آخر 10 مشاركات
ثلاثية دايف بيلزر (الكاتـب : بندر - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          أميرتى العنيدة (87) للكاتبة: جين بورتر ..كاملة.. (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          69- الرجل الغريب -هازل فيشر -عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذاكرة خائنة (الكاتـب : غارقة في بحر اليأس - )           »          80 - العذراء والمجهول - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4322Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-22, 10:36 PM   #401

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي




مساء الفل والياسمين رنا
فصل جميل واحداث مشوقة
ياهل ترى ستنجح الحياة الزوجية لاسيا وحازم
واسيا هل تتغير لانثى بعدما تعودة على تحمل مسؤولية
نفسها واختها
بانتظار الاحداث القادمة وماتحمله لنا من خبايا
تسلمي على رنا على الفصل ويعطيك الف عافية





لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 25-06-22, 11:55 PM   #402

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
فصل مميز ورائع وعذب وكل الصفات المبدعة فيه
أبدأ بكرم أنت تعلمين جيدًا أن كرم من المفضلين عندي رجل رائع ومع أنني ضد عنف المرأة ولكني أجد أن لديه حق في كل مافعله أشعرتني سارة بالاشمئزاز منها ومن تصرفاتها المخزية لقد خذلته خذلت الزوج الذي حاول ارضاءها بكل الطرق من الجيد انه احتفظ ببعض انسانيته والا لن يكون كرم الشاب المميز الذي نعرفه ونحبه❤️ الوصف كان دقيقا مبهرا حقًا يارنا...

رامز تخلص من الحبل الغليظ الذي يلفه أهله حول عنقه صدقيني أكاد أشعر بالاختناق معه من تصرفاتهم فهنيئا له المواجهة هي خطوة جيدة منه...

حازم وآسيا
حازم خطوته صحيحة وحبيت تأثر آسيا فيه الثنائي هذا عنده جفاف عاطفي صحراوي بامتياز 🤣 بس بتمنى تنفك العقد
كل واحد منهم ملجأ دافئ للآخر...

رعد
رعد يعترف لنفسه بأنه اشتاقها حد الجنون...رهفه البعيدة عن العين القريبة لقلبه...رعد هذا اسم على مسمى تحسيه قوي ولكنه انذار للخير فما بعده هو الغيث الذي يروي القلوب ❤️

أنا مبسوطة جدًا بالفصل الجميل ده وآسفة عشان استعملت الفصحى والعامية مع بعض بس رح قلك اني بستمتع جدًا بقراءة روايتك وبحس بإحساسك اللي زرعتيه بالكلمات
دمت متألقة يارنرون ❤️❤️❤️❤️❤️

أولًا ،أعتذرُ عن التأخيرِ للغاية ثانيًا، رباه يا أديلا!..لقد فرحتُ كثيرًا بهذا التعليقِ..أفرحنى للغايةِ وصفكِ لرعدٍ ،فقد جاءَ حقَّ الوصفِ بالفعلِ..وكرم..ذلك الصغير قد أحزننى حقًا لكننى آملُ أن يصلحُ دروبه..لا تعتذرى أبدًا جميلتى ،فمزيجُ فصحتكِ ،وعاميتكِ هو ما أشعرنى بالفرحٍ فى الحقيقةِ..دمتِ لى صديقتى التى أفخرُ بنجاحاتها المتزايدة حبيبة قلب رنرون😘😘😘😘💖💖💖


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:09 AM   #403

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الخير والتفاؤل عازفة الإبداع

☆الوعد☆
اللغة المشتركة بين آسيا وحازم قوامها مواقف عديدة وليست تلك التى يتبادلها البعض دون أن يشعر بمن أمامه أو يراه حتى ...مجرد كلمات بالهواء

كلاهما يحفظ عن ظهر قلب الذكريات التى خطت فى وجدانه وعود الآخر فما أجملها حين تنطق العين انا معك وتدخل وجدان الآخر بيقين وإطمئنان

ليت لغة العيون والمواقف هي التى تحكم الحياة وليست تلك الكلمات الجوفاء التى تفقد معناها بعدم مصداقيتها

آسيا يوم زفافها بدت لحازم أميرة ساحرة جميلة تتلون بكل لون كالفراشات

قصير النظر يرى أنهما كالمشرق والمغرب كلا منهما لا يليق بالآخر بينما ما بالقلب شئ آخر
حازم المتعالى المتحذلق تبدو عليه السعادة المفرطة

آسيا رجل البيت تحولت بعصا سحرية لعروس تنضح أنوثة وجمال رغم أنها وضعت حول نفسها صدفة تفصلها نسبيا عما يحدث حولها

لا أدرى مما هى خائفة أو متوترة فمن الواضح أن حازم حريص عليها جدا ولم يرفض لها طلب حتى طلبها الغير مبرر بنومها وحدها وكأن زواجها قيد التجربة وحازم يمد حبال الصبر لآخرها

ربما منى حازم بخيبة أمل من اول ليلة تجمعهما معا ولكن يكفي أن بيته جمعهما تحت سقفه
الزمن وحده هو الذى سيهدم الجدار العالى الذى رفعته آسيا بينهما لتلك المخاوف بقلبها بينما حازم حسم امره هو يعشقها وكفى

☆ دم بارد☆
ما تنزفه سارة ليس دما كما البشر بل هو إنسانية مفقودةو عهدا ورباطا وميثاق لفظته بنفسها من أجل مشاعر خائنة
بكل جحود العالم لنعم الله عليها وبلا أى مبرر
وعلى كرم أن يذكر تلك اللحظة جيدا ولا ينساها حينما تعود إليه نادمة فالخائن كما لا عهد له لا عفو له ايضا

وقد تأكد كرم مما كان مجرد شك لديه يرفض تصديقه
فقد أجهضت طفله بإرادتها لكى تتزوج حبيبها السابق

إذن فليكن ما تريد ولنرى معك حبيبتى ماذا ينتظرها بعد ان أن لفظت نعمتي الله عليها طفل تتوسل النساء لربها ان يرزقهن مثله وزوج لم ترى منه سوى المودة والحب والصبر على عقدها النفسية جراء تنشئتها
الجزاء دائما من صنف العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر

☆ شب عن الطوق☆
لا يجب على الإبن أن يعق والديه
ولكن ما العمل عندما يعق الآباء أبنائهم ويعتبرونهم من أملاكهم الخاصة

الطاعةلهم واجبة ولكن ليس كالروبوت يسير كل والدين أبنائهم وإلا صار المجتمع مستنسخ للآخر
لقد خلق الله الإنسان ومنحه حرية الإختيار في فعل هذا او عدم فعله وكلا مجازى حسب إختياره

فإذا بوالدى رامز يرغبون بالتحكم في حياته وإختياراته بشكل كلى
البعض يخضع ويصبح إبن ماما والبعض الآخر يختار حريته

للوالدين حق النصح والتوجيه لأبنائهم دون فرض توجهات معينة عليهم

☆ وداعا أخى☆
لماذا تؤدى ريحان دور المظلومة والمقهورة من أخيها
هى من فعلت هذا بنفسها عندما باعت نفسها رخيصا بأول محطة وحتى لم تقبض الثمن

هو لا يستطيع رؤيتها هكذا وقد فشل في حمايتها لذا لا يريد رؤيتها وهي قررت أن نعم لن أتيك ثانية

ولكن ترى هل يساعده حل قضية الباشا في الخروج من محبسه؟

الغريب فعلا أن يتحول زوجها الفاسد إلى أب حنون وجدت لأول مرة في حضنه أمان لم تجده مع والدها السكير وقد أسودت الدنيا بعينيهالفقدانها صغيرها عمرو حد أن ترتمي بين يدى من أعتبرته يوما قاتلها

فهل تتبدل النفوس ويعوضها يونس هذا عما عانته ويكون عونا لها فهو يبدى حسن نواياه بأخذها لبيته وهذه لم يفعلها مع من عرفهن قبلها

ربما أراد الرجل أن يحسن خاتمته أو وجد بها نقاءا كان طاقة نور ستكون سببا لتكفير ذنوبه

سلمتى حبيبتى على الفصل الرائع الذى كتبته بنصف عين فجاء بهذا الجمال فماذ لو كتبته بعين مفتوحة
سلمتى حبيبتى وبارك الله في عينيك الجميلتين

بإنتظار الفصل القادم
لك كل الامانى الطيبة ومحبة الدنيا كلها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الخير صغيرة المنتدى الجميلة

مرحبا بعودتك الجميلة اقولها ثانية لانى سعيدة بطلتك الجميلة
وبثقتك الحلوة البادية في الفصل الجميل
والذى تبدى النضج والخطوات الواثفة به
والتدرج بالاحداث بشكل منطقي وسريع
والاسلوب الراقي بالعبارات والكلمات الملائمة لكل مشهد
وقدرتك السلسة الهادئة على توصيل المعنى بسهولة ويسر

