آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-21, 08:57 PM   #81

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماسال غيبي مشاهدة المشاركة
topaz و ماذا لو وقعت الزوجة بحب اخر فهي لها قلب ايضا اجزم لك انها ستحافط علي بيتها اما رجل بطبعه اناني لا يملك تضحية فان يهدم بيته و يشرد اولاده خاصة ان زوجته لم تقر قد فهو ظلم فقد ليعيش هو حب و هذااذا كان رافت حقا يحب داليدا متحججا انها انانية حقا ام تعرف ذلك و انتزوجها لسنوات لماذا صمت عندما تركت ابنتها و لان لانك تريد عيش من جديد و استعادة رافت الشاب و تشعرانتعاش تتحجج بالله عليك هذه الظاهرة للاسف موجدة للاسف ان تصبر الزوجة مع زوحها حتي يبني ننفسه وبعد ان تتحسن احواه يبحت عن صبية ترجع لو شبابه و يبني هو حياته مرة اخري علي انقاض زوجته و لكن الله موجد و لكل ظالم سياخد منه حقه
اتفق معاچ إن المرأة تميل للمحافظة على بيتها اكثر من الرجل ، مثلًا ملك رغم خذلان حسن لها وخيانته بموافقته على الزواج من غيرها بقت على ذمته من أجل ابناءها بينما رأفت وضعه ما بيه مشكلة ومع ذلك هدم بيته .. صحيح إن ابناءه كبار ومو مثل ملك بس اعتقد كونهم كبار راح يخليهم يتأثرون اكثر وهم يشوفون اهلهم قدوتهم يتصرفون بهالشكل

راح نشوف إذا رأفت حبها صدق او لا لما تستمر برفضها وهل يتقبل هالشي او ينقلب عليها وتظهر حقارته معها


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 05:54 AM   #82

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

فجر الخير عليكم ي أحباب
صباح المسك والعنبر

#تنويه بعتذر اني لسه مردتش على تعليقات امبارح انا مسافرة النهاردة أن شاءالله وبكرة هرد عليكم 💙💙



هستني تفاعلكم مع الفصل .. كومنتاتكم .. مناقشاتكم...ريفيوهاتكم...جدا

🚫🚫🚫 حابه أنوه لحاجة ركزوا في السرد كويس جدا جدا من فضلكم

=================

الجزأ الأول من الفصل الثاني عشر

بيت عامر البرعي

دخل أكمل إلى الغرفة التي دعاها له أنس البرعي وهو يقول :-
" تفضل أبي في انتظارك لكنه يصلي العشاء "

أومأ أكمل وهو يفتح أزار سترته ويجلس على أريكة فخمة باللون الكُحلي بعيدة عن فتحة الباب ..
مط أنس شفتيه بتعجب من هذا الشاب الملفت بدخلته الواثقة وهيئته الأنيقة
ماذا عساه يريد من أباه ؟
أبصر غدي تقف وراء باب غرفتها فقطب متجهاً ناحيتها
أخته غريبة الأطوار منذ فترة بل البيت كله يدور به شئ لا يفهمه لكنهم يقولون أن كل شئ على ما يرام
فتح باب الغرفة على غدي يتمعن النظر في وجهها الذابل فسألها بفضول :-
" هل تعرفين من هذا الشاب ؟"
سيطرت غدي على ثباتها وهي تهز رأسها بلا معنى تهز كتفيها قائلة :-

"لم أرى وجهه حتى أقول "
أومأ أنس وهو يرى والده يتجه جهة غرفة الضيوف فالتفت إليها متسائلاً بحنان :-
" ألن تخبريني ما بكِ..هناك شئ يدور بينك أنتِ وأبيكِ غير مفهوم "
غامت عينا غدي بمرارة من فساد علاقتها هي وأبيها
من كل روحها تريد أن ترتكن إلى صدر أنس وتنشج باكية تخرج كل ما بها من كبت لكنها لا تستطيع ..
لا تستطيع أبداً أن تعرض أحد من عائلتها إلى الأذى
ستموت إن حدث لذا تنهدت وهي تبتسم ابتسامة باهتة :-
" ليس بي شئ يا أنس لا تقلق يا حبيبي "

بعد نصف ساعة بغرفة الضيوف..

قطب عامر البرعي وهو يمعن النظر في الشاب المهيب الذي يجلس أمامه بثقة لا متناهية يطلب منه يد ابنته غدي بنبرة عزة وتجليل لا ينكر أنها ضمدت قلب الأب المكسور به لكن تعود المرارة تشوب عليه الراحة اللحظية بمصيبة ابنته !
ماذا لو عرفها هذا الشاب ؟
هل سيظل يعظم ابنته هكذا كما رأى في عينيه واستشعر من نبرة صوته ؟
إنه من عائلة البدوي كما أخبره ..عائلة عريقة ولها وزنها بالعاصمة !
أخرجه من ثرثرة أفكاره صوت الشاب وهو يقول بثقة تبدو مستفذة لكنها تجلب لك الابتسام :-
" أريد أن أجلس معها قليلاً من فضلك "
رفع عامر حاجبيه متعجباً من ثقته اللامشروطة فابتسم قائلاً بتفكه :-
"ولما تطلب هكذا وكأني لن أرفض طلبك ؟ كما أنه أليس من المفترض أن أخذ رأيها وأسأل عنك أولاً"

كح أكمل بخفه وعدوى الابتسام تنتقل له ثم بلل شفتيه قائلاً بنبرة رائقة :-
" يعني قلت لجنابك نحن زملاء كما أنه من الممكن أن حديثي معها يسهل علينا أمر موافقتها أو...."
تلكأ قليلاً ثم قال :-
" ربما يسهل علينا موافقتها ويتبقى أمر سؤالك عني"

أومأ عامر وهو يستأذن منه خارجاً متجه إلى غرفة ابنته التي وجدها مفتوحة وتجلس بها هي وأخيها
نظر لها بجانب عينيه ثم قال بنبرة مقتضبة لوت قلبها كمداً:-

" ارتدي ملابسك وتعالي لتقابلي زميلك بالعمل يريد التحدث إليك بأمر خطبتك "

كادت أن تتسع عينيها من هذا المجنون الذي تصرف دون أن يخبرها ..
ثم كيف ويتجرأ ويطلب من والدها مقابلتها هكذا ؟
ألن يكف عن استفذاذه وأفعاله السخيفة ؟
تحركت كي تغلق الباب خلف أبيها وأخيها المتفاجئ يثرثرون حول الأمر فاتجهت جهة خزانتها لتبدل ملابسها وهي ترغي وتزبد مع نفسها....

بعد دقائق ..
تطلع أكمل بأجفان مرخية في غدي التي تدخل عليه الغرفة تمسك صينيه ما شبه ألقتها على الطاولة أمامه ويقسم أنها تتمنى لوتلقيها في وجهه
كبح ابتسامة كادت أن تخونه وهو يعض شفته السفلى متطلعاً فيها بوقاحة مقصودة دون أن يكلف نفسه عناء أن يقوم لها وهو يبصرها تتحرك جهة أريكة مجاورة تجلس عليها بوضع متحفز ثم تلتفت إليه هامسه من بين أسنانها :-

"أنت ماذا تفعل بحق الله لما طلبت من والدي مقابلتي ولما لم تخبرني ؟"
مد أكمل كفه يتناول فنجان القهوة الموضوع أمامه دون أن يكلف نفسه عناء الرد عليها
يرتشف منه ثم يلتفت لها قائلاً بعدم استحسان :-

" قهوتك ليست جيدة "

هل ينوي أن يجلطها ؟!
لم ترد عليه وهي تعاود سؤالها مرة أخرى فأجفلها وهو ينتقل إلى المقعد المجاور لها هامساً بصوت رجولي خشن يذيب العظام :-
" ربما اشتقت يا أستاذة وبلغ الشوق مني أضناه "

توترها من حديثه أرضاه خاصةً وهو يشن هجوم نظراته عليها
رؤيته لها تلهب شوقه ولا تُطفئه !
فقط لو تعلم تلك الغبية كم يحبها ؟
لو تعلم كيف ينبض قلبه بمجاوراتها هكذا؟
كم تتوق نفسه لرؤيتها مدلهه بحبه...ذائبة بين ذراعيه ومتدلله كما يليق بها في حشاه ..
تماسكت غدي رغم السخونة التي زحفت لوجنتيها من نظراته فتحدثت قائلة باسلوب عملي مغيظ :-

" قل لي ما تريد فأبي سيأتي بعد دقائق "

هل لو أخرسها الأن وغيبها في حرارة أشواقه ستكف عن استفذاذها ؟
نفض أكمل رأسه من أفكاره الجامحه وهو يطلق نفساً طويلاً ثم قال :-
" عمك الطبيب "
قطبت غدي وهي تنظر له بتساؤل فقال :-
" يجب أن يعلم حتى يساعدنا في موافقة والدك "

هزت غدي رأسها نفياً وهي تقول باستنكار :-
" لا أستطيع أن أخبر شهاب بشئ "

تأفف أكمل قائلاً بجدية :-
" يجب أن نضمن موافقة عمك كما أنه يعرفني بالطبع لا أظن أنه نساني منذ أمر زوجته "

أحنت غدي رأسها تفكر في صحة كلامه ثم قالت بنبرة يتخللها الضعف على استحياء :-
" ماذا لو بعد كل شئ ... طالهم أذى من هذا الحقير ؟"

التوت شفتا أكمل بتعبير قاسي مهيب وهو يقول باستهجان :-

"ربما سيكون يوم دفنه حياً يا أستاذة حين يتسبب بحزن يمر بعينيكِ فأنا لا ألوث يدي بالدم القذر"

كادت أن تتنهد غدي ببعض الراحة إلا أن عفاريتها قامت ترغي وتزبد وهو يقول بنبرة متلاعبة رافعاً حاجبيه في تحدي :-
" يجب أن توصلي لوالدك بطريقة ما أننا متحابان منذ زمن "

أصدرت غدي صوتاً مستنكراً وهي تقول من بين أسنانها :-
" أن تحلم بالتأكيد "

هز أكمل كتفيه وهو يعود مكانه مرةأخرى قائلاً بذكاء مغيظ:-

" على راحتك لكن والدك الأن يفكر ماذا لو علم الشاب المتقدم عن ورقة الزواج العرفي التي كانت باسمك "

أجفلها تخلل القسوة لصوته بجملته الأخيره فقالت بعند :-
" تتحدث وكأن نزاهتك ليس لها مثيل "

هز أكمل كتفيه بلامبالاة ثم نظر لها والقسوة تكلل محياة معاكسة لنعومة صوته وهو يقول :-
" ما أريد تنبيهك له أننا بيننا حساب لم ينتهي بعد "

====================

ليست دنيا إنما هي حياة متاع الغرور...!

في العاشرة مساءاً فتح عمر باب المنزل بعد أن ضغط الجرس وظل لثوانٍ ولتوه وصل من عمله ...
قبعته الرسمية ومفاتيحه يقبعان في أحد كفيه وبكفه الأخريدلك بين عينيه من أثر إرهاق اليوم ..
لم يكد يفتح عينيه حتى لحقته أمه تخرج من المطبخ قائلة :-
"حمداً لله على سلامتك ياعمر جيد أنك أتيت الأن "

اقترب منها مقبلاً رأسها وهو يتسائل بصوت خافت :-
" ماذا حدث يا أمي هل هناك شئ ؟"
مسحت كفيها في المنشفة الصغيرة ثم قالت بنبرتها الطيبة :-
" خذ سنابل هيا لتتمشى على البحر فأنا لم أقدر اليوم ..ركبتاي تؤلماني"
"نعم ؟"
قالها عمر بنبرة مخيفة رافعاً أحد حاجبيه بنظرة شريرة جعلت أمه تتراجع وهي تقول بمسكنه :-
" ماذا يا بني إن الروماتيزم حل علي ولا استطيع التحرك "

"روماتيزم؟!"

