جمعة ، ولا فيه دوام للمعلمات
وجاء بباله إن أمه والأخت الثالثة برى البيت ، كون محد أستجاب له وفتح
ولكن رجع يدق مرة خامسة وسادسة ، ولما محد رد أيقن إن البيت خالي منهم ، لذلك سحب مفتاحه من جِيبه ودخل للحوش وبيده لوحته ، عقد حواجبه لما سمع صوت الأغنية ومشى وهو يتجه ناِحيه غرفته ، ومن وقف على عـتبة الباب حتى ناظر بذُهول وصدمة ، أنتبه لرعشة يدينه ووقُوف شعر جسده بإرتباك ، غمض عيونه على عجل ورجع بخطوات سريعة لورى وهو يمشي ناِحية الباب
خرج من البيت وقفل الباب بهدوء وهو يستند عليه ، رمى اللوحة من يده على الأرض ورفع كفه وهو يمسح على وجهه ، عض على أطراف شفايفه بضِيق عارم لكونه دخل البيت بهالطريقة دُون ما يصرخ على الأقل ، لام نفسه إنه أتخذ قرار الدخول دون التفكِير بأنهم ممكن يكونو ما سمعو أو باقي نايمين :
شتت نظراته للمكان وغمض عيونه بخوف وهو يلمح طيفها بكل درب ينقل عُيونه له ، كانت اللحظة اللي لمحها فيها جزء من الدقِيقة أو أقل
ولكن ، هاللمحة خذت باقي سنينه بدون ما يستوعب
ولأنه فنان ، فـطبعه ينقل نظره للأشياء بشكل سريع ويفحص كل شبر فيها بلمحة بس ، وهذا اللي صار
من أطراف شعرها المُتمردة لين خِلخالها ، ولا شيء غاب عن باله
ناظر للوحته اللي على الأرض ومشى عنها بسُرعة وهو يشد على قبضة يده بضيق : ألجأ لعفوك وغُفرانك يارب على تمرد عيون هالسعد دون وعي منه
ركب سيارته ومشى على طول من عند باب البيت ، وكل ما حضره طِيفها وتذكرها رجع يستغفر ، ولو إنها ناويه تِستحل عقله إلا إنه يدري إن تذكره لها باللحظة ذي ماهو من حقه ! كونه مو محرم لها
عقد حواجبه وهو يناظر لشوارع الديرة الخالية من الرجال ، إلا من بعض الأطفال وقال بإستغراب وهو يوقف وينادِي واحد من العيال الصغار اللي بدوره سأله وقال : رجال الديرة وينهم ؟
قال بعدما نفض التراب عن ثوبه : بمجلس الشيخ
عقد حواجبه : وش صاير ؟
رفع كتوفه بعدم مبالاة وسعد خاف ومشى بسيارته على طول لين وقف بإستغراب وهو يشوف عبدالعزيز وسند يمشون بأطراف الطريق ، وقف على عجل ونزل من سيارته وهو يمشي لهم : وش صاير ؟
سند رفع يده بضحكة وقال : سمعت إنك فاغر ، وتجي على نهاية الملحمة بس ما صدقت
عبدالعزيز قال بضيق : أي نهاية يا سند ؟ قل تونا أبتدينا
سعد قال بخوف : وش صاير يارجال والله طيحتو قلبي
سند ناظره للحظات ثم حكى له السالفة وسعد عصب ومشى عنهم وهو يقول : من اللي تطاول على شيخنا ورجالنا ؟ واللـ..
قاطعه سند وهو يسحبه من يده : تعال تعال نفدى وجهك يكفي هالعز اللي بغى يذبحهم
سعد ناظره ودقته الحميّة وهو يقول : إسمعني يا عز ، أنا دائماً أقول اما توقف للرفيق وقفة " صديقٍ لو تضيق به الوسيعة.. شلت همه وارتكي له واداويه " والا فلا ، لذلك خلني على يمينك ويمين هالسند والله ما يخيب لك رجاء مني بعون الله
أبتسم سند لكلامه وأردف وقال : الله الله يابن راجح ، لو يلحقك مكروه أبيع بوقفتي ثِيابي فهونها وتهون ، ولا يحلقك ضِيم بسبب هالشيبة ! ما يخفى علينا مساعد ولا طبعه ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 03:32 PM   #53

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...151...


📖🖌 @storykaligi 💐🍃


ناظرهم بإمتنان وقال وهو ينقل نظراته بينهم : أنتم اللي أن أنتخيتهم ضد الردّي جيتو تنسفون الهقوات، وإن طلبتكم الوقفة وصّلتو خشوم الرخوم لرمال الثرى .. ماني بجاهل مقامكم وإذا على مساعد ، فانا احمد الله عزيز و سابقي حرّه مالي و مال القصير الناقص الداني
خليت الموضوع بيد بن جبار ، هو اللي بيعرف كيف يتصرف معه !
-
-

{ المِـزن }

لما لفت جِدايل شعرها ، أنتشرت رِيحة الحِناء منه
وأنعشت كل خلاياها ، أبتسمت برضا وتركته على ظهرها بعشوائية ، سحبت المبخرة من على التسريحة الصغيرة وأخذت تِمررها على أطراف شعرها ، ناظرت بأريحية لوجهها ثم أخذت نفس براحة ، ما تِحس بطعم الصباح إلا بهالريحة
ومن تركت المبخرة حتى سحبِت الشال الزهرِي من على التسرِيحة ، وطلعت من الغُرفة وهي مبتسمة
ألتفت وهي عاقدة حواجِبها ناحيه أصوات عالية بالصالة ومشت بخطوات سريعة وخايفة ، ومن تُوسطت الصالة حتى توجهت الأنظار عليها
ورنت ضِحكات رحمة ونعمة الساخِرة مسامعها
عقدت حواجبها وناظرت لإبتسامة إستهزاء على ثُغر حكمة وظلت تناظرهم بإستغراب
قال نعمة نبرة ضاحكة يملأها التهكم : كُنتي متعالية ومتغطرسة لأنه ما جاءت على رأسش الرابعة يا المزن ، ولكنش غبية وجاهلة يومنّش ظنيتي إنش بتبقين دائماً الأخيرة ومحد بيجي يعتلي عليش !
ناظرتها بضيق من كلامها وقالت : ما مليتي من دس السم في كلامك يانعمة ؟
رحمة : هالمرة السم ماهب منها يالمزن ، هالمرة من الشيخ راجح
ألتفت ناحية حكمة اللي قالت : خلوها في حالها ، وين القلب اللي بيتحمل اللي بتتحمله
حكمة : سبعة وعشرين سنة وهي الثالثة ولاحد جاء على رأسها
وبعد هالعشرة كلها تجي الرابعة وتكسر ظهرها ماهيب سهلة
ضحكت نعمة وقالت : يوه خلوها تحس بإحساسنا ، كم جلست أدعي إنها تقب حرب بس عشان يأخذ الرابعة
رحمة ناظرت بضحكة لنعمة وقالت : كأنه زوجها لحالها ، بيعرس علينا كلنا مع ذلك نضحك ومستانسين
نعمة قالت وهي تربت ع فخذها : حنا ذقنا هالضيم ودعينا تذوق مثله ، وهذا هو ربي أستجاب زواج راجح من بنت مساعد هِشيمان بعد يومين
كانت تنقل نظراتها بينهم بإستغراب ، ولافهمت وش يقصدون ولا وش المغزى ورى النغزات والنبرات الضاحكة والساخرة ، ولكن من قالت نعمة آخر جملة وأتضحت الصورة قدامها ، ناظرتها بصدمة ورمشت بعدم تصديق : صادقة باللي تقولينه يا نعمة ؟
ضحكت وهي تهز رأسها وتشرب من فنجال القهوة اللي بيدها : اي والله اني صادقة ، اليوم قالت لنا أم سحابة بقرار الشيوخ أمس ، الصلح كان شرطه زواج الشيخ من بنتهم ، والشيخ راجح وافق
بلعت ريقها بصعوبة ، وأنقلب يومها اللطيف ليوم أسود وكئيب بسبب جملة بس ، وفعلاً مثل ماقالت حكمة وين القلب اللي بيتحمل هالوجع ؟
مشت عنهم بسرعة قبل يلاحظون دُموعها
وأتجهت ناحية إسطبل جديلة ، دخلت لها وأستندت على الباب وهي تنحني بيدها على ركبها وتبكي بقهر ، سبعة وعشرين سنة تتُوج بزوجة رابعة ! قوية بحقها
-
-

عبد العزيز اللي من طلع من الخُسوف أمس الظهر
قرر ما يرجع لين تخف عصبيته ، ما يخاف من أي شيء كِثر ما يخاف من نفسه ، كان خايف لارجع وهو ثاير يسوي سوايا لا تُحمد عقبااها
وقف وهو يمسح على وجهه ، وناظر للسماء بإبتسامة مليانه ضيق : يالله وأنا عَبدك اللي في ذراك أحتجى شجاعتي عند سلطانك مهابّه وخوف
نقل نظراته للسحاب بالسماء ، وتضايق أكثر
يومين على طولها ماشافها رغم إنها على كتفه وبسبب هالشيء هو معصب أربعة وعشرين ساعة وهو اللي ما يقدر يتحمل كلمة من أي شخص
ناظر لسند وسعد اللي كانو معه طوال الليل ،رفع رأسه سعد وقال بخُمول : رجعنا
سند أرتفع من على المركى وقال : قم يالله
وقف سعد ومشى خلف عبد العزيز اللي ركب السيارة وتوجهو على طُول ناحِية الخسوف يبون يعرفون وش صار مع شيخ هِشيمان !
ومن وصلو الخُسوف على طول أشر له يوصله للبيت دُون ما يتأخر أكثر وسعد أستجاب ، نزل من السيارة وودعهم ودخل على طول البيت
بينما هم توجهو لمجلس الدِيرة
ناظر لهُدوء البيت على غير عاده وتأفف بضيق وهو يتجه لإسطبل جديلة ، ومن أقتربت خطواته ناحيه الإسطبل حتى عقد حواجبه بخوف وهو يسمع صوت نحِيب وشهقات مكتومة
تزلزت الأرض من تحته ، وضاق نفسه لما ميّز الصوت الباكي ! سارع بخطواته بإتجاهها وفتح الباب بقوة وهو يناظرها منحنية على ركبها وتبكي
أسودت الدنيا بعيونه ، وحس إن كل شيء يبكي من بكاها ، حتى قلبه بكى
من لاحظ الدموع اللي بعيونها وعلى خدها .. حتى حس إنه من قوة ضيقته قلبه بينفجر ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...152...


📖🖌 @storykaligi 💐🍃


أقترب بخوف وهو يرفعها ويمسح الدموع على عجل من على خدها ، قرب وهو يضمها ويمسح على رأسها بخوف : وش صاير يا أم عزيز ، من تجرأ ونزل دموعش ؟ من تجرأ وبكاش وهو يدري إني بنهيه عن وجه الأرض
زادت شهقاتها بوجع وهي تشد على ثوبه وهو غمض عيونه بضيق واجم من شدته وكأن قلبه بيتقلص : نذرٍ علي و النذر ما فيه تباديل يا أم عزيز
يا جارحش والله ما يهتني في منامـه ، قولي لي من هو ، وش اللي أوجعش دخيلش إحكي
بلعت غصتها وهي تحاول تتكلم وقالت : راجح بن جبار يا عزيز ، أبوك
أبتعد عنها وهو يناظر للدموع اللي ما وقفت عن النُزول ومسحهت بضيق وهو عاقِد حواجبه : بن جبار ما يوجعش يايمه !
أخذت نفس ورفعت يدها وهي تمررها على لحيته السوداء وقالت بضيق : سبعة وعشرين سنة ، بعمرك أنت .. وأنا معه وحوالينه نسينا الناس من حوالينا ، نسينا الضيم من هله وقبيلته وديرته ، نسينا كل الهموم في سبيل هالحب وهالزواج ، والحين بعد هالسنين الطويلة تجي رابعة تستحل قلبه معي ؟
أرتجف صوتها وقالت : المزن ما تتحمل هالوجع يا عزيز
ناظرها بإستغراب وقال : وش صاير يايمة فهميني من هالرابعة
ناظرته للحظات وهي ساكتة ثم قالت : تنازل هِشيمان السريع واللي أنتهى بيوم وليلة كان بسبب موافقة أبوك على الزواج من بنته !
ناظرها بدون ما يرد ، يحس الصدمة شلّت لسانه
تنازل عن قتل نفس بريئة بإرتباط عائلتين ببعض ؟ وش بيستفيد ، كان يدري إن المشكلة بتنحل بما إنها صارت بين يدين الشيخ راجح
ولكن ماهو بالطريقة هذي .. مو بالطريقة اللي بتكسر قلب أمه ، يهون عنده طارق وجسار وكل قبيلته والخسوف بكبرها ، ولا تهون هالدموع اللي كسرت مجادِيفه
حاوط وجهها بحنية وهو يقول : نذر عليّ يا أم عزيز ما يلحقش ضيم ، خلي الموضوع علي
هزت رأسها بالنفي وقالت : ماحد بيقدر على هالموضوع ياولدي ، هالموضوع ثأر قبايل ولا راح تخمد النار إلا بهالإرتباط ، عزايّ لقلبي وبس
ناظرها بضيق ، وترك يدينه من على وجهها بعتب ، وشلون تظن إن محد يقدر عليه ، وهو عشان دمعة من عيونها يحرق القبيلة كلها !
عاتبها بنظراته ولكنه سُرعان ما ناظرها بحنية وقال بإبتسامة عذبة : إمسحي دمعش ، ورب البيت ما يصير شيء يضايقش ، خذيها من عزيزش وعزش يايمة !
ناظرته بإمتنان وهي تبتسم بضيق ، ولو إنها تدري إن مصير هالشيء يتم ، ولكنها ماودها تِكسر بخاطره
مشى عنها ، وأتجه لمجلس البيت بعدما عرف إن أبوه وسعود جالسين فيه ، ولكنه من كان بيدخل حتى لاحظ خُروجه
وبنفس الوقت ألتفت على دُخول نسيم بخطوات سريعة ناحيه البيت
وقفت جنبه وراجح عقد حواجبه وقال : يالله صبـاح خير وعفو ومغفرة ، وش بلاكم "وشفيكم"
نسيم ناظرته بتوتر ، ولا تدري وشلون أصبح الصُبح عليها ، ولا تدري وشلون عدت ليلتها المرِيرة
من درت ، وش صار بمجلس الشِيخ حتى أرتجفت كُل خلاياها ، من درت إن أبوها بين خيارين إما " إرتباط القبيلتين ، أو القصاص لجسّار وطارق وكُل الرجال اللي حضرو الموقف "
ولأن جسّار كان راضي بأي حُكم يصدر بحقه ، كون الندم يِنهش ضلوعه بسبب تركه للرجل على الأرض وهربه من المكان ، كان نايم طول الليل دون يرف له جِفن ، بينما هي تتأمله وتبكي بخوف ، تحس إن الجاثُوم على صدرها من تخيل الموقف بس ، وشلون لاصار حقيقة !
من أصبح الصُبح وطلع جسار من البيت ، حتى لبست عبايتها ومشت بخطوات سرِيعة ناحيه بيت أبوها ، تبي تتأكد من قراره تبي تتطمن إن الإرتباط كان الخيار اللي أختاره
واقفه جنب عبد العزيز اللي بادر وقال : صبّحت بالخير يا شيخ ، وش العلم اللي سمعناه؟
عقد حواجبه راجح وناظره بحيرة وعبدالعزيز قرب وقال : أنا في ذرى ربي يا ولد جبار ، إلا الرابعة لا تجيبها على رأس المزن
سكت راجح وصد بضيق ، وسعود تنهد وقال : هذا اللي بيصير يا عز ، ما تدري إن رقبة جسار وطارق على المحك ، إن ماصار هاللارتباط طارت أرقابهم
عبد العزيز قال وهو يتذكر شهقات أمه اللي ماغابت عن باله : تطير يا سعود تطير ، تطير رقبة القاتِل وأعوانه ، ولا تطيح دموع أمـي
شهقت وهي تحط يدينها على فمها بربكة ودموعها ملأت عيونها من قوة خُوفها على الرجل اللي منها وفِيها ، وألتفتو كلهم لها بخوف ..
ألتفتو بخوف ونسيم أقتربت وهي تضرب كتف عبد العزيز بخفيف وبعتب ودموعها تحِرق محاجر عُيونها : يروح جسّار لأجل دموع المزن يا عز ؟
عقد حواجبه وهي أردفت بوجع وناظرته وهي ترفع طرف كمها وتمسح دموعها اللي تِمردت غصب عنها ونزلت : الشيخ راجح لاتزوج وتركها ، فمعها عز بيداريها ويطبطب عليها ، ولكن نسيم لاراح جسّار من لها ياعز ؟ فهمني وقل لي من لها !


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...153...


📖🖌 @storykaligi 💐🍃


راجح قال بعدما رفع حاجبه ووجه نظراته بإتجاه عبدالعزيز ، وصل لمُبتغاه
ووصل للي يبيه بعد ما مرت سنين طويلة وهو يحاول فيه بالطيّب ولكنه يرفض
بينما الحين ماعنده خيار ثالث ، بيوافق مُجبر : وش تقول يالـودق ، نرفض الإرتباط ويموت نسيبك ورجال قبيلتك والا نقبله ونكسر قلوب أحبابك الخيار بين يدينك !
سكت للحظات وناظره وهو يرمش بهدوء ومن أستقرت عيونه بعيون سعود قال : خل سعود يأخذها
راجح أردف على عجل : لزوم شيخ الخسوف يأخذها ! وإن كان سعود بيصير الشيخ بيأخذها
سعود رفع يدينه بسرعة وقال: طلعوني من موضوع الشيّخة الله يرضى عليكم ! عندك رجال طول بعرض يايبه ، وعندك فهيّد
عقد حواجبه عبدالعزيز وناظر لأبوه بلوم : تنصِب شيخ للخُسوف وأنت تشم الهواء ؟ عيب يايبه عيب
ضرب بعصاته الأرض بحِنك وغضب وقال وهو يشد بقبضة يده على رأس عصاته : ينصب يا عز ينصب
كونك ما تدري إنك الشيخ من قبل خمس سنين فأنت غلطان ، أنا متواري عن النظر وتارك الساحة لك ، منتظرك تقول خلاص رضيت وبصير الشيخ
منتظرك تقول أبوي إنحنى ظهره وتقّوس ، ولاعاد يقدر يشيل الحِمل أكثر ، منتظرك تأخذ هالجبال من على كتوفي ! ولكن ما منك رجاء
عض على شفايفه بضيق من عِتاب أبوه ، وهو اللي ما رضى على نفسه تمر الفكرة من باله مُرور الكرام ، وشلون يرضى على نفسه ويصير الشيخ عز ، في ظل وجود راجح ! : ماطيعني يبه " ما أقدر " ماعندي إستطاعة على هالدرب ما أقدر أجلس بصدر المجلس وأنت اللي على يميني ما تعودت
أقترب منه وهو يربت على كتفه : كتف راجح تحمل هالجبال أربعين سنة ياعز ، طالبك وأنا أبوك شل هالحِمل عن كتفي إعتق رقبة زوج أختك وعيال ديرتك ، وإحفظ دموع أمك وأجبر كسرها ، كل هالموضوع بيدك وبكلمة منك بس ، أنت بتنصيبك شيخ للخسوف راح تعزني أنا قبل أي أحد وأنا أبوك ، لا تظن الموضوع تقليل من شأني بل العكس تماماً ، أنت بتخفف عني ياعز مساعد يبي يرتبط فينا لأجل تختلط الأنساب ويتفاخر بإختلاطها ، عطه اللي يبي دام الموضوع فيه تنازُل وحفظ للدم
ناظره بتشتت وضياع ، ليه الدنيا تحدّه على المشي والدعس على قلبه بكُل مرة ؟ ليه تحده على هالضيق ؟ ليه دائماً تكون الخيارات إما يبقى معها أو يفارقها بقسوة ؟
غمض عيونه بإندثار شديد وهو يشد على قبضة يده ، وشلون يفهم أبوه إنه ناذر إنه ما يأخذ غيرها ؟ ولا تكون قبلها ولا بعدها مرأة ؟ وشلون يقول له ترى عندي وعد لحمامة على كتفي حطّت رحالها بعدما هاجرت لخمس سنين كاملة ! وشلون يخليه يستوعب إنه ما يبي يعيش قصة المزن وراجح ولا يبي يكررها الزمن من خلاله ! مايبي أحد غيرها !!

راجح قال : وش قولك يابن راجح ؟ هلّ علينا جوابك لأجل نرد لهِشيمان
فتح عُيونه بتثاقُل وهو يوزع نظراته بين سعود المِرتبك ونسيم المِتشتتة والخايفة ووجهها أحمر من كُثر البكاء ، ولمح أمه واقفة بباب الإسطبل وشادّة الشال على كتفها وتناظره بضيق ، ولأبوه اللي يناظره بترقُب وإنتظار ، أنضغط من كُل الجهات وضاقت عليه الأرض بما رحُبت ، ومثلما تعود
دائما وأبدا " المزن " قبل قلبه وقبل كُل شيء وإن كان برضاه أو غصب عنه ، أهم شيء لا يضيق لها خاطِر ، ولكن هالمرة زودٍ على رضا المزن عنده عشم أبوه وعنده حِفظ للدم ، شد على قبضة يده وهو يلُوم الدنيا اللي كل مره تطلع لين سابع سماء ثم تخسف به وبآماله لين سابع قاع !
رفع عينه وناظر لأبوه وهو يهز رأسه بإيجاب ، قال بشُموخ يخفي داخله وجع وكسر خاطر : بحفظ الدم والدمع وبصون الكرامة ، ولا يصير خاطرك يابن جبار إلا طيب !
ناظره بفرحة أعتلت كُل خلية بجسده ، وأخيراً اليوم المنتظر بالنسبة له
وأخيراً شبِيه راجح وافق وبيُنصب شيخ ! تهلل وجهه فرح وبهجة ، وهو اللي كان يدري من لما نطق بالمُوافقة لمساعد ، إنه بيصير هالشيء وبيحقق مُراده
ولا وافق على هالإرتباط إلا إنه يدري إن عبد العزيز بيعارض وبيأخذ الموضوع بعاطفية لأجل المزن
كان جاهل تماماً العواصف اللي تصِير بقلب عبدالعزيز باللحظة ذي ، كل اللي كان يدري به إن بكرة تنصيب الشيخ !


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...154...

🖌 @storykaligi 💐🍃


{ناِصف }
اليومين السابقة ، كانت كلها بدِيرة هِشيمان
من رجع مساعد وباقي الجُموع ، حتى تهلل وجهه وكان ينتظر يوصل خبر نِهاية آل جبار
بس من درى بطلب مساعد ، وطلب الإرتباط بهم حتى تهاوى سقف طموحه على رأسه بأبشع الطرق !
كان يظن إن مساعد ناوي على نهايتهم ! مو على بداية هِشيمان
ضايق صدره وهاليومين بقى فيها يوسوس برأس مساعد يغير رأيه ، ولكن هيهات !
مساعد من أعطاه راجح المُوافقة حتى إزدانت الدنيا بعيونه ، وضرب بكل الآراء عرض الحائط
بهالإرتباط محد بيستفيد غيره هو !
ولولا خوف ناصف إن مساعد يقطع ذراعه الثانية
كان شوش أهل هِشيمان عليه ! بقى هنا بهِشيمان بمحاولة منه إنه يزعزع رأي مساعد ولكنه آبى
.

{ الجادِل }

كانت واقفة على عتبة الباب الخارجي ،وتناظر للحوش بعشوائية ، بقلبها مثل الجمرة ولا تدري وش سببها ! اليوم الأحد .. هالوقت المفروض بحصتها الدراسية وتشرح لِطالباتها
ولكن رغبة أُمها ببقائها أجبرتها تلِبي ، وتبقى هاليومين بعد هنا
رُغم إنها ما خبرت البنات ، ولا مُديرة المدرسة عن تغيُبها ليومين كاملة
كون أمس كان بداية الأسبوع الدِراسي ، ولكن اليوم اللي يضايق قلبها هو عدم معرِفة عزيز بِغيابها
كان ضيقها كوم وضيق الِرسالة وعدم وصولها له كوم ثاني ! والحين شالت هم إنه يجي يدور عليها ولا يلقاها هاليُومين ويعتقد إنها راحِت دون رجعة !
تِنهدت وهي تمسح وجهها بأطراف يدها ، ورفعت رأسها وهي تناظر لأُمها اللي مرت من جنبها ، وقالت : يمـة ، يعني متغيبة عن مدرستِي عشان تتركني وحيدة طُول الوقت ؟
أبتسمت أمل وقالت : يكفيني وجودك هنا ، لما ألتفت بكُل زاوية ألقاك ، خليك بالصالة ، شوي وبجيك !
عقدت حواجِبها وقالت : وين بتروحين !
أمل : جدك يبيني ، بشوف وش في خاطره وبرجع لك
هزت رأسها بلامبالاة ووقفت وهي تُنفض الغُبار من على أطراف فُستانها الحرِيري ودخلت للصالة
بينما أمل توجهت للمجلس اللي بالحوش ، دقت الباب بإحترام ودخلت وهي تتجه ناحِيه مساعد
حبّت رأسه وقالت وهي تناظر للأرض : سم يبه !
أبتسم مساعد ووقف وهو يرمي أطراف غترته لورى ظهره وقال : سمعتي بسالفة القتيل اللي من ديرتنا صح ؟
رفعت رأسها وهزته بإيجاب : سمعت ، ولكن ما قلت للجادل ، خايفة إنها تروح من الخوف
مساعد رفع حاجب وقال وهو يقترب منها ؛ خلينا من الجادل الحين ! اللي قتل ولدنا من ديرة الخسوف ! وعلى إثر ذلك وعشان نحفظ الدم طلبت إرتباط شيخهم فينا
ناظرته بإستغراب وهو أردف وقال : بن جبار راح يعرس عليش بكرة !
رمشت بعدم إستيعاب وناظرته بصدمة ومن صدمتها سكتت ولاعرفت ترد
وهو أردف وقال وهو يربت على كتفها : تجهزي نفدى وجهش ، خليش في أفضل شكل ، تراش بتروحين زوجة شيـ..
قاطعته وهي تقول : زواج ماني بمتزوجة يـبه !
أسترسل بضحكة ساخِرة وقال بحدة وهو يناظرها : ومن اللي خذى رأيش ؟ مهب طواعية الموضوع يا أمل ، الزواج ذا غصب عنش
فركت يدينها بتوتر وقالت : أجبرتني قبل خمسة وعشرين سنة على الزواج ، ولكن هالمرة ما راح أرضى
أقترب منها ورفع أصبعه السبابة وهو يدق جبهتها بقوة : وش بتسوين ؟ وش بيكون ردش لاخذيتش الحين ورميتش قدامه ؟ من اللي عنده القدرة علـ....
سكت بصدمة وهو يشوفها ....!!!
أمل من سمعت كلامه ، حتى أجتمع كُل الضيق بقلبها مشاعرها بيوم زواجها من عناد ، للآن تتذكرها من كُثر المُر اللي عاشته فيها ، الفترة اللي كانت قبل الزواج من إجبار وظلم للآن تعاني بسببها ، ولو إنها شخصية ضعيفة ، وأبوها يشكلها مثل ما وده
إلا إنه بظنها ما بقى بعمرها إلا الشيء القليل ومستحيل ترجع تعيش نفس الحكاية لأجل ترضي أبوها ، أقتربت بسرعة وهي تسحب الخنجر من جنبيته اللي على خصره وحطت على رقبتها ، بينما مساعد بتر جُملته وناظرها بصدمة
قالت وهي تناظره بحدة : عندي القوة أذبح نفسي باللحظة ذي وأخليك تصير قاتل بنتك
ناظرها بتوتر وإرتباك ولكن سُرعان ما الحق توتره ضحكة ساخرة : أقول خلي منش الهياط ونزلي الخنجر ، ماهوب لعبة لا تحسبين إنش بتخيليني أذل "أخاف " ! أدري بش رخمـ...
سكت بصدمة وهو يشوفها تجرح جُزء من رقبتها
رفع يدينه وهو يقول بصوت مرتجف : صلي على النبي وأهدي
أمل كان خوف العالمين بقلبها ، ماكانت تظن إن الخنجر بهالحدة القاتلة ، أيقنت إنها لو غرزته أكثر كان فعلاً ماتت ، ولكن من سمعت نبرة أبوها المرتجفة حتى عرفت إنها وصلت لمرادها ، ما تكلمت وشدت بقبضة يدها على طرف الخنجر
بينما مساعد ناظرها بإرتباك ورجع خطوة لورى ويدينه باقي رافعها : نزلي الخنجر ولا هو بصاير الا اللي ودش !
ناظرته بنص عين وهو قال : ورب البيت يا أمل !
قفى به وهو يشتت نظراته للمكان ، ما حسب حساب هالشيء ! ما حسب حساب إنه بنته راح تموت لو زوجها راجح ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...155...

🖌 @storykaligi 💐🍃


خربت كل حساباته وتهاوت على رأسه ! والحين لازم يرجع يحسبها من جديد ! يستحيل يخلي أحد غيره يأخذ لقلب نسيب راجح !
يستحيل يرضى بعد ما جاءت الفرصة لين رجلينه يرميها لغيره !
مسح على وجهه وهو يغمض عيونه ، وبدأ يفكر بطريقة مختلفة تماماً ، ومن لمعت الفكرة برأسه حتى ألتفت لأمل اللي باقي ماسكه الخنجر على رقبتها ، أقترب منها وقال : ها إسمعي ، لا مبرر لرفضش ، ولولا الخنجر اللي على أطراف رقبتش وخوفي بفقدان بنتي الوحيدة ، كان جريتش من شعرش له ، ولكن بدال ذا كله الحل موجود ! وإن كانش تبين تسمعينه نزلي الخنجر
ناظرته بإستغراب وهو كتف يدينه ويناظرها بإنتظار
سمعت كلامه لما لمحت الجدية بعيونه ونزلت الخنجر وهي تناظره ، أردف وقال : بنت عناد مقطوعة من شجرة ، لا أب لا جد ولا أعمام وأهل
كل عائلتها بالحياة ذي أنا وأنتي
عقدت حواجبها وهو أردف وقال : لا تزوجت بن جبار ، ما عندها أب بيأخذ اللقب منها ولا عاد عايض عايش لأجل تكون له المشورة عليها
الموضوع بيدي ويدش بس
هزت رأسها بالنفي : لا ، الجـ...
قاطعها وقال : يرضيش الحياة اللي هي عايشتها ؟ يرضيش كونها عايشة بديرة غير ديرتها بدون رجال يبقى معها أو يصرف عليها ويحميها ؟ يرضيش تكون طول حياتها لحالها بدون سند ! أنا وياش ندري وش هي الجادل ووش تفكيرها ، إن بقت هاليومين عندنا بهالديرة اليوم الثالث ما ندري وش بتسوي عشان ترجع للخسوف !
قال بنبرة هادية : ما ودش تتزوج شيخ ، يصونها ويعزها ويرضيها ؟ ويدللّها ويحميها وتبقين متطمنة عليها ولا يقلق قلبش ؟
أمل لمست الحنية بنبرة أبوها وحست إنه فعلاً يبي مصلحة الجادل وهالشيء خلاها تعيد تفكيرها بالموضوع وتنظر له من زاوية ثانية
بينما هو يناظرها بترقب ويفرك يدينه بقلق ، هذا مخرجه الوحيد وإن ما صفت أمل بصفه مايقدر يأخذ الجادل غصب عنها !
بعد هدوء ماكان طويل ، ناظرته والقلق مليان بعيونها ، لا يخفى عليه إنها أقتنعت بالفكرة
كون الجادل رح تكون معززة ببيت شيخ ، ولكن فكرة إنها تعيش نفس الصراع اللي عاشته مخوفها !
قال مساعد وهو يطمنها : أنتي كان وراش مساعد لأجل تبقين عنده
ولكن بنتش ماعندها أحد تتكي عليها يا أمل !
عضت على شفايفها بضيق وسكتت للحظات ثم هزت رأسها بإيجاب : موافقة
أبتسم بفرحة وتهلل وجه ، وقال : بنتش بترفض لذلك خلي كل الموضوع سري لين بكرة !
كانت بترفض بس مشى عنها وهو يطلع من المجلس وهي تنهدت ، خايفة كثير من ردة فعل بنتها
-
-
{ عبد العزيز }

وكأنه مِثل بـركان يستعد للثوران بأي لحظة بسبب المشاعر المكبُوتة في داخله ، يومين على مِصراعيها يصارع ملُيون شعور ، يُقاتل مليُون فكرة
يومين لاهو قادر ينام فيها ويرّيح نفسه ، ولا هو قادر يكمِل باقي سواياه .. الندم ينهش كل جزء من قلبه ، والود وده يرجع الزمن لورى خمسة ايام بس
للفجريةً اللي جمعتهم ، لأجل ما يتحرك شبر واحد من دونها
لأجل تكون هي الاولى رغم الظروف ، يومين كانت خلايا مُخه بس هِي اللي تشتغل وعرُوق قلبه هي اللي تِتألم ، بس جسده المُنهك ما يسوي ولا شيء ..
رفَض رفِض تام إنه يسُوون إحتفال للتنصيب ، ورفض إنه يكُون بيوم مُميز لحاله ، ظناً منه لو كان التنصيب والزواج بنفس اليوم راح يتحمل الموضوع ..
وخلال هالُيومين ما قدر حتى يمر من شارع بِيتها
قلبه يوجعه لأنه كان متآمل تكون الوحِيدة والأولى ، كان متأمل إنه بينتهي من الشيء اللي تِحبه ثم يأخذها له قبل أي أحد
ما قِدر يروح لها ويقُول ، خذت القبِيلة الأولوية ولأني شيخ لازم أتحملها
من فجر يوم الأحد وهو يصارع مليُون شعور ، وتفادياً لإنفجار عقله ، أخذ جدِيلة وطلع برى البيت ، برى الديرة
بأماكن يقدر يِتسع فيها ، وتنتشر الرحابة بصدره
ولكن هيهات ، الوجع هو نفسه والتفكير نفسه !
أخذ جدِيلة ، وقرر إنه ينهِي هالمعاناة ويعطيها خبر أو على الأقل يسمع صوتها أو يتأمل عيُونها ، ولكن يجهل لا سمع صوتها أو تأملها راح يِكتوي أكثر
وقف على مقرِبة من بيت أم سعد ، وثبت رسن جدِيلة ، ثم أستند على الجدار وهو يناظر ناِحيه البيت ، الشمس بدأت تُشرق والناس بدؤو يهرجون من بيُوتهم والحياة بدأت تِدب في ديرة الخُسوف
ولكنها أبت تدب في قلبه ، ولو كانت عنده الجراءة عشان يوصل لين أطراف البيت ! ولكن جراءته تبخرت من جاء بباله إنه مُمكن إنه يوجعها كلامه
وهو يتمنى الوجع لكل خلية بجسمه ولا تِمسها غزة إبرة بقى على حاله لساعات ، يِرتجي منها الظُهور أو الخُروج من البيت ، ولكن هيهات
من لمح وحدة تطلع لما سمعت مُرور سيارة نقل المعلمات ، حتى قطّب حواجبه في حِيرة ، ليه هي بس داومت ، الجادِل وين هي !
ما تحرك ولا شِبر واحد من قدام الباب ، ينتظرها ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 03:36 PM   #54

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...156...