دمتى ودام إبداعك حبيبتى

مساء الوردِ آمالى الغالية ،وعرابتى صاحبة الكلمات البرَّاقة سامحينى إن كنتُ لا أستطيعَ مجاراتكِ فى الردِّ ،والوصفِ لأن الفصل القادم قد إستنفذَ كلَّ قواى بالفعلِ لدرجةٍ أننى أنهيته ،وغفوتُ😂😂😂 يا الله لقد أصبحتُ غيبوبة متحركة🤣🤣
بالنسبةِ لتعليقكِ لقد جذبنى وصفكِ لسارة حقًا حتى أننى قد قرأتُ التعليقَ مرتين ،ولرامز..كليهما أسعدنى رأيكِ بهما أمَّا حازم ،وآسيا فقد فتنتنى جملة "قصير النظر يرى أنهما كالمشرق والمغرب كلا منهما لا يليق بالآخر بينما ما بالقلب شئ آخر"..ربما لى رأىٍ آخرٍ فيما يخصُّ ريحان لكنه رأى قارئة تتدثرُ بثوبِ كاتبة ،وسأتركه للنهايةِ حتى أتبينَ حقيقته هل هو رأى مَنْ عاشَتْ مع ريحان فى داخلها ،أم رأى تلك التى عاشَتْ ريحان أمام عينيها..
طلتكِ الثانيةُ المبهرةُ أسعدتنى حتى شعرتُ بأننى أملكُ كل شىءٍ حبيبتى! أقسمُ لكِ أننى أتفاجأ بأننى أملكُ كل هذا مِنْ حديثكِ أنتِ ،وأديلا ستجعلوننى أغترَ بنفسى💖💖💖🤣🤣
دمتِ لى خير الأصدقاء ،وأوفاهم ،وأقربهم لقلبى..ما يسعدنى حقًا أنكِ لا تجامليننى ،وهذا ما يجعلنى أفخرُ بكلِّ كلمةٍ منكِ ،أو مِنْ نبيلتنا كشهادةٍ أعتزُّ بها أبد الدهرِ..


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:16 AM   #404

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


مساء الفل والياسمين رنا
فصل جميل واحداث مشوقة
ياهل ترى ستنجح الحياة الزوجية لاسيا وحازم
واسيا هل تتغير لانثى بعدما تعودة على تحمل مسؤولية
نفسها واختها
بانتظار الاحداث القادمة وماتحمله لنا من خبايا
تسلمي على رنا على الفصل ويعطيك الف عافية




مساء الوردِ على أرق لبنى فى الكونِ..تلك الجملة التى تلقيها بعد مساءكِ المعطرِ تجعلنى أحلقُ فرحًا..دعينا نرى رأيكِ هذا الفصل أيضًا ،وسأنتظرُ ردَّ فعلكِ ،وأسألتكِ لا أعلمُ لماذا أشعرُ بأن هذا الفصل سيغيرُ الكثيرَ..
سلمتِ لى حبيبتى ،وسلمَتْ يمناكِ التى خطَّتْ معسول الحرفِ هذا😘😘😘🥰🥰🥰🥰


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:20 AM   #405

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
El7qoni مساء الورد😘🌹

الآن دعونا ننتقلُ لفصلنا اليوم..قبل أى شىءٍ أودُ أن أشكرَ كلَّ مَنْ يقرأ كلماتى حتى لو بغرضِ الإنتقاد ،فأنتم دائمًا ما تكونوا خير معلمًا ،ومرشدًا لى..
أتمنى لكلِّ عينين تقرأ هذا الآن قراءة ماتعة


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:24 AM   #406

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: الفصل السابع عشر - 1

الفصل السابع عشر


بعد مرور ثمانية أشهر:

