آخر 10 مشاركات
جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون (الكاتـب : فرح - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-21, 12:33 AM   #61

eithar
 
الصورة الرمزية eithar

? العضوٌ??? » 262664
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 442
?  نُقآطِيْ » eithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond repute
افتراضي


😍😍😍😍 حبيت القصتين جدا
قصة الأسانسير مضحكة جدا كأن المساعدة بالعة راديو و رغاية وكانت تستاهل العقاب بس المدير رحمها و اكتفى بالخصم

و القصة الثانية حبيت سكوت البطل و خوفه من التفريط بامانة صاحبه او يلقى عدم القبول من البنت ذاتها و هي احترمت غيرته و حبه الي اثبته بالأفعال لا الاقول 💖💖💖😘😘 تسلم يدك لولو




eithar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-21, 10:33 PM   #62

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

أين قصة آخر جمعة لولو القمر؟

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 02:30 AM   #63

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

طبيب الدربندح
كانت تجلس في قاعة الانتظار تهز رجلها بوتيرة سريعة. تراقب النسوة اللاتي اندمجن في أحاديث مختلفة، كلما شارف أحدهم على الانتهاء تجد أخرى تفتح آخرا أو يكون في غالب الأحيان مرتبطا بالذي سبقه؛ ليستمر الكلام. هذه تطرح الفكرة للنقاش؛ فتأتي الأخرى على سرد تجربتها لتدخل تلك على الخط مباشرة وتبدأ بقص ما تعرضت له ابنة خالة زوجة ابن عمها وتبادر بإعطاء الحلول؛ فتشعر الأولى بانسحاب الأضواء من عليها وتركيزها على الأخيرة؛ لتعود مرة أخرى وتطرح خلاصة تجربتها الشخصية كدليل أوضح لم تتناقله الألسن وتستحوذ على الأضواء من جديد، وقد صدق من قال (اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا). وفي بعض الأحيان، تجد الحوار ينتقل من دفة طرح المشكلات وعلاجها إلى حديث نسوي بحت، يتم فيه الخوض في غمار الحماة التي تعذب كنتها، وأخت الزوج (العانس) التي تغار من الزوجة فتختلق لها المشاكل مع زوجها الذي يعنفها ليل نهار بسبب أخته، وإن لم يكن بسببها، فحتما سيكون أحد أفراد عائلته، أمه، أباه، أخاه ذلك الذي تزوج مؤخرا ويقيم مع زوجته (العقربة) في شقة أخرى. وفي ذيل الترتيب وعندما تنتهي الشجرة العائلية كلها، سنجد ذلك الجار العجوز الذي يجلس دائما مقابلا لشرفة غرفتهما؛ فيتهمه بالتلصص على ما تفعله زوجته ويتهمها هي بالإهمال لتثور غيرته وينتهي النقاش، الذي بدأ سلميا، بصفعتين وشعر لم يفقد فقط تسريحته، بل وكذا بعضا من أبنائه؛ في حين أن ذلك العجوز لا يتبين حتى ملامح من أمامه!...
كانت تستمع لهن في بعض الأحيان، تندمج في سماع الأحاديث، علها تصرف النظر عن ذلك الرعب الذي يعتريها، وتعيد تشغيل الموسيقى في أذنها وتعود لقراءة الرواية التي حملتها بالأمس فقط في أحيان أخرى؛ لتوقف عما تفعله من جديد وتعود للاستماع إلى ما يقلنه طالما لم يستطع ما بيدها تشتيت انتباهها. تهز رأسها في بعض الأحيان كدليل فهم لما يقلنه عندما توجه إحداهن بصرها نحوها، بينما هي في الواقع لا تفقه كلمة مما يقال، أو تبتسم بوجه تلك التي تتحدث مبتسمة وتنقل نظراتها بين الجميع كي تعرف من تنصت لها ومن تتجاهلها وتترفع عن السماع لقصتها التي لم تحدث قط مع أي أحد لا من قبلها ولا من بعدها؛ أنا ومن بعدي الطوفان!