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


{ حيـاة }

جالسه بنهاية الصالة ، وتِناظر لأم سعد اللي بين يدينها ماكِينة الخياطة السُوداء ، وعلى حافِتها قُماش أبيض ، قالت بعد ما تِنهدت : الواحد وده يدري ليه كُل ما تخيطين يكون بيدك قُماش أبيض !
رفعت عُيونها لها وأبتسمت بوقار وبهُدوء : جالسه أخيط فُستان عروس
عقدت حواجِبها وقالت : بسم الله ، ولِمن هذا ؟
ضحكت بُخفوت أم سعد وقالت : الموضوع كان في خاطِري سنين طويلة ، ولأن سعد تركه يعلق في بلعُومي وعيا "رفض" يتزوج ، نسيت الموضوع كنت أتمنى كان عِندي بنت لأجل أخيطه لها وصدري رحِب ولكن الحمد لله على كُل حال
ميّر الحين يا حياة صار عِندي ثلاث بنات ، ولازم من ذلحين أبدأ أشتغل على فساتينكم لأجل تِلحق زواجكم
تعالت ضِحكات حياة وقالت بِحيرة : تونا ياخالة ما ملينا من بعض ، مستعجلة على الزواج ليه ؟
أبتسمت أم سعد وقالت وهي تأشر على أطراف الفُستان : حطيها في إذنش يابنتي، مانيب مخلصة منه إلا وزواجش تِحدد موعده
وقفت بسرعة وهي تِفل شعرها : أعوذ بالله يا خالة ، زوجِي منى أو الجادِ...
سكتت بضيق وهي تِتنهد : مرت أربعة أيام يا خالة ، وقلبي يأكلني والقلق والخوف مو راضين يتركوني ، أربعة أيام بدونها كثيرة والله ! خايفة إنها فعلاً تركتنا وبتبقى عند أهلها ، خُصوصاً إنها تغيبت يومين عن المدرسة ، ومو من عوايدها
تركت أطراف الماكِينة وهي تناظرها بِضيق ، ماكانت أقل منها خُوف ولكن اللي مطبطب على قلبها نظرات الفرح في عُيونها لما ذكرت إنها رايحة لأمها ، واللي مخليها ترتاح إنها بين أهلها قالت بهدوء : لا تذلين"لاتخافين" تراها بحُضن أمها
وإن كانت بُحضن أمها محد يقدر يمسّها بسوء
أبتسمت بضِيق حياة وهزت رأسها بإية : فعلاً حُضن الأم ملجأ والله ملجأ ومنفى و سِعه و إتساع من ضيق الحياه
ناظرتها أم سعد وعضت على شفايفها بِضيق كونها نِست غياب أم حياة ولكن حياة تِداركت الموضوع وقالت : بخاطري أسوي لكم كيكة بُرتقال
سكتت لحظات ثم مشت للغُرفة هي تسحب عبايتها : لافعلاً بسوي لكم
ناظرتها أم سعد وهي تمشي للباب الخارجي : تعالي يالخبش"خبلة" وين رايحة ؟
أبتسمت وألتفت لها : فِكرة كيكة البُرتقال جاءت بوقتها ياخالة ، عاد تدرين ماعندنا بُرتقال قلت أروح للدكان اللي جنبنا وأجيب بقية الأغراض الناقِصة
طلعت بُسرعة بدون ما تسمع رد أم سعد
بينما أم سعد هزت رأسها بآسى : اللي ندخلها غصب للمطبخ صارت تبي تروح تجيب أغراض عشان تطبخ بطيب خاطِر ، أستر علينا يارب من هالتغير
كُل اللي كانِت تحتاجه إنها تطلع من البيت وتغير جو ، لأنها لو بقت بالحالة النفسِية المليانة قلق هذا داخل حُدود بيت أم سعد راح تِنفجر ، مرت من جنب عبد العزيز اللي كان صاد عنها ، ومن داخله يشتوي ، النار هبت من أقصى جسده
ليه الكُل يطلع من البيت إلا هي ! ليه للآن ما ظهرت
وين جراءته اللي ينعرف بها لأجل يدق الباب ويسأل عليها !
وُجود سعد على الأقل معه ، ولكنه شد رباطة جأشه وقرر ينتظر ، بما إنهم ثنتين طلعو ! أكيد الثالثة بتبان ..
بينما حياة إتجهت للدُكان ، وأخذت البِيض اللي كان ناِقص عندهم وأشترت حبات البُرتقال ، ثم مدتها للشيبة اللي غلفها بكِيسة وأخذ الفلوس ومدها لها
أخذتها وطلعت من الدُكان وهي مبتسمة وتناظر يمين ويسار بدون وِجهة ، مِستمتعة بأجواء الصباح وتارِكه التفكير على عتبة بيت أم سعد..
لفت بخوف وهي ترجع خُطوة لورى لما سمعت صوت صهِيل عالي وحوافِر ترطُم بكل قوة على الأرض
ولكنها تعثِرت بحجرة خلتها تطيح على الأرض ، ويطيح كيِسها معها حتى تناثرت حبات البُرتقال على الطرِيق وتكسرت باقي حبات البيض
عضت شفايفها بوجع وهي تمسك طرف رِجلها وتغمض عيونها بألم ، ومن سمعت صُوت رجل فوق رأسها حتى قالت بحدة وبدون تفتح عيونها : لو ما تدل للفُروسية درب ، ليه تركب على ظهر الخيل ؟ كسرت عظامي الله يكسر عظامك
أنصدم من ردها ورفع حاجب وهو يرجع ورى وهي فتحت عُيونها وناظرت له ومن ميّزته حتى وقفت وناظرت له بضجر : أنت يالمُوسيقي !
سند بقى على حاله واقِف جنب الخيل ويناظرها بنص عين ، بينما هي أعتدلت بجلستها وهي تُحاول تِلم البرتقال واللي ماقدرت
قررت تُتركها على الأرض ، ووقفت وهي تُعض على أطراف شفايفها بوجع ، تحملته وناظرت لسند وهي تكتف يدينها : وليه هالنظرات ووش مصدرها؟
سند كشر بوجهها وقال : مصدرها القرنية يابنت العون
حياة ناظرته بطرف عينها وقالت : قبل تناظر بهالنظرات ، وقبل تحاول حتى تنزل من الخيل مفروض الإعتذار سبّاق !


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋


...157...

📖🖌 @storykaligi 💐🍃


ناظرها بهدوء وهو فعلاً كان ناوي يعتذر بس أسلوبها أستفزه ، لذلك مسك رسن الخيل ، ومشى من جنبها وهي عصبت وبدأت تمشي على رجل والثانية تسحبها بوجع : ياهية ! أنا أكلمك ترى عيب اللي قاعد تسويه ، عيب إنك منت بفارس وتركب الخيل ، وعيب إنك تسبب الضرر ولا تعتذر
سند تنهد ووقف مكانه وهو مُوقن إن شخصية مثل شخصِيتها ماراح تعديّ الموضوع على خير
ناظرها للحظات وهو منتظرها تكمل بينما هي تنتظره يعتذر ، رفعت حاجبِها وقالت : أنتظر إعتذارك !
أخذ نفس وزفره : ماني بمعتذر ، عشان مرة ثانية قبل تدربي براسك بوسط الشارِع تتذكريني
سكتت وهي تِكتف يدينها وتذكرت المحطة فقالت بهدوء ، وخُروجها للنشرة للمرة الثانية بطلب منه وقررت تستغل الموضوع : وإن كنت منت بمعتذر عن هالموضوع ، إعتذر لموقف المحطة !
ناظرها بإستغراب وهي أردفت وقالت : بسببك أن حالياً معرضة للخطر بأي لحظة
عقد حواجبه بصدمة وقال : وأنا وش دخلني ..
ناظرته بحدة وقالت : أنت اللي أصريت على خُروجي للبث مرة ثانية بينما كنت رافضة ، لو كان الحظ بصفي وتِجاهلو البث الأول فبسببك راح أكون بمحط الأنظار في البث الثاني
هز رأسه بآسى : مِعاشرة قُطاع طرق الأخت
حياة قالت بعصبية : تحمل مسؤولية أفعالك ، ليه مسوي نفسك طفل
ألتفت لها وقال بحدة : وصلتي لين خشمي ترى ، من أنتي عشان أتحمل مسؤوليتك ؟ تحملي مسؤولية أفعالك أنتي ، محد راح برجوله للمحطة غيرك محد وقع العقد غيرك ومحد أخلف الوعد غيرك ، ليه تبين شخص ثاني يتحمل المسوؤلية
ناظرته بضيق وأستفزها كلامه ، بس فعلاً معه حق ، ليه تطرقت للموضوع ذا !
ألتفت وأبتسم بفرحة وهو يناظر للي واقف قدامه وهي عقدت حواجبها وناظرت لنفس المكان
أقترب بخطوات سريعة وهو يسحب رسن الخيل معه ، وقف قدام عبدالعزيز وهو يتنهد براحة : عز ياعز ، وش قاعد تسوي وأنا أخوك ! هُروبك من المكان ماراح ينهي الموضوع
أعتدل بوقفته لما شافه وقال بضيق : مهب عز اللي يهرب يا سند وأنت تدري : ميّر بقلبي نااار ناار ولاهي راضيه تطفى دون رضاها
سكت شوي ثم قال بإستغراب : وش دراك إني هنا !
تأفف : أسكت تكفى ، خذيت خيل واحد من الفرسان وتوجهت للأماكن اللي تقصدها بس ما لقيتك ، بعدها تِذكرت الحمامة وأيقنت إنك هنا !
ياعز ، بكرة بتصير شيخ الخسوف ، وبتتزوج من قبيلة هِشيمان ، متى بتسـ..
ناظره بعتب وقال : الخنجر بصدري يا سند ، ليه جالس تضغط عليه زيادة
رفع حاجبه وأستنكر كلامه : ينقص لساني لو قصدي أوجعك ، مير وقوفك عند هالباب من فجر الخير ماهب من شيمك ، لا أنت اللي جاءتك الجراءة كملت وأعترفت لها وأرضيت قلبك، ولا أنت اللي تركتها وأرضيت القبيلة
تنهد بضيق وقال وهو يمسح على وجهه : من الفجر وأنا أنتظرها ، ولاهي راضية تبان يا سند عز بقى على إثر هالباب أكثر من خمس ساعات في رجوى لقاء ولكن هيهات ، خايف كثير ، خايف عليها
سكت سند للحظات ثم ألتفت برأسه لما سمع صوت خطواتها ، وأبتسم وهو يقول : نعرف الحين وش وضعها
قال بصوت شبة عالي : يابنت
عقدت حواجبها ومن رفعت رأسها وعرفته ناظرته بحدة ، توه تاركها وراه تعرج من الوجع ، وش يبي الحين ؟ ومن هذا اللي معه
أقتربت خطوتين منهم وكتفت يدينها وهو قال : بنت عناد ، وين آثارها
سكتت بإستغراب كبير لسؤاله ورفعت حاجبها بعدم إعجاب ، ولا ردت على سؤاله
بينما وصلها صُوت جهوري من خلف الرجل اللي عند سند قال : سألك سؤال ، على قدره هاتي الإجابة بنت عناد وين هي !
ميّلت شفايفها بإستنكار وقالت : ومن أنتو لأجل تسألون عنها !
عبد العزيز ماكان باقي على ثورانه إلا القليل ، ولكنه حاول يتحكم بأعصابه في النهاية وش ذنبها يثور عليها ؟ بينما هي معها حق بسؤالها ، تكلم وهو يحاول يحافظ على هدوءه : أنا عز بن راجح
سكتت وهي تنزل يدينه بهدوء وتناظره بإستغراب ، عز بن راجح ماغيره ، الوطن اللي تركته الجادِل
لكن وش يسوي هنا هاللحظة ! وليه يسأل عنها ! قالت بهدوء وهي تحاول تعطيه إجابة على قدر سؤاله : الجادل لها أربع أيام مو هنا
ترك رسن جديلة من يده وأبتعد من خلف سند وهو يوقف قدامها عاقد حوواجبه وصاد عن وجهها وقال بخوف : وينها ؟
سكتت للحظات ثم قالت : راحت مع مرسول لبيت أمها ، وبعدها رجع وأخذ كل أغراضها الموجودة بالبيت ، ومن أربع أيام مالها حس ، حتى المدرسة متغيبة عنها !
ناظرها بصدمة وهو عاقد حواجبه ثم شتت نظراته للمكان وهو يرفع كفينه ويمسح على وجهه ، حاول إنه يأخذ نفس ويزفره بهدوء ولكن هيهات ، وين يلقى الهدوء له مستقر بقلبه
سمع صوت سند اللي قال : هربت للمرة الثانية ، كنا نقولها إنها قدك وقدود
أستنكر كلام سند وتضايق كثير ، سحب رسن جديلة ، ومشى بعجلة وهو يترك المكان ، قبل ينفجر وتتناثر أشلاءه قدامهم ..


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋


...158...

🖌 @storykaligi 💐🍃


بينما حياة ناظرت سند بحدة : أنتبه تحكي بالنبرة هذي عن بنت عناد مرة ثانية ، هي مو ضعيفة لأجل تهرب ، هي بنت محتاجه حضن أمها لأجل تلجأ له من ضيم هالأيام ، مثل أي بنت هي ما هربت ، هي رجعت للمكان اللي تنتمي له !
سند ناظرها بإستغراب لإنفعالها وهي صدت عنه بعصبية ودخلت للبيت وهي تقفل الباب بقوة : نكد علي يومي ، حسبي الله وبس
مشت من الصالة وناظرتها أم سعد اللي باقي جالسه جنب المكينة : وين أغراض الكيكة
حياة قالت بعصبية : الله ياخذ اللي قرر يسوي كيكة ياخالة
دخلت الغرفة وهي تنسدح على الفرشة وتحط رأسها على المخدة ، بدأت تصرخ وهي تحاول تفرغ طاقتها العصبية ، ومن تعبت وتعب صوتها رفعت رأسها وناظرت للمكان وهي تنتفس بسرعة ، تنهدت بضيق وهي تمسح وجهها : يارب هي في ودائعك يارب لا يصيبها وجع .
-
-
{ مساعد }

بينما هو جالس بمجلسه مع ناصف ، ويشرب قهوته بإسكتنان حتى دخل الرسول اللي راح لـ ديرة الخُسوف وقال : يا شيخ ، وصلنا علم
مساعد رفع يده بمعنى تكلم وهو أردف وقال : الشيخ راجح بن جبار أعلن عن الخليفة ، وبكرة مع الزواج راح يكون إجتماع الشيوخ الصباح للتنصيب وبالليل راح يكون الإحتفال
عقد حواجبه وقال : ومن هو ذا !
الرسول : نصب عز بن راجح شيخ ، يقولون على إثر ذلك اللي بيرتبط فيك عز ماهو براجح
ناصف غرق بين عصبيته وحس الأرض بتطوى من تحت من قوة عصبيته ، يعني اللي راحت لأجله ذراعه واللي بسببه نفى ولد اخته واللي أنقلبت الدنيا عشان لا يصير شيخ ، صار غصب عن الكل ؟
ألتفت لمساعد وهو ينتظر ردة فعله وكيف بيعارض ولكنه سرعان ما ناظره بصدمة وهو يشوفه يبتسم : زين ما أختار ، ولا يستاهل الشيّخة الا عز ، وذاك الشبل من ذاك الأسد ، ما أبرك من راجح الا ولده
رمش بعدم إستيعاب لكلامه ووقف وهو يخرج من المجلس بعصبية ، ولاهو بس المجلس من الديرة بكبرها تارك الشيبة وراها ، تايه من كثر فرحته سواء كان راجح او ولده ما يهمه الموضوع كل اللي يهمه إرتباطه فيهم ،تارك أخو القتيل جالس بنهاية المجلس يندب حظه كونه وافق على هالتنازل مقابل هالسبب ، غارق في وجعه ووجع أخوه
اليوم ثالث أيام العزاء ، وبكرة زواج بنته ؟ ياكبرها عند الله ، حتى وجعه ما أحترموه
طلع من المجلس والدنيا ضايقه فيه ، وقرر إنه يطلع من الديرة لين تنتهي مراسيم هالزفاف ، لأنه لو بقى بالديرة راح تصير أشياء لا تحمد عقباها كون لا فلوس التنازل همته ، ولا الجاه والعز اللي غرقوه فيه ولا فرحة مساعد .. بينما مساعد قرر إن الزواج راح يكون بديرة الخسوف ، واللي يبي يحضر يروح للخسوف
كونه خايف من رفض الخسوف هالإرتباط لادرو إنها حفيدته مو بنته ، وكونه ما يبي أحد يدري بهالموضوع إلا بعد الزواج ! كيف راح يتمم هالفكرة ما يدري ولكنه مُصر عليها
-
-
{ نسيم }

كانت جالسه فوق السرير ، وتتأمله وهو جالس قدامها على الكُرسي وسرحان ، بين كل لحظة ولحظة يمتلأ قلبها بغض لنسيم ، لأنها زعلته
ولأنها تركته يخرج في ذيك الليلة وهو زعلان
جزء من العتاب كان عليها ، لأنها تحس نفسها السبب باللي حصل فيه ، ولكن ما بيدها شيء
ما بيدها شيء لأجل تقوله مالك ذنب ، أترك عنك هالصراع والوجع اللي تعيشه ، يومين يصارع الندم اللي ينبش قلبه ، يحس إنه مسوؤل وظالم وهالشيء يتخطى جسّار الحنون
قالت بحنيّة مُعتاد عليها : جّسار
صحى من سرحانه وناظرها بهدوء وهي أبتسمت له وأشرت على حضنها بهدوء ، وهو ناظرها للحظات ووقف على طول وهو يمشي بإتجاهها ، سند رأسه بحضنها بدون إعتراض ، لأنه حالياً يحتاج هالأمان
رفعت يدها وبدأت تمسح على شعره بهدوء وبحنيّة
ولا تسمع إلا صوت تنفسه الغير منتظم واللي يدل على ضيقه ، قالت بهدوء مُقاطعه للصمت : تدري
ودي يكون أول طفل لنا ولد ، تدري ليه ؟ لأني أبيه يصير مثلك ، لأن هالدنيا تحتاج الكثير من جسّار لأجل تكون حلوة ، يوجعني الموضوع لما تِحسس نفسك إنك مُذنب وأنت ما تحمل للذنب نقطة ، أنت خطأك إنك تبعت واحد حقير مثل طارق ...
أنت خطأك إنك تبعت واحد حقير مثل طارق ، كابت حقده طول الوقت لأجل يفرغه فيك وأنت لحالك ، والضحية خطأه إنه نشمي
يعني كلكم ضحايا طارق ، لا تحس بالذنب وتوجع نفسك أنت من قوة حِنيتك حتى الوردة لا مريت من جنبها تُزهر ، ما تشوفني؟ أكبر مثال على كلامي أنا
مسكت حواف وجهه بين يدينها وهي تلفه لها وتناظر لعيونه بهدوء وهي تبتسم : انت وجهك مثل ساعات الصباح الأولى الهداوه ، و النقاوه ، و الندى ، و الراحه ، والحب والحنية
تظن وجه مثل وجهك يحق له العبوس والكدر ؟ والله ما يحق له


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋


...159...

🖌 @storykaligi 💐🍃


أبتسم بهدوء وهي أبتسمت على طول من إبتسامة ، سحب يدها من على رأسه وقبّلها بحنية وهو يحطها على عُيونه ، كونه عطاها علمه إنه لما يحط يدها على عيونه ، يعني إنه يحمي نفسه من كل وجع بالدنيا عن طريقها
أبتسمت بطمأنينة وهي تناظره ، وتنهدت براحة إن الموضوع فعلاً بينحل بكرة وبينتهي !
-
-
{ راجِح }

نزل من السِيارة وهو مُتخاذل ، كان راجِع من ديرة أهل نـعمة ، والأخص من بيت فهِـيد ما حب يكسر مجادِيفه بالتنصيب لعز في غِيابه ، راح يطيّب خاطره ، راح يعطيه خبر قبل ما يوصله من غِيره ، ومِثل ما توقع كانت ردة فعله قاسِية ، وقطع سالفة حُضوره من النِهاية ، حيث قال إنه وراه سفرة مُستعجلة لـ نجد بسبب شرِيكه ، ولوما راح راح تفلت منه أشياء كثير ، طلب مِنه يُعذره وطلب منه يتعذر من عبد العزيز مُجاملةً ، بينما رفض حُضور حتى أهله بِغيابه
وهالشيء أوجع قلبه ، كونه راح بنفسه لأجل يطيّب خاطره ومِثل كل مرة كان الرفض الرد ..
دخل للبيت ، وتِوجه لجناحه مع المِزن ، يومين وهي تتجاهله ! وهالشيء مو مرضيّه
دخل الغُرفة ولقاها لابسة نظاراتها الصِغيرة وبيدها المُصحف ، وكعادتها ما تنام إلا وتِنهي وردها
لأجل تنام مرتاحة ، بدل ملابسه
وأقترب وهو يجلس على السرير ويناظرها ، ومن أنتهت من القراءة حتى قفلت المُصحف وتركته عند رأسها ، نزلت النظارة ورجعتها بالعلبة
مِتجاهله نظراته تجاهُل تام ، ومن أنسدحت حتى صدت عنه وهي تقفي فيه
عض على شفايفه بضيق وقال بإستياء شديد : سبعة وعِشرين سنة ووجهش بوجهي .. وبعد هالسنين كلها تقفين بي يالمزن ؟ مُوجعه يابنت نجد مُوجعه
ما ردت عليه ، وهو ناظرها ومن ركز عليها حتى أنتبه على رجفة جسدها ، تِضايق لما عرف إنها تبكي
وقف وهو يمشي ويتجه لجهتها ، وجلس على رُكبه وهو يناظر لوجهها ، أبتسم بضيق : ها ليه تجيبين الزعل ثم تبكين ؟
ناظرته بطرف عينها وقالت وهي ترفع رأسها : سبعة وعشرين سنة نهايتها تفكر في غيري ؟ ما تحس إنه سبب يستاهل الزعل ؟

سكت للحظات ثم تنهد وهو يقول : تدرين ، هالموضوع فيه قبايل ، ميّـ...
قاطعته : ومتى القبيلة بتكون قبلك وقبلي وقبل العائلة ؟
ناظرها بضيق وقال : ها إسمعي يالطيَبة ، يشهد الله على قلب راجح هاللي غزاه الشيّب ، إن مالي هوى بمرأة بعدش ، وإنش الخِتام أنا لما وافقت على طلب الإرتباط ، ما نطقت بالموافقة الا وأنا مُوقن إن عز هو اللي بيأخذها ومُوقن إن عز هو اللي بيصير الشيخ ، أنا ما وافقت إلا لأجل أجبره على هالموضوع .. عبد العزيز لو خليته على هواه بهالموضوع بأموت وأنا أنتظر رِجاه !
عقدت حواجبها : قررت تلويّ ذراعه عن طريقي !
سكت للحظات ثم شتت نظراته للمكان : إية ، محد يقدر يلوي ذراعه إلا أنتي
سكتت بضيق وشدت على قبضة يدها وقالت بِإنزعاج : وش ذنب الودق لأجل يتحمل هالحمل يا راجح ؟
ناظرها وقال : ذنبه إنه ولد راجح وشبيهه ! هالموضوع منتهين منه وبكرة الصبح التنصيب والليل زواجه ! ماعاد به مخرج يالمزن
ناظرته بضيق وهي تحس بدموعها : ميّر هالموضوع ظلم ، ليه يعيش نفس قدرك ؟ ليه يتزوج حرمة تكبره بسنين طويلة بس عشان القبيلة
تنهد وهو يمسح على وجهه ووقف وهو يجلس جنبها على السرير : إسمعي زين ، محد قدّ الخسوف غيره ، وأنا رجال تعبت من هالحِمل ، ولا جبت عيال لأجل أتحمل هالحِمل كل حياتي ! صار الوقت اللي المفروض يُنصب الخليفة فيه ،ثانياً أنا رجال وفيّت بحبي ، ورغم إني قدمت القبيلة على قلبي ونفسي إلا إنش بنهاية المطاف كُنتي لي
وحفظش ربي لي لين صرتي حلالي
أنا رجال ماني أجهل الحب ، أنا رجال تعلمته وأنتظرته وتشفقّت عليه ، ولا تجهلني نظرات عِز والا سرحانه
عشان كذا لو هي نصِيبه وقدره ، راح تبقى له سواء تزوج وأرضى القبيلة والا لا ، دريتي باللي أقصده ؟
ناظرته بضيق وهو تنهد وقرب وهو يحّب رأسها بحنِية : لا تقفين براجح يالـمزن ، يقفون كل الناس إلا أنتي .. يضيق الكون على إتساعه يشهد الله ..
ناظرته للحظات وهي تفكر بعبدالعزيز والحياة اللي بيجنيها بسبب القرار اللي أتخذه بسببها ، وسط ضيقتها ووسط رفضها القاطع والتام
ولكنه أصر وقطع الموضوع عليها ، وحلف لايصير إللي برأسه وهالشيء اللي كسّر كل مجاديفها
ناظرت لراجح اللي ينتظر جوابها ، ولا كان بيدها إلا ترضى ، لأن ماهيب بالمزن اللي ما ترضى إذا طيّب خاطرها
هزت رأسها بإبتسامة وهو تنهد براحة : بي عنش من كُل ضيم يا أم عزيز ، أشهد بكرة إن الفرحة فرحتين
-
-
{عبد العزيز }
بينما كان طول اليوم بغرفته ، على غير عادة رافض دخول أي شخص ، لأول مرة من عرف بوجودها يلوم نفسه ويعاتبها ، لأول مرة يتضايق لأنه ما حصل له وقت يسألها !

وش سويتي بدوني ؟ وش صار بالخمس سنين ؟ وين كنتي ومع من


💐📚 @storykaligi 💐📚🖋

...160...
🖌 @storykaligi 💐🍃


وعايض كيف تركك ؟ وليش ما رجعتي لما توفى ؟ ليه كان دائماً لما يشوفها يضيع الكلام ويبقى بس خاطره يتأملها ! ليه ما فكر إنه يروي فضوله قبل يروي شوقه ؟
كان جالس على الكرسي ، ومنحني برأسه ويناظر ليده اللي مشبكه ببعضها وساندها على رُكبته
هالمرة بقى يفكر بالموضوع ، ولا وده يظلمها ويقول تركتني للمرة الثانية ، لأن نظرات عيونه تحكي له عكس تفكيره
بس اللي مكسر مجادِيف عبدالعزيز ، ليه ما قالت له ؟ ليه ما عطته خبر ؟ ليه من بد الأشياء المهمة اللي يعرفها مثل أمها وطرف خوالها يجهلها !
ليه خذت أغراضها وليه تغيبت عن شيء أساسي بحياتها ، هالمرة كانت الهقوى كبيرة هالمرة لو ضيعتها راح ينهار هالعز ، هالمرة ماباقي لقلبه سبيل لتحمل هالوجع ، فكرة تجيبه وفكرة توديه
ومثل كل مرة الأفكار السيئة هي اللي تتمكن من عقله تنهد وهو يمسح وجهه بضيق تمكن من كل ضلوع صدره ، كالعادة الهموم تجيه دُفعة وحدة
كالعادة الدنيا تجمع كل المساوىء وترميها بطريقه دفعة وحدة ، أخذ نفس وبدأ يزفره بهدوء : عزاي إني تمسكت بهقاوييّ الكبيره لين تفانيت واقنعت إن ما معي حظٍ يجمّلها
غمض عيونه للحظات ثم فتحها على عجل وهو يوقف ويتجه ناِحية الدرج ، سحب الدرج بسرعة وطلع دفترها ، ما يدري ليه يبي يقرأ ويتأكد إنها بغيابه كانت تبكيه مثل ماكان متشفق عليها ! يبي يحس إنها فعلاً بغيابها الحالي قلبها عنده ، و مثل مالدنيا ضايقه عليه ضايقه عليها
تمرد وفتح أول صفحة بعشوائية وأول كلام طاحت عيونه عليه كان كالتالي " اليوم السابع من شهر مُحرم ، بداية يوم كبقية الأيام ؛ حزين تسوده الكئابة ، باغتتني إحدى طالباتي بسؤال صعقني " أستاذة ليش أنتي حزينه دائماً " تفاجأت أن الحزن تمكن مني حتى أصبح يظهر على ملامح وجهي ! المكان بدأ يصبح كئيب وتسوده الوِحشة ، وتملأ أركانه الشوق .. الشوق للوطن ، للأب والسند ، لنفسي القديمة ، أصبحت مُتعبة من كِثرة الحزن
أريد أن أخفف من وجعي ، أريد أن أتحرر من كِثرة الريش على جسدي ، أريد أن أصبح حمامة خفيفة لا تحمل سوى البهجة .. بِتُ أشتاق الفرح
أياماً ليست بالقليلة أَلِفتُ الحزنَ آخاني سنيناً صديقٌ في الشدائدِ
ما أبرَّه ..
لا نفوسٌ مستقرِّة ولا أرواح مطمئنة
رياحٌ كلما قلنا استراحَت ملأنا من عَناها ألفَ جرّة"
غمض عيونه من إنتهى من آخر حرف ، حتى زادت الضيقة لأضعاف أضعاف ، ما قدر يكمل يقرأ اي صفحة ، كانت هالكلمات كفيلة بزرع بساتين من حزن في قلبه ..

