آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1108 - دورة الأيام - شارلوت لامب ع.د.ن(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          18ـ بعدك لا أحد ـ كارول روم ـ كنوز احلام ( كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          فلتسمعي أنين إحتضاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree733Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-22, 04:54 PM   #241

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 11:53 PM   #242

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله
ان شاء الله خير ❤️
ليش ما في فصل جديد


Shadwa.Dy متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-22, 12:17 PM   #243

om lnmm

? العضوٌ??? » 354811
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 404
?  نُقآطِيْ » om lnmm is on a distinguished road
افتراضي

هى الرواية وقفت ولا ايه مفيش فصل نزل من ٣ اسابيع تقريبا لعله خير باذن الله

om lnmm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-22, 12:12 AM   #244

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعتذر جدًا عن الغيبة لكن الإمتحانات لسه شغالّة وواخدة كل وقتي
أتمنى لما تخلص يكون عندكم قابلية لمتابعة الرواية والقراءة .... لكن لو حدث العكس حقيقي مش هكون مستاءة لإني تأخرت كتير ووقفت أكتر!
بعترف إني اعتذرت كتير..
لكن المرادي مختلف بعد ما شوفت ناس متعلقة بالرواية وبتسألني كتير عليها
أي حد زهق من التأخير عنده حق أتمنى يستنى الpdf
وأي حد هيتابع عايزة أقوله ده شرف ليّا كوني لسه مبتدئة وليّا ظروف ومازلت بتشرفني بالمتابعة

المهم بعد الدراما أحب أحط اقتاس أنا شايفاه ظريف إلى حدٍ ما

-علمت أنكِ تحبين تلك القصص فاشتريتها لكِ كعربون صداقة و حتى لا تظلين ترمقيني بمثل تلك النظرات الساخطة التي تشعرني أنني أقهرك
-لا أحد قادر على قهري أنا لو تقبلتك سيكون لأنني أريد … و… مع ذلك…. شكرًا
-عفوًا… هدنة؟!
-امنحني وقتًا للتفكير وسأ….
-أعطني الكتب
-حسنًا بإمكاننا عقد هدنة لطيفة بيننا، لكن لو شعرت أني غير مرتاحة سأنهيها على الفور
-جيد جدًا سيكون بإمكاني استعادة كتبي أيضًا تصبحين على خير…
-هل أتيت وعيناك في الكتب!! يا إلهي الإنسان لا يقدم شيئًا لأخيه دون مقابل…

Nora372 and زهوةفرحة like this.

*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-22, 11:18 PM   #245

رودى رامى
 
الصورة الرمزية رودى رامى

? العضوٌ??? » 396300
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,164
?  مُ?إني » Alexandria
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك rotana
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أتمنى لك دوام التوفيق و النجاح
زهرورة and Nora372 like this.

رودى رامى غير متواجد حالياً  
التوقيع
عن العشاق سألونى
رد مع اقتباس
قديم 12-07-22, 11:58 PM   #246

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السادس عشر

الفصل "السادس عشر"

"الدواخل فقط من تعرف السر"

فضلاً ادعوا لخالتو بالشفاء العاجل وربنا يطمنا عليها.....

أودعت إليك حبًا مُزخرفًا بالورود

كلما أوشكت أوراقه على الذبول سقيتها من فيض مشاعري

بينما مننت علي بالنظر في عيني

تبعه أذى لروحي

بئس القلب الذي أحبك

منذ أسبوع

في مغبة الأمر لم تدرِ بكلمات جدها التي اخترقت خلايا عقلها بقوة فشلّته لثوانٍ قبل أن تستدرك نفسها، ازدردت ريقها ببطء وملامح الضيق تحتل وجهها لتضيف بتحفّز

-ما الذ تقصده يا جدي؟

-ما سمعتِ يا حبيبة جدك يتعين عليكِ ترك البدو للانتقال للمدينة

بدا أنها لم تفهم عليه لوهله وظلَ وجهها متخشبًا لكن ما لبثت أن هتفت باستنكار رافعة حاجبها الأيمن

-وما المناسبة؟ منذ ولادتي وأنا لم أترك جانبك يومًا واحد كيف لك أن تأمرني بمثل هذا الأمر

حدجها برهان مستغربًا من النبرة التي تتحدث بها أمام جدها، لكن ما زاده هو رد سليمان عليها بمنتهى الأريحية

-أخبرتك حتى تتابعي العمل أليس هذا سببًا كافيًا لتتركي دلالي وتعتمدي على نفسك

دلال؟!!

أيسمع هذا الرجل ما تلفظه شفتاه؟ أم أنه يُخطط لأمر لا تعرفه ولا تستطيع أن تستشفه من بين ثنايا كلماته الغير بريئة بالمرة!

أخرجت تنهيدة قوية ومسدت جبينها ثم استطردت قائلة

-لسنواتٍ طويلة لم يتدخل أحد منّا في أعمال المدينة ما الذي تغيّر يا جدي..... أنا لست مرتاحة لهذا الأمر ولذلك أنا أرفض أنت تعرف أنني لن أواكب السرعة التي يعيشون بها هناك ولهذا أفضل أن أعيش وأموت في البدو

حاولت إضفاء التوسل لنبرتها تستعطفه لكنه لم يُبدِ أي تأثر على ملامح، وهذا بدا في قوله القاطع

-كل ما تقولينه هو هراء ليس إلا لقد اتخذت قراري ولا مجال للرجعة... أنتِ تعرفين ذلك لم تناقشين حتى

يؤلمها جفاء جدها، ويزعجها تغيّر معاملته معها، رغم اذنابها لكنها طمعت في سخاء حنيته عليها، رغبت فقط في فرصة ثانيــة تعوّض بها م فات

ابتعلت بصعوبة غصة مُسننة بالمرارة وأردفت بصوتٍ خالٍ من المشاعر والمجهود

-هل يمكنك أن تتكرّم علي بوقت إضافي للتفكير

رمقها باعتيادية كما لو أنه كان يعرف ما ستطلبه، وفي النهاية هزَّ رأسه واجمًا وأشار لها بالانصراف بطريقة لم تعتد عليها ففسرتها كقسوة

-يمكنك الذهاب

لسعتها الدموع التي تجمعت في مآقيها وألقت نظرة لائمة على جدها الذي بقى وجهه جامدًا وعندما وجدت أنه لا نية في جعله يتراجع أو يراضيها انتفضت من مجلسها واندفعت للخارج تدك الأرض تحتها من فرط الغيظ، والحزن، والخزلان...

وزوج من الأعين ينظر لها أحدهما بشفقة والآخر بتصميم والدواخل فقط من تعرف السر....

*********

بعد المواجهة القاسية مع جدها بوجود ذلك الغريب شعرت برغبة قوية بالبكاء والانهيار في مكان مظلم يبتلعها هي وأحزانها وخزيها من نفسها

التقطت وشاحها الأسمر وخرجت نحو الربوة المفضلة لديها والتي شهدت على جميع سقطاتها وحُبها المزعوم، حمدت الله على خلو المكان نسبيًا من الناس وبذلك ستستطيع أن ترثي نفسها جيدًا

ولا شعورًا بدأت الدموع تتقاطر من عينيها واحدة تلو الأخرى دون أن تشعر

فهي فتاة...