كيف لمرورِ شخصٍ على حياتكَ أن يغيرها ،فيقلبها رأسًا على عقبِ؟ نفثَ دخان سيجارته يراقبُ تراقصه شجنًا أمام أمواجِ البحرِ الهادرةِ وحدةً أمام عينيه..لقد تعبَ..يشعرُ بأن أنفاسه التى تنفسها كلّ تلك الشهورِ الماضية كانَتْ تحفرُ أخاديدًا مِنْ الآلامِ داخله حتى أدمته..سأمَ وحدته..صباحًا يذهبُ لعمله ،ومساءً..مساءً يعودُ لذكراها..ما الذى تغير فى حاله عن قبل ما يراها؟ لا شىء لكنها حين أتَتْ نشرَتْ حرارة ،ودفىء بحياته لم يعهده مِنْ قبلٍ لقد كانَتْ شعاعَ الشمسِ الذى أذابَ جليد قلبه لكنه سرعان ما رحل مخلفًا خلفه غروبٍ أتبعه ليلٌ طويلٌ أضناه بشوقه..
أغمضَ عينيه يستقبلُ نسائم البحرِ فى هدوءِ جثةٍ هامدةٍ مخرجًا أنفاسه المحتضرة ،وكأنه يرسلُ بها رسائل غير مرئية لها..هل تتذكره كما يتذكرها؟ هل تشعرُ كما يشعرُ الآن؟ سيدفعُ نصف عمره ليجدَّ الإجابةَ..لكن أنَّى له أن يجدها؟ لقد رحلَتْ ،وهو مَنْ جعلها تحلقُ فزعًا مِنْ بين يديه..ولكنه حتى لم يرَّ كيف هى الآن حتى يجزمَ..ها هى تقفُ أمام نافذةِ غرفتها تراقبُ شدو العصافيرَ بشرودٍ ،وكأنها تحاولُ سبر أغوار لغتهم الخاصةِ..يقولون لها بأن حالها قد تحسنَ كثيرًا خاصةً بعد أن عادَتْ لفريقها ،وأصدقاءها لكنها لا تشعرُ بذلك ،بل تشعرُ بأنها أخلفَتْ مِنْ روحها نصفًا داخل قلبِ رعد الذى لفظها مرسلًا خلفها لعنته رعودًا تدوى فى حياتها ،ولا تتركها..لقد فكرَتْ كثيرًا أن تتصلَ به لكن..هل سيسامحها؟ هل سيعودُ معها كما كانَ؟ لقد خانته بكتمانها سرَّها الأعظمَ عنه لكن ما الذى كانَتْ ستفعله؟ لقد كانَ كشعلةِ النارِ التى وقتها مِنْ جليدٍ عصفَ بجسدها حتى أنهكهه ،ومِنْ شعلةٍ أصبحَ بركنًا أطاحَ بها دافنًا مشاعرها برماده..
إنتبهَتْ لطرقاتِ البابِ ،فهمسَتْ دون وعىٍ:
"إدخلْ!"
دلفَ عادل بوجهٍ متجهمٍ كعادته لكنها لم تشغلْ نفسها بتفحصِ هيئته كعادتها كلّ تلك الأشهرِ ،بل أعادَتْ وجهها إلى النافذةِ تناظرُ عصافيرها بصمتٍ حتى بدأ هو حديثه مغمغمًا:
"صباح الخير!..كيف حالكِ اليوم؟"
تجاهلَتْ ردَّها عن الصباحِ ،فأى خيرٌ هذا الذى سيأتى مع قدومه لها؟ وردَّتْ قائلةً:
"مثل كلِّ يومٍ..لا شىء جديدٌ."
أومأ ،وصمتَ قليلًا لكنه أجلى صوته بعدها مردفًا:
"رهف! لقد مرَّ تسعة أشهر على عودتكِ ،وفى تلك الأشهرِ لم تحاولين حتى مساعدتى.."
إلتفتَتْ له متغاضيةَ النظرِ عن إرتعادةِ جسدها الطفيفةِ بنداءه لإسمها بتلك النبرةِ ،وسألته بلامبالاةٍ:
"مساعدتكَ فى ماذا؟"
جلسَ على حافةِ سريرها ،وخلعَ منظاره الطبى يمسحُ بيمناه وجهه بإرهاقٍ أضافَ له سنينٍ فوق عُمره ،وقالَ:
"فى إستعادتكِ..فى..أن تعودى إبنتى يا رهف!"
نظرَتْ للنافذةِ مكملةً:
"ومنذُ متى ،وأنا كنتُ على تلك الهيئةِ؟ منذُ متى كنتُ إبنتكَ؟ لم نكنْ قريبين مِنْ قبلٍ قط..لماذا تريدها الآن؟"
إلتفتَتْ له مستطردةً:
"هل هو شعورٌ جديدٌ بالذنبِ؟"
أغلقَ قبضته حتى إبيضَتْ سلامياته فى غضبٍ ،وشىءٍ آخرٍ لم تفهمه قائلًا:
"أنا أخطأتُ ،وأعترفُ بذلك لكن هذا لا يستحقُ كلَّ هذا الـ.."
هدرَتْ فجأةً:
"الـ.. ماذا؟ ها! تقولُ أنكَ أخطأتْ ،وكأنكَ كسرتَ لى إحدى أسطواناتى.."
قالتها تزامنًا مع دفعها لرفِّ أسطواناتها المدمجةِ أرضًا بغضبٍ أفزعَ عادل الذى هبَّ وقفًا بينما أكملَتْ هى مع دخولِ سليم غرفتها هَلِعًا:
"هذا الخطأ الذى تعترفُ به الآن ظللتُ تفعله طوال عمرى..هذا الخطأ كلفنى نفسى..هذا الخطأ..أبعدَ.."
بدأتْ دموعها تنهمرُ ،وهى تصرخُ ألمًا:
"أبعدَ آخر مَنْ تبقى لى بعد أمى..ذهبتَ ،وتزوجتَ ،ولم أستطعْ أن أمنعكَ لكنكَ منعتنى مِنْ أكونَ جزءًا مِنْ أسرتكَ بعدها.."
مررَتْ يديها فى شعرها بعنفٍ مكملةً:
"لقد..لقد كنتَ وحدى ،وكلما كنتُ أقتربُ منكَ تبعدنى..تلفظنى..لماذا؟"
صرخَتْ بها فى صوتٍ هزَّ جدران غرفتها:
"لمـــــــــاذا؟"
إقتربَتْ منه حتى وقفَتْ أمامه تسأله بعصبيةٍ:
"لماذا لم تمنعنى مِنْ الخروجِ ،أو تهتم لمواعيد قدومى للمنزلِ؟ لماذا لم تهتم بما أرتديه؟ لماذا لم تهتم لمَنْ أصادق؟ لماذا؟ فقط..لماذا كانَ علىَّ أن أكونَ أنا رقيبةَ نفسى ،ومعلمتها ،وأمها؟.."
دموعها لا تتوقفُ ،وجسدها الهزيلُ يرتعشُ إحتياجًا..سليم إنسحبَ خارج الغرفةِ بصمتٍ ،ومنعَ أمه مِنْ التدخلِ بينما عادل يقفُّ أمامها بذنبٍ أثقلَ همومه..دموعها الآن يشعرُ بحرارتها على قلبه ،وكأنه هو مَنْ ينزفها ،لا هى لكن ليتها تفهمُ..أمسكَتْ وجهه بين راحتيها المرتعشتين تسأله بضعفٍ:
"هل أنتَ نادمٌ لأننى إبنتكَ فعلًا؟ فقط أخبرنى إياها مرة أخرى ،وأقسمُ لكَ لن ترانى ما حييتَ.."
أمسكَ يديها ،وهو ينظرُ فى صميمِ عينيها قائلًا بقوةٍ إستشعرتها بين نبضاتها:
"لم أندمْ يومًا على إنجابكِ..بل..بل كنتِ أجملَ هديةً أهدتها لى ليلى..كنتِ حياتى ،وكلُّ ما أملك..أنتِ كنزى يا رهف!"
قربها مِنه يحتضنها بقوةٍ مكملًا:
"أنا آسف! سامحينى أننى قد فعلتُ بكِ هذا أعلمُ أنه لا يوجدُ كلامًا قد يصفُّ سببَ فعلى لكننى سأحاولُ.."
أبعدها ينظرُ لوجهها الأحمرِ النَمِشِ بحزنٍ قائلًا:
"أنا ،وليلى تزوجنا دون موافقةِ أهلها ؛لذلك أتَتْ معى هنا إلى القاهرة..أهلى أيضًا لم يقبلوا زواجنا لكننا أكملناه ،وأتيتِ أنتِ..لقد..لقد عاشَتْ بعدها ما يقربْ مِنْ ستِّ سنوات ،وماتَتْ بعدها فى حادثةٍ لأنها..لأنها كانَتْ تحميكِ.."
إرتعشَتْ شفتيها قليلًا لكنه أكملَ:
"لم أستطعْ أن..أن أتقبلَ الأمرَ فى البدايةِ ،وأخذتُ أربع سنوات حتى أدركتَ بأنها قد ماتَتْ ،وخلال ذلك فقط لم..أستطعْ النظرَ لكِ.."
أنزلَ يديه مِنْ عليها بينما تراجعَتْ هى بصمتٍ ،وصدمةٍ إعترَتْ محياها حتى عادَ هو للجلوسِ منهكًا يقولُ:
"لقد تزوجتُ حين آمنتُ بفشلى التامِ بالإعتناءِ بكِ..لم أستطعْ أن أفهمكِ ،أو أساعدكِ على أن تكونى أنتِ مثلما كانَتْ تفعلُ ليلى.."
اصطدمَ ظهرها بالحائطِ ،فلانَتْ أعصابها تجبرها على الجلوسِ أرضًا بينما إستطردَ مسترسلًا:
"حاولتُ التواصلَ مع أهلها أكثر مِنْ مرةٍ لكنهم..رفضوا..رفضوا حتى إنجابها لكِ ،والإعتراف بكِ..لكننى لم أردْ ما نحن به..أردتُ أن أنشئ عائلةً مِنْ جديدٍ..أردتُ أن نحيا حياةً سويةً لكن زواجى لم يفعلْ هذا.."
أغمضَتْ عينيها على دموعها المنسابةِ بهدوءٍ على وجنتيها ،وقالَتْ:
"لم يكنْ عليكَ سوى أن تسألنى..فقط سِلنى ما إن كنتُ أريدُ كلَّ هذا ببساطةٍ ،أم لا؟"
صمتَ أمامها ،وكأنَ ما قاله قد إستنفذَ كلَّ قواه ،فصمتَتْ هى أيضًا إلى أن قالَتْ:
"ماذا..إن بدأنا مِنْ جديدٍ؟ ماذا إن بدأنا منذُ يومِ وفاةِ ماما؟ ماذا إن وثقتُ بكَ مرةً أخيرةً؟ هل ستـ.."
نهضَ مِنْ مكانه بسرعةٍ ،وذهبَ يجلسُ أمامها ،وكأنه يتحدثُ إلى طفلةٍ قائلًا:
"لن أخذلكِ تلك المرة..لن أتركَ يدكِ..لن أبتعدَ عنكِ رهف!"
أمسكَ يدها ،فصمتَتْ قليلًا ،ثم قالَتْ ،وهى تجففُ دموعها:
"حسنًا! بماذا سنبدأ؟"
قطبَ قليلًا ،ثم قالَ:
"ربما علينا أن نبدأ بحياةِ كلٍّ مِنَّا..ما رأيكِ بأن تأتى معى هذا الأسبوع إلى النادى لأعرفكِ بأصدقائى فى العملِ ،والـ.."
ردَّتْ بلمعةٍ طفوليةٍ بعينيها:
"موافقة!"
ابتسمَ ،وقالَ:
"ماذا عنكِ إذًا؟"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:26 AM   #407

