آخر 10 مشاركات
طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          42 - وانطفأت الشموع - كارول مورتيمر ( إعادة تصوير ) (الكاتـب : عيون المها - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أميرتى العنيدة (87) للكاتبة: جين بورتر ..كاملة.. (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree733Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-22, 01:55 AM   #251

ام سليم المراعبه

? العضوٌ??? » 342138
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 568
?  نُقآطِيْ » ام سليم المراعبه is on a distinguished road
Rewity Smile 5


في فصل اليوم 😍😍😍😍

ام سليم المراعبه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-22, 05:54 PM   #252

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة.... سارة.....سارة......وين عم تغيبي ما ببصير هيك في ناس ناطرتك

Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-22, 01:44 PM   #253

فتاة الحزن

? العضوٌ??? » 434096
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » فتاة الحزن is on a distinguished road
افتراضي

هل الرواية مغلقة ؟ او صاحبتها قالت انها ستتوقف عن الكتابة لمدة ؟

فتاة الحزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-22, 08:21 PM   #254

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء




(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 21-08-22, 01:32 PM   #255

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رهيب رهيب بدور كل الوجع احيانا الموت بيرجعلنا صوابنا وقوتنا بعز احساسنا الفقد وهيك.بدور اخيرا قوتها استمدتها من فقد ابنها وواحهت يالم بكل افعالو وحتى خوفها عا بناتها منو تمنيها الموت الو دق الاسفين بعلاقتن
مشهد الدفن رهيب رهيب ورغم.كلشي تعاطفت مع سالم مو سهل تفقد ابن بلحظة بعد.طول انتظار وتنسى بغمرة تكبرك ونجبرك انو ربنا بيعطي وبياخد ولسوف يعطيك ربك فترضى
لتجي القفلة الصادمة رابحة يارابحة شو عم تعملي طلبت الطلاق لعدم رغبتو بالانجاب فهل عرفت بزواجو
عدنا والعود احمد فصل تحفة تحفة

Nora372 likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-22, 11:58 PM   #256

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر
"ربما ... كنا"
الأمر كان أشبه برياح عاتية لها صرير مرعب
ففجأة انقلب كل شيء
حتى مشاعري
من الحب الهادئ
إلى الكره الصاخب
ولا زلت
مجبورة
غير راضية
******
الأمر أشبه بدوسة فرامل أوقفت السيارة فجأة فانحنى الجميع للأمام قبل أن يرتدوا للخلف بقوة
الزغاريد التي انطلقت من فم النسوة، والفرحة العارمة التي شقت سكون الليل وقطعت الوضع الحميمي الذي كان فيه سالم مع زوجته كل هذا تحوّل لأدمع ظنت أنها تختبئ داخل المُقل قبل أن تلمع على الأهداب مُنبئة بالسقوط
بداية من معرفة بدور بموت الطفل الذي بين يديها واخبار سالم الذي اقتحمَ الجمع الواقف دون إظهار شجاعة أو نية لدخول الغرفة التي مات فيها ولده
والصدمة لم تكن من نصيب بدور التي وجدت رابحة تقف بدورها بجانبها تحتضنا وتؤازرها، ولا دلال التي كانت تُمسك بالفتاة الناجية من الولادة وتردد "إنا لله وإنا إليه راجعون"

حتى الجد الذي تراص بجانبه في الخارج سلطان وفراس وأولاده الاثنين لم يكن بقدر صدمة الواقف على أعتاب الباب قدماه لا تحمله
رباه...
نظرات سالم تُحدق في اللفافة الصغيرة القابعة بين ذراعي بدور التي ترفض التخلّي عنها. اقتربَ منها بخطوات وئيدة، قدم تتقدم والأخرى تتأخر استجابة لقلبه المُلتاع وأعينه الغائرة بالدموع
وفي ذلك الوقت أشار الجد للجميع بالخروج وتركهم وحدهم، ربما كانت فكرة جيدة لكنها بالنسبة لرابحة سيئة للغاية... فهي تريد أن تبرح سالم ضربًا وأن تشمت به كثيرًا لكن في الكفة الأخرى كانت ستشهد انهيار أختها...
وقبل أن تخرج سارت بمحازاته وأردفت من بين أسنانها دون أن يسمعها أحد
-تبًا لك ... أنت تستحق هذا
كانت أخر من يغلق الباب، برأس مرفوعة وشماته واضحة
-ما الذي قلته لسالم؟
واجهها سلطان بوجه يبدو عليه الترقب والسخط معًا، فاصطنعت ابتسامة لا تُناسب الموقف وأردفت
-كنت أواسيه
حكَّ سلطان جبينه بإرهاق ثم تمتمَ بفطنة تعرف آلاعيب زوجته جيدًا
-الرجل به ما يكفي يا رابحة لقد مات ابنه الذي انتظره سنوات للتو... لا تزيدي الأمر سوءً
تشنجت ابتسامتها حتى ظهرَ على وجهها تعبيرًا حادًا
-ألم يزد الأمر سوءً على أختي عندما تزوج عليها أخرى من أجل هذا الولد!!!... ألم يكن الأمر سيئًا بما يكفي طوال فترة حمل أختي وهي مُترقبة ألا تُنجب الولد!!.... طيلة فترة زواجهم كانت الأيام كالجحيم بسبب كلماته الحقيرة مثله عن مدى رغبته بإنجاب الولد... وكأن الأمر على عاتق أختي وحدها...
توقفت تلتقط أنفاسها السريعة بينما سلطان يُشاهد صراعها المنفعل وللحق لقد انتابته شفقة على بدور أيضًا بعد حديثها...
وبحركة مفاجئة طوّق كتفيها بذراعه ضاغطًا برفق ثم قادها لغرفتهما بعدما لمحَ الدموع تتأرجح بين جفنيها مُهددة بالنزول
-أنا أعلم أن بدور ظُلمت هي الأخرى لكن الموضوع معقد كلاهما فقد ابنًا للتو... هذا ليس وقت إلقاء اللوم على أية حال
وكأنها تنبهت للتو على شعور الفقد المؤلم...
الشعور الذي لطالما لازمها ولتستغرب إذا عاشت غيره
-هيا أنتِ بحاجة للراحة رغم أنني أتحرق شوقًا لتكملة ما بدأناه لكن لا بأس المرات عديدة
كانا قد وصلا للغرفة فوضعت كفها على أصابع سلطان التي تحتضن ذراعها وتقربها منه كثيرًا ثم تنهدت وهي تتحرك لتكون بمواجهته بينما كفها الأيمن يُملس وجنته بلطف وتغمغم بابتسامة حقيقية تلك المرة رغم آلمها
-أفضل شيء أنك لن تفعل مثله... لن تذهب وتتزوج عليّ .... ضمنت زوجًا مخلصًا مثلك... أنا أحبك سلطان
وحرف النون الذي خرجَ من بين شفتيها رقيقًا جعله يُغمض عينيه انتشاءً وهربًا من جرتي العسل التي توخزه بسهام الثقة
وهو لا يستحق
انحنى على جبينها مقبلاً إياه وحروفه مُضطربة تؤازر اضطرابه الداخلي
-أنا أيضًا أحبك
*******
جو مليء بالفوضوية والتوتر... وربما البكاء في وقتٍ تالي
بدور التي ترقد متخشبة على السرير وبحضنها الطفل وسالم الذي توقفَ قربها لا يشعر بالعالم حوله وعينيه معلقتان على اللفافة الصغيرة
أهكذا هو شعور القهر المشوب بالغضب؟!
إلى أي مدى قد بلغَ من الحسرة لفقدانه ابنه الذي انتظره سنوات وليس هكذا فقط بل تزوجَ من أجل أن يحظى به
وجهه أسود يلتحف بالصمت اجبارًا لكن داخله يشتعل ولا يقدر على إخماد النيران، كان على وشك الحصول على نجمته العالية وفجأة وجدَ نفسه في أسافل الأرض دون أي إنذار مُسبق
-هل تريد رؤيته؟
كان أول من كسر الصمت هو بدور، ذات الوجه الجامد المُثبت على نقطة وهمية قد لا تكون تراها من الأساس
-لن أعطيه لك... أنت لا تستحقه ... حيًا أو ميتًا
-يكفي
خرجَ منه رجاء ضعيف أشبه بالآنات لكنها لم تهدأ وهي تواصل
-كل هذا بسببك، طمعك وجشعك ... أنت وحدك فقط
انهارَ أرضًا بجوار السرير فقدميه قررت ان تتخلى عنه كما تفعل بدور الأن وتجلده بسياط الندم المُبرح...
-ببساطة أنت رجل ورث السيء أكثر من الجيد فلم تتوقع أن الأفضل هو ما سيحدث؟!
-كفى
دفن وجهه بالسرير وصوت بكاءه بدأ يتعالى في الغرفة حتى أنه استدعى دمعة انزلقت على خد بدور، ضمت ابنها لصدرها أكثر ثم أضافت بنبرتها الخالية من المشاعر
-أكاد أصدق أنك حزين حقًا... بإمكانك أن تحظى بغيره مع زوجتك الجديدة لم أنت مستاء؟!
-كفى ... كفى... أرجوك لا أحتمل أكثر.... أنا أيضًا والده
هدرَ بعنف وهو يتحامل على جسده ويستقيم لكن نظراته بقت زائغة من الدموع التي تغشيها وبروحٍ خاوية تعبت من تلاطمات الحياة
-وأنا أيضًا والدته .... التي ستطلقها
رفعَ وجهه من الفراش وحدجها بملامح مصدومة، لكنها تجاهلته وأضافت ودمعها ينزلق على وجنتيها
-لم يعد يربطني بك أي شيء يا سالم، لقد جاء الولد ومات وأنت تزوجت ويمكن أن تنجب ولدًا آخر ستنشغل به ويكون لك كل دُنياك وستفرح.... وأنا أقضي عمري مكلومة لأنني خسرت زوجًا وابنًا....
-أنا لن أطلقك
نطقها سالم بحزم وقد بدأ يستعيد ثباته، عاجلته هي بصرخة توحي بفقدان أعصابها
-أنا لن أعيش معك بعد الآن ليس وأنا أكرهك.... يكفي ما عانيته من قبل بكلامك المتلاعب وزواجك عليّ لتقهرني ..... ودعني أعلمك شيئًا أنت لست أبًا صالحًا لذا لا أأمن فتياتي معك ربما تكره ابنتك المولودة لأنها عاشت هي ومات الولد
هدرت بشراسة استفحلت في وجهها فجعلته أحمرًا ورغم وهن جسدها من إعياء الولادة استطاعت أن تودعه شعورًا بالقوة التي أمسكت خيطها وها هو أول من يذوق نبذها