أيقن إنها كانت تعانِي ضعف معاناته
وهالشيء كسّر ضلوعه ، ونهش كل الوجع بقلبه
قفل الدفتر ورجعه مكانه وهو يتمنى إن الأرض تنشق وتأخذه داخِلها ، أو ما يكون عبد العزيز باللحظة ذي
يكون شخص ثاني ، شخص عنده قدرة يترك هالدنيا كلها وراه ويهرب
مسح على وجهه بضيق وهو يناظر لوجهه بالمراية ، تأمل ملامحه للحظة وهو يفكر بـمعرفتها بالموضوع ، أو حتى بموعد رجوعها ؟ خطر بباله للحظة إنه بيبقى هالمرة ينتظر سنين ! مثل المرة السابقة ، خطر بباله إن اللقاء اللي كان يقول إنه ماراح تمر النسمة من بينهم راح يكون بعد سنين !
أخذ نفس وزفره بضيق ، وهو يسحب عِقاله من على التسريحة ، ثبّته على شماغه الأحمر وأخذ عطره وهو يرشه على أطراف الثوب ، بينما ألتفت وناظر لبشته الأسود اللي على أطراف السرير
ناظره وطاحت عيونه على خاتمه أبتسم بضيق وهو يتأمله للحظات : ياكثر الضيق يالفجر العذب ، كان ودي ‏نتلاقى على غيّمه دام الشوارع أخلفت ولكن مثل ماقلت .. المُواطن وإن هاجر وأغترب وتغربل بالحياة مصيره يرجع لوطنه
ضغط على كتفه وهو يبتسم : وأنتي مكانك هنا ولا يخفى على أحد ذلك ، وإن ضحيت بعز لأجل القبيلة ، فعزيز هنا باقي
أخذ البشت وهو يرميه على كتوفه بعشوائية وطلع من الغرفة وهو يناظر بأرجاء البيت اللي قايم وقاعد .. اليوم تنصيب عز بن راجح شيخ للخسوف
اليوم زواج الشيخ عز بن راجح ، وهذا الشيء كفيل بأن الخسوف تقوم على مِصراعيها !






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 04:30 PM   #55

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...161...
🖌 @storykaligi ❤️🍃


من خطت رجله برى أرجاء غُرفته حتى سمع صوت زغاريد عالية وبخور يملأ أرجاء المكان ، ناظر للمكان وأنتبه لبشرى اللي ترمي عليه الورد وأمه اللي واقفة وبيدها المبخرة وحكمة اللي تزغرد ، ناظرهم للحظات بدون ما يُبدي ردة فعله ، كونه فعلاً متضايق اليوم .. ولكن اللي خطر بباله "وش ذنبهم أكسر فرحتهم عشان ضيقي ؟ دامك تجمّلت ووافقت ، تجمل وأسعدهم " أبتسم مُجاملة وهو يناظر لجدته وقرب وهو يحّب رأسها إحتراماً لها : هلا بشيخنا ، هلا بالشيخ عبدالعزيز خليفة راجح ، أعز من يصير شيخ وأطنخ رجال يأخذ الشيخة
ردت بشرى وهي ترمي الورد على وجهه : وأحلى عريس
ناظرها بضحكة وألتفت لأمه وهو يقرب ويحّب رأسها ، بينما حضنها من كتفها ، قالت بإبتسامة : كان ودي أصحيك أنا ، وألبسك البشت بيديني
ميّر ما حبيت أدخل عليك بخلوتك كونك طلبت تبقى لحالك
أبتسم لها بهدوء وهو ينزل أطراف شماغه ، وهي فهمت عليه وأبتسمت وبدأت تبخره بهدوء
بينما حكمة مشت وهي تِتكي بصعوبة على عصاتها ، وكان وُقوفها ومشيّها هالخطوتين بحد ذاته مُعجزة ،جلست على الكُرسي بوسط الحوش ، وهي تأشر للي يجهزون البيت لليلة الإحتفال بزواج الشيخ عبدالعزيز!

بينما المنظر هذا كان تحت أنظار نعمة ورحمة اللي كانُو جالسين بالصالة ويناظرون لهم بحسد وضيق
نعمة في قلبها حقد العالمين ، غبنة وقهر مستولي عليها ! كان ودها تِحرق الخسوف ومن عليها ، كان ودها تقلب الأرض فيهم وتنهيهم كلهم
غبنة خروج فهيد من هالديرة مذلول للآن بحلقها ، غبنة توليّ أصغر عيال الشيخ الشيّخة للأن تحرقها
بينما رحمة ، رفعت كفها وهي تمسح دُموعها اللي نزلت بضِيق ، ألتفت لها نعمة بإستغراب وقالت : وش صابش أنتي ؟ كل ذا قهر إنه عز اللي خذى الشيخة
رحمة ناظرتها وهي كاتمه شهقاتها وقالت : يا نعمة ، كُنا قبل يومين نضحك على المزن ونتمسخر عليها ، وإنها بتنكسر من أشد الأماكن صلابة ! مير يا نعمة نسينا إنها متكيّة على عز ، متكيّة على جبل من شاف دموعها حتى لعب الجنون على رأسها وعصف فينا كلنا ، لأجلها كان قادر إنه يخسف فينا كلنا يا نعمة ، لأجلها صار الشيخ ولأجلها هو رجال من صغره
نعمة أستنكرت كلامها وقالت وهي تكتف يدينها : ومن اللي يجهل ذا الكلام يا رحمة ؟ ليه تذكرينه الحين ؟
رحمة وهي تناظرها بضيق : أشبح"أناظر" في عز ثم أشبح في عيالنا ، دريت إننا بنقمة يا نعمة قبل كنت أغبطها عليه ، ميّر اليوم والله إني أحسدها على ولدها ، ياليت نص من حبه لأمه يطيح بقلوب عيالنا
ناظرتها بطرف عينها وهي تتأفف ، كلام رحمة صحيح ولكن ما أعجبها ، جلست وهي تحط رجل على رجل وتناظر بتوتر للمكان الصاخِب بسبب تجهيزات الزواج
-
-
عبد العزيز اللي أنسحب من الفوضى اللي صايره بالحوش ، حتى ناظر لسعود وراجح اللي واقفين جنب الباب الخارِجي ، على وجيههم ملامح تُشير بالفخر وعلى ثُغورهم إبتسامة وعلى كُتوفهم بشت
تأملهم للحظات وأبتسم وهو يناظر لأبوه اللي يأشر له يجي على عجل قال وهو يهمس لنفسه : آه ياراجح ياكثر ما ارهقني شعور وتحملت واودعته بـ قسم التعب والمعاناه الا ان ابوي يشوفني لاتجملت هذا الشعور اللي عجزت اتعداه
تقدم ووقف وهو يحب رأس أبوه ويسلم على سعود اللي مبتسم وفرحان ، راجِح قال : الرجال مجتمعين بالمجلس ، كم صار لنا ننتظرك
ناظره بإستغراب وقال : توها الشمس أشرقت يالشيخ ، متى أمداهم يجون ؟
أبتسم راجح وقال : الشيخ صار عبدالعزيز ، ولا يأخذ هاللقلب غيره ياعز أستوعب الموضوع
ناظره للحظات ثم هز رأسه بطيب ، وطلعو من البيت متوجهين لمجلس الديرة ، ومن بانت آثارهم للجُموع إللي من بعد الفجر أجتمعو من كثر حماسهم ، حتى أصطفو كلهم وبداؤو ينثرون رصاصاتهم بالجو تعبيراً عن فرحهم ، وسط نظرات فخر وعز من راجح !
-
-

{ بيت أم سـعد }

بينما هم جالسين على سُفرة الفطور ، وتايهين كل وحدة بعالمها الخاص ، بينما مشتركين بالتفكير بالجادِل وغيابها اللي زاد عن حدّه ! ما بيدهم شيء إلا الإنتظار ، كونهم حتى ماسألو عن الديرة اللي توجهت لها !
ولا صحّاهم من سراحانهم إلا أصوات الرصاص العالي ، اللى خلا مُنى تفز على حيلها وتناظر بخوف : أنغزينا يا خالة ، غزو غزو على هالديرة ، قومو نهرب قبل نموت
حياة اللي رفعت فستانها وكانت بتركض لداخل لولا ضحكات أم سعد العالية : تعالو تعالو كملو فطوركم ، أكيد مراسيم التنصيب بدأت
عقدت حواجبها منى وقالت : تنصيب من ؟
أم سعد : غريبة ، ما سمعتو إن الشيخ راجح تنحى عن منصبه لولده عز
ناظرو لبعض بإستغراب ، وأم سعد أردفت : والليلة زواجه من بنت الشيخ مساعد هِشيمان ، الليلة الخسوف ماراح تهدأ ، عشان كذا هدوؤ من نفسكم ، ترى ورانا يوم طويل ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...162...


🖌 @storykaligi ❤️🍃


الصدمة ماكانت قليلة لا على منى ولا على حياة ، قالت بربكة : عز الودق ماغيره يا خالة ؟ أكيد إنك مضيعة !
أم سعد : محد يضيع شيخه يابنتي ، وعلى هالطاري ترى بنات الخسوف كلهم معزومين الليلة ! محد يقدر يتخلف عن هالزواج
منى ناظرت لحياة بضيق ، كيف يعني ؟ واللي كان ببالهم خطأ يعني ؟ والا كيف اللي تبكي عليه الجادل لخمس سنين يأخذ زوجة غيرها ؟
تضايقت حياة وقالت بهمس لمنى : نروح لزواج الشخص اللي تحبه الجادل ؟ صعبة يامنى
منى ما ردت وأكتفت بتنهيدة بينما أم سعد وقفت وقالت : محد بيتخلف وهذا أمر من الشيوخ لا تظنوني إني بروح بدونكم ! مير تجهزو وجهزو نفسكم لأني والله ماني بمتحركة خطوة وحدة بدونكم
تأففت وصدت بإستياء من حُر الموقف بينما منى تناظر بتشتت للمكان ، ليه هذا كله يصير في ظِل غياب الجادل .. وش الحكمة ؟
-
-
{ الجادِل }

كانت للآن بسريرها ، تناظر للسقف بعشوائية
مشاعر غريبة تصارِعها ، أولها الفراغ
صار ينهشها .. ولاهي بمتعودة عليه
كونها شخص قدر يملأ وقته بأشياء كثير لأجل تشغل نفسها عن التفكير ، والحين وش الي بيشغلها؟
رفعت رأسها وهي تناظر لأمها اللي تدخل الغرفة ، ووراها إمراءة غريبة عليها
عدلت جلستها على عجل وناظرت بإستغراب ، بينما أمل جلست جنبها بتوتر ، وشلون تقنعها ؟ ووشلون تفاتحها ؟ لامت نفسها إنها سمعت كلام مساعد وخلتها قدام الأمر الواقع ، وش تحكي وش تقول ؟ الليلة زواجك من شخص غريب عليك ! الليلة أنتي الفداء لقبيلتين وسبيل الصلُح بينهم ؟
ولكنها وإن لمحت نظرات عيون بنتها ، حتى أيقنت إنها ماهي بالأولية ، ولا راح تِرضخ وترضى بكلامها بالسهولة ذي ! لذلك مساعد قرر يبقى ويوصلها هو بنفسه لين أرض الخسوف !

تِخلف عن مراسيم التنصيب لأجل لا تِصير مشكلة وينتهي هالموضوع بعواقب غير حميدة !
قالت بإبتسامة : بما إنك طفشانة ، قلت أغير جوك ونجيب هالكوفيرة تضبطك
عقدت حواجبها وقالت بإستنكار : وش تغير الجو الغير مألوف ذا ؟ مهب عاجبني
قالت وهي تِمسك يدينها : لا تكسِرين بخاطري ، قومي نشوفك وأنتي حلوة
شهقت وقالت : ليه ماني بحلوة كذا !
ضحكت وقالت وهي تمسح على شعرها بحنية : حلوة حلوة .. وعذبة كثير يا الجادِل مير ودي أشوفك بطلة ثانية ، قومي وإجلسي على الكرسي لأجل تجهزك !
ناظرتها وما حبت تكسر بخاطرها ، وقفت وهي تسمع كلامها وجلست على الكُرسي ، بدون إعتراض
بدأت الكوافيرة تشتغل عليها ونظرات أمل تراقب كُل خطوة تسويها ، وتتأمل ملامح الجادِل وتدرسها دِراسة لأجل تتوقع ردة فعلها ، ولكن رغم ذا كُله كانت جاهِلة وش بيصير !
بعد ما أنتهت الكوافيرة حتى طلعت من الغرفة وأمل بقت تتأملها وبعيونها الدموع متجمعة ، بجانب من قلبها غصة على هالمصير اللي آلت له بنتها ، ولكنها متوكلة على ربها كون الجانب الآخر مرتاح لأنها وإن تجمعت عليها ضُغوطات الحياة ، راح تلقى الشخص اللي تستند عليه ..
أبتسمت لها وهي تقرب وتقرأ عليها الأذكار ، وطلعت من الغرفة بدون ما ترد عليها ، ميلت الجادل شفايفها بإستغراب ، وتقدمت وهي تناظر لنفسها بالمِراية ، عقدت حواجبها بضِيق ولا أعجبها المكياج ، كُونها شخص ما تعود عليه بهالكثرة ، تحب وجهها يبقى على طبيعته أكثر ، ولكنها ما أنكرت حلاوتها
ألتفتت بسرعة وهي تبتسم لصوت أمها ولكنها سُرعان ما عقدت حواجبها وهي تشوفها تتقدم وبيدها فُستان أبيض ، يدل إنه لليلة زواج !
قالت بإستنكار وسخرية : الموضوع ماصار تضييّع وقت ، الموضوع صار فيه إنّ
سكتت أمل ، وقالت بتلعثم : لا ، هذا فسـ....
قاطعتها وهي تناظرها بترقب : إحكي يمة ، يبان عليك كل التوتر
أمل بلعت ريقها بصعوبة وقالت بإبتسامة خايفة : جدك وافق على زواجك من أحد الشيوخ بسبب تنازلهم عن حقوقهم ، واليوم زواجك
ناظرتها بهدوء وكتفت يدينها بإستهزاء وعلى ثُغرها إبتسامة ساخِرة ، وهالتصرُفات ماكانت إلا تعبيراً عن صدمتها ، ولكن بشكل مُختلف
تعالت ضِحكتها الساخِرة من سخافة الموقف : يمه .. أعتقد إنكم في ظِل الخمس سنين السابقة ناسيين إن الجادل ماكانت موجودة بديرتكم الرثّة ، بالتالي خلالها تغيرت هالجِادل كثير ! من قبل وهي ضعيفة ماكانت تسمح لكم تمشون قراراتكم عليها
فما بالِك فيها وهي بهالقوة ؟ والله إنكم تبطون عظم !

أرتبكت أمل وأقتربت وهي تحط الفستان على السرير ومشت بإتجاهها : الجادل يا يمة ، إسمعيني
والله العظيم كل شيء لمصلحتك
قاطعتها بحدة وهي تسحب يدها : لا ، أنتم إستغلاليين وأصحاب مصلحة ، لو تبون من الشخص شيء صرتو مثل الطير مكسور الجناح ، ولما تخلص هالمصلحة تقلبون ثعالب مكارين ، والله ما يطولني أي شخص ، ولا أقترن بشخص ما أبيه ، وقبيلتكم إصطفلو فيها ، عساها تحترق باللي فيها ، وش علي منكم أنـا !!


...163...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


سكتت أمل بخوف من ردة فعلها القوية ،بينما الجادل كانت تِنتفض من داخلها ، مجرد مرور الفكرة على بالها يخليها تنهار ، فشلون وهم حاطينها قدام الأمر الواقع !!
أمل سمعت صوت مساعد يتقدم صوبها وقالت بهلع : يالله يالجادل يالله يايمه ، ترى والله إني وافقت لمصلحتك ، عشانك عشان يكون معك رجال يصونك ويحميك ، خليك ذكية ووافقي و
قاطعتها بضيق وهي الود ودها تقول " عندي عزيز قوم " : لا يمة ، مهب من حقكم تجـ...
سكتت وهي ترفع حاجبها على دخول مساعد اللي قال : وش عندش مابعد تجهزتي ؟ منتي بعارفه إن الشيوخ منتظرين ؟
ناظرته بحدة وهي تكتف يدينها : تكون جاهل لو إنك كنت بتظن إني بطيع شورك وبوافق !
ضحك وقرب منها : غصباً عنش ، وأنتي ما تشوفين الدرب يابنت عناد ، علميني ؟ وين حظش يوم إني قررت أبدل حياتش السوداء وتاريخ عائلتش وأربطش بشيوخ ، ماتحسين إن أفضالي عليش كثير ؟
ناظرته بطرف عينها وهي متقرفة من تفكيره ، لفت وهي تناظر للمراية متجاهله وجوده وسحبت المناديل وهي تبي تمسح مكياجها ولكنها أنصدمت وهي تشوفه يمسك يدها بوحشية ، وينطق بعصبية ، قرب وهو يهمس بإذنها : إسمعي يابنت عناد ، الليلة ليلة زواجش شئت أم أبيتي ، رضيتي والا أنطقيتي ، أنا رجال عطيت كلمة للشيوخ ولاني اللي أرجع عن كلمتي ، والا للآن خاطرش في الحبيب اللي تركتي له المكتوب ؟ لعنبو التربية الخسيسة بهالوجه
حاولت تفك معصمها بدأ يحمر من كُثر الضغط عليه ولكن ما قدرت ، تجمعت الدموع بعيونها من الوجع وقالت بحدة : والله لأفضحك ، وأسود وجهك وأنزل سمعتك للأرض لو ما أعتقتني
سكت للحظات وناظرها بطرف عينه ثم لف لأمل اللي واقفه وخايفة عند الباب ، قال وهو يناظر للجادِل : لو ما رضيتي أنتي ترى أمش اللي بتتزوج بالشيخ ! وقبل تقولين عادي .. تشوفين الجرح اللي بوسط رقبتها ؟ هذا بفعل يدها
لما درت إنها بتعرس حلفت إنها لا تنتحر وتنحر رقبتها من الوريد ولا تسأل لا عني ولا عنش ، أنا رجال شيبة وماباقي لي إلا أيام معدودة وفراقها بهالوقت ما يهمني ، ميّر أنتي ، لا ماتت أمش بسبب أنانيتش راح تبقين مرتاحة طول عمرش ؟
هالمرة فعلا نزلت دموعها بعنف على أطراف خدها وهي ..

تناظر لرقبة أمها ، إللي باين حدة الخنجر فيه ، هل فعلاً بتسويها ؟ بتنتحر عشان هالشيء ؟
ناظرت لمساعد بترجيّ وخوف ، وكل خلية بقلبها ترتجف من الوجع اللي كسى كل أطرافها ، تحس بحريق يشتعل في جسدها ويحرقها بكل مكان ، أنحطت بأسوء موقف ممكن ينحط فيه الإنسان يا حياة أمها .. يا حياتها هي !
بلعت ريقها بصعوبة ودموعها تنزل بدون رد ، أُلجمت والخوف ربط لسانها بينما مساعد يناظرها بهُدوء : يا ترضين ونروح الحين .. يا أخذ أمش غصب عنها وتسمعين خبر إنتحارها بأحد الأيام
ماكانت تدري عن سبب رفض أمها ولا أقدامها على هالخطوة العصيبة ، ولا سبب تفكيرها على هالنحو ولكن اللي تعرفه إن أمها ضعيفة .. ضعيفة حيل
ومن كثر هالضعف هي مستعدة تنهي حياتها ولا تحارب
أمل لما لاحظت بكاء الجادل .. بكت معها وهي تحط يدينها على وجهها وقالت : يبـه أنـ....
قاطعتها وهي تناظر بإنكسار وبقلبها مليون غصة ، وين القلب اللي بيقوى يختار راحته ؟ بينما فكرة إن أمها بتتعذب بسبب إختيارها واردة ؟ كيف بترضى تعيش براحة وطمأنينة بينما أمها حاطه ببالها فكرة الإنتحار لو أرتبطت .. تبلدت للحظة وتبلدت كل أحاسيسها ، حتى قلبها كان من كُثر الوجع بتوقف نبضاته ، وعيونها من حُر الدموع بتنطفي كيف لا ، وهي باللحظة ذي تتذكر عزيز وينعصر قلبها .. وباللحظة ذي تناظر لجرح أمها وتبكي جراحها ! : موافقة ياجد .. موافقة لأجل أمل
-
-

{ في ديرة شيخ الخُسوف : الشيخ عبدالعزيز }

جُموع القبايل مجتمعين .. وشيوخها وأشرافها ..
وبينما هو متوسط صدر الجلسة ، وعلى يمينه أبوه ويساره سعود وسند وسعد وباقي الرجال
قال راجح آخر كلامه مُعلناً إبنه خليفته : وفي حُضور اهل الوجيه الطيبة ، والنشامى وأصحاب الفعول الطيبة ، أقولكم ف هاليوم ، إني تنازلت عن شيّخة الخسوف للطيّب إبن الطيب الشيخ عبدالعزيز بن راجح
وما إن إنتهى من كلماته ، حتى تعالت أصوات الصراخ ، وبدؤو يرمون الألعاب النارية ، والرصاصات
وألتفو حوالينهم ، المُطبلين والطقاقين ، بدؤو بالطرب دون توقف ، في ظِل إستمتاع الجميع قامو سند وسعد وسعود معهم وتوسط المجلس وهو ينادون على المُطبلين اللي شكلو عليهم دائرة، وكل شخص منهم سحب خنجره وبدأ يلوح به بالجو وهم يساعبون على هيئة دائرة ،مُعبرين بهالسعب عن فرحتهم العارمة بالتنصيب ، وبأن الشخص اللي قدّ الخسوف صار شيخها
وقف وهو يتقدم ناحيه أبوه .. وينحني ويحّب كتفه : عسى هالعز قدّ هالعشم يا بن جبّار


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋

...164...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


أبتسم راجح ووقف له وهو يقول : الشيخ ما ينحني يا عز ، الشيخ نوقف له !

أبتسم بضيق وقال : عز قبل ما يكون شيخ .. هو ولدك ، والله اني لا أنحنيت لك ما أزيد نفسي إلا رِفعة
ربت على كتفه بهدوء وناظر لثُغور الناس اللي ما أكتفت من الضحك ، ولطربهم وسعبهم ورقصهم اللي يعبر عن بهجتهم رفع يده ووقفو على طول وناظرو له ، قال بضحكة : أشوف يا اهل الخسوف ، ما صدقتو على الله أتنحى ويجي عز الشيخ
بدأت أصواتهم تتعالى بالرفض على كلامه ، حتى إن الشيوخ قامو يردون عليه بأنه الفرحة ماهي فرحة إلا لأنه هو اللي رضى وهو اللي تنازل ، ضحك وقال وهو يكاتف عبدالعزيز : لا تشرهون عليّ ، أمزح معكم والله إنه يستاهل الشيخ عبد العزيز هالطيّب ، مير لاحد يتعب ولاحد يضيع تعبه من الحين ، ورانا يوم طويل ، إن كانت بدايته تنصيب للشيّخة ، فنهايته زواج الشيخ ..
بدأت التباريك تعلى ، وأستهلو وأكملو فرحهم ، الكل يبارك والكل يهنيء والكل يتقدم ناحِية الشيخ عبد العزيز ويسلم عليه ، وبينما هم منشغلين بتجهيز الغداء ، وتجهيز ساحة الدِيرة لأجل الزواج
جلس عبدالعزيز بتعب جنب سند وتنهد بضيق وهو يصد عنه ، أبتسم بعتب وقال : طول اليوم تحاول تخفي ضيقتك يا الشيخ ، ما تدري إنك بين كل تنهيدة تظهره
ألتفت له وناظره بإستياء : فاض الضِيق ياسند ماعاد لي حيّل عليه ، ولاعاده بيدي أخفيه ، الليلة بليلة فرح للخسوف ، ميّر لعزيز ليلة عزاء يا بن فياض
تضايق من نبرة صوته ، اللي كان طوال اليوم يجامل ويضحك ويبتسم ، مير من جلس جنبه وضّح ضيقه : يالشيخ .. البنت راحت لااهلها ، وأنت ما تدري وين أراضيها ، بتبقى تنتظر سراب .. بتبقى تنتظر خمس سنين جاية ؟ ما يكفي العمر اللي فات عشانها ؟
تنهد وهو يسند رأسه على الكرسي ويتذكر الحزن اللي بان بكلامها وبدفترها وقال : قد قلت لك يابن فياض .. فداها السنين المقبلة والماضية وبنتظر ، لو به رجاء بعد اليوم والله لأنتظر ميّر خايف بفعلتي إني كسرت قلبها .. ولاني هاللحظة مكسور إلا عشان هالشيء
سند ألتفت له وناظر لراجح ثم قال : يهون عند أبو الشيخ يهون
ناظر عبد العزيز لأبوه على طول ، ثم أبتسم بآسى : وين يقوى عز يقدم نفسه على الشيخ ولا المزن ياسند !
سند أبتسم : أبو الشيخ يا عز ، كان يحمل على كتفه هموم ماعاده يبي يحملها ، كان ينخيّك طول السنين الماضية لأجل تشيلها ولكنك من معزتك له ما تبي خوفاً من إن الموضوع مضايقه بلاك تجهل ، إنك خففت الحمل عنه ، وخليته مثل الفراشة بالخفة ؟
ضحك عبد العزيز من تعبير سند وأنحنى وهو يستند بيديه على فخذه ثم تنهد : الله يعدي هالليلة على خير يا سند .. الله يعدي الليلة على خير .. ويعطيني ربي على قد نيّتي .. يعطِيني إللي يستاهله عزيز ..
.
.

في بيت راجح وعلى مشارف الحوش واقفين كلهم جنب الباب ، بترقب
المزن واقفة على حافة الباب وبشرى مستندة عليها : يالله ، يعني ياعمة المزن بتصيرين أم الشيخ يعني ؟
هزت رأسها بإبتسامة وبشرى ناظرت لأمها ، اللي عيونها محمّرة من كُثر البكاء ، تضايقت ومشت لها وهي توقف جنبها وتحضنها من كتفها : ماعليه يايمة ، ترى سعود شيخ علينا بدون ما ينصبوه
ناظرتها بنص عينها وبشرى أبتسمت ببراءة ، وما إن سمعو صوت الألعاب النارية والرصاصات والطبول ، حتى بدؤو يزغردون بكل فرح ، ويشغلون المسجل ببهجة ، وصلت كل نساء الخسوف إلا الحاقدين الكارهين ..
-
-
{ في بيت جسّار }

كان متضايق .. لوهلة الضيق كان يخنقه شلون يفرحون ويدقون الطبول والرجل ماصار له أربعة أيام ميّت .. كان شارهه كِثير على مساعد
لأنه قدم مصلحته على مشاعر ناس كثير
بينما ما يلوم الخسوف إلا بالشيء القليل .. وش ذنبهم يكتمون فرحتهم كونه صار لهم شيخ جديد واليوم زواجه !
حضر مراسيم التنصيب .. وبعدها رجع البيت يريّح أعصابه
دخل للبيت ، ووقف على عتبّة الباب .. في إهتزاز وعدم ثبات ، وهذا كُله بسبب ريحة عِطرها اللي ملأت أرجاء المكان ..
أخذ نفس بهدوء وبزفيره كانت على مُحياه إبتسامة من رِضا ، من حُب
توجه للغرفة على طول ، ومن دخل حتى ناظرها ماسكه الإسوارة بيدها وتحاول تقفلها !
رفعت رأسها وهي توجه نظراتها له ، ومن ناظرته حتى أبتسمت بهدوء ، لنظراته ، لإبتسامته ولتعبيرات وجهه الملهوفة واللي يكسوها الإعجاب
توردت خُدودها خجل وهي تصد عنها وتشغل نفسها بالإسوارة وهو تِقدم بهدوء وهو يأخذ الإسوارة من يدها ، ويثبت يدها
ثم قفلها بسرعة وناظرها وهو يبتسم : يالله لو تدرين يا نسيم .. إن مثل ما هالإسوارة معقودة حول كفك ، أنتي معقودة فيني مثلها ،ولكن ماهو بكفي بس ، بكل جزء من جسّار .. بكل طرف منه


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...165...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


تنهد وهو يحاوط وجهها بين كفيّنه : يضيق الكون على إتساعة بسبب عبوسك ، أو زعلك مني يعّز علي عدم مراضاتك للحين ، ولولا الأحداث اللي صارت كان أنتي للحين زعلانة
كانت بتتكلم بس قاطعها وقال : قررت أراضيك بطريقة جديدة ، يمكن تنسيك كلامي
ناظرته بإستغراب ، وهو أبتسم وقال : غمضي عيونك أول شيء أحس إني أرتبكت
ضحكت بخفوت وأستجابت لطلبه وغمضت عيونها
وهو تنحنح ، وبدأ يغني بصوته الحاد والنشاز ، ويحاول يضبط طبقات الصوت بس فشل ، مع ذلك مكمل ولا عليّه من أحد ، ولا خلاه يوقف عن الغناء إلا صوت ضحكتها العالية ، إللي أبتسم بسببها
ضحك وقال : قلنا طريقة فعالة ، بس مهب للدرجة ذي ، وش هالرضا السريع ؟
أبتسمت وهي ترفع كفها ، وتثبته على كفه اللي مُستقر على أطراف وجهها : ‏وعدتني إن صدرك بيتي ومسكني ، من كل هم يمسنيّ ، وأنا وعدتك أصون هالصدر وأحبه في زعل والا في رضا ، أنا ما زعلت أنا ضاق صدري وأنقهرت ولكن ذا كله راح ، ولا بقى لا قهر ولا ضيقة صدر ، ماباقي إلا حب يا أبو قلبٍ يضوي كل عتماتي
أبتسم من عُذوبة كلامها اللي ذوبت كُل الهموم بقلبه ، واللي من عُقب وجع قلب وضيق خاطر ، صبّت مداهيل الفرح بحياته ، أقترب ووهو يقبّل خدها بهدوء ثم أبتعد وهو يبتسم ويناظر لوجهها المُتورد من حياها : ‏آآه يـا وجـهك .. أرق من الـوّرد
أبتسمت بهدوء وهي تِشتت نظراتها وهو حرر وجهها من كفه وهو يبتعد عنها ويسمح لها تكمل باقي تجهيزاتها ، جلس على الُكرسي وهو يسند رأسه عليه وبقى يتأمل كل تحركاتها ، دُون ما يرمش
يستمتع بمراقبتها ، يستمتع بمعرفته إنه يربكها بكل تصرفاته ، رفعت يدها ناِحيه شعرها ، وسحبت الدبوس الأسود ونقضته على ظهرها بكل أريحية
بينما هو تنهد بإبتسامة وهو يحط يده ورى رأسه ويسند رأسه عليها قال بهمس : ‏لا فتل همّي حباله و شد الحبال أشهد إنك تنقضينه مثل ماتنقضين الجديل ، ‏سبحان من جابك لروحي بداية حياة و خلّا وجودكِ مثل شيٍ يرد النسـم ..
-
-
{ الجـادل }

بعد ما ساعدتها أمل في لبس الفستان الأبيض ، وتركتها عشان تجهز باقي أغراضها ، ألتفت وهي تناظر للمراية ، تأملت نفسها للحظات ثم تمردت دموعها اللي ما وقفت عن النُزول ، قالت بغصة وهي توزع نظراتها على الفستان : من اللي يظن إن فستان الفرح اللي يتمنونه أغلب البنات ، يكون عبارة عن كفن أبيض للبقية ؟ من اللي يظن إنه الليلة اللي مفروض تكون الليلة الغير منسيّة ماهي عبارة إلا عن عزاء ورثاء لبعض البنات .. يارب والله هذا كثير على قلب واحد ، كان عينـي على الايـام تجيني بـ رحابـه وتلبيّ مطلب قلبي وحنينـه ، ولكن ما كُنت أظن إن الطلبات تجي معكوسة ، كلما تمنيت السعادة ألقى الضيقة والكدر ، كلما ظنت هالجادِل إنها أستراحت تلقى الهم أضعاف ، كلما قالت أجتمعت بوطنها وودعت الغربة تلقى إن العدو حاصرها وأستأسرها وخذاها رهيِنة لبقية أيام حياتها ، عجزت لا تشيلها عظامها ، أنحنت وهي تهوي على الأرض ، رفعت كفها وهي تغطي وجهها وتبكي بحرقة : وينك يالجبل .. وينك ياعايض ؟ تعال شوف وش سوو ببنتك ، يرمونها من موجة حزن لين موجة عذاب ، وينك يالسند يالأب يالحنون ؟ وينك لأجل توقف بوجههم وتقول هذي بنتي ما تنجبر على شيء ، هذي بنتي لها حياة لها وطن تنتمي له ليه مصرين على نزع هويتها منها ؟
بلعت غصتها بتعب وهي ترفع رأسها ، وتناظر لأمل اللي واقفه عند رأسها وتبكي بصمت
وقفت بتعب وهي تمسح دموعها على عجل ، قالت بهدوء وهي تتصنع القوة : ليه ما لبستي للحين ؟
أمل مسحت دموعها وهي تشد على شِيلتها : إفسحيني وإبريني "سامحيني" يا الجادل ، تحملتِ هالأم الضعيفة طول حياتك
ماردت عليها وهي تصد بضيق بينما مساعد دخل عليهم وقال : أمل عطيها الطرحة البيضاء ، خلي عندش علم إنها تكون سميكة ولا يبان أي طرف من وجهها بسببها ، وأستعجلو ، حطيها على رأسها وتعالو يالله ، تأخرنا على الناس
مشت أمل على عجل وهي تعطيها الطرحة البيضاء وتثبتها على رأسها ، قالت بضيق : جدك قال لا أروح ، عشان محد يدري فيك
ناظرتها بإستغراب وضاق صدرها أكثر وأكثر ، كيف تروح لناس ما تعرف منهم أحد ؟ كيف لأم يطاوعها قلبها وتترك بنتها لوحدها بهالشكل المُوجع
تبلدت مشاعرها بهاللحظة ، سحبت عبايتها من يد أمها وهي تمشي وتطلع من البيت توجهت للسيارة اللي بنص الحوش ، وركبت جنب مساعد اللي أشر للسايق يتحرك ، ناظرها وقال بهدوء : الطرحة لا تنشال من على وجهش لو تنحرق الدنيا كلها ، الطرحة لا يشيلها إلا زوجش ، وقبله لاحد يشوفش قبله !


