آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          18 – بعدك لا أحد - مارجورى لوتى -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree733Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-21, 09:10 PM   #71

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس
الانتماء للقبيلة قبل الأشخاص ..
-لقد احترق صبري من أجلك وأتيت لأحضر لك الرماد
بدأت بنون حديثها وهي تقف أمام فراس في مكانهم السري عند الضفة الأخرى من قبيلة الهاشمية، ولكن ناحية قبيلة السلمانية على أطرافها، تقبع هذه المحادثة على البحر الفاصل بين القبيلتين يحاوطهما أشجار الزيتون وبعض أشجار البرتقال التي لم تبدأ في الاثمار بعد نظرًا لأنهم في فصل الصيف..
كان الجو صيفي لكن مناخ كلماتها خريفي يُنبئ برياحٍ عاتية وشتاء عاصف، نظرَ لعينيها ليرى الجليد بدأ في التساقط وكم خشى أن يأتي هذا الفصل بعد معيشته لسنواتٍ في قلبها في ربيعٍ مورد
-هل تنتظرين مني حمل رمادك والالتفات دون عودة؟!، هل يُعتبر هذا عزاء لي يا بنون؟!
قالها فراس بعتاب وهو ينظر داخل عينيها علّه يرى نبتة لزهرة لكن ما طغى هو الثلوج ويبدو أن العاصفة ستستمر، كانت تتألم من الداخل هي الأخرى، وليس بالسهل عليها أن تُنهي علاقتهما بهذا الشكل، هي فقط تريده أن يفعل شيئًا لا الوقوف هكذا بلا حراك، فهي تعرف جيدًا أن هذه المقابلة التي تتم بينهما لن تُسفر عن شيء مادام لم يتخذ خطوة نحوها، وهي لن تبرح حتى ترى في عينيه اللهفة مثلها..
وبعد تفكير البارحة وكلام جدها الذي أشعرها أن لا أحد سيُحبها مثله كانت تتوصل إلى هذا القرار، الضغط!!
ولولا أنها تعرف شخصية فراس جيدًا لما استخدمت هذا الأسلوب معه.. لكن للأسف هي تعرفه خير المعرفة
-دعك من هذا الكلام يا فراس، لقد نفدَ صبري وأنت لم تتحرك خطوة واحدة، حتى لم تُخبر أهلك بخصوص علاقتنا وأنا لن أستمر في الخفاء هكذا كالسارق الذي يُخبئ غنيمته ويطل عليها كل فترة وهو يعرف أن مسيره الكشف يومًا ما.. وإن طال الأمر لن أحب نفسي وسأكون غير قادرة على محبتك أيضًا
كانت صريحة وواضحة بشكل مؤلم، وتجلى هذا الألم في عينيه ونظراته المصوبة نحوها، زفرَ بقوة وهو يضع يده على جبينه يفركها، كلامها يضعه بين شقي الرحي، عليـه أن يختار بينها وبين جده وعقابه، يشعر أنه مُكبّل من جميع النواحي، تتقدم النيران نحوه بنية التهامه وعليه أن يتصرف سريعًا وإلا سيخسر روحه
قالَ بعد صمت وتبادل نظرات إحداهما راجية والأخرى مُتمنعة وبقوة
-ما الذي تريدين مني فعله يا بنون؟!! أنتِ تعرفين ما الذي يُمكن أن يحدث إن فتحت الأمر حتى أمام جدي!!..
نظرت له باستخفاف وشعرت في تلك اللحظة أنها وحيدة في العالم وبخطأ اختيارها، حكت فضيتيها كل شيء بينما هو هرب بسوداواتيه بعيدًا عنها، غير مدركًا أن الخيبة التي شعرَ بها من نفسه ترددَ صداها داخلها
قالت بهدوء وهي تضع طرحة عباءتها التي سقطت سهوًا دون إظهار شعرها القابع تحت طرحة سوداء أخرى قطنية
-ألم تكن تعرف هذا عندما أخبرتني بحبك؟ لم يكن هذا كلامك عندما تبادلنا الوعود.. أخبرتني أنك ستحارب من أجلي... هل غيّرت كلامك؟ إن فعلت أرجوك أخبرني لأُنهي هذه العلاقة في الحال، فأنا لا أبقى مع رجل يُغير كلامه بين كل حينٍ وآخر
أصابه كلامها الصحيح في مقتل، استعرَ الغضب داخله ونظرَ لها بحدة هاتفًا من بين أسنانه
-بنون!!
رفعت حاجبيها في برودٍ تُحسد عليه، كانت تشعر أن الأمر لم يعد يناسبها!!
-هل قلت شيئًا خاطئًا؟
بللَ شفتيه بنفاذ صبر واقتربَ منها ليُمسك بذراعها كما اعتاد لكنها ابتعدت خطوة للوراء وأعطته نظرة زاجرة، رافعة رأسها بشموخٍ يليق برقبتها الطويلة وأنفها الشامخ، كانت كتلة من الكبرياء متمثلة أمام ضعيف الإرادة، يبدو التحدي في أوجه والنتيجة محسومة، فنحن لم نسمع يومًا عن قطعة خشبية حطمت كتلة حديد
تمعنَ في حركتها جيدًا قبل أن يمر به الإدراك اللاذع أن بنون قد اكتفت، وتريد خطوة، فعلاً يُثبت أنه يُحبها، ورغم تهربه بعينيه إلا أنها لمحت نظرة الألم وقلة الحيلة في عينه، فأشفقت عليه وقالت لكن بنفس الشموخ
-إن أتيتني ماشية هرولت لك راكضة... فقط أشعرني أنني مهمة عندك وأنك قد تفعل شيئًا من أجلي لا أن تقف متفرجًا وتنتظر معجزة من السماء
اقتربت من وازدادت نظرتها شراسه وتلك المرة كانت هي من أمسكَ يده لتقول بقوة علها تنتقل إليه من عينيها
-هذه المعركة نحنُ من اخترنا أن نكونَ جبهة رئيسية بها، لذا لن ينفع الانسحاب ونحن في منتصفها، علينا التحمل قليلاً ربما ننتصر.. وإن لم نفعل على الأقل نكون حاولنا، أنت لا تعلم ما سيحدث عندما يُعلن زواجنا، ربما ينتظر عشاق آخرون لديهم نفس ظروفنا تلك اللحظة، حار معي لأن الدرع دون سيف لا فائدة منه سوى صد الهجوم