لن ينكر أن لكلماتها القاسية صدى موجع في صدره، جعله يشعر بالدونية والندم، ربما لو كانت الأمور بخير لأصبح الاعتذار سهلاً فقط كلمة "أنا أسف" وقبلة على الجبين وعباءة فرعونية منقوشة كما تحب
لكن لو وضعَ روحه مقابل أن تغفر له ستأخذ روحه ولن تسامحه أيضًا
-اسمعيني يا بدور أنا مقدّر حالتك جيدًا وأعلم أن الأمر لم يكن سهلاً عليك رغم الله العالم بحالي الآن، لا أود أن أكون جاحدًا أكثر وأتحدث في مشروعية زواجي من أخرى لكني سأخبرك جملة واحدة أنا لن أطلقك إلى أن أموت ستكونين على اسمي
-إذا أتمنى أن تموت وأرتاح منك
ودون ساب إنذار كانت الحروف تنساب من بين شفتيها بما تمناه قلبها في تلك اللحظة...
ران الصمت هي تستوعب ما تفوهت به لكنها ليست نادمة
وهو متسع العينين فاغرًا فاهه يتأكد ما أنها حقًا أخبرته للتو أنها تتمنى موته!!
بدور حبيبته التي تربت أمام عينيه وتزوج ليغرقها بكل الحب أخبرته للتو براحتها في موته!!
يعلم أنه أخطأ عندما ضغطَ عليها لكــن هل وصلَ به الأمر في الكره لتكون أمنيته موته!!!
نظرت إليه بتشفٍ بالغ وقد حركت ابنتها في حضنها قبل أن تبتسم بشماته وتتشدق بسخرية
-هل آلمك هذا؟ لقد كنت السبب في موتي بالفعل ألف مرة وأنت تتحدث عن الزواج وتضغط عليّ بكلامك... ألا تشعر الآن كيف هي مؤلمة وبشدة!
لم يرد وبقى ينظر لعينيها التي تغيرت نظرتهما الحنونة لأخرى صارمة، وملامحها الرائقة قد اتسخت بدموع قهرها منه
بقى يُحدق بها، يحاول أن يبحث عن بدور القديمة فلا يجدها لقد رحلت وتركت له نسخة جديدة لا يعرفها بل هو قلق من أنها ستتعبه كثيرًا

راقبته وهو يقترب منها وينحني على ابنتها القابعة في حضنها يُقبلها من جبينها ويحملها ليؤذن بأذنها اليمنى ويُقيم في اليسرى ثم أعادها لحضنها
-نعم أنا أشعر الآن مثلما كنتِ تشعرين... أصبحنا متعادلين الآن .... لنكف عن أذية بعضنا
جاء ليُقبلها من جبينها لكنها أبعدت رأسها، أغمض عينيه بقوة وجسده يشتد من وطأة نفورها منه
-كوني بخير
قالها ثم خرجَ من الغرفة ... رحلَ بعدما بعثرها أشلاء وأحرقَ روحها والآن يُطالب بإنهاء الحرب بعدما تذوق جرعة صغيرة من ألمها
فليحلم الطائر الشريد بالعودة لعشه... لأنه لن يجده بعد الآن ينتظره

