15-01-22, 05:25 PM
| #61 | |||||||||
 
|  **** ولجت جيهان الى غرفتها وأوصدت الباب خلفها وجلست على مضجعها بقرب الأطفال الذين يلعبون حولها دون وعيهم بالجحيم الذي يسكن عقلها و صوت مونى المنهزم من وراء الغرفة المسجونة بها تناجي اي شخص يقوم بإخراجها . طوال الليل لم يرحمها ضميرها الذي يخبرها بأن تذهب خلسة وتقوم بسرقه المفتاح و تحرر الفتاة المسكينة، كم شعرت بالذل أمام جُبنها الكبير منه . وبعد ساعات قامت صلاة الفجر وصدر صوت المؤذن يعلو في الأجواء متمازج مع رياح الخريف المنعشة والتي تهرب من الخارج الى غرفتها الباهتة ، لمع بعلقها فكرة كما وصلت اليها بعض النسمات الباردة من نافذة حجرتها تهلهل وجنتيها الدافئة من كثرة التفكير ،تسحبت بحذر أمام غرفته التي تحمل عطره في كامل الرواق وقامت بفتح الباب بتوجس ، تقدم قدما وتؤخر الأخرى بخوف ندما على تسرعها وكأنها فى حرب بين خوفها وضميرها ولم تستمر الحرب طويلا حيث اطمأنت حين رأته نائما على فراشه عارى الصدر تاركا نافذة الغرفة مفتوحة تدخل رياحا شديدة وخاصةً على فراشه مما ازاحت الرياح عنه الغطاء الذي يتدثر به . تنهدت بتوتر بالغ وهى تقترب من خزانة ملابسه تبحث عن بنطاله الذي وضع به المفتاح ، اتسعت حدقيتها عندما وجدت البنطال ودست يدها في الجيب لترتسم على شفتاها ابتسامة صغيرة بها ببعض الامل وهى تقبض يدها على المفتاح . اختفت الابتسامة فجأة وتحولت الى شهقة صادمة عندما أحست بخطوات خلفها، وفجأة قام بإحاطة يده على خصرها حاضنا إياها بنعومة واشتياق والتي قابلته برعب كالسارق الذي تم امساكه من العدالة بعد هروبه لسنوات. انتفض جسدها وارتعشت اطرافها ، ازدردت ريقها بصعوبة تحت أنفاسه التي تتخلل رقبتها، قام بسحبها من خصرها وجعلها تستدير له حتى تكون مقابله له وجها لوجه، بسط يده على يدها و لا تزال عيناه معلقة بعيناها الخائفة، سحب المفتاح منها بقوة فقد كانت ممسكه به بجنون، ابتسم لها بخبث بعد انا وضع يده على ذقنها حتى يرفع راسها اليه ، أشار بسبابته بالرفض امام عيناها المسالمة الخاضعة وكأن الخوف قد قيد حركتها وشفتاها عن التحدث، مط شفتيه وجعلها تلتف معه لكى يعودا الى وضعهما السابق بان يكون هو خلفها وهى امام خزانة ملابسه وأخذ يدها ودسها في جيب بنطاله فى الجزء المقابل للأخر ليخرج ورقة تحت دقات قلبها المتواثبة، قام بفتحها وهو ما يزال يحتضنها من الخلف ويضع رأسه على كتفيها وينظرا معا الى الورقة .. لترى أنها ورقة تعريف ميلادية، شهقت وجحظت عيناها وهى تقرأ ما فيها فقد كانت الانارة المنخفضة الخاصة بالغرفة كفيلة بان تظهر الكتابة بشكل غير ملحوظ قليلا ، وبعد ان تأكد من انتهاءها وقراءتها لها عدة مرات، قام باستدارتها لتكون مقابلة له مرة اخرى لكي يتابع ردة فعلها بتركيز، ظلت تحدق به بدهشة وعقلها تائه من تساؤلاتها العجيبة بتلك الورقة فهتفت به بصدمة وهو يحدق بها لكي يدرس نتائج فعلته بها. _ مستحيل... ده جنون... ايه اللى عملته ده... ومين طلب منك.. قول انها مزورة... ارجوك.. _ لا ياجيجي ..مش هو ده رد الفعل اللى كنت مستنيه منك . اتسعت عيناها بذهول وقد شعرت انها بالواقع بعد ما كانت تعتقد انها بحلم.. بل كابوس.. فرفعت بصرها اليه بعد أن أبعدت عيناها عن الورقة بأعين متسعة . _ أنت عارف انت هببت ايه؟ أنت ضيعت حق ابني ... كان يتابع حسرتها الشديدة فتساءل اهي ممثلة بارعة الى ذلك الحد الذي يجعله يريد تصديقها فعلا ، التمعت عيناه بالخبث وأراد الدخول فى تلك المسرحية المبتذلة فقال بسخرية. _ وانت كنت متخيلة ان اللى جاب السائل هيعترف انه ابنه .. حتى لو!! .ازاى اتخيلتي ان ماهر هيخليك تفوزي بحاجة زي دي .. فوقى ...أنت في عصر الفلوس والمصالح .. بدل ما تشكريني على الخير ده . جزت على اسنانها بغضب كبير وقامت مسرعة بقطع الورقة الى أشلاء ، تحت ضحكاته المستنكرة وهو يقول .. _ اجبلك مية واحدة دلوقتي تقطعيها ..كله عشان خاطرك ياجميل _ أنت بني أدم حقير .. ظهر على وجهه أمارات الغرور والسعادة من غضبها الذي جعل عيناها الباهتة بها لمعة لطيفة، بقت تنظر اليه بغضب وهو يقابلها بنظرات حنونة بسخرية محبوبة ، لم تسطع ترجمتها سوى انه يستحقرها فقال وهى تخطو اتجاه باب الغرفة وهى مطأطأة الرأس بحسرة . _ الخير اليومين دول مش ببلاش ... توقفت عن الخطى خارجا لتستمع الى ما يقوم برميه اليها وهى توليه ظهرها. _ مكنتيش تحلمي ان ابنك يبقي له أب لو فضلتى خدامة طول عمرك لعيالي ولأمي مش هتعرفى ترديه . طبعا انت فهمتي اقصد ايه . استدارت اليه وحدقت به طويلا والدموع تتجمع فى مقلتيها تأبي ان تخرج، فأردف بسخرية مقرونة ببعض الغيظ الذي يحاول بقوة ان يخفيه. _بس... مالك زعلانه؟ لتكوني عارفه ابوه وجاية هنا تشتغليني وتعملي مسرحية.. شعرت بهجوم حاد داخل مشاعرها وكأنها على وشك أن تقتله حيا ، ربطت على قلبها وخطت مسرعة ناحية غرفتها وقد تناست تماما أمر الفتاة التي تبكي وراء الجدران . وبعد دقائق من التفكير فى غرفته المظلمة، أخرج هاتفه من جيبه وقام باختيار رقما من شاشة هاتفه يحمل اسم (محامي العائلة الاستاذ أكرم) وضغط على ذر الاتصال...... _ دكتور حسام اهلا وسهلا... _ يونس حسام يونس العتابي... لسه مولود اليوم يا أستاذ اكرم متنساش تدخله ضمن الورثة بتاعه العيلة وتعرف ولاد عم ابويا واحد واحد بالمولود الجديد.. يتبع... | |||||||||
|  |
|
19-01-22, 02:00 AM
| #62 | |||||||||
| القبلة الثامنة عشرx xx رغم أن شقيقتها أمانىx أخبرتها بأمور لم تعجبها ابدا عن خوضها لأفعال أكبر من حجمها بكثير، إلا أن هناك شيء ما هذه الليلة يشغل تفكيرها ويشعرها بالسعادة المطلقة، حتى وإن هرب النوم من عيناها الزابلة لاتزال تملكx بها بعض رائحة الزهور البسيطة التى تنير الحياة قليلا فى وحشة الليل، فبعض الورود قد تعود الى وقت ازدهارها كما فىx الماضي إن وجدت فقط من يضعها بعناية في محلول السكر ويجعلها مقربة من النافذة تطل عليها شمس الصباح وتداعبها الرياح بلطف كما يغني لها دائما بكلمات تروي ورقاتها الرقيقةxx . طوال الليل تفكر فى رحيم وكيف قام بالدفاع عنها بتلك الطريقة حتي وإن كانت متهورة قليلا الا انها تركت في نفسيتها أثرا جميلا بأن هناك من يملك بعض النخوة فى التعامل مع النساءx . _ هو بصراحة قليل الادب وشكله بتاع نسوان.. بس على الاقل ضد ان واحد يضرب ست. تهمس بها هنادي ببعض السعادة والأمل والتى تلاشت عندما جاء في خاطرها ذكرى لموقف رحيم مع نادين على سُلم الشركة بوضعية تخجل من يراها ،كزت على أسنانها وكلمات نادين تعاد فى ذهنها وموقفها الخبيثة معها فى جعلها علكة في فم العجوز الذي قام بنهرها وتعنيفها بالضرب . تنهدت بغيظx ، فهى لم تفعل لها شيء حتى تقوم بالافتراء عليها بالكذبx ووضعها في ذلك الموقف الصعب، لاح شبح ابتسامه رقيقة على محياها وهى تتذكر النار التي توجت عيناها بالغيرة عندما وجدت صديقها رحيم يقوم بالدفاع عنها وضرب العجوز، فما فعلته من شر ونية سيئة تم القضاء عليه بواسطة عشيقها، فسبحان الله! اليد التي تقوم بالضرب دون حق تم رد الصفعة اليها فى نفس الوقت . قامت من فراشها ويبدو على قسماتها الحماس لذهاب الى العمل وهى تتصفح نفسها في المرآة، تشعر بشئ غريب قد تغيرx بملامحها بالكامل، دخلت الى مصعد الشركة بمفردها وضغطت على رقم الموصل الى دور عملها، وعند اقترابها من الوصول توقف المصعد فجأة وفتح بابه الحديدي أمام رجلان وبالرغم من أن المصعد واسعا الا ان احد الرجلان قام بإغلاق الباب ولم يدخلا عند رؤيتها بمفردها، شعرت هنادي من موقفهما بالغرابة فقليلا جدا ما تقابل بعض الرجال الذين يمتلكوا زوقا وأدبًا، خرجت من شرودها اعجابا بموقف الرجلين على توقف المصعد مرة أخرى ، ولكن تلك اامرة وجدت عينيه مقابلة لعيناها النابضتان بالخجل الشديد ، وقفا ينظرا الى بعضهما نظرات خجل، تساؤل، اعجاب لبرهة ،x فاق رحيم