بينما يجلس هناك عند الزاوية شاب، يماثلها في السن أو ربما هو أكبر ببضع سنوات. يضع سماعات في أذنيه ويصب كل تركيزه على الهاتف أمامه، وفي كل مرة تتحدث تلك المرأة بجانبه، التي تعاني من وزن زائد، أو تضحك بصوت عالٍ ينتفض هو كالصوص الذي أخرج لتوه من الماء، ثم ينظر إليها من تحت نظارته الطبية بطريقة منزعجة ويعيد الاعتدال في جلسته إلى أن فاض به الكيل فخرج من القاعة برمتها؛ فاستغلت هي الوضع وجرت الكرسي إلى جانبها واستعملته كدعامة لحمل وزنها الذي لم يتحمله كرسي واحد!
فجأة؛ جاءت الممرضة ذات الجسم الممتلئ لتنادي على اسمها. دورها قد جاء وهي على وشك الدخول إلى جلادها. شعرت بالخدر يسري في عروقها. قدماها مرتخيتان كالهلام ولا تستطيع حملها. ابتلعت ريقها بصعوبة وبدأت بتلاوة الشهادتين والفاتحة؛ فهي تعلم أنها ستدخل لا محالة إلى ذلك الجزار الذي لا يرحم، والذي يدعى صدفة؛ طبيب الأسنان!...
***
دخلت تجر قدميها جرا. لقد أتت بنفسها إلى المقصلة ولا عزاء لها. وجدته يجلس خلف مكتبه لا يظهر من وجهه شيء سوى عينيه وحاجبيه الكثين. يضع كمامة، بينما يستريح شعره على جبهته ليغطيها هي الأخرى. ينكب على دفتر ما يدون عليه بعض الكلمات.
وقفت عند الباب تحاول إجلاء حنجرتها علها ترمي ذلك السلام العالق بحلقها، ضمت حقيبتها إلى صدرها وكأنها تشك بأنه لا محالة سيسرق محتوياتها التي هي عبارة عن قطع من الحلوى وأغلفة شوكولاتة، هاتف نقال وقارورة ماء.
ازدردت ريقها ونطقت بخفوت:
- السلام عليكم.
لم يجبها وكأنه لم يستمع إليها حتى. تنحنحت ثم أعادت الكرة؛ ليرفع حينها رأسه ويرسم ابتسامة واسعة اختفت خلف كمامته وبدأت في التلاشي عند رؤيته لها تمسك بالحقيبة وكأنها طوق نجاتها، ليستشعر خوفها الذي تنطق به عيناها ويعيد رسم ابتسامة هادئة قائلا بنبرة لطيفة:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أقعدي هنا لو سمحتِ.
جلست حيث أشار لها دون أن تفلت الحقيبة. طلبت منها الممرضة، التي انتهت لتوها من تجهيز الأدوات، إعطاءها إياها لتضعها على الكرسي بجانب المكتب، إلا أنها رفضت في البداية لتسلمها إياها على مضض وكأنها تقتلع قلبها من مكانه لتقدمه قربانا لسيافها.
اقترب الطبيب منها وهو يهم بارتداء قفازيه الطبيين:
- نامي على الكرسي وارفعي راسك لفوق.
انسحب الدم من وجهها وكأنها شاهدت جنيا متجسدا أمامها. هذا ما كانت تتجنبه طوال حياتها، والآن يجب عليها أن تفعل ما يأمرها به. قالت بنبرة حاولت جاهدة بث الشجاعة فيها:
- وأنام على الكرسي ليه؟ افحصني وأنا قاعدة عادي يعني.. وكمان أهو..
رفعت رأسها نحو الأعلى وفتحت فمها ويا ليتها لم تفعل. جحظت عيناه لما رآه بداخله. أعاد طلبه بمهادنة وكأنه يحدث طفلة صغيرة:
- يا آنسة مينفعش كده، أنتِ لازم تنامي علشان أعرف أشوف المدينة اللي اتنسفت بصاروخ دي.
قلبت شفتيها وهي على وشك البكاء ليردف:
- متخافيش يا آنسة مش هعملك حاجة، نامي بس علشان أعرف أفحصك كويس.
استلقت بهدوء شديد وداخلها يقرع الطبول؛ فهي الآن أسيرة بين يدي العدو ولا مفر لها.
قرب الإضاءة من فمها ليجده فعلا مدينة تم قصفها بقنابل النابالم المحرمة دوليا. ضرس عقل تآكل معظمه وآخر بدأت السوسة بنخره. ضرسان آخران لم يتبق منهما سوى قطع صغيرة؛ قصف آخر وسيلقيان حتفهما، بينما ضرس خامس بجانب ضرس العقل الثاني شكلت السوسة حاجزا أسود اللون تمنع معجون الأسنان من تجاوزها؛ حقا هذه مجزرة.
أغمضت هي عينيها عندما وجدت الإضاءة تقترب منها، بينما كانت تشعر بحركة تلك المرآة التي يستكشف بها ما بداخل فمها. كان يذهب يمينا ويسارا. يفحص كل الأسنان إلى أن دق ضرسا ليتأكد من سلامته. انتفضت شاهقة من الألم ورفعت رأسها بينما عينيها على حالهما ليتلقى ضربة رأسية منها جعلته يتراجع نحو الخلف بكرسيه ذي العجلات، وتعالت هي صيحتها المتألمة:
- آه ياني يا سناني.. أنت بتعمل إيه يا مجرم؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
كان يحك مقدمة رأسه التي استقبلت ضربة من حيث لا تدري؛ فهتف بها:
- بتتحسبني عليا ليه، هو أنا اللي ضربتك! مش كفاية عاملة مجزرة في حق سنانك.
- حد قالك إديني محاضرة.. أنا جاية علشان أهلي فرضوا عليا ده، إنما لو عليا أنا مبسوطة بيهم.
قالت كلماتها بعنف شديد لتجده في المقابل يستغفر الله عله يستعيد هدوءه من جديد. عاد وابتسم بلطف قائلا بمهادنة:
- يا آنسة، الحرب اللي بتحصل جوا بقك دي حرام، ليه بتعملي كده في نفسك؟ دي حتى الابتسامة صدقة، وأنت بطريقتك دي هتخليها استغفر الله العظيم.
قلبت شفتيها نحو الأسفل وهي على وشك البكاء:
- أصلي بحب الحلويات والشوكولاته، ومش بيعدي يوم إلا وأنا واكلة مش أقل من 4 علب شوكولاته و...
قاطعها رافعا يده أمامها لتتوقف؛ فأربعة علب شوكولاتة كانت كافية جدا ليعرف سبب الأضرار:
- 4 علب! إيه ده؟ مش بتعاني من السكري؟
- بعد الشر عليا.. الله أكبر عليا أنت هتحسدني!
صاحت ليعيد طلبه مرة أخرى:
- طيب الحمد لله. نامي تاني خلينا نشوف هنعمل إيه وهنبدأ بإيه.. هو يوم مش فايت أنا عارف.
استلقت من جديد وأعادت فتح فمها، ليقرر أن يبدأ بأحد الضروس المدمرة كليا. قال بعد أن طلب من الممرضة، التي كانت تقف تشاهد ما يحدث أمامها بابتسامة بلهاء مندهشة ومستغربة في ذات الوقت، تجهيز حقنة المخدر:
- هنبدأ بضرس العجوزة ده اللي بيودع أصلا.
توقف الزمن لديها عندما سمعت كلمة (حقنة المخدر) تخرج من بين شفتيه ليستعيد عقلها كل تلك الروايات والأفلام والمسلسلات التي شاهدتها عن جرائم الاختطاف والتي تنتهي دائما، في أحسن الأحوال، إما بفقدان الفتاة لعذريتها، أو أسوأها كأن تقتل وتباع أعضاؤها في السوق السوداء، أو أن يتم حرقها بعد أن تصبح بدون فائدة.
هي تخاف من الحقن والآن سيتم حقنها بحقنة مخدر. رأت الممرضة تسلمه إياها ليقربها هو من فمها لتجحظ عيناها هلعا وتجد نفسها تدفع بجسدها نحو الأسفل وتنزلق من الكرسي، ثم تأخذ حقيبتها وتفر هاربة من أمامه تاركة إياه والممرضة يحدقون بمكانها الخالي، بينما بقيت يده هو معلقة في الهواء وعلى وشك حقن لثة مريضة كانت هنا منذ لحظات!...