طرق الحب قلبها ولأنها عذراء في المشاعر استقبلته بحفاوة وترف من البهجة دون أن تحسب حسابًا لشروط مُسبقة أو تنازلات تراها فتميل...

بل هي التي تنازلت عن أشياء عدة حتى خسرت نفسها وضعفت وهي لا تضعف أبدًا

نظراتها الزائغة وارتجاف شفتيها الغير مُبرر كأنما تتوق لحديثٍ يريح صدرها ويكشف ضعفها لآخر مرة حتى تعود قوية ذات شكيمة كما كانت!

وكأن أمنيتها استجابت فبعد ثوانٍ قليلة من تفكيرها شعرت بيد ناعمة تحط على كتفيها وصوت رقراق ذو رنة يُخاطبها ببهجة

-أنتِ الفتاة من المرة السابقة صحيح؟

اكتفت بنون برسم ابتسامة هادئة وأجابت وهي تنظر إليها في استكانة

-نعم أنا... ربابة صحيح؟!

تساءلت وما كان من الأخرى إلا أن أجابت وهي تضع الدلو من يدها بجانبها وتجلس أمام بابتسامة مرحها تشعل ثغرها الجميل

-اذًا ما الذي أتى بكِ إلى هناك يا جميلة؟ هل لديكِ شيءٌ هنا أم أضناكِ شوق المكان بسبب أحدهم!

غمزت في عبث وهي تتفوه بأخر كلمة مما دفعَ بنون لتبتسم بحزن وهي تخفض نظرها أرضًا وتهمهم بصوتٍ خافت

-هل تتعلق الأماكن بالأشخاص أم الأشخاص هم من يصنعون الذكريات الجيدة ليصبح من الصعب التخلي عن هذه الأماكن؟

انطلقت كلماتها من فم الحالة الشاردة التي عليها، لتصطدم بحائط عدم الإدراك الذي صدرته ربابة بملامحها التي انزوت جهلاً

-أسفة أنا لا أفهمك لكن أعتقد أنكِ حزينة بسبب ذكرياتك حول المكان.. سأقول لكِ نصيحة لا تلومي المكان بسبب ذكرياته ربما يأتي شخصٌ آخر ويصنع ذكريات أفضل

أغمضت عينيها وردت على ربابة بخفوت

- لقد تم استهلاكي ببشاعة حتى ما عُدت أصلح لصنع أوقات رائعة وذكريات جديدة ...أريد فقط الراحة

وبحركة فجائية ضمت ربابة كفي بنون بين راحتيها وأدهتها ابتسامة جزلة مليئة بالتشجيع تناغمت مع حروفها الرقيقة

-لا حاجة لصنعها طالما ستسبب لكِ مشقة لكن إن جاءت اقتنصيها و حاربي للتمسك بها؛ فمنذ أن رأيتك وأنا أقول أن تربيتك ليست مثلنا، في عينيكِ بريق تحدي يعز عليّ أن يخفت

استطردت بينما تضحك بخفة وهي تضرب صدرها بفخـــر

-بالتأكيد تقولين ما هذه المجنونة التي لم تقابلني سوى مرة وتتحدث معي هكذا، لكن ثقي بي أنا جيدة في قراءة الناس هذه هوايتي منذ صغري

-أعتقد أنه يجب أن أخاف منكِ يا ربابة

مازحتها بنون، لترد ربابة بحفاوة

-لا تخافي أنا فقط أقرأ الملامح وأحتفظ بالحقيقة لنفسي .... صحيح لم أعرف اسمك أيتها الجميلة

-بنون

رددته ربابة كما لو أنها تتذوقه، وبدت على وشك قول شيء لكن صوت قوي انتشلها من الجلسة النسائية جعلها تنتفض وتتلفت حولها ليس بخوف ولكن بمفاجأة

أبصرت بنون الشاب القادم نحوهم بتأني وأدركت أنه من المرة السابقة الذي رحمها من ثرثرة ربابة

-ما الذي أتى بك إلى هنا يا جواد

-أتيتِ لتملئي الدلو أم لتتسامري وتزعجي الناس....هيّا أمامي لقد شارفت الشمس على المغيب ووالدك ينتظرك

لمحت بنون التجهم الذي طالَ وجه ربابة إثر ذكر والدها لكنها لم تُعلّق بل وجهت بصرها لذلك لجواد الذي يضع نظره على ربابة وحدها دون أن يكلّف نفسه عناء رمقها

-ربابة لا تزعجني بتاتًا بإمكانك تركها قليلاً

وضعَ نظره أرضًا وخاطبها بنبرة تفيض بالاحترام

-الوقت تأخر وهي خرجت منذ مدة لذا اعذريني سيدتي يجب أن تعود معي الآن

لوت ربابة شدقها والتقطت الدلو ثم اقتربت من جواد ووضعت يدها على كتفه هاتفه بحب وفخر

-أقدم لكِ جواد زوجي من عقد القِران وقريبًا ستقام الدخلة وأنتِ أول المدعوين يا بنون

أومأت بنون بحرج

-بالتأكيد

مالت ربابة عليها هامسة

-يجب عليّ أن أعود معه حتى لا أتعرض للتوبيخ من أبي... لكن سنتقابل هنا مرة أخرى ولو لم تجدينني انتظريني أنا أمر من هنا كل يوم

استقامت ملوّحة بشقاوة تليق بوجهها المُبتهج ثم تأبطت يد جواد وراحت تثرثر وهي تسير بجانبه وهو يبتسم مرة ويزجرها مرات.....

********

-متزوج؟؟!!!!!..... سلطان !!!!.... زوجي!!!

هدرت في عنفوان والحروف خرجت مُتقطعة بين شفتين مُتلعثمتين وصدر مُتهدج، أنفاسه هائجة

لم تتخيل ولو للحظة أن شخصًا ملتزمًا وغامضًا كسلطان يمكن أن يتزوج اثنتين، الفرق بينهما كالشرق والغرب؛ خطان متوازيان لا يجتمعان أبدًا

وعندما رأت التأكيد يعلو ملامح من أمامها نشبت أصابعها في شعرها وشدته بقوة وهي تزمجر بغيظ ووجه اتقدَ به الدم من فرط الغضب

-يا إلهي.... هل أصبحت المغفلة الآن... الزوجة التي تنام هانئة و زوجها متزوج ولديه امرأة أخرى يراها ويأكل ويشر معها ويبيت و..........

أطلقت صرخة عالية والدموع اتخذت مجراها أخاديدًا تحفر أبجديات كلمة "طعنة " على وجنتيها، يديها تهتزان بعنف وقدماها خزلتاها عن الوقوف فارتمت على الفراش خلفها تبكي قسوة الخبر وبرودة الموقف

-منذ متى وهو متزوج؟ ...و ...و هل لديه أولاد منها؟!!