ربتَ على يدها دون قول شيء، لقد أفهمته دوره جيدًا، دوره الكبير، السيف!!
بادئ المعارك وسافك الدماء، تُخبره بطريق غير مباشر أنها ستحميه لكن هو من عليه فقط البدء...
أغمضَ عينيه لوهله ثم فتحهما وأعطاها ابتسامة متوترة، قائلاً بنبرة مهزوزة
-لا تقلقي سأحاول.. أنت فقط لا تبتئسي ولا تقول مثل هذا الكلام، أنا لم اغيّر كلامي يا بنون أنا أحاول وضع الحقائق نصب عينينا حتى لا نتعثر في شيءٍ قد يخرج فجأة
-إن انتظرت أن تجمع كل الحقائق فلن تتقدم خطوة، فالحقائق هنا ليست جميعها صحيحة أو مُسلّم به وكلما أردت التقدم ستجد أن شيئًا جديدًا ابتُدع ليعوقك
قالتها بنون بإيمان كُلي، وبنبرة هادئة عن نبراتها السابقة كأنها تُهدهد طفلاً صغيرًا، ليرد عليها فراس ببؤس
-معكِ حق
هذا كل ما أنفقه من حديث، لتشعر بالذنب من طريقتها وللحظة كانت ستتحدث بلين وتعتذر لكنها استعادت رباطة جأشها في اللحظة الأخيرة واحتفظت بملامحها التي تدربت على جمودها أمس، رغم أن كلامها كان فيه بعض الاقناع والتساهل قليلاً لكنها لم تتراجع عن موقفها ..
كانت تلك المواجهة شديدة وهو لم يعرف ما سيقوله لأنها باغتته، وحادثة ذيـــّاب لم يمر عليها الكثير، ويبدو أن لو مرت السنين سيبقى ذلك اليوم ختمًا في ذاكرته لن يندثر...
-أعدك يا بنون أنني سأحاول أن نجتمع، أنا أحبك حقًا
-أنا أيضًا أحبك
قالتها بلين وابتسامة زيّنت ثغرها ليتوقف الزمن عند هذه اللحظة قليلاً...
هل يكفي الحب للزواج؟ أم تلزمه الشجاعة أيضًا؟؟؟
********
قلّبت الهاتف في يدها بظفر، وهي تتمعن فيه بعينيها، كان كالكنز التي حصلت عليه بعد إبحارٍ طويل ، ملوحة البحر لم تعجزها وعلو الأمواج لم يوقفها... كانت كالشراع الصامد في وجه العواصف تتمايل يُمنه ويُسرى مع الهواء حتى لا تنكسر..
لا يُسمح للفتيات في المنزل بحمل الهواتف، كان هذا قانون جدها حتى لا يشغل وقتهن أو يكون سببًا لانفتاح لن يُدر عليه سوى المصائب وحتى وإن سمحَ للبقية بحمله فرابحة قد تكون الأخيرة في القائمة بل تكاد تكون غير موجودة من الأساس، فهي في نظرة لا تحتاج لانفلاتٍ آخر قد تُسببه قطعة حديد، وقد كان لجدتها رأي آخر..!
لكن هذا الهاتف الذي جاء بعد عناء ليس به رقم سلطان ولا أي شيء يُهيئ التواصل معه!،تأففت وهي تجلس بالبهو منتظرة أن يخرج سلطان من مكتب جده لتطلب منه مرة أخرى رقم هاتفه، لكــــن مجيئ فراس غيــــّرَ الخطة بأكملها وجعلَ ابتسامة خبيثة ترتسم على ثغرها، نادته قبل أن يتجه نحو غرفته فقد بدا عليه الاستعجال والتجهم
-فراس... هل يمكنك أن تأتي قليلاً
تأفف فراس وهي لاحظت هذا لكنها لم تُبدي أي اهتمام أو نية في السؤال عما يُعكر صفوه على الأقل الآن، بل مدت يدها بالهاتف عندما صارَ أمامها، وقالت بنبرة مؤدبة هادئة على غيــر عادتها
-هل بإمكانك تحميل برامج التواصل الاجتماعي لأني لا أعرف في الهواتف وقد جاءني هذا حديثًا
بلغَ الغيظ من فراس مبلغه من طلبها الذي جاء في غير وقته على الإطلاق فهو لا يرى أمامه منذ مقابلته مع بنون، ورابحة جاءت لتُزيد غيظه
التقطَ الهاتف منها بحركة عنيفة لاحظتها لكن لم تُعلّق، وبعد ثوانٍ معدودة كانت بصدد سؤاله عما يؤرقه لكنه سبقها بنبرة سُخرية كانت أقرب للاستهزاء
-لا يحتاج الأمر لشخصٍ متعلم حتى يتم يُمكن لأي شخص فعل ما أفعله!!
بهتت رابحة من حديثه المفاجئ، وظلت تنظر له بصدمة جليّةً على ملامحها المأسورة داخل براكين الحزن وطيّات القهر، فغرت شفتيها لتقول شيئًا لكنها لم تستطع، ليست المرة الأولى اليوم ليتحدث أحد عن تلقيها التعليم.. وكأن الأمر كان بيدها وهي رفضت!!... وكأنهم لا يعرفون أنهم لو كانوا مكانها لن يعترضوا...
أخذت الهاتف من يده بحركة أعنف من خاصتها والتفتت لترحل مبتعدة عنه، داخلها يحثها بأن تُسرع لغرفتها ويؤنبها على الخروج منها والاختلاط بهذا العالم.... القذر!
لفحه الندم بعد رؤية ملامحها وإدراكه لقسوة حديثه بعدما أفرغَ غيظه الكامن فيها كأنها ثِقل يحتمل ضربات غضبه، نادى عليها بصوتٍ يغلب عليه الاستجداء والندم لتقف عندها أصابه الارتياح لكن لم يدم إذ أردفت وهي لم تلتفت له حتى
-لا تستبق مصيرك يا فراس فربما تطولك يد جدي أنت الآخر...
كانت جملتها غاضبة في إشارة على قرار جدها بمنعها من التعليم ولينتظر هو دوره، أشعرته للحظة أنها تعرف شيئًا عن بنون، لكن رابحة لا تخرج أساسًا وإن فعلت من المستحيل معرفتها، فهي لا تخرج عن حدود القبيلة!!
كاد يرد عليها لكنها كانت اختفت من أمامه وصعدت لغرفتها مُطلقة العنان لدموعها
-فراس..
كان هذا صوت سلطان الصادح خلفه، التفتَ بسرعة ليجد ملامحه متجهمة أكثر مما هو عليه عادةً
نظرَ له فراس بتساؤل جعلَ الأخر يقترب منه هامسًا بهدير
-هل جننت لتقول هذا الكلام لفتاة؟؟
-رابح؟؟؟
ردَ فراس باستفزاز رغم معرفته بخطئه لكنه كان مدهوشًا من كلام سلطان الذي يبدو مدافعًا