***
لم تدرِ كيف وصلت إلى بيتها بسلام. كانت تلهث عند وصولها إلى باب البيت. فتحته بسرعة لتضع يدها على قلبها تهدئ نبضاته ما إن خطت قدمها عتبة المنزل لتقابلها والدتها عند المدخل بحاجب مرتفع يفهم من خلاله كل الأسئلة التي عليها الإجابة عليها وفورا.
ـ بالمختصر كده أنا هربت ومش راجعة للمجنون المنحرف اللي إنتوا بعتوني ليه.
قالت كلماتها وهي تتجه نحو غرفتها لتمنع أي نقاش آخر، لتجد والدتها تطبق ذراعيها أمام صدرها قائلة بتهديد مبطن:
ـ نعم! سمعيني كده تاني؟ هربتي ومش راجعة تاني؟ يعني إيه الكلام ده؟
كانت تلك الجملة الأخيرة وكأنها تتحداها أن يكون ردها مخالفا للمتوقع. قبلت التحدي. أمسكت بحقيبتها جيدا وجهزت نفسها للهروب من المكان بعد أن تطلق قنبلتها:
- يعني إني هربت ومش هرجع ليه ومش هروح لأي دكتور تاني.
دخلت إلى غرفتها بسرعة بينما يأتيها صوت والدتها من الخارج متوعدا:
ـ وربنا لترجعي للدكتور ده.. أصبري بس يرجع أبوك بالليل وهتشوفي.. يا أنا يا أنت يا عفاف.
زفرت بقوة وكأنها لم تستمع لذلك الوعيد. رمت الحقيبة فوق السرير واستلقت بجانبها بإرهاق شديد. لم تركض منذ مدة وتشعر أنها قد قامت بحرق كل السعرات الحرارية التي قامت بجمعها خلال الأسبوع الماضي. ذلك الأسبوع الذي شهدت فيه ثورة جماعية من قبل أسنانها التي ثارت ضد الاضطهاد الذي تمارسه بحقها. تحملت الألم وقاومته بالمسكنات التي أصبحت لا تهدئه ولا تسكنه، بل تساعده في ثورته لتصبح مجبرة على رؤية طبيب للأسنان.
وعلى ذكر طبيب الأسنان، حملت هاتفها النقال وفتحت تطبيق الماسنجر متجهة نحو اسم واحد ووحيد:
ـ مَنِــي.
أرسلت تلك الكلمة لثلاث مرات متتالية قبل أن يأتيها الرد وهي تستعد لإرسال الرابعة:
ـ عيونها.. خلصتي من عند الدكتور يا عفاف؟
ـ هربت! ـ وقبل أن ترد عاجلتها ـ وقبل ما تسألي علشان هو منحرف وكان عاوز يخدرني.
ـ وليش حيخدرك يا مجنونة مش علشان يعالجك؟
ـ يا أماني افهمي أنا خفت منه ومن شكله أصلا اللي مش باين منه حاجة غير عينيه وحواجبه.. حتى جبهته متغطية بشعره، وعنده لحية علشان شوفت شوية منها خارج من الكمامة.
توقفت أماني عن الكتابة لبرهة، ثم أردفت بسخرية:
ـ حاسة بتوصفي في قرد كله شعر.. المهم حترجعي بكره وبدون نقاش.
ـ مَنِــي أنا...
ـ بدون نقاش حترجعي يعني حترجعي.. يمكن يقدر يصلح الخراب اللي عملتيه بروحك.
وكان ذلك هو قرار والدها هو الآخر الذي أصر أن تعود إلى ذلك الطبيب ولا أحد غيره.
***
عادت في اليوم الموالي وهي تحمد الله على عدم وجود أي ممن قابلتهم يوم أمس. دخلت إلى قاعة الانتظار لتجد ثلاثة رجال يجلسون عند الزاوية، بينما تنتشر النسوة هناك وهناك. ساعة فقط وامتلأت القاعة كلها بالنساء. تلك تستعد لفتح حديث والأخرى تأمر ابنها بالتزام الهدوء. دقائق فقط وعلت الأصوات جميعها دفعة واحدة، وكأنهن كن ينتظرن إشارة الانطلاق ليبدأن في سرد الحكايات. قدمت بعض النسوة ليجد الرجال أنفسهم مضطرين إلى إخلاء القاعة لهن فقط؛ فانسحبوا نحو الخارج لتجدن راحتهن وتتسع دائرة المواضيع المطروحة للنقاش، فوجود المنسحبين جعلها محدودة جدا.