**********
لم عليها أن تعاني دائمًا في مشاعرها وحياتها وأهلها!
لقد استكفت من والدتها ليأتي ذلك البغيض المُلّقب زيفًا برجل ويسلب منها آخر ذرة من مشاعر الثقة التي تعطيها لأحد...
أما بالنسبة لجدها فنظرته الأخيرة الجامدة لها لا تنفك عن البراح من مُخيلتها
ليتها تعيش حياة هادئة
وعلى ذكر الهدوء كانت في غرفتها تُنظم ملابسها في الخزانة حتى سمعت صوت ضحكات عالية من الشرفة فتأففت بضيق وهي تعرف المصدر جيدًا ...
المصدر الذي يرفع ضغطها عندما تراه
وهو نفس المصدر الذي امتلكَ الشقة المقابلة لشقتها هي وأخيها...
اللعنة على المصدر وألف لعنة على ضحكاته
-لا تقلقي أنا أكل جيدًا.. اشتقت إليك أنا أيضًا....
بدون نية في السماع كانت كلماته تصل إليها عبر باب الشرفة وصوته العالي نسبيًا، امتعضت في نفسها قائلة
"هذا الغريب لديه حبيبة؟ بالتأكيد ستكون أشد غرابة منه"
أكملت ما تفعله حتى سمعت جُملة أخرى لم تكن تود أن تسمعها
-حسنًا حبيبتي بإمكانك الصمود لشهرٍ واحد فقط وستجدينني أمامك وحينها أشبعيني قبلات وأنا سأتقبلها بصدر رحب
شهقت وهي تستمع لكلماته الوقحة، هي مغتاظة منه وقد وجدت سببًا لتنفجر
ودون سابق إنذار كانت تلقي ما بيدها وتخرج للشرفة لتجده يُنهي المكالمة وعلى شفتيه ابتسامة قتلتها هي بقولها التالي:
-أخفض صوتك قليلاً فهناك فتيات تعيش بجانبك ولا تريد سماع كلامك الوقح
نظرَ لها رافعًا حاجبه مستغربًا هجومها الفظ ثم اختار الهدوء ليسود نبرته
-هل تريدين شيئًا يا أنسة؟
استشاطت غضبًا من بروده ثم ألقمته ما جاءت لأجله
-حولك جيران إن أردت التحدث في أشياءك العائلية تحدث بها بالداخل ليس أمام الملأ وتلك الأشياء القذرة التي قلتها
تجهمت ملامحه من وقاحتها التي لم تخجل منها، فدس الهاتف بجيبه وتقدم حتى أصبحَ يقف أمامها لا يفصل بينهما إلا حاجزي الشرفة ومسافة صغيرة بين الشرفتين
-وهل ضربتك على يدك حتى تسمعي ما أقول أنا أتحدث في شرفة منزلي إذا أردتِ ألا تسمعي شيئًا أغلقي الزجاج جيدًا وصدقيني سيفي بالغرض... "توقف هنيه ثم أضاف بهدوء كأنه لم ينفعل" ثم أين حجابك
تلقائيًا كان تضع يدها على رأسها لتتفاجأ بخصلات شعرها العاطلة من وشاحها، أصدرت همهمة خفيفة لم تلبث ثوانٍ لكنها عادت لحنقها المعتاد منه ... كأنها تخصه هو وحده
-لا أعلم لم تحدثينني بكل تلك الحدة رغم أنني لو سمعت نفس الشيء منك على الهاتف لم أكن لأفعل ما فعلتيه... أولاً لأنني لا أتدخل بما لا يخصني وثانيًا أنت من طلبتي أن نُحد من التعامل بيننا طالما لم يجمعنا عمل لذا أقترح عليكِ بعض الهدنة علّكِ تهدئين قليلاً
داهمها بمخملية صوته وعيناه تطوفان على ملامح وجهها تتشربه ربما أو ربما أخرى تتفحص تعبيراتها الحادة بداية من أنفها المتعالي مرورًا ببؤرتيها الفضيتين الثاقبة
لو كانت النظرات تقتل لكان هو ذاب من أشعة عينيها
ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة قبل أن تتشدق بغيظ
-لا أريد هدنتك ولا رؤيتك من الأساس .. راعي فقط شعور الأخرين عندما تتحدث بصوت عالٍ يثقب أذانهم
وفورًا كانت تدخل لغرفتها بعدما ألقت عليه مهاترات لم يفهم منها شيئًا سوى إحراجها بعدما ذكرّها بالاتفاق الذي بينهما
أما هي فأغلقت زجاج الشرفة بإحكام وشهقت بجزع عندما وددت حقيبتها مبعثرة أرضًا، وسرعان لفّها الإدراك لدقائق قبل ذاك الوقت وهي تخرج إلى الشرفة مندفعة نحو المصدر المزعج وأثناء ذلك أوقعت حقيبتها
احتضن كفيها وجهها وأصدرت صوتًا مقهورًا منه وبعض الدماء تنفر إلى وجنتيها من إحراجها ومن ردوده الهادئة حتى الإهانة لم يردها بإهانة بل قلب الطاولة لصالحه
تخصرت وهي تطلق تنهيدة عالية لم تُهدّئ غضبها بل فاقمته
لا تعرف لم تقف له على الهفوة وتنزعج من رؤيته
ربما لأنها حقًا لا تطيقه
أو
لأنه يعرف سرّها الذي ارتكبته في لحظة حماقة تحت غفلة من مشاعرها
وإن كان يظن أنه يُمسك يدها التي تؤلمها ستبترها قبل أن يبتزها به
أصبحت لا تثق في جنس الرجال بتاتًا ولا حتى أخيها الذي يشاركها الشقة
وعلى ذكر أخيها كانت هناك طرقات على باب غرفها خمنت أنها له، فتحت الباب بحذر لتجده يقف بابتسامة يُخبرها أن تأتي لتأكل فرمقته بفتور قبل أن تمتم
-شكرًا لست جائعة
-لم تأكلي شيئًا في الصباح وقد سافرنا طريقًا طويلاً ...تعالي لنأكل سويًا جهزت ما يكفي لكلينا
أصرَّ تميم بصوت راجي لتُخاطبه بنفس النبرة الحانقة
-أخبرتك أنني لا أريد حينما أجوع سأكل ... وعن إذنك لأنني أريد الراحة
قالتها ثم أغلقت الباب في وجهه وهي منفعلة من إلحاحه كما لو أنه لم يُدمر حياتها قبلاً
أم أن الوجبة هي اعتذار؟!
كعادة الرجال دائمًا يتجاهلون المشكلة الأساسية، ويتغاضون عن ثقافة الاعتذار...
فكلمة أنا أسف قد تتبدل بوجبة طعام مع ابتسامة وكأن شيئًا لم يحدث
لا يا حبيبي
لقد حدث كثيرًا حتى أنني لم أعد قادرة على بثكم المزيد من الأعذار والحب

ربما إن أراد أن تعود المياه لمجاريها عليه أن يبذل جهدًا أكبر
هتفت من بين أسنانها بقهر
-اللعنة عليكم أيها الرجال... اللعنة
أما هو فقد مكثَ دقيقة أمام الباب المُغلق في وجهه يستوعب ما حدث وكيف أنها رفضت مشاركته الطعام، وقد أحسّ بنفورها منه منذ أن كانا في السيارة
فما زال أمامه طريقًا طويلاً حتى تعود الحياة رائقة كما كانت قبل أعوام طويلة
*******
يقف بين جده ووالده أمام المقبرة يحمل صغيره الميت والذي يتوجب عليه أن يدفنه الآن
وفي الخلف كانت بدور تستند على يد أختها التي تدعم ظهرها ووالدتها التي تربت عليها وتلمس على شعرها بينما تبكي لحال ابنتها
صوت نشيج بدور الباكي أدمى القلوب خاصةً الكلمات الشجية التي رثت بها ابنها الذي لم تشبع منه وقد فقدته لحظة ما رأته
توقفت غير قادرة على الحركة أكثر وفجأة ارتمت أرضًا وبدأ صوتها يعلو بالنحيب وقد بدأت تفقد صوابها وتكبش الرمال بكفيها ثم تلقيه على رأسها، ولم تتوقف عند هذا الحد بل كانت تلطم وجهها وتخمش صدرها وهي تصرخ عاليًا
امتزجَ ماء بكاءها بالتراب المغطي لوجهها فأضحى أسودًا، احتضنتها رابحة وهي تشاركها البكاء بحرقة وتضغط على جسدها بينما تهدئها
دلفت فاطمة قرب حفيدتها الجزعة ثم جذبتها لأحضانها وهي تجلس بجانبها هامسة في أذنها بكلمات مُهدئة تتصبر بها وبالفعل بدأت تذكر الله وجسدها يسكن بين يديها لا يُسمع فقط سوى نشيج بكائها
أما في الناحية الأخرى كان يحتضن ابنه لصدره لا يريد إفلاته، لقد حثه والده وجده وأبناء عمومته أن يدفن ولده وهو كأنه لا يسمع كلما تحدثَ أحدهما قرّبه إلى صدره وهزَّ رأسه نافيًا
استنشق رائحته الطفولية التي بدأت تتلاشى مع الموت الذي أسكن جسده للأبد.
نظرَ إليه وهو في لفافته البيضاء التي احتضنت جسده وانحنى مقبلاً إياه قبله طويلة غرقَ بها بتخيلاته التي لم تنفك يومًا عن الذبول في عقله
لقد تمنى ولدًا ليكون عزوته وسنده في الحياة، يربيه على أمور الرجال ليسير معه في الطرقات متفاخرًا به
لكن
كل هذا
قد تلاشى!
فابنه القابع بين يديه
مات!
وهو الآن يجب عليه دفنه
-هيا يا سالم لا تطل الأمر وادفنه... حرام عليك بني
هتفَ والده برجاء ليجد الصمت منه كما عهدَ في المرات السابقة، لكن لم يدم طويلاً إذ خرجَ صوت سالم محشرجًا من غصة استحكمت حلقه
-لقد انتظرته طويلاً لكنه رحلَ سريعًا
-وحدَ الله يا سالم هذا قضاء الله النافذ أتعترض على قضاءه؟
هزَّ رأسه نفيًا والأدمع تتسرب خارج مقلتيه
-لا إله إلا الله... أنا ... فقط.... انتظرته ... لا أريد تركه
بدأ بالانتحاب وهو يضمه أكثر إلى عنقه ويتلمس فيه النبض، يكاد قلبه ينشطر من حزنه على ابنه الذي تمناه دائمًا
وجدَ سلطان أن الأمر سيطول وبدور لن تحتمل أكثر فاقتربَ منه مربتًا على كتفه وأردفَ بصوت قوي
-لا تجزع يا سالم فجميعنا لله وإليه راجعون .... بإذن الله سيعوضك الله خيرًا فاصبر واحتسب عند الله.... هيّا يا سالم زوجتك منهارة ولا يصح أن تزيد انهيارها أكثر
نظرَ سالم خلفه فوجدَ بدور بحالتها المزرية فرق قلبه وتأنى ثم نظرَ لولده نظرة أخيرة
مريرة
مُتلهفة
حزينة
والآن قد أودعه في التراب وقلبه معه
********


