آخر 10 مشاركات
300-عيون الحلم -فلورا كيد -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          226 - حزن في الذاكرة - كيت والكر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          1028-انت قدري - ريبيكا وينترز -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          35 - كيف احيا معك - آن مثير - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-01-22, 12:36 PM   #71

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي


القبلة العشرون
حل الصباح محملا بنسمات خريفية ناعمة تمر على وجنتيها الدافئتان فتنعش بريق عيناها الممزوج بندي السحب داخل مقلتيها الرطبتين .لثمت دفعه هوائية لكى تملأ رئتيها من الشرفة ثم أطلقت زفرة طويلة معلنة بها أنها ستترك الطاقة السلبية التي تملأ جوفها الأن، دلفت الى حجرتها وهى تعيد ترتيب حجابها لكى تبدأ بالصلاةx لتندهش من رؤية حسامx أمام بصرها ممددا على مضجعها عارى الصدر يكتفى ببنطال بذلته الرمادي ،فتيقنت انه لم يمر وقت على عودته من العملx ، فاستدارت بعد أن سحبت سجادة الصلاة الموضوعة على جانبي السرير وهمت بفرشها على الأرض ، وقف على قدميه وخطي اليها حتى وقف قبالتها أمام سجادة الصلاة ليوقفها عن البدأx فقالت وهى تشير اليه بان يبتعد.
_ هصلي .
مرت عيناها دون تحكم على صدره العارى الذي يغزوه الشعر بكثرة، فمال ببصره الى وضع عيناها ورفع يده على صدره يغطيه بكلتا يديه بسخرية وهو يقول
_ بقيتي قليلة الحيا ياجيجي ..وبتبصي بجراءة .
رمقته بنظرة غامضة لم يعرف بما ترمز ،فضيق عيناه وهو يرنوا اليها ويردف بتدلل
_ هاه مش هتخليك ناصحة وتقوليلي ماهر ناوي على ايه؟.
تأففت ثم ابتعدت عنه خطوتان حتى تتجنب جسده الذي يقترب منها بسهو، وكبَرت (الله اكبر) ثم دخلت في الصلاة مسرعة ،فتراجع الى الوراء ولايزال يتصفحها وعندما اطالت فى الصلاة شعر انها تتجنبهx فجلس على الفراش بأريحيةx فسعل صغيرها فارتبكت وهى تصليx ، ولكنه وضع يده على صدر الصغير يربت عليه دون تركيز فعيناه تتصفح جسدها وهى تركع وتسجد وعندما انهت الصلاة بسبب قلقها على بكاء طفلها استدارت وهى تحمل سجادة الصلاةx فرأته يحمل صغيرها على كتفهx ويقوم بهزه بسكينه كالأمهات التى يهدئن اطفالهن لكي ينامواx .
فهتف وقد هدأ صغيرها
_ ياواد يامؤمن ...
حدقت به قليلا مضيقة عيناها فقالت بسخرية وهى تبسط يدها لكي تأخد منه الطفل
_ عقبالك !!
أشاح كتفه الذي يحمل عليه الصغير بعيدا ورجع خطوه الى الوراء وظل متمسكا بحمل الطفل وهو يقول
_ تعرفي اخر مرة صليت امتي ؟ .
كانت تحاول ان تتجنبه لكن أذناها تنصتان اليه بقوة ،فهناك شيء داخلها يريد أن يعرف عنه الكثيرx فظلت عيناها معلقة به وانزلت يدها دون وعي ونست انه يحمل طفلها .
فأردفx رافعا احدي حاجبيه بتفاخرx وهو يرنوا اليها وقد شعر بأن فضولها يزداد
_ من يوم وفاة باباx ،x كنت انا الامام فى صلاة الجنازة
اتسعت عيناها بدهشة، فوالدته رغم ثراءها الفاحش تذهب لتصلي بالمسجدx وتستعد قبل كل صلاة وأيضا تهتم بكافة امور المسجد .