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 2

أنفاسه تتصاعدُ ،وجسده بأكمله يتصببُ عرقًا يتحركُ لا إراديًا فى سباته ،وكأنه يحاربُ كوابيسه بينما الكلمات تأبى الخروجَ مِنْ حلقه..تشنجَ جسده بقوةٍ حتى شهقَ بصوتٍ عالٍ ينتفضُ مِنْ مضجعه متسعَ العينين فاقد الأنفاس..رفعَ يده يمسحُ حبات العرقِ المتناثرةَ على وجهه متمتمًا بإستغفارٍ ،وهو ينهضُ مِنْ مكانه..
كانَ يعتقدُ فى البدايةِ بأن هذا الكابوسَ سيتركه فور أن يتزوجها لكنه لم يتركه ،بل إزدادَ بشكلٍ أصبحَ يزعجه ،وكلما إزدادَ يذهبُ إلى غرفتها يناظرها ،وهى نائمة لا تشعرُ بشىءٍ مِنْ حولها لكنه يهدأ حين يراها بذلك الشكلِ ،وكأنها رسالة بأنها تنامُ فى كنفه مطمئنة حتى لو لم تكنْ تنامُ جواره..أغلقَ البابَ خلفه بعدما إطمئن لنومها ،وخرجَ إلى المرحاضِ يغتسلُ علّه يطفىءُ تلك النارَ المستعرةَ بجسده..مرَّ على زواجهما ثمانية أشهر لم يحاولْ فيهم أن يقتربَ حتى مِنها..ثمانية أشهر ،وهو يتجنبُ أى إحتكاكٍ بها يشعلُ رغبته التى لا تنطفىء مِنْ الأساس..ثمانية أشهر يحاول فيهم أن يمارسَ حياته أمام الكلِّ بشكلٍ طبيعىٍ ،وهى فى الحقيقةِ أبعد ما تكون عن الطبيعةِ..ثمانية أشهر لا يتحدثُ معها فيها إلا فى كلِّ الضروريات لكنه لم يحاولْ مغازلتها ،أو حتى مصارحتها بتأثيرها عليه ليس لعجزه عن ذلك ،بل خوفًا مِنْ ما سيحدثُ بعد تلك الخطوةِ..ولكن رغم كلّ شىءٍ يظلُّ يصبرُ نفسه بالفتاتِ..
يظلُّ يسعدُ بتركها للبابِ دون أن تغلقه بالمفتاحِ أثناء نومها ،وكأن هذا الفعل هو رسالة بأنها تثقُّ به..يسعدُ بمحاولاتها حتى الفاشلة مِنها فى الطهى..يسعدُ لذلك الشعورِ الصغيرِ بالإهتمامِ به حين تسأله هل أكلَ؟ هل يحتاجُ أمرًا مِنها قبل النومِ؟ هل يشعرُ بالإرهاقِ؟ لكنه يريدُ المزيدَ..يريدُ الإستمتاعَ بلمسِ بشرتها الذهبية التى أصبحَتْ تفاصيلها محفورة فى ذاكرته مِنْ كثرةِ مراقبته لها..يريدُ..يريدُ أكثر مِنْ مجردِ مراقبة..فقط يريدها..يريدها ملكه تمامًا..أغمضَ عينيه تحت الماءِ الباردِ متمتمًا:
"ستفقدينى عقلى يا آسيا!"
بعد قليلٍ كانَ يخرجُ مِنْ المرحاضِ يجففُ شعره بفتورٍ لكنه إنتبه إلى صوتِ فتحِ بابِ غرفتها ،فرفعَ عينيه بصدمةٍ ،وكأنه يسألُ نفسه ما الذى أيقظها فى هذا الوقتِ؟ لكنها هرعَتْ إليه فى منامتها القطنيةِ القصيرةِ دون وعىٍ حقيقىٍ لِما تفعله مردفةً ببقايا نعاسٍ:
"إبراهيم!..إبـ..إبراهيم..لقد.. كانَ.."
قطبَ ملقيًا المنشفةِ بعنفٍ يسألها:
"إبراهيم مَنْ؟"
أمسكَتْ ذراعه ،وعيناها تغمضان فى نومٍ لم تتخلصْ مِنه بعد مكملةً:
"الفتى..الذى كانَ يعملُ معى..لقد إحترقَتْ الورشةُ به..حازم!"
خرجَ همسها مغويًا بشكلٍ جعله يزدردُ لعابه فى ضعفٍ بينما أكملَتْ هى:
"أريدُ أن أراه..خذنى..له!"
إقتربَ مِنها يمسكُ وجهها قائلًا:
"آسيا حبيبتى أنتِ تهـ..رباه! حرارتكِ مرتفعةٌ للغايةِ."
أكملَتْ ،وهى تشدُّ على يده برجاءٍ:
"خذنى له حازم! لم..يكنْ لديه غيرى."
أومأ لها يحدثها كما لو أنه يتحدثُ مع طفلةٍ:
"حاضر! فقط الآن يجبُّ أن نهتمَ بكِ.."
كانَتْ تسيرُ معه لكنها كادَتْ أن تسقطَ ،فهلعَ صارخًا:
"آسيا!..لا لا! لن أترككِ هكذا!"
قالها ،ورفعها على ذراعيه دون ترددٍ يسيرُ بها إلى غرفتها ،وهى تهذى:
"إبراهيم!..لن أتركه!.."
تركها على السريرِ يتمتمُ بغضبٍ:
"إبراهيم إبراهيم..أنا أكره هذا الفتى مِنْ الأساسِ."
خرجَ مِنْ الغرفةِ يركضُ إلى المطبخِ يبحثُ عن ثلجٍ ،ووضعه فى إناءٍ مع ماءٍ ،وعادَ إلى غرفتها مجددًا يبحثُ عن دواءٍ خافض للحرارةِ..
بعد هنيهةٍ كانَ يجلسُ جانبها يبدلُ كمادات الماء بعد أن أعطاها الدواءَ لكنها بدأتْ ترتعشُ ،وكأنها تشعرُ بالبردِ ،فتركَ ما بيده ،وسحبَ الغطاءَ فوقها لكنها لم تتوقفْ عن الإرتعاشِ ،فطوقَ جسدها فى عناقٍ هادىءٍ يمنحها مِنْ دفئه قليلًا علّها تهدأ ،وظلَّ على تلك الوضعيةِ حتى نامَ ،وهو يحتضنها..
فتحَتْ عينيها بثقلٍ تستشعره فى كلِّ خلايا جسدها ،وكأنها تحت تأثير مخدرٍ لكنها تيقظَتْ بعد قليلٍ أنها تنامُ بين ذراعين حازم ،والذى كانَ وجهه قريبًا بدرجةٍ كافيةٍ حتى تلاحظُ أشياءً به لم تلاحظها مِنْ قبلٍ مثل تلك الخطوط الرفيعة الصغيرة ناحية حاجبه الأيسر..هل تلك ندبات صغيرة؟ صمتَتْ تتأملُ وجهه ذا الملامحِ الرجوليةِ الهادئةِ رغم حدتها مبهورةَ الأنفاسِ ،وعيناها تجريان فوق تفاصيله بنهمٍ..تشعرُ بأنها تريدُ لمسَ تلك الشعيرات المتمردة فوق وجهه نزولًا إلى شفتيه المفتوحتين كطفلٍ صغيرٍ يتنفسُ بصعوبةٍ حتى تبلغَ تفاحةَ آدم البارزةَ فى إغراءٍ للناظرِ باللمسِ..أنفاسه الهادئةُ الملامسةُ وجهها تجعلها تشعرُ بشىءٍ لا تعلمُ كنهه لكنها تستشعرُ تأثيره على ضرباتِ قلبها رفعَتْ عينيها إلى عينيه ،فوجدتهما مفتوحتين تنظران إليها بسحابهما الرمادى ذات فروعٍ مِنْ الحياةِ تتمثلُ فى شعيراتٍ خضراءٍ..توقفَتْ عن التنفسَ قليلًا غير قادرة على قطعِ ذلك الوصالَ بينهما ،وكأنها مجبرةً على الإنجذابِ إليه دون مفرٍ..شعرَتْ بأصابعه ذات الملمسِ الخشن تجرى فوق وجنتها ؛لتسرى فى جسدها نبضةً رقيقةً أنعشَتْ روحها..
"هل أنتِ بخيرٍ الآن؟"
لم تفهمْ سؤاله ،ففهمَ نظرتها المتسائلة ،وردَّ عليها:
"لقد إستيقظتِ مساءً تهذين ،وحرارتكِ كانَتْ مرتفعةً.."
أومأتْ له ،وأنزلَتْ نظرها أخيرًا إلى يديها المستقرة فوق عضلاتِ صدره العارية ،فإبتعدَتْ فجأةً ،وكأنها قد لمسَتْ تيارًا كهربائيًا لتوها مما جعله يدركُ بأنه لم يتنظرْ حتى يرتدى قميصه البارحةِ..نهضَ هو الآخر يقولُ:
"لا تتحركى سأجلبُ القميصَ ،وآتى لأتأكد مِنْ حرارتكِ بنفسى.."
كانَ يتحدثُ ،وهو يمشى دون أن ينتبه ،فإصطدمَ بالبابِ حين إلتفتَ دون قصدٍ لكنه لم يتوقفْ ،بل هرعَ إلى غرفته دون أن يلاحظَ ضحكتها التى كتمتها لتوها..لم يتركْ لها وقتًا كافيًا حتى تنتبه لشعرها المشعثِ ،أو منامتها المجعدةِ ،فقد أتى سريعًا حاملًا ترمومترًا رقميًا بيده ،وجلسَ بجانبها يناولها إياه قائلًا:
"خذى!"
أخذته مِنه فى خجلٍ ،فعلمَ بأنه لم يجبْ أن يحدقَ بها مما جعله يتظاهرُ بإنشغاله فى النظرِ لأمرٍ آخرٍ حتى تضعه تحت إبطها..بعد قليلٍ قالَ بهدوءٍ:
"أزيليه الآن!"
أخرجته ،فأخذه مِنها يقرأ درجةَ الحرارةِ ،وحين إطمئن نهضَ قائلًا:
"أنتِ الآن بخيرٍ..آسيا!"
رفعَتْ له وجهها كإستجابةٍ ،فتأملَ هيئتها المشعثةَ على غير العادةِ مبتسمًا ،وسألها:
"هل..هل تريدين أن نذهبَ حتى تطمئنى على إبراهيم؟"
قطبَتْ تسأله:
"كيف عرفتَ بأننى أريدُ أن أذهبَ إليه؟"
قبضَ على إنفعالاته بيدٍ مِنْ حديدٍ ،وقالَ متجهمًا:
"لأنكِ كنتِ تهذين مرددةً إسمه.."
خفضَتْ نظرها ،وقالَتْ:
"لن أستطيعَ اليوم..لن أجده بالورشةِ أقصد بعمله.."
أومأ لها ،وكانَ فى طريقه للخروجِ حين أوقفته مردفةً:
"حازم!"
همهمَ منتظرًا حديثها ،فأكملَتْ تمسدُ كفيها بتوترٍ:
"شكرًا لكَ..شكرًا ؛لأنكَ إعتنيتَ بى.."
صمتَ قليلًا قبل أن يقولَ:
"أعتقدُ بأنكِ كنتِ لتفعلى هذا لو كنتَ مكانكِ.."
لم ينتظرْ ردَّها ،وخرجَ أمام عينيها الحائرتين..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:28 AM   #408