اضطربت حبائل صوتها فلم تقدر على التكملة ووضعت يدها على فمها وأكملت نشجيها الذي شقَ قلب الواقف يراقب حال ابنته الذي لا يسر بتاتًا

ودون أن يفكر مرتين كان يندفع نحوها يطوق ذراعيها ويضمها لصدره مربتًا على رأسها بحنو

-لا تبكي يا حبيبة قلب أبيكِ إذا أردتِ أن تتطلقي منه في التو والحال سأجلبه وسيطلقك رغم أنفه

-لا لا ... لقد أردته بشدة يا أبي لن أقبل بعد أن تزوجته يذهب هكذا وأكون الخاسرة

هدرت بعنفوان وهي تنتفض من حضن أبيها، عاد يربت على رأسها هاتفًا بحنو شديد

-حسنًا... إذًا ما الذي تريدينه وأنا سأفعله من أجلك

المشكلة عندها ليست فيما تريده بل هل سيرضخ سلطان لطلبها؟!

وعند هذا الخاطر أحسّت بالقشعريرة تدب في أوصالها مودعة شعور من التخبط إما أن تكون الإجابة "لا" صريحة وقوية كملامحه دائمًا، أو يُفاجئها ويُنفذ طلبها.... والذي هو

-يُطلقها ..... هذا فقط ما أريده

بدا على والدها التردد من الإجابة التي لم يتوقعها ولاحظت هي ذلك فاحتقن وجهها وهي تهم بالنهوض وصوتها العالي يدب في الأرجاء مُظهرًا العنفوان الذي تتحدث به

-هل أطلب الكثير؟ أليس هذا حقي؟ ألا يكفي أنني تزوجت من بدوي جاهل لا يفقه أي شيء في الحياة سوى رعاية أغنامه وحلب أبقاره.... وفي النهاية يتزوج عليّ أنا ابنة عبد العزيز من تلك السافلة

-اهدأي يا حبيبتي الأمور لا تؤخذ هكذا.... ثم ألم تكوني سعيدة عند الزواج منه

خلخلت الجملة كبريائها وأردتها صامتة فهو على حق، ما دفعها من قبول الزواج منه أنها معجبة به وليس شيء آخر...

لكن ثمة سؤال لا يبرح عن الطنين في أذنها... لم تزوجها سلطان؟! وما الغاية من هذا الزواج الذي لم يكتمل أمام الله حتى الآن....؟!!

لم تجد ما تفعله سوى أن تلوذ بالسكوت وتبدأ في التفكير بروية حتى تتوصل لحل معضلتها تحت نظرات والدها القلقة التي تنتظر خطوتها القادمة، ففي النهاية سيحرق كل شيء لأجل ابنته

-سأنهي هذ الأمر بنفسي يا أبي لا داعي لتتدخل.... يجب أن أتحدث مع سلطان اولاً ثم بعد ذلك سأقرر

ثم تابعت في نفسها

وإن لم يستجيب سأتولى الموضوع من هنا

سأريه كيف أن للنساء كيدًا يفوق عقل أعتى الرجال

**********

-أبي!!

نطقت في ذهول وهي ترى والدها يرقد على الفراش بلا حول ولا قوة، وصفير عدة أجهزة مُتصلة بجسده تُنبئ بالنهاية المحتومة لهذه الحالة

هل هذا العجوز الضعيف هو والدها المُتجبر الذي لم يترك انشًا في جسدها إلا ولسعه بحزامه، وجهها الذي لم يسلم من صفعاته... لم تهنأ بفستان إلا ومزقه بذراعيه القويتين اللتين أضحتا في تلك اللحظة واهنة بشكل مُفجع مُتهدلة بجانب جسده الذي تغلّبَ عليه المرض

انسابت دمعة وئيدة من عينيها لا تعرف إن كانت شفقة أم راحة!

كل ما فيها يدفعها إلا أن تشمت وتنتقم من هذا الجسد البائس والذي سيبلى بالتأكيد بعدما سمعت كلام الطبيب وهو يُخبرها أن السرطان تمكن من جسد والدها وانتشرَ حتى صارَ الكبد مُتليفًا والرئة فقدت قدرتها على القيام بأبسط الأشياء

لكن نُطفة نقية فيها لا تزال تبر به وحزينة لأجل ما حلَّ به

-نهاد

صوته الضعيف يُناديها بينما قداماها تتشبث بأعتاب الغرفة رافضة الدخول، تريد إطلاق الريح لهما وترحل بعيدًا

-نهاد

اُعيد النداء مرة أخرى لكن بتأثير أكثر قسوة عليها فالدمعة تحوّلت إلى فيض دموعٍ لا يتوقف، كبتت شهقاتها بيدها وبأثر دفع زوجها تقدمت نحو والدها

قبّلَ عُدي رأسها وربت على ذراعها في دعم ثم قالَ هامسًا

-سأذهب لجلب مشروب لكِ لقد قطعنا مسافة طويلة وأنتِ ترفضين الطعام والشراب لكن يجب عليكِ أن تتناولي شيئًا

أعطته نظرة ممتنة على قلقه وإعطائها مساحة شخصية مع والدها قد تكون الأخيرة!

-أنا هنا يا.....

عزَّ عليها أن تُناديه بصفة لا يحمل من مقدارها ذرة

وعزَّ على نفسها رؤيته في تلك الحالة الشبة مُنتهيه لذا تركت جملتها معلقة حتى بادر هو بحديثٍ وهن ينطلق متهدجًا من بين شفتيه

-لقد أرسلت لرؤيتك منذ فترة وعندما لم تأتِ أصابني اليأس فلم أعد طلبي مرة أخرى وللحقيقة لقد وثقت أنكِ ستأتين رغم أنني لا أستحق

هو محق؛ فهي لن تنسى أبدًا الذل الذي عايشته وقهر والدتها الذي لازمها حتى الممات

يوم أن مدت يدها لهذا

وتوسلت لتلك

وانحنى ظهرها لمسح سلم هؤلاء!

فكيف يأتي بعد كل تلك المدة وعدم سؤاله عنها يطلبها لتأتي وتراه ويحقق أمنيته الأخيرة ويأخذ كل شيء قبل أن يموت!

إن كان يظن أنها ستسامحه فليهنأ بنعيم الخيال...

سعل قاطعًا لحظة الشرود التي احتلتها، ثم عاود الحديث بادئًا بابتسامة هازئة ربما من حاله

-أعلم أن أخر شيء قد تودينه في الحياة هو رؤيتي ولكن أمنيتي أنا على العكس تمامًا.. فأنا أريد أن يكون آخر شيء أراه في تلك الحياة هو رؤيتك والنظر في عينك حتى لو لم أرَ فيهم سوى الكره.... أنا أستحق ذلك

توقفَ هنيه يأخذ أنفاسه التي منذ أن مكثَ على فراش المشفى هذا تضائل عددها

-ربما لم تكوني مستعدة لسماع هذا مني لكني أسف على ما سببته لك، أسف على الحياة التي عشتها بسببي وعندما أموت سأطلب الغفران من والدتك، أعلم أن هذا لا شيء مقارنة بما فعلته لكن أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي أبدًا كما يقولون ....

للآن هي لا تستوعب أنه بكل بساطة وبعد تلك السنوات من العذاب تحت سلطته اعتذر!!!