من شروده على باب المصعد وهو على وشك ان يغلق أمامه فهو لم يتحرك اتجاهه وبقي واقفا لفترة يحدق بهنادي فبسط يدهx يلامس باب المصعدx فانفتح البابx ووقف بجانبها، توتر شديد يغزو عروقها وتساؤلات تعم تفكيرها، لسانها يريد أن يشكره على دفاعه عنها وابعاد العجوز العنيف عن طريقها ، لكن عيناهت خانتها بتطبعها بغبار الخجل الشديد فالتزمت بالصمت. شعرت ان الوقت يمر ببطء شديد عليها، رفعت بصرها الى الشاشه الصغيرة التى تعرض رقم الدورx بتوترx وعندما وجدت انه لا يزال دورين لكي تصل زفرت دون وعيx ،فالتفتا رحيم ينظر اليها متسألا عن تلك الزفرة، بادلته هنادي النظرةx ولكن شاحت وجهها بسرعة فقد شعرت بحرارة بخديها وعلمت ان وجنتيها حمراء الانx ، ، تريد لهذا الباب ان ينفتح بسرعة فالمكان خانقا وكأن موجه حر شديدة هجمت عليها بمفردها في ريعان موسم الخريف،x اتسعت حدقتيها عندما فتح باب المصعد فخرجت مسرعة وانتبهت انهم قد وصلا الى سطح الشركة العلويx ، جحظت عيناها بصدمة متمازجة مع خوف بتساؤل، فكيف لم تفرق بين تصرفه وتصرف الرجلان اللذان لما يركبا معها مع انهم اثنان وهو بمفرده! وبسهولة ووافق على الركوب معها .! هل فعل كل ذلك لكى ينال منها ببعض التصرفات الرخيصةx ، شعرت بالتقزز منه،x وتحولت قسماتها بتضيق حاجبيها بعبوس،x لمح توترها الشديد وعبوس وجهها فخرج من المصعد ووقف قبالتهاx وبقى يحدقان في بعضهما نظرات تقزز منها مع نظرات حماسية منه جعلتها وصلت الى ذروتها بالغضب فهتفت باندفاع دون وعي لكلماتها التى تأتي فى بالها _ أنت فكرني رخيصة انى اخليك توصل معايا لدرجة دي . ابتسم رغما عنه وهو يراها تذهب بعقلها لبعيد، فرفع حاجبيه بدهشة وهو يقولx _ ليه كملتى لحد مالاسانسير طلع عن مكان الشركة ؟ جحظت عيناها وهى تعد خديها من داخل ثغرها فردت عليه متلعثمة _ ما ..ما ختش بالى .. _ أنت عينك كانت متسلط على الرقم . صمت رهيب يعم المكان لا يقطعه سوي صوت ازدحام السيارات الذي يصل الى سطح الشركة . _ كنت فاكراك راجل محترم .. تهتف بها بأسفx وقهر وهى تراه رجلا سيء فبعد ان كانت سعيدة طوال الليل بانه دافع عنها لكي لا تتعرض لضرب معتقدة انه رجلا نبيلا ولكن تغير الوضع الأنx بتصرفه والسئx x ابتسم من كلماتها العفوية ليرد عليها باستنكار _ معقول ؟ بعد ماشوفتيني معاها على السلم .. على العموم متخافيش ..نيتي خير ...عمرى ماتكون نيتى وحشة مع مع عنين بالمنظر ده . رغم الموقف الذي يدعو للغرابة الا انها هجم الفضول على تفكيرها عن رؤيتها لعيناها ، وبما يري داخل عيناها؟ أيقوم بالاستهزاء منها؟ فقالت وأهدابها ترفرف وتحدق به بخجلxx ولسانها يتعلثم دون سيطرة منها فقد فسلت فى التحكم فى ثبات وجهها الممتعض امامهx .. _ عيني ؟؟؟ مالها عيني .. اقترب منها قليلا يحدق بعيناهاx ويهمس _ حنينين اوووى . ضيقت حاجبيها بدهشةx وارتدتx فورا قناع الغضب بعد ان شعرت برفرفة داخل قلبها بالسعادةx ،فلم تسمع كلمه طيبة فى حقها لمدة طويلة جدا وعندما اوشكت ان يلين قسماتها اكثر تغيرت نبرتها للعنف... قاطعهاx واردفx _ بس عليهم دموع مدارين حلوتهم ..وده مخل شكلك غلبان اووى يصعب على الكافر . قاطع صوته رنين هاتفه كما قاطع افكارها المشتتةx وهى تنصت اليه ، رفع هاتفه الى اذناه ينصت الى المتصلx فاشار اليها بأن ينتظرها لثواني وبعد ثواني قال لها وهو مايزال يتحدث الى هاتفهx . _ دلوقتى تقدرى تنزلى مكانك.... كانت تشعر بالحيرة من أمره والخوف من ان يراها بطريقة غير مهذبةx فقالتx بتوتر دون تحفظ _ أنت عاوز مني ايه ؟؟ أوعه تكون فكرنى زي صحبتك ..أنا ...أنا ست ...متجوزة ..و...و محترمة . لم يرفع بصره عن شاشة هاتفه وظل مركزا بها ولم يعلق على كلماتها له وظل صامتا وكأنها ليست واقفة أمامه،x وعندما أرادت ان تنفجر فيه فهي تعلم ان السكوت علامة الرضا والموافقة على كلماتها قاطعها بالتحدث عبر الهاتفx مع المتصل وهو يقول _ايه ياروح قلبي....؟ مش هتاخر عليك حاضر. ظلت تحدق به بدهشة لثواني ثم استدارت الى المصعد وضغطت على الزر بقوة حتى يغلق الباب بسرعة امامهx فقد شعرت انه لا يحترمها ولا يهتم بما تقول،x علم انها لا تريده ان يستقل المصعد معها بطريقتها فى الضغط على الزر بعصبية واصرارx . دخلت هنادي الى الشركة ووجدت بعض العمال يقفون في تجمع أمام القسم الخاص بهاx حتى شاهدتها أحداهن فانتفضت مسرعة اليها وهى تقول . _ كويس ياهنادي أنك مكنتيش هنا ..الراجل بتاع امبارحx كان هنا ومعاه كم راجل وبيدور عليكx وعلى رحيم.. بس واحد منهم قال انك سبتي الشغل.. كانت هنادي تنصت اليها بدهشة حتي دق الرعب فى اوصالها ، تبادر الى ذهنها سبب تصرف رحيم معها بأن سحبها الى سطح الشركة بعيدا عن الرجل فقد كان تصرفه لمصلحتها فهلx يقصد ان يبعدها عنهم فعلا؟x ام انها صدفة؟ غمرتها بعض المشاعر لأول مرة تمر عبر قلبها وترتسم على شفتاها بسمة لطيفة لا تعرف ترجمتها سوي بالسعادة، وعلى حين غرة التفت خلفها لترى رحيم واقفا على بعد خطوات و يشير اليها ويميل رأسه بأن لا داعى لشكره، فاستدارت الى الفتاة التي تعمل معها دون أن تعطي له وجها أو ردا ، وقالت للفتاةx متسائلة بخبثx وهى تشير الي الرجل بطرف عيناها . _ مين اللى بيشاورلي هناك ده . اصلي مش شيفاه ..؟ تريد ان تظهر ان لا شئ بينها وبين رحيم أمام زملاءها حتي لا تخسرهم فهى تعلم ان أغلبية الفتيات يهيمون به بإعجاب فكانت محاولة من ساذجة ولم تنطلي على الفتاةx . تغيرت ملامح الفتاة فجأة بعد أن رأت اهتمام رحيم بهنادي واشارته لهاx فردت عليها باستهتار وهى توليها ظهرها . _ معرفش ..!! وبالفعل كما اعتقدت انها تكن اعجابا لرحيم هي الأخرى فنظرت حولها علي كل الفتيات التي تعمل في الشركة لترى أن عيناهن جميعا تترصدنه بأعجاب فمطت شفتاها وهى تهمس وعيناها مقابله له .. _ هه مش حلو لدرجة يعني ..!! عشان طويل شوية واسمراني.. يعني!! رأى رحيم انها تحرك شفتاها لهx فعلم انها تغمغم ساخرة منهx فأشار اليها بما تقول .. فالتفتت جميع الفتيات والسيدات الى هنادي بعجب، وغيرةx .. فخطت هنادي مسرعةxx الى مكان عملها لكي تهرب مما يضعها به امام الجميع. فهل يعتقد انها فريسة سهلة لكي يظهر امام الكل ان بينهم شئx ؟، فحتي وان صنع لها معروفا، لن ترده اليها بإهانتها امام الجميع. قابلت فى طريقها نادين التى تجلس في كرسيها وامام ادواتها الخاصة وتحدق بها باحتقار ، والتي قابلته هنادي بدون اهتمام .. _ لو سمحتي ده مكانى ..ممكن تقومي .. ابتسمت نادين بغرابة وردت عليها باستهزاء _ كنت فكراكيx هتهجميني ..بس طلعتى بت محترمة ؟ _ وشكلك اول مرة تتعاملى مع حد محترم ؟؟ _مطتلعيش فى العالي اوووى كده يابت ..ولا نستي علقة امبارح . _ لا ماهو البركة في السبع بتاعك . انتفضت نادين واقفة من الكرسيx وانقلبت قسماتها الى الغضب والغيرة وهى تقول _ رحيم ؟ متفتكريش انه عمل كده رجولة يعني ..بالعكس ده بيلعب عليك ..وعاوز يسحب رجلك .. _ طب ابقي قوليله ياشاطرة أنى مش زيك .. جحظت عين نادين من رد هنادي عليها بقذف جبهتها بهذا الشكل المهين، وعندما شعرت نادين بالضعف أمامها وامام لسانها السليط عليها قامت برفع يدها لاعلي ونزلت بصفعة قوية على وجهه هنادي ، التي صدمت وأحست بالانكسارx أمامها كالجبانة ، وكالعادة لم تستطع ان تأخذ موقفا على تلقيها لضربx سوي بقطرات الدموع،x والتي جعلت تلك الدموع تشرق قلب نادين بالفرحة العارمة وهى ترى ضعفها الشديد. _ لو شوفتك يازبالةx تتكلمى معاه او حتى تبصي عليه هقلعلك عينك ..أنت فاهمة ..؟ رحيم ده بتاعي .. أنت فاهمه .. تهتف بها نادين بشراسة وهى تشير بسبابتها لها بشكل مهين من اعلي راسها الى قدميها ومن ثم تستدير وتخطو ناحية عملها وابتسامة النصر تزين معالمها . ولجت نار الجحيمx قلب هنادي بسبب جبنها وانها لا تسطيع ان تدافع عن حالها، فسقطت جالسةx على كرسيها تبكي بحسرة وهزيمة، و تضع كفه يديها على وجهها لكي تخفى قطرات الدموع، تعلم انها لن تتغير ابدx بيدها التى ترتعش بالخوف أمام أي ذرة تعنيف، شعرت بالكره الشديد لحالها عندما تبادر الى ذهنها انها ستظل تلك الفتاة المعرضة لضرب من الجميع دون الدفاع عن نفسها . | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:14 AM
