آخر 10 مشاركات
جحيم هواك - شارلوت لامب - ع.ج(ممتاز ) - إعادة تنزيل** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          306 ~ على حافة الربيع ~ هيلين بيانشين ~ روايات أحلامي ،، (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          305 - المحب العدواني - فيوليت وينسبير - روايات احلامي (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-21, 11:53 PM   #51

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع
***
حلوة البدايات!
ـ كلها حكايات ياغالي..
سلك حمزة بدايته وعن بدايات حذيفة فتلك لا تنتهي أبدًا، أخبر أخاه بعد صمت يتطلع فيه صوب الأفق الحالك إلا من التماع نجوم الليل وقمره:
ـ عدي عليا، ماما وبابا هنا وعندنا خبر حلو..
أغلق الهاتف واستدار ببسمة تائقة يمنحها للواقفة أمامه مغرورقة العينين ولا تزال غارقة في صدمتها:
ـ طيب حصل إزاي..
مر عليها ببسمة لعوب ومد يده يجذبها من خصرها يقبل وجنتها ويمر بأنفاسه المرتاحة على شفتيها فيما ينظر إليها من علو:
ـ لمّا يمشوا هقولك تاني.
أباح لها وجودهما في الشرفة بعيدًا عن العائلة المحتفلين بالداخل ضربه في صدره وتوبيخه:
ـ خد الموضوع بجد يا حذيفة، أنا فعلا لسة مش مصدقة.
هدهد أنفها بأرنبة أنفه ضاحكًا:
ـ أنتِ مستكترة علينا نخلف مرة من غير كورس علاج وتعب كتير يا لولو..
رفعت كفها تعانق جانب لحيته، ترتجف شفتاها تأثرًا:
ـ كنت فاكرة إن كل مرة هيكون صعب.
غمرها بالعناق يغرق قلبها في الدفء وعشق السنوات الذي لم ينقطع قط، فأضافت باسمة:
ـ حاسة إني أول مرة أكون حامل..
ضحك يقبل رأسها هامسًا قرب أذنها:
ـ دي أحلى مرة..
دلفا إلى عائلته بالداخل، أتى حمزة واندهش من تجمعهم، انضم إليهم في الصالة ولاحظوا طيف الراحة الغامر محياه، مازحته أمه الجالسة جوار أبيه:
ـ شكلك مبسوط يا حمزة.
أقبل يجلس جوارها بعدما لوح لهم:
ـ بطلوا تدخل في حياتي، أنا باقي لي ساعتين وأطلب هجرة لزحل..
ضحكوا وبعثرت له شعره في حنو:
ـ هاجي وراك برده..
أشارت إلى زوجة ابنها الجالسة جواره على أريكة قريبة:
ـ بارك لليلى عشان حامل..
شهق حمزة فيما يعتدل في جلسته ويتساءل:
ـ بجد!
حاوط حذيفة كتف زوجته الباسمة في خفر ورد بالنيابة عنها:
ـ أيوة بجد يا حمزة، ياسمين وشها حلو على عيلتنا.
تصنع حمزة الامتعاض يخبره بقلة تهذيب:
ـ خليك في حالك.
تدخل عبد العزيز في رصانة:
ـ ياريت يكون كتب الكتاب قرار في محله ومتكونش لسة متضايق يا حمزة..
قاطعته ليلى التي لم تحضر كل تلك التفصيل ولا تفهم سر التسرع:
ـ صحيح يا حمزة إزاي تاخد قرار كتب كتابك من غير ما تقولي..
تهكم حمزة الذي رمق الجميع تباعًا:
ـ أنا اتجوزت وهخلف يا ليلى من غير ما ياخدوا رأييي..
تعالت الضحكات فالتفت حمزة إلى والده مهادنًا:
ـ بس قرارات حضرتك ديمًا صح.
رماه حذيفة بوسادة متسائلًا:
ـ وقراراتي..
مط حمزة شفتيه وأخبره بنصف إغماضة:
ـ لسة بدرس نتايجها..
رفعت ليلى وجهها إلى زوجها الجالس جوارها:
ـ عجبك دور الخطبة..
مال برأسه يبتسم بهدوء:
ـ ده عشان حمزة بس ويارب يكون سعيد.
توجهت ليلى بالتحدث إلى حمزة:
ـ أنا لو مكانك مش هسمع كلامه.
استدعت جملتها قهقة الجميع بما فيهم زوجها الذي أشار إليها مخاطبًا أخيه:
ـ أيوة يا حمزة اتعلم من ليلى.
زجرته بنظرة غاضبة قبل أن تنهض وتتوجه صوب المطبخ:
ـ هجهز العشا.
تبعها حذيفة الذي وصل إليها وشرع في تحضير الأطباق فيما تفقدت ليلى نضج الطعام، جاورها يسكب الحساء ويميل إلى أذنها يسألها:
ـ عجبك الورد؟
شردت تتذكر حين دق بابها صباحًا عامل توصيل أحضر لها باقة زهور حمراء ضخمة وشيكولا تحبها، تسللت البسمة إلى شفتيها ببطء:
ـ جميل.
تراجع برأسه يمر ببصره عليها في عبث:
ـ أنتِ الجميلة يا لولو بس خاسة ربع كيلو.
كتمت ليلى ضحكتها كيلا يصل صوتها للجالسين في الخارج:
ـ ما شاء الله عيونك ميزان..
اقترب من أذنها يرجف أوصالها هامسًا بما لم يسمعه غيرهما..
يتبع..





التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 03-11-21 الساعة 05:21 PM
samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 11:55 PM   #52

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


ع الأساس أجي مشيد
على الحديدة أجي مليل
على الوشوش نيجي نشيل
على العيال تيجي مميل
بفتنا تعاشر المظابيط يا سُمك شعرة يامصابيح
ضباع بسعر المقاطيع لو أنتَ بابا طب أنا مين..
صدم مريم صوت الموسيقى التي لا تقل غرابة عن كلمات الأغنية، سارت عبر ممر منزلها متوجهة صوب غرفة ابنها في نهايته، شعرت بتلك الفجوة بينها وبينه، يعيش حياة تقريبًا لا تعرف عنها شيئًا، كلما اقتربت من باب الغرفة زاد تشوشها بكلمات الأغنية وضياعها بين المعاني المبهمة، كتشوش حياتها كلها، كل شيء مبعثر، أشفقت على طفلها الذي تعجز عن قيامها بدورها تجاهه، تتهرب من يأسها بالعمل، تغرق فيه حتى كادت تفقد أنفاسها، طرقت باب بلال ولم يسمعها، زادت من قوة الطرقة ففتح لها يحمل كتابًا دراسيًا، وقف أمامها صامتًا، في عينيه نظرة قط أخفى دلائل جريمته، تغضن جبينها وشعرت أن أمومتها تئن ها هنا، أسرَّتها في قلبها وقطعت المسافة تعانقه، أجفل بلال وشعر ببعض تأنيب الضمير لأنه يتعمد تسريب لها الشعور بعدم الراحة مما يفتح مليون باب للشك، يجعلها تخاف عليه بالقصد، ربتت على ظهره بيد مرتجفة:
ـ بتعمل إيه يا بلال.
ابتعد عن حضنها يشير لكتابه:
ـ بذاكر شوية..
مررت أطراف أناملها على جبينها بزفرة تعب:
ـ أنت عامل إيه النهاردة؟
ابتسم لها بصدق النظرت:
ـ بخير يا ماما..
نظرته تلك متنافية مع النظرة السابقة مما زاد بقلبها الخوف، أمسكت بكفه تسأله:
ـ يعني أنتَ بخير بجد؟
أشار إليها كي تدلف ففعلت، أغلق صوت الأغنية المزعجة بالنسبة لها وتبعها، جلست على فراشه المرتب وجذبته ليجلس جوارها:
ـ تعالى نتكلم، احكي لي كل حاجة عنك..
تبسم محياه دون ضحكة حقيقية:
ـ متعرفيش كل حاجة عني ولا إيه؟
زفرت تلوم نفسها وتخبره:
ـ كنت فاكرة إني عارفة كل حاجة يا بلال.
مرر أنامله على حافة كتابه مسدلًا أهدابه:
ـ كل ده عشان إللي حصل امبارح؟
مدت يدها تتمسك بركبته:
ـ وهو كان قليل يا بلال؟
كبح ما يجول بخاطره وسألها:
ـ قلتي لبابا؟
أطرقت في شيء من خزي، في الصباح هاتفت أمين تخبره بمشكلة بلال وطلبت منه أن يعاونها في التحدث مع ابنهما ومحاولة احتواءه، خذلها بوابل من التوبيخ الحاد، عيّرها بفشلها في تربيته وحمّلها المسئولية وحدها، أغلقت الهاتف في وجهه قبل أن يسبها بسباب بذيء توقعته، عرفت في تلك اللحظة أن بلال صار يخصها وحدها وأن أباه سيظل يضع على عاتقها كل التوابع، كذبت على بلال وفي كذبها وشاية، عيناها فضاحة أخبرته أن أباه لا ينفك عن قطع الأواصر بينهما، بينما أخبرته مريم مرتجفة النبرات متهربة العينين:
ـ أكيد مقلتش له، لو عرف حاجة زي كدة كان زمانه هنا معاك وزعلان منك.
سخر معلقًا:
ـ معاكي حق.
يتبع...

maram alsaeed likes this.