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 3

فتحَ عينيه على صوتِ رنين هاتفه ،فسحبه بضجرٍ يردُّ دون أن يرى إسمَ المتصلِ:
"نعم!"
أتى صوتُ حازم مزعجًا له ،وهو يقولُ:
"بعيدًا عن أن اليومَ إجازة رسمية لكن لماذا تنامُ إلى الآن حقًا؟"
رفعَ رأسه قليلًا يناظرُ المنبه بأنصافِ عيون ،فوجدَ عقـاربه تشيرُ إلى التاسعةِ ،فتحدثَ مِنْ بين أسنانه:
"الساعة التاسعة يا خفيفَ الظلِّ! ما الذى تريده مِنِّى؟"
قطبَ حازم على الجهةِ الأخرى متسليًا يقولُ:
"فقط شعرتُ بالمللِ ،فقلتُ لماذا لا تأتى إلىّ ،ونتسلى قليلًا؟"
ألقى كرم بجسده على ظهره فى سأمٍ مستنكرًا:
"هل جننتَ يا حازم؟ أنتَ الآن متزوج!"
أومأ حازم قائلًا:
"أعى ذلك جيدًا ،وكلُّ ما أقوله أنكَ ستأتى إلى نتحدثُ قليلًا ربما سننزلُ معًا إلى إحدى صالات الـ(بولينج) ،وربما نلعبُ الـ(بلايستيشن) هنا لا أعلمُ..حسب ما تريده.."
صمتَ كرم قليلًا ،وقالَ:
"حسنًا! أنا آتٍّ.."
ردَّ حازم ممازحًا:
"لا! أنتَ تمزحُ بالتأكيد..بتلك السهولةِ؟"
ردَّ كرم ،وهو ينهضُ مِنْ مكانه:
"أمامكَ دقيقة إن لم تتـ.."
أغلقَ حازم المكالمةَ ،فإبتسمَ كرم ،وتركَ الهاتفَ ذاهبًا لخزانةِ ملابسه..أخذَ قميصًا قطنيًا كحلى اللونِ ،وبنطالًا مِنْ الـ(جينز) الأزرقِ الفاتحِ ،وألقاهما فوق سريره بإهمالٍ ،ودلفَ إلى المرحاضِ..وقفَ أمام المرآةِ يمسدُ لحيته الناميةَ بغير رضا ،وكادَ أن يذهبَ للإستحمامٍ لكنه وقفَ مجددًا ،وتمتمَ بضجرٍ:
"يا الله! لن أذهبَ لهما بهيئةِ رجل الكهفِ هذه.."
فتحَ خزانةً تحت الحوضِ يُخرجُ مِنها ماكينة الحلاقةِ الكهربائية الخاصة به يشغلها ؛ليهذبَ لحيته بشكلٍ أنيقٍ أبرزَ شبابه ،ووسامته..أنهى ما يفعله ،وإستحمَ سريعًا ،وتحضرَ ،وذهبَ إلى حازم..
وقفَ أمام بابِ الشقةِ يوازنُ أحمالَ المشتروات بين يديه ،وضغطَ على زرِّ الجرسِ بنزقٍ..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:31 AM   #409