-فراااس.. تأدب هذه ابنة خالك واحترامها من احترامنا
حدجه فراس بقوة قبل أن يُجيب
-أعرف أن ما قلته خاطئًا لكن هذا لم يكن رأيك في مجالسنا... كنت تصمت يا سلطان إذا تحدثنا عنها بهذا الاسم
قالَ سلطان بغضب هذه المرة
-وها أنا أخبرك أنه لن يحدث مرة ثانية ... هذا خطأ فادح هل تريد أن تلقبك النساء في مجالسهم بفرسة؟ وأنت تعلم الاسم والمضمون لن يُعجبك
هدرَ فراس
-سلطان
-اخرس
ضحكَ فراس عاليًا ليقول بينما يربت على كتف سلطان
-والله إن ما تفعله هو الخطأ بعينه يا سلطان، أنت وقعت في هذا الخطأ بقدميك، وأنا أنتظر استغاثتك ... أم أنك ستستمتع
رمقه سلطان باستفهام فغمزَ له فراس، ليُدرك الأول ما قصده، زمجرَ بشدة قبل أن ترتفع قبضته وكأنها تريد استقبال وجه فراس بكل سعادة، لكنه هربَ مسرعًا وابتعد عن بطش ابن خاله، وقفَ على مسافة مناسبة تضمن له أن سلطان لن يطوله بها إلا إذا جرى، وقالَ بنبرة أنثوية بها بعض الدلال المبالغ فيه
-أراكَ لاحقًا يا أبو السلاطين
قذفه سلطان بأنتيكة صغيرة كانت في مرمي يده اليمين لكن فراس تفاداها ضاحكًا وانطلقَ نحو الأعلى حتى لا تُصيبه قذيفة أخرى متجهًا نحو غرفة رابحة حتى يُصالحها
********
تنهدَ سلطان بحنق من كلام الفراس الذي ولبرهة من الزمن أصابَ شيئًا داخله، عضَّ على شفته بقوة ووقفَ متخصرًا يُفكر في الذي يحدث معه تلك الأيام، من التشتت والأرق الذي يُصيبه من مجرد رؤيتها أو عند إتيان سيرتها... وكم أصبحَ مراهقًا ومُرهقًا عند النظر في عسليتيها، يشعر أنها تسحبه إلى عسلها الصافي وهو يغرق بإرادته...
ومؤخرًا بدأت أوتاره القلبية تعزف ما إن تسمع رنة خلخالها الفضي ذو الصخب الرنان!!
لمحَ خنساء تدلف على مقربة من المطبخ وتحمل في يدها صينية فارغة وتبكي، لكن ما إن رأى اتساخ عباءتها وملابسها حتى شمَ رائحة رابحة في الأمر مما جعله يبتسم قليلاً وتنفرج شفتيه دون صوت، ثم بعدها اتجه لمكتب جده، ألقى السلام وتفاجأ بوجود جدته فاطمة تقف قبالة جده ويبدو أنهم في نقاش حاد
-لنصل لنهاية الأمر الآن... ما الذي تنتويه يا حاج؟
-كل خير يا فاطمة ... لا أنتوى إلا الخير
ردَ كامل بتفكه ليسأل سلطان عندما لاحظ الجو متوتر بينهما
-هل أتي في وقتٍ لاحق يا جدي؟
نظرت له فاطمة نظرة قاتلة، داهمته وهو تساءل في نفسه عن سببها لكن لم يعرف إلا عندما تكلمت بنبرة حادة
-إذًا أنت يا أعقل أحفادي من تساعده؟ لم أكن أتوقع منك هذا يا سلطان .. عيب عليك
قطبَ سلطان حاجبيه للتوبيخ الذي يتلقاه دون سبب وأردفَ بدهشة بينما يمد يده لزراعها حتى يُجسلها
-ما الذي فعلته يا حبيبتي لتغضبي كل هذا الغضب.. اهدأي فقط
رمقته بنظرة زاجرة وابتعدت عن يده وجلست وحدها، وجهت حديثها للإثنين دون النظر إليهم، لكن نبرتها التي على وشك البكاء أنبأتهم بما تشعر فلم يكونوا بحاجة لسكين عينيها الذابح
-أنا لن أسامح في حق ابني والله يعلم هذا، وإن اتُيح لي أخذه سآخذه وسأقتص من قاتله لكن ليسَ بتلك الطريقة... اقتلوه برصاصة غادرة أو اتركوه لعنتر .. غير هذا فلن أقبل، أنت تأخذ الثأر ممن تسببَ في أذيتك هو بعينه وليس أحدٌ آخر
انتفضَ كامل و خبطَ على المكتب وتحدثَ بنبرة غاضبة غير موافقًا على حديث زوجته
-وهل ستبرد نيراني الثائرة إن قتلته بغدر مثلما فعل؟؟... لا سأنظر لعينيه وأنا أقتله يا فاطمة، إن الرصاص أو عنتر سيرحمه ويُجنبه عناء ما سأفعله به... لن أقتله حقًا، لكني سأجعله ميتًا وهو حي.. يتنفس لكن دون روح مثلما أخذَ مني روحي
اختنقَ في كلمته الأخيرة وارتمى على المقعد دون حولٍ أو قوة، حديثه أبكى فاطمة ولم يزد سلطان إلا غضبًا ونقمًا على عبد العزيز والرغبة الأكبر في الانتقام منه، لم يتفوه بشيء ولم يُعلق تكفيه اندلاع النيران داخله، فلاذ بالصمت بينما تكلمت فاطمة بعد سكوت يتخلله بكاؤها
-الفتاة ليس لها ذنب.. أنت هكذا لن تقتله وحده ستعذب شخصًا آخر لم يفعل لك شيئًا
-وإن يكن .. الثأر عندي بعشرة
ردَ كامل بجمود لتثور فاطمة
-هذا ليس عدلاً أحضر الرجل واقتله ولننتهي من هذا الأمر ... أريد ثأر ابني قبل أن أموت
اختلجَ قلب سلطان لسماعه كلمة "موت" من شخصٍ غالٍ على قلبه، نظرَ لجدته الباهت وجهها و ضيّق عينيه واتجه لها دون أن يشعر وربتَ على كتفها وأعطاها نظرة أمان، نظرة تقول "لن أفعل"
كانت نظراتها حائرة، تستجديه بلهفة أم مكلومة أن يُنفذ أخر أمنياتها، طمأنها بنظراته وأعطاها وعدًا بأنه سيبذل قصارى جهده... سيحاول!
نهضت فاطمة بعدما أعطت نظرة تحذيرية لكامل ولم تأبه لتصرفه المُتجاهل تجاهها، وخرجت من الغرفة برأس مرفوعة طالما تستند على حفيدها العاقل
تابعها سلطان بعينيه حتى خرجت ثم حوّلَ انتباهه لجده الذي هتفَ قائلاً
-اترك أمر جدتك هذا ولا تشغل بالك به سنفذ ما اتفقنا عليه يا سلطان... أم أن قلبك رق لكلام جدتك؟