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-22, 12:01 AM   #257

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أرجو الدعاء لخالتو بالشفاء العاجل
"والآن نفترق"
حينما يخذلك جسدك ويتملكك التعب نفسيًا تُصبح كورقة في مهب أي ريح، تتقاذف نحو صحراء المشاعر المُبهمة
نهارًا حارقة ومؤذية تلهب صدرك
وليلاً باردة كملامحك الفاقدة للشغف
وفي كلتا الحالتين
تستدعي مُقلتيك الدمع علّك تشعر
ترقد على سريرها تنظر للسقف، لقد حانت اللحظة التي تجلس بها مع نفسها وتُقيّم أفعالها التي مؤخرًا تدفعها لاستهلاك أخر ذرات صبرها ثم تُكلفها احمرارًا للوجنتين
زفرت بقنوط ثم أغمضت عينيها، وما إن فعلت حتى داهمتها نظرة جدها التي لن تنساها كما لن تنسى خذلانه لها أمام والدتها
وتلك الأخيرة...
لقد علّمتها الدرس جيدًا أنه لا يوجد حبًا نقيًا للأمهات كما يتغنون، هناك بعض الأشخاص مثل أمها لا يدركون معنى أن تمنح حبًا متساويًا لأولادك دون تفرقة
ودون أن ينظر أحدهما للأخر كأنه سلبَ منها شيئًا ثمينًا
وضعت يدها على عينيها عندما شعرت بانسلال دمعها ليندثر داخل الوسادة دون أن تلحقه كما بقية أحلامها المتبخرة خلف وعود ذلك الوغد الذي أحبته...
لكن لم تلومه؟
فوالدتها هي الأخرى لم تُحبها بالقدر الكافي الذي يجعلها في غنى عن علاقة سامة كتلك!!
صعدَ صدرها عاليًا ثم هبطَ ببطء، مُتهدجًا كمن كانت على وشك البكاء ثم غيّرت رأيها لأنه لا فائدة!
لا فائدة من أم لا تحتضن
ولا أخ قريب
ولا حبيب يتمسك
ولا جد يسمع!
ربما قد تكون مُخطئة ناحية جدها، لكنه طالما عوّدها على الدلال لم الآن قرر أن يُنزلها من عليائها لتواجه خطئها!
فليتغاضى كالسابق ويضمها إليه مخبرًا إياها أن هذا اللعين لا يستحقها وأن مكانتها عنده لن تتغير، ومهما تخطئ سيكون موجودًا لأجلها
-تبًا لكم جميعًا...
قالتها بعنفوان وهي تعض شفتيها قهرًا ثم استدركت نفسها بسرعة
-ماعدا جدي... والله قلبي الرقيق هذا سيدفعني للهاوية مرة أخرى... لن يدفعني فقط سيمسكني من رقبتي ويلقيني فيها
رمشت عدة مرات وهي تتبين الصوت الخارجي الذي قطعَ وصلة ذكرياتها الثمينة، وبالطبع من سيكون غير أخيها وذاك والـ....غريب
-تبًا لك أيضًا أيها الغريب
لا تتذكر إن كانت تعرف اسمه أم لا، لكن لقب الغريب يليق به كثيرًا
بداية من لكنته الغريبة التي تتضمن إلغاء حرف الراء، ومصريته المتكسرة
تهليل آخر من الخارج وقد بدأت أصواتهم الرجولية ترتفع بحماس جعلها تزم شفتيها وتزيح الغطاء بعنف وتنتفض خارجة وقبلها لم تنسَ الوشاح كما المرة السابقة
-هناك أناس يحتاجون للراحة هنا إن لم تكونا تمانعا
كانت تتحدث بحدة والشرار يتقد من عينيها، فغيظها منهما قد تفاقم
كان أول من أجاب هو تميم وعينيه على شاشة التلفاز
-إننا آسفان أختي نحن نتابع مباراة رياضية ... إن أمكن أن تجلبي بعض المشروبات والمقرمشات التي أحضرتها سأكون شاكرًا جدًا
رمقته بغيظ قبل أن تلفت بغية الرجوع لغرفتها
-أحضرهم أنت لست الخادمة التي اشترتها لك والدتك
حدجها بعتاب قبل أن يحوّل نظره لبرهان الصامت منذ مجيئها، والذي كان يركز على شاشة التلفاز
-بنون!
همسَ لشقيقته وكادت ترد ردًا يفحمه لكن انتفاض برهان وصراخه متبعًا ذلك بتصفيق حاد
-يا إلهي هدف رااائع... أرأيت ذلك يا تميم .... الآن سترى من يفوز... هذه المباراة لنا يا فراعنة
-لا تحلم يا حبيبي سترى الآن ماذا سيفعل الفراعنة الذي تسخر منهم ،آخرك تربح حلويات من المخبز وليست مباراة كرة قدم
ردَّ برهان ببرود وهو يعقد ذراعيه لصدره
-دعك من هذا وأخبرني كم أصبحَ سعر الباذنجان وورق العنب في السوق؟
-يااااا
هدده تميم ليضحك الأخر ملئ فمه ويحوّل نظره لشاشة التلفاز مرة أخرى متابعًا المباراة
كانت هي تقف تتابع شجارهم الطفولي وتلقائيًا وقعَ نظرها على الشاشة لتجد أن المباراة بين مصر والجزائر...
مالت على أخيها تُحدثه بهمس
-أي بطولة هذه
أجابها ببرود دون أن يلتفت
-لن أخبرك
رمقته بغيظ لتجر أقدامها ناحية المطبخ آتية بالمشروبات والمقرمشات الخفيفة على صينية ثم نادت عليه ليقابلها والدهشة تحتل وجهه مشوبة ببعض الاستنكار
-هل تكرمت سيدة بنون علينا وأتت بالضيافة!
أعطته الصينية بحدة
-امسك يا تميم ولا تجعلني أبدأ... وأخبرني ما هي البطولة التي نتشارك بها مع الجزائر... وما الذي أتى بهذا إلى منزلنا أليس عيبًا أن تجلبه وأنا موجودة
رفعَ حاجبه يستوعب هجومها الغير مبرر، لكنه يستطيع أن يشعر بالشرارة التي تندلع في جوفها وتتسرب لوجنتيها ما إن تراهما..
على الرغم من أنه شقيقها لكنها لا تتعامل معه بطبيعة الأشقاء... فلن يتوقع منها وفاقًا في حديثٍ أو فعل!