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 11:56 PM   #53

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد مرور ثلاثة أشهر
***
لمحت من وقفتها في الشرفة المرتفعة لمنزلها، سيارته التي أقبلت من بعيد تبطء قرب البوابة الضخمة للمنزل، لفحها من نسيم الصيف الليلي المعبق بزهور الحديقة الفوّاحة، استدارت للداخل تتفقد هيئتها أمام المرآة، كانت قد فاضلت بين عدة أثواب أنثوية وبالنهاية اختارت العملية الممثلة في سروال من الجينز وقميص قطني أبيض نثرت عليه عطر الياسمين وارتدت فوقه سترة مفتوحة تصل إلى الركبتين دون عطر!
قصدت أن تثير فضول حواسه ليقترب ويتعدى المسافة التي يتركها دومًا كفاصل بينهما، أخفضت بصرها إلى مساحيق التجميل المتراصة فوق طاولة الزينة، وركزت على قلم الحُمرة الذي ابتاعته بالأمس، درجة مغوية طلت بها شفتيها، لونها يطابق لون طلاء الأظافر الأحمر الصارخ الذي استخدمته، مشطت شعرها سريعًا وارتدت حذاءها ذا الكعب المرتفع والتقطت حقيبتها، غادرت غرفتها في شبه هرولة، عند هبوطها الدرج وجدت أباها يسير من المطبخ إلى غرفة المعيشة وفي يده طبق مكتظ بقطع الفاكهة الطازجة، يلتقط منه بالشوكة ويأكله أثناء سيره، تسمر محله حين رأى لون الحُمرة المبالغ فيها، تباعدت شفتاه وتقابلتا مرتين ومن ثم زفر يسألها:
ـ حمزة وصل؟
أومأت له ببسمة تناغمت مع لمعة عينيها وانكماش جسدها:
ـ أيوة وصل..
اتسعت ابتسامته وأشار برأسه للباب:
ـ طيب يلا عشان متتأخروش..
لوحت له وانصرفت على عجل، هبطت الدرجات القليلة وسارت عبر الممر المحفوف بشجيرات الياسمين، رآها تتوجه صوبه فراقبها فيما يسير تجاهها، في وجودها شيء من حلم، يعانقها النسيم فيتطاير شعرها حولها وتتبعه سترتها، ينكشف له رشاقة قدها الملتصق عليه ملابسها فيسرع الخطى إليها، وصلها ووقف أمامها مباشرة، استغربت حركته السريعة صوبها وتطلعت إليه مترقبة، ضوء الممر الليلي زادها حسنًا فوق حسنها، ناظرها من علو وتسربلت إلى ثغره بسمة هادئة:
ـ أنا قلت لك أنك جميلة أوي؟
ارتفع حاجبيها تلقائيًا مع بسمة خجول ونظرة تحكي عن سحر البحر قبل عناق الليل، هتفت تهز رأسها تحاول إخفاء خجلها:
ـ مبتقولش أي حاجة يا حمزة..
أغمض عينيه بضحكة خشنة مكتومة وفرقهما يهب لها حلاوة الغزل:
ـ أنتِ أحلى من القمر يا ياسمين..
تطلع لأعلى يتركها متعلقة النظر به مشدوهة، بحث عن تلك النجمة التي التمعت حين أتى أول، والتي توهجت الآن حين وقع بصره عليها فابتسم ييهبط إلى عيني ياسمين ويسكن كأنما وجد له مرفأ:
ـ جميلة وغامضة زي النجوم..
رفعت رأسها حين نظر، تبسمت تخبره:
ـ بس النجوم بعيدة، وأنا هنا.
ابتسم أكثر يتنهد:
ـ عشان حظي حلو..
رفرفت أهدابها في خجل فأضاف:
ـ حلو حلو يعني..
ضحكت بخفوت، كاد يهبط يقبل جبينها ومن ثم يهوى إلى شفتيها يسلك طريق الجنة زحفًا لكنه تراجع فالحب هو وجبة العمر تطيب به الحياة إن نضج على مهل، أجفلها حين التقط دفتي سترتها وشرع في غلقها، حاولت التراجع بأنفاس ثائرة وأوقفها بحزم لين، تركزت عيناه على شفتيها يسألها:
ـ معاكي وايبس؟
ضيقت عينيها تعقد جبينها وتسأله:
ـ ويبس ليه يا حمزة..
تلفت حوله باسمًا بسماجة مفتعلة:
ـ أنا ممكن أقضي السهرة عندكم هنا في الجنينة..
زمت شفتيها غضبًا:
ـ ليه بقى؟
عاد إليها بوجه جامد يشير إلى شفتيها:
ـ عشان مش هنخرج بالروج ده..
كتفت ذراعيها أمام صدرها تهتف مستاءة:
ـ نعم!
كتف ذارعيه مثلها يتحداها:
ـ زي ما سمعتي..
استنكرت بقلة تهذيب:
ـ أنتَ هتتحكم فيا يا حمزة؟..
حل وثاق ذارعيه، يقترب من وجهها مستفهمًا:
ـ فين التحكم ده، أنا اتدخلت في إيه يخص حياتك من ساعة ما عرفنا بعض..
لديه حق فهو يحترم خصوصيتها كليًا، رفعت أحد حاجبيها تتندر في مجازفة:
ـ قول أنك غيران.
زحفت إليه بسمة حقيقة، هو لا يكذب ولا يرواغ أبدًا فرد كفيه لأعلي مقاربة كتفيه وأخبرها ببساطة:
ـ أنا غيران..
جمدها محلها، بحثت عن الصدق في ما قاله فصدق قلبها، تلاحقت أنفاسها عبر تباعد شفتيها الشهي، تراجعت للخلف خطوة وفتشت في حقيبتها عن محارم مزيلة لمساحيق التجميل، أزالت الحمرة ببطء وألقت بالمحرمة الملوثة في سلة مهملات صغيرة على جانب الممر، عادت تقف أمامه تمامًا، الرضى على وجهه جعلها تبتسم بهدوء، ليس بينهما عصيًا فكما يحب حمزة التفاهم تحبه أيضًا، مد يده يمسك بكفها قائلًا بتأثر:
ـ ياسمين شكرًا لأنك قدرتيني..
رفع كفها إلى شفتيه يقبل ظهره ولا يحيد عن عينيها، وترها واضطرب نبضها متلاحقًا، سحبت كفها منه ببطء، فمد يده يلتقطها ثانية ويشرع في الرحيل بها، تجاوبت مع خطواته راحلة برفقته يكاد قلبها يضرب قفص صدرها من فرط انفعاله..
من الخلف مال ثغر الأب ببسمة هادئة ، الأب المراقب للمشهد الممتع منذ بدايته، كان يعرف أن حفلة حُمرة الشفاه القانية التي تستخدمها ابنته لأول مرة في خروجها من المنزل ستنتهي نهاية درامية مثلما حدث، مثلما حدث تحديدًا دون زيادة أو نقصان!
يتبع..

maram alsaeed likes this.