كانت تستمع إلى القصص والحكايات وقد انسجمت معهم إلى أن سألتها تلك التي بجانبها عما إذا كان "عفيفي" جيدا أم لا.
ـ عفيفي مين؟
سألتها وهي ترفع حاجبيها باستغراب لتجيب الأخرى:
ـ الدكتور ده، هو مش اسمه الدكتور عفيفي خَلَفْ بسيوني؟
هزت رأسها نافية بأنها لا تعرف اسمه وهذه أول مرة تأتي إلى هذه العيادة، إلى أن جاءت الممرضة لتخبرها بأن دورها قد جاء. اعتذرت من المرأة بلباقة واتجهت نحو الممرضة التي قالت خفية:
ـ أهلا بالهرابة.. رجعتي تاني!
أمسكت عفاف بيدها قبل أن تدخل قائلة بنبرة فيها رجاء ضمني:
ـ إوعي تسيبيني يا مدام أنا خايفة منه..
ربتت الممرضة على يدها بسماحة:
ـ متخافيش.. بقالي كذا سنة شغالة مع الدكتور عفيفي.. هو شاب محترم أوي وشغله نظيف.. أدخلي أنت بس ومتقلقيش أنا موجودة.
أومأت بإيجاب قائلة من بين أسنانها:
ـ أهو الاحترام ده بقى اللي أنا خايفة منه..
نطقت بالبسملة وهي على وشك فتح الباب. دخلت بنفس الطريقة التي دخلت بها يوم أمس. همست بالسلام للمرة الثانية حين رفع رأسه ليجدها أمامه وترتفع يده تلقائيا لِلَمس جبينه الذي استعاد ذكرى تعرضه للهجوم. قال باستغراب:
ـ رجعتي تاني! والله بعد الهروب اللولبي بتاع امبارح قلت دي مش راجعة.
زفرت بسخط مجيبة:
ـ رجعت غصب عني يعني مش علشان أنا عايزة أرجع.. ـ ترددت قليلا قبل أن تردف ـ وكمان أنا عايزة أعتذر على اللي عملته امبارح.
أفلتت منه ضحكة صغيرة وهو يشاهد شكلها الساخط والرافض لوجودها أمامه وفي عيادته مرة أخرى، أومأ بهدوء قائلا:
ـ حصل خير. المهم دلوقتي أنت مستعدة أننا نبدأ الشغل ولا هاخد على دماغي زي امبارح؟
أومأت بإيجاب دون كلمات ليشير لها ناحية الكرسي:
ـ طب يلا !
جحظت عيناها لسماعها لتلك الشفرة السرية. "طب يلا" جملة لطالما ارتبطت بوالدها ووالدتها. شفرة سرية لم تستطع إلى حد الساعة من فكها. ويوم أمس فقط سمعت والدها يقولها لأمها وهو يغادر غرفة المعيشة لتلحق به الأخرى دون اعتراض. تسمرت في وقفتها ولم تتحرك. لقد كانت متأكدة من أنه طبيب منحرف، وإلا ما كان ليخفي كل وجهه تحت تلك الكمامة وشعره المنسدل كي لا يتعرف عليه أحد بعد أن يقوم بفعلته الشنعاء. همست لنفسها "ده دكتور محترم برضو! ده قمة الانحراف وقلة الأدب.. عايز تغرغر بيا يا حيوان يا حقير.. وربنا لأسببلك عاهة يا متوحش".
سألته بهدوء وحذر شديد وهي تمسك حقيبتها تستعد لضرب وهروب جديد:
ـ طب يلا إيه؟
ـ طب يلا.. نامي على الكرسي هنشتغل وأنت واقفة!
تنفست الصعداء قائلة بخفوت وصله:
ـ ماتقول كده من الأول يا شيخ خضيتني.
ثم استلقت على الكرسي وبدأت بتلاوة الشهادتين وآية الكرسي تبعتها بالشهادتين مرة أخرى ثم بدأت بقراءة سورة يس عندما قاطعها:
ـ هو حضرتك جاية تتوبي عندي! يلا نبدأ.
ـ لا أنا داخلة حرب ولازم أحصن نفسي ـ ثم حدجته بنظرة لم يفهم معناها ـ مش عارفة العدو ممكن يغرغر بيا.. أقصد يغدر بيا من أي جهة.
هز رأسه بيأس وهو يتمتم بالبسملة قبل أن يبدأ عمله منبها إياها أن تخبره ما إن تشعر بألم، لتنتهي الجلسة الأولى دون أن تشعر بأي شيء. وصف لها مسكنا للألم ومضادا حيويا وسجل لها موعدا بعد أسبوع للجلسة الثانية.
***