"أمي أنت ليس عندك روما تيزم بالأساس !؟"

قالها عمر ساخراً وهو ينظر لها نظرة بمعنى (هاتِ ما عندك يا أمي "
تراجعت خطوة للخلف ترمش بعينيها وهي تقول ببراءة :-
" حقا ؟ " ثم تخبط على جبهتها بكفها وتواصل :-
" الزهايمر يا بني الزهايمر حكم السن أعطاك الله البركة والعافيه "
"زهايمر ؟!"
زفر عمر بضيق وتعب اليوم كله يدق في رأسه كالمطارق فقال بتشديد من بين أسنانه :-
"أمي لما لم تأخذيها أنتِ"

مطت والدته شفتيها وهي تقول أخيراً بنبرتها الطيبة :-

"صراحة لقد كانت نائمة ولم أشأ أن أيقظها فهي نومها صعب "
أومأ عمر برأسه وقال وهو يتجه ناحية غرفته :-

" حسنا يا أمي تتعوض غداً إن شاءالله فأنا لن أفعل "

ناظرت أمه ظهره بقرف ثم ذهبت ورائه تتناول منه سترته بعد أن خلعها وتقول بتأنيب:-
" عيب عليك يا عمر ..أهذا هو وعدك للطبيب ..أهذه أخلاق رجل ؟"
رفع عمر حاجبيه حتى وصلا لمنابت رأسه قائلاً بذهول ضائق من بين أسنانه :-
"أمي لما تتحدثين وكأني وعدتها وأخليت بها "

ضربته بكفها على عضلات ذراعه قائلة بتوبيخ مغيظ :-
"عيب عليك لا تقل ذلك "
ناظرها عمر يغيظ ولم يرد فأمه أصبحت غريبه منذ أن أتت تلك السنابل
صوت جرس الباب قاطع حديثهم فتركها عمر وخرج بفانلته الداخلية ليرى من مما جعلها تخبط بكفها على صدرها وهي تخرج ورائه قائلة باستنكار :-
"تخرج بالفانلة يا عمر والفتاة في بيتنا عيب عليك "

تجاهل عمر الباب وهو يلتفت لها صارخاً بهمس مغتاظ وهو يرفع كفيه بغل:-
" عيب عليك ...عيب عليك ...عيب عليك ...أمي وحدي الله ولا تخرجي شياطيني تشعرينني أني أنا الفتاة وليست هي بحق الله "
ضمت أمه حاجبيها بصرامة فلم يعيرها اهتمام وهو يفتح الباب الذى تعالى صوت الجرس عليه وفور أن فتح طل رشاد برأسه مبصراً خالته بالخلف وهو يقول :-
" خالتي أم عمر كيف حالك ..أقسم لقد اشتقت لكِ"

أشاحت خالته بكفيها وهي تناظره بامتعاض انتقل إلى ابنها ثم تركتهم وغادرت إلى المطبخ مرة أخرى
ناظرها رشاد بتوجس ثم نظر لعمر متسائلاً:-
" أمك ما بها اليوم "
ناظره عمر بقرف وهو يتجه جهة غرفته قائلاً:-
" ما الذي أتى بك ؟"
قلب رشاد عينيه هامساً وهو يتجه وراء ابن خالته :-
" ما بهم هؤلاء ؟"
فور أن دخل على عمر الغرفة سأله بجديه :-
" ماذا يحدث ما بها أمك ولما أنت ضائق هكذا "

كان عمر يأخذ ملابس له من الخزانة ثم التفت له قائلاً :-
" سأخذ حماماً وأخرج لك "
ثم ذهب جهة ركن ما في الغرفة متمتماً مع نفسه :-
" حمداًلله أن الغرفه بها حمام خاص وإلا لكانت قالت ستغتسل يا عمر عيب عليك "

بعد دقائق كان عمر يخرج يجفف رأسه بالمنشفه ينظر على رشاد الراقد على فراشه متسائلاً:-
" لما أتيت لقد كنا معاً حتى العصر ؟"
" مصيبة فقط !" قالها رشاد ببساطة وهو يعتدل في جلسته فالقى عمر الفرشاة التي كان يمشط بها شعره وجلس على أريكة قريبة متسائلا بلا اهتمام حقيقي :-
" ماذا حدث هل جد جديد في قضية اليوم ؟"
" بل في قضية العصفورة "
قلب عمر عينيه يناظره بتحذير أن يتحدث سريعاً حتى تكلم رشاد أخيراً:-
" العصفورة الصغيرة التي تقبع على بعد غرفة واحدة منك"
انتفض عمر من مكانه يقترب من رشاد متسائلاً بقلق :-
"ماذا حدث انطق يا رشاد ؟"
وقف رشاد واضعاً كفيه في جيبي سرواله وهو يقول :-
"بالطبع الأمر وصل للحكومة وأخذوا يتقصوا جيداً لكن والد الفتاة وأخوها كذبو الأمر وقالو أنهم سفروها عند قريبة لهم "

"حسناً وماذا بعد ؟"
تحرك رشاد بتوتر وقال :-
"ماذا لو قام أحدهم بفتح التربة يا عمر ؟
أعلم أن الشرطة نائمة ومتراخية في تلك المناطق النائية شديدة الشعبية لكن للاحتياط ماذا لوحدث؟"

حك عمر رأسه ثم قال قاطباً بتفكير :-
" لا أظن أنهم سيفعلو ... كما لو أنهم فعلوا لن يجدوا شئ حتى لو لم ننقذها
والدها دفنها بالأرض الخارجيه وليس بالعيون "
أومأ رشاد برأسه وسأله :-
"أمل أن يمر الأمر على خير لكن يا عمر ماذا ستفعل بعد علاجها
إنها تحتاج أوراق رسمية وثبوتات وأشياء كثيرة حتى تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي "

حك عمر جبهبته وهو يقول بضيق فالمسؤليه كبيرة والخطأ سيودي بعمله بأكمله :-
"لا أعلم يا رشاد لتتتعالج أولا فحالتها كما هي ..سوى من بضع كلمات تتبادلها مع أمي "

قبل أن يرد رشاد كانت خالته تدفع الباب داخله عليهم قائلة بنبرة ممتعضة :-
" هيا كي تتناولوا العشاء "

ناظرها رشاد بتوجس وهي تخرج مرة أخرى ثم همس لعمر متسائلاً:-
" ما بها أمك تشعرني وكأنها لا تطيق رؤيتي هكذا ؟"
هز عمر رأسه قائلاً :-
"الأمر ليس له دخل بك إنها غاضبة مني أنا "
"لما ؟"
مط عمر شفتيه قائلاً بضيق :-
" تريدني أن أخذ الفتاة لنتمشى على البحر "
" العصفورة ؟"
قالها رشاد بخبث فلكزه عمر ضائقاً وهو يقول بتبرم :-

" احترم نفسك بدلاً من أن أطردك قبل أن تتناول شئ "

بعد ربع ساعة كانا يجلسان على طاولة السفرة .. هو ورشاد متجاوران وكذلك أمه وسنابل التي نبه شهاب على ضرورة إشراكها في الحياة اليوميه وعدم تركها مع نفسها ..
فور أن نظر لأصناف الأكل المضوعة تسائل بضيق وهو يرفع معلقة من الأرز إلى فمه :-
"أمي لما طبختِ أرز أبيض تعلمين أني لا أستسيغه "

ردت أمه وهي تقوم بتفصيص قطع اللحم في طبق أمام سنابل :-
" إن سنابل تأخذ أدويه أحببت أن يكون الأكل خفيف على معدتها "
هز عمر رأسه كابتاً غيظه متجاهلاً ضحكة رشاد الخافته ثثم سألها بضيق :-
" إذا لما طبختِ الملوخية أنا لا أحبها كما أن اللحم مسلوق وليس مُحمر "
وبنفس النبرة والوضعية كانت ترد عليه :-
" سنابل لن تتحمله مُحمر وهاك عندك سلطة كلها مع الأرز واصمت "
تلك المرة وضع رشاد ذراعيه على الطاولة ودفن رأسه بينهم وجسده يهتز من كثرة الضحك دون أن يستطع السيطرة على نفسه حتى ضربه عمر في ساقه هامساً من بين أسنانه :-
" أقسم إن لم تحترم نفسك يا رشاد سألقيك بالخارج "

رفع رشاد وجهه شديد الإحمرار وهو يمسح عينيه وقد دمعتا من كثرة البكاء ثم مال على عمر هامساً:-
" العصفورة الرقيقة سيطرت على الحاجة يومين وسأجدك أمام باب شقتي تطلب المبيت "
لم يعيره عمر اهتماماً ولا حتى لأمه التي تركت الطاولة لتجلب شئ حتى رفع رأسه على صوت شرقة رقيقة لم تخرج سوى منها تعالت وتيرتها حتى أنه تحرك من مكانه برد فعل عفوي يناولها كوب الماء يسنده من الأسفل بسبب كفها المرتجف وحين انتهت كانت عينيها الواسعتين بأهدابهم الطويلة مغرورقتين بدموع حبيسه تناظره ببراءة تسلب الأنفاس وقد ارتجفت شفتها السفلى بارتجافٍ مهلك أصابه بهزه عنيفة ليس لها تفسير سوى أنها أطالته من رأسه لأخمص قدميه فابتعد بتوتر وهو يضع الكأس على الطاولة متمتما بشئ ما على عودة أمه ثم نظر لرشاد قائلا بتماسك يخفي ما أصابه :-
"سأنتظرك أسفل البيت يا رشاد "

================

بنفس التوقيت على الجانب الأخر من العاصمة

حين تأتيك الضربة من الجانب الذي لطالما أمنت به فهي تكون ليست قاصمة فحسب بل مميته !

يقف الأربعة وكأن على رؤوسهم الطير
البيت الذي كان هادئ بالأمس ..مشتعل اليوم بالنار

تقترب نور من والدها صارخة بغضب هي الأخرى :-

" لا تقل أنك ستفعلها يا أبي لا تقل أن ما سمعته صحيح "

تنفس رأفت بضيق وما حدث قد عارض كل مخططاته فقال بنبرة ضائقه :-
" نور افهمي حبيبتي "
والرد لم يكن منها بل من تلك المصدومة وهي تصرخ بهياج :-

"وماذا تفهم؟ ماذا تفهم يا محترم أخبرها .. أخبرها يا بشمهندس أنك بهذا العمر ستتزوج "

تقدم رأفت خطوة غاضبه وقد عيل حلمه على نجلاء فاعترضه عمار قائلاً بخشونه :-
" أبي ماذا تفعل ألا ترى أنه من حقنا الإعتراض "

ركل رأفت طاولة صغيرة أمامه ثم قال بغضب :-
" تبا أنا لا أخذ رأيكم يا ولد لتعترضوا
أنا سأفعل ما قررت "

اشتعل الغضب بأعماق عمار فتقدم من والده ناسياً وجود أمه وقال :-
" وهل هي تلك الصغيرة التي رأيتها معك بالمكتب أم أخرى "

لم يكد رأفت يرد عليه حتى اقتربت نجلاء من ابنها تديره لها صارخة بجنون :-
" هل كنت تعلم ؟
هل كنت تعلم يا عمار ولم تخبرني "

تخبط كفيها ببعضهم وهي تنقل نظراتها بخذلان بين ابنها وزوجها ثم تقول باكية :-
"وماذا سأتوقع منك يعني ..أنت ابنه ماذا سأتوقع؟ "

تصرخ نور هي الأخرى وهي تشارك أمها الخذلان والبكاء :-

" كنت تعلم يا عمار .. كنت تعلم ولم تخبرنا "

زفر عمار بضيق زاعقاً بهم :-
" اصبروا قليلاً ..اصبروا حتى نستطيع التفاهم "
ثم أعاد نظره لوالده قائلاً بهدوء:-
" أبي نعلم أنك لا تأخذ رأينا لكن من حقنا أن نفهم أسبابك "

أمعن رأفت النظر بهم ثم قال بحزم :-
" ليس من حقكم إنه شأني ما يهمكم هو أني لن أقصر معكم "

" وأنا لن أنتظر من قال لك أني سأنتظر حتى أنا سأترك لك هذا البيت
طلقني يا رأفت "

صرخت نجلاء بهياج التاع له قلوب ابنائها وهم لأول مرة يروها بهذا الأنهيار فيضمها له عمار برحمه محاولاً تهدأتها إلا أنها دفعته صارخة :-
" ابتعد عني أنت الأخر ..لقد كنت تعلم ولم تخبر أمك "

==================

بعد ساعتين ...