تنهدَ بصوت مرتفع ثم تمتمَ حانقًا
-أولاً البطولة هي "كأس العرب"... ثانيًا لقد أتى إلى منزلنا لأنه لا يعرف شيئًا في مصر ولا المكان الذي نعيش فيه وحتى نستكشف المنطقة توقعي زيارته وربما تناول الغداء أيضًا أو العشاء....
قطعَ كلامه وهو يأخذ الصينية منها ثم يُحدجها بصرامة ويُتابع
-ثالثًا أنا أكون محرِمًا لكِ يا بنون فأنتما لا تمكثان في الشقة وحدكما وأنا لست مخنثًا لأجعله يفعل شيء أو يختلط بكِ زيادة عن اللازم وهو لن يفعل فمظهره يوحي بتربيته الجيدة
تغضن وجهها بالحمرة جرّاء غضبها لتجده ينظر في عينيها، لتسمعه يُلقي عليها أخر كلماته قبل أن يبتعد عنها
-رابعًا لا تتواقحي عليه أو تُخرّبي مزاجه بكلماتك الجارحة لأن الرجل لم يفعل لكِ شيئًا..... أنا سأحتملك لأنني أخاكِ وأعرف أن ما بيننا لم يكن على ما يرام... لكن هو لا ذنب له فيما فرضه جدك عليك فلا تنتقمي منه هو
عجبًا ..!
كيف يكون بكل هذه الثقة بينما ينظر لعينيها ويتحدث!، أيقوم بدور الشقيق التوأم الآن ويفرض عليها أوامره والتي لن تمتثل لأي منها...!!!
جزءً منها يتمرد غاضبًا منه
والجزء الآخر يعترف أن ما قاله صحيحًا!
هم المذنبون.... لم تنتقم من الغريب؟
وعلى العكس
هو من ساعدها عندما كانت تهــ...
-ااه يا إلهي لا أريد التذكر... بئس ما كنت سأفعله ولأجل من ... لأجل حقير
قررت أن تأخذ هدنة مع نفسها وتفكر بحنكة لتعرف كيف ستتصرف في الأيام القادمة
خاصة وأن العدو أصبحَ عدوين وعليها أن تتحصن جيدًا
وفي طريقها لغرفتها لمحته يدلف ناحية المرحاض فوقفت تحدق به حتى انتبه ونظرَ لها بازدراء قبل أن يستدير بظهره ليقابلها
اغتاظت من نظرته لها، أيرد لها وقاحتها بنظرة مُتكبرة كتلك من عينيه التي لمحت بهما حدة غريبة على النظرة الهادئة خاصته
-اذهب واحتفل بالأهداف في بلدك.... أنت هنا في مصر وعليك احترام قوانينها
التفتَ لها لتقف أمامه بثبات تعقد ذراعيها لصدرها في تحدٍ وانتظار لما سيقوله... لكنه فاجئها ككل مرة وضحك!
فقط...
**************
لقد انتهت اللعبة وحان الوقت لتكتشف أن كل ما بذلته في سبيل إسعاد شخص تُحبه ما هو إلا بداية فتيل اشتعالك
فاحذر من النار مرة
وممن تحب ألف..!
فلاش باك
أثناء ما كانت تنتظره رنَّ هاتفه برسالة، لم تشغل بالها لكن عادت النغمة تتكرر وتتوالى الرسائل بشكل ملحوظ ويبدو عندما لم يجد المرسل ردًا قامَ بالاتصال
وهنا كانت تتخذ قرارها بأن تجيب على الهاتف
وضعت الهاتف على أذنها لتجد سيلاً من الكلام يندفع من فم سيدة غاضبة، مُشتاقة
-أين أنت يا سلطان لقد بعثت لك العديد من الرسائل، من المفترض أن تكون هنا منذ ساعة لنذهب إلى المكان الذي وعدتني بزيارته
انخلع قلبها من صدرها واهتزَّ الهاتف من يدها لتجد السيدة الغاضبة تتابع
-أنا أنتظرك هنا وأرتدي ملابسي ... اترك ما عندك قليلاً وتفرغ لي فأنا زوجتك أيضًا
أغلقت الهاتف في وجهها، ثم فتحت الرسائل التي تدافعت ... لتجد فتاة جميلة رقيقة ترتدي ملابس عصرية، شعرها الناعم يحتضن رقبتها وملامحها المنمقة رقيقة يزينها أحمر شفاه وردي يُناسب بشرتها
وضعت يدها على فمها تمنع الشهقات المناسبة منه دون وعي، لتجد ان وجهها أيضًا مبللاً بالدموع
وأما بقية الرسائل
فهي جحيم آخر
"اشتقت إليك يا حبيبي... متى تأتي؟"
"سلطان ان لم تأتي الآن سأرفض الذهاب معك"
"حسنًا لنرى من ستنام في حضنها اليوم"
"هل بإمكانك الرد أم أن زوجتك معك؟"
انساب الهاتف من يدها ليقع على الأريكة لتنهار بجانبه وتدفن وجهها في يدها وتبكي بحرقة
تبكي خذلانها
وقهرها
وزواج حبيبها عليه!!
يا الله ما هذا الشعور الذي يطرق جسدها دون هوادة مانعًا تنفسها بحرية
تشهق بصوت عالٍ وملامحها مُغرقة بالدموع التي أشفقت عليها أخيرًا
لكنها لم ترحها
بل ذكرتها بما قدمته بكل طيب خاطر وانقلبَ عليها ليجعل حياتها سواد
سلطان يتزوج عليها!!!
من فضلّته على الجميع واختارته بإرادة قلبها ؟!!
والله لم تكن لتصدق لولا أن الدليل بين يديها
ويبقى السؤال لم فعلَ هذا
لم خدعها وألقى بها من شاهق السعادة لتصطدم بصخرة القهر!
علا صوتها فأخذت تضرب على فمها لتوقف البكاء والنحيب لكنها لم تقدر، بل فقدت قوتها حتى استسلمت قدماها للأرض
-اللعنة عليك وعلى حبي لك أيها المنافق الحقير... أكرهك وأكره اليوم الذي تزوجتك فيه
صرخت بملء المرارة المندلعة في حلقها، وبقدر الجحيم الذي توقدت نيرانه داخلها
فهي امرأة مخدوعة ذاقت الويلات من تحت رأس حبها
ولكن كان هذا انهيارها الأول والأخير فبعدها استجمعت شتات نفسها ومسحت دموعها وأظهرت له من تكون رابحة... وإلى أي حد ستصل إن تطلب الأمر
فهي الآن ستنتقم لكرامتها وذلها على يديه
باك