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 04:34 PM   #56

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...166...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


رفعت رأسها وناظرت له بحدة وهو أبتسم : عقدنا النكاح الصبح بعدما عطيتي الموافقة .. وحسبي الله على العدو والعدوان أول مرة أنطق إسمش وكل خلاياي ترجف وكل شعري يوقف ، ولولا لطف ربي وغشامه الشيخ وسرحان العريس كان هوينا لين سابع قاع ، وكلينا تراب وأنهانت كرامتنا ولكن لطف ربي كبير ، لاحد أنتبه لا لي ولا لإسمش ولا درو عنش ، كل اللي همهم التنصيب ، ورجعت آخذش على طول ، إنتبهي يصير شيء و أحد يعرفش قبل يدخل عليش الشيخ ، راح تكون نهايتش ترى !
ماردت عليه ، وسندت رأسها على الكرسي وهي تغمض عيونها ، تريّح نفسها وتحاول تهديء أعصابها بعد المعاناة ، وقبلها
أما هو ناظر من الدريشة بتشتت ، الكل يدري إن بنت الشيخ العروسة ، بينما هي حفيدته
كل اللي يبيه محد يعرفها إلا باليوم الثاني ، لما يطيّح الفأس بالرأس وتصير زوجته ، بعدها محد يقدر يفتح فمه ، ولا حد يقدر يقول كلمة زيادة كون التنازل كان لهالسبب
-
-
{ في خُسوف الشيخ عز بن راجح }

فرحة كبيرة تكسو كل شبر من الخسوف ، ماكان أقل من حفل إستقبال عز .. ولكن أكبر وأكبر كونهم هالمرة يحتفلون بعز وبس .. يحتفلون بالشيخ عبد العزيز
السعب بكل جهة بالمكان ، والطُبول ما وقفت دقائق بس ، حتى التعب مازارهم من فرحهم ، بدأت المُحاورات بين شُعراء الخسوف ، وشعُراء الديّر اللي جنبهم ، وهذا يلقي بيت من قصيدته والشاعر الثاني يرد عليه ! بعدها
بدأت الزوامل تقبل من كُل مكان ، بحيث يصطفون بجهة وحدة ، ويبدؤون يلحنون الشعر ويقولون على هيئة زامل بنفس طبقة الصوت ونفس اللحن ، وبينما أصطفو مُحبين عبد العزيز من الدير اللي جنبهم بالزامل وبدؤو يقبلون على الخسوفين ولا يخلو الزامل من الرجال اللي يطورقون ويرشون الرصاص بالجو ، حتى وقف عبدالعزيز وراجح وأهل الخسوف بنص الصف ، وبدؤؤ يرحبون فيهم ، وهذا كان زامل الأخوياء والمحبين منهم
و إن أنتهى هالزامل أقبلو الباقين وبدأت تعلى أصوات: ياسلامي على اللي مقدّر عند كل الرجال محسوب
عــدّ ليلٍ تزبّر نـويّـه بـارقـه مـن شمـال وجـنوب
في ظل ترحيب الخُسوفييّن .. وفي ظل فرحهم
بدؤؤ الرجال يتجهزون للعشاء ، وخلف ساحة الزواج كانت الفوضاء عارمة ، صحون اللحم بكل مكان واللي يحرك بهالقدر ، واللي يصب الرز بالقدر الثاني واللي مشمر ويجهز القهوة ، ويصبها بالدلات ، واللي يعدّي واللي يصب ، الديرة واقفة على حيلها
الليلة ماكانت هيّنة أبداً ، شهدّت على حضور جميع مشايّخ القبايل وجميع الأشراف وجميع المحبين
-
-
{ مُنـى وحيـاة }

وقفت قِدام المراية وهي تنثر شعرها بعشوائِية على كتفها ، وناظرت نظرة أخيرة لنفسها بكل رضا
ثم لفت لمنى اللي توها تفتح المناكير ، شهقت وقالت : منى ، يعني حتى المناكير بتحطين ؟ جلست جنبها وهي تهمس لها ؛ يعني ما يكفي اننا رايحين زواج الشخص اللي بقت الجادل تبكيه خمس سنين ، وتبي يعني نتزين بعد ؟
ناظرتها بطرف عينها من فوق لتحت وقالت : حياة ماباقي الا التاج ونخليك العروس ، جايه تحاشريني عشان هالمناكير ؟
كشرت بوجهها وقالت : شدعوه منى ، مو عشان فستان ذيله يسحب وراه صرت عروس
دخلت أم سعد وهي ماسكه رأسها بيدينها : جعلكم العرسة ، قدلي " صارلي" ساعه وانا منتظرة آخر شي عادكم تتحدثون ؟ تبون تجننوني ، الشمس ماباقي شيء وتغرب وانتو لذلحين ؟
منى أرتبكت وقالت : انتظري ياخالة تكفين ، باقي بس يدي اليسار ، مايكفي ماخذتنا غصب عننا تبيني أروح وأشوف طالباتي بشكل مو مرتب
ناظرت ام سعد لمنى اللي ما قدرت ترتب المناكير وتأففت وهي تتقدم وتجلس جنبها ، سحبت يدها وبدأت تحط لها ، وسط ضحكة حياة وإبتسامة منى .
ومن خلصت حتى وقفت ورفعت عصاتها وقالت : والله ان اوصل لباب الحوش منتو بوراي ، لاجيكم اكسر عصاتي ع ظهوركم ، سمعتو ؟
وقفت منى وهي تنفخ بربكة ع اظافرها وحياة ضحكت وهي تسحب العباية وتلبسها ، قالت بضيق بعدما تلاشت ضحكتها : خاطري ضايق عليها ودي انها هنا ، وتحضر الموقف بنفسها
لبست عبايتها منى وناظرتها : خيّرة ياحياة ، كل شيء خيّرة
سمعو صراخ أم سعد وخرجو بسرعة وهم يركضون
ومن طلعو وهم يمشون ناحيه بيت راجح حتى صارت حياة تلتفت بإعجاب : يالله وش هالأجواء ، وش هالديره اللي منقلبه راس ع عقب عشان زواج شخص واحد بس
ألتفت لضحكة أم سعد اللي قالت : هالواحد يسوى قبيلة يابنتي ، ناهيش إنه صار الشيخ يعني فرحتهم فرحتين ، هذا وانا ما اشوف تجهيزهم شيء ، توقعت شيء اكبر
شهقت منى : بعد هذا كله تبي شيء أكبر ؟
أم سعد كانت بتتكلم بس وقفو جنب الباب وهم يلتفتون للسيارات اللي تقرب من بيت راجح وتمشي ورى بعض ، وبنفس الوقت يدقون البوري ، واللي يوضح إنها سيارة أهل العروسة ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...167...



📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


وما إن وقفت حتى قرب مساعد وهو يهز كتفها : قومي جعلش القمة ، طول الطريق وأنتي راقدة
أنتبهت لنفسها وفتحت عيونها بوجع ، نامت وهي تبكي ومن قوة حرارة عيونها أوجعتها ، ناظرت من الطرحة وما قدرت ، رفعتها وقالت : كيف تبيني أتحرك بهالشيء اللي فرضته علي ؟
مساعد أشر على البنت اللي واقفة جنب باب السيارة : بنت السايق وكلتها تنتبه لش ، راح تمسك يدش وتوصلش للمكان اللي تبينه ، وإن ماقدرتي تتكلمين هي بتتكلم عنش ، اهم شي حتى النملة ما تشوف وجهش ، بنات الديرة كلهم يعرفون امش ، وراح يميزونش قبل تكتمل خطتي ، وان صار هالشيء راح اكسر مجاديفش ياالجادل صدقيني
ناظرته بلامبالاة وتبلد شديد ، ولا فيه شيء نصب عيونها إلا الجرح اللي برقبة أمها ، نزلت الطرحة بعشوائية وهي تفتح الباب وتنزل بهدوء ، وفعلا ماكانت قادرة تشوف شيء من سُمك الطرحة
مسكتها بنت السايق وبدأت تمشي معها ، الين بوابة البيت ، ومن دخلو حتى بدأت الزغاريد بصوت عالي ، وتجمهر كل الحاضرات حول البوابة ، فسخت الجادل عبايتها ، ولكنها تركت الطرحة على وجهها ، ومن بدأت تمشي ناحية الحوش حتى شغلو المسجل الصغير ، وبدؤو يرمون الرِيحان والورد عليها وهي تمشي بلامبالاة ، وسط نظرات منى وحياة المستغربة
وقفو جنب الباب وقالت حياة : الحمد لله اننا جينا معها ، ولا كان صرنا محط الانظار ، وصارو ينبشون فينا
فصخت منى عبايتها وقالت بإستغراب : ليش تحسين وهي تمشي كانها رايحة لجنازتها بسم الله هذا وهي رايحة لشخص جلست الجادل تبكي عليه وتتمناه ، وهذي تجر نفسها غصب
تقدمو وجلسو بالجلسات الحمراء جنب ام سعد
ويناظرون لها ، شلون جالسه بالكوشة لحالها ومنحنيه برأسها ، قالت حياة بضحكة : بسم الله ، لاهذي صدق وش فيها ؟ تخوفني وكأنها مومياء
ماودها تفتش وجهها ونشوفها ؟
أم سعد قالت وهي تسحب دلة القهوة وتصب لها ولهم : سمعت إنها رفضت ، تقول ماهي بفاتشه الا للشيخ ، كود انها ذاله"خايفة" من العين
حياة ضحكت : لا ان شاء الله ، قمر على هيئة بشر وخايفة على نفسها آه بس على قرادة حظك يالجادل ياحبيبتي ، المومياء هذي صارت مكانك
منى دقتها وقالت بضيق : خلاص حياة ، حرام تكفين
كشرت بوجهها وسحبت طرف فستانها الأسود وقالت : كل هالزواج كوم وذيل فستاني اللي سحب تراب الخسوف كوم ثاني !
ضحكت منى وهي تناظرها ورجعت تناظر للي يساعبون بلا مبالاة ، الين بدأو البنات يصطفون بصف واحد ، ويمسكون يد بعض ، مُعلنين بداية رقصة"الخطوة الجنوبية" شوشّت أم سعد ووقفت وهي تناظر للبنات : تعالو يالله
قالت منى وهي ترفع يدها : لا دخيلك ياخالة ، هذا وش ، ترى مـ...
سحبتها حياه وهي تقول : امشي اقول ، تبغيني اخلي هالمتعة عشان حيائك
مشت وهي مكشرة ووقفت وهي تناظر لبشرى اللي شهقت : ابلة منى ،هلا والله ارحبي اهلين احلى من يجي
حياة قالت : بسم الله عليك ،خذي نفس ، تنفسي بين كل كلمة وكلمة
ضحكت بشرى وقالت : وش دخلك يالقزة ، الا ابلة الجادل وينها ؟ حسبتها ماراح تفوت زواج عز
كشرت حياة وقالت وهي تمسح على شعرها : ومن هالعز ، عشان تحضر حبيبتي الجادل زواجه ، يكفي حضورنا احنا
منى مسكت يد بشرى وهي توقف جنبها وناظرت لحياة بنص عين ، بينما حياة ضحكت ، وبدؤو يستمتعون برقصة الخطوة..
غايب عن بالهم .. الحمامة مكسورة الجناح اللي كل هالتفاصيل غايبه عنها وما حضرتها ، بعالم بعيد تماما عن عالمهم .. الطرحة ماهي قادره تخليها تشوف شيء ، حتى الفضول ما حضرها لأجل على الأقل تسترق النظر ، ماكانت مهتمة أبدا
جالسة بمكانها وتواسيها دموعها الحارة ، اللي مانشفت من عرفت بالخبر ، كانت تحس إن حرارة هذا العالم كله علقت وتشبثت بعيونها ، سُحبت كل الحياة من داخِلها .. وبقي بس تبلد وبرود ولامبالاة شديدة
لو يجون يغرسون الخنجر بصدرها ماقالت آه ولا شكت ولا بكت من قوة حزنها ..
كانت دعواتها إن الله يتولى الأشخاص اللي يسرقون البهجة من وجيه الناس ، ويحاولون بشتى الطرق رسم الكئابة والعبوس على ملامحهم..
تنهدت وهي ترفع كفها المرتجفة وتمسح دموعها بضيق ، ورجعت تجلس نفس جلستها
تسمع إزعاجهم وأصوات ضحكاتهم ويضيق صدرها أكثر .. هي بكفنها وهم يرقصون على موتها !
-
-

{ عبد العزيز }
كان واقف بنص الصف الترحيبي .. وجنبه أبوه وعلى يساره سعود وباقي الرجال ، يرحبون بمساعد كونه شيخ القبيلة .. وكونه أبو العروسة
وما إن إنتهو حتى جلسو كلهم ، ومن جلس سند جنب عبدالعزيز حتى لاحظ .. نظرات خال فهيد وأخو ناصِف الحاقِدة ، كونه شخص تمنى إن ولد أخوه يكون الشيخ ، وكونه شخص ولد أخته منفي من ديرته بسبب مجهول ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...168...

🖌 @storykaligi ❤️🍃


ونقل نظراته لرجال قبيلة هِشيمان ، الكارِهه
ألتفت لعبد العزيز وقال : وكأنك مأكل حلالهم ، وكأنك غريمهم وخصمهم ، وش سوا لكم عز بن راجح لأجل هالحقد يارجل ؟ ماضاق صدرك بسببهم !
بانت الغمازة بطرف خده بسبب إبتسامته الساخِرة وقال : يضيق صدري بالعجَل ياسند واقول ، صدري مايضيق استثقل اني انهزم وآخذ من الهمّ اثقله ومع كل هذا بسمتي مافارقت عين الصديق‏ واللي يعرقل بسمتي أضحك عشان اعرقله
أبتسم سند بضيق وهو يلمح نظراته اللي يحاول يِشتتها ، ولأول مرة ما يقدر يتحكم بضيقته تنهد وهو يسند رأسه على ظهر الكرسي : أثرنا من سنين نحرث بذور أرضٍ ماهيب أراضينا‏
غبي ياللي نوى يجني ثمار أرضٍ ماهيب أرضه
زفر بتعب وهو يشد طرف الجنبيّة ويناظر لسعد اللي للآن متوسط السعب ،ولا هدأت له نفس طول اليوم ، من فرحته الكبيرة .. ولا هدأ إلا لما وقف راجح ، ودعى الكل على العشاء ، اللي أمتد بساحة الخُسوف كلها ، وما إن إنتهو من العشاء ، وبقو للحظات قليلة حتى بدأ التعب فعلاً يغلبهم كلهم
وبدؤو شيوخ القبائل ينسحبون لديرتهم ، وبدؤو أهل الخسوف يأخذون أهلهم ويرجعون لبيوتهم
وما إن فضت الساحة ولا بقى إلا هو ، تائه وضائع ولا وده يرجع البيت ، ولا صحاه سوى صوت راجح اللي نبّهه يلحقه ، تنهد بضيق ومشى بخُطوات هادية وبطيئة حتى توارى راجح عن نظره ، دخل البيت ولقاه ، مقلوب فوق تحت بعد ليلتهم الطويلة ، ما أهتم
ألتفت لبشرى اللي ركضت له من شافته وقالت : أمي وعمتي وجدتي معصبين ، وربي ياعز كأنهم بركان وبينفجرون بأي لحظة ، تخيل هالعروسة عيّت"رفضت" تفتش وجهها ، وحلفت محد يشوفها لين تشوفها أنت ، جدتي كانت بتسحب طرحتها غصب عنها ولكن البنت اللي معها عصبت وقالت " نعم هذا إستخفاف بطلبات شيخنا "
أمي قالت بعدها " ندري إنها عجوز والتجاعيد كاسيه وجهها وراضين بها ، خليها تفتش قدام الضيوف ولا تفضحنا" ! ولاحد رد عليها ، ولما قطعو الرجال عمتي المزن قالت خلاص خلوها براحتها وفعلاً تركوها ولكن لحقوها بنظراتهم والله انها شرار
تنهد عبدالعزيز وهو يناظر لبشرى ، ولا أهتم بمثقال شعره لكلامها ، مشى من جنبها وهو يتوجه لإسطبل جديلة
وهي كشرت وقالت : لها ساعتين تنتظر المسكين بغرفتك ، وانا لي ساعتين ابي اشوف وجهها
الكل رقد ولاعنده فضول ، ليش بس انا اللي بموت من فضولي ؟ اوف
يعني حتى عمتي نعمة وامي رقدو ، وش هالحياة هذي المملة
بينما عبدالعزيز .. أتجه لجديلة وفسخ بشته وهو يرميه بلامبالاة على السُور ، دخل للإسطبل وهو يسحب رسنها ويطلعها للحديقة
وجلس على السُور وهي وقفت جنبه ، تنهد بضيق وهو يمسح على شعرها بهدوء : مكسورة مجاديفي يا جدِيلة ، عُمرك سمعتي بجبل تنكسر مجاديفه ؟
أبتسم بضيق : ألمح بعيون بن جبَار ، كلمة إنسى وعش المكتوب ، ترى ما منه مهرب ولكن ياجديلة ياكيف ابنسى واحدٍ كان كلي؟
يمكن روحتها لااهلها هالأيام خيّرة ، يمكن غيابها عني هالوقت خيّرة ، عشان ما يضيق لها خاطر عشان ما تِتوه بسبب خطواتي المتعثرة بطريقها
أطلق تنهِيدة عميقة وهو يسحب العقال من على رأسه ويحطه جنبه ، وبعدها عدل غترته وهو يلف أطرافها حُول وجهه ، قال بعتب عليه : خايف أروح وأتخيلها الحمامة ، خايف أشوفها هي دون غيرها وطيفها يحضر مِثل كل مرة خايف أظلم بنت الناس وماني بظلَام ياجدِيلة
شد على قبضه يده وهو ينط من على السور ويمسك الرسن ويرجعها للإسطبل : بإذن الله النور يظهر والدعاء يُستجاب ياجديلة وأحقق احلام عمري وآصل لمقصدي سواء هاللحين أو بعدين على الله رجاي بتقديم دموع أمي على قلبي وكلمة أبوي على رغباتي
من الله الفرج والفرح وكل المقسوم من ربي خيرة ، يالله ياربي لك الحمد على كل حال
أخذ البشت من على سُور الحديقة بطرف يده
وناظر القمر اللي توسّط السماء ، تأمله للحظات عديدة ثم أخذ نفس وزفره بضيق ، توجه ناحِية غرفته .. خطوة يتقدم بها وعشرين خطوة يرجع بها ورى
فتح الباب وهو يتنهد بضيق ودخل للغرفه ، ناظر نظرة سريعة للي جالسه على أطراف السرير وصد عنها وهو يقفل الباب ..
بينما هي كانت جالسه قريب الثلاث ساعات هنا ، لحالها وبنفس الوضعية ، ولا تحركت شبر واحد ، جسّدها بهالغرفة بينما عقلها مو معها ، بمكان ثاني تماماً تحاول ما تفكر بسلبية ، تحاول تفكر بشيء لطيف بذكريات حلوة ، تحاول تتناسى هالمكان
لأن في ظل هالإنتظار لو بقت هاللحظة هِنا ماراح تستوعب حتى وش بتسوي بنفسها من حُر الشعور ، تنهدت تنهِيدة من عمقها كانت تِظن من هولها إن أضلاعها بتنكِسر ، ومن حست بأصوات خطوات أقدام مِتجه نحوها ، حتى غرقت بين الحُزن وأرتجفت كل أضلاعها بخوف وترقُب ، الليلة ليلة عزاءها ، لكن ليه ما تِسمع إلا أنين قلبها ؟ ليه محد يبكِيها سوى نفسها ؟


❤️📚 @storykaligi ❤️


...169...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


تقدم بإتجاهها وهو يحس إن الدرب طويل ، وعلى أمل إنه هالطريق اللي سلكه يِتجه به لدرب مليان رِضا .. وقف قدامها وعقد حواجبه وهو فعلاً يشوف الطرحة البيضاء اللي تحجب عنه وجهها كامل الرؤية ، ويناظر لتفاصيلها اللي مو باين منها أي شيء ، حتى يدينها مخبيّتها ، تنهد وهو يقول : السلام عليكم
ماردت عليه ، بينما ظن إنها مِستحية لذلك ما علّق
أنحنى وهو يشتت نظراته للمكان ورفع الطرحة بعشوائية ولامبالاة وبعدها أخذ نفس ، وكان يختنق في الزفير مرة .. وفي الشهيق مرتِين
قال بهدءوه المُعتاد اللي يخفي وراءه براكِين من حرارة موقفه : أول الكلام يابنت الناس ، أنا ماني بظـلام للعباد ، ولا أقبل بالظلم لنفسي عشان أقبله لغيري ..
سكت للحظات وهو يشّد على قبضة يده ، وش ذنبها ؟ يكسر قلبها وهو يقول إنه ما يبيها ؟ وإنه يحب غيرها ؟ عمر الكسر اللي بيصير بهالليلة ماراح ينجبر ، ولا راح يعوضه أي تعويض ثاني .. تمنى إنه يحرق طارق باللحظة ذي لأنه هو اللي دفع قيمة خطأه
مسح على وجهه بضيق وقال : الليلة خليها تعدّي بخيرها ومُرها ، لنا في الصباح كلام ثاني
كان يتكلم ، متجاهل تماما المصعوقة ، اللي كل خلاياها تنتفض ، من قوة الصدمة كانت تحس إن حتى رموشها تِرتجف معها ، ماباقي عِرق بجسدها ما أرتعش ، ولاباقي بها خلية ما إرتعدت ، كانت تِظن إنها هلوسات ، أو حلم ، أو خيالها اللي لجئت له بسبب مُر واقعها
كانت تِسمع صوته ، وتحس إن عقلها يكذِب عليها ومسامعها تدارِيها بسبب خيبة أملها
ومن إنتهى من كلامه ، وكان بيمشي حتى جاءتها الجراءه تِرفع عُيونها بمقدار شطر ، وكان يكفِيها هالشطر
لمحت خاتمها يحتضن أصابع يده ، غمضت عيونها وهي تحس بشفايفها تِرتجف ، وجمعت طاقتها اللي ماباقي منها سِوى قلة من القليل ووقفت على حِيلها وهي تحس برعشة رجُولها ، دُموعها تنزل بِلا سابق وعد ولا إنذار ، وقلبها من شِدة نبضه يُخيل لها إنه بأي لحظة بيغادر جسدها الصِغير ..

-

‏"فلمَّا اجتمعنا قلتُ من فرحي بهِ
‏ من الشِّعرِ بيتًا والدّموعُ سواقِيَا
‏ وقد يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعدما
‏ يظُنّانِ كلّ الظنّ أنْ لا تلاقِيا"
‏-
-
كانت تتمنى إن اللي تُشوفه واقِع .. ما قدرت تِكتم شهاقتها أكثر وبدأت تبكي بإرتباك حتى نطقت برجفة وبصوت مهزُوز من ضُعفها ، وكأن الدنيا تُحطها بنفس الوقت معه بكُل مرة ، وكأنها تعذبها من جِهة ومن جِهة ثانِية تقول "مالك غِنى عنه " : عـزيز
عقد حواجبه بخوف لأول مرة يِعيشه ، من سِمع صوت بكاءها ، إلين نبرة صوتها وهي تنادِيه
تجمد بمكانه ولا قِدر يتحرك شِبر واحد من مكانه
ناظر لكفوف يده اللي ترتجف وبلع ريقه ، لأول مرة يحس بالرجفة هذي تـسري بعُروقه ، رفع كفوفه المُرتجفة وهو يمسح على وجهه بضِيق : كنت أدري إني بتخيلها ، كُنت أدري إني بعيش الموقف وكأنها هي اللي معي .. عزيز في رجاك يارب ، أنا والله ماقد ذِقت طعم الإنهزام لين جربت المحبة على وضح النِقا
عقد حواجبه وهو يسمع شهقاتها اللي ما وقفت ، وهالمرة ألتفت ، وما إن تعدلّت وقفته وناظرها وهي واقفة قِدامه بُفستانها الأبيض ، ووجهها اللي يكسُوه اللون الأحمر من شِدة البكاء طول اليوم ، وعُيونها اللي كأنها بُركان وتفيض بالدُموع ، إلين رجفة شفايفها اللي وضحت كُل الوضوح له
تسللت الصدمة لقلبه ، وأختلست عيونه النظر لكل تفاصِيلها ، والحين ما يدري .. يحارب تفكيره بأنه يتخيلها والا يصارع قلبه اللي أيقن إنها هي .. حمـامـته

بقى للحظات متشبث بِمكانه ، ما قدر يخِطو خطوة وحدة بس .. على نفس وضعِيته وبنفس نظرات الصدمة ، ماكان يدرِي إن العوض اللي قدمه رِبي له بسبب تضحِياته اللي ضحاها عشان والدينه ، راح يجي بهالسُرعة ، ماكان يظِن إن طول المُدة اللي كان يصارع فيها الحِزن بسبب هالزواج وبسبب هالبنت اللي هي نفسها يتمناها زوجة له ..
ماكان يظن إن الأقدار بتجيبها بهالطرِيقة ، ولاكان يدري إن هالحمامة مالها مُستقر ولا مأوى ولا ملجأ من مساوئ هالحياة سوى " كـتفه "
ماكان يدري إنه الله جعله الأمان لشخص يركض له من متاعِب الحياة
واقف يتأملها ، من أطراف شعرها إلين كل دمعة متمردة بعيونها ، ماغاب عن عينه أتفه تفاصيلها
ولا غاب عن قلبه الوجع اللي بعيونها ، هالمرة .. ما مر بقلبه عِتاب ، هالمرة حسبها صح وقبل لا يقدم خُطوه تجاهها فكر صح ، هالمرة غاص بتفكيره عن سبب وجودها هِنا ، وأيقن إنها ضحِية للقبيلة مثله تماماً ، عرف إن المتغطرس الظالم اللي نفاها قبل خمس سنين ماكان إلا مساعد ، وأيقن إنه هو نفسه إللي رماها وأجبرها على هالزواج ، ومن تأكد إنها هي حتى أنعصر قلبه وجع وألم ، على ملامح العذاب بوجهها !



❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...170...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


أنعصر قلبه وجع وألم ، على ملامح العذاب بوجهها ، ونظرات الإستغاثة بعُيونها
كانت رجولها ترتجف وبأي لحظة تِحس إنها بتنهار من شِدة تعبها ، ولكنها رفعت عيونها وهي تشوفه يتقدم بخُطوات سريعة بإتجاهها ، حتى وقف قدامها ونقل نظراته السرِيعة على ملامحها ، ثم أبتـسم وهو يرفع كفه ويمسح دموعها برقة ثم حاوط أطراف وجهها بهدوء يكسُوه الفرح : ارحب بوجهش ياحمامة ، علِيم الله كأن الجرح فص وذاب
ناظرته بإرتباك من قُربه ، من وجهه اللي قريب لوجهها ، لكلماته ونظراته ..
وما إن لمح نظرات الخجل وعدم التصديق والذهول بعيونها حتى ضحك بِخفة وهو يقرب أكثر منها ويضمها وهو يحاوط ظهرها بكُل حنيته القوية ، لاحظ جسدها اللي يرتجف من شدة صدمتها ، من شدة قوة الموقف عليها ، ومن شِدة قربه لها وكأنه بأي لحظة بيخترقها
أرتعشت كل خلاياها وهي تسمعه يهمس بإذنها بكل لُطف وبنبرة يغلب عليها الدف، والحنية : ما قلت لش ؟ إني والله ما أترك حتى النسمة تُمر من بيننا ، هذا عهِدي وبفضل الله وفى ، وهذا كتفِي لش غطاء ودِفى
يشهد الله يهالدموع اللي أحرقت خدش اللي أحبه أكثر مني كلي ، لأحرق أي شخص يفكر ينزلها وأنتي بين ضلوعي
للآن ترتجف إلين حست به يمسح على شعرها بحنيّة ويقول : كنت أساير أيامي اللي راحت وأقول "ماعليه " لعل أيامي الأحلى بالطريق
لو إدري إن نهاية الطريق وجهش ؟ يشهد الله كان قضيت حياتي كلها ركض بسبيلش
أبتسم وهو يقربها أكثر منه حتى حس بضلوعها داخل جلده ولا هنأ له هالقرب يبي يدخلها بجوفه
دُون ما يمرها لا ضر ولا وجع : أنتي صرتِي لعزيز يعني أنتي صرتي روحي .. ولاهو بس كذا أنتي روحي كلها لش
بعد لحظات طويلة وهي بحضنه ، وهو يطبطب عليها بحنِية أبتعد عنها وهو يناظر لدموعها اللي ماجفت ، تنهد وهو يمسحها : ماعاد للدمع بعيونش مكان ، ما يجتمع عزيز وياه بنفس المكان
تأمل وجهها للحظات ثم أبتسم وهو يلاحظ تورد خدُودها هالمرة من خجلها ومن نظراتها لثوبه اللي غرقته بالدمع ، ومن إرتباكها ثم ضحك بهدوء وهي رفعت عيونها له ، وناظرته للحظات وهي تتأمل وجهه بهُدوء ثم أقتربت وهي تمرر يدها على أطراف وجهه وهو يناظرها وعلى وجهه إبتسامة ومن لاحظ إبتسامتها إللي دلت إنها أستوعبت الموقف حتى أتسعت إبتسامته قالت بلهفة وهي تقرب بحجمها الصغير منه وتناظره وهي ترمش بربكة : كيف أنت أمس أبعد من نجوم السماء ، واليوم وجهك بين كفيني ؟
سكتت للحظات وهي تبتسم أكثر وتقول : ‏ماني مصدقة عزيز .. إن وجه مثل وجهك يجمع البراءه والوسامه والحنان والدفء والرضى والملح والقبله والهِيبة والقوة في وقت واحد .. يتوسط كفين الجادل !
ضحك وهو يرجع يضمها ويقول : الحمد لله ، رجع لش العقل ، وقدرتي تستوعبين الموقف اللي احنا فيه
سكتت للحظات ثم أبتسمت وهي ترفع يدينها وتشد عليه وهي تثبت رأسها على كتفه : عزيز .. هو صدق إننا إجتمعنا ؟ هو حقيقة اللي قاعد يصير
أبتسم لسؤالها وقال بضحكة : يهالحياة يابنت عِناد مرة نقول ضدنا ، ومرة نقول لا والله انها بصفنا ولكن خذيها مني هالمرة ، حرام حرم الدم محد ياخذش من بين ضلوعي ، واللي يقرب منش لاانحره من الوريد
أبتسمت للحظات ثم ميّلت شفايفها بضِحكة خافِتة وهي تقول : صل على النبي
وهو أبتسم وهو يبتعد عنها : والله إني صادق ، والله يا هالضيم اللي عِشته بالثلاث أيام لو يتكرر لأحرق هالقبيلة عن بكرة إبيها ولا يهمني
شتّت نظراتها للمِكان وهي تخفي توتُرها ، كون هاللحظة جاءت بِدون ما تحسب حسابها ، أو تفكر فيها ، أنتبهت ليده اللي مليانه لون أسود وشهقت وهي تتلفت بسرعة ناحِية الغرفة ومن لمحت المراية حتى مشت بخُطوات سريعة وهي تناظر لوجهها ، حطت يدها على وجهها بفشلة والوِد ودها هالمرة تبكي لين تختفي
عبدالعزيز كان مستغرب تصرُفاتها ولكن من فهم معناها حتى تعالت ضِحكته بتناغُم ، وهي من شدة إحراجها تمنّت تختفي هاللحظة
إقترب منها وهو يضحك ، وبعد يدينها عن وجهها وناظرها بهدوء وهو كاتِم ضحكته على ملامحها اللي مليانة فشلة : إرفعي رأسش ، على إيش منحرجة
ناظرته بطرف عينها وهي متضايقة ورجعت تناظر لنفسها بالمراية ، من كُحلها الأسود اللي مليان بكل وجهها من كُثر ما بِكت ، لين حُمرتها اللي طلعت من على شفايفها لين شعرها اللي تخرب من الطرحة : يرضيك ؟ يرضيك تشوفني بهالشكل وتسكت ؟
ناظرها وميّل شفايفها بهُدوء ثم أبتسم وهو يسحب الطرحة البيضاء ويبعدها عن شعرها ، ثم جمع كفينه وهو يرجع خُصلاتها لورى : يرضيني .. شكلش وجهش ، كل تفاصيـلش كاملة ، وأنتي مرتبة أو محتاسة بعد كل هاللي عشناه ما تبغيه يرضيني ؟


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 05:50 PM   #57

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...171...