حمحمَ سلطان ليُجيب بعدما تلقى نظرة ذات مغزى مُترقبة من جده
-ليس المقصد يا جدي لكــن جدتي معها حق في النهاية لن نجني شيئًا مما أردناه يمكننا سلب أمواله وقتله بطريقة أخرى
صمتَ كامل للحظات ثم هتفَ بنبرة قاطعة
-نفذ ما اتفقنا عليه يا سلطان..
-جدي..
أردفَ سلطان باستجداء ليُجيب كامل بنفاذ صبر
-لا تخبرني أنك اقتنعت بكلام جدتك حقًا... لو كنت أعرف أنك ستتأثر من قبل ما تبدأ كنت اخترت سالم
قطبَ سلطان حاجبيه وقالَ بدهشة
-جدي الأمور لا تؤخذ هكذا ثم إن سالم متزوج ويحب زوجته
مالَ كامل بجزعه على مكتبه وقالَ بابتسامة دبلوماسية
-الزواج رابط مقدس يا عزيزي سلطان لكن ليس هناك أكثر قداسة من القبيلة وقوانينها التي تسير على رقبة الجميع.. حتى أنا
-لو كان سالم قبل بهذا هل كنت سـ...
قاطعه كامل وهو يضجع على ظهر كرسيه وطرقَ بعصاه أرضًا
-نعم كان سينفذ بلا تردد
كانت ملامح وجهه هادئة لا تعكس ردة فعله الداخلي الذي بدأ يقلق من ولاء سلطان له، لكن شعورًا من الارتياح غمره عندما تذكرَ حله الأخر وهو سالم!!
سالم سينفذ بدون أن يناقشه، لو طلبَ عينيه سيفعل وليس فقط أن يتزوج مرة أخرى على بدور
-حسنًا يا جدي لن نتحدث في الأمر الآن، لدي ما أخبرك به
تحفزت حواس كامل وبدا مترقبًا لما سيقوله لسلطان الذي قالَ بنبـــرة ذات مغزي
-عبد العزيز هنا...
-ماذا؟؟!!
نطقَ كامل بصدمة بالغة ترجمتها ملامح وجهه ورفعة حاجبيه المدهوشين بدورهما، أكملَ سلطان كأنه لم يُفجـــــــر قنبلة لتوه
-يبدو أنه بصدد صفقة جديدة أو أنه أتى فقط لتغيير الجو فابنته معه
طرقَ كامل بعصاه عدة مرات وبانت على وجهه إمارات الغيظ، زمَّ شفتيه بقوة وكزَّ على أسنانه وطفقَ يفكر، لقد تغيّرَ مخططه لكنه لم يفسد، بدلاً من ذهاب سلطان له جاء هو إلى عرينه بقدميه، فجأة نظرَ لسلطان وحدثه بجدية
-ستذهب له يا سلطان... اليوم إن أمكن
حكَ سلطان ذقنه وهتفَ بتشكك
-اليوم!! ألم نتفق على تأجيل الأمر
هتفَ كامل بشرود
-لا يمكننا تفويت فرصة أنه في أرضنا، يجب أن نقوم بواجب الضيافة كاملة... لنظهر لهم كرمنا ففي النهاية سنكون أقرباء
ضحكَ سلطان بملء فمه على تعبير جده المستتر وأردفَ ببقايا ابتسامة
-هل ما زلت مصرًا
-أكثر من الأول " صمتَ وهله ثم زيّلَ حديثه" كن سخي معهم يا سلطان وأنت تعرف مقصدي بالتأكيد
استقامَ سلطان من مجلسه قائلاً بسخرية
-سأرى يا جدي تعرف التعامل مع الأنثى ليست من طبيعتي، لقد كان معك الحق في اختيار سالم من البداية هو يعرف التعامل معهم ومتقلباتهم ويسيطر عليها جيدًا
انفرجت شفتي كامل في ابتسامة لكنها عادت تستر تحت جمود ملامح وجهه ليقول بتفكه وهو يرمقه في عينيه كأنه يوصل رسالة
-سالم متهور قليلاً، أنت تأخذ الأمور بحكمة مثلي لهذا اخترتك
هل لمحَ في جملة جده " لا تُخيّب ظني" ولم يسمعها جيدًا، أم أنها كانت في طيات حديثه أو في سهام نظراته نحوه؟!
كانت نظرة كامل بمثابة عقد ينتظر توقيع سلطان عليه، والأخير لم يتمهل في تلبية طلب جده وأعطاه نظرة واثقة مُحملة بكثير من الثبات بمثابة وعد لن يخلفه
خطا خطوتين تجاه الباب ليداهم تفكيره شيئًا كان ناسيه، إن كان عبد العزيز هنا كيف سيذهب لأخيه ويطمئن عليه؟، يجب أن يجد حجة مُقنعة لجده تُمكنه من السفر حتى يرى أخيه، فوجود عدوه هنا أربكَ كل مخططاته
عادَ إلى جده مرة أخرى هاتفًا بعملية مخفيًا ارتباكه
-سأسافر بعد المجلس
لم ينظر له كامل لأنه كان انشغلَ بعدة أوراق أمامه، لكنه أومئ برأسه كإجابة تلقاها سلطان في صمت وتوجه ناحية الباب للخروج ظافرًا بعدم سؤال جده عن سبب ذهابه رغم أن هذا أثارَ استغرابه، وبينما كانت يده تقبض على المقبض سمرّه جُملة جده التالية
-أحضره معك فأنا أريد جمع أحفادي
***********
لم تصدق نفسها عندما جاءتها السيدة التي تساعدهم في المنزل وأخبرتها أن سلطان يريدها في الحديقة الخلفية!! لقد نست فراس وما حدث في غمضة عين ثم ارتدت طرحتها السوداء وهرولت مسرعة تُلبي نداءه
تقدمت ومع كل خطوة كان أملاً جديدًا يتنامى داخل صدرها يُشعرها بدنو انتصارها، بالتأكيد أحضرها ليُزيل حزنها ويُجبر خاطرها
تلك المرة تشعر بها!
الخادمات وقفن يتهامسن بسرية تامة وهن يرون سلطان يقف مع رابحة بعيدًا عن مدخل المنزل من الجهة الخلفية له، ويبدو أن بينهما حديثًا سينتهي بقبلة، ومع بعض البهارات مثلًأنها لربما حصلت عليها في وقتٍ سابق أو أكثر!!!
أما هو كان يفكر بأمر أخر مُعضلة أخيه الذي بات يعرفها جده، انتبهَ عليها عندما اطلت ولكن بها شيءٌ غريب
كانتx تقف أمامه تداري وجهها عنه لأول مرة لا تضع عينيها في عينه وتنظر له بنظراته الشرسة!
ورغم ذلك خرجَ صوتها جامدًا تشوبه بحة بكاء خافتة يبدو أنها جاهدت كي لا تظهرها
-ما الذي تريده يا سلطان أم أنك تريد إكمال ما فعله ابن عمتك