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 4

سمعَتْ رنينَ الجرسِ ،فصرخَتْ بناريتها المعتادةِ:
"آسيـــــــا! لقد أتى حازم.."
لم تردْ آسيا مِنْ الداخلِ ،فتأففَتْ أسيل ،ورفعَتْ جلبابها البيتى البسيطَ المخصصَ للنظافةِ ،وعقدته على خصرها بعفويةٍ دون أن تعى بأن بنطال منامتها الطفولى قد ظهرَ..ذهبَتْ للبابِ تتمتمُ:
"هذه آخرةُ مَنْ يأتى لمساعدتكِ فى التنظيفِ.."
فتحَتْ تهدرُ:
"أ لم يكنْ معكَ مفتـ.."
أنزلَ كرم أنظاره ليعلمَ مصدرَ الصوتِ ،فقابلته بقامتها متناهيةِ القصرِ بكلِّ..براءةٍ..
"للأسف لم يكنْ معى مفتاحًا..امم! حسنًا! هل تستطيعين حمل تلك الأكياسِ أم مـ.."
قاطعته بنفاذِ صبرٍ:
"لماذا لن أستطيعَ؟"
تناولَتْ مِنه الأكياس الثقيلة بعزمٍ ،وقوةٍ لكنها توقفَتْ قائلةً:
"لكن لماذا تعطينى إياها؟"
قبل أن يردَّ آتاهما صوت حازم الخارج مِنْ المصعدِ:
"لأنه مغفل.."
إلتفتَ له كرم يبتسمُ ،فأخذه حازم فى عناقٍ رجولىٍ يربتُ على ظهره قائلًا:
"أنرتَ عِش الزوجية.."
ضحكَ كرم لكنه لم يستطعْ الردَّ بسببِ صوتِ أسيل الذى قاطعهما حين قالَتْ:
"حازم! تعالَ خذْ مِنِّى هذه الأشياء!"
إنتبه حازم ،فذهبَ لها ،ولاحظَ ما ترتديه لأولِ مرةٍ ،وذلك الوشاح الذى تلفه حول شعرها فى إهمالٍ ،فضحكَ قائلًا:
"ما هذا؟ خدوجة!"
ابتسمَتْ له فى عصبيةٍ تقولُ:
"نعم خدوجة التى جلبتها لكما خالتكَ حتى تخدمكما.."
ضحكَ كرم خلف حازم الذى أمالَ جذعه ؛ليحملَ مِنها الأكياس ،فتركته هى ،وإلتفتَتْ تلملمُ حاجيات النظافةِ بسرعةٍ ،وهى تقولُ:
"إخلعا أحذيتكما قبل الدخولِ!"
قالتها بلهجةٍ آمرةٍ أضحكَتْ حازم ،وكرم ،وعادَتْ تختفى داخل أروقةِ الشقةِ بينما دخلَ حازم ،وكرم حاملان أحذيتهما ،وكأنهما سيعاقبان على إختراقهما لقانون أسيل..
جلسَ حازم بعد قليلٍ مع كرم ،وآسيا التى بدأت تتجاذبُ أطراف الحديثِ على إستحياءٍ أمام أنظار حازم المشجعةِ حتى تندمجَ معه فى حوارٍ مختلفٍ عن المعتادِ حتى خرجَتْ أسيل مِنْ غرفةِ المعيشةِ مرتديةً فستانًا صيفيًا أبيضًا بأكمامٍ واسعةٍ تضيقُ على رسغها ،ووشاحًا ورديًا رقيقًا أنارَ وجهها البرئ تحملُ حقيبتها قائلةً:
"حسنًا! سأذهبُ أنا الآن.."
ردَّ حازم متعجبًا:
"إلى أين؟"
وقفَتْ تردُّ بإبتسامةٍ معسولةٍ:
"إلى بيتِ حبيبى..إلى أين يا حازم؟ كم بيتًا لدى حتى أذهبَ إليه؟"
نهضَ حازم يسحبها مِنْ ذراعها قائلًا:
"خُلقتِ بطولِ عقلة الأصبع ،ولسان أطول مِنْ برجِ القاهرةِ..تعالى هنا!"
أجلسها جانب آسيا بينما هى ظلَّتْ تتمتمُ معترضةً:
"خالتى تحتاجنى يا حازم!"
ردَّ ،وهو يجلسُ قائلًا:
"سأتصلُ أنا لإستعارتكِ مِنها اليوم..لا تقلقى!"
ردَّتْ آسيا ممسكةً بذراعِ أسيل:
"نعم يا أسيل! أنتِ لا تجلسين معى كثيرًا.."
إختلسَ كرم النظرَ لوجه أسيل الذى توردَ فجأةً ،وهى تقولُ:
"لأن هذا لا يصحُّ يا آسيا أنتِ ببيتكِ الآن."
نظرَتْ آسيا لحازم نظرةً سريعةً بخجلٍ لكنها أشاحَتْ بنظرها لأسيل مجددًا قائلةً:
"إذًا فلنستغلْ اليوم كلنا..أنا لستُ جيدةً بتلك الأمسيات الإجتماعية لكن ما رأيكم بأن نلعبَ قليلًا ،وربما نطهـ.."
قاطعتها أسيل مستنكرةً:
"هل ستجعلوننى أطهى بعدما شاركتُ فى تنظيفِ البيتِ؟ أنا سأعودُ.."
قالتها بجديةٍ تمازحُ آسيا التى أمسكَتْ بيدها حين نهضَتْ ،وأجلستها قائلةً:
"حسنًا لن يدخلْ أحدٌ المطبخَ.."
ابتسمَتْ أسيل ،وخلعَتْ حقيبتها براحةٍ تقولُ:
"حسنًا ماذا سنلعبُ؟"
إرتشفَ كرم مِنْ عصيره يناظرها بهدوءٍ إلى أن قالَ حازم بإبتسامةٍ خبيثةٍ:
"ما رأيكم بلعبةِ الـ(شايب)* ؟"
ردَّتْ أسيل بحماسٍ:
"نعم! أنا لدى طريقة جديدة للعبها.."
جلسوا جميعًا فى غرفةِ المعيشةِ حول طاولةٍ مستديرةٍ ،وأخذَتْ أسيل أوراق اللعبِ تفصلها إلى نصفين قائلةً:
"سنسحبُ ورقةً مِنْ المنتصفِ ،ونخرجها دون أن نراها.."
فعلَتْ هذا ،ووضعَتْ الورقةَ جانبًا ،ثم أكملَتْ توزيع الأوراقَ قائلةً:
"الآن سنلعبُ بالطريقةِ العادية ،والفارق الوحيد أننا لا نعلم مَنْ يحملُ الـ(شايب) معه..هل فهمتم؟"
فغرَتْ آسيا فاها تقولُ:
"لم أفهمْ!"
ردَّ حازم مبتسمًا:
"فهمتُ..هى تقصدُ مَنْ سيخسرُ سيظلُّ معه ورقة تطابقُ تلك التى أخرجتها الآن.."
أومأتْ ،وبدأتْ تأخذُ أوراقها ،وحين إنتهوا بدأ كلٌّ مِنهم فى إخراجِ أوراقه المتشابه حتى بدأت اللعبةُ تدورُ حولهم..
حاولَ حازم أن يسحبَ مِنْ آسيا ورقةً ،فخرجَتْ بيديه ورقتين ،فصرخَتْ آسيا به:
"ما هذا؟ أنتَ تغشُّ!"
ضحكَتْ أسيل ،وبدأ حازم يبررُ قائلًا:
"أقسمُ بالله أبدًا! لم أقصدْ.."
ردَّتْ بطفولةٍ:
"أنا أرى عينيكَ على تلك الورقةِ مِنْ فترةٍ.."
ضحكَ كرم ،وحازم بينما قالَتْ أسيل:
"أبدلى ورقكِ دائمًا حتى لا يكشفه.."
أومأتْ لها آسيا ،وأتى دور أسيل بأن تسحبَ ورقةً مِنْ كرم ،فنظرَتْ بعينيه قليلًا ،ثم إختارَتْ الورقةَ الثالثةَ مِنْ اليمينِ..ظلَّتْ اللعبةَ تدورُ ،وقد أنهَتْ آسيا ورقها أولًا كما لم يأملْ حازم تبعها حازم حتى بقى أسيل ،وكرم..
لاحظَ كرم تركيزَ أسيل الزائدَ بعينيه مما أربكه لا يعلمُ لماذا لكنه تجاهلَ الأمرَ ،أو على الأقلِ أقنعَ نفسه بذلك حتى سحبَتْ مِنه آخر ورقة ،وأنهى ورقه ،وظلَّتْ هى تحملُ ورقةً أخيرةً..
صاحَ حازم بحماسٍ تعجبَتْ له آسيا:
"أنتِ مَنْ خرجَ معكِ الـ(شايب)!"
نظرَتْ للورقةِ فى يدها بإبتسامةٍ حزينةٍ قائلةً:
"نعم! للأسف..ترفقوا إذا بالحكمِ.."
قطبَ حازم مستنكرًا:
"نترفقُ! هذا فى خيالكِ.."
ردَّتْ تمازحه:
"لكَ يومٌ ،ولا تنسَّ هذا!"
ضحكَتْ آسيا ،وقالَتْ:
"حسنًا! بماذا سنحكمُ عليها؟"
ردَّ كرم بلمعةٍ شقيةٍ فى عينيه:
"أرى أن حكمًا واحدًا لن يكفينا كلنا.."
ردَّ حازم يربتُ على كتفِ كرم مؤيدًا:
"نعم بالفعلِ..ما رأيكم بأن نجعلها ستة أحكام؟"
ردَّتْ آسيا تضحكُ:
"لا لا! أنا أريدهم أكثر مِنْ ذلك.."
صاحَتْ بهم أسيل:
"ماذا؟ هل جننتم؟"
ابتسمَ كرم قائلًا:
"لدى فكرةٌ سترضى الجميعَ.."
وأعادَ نظره إلى أسيل مكملًا:
"ما رأيكِ بأن تسحبى ورقة مِنْ الأوراق ،والرقم الذى سيخرجُ سيحددُ عددَ الأحكامِ.."
ردَّ حازم ضاحكًا:
"هذا يعجبنى..أعتقدُ أنه حلٌّ عادلٌ.."
ابتسمَتْ أسيل ،وقالَتْ:
"حسنًا!"
أعادوا جمع أوراق اللعبِ المتناثرةِ ،ووضعها كرم أمامها مخبئة حتى تختارَ..
نظرَتْ للورقِ ،وآسيا تقولُ:
"يا رب عشرة.."
ضحكَتْ بقوةٍ ،وسحبَتْ ورقةً ،فأخرجَتْ رقم ثلاثة مما جعلَ حازم يضربُ صدره بقبضته متأثرًا:
"أيتها المحظوظة!"
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"الآن كلٌّ منكم لديه حكمٌ واحدٌ فقط.."
رفعَتْ آسيا يدها تقولُ:
"أنا سأبدأ.."