| #63 | |||||||||
| **** استيقظت أمانى متأخرة على غير عادتها اليومية وهى تشعر بالتعب الشديد في كامل جسدها ولا تسطيع أن تقوم بفتح عيناها بسبب مامرت به البارحة، بسطت ذراعيها على الجانب الآخر من فراشها فلم تجد أي أثر لسلطان، فتحت عيناها بصعوبة لكى تبحث عنه بالغرفة التي كانت خالية تماما من مرور الشمس والنسمات فقد كانت مغلقة كعادتها مثل المقبرة. _ يا ترى روحت فين ياسلطان؟ ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتاها مع قهقه منتصرة وهى تتذكر ليلة أمس وهىx تقدم له بعض العصائر المضاف اليه مشروبا يجعل العقل شاردا ولا يكون بذهنه، لتجعله يمضي على بعض الوصلات المهمة حتي يتسنىx لهاx أحقية التصرف في الممتلكات الخاصة بآبيهاx ، ستفعل المستحيل حتى يدخل كل الأموال في حسابها البنكي دون ترك قرشا لأى أحد من عائلتها . مال وجهها الى العبوس عندما تذكرت ما كتب فى الوصية من ترك بعض الأموال الخاصة بعمله الخارجي في الاستثمار بالمدن الصناعية لشقيقتها مونى، ومن هنا عزمت على الحصول عليها بالكامل، فبعد أن قامت والدتها بمنحها التصرف بجعلها وكيلتها أصبح يسهل عليها السرقة ، ابتسمت مرة أخرى وهى تتناول كوبا من الماء الموضوع بجانب الفراشx وبقت تفكر وتحدث نفسها _ساعات غباء الناس اللى حوليك بيكون نعمة أأه و ثقته الزائدة فيك .. مشفتش في غبائك ياسلطان .... هتبقي مجرد خدام تحت رجلى وقت الطلب ..لحد مااشوف غيرك . وبالنسبة ليهم هبقي اسبلهم كم جموستين على كم حمارين ..وكده يكون عملت اللى عليا . هما كده كده مش محتاجين غير الستر والصحة على رأى امي ماهي دي دعوتها الوحيدة ..أكل وشرب بس ..انما أنا عندي أحلام لازم احققها ومش هيحصل غير بمزانية . كل واحده فينم أخدت الحسن والجمال الا انا ..لا أخدت معاملة كويسة ولا شكل عدل . القت كوب الماء بإهمال بجانب الفراش فتحطم كليا وهى تزفر بغضب ، قامت من الفراش و بدأت ترتدي ملابسهاx ثم اتجهت الى المحكمة لتكمل باقى الإجراءات فلم يعد الا وقت قليل وتتحقق أمنيتها . وبالفعل قامت بوضع بعض الأراضي للبيع وبعض الممتلكات وتركت فقط السرايا، كل ذلك في يوما واحد فماذا عن باقى الأيامx ؟. x x x x x x x x x x xx **** مرت ثلاث ليال وهىx تعمل وتذهب من مكان الى أخر، كم تغمرها السعادة الأن وهى غنية بمعني الكلمة، ثلاث أيام مرت تدعبس هنا وهناك حتى وصلت الى مبتغاها ولم يعد الا بحثها عن شقيقتها مونى الاجبارى حتي تخدعها لكي تمضي على بعض الوصلاتx ،x فتذكرت انها مخطوفة من قبل زياد! x تنهدت وهى تتساءلx هلx يعلم زياد أن ابيها قد ترك بعض الأموال لموني حتى قام بخطفها؟x تعرف جيدا انه لن يقوم بخطفها والاقدام على تلك الفعلة الا اذا كان يضمر شيئا _ بس انت ازاي طلعت عايش بعد ما وقعت فى المسقط ..ده أنت طلعت بسبع أرواحx ، فعلا هو الجعان كده . زفرت بتعب شديد وهى تمسك بكعب قدمها وتضغط عليه برفق بأطراف اصابعهاx لكي يذهب الالم قليلاx فلمx تأخذ راحة طوال الأيام السابقة فقد كانت تغفو بسيارتها الجديدة وتتنقل بهاx بين المحاكم لكى تنهى اعمالها. خطت الى شقيقتها هناديx داخل غرفتها تسأل عن رؤيتها لسلطانx فأخبرتها انها لم تراه منذ اخر مرةx كان معها، شعرت أمانى ببعض القلق فهل قام المخدر الذي قامت بوضعه له بالتأثير على عقله،x بدأت مخيلتها الواسعة في رسم بعض الصور العجيبة ، زفرت بشدة وقامت بهز رأسها اعتراضا من تلك الأفكار السلبية التى تراودها . _ لسه وقتك منتهاش معايا ياسلطان عشان تمشي ..معقول هربت ؟ لا لالا ..أكيد ..راح البلد لمراته -وهيرجع تاني .. اففففف.. تهمس بها امانى وهى تدثر نفسها بالفراش وتمرر وجنتيها على الوسادة الناعمة لتغرق في ثبات نوم عميق من شدة التعب وما مرت به اليوم، دقت ساعة منتصف الليلx مع ذهاب أخر سحابة تمشي وراء قافلتها من السحبx يسبحونx فى السماء فى اتجاه الشرقx ليظهر القمر بوهجه الساطع بشدة ويتوغل داخل غرفتها حتى وصلت اضاءته الناعمة الى وجنتيها الدافئةxx ، قامت من نومها فجأة اثر شهقة كبيرة تخرج من حنجرتها، ظلت تحدق يمينا ويسارا بالغرفةx وبقت تصارع فى التقاط انفاسها ونبضات قلبها تتواثب بجنون، رفعت يدها على قلبها تضغط عليه بأطراف اصابعها من شدة الألم لكن هيهات.....، أقبلت تصيح بأقصى قوتها عند التقاك النفس ، شعرت ان الخوف يعصف جسدها دون سبب واضحx ، تلتقط أنفاسها بصعوبة ومن ثم تزدرد ريقها بغصة، تحاول أن تهدأ ولكن لا تستطيع وكأنها بمعركة ،عيناها جاحظة برعبx تشعر ان أحدا ما يراقبها بالغرفة تحاول عيناها ان تلتقط ماهو بالنظر فى كامل الحجرة بتوتر، لهثت بقوة والالم يزداد داخل قلبها،x وبغتة أطلقت صيحة كبيرة اثر ضربة قوية على ظهرها دفعتها الى الامام، استدارت بسرعة لكى ترى من قام بضربها بهذا العنف لتتفاجأ بأنه لا يوجد أثر لاي بشري، أغلقت عيناها بقوةx وعندماx قامت بفتحها مسرعة اتسعت حدقتيها أمام هذه الأجساد المتجمعة حولها بتلك الهالة الزرقاء دون مجرى حياة في وجوههم وكأنهم جثث خرجت الان من المقابر يظهرون فقط.تحت ضوء القمر المتسلط عليهم ، رفعت يدها على عيناها تخفي رؤيتها لهم و تصيح بقوة و خوف، وعندما شعرت بضربة اخرى على ظهرها ارتعدت وهرولت بضعف الى غرفة شقيقتها هنادىx . لا تتوقف عن تلقى الضرب بقوة على كامل جسدها وهى تحتضن شقيقتها وترتعش بالكامل، كانت هنادي تشعر بضغط الضرب على جسد أمانى وهى تعانقها، فدهشت وشعرت بالخوف هى واطفالها حين تأكدت انهم ارواح شريرة، تريد ان تنقذها ولكن ما باليد حيلة فهتفت بصياح باكي بعد ان قامواx بإبعادهما عن بعضهماx وجذبوا أماني اتجاه سقف الغرفة وطعلها تلهث اثر اختناقها ومن ثم وقاموا بإلقائها على الارض حين صرخت هنادي بصوت عاليxx . _x ابعدوا عننا...احنا مش بنأذيكم... عوزين مننا ايهx . هرولت هنادي اليها بعد ان سقطت على الارض وهى تتأوه من الألمx ،x فاستدارت امانى لتشير بسبابتها الى تلك الجثث المحيطة بهم بمشد مهيب لكي تعرف هناديx مكان وجودهم ولكنها لم تستطع ان ترى اي شئx فجرتx الى مقدمة غرفتهاx تضغط على الازرار بقوة لكى تشعل الأضواء فصاحت أمانى وهى تقول ببكاء وتصرخ من هول مايحدث _ متسبنيش ... ثم أطلقت صرخة بعد تلقيها ضربة قوية ألمتها حتي رُسمت اثرها على ذراعيها لتشاهدها هنادي وتقابلها بصياح الأخرىx ، كل ذلك والطفلان يضما بعضهما بخوف دون حيلة، سقطت أمانى فاقدة الوعى وأخر ما شاهدته صورة الجنية فى المرآة وهى تشاهدها على بعد خطوات والابتسامه تتوج قسماتهاx . | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:16 AM
| #64 | |||||||||