صمت مُطبق يلّف أرجاء المجلس وكأن على رؤوسهم الطير!.
الجميع باستثناء النساء وسالم المكلوم
الجد ينتظر ويبدو أن الكلام يُعجبه
وتتماوج المشاعر حول بقيتهم بين الغضب والصدمة وعدم التصديق
النساء يفغرهن فاههن كما لو أنهم شهدوا إحدى عجائب الدنيا السبع
ولكن وقع ذلك عليهم أفظع
فرابحة للتو أعلنت بكل وقاحة أنها ستنفصل عن سلطان لأنه ليس برجل... أو ما قالته صحيحًا يمنعها من الإنجاب... وهنا التساؤل!
أي منهما يمتلك سبب العلة!!
-ما الذي قلته للتو
هسهسَ سلطان بفحيح وهو يستقيم بجسده المشدود توترًا من مكانه ويتجه نحوها ببطء شديد
أجابته وهي تجلس بجانب جدها، ظهرها مفرود ونظرة عينيها تمتلك الكثير من القوة أكثر مما عهدها
-كلامك مع جدي ليس معي
تبادلا النظرات هو يقف أمامها كأسد جريح وهي تجلس كملكة تأمر بالقتل لخائن مملكتها
لقد تخيّل أن تثور أو تغضب، تجافيه لأشهر... تحرقه بنيران بعدها
ترتمي في حضن جدتها لتأخذ حقها منه
وهو كان سيخبرها بسبب هذا الزواج
كان سيركع على ركبتيه ويطلب منها السماح متوقعًا رفضها مرارًا ... ولكنه لم يكن لييأس
لن يترك رابحة بعدما أضحت امرأته الوحيدة التي دقَ لها قلبه...
وللقدر رأي آخر
لتكتشف رابحة خيانته بزواجه من أخرى ويُصبح هو في موضع دفاع
ولكن أن تهتمه بمثل التهمة الشنيعة
ما لم يتوقعه أبدًا
لقد طعنته في رجولته
والآتي كان يذبحه
-أريد أن أتطلق منك يا سلطان ... لا عيش لي معك بعدما تزوجت عليّ
-زواج!!!
-هل تزوجت على ابنتي يا سلطان بينما تحرمها من الانجاب؟
كان عادل أول من تفاجأ وتبعه محمد الذي هدرَ غاضبًا واندفعَ نحو سلطان ممسكًا إياه من تلابيب قميصه
-ابتعد عني أنت الأخر
أزال يد عمه وأراد الاقتراب من رابحة لكن محمد عاد يقطع طريقه ويجابهه بحدة
-تحدث مع عمك باحترام يا سلطان أنت المخطئ هنا
-اهدأ يا عمي
كان هذا عدي الذي تخلت عن المفاجأة وتركَ صمته واستقام مدافعًا عن أخيه الذي انقلبَ الجميع ضده للتو
-أريد أن أحظى بمحادثة مع جدي وسلطان فقط
تشكلت قبضته واختلجت عضلات صدره إثر نبرتها الحاسمة التي توحي بالكثير المبطن تحتها، ترى ما الذي تخفيه أكثر من ذلك
-اخرجوا جميعًا واتركوا لي سلطان ورابحة
توجهوا للخروج بينما ظلَّ محمد واقفًا أمام زوج ابنته ودفعه في صدره قائلاً من بين أسنانه
-سأنتظرك في الخارج يا ابن أخي..
قبضَ سلطان على شفتيه بانفعال وأدار وجهه مغمضًا عينيه حتى لا يرى نظرات عمه الفاحمة وليستعد لمعركة أقوى تُديرها الشرسة زوجته
-اجلس يا سلطان لنتحدث
أمره جده ببعض الغلظة، فاستجابَ فورًا وهو يحاول أن يجلي حلقه استعدادًا للقادم
-أولاً يا جدي هذا الأمر بيني وبين زوجتي وأنا كفيل بإمساك زمامه فاعذرني أنا سأنهيه بنفسي
قالها وهو ينظر لرابحة التي تبادله النظرات دون أن يرف لها جفن، وإن كان يظن أنها سترد فهو مخطئ...
فما سيخرج من فمها سيحرقه
-حسنًا يا سلطان أنتما بحاجة للحديث لكن لتعرف ما الذي تتهمك به زوجتك أولاً
رفعَ حاجبه منتظرًا الإجابة ليلقمه كامل الحقيقة الكاملة... المرة
-زوجتك تطلب الطلاق لأنك لا تعطيها حقوقها الزوجية
ثانية
اثنتان
ثلاث
حتى استوعب ما سمعه للتو!!!
لقد طعنته في رجولته فقط بكلمات بسيطة أمام جده لكنها صحيحة
انسحبَ الهواء من الغرفة ولم يتبقَ سوى النظرات الشزرة المجروحة التي يُطلقها سلطان إلى رابحة وهي تستقبلها بكل أريحية وثبات
-لا أعطيكِ حقوقك؟!
صوته الهادئ المُعذّب ونظرته المنكسرة اخترقا قلبها دون هوادة لتنفلت إحدى دقاته خطئًا... وهي قد دربته طوال الليل ألا يُخطئ
وبما قد يُفيد الصفح ؟!
لقد انكسر شيئًا بينهما
ربما يكون قلبها
أو الأمان
أو الحب!
فبما قد يفيد الصفح؟!
كادت تخفض رأسها أرضًا هاربة من تأثيره عليها لكنها أبت أن تظهر له نُطفة من ضعفها، كما عهدت نفسها ستظل تناضل حتى النهاية
عسى أن يتغير القدر في اللحظة الأخيرة... اللحظة التي تستسلم فيها!
صوت تنفسه العالي هو من يخرق قوانين الصمت الذي احتلَ الغرفة، حتى لم ينتبها أن الجد خرج وتركَ لهما زمام المعركة ..
-هل قصدتي ما قلته!
كان هو أول من بدأ دفة الحوار بنبرة مكتومة تخفي تحت طياتها غضبًا سافرًا
-لم أخطئ في حرف
والإجابة كانت صفعة حطت على وجنتها
صفعة أدارت وجهها للجهة الأخرى وقلبها نحو الهاوية
صفعة ربما تستحقها وربما هو الأجدر بها!
-لم فعلتِ ذلك يا رابحة .. لماذا لم تأتي وتسأليني وتعاتبيني!! .... هذا الأمر ليس فيه رجوع ما فعلته سيدمر كل شيء بيننا
يهزها من كتفيها وملامح وجهه توحي بانفلات عقاله، داخله يحترق من فعلتها ولا يصدق أنها رابحة من فعلت
أزالت يده بحده من على كتفيها ووقفت أمامه تحدثه بشراسة مبتسمة
-لا تضع يدك عليّ مرة أخرى ... لمساتك أصبحت تقززني... أأنت مقهور لأنني أخذ حقي؟، ألم تتوقع ردة الفعل هذه وأنت تذهب وتتزوج من امرأة أخرى
صرخت في أخر جملة ثم تابعت بنفس النبرة
-امرأة أخرى أصبحت على اسمك، نامت على صدرك، وأخذت منك ما لم أخذه أنا... امرأة شاركتني فيك وأنت بكل أريحية وافقت كحيوان يلهث وراء النساء
-اخرسي
والصفعة الثانية حطت على نفس الوجنة، لكــن بجرح جديد من ضمن عدة جروح لم تلتئم
-هل هذا يؤذي رجولتك؟!.. إذًا هذا نقطة في بحر ما تأذت به أنوثتي
يقف ناظرًا لها بوجنتها الحمراء ووشاحها الذي تزحزحَ من على شعرها ومنظر دموعها المختلط بكحل عينيها
يقف دون حراك ينظر ليديه اللتين ارتفعتا على حبيبته و قتامة ملامحها ووقوفها الثابت
عيونه الحمراء ذات الشعيرات الدموية الرفيعة قد امتلأت دموعًا لم تزل قدمها بعد، لقد كان يكبح نفسه عن الانهيار أمامها لكن لو هذا الحل لتعود فهو سيرحب به
-رابحــة أنتِ لا تعرفين غاية هذا الزواج، ليس باختياري أبدًا ولم أكن لأفكر في الزواج عليكِ خاصةً وأنا أحبك... أرجوكِ اسمعيني ... دعيني أشرح لكِ الأمر
تفرست فيه لوهلة ثم أطلقت ضحكة عالية خالية من أي سعادة؛ ضحكة استنكار جعلت دموعها تتدفق على وجنتيها بلا حساب بينما لا يزال فمها منفرجًا يتمتم ببعض الأشياء التي لا يسمعها
-حقًا ما تقول؟ هل سأعود لك بهذه البساطة!! او سأعود من الأساس؟
لقد كسرت الثقة التي بيننا بفعلتك الشنعاء التي لم تفكر بها...
قطعت حديثها وهي توبخ نفسها
-ما الذي أقوله ليس لي علاقة بهذا الأمر... انت ستطلقني وستذهب إلى حال سبيلك.. وربما بعد محادثتنا هذه تهرع إلى فراش زوجتك علها تطفئ نيران صدرك التي أحرقتها...