صمتَتْ قليلًا ثم قالَتْ:
"أخبرينا أعظم سرًّا لديكِ!"
وارَتْ أسيل وجهها بكفيها تضحكُ بينما هللَ حازم قائلًا:
"هذه هى الأحكام.."
توقفَتْ عن الضحكِ تقولُ:
"حسنًا ما سأقوله هنا لن يخرجَ لرعد.."
وضعَ حازم يده على قلبه قائلًا:
"وهل نبدو لكِ هذا النوعَ مِنْ الوشاةِ؟"
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"أ تذكرون حريقَ ملابسِ جميلة ،وخالتى فى المرحاضِ؟"
أومأتْ آسيا ،فأكملَتْ قائلةً:
"أنا مَنْ فعلته..لقد أردتُ أن أجربَ طعم السجائر ،فأخذتُ واحدةً مِنْ علبةِ رعد ،وذهبتُ أشعلها فى المرحاضِ ،وبعد أن أشعلتها نادَتْ علىَّ خالتى ،فقذفتها على الملابسِ.."
ظلَّتْ تضحكُ وسط شهقاتهم ،وضحكاتهم ،وأكملَتْ بأنفاسٍ مبهورةٍ ،ووجهٍ متوردٍ:
"لم أكنْ أعلمُ بأن الماءَ فيه منظفات قابلة للإشتعالِ.."
ضحكَ كرم بقوةٍ مثل آسيا ،وحازم حتى قالَتْ آسيا:
"أيتها الغبية لقد أحرقتِ لجميلة فستانها المفضل.."
أومأتْ أسيل ببقايا ضحكةٍ مسكرةٍ على شفتيها تقولُ:
"أعلمُ..لقد شعرتُ بالذنبِ بعدها ،وإبتعتُ لها واحدًا.."
رفعَ حازم يديه بطريقةٍ دراميةٍ يقولُ:
"حانَ دورى.."
وضعَتْ أسيل يدها على قلبها تقولُ:
"يا رب استر!"
ضحكَ بخفةٍ ،وقالَ:
"لا تقلقى!..حسنًا!"
تنهدَ مفتعلًا التأثر ،وقالَ:
"ستختارين شقة مِنْ البنايةِ ،وستذهبين إلى أهلها تسألينهم ما طعام اليوم لديهم؟"
نهضَتْ تصرخُ:
"لا يا حازم! أنتَ تمزحُ!"
ضحكَ كرم ،وآسيا بينما ظلَّ حازم مُصرًّا على موقفه قائلًا:
"لا أمزحُ ،وستفعلين هذا بدلًا مِنْ أن أحكمَ عليكِ حكمًا أسوأ مِنْ هذا.."
ردَّتْ تبتسمُ لا إراديًا:
"يا الله! كيف سأفعلها هذه؟"
ردَّ عليها ،وهو ينهضُ:
"أنا شخصيًا لا أعلمُ.."
وقفَتْ أمام الشقةِ ترتعدُ ،وعلى وجهها إبتسامةٌ تجاهدُ ألا تنطلقَ لضحكةٍ مدويةٍ..رفعَتْ أناملها تضغطُ على زرِّ الجرسِ ،وهى تنظرُ إلى حازم خلفها المختبىء خلف الدرجِ يشيرُ إليها بإبهاميه أنها تسيرُ وفقًا للخطةِ ،فأفلتَتْ مِنها ضحكةً ،وعادَتْ تنظرُ إلى البابِ الذى فتحه أمامها سيدة عجوز ،ومِنْ خلفها يحملقُ بها إبنها الشاب ،فإبتسمَتْ لهما تلعنُ حازم فى سرِّها ،وقالَتْ:
"مساءُ الخيرِ!"
إبتسمَتْ لها السيدةُ تقولُ:
"مساءُ النورِ! كيف أساعدكِ؟"
توهجَتْ وجنتا أسيل فى خجلٍ لكنها قالَتْ فى النهايةِ:
"أنا..أنا.."
أدخلَ الشابُ أمه قائلًا:
"حسنًا أنا سأتعاملُ معها.."
دلفَتْ السيدة تاركة إبنها الذى كانَ يخرجُ المالَ مِنْ جيبه لكن أسيل صرخَتْ به:
"لا لا! لم آتِّ لذلك.."
نظرَ لها برقةٍ ،وقالَ:
"إذًا لماذا أتيتِ؟ أنا تعجبتُ مِنْ تلعثمكِ.."
ردَّتْ بإبتسامةٍ مُسكرةٍ:
"كنتُ ألعبُ الـ(شايب) وحُكمَ علىَّ أن أطرقَ بابكما ،وأسألكما ما طعامُ اليوم لديكما؟"
ضحكَ الشابُ بقوةٍ ،وقالَ:
"حسنًا، أنا لا أعلمُ حقًا لكن أعتقدُ أنها ستستقرُ فى النهايةِ على طعامٍ جاهزٍ.."
وضعَتْ يدها فوق صدرها ،وزفرَتْ بقوةٍ تشعرُ بوجهها كله يحترقُ مِنْ شدةِ خجلها ،فقالَ الشابُ لها:
"هونًا على نفسكِ! لقد كنتُ فى موقفكِ مِنْ قبلٍ..لكن أنا حُكمَ علىَّ بأن أذهبَ إلى فتاةٍ ،وأسألها مِنْ أين جلبت أحمر شفاهها؟"
ضحكَتْ أسيل بإنتعاشٍ تقولُ:
"يا الله!"
ابتسمَ لها قائلًا:
"أ لا تريدين مشاركتنا بالطعامِ الذى لم يأتِّ بعد؟"
أشارَتْ له نافيةً ،وشكرته مستديرةً إلى المصعدِ لكنه سألها بلمعةِ إعجابٍ فى عينيه:
"ما إسمكِ؟"
ردَّتْ برقةٍ:
"أسيل.."
ردَّ قبل أن يغلقَ البابَ:
"سعدتُ بالتعرفِ إليكِ..أنا مُهاب.."
ابتسمَتْ مجددًا ،وهى تفتحُ بابَ المصعدِ قائلةً:
"أشكركَ حقًا.."
أومأ لها ،وإستأذنها يغلقُ باب شقته ،فأتى مِنْ خلفها حازم يقولُ:
"دقيقة أخرى ،وكنتُ سأخلعُ عينيه مِنْ محجريهما.."
ضحكَتْ بينما ابتسمَتْ آسيا قائلةً:
"أنا حقًا لا أعلمُ كيف فعلتيها.."
صعدوا معًا إلى شقةِ حازم مجددًا ،وحازم يحاولُ دفعَ كرم للمشاركةِ بضحكهم ،وكرم كانَ يحاولُ جاهدًا ،وكأنه ينتزعُ الضحكَ مِنْ قلبِ آلامه..
إنتهَتْ الأمسيةَ بتخلى كرم عن حكمه ،وتسامرهم فى كلِّ ما كانَتْ تجلبه رياح الحديثِ لديهم ،وتناول الطعامِ فى جوٍّ هادىءٍ أرخى أعصابهم إلى أن حلَّ الليلُ ،وقامَتْ أسيل تقولُ:
"سأذهبُ الآن..لقد تأخرتُ كثيرًا يا حازم!"
نهضَ كرم قائلًا:
"وأنا أيضًا..أنا لا أعرفُ كيف أشكركم على هذا الوقتِ حقًا.."
نهضَ حازم مردفًا:
"فقط توقفْ عن قولِ هذا الهراءِ!"
ذهبَ معهما إلى البابِ يسحبُ مفاتيحه قائلًا:
"هيا بنا أيتها القصيرة!"
أوقفه كرم قائلًا:
"أين ستذهبُ؟"
ردَّ يرتدى حذاءه الرياضى:
"سأوصلُ أسيل للمنزلِ.."
قطبَ كرم مستنكرًا:
"لماذا؟ وأين ذهبتُ أنا؟"
قاطعتهما أسيل مردفةً:
"فقط لتعلما يمكننى إستقلال المواصلات بنفسى!"
ردَّ حازم أولًا يقولُ:
"لن أترككِ تستقلين المواصلات بهذا الوقتِ.."
فأكملَ مِنْ بعده كرم يقولُ:
"سأوصلها أنا يا حازم إنها مثل أختى لا تقلق سأسلمها إلى طماطم بنفسى..أم إنكَ تفعلُ هذا حتى لا أرى معشوقتى؟"
لكزه حازم بصدره ،فضحكَ كرم ،وفتحَ بابَ الشقةِ يقولُ:
"أنتَ إنسانٌ حاقدٌ على علاقتنا.."
ضحكَ حازم ،وقالَ:
"فلتحذرْ لأن رعد يغارُ عليها حقًا.."
ضحكوا جميعًا ،فقالَ كرم:
"حسنًا لا مفر مِنْ إعلان حبنا ،ومواجهة العالم به..سأتزوجها ،وأجعلكَ تقول لى (بابا).."
ردَّ حازم بإبتسامةٍ رائقةٍ:
"بيننا نساءٌ ،وأنا لا أريدُ أن أردَّ عليكَ ردًّا يجرحُ آذانهن.."
قهقه كرم ،وقالَ:
"وصلَتْ الرسالةُ.."
فتحَ بابَ المصعدِ لأسيل التى ودعَتْ آسيا ،وحازم ،وتركتهما ؛لتدلف إلى المصعدِ ،ومِنْ خلفها كرم..
كانَتْ صامتة معه طوال الطريقِ تختلسُ النظرَ إليه مِنْ وقتٍ لآخرٍ..يبدو ،وكأنه سافرَ إلى عالمٍ آخرٍ منذُ أن إنطلقا ،وهو شاردٌ بالكادِ ينتبه إلى الطريقِ أمامه..
"لماذا كنتِ تنظرين بعينى كثيرًا؟"
أتى صوته هادئًا كملامحه ،فردَّتْ عليه بنفسِ الهدوءِ:
"لأن عيناكَ بلونِ سماءَ الضحى تعكسُ كلَّ ما تقعُّ عليه.."
إلتفتَ لها بنصفِ إبتسامةٍ يسألها:
"هل كنتِ تقرأين الورقَ مِنْ خلالَ النظرِ فى عينى؟"
ضحكَتْ برقةٍ ،وقالَتْ:
"نعم!"
أشاحَ بوجهه إلى الطريقِ مجددًا يقولُ:
"حركةٌ جديدةٌ..لم يفعلها معى أحدهم مِنْ قبلٍ."
أعادَتْ نظراتها هى الأخرى للطريقِ بجانبها مبتسمةً ،وعادا لصمتهما إلى أن وصلا لبيتِ خالتها ،فشكرته بإقتضابٍ ،وردَّ عليها قائلًا:
"كنتُ أتمنى أن أستطيعَ أن أسلمَ على طماطم لكننى لن أعرفَ الآن..سآتى لها مرة أخرى.."
ردَّتْ ،وهى تغلقُ البابَ:
"ستنيرُ البيتَ ،وستفرحها كثيرًا..إنها تحبكَ حقًا.."
أومئ لها بإبتسامةٍ فاترةٍ ،وقالَ:
"إلى اللقاءِ!"