لا تعلم هل ينبغي عليها أن تُسجل تلك اللحظة التاريخية والتي ستنتهي بقبولها غفرانه ناقضة عهدها الذي برمته للتو مع نفسها

أم تلتقط حقيبة يدها وتهرول خارجة من الغرفة وتذهب للارتماء في أحضان عدي وتبكي فقط

لكن الخطوة لقادمة من والدها دحضت كل ما تفكر به وأنستها من حولها

-أعطني يدك يا نهاد أريد أن أشعر بهما داخل كفي...

ظلت مشدوهة لثوانٍ ولمحات من حياة قديمة تتمثل أمام عينيها مانعة إياها من تنفيذ مطلبه

يوم أن ربتت على كفه بخفة ليعطيها المال هو نفس الكف الذي لطمها على وجهها عندما انتشلته من نومٍ عميق

أن يتغير كل هذا ويُطالب هو بلمسة يستشعرها قبل أن ينام أبديًا، تطلّب الأر كل خلية في جسدها قبل أن تمد كفها وتلمس حدود كفه برقة دون أن تتوغل أكثر

لكن عندما وجدته يبحث بكفه عن خاصتها أفلتت منها شهقة عالية تزامنت مع انسكاب دموعها كمدًا وتلك المرة وضعت أصابعها تحت راحته ليضمها فورًا لكن بوهنٍ شديد

-أنا سعيد الآن حتى لو مت سأكون راضيًا أنني رأيتك وشعرت بحنانك لأخر مرة ... أعلم أن قلبك الطيب لن يفتأ يتذكرني لكني لن أطلب منك سوى الدعاء بعد موتي هذه هي أمنيتي

عيناه تحكيان رجاءً أخيرًا وضغطه يده على أصابعها تؤكده بلهفة ظلت دقائق على هذا الوضع تشاهد وجه والدها الغائر في توسلاته ويده المجعدة تُكبلها من التفكير في انتشالها منه

حرر يدها أخيرًا وحينها تنفست الصعداء دون أن ينتبه، وقد كانت على وشك إنهاء تلك الزيارة التي لم تنبس فيها بالكثر لكن تمتمة والدها جعلت جسدها يتخشب وهي تنظر إليه مشدوهة مُتسعة العينين وقلبها يخفق برعب

*******

-هل انتهيتِ؟!

أومأت لعدي المستند على السيارة وركبت دون ان تنتظره وهذا جعله ينظر لها باستغرابٍ شديد وفور أن جاورها هتفَ

-ما الذي حدث في الداخل، هل قالَ شيئًا أبكاكِ؟؟

-لتفتت نحوه وهي مُتخبطة أتخبره بالسر الذي عرفته للتو أم تحتفظ به لأنها لا تهتم لما قاله هذا العجوز... بضع ثوانٍ كانت كافية لحسم قرارها

فسرها لن يخرج من لسانها أبدًا

-لا شيء عواطف الوداع الأخير فقط وأنت تعلم كم أنا حساسة لذا لا تنشغل بالأمر... هل يمكنني طلب شيء منك؟

أومأ وهو يشغل المحرك

-بالتأكيد يا حبيبتي اطلبي ما تشائين اليوم أنا ملكك

أردفت ساخرة

-نعم ففور أن نعود لن تكون سوى عُدي المشغول دومًا

تجهم وجهه لكنها لم تعطِ بالاً بل استطردت في رجاء خافت

-أريد أن أقضي الليلة في شقتنا اليوم.. ممكن؟

رمقَ وجهها المتعب والحالة النفسية التي تكالبت عليها ولم يستطع منع نفسه من الموافقة

-لكِ هذا يا حبيبتي سنمكث هنا بضعة أيام حتى لا تقولين أنني أنشغل عنك

-شكرًا لك يا عدي

شكرته بجفاء ثم صمتت تفكر فيما قاله والدها قبل أن ترحل دون أن تجيبه وبجانبها عدي الذي انهمكَ في القيادة وداخله غير مرتاح للوضع لذي أضحت عليه علاقتهما

*********

عندما يُهديك القدر ابتسامة بعد طول بكاء، يرويك بحروفه بعد الصمت الجافي، كالحلوى الممنوعة التي ما إن تم الإفراج عنها انهالت عليها الأيادي مُقتنصة

-سلطان..

نطقت بدلال وهي تتقدم ناحيته بخطى واثقة لا تخلو من الإغراء لكنه لم يجبها فهو يمثل الغضب حتى يرى إلى أي حد ستصل

عادت تنطق اسمه بخفوت وقد توقفت أمامه مباشرة بينما هو يضع رأسه في هاتفه متظاهرًا بغرقه في العمل وغير مبالي بتلك التي ستتحول لمهرج فقط للفت انتباهه، لم يُجبها في المرتين فلجأت للحل الأخير والسريع فطالما هو غاضب فبجملتها

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تلتصق به وتزيح الحاسوب من على قدمه وتحتل مكانه بكل جراءة، بل وتعتدل حتى تشعر بالراحة أيضًا.. يا إلهي ما كل تلك البجاحة وهي مخطئة!!

-ما الذي تظنين نفسك تفعلينه يا رابحة بتعطيل عملي

أردفَ بحزم وهو يُطالع عينيها مُخفيًا كل الارتباك والتخبط الذي يشعر به بمجرد أن جلست على قدمه وتقربت منه بهذا الشكل الحميمي، فهو الآن قاب قوسين وأدنى من إكمال هذا الزواج!!

ابتلعت ريقها بتوجس لكنها خاطبته بشجاعة وهي تفرد طوق قميصه بأصابعها مُبتعدة بإبريقي عسلها عنه

-أنا أيضًا أعمل ألا تري

ولأول مرة منذ أتت يُعطيها اهتمام وتتأهب حواسه لما سيسمعه ليقول وملامحه مازالت تحمل الغضب

-وما الذي تعملينه يا ترى غير إزعاجي وتنغيص عيشتي يا مدام رابحة؟

مالت بجذعها العلوي عليه لتداعب ذقنه بأصابعها المطلية بلون أحمر زاهٍ وابتسامة مغوية

-لم أصبح مدامًا بعد يا أبو السلاطين .. لكن إذا أردت فلا مانع لدي سأكون أكثر من مرحبة

وزيّلت حديثها بغمزة من عينيها بدلال أنثوي بحت، وللحقيقة أشعره هذا الفستان -الكريمي الملتصق بجسدها ويبرز تفاصيلها الأنثوية بكل دقة ولم يبخل في أن يعرض أمام عينه ما يثيره- أنه غبي، بقماشته السخية وقصره الذي لا يتعدى منتصف فخذيها، أما طوقه الواسع كان رواية أخرى فقد أظهرَ عنقها كله مع مقدمة صدرها، وكأن الفستان يخبره " ها أنا لم أحرمك من شيء"

ابتلع ريقه ببطء حتى لا تعرف بتأثره لكنها علمت بمجرد أن تحركت تفاحة أدم خاصته لتمتد أصابعها وتلمسها بنفس الابتسامة التي أخذت تتسع بانتصار، شعرَ هو بذلك من ابتسامتها المتسعة فأفلت يدها من على جسده ودفعها برفق مطلقًا الحزم إلى صوته

-اذهبي من هنا يا رابحة أنا لدي عمل ولا أريدك أن تشغليني أكثر من هذا ثم أنا لا زلت غاضبًا

لم تتأثر بدفعه لها، لتتعلق تلك المرة برقبته وترابض في حجره بعناد شهي، لتقول بينما تمط شفتيها المطليتين بلون نبيذي غامق لائم شفتيها المكتنزتين

- أنت غير قادر على إبعادي لأنني سأتبعك إلى أقاصٍ الأرض.. لن تتحرر مني أبدًا يا أبو السلاطين

رفعَ حاجبه مندهشًا ليتمتم باستنكار

-هل ستتبعينني كل هذا.. أريد أنا أتنفس يا امرأة

-وأنا كيف أتنفس وأنت بعيد عني... سأذهب معك إلى أي مكانٍ تتواجد فيه، فأنت بالنسبة لي الأرض وأقصاها وما بعدك انتهائي..