حمحمَ سلطان قبل أنx يُجيب بصوتٍ أجش
-هل كنتِ تبكين؟
لا لا ليس هذا الذي من المفترض قوله!!!، لم يكن يرتب تلك الجملة أبدًا، كان سيخبرها ألا تعطي رقم هاتفها لأحد وسيعلمها استخدامه لكن أن تنسل هذه الكلمات من فمه لم يتوقع أبدًا!
وحالتها لم تختلف عن حالته المصدومة، فرفعت رأسها عاليًا إزاء جُملته لثانية استطاع رؤية الدموع الملتمعة في عسليتيهت ثم أخفضتها سريعًا لتحدق في الأرض
أجابت بخفوت بعد طول صمت متوتر
-لا لم أفعل
زادت البحة عمقًا داخل حلقها، مما جعله يتأكد من بكائها وخاصة نظرة عينيها الــ...شجية!
-أنتِ تكذبين
تلك المرة حدجته بشراسة ليقول بحدة
-نعم لا تنظري إليّ هكذا أنت تكذبين وهذا واضح من نبرة صوتك وعينيك! ... عينيك الممتلئة بالدموع لست أحمقًا كي تخدعينني رابحة
صمتَ لحظة في حضرة عينيها اللامعة ثم أكملَ كلامه كأنه يصف حالة الطقس، ازدردت رابحة ريقها في اضطراب من هجومه عليها، لم تتوقع أن يسأل من الأساس وها هو يفاجئها مرة أخرى
أطبقت ذراعيها لصدرها وضيّقت عينيها وأجادت رسم ملامح تستفزه من رفعة حاجبها حتى التواء شفتيها
-وإن يكن!! ما خصك أنت؟ ما دخلك!!.. فتاة تغلق باب غرفتها عليها وتبكي!! قد تكون تبكي ميت أو شيءٌ حدثَ معها .. أو حبيب هجرها
-لا تفعلي....
قالها سلطان بعنفوان لتنظر في عينيه أكثر سالبة توازنه المتبقي
-ماذا يا سلطان، ألم تعرف أن فراق الحبيب هو أصعب شيء، ودموعه غالية لا تُقدر بأثمان المشاعر الأخرى
استغفرَ في سره وتقدمَ منها بعضًا من الخطوات التي قربتهما أكثر، ثم تحدثَ من بين أسنانه وقبضته تتشكل أمام وجهها
-توصلينني إلى مرحلة الاستفزاز التي تجعلني أرغب بقتلك
وبدلاً من أن تخاف، هتفت مشاكسة ضاحكة بصوتٍ أطربَ أذنه
-وعندما تقتلني يا سلطان من سينغص عليك حياتك ويخرج لك من اللامكان ليثير غضبك؟
كانت تبتسم دون أن تدري أن ابتسامتها تلك ترشق في قلبه وتمتزج بنياطه وتختبئ خلفها، ومع كل نبضة تتحرر إلى أيسره فيتدفق الدم حاملاً ابتسامتها في شرايينه فتصبح إدمانًا
أبعدَ نظره عنها واستعادَ ثباته، ليقول آمرًا في نبرة لا تقبل السخرية أو النقاش
-الآن أخبريني لم كنتِ تبكين؟
أسبلت جفنيها في حرج يراه لأول مرة، ثم تكلمت بتهدج وياللعجب رابحة تخجل مثل الفتيات!!!!
-أنت تعرف.. ليس عليك أن تسأل
بالكاد استطاع سماع أخر كلماتها من خفوتهما ونظراتها المبعثرة في جميع الاتجاهات إلا هو وعيناه!
زمَّ شفتيه قائلاً بطريقة مواسية حاول فيها أن يكون محايدًا
-ربما كان فراس يمزح معك تعرفين كم يحب المزاح ولا يقتنع أبدًا أنه ثقيل، لا تأخذي الأمور بتلك الحساسية
وفي لحظة تحولَ الهدوء إلى عاصفة هوجاء تطرح الشجر أرضًا وتصبغ السماء باللون الرمادي
كانت لحظة فاصلة في مشاعرها وكم أردات أن ينصفها!
تحدثت بشراستها المعهودة التي استعادتها وصوتها العالي كان جهوريًا حتى كان من الممكن أن يفضحهما
-حساسية!!! حقًا؟!! هل هذا ردك بعد الذي سمعته من ابن عمتك وبأذنك؟! ... أنت .. أنا!!
كانت حروفها غير متزنة، تتلجلج في كلامها لتُخرج جملة واحدة، لكن في النهاية التحمَ قرص شمسها الغارب مع بئره الأسود العميق لتُنيره بحقيقة ما تشعر
-تعرف! كنت أنتظر منك أن تنصفني.. أو حتى تخبرني ألا أحزن من كلامه لأنه ليس مهمًا بالنسبة لك، منيت نفسي وأنا أتية لك أنك ستجبر خاطري المكسوري، والله كانت كلمة واحدة منك لتمحي ما مضى منذ سنين، لكـن ...
داهمتها المرارة، فشابت حروفها المختنقة في حلقها لتقطع كلامها وتصمت تاركة دموعها تتحدث بقهرها الذي اكتنفها وأجهزَ على ثباتها المزعوم
عادت تتحدث وتلك المرة بدت ضعيفة، ومكسورة... بدت أنثىx تحتاج للحماية والاطمئنان
- صرت تشبههم يا سلطان في كل شيء، رغم الشيء الذي بيننا وأنت تظنه عداوة، أنا لم أثق إلا بك، ولم أجد أماني إلا معك... أنت الوحيد الذي أقف معه في أي مكانٍ لا شرط إن كان نائيًا أو صاخبًا... أنت الوحيد الذي عريّت له روحي الآن... وأنت أيضًا الذي سيتركني بعد ذلك ويجعلني أندم وأبكي أضعاف هذا البكاء في الليل لأني ضعفت أمامك
كاد يتحدث لكن شمسها غربت من أمامه وبقى هو واقفًا يحدق في أثرها مدهوشًا يشوبه بعض الندم!!
كان كلامها بمثابة اعتراف مبدأي بمشاعرها نحوه، وقربه منها دون أن يعلم!!
هو لا يعرفها إلا بصاحبة المشاكل ومُثيرتها فكيف يصدق الآن أنها تتخذه بمثل هذا القرب؟؟
نفضَ رأسه عنها غير راغبًا في التفكير على الأقل الآن، ثم ذهبَ متوجهًا للخارج نحو ثأره
وصلَ إلى المكان وعندما همَّ بالدخول وجدَ كلاب شرسة يمكسها الحراس ويبدو أنهم يقيدون حركتها، أعطى اسمه للواقف بكل آنفه وشموخ قائلا
-أخبر سيدك أن سلطان الهاشمي يريد مقابلته
-لحظـة
غابَ الحارس قليلاً ثم عاد وقالَ بلهجة عملية
-السيد في انتظارك ..