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:10 AM   #54

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


ثلاثة جمهم مقهى فوق ربوة عالية تغمره نسائم آواخر الصيف، نقل حمزة بين ياسمين وبلال تباعًا، لم تشرح له زوجته خطتها وأخبرته أن الخطة تحتاج إلى بلال كطرف ثالث ومهم، استهلت حديثها بالإشارة إن ابن خالتها الجالس عن يمينها يحتسى عصير الأفوجادو عبر الأنبوب القابعة بالكوب متلذذًا:
ـ عايزين نقنع بابا يتجوز خالتو مريم يا حمزة وأنا وبلال اتفقنا..
توقف بصر حمزة على بلال يكبح ضحكة صاخبة، أدار بلال رأسه صوب ابنة خالته ببسمة شريرة:
ـ لو ضحك هبوظ لك خطتك..
ضغط حمزة على نفسه لئلا تنفلت ضحكته وتخرب المخطط الذي راق له لتوه، رفع كفه بينه وبين الفتى في كياسة:
ـ أنا آسف، بس أنتَ موافق فعلًا؟
أدار بلال وجهه صوب ياسمين يجيب زوجها في برود:
ـ لاء لسة موافقتش..
انفعلت ياسمين تنقر على الطاولة تنبهه بحديثهما السابق على مدار عدة أشهر، فقد كانت تمهد لفكرتها بعد حفل عقد قرانها مباشرة، وتولت الضغط العاطفي على بلال طويلًا حتى كاد يرضخ لفكرتها، مط المراهق شفتيه يعيد عليها السؤال المكرر الذي ملت من فرط سماعه:
ـ وأنا هستفيد إيه لما ماما تتجوز أبوكي..
امتعض وجهها تتمالك أعصابها كيلا تحطم وجهه:
ـ هتستفيد استقرار، هتلاقي حد غير الدادة وصحابك تقضي وقتك معاه..
أطرق بلال صامتًا يحرر أنبوب العصير من يده، أشفق عليه حمزة الذي تدخل ملطفًا الأجواء:
ـ وفي ناس تانية هتستفيد يا بلال، الدكتور زكي مثلا هيلاقي حد زيك يونسه ويشاركه وقته وهواياته لو حبيت..
نظرت ياسمين إلى حمزة مبهورة كيف فهم سريعًا وأجاد ترتيب جملته، أغمضت عينيها المشعتين بزرقة البحر الصافية على وجهه الذي بات يرافق خيالها في صحوها وحين الغفوة، ابتسم لها بهدوء وعاد إلى بلال الذي طفق يديرها في رأسه، يفهم كل أبعاد الأمر ويخجل من التصريح بأنه يغار على أمه، لا يود لأي رجل مسها حتى أبيه إن فكر في العودة لها، زفر بقوة يتوجه بالحديث إلى حمزة:
ـ أنا فاهم إنها منفعة متبادلة بس دي ماما..
هز رأسه بفم مزموم وعين رافضة:
ـ عارف يعني إيه ماما؟..
فهم حمزة مقصده أيضًا وفضلت ياسمين الصمت وترك لهما مجال المناقشة، أومأ له حمزة يجيبه:
ـ أيوة فاهم، بس لنفترض إنها جت بنفسها دلوقت قالت لك إنها هتتجوز هترفض رغبتها؟
أشاح بلال بوجهه يطبق أجفانه لديه من الأنانية ما يجعله يرفض بشدة، أضاف حمزة في حكمة وهدوء:
ـ ماما دي إنسانة، مين من حقه يمنعها تعيش حياتها؟
تنحنح بخفوت قبل أن يخفف من نبرته ترفقًا بالآخر:
ـ بلاش تسرق حياتها من كتر حبك فيها..
تجهم وجه بلال وكاد ينهض مغادرًا كليًا، أمسك حمزة بكفه:
ـ أنا آسف يا بلال، متزعلش مني، أنتَ هتكبر بسرعة وهتنشغل بدراستك وحياتك ومامتك هيجي عليها وقت وتبطل شغل..
صمت برهة يترك لعقله استيعاب الأمر على مهل وعاد له يسأله:
ـ هتكون مبسوط وهي وحيدة؟
أطرق بلال يغمض عينيه ويجيبه:
ـ أكيد لاء..
تبسم محيا ياسمين التي مد يدها تربت على كفه بحنو:
ـ بحبك يا بيلو..
رمقها حمزة بطرف عينيه متصنعًا الغيرة فضحكت بخفوت مازحة:
ـ أنتَ أحلى أخ في الدنيا يا بلال.
نهض حمزة يترك لهما مجال النقاش وفضل ترك لهما الحرية الكاملة:
ـ هعمل مكالمة وأجي بعد شوية..
شيعته ياسمين بنظرة ممتنة، نقلت عينيها إلى بلال باسمة تمسك بكفه:
ـ يا بلال إحنا عيلتنا صغيرة ونفسي نتجمع من زمان..
عض شفتيه يطبق أجفانه، أدركت أن بينها وبين موافقته النهائية خطوة واحدة، تفهم من البداية مشكلته ولديها آخر ورقة تركتها للنهاية، استخدمها أخيرًا، هي قسوة منها وتعرف ذلك لكنها كانت فعالة، أيقظت بداخله بذرة انتقامية بجمل بسيطة الحروف ثقيلة الوقع، عن أبيه وإهماله، عن استحقاقه للألم حين يرى بلال وأمه بحوزة رجل آخر، عاد حمزة وجدهما صامتين، نقل بصره بينهما متوجسًا، رفع بلال رأسه لأعلى يخبره، يلا عشان نرسم الخطة، وضعت ياسمين الخطوط العامة، أكملاها معها حتى اكتملت كليًا، والخطوة الأولى كانت مهاتفة حمزة للدكتور زكي يخبره مستاءً:
ـ ياسمين عايزة تأجل الجواز تلت سنين وبتخيرني بين كدة أو الانفصال..
سأله الأب عبر الهاتف عن السبب فأخبره بأريحية متواطئًا مع زوجته الباسمة أمامه في ثقة:
ـ عشان حضرتك، مش عايزة تسيبك لوحدك!
***
يوم العطلة أخبرت ياسمين والدها في الصباح فيما تتناول معه الفطور بعد عودته من السباحة:
ـ عزمت خالتو وبلال عالغدا النهاردة..
تباطأ مضغه لطعامه يرمقها عن كثب فابتسمت له تسأله:
ـ حضرتك عندك مواعيد ولا إيه؟
ابتسم يمد يده يلتقط قدح الشاى الصباحي ويجيبها:
ـ المفروض أيوة، كنت رايح السينما بس عادي أروح وقت تاني..
رأى لمعة الشقاوة الخاطفة تجتاح مقلتيها قبل أن تخفت وتتصنع البراءة:
ـ جميل جدًا.
ابتسم لها يضيق عينيه، سيمنحها حرية إظهار ما تخفيه بنفسها، مهاتفة حمزة لم تنطلي عليه كليًا لكنه وعده بأن يبذل قصارى جهده كي يتم أمر زواجهما قريبًا، احتسى رشفة من الشاي يقترح عليها:
ـ إيه رأيك نطبخ إحنا النهاردة مع بعض..
أسعدها ذلك ووافقته:
ـ طبعًا موافقة..
ارتكن لظهر مقعده مرتخيًا:
ـ ديك رومي ولا فخدة ضاني..
امعتض وجهها والتقطت بشوكتها قطعة خس من طبقها:
ـ إللي يعجبك أنا هاكل سلطة.
قهقه يتخذ قراره الحاسم:
ـ يبقى فخدة ضاني عشان بلال بيحبها..
تشاركا طهو الطعام، صنعت حساء الدجاج وعيش الغراب الكريمي وعدة أطباق متنوعة من السلطة فيما تسلم الدكتور زكي مهمة اللحم والأرز المبهر، وصلت الخالة وولدها قرابة الخامسة، استقلبهما ببشاشة وأعربت ياسمين عن سعادتها بتلبية الدعوة، فأشارت مريم إلى ابنها باسمة:
ـ بلال أصر نيجي كنت ناوية أرتاح شوية وأنام..
تأبطت ياسمين ذراع مريم فيما تجذبها للداخل:
ـ بتتعبي نفسك قوي في الشغل.
تهكم بلال الذي يصافح زوج خالته في الخلف:
ـ شغلها أهم حاجة في حياتها..
أدارت أمه رأسها إليه مقاطعة في حزم:
ـ مفيش أهم منك يا بلال.
تبسم بلال بلا مبالاة فهي لا زالت تهرول خلف عمليات الولادة وتتأخر ويكاد لا يراها أصلًا..
اجتمعوا على طاولة الطعام المحملة بالغداء الشهي، تبادل بلال مع ياسمين نظرات الظفر المبدئية قبل أن تعبر عن سعادتها بابتسامة واسعة:
ـ أنا فرحانة قوي بعيلتنا الحلوة..
شاب صوتها شيء من المبالغة أثارت ريبة خالتها التي تناولت طعامها في صمت، انتظرا حتى يوشك الجميع على إنهاء طعامه لعلمهما أن بعد القنبلة المدوية لن يجسر أحد على تناول لقيمة واحدة، أثناء احتساء القهوة في غرفة المعيشة الشاسعة قدمت ياسمين لمريم وبلال بعض الحلوى قبل أن تجلس جوار أبيها وتخبرهم بلا تردد:
ـ أنا وبلال عندنا اقتراح يخصنا..
انحنى الدكتور زكي يضع قدح قهوته على الطاولة قبل أن يجلس في رصانة يرمقهما ببسمة ثابتة ومحدودة، تقريبًا قد قرأ القادم جيدًا وجلس يشاهد، تساءلت مريم التي تلتهم قطعة شيكولا داكنة:
ـ اقتراح إيه بقى؟..
كانت لا مبالية جاهلة بما يُحاك من خلف ظهرها، استلم ابنها شعلة المعركة من ابنة خالته واستل سكين عزمه ينحر المنطق بدم بارد:
ـ بنقترح تتجوزي أنكل زكي ونعيش كلنا هنا مع بعض قبل ما ياسمين تتجوز..
ألجمتها الصدمة وأوقفت رئتيها عن أداء وظيفتها، تلفتت حولها تتأكد أن ما سمعته صحيحًا، وجدت الجميع يحدق بها صامتين مترقبين رد فعلها، مدت يدها ببطء تضع بقية الشيكولا من يدها في الطبق، ركز بصرها على بلال وياسمين قبل أن تتساءل مستنكرة في حدة:
ـ إزاي جت لكم الجرأة..
لم يرد عليه أحد فزعقت فيهما بصوت مرتفع:
ـ أنتو اتجننتوا..
أيضًا لم يجيبها أحد فنهضت تعتذر للدكتور زكي في خزي:
ـ أنا آسفة يا دكتور..
كان موقفها حرجًا لا تعرف كيف تتخطاه، أشارت إلى ياسمين وبلال عاقدة جبينها في غضب عارم تحاول كبح انفعالها الصارخ فيهما:
ـ دول ولاد صغيرين مش فاهمين حاجة..
أحنت رأسها في تبجيل وضيق مكبوت:
ـ أرجو إن حضرتك تسامحني وتسامحهم..
نهض الرجل برشاقة مكافئة لجسده الرياضي الصلب رغم تخطيه للخمسين، استنكر طريقتها في الاعتذار قائلًا:
ـ آسفة على إيه يا مريم، محصلش حاجة تستحق الأسف..
أطرقت كمذنبة أمامه فهو بالنسبة لها رمز، أستاذها الذي تعلمت منه عملها وزوج أختها الكبري وتكن له احترامًا كبيرًا، كرهت أن توضع معه في هكذا موقف بسبب ابنها وابنة أختها اللذين لا يتحملان مسئولية حتى الكلمة التي يتفوهان بها، أشهرت سبابتها تجاه ابنها المنزعجة منه:
ـ حسابنا بعدين يا بلال على قلة الأدب دي..
نهض بلال يدير عينيها في السقف في ملل، فأمرته في حزم:
ـ اعتذر لأنكل لو سمحت..
سارع الدكتور زكي بالاقتراب من بلال ومحاوطة كتفيه بذارع مؤازرة، نهاه عن ذلك في رصانة:
ـ اوعي تعتذر يا بلال..
رمقه بلال بطرف عينيه وعلق في وقاحة:
ـ ما أنا مش هعتذر..
اتسعت عينا أمه التي قطعت المسافة بينها وبينه في خفه ورفعت يده في نية لصفعه لكن ياسمين توقعت ذلك وهرولت خلفها تعانقها من الخلف وتجذبها بعيدًا عنه، زاد غضب مريم التي هتفت:
ـ أنتِ كمان حسابك بعدين، إزاي تحطيني أنا وباباكي في الوضع ده.
تدخل الدكتور زكي يحسم كل هذا الهرج الفارغ من وجهة نظره:
ـ مريم!
تصلبت تنظر إليه وتتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها، ابتسم لها ببساطة:
ـ اهدي محصلش حاجة تستدعي ده كله..
حمحمت تهز رأسها بحثًا عن التفهم في نفسها ولا تجده، أشارت إلى بلال تغلق الطريق أمام انفعالها الزائد:
ـ اتفضل عالبيت يا بلال..
تدخل الدكتور زكي في هدوء:
ـ خليكم قاعدين يا مريم متكبريش الموضوع.
لم تستطع منع جبينها من التغضن وردت في تهذيب:
ـ مش قادرة أستنى خالص، اعذرني يا دكتور هكلم حضرتك على الموبايل بالليل.
أومأ لها متفهما فانصرفت من أمامهم تجذب حقيبتها وتغادر مغمغمة:
ـ يلا معايا يا بلال.
ما إن أولته ظهرها واختفت حتى أدار سبابته في الهواء في دوائر متتالية قرب أذنه كأن ما حدث أعجبه بشدة:
ـ صياحها طرب..
راقب زكي الفتى المغادر واثقًا في النصر وابنته الواقفة مبتسمة، ابنته التي فردت كفيها لأسفل ورفعت كتفيها النحيلين لأعلى:
ـ قولي بقى إنها مش زي القمر!
هز رأسه يمينًا ويسارًا بطيف بسمة وتقدم صوب مكتبته الضخمة جذب منها رواية عالمية ورحل تاركًا إياها تغمغم:
ـ الحب في زمن الكوليرا!.
أومأت باستحسان وسعادة:
ـ المهم فيها حب.