احتلت رجفة لذيذة أوردته وتراقصت بشقاوة حتى وصلت لقلبه الذي طربَ وارتفعَ وجيبه سعادةً، كل هذا حدثَ في جزءٍ من الثانية بعد كلماتها الدافئة وتحديقه بأعين مصدقة في عينيها، بدا على ملامحها أنها تتحدث بقلبها وأن الحروف انطلقت من شفاهها لكن المعنى ظهرَ في عينيها فتردد صداها داخله..

تهكمَ وحاجباه يرتفعان بحنق

-من الواضح أنكِ ستفعلين!! فأنتِ تستمعين لكلامي جيدًا ولا تطلقي لسانك السليط تجاه كل من تقابلي كما نبهت عليك عشرين ألف مرة قبلاً... كفى لن أنخدع بنبرتك هذه

ضحكت بصوتٍ عالٍ ضحكة أنثوية مُجلجلة وهي ترى الموضوع تطرق إلى سبب حنقه منها أخيرًا، وهي تعرف أنه لن يترك الموضوع يمر حتى لو تدللت وحاولت مصالحته وهي ليست حاقدة عليه بل هي تعشق إثارة غضبه وإخراج حنقه فما أمتع من مشاهدته غاضبًا بأعين حادة وحمائيه رجولية تنبهر ما إن تراها، هي تحب هذا الشق منه وليس الأخر ذو اللسان اللاذع والكلمات المُسيئة، وهو بدوره كان يعرف مأربها لذا كان يُسّهل عملية غضبه حتى تغويه وتصالحه... منفعة متبادلة بين عشاق أرهقهما العشق بين أروقة الانتقام

-لم أستطع أن أراها تهنأ وهي السبب في خصامنا

-وأنتِ لم تستطيعي الصمت كعادتك، لسانك يسبق تفكيرك ويدك تسبق كل شيء

غمغمت بخفوت وهي تطرق برأسها أرضًا عندما سمعت نبرته الحادة

-هذه المرة لم أضربها

اتسعت عيناه بصدمة ليهمس بذهول

-هل كنتِ تريدين ضربها أيضًا؟ هل أنكِ لم تضربيها هذا يعتبر انجازًا ومن المفترض أن أهنئك عليه؟

رفعت رأسها عندما لاحظت أن الغضب سيظهر عليه وبالفعل، عندما أبصرت ملامحه وجدت الجمود فيها وكأنه يستنكر ما تفعله، لتقول هي بجدية لتخلص نفسها من الشرك الذي وقعت فيه بقدمها

-سلطان أنت لا تعرف خنساء ولن تعرفها أبدًا... هي لا تظهر لكم ما تبطنه لي وأنا أكثر واحدة أعرفها لذا لا تتدخل ودعني أتعامل معها كما يجب فهذه ليس لها رادع سوى لساني والنعال الذي في المرة القادمة سيحط على وجهها ... لا تندمج معنا فهيبتك أكبر من الاندساس في مشاكل النساء

استطاعت احتواءه بنبرتها الرزينة الجدية وبالنظر داخل عينه كأنها تؤكد على تفاخرها به وأنها لن تتراجع أمام خنساء أبدًا، كان هذا بمثابة إنذار في علاقتهما تُخبره فيه بلطف ألا يتعدَ حدوده الزوجية في التدخل في أمر نسائي لأنها لن تسكت عن كرامتها ولن تنتظره عندما يأتي فتبكي وتشتكي له.... ليست رابحة من تفعلها وسلطان لن يقبل بامرأة أقل من هذا

هدأ قليلاً بعدما قالته وقد لقى رضا في نفسه تجاهه، تنهدَ عاليًا رامقًا إياها بقلة حيلة ليترجم ما يشعر به من تخبط، حب، قلق، خوف..

-ما الذي أفعله معك

أجابته بجراءة مُسبلة أهدابها

-قبلني...

شددت على النون لتمطها وتبدأ وصلة إغراء أخرى وهي إغراء الحروف من الشفاه التي لا تفلتها إلا بعد عناء

ولم يدعها تصل للياء، فاقتنصَ شفتيها لأول مرة في فرصة جامحة لا تعوض، كعطش ارتوى عطشه، وراهب لم يسبق له الزواج

تلك أول قبلة لهما بعد مناوشات لم تنتهِ مثل كل مرة بغيابه أو استيائها بل بشيءٍ أروع لم يكن يعرف بلذاذته حتى الآن، المشاعر التي يشعر بها تتخطي كل شيء حوله، فامتلاك العالم بأسره والتحليق في سماءٍ عالية كان قليلاً مقارنة بشعوره الآن، يا إلهي ... هي شهية... جميلة... فرسة جامحة مستمتع بترويضها في تلك القبلة التي استمرت فترة إلى أن قطعها ليأخذا نفسيهما، ولأول مرة يرى رابحة خجلة!!... تنظر في الأرض ووجنتيها حمراوتين وشفاهها ملطخة بالنبيذ الفاخر الذي تذوقه للتو وبالتأكيد طالت شفتاه أثره

يدرس ملامحها الخجلة جيدًا و يرى العشق يتمثل في عينيها وهو ليس بضريرٍ ليلبي الطلب

والله يعرف أنه كان يريد للأمر أن يكتمل ويحلّق معها في جنان السعادة لكن صوت والدته الغاضب انتشله من وقتهما المقدس وقطعت اللحظة

-سلطان...سلطان ... أريدك في شيء هام

تركها بصعوبة متأففًا وابتعدَ عنها بسرعة قبل أن يفقد سيطرته وتوجه ناحية الباب بينما هي تحدج أمامها بعصبية وكأنها على وشك الانفجار

-صباح الخير يا أمي

رمقته بضيق قبل ان تهتف باستنكار دون رد التحية

-صباح الخير جدك لا ينفك عن السؤال عنك و....لم توارب الباب هكذا؟ هل هي من أخبرتك أن تفعل ذلك

أتت رابحة على كلمتها الأخيرة وأردفت في مكر

-أهلاً يا حماتي تفضلي بالدخول لقد استيقظنا للتو فقط لهذا تأخرنا على الفطور الجماعي... اعذري سلطان فهو يغار لو رآني أحدٌ هكذا

نظرت إليها ثريا بضيق ولم ترد عليها ثم وجهت الكلام لسلطان مرة أخرى

-جدك بانتظارك

-حسنًا

قالها ثم أغلق الباب واندفعَ آخذًا جلبابه وعمامته وقبل أن يخطو خطوة خارج الباب رفعَ سبابته محذرًا

-ابقي كما أنتِ سأعود لنكمل ما بدأناه

والإجابة كانت ضحكة مليئة بالإغواء ، عالية لتحفر لها مكانًا داخل مسامعه وتفعل الأفاعيل بقلبه، هزت كتفيها بدلال وراقبته وهو يشتم تحت أنفاسه ويُغلق الباب

توجهت للأريكة لترى هاتفه قابعًا هناك مُضاءً ورسالة تصله من رقم مجهول......