🖌 @storykaligi ❤️🍃


توردت خُدودها بخجل وهي تِنسحب من قدامه من فُرط حياءها منه وهو مسك يدها وهو يسحبها له : وين ؟ مايكفي خمس سنين مُر ؟
أبتسمت وهي ترفع كتوفها بهدوء : برتب شكلي ، أحس إني مو مرتاحة بوجهي هذا
ناظرها لِلحظات ثم ضحك بخُفوت : زين ، ماعندي مشكلة دام الموضوع يميّل لراحتش ، سوي اللي تبيّن
أبتسمت بهدوء ، وهي تنسحب من بين يدينه وإتجهت بعدها لدورة المِياة ، ومن دخلت حتى قفلت الباب ، وأستندت على الباب حتى جمعت كفوفها وهي تحط على فمها .. وبكت
هالمرة تبكي وتضحك بنفس اللحظة ، ماقِدرت تستوعب الموقف اللي هي فيه ، ولاصدقت إنها من لحظات بُحضن عزيز .. بكت صدمة وبكت عدم إستيعاب الموضوع كان كِبير عليها كثير
ومن هدأت نفسها ، وفضت كل مشاعرها حتى وقفت وهي تِتجه للمِراية ، وزعت نظراتها على وجهها اللي كان ذابِل هالصبح بسبب مساعد ، ولكنه من فعلته تورد ورجعت لها الحياة بأفضل وسيلة
فتحت الماء البارد وبدأت تغسل وجهها بهدوء ثم سحبت المنشفة الصغِيرة وهي تمسحه
أخذت نفس براحة وزفرته بِرضا ، ثم ألتفت وناظرت للفستان اللي ظنت إنه كفنها .. وأتسعت إبتسامتها أكثر لما عرفت إنه حُجب عن عينيها رؤية وش مخبّي لها القدر
فتحت الباب بهُدوء ، وناظرت له وهو جالس بجلسته اللي بوسط غُرفته ويلعب بأطراف مسبحته وعلى طرف ثُغره إبتسامة .. وسرحت بملامحه وبدأت تتأمله
من كان يظن إنها بتنحط بـ هالموقف ؟ وبتكون بمكان هي ويـاه لحالهم .. دُون مايكون بينهم حاجز !
ناظرت للشنطة الصِغيرة اللي جهزتها أمها لها وكشّرت وهي تتذكر شلون جهزتها
سحبتها وهي تفتحها بهُدوء عشان ما ينبته لها عبد العزيز ، ومن لقت فُستانها السماوي يتزين بِرُسومات باللون الأبيض ويكسوه الدانتيل الأبيض حتى سحبته بسرعة وهي تمشي بخطوات سرِيعة بدلت بسرعة ، ورتبت شعرها اللي تكركب بسبب الفستان ، ناظرت للحُمرة الوردِية وأبتسمت وهي تقرب وتأخذه ، حطت على شفايفها طبقة بسيطة منه ثم ناظرت لشكلها بِرضا ، طلعت وهي تناظره مُوجه نظراته لها وعلى نفس جلسّته ، وأُقشعر جسدها من نظراته .. أرتبكت وملئ قلبها الحياء
لأن نظراته فصفصت كل شِبر بها ، وتأملت كل خُصلة منها من جلستها حتى رفع حاجب وقال وهو يأشر على المكان اللي جنبه : لا تنسين .. مكانش جنبي ولا تبعدين عني حتى بمقدار كف يدش !

ناظرته لِلحظات ثم تبادرت على ثُغرها إبتسامة من لطافة طلبه ، وفعلاً لبّت طلبه ووقفت وهي تِمشي وعُيونها على الأرض من شِدة حيائها
جلست جنبه وهي تشتت نظراتها للِمكان وهو مبتسم على هالحياء .. ومِستلذ أشد اللذة من وجهها المُتورد ، وقف تنفُسها للحظة وحتى رِموشها من قوة ربكتها ما قِدرت ترمِش بها لما أقترب منها حتى لاصق رِمشها رِمشه ، وكان بحركته ذِي يبي يوفيّ بعهده لنفسه وما إن أبتعد عنها حتى تبّسم وهو باقي قِريب من وجهها وقال : قطعت العهد على نفسِي ، إن صرتِي لي وحدي ، ليكون الرِمش نِد الرمش
بلعت ريقها بصعُوبة بالِغة ، من همسه من قُربه المُربك واللي يخلله أنفاسه العالِية وهو أبتسم وأبتعد بوجهه عن وجهها ، رفع كفه وهو يقربهالـ وجهها ، وقربها ناحِيه شفايفها وبدأ يمسح الحُمرة بلطف وسط دهشتها ونظراتها اللي مليانة إستغراب
بينما هو أبتسم : أحبش مثلما أنتي ، لا أبغى زيادة على الجادِل بأي شيء ، ولو إنها حُمرة تخفي جمال مبسمش
أرتشعت جميع أجزاءها وغِرقت بأطراف فُستانها وهي تحاول ما تبّين تأثيره القوي والكِبير عليها
كانت ترتعد مِن داخلها ، كلامه كان يكفي يذّوب قلبها .. والحين بهالقرب منها ، شِلون ما تِنهار ؟
شتّت نظراتها لأنحاء الُغرفة وهو تِبسم وقرر يعتقها لحظات من نظراتَه وكلامه ، كونها بدأت تِنطوي على نفسها وهالشيء ما ودّه به ..
ألتفت على إثر صُوتها الهادي ، ولا ألتفت عبدالعزِيز بس ألتفت كُل جوارحه معه
قالت بهُدوء وهي تعدل جلستها وتناظره : عندي فضول .. آخر لقاء لِنا على شُباك أم سعد وقبل أسبوع بس
سكتت وهو رفع حاجب بإستغراب وقال : أسبوع ؟ يالله .. ومن كان يِظن إنه دهر هالفراق ؟
أبتسمت وهي تناظره وهو قال : ها إسلمي ..
أردفت وقالت : آخر كلامنا بالكاف .. ليه هاليوم تغيّر رغم قُصر المدة بين هاللقائِين ، ولاهوب بس كذا أعترفت لي بالشين وكتبت رسالتك به
وش السر ، في إختيارك لهالحرف بكل موقف ، ما فهمتك ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...172...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


ميّل شفايفه بخُفوت وهو يتِكي على المركى ويسحب مسبحته ويحُطها بطرف جيبه وبعدها قال : نادِرة .. وُمميزة .. ومُلفتة .. لدرجة الثمالة
وأنا أي كلمة موجهة لأنثى تنتهي بالشين .. ما أقول إلا لِشخص يحمل صفاتش .. ولا مر عليّ أحد بهالكثرة غِيرش ، سوى أمي
هذا جوابي الأول ، والثانِي يالفجر العذب أنا بعد ما لقيتش بعد خمس سنين .. أيقنت إن هالحرف ماراح يطأ لساني إتجاهِش ، إلا لا صِرتي بهالقرب مني ..
سكت للحظات ثم أبتسم وهو يوزع نظراته على تقاسِيم وجهها : إن شاء الله أرضِينا فُضول حضرة جنابِش ؟
ضحكت بخُفوت من رده اللي أرضاها فِعلا ، ولاهوب بس كذا حتى خلاها تِعتلي الغيم ، كونها مُميزة بهالقد عند شخص مُهيب مثل عِز بن راجح
شخص ما يلتفت الا للنادر الفارِق والغير
هزت رأسها بإيجاب وهو أتسعت إبتسامته من بسمتها وتنهد براحة من عُمق الشعور إللي يحس فيه ، ولا قد حس إن مكان صدره غيمة سوى هاللحظة ، رفع يده وهو يأشر لها تنحنِي له برضاها ، وهي ناظرته للحظات ...
أبتسمت وقربت برِضا وهي تنحني على كتفه وتنحنِي على مُستقرها ومكانها وبيتها .. والوطن اللي بقت تصارع عشانه سنِين وبنين .. أستقرت على كتفه ألين لعبت خُصلات شعرها بأنفه ، أبتسم وهو يشد بيده على كفها ، وتارِك هالخصلات العشوائية على أطراف وجهه ، وهو يتأمل حُضورها جنبه
-
-
كانت طول الليل نايمة على كتفه .. ولا تحركت شِبر واحد ، وكأن هالليلة ضرِيبة الليالي اللي مرت بأرق ودموع
بينما هو بقى طول الليل صاحي ، ماهان عليه حتى يِرمش وهي على كتفه وعلى هالمقرِبة منه ، على حاله .. يده على شعرها ويمسح عليه بلُطف والثانية حول خصرها ، وسانِد رأسه على ورى ، وبينما يناظِرها بشوق وهدوء .. كان مانع عقله يفكر بأي شيء ، كان مصفي ذِهنه ومفرغه بس لتأمل تفاصيلها ..
ومن صدعت مآذِن دِيرة الخسوف بأصوات المؤذنين معلنة دخول وقت صلاة الفجر ، حتى تحركت الجادِل بخفة وهي تفتح عيونها بنُعاس شديد ، رفعت رأسها وناظرته للحظات وهي عاقدة حواجِبها ولما أستوعبت المكان اللي هي فيه حتى عدلت جلستها بحياء وأبعدت خصلات شعرها عن وجهها وبقت تناظر للمكان بدون ما تتكلم بينما هو أبتسم وهو يناظِرها .. ويوزع نظراته على ملامحها المتوردة بسبب الخجل حتى قال : بخاطري إعتذار تدرين ؟
ناظرت له بإستغراب وهو أردف وقال : ودي أعتذر لأيامي اللي مرت دون وجهش ، وشلون كانت مؤسفة وكئيبة ؟
أبتسمت بخفوت وهي تميّل شفايفها بدون تتكلم للحظات بعدها قالت : صباح الخير
ضحك وهو يوقف وقال : آه من وجههٍ تبّسامه مسّرة .. على الله قدرتي تخلين الحياء ونسمع هالصوت يابنت عناد ، وإي والله صباح خير وغير لأنه أبتدأ فيش من غير ما أحرك طرف إصبع ، لأنش دعوة أمي بوقت الوتر
أبتسم وهو يتأمل توّرد خدُودها بفعل كلماته ، ولمعة الفرح بعيونها .. وهالشيء كان كفِيل أنه يرضيه لباقي أيامه .. لطول حياته
كان يتأملها ويتأمل تشتت نظراتها وحركاتها الخجُولة وهو مبتسم أخذ نفس وهو يزفره بحب ومن همسه لنفسه كان يتمتم بـ آه من الشخص اللي من شدة ما إنت تحبه تحس ضلوعك العّوج ثقيله وضيقه لأن حبه واجد وكثير على ضلوعك المستفرده وعلى قلبك الواحد !
رمشت وهي تبتسم من قلب لكلامه وهو بادلها الإبتسامة ، وبعدها مشى وهو يسحب غترته ويناظرها ووده تبقى لوحدها للحظات لأجل تستريح وتريح بالها وتستوعب اللي صار : أنا رايح لمسجد الشيخ أصلي الفجر ، وودي أنتظر للشروق
فهمت مقصده وهزت رأسها بإيجاب : بأنتظرك
أبتسم لها وطلع من الغرفة وهو يقفل الباب ، وما إن طلع حتى أخذ نفس براحة مازارت روحه من قبل أبداً ، وكأن أحد رش الثلج على قلبه
وطلوعه من الغرفة هاللحظة ، عشانه صبر كثير
ولاودِه ينتهي صبره عند هالنقطة وبهالوقت بِالذات
توجه لمسجد الشِيخ القريب من بيتهم وما إن دخل حتى ألتفت له راجح وسعود بإستغراب وأشر له يجي وهو لبّى : وش جابك هنا الحين ؟ متضايق ؟
ناظره للحظات ثم أبتسم : ليه ، العريس ما يصلي ؟
راجح عقد حواجبه بإستنكار من إبتسامته وكونه قبل ساعات ضايقة به الدنيا ، وكونه شخص ماكان يبي هالزواج ، والحين النور بوجهه .. وتسائل وش السر ؟ : لا وأنا أبوك يصلي ليه ما يصلي
هز رأسه بإبتسامة وأخذ الصف الأول وبدؤؤ يصلون الفجر ، وكعادتهم أخذ كل شخص منهم مصحفه وبدؤؤ يقرؤون وردهم ، كون هالعادة ملازمتهم من صغرهم ومن وعو على أنفسهم وبدؤو يقرؤون



...173...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


{ الجـادل }

كانت واقفة جنب السرير ، وقدام الشباك الكبير اللي بوسط الغرفة ،مذهولة من المنظر المهيب اللي قدامها ، وكأنها فعلاً إطلالة ما تليق إلا بالـودق
كان هالشِباك يطل على مزارع الخُسوف كاملة ، وكون بيت الشيخ مُرتفع عن هالمزارع ، فالمنظر كان لا يُعلى عليه ، كانت تتأمل كل هالتفاصيل ، والرحابة في صِدرها ، أيقنت إنها بتوكيل كل أمورها على الله .. راح تعيش بهالإتساع دائماً
وأيقنت إن كل شيء كانت تظنه شر لها ، ماكان الا خير ولطف من الله .. وأولها رضاها على هالزواج اللي كانت تظنه نهاية حياتها ، وماكان إلا بداية لفصول الفرح
ألتفت بإستغراب لصوت الدق على الباب ومشت بتردد وهي توقف جنبه ، عبدالعزيز راح يدخل بدون هالإستئذان ، من اللي تجرأ ودق بهاللحظة ؟
لما أشتد الدق سحبت شالها وتقدمت وهي تفتح الباب ناظرت بإستغراب ثم عقدت حواجبها بخوف وهي تسمع شهقة عالية أرتبكت وناظرت بتوتر لبشرى اللي فاتحه فمها وتناظرها بذهول : أنتي وش تسوين هنا ؟
توترت الجادل ولا عرفت ترد وناظرتها بإرتباك من صوتها العالي
بشرى ويدينها على رأسها : بسم الله بسم الله ، والله أحس إني مضيعة ، أو أنتي مضيعة العرس أمس والمفروض حضـ...
صرخت بصوت عالي : أنتي العروسة اللي كانت مندسة"متخبية" تحت الطرحة ، أبلة الجادل فهميني وش اللي قاعد يصير ، وش تسوين بغرفة عز ، أنتي شـلون صرتي بنت الشيـ....
قاطع كلامها خوفها من جدتها اللي صرخت عليها وقالت وهي تتقدم بإتجاهها بخطوات غاضِبة : جعل بقعا تصبحش " دعوة جنوبية " وش تسوين عند باب العرسان في أول يوم ؟ تبين تفضحينا عند بنت الشيخ ؟ تبينها تقول ذولا ناس مايحشمون حد
رجعت خطوة لورى بخوف وقالت : صلي على النبي ياجدة ، أنا أنتبهت لعز مع أبوي جنب الإسطبل وعرفت إن العروسة لوحدها وقلت أصبح عليها
وقفت وهي تأشر عليها بالعصا : والله ان قد تذلفين" تروحين" قبل أتوطا في بطنش هالصبح
ألتفت وهي منحرجة وعلى وجهها إبتسامة ربكة : اعذرينا يابنـ...
سكتت وعقدت حواجبها بدهشة وإستغراب ، وهي تناظر للي واقفة جنب الباب ، هي صحيح صار لها فترة طويلة من لما شافت أمل ولكن يستحيل تكون تغيرت لهالدرجة أو صغرت لدرجة تجاعيدها أختفت أو شربت من بئر الشباب ! ، ناظرتها بطرف عينها وقالت وهي تأشر عليها : من أنتي يابنت ، أمل بنت مساعد وين هي ؟ وش تسوين هنا ؟ في غرفة الشيخ عبد العزيز ؟ إنطقي تكلمي
الجادل كانت تناظرهم بإستغراب وربكة ، خصوصاً إنها مو متعودة على هالكلام ولا على هالصدمات .. ولا على التبرير حتى ، ولكن رغم ذلك قررت إنها ترد ، وما إن كانت بتتكلم حتى لمحت إمرأتين يركضون بإتجاههم ويمشون جنبهم وقفو جنب حكمة وهم مستغربين ويناظروها من فوق لتحت بطرف عيونهم قالت نعمة بريبة : ياعمة ، هذي من ؟ وش تسوي بغرفة ولدكم كفانا الله هالبلاء والذنوب ، وأعوذ بالله من سوء الخاتمة ، وين العجوز راحت ؟
رحمة قالت وهي تدق كتف نعمة بصدمة : كود إن عبدالعزيز حوّلها من عجوز لصبية ؟ خبرنا ببنت مساعد عجوز ولكن اللي نشوفه غير هالموضوع
نعمة ألتفت لحكمة وقالت : فهمينا ياعمة وش قاعد يصير ، هالبنت وش تسوي في غرفة عبدالعزيز ؟
الجادل تناظرهم بهدوء وتسمع كلامهم بضحكة بعدها قطعت صمتها وقالت بلامبالاة : أنا الجـادل بنت أمـل
عمّ السكوت لبُرهة وألتفت بعدها رحمة وهي عاقدة حواجبها : حنا أرتبطنا ببنت الشيخ والا حفيدته يا عمة ؟ الشيخ اللي نصبتوه علينا من هو نسيبه !!
نعمة شهقت وألتفت لحكمة وهي تقول : ياعمة الحقي ، أمل اللي كانت معرسة "متزوجة" بالراعي هذي بنتها
رحمة أرتبكت وقالت بعد ما ناظرت للجادل : شيخ الخسوف تزوج بنت راعي ؟
حكمة دقت عصاتها على الأرض بسخط وهي تِناظر حوالينها بصدمة ، كل اللي كانت معتزة به أمس تساوى بالأرض هاللحظة ، وفرحتها إنه وأخيرا عبد العزيز تزوج .. ووحدة تليق بمستواه كونها بنت شيخ مثله وبعيداً أتم البعد عن شكلها أو عمرها
كان يكفيها إنها بنت شيخ ، تلاشت .. وبقى مكانها شعور الصدمة والخِيانة ناظرت بحدة للجادِل اللي واقفة قدام الباب ، ومن خوف الجادل رجعت خطوة لورى بربكة
تقدمت حكمة ناحِيتها بخطوات ثقيلة وعيونها من شِدة نظراتها وكأنها بتحتِرق قالت بحدة : خذي أغراضِش ، والحين تذلفين من بيتي ، نعنبو من يناسبكم يالأوغاد الكذابين ، تخدعونا ؟ تخدعون ال جبار وتزوجون شيخهم بنت راعي !!
خافت بشرى من الموقف ، وركضت بتوتر ناحِية الإسطبل ولكنها أصطدمت بالمزن ورجعت خطوة لورى بوجع ، قالت المزن بخوف : وش صاير ؟ ليه تركضين بـ هالطريقة بدون ما تناظرين قدامك
بشرى أشرت على الدرج ولا ردت عليها ورجعت تركض ناِحية عبدالعزيز اللي كان يمشي مع راجح وسعود ،



...174...

📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


وقفت وهي تتنفس بسرعة وقبل ما تتكلم قال سعود وهو يناظرها : شيء بخاطري وودي أدري به ، هالنتفة من اللي مسميّها بشرى ؟ هالبنت ماتجيب الا مصايب ومشاكل وأخبار تسم البدن ، وين البشارة بالموضوع ؟
ضحك راجح وبشرى ناظرته بنص عين ثم ألتفت لعبد العزيز وقالت : أبلة العربي وش تسوي بغرفتك؟ ليه ماهي بأمل اللي يدورون عليها ؟ جدتي والباقين شوي ويخبطونها"يضربونها" حتى جدتي قالت تلف ثيابها وتنقلع من البيت هاللحين تقول غشيتونا ببنت الراعي
عقد حواجبه راجح وقال : بنت راعي ؟
كان بيردف ويتكلم بس قاطع كلامه خطوات عبدالعزيز السريعة اللي تعدتهم بسرعة البرق ، ناظر لأمه اللي تمشي ناِحية الدرج وعض على شفايفه وهو يركض ناحِية غرفته ، كان يدري إن هالموضوع ماراح تتعداه المشاكل ، ولكن ما خطر بباله إنه من أول يوم !
وقف بنص الصالة ووقفت أمه جنبه وهو يناظر للجادِل اللي واقفة جنب الباب وتناظرهم بخوف وشادة على طرف شالّها
تقدم بخطوات سريعة بإتجاههم ولا وقفه بمكانه إلا كلام جدته : هالبنت بنت راعي ولا هي من مقامنا ، هالبنت بضاعة مغشوشة ولازم ترجع لدكانها ، والله ما تبقى لحظة وحدة ببيتي .. هالبنت ماهيب من سلومنا ولا من مواخِيذنا !
أخذ نفس وزفره بضِيق ، وفعلاً هالمواويل ماراح تِنتهي من عنده أبداً
ما تكلم ولا قال شيء ، كمل طريقه إلين دخل من بينهم ووقف قدام جدته ، وسحب الجادِل وخلاها ورى ظهره وناظرهم بهدوء : هها يالله صباح خير يا أم راجح ، وش صاير هالمرة
حكمة قالت : هلا بالشيخ عز ، هلا بولدي المسكين اللي على نياته ، ما دريت الخسيس مساعد وش سوى ؟ خدعنا بحفيدته بنت الراعي وزوجنا إياها ، كنت اقول ، كنت حاسه ما ورى تغطيه وجهها الا كل بليّة وخذها هاللحين ، تورطنا بهالمغشوشة ، تورطنا واخذنا بنت راعي يا الشيخ
عز الله أنفضحنا بين القبايل ، أنهزت صورتنا يا الشيخ
المزن كانت واقفة وتناظرهم بصدمة ، وألتفت بخوف وهي تشوف راجح معصب ، لما عرف باللي صار وسمع كل كلام أمه قال بعصبية ملئت كل قلبه كونه أنحط بوضع المخدوع : والله لا أقلب سماه عن أرضه هالخسيس
ألتفو كلهم برهبة من عصبية راجح الغريبة عليهم ، لأنه شخص يميل للهدوء أكثر ، ولكنه موقفه ما أنصفه هالمرة ، قال بعصبية وهو يأشر بإبهامه ناحِية عبدالعزيز والعصبية أعمت عيونه ، ونسى كل مبادئه لما أستوعب إن القبيلة كلها أنخذعت ، وإن التنازل عن الدم صار عن طريق بنت مهيب بنتهم ! : إسحبها وطلعّها برى ، وهاتها نرميها قدام بيت هالخسيس النذل ، والله لا أنتفه تنتيف ، أنا ؟ بن جبار أنخدع من حثالة مثله يبي يتخلص من نسب الرعاة عن طريقنا ؟
عصب أكثر وقال : وش تنتظر ياعز ، هات هالبنت قبل أدفنها حيّة
أستنكر عبدالعزيز عصبية أبوه المفرطة ولكنه تغاضى عنها لأنه يدري إنه يحس بالخذلان هاللحظة ، ويحس بالخيانة وهالمشاعر لاجتمعت في قلب راجح ينسى اللي حوله ، عض على شفايفه بضيق وهو يسمع صوت بكاها
قال بهدوء عكس البراكِين اللي بجوفه ، وشلون ينطق ويقول هذي اللي ضلوعي ترتجف لشوفها خمس سنين ، هذي اللي دعيّت بوسط كل ليلة إنها إتصادف مع طريقي ، وهالراعِي اللي تستنقصون منه يسوى عندي مليون شيخ .. لأنه أبوها بس ! ولكنه ما يبي يحطها بموقف غرِيب ، كونه أهله ما يدرون عنها : إسلم يابن جبار ، وهد عمرك وصل على النبي ، العصبية ماهيّ بزينة ولا تعودت عليها منك
شد على طرف عصاته بضيق : وشلون ما تبيني أعصب وأفور ؟ ومساعد الخسيس رمانا بهالموقف
وظن بعقله الصغير إنه لعب علينا وخدعنا ؟ وشلون ما سألت ، وشلون ما قلت أنتي بنت من ؟
حكمة قالت : وش يسوي هالعز ؟ الموية تمشي من تحته وهو ياغافلين لكم الله
تنهد وقال : ها طالبكم وحلفتكم بالله إن تركدو على هالصبح ، وإسمعو الحكى مني أنا !
تأففت نعمة وقالت : ماعاد به حكى ياولد المزن ، هالموضوع خالصِين منه !
ناظرتها المزن وهي تتقدم وتوقف جنب عبدالعزيز وتقول بهدوء : هاللي قدامك شيخ الخسوف يا أم فهيد ، عدلي نبرتك وأختاري كلماتك زين قبل تتكلمين
كانت بترد بس قطع عليها عبدالعزيز وهو يقول : أنا رجال شوري بيدي يا بن جبار ، وهاللي سواه مساعد أدري به ، وعندي علم بكل اللي صار
عقد حواجبه راجح وقال : يرضيك الموقف اللي حطك فيه ؟
هز رأسه بإيجاب : مرضيني وعاجبني ، ولاراح ينفتح هالموضوع معه أبداً
حس بيدها تمسك يده وألتفت لها وناظر دموعها أبتسم يطمنها وشدّ على يدها : خليش ورايّ ولا تخافين ، ماراح يمسّش ضر وقدامش عز
عمَ الصمت المكان ، وأُلجمو كلهم .. من نبرته
من كلامه .. من أسلوبه .. والأهم من الشين لها كونهم يدرون كلهم ، إنه شخص يعّز هالمناداة ..


...175...



📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


ألتفت المزن بهدوء ناحِية الجادل ، ولاحظت نظرات عبد العزيز لها ، ثم صدت عنهم ورجعت تناظر لراجح اللي ينتظر كلام عبد العزيز
ألتفت عبد العزيز لهم وقال : أنا يابن جبار يمشون بشوري آلاف الرجال ، وتبيني أميل عن شور نفسي ؟ صعبة وقوية يشهد الله هالبنت متوسطّة هالبيت ، ولا هو بس كذا هالبيّت كله يرجى بقاءها فيه لسنين قدام ، مساعد بظنه إنه أخطأ بحقنا ومشّى الموية من تحتنا دون علم مننا ، ولكنه مخطي .. وغبي أنا رجال فاهم وعارف وش يبي يسوي ، وتاركه على هواه لأن يابن جبار اللي سواه أرضاني ، أرضاني لدرجة ودي أشكره على فعلته
حكمة قالت بحِنكة وغضب واجم وضّحته من نبرة صوتها : والله إن أمست بهالبيت الليلة لأحرقها ، ولأنتف كل شعرة برأسها ، منت بصاحي يهالولد ما يكفي بنت نعمة اخذت راعي ، تبى أنت تمشي شورك علينا وتأخذ بنت راعي ؟ هزلت ياعيال راجح عز الله فضحتونا
تنهد وأبتسم وقال : أنا بن راجح شيخ الخسوف ، أمشي رأيي على قبيلة من شيبانها لغرانها ، وأمشيّه حتى على العجوز والصبيّة بنت عناد محلها هنا ، جنبي ومعي ولا يهمني كونها بنت راعي والا حفيدة شيخ ، ولايهمني لا نسلها ولا أهلها ولا قبيلتها يهمني إنها صارت زوجة عز بن راجح ، ولا يعلى على هالموضوع شيء ،
ناظر لرحمة ونعمة بنفس اللحظة وقال : وإن صار وتعرض لها أحد ، فتعرفون أشد المعرفة وش بيصير ، ما ودي أهيّن أحد
راجح كان ساكت من ألتفت عبدالعزيز لها ، ويناظر المزن اللي تناظره بنفس النظرة
وما إن كانت بتتكلم حكمة قال راجح بهدوء : دامك دريت إن شورنا أنتهى ، وشور الشيّخ اللي يمشي على الصغير والكبير فتوكل على الله وسوي اللي في راسك ..