***
في السيارة وأثناء قيادتها ضربت المقود عدة مرات متزامنة مع صراخها الذي لا ينتهي:
ـ أنتَ أتجننت يا بلال؟
كان ينظر إليها بهدوء لا يتناسب مع سنه البتة:
ـ اتجننت ليه يا ماما..
ضربت المقود مجددا وصرخت:
ـ ده جوز أختي الكبيرة وأستاذي.
كتف ذراعيه أمام صدره يهز ساقه في رتابة:
ـ خالتو متوفية قبل ما أنا أتولد، وعادي تتجوزي أستاذك دي حاجة مش عيب..
أثار جنونها فأوقفت السيارة على جانب الطريق، لولا القليل من العقل لانهالت عليه صفعًا، تساءلت فاقدة أعصابها:
ـ هتقول لباباك إيه لما يعرف إللي أنتَ عملته ده..
ناظرها بثبات لا تعرف من أين تعلمه، حتى أهدابه ساكنه وبين حدقتيه نظرة تسكب النار على قلب أم:
ـ بابا طلقني معاكي يا ماما..
رفرفت رموشها ببطء نجم عنه سيل من عبرات حفر طريقه إلى وجنتيها وعن قلبها فقد تاهت منه نبضاته حتى عجزت عن العد، همست بحشرجة:
ـ أنا اتطلقت عشان..عشان...
قاطع لجلجة حروفها متمسكًا بكفها باسمًا في شفقة:
ـ عشان حقك يا ماما..
تتابعت عبراتها بكثرة عجزت حتى عن ردعها، هبط من السيارة بخفة ودار حولها، فتح بابها وأنزلها فأطاعته كطفلة ضائعة بين ركام قصتها، قبّل رأسها قبل أن يقودها ويجلسها على مقعدها وعاد يجلس محل السائق، شغل المحرك وجنح بها مغمغمًا:
ـ مش هنروح في داهية إن شاء الله..
اعتدلت في جلستها وكفت عن البكاء تناظره في صدمة، تعرف أنه يستطيع القيادة لكن بتلك السلاسة والسيطرة!
فهذا جديد عليه، تساءلت مندهشة:
ـ اتجرأت كدة إمتى!
ابتسم مسبلًا أهدابه:
ـ أنكل زكي!
تنهدت تطبق شفتيها وتضغط أجفانها ومن ثم تسترخي متهكمة:
ـ لو اتقفشنا هسلمك للإصلاحية تسليم أهالي..
قاد بها إلى المنزل، هبطت من السيارة دون حروف متجهة صوب غرفتها، كانت مستنزفة لأقصى حد فصعدت إلى غرفتها تاركة إياه يصف السيارة ويتخذ قرارًا سيزيد من حالة التيه والوهن التي تعتريها، وضع مفتاح السيارة على طاولة الصالة وقصد غرفته، بدّل ملابسه بأخرى وجذب حقيبة ظهره التي حضرها مسبقًا وغادر المنزل..
استيقظت أمه بعد نوم عميق هربت به من كل شيء، كان الليل قد أحكم أواصره على المدينة منذ ساعات طويلة، ساعة الحائط قد تخطت الثانية صباحًا، كانت مجهدة ورأسها يؤلمها بشدة، توجهت صوب غرفة بلال كي تطمئن عليه، وجدت سريره فارغًا فشهقت ذعرًا، هاجس لعين تملك من قلبها، نادته بكل عزمها وتبدد صوتها معه، أيقظت المربية التي جهلت مكانه، ارتدت ملابسًا مناسبة وخرجت، طرقت منزل جيرانها فنظر كل إلى الآخر دون معرفة، صاحت فيهما:
ـ مش أنتو صحابه وعارفين عنه أكتر مني..
أمسكت الفتاة نانا بكفها مشفقة:
ـ المرة دي منعرفش حاجة، متغير وقال إنه هيغير حياته بس مرضيش يحكي تفاصيل..
عادت مريم إلى منزلها، تهالكت على أريكة الصالة باكية، هاتفت أباه واستمعت إلى وابل السباب بصمت كئيب، أغلقت الهاتف في وجهه حين علمت أنه ليس عنده، هاتفت الدكتور زكي فنهض من فراشه يطمئنها:
ـ متخافيش يا مريم، هجيب يا سمين ونجي لك حالًا..
تمتمت منتحبة:
ـ خايفة قوي..
طمأنها بصوت خافت مهتم للغاية:
ـ إحنا معاكي متخافيش.
ترك هاتفه على الكومود واندفع مهرولًا صوب غرفة ابنته، طرقه بقوة وكانت مستيقظة ففتحت له الباب والهاتف على أذنها، مال الدكتور زكي برأسه قليلًا يسألها:
ـ بلال فين!
أطرقت كمذنبة كذابة:
ـ مش عارفة؟
رفع صوته قليلًا يكز على أسنانه:
ـ بطلي كذب..
حمحمت تخبره بعينين زائغتين:
ـ عند حمزة..
تجعدت جوانب عينيه ببسمة لم تصل ثغره وأخبرها فيما يستدير ويعود أدراجه:
ـ خليه ياخد باله منه للصبح، ويلا عشان نجيب مناديل نمسح دموع خالتك!
قهقهت من خلفه متحسرة:
ـ ياريتني جيت لك من بدري من غير لف ولا خطط.
احترق قلب مريم حتى بزوغ الفجر، هاتف الدكتور زكي زوج ابنته في حزم:
ـ كفاية كدة هاته دلوقت..
أتى به وأوقف السيارة خارج المنزل، هبط منها بلال ولوح له فغادر حمزة بهدوء شديد، كان الباب مفتوحًا ومريم متورمة العينين تهرول بين ممرات الصالة والغرف كمخبولة، وجدت ابنها يقف أمامها كحلم يمزق الضباب ويظهر لها، اندفعت صوبه تكيل لوجهه صفعات مدوية:
ـ كنت فين هتوقف قلبي..
ضمها إلى صدره بصمت، هدهدها وتركها تفرغ يأسها وقهرها مربتًا على ظهرها في رتابة، بكت وانتحبت، هدأت وصمتت، قبّل رأسها وحررها يتركها خلفه، قصد غرفته وأغلق بابه عليه دون حروف..
تركها ذاهلة من خلفه، تقدم منها الدكتور زكي، كانت هشة بيضاء بشحوب تستفزه لضمها، سألها بصوت رصين:
ـ مش موافقة تتجوزيني ليه؟
اتسعت حدقتاها ذهولًا، رفرفت أهدابها دون حيلة فتساءل:
ـ إيه سبب رفضك ليا؟
شهقت في خزي تقاطعه:
ـ لا طبعًا يا دكتور حضرتك متترفضش!
زحفت البسمة إلى ثغره في بطء:
ـ طالما مترفضش يبقى مبروك علينا..
انفرجت شفتاها مع اتساع ملحوظ لعينيها الزرقاوين، اتخذ القرار عنها وعن الجميع يخبرها:
ـ عيلتنا محتاجة لم شمل أكتر من كدة..
باغتها ببسمة هادئة واثقة:
ـ نكتب الكتاب الأسبوع الجاي إن شاء الله وتنوروا بيتنا..
تقدمت ياسمين بحماس تعانق خالتها المتصلبة تحت وقع الصدمة:
ـ مبروك يا خالتو أخيرا هفرح بيكم..
وقد تم الزواج
زوّجته نفسها وقبل زواجها..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:12 AM   #55