| ***** طوال الأيام الماضية لم تنسي هذا الكابوس الذي يراودها ليلا ويؤرقها فكانت تحاول جاهده ان تشغل عقلها حتي لا تتذكر مأساتها الكثيرة وبأمر حملها الجديد من حسام دون سابق انظار فلم تجد شئ يشغل عقلها قليلا سوي التفكير بامر موني فتحسن اليها بتقديم الأطعمة والمشروبات وكلما تراها تشعر بالغرابة فلم يبدوا عليها ابدا انها في بيت غريب وان أحدا ما قام بحبسها، بالعكس تماما كانت تتنقل في الشقة كأنها فى منزلها وتأكل وتشرب دون عبئ لما يحدث . توجهت اليها جيهان بعد أن لمحتها تتابع التلفاز بجانب الأطفال وتتناول معهم المسليات فجلست بجانبها وهى تنظر اليها متصفحة وتقول _ هو انت ليه مش خايفة ..وليه مش بتهربي ده أنا بتعب كل يوم عشان اسرق مفتاح الاوضة . لم تلتفت اليها مونى وبقت عيناها متسلطة على التلفاز وتقول بدون تركيز . _ مستنية چوزي لما يجى .. _ ولو مجاش ..؟ التفتت اليها مونى تنظر الي مقلتيها وهى تشعر بالخوف من ذلك أيضا فردت عليها _ لاه زياد هيچي ..أنا متأكده ضيقت جيهان عينيها بتساؤل عن ثقتها الزائدة بحسام وزياد،كانت تتابعها موني ايضا بعجب فأردفت لها. ...وبعدين الجدع التاني ده ميقدرش يعملى حاچة أساسا شكله بينهم مصالح .. صوح..هو ده چوزك ؟؟ كانت جيهان تنصت الي كلامها بعناية حتى شردت في شيء ما ، وفاقت على تلك الكلمة الاخيرة _ هااه !!!... ااه تقدرى تقولى كده .. _ أنت ممستحمله الخلجة دي ازاى ده باين عليه خنيقه واصل.. ران الصمت لدقائق بينهما فأردفت موني بعد تصفحها الشامل لقسمات جيهان الشاردة. _بس تحسيه في شبه منك چوي هو أنتو قرايب ؟ لم تركز جيهان في كلمات مونى فكان عقلها يجمع بعض الاحداث وعندما استعادت رباط جأشها قالت بلهفة متسائلة _ استنى استنى انت بتقولى ان جوزك اسمه زياد !!! _ ايوة ..ليه ..أنت تعرفيه ؟؟ ااهه صوح أكيد تعرفيه لان زياد كان متصور مع چوزك في صورة فى شقته .. أنت اكيد تعرفيه ...جولى ..؟؟ صوح ؟؟..؟ _ لو حسبنا حمقته أووى على موضوع جوازك منه ..يبقي اكيد زياد أخووه .. تنهدت مونى وقامت بتصفيق لها وهى تقول . _ تصدقي چبتي التايهة .. ما أنا عارفة انه اخوه أومال كان قاعد يقول لحسنية ايه المرة اللى فاتت شكلك مخك طاير لبعيد . أنت قولتيلي اسمك ايه ؟ ضاقت جيهان منها زراعا ومن كلماتها المهينة فقالت وهى تتنهد بحنق . _ أنا ممكن اوصلك لزياد ده ..والنهار ده كمان .. هو انت هتمشي من هنا لو جبته ليك صح .. _ مالك إكده، اوعاكي تكوني خايفة مني ..أنا مستحيل ابص للبتاع ده .. اصلا چوزك ده عينيه زيغه واصل وبتاع نسوان . رفعت جيهان عيناها بدهشة بتساؤل فتلك الفتاة مندفعة للغاية وتتكلم بسرعة شديدة ولا تستطيع انا تجاريها في الكلام كما انها تتحدث بعدوانية . ردت عليها جيهان ببعض الحنق . _ عارفه .. شعرت مونى بالسعادة وهى تقوم باستفزاز جيهان وبقت تختار كلماتها بعناية لكي ترى متى ستقوم بقذف غضبها عليها. فقالت بتدلل _ تخيلى ..كان عاوز منى ايه ؟؟ أول ماشافني ..فففف شعرت جيهان بالغضب والصدمة ولكن حاولت ان تهدأ من نفسها فماذا تتوقع من رجل قام باغتصابها وانتهاك عرضها في المشفى وفى وضع لا يفعله اى انسان سوى . انتفضت جيهان واقفة وهى تتنهد وخطت مسرعة نحو باب الشقة لذهاب الى العمل، فهرولت مونى وراءها تسألها برجاء . _ أنت متأكده أنك تعرفى زياد .. استدارت جيهان صوبها وحدقت بها طويلا ثم قالت بهدوء _ هو انا مش هعرف اخو جوزي مثلا...!! عضت خديها من الداخل فهل تعترف بتلك الكلمة الأن ابتعلت ريقها وأردفت مُهدأه _متقلقيش انا هحاول اساعدك بأى طريقة عشان تشوفى مصلحتك ..متنسيش تاخدي بالك ..ولو حسيتي أنه جاى ياريت تدخلى الاوضة وتقفلى على نفسك عشان الوضع مايتغيرش للأسوء . _ متخافيشى انا عامله حسابي . تهتف بها مونى وهى تغلق الباب بعد أن ودعت جيهان فهى لا تشعر بالقلق مطلقا خاصةً من جيهان فملامحها تدل على انها فتاة طيبة القلب بجنون . سارت جيهان نحو المشفى قاصدة القسم الخاص بزياد بلهفة لكى تخبره عن وضع مونى وبما أخبرتها به،وعندما لمحته يقف أمام القسم الخاص به ويشعل السيجار وينفسه ، وقفت بصدمة وهمست متسائلة _جاب الجراءة منين انه يشرب سجاير فى المستشفي . و سرعان ما تذكرت أنه لا يملك ضميرا بالتأكيد مثل أخيه . فخطت ببطء وهى تراقبه محدقة به بحنق، وعندما وصلت اليه ولمحها أطفئ السيجار على الفور وحدق بها متصفحا باهتمام وهو يقول متسائلا بنبرة هادئة _ اتمني تكونى اتحسنتي كويس همست جيهان (وهو ماله..ولا يلزمه ايه ) ثم تنحنحت وهى تقول _ تعرف بنت اسمها مونى .. شعرت بدهشته من قسماته المهتمة بحديثها . فأردفت .. _ هي عند .. فجأة جحظت عيناها حين تبادر فى ذهنها أنها جيجي في المشفى ولا يعرف احد عنها اى شيء ،فجاءتها غصة مقرونة بشهقة ورفعت يدها على فمها فكيف لها أن تضع نفسها على حافة الغرق ومع تلك العائلة . حاولت ان تلتقط أنفاسها التي تباطأت ورفعت بصرها اليه لكي تقلب الحوار بشئ اخر وعندما نظرت اليه بعينيه المتلهفة على استماع باقى حديثها ، لم تجد اي كلمة فولت ظهرها له وخطت مسرعة الى اي مكان أمامها وتركته عائما في التساؤلات . _ يامدام ..استني .. لم تعلق على مناداته لها وولجت مسرعة الى اخر الرواق ولم تنتبه الى الصدر الذي ارتطمت به بقوة وهى تدخل من زاوية الطريق حتى تراجعت بدفعة إثر عضلاته القوية الى الوراء عدة خطوات وتضع يدها على راسها بألم . رفعت بصرها الى ما ارتطمت به لتجحظ عيناها وهى ترى أنه حسام ، يقف بثبات ويتابع حركاتها المتوترة، قالت بتلعثم دون محاولة من تغير نبرة صوتها _ اسفة .. هرولت مبتعدة عنه وهى تنظر الى الخلف لترى انه لا يزال يراقبها بعينان تخرج منهما نار الغضب، وحين وصلت الى قسمها الذي تعمل به تهاوت الى مقعدها بتعب وتوتر ، حاولت أن تهدأ من روعها قليلا بشرب الماء، قامت برفع النقاب بحذر وبدأت بالشرب من قنينة الماء، وفجأة ولجت أسماء عليها وبدأت تحدق بها بحقد كبير، أنزلت جيهان النقاب سريعا بعد أن أصابها السعال من الصدمة وابتلعت ريقها بصعوبة..فقالت أسماء بازدراء _ عاوزة أتكلم معاك .. ارتعشت شفتاها بخوف فماذا تريد منها، اتعلم انها تزوجت من طليقها حسام؟ ردت بصوت متلعثم _ اتفضلي . _ لا مش هنا بره تابعتها جيهان وهى تتنهد بخوف وتفرك يدها بتوتر بالغ حتى وصلت الى مكان لم تفضله جيهان فقد كان بالقرب من مكتب ماهر رانت حولها خيفة من ان تجده، فقالت اسماء فجأة دون مقدمة _ اطلقتى ليه من ماهر ؟ قامت برمي هذا السؤال على مسمعها وكان كالصفعة القوية التى جعلت قلبها يضخ بالرعب فهل بدأت المعركة التى كانت تخشاها؟ تعلم انها ليست بقوة شخصية أسماء وانها فتاة تحمل قدرا من الخبث والذكاء الذي جعلها تتربع على عرش قلب كاشخصية حسام قبلا وماهر الان، مع انها تشك ان حسام لايزال يحمل قدرا من الحب لها..!! أحست أسماء بتوتر جيهان الشديد وحركاتها اللا ارادية في الميل برأسها الى الأمام تحت النقاب وكأن تريد أن تهرب فأردفت أسماء مضيقة عيناها بمكر . _ متخافيش ..فضول بس . عقلها يحاول أن يبحث عن كلمة واحدة لكى تتجنب الإجابة ولكن عقلها معطلا من الصدمة. كانت أسماء قد اتصلت بماهر منذ قليل لكي يقابلها امام مكتبه وعندما رأته يقترب منهما قامت ببسطت ذراعها وأزاحت نقاب جيهان عنوة عن وجهها حتى تمزق جزءا منه، تابعهما ماهر وعلى شفتاه بسمة وهو يقول باستهزاء موجها كلماته الى أسماء _ وانت فاكرة انى معرفش انها هنا . كانت أسماء شاردة تنصت الى كلماته بعجب وتتابع جيهان بغيظ من رؤيتها بهذا الجمال المشرق وبحجابها الأسود الملفوف حول وجهها الدائري مما يبرز عيناها الواسعتان الزرقتان بفتنة، كم تشعر بالخوف من ان يرى حسام هذا الجمال فتسرقه منها دون رحمة، استدارت أسماء الى ماهر بعد أن وضع يده على كتفها يهمس وهو يرفع احدي حاجبيه بغرور _ اتأكدتى اننا شبه بعض.. ( الخبيثون للخبيثات يابت..) . تغاضت عن كلمته وهى تجز على اسنانها وتقول له وهى تولي جيهان ظهرها وتنظر الي ماهر بضيق حاد _ انا مبقتش فهماك .. ليه تحطها هنا ومع حسام بالذات .؟ كانت جيهان مصعوقة برد فعل أسماء وعيناها تحدق بها بخوف وتوتر فلم يكن ازاحتها لنقابها أمام ماهر صدمة أكثر من خشيتها من ان تكون قد اكتشفت انها قامت بالزواج من طليقها السابق حسام ، فتلك الفتاة تملك هالة جبارة تجعل من حولها يخاف منها دون سبب مقنع وخاصة شعورها بأنها تهدد حياتها ؟؟ وكيف وأن حياتها مهددة بالفعل ؟. التفتت الى النقاب الممزق الذي ارتمي على الأرض بوضاعة بعد ان استعادة رباط جأشها ، فانتفضت وجثت على ركبتها لكى تلتقطه وهى ترنوا اليه بعيون دامعة، وما ان وقفت على قدميها التقطت عيناها مالم يكن في الحسبان ، فكان يقف خلفهم بكل اذن صاغية وعين دارسة متابعا كل ما يحدث بصمت، فشهقت شهقة ردت في اذن كلا من ماهر وأسماء ليلتفتا الى الخلف، نظرات خوف ، قلق ، سعادة تعترى كلا منهم، رفعت جيهان النقاب على وجهها وقامت بارتدائه مسرعة كانت محاولة ساذجة منها باعتقاد أنه ربما لم ينتبه الى ملامحها بعينها فيعرف انها جيهان التى تسكن معه بين اربع جدران وعلى فراش واحد . حين رأت أسماء حسام واقفا على بعد خطوات ويحدق بهم بجدية، تبادر الى ذهنها فورا وجه جيهان المكشوف، فشعرت بالخوف من ان يكون رأي جمالها الساحر فالتفتت اليها مسرعةً بتوتر بالغ لتراها تغطي جهها بالكامل فتنهدت براحة وعادت تنظر الي حسام بتلك النظرة القديمة من ايام الجامعة والتي جعلته يذيب بها عشقا . خطي اليها رافعا ظهره بعيون واثقة تبتسم مما وضعه القدر أمامه بسهولة ، ورفع يده واضعا اياه على كتفيها بنعومة أمام جحوظ عين الافاعي التي تريد أن تلقى السم على ضحيتها دون انتظار .. ران حسام الى ماهر وأسماء لدقيقة كاملة ليرى ان داخل اعين كل منهما أشياء ، حاول ان يتهرب من عينان أسماء التى تشعره بالتوتر بعض الشيء بجعله يتذكر ماضيهما معا، فقام بالضغط على كتفى جيهان برفق وجذبها اليه لتقف متلاصقة بقربه وتحت ذراعيه مما اصاب الذعر قلب أسماء بقوة وجعلت أنفاسها تثقل من رؤيتها لهما بهذا الوضع الرومانسي فقال وهو يرفع احدي حاجبيه بثقه ويحدق بجيهان ثم يوجه انظاره اليهما _ هه ...اشوفكم قابلتو مراتي الجديدة . ران الصمت لثواني من هول المفاجئة التى دفعها كالقنبلة على مسمع الجميع، فأردف بخبث وهو يحاول جاهدا كتم قهقه قوية تعتلي صدره من شدة السعادة _ ها ايه رايك ياماهر .. مزة مش كده ؟ ااه دي منقبة... سورى؟؟ هرول الرعب الى اوصال جيهان وارتعش جسدها بالكامل وشلت قسماتها وبقت كالجثة الجاحظة التي لا تختلف تماما عن وضع ماهر وأسماء فهمس كلا منهما بصدمة قاتلة لم يتم توقعها ابدا _ مراتك !!! ارتسمت ابتسامة انتصار على عيناه قبل شفتاه ، ف خطته بدأت تؤتي ثمارها سريعا ، فبدأ يهجم على خصمه بكلمة لاذعة، يعلم جيدا انها لن تعجبه ابدا مهما كانت مخططاته ، ف العثرة التى وضعها في طريقه لكى تكسر قدمه بالسقوط ارضا تحولت الأن لمصلحته. فرد عليهما وهو يشيح بوجهه المبتسم بشدة الى اتجاهه اخر والذي على وشك الانفجار من الضحك وهو يري انهزام ماهر امامه _ وأم أبني ...(يونس) ران اليهما بقوة فكانت رؤيته لهما بهذا الوضع يثير نشوته بالسعادة الجنونية التى تجعله يريد ان يفعل اي شئ الان ، فهتف وهو يعطي كل حرفا حقه بتلذذ وعيناه الدائرية تزداد وهجا بالسحر كليلة بدرية تتوج السماء برفرفة القلوب _ يونس حسام يونس العتابي . .وما ان انتهي أخرج من جيب بنطاله شهادة الميلاد التى تثبت ماقاله وألقاها في وجه ماهر.. يتبع... | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:32 AM
| #66 | |||||||||
| القبلة التاسعة عشر كان ماهر على وشك ان يفقد وعيه وهو يقوم بقراءة شهادة الميلاد، ولكن حدث نفسه داخل عقله _ مستحيل،x مستحيل حسام يعمل كده،x دي اكيد لعبة جديدة بيلعبها عليا.. قام بطي الورقة وأعادها الى حسام بتماسك، كم شعر بالكره الشديد لحسام وهو يري قسماته المتحمسة بثقة الفوز، حاول ان يتمالك نفسه أمامه ويخفى اندهاشه القوي لكنه فشل فى ارتداء قناع الاستفزاز الخاص به وبقي يجز على أسنانه غضبا. علا صوت أسماء يهتف بعدم تصديق والكلمات التى تأتي فى عقلها تخرجها فورا عبر لسانها دون تحكم _ايه.. انت اتجوزتها امتي؟ عشان تجيب منها عيل..؟؟ شفتاه مغلقة ولا تعطي تعبيرا ولكن عيناه كفيلة بأن تظهر شماتته بها وهو يري ندمها يتجسد بتصرفاتها ليقول باستفزاز وهو يتلذذ _ ما هو انا كنت بخونك يا جميل وانت على ذمتي..؟x التفتت اسماء الىx ماهر بعصبية وهى تجز على أسنانها وتقول له _ انت طلقتها امتي؟؟؟x لم ينتبه احد الى تجمع الممرضات حولهم يستمعون الي فضائحهم الكبيرة، الا حسام الذي نجح بصوته فى جذبهم اليهم.. فقهقه وهو يحول المدفع الى وجه جيهان التى تتابع بدهشة وتشعر انها بحلم ....x فكانت تعتقد عندما استيقظت فى الصباح انx تسجيل حسام لابنها باسمه كان مجردا كابوسا قد رأته البارحة فى منامها.. حتى ان عقلها رفض ان يقنعها انه حقيقة وليس وهما _ كانت على ذمته برضه.. ومعايا... يعلم ان ذلك الشعور المغمور بالحماس وحب المغامرةx هو هرمون السعادة الذيx ينتشر فى جسده الأنx ، فالتفت الي جيهان وهى ترفع رأسها اليه وتنظر بغرابة.. ليبادلها حسام بغمزة وهو يضم بقبضة يده كتفها.. بلمسات جنونية ويحدث نفسه وهو يرتدي قناع الجدية ويخفى سعادته المفرطةx داخل عيناه التى توشك على الخروج من مكانهما ( كنت فاكره هتفلتي من ايدي انت وطليقك.. بعد اللى عملتوه معايا.. مفيش اجمل منx فضيحة الشرف اللى هتفضل فى وشكم طول العمر ...)x تلك النظرات النارية التي تخرجx من زوجته السابقة أسماءx وابن عمه الحاقد ماهر تغذي روحه وتشفى غليله من الليال الباردة التي سببتها طليقته بوضع النار على جروحه التى اكتوت من تركها له بسبب الأموال. أما عن جيهان التي تقطن معه في شقته والتى تزوجها كسرا لذراع ماهر ها قد بدأت الزيجة تؤتى ثمارها وتعطي نفعها، ف حتي وان كان امر جيهانx لا يزال مجهولاx بعد الشئx الا انه سوف يمتص كل خلية بها من أجل مصلحته الخاصة حتى وان وصل الى اعطاء اسمه وتاريخ عائلته الى ذلك الطفل المجهول لبعض الوقت. كم يعشق نظرات خيبة الامل الخارجة من ماهرx وصدمته القاتلة، أكان يعتقد عندما يدس جيهان في حياته ستعطي له اسراره وطريقه حياته بكل تلك السهولة ؟ ، ألا يعلم أن كل شائبة ألقاها فى طريقه طوال حياته لكى يهزمه بالفضائح قد تم كسرها بإصبعه الصغير دون محاولة فى اثارة الجهدx . خرج من شروده بالتوعد لهم جميعا وقسمه على تدميرهم واحدا تلو الأخر على كلمات ماهر له _ لو فاكر انك اتجوزتها عشان تلوى دراعي يبقي بتحلم ياحسام .. دي بت لقيطة ، والولد اللى معها ده ابن حرام . يهتف بها ماهر بكل جدية وهو يحدق داخل مقلتي حسام بجمود أربكه من الداخل ، ثم يلتفت الى جيهان ويشير اليها بسبابته بدونية وهو يضحك ويقول باستحقار _ أنا عارف ابن عمي ..شهر وهيرميك رمية الكلاب .. اذا كنتىx غلطتي ياجيهان مرة في اختيارى يبقي انت غلطتي مليون مرة في اختيارك للبني أدم ده.. هيخليك تندمي لسنين . فاقت جيهان من صدمتها على تلك الكلمات التي ذبحتها الف مرة مع كل حرفا يشار اليها بتلك الوضاعة من ماهر، حتي شعر حسام بارتعاش جسدها بقوة تحت ذراعيه التي تضم كتفيها بقبضته فنزل ببصره اليها ليري دموعها الثائرة تغرق قمشه النقاب الخاص بها فارتبك أكثر من تدفق مشاعره التى لا يعرف مكنونها . يعلم ان ابن عمه يتحدث بتلك الطريقة لكى يغطي على خطته الخبيثة معه، وقد نجح بوضع الشك داخله قليلا وتولد بعقله بعض الاسئلة فهل تلك الفتاة كانت ضحيته ؟ أم شريكته في مخططاته ؟ جز على اسنانه من افكاره المبعثرة التى قلبت قسماته من السعادة الى العبوس وهو يرى أنه بداخل مسرحية هزلية وهو بدور المهرج الغبي. لم ينتبه الى أسماء التي اقتربت فجأة منه وقامت بصفعه على وجهه والغيظ يملأ قسمات وجهها فبادلها بنظرة لم تنجح فى اخافتها تلك المرة ، ولم تصمت عند هذا الحد بل قامت بدفع جيهان بقوة من ذراعها حتي تبتعد عن حسامx وما ان ابتعدت عدة خطوات اثر دفعها قامت أسماء برفع يدها لتنزل بصفعه على خد جيهان ولكنx اوقفها حسام بقبضته يده على معصمها قبل ان تلمسها، وظل يحدق بها بكره شديد لم يستمر طويلا لينقلب غصبا دون ارادة منه الى عتاب وحزن حتى شعرت بكل تلك المشاعر من لمسته، فاتسعت حدقتيها بذهول وبرغم الألم فى معصمها بقوة يده غمرتها الفرحة وهى تشعر بان هناك أمل فى اصطياده مرة اخري الى داخل احضانهاx . كل تلك النظرات التي تخرج من أسماء الى حسام دبت الغضب في قلب ماهر بالغيرة، يريد الان أن يأتي بسكين حاد ويشق قلبهِ وجسدهِ الى أشلاء . رمت أسماء بصرها بشماته الى جيهان التي تبكي بصمت مخيف وشهقاتها هى من تظهرهx ، ثم اعادت بصرها الى حسام الذي استعاد رباط جأشه مبادلا اياها نظرات مليئة بالكره لم تؤثر بها فقد علمت ما خفى، تشعر ببعض السعادة الأن وهى تبتعد عنهم الى الخارج فقد ظهر لها من خلال أعين حسام الضعيفة أمامها وضع جيهان بأنها مجرد دمية في يده يتسلي بها لبعض الوقتx حتي ينساها، وتلك ليست المرة الأولى فكم تعرضت للخيانه منه قبل الزواج ، تعلم انها مجرد مهلة بسيطة وستعود أوضاعها الى عهدها السابق، تابعها ماهر وخطي خلفها وهو شاردا جاحظ العينين فلم يتوقع ابدا أن حسام بجبروته قد يتزوج جيهان الفتاة المنتقبة مطأطأة الرأس اينما ذهبت، لقد تفاجئ كثيرا من خبر زواجهما فقد كان كالقنبلة النووية فهو يعلم ان ذوق حسام فى النساء يتمثل فى اسماء،x قوام طويل ممشوق وشخصية قوية لم يعلم ان فتاة كاجيهان يمكن ان يتزوجها ،فلم يكن يتوقع حتي ان يدق فيه الفضول اتجاهها بسبب نقابها فهى سمينة بعض الشئx وشخصيتها ضعيفة جدا، فسبب وضعها تعمل تحت يديه من الأساس ان لحسام شخصية صعبه جدا اتجاه العمل يجعل كل من يعمل تحت يديه يتمني الموت بسبب عصبيته الزائدة وتكبره عندما يتعامل مع من هم اقل شأن، فقد اراد ان يجعلها تكره حياتها وتشعر بالزل والدونية . فجأة توقف عن الخطيx في الرواق ورفع بصره الى الامام بدهشة وصوتا داخله يحدثه قائلا (ياغبي .. جيت ترمي الطوبة على صدره تعوره دخلت في قلبه قتلته ، ده كده حظك عال ، عارف يعني ايه جيهان في بيته ، يعني اسرار حياته في ايدك ..) تواثبت دقات قلبه فرحا وحماسا وارتسمت على شفتاه بسمة انتصار ، فدخل الى مكتبه مسرعا واوصد الباب جيدا، وأقبل يفحص ادراج مكتبه باحثا عن شئ شديد الاهمية بالنسبة له، وبعد ان بحث جيدا فى كامل الادراج عبس وجهه بهزيمة وانسابت قدماه جالسا على كرسيه، فانتفض يلقى كامل الاوراق المرصوصة على سطح مكتبه على الارض بعصبية ولكن توقف فجأة وعادت قسماته الى السعادة وهو يتذكر مكان هذا الشي، فاندفع نحو ثلاجته الصغيرة وسحب الباب بحذرx ليخرج قنينة صغيرة بها سائل مجمد فأقبل يضحك ساخرا بصوتا يردد كالصدى ، وهو يقول بسخرية مريرة وعيناه متسلطة على القنينة _ مشفتش في حياتي بنى آدمة بائسة اكتر منك يا جيهان ..بس يلا حظك كده في الدنيا تبقي كُوبرى للمصالح . | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:33 AM
| #67 | |||||||||
| ***** لم تتحرق قيد أنملة وبقت جامدة دموعها الوحيدة التي على قيد الحياةx تروى عما مرت به لمن يفهم لغة البحور الحزينة ، فقام بسحبها من معصهما وذهب بها الى مكتبه أمام همسات الممرضات الذاهلة مما سمعن من تصريحات مخجلة منهم. وقف ينتظر منها ان تسأله كيف عرف بأنها هيx جيهان ولكن فقد الامل من رؤيتها بهذه الهشاشة فمط شفتيه ساخرا منها وهو يقول _ بلاش تمثلى دور المظلومة والبت العيوطة ... هاه؟ متقلقيش لسه دورك مجاش لو فاكرة ان التمثلية بتاعتكمx هتدخل دماخي يبقي لسه متعرفنيش . قالها وهو يحدق بها باستحقارx فرفعت بصرها اليه محدقة به ببؤس قاتل ، فهو لا يعلم ان الكلمات التي خرجت من ماهر على طفلها قامت بقتلها رويدا رويدا بخنجر مذبذب حاد. احس ان عيناها تنقل اليه بعض من كلماتها الحزينة وعندما أحس بالقليل من حزنهاx رسم قسمات الحنق على وجه مسرعا ، ومن ثم خطي الى باب مكتبه وتوقف وهو يضع يده على المقود واستدار اليها ليردف بنبرة أمره. _ اجرى روحي البيت ..شوفى امي لو عاوزة حاجة ومشفش خلقتك هنا تانى .. عاوزة تشتغلى يبقي مكانك في البيت ومرتبك هيوصلك . اقتربت فجأة بخطوات سريعه اليه وكأنها على وشك ان تطاول عليه بضربه مما جعله يرجع خطوة الا الوراء من اندفاعها نحوه ،x ولكنها توقفت وهى تهتف بحزن والدموع تنساب من مقلتيها _ دلوقتى بتقول تمثلية ، دلوقتى اتوقعت انى بمثل عليك .. التقطت انفاسهاx فى محاولة لتهدأ قليلا من غضبها الشديد وهجومها بالكلام عليه فقد تخسر شئ كبيراx فأردفت _مقلتش كده ليه أول ماشوفتنىx عند امك وليه ساعدتني . واتجوزتني واخترت تعطي اسمك لابني .. ران الصمت لثوانيx وعادت تهتف بصوت متقطع من شدة ما يعتريها من حزن وحسرة _ لما هو........x ... لق.....x لقيط . هتفت بكلمة لقيط بحدة بعد ان شعرت انها صعبه للغاية ان تمر عبر لسانها فدفعتها من حنجرتها غصبا لتتمني بعدها الموت فكل ما كانت تخشاه يتحقق الأنx . كان ينصت اليها حتى ولاها ظهرهx بعد استماعه لتلك الكلمة ، والاجابة عن أسئلتها التي تلقاها منها يقوم عقله بسردها له فلن يأتي في بالها انه قام بالزواج منها بسبب سحره بجمالها، لا يخفى انه ايضا بسبب كسر ماهر والاقدام على فعل اشياء مشينة بحقه واهانتهx بعد ان علم انه لا يعترف بابنه وان زوجته تقوم بخيانته ولكن السبب الاقوى انه سقط فى حاجته اليها، قام بالضغط على شفتاه بأسنانه بغصب وهو يقول وينظر اليها بطرف عيناه بسخرية رغم غضبه من نفسه فكم يشعر انه ضعيف جدا . _ فضول ياجيهان .. فضول .. كنت عاوز ادوق الأول الحلاوة اللى في ايد ماهر. كانت تحدق به شاخصة البصر لتخرجx كلمة حرقت صدرها وأوقفته عن الخطىx داخل مكتبه . _x لا انت اتجوزتني عشان اعتديت عليا واغتصبتني وحسيت بالذنب. دهش من اكتشافها لهذا الأمر فالتفت اليها بنظرة صادمة جاحظةx تنظر بحدةx وتساؤل فكيف علمت انه هو وكانت الغرفة مظلمة ؟x تركته حائرا يحدق بها بصدمة وأقبلت تلملم أشياءها وخرجت من المشفىx ليهتف بنبرة متلعثمة بتوتر وهو يشير بسبابته اليها _ عل..على البيت طوالى ..اياك تروحي هنا.. او هنا.. افتكرى لو مشيتي من الببت عمرك ما هتدخليه تانيx انت فاهمة لم تعقب على كلماته فكم كان شخصا حقيرا لا يملك من الحياء ولو درجة واحدةx . | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:34 AM
| #68 | |||||||||
| **** كان سلطان يجلس طوال الأيام الماضية على قارعة الطريقة متصفحًا السيارات والمارة بدقة في نفس المكان الذي قابل فيه السائق قبل يوم الحادث الخاص بهنادي، فقد لمحه على الطريق منذ يومين وقام بالفرار عند رؤيته واختفى تماما ، فعزم سلطان على المبيت على الرصيف لكي يقوم بالإمساك به مهما كلف الأمر. قرقرة من أمعاء معدته طالبة لطعام فهو لم يتناول أي شيء منذ أيام ولا يملك أي أموال، فعقد حاجبيه وهو يرنوا الى الطريق المؤدي الى شقة امانى بضيق، رفع عباءته وهو يصعد على السلم بتريث ويتنهد فكمx يشعر بانه خائر القوي، فجأة صدر صوت أنثوي يصيح بهلع يأتي من الشقة الخاصة بأمانيx فهرول مسرعا صعودا على السُلم الى الشقة، قام بطرق الباب ببقوة فلم يأتي اليه رد مهما طرقه بعصبية ، فرجع الى الوراء عدة خطوات ثم هجم على الباب مندفعا بصلابة لتصده قوة الباب ويرتمي على الارض ف أعاد الكرة لينخلع الباب بعده المحاولة الثالثة، ران الى الغرف بكل أذن صاغية يبحث عن اتجاه الصوت ليعلم انه يأتي من غرفة هناديx ، فجرى اليهاx وقلبه يدق بجنون، تفاجأ عندما وجدx أمامه هنادي تجلس على الفراش و تضمx ابنيها بخوف شديد فخطي اليها، ولكن توقف عندما صدرت صرخة أتت من خلفه ناحية زاوية الغرفة، التفت اليه لتجحظx عيناه عندما وقعت علىx أمانى وهى ممزقة الملابس وعلى جسدها أثر الضرب المبرح بتلك الكدمات الزرقاء كما ينسال الكحل على عيناها ملطخا وجهها بكل دمعة تسقط من عيناها ألما حتى أصبحت كالأشباحxx . اتجه نحوها بصدمة وهو يتصفحها ويراها لأول مرة واهنة بضعف فكانت تجلس على الارضx مستنده على الجدارx كالمهزومة التى أصبحت فريسة سهلة. _x شنو اللى حصل يهتف بها سلطان بهلع الى هنادي التي كانت تبكي الأخرى على ما يحدث وتهز برأسهاx بانها تجهل الامر، توقف سلطان عن الاقتراب من أمانى عندما رفع رأسه الى سقف الغرفة ليجد مالم يكن في الحسبان. اتسعت حدقتاه وهو يشعر بهذه الطاقة الروحية التى يقابلها لأول مرة فى حياته، فهلع وارتبك من الخوفx ،حاول عدة مرات ان يتمالك اعصابه ويقبض على كفيه بتماسك حتي لا ترتعش رغما عنه، علم انهم