وأشارَ له بالدخول ثم تبعه ومع كلب من كلاب الحراسة مما جعلَ سلطان يبتسم بسخرية، كانت خيمة واسعة مثل خيم الأعراس عندهم، لكن قبل أن تدخلها يجب أن تسير في ممر مُمهد ليس بطويل، وأثناء سيره قابلَ فتاة خارجة من الخيمة، كانت بارعة الجمال؛ بيضاء اللون وهيفاء الطول بقوامها المشدود وشعرها الحريري المتوسط الطول بلون الشيكولاتة التي أذابته فيها...
كانت تعبث بهاتفها ولم تنتبه لنظراته وعندما رفعت بصرها اصطدمت بعينه التي التقت بخاصتها الخضراء فتوقفَ بها الزمن قليلاً هائمة في بئره الأسود، وملامحه الرجولية الوسيمة وعبائته البيضاء وعمامته التي جعبته يبدو كذئب صحراء شرس لتعود لوعيها بعدما أشاح بيصره عنها، شعرَ باستيائها وليُثبت غروره رمقها بنظرة خاطفة من جانب عينيه لتتأكد شكوكه، ثم حلت القتامة فجأة مُقلتيه ليُصبح مشدودًا أكثر، سارَ من جانبها ولم يلقِ بالاً للتي تسمرت في مكانها خلفه تغازله في أفكارها
دلفَ على مقربة من باب الخيمة ليقف قليلاً قبل أن يخلع حذاءه ويتقدم من الذي قتلَ عمه ليجلس معه جلسة ودية!
...........
دخلَ إلى الغرفة بحذرٍ شديد يُخفي خلفه لفافة من المشبك كبيرة نسبيًا، وضعها على الفراش أولاً ثم تفقدَ الغرفة الخالية منها، فبالتأكيد هي عند والدتها أو جدتهم فاطمة، أبداَ ملابسه ثم جلسَ على الفراش من الناحية المواجهة للباب بحيث أخفي جسده لفافة المشبك الذي تعشقه بدور
لقد أنبَّ نفسه البارحة على ما فعله، شعرَ بالغيظ من نفسه لكن رابحة استفزته هذا اليوم وكان في قمة غضبه لذا بدلاً من أن يكتمه فاض عليها هي..
عبثَ في هاتفه مدة حتى سمع صرير الباب يُفتح وتطل هي بوجهها الأحمر الباقي عليه أثار الدموع، وعينيها المنتفخة، انتصبَ واقفًا واتجه نحوها وعلى حين غرة كان يحتضنها بقوة حتى أجهشت بالبكاء مرة أخرى غير تلك التي توارت عن بصره
-اهدأي... أنا أسف... سامحيني
كان يربت على شعرها ويقبل جبهتها بين كل كلمة وأخرى، نبرته الحانية واحتضانه المشدد لها جعلَ بكائها يزداد حتى وصلَ للانتحاب، كانت تنتفض بين ذراعيه غير مُدركة قوة تأثير بكائها عليه
أردفت بتقطع من بين شهقاتها
-أول مرة تمد يدك عليّ يا سالم ...كيف فعلتها!
كانت تعاتبه وتستعجب في ذات الوقت، كيف هان عليه أن يُعنفها ويُمسكها من ذراعها بتلك القسوة وهي لم تذق منه إلا الحنان والدلال؟...
لم تحتمل وذهبت لوالدتها تُفضي استيائها من زوجها وبكت كثيرًا حتى ظنت أن دموعها قد جفت لتُفاجأ بمُقلتيها تُفجر شلالاً عندما لمست صدره
-أنا أسف لن أفعلها ثانيةً، لم أكن بوعيي أقسم وأختك استفزتني لأبعد حد فخرجَ كل غيظي فيكِ..x اعذريني يا قمري المضيء فوالله أنا لا أطيق حُزنك
هدأت قليلاً وابتعدت عنه تمسح عينيها ومازالَ جسدها يختض من شهقاتها المتوالية
اقتربَ منها ومسحَ دموعها بيده وقالَ بنبرة أجشة مليئة بالعاطفة
-لا أحب رؤية دموعك فهي تقتلني
أطلت من عينيها نظرة عاتبة أودعت فيها كل اللوم ولم تُعلّق على كلامه، تنهدَ ثم مالَ على وجنتها اليُمنى وقبلها بعاطفة، ثم انتقلَ على وجنتيها الأخرى وقبّلها بعاطفة أكبر وظلَ ينتقل من وجنتها لعينيها وأرنبة أنفها حتى وصلَ لشفتيها أخيرًا وعندما كان يهم بلثمها أدركت هي مراده وابتعدت عنه
أردفَ بانزعاج كطفلٍ اُبعدت عنه حلواه
-ماذا الآن
أجابت وهي تُعطيه ظهرها بغضب يشوبه بعض الدلال
-مازلت غاضبة
-وماذا أفعل كي تسامحني البرنسيسة؟
هزت كتفيها في عدم معرفة لتقول
-لا أعرف
-يا صبرررر
فجأة تذكر لفافة المشبك القابعة على الفراش، فحملها ووقفَ ورائها ثم فضَّ الغلاف الورقي ببطء حتى أصدرَ صوت خشخشة بجانب أذنها، تنبهت حواسها إلى الصوت فالتفتت لترى ما يحمله وسرعان ما تبدلت ملامحها من الاستياء إلى الفرح الشديد وهي تنطق بسعادة جالية
-مشبك!!! عشقي...
التقطت اللفافة وأكملت فضها بسرعة حتى ظهرت أقراص المشبكx الدائرية الخمسة التي تراصت فوق بعضها وغُلفت ببلاستيك شفاف جعلَ لعابها يسيل أكثر..
حالة من الهياج والمرح تنتابها ما إن تراه؟ لا تعرف هل تعظّمَ شعورها بسبب هرمونات الحمل؟ أم لأنه قام بمصالحتها وجلب ما تُحب، وأنها لم تهن عليه؟
طمست تساؤلها لما بعد ثم بدأت تتناول المشبك وتصدر أصواتًا متلذذة
-الآن أريد مكافئتي
فاجئها سالم بقوله ولم يُمهلها فترة للاستيعاب بل قطعَ المسافة الفاصلة وهجمَ على شفتيها وقبلها بعاطفة قوية ممزوجة بالرقة، ثبتَ جسدها الواهن بكفيه على وجنتيها، ابتعدَ عنها أخيرًا متمتمًا بسعادة
-بدور بطعم المشبك.. كم هذا شهي
-سالم
احتجت بخجل ليُجيب بأعين عاشقة وحنوًا لا يظهر سوى معها
-عيون سالم، وقلب سالم لأجلك يا قمري المضيء.. لا تعرفين كم كانت حالتي عندما أحزنتك، لكني أعدك أنني لن أكررها
قالها بوعد ثم ختمَ قوله
-أحبك
ردت عليه بسعادة ونبرة عاشقة
-وأنا أيضًا أحبك ولا أتخيل الحياة بدونك
……..