أصابعها التي ربتت على صدره كانت كفيلة بإشعال النيران داخله مرة أخرى، أمسكَ سبابتها وقربه من فمه لكنها كانت أسرع وهي تنتشله من قبضته وتهدر بصوت عالٍ
-هل تظن أنك هكذا ستسكتني؟ أنت حتى لا تدرك الخطأ الذي ارتكبته يا سلطان... لقد تزوجت عليّ بإرادتك... وبعدما أخبرتك بمقدار حبي واحتياجي لك لأجد كل نظرات الحب ومشاعرك لي مجرد كذبة كبيرة صدقتها بسذاجتي
بعدما أعطيتك كل ثقتي التي اتضح أنها ليست في محلها.
كنت أنت الوحيد الذي آمنت نفسي معه وأعطيته قلبي بكل سعادة وما المقابل؟؟ هااا!!
لقد أهنته وقللت من شأنه حتى ما عاد ينبض بل ينتفض وجعًا
أنا أكرهك يا سلطان.. أكرهك وأكره كوني زوجتك
كانت تبكي وهي تتحدث بهستيرية وهو لا يستطيع السيطرة عليها فما إن يفعل حتى تعاجله بدفعة مُشمئزة تبعده
استدارت حتى لا ترى وجهه الذي بات يؤرقها في تلك اللحظة
-لهذا لم تلمسني منذ زواجنا فهناك أخرى تُلبي ما تريد.. فما فائدة رابحة الجاهلة التي تزوجتها غصبًا لأنها طلبت ذلك
إلى هنا وقد استكفى من معاتبتها هي لا تعرف أنه متقد الآن يجلس على صفيحٍ ساخن وقدرته على المقاومة صفرًا لكنه يحاول من أجلها.. ومن أجلهما معًا
أدارها إليه بعنف ثم استجمعَ كلماته ليهبها لها مرة واحدة
-أنا أحببتك .. وتزوجتك لأنني اكتشفت أن قلبي لم يكن سوى لك، أمر أنني لم ألمسك كان بسبب هذا الزواج ... لم أرد أن أبدأ معكِ حياة تشاركك فيها أخرى...
-لقد شاركتني وانتهى الأمر .. كما انتهى أمرنا يا سلطان
الآن ستطلقني ولن تراني مرة أخرى
استفحلت كلماتها داخل قلبه لتنخره وتُزيد آلامه، لا تتهاون أبدًا في الطرق على شعور الندم بداخله وقد نجحت في ذلك
وبغتة كان يقف أمامها يفصل بينهما إنشات قليلة، أنفاسه تداعب بشرتها وليت قلبه يُداعب قلبها فتميل مرة أخرى
-رابحة أنا أسف، والله أنا نادم من كل قلبي... بإمكاني أن أنسى ما قلته في حقي وتدعيني أشرح سبب زواجي وحينها اصرخي واغضبي لكن لا تتركيني أرجوكِ .... هل يمكنك!
يا إلهي
لم يعود سالبًا كل أنفاسها وهو متيقن أنه سيفوز
هل تستطيع أن تظل على رفضها وتثأر لكرامتها
أم تميل!!
وهي تعرف
(إن اتبّعَ القلب ميله فيا ويله)
******
-يا إلهي هل تزوجَ سلطان على رابحة؟؟؟ كيف بإمكانه فعل هذا لقد كانت تحبه
هدرت نهاد وهي تجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا وعدي يجلس على الفراش متجهم الوجه، مضطرب الخاطر
-والله لم أكن لأصدق لو ليست أنت من أخبرني... سلطان!!.. عار عليه والله لقد خدعها والفتاة متيمة في حبه وتقول فيه أشعارًا
أردفَ عدي بانزعاج عندما وجد دفة الحوار تتغير ضد أخيه
-وما الذي فعله الرجل ليتلقى كل هذا الهجوم، لقد أقام شرع الله ولا خطأ في ذلك.. ذلته الوحيدة أنه لم يخبرها
فكت عقدة ذراعيها واتجهت ناحيته لتقف أمامه تنظر له بينما تقف بتحفز
-إذًا المعضلة الوحيدة هي أنه لم يخبرها؟؟!! هل هذا ما تراه!!... بالتأكيد أنتم معشر الرجال تدافعون عن بعضكم حتى في الخطأ ولا تقدرون الأنثى المقهورة
ارتفعَ طرف شفتيه باستنكار
-مقهورة؟!! رابحة مقهورة؟! والله أصدق أن البحار ستجف لكن رابحة لا يصيبها هذا الشعور أبدًا ... أنتن يا سيدات تقهرون بلدًا كاملة ولا يرف لكم جفنًا
بدأ في خلع ملابسه ليرتاح لكنها لم تتركه بل تبعته في كل بقعة من الغرفة يتحرك بها وهي تتحدث بعنفوان وتلهف كأن القضية قضيتها
تشعر أنها هي من تزوج زوجها عليها، فرابحة صديقتها التي انتشلتها من بؤرة الظلام عندما جاءت إلى هنا وتنمرت عليها حماتها وابنة أختها
فلم لا ترد جميلها حتى لو كان شعورًا مؤازرًا!!
أقل القليل أحيانًا يُفيد
-يا عدي يا حبيبي مهما بلغت قوة الفتاة تبقى الأنثى أنثى تحتاج للحنو والدلال، وأن يتلقفها صدر بعد ليل طويل من ادعاء الثبوت، المرأة الشرسة مثل الفرسة لها جواد يروضها
رد عليها بدون رغبة في الاستكمال
-اممم نعم حبيبتي معك حق
شهقت وهي تراه يتمدد على الفراش مغمضًا جفونه
-هل ستنام وتتركني أتحدث مع نفسي في هذا الموضوع؟
سخرَ قائلاً وهو يفتح عينيه
-حبيبتي أنا مُتعب .. أرجوكِ أجلّي قليلاً الاستوديو التحليلي الخاص بك عندما أستيقظ
مطت شفتيها بضيق وتمتمت
-حسنًا
ثم تمددت بجانبه لتندس في أحضانه وهو بدوره يُحيطها بذراعيه مقبلاً جبهتها لتستكين
لم يمر من الوقت سوى دقيقة حتى نادت عليه بهمس
-عدي.. عدي .. هل انت مستيقظ
همهمَ وقد بدأ النوم يتسلل لأجفانه
-أريد أن أسألك أخر سؤال
-لن أنام في ليلتي هذه أنا أعرف
همسَ بها لنفسه و فتح عينيه ليجدها تطل عليه بأعين متلهفة تشبه الجرو الصغير، بدا شكلها لطيفًا فلم يقدر على ازعاجها برفضه
-حسنًا حبيبتي اسألي... لكن هذا أخر سؤال بعدها سننام فالأن لدينا سالم وسلطان ومشكالهما التي لا تنتهي
-لن أخذ من وقتك الكثير
تنهدت وهي تنظر في عينيه وبللت شفتيها في محاولة منها لتبدأ الحوار الذي يوترها والإجابة التي إما سترفع للسماء أو تدكها في الأرض
أردفت باضطراب وتهدج شفتيها يُفرق الحروف تلقائيًا
-هل ... لو.. لم أنجب... ســ ستتزوج علي؟!
لكن الإجابة لم تأتها شفهيًا أبدًا بل تصلب جسده تحت ملمسها ونظراته الجامدة هي من نبهتها بذلك!!
وهو كان في عالم آخر...
يبحر في نقطة أخرى أخرجت ردة فعله المؤذية والتي ستجرحها دون قصده
فهو لا يصدق أنها لا تزال تشك في حبه ناحيتها
حتى لو تزوج سالم لأجل الولد
وتزوج سلطان لسبب لا يعلمه
أما هو ..فلا
هو لم يعش في القبيلة وتشرّب قوانينها
هو من هرب وهي هدته إلى الطريق ثم سارت معه لتطمئنه... لقد أصبحَ شخصًا سويًا بصحبتها
فلم هي تنتظر منه العوج؟!
-نهاد هل تسألين هذا السؤال حقًا؟!
نظرَ للدموع في عينيها وعلى حين غرة ارتفعَ صوته
-لا تبكي وتحدثي لم تسألين هذا السؤال وبتلك النبرة.. والله إذا أردت أن أتزوج فسأفعل حتى ترتاحي
اتسعت عينيها رعبًا مما قاله، وقلبها يدق بسرعة كأن الأمر على وشك الحدوث
لم تمهله قول شيء أخر واندفعت خارجة من أحضانه، خارجة من دفئه، وهو بالمثل استقامَ من الفراش وأخذ ملابسه وهرب هو الأخر
من نظرة عينيها
وملامحه المتألمة
ودقات قلبها الخائفة
هرب ليُهدئ مشاعره ويستجمع نفسه حتى يأتي ويطمئنها مرة أخرى في أحضانه ويوبخها على هذا السؤال
لكن بما قد يُفيد الندم بعدما فات الأوان!!