ولأن رحلة العمر قصيرة يجب أن تملأها بالتحديات والتجارب حتى لا تخرج منها خالي الوفاض كتفيك مُثقلان بالملل...

لكنها لا تؤمن بهذا المنطق!... بل لا تتخذ أي منطق يُسيّرها في الحياة سوى تفكيرها وقراراتها الخاصة، فهي ترى أنها الوحيدة القادرة على اسعاد نفسها والتفكير بمصلحتها ... وبالتأكيد سيتلاشى جدها من تلك الجملة طالما أصبحَ لا مباليًا يُرغمها على ركب سيارة في المقعد الخلفي بينما يجلس أخيها في الأمام بجانب ذلك ال.... غريب!

هي ليست مهتمة بالحوار الشيّق الذي دفع الغريب قليل الكلام أن ينفق بعضًا من حروف اللغة العربية مع أخيها الثرثار والذي أخذَ يتباهي كونه طالبًا في كلية الطب

ربما هي لم تسمع سوى بعض رتوش الكلمات التي أثقلت أذنها بالضوضاء، فهناك ذكرى سيئة ليست ببعيدة تطن في أذنها سالبة منها الراحة...

"هل حزمتِ حقائبك؟ أم أساعدكِ؟"

قالتها والدتها بتحفز وهي تنطلق نحو الخزانة وتضب الأغراض بقوة مما جعل بنون تعقد حاجبيها وتستقيم لتقف أمامها قائلة

"لن أذهب"

اتسعت عينا والدتها وأردفت بجزع

"ماذا!!! كيف هذا لن تذهبي!!!!!"

أجابت بنون في تلقائية وهي تهز كتفيها بملل

"يعني أنني لن أذهب إلى العاصمة سأبقى هنا ... ليس لدي شيء هناك لذا لم سأذهب؟"

حاولت والدتها أن تقنعها قائلة في نفاذ صبر

"ألم يخبرك جدك انكِ ستعملين هناك في شركته؟ لم لا تنفذين أمره؟"

ابتسمت بنون ساخرة

"واضح أنها ليست إرادة جدي فقط"

تجمدت ملامح وجه والدتها وأردفت بقسوة

"نعم ... عليكِ الذهاب.. يكفي ما حدث من تحت رأسك لأخيكِ، هذه المرة ضُرب المرة القادمة سيقتلونه"

وهنا لم تستطع احتمال ما يُنسب إليها دون وجه حق، فهدرت مفتاظة

"أنا لا أصدق حقًا ما تقولين!!!! أهو ابنك وأنا لست ابنتك؟؟؟ هل انتِ أم حقًا"

زمت الأخرى شفتيها وأجابت بنبرة جافية

"جدك يحبك وسيحميكي أما تميم فهو على الهامش دومًا"

تقاطرت دموعها تلقائيًا كما تواترت كلماتها اللاذعة بلا هوادة

"والله؟!! هل تميم الآن هو المضطهد وأنا الابنة المدللة؟ هل تميم من يتذلل لفتات حنوك وهو صغير؟ ...هل تميم من كنتِ تدعين عليه وتضربينه؟؟؟.... نهرتني يوم طلبت منكِ أن تحمليني معللة ذلك أني كبرت.... يوم احترقت يداك وذهبت كي أقبلها صرختي ودفعتني حتى وقعت...."

وإن كانت تظن أنها ستترك تأثيرًا لدى والدتها فهي مُخطئة تمامًا

"كان الجرح يؤلمني وانت ضغط عليه"

"وبالنسبة للجرح الذي سببتيه لي يومها؟ أم وجعي بالنسبة لكِ شيء عادي!"

ابتلعت المرارة التي غشت حلقها وهمست بقهر

"وغير هذا ...أشياء كثيرة فعلتيها جعلتني اكره نفسي... لأنكِ لم تحبيني"

بدا جمود ملامح وجهها يتصدع لكنها لم تفقد زمام قسوتها

"ليس للأمر علاقة بالحب...كنتِ طفلة شقية"

لم تدعها بنون تُكمل وهتفت بصراخ

"وعندما كبرنا؟ لم تميم في نظرك دومًا هو ابنك الوحيد بينما بنون تذهب للجحيم.... لن أنساها لكي يا أمي عندما دعوتِ عليّا أيام الامتحانات بالفشل لأن تميم أخبرك أنني أعايره بتحصيله القليل... ظللت أبكي طوال الليل وقلبي مقبوض خائفة أن يستجيب الله دعاءك المقهور"

"ومن بعدها لم أتوقف عن الدراسة حتى لا تتحقق إحدى دعواتك فأنا أعرف دعوات الأمهات المكلومة ....خفت من أن تشمتي بي لو فشلت.... يا إلهي ...خفت أن تشمت بي أمي"

تهدلَ كتفيها ونظرت لكفها الذي تنساب منه خيوط من تحبهم واحدًا تلو الأخر وأضافت بلهجة يعتريها القهر

"لستُ على الهامش فقط بل أن لم أكن في الصفحة من الأساس، وإن وجُدت كنت لأكون حبرًا يُلطخ سطورها فتلقين عليّ لوم افساد جمال حياتك... كما تفعلين دومًا حتى لو لم أكن الفاعلة .... أنا حقًا مجروحة منكِ يا أمي، من المفترض أن أهرع إليكِ عندما يلم بي مُصاب لكن كيف وأنتِ سبب آلمي؟.... "

انتهت من حديثها لكن الثقل الذي لازم صدرها لم يُزاح بل على العكس.. لقد انتظرت كلمة من والدتها تُخمد النيران التي اعتملت بصدرها لكن ما لاقته هو السكوت... كما دوام الحال

"بنون لم تصرخين؟؟"

وجدت صوت جدها يقتحم الغرفة فاستنجدت به على الفور

"جدي... "

لكن والدتها لاحقتها بالحديث وهي تخرج من الغرفة

"تبكي لأنها لا تريد الذهاب للعاصمة ومتابعة العمل"

طرق سلمان بعصاه وهدر

"ستذهب ورقبتها على صدرها يكفي دلالاً.... ستذهبين وهذا آخر أمر"

وإن كانت قادرة على المضي قدمًا فهي حتمًا لا تستطيع نسيان نظرة جدها في هذه اللحظة، بدا لو أنه لا يريدها في هذا المنزل مرة أخرى

حتى عندما وضعت حقائبها في السيارة وأرادت أن تلتقي به رفض معللاً أنه مشغول...