جان يحيطون امانى بدائرة لكن طاقتهم علىx سقف الغرفةx كما انهم من قبائل الجن النارى من طاقتهم الزراق التي تشبه اللهب والتى تملأ الغرفة ، ولانه لم يتعامل مع هذا النوع من قبل لم يستطع ان يتمالك نفسه امامهم بسبب تجمعهم الكبير. حاول ان يقترب منها وحين لمحها تحيط جسدها بيديها الضعيفتانx وهى جالسة على الأرض بطريقة مشفقة وتدفن رأسها في قدميها وتشهق بين كل دمعة والأخرى و تصرخ كلما تتعرض لضرب تأكد أنها قد قامت بفعل شيء سئx كأنها مثلا اقتربت من كتب تسخير الجان، لان هذا النوع من الصعب ان تجده يعيش فى المدن وسط زحام البشرxx ، وبرغم شعوره بالخوف منهم الا انه استنشق بعض الهواء واقترب منها مسرعا وهو يهتف متضرعا _اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر فأعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه بحق قولك وماهم بضارين به من أحد الا باذن الله . وحين أحس باهتزاز الحلقة التى تحيط امانى بالجن دخل بها و قام بحملها وذهب مسرعا خارج الشقةx فتابعته هنادي وهى تهتف ببكاء وتمسك طفليها. _ .. استني انا هاجي معاك تابعته هنادي مسرعة وأخذت اطفالها ولم تسأله حتى الي أين فقد شعرت بالأمان معه ومن طريقة إنقاذه لشقيقتها. كانت أمانى فاقدة الوعي خائرة القوي وكأنها جثة مقتولة تم نهشها من بعض الحيوانات المفترسة ،قامx بلفx جسدها بشال عباءته الأسود ودثرها به، وأشار الى سيارة أجرة وعندما وصل الى محطة القطار جلسx ينتظر ساعة انطلاق القطار وبجانبه هنادي تنتظر منه ان يتحدث ولكن ران الصمت طويلا حتى قاطعته وهى تقول .. _ رايح فينx ..ومودي أمانى على فين . استدار بوجهه اليها وحدق بها طويلا متصفحا ان كانت قد تأثرت بتلك العقدة التي وضعت على الشقة بجعل الجن يدخلن اليها، تنهدx براحة وهو يري أنها لم تتأثر فعلم أن لديها قلب طاهر . _ الدار عندك ملوثة ما تدخليها تحتاج تطهير . لم تفهم هنادي ماذا يقصد بكلمه ملوثة فقالت بتساؤل _ مش فاهمة اعتقد سلطان انها لا تفهم لغته فهو يحاول جاهدا ان يتحدث باللغه العربية الفصحي بدلا من لغة البدوى الخاصة بهم، فجرب انx يتحدث بلغة أهل المدينة مثل امانى فقال بتلعثم. _ الشقة فيها جن دائرةx ، عقدة،x ما تتفك بسهولة تحتاجx رجل دين . _ وانت تعرف الشخص ده؟ _x هبحث عنه... ونلاقيه قريب ان شاء الله أمالت هنادي رأسها بحزن ثم وجهت انظارها الى أماني التى اختفى بريق وجهها واصبح باهتا فأقبلت تبكي على حال شقيقتها فقاطعها سلطان وهو يقول مستطردا _هنادي معك مال ، ترى مااملك ولا أي شي . اسرعت هنادي بإخراج محفظتها واعطته بعض الأموال، وبقت تتصفحه من أن لأخر وهو شاردا بوجهه أمانى .. _ يلي يشوف جبروتك وانت مفتحة عيونك مايشوف هي البراءة وانت نايمة . يهمس بها سلطان ومشاعره متارجحة اتجاه امانى فلم يعد يعلم بعد ماذا تريد تلك الفتاة وبما يقبع داخلها، يعرف فقط منذ مقابلتها للمرة الأولى انها مشتتة تلتهمها الشكوك حول الجميع وتشعر انها فريسة بين يدهم ، لذا سواد حقدها وعدم الرضاx بما يحدث لها يرسم هالةx حولها تجذب الشياطين، فكم كان واضحا رؤية الارانب بغرفتها صباحا ولكن هم من الجن الترابيون، فتسأل كيف وصلت الى الناريون فهم اقوياء جدا ولن يبتعدوا عنها بسهولة . فاردف متصفحا .. _ حياتك كلها عبارة عن لغزx .. أطلقت صفارة القطار الانذار معلنه عن وصوله في تلك الاثناء ، فهيئ نفسه استعدادا وهو يقوم بحمل أمانى بين ذراعيهx ويدلف داخل القطار وتتبعه هنادي . | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:36 AM
| #69 | |||||||||
| **** لم تتذوق طعم النوم بهذا الدفء منذ مدة طويلة ، فبعد أن أخذ جبل شوطا في الاقتراب منها بتلك الطريقة دون كلمة واحدة فقطx ، تشعر انها تتدثر روحها به وهو بهذا القرب منها وخاصة انها بأحضانه هي وطفليهما ، لا تعلم ما سر اقترابه المفاجئ منهم وعناقه لهم بهذا الشكل. طوال الأيام الماضية تحاول ان تعيش اللحظات بدقات قلبها وأن لا تعبئ لتلك التساؤلات التى تلح عليها بالتفكير ، تتمني لو تبقي طوال حياتها هكذا بين ذراعيه ولا يتركها هي واطفالها بمفردهم لهذا الشعور الذي يذبحها المسمى باليتم . تزحزح عن موضعه في الفراش لكي يقوم فتمسكت به أكثر وهى تهمس بخوف _ ماتسبنيش يا جبل بالله عليك . تنهد بحرارة وهو يسحب ذراعيه الأيمن من يدها التي تحيط به بقوة طفلة ابت ان تترك والدها يرحل عنها مجددا بعد سنوات من الانتظار، ربت على رسغها بأمان وجلس على جانب الفراش بقربها وهو يهمس بنبرة حنونة حتي لا يستيقظ ابنائه _ مش هتخلى عنكم ابدا تانى .. حدق بها طويلا فرأي فى عيناها حاجتها اليه فأردف _أنا هخدكم معايا القاهرة . في تلك اللحظة استيقظ أطفالهما مندفعين اليهما وقال اكبرهم _ بابا انت بجد ها تخدنا معاك . مال رأسه بإيجاب ورد على صغيره بصوت هادئ _ اكيد يابطل وكمان هناخد ماما سلمى معانا (المربية ) مش هتخلى عنكم لحظة واحدة بعد كده. أشرقت الشمس وتسللت الى الفراش حتي لامست وجنتيها التى احمرت بنعومة من تدفق الدم اليهما. استيقظت اسراء تصلى لربها وتشكره في سجودها وتقول _ الحمد لله يارب انك استجبت لدعائي يارب احفظه ليا انا وعيالي ..ماليش غيرهم وانت اللى عالم، يارب محدش يقف قصادنا من المجرمين دول واشغلهم في نفسهم ..بحق تعبي واستحمالى ليهم . تنهدت بعد ان انتهت من الصلاة وذهبت لكي تتم اعمالها المنزلية. اختفى شعورها بالسعادة والأمل رويدا بعد أن رأت وجه الجد ممتعضا بغضب هادر من كلمات جبل له ومن أمر انصرافه الى القاهرة مع زوجته وأولاده . _ لاه ...أنت سافرx وانچح وسيب عيالك اربيهم ياولدى _xx أنتوا محفظتوش على الأمانة .. مراتي جسمها كله علامات ضرب وضهرها بتصرخ منهx .. انا لا يمكن امشي من غيرهم _ سحراله يابوي سحراله .. عشان تهرب من اهنه واصل على مصر ..بت الجربوعة . تهتف بها شقيقة جبل وتهرع الى اسراء لكي تعنفها بالضرب على ظهرها كما تفعل دائما ، لكن جبل قام بردعها ودفعها لتسقط على الارض فبكتx وهى تردف . _ ايه اللى غيرك علينا ياخويx انت مكنتش إكده.. _ لو لمستي مراتي تاني أنا هقطع ايدك ..x . كانت والدته تنصت اليه جاحظة العينين من تغير تصرفات ابنها المفاجئ فقد كان في الماضي رافضا لتلك الفتاة بشدة وينظر اليا بازدراء فهجم الحقد على قلبها بالغيرة فضرب في عقلها فكرة فقالت بلهفة مصطنعة وهى تجرى اليه وتقوم بإمساكه من كلتا يديه . _ مثل ماب تريد ياحبيبي خذهامعاك واصل لكن اقعد معنا يومين نودعوك ياولدى مالحقنا نشبع منك .. ثم وجهت انظارها الى ابنتها وتردف بصياح _ متخدش على خاطرك من اختك. دي غلبانه.. هى بس عقلها مفوت حبتين.. متقلقش ياولدي مراتك في الحفظ والصون هي وعيالك .. تحقق من شكوكه في رد فعلها فقال مقاطعا لكلامها بعد أن سحب يديه من قبضتها _ لا مستحيل ..مراتي وعيالي وامي ..هيكونوا معايا . _ يعني هتاخذني ماك ياولدى .. _ لا انت تعرفى اقصد مين . ولجت النار داخل جسدها وأوقدت الغل في قلبها نار الانتقام مما جعل افكارها العدوانية تحيط خيوط الغدر، فحاولت أن تلملم قسماتها بملامح هادئة وانا تخفى غضبها الهادر . _ ماشي ..بس حب على يدك، يومين بس اشبع منك ..وكمان تكون جهزتم خلجاتكم ..لم تلقى منه ردا ، فرفعت يدها تمسك برسغه برجاء وتردف _ أرجوك .. كان يحدق بها مضيقا عيناه يحاول ان يكتشف ما يدور برأسها هذه المرة، يعلم أن والدته البيولوجية تملك عقلا جاحدا وقلبا بارداx فمنذ الصغر وهو ضد تصرفاتها مع من حولها، تنهد بعد صمته لثوان ثم امال رأسه بإيجاب فهو يريد بعض الوقت أيضا لكى يهيئ سيارة ويضع بها مربيته الغالية . كانت اسراء تراقب مايحدث ويديها على قلبها من فرط الخوف ، يرنوا اليها جبل بعيناه التي تهمس اليها بالاطمئنان فالتفتت في نفس الوقتx لتحدقx الى تلك المرأة التي كسرت ظهرها من كثرة الضرب عليه هى وابنتها فنظراتها لها المتوعدة جعلت جسدها ينتفض من الخوف . | |||||||||