أعطت والدة عمر الدواء لسنابل ثم ابتسمت بطيبة قائلة وهي تنظر للساعة المعلقة على الحائط أمامها والتي تقترب من الثانية عشر :-
" ما رأيك أن نصلي قيام الليل يا سنابل ؟"

ناظرتها سنابل بحيرة تقطع قلبها في كل مرة تنظر لها بتلك الطريقة
شدتها لأحضانها تدفن رأسها على صدرها بقوة تبثها حنان هي في أشد الحوجه له
أغمضت عينيها بقوة حتى لا تبكي فالفتاة يكفيها ما بها
تناجي نفسها سراً بقلب حزين !
"ماذا فعلا بتلك الطفلة ؟
ماذا فعلوا بها ؟"
" كيف سمحت لهم قلوبهم بتلك الجريمة البشعة "
رباه
نار حارقة تنشب في قلبها لذلك الرحم الأجدب الذي جلب تلك البريئة
كيف تركتهم يفعلوا بابنتها ما فعلوا ؟
لو كانت مكانها لنهشت بطونهم ولا تركتهم يمسون شعره منها
ارتجاج جسد سنابل بين أحضانها جعلتها تدرك أن الفتاة تبكي
هي هكذا منذ أن أتت وهي تبكي بعنف يقطع نياط القلوب
شددت من احتضانها بأحد ذراعيها وبكفها الأخر ترفع وجهها ماسحة دموعها الغزيرة بحنان ثم تميل مقبله وجنتها البضة هامسه بحنان :-
"تحدثي يا ابنتي قولي ما عندك ..احكي ما تشعري به "

ترفع سنابل عينيها لها بلا حول ولا قوة ثم تحرك كفيها تناغماً مع هز رأسها نفياً ثم يخرج صوتها رقيقاً متنغماً بالبكاء :-
" أنا لا أعرف هناك ما يطبق على صدري "

تظل فاتحه شفتيها لثوانٍ بتردد ثم تعود وتطبقهم مرة أخرى
تنهدت أم عمر بهم تشعر أنها لم تحمله من قبل بسنوات عمرها الستون ثم ربتت عليها قائلة :-
" حسنا تعالي لنصلي ... العليم سيفهمك دون أن تتحدثي"

بعد ربع ساعة كانت سنابل تسلم من الركعتين التي أخبرتها أم عمر أن تصليهم فتناولت كفها وهي تجلس على سجادة أخرى جوارها وقالت :-
" سأتركك يا سنابل يا ابنتي مع نفسك
خلوة بينك وبين ربك
ارفعي فيها كفيكِ واحكي ما شئتِ وإن لم تتلفظي الحديث
هو يسمعك دون كلامك ..ويجبرك دون سؤال
يأخذ بيدك ذراعاً إن تقربتي منه شبراً
الله يا ابنتي
الله هو القادر على نزع همٌ أغشاكِ... وفك كربٌ أضناكِ.... ورفع ظلم أشقاكِ "

دقائق وكانت سنابل لوحدها بعد أن تركتها والدة عمر
ترفع رأسها للسقف ثم تعود وتنكسها أرضاً باكية
هل تعرف شعور أنك أبكم رغم قدرتك على الحديث؟
أنك بلا حيله ؟
أنك بلا حول ولا قوة ؟
تريد إغراق الكوكب ومن عليه صراخاً لكن هناك من يمسك عليك صوتك؟
ترفع رأسها أخيراً تزامناً مع كفيها في وضع الدعاء وتهمس بكل ما بها من ضعف :-
"يارب"
وكأن الهمسة كانت إذناً لدموعها فتهطل غزيرة كأمطار شتوية
قلبها يؤلمها بل كلها يؤلمها ..
أنفاسها تحتضر ورغماً عنها كان قلبها يستجدي وجود أخر
أخر رحل وتركها بلا موعد
تعض على شفتها السفلى دون أن تشعر وأذنها تجلب مقاطع لهمساته الطيبة :-
"متى تكونين معي يا سنبلتي وبين أحضاني ؟"
"أحبك يا سنبلتي "
"سأدللك كما لم تري من الدلال شئ أبداً فقط لتكونين في بيتي "
ترفع كفيها لأذنيها علها تصم الهمسات التي تقطع قلبها لكنها لا تعرف
تعلو شهقات بكاؤها حتى أصبحت صراخاً ولم تشعر سوى بحضنٍ حنون ينتشلها من الأرض بقوة متحدثه لشخص ما :-
"اتصل بالطبيب يا عمر اتصل به إنها منهارة "
توتر عمر الذي أتى على صوت الصراخ ثم قال :-
"الساعة الواحدة بعد منتصف الليل هل سيكون مستيقظ "
زجرته أمه قائلة :-
" ولو كانت الثالثة اتصل به هيا هل سنتركها هكذا تفرفر كعصفور جريح "
==================
على الجانب الأخر

شقة الدكتور شهاب البرعي
الشقة تعم بالظلام سوى من ضوء بسيط في الطرقة المؤديه لغرف النوم
بالتحديد غرفة نوم شهاب حيث ينام هو ورنا وبالمنتصف حياة الصغيرة التي كانت أول من استيقظ على اهتزاز هاتف والدها الذي كانت تمسكه قبل أن تنام فتنظر له بفضول طفولي
تنقل نظرها بين والديها النائمين ثم تخبط على وجه رنا بكفها الصغير تيقظها
فتحت رنا نصف عين وهي بين غياهب النوم هامسة:-
" ماذا تريدين يا حياة ؟"
وضعت حياة الهاتف على أذنها تقول همساً :-
"خالو حمزة يتصل ماما "
انتفضت رنا بهلع ومازال النوم مسيطراً عليها تضع الهاتف على أذنها دون أن تنظر به وتزامناً مع ردها كان عمر يتحدث :-
" حمزة ماذا بك هل أنت بخير ؟"

" دكتور شهاب معك الرائد عمر القاضي بعت.."

ربما هلعها أن يكون حمزة بها شئ لا يساوي هلعها لاتصال ضابط كعمر بشهاب فترد بعفوية قلقه:-
" عمر لما تهاتف شهاب الأن ؟"
وبمكانه كان عمر يخبط بكفه على جبهته وهو يعض باطن خده بغيظ يود لو ينفجر في أمه وسنابل بل ورشاد دفعة واحدة
لقد وضعوه في موقف لا يحسد عليه يا الله
الصمت على الجانب الأخر وصوت رنا القلق أجبره على أن يتنحنح مجلياً صوته قائلاً باحترام ونبرة جديه :-
" سيدة رنا من فضلك أريد أن أتحدث مع الدكتور ..أنا أسف لاتصالي في هذا الوقت "
لكن انفعال رنا وخوفها على شهاب من أن يكون هناك شئ يمسه جعلها لا تدرك ماذا تفعل فتسأله بانفعال :-
"قل لي ماذا حدث شهاب لتتصل به الأن "

وقبل أن تنطق بكلمة أخرى وقع قلبها بين قدميها وهي تدرك غباء ما فعلت على صوت شهاب المتحشرج إثر النوم مستفهماً:-
" مع من تتحدثين الأن ؟"
تلجلجت رنا وهي تنقل نظرها بين شهاب والهاتف ..ربما شلل مؤقت أصابها ولا تعلم ماذا تفعل وأخيراً ودون أن تفكر كانت تغلق الهاتف في وجه عمر ثم تنزل من على الفراش قائلة :-

" أقسم لم أكن أقصد لقد تصرفت بعفوية وكنت لتوي استيقظت "
تنظر لحياة التي قفزت لتجلس بين أحضان والدها وكأنها تستجديها ثم تقول :-
" أليس كذلك يا حياة ألم أكن نائمة ؟"
تشاغلت حياة بتقبيل شهاب والتدلل عليه دون أن ترد على والدتها مما جعل رنا تصرخ بها بغيظ :-
" انطقي ألم تيقظيني قائلة أن حمزة على الهاتف ؟"

وصلة البكاء التي بدأت بها حياة جعلت شهاب يقطب حاجبيه ومازال لا يفهم شئ
مد كفه يفتح نور (الأباجورة) جواره ثم اعتدل أكثر في جلسته يضم حياة لصدره مهدئاً لها ثم سأل رنا بنبرة حازمة :-
" رنا اهدأي وأخبريني لما كان حمزة يتصل أنا لا أفهم "

" لم يكن حمزة " قالتها بخفوت وهي تناظره ببراءه وقلبها يولول بين صدرها فسألها بجدية وهو ينظر للهاتف بيدها :-
"ومن كان ؟"
هل لو لطمت خديها أمامه الأن سيشفع لها ؟
تغضن وجهها وهي تقول بخوف صادق ضايق شهاب :-
"أقسم يا شهاب لقد خفت عليك ولا أعلم لما يتصل بك فتحدثت بعفوية
أقسم خوفاً عليك سألته بعفويه لما يتصل "

اربد وجه شهاب وتبدل لأخر تخافه مما جعلها تتراجع خطوة للخلف خاصة بعض أن وضع حياة التي نامت على الفراش ثم سألها بهمس خطير وهو يقوم :-
" من هو يا رنا تحدثي "

تغضن وجه رنا بالبكاء رغماً عنها وهي تقول :-
"إنه ...إنه عمر "
ما كان عليه وجهه شئ وما تحول له فور أن نطقت الاسم شئ أخر وهو يهدر بها :-
" من ؟"
التقط الهاتف من بين كفيها يفتحه فوجد رقم عمر بالفعل متصل منذ دقائق ...
تغلب حسه العملي والإنساني على أي شئ وهو يتحرك خارجاً من الغرفة وبكل غباء كانت تذهب وراءه لتطمئن عليه ...