ضربت فخذها حكمة بسخط وقالت وهي تمشي وتتكي بعصاتها ، وصوتها يعلى بعد كل كلمة : لعنبو حيكم يهالرجال ، محد بيقصف عمري غيركم ، محد بينهي وجودي من هالحياة إلا أنتو ، ما يرتبط نسل الرعاة بالشيوخ ، بتسخط السماء علينا بتثور الأرض
نعمة ناظرتهم بسخرية ، ولا أهتمت للموضوع أبداً ، ولكنه وسّع خاطرها أكثر ، كونها مسكت على المزن شيء جديد تضحك عليها به ورحمة مشت وراها وهي كاتمة ضحكتها ، قالت وهي تهمس لنعمة : وش هاللي سمعناه يانعمة ، شيخ الخسوف أعرس من بنت راعي ومغشوشة بعد ، يهالفضيحة اللي بتضحك الخسوف كلها علينا
ضحكت نعمة ومشت وهي تقول : يستاهلون ، حصّاد سنين الفراق لفهيد ، حصاد بذرهم لهالولد وتركهم للبكر
عبد العزيز ناظر لأبوه وراجح قفى ومشى وهو يطلع للسطح ، والمزن مشت وراه بدون ما تتكلم
بينما عبد العزيز تنهد وألتفت على طول ولها ، وأبتسم وهو يقرب خطواته منها ، رفع كفه ومسح دموعها وقال : ماخبرتش حساسة يابنت عناد ، صايرة تبكين على أطرف شيء "أتفه شيء"
ناظرته بضيق وقالت : هلك وهالشيء ماهوب بتافه
أبتسم أكثر وقال : هليّ خليهم علي ، تراهم للحين يجهلونش ، لو يدرون إنش الفارِقة والصعبة اللي تملكت قلب رجال صعب كان صارو يدارونش !
ناظرته ورمشت بضيق وهو أبتسم وقرب منها إلين طبع قُبلته على عيونها ، أرتجفت كل خلاياها وبقت مغمضة بربكة ووضح الإرتباك من رجفة يدينها وهو ضحك بخفوت وشد على يدها وقال : أنتي بأمان الله وبوجهي وشنبي ، ولا بيقربش ضر وأنتي جنبي خليش واثقة
فتحت عيونها بهدوء وهي تبتسم وتناظره بإمتنان بعد ما هدأت نبضات قلبها الخايفة من كلامه ، قال وهو يفلت يدينها : مِتجه لبن جبار ، ليّا قربو صوبش قولي لهم إنش في وجهي
هزت رأسها بطيب وهو أبتسم ومشى عنها ، ناظر لبشرى اللي كانت واقفة وراه ويدينها على عيونها ، قرب وضرب جبهتها بخفة وهو يضحك بخفوت : يهالغرير اللي أبلشتنا وش تبين ؟
بشرى فتحت عيونها وقالت بصدمة : عز ، منت بصاحي
ضحك بصوت عالي وهو يمشي عنها وهي ناظرت للجادل اللي أنسحبت ودخلت الغرفة
مسكت رأسها بيدينها وقالت : ليه ماني قادرة أفهم شيء ، يارب صبرني وثبت عقلي عشان أفهم اللي قاعد يصير
-
-
{ في أراضي الخسوف }

وقفو بالسيارة قدام المحطة الإخبارية ، نزل وهو يوزع نظراته ناحِية المكان ، والثاني نزل ويناظر بحدة لِلوحة المحطة : هذي هي ، أنا متاكد
مسح على وجهه وهو معصب من صعوبة الطريق ، والأسبوع اللي مر بين الشوارع والديّر اللي جنب الخسوف
وما إن تأكدو من المحطة حتى أتجهو لداخلها بدون سابق إنذار
دخل وهو يفتح الباب بقوة على ندِيم اللي فز بخوف : لاحول ولا قوة إلا بالله ، هالمكتب صار سبيل للوحشي والبري ، عسى ماشر ؟ من حضرتكم
دخل حاتم وهو يناظره بحدة : أنت الخسيس ؟
عقد حواجبه وقال : إرفع علومك ياغرير أمك ، من أنت ووش تسوي في وسط محطتي


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 06:41 PM   #58

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...176...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


ألتفت بسرعة ناحية اللي يتقدم صوبه بخطوات غاضبة وقال : حنا أهل اللي ما حشمتوها وخليتوها في كل بيت ، والله إن أهد محطتك ذي على رأسك
ناظره نديم بصدمة وهو يشوفه يتقدم ويرمي كل شيء على مكتبه ، ثم حوّل على الدرج وبدأ يكسر الزجاج اللي قدامه ونديم منجلط ، إتجه صوبه وهو يسحبه ويبعده عن المكتب وهو يتنفس بسرعة ويناظره بعصبية : وينها ، وين النذلة اللي شاركتك هالمهزلة ، وين اللي بتموت على يديّ هالليلة
نديم عصب وقال بصراخ : لفلفو مرجلتكم وأنقلعو تمرجلو بمكان ثاني ، وبناتكم إن ما قدرتو تضبطونهم فما هي بمشكلة خلق الله عشان تثورون عليهم ناسين إنكم في مكان له قوانينه وشيوخه
حاتم قال بحدة : المذيعة اللي بثت الأخبار قبل أسبوع وينها ؟
نديم ناظره للحظات بإستغراب ثم قال : ومن أنت لأجل أعلمك عنها
حاتم رفع حاجبه وقال : أنا أخوها !
نديم سكت وبقى يناظرهم وهم ثايرين وينتظرون كلمة منه بس ، لأجل يشطبون الخسوف عشان يلقونها ، أيقن إنه جاء الوقت اللي تدفع ثمن فسخ العقد وقال بعدم مبالاة : هالبنت في بيت رجال ينقال له سعد ، إسألو عنه
إبن عم حياة قال : وش تسوي في بيته ، إنطق تكلم قبل أنهيك قبلها
نديم رفع كتوفه بعدم معرفة وقال : ماعندي علم ، إسالو عنها بنفسكم ، والحين توكلو من المحطة قبل أكسرها أنا على رؤوسكم
حاتم ناظر لنديم للحظات ثم نقل نظراته لولد عمه وقال : إمش يا ولد العم ، حاجتنا مو عنده هالرجال
إمش ندور لسعد ونعرف الموضوع منها هي
إبن عمه خرج وهو معصب وثاير وقال : ماراح نعرف منها لا حق ولا باطل ياحاتم ، راح ننهي حياتها الليلة ونرتاح
تنهد حاتم ومشى وهو يركب معه السيارة وينطلقون يدورون لبيت سعد
-
-
{ راجح والمـزن }

كان واقف على السطح ، ومِتكي بيده على قبضة العصا ، ويناظر بعشوائِية ناحية الخسوف ، ينقل نظرة بإعجاب وبلامبالاة على كل شِبر من أراضِيه
ألتفت على صوت خطواتها .. ثم أبتسم إبتسامته المعهودة بقُربها
وقفت جنبه وهِي تتِكي بأطراف يدها على حدود السطح وقالت بإبتسامة : وكأني عرفت شيء كان متخبي
ضحك راجح وقال : تعالي تعالي ، عِزتي لهالعز ما يقدر يخفي شيء عنش
أبتسمت وهي تقول : مهب عن شيء ، ولكِني من لمحت لهفته عليها ، طريقة كلامه ونظراته دريت إنها هي ، ولا يخفيك إني مصدومة ومفجوعة في نفس الوقت ، وشلون جاءت وكيف ومتى ماعندي علم، ولكن اللي عرفته إني متأكدة إنها البنت اللي بقى يعاتبها خمس سنين يا راجح
أبتسم راجح وضغط على عصاته براحة ، قبل دقايق بس كان مستعد يحرق مساعد عشانه حطاه بهالموقف ولعب عليه بحفيدته ، وكأنه يبي يتخلص من شيء ما يبيه على ظهرهم ، ولكن .. من تكلم معها عبدالعزيز بنفس أسلوبه مع المزن
حتى عاد ترتيب المعادلة كاملة ، يدري إن ولده ماهوب سبيل بيحب له شخص هالحب بساعات معدودة ، ومثل ما توقعت المزن إنها الحبيبة
حتى هو عرف إنها اللي كانت توضح بعيون عز ويقرأ شوقها بوجهه : محد متجهر"مصدوم "مثلي يالمزن
ميّر قلت لش ، إن كانت نصيبه راح تجي لو كان بينهم مدن ومحيطات وقارات ، ولو بينهم آلاف السنين والأشخاص وقبايل ، من اللي كان يفكر إن الشخص اللي كنا نظن إنه بينقهر اليوم ببعده عن المراءة اللي يحبها عنه ، بنلقاه يضحك على مصراعيه بسببها ؟
أبتسمت براحة وطمأنينة ملئت كل جزء منها ، وسرت بكل عرق لها وناظرت للسماء بإمتنان وكأنها تحكي لله مقدار حبها وإمتنانها وشكرها للطفه اللي غامرهم
-
-
{ عبد العزيز }
من صعد آخر خطوة من الدرج ووقف على عتبات السطح
حتى أتجهت له النظرات الضاحِكة بنفس اللحظة
أستغرب وتقدم صوبهم وهو اللي كان يظن إن أبوه معصب أو متضايق من قراره ، ولكنه يقرأ بوجيههم شيء غير اللي كان يظنه ، وقف وهو يرجع يدينه خلف ظهره وناظر لأبوه اللي قال بإبتسامة : هلا بالشيخ عز
نقل نظراته بين أبوه وأمه ثم حط يده على رأسه وقال بصدمة : ما يخفى عليكم شيء أنتو ، وشلون عرفتو بشيء ما بحت به ؟
ضحكت المزن ورفعت كتوفها : مير إنك تجهل إني بنظرة من عيونك أقراك وأقرا كل شعور تمر فيه
أبتسم بضحك وهو يتنهد : هذا البلاء يا أم عز ، البلاء إني لاضقت تدرين وتتضايقين وهذا والله ما نبيه
ولكن على هالخبر - فتح عيونه على وسعها - تفضلو إقروني لين تنتهو مني ، أنا والله محد بينافسني بـ السعادة هاليوم
أبتسم راجح وقال وهو يهز وأسه : لطف من ربي يابن راجح ، لطف ورحمة لأنك رجال تستاهل الطيّب ، تستاهل ينساق لك الخير من كل بقعة
تعالت فرحته من كلام أبوه واللي مازاده إلا سرور على سروره وكانت هذي مكافئته بعد الضيم اللي مر فيه .. لأيام ولليالي ماهي بقليلة


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋



...177...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


{ حيـاة ومنى }

كانت واقفة بالغرفة وتناظر من الدريشة قالت بعدما تنهدت : ودي أخذ عبايتي وأطلع أدورها بكل الجنوب .. زاد عن حده ياحياة ، ودي أعرف وينها وهي طيبة أو لا .. لو تتذكرين ماكانت تجيب سيرة أمها وجدها أبداً وكأنهم مو موجدين ، شلون الحين تبقى عندهم هالفترة كلها ؟ خايفة عليها وكل خلية ترتعش مني ، وزود على هالخوف الرهبة لاعرفت عن زواج الودق
حياة كانت تناظر للصندوق البني وتدور بكل زاوية منه ، طلعت أغراضها كلها وناظرت بصدمة للصندوق : منى ، وين سلسالي ؟
منى ناظرتها وقالت بضيق : حياة أكلمك وأشكي لك وأنتي تدورين لسلسالك ، مشاعري مالها أهمية يعني
حياة وقفت وهي تدور بالمكان وترمي المخدات وترجع تنفض الفرشة : سلسالي يامنى ، تكفين دوريه معي ، والله بضيع لو ضااع
منى سكتت للحظات ثم قالت : سلسالك الذهبي بعقد زمردي ؟
هزت رأسها بربكة ومنى أستغربت : ليه تدورينه بالصندوق ، هالسلسال ما ينشال من عنقك ؟ دوري بالبيت أو بالمطبخ
حياة قالت بضيق : دورته منى مالقيته ، من الصبح وأنا أدور
سكتت للحظات وهي تفرك يدينها بتوتر وبقت تفكر حتى شهقت وقالت : ببيت الشيخ ، متأكدة
منى كانت بتتكلم بس ناظرتها وهي تسحب عبايتها وتقول : كله من هالخطوة الجنوبية والرقص اللي خلى حتى شعري يوقف ، رايحة ادوره عندهم
منى : حياة إستهدي بالله وأركدي ، شلون بتروحين بيت الشيخ عشان سلسال ؟
ناظرتها وهي تلف الشيلة على أطراف وجهها : منى .. أنتي أكثر وحدة تدرين وش يعني لي هالسلسال ، ما أبدله بليالي فرح حتى
ناظرتها بضيق وحياة مشت وهي تطلع من البيت ، متجهه لبيت راجح
-
-
{ عبد العزيز }
فتح باب غرفته بُهدوء ، حتى ما أنتبهت له
كانت على نفس الفُستان ، ولكن هالمرة نثرت كل جدايلها على ظهرها ، واقفة قدام شُباك غرفته
والهواء يداعب خصلات شعرها بعشوائِية ، بينما هي لامه يدينها لها ومكتفتها بهدوء ، أبتسم حتى أشتدت عضلات وجهه ، هالمنظر كان المُنعش والمُطهر لعيونه .. لايخفى إن طيفها يحضر كل مرة لغرفته .. ولكن حُضورها هي كان شيء مُهيب
أقترب وهو مبتسم ، وقلبه يرتجف مثل كل مرة يتقدم نحوها ، وقف وراها وإزدات حِدة الهواء حتى بدأ يطير شعرها ناحِية وجهه ، بقى واقف مكانه
وعلى نفس إبتسامته .. حتى إنها أتسعت من الخصلات اللي ترتطم بوجهه
من حست بيده حوالين خصرها حتى أرتشعت أجزاءها ، وأرتبكت وأعتفست حالتها من قُربه
بدأت يدها ترتجف ولاحظها عبدالعزيز وأبتسم وهو يمسك ويثبتها على يده وهو يقول : لما سميتش " الحمامة " ما أخطيت ولا جهلتش أنتي شخص يبقى جنب الشباك ويناظر منه ، وكأنه يطلب العِتق والتحرير
سكتت للحظات ، ثم قالت بهدوء وهي تِبتسم : أنا كنت أتحرى الوطن ، وأدور على المكان اللي تستقر بها روح الحمامة ، أنا شخص يطلب الراحة بعد التعب والطمأنينة بعد القلق .. أنا شخص أطلب عزيز يابن راجح
ضحك بخفوت وهو يشد بيده عليها ويتنهد براحة من لـُطف كلماتها حتى داهمه إردافها وقولها : أنا بأمانك ، ولكن هلك ، قبيلتك وباقي القبايل
مصير هالزواج اللي لعب به مساعد عليكم مجهول
عقد حواجبه وحرر خصرها من يدينه وهو يوقف قدامها ويقول : قبيلتي ، باقي هليّ وباقي القبايل ولا أهتم لهم بمقدار ذرة ، أما عن مصيرش أنتي فهو بضلوع كتفي ، ما قلت لش لا تخافين وأنتي معي ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة : كلام جدتك خلا الرعب يدب بجسدي ، أنا شخص شاركت بمعارك وحروب وأُسرت في ظل غُربتي ، ما ودي أُنفى من وطني عشان القبايل
ناظرها للحظات ثم أبتسم وهو يحضن كفوف يدها ويقول : أنتي في ذرايّ من كل خوف ، إن كنتي تقولين عزيز وطنش ، فهالوطن ما يترك مُواطنه يصارع هالخوف ، خليها عليّ يابنت عناد تراني شيخ الخسوف وبن راجح
تأملت تفاصِيل وجهه للحظات ثم أبتسمت براحة وهي تهز رأسها بإيجاب ، وهو أقترب منها وهو يقربها لحضنه ومسح على رأسها بلطف ، وهي تنهدت براحة حتى حست إن كل الهم ذاب وأختفى
ألتفت على صوت دق الباب وتأفف : أنا رجال محذرهم ما يقربون من بابي وأنا عزوبي ولاحد يتجرأ ويقرب صوبه ، والحين يوم جنبي زوجتي أعتكفو على بابي
ضحكت بخفوت وهو مشى وفتح الباب بقوة وناظر بطرف عينه لبشرى اللي مبتسمة بخوف وقالت : إسمعني ياعز يا ولد أبوي ، أنا جيت ورجولي تتصافق في بعض ، مير أبوي راسلني وقايل الشيوخ جايين يهنونك ، وتدري أنت ماعادك بعز حاف لأجل ماحد يدق بابك ، أنت صرت الشيخ عز عشان كذا بنمسي عندك
ضحك وهو يهز رأسه ثم قال : الله يرسل علي صبر من عنده ، عشان لسانك بس
دخل للغرفة ، وسحب بشته من على السرير ، ورجع للمراية وهو يعدل الشماغ ويثبت العقال بوسط رأسه ،


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋

...178...

📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


ومن نسف الشماغ حتى ألتفت وقال بإبتسامة : على قولة بشرى ، ماعادني بعز حاف أنا الشيخ عـز ، ومجلسي مليان شيوخ لزوم أرحب بهم
لا تعتبري هاليوم أول أيامي معش ، حرام يروح بالطريقة ذي
أبتسمت وهزت رأسها بطيب ، وهو قرب ومسك يدها وهو يسحبها : ولا تبقين لحالش بالغرفة تعالي وإطلعي ، تعرفي على أمي وسولفي معها تراها تعرفش من كثر ما لمحتش بعيوني
أرتبكت وكانت بتنسحب ولكنه أصر عليها وهو يشد على يدها : بشرى جنب الباب ، هالبنت ماراح تخلي أحد يقرب منش صدقيني ، إذا على درس السواك والأراك أبلشتنا تظنين بوجودش أنتي برأسش هنا ماراح تبلشهم ؟
سحب شالها من على التسريحة وهو يلفه حوالين وجهها ثم أبتسم وهو يمشي وماسك يدها الين فتح الباب وطلعو ، ناظر لبشرى اللي كانت جالسة بالصالة ورفع يده وهو يأشر لها تجي
ركضت علىً طول ووقفت قدامه ، ثم ناظرت ليد عبد العزيز اللي تحتضن يد الجادل ورفعت حاجبها بإستغراب وهي تهمس : كنا نظنه ثقيل وصعب ، الين جاءت بنت وهدمت ثقله بساعات ، ما أقواك يا أبلة
رفعت رأسها بسرعة وهي تسمعه يقول : بشرى ، لو قربو منها تعالي صوبي
بشرى ضحكت : بعد كلامك الصبح ؟ والله ما يتجرأون يرفعون طرف إصبع ، يارجل حتى أبوي خاف
ناظرها بطرف عينه وقال وهو يترك يد الجادل : رايح للشيوخ وماني بمطول ، انتبهي لها
الجادل ناظرته بصدمة وناظرت لبشرى : يوصي طفلة على معلمتها ، ماشاء الله
ضحكت بشرى وهي تمسك يدها وتسحبها معها لحديقة نسيم : تعالي والله وربي جابك استاذة ، ترى للان منجلطة من وجودك هنا وفي رأسي الف استفسار ، ولكن نظرات عز تقول إعتقيها من فضولك عشان كذا راح أصقله وأخليه بقلبي هالفضول ، يعني تدرين مصيري مع الوقت أعرف
الجادل ماكانت منتبهه لها ، كثر انتباهها للحديقة اللي صارت بوسطها ، مدهوشة من الجمال اللي يحيط بها من كل إتجاه ، صارت تتأمله وعلى ثغرها إبتسامة ولهفة
ضحكت بشرى وقالت : وكأنك لقيتي موطنك الأساسي
ألتفت الجادل وقالت بإبتسامة : هالمكان كأنه مقتبس من قلب صاحبه
رفعت يدها ودقت صدرها وقالت : صدقتي ، صدري مليان ورد وزهور
سكتت للحظات ثم أبتسمت : مير صاحبه الأساسي أختي نسيم ، بنت اللي كانت تخاصمك"تهاوشك"
هزت رأسها وهي تناظر للمكان بإبتسامة تزين ثغرها وبشرى جلست على الكرسي وتناظر لها بهدوء
-
-
{ الـشيخ عبد العزيز بن راجح }

ثبت بِشته بطرف يده اليمين ، ومشى بخُطوات واثِقة لمجلس الديرة ، ومن خطت رِجله على عتبة المجلس ، حتى وقف كل من بالمجلس تحية له
أبتسم وقال : مسّيتو بالخير يا أهل الوجيه الطيبة عسى خواطِركم دايم سالِمة وسالِية
ألتفت ناحيه أبوه اللي كان واقِف معهم ، ثم تنهد وهو يقترب منه ويّحب كتفه ويوقف جنبه
قال أحد الشيوخ : أعزّ من نصبت يابن جبار ولاحد بقّدها سوى عزها
أبتسم راجح وقال : الله الله .. سنين وحنا نلمح ونقول ولكن من يستجيب
قال عبد العزيز مُغيراً الموضوع وهو يناظر لمساعد اللي يشتت نظراته للمكان ، قلبه مليان رهبة وخوف ورعب ، من إنه بيتفشل بأي لحظة ، وبأن خطته باءت بالفشل وأنكشف بأبشع طريقة
ماكان وده يجي هاليوم من قوه خوفه ، ولكنه خاف أحد يتكلم عليه ، كونه المُمثل لقبيلة هشيمان ولاهو بس كذا ، صار نسيب شيخ الخسوف
لذلك كان مضطر يجي رغم كل الخوف اللي بصدره
رفع مساعد نظراته ناحِيه عبد العزيز اللي يناظره بهدوء وبإبتسامة وتسائل عن السبب ، رغم الموقف اللي حطه فيه .. ليه للآن يبتسم ؟
تنحنح وقال : الشّيخة ما تليق إلا فيك يا شيخ عبد العزيز ، ما يبي لها إثنين يحكون فيها ولو إنه كان ودنا .. يبقى حفل التنصيب غير حفل الزواج
لجل يأخذ الحفل حقه ونحتفل فيك بالشكل المطلوب واللي يناسب مقامك
أبتسم عبد العزيز وهو يِفلت طرف بِشته ويجلس ، وبذلك جلسو كلهم وينتظرون رده : إحتفالية أمس .. تكفيني وتوفي ، ماله داعي للكلافات
أبو سند قال : أفا عليك يا شيخ الخسوف ، حنا لأجلك نتعنى !
هز رأسه : وافيّين ولا به شك ، ولكنه يكفيني أمس يشهد الله
ومن بين سوالفهم .. حتى قاطعهم أحد الشيوخ وهو يقول : يوم كنت عبدالعزيز حاف كنت تصنع لأجل الخسوف وتحمي وتبني يعني إن سويت لأجلها شيء شكروك عليه ، ولكن إن تكاسلت وما سويت شيء ، فما عليك ملام ولكن هاللحين وأنت الشيخ عبدالعزيز ، إن سويت شيء لجل الخسوف فهو حق وواجب ولا تشكر عليه وإن ما سويت شيء فهو تقصير وعليك العتب
محد تكلم بالمجلس .. كونهم ينتظرون رد الشيخ ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋


...179...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


إلا إن عبدالعزيز أبتسم بوقار وقال : صادق ، ولا على كلامك عتب .. مير إنك ناسي شيء القصور ما يجي من عيال راجح ، وفهمك كثير أنا خذيت هالشّيخة ، جمّالة بوجه هالرجل الكريم وإن حصل وقصرت فأنا ولدكم ومنكم وفيكم إعذرو تقصيري وإمسحوه بوجهي
تعالت أصوات رجال الخسوف بالتشيّيد به ، وبأفعاله اللي ما نسوها وهو ولد الشيخ أجل لا صار هو الشيخ .. وش بيسوي ؟
إتسعت إبتسامة راجح بفخر أعتلى كل خلية بجسده ، كان يدري بحب الخسوف له .. ولكنه على على توقعاته
ألتفت ناحِية يسار عبد العزيز ، وناظر لسعود اللي مبتسم بثقة وعلى مُحياه إبتسامة مليانه إعتزاز وضاقت به الأرض بما رحُبت ، كونه تذكر فهيّد
وردة فعله من درى إنه بعد هالسنين كلها ، وبعد سواياه كلها وبعد كل أفعاله .. صار عبد العزيز الشيخ
تضايق وصد بضيقه عن عبد العزيز وهو يشتت نظراته ، وبين سوالفهم حتى تقدم سند وهو يجلس جنب سعود وينحني لعبد العزيز بإبتسامة : يا رجل وقفت كل خلايا جسدي إحترام لك ، وش هالهيبة لعنبو حيّك !
ضحك بخفوت عبد العزيز وسعود ناظره بطرف عينه : أقول الأفضل إنك ترفع علومك وتختار كلماتك زين ، أنتهى زمن الميانة الحين تكلم الشيخ عبد العزيز
سند : أقول إطلع من بيننا يالشيبة وتوكل ، أصلاً إنتظر من اللي له أسبوع يصيح إن عنده سبق صحفي بوقت الزواج ، أبلشتنا على الفاضي ؟
عض على شفايفه وهو يلتفت ناحية عبد العزيز : نعتذر يا الشيخ أنتهت فصول التِرزاز ، الحين بتوكل للمحطة قبل يتوكلون للحدث قبلي .. خبرك بي أنتقلت لمجال الرياضة والسباقات عشانك !
أبتسم له عبد العزيز وهو يهز رأسه وقال : الله يقويك يا سعود
جلس سند جنب عبد العزيز وقال وهو يبتسم : لا يخفى علي يابن جبار ، لايخفى عليّ هالفرحة ، لا تخفى علي هالإبتسامة والعيون اللي تِشع ! بعد ما كان الضيق يبان بكل تفاصيل وجهك ومن زوده ما قدرت تخبيه ، وذلحين صار كأنك تلقين البشارة إنطق خبرني وش المعجزة اللي أنهت كل هالحزن والضيق بيوم وليلة
تنهد براحة وهو يأخذ الفنجان من يد هادي : إسلم يابو سحابة
هادي : الله يسلمك يا شيخ !
ألتفت ناحِية سند وعلى مُحياه إبتسامة رِضا : اللي صار معي .. ما ينقال عنه إلا معجزة ، صدقت يا سند
أستغرب سند وعبد العزيز أردف وقال : والله إني ذال "خايف " أقولك تقوم تفضحنا بالمجلس
ضحك بخفوت سند وقال وهو يسند ظهره : لك مني أنصدم على الصامت ، ولا ينسمع لي صوت
أبتسم عبد العزيز وقال وهو يناظره : بنت عناد .. حفيدة مساعد هِشيمان وبنت بنته ، بالتالي تصير زوجتي
عقد حواجبه وناظر لعبدالعزيز بإستغراب شديد ، وللحظة بس حتى أستوعب الموقف وأتضحت الصورة حتى ناظر بدهشة لعبد العزيز وهو يضحك بصدمة ويمسح علىً وجهه وهو ماسك نفسه بالقوة ما يوقف ويلعب سامري من فرحته ويفضحهم : تمزح ياعز ؟
هز رأسه بإيجاب وهو يعدل جلسته ويسحب مسبحته من جِيبه : والله إني صادق ! وبنت عناد صارت زوجتي بدون ما ينرفع لي إصبع بهالموضوع !
سكت سند وهو مبتسم ، وسعيد حتى الصدمة
متجهر .. وشلون بعد هالسنين ، وبعد هالمشاكل بين القبايل من قتل ومن تنازل ومن هرب ، وبعد الهم والحزن والضيق .. صارت زوجته ! بدون علم لا منه ولامنها
بعد سكوت ماكان طويل قال لعبدالعزيز : أيقنت يابن راجح ، إن الشخص لاكان من نصيبك لو تجتمع الأرض ومن عليها ضدكم ، ليبقى لك ولا يأخذه غيرك ، ولكن إن طمعت لشخص ماهوب لك ، لازم تدري إنه مصيره يشرق لشخص غيرك ويتركك بالظلام
أبتسم وهو يطبطب على كفه ويقول : خذها مني يابن فيّاض والله إن العوض بيجيك لو تكون على قمة جبل ، وإن اللي كاتبها ربي لك بتجيك لو هي بنجد والا بغداد
تنهد : إيه ، كان مصيري بعد الركض طول سنوات عُمـري مثل:الظامي اللي طرد وجه السراب لا فَرَح في قطرة الماء ، ولاَ حصّل ذرا .. مير إنها طاحت الشمس من عيني يوم مالت عني الفيّة
عبد العزيز ناظره للحظات ، ثم أبتسم كونه قدر يتخطى وأخيراً ، ويعرف عِزة نفس سند
-
-
{ شروق وسحـابة}

كانت واقفة بباب بيت راجح الخارجي من جهة بيت سحابة ، قالت بضيق : الضيق مستحل كل مكان بقلبي يا سحابة ، فعلة طارق خلته يطيح من عيني ، قاتل وهارب بنفس الوقت والله ان نظرات الحريم أمس خلتني أكره نفسي ، تمنيت إنهم ما تنازلو لأجل يذوق ثمن فعلته
سحابة قالت بعتب : لا تقولين كذا ياشروق ، هذا أبو سند ، أبو وحيدك ، لو تركه الشيخ عبدالعزيز يموت كنتي الحين أرملة وولدك يتيم !
قالت وهي تتنهد بيأس : ولكني الحين زوجة قاتل يا سحابة ، علميني شلون بجلس بمجالس الناس وبتكل نظراتهم وإستصغارهم لي بسببه ، وعلميني وشلون أبوي بيتحمل كلام الرجال عنه وعن ولد أخوه ؟ أنا أمس كنت بحترق بثيابي بسبب همسهم ونظراتهم ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋



...180...


📖🖌 @storykaligi ❤️🍃


ربتت على كتفها وقالت : هونيّها وتهون ووقفي بصف زوجك ، الكل يقول إنه رخمة وخسيس وواقفين ضده ، المفروض أنتي توقفين معه وتحاربين معه ، لأنه زوجك ولأنك أخترتيه هو
ناظرتها وزاد ضيقها من كلام سحابة ، رغم كل شيء ورغم ضغط أبوها إلا إنها فعلاً أختارته وهي اللي راهنت عليه ، هزت رأسها بطيب ، وألتفت وبيدها كيس الطحين الأبيض ولكنها شهقت بصدمة وهي تشوفه يطيح من يدها وينتثر
ورفعت رأسها للي رجعت خطوة لورى ، ويدها على وجهها وتكح بعصبية : وجع يوجعك ان شاء الله ما تشوفين
شروق قالت : يوجعك أنتي ، وين عيونك يالهبلة ؟
نفضت حياة عبايتها وشروق رفعت حواجبها وهي تشوفها فاتشة قدامها ، عرفت إنها إحدى المعلمات كون سيرتهم زارت كل بيت ، وبعد ما دققت عرفت إنها اللي ظهرت بالنشرة قالت وهي تناظرها بحدة : وش جابك هنا ؟ لا لحظة ، من اللي بيعوضني عن هالكيس اللي أنتثر كله بسبتك
حياة أخذت نفس ثم شدت على قبضة يدها بقوة وبدأت تفلتها بخفيف الين فتحتها قالت بهدوء وهي تبتسم : أختي في الله ، أنتي إنسانة جالسة تدورين هوشة من تحت الأرض ، وأنا إنسانة ماني برايقة لك ، لملمي حبات طحينك وكيسك هذا وتوكلي على الله ، بعدين هذا بيت الشيخ وش عليك من جاءه والا من راح ؟
سحابة سحبت طرف عباية شروق بضيق وقالت : شروق إستهدي بالله ، وراح أجيب لك كيس ثاني ، ما يحتاج كل هالشوشرة
شروق ناظرتها بطرف عينها وقالت : وش عليك أنتي خليني أفرغ عصبيتي عليها
ضحكت حياة وهي تدفها من طريقها وتمشي من عندها : أقول إسمعي كلام هالبنت وخذي عمرك وإذلفي ، مشكلتك دورتي شخص خطأ لأجل تفرغين عصبيتك عليه ، تراها واصلة معي حدها والله إن أسحب بشعرك ببيت الشيخ هذا
سحابة سحبت شروق وهي تمشي وتقول لحياة : معليش تفضلي ، نعتذر منك
ناظرتهم بنص عين ومشت وهي تنفض عبايتها : بلاء بشكلها ، وكأن ماعند أحد هموم إلا هي ، تبي تزيدني عصبية ووجع
كانت تمشي ببيت راجح وتوزع نظراتها للمكان : هالبيت بكبر الخسوف ، المفروض له شيخ خاص فيه والقبيلة لها شيخ ، العجب والعجاب تلقاه هنا
دخلت لجهة الإسطبل وناظرت لجديلة وأبتسمت : هذي اللي تشارك بالسباقات أكيد ، الله يالدنيا حتى الفرس لها مكانة خاصة عند هالناس
كملت طريقها وهي تتلفت وتدور أحد غير اللي تهاوشت معهم عند الباب عشان تسأل عن سلسالها ، كونها طولت بالطريق وهي تدور بكل الدرب اللي مشوه أمس ولكن ما لقت شيء
أنتبهت للي واقفين بوسط الورد ، ومشت بإتجاههم وهي مستحية ، لأن توها تنتبه على نفسها وتلاحظ إنها أخذت وجه وصارت تتمشى وكأنها ببيتها !
عقدت حواجبها وهي توقف بمكانها ، وترجع أطراف يدها لورى ظهرها وهي تفرك يدينها بتوتر ، ورجعت تناظر للي واقفة بين الورد وهي تدقق بملامحها ، ومن فعلاً صدق حدسها حتى شهقت وهي تأشر عليها : والله إنها الجادل وماخابت عيوني
مشت لها بسرعة وهي توقف قدامها وتمسك كتفها بعصبية : أنتي غبية ، أسبوع غايبة بدون خبر بدون سؤال وبدون تعطينا علم
ناظرت لملامحها وضمتها بخوف وهي تقول : غربلتينا يالجادل ، ما تركتي فينا عقل صاحي ، ليل ونهار نفكر بخوف عليك
سكتت وهي تعقد حواجبها وأبتعدت بسرعة وهي تناظر للجادل المبتسمة ، وترمش بهدوء
بقت تتأملها للحظات ، ثم رفعت حواجبها وقالت : وش تسوين هنا؟ كيف جيتي ومتى وليه ؟ شلون وصلتي لبيته وكيف جالسه بوسطه وبهالشكل ، عرفتي إن عبدالعزيز تزوج وإن أمس ليلة زواجه ؟
ألتفتت لبشرى اللي تقول : هالأسئلة كلنا نبي نعرفها ، ولكن آخر كلامك جوابه عندي ، أبلة العربي زوجة عز وحضرت الزواج أكيد لأنها كانت العروسة
ناظرت حياة بصدمة للجادل اللي تناظِرها ببراءة ، وحياة ضربت كتفها بقوة وهي تقول بعدم إستيعاب : الجادل وش قاعد يصير ، فهميني ؟ كيف تزوجتيه ، كيف غبتي هالمدة ثم رجعتي زوجة عبد العزيز
مسكت كتفها بوجع وقالت : حياة أركدي أوجعتيني ، والله كل شيء مو بيدي
حياة قالت بعصبية : وين كنتي ، ليه ما عطيتينا خبر ، منى تبكيك ليل ونهار من خوفها
تنهدت بضيق وقالت : والله ماهو بيدي ، جدي لوى ذراعي وأجبرني على هالزواج ، ولاأدري عن عزيز ولا أدري إني بتزوج شيخ الخسوف ، كل شيء كان خارج عن إرداتي ، ولكن تحت لطف ربي وبإرادته ياحياة
هدأت من نفسها وهي تناظرها بضيق وعتب ..