******


*لعبة الـ(شايب) هى لعبة تُلعب بأوراق اللعب (الكوتشينة) وفيها توزع الأوراق على الكل ،وتدورُ الأدوار بين اللاعبين حتى ينتهى كل لاعب مِن أوراقه ،ومَنْ يظلُّ معه ورقة الـ(شايب) يخسر ،ويتمُّ الحكم عليه.


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 12:33 AM   #410

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 5

"حازم!"
توقفَ قبل أن يدخلَ إلى غرفته مستديرًا لها ،فقالَتْ ،وهى تمسدُ يديها بتوترٍ:
"كنتُ أريدُ أن أطلبَ منكَ طلبًا.."
إلتفتَ لها بكليته يسألها بشغفٍ حاولَ أن يتحكمَ بظهوره:
"ما هو؟ أرجوكِ لا تخجلى مِنِّى آسيا أنا زوجكِ!"
إلى الآن تلك الكلمةُ لم تعتدها على مسامعها لكنها قالَتْ:
"كنتُ..أقترحُ..أنظرْ!"
أمسكَ كتفيها قائلًا:
"انظرى لى آسيا!"
رفعَتْ عينيها إلى عينيه الداكنةِ بالمشاعرِ ،فقالَ لها:
"قولى الآن ما تريدين دون ترددٍ!"
نطقَتْ دون تفكيرٍ:
"أنا أكرهُ ألوانَ الشقةِ ،وأريدُ أن..نغيرها ،ونغيرُ شكلها.."
إتسعَتْ إبتسامته أمام عينيها قائلًا:
"هل هذا فقط ما تريدين؟"
أومأتْ له بترددٍ ،فأنزلَ يديه عن كتفيها مردفًا:
"حسنًا ،وإن وافقتُ ماذا سيكونُ المقابلَ؟"
قطبَتْ أمامه ،وكأنها تحلُّ إحدى مسائل الرياضياتِ ،فلاحَتْ على وجهه إبتسامةٌ صبيانيةٌ جعلته يشبه حازم المراهق فى ذاكرتها ،وقالَ:
"أنا مستعدٌ ؛لأن أتركَ لكِ حريةَ إختيارِ ألوان الشقةِ بأكملها ،وأثاثها الجديد مقابل أمرٍ صغيرٍ للغايةِ.."
بدأتْ دقات قلبها تتسابقُ بعنفٍ للخروجِ ،وهى تسأله:
"ما هو هذا الأمرُ؟"
حركَ كتفيه عفويًا كما يفعلُ رعد ،وقالَ ببساطةٍ:
"قبلة.."
إقتربَ مِنها أمام عينيها المبهورتين كأنفاسها قائلًا:
"وأنا كمهندس عملى يقتضى علىَّ أن أتسلمَ دفعةً مقدمًا قبل أن أبدأ العملَ.."
قطعَ المسافةَ القصيرةَ بينهما فى أقل مِنْ خطوةٍ آخذًا وجهها بين راحتيه فى رقةٍ يجذبها إليه بسرعةٍ لم تدركها ،فوجدَتْ نفسها فجأةً تلتصقُ به يقبّلها قُبلةً شغوفةً رغم رقتها التى يحاولُ جاهدًا الحفاظَ عليها إلا أن ناريتها ،وحدتها قد أشعرتها بأنه قد بدأ يفقدُ قدرته على التحكمِ بنفسه ،ويداه تنحدرُ مِنْ شلالاتِ شعرها السوداءِ إلى جيدها..لم تستطعْ أن تحللَ مشاعرها ،فلم تعطى نفسها فرصةً لذلك ،وأبعدته عنها بعنفٍ تصفعه فى ردةِ فعلٍ عصبيةٍ..
رفعَتْ عينيها إليه ،فوجدته يضعُّ يمناه على وجنته يناظرها بذهولٍ ،وكأنه لم يستوعبْ ما قد حدثَ الآن بينما أخذَتْ هى تتراجعُ بخطواتٍ مرتعشةٍ تحركُ شفتيها فى محاولةٍ فاشلةٍ للإعتذارِ لكنه أبَى حتى أن يخرجَ مِنْ حلقها ،فركضَتْ إلى غرفتها تغلقها خلفها بسرعةٍ..
وقفَ مكانه لا يستوعبُ أنها قد صفعته لتوها محاولًا سبر أغوار ما حدثَ علّه يجدُّ مبررًا لكنه فشلَ ،فذهبَ إلى غرفتها يحاولُ فتحَ البابِ لكنها كانَتْ قد أوصدته مِنْ الداخلِ ،فطرقَ البابَ بعنفٍ يهدرُ:
"إفتحى يا آسيا!"
رفعَتْ وجهها مِنْ تحت الوسادةِ تصرخُ:
"لماذا؟"
ضربَ البابَ بقبضته بغضبٍ يهدرُ:
"لأنكِ قد صفعتينى لتوكِ.."
نهضَتْ ،ووقفَتْ أمام البابِ غير قادرةٍ على فتحه ،فهدرَتْ هى الأخرى مِنْ خلف البابِ:
"هذا لأنكَ قد تماديتَ معى.."
صرخَ غير مصدقًا:
"هل تصدقين ما تقولينه؟ أنا زوجكِ! هل فقدتِ عقلكِ؟"
فتحَتْ البابَ فجأةً تصرخُ بوجهه:
"أنا لم أستطعْ أن أتذكرَ ذلك حين فاجأتنى..أنتَ..أنتَ.."
أخرسها بقبلةٍ أشدَّ ضراوةً حين جذبَ خصرها إليه بقوةِ مشاعره المشتعلةِ ،فإرتطمَتْ بعضلاته الصلبةِ محاولةً الفكاكَ مِنْ براثنَ قبضتيه المستكشفتين أنوثتها العذراءَ بنهمٍّ لم يعدْ يتحكمُ فيه..إبتعدَ عنها ينهلُ دفعات الهواء كمَنْ يحاربُ للبقاءِ حيًّا هامسًا أمام شفتيها الحمراوتين:
"لن أستطيعَ التحملَ أكثر عرابتى! لقد أنهكنى الصبرَ.."
لم يعطها فرصةً للردِّ ،فقد أسكتَ ترددها ،وهلعها بقبلاتٍ متعددةٍ محمومةٍ بعاطفةٍ أشعلَتْ جسده بأكمله ،فرفعها يحملها جاعلًا ساقيها طوقًا فوق خصره يسيرُ بها إلى غرفتها..
أنزلها برفقٍ يشرفُ عليها مِنْ عليةٍ هامسًا أمام وجهها المتوهجِ:
"تلك هى آخر فرصة لكِ آسيا! إن كنتِ لا تحملين بداخلكِ أى مشاعرٍ لى أبعدينى ؛لأننى لن أبتعدَ عنكِ مهما حدثَ بعد ذلك.."
كانَ يراقبُ شفتيها المفغورتين بقلبٍ تتواثبُ دقاته هلعًا إلى أن تأكدَ بأنها تصمتُ تمامًا..لا تحاولُ حتى الممانعة مما أفقده صوابه ،وجعله يخلعُ قميصه ملقيًا إياه بإهمالٍ يجذبها إليه مِنْ جديدٍ بطوفان مشاعر إجتاحهما معًا..إنسجامهما معًا كروحٍ واحدةٍ قبل جسدٍ واحدٍ كانَ كسيمفونية متناسقة الألحان تشدو محلقةً فوق رأسيهما..
لا يعلمُ كيف يصفُّ مشاعره إتجاهها فى تلك اللحظةِ فقط بإختصارٍ تشبه تذوقه لفاكهةٍ محرمةٍ تاقَ لها طوال حياته لكنها ليسَتْ فقط فاكهةً ،بل أشهاها ،وأجملها على الأرضِ..تجاوبها العذرى معه ،ومشاعره الضاريةِ مزيجٌ لا يشبعُ محرومًا تمنى تلك اللحظةَ طوال عمره ؛لتأتى هى ،وتلقى له بالفتاتِ الذى بالكادِ يسدُّ الرمقَ لكنه لم يعدْ ذلك المحروم..لم يعدْ يريدُ أن يمثلَ دورَ الضحيةِ رباه! إنه ليسَ براهبٍ حتى يتحملَ كلَّ هذا دونها..
غفَتْ على صدره تلك الليلة بينما كانَتْ أنفاسه فى طريقها للهدوءِ ،وهو لم يستطعْ أن ينامَ قطّ ،وكأنه يريدُ التأكدَ بأنه لا يحلمُ ،وأن ما حدثَ بينهما لم يكنْ أحد كوابيسه التى ستنتهى بفقدانها..ظلَّ يتأملُ وجهها الهادئ النائم بهدوءٍ أبعدَ ما يكونُ عليه حازم فى الحقيقةِ ،فمجرد وجودها فى محيطه يعيثُ الفوضى داخله ،والآن هى تنامُ قريرةَ العينِ بين ذراعيه..
تحسسَ بشرتها السمراءَ بأصابعٍ ترتعشُ يحدثُ نفسه بأنه قد حاولَ أن يجدَّ أى بادرةٍ مِنها تقمعه لكنها كانَتْ..كانَتْ مستسلمةً تمامًا..
ضمها إليه بقوةٍ أكثر ،وأغمضَ عينيه ممنيًا نفسه بألا يكونَ حلمًا جميلًا سينتهى حين يفتحُ عينيه ،ونامَ..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.