بعد دقائق كان انتهى من المكالمة وفور أن خرج من الشرفة وجدها أمامه تسأله بجنون :-
" من سنابل هذة ولما تهتم لها هكذا ؟"

تجاهل شهاب سؤالها وهو يهدر بها (بعصبية) :-
" كيف تردين عليه يا رنا
كيف تتحدثين مع رجل غريب ولتوك استيقظتِ من النوم ها ؟
هل جننتِ لتفعلي ذلك "

جنون غيرتها أعماها عن إرساء المركب الأن حتى يهدأ فتصرخ به :-
" وماذا فعلت يعني أنا لم أفعل شئ ..هو اتصل ويريدك من حقي أن أقلق عليك "
مسكها شهاب من مرفقها بغيظ وقد بلغ به الغضب أقصاه فهدر بقوة :-
" لا تصرخي إياكِ أن ترفعي صوتك علي يا رنا
وتجادلي أيضاً في الخطأ؟"

يدفعها بعض الشئ وهو يخبط كفيه ببعضهم وغيره مجنونة تتوغل بصدره كلما تخيل أنها ردت على عمر وتبادلت معه الحديث وهي لتوها مستيقظة من النوم فيعود ويلتفت لها قائلاً من بين أسنانه بقسوة وقد احمرت عروق وجهه غضباً :-
"أين كان عقلك ؟ أين كان عقلك تحدثي؟"

لم يبالي بالدموع في عينيها بل لم يراها حتى فقط غيظه منها يزداد وهي تقول بصوتها الرقيق :-
" أنا لم أقصد أن أفعل ما يغضبك لقد تصرفت بعفوية"

ثم تصرخ بغضب باكِ وصدرها يؤلمها بعد أن سمعته مهتم بإحداهن وقلق عليها :-

" ثم لا تصرخ هكذا .. لا تغطي علي فعلتك بفعلتي "

فتيل الغضب يشتعل والأجواء تتكهرب والشيطان يأخذ دوره فيسألها شهاب بهمس خطير محذر:-
" فعلتي ؟"
تتراجع بعض الشئ وهي تصرخ باكية :-
" نعم فعلتك
ترفع صوتك وتصرخ حتى لا أسألك من تلك الفتاة التي تهتم لها هكذا
وتحاسبني أنا على تبادل بضع كلمات مع رجل محترم كعمر وكله خوفاً عليك "

أشعلته
أشعلته
لقد أوصلته لدرجة من الغضب لم يصل لها من قبل ولولا ذرة من التعقل كان في خضم غضبه من الممكن أن يمد يده عليها
يضم كفيه لبعضهم ضاغطاً عليهم بقسوة حتى تطرقعت مفاصلهم وهو يهدر بها زاعقاً:-
"اغربي عن وجهي الأن يا رنا
لا أريد أن أرى وجهك الأن "

قالها وهو يستدير هو مبادراً بالتحرك في أي اتجاه بعيداً عنها فتصرخ بغباء :-
" حسنا يا شهاب طلقني "

ثم تستدير هي الأخرى بجهه مختلفه صارخة من بين شهقاتها :-
"أقسم يا شهاب فور أن يأتي الصباح لن تجدني لا أنا ولا ابنتك "
استدار ينظر لها وقد توقفت واستدارت مرة أخرى وبغباءها المثير للشفقه كانت تظنه سيصالحها إلا أن ما نطق به بجمودٍ قاسي لم يكن في حسابها :-

" حسنا يا رنا وأنا لن أقسم لكن اعلمي أنكِ لو فعلتيها وتحركتِ خطوة خارج هذة الشقة لن أتي لأخذك "

====================

بعد عدة أيام...

بيت عبد الحميد الدرملي

صوت الزغاريد يعم المكان ..إضافةً إلى البهجة بوجودهم إحتفالاً بحمل نهى أخيراً
اقترب حمزة يحمل حياة الصغيرة قائلاً بإغاظة :-
" لا تخافي يا فتاة أخيراً سنجد لكِ عريس يرضى بكِ فخالك حمزة لن يتركك هكذا "
كشرت نعمات لاوية شفتيها وهي تقول :-
"ومن سيرضى أن يعطي ابنته لابنك أنت ..بالتأكيد سيأتى مجنون كوالده "
امتعض حمزة مضيقاً عينيه قائلاً:-
" لا أعلم من فينا ابنك .أنا أم تلك البائسة ..الصامتة منذ أن أتت "
قالها وهو ينظر لرنا التي يلاحظ الجميع ضيقها منذ أن أتت إلا أنها تقول أنها ليس بها شئ

اقتربت نعمات من رنا وهي تضمها إليها قائلة باستهجان :-
" كيف تسأل سؤال كهذا يا حمزة ..هي ابنتي بالطبع وليس أنت "
ولوول حمزة قائلاً بحزن مصطنع وهو يتجه ليجاور نهى الضاحكة :-
" كنت أعلم من يومي وأنا أعلم أنكم وجدتوني على باب جامع "
ابتسمت رنا لدعابة حمزة ثم فكرت هل تخبرهم بحملها هي الأخرى أم تنتظر حتى تتصالح هي وشهاب ويخبرونهم معاً فهي علمت منذ يومين وحين أخبرته لم يزد عن المباركة وقبلة باردة على جبينها
يا الله هي تعلم أنها أخطأت وأنها زودتها ..حين هدأت وفكرت مع نفسها أدركت خطأها
لقد فعلت أكثر ما حذرها منه وهو إثارة غيرته وتقليل احترامه ..
خرجت من شرودها على صوت جدها يسألها باهتمام :-
" ما بكِ حبيبتي ؟"
ابتسمت رنا وهي تهز رأسها نفياً ثم تربت على كتف جدها المجاور لها قائلة :-
" لا شئ يا حبيبي "
تدب بها روح مشاكسة وليدة اللحظة وهي ترى مشاكسة حمزة لنهى المحمرة الخدين فتعلو بصوتها قليلاً وهي تقول :-
" كنت أريد إخباركم بشئ "

ينظر لها الجميع منتظراً فتلتقط حياة من بين ذراعي نجلاء مقبلة لها ثم تقول بحياء رقيق :-

" حياة سيكون لها أخ أو أختٍ خلال شهور إن شاءالله "

يضمها له الجد بفرحة مقبلاً رأسها وهو يقول بصوت متحشرج بحبه لتلك الصغيرة :-
" مبارك حبيبتي ..مبارك
جعلهم الله ذرية صالحة لكم "

تفعل نعمات المثل معها إلا أن حمزة هو من يقترب منها مائلاً بعض الشئ وهو يمسك أذنه قائلاً بنبرة تحذيرية :-
" ماذا قلتِ ؟ هل تريدي أن تخبرينا أنكِ حامل
هل فعلها الوقور مرة أخرى ؟"

يلكزه والده في ركبته قائلاً بحزم :-
" اصمت يا وقح وبارك لأختك "

يضم حمزة حاجبيه في اعتراض وهو يشدها له يواصل مشاكستها فهور يرى ضيقها منذ أن أتت ولا يعلم لما :-

" مرة أخرى يا رنا ..مرة أخرى سيتفوق علي الطبيب ويغيظني بمتابعتك عند طبيبة وليس أنا "

ابتسمت رنا وهي تربت على صدره ثم ترتكز برأسها إليه قائلة :-
" لكنك ستتهتم بي على كل حال وتتابع كل شئ كما كنت في حياة "
ضمها حمزة له وهو يقبل رأسها قائلاً بحنان :-
" مبارك حبيبتي ...مبارك يا ابنة قلبي الأولى "

صوت جرس الباب جعله يميل عليها هامساً بغيظ :-
" لكن هذا لا يمنع أني لا أطيقه ..يرسم علينا الوقار وانظري ماذا يفعل ؟"

احتقان وجهها بالخجل وهي تضربه على كتفه جعله يجلجل ضاحكاً حتى وصل لباب الشقة يفتح لشهاب

بارك كل منهم للأخر ثم اصطحبه حمزة للداخل قائلاً بمشاكسة :-
" لن أسامحك هذة المرة يا طبيب القلوب "

ربت شهاب على كتفه بحب أخوي وقال :-
" مبارك لك يا خال ...يصل بالخير والسلامة إن شاءالله "

لم يكد أي منهم يجلس حتى كان الجرس يرن مرة أخرى فقال حمزة وهو يتجه للباب :-
" ربما يكون عمار فقد أخبرته صباحاً "

فور أن فتح الباب قطب وهو يبصر نجلاء أخته بهيئة غريبة
تبدو مهملة لهيئتها وملابسها على عكس عادتها , وجهها مرهق وعينيها شديدتي الإحمرار وكأنها قضت اليوم كله تبكي
تقدم حمزة منها يسألها بقلق :-
" نجلاء ما بكي هل الأولاد ورأفت بخير "

تقدمت نجلاء للداخل تشعر أن الدنيا تدور بها فتترك حمزة ثم تتقدم حيث والدها دون أن تبصر الموجودين فتصرخ بثورة :-
" امنعه يا أبي ..امنعه يا أبي ...لقد قرر جدياً أن يفعلها أنا لن أحتمل أن يفعلها لن أحتمل "
توجهت الأنظار لها بقلق وقام عبدالحميد يضمها إليه متسائلاً:-
" ما بكِ يا ابنتي ومن الذي أمنعه ؟"

تنقل أنظارها بينه وبين حمزة والجنون يتغلغل في أعماقها ثم تقول باستجداء :-
" لا تجعلوه يتزوج علي , لو فعلها سأموت ,أنا لن أظل في هذا البيت لو فعلها "

وقف الجميع بتأهب وحالة استنفار تعلو الوجوه مما تنطق به حتى كان أول من تحدث هو والدها وهو يسألها بجدية :-

" ماذا تقولين يا نجلاء ..من سيتزوج ..اهدأي واجلسي لتخبرينا حتى نفهم "
تجلس على الأريكة ورائها بانهيار يشملها كلها ثم تبدأ الحديث مرتجفة تقص عليهم ما حدث حتى كان أول من تحدث هي رنا التي هبت تقول بحمية فطرية :-

" كيف يفعل هذا هل جُن ؟" ثم تلتفت لجدها قائلة :-
" تحدث معه يا جدي لا تجعله يفعلها"

والنار في روح نجلاء لا تميز بشئ الأن سوى خداعها فتصرخ بها بهستيرية :-
" لا تتدخلي ..أنتِ لا تتدخلي قدومك هذه الدنيا كان سبب لعنتي من البداية "
الصرخات الرادعه في وجه نجلاء من حمزة وأبيه لم تكن شئ أمام نبرة شهاب القاسية وهو يسحب رنا الشاحبه له تحت حماية ذراعه :-
" سيدة نجلاء أنا متأسف لما سأقول وأنتِ في حالتك هذة
لكن لا تلقي ذنوبك وذنوب غيرك على ابنتك ... وللمرة الأولى والأخيرة التي أسمح تتحدثين معها بهذة الطريقة "

ينحني يحمل حياة التي تنظر لأمها بحزن طفولي وهي لا تفهم ما بها ثم يتحرك بهم جهة الباب قائلاً :-

" أنا متأسف لك يا سيد عبدالحميد لكن رنا لن تطأ قدماها هذا البيت طالما السيدة به لذا نحن سنذهب "

كادت رنا أن تتحدث إلا أنه حثها أمامه قائلاً بحزم :-
" هيا ي رنا "
بعد دقائق كانت تجاوره في السيارة تضم حياة لصدرها ..متخشبة ..عينيها زائغتان أبيه أن تذرف دموعها
يعلم أن الموقف صعب عليها ومحرج خاصةً في وجوده ..
استغفر همساً وهو يرفع الهاتف لأذنه يحدث خالد قائلاً بعد أن أخبره أنه في العاصمة ولم ينزل البلدة بعد :-

" سأنتظرك أسفل الكُبري قابلني لتأخذ حياة معك قبل أن تنزل البلدة "
دقائق طويلة وكان خالد يصف سيارته مجاوراً لسيارة شهاب الواقف جوارها ويحمل حياة على كتفه فاقترب منه يأخذها بين ذراعيه مقبلاً لها ثم سأله باهتمام :-

" هل أنتم بخير يا شهاب ؟ صوتك لم يكن جيد ووجهك أيضاً لا يبشر بالخير "
ربت شهاب على كتفه وهو يقول : -
" لا تقلق فقط رنا متعبة قليلاً لذا سنأتي البلدة بالصباح إن شاءالله "
أومأ خالد وهو يتناول منه حقيبة حياة ثم اتجه بها إلى سيارته مشاكساً بالقول :-
" الأميرة الصغيرة ستنير البلدة وحدها الليلة "

ضحكت حياة وهي تجاوره في السياة تقول بتدلل :-
" أريد حلوى يا خالد "
كاد أن يرد عليها إلا أن صوت هاتفه قاطعه برقم نور فرفعه لأذنه وهو يقول :-
" دعينا نرى خالتك المجنونة ماذا تريد الأن! "

لم يلحق أن يشاكس نور بالقول وهو يضم حاجبيه بقلق من صوت بكاؤها العالي حتى أنه حاول أن يهدأها عدة مرات بالقول :-
" اهدأي واخبريني ماذا بكِ؟"

إلا أنه لم يلقى سوى صوت شهقاتها العالي التي توصل له مدى انهيارها وأخيراً تصرخ بعدة كلمات خاتمة بالقول المتوسل الصادم :-
" تزوجني يا خالد ..خذني من هنا وتزوجني"

===================

أيقونة الشر ..
أيقونة أزلية الوجود منذ بدأ الخليقة
بدأت بنفخة شيطان في أذن أدم وحواء فأنزلتهم الأرض ..
بدأت حين غار قابيل من هابيل فطوعت له نفسه قتل أخيه
منذ أن وقعت عصا سليمان فتجرأ الجان ...!