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد مرور أربعة أشهر..
أربعة أشهر من الصخب العائلي في بيت الدكتور زكي هدأ نسبيًا مما شجع ياسمين للالتفات إلى حياتها الخاصة مع حمزة، اتخذت قرارها ومن بداية اليوم عزمت على التنفيذ، خطواته تجاهها بطيئة ولم يعد يرضيها ذلك البطء، نهضت من فوق مقعدها تلملم متعلقاتها، غادرت مكتبها وأغلقت الباب، سارت عبر الرواق تبتسم بحالمية وإشراق ستتخذ الخطوة التي يتردد حمزة في اتخاذها..
قادت سيارتها إلى مقر عمله واجتازت كل المسافات، كانت كبتلة لزهرة ياسمين أينعت لتنثر العبير أينما تحركت، وصلت باب مكتبه يعانق وجيب دقاتها عنان السماء، تبًا قد صابها التردد مثله، وقفت أمام باب مكتبه تمرر أناملها الباردة قماش حقيبتها، لا شك أنه بالداخل كما أخبرها، ضمت شفتيها تفكر، ماذا لو فتحت الباب واقتحمت خلوته دون استئذان!
أوليس زوجها ومن حقها ذلك ولو مرة واحدة وستعود بعدها لأخلاقها المعتادة وتترك له خصوصيته اللازمة، لم تكن تدرك ياسمين أن خلف الباب الذي مدت يدها لتفتحه ستجد صدمة سترديها قتيلة الغدر ويظهر لها جليًا الوجه الآخر لحمزة الذي يشيدون بنزاهته، الوجه الصادم بشدة، تخلل ذرات الهواء من حولها جملة خلخلت استقرار الكون بأكمله
( أنا سيبت قلبي معاك يا حمزة!)
ليتها ما فتحت ذلك الباب ولا سمعت ولا رأت!
ولا رأت حمزة زوجها الذي لم يمسها قط إلا من قبلة كف أو جبين يقف قبالة فتاة تظهر كتمثال ملون في إطار صورة تحمل ألوان الأبيض والأسود تضع كفها فوق قلبه وتنظر في عمق عينيه باكية وتخبره أنها تركت قلبها معه!
ماذا عنها هي وما تركت!!
دلفت فاقدة أنفاسها تصفق الباب وتندفع إليه تسأله في صدمة:
ـ مين دي يا حمزة..
كان قد انتبه لها مذ حضرت، وبعنف تحرك قلبه الساكن دومًا، تبًا لماذا الآن!
ياسمين زوجته منذ عدة أشهر معجب بها فقط ولم يشعر بذلك الشعور الذي يخالج لبه بتلك القوة المؤلمة سوى الآن، ابتعد عن مرمى كف ندى التي صدمته بمجيئها وافتعال تلك الدراما رُغم ما فعلته به قبلا..
أخرجه من لجة فكره زعقة ياسمين:
ـ انطق يا حمزة..
زفر بقوة وتقدم صوبها محاولًا لملمة شتاتها بنظرات احتواء تحاوطها، ترفعت ياسمين عن الاحتياج إليه وبادلته النظرة ببغض واشمئزاز، تدخلت ندى متسللة فيما بينهما كأفعى تحترف الرقص فوق الرمال:
ـ مين دي يا حمزة؟
ذات الجملة تتكرر من فم ياسمين مرة ومن فم ندى وشتان بين الاثنتين!
بكاء ندى لم يحرك به ساكنًا لكن أثر الطعنة في عيني ياسمين التي استنكفت عن البكاء وظلت جافة جامدة صاب قلبه حرقةً..
وجد يده تمتد باختلاط الإرادة والتلقائية وحاوط خصر زوجته لأول مرة ويقربها لتقف ملتصقة له ويرفع رأسه للواقفة أمامه مختلجة الحدقيتن تكز على أسنانها، يتجاهل ذلك قصدًا ويمعن في الضغط عليها:
ـ دي ياسمين مراتي..
تصنعت ندى الصدمة تهتف مستنكرة:
ـ مراتك!
صمتت يتشح وجهها بكره وحرقة من ياسمين التي حجبت مشاعرها برمتها، تلك التي اكتنفتها من بداية دلوفها وتلك التي تفجرت بقلبها ما إن لامس جسدها وضمها إليه، ارتفع صوت ندى متسائلة:
ـ وأنا!
وهنا كانت الصدمة من نصيب حمزة الذي استنكر بدوره:
ـ أنا امتى وعدتك بالجواز يا ندى..
واجهته بوقاحة متشفية:
ـ أنتَ حبيتني وده كفاية عندي..
أدارت ياسمين وجهها ببطء مقتولة صاحبته، عسر ومرارة رافقت ازدراد لعابها فيما ترى سكوته، أُخذ حين غُرة وليس أبلغ من صمته ردًا على صحة ما تتفوه به الفتاة، انفصلت عنه بجسدها وروحها وابتعدت تتحرر من أسر ذراعه لخصرها، لم يرَ حمزة وياسمين البسمة الخبيثة التي زحفت إلى ثغر ندى مع نظرة ناعسة كنظرة من التهمت وجبتها كاملة، انسلت تغادر دون حفيف، لم يشعرا بها أصلًا إلا حين سمعا صفقها للباب بعدما اختفت تمامًا، التفتا صوبا الباب معًا وعادا بالنظرات التي ترابطت، تمازج في عينيها موج ضعفها الأنثوي تجاه الرجل الذي طرق باب قلبها وفتحته له بسعادة وبين موج القوة والغضب العاتي الذي نجم عن جرحها الغائر النازف توًا..