❤️📚 @storykaligi ❤️📚🖋




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 06:50 PM   #59

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...181...


📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


هدأت من نفسها وهي تناظرها بضيق وعتب
شتت نظراتها للمكان وهي تتنهد : على العموم أهم شيء إنك بخير وطيبة ، وجدك هذا ليته عندي والله إن أخلي وجهه لمبة وأشوته بالكورة وأفجره ، وش يبي هالمتخلف ؟ يعني لازم نعيش كلنا نفس المصير ولا ماراح ترتاح هالدنيا
ربتت على كفها وهي تبتسم : ماعليه ، هالمرة فعلته أنا ممتنة عليه
سكتت للحظات وقالت : ولكنك وش تسوين هنا ؟
تأففت حياة ومسحت على وجهها : وجودك شوشرني ونساني غايتي
رفعت عيونها وقالت بضيق : الجادل سلسالي الزمردي ضاع
عقدت حواجبها للحظات ثم عضت على شفايفها : شلون فرطتي فيه ؟
تضايقت وتأففت من لوم الجادل وقالت بعتب : الله يرضى عليك يالجادل ، والله العظيم خاطري ضايق ونفسيتي زفت فلا تـ...
قاطع كلامهم بشرى اللي قالت بضحكة : جايه من بيتكم عشان سلسال ؟ صدق إنك فاضية
ناظرتها بطرف عينها وكانت بتهاوشها بس أردفت بشرى وهي تقول : أم سحابة نشدتنا"سألتنا" الصباح عن سلسال ، وقلت لها مو لنا أكيد من الحضور أمس ، أكيد إنه لك
تهلل وجه حياة وقالت بفرحة : تسوين خير فيني لو تسإلينها عنه
بشرى ناظرتها للحظات ثم ماقدرت تردها ، هزت رأسها بطيب ومشت عنهم
وبينما حياة والجادل بدؤو يسألون عن أحوال بعض خلال هالإسبوع حتى ألتفتو بنفس اللحظة ألتفتو بإستغراب ناحِية نعمة اللي وقفت جنبهم وعلى يمينها رحمة
قالت نِعمة بسخرية : البِضاعة المغشوشة صارت تجيب خوياتها صوبنا ؟ أستحليتي المكان على وسعه من أول يوم
ضربت رحمة كفها وقالت : مهيب ذي اللي أشغلونا بها يوم طلعت في الأخبار
نعمة ناظرت لحياة بنص عين ، وحياة منصدمة من أسلوبهم وكلامهم لـ الجادل
ألتفت للجادل وقالت : هذولا اللي يتكلمون من ؟ وش هالأسلوب البدائي ؟
نعمة قالت بعصبية : تكلمي عننا بإحترام ، قبل نقص لسانش !
رحمة قالت : خليها ما تدري من حنا ، لو تدري كان طلبت العتق
حياة للآن منصدمة وتناظر للجادل بإستغراب : الجادل
الجادل كانت تناظرهم بضيق .. تذكرت إنهم اللي وقفو ضدها الصباح وتكلمو عليها ، مع ذلك ما تكلمت
قالت حياة بإستهزاء بعد ما لاحظت سكوت الجادل : تكفون يهالعجايز ، توكلو على الله
رحمة عصبت وقالت : هاقص لسانش انا الحين ! ترى بكلمة مني ومنها ينفونش لين نهاية المنطقة
ضحكت حياة وقالت : ليه حضرتك من ؟ عرفينا ما تعرفنا
نعمة قالت وهي تناظرها بإستصغار : أنا زوجة الشيخ ، نعمة
رحمة ردت : وأنا الثانية
وحياة ناظرتهم للحظات بضحكة ثم ألتفت وهي تمسك يد الجادل : يمكن إنكم غلطانات ؟ زوجة الشيخ على يميني ! لاتكونون مجرد نكرة
عصبت نعمة وناظرتهم بحدة وقالت : والله إن قد جيـ....
وقفت بشرى عندهم وهي تتنفس بسرعة ، أخذت السلسال من أم سحابة ، وبطريقها لهم أنتبهت لنعمة وأمها وركضت على طول خوفاً من إنهم يقولون كلمة سيئة سواء لزوجة عز أو لصاحبتها
نعمة ناظرتها بطرف عين وبشرى أبتسمت وهي تقول : هلا يمه هلا ياعمة ، بخاطركم شيء ؟
رحمة لوت فمها وهي تناظر لبنتها بحدة ، تعرفها ماراح تترك كلمة ما تقولها لعبدالعزيز وهي غنِية عن مشاكل بتصير عشان هالموضوع
أنسحبت رحمة ونعمة ناظرتهم بنص عين وهي تمشي ورى رحمة بعصبية ، كونها ماقدرت حتى تكسر مجاديِف زوجته
قالت بشرى بضيق : قالو شيء يضايقكم ؟
حياة طبقت يدينها ببعض وصفقتها وهي تقول : هذي من مسميها نعمة ؟ هذي نقمة والله العظيم أنا متأكدة إن بزواجها من الشيخ جابت لهم النقمة والهم والثانية هذي اللي مسمينها رحمة ، هذي الرحمة وين وهي وين ؟
ألتفت لبشرى اللي مكتفه يدينها وناظرتها بهدوء : ترى رحمة أمي
رمشت ببراءة وهي تبتسم بضحكة : ماعليش والله ، بس صدق تقهر ، منتظرين فرصة بس عشان يضيقون على الشخص
ألتفت للجادل وقالت : راح تبقين هنا ، عند الوحوش؟
ميّلت شفايفها بضيق ثم أبتسمت وقالت : ماعليك منهم "عزيز هنا"
رفعت حواجبها بشرى بصدمة من نداء الجادل له ، مع ذلك ظنت إن الموضوع زلة
لذلك رفعت السلسال وهي تمده لحياة : تفضلي لقيته
أخذته بلهفة وهي تناظر لبشرى بإمتنان : شكرا الله يسعدك
ألتفت بشرى ناحِية الجادل اللي رفعت حاجبها ، وبشرى ضحكت وهي تتذكر الدرس اللي شرحته لما ذكرت إن لما أحد يشكرك الأفضل يتم الرد بـ"حباً وكرامة" أفضل وأجمل من عفواً كونك لاقلتها يعني أنك فعلت الشيءحبا للشخص في الله وكرامة له يعني عشان خاطره قالت بإبتسامة : حباً وكرامة ، ولو ما سويت شيء
سكتت حياة للحظات ثم ألتفت للجادل وهي تقول : والله لو أدري إنك هنا ، لاجيت من الصبح ولا نمت عندك ، ولكن منى .. لوحدها وقلقانة عليك هي وأم سعد ، لازم أعطيها خبر إنك بخير
أبتسمت الجادل وهي تهز رأسها بطيب ودعتها وهي تقول : بكرة اللقاء .. مشتاقة كثر المطر لمنى وأم سعد ..


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋



...182...



📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


حياة وهي تضبط حجابها قالت : لا تخافي بجيبهم لك كلهم
أستأذنت وهي تطلع من البيت ، وتناظر بربكة للمكان
تأففت وهي تناظر للمكان وقالت : أنا من أي جهة جيت ؟
ناظرت للطريق للحظات ، ثم تنهدت وهي تمشي بلامبالاة
وبينما هي متجهة وتدور للطريق اللي يوصل لبيت أم سعد ، وتلتفت يمين ويسار بإستغراب
كون المكان غريب عليها ، والواضح إنها ضيعت
تأففت وهي تمشي وتحاول تتذكر أي الطُرق اللي بيوصلها لوجهتها الأساسية ولكنها .. وقفت بخوف ، وهي ترجع خطوة لورى
وتبلع ريقها بصعوبة ، والرعب دبّ بكل خلية بجسدها .

-

{ حاتِم وولد عمه }

كان يمشي وهو معصب ، وأخلاقه أنتهت على الآخر
ناظر لحاتم وهو يتنفس بصوت عالي من شِدة غضبه : حاتم ، أنت تبغى تضيعني صح ؟
تأفف وقال : ترى أبلشتنا ، من الصباح وأنت تكرر هالحكي ، تراها أختي قبل تكون بنت عم لك ليه مصر ، ومعصب أكثر مني مانيب فاهم !
ناظره بحدة ثم قال : لأنها هربت في ليلة خطوبتنا ، عرفت يا أساس المرجلة
حاتم عرف إنه لو ما سكت .. وما صرف الموضوع راح ينفتح السيناريو المعهود من ست سنين
سالفة هروبها بيوم خطبتها من ولد عمها ، وسالفة كشفهم لها مع ولد جيرانهم ، وسالفة بحثهم عنهم طوال السنين السابقة وبلا جدوى
لذلك قطع الكلام من بدايته ولا رد عليه
كملو طريقهم يمشون بأنحاء الخسوف ، كونهم سألو عن موقع بيت سعد مع ذلك ضيعو ولا عرفوه بالضبط
ومن بين دخولهم للشوارع وقطعهم دروب كثيرة وهم يحاولون يلقون البيت ، بنفس وصف الشخص اللي وصفه لهم ، ومن بين سوالفهم وبحثهم
تجمد حاتم بمكانه وإبن عمه وقف جنبه ، وتغيرت ملامحه من الحدة لعصبية أكثر ، حتى حس إن عروقه راح تتفجر بأي لحظة ، وهو يشوفها قدامه
الشخص اللي رفضه ولا وقفت على الرفض بس ، قللت من قدره قدام كل العائلة بهربها من ليلة خطوبتهم
ناظرها وهي ترجع خطوة لورى ، ويوضح على وجهها ملامح الخوف والرعب ، ولكنه أبتسم بخبث وسخرية وعلى مُحياه تلمع الفرحة
أقترب منها وهو يقول : هلا والله .. ما بغينا نلقاك ما بغينا ننتهي من القصاص ونكمل حياتنا بالشكل الطبيعي ، بدون ما يتخللها تفكير بأنك تتنفسين نفس الهواء ، وعايشة حياتك وأنتي ما تستحقينها بدون ما ننلام لأننا سمحنا لك تهربي وتدنسي شرف عائلتنا ، بدون ما نلقى بعيون الناس الإستصغار والإهانة بسببك
أنتهت كل هالفصول ، أنتهى كل هالهم هالليلة ولا بقى إلا إننا نحد الخنجر يا حياة
أرتجفت كل أعضاءها من نظراتهم ، من كلامه ومن صدمتها بوجودهم هنا بالخسوف ، كانت خايفة يلقونها بعد النشرة ، ولكن ما توقعت فعلاً يلقونها
كان الموضوع مجرد فكرة ، شلون صارو واقع قدامها ؟
حاتم سحّب ولد عمه وهو يرجعه ورى وقال : إستهدي بالله ، خلنا نفهم الـ...
قاطعه وهو يدفه بعصبية ويناظره بحدة : ماراح نفهم شيء ياحاتم ، وش اللي ينفهم من هالخبيثة ؟ الخسيسة ، هذي انتهى موضوع فهمها ، وأعطينا الحكم وأنتهى الموضوع ! أبوي وأبوك والعايلة كاملة راضية على قتلها ماعاد به شيء ينفهم !
حياة جمعت كل شجاعتها اللي باقي بقلبها ، ورجعت يدينها لورى وهي تضغط على قبضة يدها وقالت وهي تحاول تخفي توترها : ليه يا ولد العم تنهي حياة شخص برىء ، بسبب أهواءكم ورغباتكم ؟ لأني شخص رفض ينتمي لك ويوافق عليك صرت أستاهل الموت !
ناظرها بحدة وتقدم لها وهو يقول و يحاول يكبت غضبه وما ينهي حياتها باللحظة ذي : ولك وجه تتكلمين ؟ فعلاً إن لم تستحِ فأصنع ما شئت .. وإذا على ليه ما تستاهلين الحياة
لأنك خسيسة ، أنكشفتي مع واحد خسيس مثلك وبعد ما حاولنا نلملم خبايا فضيحتك ونستر عليك ، هربتي وفضحتينا كلنا ، ظنك بعد فعلتك هذي تستاهلين تتنفسين ؟
أخذت نفس وزفرته بعصبية من كلامه وقالت وهي تناظر لأخوها اللي يناظرهم وساكت : أنا ما قتلت ، ما نهبت ولا سرقت ولا سويت العيب لأجل تحاكموني أنا بنت عفيفة شريفة ، حبيت حب طاهر وعفيف مثلي ، يشهد الله حتى لساني ماطال لسانه ، حتى كلمة على بعضها ما تكلمناها سوى كل الموقف اللي قلتو شهدتو عليه ، هو مروره من جنب بيتنا وقت رجوعي من المدرسة ، وسؤاله عن حالي ولو إنه بنظركم تجرأ ومد لي مكتوب يخلو من أي كلمة مسيئة لي أو لكم ، أو تجرأ وتطاول بكلمة تنقص من إعتباري.. بهالموقف حكمتو على دنائتي ومسيتو شرفي ولطختو عرضي ، ولاهوب بس كذا حكمتو علي بالزواج من شخص مثلك ، لا يعرف لا الدين ولا يدل للرجولة درب ! أنتم جهلة متخلفين لا تمدون للعقل بأي صلة
مجرد ما أنتهت من كلماتها ، حتى شهقت من قوة الكف اللي طبعه ولد عمها على وجهها ودفه لها برجله بقوة إختل توازنها وطاحت على الأرض بوجع وتقدم بخطوات سريعة وهو يرفع رجله ويضربها بقوة على بطنها :


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋



...183...


📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


أنتي تستاهلين الموت باللحظة هذي
أنتي حرام تبقين عايش ثانية وحدة بس ، تعيبين علي انا الرجال ، وتلبسين ثوب العِفة وأنتي واطية ، يوم انك تحبينه ويحبك يالخسيسة ، وينه عنك ؟ وينه لما عرف إننا كشفناكم ما تقدم وتزوجك ، ليه هرب قبل تهربين أنتي ، ليه تركك تصارعين لوحدك يالنذلة
حياة ماكانت منتبهه لكلامه ، كثر إنتباهها لأخوها حاتم الوحيد .. واللي كان حنون بالنسبة لها
واقف بمكانه ومكتف يدينه ويناظر لهم بنظرات هادية ، ولا كأن الشخص اللي ينهان وينضرب تحت أقدام هالرجل أخته وعرضه وشرفه .. كانت موقنة إن هروبها في ذيك الليلة كان بمصلحتها ، لأنها أنحطت بأبشع موقف .. إما تتزوج شخص مريض مثل ولد عمها أكتشفت إنه مو رجال وخسيس ، وجاهل وغير مصلي وعنصري أو تموت على يد أبوها وينتثر عليها تراب المقابر
ولكن لأنها تحب الحياة .. لأنها شخص آبى يرضخ لخياراتهم وتنجيسهم لحياتها البيضاء ووضعهم بقعة سوداء على باقي سنينها !
هربت
وتركتهم يصارعون خياراتهم مع نفسهم !
من شدة الوجع حاولت تجمع يدينها لها لأجل تمنع ضرباته ولكن ما قدرت ، غمضت عيونها وهي تحاول توقف وتستنجد بأي شخص .. بأي غريب يحميها من عائلتها ولكن .. هيهات
بعد لحظات سرعان ما فتحت عيونها ورفعت رأسها بصدمة وهي تناظر لـ....
-
-
{ قبل دقائق }
{ في مجلس الدِيرة }

بدأت تخلو الجموع وينسحبون من المكان ، وقف سند بضحكة وهو يناظر لسعد اللي داخل ويعدل شماغه : أنا أستأذن يالشيخ
عبد العزيز قال : بدري ياسند ، خلك معي لين نعدي هالجمعة
ضحك وهو يأشر على سعد : الشيبة الفاهي جاء
وقف سعد على كلام سند وقال : منك لله يا سند كل اللي بيننا أقل من عشر سنين ، أجل لاصارت أكثر وش بتسوي ؟
كتم ضحكته وقال : وهالعشر كأنها إسبوع بس ، الله يصلحك الشيوخ قد راحو وتوك تجي يالفاغر ؟
حك جبهته وهو يجلس ويقول : أنا فنان ، إعذرو الفنانين لانغمسو بفنهم ينسون كل شيء
ضرب كتفه عبد العزيز وهو يقول : تنساني حتى انا يا سعد
ضحك بخفوت وهو يقول : أفا عليك ياشيخ ، أنسى نفسي ولا أنساك ، ما تشوفني رميت كل شيء وجيتك ركض ، ولو إني متأخر
سند هز رأسه : أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل ، مهيب مشكلة .. يالله إسمحو لي
طلع من المجلس وهو يعدل غترته ، ويناظر بلامبالاة ، كونه أنكتم من الرسمية الزايدة ، والجلسة اللي مليانه ناس أكبر منه ، وهالجو ما يعجبه ، غريب عليه ويكتمه كثير لذلك فضّل الإنصراف
دخل يده بجيبه وبدأ يمشي بعشوائية ، ولكنه لفت إنتباهه ، اللي تمشي بدون وجهة ، وتتحلطم ومعصبة وتدور بنفس المكان ، أستغرب لأنها بعيدة تماماً عن بيت سعد
وبقى يلحقها وهو مستمتع ويضحك بنفسه على تعليقاتها وصوتها العالي وهي تلعن وتسب الشوارع اللي تغيرت ، وقف بمكانه وهو يشوفها توقف ببداية الشارع وترجع خطوة لورى ، ماكانت ملامحها ولا وجهها باينه قدامه ، ولكن ما خفى عليه إرتباكها وخوفها ، خصوصاً لما رجعت يدينها خلف ظهرها ، كونه تذكر إنها سوت هالحركة لما صارت المشكلة بينها وبين نديم بمحطة البث .. مشى بخطوات هادية وهو يوقف بين كل خطوة والثانية
مرتبك ومتوتر ، كونها شخصية ما تخاف من أي شيء ولكنها من طاحت على الأرض بسبب الكف ، حتى تجمد مكانه بصدمة ، ومن بدأ الرجل اللي جنبها ينهال عليها بالضربات حتى وقف كل شعر جسده بإستنكار شديد وبغضب أحتل كل خلاياه ، من تجرأ ومد يده على إمراءة بهالطريقة البشعة ؟ تزلزل قلبه كون هالمشهد كان قدام عيونه ، وكطبيعة أي إنسان عنده ذرة رحمة وإنسانية

تغطت كلها بالتراب حتى وجهها ، تناظره بصدمة وخوف .. ولكن ما لفت إنتباهه رغم كل اللي قاعد يصير إلا إنها ليه ما بكت الحين ؟
ولا قطع فضوله سوى صوت أخوها حاتم اللي تقدم وقال : يهالنخوة والرجولة اللي بتوديك في سواهي !
ألتفت له وهو رافع حاجبه وقال وهو يأشر على شنبه : حرام عليك هالشنب ، لو إنه على كلب أشرف لك
عصب حاتم وقال : إطلع منها قبل أدفنك حي معها ، لا تتدخل بين الأهل
ما رد عليه ومشى لحياة ، وهو يحاول يوقفها ، ولكنها من قوة وجعها من ضرب ولد عمها ما قدرت حتى ترفع يدها ، وعلى طرف وجهها خُدوش بفعل ضربات رجله عض على شفايفه بضيق وهو يمسك كتفها ويقول وبيده الثانية يمسح الدم على عجل : أنتي بخير ، يحتاج تروحين للمستوصف ؟
ناظرته للحظات وغمضت عيونها بوجع لما رفعت ظهرها وهي تحاول تعدل جلستها ، لفت بنظرها ناحِية حاتم اللي تقدم وكان بيضرب سند ، بس لحق على نفسه ووقف وهو يمسك يده : جنيت أنت ؟ تبي أخليها تشهد على موتك هاللليلة ؟


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋


...184...


📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


حاتم قال وهو يسحب يده بعصبية : قلت لك إسحب نفسك من الموضوع ، هالخسيسة موتها الليلة ولا حد بيقدر يمنع هالشيء
ناظره سند للحظات ثم ضحك : حضرتك ملك الموت أخونا ولا ندري ؟؟ توكل على الله أقول
ولد عمه اللي نزل يده من على أنفه اللي ينزف قال : إسمعني زين يا الكلب ، والله إن تذلف من قدامنا قبل نتوطى ببطنك ، بنتنا نذبحها والا ننهيها عن الوجود محد له حق يتدخل
ناظر لحياة اللي وقفت وأستندت على الجدار وهي تحاول ما تنهار وأقترب منها وهو يقول : أهلك هم ؟
بلعت ريقها بصعوبة وهي تنقل نظراتها ناحِية حاتم اللي يناظرها بحدة وناحِية ولد عمها اللي ناوي على ذبحها .. تسائلت بنفسها ؟ هل هالفئة من الناس يعتبرون أهل ؟
تمنت للحظة .. لو إن أبوها اللي واقف قدامها
كان رمت نفسها تحت رجلينه ولو نهايه هالرميّة موتها ، لأنه رغم كل شيء يبقى الشخص اللي بيحن عليها وبيداريها .. تمنت للحظة لو إن أمها باقي عايشة ، وحضرت كل هالمآسي معها ، كان دارتها كان دافعت عنها ، كان بقت بحضنها وتخبت من هالمساوىء في دفاها ، كان ما أضطرت تهرب ولجئت لعفوها .. ولكن هيهات
بقت ساكتة إلين تقدم حاتم ومسك سند بقوة ، وولد عمه أتجه لحياة وصار يسحبها للسيارة بقوة وسط محاولاتها في فك نفسها ،وإستنجادها بسند
وبينما هو يناظر لها .. تذكر كلامها لما طاحت على الأرض .. " تحمل مسؤولية فعلتك "
راوده شعور إنه المسوؤل عن هالحدث لسبب يجهله ، ولكنه لمح نفس الخوف بعيونها ، ألتفت بعصبية وهو يفك نفسه بصعوبة من حاتم ، ثم رماه بقوة على الأرض ، وهو يضربه برجله على بطنه بقهر ثم ألتفت ناحِية حياة اللي تضرب ولد عمها بكل مكان توصله يدها ولكن هيهات ، للآن متمسك فيها
مشى بخطوات غاضِبة ، ووقف وهو يمسك يدها ويسحبها بإتجاهه بقوة حتى أختل توازن ولد عمها وأنفكت من يده بسهولة ، حتى أرتطمت بكتف سند اللي سحبها بسرعة وخلاها ورى ظهره وهو يقول : من هذولا ؟ ليه يسوون كل هذا معك !
ناظرت لحاتم اللي يحاول يوقف ، وقالت بتعب : أخوي وولد عمي .. راح ينهون الشيء اللي يتمنونه من ست سنين ، راح ينهون حياة ويرقصون طرب على موتها .. بعد ما توارت عن النظر وعاشت هالمدة كلها بخير ، صار الوقت اللي ينتهي هالخير
عض على شفايفه بقهر وهو يناظر لوجهها اللي تلطخ بالدم بسبب الجروح اللي ملئت وجهها
وألتفت لولد عمها اللي يقول : سمعت كلامها ، حنا أهلها وصار الوقت اللي تنتهي حياتها فيه .. إقصر الشر وهات البنت وخلنا نتوكل لديرتنا هالشيء قاضينه ومنتهين منه من ست سنين ، وأنا الشخص اللي بينهي الموضوع
سند ما رد عليه وألتفت لحاتم وهو موقن إنه أخوها : أنا والله من لمحت وجهك دريت إنك خسيس ، هالكلب يسحب أختك بهالطريقة وأنت ساكت ومنطم ! أشهد إن أمك ماجابت رجال وعيب عليك هالشنب ، والله لو إنها ذبحت ولدك والا أنهت حياتك ما صار فيها كل هالمهزلة
عصب ولد عمها وقرب وهو يحاول يسحبها : والله إن تجيبها والا لأسحب هالمسدس وأفرغه برأسك هالليلة ، قلت لك حنا أهلها .. أنت يالغريب من ؟
سكت للحظات ثم ألتفت وناظر لحياة اللي متمسكة بطرف ثوبه بخوف ، وتناظر له بتوتر وإرتباك .. ورى هالثبات اللي بردة فعله براكين تنتفض وخلايا تبكي ، كونها شخص عرف إن نهايته قربت ومن لمح نظراتها .. وتأكد إن كلامها بتحمل المسوؤلية ماكان من فراغ ، ألتفت ناحِية ولد عمها وقال : أكيد إنك غلطان يا شبية الرجال ، هالحياة ما تنتمي لشخص خسيس مثلك ، ولا لأهل ناقصين مثلكم .. هالحياة تنتمي للخسوف ، تنتمي لنا .. أنا أهلها
أستشاط ولد عمهم غضب ، حتى حس إنه بينفجر بأي لحظة ، ينقل نظراته لـ حياة اللي متمسكة بثوب هالرجل .. ثم له ولكلماته اللي خلته يثور ويهيّج
حس إنه لو ما قتلهم الإثنين سوى رلح يبقى طول عمره متضايق ومقهور .. بعد هالسنين كلها
اللي ظن إن حياة فيها تعاني ، يلقاها بخير ومع رجال يعتبرها أهله ، كان صعب عليه الموضوع
تقدم ناحِيتهم وعيونه تنطق بالشر ، ويده إتجهت ناحِية جيبه : من أنت حتى تلفظ إسمها على لسانك ، والله إن موتـ...
أنصدم وهو يلف ناحِية حاتم اللي سحبه بسرعة ووقف قدامه وهو يناظره : إهدأ لين نفهم الموضوع
ناظره بحدة وهو يتنفس بسرعة وقال : هذا موضوع يحتاج فهم ؟ هذي خسيسة وواحد خسيس خلني أقـ...
حاتم عصب ودفه بقوة وسط صدمة ولد عمه وقال بحدة : خلنا نفهم وش اللي قاعد يصير قبل أعصب أكثر
رفع حاجبه وهو يناظر لحاتم اللي وقف قدام سند
وسند للآن على نفس وقفته ونفس ثقته .. بينما حياة بعالم غير تماماً ، كلماته ماكانت سهلة أبداً على قلبها .. ماكانت شيء بسيط مثل ما يعتبرها سند ..


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋


...185...



📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


قال حاتم وهو يوزع نظراته عليهم بحدة : أفهم من كلامك إنك على معرفة بحياة
سند ما عجبه صياغة الكلام وهز رأسه بالنفي : حاشى ما بيننا لا سلام ولا كلام .. ولا أعرف سوى إسمها ووجهها بعد ما تصادفنا مرة
حاتم ناظره بذهول : ومن وين جاءتك الجراءة حتى تخليها تنتمي لك ، وأنت تدري إننا مصيرنا نأخذها ونرميك جثة وراها
سند أبتسم وهو يحس بيد حياة تشد طرف ثوبه ، وقال مطمئناً لها ومسانداً لضعفها : هالحياة خطيبتي ياللي تدّعي إنك أخوها .. خطبتها من المرة اللي هي عايشة عندهم ، وعلى إتفاقنا ملكتنا يوم الخميس مع الزواج
تركت حياة ثوب سند وهي تناظره بصدمة أعتلت كل خلاياها من كلامه ، وحاتم ماكان أقل منها
بينما ولد عمهم يناظرهم ومنجلط ، يحس الأرض تشتعل نار من تحته من قوة حقده وغيظه
حاتم سكت للحظات ثم قال : خطبتها وأنت على علم إننا كشفناها تحب ولد جيراننا وبينهم مكاتيب ؟
سكت سند للحظات وهو يبلع ريقه بصعوبة من كلام حاتم اللي أردف وقال : وبعد ما عطيناها خيارين إما تموت هي وياه أو تتزوج ولد عمها
هو ما أنتظرها وخطب غيرها بنفس الليلة .. وهي هربت من بيتنا لمدة ست سنين ، مانعرف أرضها من سماها .. ما نعرف هي مع من ، وكيف عاشت هالست سنين وفي أي ظروف
خطبتها وأنت عارف بهذا كله ؟ خطبتها وأنت تعرف خيبتها ، خطبتها وأنت تعرف إن وراها ناس ناويين على قصاصها وقتلها بسبب تسويدها وجيههم ؟
ناظر سند لحاتم للحظات بنظرات هادية ، وهو يحاول يستوعب كلامه ويفهمه .. وبين مية الفكرة اللي غزت على رأسه واللي بدأت تظهر بشكل كارثي بأنحاء عقله .. رفع نظراته ونقلها بين ولد عمهم اللي مكتف يدينه ويناظره بسخرية .. وبين أخوها اللي منتظر الجواب
قال بثبات وبهدوء : خطبتها وأنا على علم بكل اللي قاعد تقوله ، ولا يهمني ماضيها ولا اللي كان قبلي اللي يهمني حاضرها ومستقبلها معي .. إسمعني زين أنا رجال لما قلت إني أهلها ما قلت هالكلمة تعبئة فراغات ولا تكملة لموضوع ناقص ، لأنها مهيب ناقصة لأجل أكملها .. هي كاملة وأنا اللي نص دِيني ناقص وبكمله فيها
أنا قلتها جاد وقلتها وأنا قدها ، مهب هالمواضيع اللي مالها سنع ولا لها أصل اللي بتخليني أنعدل عن قراري !
ميّل شفايفه حاتم وهو يكتف يدينه .. ويناظر بهدوء لسند وقفته، كلامه عنها ، نظرات الثقة اللي بعيونه والأهم .. وقفِته قدام حِياة .. واللي بمقصد بوقفته إنه يخبِيها من شُرورهم ويحميها من الموت
وألتفت وهو يناظر لولد عمه اللي واقف ويناظر بعصبية وبعيونهم الشر ، وبأي لحظة راح ينهي حياتهم لو يسمح له
وزع نظراته عليهم وأفكار تجيبه وتوديه ، وبينما هو يفكر حتى طاحت عيونه على حياة اللي تناظره بتعب وبضيق وبعتب .. كونها الشخص اللي ربته وسهرت عليه وتعبت وعانت معه في ظل وفاة أمهم
وكأنها بنظراتها تعاتب .. "هذا جزاة كل الحب ياحاتم؟" ضاق به قلبه وهو يلومها " لو ماهربتي ؟ لو بقيتي وخليتنا نعرف نتصرف .. لو قلتي لنا سبب رفضك لولد عمك ، ماكان صار شيء من هالأمور "
أخذ نفس وزفره بهدوء وهو يقول لسند : أنا شخص مشغول ، وشغلي لين آخر شعرة برأسي يستحيل أبقى لين يوم الخميس حتى أشهد على الزواج ، إن كنت صامل وثابت مثلما تقول .. فبكرة زواجكم!

ناظرتهم حياة بذُهول وبربكة وبصدمة من المُنحنى اللي أتخذه الموضوع ! ولاكان بمقدرتها النُطق بأي كلمة
وسند هز رأسه بإيجاب بدون تردد : ولا عندي أي مشكلة من ناحِية التوقيت .. لو تبي هاللحظة نِعقد النِكاح وتدخل تحت جناحِي وتكون بظلي .. والله إني راضي
ألتفت حاتم ناحيه ولد عمه اللي بدأ يلعن ويسب ويشتم ونظراته مليانه تهور .. عرف إنه ولا شيء بيخليه يوقف إلا خوفه .. سحب مسدسه من طرف ثوبه وهو يقول ؛ إستهدي بالله يا ولد العم ودخل الخنجر بمكانه .. هالبنت صارت من أهل ديرة الخسوف
ولا أنا ولا أنت ندري وش مصيرنا لو تعدينا على فرد من أفرادها !
ناظره ولد عمه بحدة وهو ما أهتم وقال : خلنا نحترم الدم اللي بيننا ونستهدي بالله ، جبتك عون ما جبتك فرعون وهالبنت أنا مسؤول عنها لين تروح لذمة هالرجل لذلك أنا موافق على زواجهم .. أنت من عشان تتدخل وتعصب ؟ العجب والعجاب
ناظره بصدمة من كلامه ، وتمنى لو ينهي حياة ثلاثتهم سوى بنفس اللحظة ، لأن يدينه رُبطت وصار مجبور يلزم مكانه !
مشى بخطوات غاضبة وعيونه تحترق من شدة عصبيته وركب السيارة وهو يقفل الباب بقوة
بينما حاتم رجع المسدس بمكانه وهو يناظر لحياة اللي باقي بمكانها وتنهد بضيق .. كل اللي يبغاه هاللحظة تكون مستورة وتنصان وتنحفظ ، ولا يهمه إن كان هالشخص ولد عمها والا هالرجل


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-21, 06:54 PM   #60

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



...186...