|
| |
|
19-01-22, 02:38 AM
| #70 | |||||||||
| **** دلفت جيهان الى الشقة دامعة العينان والحزن يقبع بقلبها وينتشر داخل جسدها ويأبى ان يتركها حتى فقدت الأمل في الحياة وبالإحساس براحة البال التى لم تزورها ابدا، تنهدت بحزن شديدوخطت نحو المطبخ لكى تروى عطشها فقد كان حلقها جافا للغاية من كثرة البكاء، توقفت فجأة أمام الصالة وهى ترى زياد واقفا بجمود أمام مونى التي وجهها ملطخا بالطعام ويحدقان ببعضهما البعض بغرابة ،تعجب ، اشتياق والأبهى أن الشوق يخرج من مونى التائهة الى أرض الخزلان . _ انت طالق .. مرت تلك الكلمة على مسمع مونى فلم تعلم بمكنونها فهى لم تشعر مطلقا بأنها زوجته فقد كان زياد كالحلم الجميل بالنسبة اليها، فلما تحس بانها على وشك الانهياروهى لم تتذوق حلاوة الحب معه منذ البداية ؟ ابتسمت بحسرة وتلاشت قسماتها المعتادة المعروفة بالاستفزاز عن وجهها لتخرج تلك الفتاة الجائعة للعاطفة بشدة وهى تقول ببكاء . _ بتتخل عني يا زياد بالسهولة دي؟؟ تتچوزني وبعدين تطلجني ؟؟ مين ادالك الحج انك تتعامل معايا اكده ..لتكون فكرني بهيمة جيبها من الدوار ..تحلبها زي ما أنت عايز . _ أنا اسف ..أسف على كل حاجه . دهشت مونى من كلماته التى لم تتوقعها وتصرفه فإنزال بصره على الأرض وهو يتحدث معها بكلفة وأدب شديد، لا يعلم أن بتصرفه ذلك يجعلها تحبه أكثر بل تتمسك به ... تسربت الدموع من عيناها وهى تقول بحزن _ أنت جولت ان ابوي قتل ابوك ..وانك هتنتجم منى ليه دلوجتي بتعتذر ياولد عمي . تنهد زياد وهو يراها ضعيفة وتتحدث بصدق فلم يكن بينهما اى مشاعر دافئة لكي تتأثر وتحزن بهذا الشكل _ أنا فعلا اسف .. لما وقفت قدام بنت عمي عشان اذيها، ونسيت ان اسمي اتربط بشخص غير حياتي . أنا اسف ليكم كلكم .. قال كلمته الأخيرة وهو يوجه بصره الى أم حسام التي تنظر اليه بشفقة وتستشعر كلماته الصادقة. فأردف بعد تنهيده مؤلمة .. _ أنا اسف أنى قابلت محبتكم وعطفكم عليا انا وامي بالإساءة ..أنا اسف للإنسان اللى رباني واداني حنان عمر ما والدي اللى جبني على وش الدنيا كان هيدهونى . بكت أم حسام وهى تتذكر زوجها وشريط حياتها عندما دخل زياد وحسنية الى حياتهم وكم كان يحبه جدا حتي اعطاه اسمه، فاقتربت منه وهى تربت على ظهره وتقول بحزن _ ياحبيبي أنا عرفاك ...وواثقة فيك ..انا مسمحاك ..واكيد بابا يونس سامحك .. _ أنا هرجعها بأمان لأهلها ..وصدقيني هنسي كل الغضب اللى كان جوايا .. _ زياد ياحبيبي لو الظلم اللى انت واجهته في حياتك سنة فانت ربنا عوضك بحبنا ليك اكثر من عشرين سنه ..وده يخليك تنسي أي عداوة .. أنا عوزاك تعيش ياحبيبي وتفرح انسي اللى فات . قام بامساك يدها بحنان ورفعها الى شفتاه يقبلها قبلة مليىة بالامتنان . كانت مونى تتابعهما والحسرة على محياها لكن وصل اليها بعض المعلومات عن حياة زياد في الماضي جعلتها تصمت عن اى كلمة، ولايختلف حالها عن جيهان التي كانت تنصت اليهم بدهشة، تعلم حق المعرفة ان يونس العتابي هو صاحب الملجئ الذي تربت به وكم سمعت عنه انه رجلا صالح بكل المقاييس ولكن الأن وحين رأت مناقشة زياد مع حماتها جعلتها تشعر انها عاشت مثل ذلك الموقف من قبل وبالفعل هجم على عقلها صداع قوي وهى تتذكر بعض المواقف التى محاها الحزن والصدمة عنها بسبب وفاة أمها أمام عيناها، سقطت الدموع وهى تتذكر الان هذا الرجل ومواقفه معها فقد ساعدهم ووجد لوالدتها عمل بالملجئ بعد أن رأها تبكي على أحد أرصفة السيارات ولم يتركهم حتي تكفل بكل ما يحتاجن فى يوما واحد كما جعلهن تحت مسؤوليته، وقد أوصي بهن داخل الملجئ الخاص باليتامى ، وأوصى أيضا على اكمال دراستهما بماله الخاص، هما وبعض اليتامي الاخرين حتي بعد موته نعم انه يونس العتابي . و فجأة جرى منظر ذلك الرجل فى الماضي وهو يأتي كل عام بشكل خاص الى الملجأ لكي يربت على ظهرها وعلى كل يتيم بشكل حنون، جحظت عيناها بغتة وهى تتذكر رؤية الولدان اللذان كانا يأتيا معه ليلعبا مع اليتامي فهل كانا حسام وزياد ؟ مشت نحو غرفة الجلوس تاركه إياهم يتحدثون وذهبت الى صورة هذا الرجل المعلقة على الجدار فحدقت به طويلا وهى شاردة في الماضي وتفكر، فالبرغم من علمه ان والدتها تملك عقل ضعيف الادراك وبها جمالا ساحر الا انه لم يفكر في استغلالها مطلقا بل جعل الملجئ يحتويهن بالكامل، ابتسمت بامتنان والدموع تنهمر من مقلتيها فلم يأتي في بالها أنها قابلت رجلا شهما في حياتها من قبل فقد اعتقدت ان جميع الرجال شياطين . تبادر فى ذهنها حين كانت طفلة تحدث والدتها بأنها تتمني لو تتزوج رجلا حنون مثله، وبعد ثوان قليلة خرج من ثغرها ضحكة ساخرة مريرة بألم وهى تقول _ مكنتش اتخيل ابدا انى اتجوز ابن حضرتك .. ويا سبحان الله ..مش شكلك خالص ولا حتى نفس اخلاقك .. ربنا يرزقك الفردوس الأعلى يارجل ياطيب . وبعد انا نظرت اليه طويلا وشعرت بالأمان استدارت ناحية غرفتها وعلى شفتاها بسمة صغيره بها الكثير من الامتنان الصادق لهذا الرجل ،وعندما خطت ناحية غرفتها دون تركيز مع الحوارات التى تحدث بالصالة قابلت في طريقها أولاد حسام يلتفون حولها ويطلبون تناول الطعام فجاء في خاطرها فور رؤيتهم انها ربما كتب لها أن تدخل هذا البيت لكى تسدد دين هذا الرجل رغم كرها الشديد لابنه حسام الا انها تريد حقا ان ترد العطف والكرم الذي قدمه لهن فى وقت حاجتهن الى مساعدة ، فهل ستمحي كل ذرة غضب بها بتلك السهولة وتبدأ من جديد ؟ **** سحب زياد مونى من يدها بقوة تحت انهزام روحها وأخذها الى شقته مع والدته حسنية وقد عزم على الذهاب الى الصعيد في اليوم التالى. كانت حسنة تحدق به بندم شديد وهو جالس بشرود على فراشه وتتذكر الماضي فهى من زرعت في قلبه الحقد طوال سنوات عمره ومنذ الصغر على تحريضه على عمه الذي قتل ابيه .،شعرت بالندم ايضا حين نست تماما انه لم ينسب بالأصل الى ابيه فما هو سوي ابن خادمة أتت بطفل من رب عملها في السر بسبب طمعها في المال والذي اعمي بصيرتها بتخطيط من حفيظة جدته ووالدة ابيه البيولوجية التي ضحكت على عقلها بأنها ان أتت بالولد سيكون ولى العهد لانه سيكون من نسل حفيظة فقامت باغوائه ونجحت فى بداية الأمر وعندما حملت زادت فرحتها ولكن سرعان ما تدهورت خطتهما بعد موت ابن حغيظة بالسم من قبل شقيقه الأكبر سيد نصير وما نتج عن موته الا فقدان حفيظة لعقلها لتتدمر أحلام حسنية الكبيرة ولم تفعل شيء سوي الهروب بطفلها قبل ان يعلم ويصل اليه السيد نصير ويذبحه . فقالت وهى تبكي بشهقة لولدها بعد عودتها من بحيرة الذكريات السامة . _ أنا السبب ..سامحني ياولدى ...سامحني ... حاول زياد أن يكتم دموعه الحارقة باغلاق عينيه بملامح هادئة وهو يقوم بالرد عليها _ انسي كل حاجه يا امي ونبدأ من جديد وياريت معدناش نفتح في الموضوع ده تاني، أنا هصلح كل حاجة ، مونى هترجع لاهلها ... وهننسي كل ذرة وجع شوفناها في الصعيد، أنا دلوقتى زياد ..زياد يونس العتابي .. أخصائي في اكبر مستشفى وحالي احسن ماكان هيكون في الصعيد خلينا نبص لقدام ماشي ؟ هزت حسنية راسها بإيجاب وهى تبسط يدها وتحتضن بها خديه بحنان . وعندما عم الهدوء بدخول الليل الثقيل وقف زياد أمام غرفة والدته مترددا فى الدخول بعد صراع طويل مع التفكير ، وما ان جاء ليرفع يده على مقود الباب انفتح فجأة لتنظر اليه حسنية بدهشة وهى تقول _ مالك يا حبيب جلب امك.. لساتك ما نمت لحد. دلوجت تنهد حسام طويلا ثم رفع بصره الى والدته وهو يهتف بحزم _ اخر مهمه ليا انى اشوف اخواتى من ابويا واطمن عليهم .. انتفضت حسنية بصدمة قاتلة وبدأت قسمات القلق تأخذ خطا دقيقا على ملامحها الباهتة بالعجز ..فردت عليه بتلعثم _ إخواتك؟؟؟؟ انت ماعندك اخوات يا ولدي _اخواتى من ابويا ..أنت قولتى ليا وانا صغير انهم بنتين ..؟ ..... يتبع ... | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
145Likes
العرض العادي