تنهدت وهي تنظر إلى الطريق من السيارة وتستمع لثرثرة أخيها الجالس بالأمام مع ذلك الغريب كما تسميه

-بإمكاني اخبارك عن ذكريات تجمعني أنا وبنون وحادثة الجبل الشهيرة في العائلة

لفت انتباهها أن يتحدث عنها فبدون وعي كأن مشاعر الغضب جميعها تلبستها في تلك اللحظة

-لما لا تخبره عن السنة التي عدتها لأنك رافقت أصحاب السوء.... أو السجائر التي شربتها في السنة الثانية من الكلية

هتفَ تميم في حنق

-لم هذا الكلام الآن

رفعت حاجبها محذرة

-اعتقدت أنها لحظة فضفضة بما أنك تريد الحديث عن ذكرياتي

وهنا تحدثَ برهان بينما ينظر إليها في مرآة السيارة

-حدثينا عنك بما انكِ قررت افشاء أسرار أخيكِ والتي يبدو انها اندثرت وندم عليها فلا تعيبه بعد ذلك

رمقته بضيق قبل أن تحدجه بنظرة قاتلة

-لا أتحدث عن نفسي للغرباء.. قُد وأنت صامت

وبدوره ردَّ ببرود

-لست سائقك الخاص أنا شريكك في العمل

تدخل تميم عندما لاحظ توتر الأجواء بينهما

-صلوا على النبي

سادت الهمهمة بالصلاة على النبي قبل أن تتحدث مرة أخرى بحدة

-حينما نكون في العمل حينها نتحدث في أشياء تخص العمل أيضًا... لا حديث يجمعني بك

استنكرَ وهو يلاعب حاجبيه في المرآة

-حقًا؟!

ظنت أنه ربما يُلّمح لليوم الذي رآها فيه وهي تهرب أثناء الفجر فاندفعت قائلة حتى لا يظنها ضعيفة

-أنا لا أخاف شيئًا ولو أردت أن تتكلم عن......

قاطعها قبل أن تتفوه بشيء قد تندم عليه لاحقًا وثد بدأ يضيق ذرعًا به

-كان مجرد سؤال تأكيدي ليس له علاقة بشيء... ومن الآن نقطة التقائنا هي العمل هذا إن التقينا

أطبقت ذراعيها لصدرها وارتدت نظارتها وغمغمت بارتياح

-أفضل

*********

*************

اليوم ستبوح له بالسر الذي طالما آرق مضجعها وحرّم جفنيها النوم، ستلقي ذاك الحمل الذي تعاظم وقد حان الأوان لتتنهد تنهيدة الخلاص....

أغمضت عينيها تبرم العهد مع نفسها رغم قساوة القرار لكنها بحاجة ماسة إلى ذلك، قاطعَ خلوتها صوته الأجش الذي حمحمَ قبل ان يدلف ويُغلق الباب خلفه مصدرًا صوتًا خفيفًا جعلها تستدير بأروع ابتسامة قد يراها الرجل القادم من عمله على فم زوجته التي تنتظر رجوعه بحب

-أتيت يا سيد الرجال!

قالتها بنبرة رقيقة وهي تقترب منه بدلال جعلَ قلب الواقف أمامها ينبض متسارعًـا والسُبل أمامه تمهد الطريق لما يريد أن يفعله... أو بالأصح يُكمله

تجاوزته لتستقر خلفه، فوجدَ أناملها ترتكز على جانبي رقبته مرورًا بذراعيه وبعد ثوانٍ شعر بثقل العباءة ينزاح من على كتفيه، ويستمع لصوت حفيف الملابس التي تُعلّق على المشجب لتأتي وتقف أمامه تلك المرة

-أرى أنك متعب هل كان العمل ثقيلاً اليوم أم ما يظهر على ملامحك هو فرط شوقك لي؟

إغواء لمساتها التي حطت على وجهه، ونبرتها الهادئة تُشبه همسات الربيع تُداعب أذنيه فترهقه عن سماع أي شيءٍ سواها، أحاطَ خصرها وقربها نحوه أكثر ووضعَ جبينه على جبينها ثم أردفَ رادًا عليها بمراوغة

-ما يظهر على وجهي لا يُقال شفهيًا كحديث بل بطريقة أخرى... وأكثر استفاضة

أطلقت ضحكة عالية، مائلة بجسدها للخلف سلبت بها أنفاس الواقف، وأسقطت قلبه في حُبها أكثر

-لم أعرف أنك شاعرًا يا أبو السلاطين والله الواحد يكتشف فيك أشياء ثمينة بعد الزواج

مرر أنامله في شعرها وأحنى رأسه ليجاور فمه أذنيها وهسهسَ بنبرة تتقد بما يعتمل داخله من اشتعال

-وهناك أشياء أخرى لم تعرفيها بعد وسيكون من دواعي سروري لو أريتك إياها الآن

وعلى حين غرة فلتت شهقة منها بعدما قبّل أذنها بحرارة ومال على كتفها العاري ليحط بشفتيه عليه بدوره

-سلطان....

صدرت عنها آنه باسمه جعلته يفقد ما تبقى له من ثبات وراحت يداه تقبض على خصرها أقوى لتقربها أكثر

والآن قد انتبه لعري كتفيها بالكامل فقط شرائط على شكل أنشوطة تثبت الغلالة البيضاء الحريرية التي لا تتعدى ربع فخذها من الانزلاق والكشف عن كل شيء سيدفع عمره ويتم الكشف عنه...

-أحبك يا رابحة بقلبٍ لا يسعه ملء السموات والأرض... أحبك كما لو أنكِ أول أخر امرأة في الكون

ردت بحشرجة بكاء وعسليتيها تغرقان في توسل

-إياك يا سلطان... إياك بعد كل هذا الحب تخذلني .. لن أسامحك أبدًا

هوى قلبه بين قدميه وجزءً منه يعتقد أنها ربما عرفت بزواجه الثاني، اضطربَ وهلة قبل أن يعانقها بخشونة

-هل ذلك وقت حديثٍ كهذا لا تجعليني أغضب منك ... حافظي على شاعرية اللحظة

ابتسمت بطرف شفتيها وتلمست وجنته قائلة ببحة أنثوية

-أنا أعلم أنك لن تخذلني أبدًا هذا القلب إن أحب لا يلتفت إلى شيءٍ آخر

ازدردَ ريقه بقوة وبدون وعي قبضَ على خسرها بقوة نسبية لتُطلق آنه تُنبهه لكن هو لم يكن معها أبدًا

كان في وادٍ آخر

منطقة سوداء تلومه على قرار أرعن اتخذه في لحظة اهتياج أودت به إلى جحيم تأنيب الضمير .... وأي جحيم يمكن أن يتلقاه أكثر من هجر رابحة له!