شقة كبيرة بإحدى مناطق العاصمة النائية حيث يجلس الشيطان وقبيله
أشعل رفعت غليونة تبغه يمج منها مخرجاً عدة أنفاس ثم قال للرجل أمامه :-
" ما الاخبار الجديدة وماهي الأوامر ؟"
نحدث الواقف أمامه وهو ينظر بشاشة إلكترونية ما :-
"لقد تم تعييين خمسمائة رجل وامرأة حديثاً بالشبكة الإلكترونية
تم بدأ الأمر على العمل بإحدى التطبيقات كمسوقين للإعلانات وحين تم جر أرجلهم وتثبيتهم جيدا قمنا بتعيينهم "
أومأ رفعت مشيرا للرجل بسبابته في حركة دائرية أن يواصل فتنحنح قائلاً:-
"الخطة الجديدة هي استهداف ذوي الأثنى عشر عاماً عن طريق صداقتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى ضمان تعلقهم بمن يحدثونهم ومن ثم بدأ العمل عليهم بالحديث ومن ثم إرسال المقاطع ال.... وحين نضمن خضوعهم للأمر سيتم جلبهم من قبل عملائنا في المناطق المتفرقة وممارسة الأمر عليهم "
أومأ رفعت برأسه ثم حك جبهته قائلاً :-
" لكننا لا نريد إخضاع ... نحن نريدهم راضيين حتى تكون الأفلام بجودة عاليه
أنت تعلم هؤلاء الناس اللذين نصدر لهم الأقراص المدمجة الخطأ عندهم بقطع رقاب "

أومأ الرجل برأسه وقال :-
" لا تقلق سيد رفعت الأمور تحت السيطرةفكما قلت لك نحن نعمل على برمجة عقولهم معنا أولاً
كما أن الأوامر الجديدة هي أن نعمل على رواد الشوارع وأيضا أعمارهم لا تقل عن الثلاث ولا تزيد عن الاثنى عشر "

وقف رفعت ومازال يمج من غليونه ثم تحرك جهة النافذة ينظر من وراء الستار الأسود وسأله :-
" وهؤلاء كيف سيتم العمل عليهم ؟"
اقترب منه الرجل قائلاً :-
" عن طريق تمويلهم بالمبالغ المالية حتى يتم إخضاعهم لنا أولاً ثم سيتم حقنهم بمهيجات جنسية وتصويرهم دون علمهم
وهذا حتى يتم الأمر بنظافة دون أن نجذب الأنظار "
أومأ رفعت مفكراً بعض الشئ ثم قال بصوته الأجش الذي يظهر من الهدوء والأناقه ما يبطن من السواد والقذارة :-
" حسنا قم بالبحث في العمارات النائية بمدن العواصم
وأريدها فارغة بأكملها لحسابنا ابحث جيداً ثم ارسل لي المواقع حتى أعطيك التمام وأرسل لك النقود إذا وافقنا عليها "
أومأ الرجل في إجلال ثم تنحنح قائلاً:-
" هناك شئ أخر سيد رفعت "
رفع رفعت أحد حاجبيه وهو يضيق عينيه في تسائل فكح الرجل قائلاً:-
" لقد تعاقدت شبكتنا حديثاً مع شبكات التهجير
فبعض عملائنا طالبوا بإرسال الأطفال لهم ولم يقصروا فقط على الأقراص المدمجة "

يتبع بالجزأ التاني من الإشراقة الثانية عشر


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 05:56 AM   #83

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

#وأشرقت_الشمس_بعينيها



🚫🚫🚫 حابه أنوه لحاجة ركزوا في السرد كويس جدا جدا من فضلكم

===================

الحزأ التاني من الفصل الثاني عشر

بعد ساعتين
شقة شهاب ورنا بالعاصمة ...
بعد أن انتهت من تبديل ملابسها وصلت فروضها ,أطفئت أنوار الغرفة ثم اتجهت ناحية فراشها تتدثر كلها بالغطاء..
ربما هي شاكرة لشهاب أنه ظل على خصامه وذهب للغرفة الأخرى مثل الأيام الماضية بل شاكرة له أيضاً أنه أرسل بحياة مع خالد فهي لا تريدها أن تراها بهذة الحالة ...
تطوق لاحتضان حياة والانفجار باكية بين أحضانها الصغيرة لكنها تخشى عليها من رد فعل كهذا لن تفهمه بروحها الصغيرة ..
تُملس على بطنها حيث يقبع صغير أخر لها في هذة الدنيا
تتمنى فقط أن تعيش لهم حتى تسقيهم أطياناً من حنان أمومي لم تذقه ساعةٍ!
تنقلب على ظهرها فاتحة عينيها ولا تجد سوى الظلام بفعل الغطاء الذي يغطي وجهها إضافة إلى ظلام الغرفة ..
شريط حياتها يمر أمام عينيها
بلوغها في بيت جدها وحمزة متسائلة لما هي وحدها ووالديها ليسو معها ؟
لما والدتها تتعامل معها هكذا ؟... لما لا ترى والدها سوى لماماً ؟
سقوطها في براثن الشيطان .. ذنبها الذي حتى هذة اللحظة تُصلي كل ليلة له ركعتين توبة داعيه الله ألا يعلم عنه شهاب شئ ..
وعند ذكر ذنبها تفر دمعتين باردتين من عينيها دون أن تذرف المزيد ..
تشعر ببلادة في روحها لا تريد حتى أن تبكي
ربما هو شعور أشبه أنك من كثرة الضرب يبح صوتك وتجف روحك فلم تعد قادراً على البكاء
طيبة قلبها تأخذها حيث إخوتها فتفكر كيف حالهم الأن ؟!..
على باب الغرفة كان هو يقف ينظر لها بضيق
لأول مرة يشعر أنه عاجز عن الإتيان بحقها
فقط لو لم تكن والدتها!
رباه إنه إلى الأن لم يهدأ ولم يخفت غضبه ..
لقد تركها بعد أنو وصلوا حتى تستعيد بعض من قوتها ..
يريدها أن تبني قوتها من نفسه أولاً قبل أن تكون منه
أن تدرك أن هذا بيتها إذا نبذها العالم أجمع فهنا بيتها وبيت أبنائها ..
دقائق وشعرت بالفراش ينخفض جوارها وذراعين قويين يشدانها لصدر عريض يحوي حنان العالم أجمع ..
حضن دافئ يجعلها تنسى حياتها وعمرها بداخله
يرفع شهاب وجهها له ..ينثر عطاياه الحنونة على وجهها حتى نظر في عينيها هامساً بدفء مشاكس :-
" ألن نتصالح ؟"
تحشرج صوتها وهي تقول بنبرة مختنقة :-
" لكنك غاضب مني وقلت لا تريد أن ترى وجهي "

ابتسم شهاب وهو يمد ذراعه أسفل عنقها يضمها له أقرب ثم قال :-
"صحيح وإلى الأن صدقيني لا تعلمي كم أمسك نفسي عن تعنيفك أكثر "
" أنا أسفة "
تهمسها بصدق ثم تواصل :-
" لم أفكر بشئ وأنا أتحدث معه سوى خوفي عليك ...صدقني لن تتكرر"
يصمت لثوانٍ محاولاً أن يهدأ فتيل غيرته الغير محتملة عليها ثم يطلق نفساً قائلاً :-
" صدقيني يا رنا أن أكبح غيرتي عن خنقك بها لكن أنا لا أحتمل حديثك معه أو حتى عنه
لا أستطيع أن أصف لكِ شعوري حين علمت أنكِ تحدثينه وتردين عليه بنبرة صوتك الناعسة في منتصف الليل "

تقترب منه أكثر تضع كفها على صدره ثم ترتفع لاثمة زاوية فكه بنعومة هامسة :-
"أنا أسفة لن تتكرر"

بعد أن أخذ منها شهاب المبادرة حتى تهدجت أنفاسها كشرت بغيظ وهي تتذكر اسم الفتاة فتقول بضيق يخالف ذوبانها منذ دقائق :-

" من تلك السنابل التي كنت مهتماً بها "
ابتسم شهاب قائلاً بمشاكسة :-
" لا تقولي أنكِ تشكين بي "
تعقد رنا حاجبيها قائلة بضيق :-
" شهاب أنا أتكلم بجدية من هذة الفتاة ؟"

صمت شهاب لثوانٍ ثم قال :-
" هي مريضة عندي وتكون قريبته "

ناظرته بعدم تصديق فهز رأسه قائلاً كي يطمئنها :-
" صدقيني هي مريضة عندي وهو اتصل يسأل عن استشارة لها لأنها كانت متعبة ليلتها "

أومأت رنا على مضض وهي ترتكن برأسها على صدره فخلل أصابعه في شعرها منادياً اسمها بنبرة جديه مما جعلها ترفع رأسها في تساؤل
بلل شهاب شفتيه وهو يقول بنبرة حذرة بعض الشئ مراقباً تعابير وجهها :-
" لو ظلت والدتك عند جدك بفعل الظروف فلا ذهاب لكِ يا رنا أبداً "
تحركت رنا تستند على مرفقها قائلة باستنكار :-
" ماذا تقول يا شهاب ..هل تريدني أن أبتعد عنهم في ظروف كهذة ؟ ماذا لو كانت أمي هناك بشكل دائم هل سأقطعهم "

هل لو ضربها الأن لطيبتها المستفذة هذة سترتدع ؟
تنهد شهاب قائلاً بجدية :-
" رنا اعتبري هذا أمر "

تضايقت وهي تقول عابسة :-
" شهاب منذ متى لا نتحاور ثم هل تقطعني عن بر أمي "

تأفف شهاب وهو يعتدل هو الأخر وقال بضيق :-
" حين يكون البر مقترناً بالأذية فقطعه أفضل "

غامت عينيها بحزن فاستغفر شهاب وهو يضمها له مرة أخرى وقال :-
" رنا اعتبري والدتك ابتلاء كما اخبرتك من قبل
لكن برك لها بهذة الطريقة يؤذيكي إذا تقليله أسلم حل ..
أنا لم أقل لكِ قاطعيها دوماً لكن يجب أن تحددي علاقتك بها ونقلل من الاحتكاك "
انتشت نفسها من نبرة الضيق في صوته والتي تضمد جراح قلبها
إنها تجزم أنه متضايق من أجلها مثلها وأكثر
لكن ماذا تقول ؟
هي لن تقدر أبداً أن تفعل هذا ..مهما فعلت والدتها ستظل أمها ولن تستطيع أن تكرهها
اقتربت منه متدلله عليه وهي تقول بنعومة :-

" شهاب من أجل خاطري هل تظن أني سأستطيع الانقطاع عن بيت جدي وبالأخص بعد حمل نهى ووجودها معهم بشكل دائم "
إلا أن نبرتها الناعمة لم تؤثر به خاصةً وهو يخاف عليها
حدث أعنف مما حدث اليوم قد يودي بها في مرة من المرات
تلك المرأة متدللة وليس لها أحد يردعها كما يجب
رباه لم يكره أحد في حياته كما يحدث مع تلك المرأة
لذا تنهد وهو يقول :-
" لن نسبق الأحداث ..سننتظر حتى نرى هل ستظل هناك أم لا وبعدها لكل حادث حديث "
أومأت رنا برأسها في استسلام فما كان منه إلا وهو يلتقط أنفاسها التي اشتاقها الواحد تلك الأخر حتى همس أخيراً

بصوت متحشرج :-
"أظن أننا في حاجة لتوثيق تصالحنا "
والصلح بالتوثيق
والتوثيق كان بوصل مشتاق من كلاهما
والاشتياق كان هادراً مذيباً يشعل القلوب همساً بالعشق السرمدي !