*******

-هل مصر تمنع القادمين من الخارج ألا يحتفلوا بفوز بلدهم؟... مصر كريمة جدًا فيما يخص القادمين من الخارج لكن من الواضح أنكِ لم تأخذي شيئًا من كرمها يا ابنة البدو
همهمَ برهان لبنون بعد وصلة ضحك استمرت لثوانٍ حتى عاد لرشده
أجابته بحدة
-هل تجرؤ على التشكيك في مصريتي أيها الجزائري
ردَّ وهو يهز كتفيه بلا مبالاة
-لا أشكك أنا فقط أقول رأيي
تخصرت وهي تقول ببرود
-لم أطلبه
شاكسها وهو يبتسم بجانب شفتيه، فكان مظهره جذابًا إلى حدٍ ما بالنسبة إليها
-رأيي يُفرض لا يُطلب

ارتبكت من ملامحه العابثة، وكرهت أن ينتصر عليها فقررت أن تعلمه درسًا حتى لا ينسى مع من يتعامل، لتقلب الأمور لصالحها
-أنت حقًا أكثر الأشخاص استفزازًا على وجه الأرض... انا أخبرك بالذوق أن تذهب من هنا لكنك لا تفهم وتدعي الفلسفة
تجمدَ وجهه واختفت النظرة المسلية المتحفزة من عينيه ليطل مكانها الخواء
-أنا أسف لم أعتقد أن كلامك عن الذهاب لبلدي يُشير أنكِ لا تحبين ضيافتي اعتقدت أنك غيورة على منتخبكم
تراجع قليلاً ونأى عن الدخول للمرحاض ثم تحدثَ بجدية وعضلات جسده مشدودة تحت وطأة كلامها المهين
-أعتذر إن كنت سببت لكِ عدم الراحة لكن بغير قصد... سنبدأ العمل غدًا أرجوكي لا تتأخري عن التاسعة
ثم رحل تاركًا إياها متخبطة بين مشاعر الندم والانفعال بسب قلة ذوقها
سمعته يقول لتميم في الخارج
-عذرًا تذكرت مكالمة يجب أن أفعلها ... سنتقابل غدًا بإذن الله
-لم لا تأتي بعد المكالمة لنأكل العشاء سويًا
-مرة أخرى لأن هذه المكالمة ستطول...
ومن بعيد راقبته وهو يغادر بينما أخيها يوصله للباب، وفي اللحظة التي التفتَ فيها ليرحل شعرَ بشخص ما يراقبه فالتفتَ بنظرة ليجد أن المكان خلي وهو من يتوهم...
***********
-البقاء لله يا بدور جعله ذخرًا لكِ في الجنة
أردفت خنساء التي دخلت برفقة خالتها إلى غرفة بدور التي ترضع صغيرتها، أومأت لها بدور وهي تستنكر داخلها أنها لم تُشر لسالم حتى فلربما هي تغار أن يكون هذا الولد هو ما يجمعهما في الأخرة..
بغيضة ولئيمة
-لا تجزعي يا حبيبتي سيعوضك الله خيرًا منه بإذن الله، وانتبهي لفتياتك خاصة الصغيرة فالمواليد يتأثرن بنفسية الأم والرضاعة كذلك
هتفت ثريا بشفقة وهي تربت على ذراع بدور، لتهمهم لها الأخرى بالموافقة فهي لا تقدر على إخراج الحروف من فمها
دقائق قليلة واقتحمَ سالم الغرفة لتنظر بدور له بكره وخنساء بغيظ
-بدور أريدك في موضوع هام..
كان طلبًا بالذوق أن تخرج الاثنتين وبالفعل إحداهن فهمت الرسالة واستقامت من مكانها لكن الأخرى بقيت جالسة بتحفز تنقل بصرها بين الزوجين كأن الحديث الذي سيقال يخصها
-اخرجي يا خنساء لدي حديث مع زوجتي
كان صوت سالم رغم حزنه إلا أنه كان حازمًا، لكن خنساء الغيظ عماها لتقول
-أنا أيضًا زوجتك وبإمكاني الاستماع
-أنا متعبة من الأساس وليس لي طاقة للنقاش فخذي زوجك يا حبيبتي واذهبا لغرفتكما فأنا لا أطيقكما في هذه اللحظة
هتفت بدور وهي تهدهد الصغيرة في حضنها بينما تلتفت بوجهها للجهة الأخرى في نية لتأكيد كلامها
ولكن خنساء لن تفوت الفرصة وستطرق على الحديد وهو ساخن
-أرأيت يا سالم لقد جئت لأقف بجانبها في مصابها وهي تستهزئ بي
-هل تسمين وجودك هنا وبتلك النظرات الخبيثة وقوفًا بجانبي؟؟؟ ألم تأتي لتشمتي
-ولم سأشمت حبيبتي بالتأكيد لن أفعل حتى لا يحدث لي مثلما حدث لك
قالتها خنساء بمكر، لتفتح بدور فمها لتسبها وتطردها لكن سالم أوقفَ تلك المشاحنة البغيضة قائلاً
-يكفي يا خنساء اذهبي للغرفة حسابي حتى أنهي حسابي معك
نظرت إليه بسخرية ثم استدارت لترحل مغلقة الباب بقوة أفزع الصغيرة التي بدأت بالبكاء وهذا جعلَ بدور تتخلى عن ثباتها الواهي
-يا حقيرة لقد كانت نائمة... أسأل الله أن يحرق قلبك مثلما تفعلين معي
زفرَ سالمَ مُتبعًا مقلتيه للسقف قبل أن يحطّها على بدور التي كانت مشغولة في إيقاف بكاء الصغيرة
تقدمَ من الفراش ومدَّ يده قائلاً بصوتٍ أجش
-أعطها لي
ما إن سمعت هذه الجملة حتى فزعت وتراجعت بالفتاة للخلف
-لماذا؟!
استنكرَ سالم ردة فعلها وأردف بصوت حاول ألا يكون حادًا
-ما هو الـ لماذا؟؟.. أنا والدها ومن حقي حملها خصوصًا أنها ستعذبك ببكائها
ابتلعت ريقها وهي ترفض
-لا تقلق أنا كفيلة بإسكاتها... اذهب أنت لزوجتك حتى تصفيا حسابكما
بالتأكيد لن تعطيها له، فسالم لا يحب البنات ولم يحمل عالية وهي صغيرة أبدًا
وعلى ذكر عالية دخلت الصغيرة بصخبها لوالدتها
-أمي أريد أن أحمل أختي هذه المرة و...
قطعت كلامها عندما وجدت أبيها يقف أمامه، نظرت إليه برعب لتهتز حدقتيها اضطرابًا ورعبًا من توبيخه
شملها سالم بنظرة حنان وعندما مدَّ كفه ليملس على شعرها كانت الفتاة ترفع بصرها إليه لتحدجه بخوف وتهرب من أمامه تاركةً إياه مصدومًا غير واعيًا لما حدث للتو
ومن خلفه بدور شامتة...
-نعم يا سالم هذا ما ستراه في عين عالية كلما تواجدت معها في مكانٍ ما... هذا ما ستجنيه طالما أنك لم تُحسن المعاملة من البداية، لم تُحسن استقبالها عندما أتت للحياة بل بقيت تلومها على أنها لم تكن ولدًا... وتعاقبها بقسوة إذا أخطأت.... وهذا أقل مما تستحقه
تهدلَ كتفيه، وانقشعت نظرة الحنان ليحلّ محلها الحزن الشديد إلى ما آلت إليه الأمور، باهتزاز حدقتي صغيرته اهتزَ قلبه وتفتت لأشلاء... صغيرته خائفة منه وهو من دفعها لذلك!
لم يكد يتخلص من هذه المشاعر حتى داهمته بدور
- عليك أن تطلقني لأنني لن أعيش معك بعد الآن... لقد اكتفيت منك يا سالم ولم أعد قادرة على حبك

انتهى الفصل


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-22, 02:06 PM   #258

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عودا حميدا سارة ..طولتي الغيبة علينا
الفصل حزين ومؤلم ..موت الولد الي انتظره سالم سبحان الله عشان البني آدم عينه فارغة مابيحمد ربنا على نعمه وسالم ماحمد ربنا على النعم الي هو فيها زوجه يحبها وتعشقه بجنون وبنت سليمة لكن الطمع وحب الدنيا لازم الولد وكسر زوجته واتجوز عليها عشان الولد واخير الولد جه بس مات بعد الولادة مباشرة ..مشهد بدور قطع قلبي .أما سالم ماقدرت احس بأي شفقة ناحيته خسر كثير بدور خلاص كرهته وعافته .مش فاهمه لما طلب يحمل البنت ليش فجأة حس أنه أخطأ ولا هي مجرد فترة لانه حزين على ابنه وبتعدي وبيرجع لجبروته تاني وانصدم لأن بنته خائفة منه سبحان الله الان أتذكرتها اتمنى بدور تصر على الطلاق وتخلص منه.مايستاهل حبها تستاهله الخنفسة الي اتجوزها.
سلطان ياسلطان انكشفت اخيرا ..بس مش فاهمة الرسائل الي بعتتها مرته هل قاصدة أنه تخرب عليه ولا كيف ..رابحه رد فعلها كان عنيف بس ماالومها هو اتجوز حب يعاقبها بس اجت ع رأسه للاسف الرجال زي سلطان وسالم مفكرين حالهم مسيطرين وبكلمتين بيمسحوا عمايلهم السودة ..خليهم يذوقوا شوي ويتربوا منتظرين بشوق الحرب بين الأربعة .
بنون مسكينة بس الي عمله جدها في مصلحتها بس امها مافهمت ليش بتعاملها كدة حاسة إنها مش بنتها وأنها مرة ابوها عشان كدة مابتحبها ..وبرهان عاجبني جدا شخصيته. .الفصل كان رهيب اتمنى لك التوفيق والشفاء لخالتك ربنا يشفيها ويعافيها وماتطولي علينا.ودمتي بخير


زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-22, 10:15 PM   #259

رحاب المانوليا
 
الصورة الرمزية رحاب المانوليا

? العضوٌ??? » 354830
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » رحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond reputeرحاب المانوليا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واخيرا الحمد لله على السلامة والله يشفي خالتك يارب

Nora372 likes this.

رحاب المانوليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-22, 03:43 AM   #260

زهره الرماد

? العضوٌ??? » 337244
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » زهره الرماد is on a distinguished road
افتراضي

موفقه باذن الله 😍😍😍
Nora372 likes this.

زهره الرماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رابحة، سلطان، القبيلة، عادات، زواج، بالإجبار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.