يتبع بالجزء الثاني يوم الجمعه القادم بإذن الله

najla1982 and marwa kh like this.


التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 23-11-21 الساعة 07:32 PM
م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 03:34 AM   #64

نجوى سويلم
 
الصورة الرمزية نجوى سويلم

? العضوٌ??? » 485662
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » نجوى سويلم is on a distinguished road
افتراضي

هههههههههه حلوة .....عفاف دي لاسعه خااااااااالص ....يتغرغر ❤️❤️❤️❤️❤️❤️🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤️❤️❤️❤️❤️❤️😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘

نجوى سويلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 09:25 AM   #65

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

روعة جميلة جدا وممتعة

منتظرة الجزءالثاني منها

تسلم ايديكي


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 12:09 PM   #66

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

باصلاح خفة الدم جميلة جدا وبانتظار القادم❤❤💜💜

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 03:49 PM   #67

amina min

? العضوٌ??? » 411196
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » amina min is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سويلم سويلم مشاهدة المشاركة
هههههههههه حلوة .....عفاف دي لاسعه خااااااااالص ....يتغرغر ❤️❤️❤️❤️❤️❤️🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤️❤️❤️❤️❤️❤️😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘

مهي البنت خايفة على نفسها طيب 🥺🥺🥺

شكرا لقراءتك ❤️❤️❤️
ويا رب الباقي يعجبك 🙈🙈🙈🙈


amina min غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 03:54 PM   #68

amina min

? العضوٌ??? » 411196
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » amina min is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
روعة جميلة جدا وممتعة

منتظرة الجزءالثاني منها

تسلم ايديكي
تسلميلي لؤلؤتي 😍😍
يا رب الجزء الثاني يعجبك 🙈🙈🙈
شكرا لقراءتك ❤️❤️❤️❤️


amina min غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 03:55 PM   #69

amina min

? العضوٌ??? » 411196
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » amina min is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميس ناصر مشاهدة المشاركة
باصلاح خفة الدم جميلة جدا وبانتظار القادم❤❤💜💜
يا رب القادم ينول إعجابك 🙈🙈
شكرا لقراءتك ❤️❤️❤️


amina min غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 07:52 PM   #70

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم ايد الكاتبة الحقيقة القصة روعة ودمها خفيف جدا اضافة لسلاسة السرد وقدرة عالية على تصوير المشهد ..

الاخت عفاف لاسعة جدا والدكتور عفيفي باين على نيته خالص..

متت من الضحك لما قالها طب يلا وافتكرت السيم بين امها وابوها 😁😁😜 😜🙈 في انتظار الجزء الثاني ❤️

تسلم ايدك يا اجمل مشرفة على الاختيار والتنزيل ❤️ام زياد قارورة العسل❤️


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.