وفي وسط الأمر شقت صرخة عالية سكون الليل ولم تكن إلا لبدور

***********

كانت لحظات صعبة حتى لو عايشتها قبلاً لكن مع ألم قلبها الأمر أسوء

فما إن دخلَ سالم غرفته تهاوت أرضًا ترثي نفسها ثم بدأت تشعر بآلام الطلق تتوانى واحدة لو الأخرى حتى أصبحت غير قادرة على التحمل فصرخت...

لكن ها هي ممددة على الفراش رافعة قدميها وأختها ووالدتها وجدتها واقفتين بجانب السيدة التي تدس يديها تحت ملائة لتسحب المولود

وبالخارج سالم يقف والقلق يعصب به أمام الباب غير مأذون له بالدخول بأوامر من بدور

-لا تقلق ستكون بخير

خاطبه سلطان وهو يربت على كتفه ليُعطيه سالم نظرة زائغة غير مستقرة

وبالداخل

-لا لا .. لا أستطيع ... لا أريد أن ألد

نهرتها السيدة قائلة

-أرجوك ساعديني لقد ظهرت الرأس... ادفعي بقوة أكبر

أمسكت رابحة يديها وبكثير من الدموع آزرت شقيقتها التي تبدو وكأنها تموت، وبدفعة قوية تبعتها أخرى كانَ هناك صوت طفل صغير يعم أرجاء الغرفة ويغطي على صراخ والدته

-ولد وفتاة .. ولد وفتاة

هللت السيدة وهي تضع الطفلين كلٌ منهما في قماشة بيضاء لتجففهم من الدماء وخرجت من الغرفة لتخبر سالم

- يا شيخ سالم.... يا شيخ سالم... لقد أنجبت زوجتك توأمًا أحدهما ذكر والأخرى أنثى.....

بينما بدور كانت في عالم آخر.... أيعقل أن تجلب الولد أخيرًا!!!

لكن حديث العرّافة؟!! وزواج سالم!!!

كل هذا يدفعها للبكاء إما انتصارًا أو كمدًا

كانت مذهولة غير قادرة على النطق، وبعرق غزير يغطي وجهها كانت تشرئب بعنقها لترى أولادها لكن رابحة أعادتها مرة أخرى قائلة في حنو

-ارتاحي أنتِ وسأجلبهم لك عندما ينتهون من تنظيفهم

وضعت الطفل الأول في حضن بدور التي فاضت أعينها دمعًا وهي تقبله وتشم رائحته الطفولية، ولا تصدق أن من رحمها قد خُلق روحًا كهذا

فالأمر كان مختلفًا عن ولادة عالية التي لم يتركها سالم فيها أبدًا

-حسنًا والأخر ها هو

أخذت دلال القابع بحضنها وأعطتها الأخر التي ما كادت تحتضنه حتى لاحظت بشرته الزرقاء وبرودة جلده

-ساعدوني الطفل لا يتنفس

نطقتها بدور باهتياج ويدها تجوب وجه طفلها الصغير لكن لا استجابة، تجمعَ الجميع حولها والسيدة التي ولّدتها وضعت يدها على عنق الطفل فلم تجد نبضًا فاعترى وجهها ملامح الأسف وأعلنت بكل حزن

-بارك الله لكِ في الآخر ... جعله الله ذخرًا لكِ ولوالده في الجنة

انتهى الفصل


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-22, 01:51 AM   #247

نيفين حلم

? العضوٌ??? » 504629
?  التسِجيلٌ » Jul 2022
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » نيفين حلم is on a distinguished road
افتراضي نيفييين

😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘🤩😘🤩🤩🤩😘🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩😍😍😍😍😍😍😍 😍🤗
زهرورة and Nora372 like this.

نيفين حلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-22, 01:56 AM   #248

نيفين حلم

? العضوٌ??? » 504629
?  التسِجيلٌ » Jul 2022
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » نيفين حلم is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله ولدت توئم زمان الولد عشان يتعظ ابوة رابحه اعجبني كتيير اتوه سلطان ما اخذ غرضو منها بعد اعترافها ألو بحبها وانوه ما يخونها ولا يغدر فيها وان شاء الله ينكشف وتتركو لأنو انسان كزاب غدار وما بستحق حبها وثقتها يسلمو ايديكي ابدعتي
زهرورة and Nora372 like this.

نيفين حلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-22, 03:12 PM   #249

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مالهوى الا لسلطان
اول شي كل عام وانت بخير وربنا يشغي خالتك ويطمنكم عليها
ربابة وجواد.شو حبيتن
والدة بنون قمة القسوة بستغرب ام تطون بهالجمود مع بنتها
جدها احتار وفعلا لمصلجتها
والد نهاد شو السر ياللي اودعو عندها الله يستر وعدي مو مطمنة هالمرة منو
سلطان فات اوان الندم عا تصرفك الاهوج والمتسرع هلأ حتى زوجتك التانية ماراح تسكت وممكن تخبر رابجة
بعد.ما اجا الولد لبدور قفلت قفلة رهيبة حرام والله عشمتينا بالصبي ليندم سالم
يعطيكي الف عافية وناطرة هانار الفصل القادم باذن الله

زهرورة and Nora372 like this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-22, 11:21 PM   #250

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عيد مبارك وكل عام وانتي واسرتك وكل أحبتك بخير وعافية ..طولتي الغيبة علينا مقدرين ظروفك والله يشفي خالتك ويلبسها ثوب العافية ..
الاحداث مشوقة سلطان اتهور واتجوز بنت عبدالعزيز حتى لو ماتمم جوازه بس اتجوز وياويله لما تعرف رابحة هو بيعاقبها على الي عملته مفروض يعرف شخصية رابحة وتهورها اكيد غلطانة بس هي حاسة الكل بيكرهها من خنساء وأمه ثريا وأبوها حتى .الله يستر مرته عرفت أنه اتجوز عليها ومش ناوية تتخلى عنه اكيد حتدور وراء مرته .
نهاد مسكينة بس كويس راحت لابوها برغم كل شي في الاخر هو ابوها وبره واجب عليها بس ماعرفنا ايش السر الي قلب كيانها .
بدور ولدت تؤام ومااتهنت بنت وولد ياترى من الي مات اتمنى مايكون الولد عشان بس بدور تتقوى وسالم يموت بحسرته حقير خلي الخنفسة بتاعته تجيب له خنافس زيها وزيه كثير عليه .
بنون جدها أصدر قرار تروح المدينة تتابع الشغل هناك مع برهان .زعلت عليها وامها تعاملها بالطريقة الوحشة دي بس ليه حاسة إنها مش امها عشان كدة بتعاملها وحش وجدها بيحن عليها .
سلطان كان ع وشك يتمم جوازه من رابحة بس مقاطعة امه المرة الأولى والتانية بدور .حاسة أنه مش حياكم الجواز وحتعرف رابحة وحتقلب الدنيا على دماغه ههههه يستاهل خليه يذوق شوية من الي عمله فيها ..الأحداث جميلة وشيقة اتمنى لك التوفيق بس ماتطولي علينا ياقمر ودمتي بخير

Nora372 and زهوةفرحة like this.

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رابحة، سلطان، القبيلة، عادات، زواج، بالإجبار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.