في مجلس العائلة..
كانت العائلة جميعها هناك، حتى الكبار؛ فحضر غانم ومحمد وابتهال أيضًا جاء بعد تعسُف زوجها ناحيتها بأنها لا يجب أن تهجر والدها كل هذه المدة التي تعدت الشهر..
حتى خنساء وأخوها حماد حضروا وجلسوا متجاورين هو ينظر إليها، وخنساء تلتفت برأسها كأنها تنتظر أحدًا... وهي تعرف جيدًا من تنتظر
حملقت رابحة في الوجوه الجالسة على صفيح ساخن، هذا متوتر، وهذا يُفكر، وتلك ساخرة، وهذا مُترقب..!
أما هي كانت تداهما مشاعر مختلطة بين عدم الراحة والقلق، وقد اعتراها شعور أنها لا تنتمي لهذا المكان فجأة، نظرت لفراس الذي حملت عيناه نظرة مماثلة لخاصتها وتقبلتها هي بصدر رحب... تُدرك جيدًا أن يكتشف جده أمر فتاته..
هذه النظرات تعرفها جيدًا إن كان في الأمر فتاة؛ التخبط والزيغ الذي يتوسط مُقلتيه عانت منه وأصابها سهاد الليالي المُظلمة دون قمرها "سلطان"
فركت عينيها بسأم من الضوضاء الخافتة جـــرّاء الهمس بين الحاضرين، تلفتت حولها ومسحت الغرفة بعينيها قبل أن تُدرك الحقيقة التي خافت أن تزورها.. هو أنه ليس هنا!
لا تعلم لم انقبضَ قلبها عندما توصلت لاستنتاجها الصحيح، أحست أن هذا الغياب وراءه شيئًا لن يُعجبها، ربما مُصيبة أو كارثة عظيمة..
-السلام عليكم... آسف لتأخري كان لدي أمرًا مهمًا عليّ قضاؤه
قطعَ تفكيرها السلبي صوته وهو يُلقي السلام على الحاضرين ويذهب ليجلس على يمين والده بينه وبين سالم
تهللت أساريرها عندما لمحته واعتدلت في جلستها، وعلى حين غرة وفي خلسة من الجميع تقابلت العيون وهله فأعطته ابتسامة دافئة، كانت مُناسبة تمامًا في هذا الوقت بعد تلك المقابلة المُستنزفة لقدرته
تجاهل ابتسامتها وحوّل وجهه تجاه جده، وأومأ برأسه في شيء من الاطمئنان، لترتاح ملامح كامل وتنبسط، وظهرَ هذا في نبرته الموالية
-لقد جمعتكم اليوم بخصوص شيء طارئ، وهو لم شمل العائلة مرة أخرى.. فمنذ مدة لم نجتمع على إفطار ولا حتى غداء والكل أصبحَ مشغولٌ في حياته ولا أعرف ما الذي يمكن أن يكون أهم من عائلتك، لكن لن أتحدث عن هذا الموضوع.. يكفي أننا تجمعنا مرة أخرى.. أليس كذلك يا ابتهال؟
وجهَ حديثه ناحية ابنته الصامتة التي تراقب وجه سالم الجامد والموافق لكلام جده، أجابت بشيءٍ من الفتور وهي مازالت تُحدق في وجه ابنها
-وهو كذلك يا شيخ
قبضة مؤلمة اعتصرت قلب كامل، منذ تزوجت ابنته وحرمها هو ممن تُحب وتحوّلَ لقبه من "أبي" للشيخ"، كان تُعلن رفضها للانتماء، ورغم أن هذه يؤلمه لكنه لا يُظهر ... ولو عادَ الزمن به لزوّجها سعيـــد مرة أخرى... فالعادات... عادات القبيلة الأزلية
-أدامك الله لنا يا أبي وجعلَ في كل جَماعنا خيرًا
أطلت ابتسامة مُستحسنة على وجه كامل قبل أن يتحدث تلك المرة موجهًا كلامه لسالم
-وأنت يا سالم ننتظر الولد هذه المرة .. لقد صبرت كثيرًا من أجلك، وتغاضيت عن أول مولود لك.. ولكنك وعدتني
ردَّ عليه سالم بسرعة وكأنه سيمنع الكلام من الطرق على مسامع بدور التي تصالح معها للتو
-خيرًا يا جدي ... خير
كان وجهه جامدًا لم تظهر عليه أي تعابير، فقط اختلسَ نظرة ناحية بدور التي تبدلت ملامحها هي الأخرى، رمته بنظرة عاتبة لأنه لم يُخبرها -ما دار بينه وبين جدها- فالتقطها بصمت وأحاسيس مُبعثرة تفجرت للتو، فماذا لو لم يكن القادم ولدًا؟؟
قطعَ لحظات العتاب بينهما صوت الجد مرة أخرى بإصرار شديد ونبرة قوية عاكست ملامح العُمر على وجهه
-نريد أيضًا أن نلم شمل الشباب ليصنعوا عائلة ويدركوا معناها جيدًا قلبًا وقالبًا..
تركَ جملته مُعلّقة ولم يُكمل بقصد، عادته الماكرة التي يتقمصها دائمًا في المجالس، يُلقي لك جُملة مُشتعلة ثم يصمت قليلاً فلا يزيد العقول إلا اشتعالاً
-ما الذي تقصده يا حاج؟
قالَ محمد ليُضيف غانم بسعادة
-هل صحيح ما فهمناه يا حاج؟
وأخيرًا تحدثَ كامل شارحًا وعلى ثغره ابتسامه رآها البعض صورة من صور السعادة، وتوجسَ منها البعض كرابحة وفراس
-على الشباب أن يختاروا شريك حياتهم المستقبلية كما يشاؤون، على أن يكون اختيار الشريك والزواج من القبيلة وتحت ظل عاداتها العريقة، وسأكون راضيًا إن تزوجَ الشباب من أبناء عمومتهن
تهللَ وجه الجميع خاصةً رابحة التي جاءت فرصتها الذهبية لاقتناص غنيمتها، كانت تُعد لهذا اليوم منذ زمن، زمن طويل جدًا كان رفقاها الوحيدين هم عيون سلطان وخيالاتها الواسعة بامتلاكه... رغم أنها تعرف أن سلطان ليس رجلاً يُمتلك
وقفت أمام الجميع، وبينما هم مشغولين في صدمتهم من كلام الجد كانت هي تقترب منه غير عابئة بيد أمها التي جذبتها من ملابسها، وقفت بإباء كمحارب يأبى الخضوع للأسر وقالت في صوتٍ عالٍ يسمعه الجميع وسط نظرات الاستغراب التي حاوطتها حالما انتبهوا لمكانها
-حسنًا يا شيخ بما أنك تريد توفيق راسين في الحلال فأنا أريد أن أختار الرأس التي أعيش معها