🖌 @storykaligi 🌷🍃


حاتم حتى لو تقدم لها ولد جيرانهم كان وافق وأقنع أبوه .. لكن اللي خلى الشياطين تلعب برأسه هو خطبته بنفس الليلة لبنت غيرها
مع ذلك قال لسند : عطني موقع أجيك بكرة فيه .. وننتهي من هالموضوع
سند ناظره للحظات ثم قال : تعال لبيت سند بن فياض
هز رأسه بإيجاب وهو يمشي عنه ويركب السيارة متجاهل وجود حياة معه ، ولكنه لو بقى معهم ماراح يعرف وش بيسوي
قال ولد عمه وهو يشتعل : وبتخليها معه ؟ منت بموصلها أنت يالخسيس
حاتم مارد عليه وشغل السيارة وهو ينطلق
وسند تنهد وهو يلتفت ناحيتها ولقاها تناظر بهدوء ، وملامحها تميل للثبات والبرود وعدم الإهتمام
أستغرب هالردة الفعل .. بعد اللي صار كله باقيه بهالهدوء
ناظر للشمس اللي كانت على وشك الغروب .. وكان بيتكلم بس سكت وهو يشوفها تمشي بلامبالاة وتناظر بعشوائية للمكان بدون ما تتكلم أو تعلق على الكلام اللي صار بينهم
وهو بقى يمشي وراها بدون ما يتكلم أو يناقشها
وهي تمشي أستوقفها الورد اللي على يمين الطريق ، تقدمت وهي توقف جنبه وأقتربت وهي تمد يدها وتقطف لها وردة ، ومن مسكتها حتى أنغرس بيدها شوك الورد
سحبت يدها بسرعة وهي تناظر للدم بإصبعها
وأمتلت عيونها دموع حتى حست إن محاجِرها بتحترق بأي لحظة من قوة حرارة دموعها ، شهقت وهي تبكي بوجع ورفعت يدها وهي تغطي وجهها
بينما سند .. باقي مكانه يناظرها وهو مندهش والصدمة تعتليه .. مابكت لما أنضربت ولا لما أنهانت ولا لما أستصغروها ولا لما قررو يقتلوها
بقت قوية وصامدة وثابتة ، ولما دقتها شوكة تبكي بهالحِرقة .. ليه ؟

كان عدم إنهيارها بشكل قوي وصارخ في وقت يستلزم إنهيارها .. ضريبة لإنهيارها كل يوم بشكل مصغر ، وعلى أشياء المفروض ما تأثر فيها
ما بكت بالوقت اللي المفروض تبكي فيه بكت لما ضيعت أحد خواتمها .. بكت لما أنقطعت بلوزتها المفضلة .. بكت لما أنسكبت قهوتها .. بكت لما أنجرحت بجرح صغير بإصبعها .. بكت على كل شيء تافه وصغير لأنها قدام الشيء الكبير كتمت وبقت ثابتة
بقى مكانه يناظرها ويتأمل بكاءها اللي قطّع قلبه .. كونه ما توقع أبداً تنهار بهالطريقة
ولكنها سرعان ما تداركت نفسها .. ولملمت خيبتها وتعبها ومسحت دموعها على عجل وهي تأخذ نفس وتناظره بهدوء : ممكن أفهم وش نيتك من الخطوة اللي خطيتها ؟
رمش بهدوء وهو يبتسم : إكمال نصف الدين ياحياة
عضت على شفايفها بقهر من بروده وقالت بضيق : ولا فكرت إني ممكن أرفضك ، أو أكون عايفتك؟
رفع كتوفه بعدم معرفة وبلامبالاة : ما فكرت بشيء ، سوى إن شخص مثلك حرام ينتمي لأهل مثلهم
رفعت حاجب وهو أبتسم بضيق يحاول يخفيه : أنتي تنتمين للحياة مهب للموت
أخذت نفس وزفرته بتعب وهي تقول : ولما أقدمت على هالخطوة .. فكرت بعواقِبها ؟
هز رأس بعشوائية وقال : كل اللي يهمني بهاللحظة تبقين بخير وفي خير .. والباقي لاحقين عليه
تنهدت وناظرت بتعب ملأ قلبها قبل جسدها وصدت وهي تمشي بلامبالاة وهو قال : بيت أم سعد من هالطريق
ألتفتت وهي تناظره للحظات ثم مشت وهي تلحقه بخطوات هادية .. حالياً تحس نفسها تخوض صراع ماهو بسهل .. صراع مع أهلها مع نفسها ومع باقي حياتها .. والأهم مع القرار اللي بتتخذه
وقفت قدام بيت أم سعد وهي تناظر لسند اللي قال بهدوء : أنا على عهدي .. ولا خطيت هالخطوة لأجل أتراجع عنها ، لو بزواجي منك راح أحميك وراح أحافظ على حياتك من النهب والقتل .. أنا مستعد أعطيك من أيامي .. عُمر
سكت للحظات وقال : بكرة بإذن الله بنكمل هالخطوة وبننهيها .. واللي بيصير بعد هالخطوة نفكر فيه بعدين
أهم شيء تهيئين نفسك .. وتكونين هادية وبخير وكل شيء بيصير طيب ولا حوله خلاف
ناظرته بثبات وهي تنقل نظراتها له .. حتى إسمه تجهله ، كونها أعطته لقلب الموسيقي وكان يكفيها
ما ردت على كلامه ألتفت وفتحت الباب ودخلت بهدوء وهي تقفله .. وهو ناظرها للحظات ثم تنهد بضيق وهو يمسح على وجهه
بينما دخلت حياة حتى وقفت منى بسرعة وهي تمسح دموعها وتركض بإتجاه حياة وهي تضربها بقوة وتبكي : ناوين على موتي أنتم ؟ ليه تختفون بهالطريقة اللي تخليني أنهار وأبكي .. ليه اللي تروح منكم ما تحسب حساب اللي بتنهار وراها
سكتت بصدمة وهي تناظر لوجه حياة اللي منتفخ من البكاء .. وحالتها المبهذلة
عقدت حواجبها بخوف وهي تمسك أطراف وجهها بيدينها : حياة .. وش صاير ؟ من بكاك من أوجعك ؟ أهل الشيخ سوو لك شيء ، أحد قالك شيء يوجعك
ناظرتها بتعب وهي تهز رأسها بلا وقالت بهدوء : الجادل بخير .. وهي اللي تزوجت عبدالعزيز أمس لاهي تدري ولا هو يدري ، الموضوع كان حظ وصدفة ، وتقول إنها بأفضل حال ولا تخافين عليها


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋



...187...

🖌 @storykaligi 🌷🍃


فكت يدين منى المصدومة من كلامها ومشت وهي تناظر لأم سعد اللي جالسه على ماكينة الخياطة
وتناظرها بعتاب كونها تأخرت عن الرجوع وخلتهم يقلقون بهالطريقة وقالت بضحكة ساخِرة : قلتي ماراح تنتهين من هالفستان إلا وزواجي على الأبواب ولكن أبشرك ياخالة .. قبل ما تنتهي منه راح أتزوج
عقدت حواجبها أم سعد ، ومنى توالت عليها الصدمات من كل جهة أقتربت من حياة وهي تقول : فهميني بطريقة صحيحة ياحياة .. لاترمين القنابل بهالعشوائية
زفرت بضيق وهي تناظر بتعب لمنى وقالت : حاتم وولد العم لقو مكاني يا منى
شهقت وهي تناظرها بخوف و قالت : سوو لك شيء ، تعرضو لك ؟
ما ردت عليها وأردفت وهي تقول : والموسيقي اللي طلبته يتحمل المسؤولية.. تحملها وبكرة بينعقد زواجي منه بشهادة حاتم .. كيف صار هالموضوع ؟ وكيف وصلنا للنتيجة ذي لا تسأليني أنا أنهكت لدرجة ماعاد يهمني شيء .. ولاعاد برفض من الوجع شيء .. قولي للدنيا تجيب كل الوجع لقلب حياة تراها راضِية
مشت وهي تترنح بتعب ودخلت الغرفة وهي ترمي نفسها على السرير وتتغطى بتعب
بينما منى باقي مكانها مصدومة ومصعوقة .. وتناظر لأم سعد .. صدمة زواج الجادل من عبدالعزيز .. صدمة وجود أهل حياة بالخسوف .. صدمة زواج الموسيقي بحياة !
ناظرت لأم سعد وهي تبلع ريقها بصعوبة ويدينها تِرتجف من توالي الصدمات
بينما أم سعد منذهلة من كلامها .. والأهم إنها صارت تحط الأجزاء المفقودة بمكانها وأتضحت لها الصورة .. من زواج الجادِل
-
-
{ الجـادل }
كانت بوسط الحدِيقة ، تنقل نظراتها لشتلات الورد بأريحية ، ناسِيه تماماً كل اللي يحيط فيها من سوء
أو من أفكار سوداوية .. كل اللي ببالها إنها بعد الهم والحزن ، وبعدما كانت تِظن نفسها أنتهت وشيّعو جنازتها ، رجعت تُخلق من جديد .. على هيئة حمامة سلام ، حطّت رِكابها على كتف عزيز قوم ، ولا نية لها بالإبتعاد أبداً
ألتفتت بإستغراب وهي تسمع إسمها وعقدت حواجبها وهي تشوف إمراءة واقفة قدامها ومبتسمة : الجادل
ناظرتها للحظات ثم قالت المزن بإبتسامة : أنا المـزن أم عزيز
نظرات الإستغراب ، لنظرات فرح وسعادة
كونها وأخيراً تعرفت على الشخص المُحبب لقلب عزيز ، وللشخص المُهيب اللي عاصرت قصتها خيال الجادِل لسنين عديدة ، ولكن اللي أثار إستغرابها معرفة المزن لها ولإسمها رغم إنه أول موقف لهم سوى ، مدت المِزن البِساط الأحمر بين الورد وتركت دلات القهوة وصحن الحلى وجلست بهدوء وهي تناظر للجادل اللي فهمت عليها وجلست جنبها
أبتسمت المزن وقالت بحنيّة وهي تناظرها : قد يكون عليك إشكال من معرفتي لك بهالسرعة
ضحكت بخفوت وقالت : مير يابنتي أنتي شخصية عاشت معنا خمس سنين كاملة دون معرفة منك
ميّلت شفايفها بإستغراب والمزن أردفت وقالت : حضرتي بإبتسامة عزيز بكل مرة يسرح فيك ، حضرتي بضيقته المفاجاءة وبعصبيته المفرطة ، حضرتي بحنيته وبقسوته
أبتسمت : لقيناك لمعة فرح بعيونه ، ولقيناك طيف عِتاب يزوره ، خمس سنين وأنتي بيـننا وفينا ومننا ، ولا يخفى على عزيز ذلك
شتت نظراتها بإبتسامة ، وبنشوة فرحة تمكنت من كل أضلاعها ، كلام المزن خلاها تحِب الحياة أكثر بهاللحظة ، وخلاها تِحس بشعور غريب كسى كل خلاياها
بينما المزن أتسعت إبتسامتها ورفعت كفها وهي تحتضن كف الجادل اللي لفت لها بسرعة ووناظرتها قالت المزن بهدوء : أنتي الخلاص لعزيز ، كان مجرد التفكير فيك يخلي يومه حلو ، ويتعدل مزاجه وترضا نفسيته .. وهالشيء لو أعطيك باقي عمري عشانه ما وفيتك ، أنا موقنة إن ثواب تضحياتكم هو إجتماعكم دون علم منكم .. وهالشيء أشكر ربي عليه مليون مرة ، أنتي من لما صِرتي تبانين بعيون عزيز وأنتي صايرة بنتي .. وضلع من ضلوعي ولا يخفيك إني من الصباح وأنا طايرة من الفرح
كونك صرتي بقربه وجنبنا ، وهالشيء ألف الحمد لله عليه
رجف قلب الجادل من كلامها ، حتى حست إن خلاياها تنتفض ، ويدها ترتعش من هول المشاعر كونها شخص ما تعود على هالحنيّة أبداً ، خصوصاً لو كان شخص أول مرة تلتقيه .. ولكن ليه حست إنها تعرف من نعومة أظافرها ؟
بدأت تتقهوى معها وتخلل جلستهم ضحكات عفوية وسوالف ممتعة ، ونفس رضِية
ألتفتو كلهم على حضور عزيز ، اللي كانت تعلو تقاسيم وجهه إبتسامة مُهيبة ، وعيونه تلمع فرح قال بإبتسامة : ميّر إن عطاء ربي ماهوب محدود من اللي كان يظن إني بشوفكم بنفس المكان سوى ؟ من اللي كان متوقع إن نصفين قلبي بيجتمعون في يوم من الأيام
رمشت بإبتسامة الجادل ، والمزن وقفت وهي تضحك من كلامه ، ربتت على كتفه وقالت : قلتها وأنا أمك .. لطف ربي كبير وما ينقطع الرجاء منه ، عدّاك اللوم على هاليوم اللي مضى كذا
عقد حواجبه بضيق وقال : وين رايحة ؟ توني جيت ومستانس فيش!


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋


...188...


📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


أبتسمت للحظات وقالت : مير إن راجح ينتظرني وأنا أمك
ضحك بخفوت وقال : ما على هالموضوع كلام أجل
ناظرته بإبتسامة ومشت من عنده ، وهو ناظر للجادل اللي رافعه عيونها له وتناظره بهدوء ، أبتسم وهو يمد يده لها ، وكأنه يمد عُمره براحة يدينه أبتسمت وهي تمسك كفه ووقفت وهو سحبها الين لصقت بضلوعه ، أرتجفت وحاولت تبتعد بسرعة من خجلها ، ومن صدمتها من هالموقف : عزيز وخر "ابتعد" عني ، اهلك...
أبتسم وشد عليها وهو يقاطعها :ولا يهمني أي بني آدم بمقدار ذرة ، آه لو طيعني " أقدر " أبقى هنا لسنين لأيام لقرون بدون ما يقطع علي شيء ، كان دفعت عمري تكلُفة
أبتسم أكثر وهو يحس بأنها فعلاً غاصت بثوبها من حياءها ، وأبعدها عنه وهو يضحك : إركدي ، ترى المكان خالي الا مني ومنش
بلعت ريقها وهي تشتت نظراتها للمكان ، وخدها متورد من كُثر الخجل ، أبتسم لين فاضت مشاعره ، وبكل مرة يظن إن الموضوع كذب أو حلم
ولكنه يداري خاطره بوجهها ، وهذا الشيء اللي مهون علِيه
أقترب وهو يثبت كفها بباطن كفه ، ومشى معها وهو يقول ؛ شاوريني .. كيف الوضع بين الأمس والليلة
تنهدت وهي تِشد على يده وتقول : لا تجيب طاري الأمس أنا في رِجاك .. الأمس مُر لدرجة الهلاك ياعزِيز ، بينما الليلة أتقلب بين فرح وسرور بفضل ربي
أتسعت إبتسامته برضا من كلامها .. كونها لقت الفرح فعلاً ، وفتح باب الغرفة وهو يدخل وهي معه
فسخ بشته بعشوائِية وهو يتركه على أطراف السرير ، ورجع يترك غترته وعقاله على الدرج .. ثم ألتفت لها وناظرها بإبتسامة وهي شتت نظراتها للمكان بحياء ثم ناظرته بهدوء
_
-
{ سنـد }
سحب أطراف شعره وهو يحاول يخفف الصداع اللي أجتاحه من المعركة الدامِية مع أهله ، وقال وهو يحاول ما يفقد أعصابه ، كونه له ساعة يحاول يفهمهم مقصده ولكن هيهات : أنا طالبكم يا هلي ، إن تقطعون الموضوع من آخره .. تراني قررت وأنتهى الموضوع ولاعاد به رجعة ، أنا عطيت كلمة ويستحيل أتراجع عنها
قال أبوه : والله إنك تهبى يا سند ، تبى تفضحني ، تبى تتزوج المذيعة اللي ظهرت بكل بيت واللي وجهها معروف عند العرب كلهم
تنهد وهو يمسح وجهه وقال : وين الفضيحة بالموضوع ؟ وجهها لابان لا هو عيب ولاهو حرام
مسكت أمه رأسها بين يدينها وقالت : هذا اللي بيجلطني على هالفجر ، كيف ماهوب عيب سند يا ولدي أنت منت بناقص لأجل نزوجك بذي الطريقة ، من الباب للطاقة ولا أنت بمقطوع من شجرة لأجل تجي تخبرنا في إن زواجك الليلة بيصير مستحيل أرضى بالنقص يطولك ، لامن المراءة اللي تبيها ولا من طريقتك بالزواج !
زفر بضيق وقال : دخيلكم ، دخيلكم وطالبكم العِتق ، أنا رجال تعبت وحتى المناقشة ماعاد لي حيل عليها ، أنا عطيت الرجال وهله كلمة ، والبنت الليلة بتصير زوجة بن فياض ، وأنا رجال متنازل عن حقي في الزواج والسعب وعن حقي في كل شيء أنا راضي بها بثيابها يمه
عقدت حواجبها وقالت : والبنت راضية بهالنقص ؟ راضية تجيك بهالشكل ، وش هي مسويه لأجل ما تكتمل فرحتها هالليلة
قاطعها وقال وهو يناظر لأبوه بضيق : يشهد الله مابها ضرر ولا نقص بمقدار ذرة بالبنت ، وإنها كاملة ولا كامل سوى وجه ربي ، وهي رضت بالزواج ذا عشان أخوها لا يروح دون ما يحضر العقد أنا قاطع الموضوع ، ولاعاد فيه كلام .. الليلة زواجي منها يا أبو سند .. تكفى مافيني حِيل للنقاش أكثر
أمه ناظرته للحظات وهي تتأمله بضيق ، بعد الفترة اللي ذبل فيها ، وتعب وسهر وبان كل الضيم فيه .. والفترة اللي كل ماجابو طاري الزًواج نفاها بكل عصبية ، والحين هو جاي يقول بعظمة لسانه إنه يبي يكمل نصف دينه .. أنعصر قلبها كونه بيتزوج بهالشكل ، ومن بنت ماهي من قبيلتهم .. وكأنه ناقص لأجل ما يكمل فرحته معها على أنحاء الديرة
تنهدت وهي تبلع ريقها وقالت بضيق : شرطي إنها تغطي وجهها .. ولاحد يشوفها من الرجال غيرك
رفع يدينه بعدم مبالاة : قرارها وإختيارها ، بعطيها خبر وإن رضت خير وبركة ، وإن رفضت فهي رغبتها
أبو سند كان بيتكلم ، بس قاطعه سند وهو يقول : هاه يا ابو سند .. راضِي ؟ ترى وراي مشوار لبيت الشيخ لأجل أخذه معي
تنهد وقال : خليت لنا كلام للرفض ؟ منت جاي بهالصبح لأجل تعطينا خبر بس
أبتسم وهز رأسه وقال : أجل رايح للشيخ عبدالعزيز .. وراجح لأجل نعقد النكاح
هز رأسه بطيب وهو مجبر ، كونه يدري لو مارضى بالطيّب راح يكمل سند هالخطوة بدونه
طلع سند من البيت ، وعلى طول توجه لبيت راجح ، ومن دق باب البيت حتى ظهر له هادي اللي قال : هلا بخويّ الشيخ .. وش بخاطرك على هالصبح
أبتسم بضحكة وعرف فعلاً إنه متهور بوقته ، وقال : الله يسلمك يابو سحابة .. أبغا الشيخ بموضوع ضروري هاللحظة بالضبط ..


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋



...189...



📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


هادي حك جبهته وقال : على خشمي ياسند
دخل ونادى سحابة ، وطلب منها تعطيهم خبر
وفعلاً دخلت الصالة ، ولا لقت الا بشرى أبتسمت وقالت : بشرى ، سند بن فياض يبي الشيخ راجح ضروري ، عطيه خبر
ومشت على طول ، بينما بشرى أنجلطت وهي تناظرها بصدمة : لا والله فعلا .. اليوم موتي على يد هالعز ، أنا وش ذنبي أبتلش في سند ؟
تأففت وهي توقف ومشت بخطوات خايفة ، وهي توقف قدام الباب ، أخذت نفس وهي تهدي نفسها : أستودعت الله نفسي ورأسي وجسدي ، يارب تحفظني ياكريم
رفعت يدها وهي تدق الباب بخفة : عز ..سند بن فياض ينتظرك عند الباب
قالت هالكلام وركضت على طول وأختفت من المكان ، بينما عبدالعزيز كان جالس على الكرسي ومتكي بيدينه على ركبه ، وعيونه على اللي نايمة على السرير بعفوية .. من صلى الشروق حتى هاللحظة وهو بنفس المكان وبنفس اللحظة ، ينقل نظراته عليها ويبتسم بكل مرة مهيبة ، قدرت تأخذه حتى من نفسه ، ماكان قادر يبعد حتى طرف عينه عنها !
تأفف وهو يميّل شفايفه بعصبية لما سمع صوت بشرى ، ولكنه وقف وناظر لها نظرة سريعة ، ومن شافها باقيه على حالها ونايمة ، طلع من الغرفة .. وعلى طول توجه لمجلس البيت ، ومن دخل حتى وقف سند وقال : صباح الخير .. اعذرني جيت بوقت ماهو بوقتي ولكن ..
قاطعه : اقول لا يكثر وعن هالحكى ، علمني وش بخاطرك
سند تنهد وقال : اللـيلة زواجي يا عز .
رفع حواجبه عبد العزيز بإستنكار وقال بضحكة : غرت مني يعني ؟ وتبي تضحك علي بالله توكل يابن فياض .. وش هالمزح على هالصبح !
تنهد سند وقال : والله ماني أمزح ، الليلة بعقد النكاح
آرخى حاجبه من لمح الجدية بتصرفاته وقال : وش صاير ياسند ، أقلقتني وأنا أخوك .. وش هالقرار اللي صار بين ليلة وضحاها
هز رأسه بمعنى لا تسأل وقال : موضوع ماهو بهيّن أبد ياعز .. ولكن ماهو بوقت إني أحكيه أنا محتاج وقفتك معي ..
ضرب طرف صدره وقال : إحتزم أنا معك في رخاء والا في شدة ، وإن كان الموضوع ما يحتاج سؤال هالليلة ماهي بمشكلة .. نترك الفضول لين نحل الموضوع ولكن من هي بنته ؟
رفع كتوفه وهو يتجه للباب : المذيعة .. صديقة بنت عناد
ناظره بإستنكار وقال : الموضوع صار فيه إنّ يا سند
ضحك بخفوت : عطيتك خبر الحين عشان أكمل باقيّ مهاميّ .. أنت الأولوية على الضحى راح يجي أخوها .. خلك معي بذاك الوقت
سكت شوي ثم قال : ولو مافيها كلافة ، البنت تحتاج أحد يوقف معها في ذا اليوم .. ماهيب مشكلة تبقى بنت عناد معها ؟
هز رأسه بإيجاب وقال : أكيد ، مايبي لها إثنين يحكون فيها ، دامه الضحى بوصلها لبيت سعد وأجيك
هز رأسه بطيب وطلع من البيت ، بينما عبد العزيز غرق بتفكيره عن سبب هالموضوع المربك !
دخل للبيت ، ووزع نظراته للصالة اللي أنتشرو بها أهله ، من زوجات أبوه لين جدته
قال بهدوء : صباح الخير يا جدة
حكمة رغم إنها متضايقة منه ، ومعصبة من زوجته وودها تذبحها ، خصوصاً إنه بعد ما عرفو إنها حفيدة مساعد ، تحججو للناس اللي جاءو ثاني يوم عشانها ، رغم ذا كله ماقدرت ماترد عليه : صبحت بالنور يا شيخ
مشى عنهم ونعمة كشرت : ماعاد به إحترام حنا زوجات أبوه بمقام أمه ولا فكر يرمي السلام علينا ؟
بشرى ضحكت وهي تطلع من ورى الكنبة وتجلس وقالت : قوية ياعمة ، بمقام المزن مرة وحدة
ناظرتها بطرف عينها وبشرى رمشت ببراءة وهي تجهز شنطتها عشان تتجه للمدرسة
بينما عبد العزيز دخل الغرفة ، ولقاها واقفة قدام الشباك .. تنتظره
أبتسم وهو يمشي وهي أول ما سمعت خطواته ألتفتت على طول .. وتنهدت براحة وهي تشوفه : ليه صحيت ومنت بجنبي ؟
أتسعت إبتسامته من كلامها ورفع كتوفه : ما يأخذني منش الا موضوع كايد .. تدرين
ناظرته للحظات ثم ميّلت شفايفها بدون ما ترد وهو أبتسم ورفع كفه وهو يلعب بشعرها : مير ما تدرين وش الموضوع اللي صاير !
عقدت حواجبها وقالت : وش صار ؟
قال وهو يتأملها : سند بن فياض .. خوييّ ولا يجهلك من هو .. اليوم زواجه على بنتكم المذيعة
آرتخى حاجبها بصدمة وناظرته بعدم إستيعاب وهو أبتسم بضحكة على ملامحها : وش صار .. وكيف ومتى .. وعلى أي أساس أجتمعو معلومات أجهلها ولكن اللي أعرفه إنها محتاجتش معها اليوم
رمشت بضيق وعدم إستيعاب للموضوع اللي ما تدري وش أساسه ووش صار ، لأجل ينقلب الحال بيوم وليلة
قال وهو يمرر يده على خدها : لا تتضايقين ولا تزعل لش عِين .. بدلي ملابسش ثم إلبسي عباتش ويالله .. روحي لها وإفهمي وش صار بدون هالضيقة
ناظرته بإمتنان وهو أبتسم ، وناظرها وهي تتجه لشطنتها وهو جلس على الكرسي وهو يوجه نظرات للشباك .. مية فكرة تجيبه وتوديه وهو ينتظرها تخلص
ومن أنتهت حتى طلعو من البيت وأتجهو لبيت أم سعد ..


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋



...190...


📖🖌 @storykaligi 🌷🍃


فتحت الباب ونزلت من السيارة وأخذت نفس وبدأت تزفره بهدوء ، تغيرت حياتها رأس على عقب في ظل يومين بس .. كل شيء أنقلب عليها ولو إنها تبصم إنه تغير للأحسن وللأجمل ، ولكن هالشيء غير عند صديقاتها اللي تركتهم وراها
نزل من السيارة .. ومشى بإتجاهها ووقف قدامها وهو يبتسم ، قال بهدوء وهو يناظر للدرب اللي حفظه من كثر مابقى ينتظرها فيه : يالله يابنت عناد ، ألتقينا ولكن .. الظروف ماهيب مخليتنا بنفس المكان لساعات طويلة ، لازم شيء يخرب علينا ! ولكن اليوم وضع خاص .. اليوم المفروض يكون سعيد لعكازي وليدي اليمين ولا ودي أحكي لش إني فوق الغيم حالياً .. كونه تخطى شيء محد بيقدر يتخطاه ، وأنتي يوم مميز لصديقة بقيتي معها لفترة طويلة ! متفهم سبب تنهيداتش وضيقش
متفهم إن عالمش أنقلب فوق وتحت .. وخايفة من ردة فعلهم ، ولكن خلي عندش يقين إن كانو يحبونش صدق .. الفرحة راح تغلب كل العتب ، لا يضيق لش خاطر دخيل الدمع يابنت عناد
أبتسمت وهي تناظره للحظات ثم قالت : الحمد لله .. الحمد لله عليك اليوم وبكرة ولين يوم الدين ياعزيز
ضحك بخفوت وهو يهز رأسه وهي دقت الباب ومن أنفتح ودخلت حتى ركب السيارة وتوجه لبيت سند
ومن دخلت وشافت منى قدامها حتى غرقت عيونها دموعها وهي تشوفها تناظرها بعتب وضيق
بعدت نقابها وميّلت شفايفها وهي تناظر لمنى اللي دموعها على خدها قالت وهي تبكي بخفوت : آه يارب .. الحمد لله إنك بخير يالجادل ، تعبتيني ورب العباد
أبتسمت وهي تمسح دموعها وتقرب لها وتضمها ومنى زفرت بضيق وهي تشد عليها : أنهلكت وأنا أحاول أفهمكم ، أنتي أختفيتي ورجعتي زوجة لعز في ظل ظروف ما نعرف عنها شيء ، وحياة رجعت تقول اليوم زواجها ومن أمس مو راضية تتكلم .. تكفون يا خواتي تعبكم من تعبي
أبتعدت عنها وأبتسمت وقالت : أما أنا فبخير .. ولطف ربي حافني حوف من كل الجهات ، وبحكي لكم وش صار بعد ما نعرف سالفة حياة
منى ناظرتها للحظات ثم تنهدت وهي تهز رأسها بطيب
دخلت الجادل البيت .. ومن دخلت حتى وقفت أم سعد وهي تناظرها بهدوء
والجادل تنهدت ووقفت مكانها وأبتسمت من بين ضيقها وقالت : ماهوب بيدي يشهد الله ياخالة غصب عنه وغصب عني .. ليلة زواجي كانت ليلة عذابي وأنتم ما تدرون وش صار معي
ناظرتها للحظات ثم أبتسمت وقالت : زوجة الشيخ ، ما يليق عليها الضِيق يابنتي .. إفرحي ووزعي فرحش ، أنا قريت الرضا بعيونش وهذا يكفيني .. أنمحى العتب يشهد الله
تقدمت لها الجادل وهي تبتسم براحة وقربت وهي تضمها ، وبعد ما أبتعدت قالت أم سعد بضيق من حالهم : ضايق صدري على حالكم ، وحدة تبكي بيوم عِرسها ، ووحدة عاشت الضيم قبله ، عليكم حظ يكسر الظهر والله
تنهدت الجادل ومنى شتت نظراتها بضيق ، بينما قالت الجادل بإبتسامة : ولكن هالمرة نقدر نغير جوهها
منى : وشلون ؟ من أمس مو راضية تفهمنا شيء ، سوى إن أهلها عرفو مكانها
عقدت حواجبها بصدمة وقالت : وشلون عرفو
رفعت كتوفها بعدم معرفة والجادل قالت : مهيب مشكلة نفهم الموضوع منها ، ولكني متطمنة الشخص اللي بتتزوجه حياة .. من قبل خمس سنين وأنا أعرفه
أم سعد بإستغراب : من هو ذا
أبتسمت الجادل وقالت : سند بن فياض .. خويّ عزيز ياخالة
تهلل وجه أم سعد من سمعت إسمه وزارت الفرحة كل وجهها : الله يبشرش ، والله العظيم ماعاد للضيم مكان دامه بن فياض ، الحمد لله الحمد لله العوض كبير .. ولا بعد هالوجع الا شيء يجبر الخاطر
روحو لها .. غيرو جوهها .. وأنا بجهز فستانها وأجيبه
ونفرح لها فرحة مااصارت ولا أستوت ، يعز عليّ إنه بهالسرعة ، ولكن نحاول نرضيها
أبتسمت الجادل من فرحتها وسحبت كف منى وهي تقول : خلاص إفرديها يامنى ، لازم ننبسط عشان نغير جوها
ناظرتها للحظات ثم أبتسمت وهي تحاول ما تبين ضيقتها
دخلو الغرفة على حياة !ولقوها منسدحة على السرير بعشوائية وتناظر للسقف بلامبالاة
جلست الجادل جنبها وأبتسمت وهي تمسك يدها وترفعها غصب عن السرير : اليوم زواجك .. يستحيل تخلين أهلك ينكدون عليك !
ناظرتها بلامبالاة والجادل قالت بهدوء وهي تربت على كتفها : أول شيء إحكي لنا وش صار بالضبط ، بعدها لنا كلام ثاني
تنهدت حياة وهي تمسح على وجهها وفعلا بدأت تحكي لهم وش صار ، كونها تعبت من الكتم طول الليل
وسط دهشة الجادل وصدمة منى ، ولكن ماغاب عنهم موقف سند .. اللي من سمعو ردة فعله ، حتى إطمأنو كل الطمأنينة عليها .. وعلى باقي حياتها
قالت الجادل : دعواتي عليهم هالكلاب الله ياخذهم ، والله لولا هالسند كان قلت لعزيز يمحيهم
ضحكت حياة من كلامها ومنى أبتسمت : وأخيراً ضحكتي !


🌷📚 @storykaligi 🌷📚🖋






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.