==================

بعد يومين

أحياناً يُساق القدر إلينا وأحياناً نُسانق إليه ...!

نزلت هنا من سيارة الأجرة أمام ذاك البناء المرتفع
رفعت رأسها للأعلى وهي تبصر شرفة الأكاديمية مفتوحة فعضت شفتها السفلى برهبة داخلية وهي تخطو إلى مدخل المبنى حيث المصعد ..
تعلم أنها مجنونة ومتهورة
تعلم أنها ربما تكون سبب في هلاك نفسها بما تفعل وهي تخطو خطوة لم تحسب لها بل حتى لم تفكر
إنها فقط تتبع أوامر قلبها وحدسها
ربما تكون مغامرة لكنها مغامرة تستحق بعد أن قضت الأيام الماضية كالمهووسة حين أعلن على صفحته الشخصية أنه سينقطع لفترة عن تواجده وأنه سينوب عنه في دورة الحجاب أخر غيره
كل يوم صباحاً ومساءاً تفتح صفحته الشخصية علها تجد واردة له لكن لاشئ وكأنه انقطع عن العالم ومن فيه حتى كان الخبر بالأمس عن عودته التي توالت عليه ألاف التعليقات ممن ينتظرونه ..
خرجت من المصعد تتنفس بصعوبة ودقات قلبها تضرب في صدرها كالمطارق من شدة توترها وهي تدخل مقر الأكاديمية
جالت بعينيها في الصالة الواسعه التي منقسمة قسمين
قسم على اليسار ممتلئ بمقاعد جلدية سوداء والقسم الأخر على اليمين به مكتب أنيق تجلس وراءه فتاة ترتدي زي شرعي من رأسها حتى أخمص قدميها
وقفت فور أن أبصرتها مبتسمة ابتسامة أظهرت غمازتين وقالت بلباقة :-
" أهلاً بكِ تفضلي"
ابتسمت هنا بخجل وهي تتقدم منها فسألتها الفتاة برقة قائلة :-
" هل أنتِ طالبة جديدة أم أتيتِ من أجل التقديم في الوظيقة المُعلنة "
ودون أن تفكر دون أن تسأل حتى ما هي الوظيفة كانت ترد بتهور :-
"الاثنين "
قطبت الفتاة بحيرة ثم سألتها بتأني :-
" كيف ؟"
تلجلجت هنا لا تعرف ماذا تقول فهي حتى لا تعرف ما هي الوظيفة ولم تسمع عنها
ترى متى أعلنوا؟
تنحنحت وهي تقول مسرعة قبل أن تتراجع :-
" أتيت طالبة عند المهندس سعد "

ثم تعود وتتلكأ قائلة بخفوت رقيق :-
" وأريد أن أتقدم للوظيفة "

قطبت الفتاة مرة أخرى مضيقة عينيها بعدم فهم لتلك الفتاة غريبة الأطوار فأدخلت على الحاسوب أمامها عدة أشياء ثم التفتت لها قائلة :-
"بالنسبة للوظيفة فاتركي لنا سيرتك الذاتية وإذا تم قبولك سنرسل لكِ كي تتم المقابلة "

تحنحت ثم أردفت :-
" لكن عفواً كيف أتيتِ طالبة للمهندس سعد
يبدو أن هناك لبس فالمهندس سعد لا يتعامل مع طالبات بشكل مباشر
كل تعامله معهم عن طريق الدورات لا أكثر
إذا أحببتي التسجيل كطالبة فأنتِ تتركين اسمك ويتم تنسيقك في المحاضرات مع أحد الأساتذة وفقاً للأعداد "

نظرت لها هنا بغيظ ينضج من بين خلاياها بعدما تكبدت عناء المغامرة تقول لها هذا ؟
تنهدت بإحباط وكادت أن تقوم عائدة أدراجها متشبثة بأذيال خيبتها لولا تلك الرائحة المسكية التي هبت على المكان وصوته الرخيم شديد الحزم ببحته المميزة يأتي من خلفها مباشرةً يتحدث مع نفس الفتاة متسائلاً عن عدة أوراق وحين استدار بعد أن أخذ ما يريد كادت تلطم على خديها مولولة والفتاة تناديه مرة أخرى قائلة :-

" بشمهندس سعد هناك طالبة كانت تريد التسجيل معك هل ستسمح أم ماذا؟"

استدار سعد قاطباً بتساؤل فهمست لها الفتاة أن تحدثه حائرة من أحوالها الغريبة ..
ظلت هنا على حالها لدقائق ثم استدارت أخيراً ببطأ والخجل يغزو كل خليه منها
يا الله
مهيب ... مهيب بدرجة لا توصف بوقفته الشامخة هذة وهو يغض طرفه عنها
تبدو جواره ضئيلة الحجم بطول قامته وجسده الرياضي العريض ..
صمتها أثار ضيق سعد وبردة فعل تلقائية كان يرفع عينيه في تساؤل فأجفل وهو يراها أمامه مرة أخرى
هزة وجدانية شملت نفسه وتلك الفتاة التي صاحبت أحلامه لعدة أيام تتجسد أمامه واقعاً بحسن عينيها مرة أخرى!

فاق لنفسه وهو يغض الطرف عنها دون أن يفعل القلب !

يتنحنح مجلياً صوته فيخونه ويخرج متحشرجاً :_

"متأسف أنا محاضراتي كلها مقتصرة على الشباب فقط يمكنك التقديم مع أي أحد من باقي الأساتذة "

قبل أن ترد هنا عليه كان صوت جلبة من الطرقة يأتي وعدد كبير من الطلبة يبدو خارجاً من محاضرة ما فيتزحزح الاثنان في نفس اللحظة جانباً حتى غدا متقابلان ..

وقتها وجدت هنا الشجاعة ولا تعلم ما هذا الدفق الشعوري الذي يحثها بكل تلك القوة تجاه هذا الرجل فتقول بصوتها شديد الأنوثة :_
"لست طالبه بالمعنى الحرفي أنا أريد أن أرتدي الحجاب "

يحاول سعد التركيز على ما تقول نافضا ً تأثر أذنيه بنبرة صوتها فيقول بجدية :_
"لكن هناك بالفعل دورة عن الحجاب قائمة منذ فترة كبيرة مع أحد الزملاء "
تومئ هنا برأسها ثم تقول :_
"أنا أعلم لكني أريد الاقناع ..."

تصمت قليلاً ثم تضيف بصوت شديد الحياء :_

"أريد الاقناع من حضرتك فأنا شديدة التأثر بمحاضراتك الالكترونيه وأعلم أن طريقتك ستؤثر بي"

صمت سعد قليلاً يقلب الأمر في عقله ثم أومأ قائلا:_

"حسنا
أنا دوما متفرغ يوم الجمعة في الفترة من بعد الصلاة إلى العصر من الممكن أن تأتي هنا في هذة الفترة من يوم الجمعة وإن شاءالله يفعل الله الخير ويكتبه لك ِ"

===================

فيلا-ياسر-الجوهري

تحرك حسن في الطرقة بين الغرف حاملاً عالية الصغيرة التي تثرثر عن طلاء أظافرها
عرج على غرفتها هي وعُدي فلم يجده ..تنهد بضيق وهو يتجه جهة نافذة عريضة بعرض الحائط تقريبا من الناحية الشمالية تطل على الجانب الخلفي من الحديقة ووقف شارداً وقد تعكر مزاجه الرائق اليوم ..

عُدي الصغير يتخذ منه موقف عُدواني وكأنه يدرك ما يدور بينه وبين أمه فيقف كالحامي لها أمامه متخذ دوماً وضع الهجوم ..
الصغير رغم سنوات عمره الأربع إلا أنه يبدو كرجل كبير يحمي من تخصه من أي أذية قد تمر بها ولو سهواً
لم يعد يتحدث معه أو ينتظره مع عالية الصغيرة ..حتى الحلوى التي يجلبها له يتركها دوماً في مكان مرأي له وكأنه يخبره أنه لن يأخذ شئ منه
حتى حين يحتضنه رغماً يكون جسده الصغير متخشباً وكأنه لا يطيق ما يحدث !
انحنى برأسه مقبلاً عالية ثم خلل شعره بين خصلات شعرها الناعمة وسألها :-
" أين عُدي يا عاليتي ؟"
مضغت عالية تلك العلكة بطعم الفراولة التي في فمها ثم كورت شفتيها وهي ترفع عينيها السودواتان مثل عينيه وقالت بصوتها المدلل :-
"إنه مع ملك تبدل له ملابسة كي نذهب للجدة صفية "

غامت عينا حسن باشتياق لتلك المرأة التي كانت تحتضنه كابن لها ولم تعد حتى تتحدث معه فابتسم بمرارة ثم سألها باهتمام :-
" هل تقصدين أنكم ستذهبون الأن ؟"

أومأت عالية وهي تواصل مضغ علقتها فقطب حسن غاضباً لتهميشها له وعدم إخباره ..
نظر في ساعته التي تشير إلى الخامسة عصراً فتأفف بضيق لأنه سيعود للمؤسسة بعد ساعة من الأن ..