لم تبكِ ولم تصرخ وتهتف ولا حتى رف جفنها، ظلت تنظر إليه من بين أهداب متجمدة، تنفست بعمق فاقترب حمزة منها يحاول البحث عن بارقة أمل دون جدوى:
ـ اسمعيني يا ياسمين هحكي لك كل حاجة..
اختلج فكها ورمشت مرة واحدة تزفر ببطء:
ـ فات أوان الحكايات...
ضمت شفتيها قبل أن تنفرجا وتخبره:
ـ سألتك كتير إيه عيوبك أو حتى أسرارك وكذبت يا حمزة..
رفعت خصلتها النافرة للخلف بأنامل متشنجة:
ـ بس أنا كنت حاسة.. مفيش حاجة اسمها مثالية..
أشارت لصدره باتهام صريح:
ـ أنتَ مُدعي يا حمزة..
قبض على كفها بقوة يحاول السيطرة على غضبها:
ـ أنتِ لازم تسمعي وتفهمي كل حاجة قبل ما تحكمي..
أفشلت محاولته فيما تخلع خاتم الارتباط وتتراجع تضعه فوق الطاولة، انفعل حمزة رفضًا، تقدم منها سريعًا يهتف:
ـ إهدي ونتفاهم..
هزت رأسها رفضًا فتوسلها بخفوت:
ـ أرجوكِ..
كان بينهما خطوة قطعتها، وقفت ملامسة له كليًا بينهما أنفاسه الثائرة وشهيقها الذي يتبعه زفير مثله بطيء، خفت كل شيء فيها كما أوشكت شعلتها أن تخبو بعد احتراق اللحظات الفائتة، رأى في عينيها دمار المروج ودخان النهايات، همست دون سيطرة على ارتجاف نبرتها:
ـ هي سابت قلبها بس أنا كنت كلي معاك يا حمزة..
مد يده يلامس عضديها بأطراف أصابعه هامسًا:
ـ ياسمين..
عزّ عليه نحرها بتلك الطريقة، لقد كسرها ودمرها كليًا ولا تريد سماع منه شيئًا، تراجعت تطرق وتتنهد بصعوبة:
ـ أرجوك مش عايزة المشكلة تكبر..
استدارت توليه ظهرها المشدود وترفع رأسها تخبره بصوت واهن:
ـ مش هحكي لبابا حاجة بس هستنى ورقة طلاقي.
اندفع صوبها كالمخبول يمسك بكفها يجذبها إليه:
ـ طلاق إيه إحنا لازم نتكلم..
صعقته بصرختها وانفعالها الزائد عن الحد والمفاجئ قدر اختلال توازن الأرض:
ـ طلاقنا يا حمزة، أنا وأنتَ هنطلق.
توقف محله متصلبًا بلا حيلة ولا طريق يسلكه فيثنيها عما قررته، تراجع وفضل التسلح بالحكمة ولو ظاهريًا:
ـ خلاص بلاش نتكلم دلوقت..
اقترب ثانية يهادنها:
ـ تعالي أوصلك البيت ارتاحي شوية..
ضربت الحائط من خلفها تتغلف مآقيها ببغض واضح:
ـ لاء همشي لوحدي مش عايزة أشوفك.
حكّ مؤخرة رأسه بعنف وحاول السيطرة على انفعاله:
ـ هكلم حذيفة يوصلك.
لم ينتظر منها الموافقة واتصل سريعًا بأخيه الذي حضر في أقل من خمس دقائق ووقف بينهما ينقل بصره بجهل، تركته ياسمين يسأل أخاه وغادرت تسير عبر الممر الذي قطعته قبل الدلوف إلى حمزة بحال غير الحال، كبحت دمعها قبل أن يغادر حافة جفنيها، سارت كمسخ يحافظ على هويته بأعجوبة وكانت من داخلها مجرد حطام ففي أوج ازدهار الورود قد احترق الياسمين وانتهى أمره!

انتهى الفصل!
قراءة ممتعة


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:57 AM   #56

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 59 ( الأعضاء 11 والزوار 48)
‏Lamees othman, ‏سيدة11, ‏زهرة الكاميليا4, ‏مروة سالم, ‏ايمان عباس سعدة, ‏بساطة.., ‏Mummum, ‏هدى هدهد, ‏samar hemdan+, ‏شجن المشاعر, ‏م ام زياد


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:58 AM   #57

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

دفا سمر وحلاوتها ..روح سمر الفصل رائع رائع ..
دمت مبدعة ..دمت مبدعة❤❤


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 01:36 AM   #58

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك سمورة فصل ولا اروع يا قمر

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 02:13 AM   #59

yara1996

? العضوٌ??? » 388490
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » yara1996 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل حلو اوي اوي ❤️❤️❤️

yara1996 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 02:54 PM   #60

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

بصي هيه ياسمين مستنيه ليه الغلط فمش هتسمع اصلا
وحمزه اكيد ما كانش فيه بينه وبين ندى ديه ايلي يخليه لازم يحمي لياسمين عنها
بس بنت السحليه ديه 😬😒


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.