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 07:23 AM   #72

Mrham

? العضوٌ??? » 406165
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » Mrham is on a distinguished road
افتراضي

ايوا بقى انا حاسة ان رابحة هتنضرب بس حبيت جرائتها
فراس مش راجل وانا مش طيقاة 😁

بيكهيون likes this.

Mrham غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 05:36 PM   #73

ارقى المنى

? العضوٌ??? » 384260
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 92
?  نُقآطِيْ » ارقى المنى is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع شكرآ لك..

ارقى المنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 01:13 AM   #74

رودينا نبيل

? العضوٌ??? » 493637
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » رودينا نبيل is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع ويا خوفى من صدمة رابحة هيخترلها فراس وصدمتها من جواز سلطان

رودينا نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 01:14 AM   #75

رودينا نبيل

? العضوٌ??? » 493637
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » رودينا نبيل is on a distinguished road
افتراضي

لا مش يشبع من الرواية عاوزين فصل كمان

رودينا نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 02:38 PM   #76

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد لاخلى مشرفات ومتابعات

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 10:46 PM   #77

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رودينا نبيل مشاهدة المشاركة
الفصل رائع ويا خوفى من صدمة رابحة هيخترلها فراس وصدمتها من جواز سلطان
تفتكري هيحصل ايه؟🤭


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-21, 03:58 AM   #78

ام تميم166

? العضوٌ??? » 440028
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » ام تميم166 is on a distinguished road
افتراضي

رائع متى ينزل البارت

ام تميم166 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-21, 10:21 AM   #79

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام تميم166 مشاهدة المشاركة
رائع متى ينزل البارت
الفصول بتنزل كل سبت


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-21, 05:23 PM   #80

رودينا نبيل

? العضوٌ??? » 493637
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » رودينا نبيل is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سارة عاصم* مشاهدة المشاركة
تفتكري هيحصل ايه؟🤭
ممكن تطلب ايد سلطان دى مجنونة وهربانة منها خالص بس ياترى لو حصل كدة رد الموجودين هيكون اية خصوصا جدها

قلب من ورق likes this.

رودينا نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رابحة، سلطان، القبيلة، عادات، زواج، بالإجبار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.