تحرك جهة جناحه السابق مع ملك وهو يشعر أن عفاريت العالم أجمع تتقافز أمام وجهه إلا أنه توقف على صوت عاليته المغتاظ وهي تقول بتكشيرة أنثى شديدة الغيرة على من يخصها :-
" هل إشتعال ستأتي اليوم ؟"

ضيق حسن عينيه وابتسامة خائنة تناوش شفتيه فسألها :-
" من إشتعال يا عالية ؟"

مطت عالية شفتيها بقرف ثم قالت بميوعة مضحكة :-
" تلك المرأة التي أتت هنا ودخلت غرفتك وأنا معك "

لم يشعر إلا وضحكاته تجلجل عالياً متخيلاً ريتال الناعمة سيدة المجتمع الراقي حين تسمع ما تلقبها به عالية إلا أنه عاد وسألها :-
" من لقبها هكذا يا عالية ؟"
وبنفس الشفاة الممطوطة ولمحة القرف على وجهها كانت تقول وهي تهز كتفيها :-
"إنها ملك حين نطق عٌدي اسم تلك المرأة "
كشرت بوجهها مقلدة أمها وهي تعقد حاجبيها ثم واصلت بصوت غليظ مضحك :-
" قالت له إنها إشتعال "

ثم تعود وتضحك متدلله بميوعة وهي تلف ذراعيها حول رقبته قائلة :-
"أعجبني الاسم فقلت لملك سأطلقه عليها "

ارتج قلب حسن حباً لمدللته الصغيرة فمال مقبلاً رقبتها هامسا ً دون أن تسمع :-
"تأسرين قلب والدك وأنتِ تثبتين ملكيتك فيه هكذا "

تنهد متنحنحاً وهو يفتح باب الجناح ويدخل بها مغلقاً الباب خلفه
دار بعينيه في المكان فلم يجدها
قفزت عالية الصغيرة من بين ذراعية وهي تدخل لغرفة النوم مهللة :-
" لقد جاء حسن يا ملك ..جاء حسن يا عُدي "

توترت ملك التي لم تُكمل ارتداء ملابسها بعد وخانتها عينيها رغماً عنها لباب الغرفة حيث يقف هناك
تلوت معدتها من نظرة الاشتياق الهادر في عينيه اللتان تلتهمان تفاصيلها بلا خجل من وجود طفليه وبمكانه هو كان يفعل وأكثر !
كله مشتاق لكلها !
حنجرته تتحرك بصعوبة وهو يلتهم قدها النحيل الذي اشتاق لتفاصيله في ذاك الفستان الأبيض دون أكمام الذي لم ترتدي سترته بعد ..
فستان من قماش الكشمير مدرج التفصيلة حتى كاحليها ..يحتضن عنقها الخمري بلفة دائرية رقيقة
شعرها مرفوع في ذاك الشئ المسمى ذيل فرس ..
تلكأت عيناه المغويتان قليلاً على ذلك الحلق الذي يراها ترتديه لأول مرة على شكل حبتي كرز باللون الأحمر معقودتين في فرع شجرة صغير
تعالت وتيرة أنفاسه بعض الشئ فقبض على كفيه في جيبي سرواله الكحلى ثم قال بخشونة متحشرجة وشئ من حسن القديم يزوبع في صدره لمشاكستها وقد نسى أمر ضيقه :-
" كيف ستخرجين هكذا ..إن الفستان يصف تفاصيلك "

يتلكأ بعينيه قليلاً عليها ثم يعود ويرفع عينيه مجابهاً إلا أنها لم تلحق أن ترد وعُدي يأخذ جانيها مكشراً وهو يقول :-

" ارتدي ما تريدينه يا ماما ..افعلي ما تحبيه لكن لا تحزني "

ورغماً عنه ابتسامة ناوشت شفتيه وهو يسبل أهدابه لصغيره مخرجاً كفه من جيبه يرفعه ليحك جبهته بسبابته ناسياً حلقة الأخرى التي تلمع في إصبعه فأضرمت النيران في قلب ملك ماحية كل ما بها من رقة تعشق تفاصيله الوسيمة فتقول بجمود :-
" لما دخلت الغرفة يا حسن ؟
وكيف تدخل دون أن تطرق الباب "

توترت الأجواء والصغيرين ينظران لوجه أمهم الغاضب بعدم فهم لما حدث لها فجأة خاصة حين ارتفع صوت حسن يناظرها بحدة قائلاً بوقاحة :-
" لا تستفذيني يا ملك بدلاً من أن أعطيكِ الإجابة على سؤالك فعلاً لا قولاً
وصدقيني في هذة الثانية بالذات أطوق لفعلها دون أخذي في الاعتبار لأي شئ"
احمرت وجنتيها توترت وهي تدير له ظهرها تلتقط السترة السوداء من قماشة الجينز ترتديها وقالت بصوت مختنق :-
" أخرج "
شتم حسن همساً ببذاءة من خجلها وتوترها الذي مازال يسطع أمامه حتى بعد كل هذة السنوات فنظر لطفليه قائلاً بحزم :-
"اخرجا الأن واتركونا "

التفتت له بحدة مشوبة ببعض الاختناق من اختلائهم سوياً فتسأل بضيق وقد انتهت من ارتداء سترتها :-
" لما جعلتهم يخرجان يا حسن ليس هناك كلام بيننا "
عيناه مغويتان ... روحه ملتاعه ... وللمصادفة هو رجل يجيد السيطرة حين يحب...
حين يريد!
وحين يريد الرجل امرأته ..
حين يطوق لها بكل خليه من جسده
حين يكون عاشقاً لها حد الاختناق ... متضايقاً منها حد تلاشي الأنفاس ..وكارهاً لعدم طوقها له حد الغيظ
فإنه لا يرى وقتها شئ أبعد من رغبته بها ..!

والصورة من الخارج مضحكة ..
عبثية العاطفة الأن لا تعطي إعتباراً أن الواقفان بينهم من الغضب ما هو قادر على حرق الأخضر واليابس
بل هي تشيع في نفس كل منهم من الألم العشقي إلى حد الذي لا يطيقه أي منهم !
عبثية العاطفة بين رجل وامرأته قضا من الليالي العشقيه إلى مالا نهاية من العدد تلعب على الأوتار الحسية فتزحف أوتار العقل بعيداً مفسحة المجال لتلك الذبذبات الكميائية العنيفة أن تأخذ مجراها في عامل الجذب ..
والشوق حين يبلغ أوجه يجعلك طامعاً .. وحين يكلل الطمع بشئ من الخطر ينكأ قلبك كالناقوس فهُنا ستصل لذروة النهم ..
النهم الذي يجعلك تقتات كالمهووس على ما ترغب به حد الموت فينالك من الضعف بقدر ما تأخذ بالقوة القوة التي تشحذ من الشوق ما يتراقص على عتبات اللذة المؤلمة فتعدو طامعاً أكثر فلربما ؟
فلربما تكون المرة الأخيرة ..

===================

حين تقع بين مطرقة الحوجة وسندان الإذلال حينها أنت مجبر لا مخير ..!
الحمل يثقل كصخرٍ حجري يحشرك في زاوية ضيقة لا أنت تستطيع زحزحته قليلاً ولا أنت تستطيع المرور من أي منفذ حوله
في كل الأحوال أنت مختنق !
مشفى ....
إحدى المشافي الخاصة بالعاصمة الجديدة التي نقل بها السيد رأفت فيروز الصغيرة
منذ أيام وفيروز محجوزة هنا تحت رعاية خاصة ومشددة بتوصية من السيد رأفت
دلكت داليدا حاجبيها بإرهاق وهي تخطو لداخل المشفى بعد أن أعطتهم بطاقتها الشخصية
هيئتها البسيطة تخالف مظهر المشفى شديد البزخ
طلبت المصعد ودخلته ضاغطه على الدور الذي تقبع به الصغيرة
ارتكنت بجانب رأسها على أحد حيطان المصعد ونفسها تهفو فقط لدقائق تنام بها
جدها بالأمس ظل يبكي خائفاً من شئ ما لا تعلمه حتى أبكاها وهي تحتضنه ولم تنام حتى نام هو بعد الفجر
تثاءبت وهي تخرج من المصعد متجهه جهة الطرقة التي تنتهي بالغرفة الخاصة بأختها وعقلها يعمل دون كلل
كيف سترد للسيد رأفت نقوده ؟
هل سيبتزها يوماً ليجعلها توافق على زواجها منه ؟
إنها أعلنتها له أكثر من مرة
هي ترفض وبشكل قاطع زواجها منه لكنه يبقى على رد واحد أنه رغم كل شئ ينتظر موافقتها
كانت وصلت إلى باب الغرفة فتنهدت وهي ترسم ابتسامة حنونة على شفتيها وتخطو إلى داخل الغرفة
غامت عينيها حزناً على كل تلك الأسلاك المعلقة في جسد أختها
فهي محجوزة حتى يتم إيجاد خلايا كُلى مناسبة لها حتى تتم العملية
اقتربت من الفراش تقبل وجنة فيروز التي استيقظت فور أن شعرت بها قائلة بلهفة طفولية:-
" داليدا "
جاورتها داليدا على الفراش البارد تضمها لها بقلب أمومي فقدته تلك الطفلة باكراً ثم تقبل وجنتيها بحنان قائلة :-

" أنا معك حبيبتي ..ألم أعدك بالأمس أني سأكون أمامك حالما تفتحين عينيكِ"
أومأت فيروز وهي تضم نفسها إلى حنايا ذراعي أختها تتلمس منها الحنان ما يضمد خوفها من مجهول لا تفهمه لكنها تدركه بحواسها ..
دقائق وانتهبت داليدا على صوت نهنهات الصغيرة بين أحضانها فالتاع قلبها وهي ترفع وجهها لها تسألها بقلق :-
"حبيبتي ما بكِ؟"
ازداد نشيج فيروز وهي تتشبث بأحضان داليدا قائلة بخوف طفولي يُقطع نياط القلوب:-
"أنا خائفة يا داليدا ...أخاف أن أترككم وأذهب كما فعل أبي وأمي "
لهف قلب داليدا عليها حتى أن الدموع هطلت من عيونها تباعاً رعباً مما تقوله الصغيرة فضمتها لها تقول بقوة تدعيها وهي أبعد ما تكون عنها
قلبها يفرفر بين أضلعها خوفاً من فقد فيروز :-

" لالالالا حبيبتي لا تقولي ذلك ..أنتِ ستكونين بخير "

نشجت فيروز بضعف وهي تقول بتوسل :-
" لكني لا أريد أن أفعل تلك العملية يا داليدة ..لا أريد "

تنهدت داليدا وهي تهادنها قائلة :-
"حسنا حبيبتي لا تفكري الأن "
اعتدلت واقفة تقبلها وهي تبتسم واقفة :-
" سأذهب الأن للعمل ثم سأعود لكِ بعده .."

ليلاً
شهقات بكاء جدها تؤلمها فتبكي جواره هي الأخرى ولا تعلم ماذا عساها تفعل؟
ل الليلة التالية على التوالي وهو يقضي الليلة كلها باكياً
انتقلت جواره تضمه لها..يصعب عليها ضعفه وهو بهذا العمر فتملس بكفها على شعره قائلة :-
" لما تبكي يا جدي أخبرني ما بك ؟"

يرتكن إليها برأسه بل يضم نفسه كلياً لها وكأنه طفل وليس رجل تخطى السبعين من عمره فيقول بنبرة صوته الرفيعة بفعل الزمن :-
" لا تكذبي علي يا دليلة ..فيروز الصغيرة ذهبت مع ابني وزوجته صحيح "
ثم يعود ويضم نفسه لها منهنهاً بشهقات رجولية ضعيفة :-
"أنا أخاف أن أموت ..أخاف أن أموت وأتركك يا فتاة "

يعود عقله ويتهوه لدقائق فيكف عن البكاء سارحاً في ملكوته فتكمل عنه وصلة البكاء وهي لا تدري إلى أين ستظل الدنيا تدق بمطارقها الساخنة عليها ؟

تضم جدها الذي نام على كتفها لها وترتكن للحائط برأسها متمنية فقط ساعة تنام بها قريرة العين
إن ظهرها يؤلمها بطريقة بشعة من كثرة نومها على الأرض فهي منذ أن اشترت فراش وهي تتركه لجدها والصغيرين ..
أما أن لذنبها أن يُغفر
أما أن لفعلتها أن تنسى ؟
هل ستظل هكذا هائمة الروح مرهقة الجسد ولا سبيل للسُكنى؟!
طرقات عالية جوار باب الشقة جعلتها تقطب مضيقه عينيها وهي تنظر للساعة التي تعدت الثانية عشر فتترك جدها ببطأ حتى لا يستيقظ من غفوته ثم ترتدي مأزرها تلفه حول جسدها وهي تقول برهبة :-
"من ؟"
صوت الطرق يعلو صاحبة صوت صرخة قطة ما جعلها ترتعب وهي تتراجع خطوة مذعورة للوراء تناظر جدها وإبراهيم نائمان ثم تعود بعينيها لمزلاج الباب المغلق جيداً فتحاول تهدأة نفسها ومازالت على وقفتها الحذرة حتى على صوت الطرق مرة أخرى
كادت أن تعود أدراجها مطمئنة من إغلاق الباب جيداً
إلا أن الطرقات هذة المرة انتقلت إلى باب الشقة
تتأهب في وقفتها ولا تعلم ماذا تفعل إلا أن صوتها خرج مهزوزاً متشجعه قليلاً وهي تقول :-
" من بالباب ؟"
صمت ظل لثوانٍ أعقبه صوت جارها الخشن غريب وهو يصيح قائلاً :-
" يا ست داليدا أريد مفتاح البوابة الخارجية "
رفعت داليدا حاجبيها من هذا الجار غريب الأطوار فتتجه جهة الباب قائلة :-
" ألم يكن معك مفتاح ؟ لما تريد خاصتي "

يرتفع صوته الغريب صائحاً مرة أخرى :-
" لا أعلم مفتاحي أين ضاع "

يصمت قليلاً ثم يتنحنح قائلاً:-
" من فضلك يا ست داليدا تعالي افتحي لي الباب واغلقي ورائي لأني سأبيت ليلتي بالعمل "
ثم يبتعد صوته وهو يواصل:-
" سأنتظرك بالأسفل جوار البوابة "
تأففت داليدا بنزق لا تدري ما هذه المصيبة ثم تحركت تلم شعرها الطويل في رابطة ما ثم ربطت عليه (المنديل) الصغير كما تفعل دوماً
المأزر واسع ومحكم على جلبابها البيتي فتحركت جهة النافذة كي تتأكد أولاً
وهناك وجدته واقفاً بالفعل جواره حقيبته التي تراها معه دوما ويرتدي ملابسه التي تشبه ملابس المقاولين ..
اقتربت من إبراهيم الصغير تُيقظه كي ينزل معها إلا أن برودة الجو جعلتها تشفق عليه فتتنهد متوكلة على الله وهي تنزل تفتح باب الشقة ثم تتركه نصف مفتوح وتنزل له ..

دقائق وكان صوت صرختها العالي يكدر صفو الليل البهيم !

ربما في أكثر أحلامناً جموحاً لا نستطيع تخيل ما قد تحمله فواجع الأقدار لنا فتجبرنا على مالا نطيق لكنه بالأكيد قدر تحملنا !
فور أن خطت داليدا بقدميها أرض الدور الأرضي كانت ذراعين عضليين يلتحمان بخصرها كالكماشة فصرخت عاليا والرعب يشل أطرافها إلا أنه لم يمهلها وهو يضع كفه على فمها يمنعها من الصراخ قائلاً بصوته الغريب الذي كان يتحدث به على باب الشقة منذ دقائق :-
" اخرسي يا بنت ال ......."
شتم ببذاءة وهو يجرها معه إلى شقته بالدور الأرضى مسيطراً على حركتها العنيفة بقوة
الرعب الذي كان يلم بها الأن كان قادراً على هز أبدان الرجال فكيف بفتاة ؟
رباه !
المنطقة مقطوعة ولا يوجد أحد غير جدها وأخيها الصغير النائمان
حتى عقلها لا يسعف عينيها بالدموع وهما جاحظتان برعب تراه يدخل بها إلى غرفة ما ويلقى بها على فراشٍ بالي ..
انقلبت داليدا تحاول أن تفر هاربة والدم يشتعل في عروقها وهي تبصر أبشع ذنوبها يتجسد حياً في ثوب أخر !

لكن ربما ذنبها الأشنع كان بثوب مطرز وحلية لامعة تزغلل العيون وتُسبي العقول لكن هذا سيكون ثوبا ً مهترئاً مطعماً بالدم !

لم تكد تفر منه حتى كان يسيطر عليها مرة أخرى يلقى بها على الفراش يشق مقدمة جلبابها حتى أصدر صوتاُ مما جعلها تقبض على مقدمة المأزر بكفيها وهي تناظره بهلع صارخة باستنجاد وقد صرخت معها دموعها أخيراً :-
"أقبل يديك لا تفعل ..سأكون خادمة لك لكن لا تفعل ..بحق مُحمد لا تفعل "
إلا أنه ليس معها بل تلك الحقنة التي لتوه أخذها تفعل بعقله الأفاعيل فيتردد له صدى صراخاتها توسلاتٍ من نوع أخر !
صوته الغريب يأتيها مرة أخرى وهو يسيطر عليها :-
" هكذا يا جميلة أريدك راغبة ...أه كم حلمت بكِ وتمنيتك منذ وقعت عيناي عليكِ أول مرة "
كفوف صدرها تلطم أوتار قلبها وتشق جيوب روحها فتحاول دفعه من عليها محاولة الصراخ !
تضرب بقدميها بحركة عنيفة حتى استطاعت أن تفر منه إلا أن شعرها الطويل الذي سقط مسترسلاً كان حبلاً له يشدها منه وهو يشتم مرة أخرى يعيدها على الفراش مسيطراً عليها لو هدأت قليلاً لأدركت أنه لا يفعل شئ بحالته المذرية هذا لكن بعين رعبها كانت تراه محاولاً نهش لحمها كذئب ضاري يتغذى على رعاع الفرائس ..
لكن ربما ما ستحمد عليه ربها لاحقا ً أنه يبدو متخبطاً فلا يفعل ماهو أكثر من تمزيق ثيابها إلا أنها لا ترى هذا الأن
تنشج بقوة محاولة التقوقع على ذاتها حتى لا تمكنه مما يريد وقد مزق معظم ثيابها

قلبها يبتهل أن يخلصها أحد وروحها تتمنى الخلاص بموتها هي علها تتوارى هي وذنوبها !
عُري الجسد ينافس عُري الروح والأنثى ضعيفة أمام جسد بشري يتحكم به نصفه السُفلي مع خلطة هرمونات قذرة
تفرفر بين يديه ومازالت توسلاتها تعلو رغم أن صوتها بح من البكاء حتى كان الرعب الحقيقي وهو يحاول أن يجردها من ثيابها الداخلية !
هل رأيت من قبل طير مذبوح ؟
ذاك الذي يكون نصف حياً نصف ميتاً فيغدو يخبط في كل ما حوله ذعراً عله يستطيع الخلاص ؟
حتى وهي ترى النهاية تلوح في الأفق وصوت صراخها الأن يشق عنان السماء متوسلاً لأنثى أبيه لا تستحق أبداً ما يحدث بها فكانت رحمة السماء تنزل بجسد ضئيل يحمل سكين ما بين كفيه المرتجفين من هول ما يرى ثم يضرب به جسد الرجل حتى سقط متوجعاً من على جسدها !

انتهى

اللهم صل ِ صلاةً كاملة وسلم سلاماً تاماً على نبي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بنور وجهه الكريم وعلى آله 🧡


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 08:52 AM   #84

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

حسن و ملك و قولك اخ مرة متاكدة ان في فصل قادم ستتركه ملك ربما تجده مع ريتال في وضع كم انتظر تلك الللحظة ملك يجب ان تكون اقوي اما نجلاء اين كرامتك اتركه رافت يشبع بالزواج و عوض عن تصحيح اخكاءك تلومين رنا داليدا ظروف صعبة اعتقد انها ستتزوج رافت بالفعل هروبا من واقعها

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 08:56 AM   #85

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

كلمة اخيرة حسن باي حق ها يا حق ندعي اشتياق عندما خنتها مع ريتال اردت العيش لنفسك و تمتع و كل في طريقه انا اكره النفاق اياك ادعاء حب انت لا تستحق ملط اما ملك يجب ان تكون اقوي و لا تقبل هكذا حتي و لو هددها ياسر فهناك رب ينصر المظلنم

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 04:42 PM   #86

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
New1


مساءكم بشائر خير تتدفق
عليكم من حيث لا تحتسبون

داليدا كل الاحداث تقوللها
تزوجي رأفت وهذا الّي
راح يصير على الاغلب ،
الّي ضرب جارهم اتوقع
إنه اخوها وما اعرف كيف
راح تخلص هالمصيبة

الجار كل فصل خيبتي به
تزيد وآني الّي كنت حاطة
املي به وإنه راح يخلصها
من رأفت بس شكله راح
يكون سبب بزواجهم

سنابل اعتقد إن معاناتها
مضاعفة لأنها تحمّل
نفسها ذنب لأن تشوف إن
همام كان خطيبها فقط
وصار الّي صار بينهم ،
وايضًا لأن املها بحياة
سعيدة راح مع همام

نجلاء اتمنى إنها تتعاقب ،
مو بزواج رأفت لكن اريد
تتعاقب على تصرفاتها
مع رنا وحتى عمار ونور
ما احسها تعاملهم كام

نور باين إنها ما تتحمل
المشاكل والضغوطات
وشافت إن خالد هو الّي
راح يخلّصها من التوتر
الّي ببيتهم فَبتهور ودون
تفكير طلبت إن يتزوجها

حسن ابدًا ما طايقته
زين إن عدي ما طلع
عليه او على جده

ما اقدر اوصف مدى
حقارة رفعت الله ياخذه
وياخذ امثاله ويخلّص
الناس منهم

هنا واول خطوة بالتقرب
من سعد شنو راح تكون
نتائج هالتقارب ؟

مبروك الحمل لنهى ورنا

يعطيچ العافية إسراء


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 04:51 PM   #87

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

رافن سينزوج داليدا بالفعل لكن اتمني ان يندم علي تضيع بيته و نجلاء حتي لو كان فيها عيوب لكنها فعلك كل شيء لاجله اما نجلاء يجب ان تصفع علي حقيقة و تصحح امومتها و اخيرا حسن اتمني ان يندم كتيرااااااا انا كتاكدة ان خيانته لملك ستستمر فصل قادم رب لدرجة اكير و عيه سيفترقان tlpaz

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 10:31 PM   #88

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

الله عليكي يااسراء مش عارفة اقول ايه واعبر عن اعجابي كيف بقلمك وحبكتك وواقعية روايتك وواقعية المشاعر فيها فجأة بلاقي نفسي ابكي واضحك وابتسم لوحدي تقريبا اهلي شكو بسلامة عقلي كلو من ورى روايتك.. جميلة جممميلة جدا فصولك مشببعة والتزامك بالتنزيل يثلج القلب... ربي يسعدك ويسلم يديك ويفرحك زي ماتفرحينا... بانتظار بكل شوووق

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-21, 02:33 AM   #89

زيزفون 2

? العضوٌ??? » 440209
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 319
?  نُقآطِيْ » زيزفون 2 is on a distinguished road
افتراضي

كنت متشوقة كثير اشوف وش بيصير بالابطال بعد نهاية الرواية السابقة
و بكل صراحة الاحداث جميلة وشخصياتها ع البعد الروحاني جميلييين
مو معكر علي الا حسن وشخصيته الي انقلبت لواحد انااني
وملك وقفت معاه في وقت ماحد كان متقبله ك لقيط بس قبلته وحبته وصارت له عائلته
وهذا جزاها الصراحة موقفه مو عاجبني ابدا وياريت تتطلق منه وتشوف نصيبها مع غيره إذا هو بايعاها بهالشكل


زيزفون 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-21, 06:07 AM   #90

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نينو ن مشاهدة المشاركة
ماشاء الله عليكى طريقتك فى السرد جميله جدا
تسلميلي حبيبتي مبسوطة انها عجبتك


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.