وقفت الكلمات في حلقها مترددة على الخروج ،فهى تعلم ان تلك الشخصية شياطنية لن يتقبل رأيها أين كان هو، وأيضا لا تريد أن تجعله يشعر انها تهتم لأمره.
ظلت صامته تحدق به بشرود، لا تنكر أن قلقها الكبير على طفلها قد تلاشي بعض الشئ من ناحية النسب ،فبعد التفكير طوال الليل فيما حدث لها البارحة ومن اتهامه لها بأمور غير محمودة امام طليقها وزوجته فهو يملك بعض الاسباب المنطقية فلا أحد مطلقا يحب ان ينسب اليه طفلا غريبا ويأخذ كل مستحقات الابن الأصلي ، لكن يوجد داخلها خوف منه فتصرفاته غير متوقعة ويملك الكثير من الغموضx ، حتى وان لم تصل الى والد الطفل الحقيقي بسبب صعوبة ما اخبرها به قبلا بأن المتبرعينx رجال من كافة البلدان ومن الصعب العثور عليه وسط تلك الدوامة الضخمة التي تعمل في السر ، ربما يهددها مستقبلا ولكن في صميم قلبها كل شيء يهون أمام طفلها ، هي لا تعلم مالذي ستفعله أو ما سيحدث معها ،فقط ستترك الامر كله بيد الله ، فالذي يهدا روعها قليلا انه ربما يفعل ذلك شفقة بطفلها كما فعل والده مع زياد مع انها تعلم انه لا يشبه والده ابدا.. ولكن الان مابيدها اي حيلةx أمامه لذا ستترك الامر كله لله.
_ بتفكرى في ايه ؟؟؟
يهتف بها وهو يتصفح ملامحها الشاردة في عيناه وكأنها تبحث عن إجابات كثيرة.
هناك شك كبير داخله أن تلك الفتاة ربما تكون جاسوسة وضعها ماهر لديه ، حتى وان كانت دموعها التى ذرفتها بذلك الالم الواضح وحكايتها العجيبةx حقيقة فلن يتركها ماهر بعد أن علما انها زوجته الانx ، لذا جميع الاتجاهات فى ناهية الامر تبين انهاx جاسوسة وليس فى مصلحته قربها منه ابدا ولكنه يحب المغامرة لذا سيقوم بفتحx الباب مسرعا لكي توشك على البدأ وينتهي فضوله بهما. .
بالرغم من انتشارالصمت بينهما الى ان بكل عقل منهما حرب لا يعلم صاحبها متي ستنتهي، خرجت من شرودها على اقترابه منها واعطاءها طفلهاxx فسحبت الهواء الى رئتيها رويدا ثم زفرته بقوةx عندما خرج من غرفتها .
دعت الله تضرعا أن ييسر لها الأمور وان يجعلها حكيمة في افعالها ، وان يرسم لها طريق الخير، جلست على الفراش بجانب طفلها الصغير وبدأت تتصفح ملامحهx وبدأت تفكر في حالها الان وتدرس بما مرت به فى الماضي ، فجاء بخاطرهاx انها الان افضل من ذي قبل ، فطفلها يملك اسما رباعيا ولديها مكان تنام وترتاح به ،حتى وان لم يكن طفلها نسب الى اسم أبيه الحقيقيx فذلكx افضل من ان يكون متروكا ويطلق عليه الجميع لقيط، تنهدت وهى شاردة بحسام وفى اول لقاء جمعهماx تذكرت عناقه الدافئx واقترابه منها ولمساته التي تلهب قلبها بهذا الشعور الذي لم تجد له اسما ،هزت رأسها لكى تهرب من تفكيرها ولكن هيهات .
_ أنا لو مكنتش دخلت الجامع ده مكنتش هقابل الست دي
ولو حسام مكنش عرف أن طليقة ماهر مكنش اتجوزنى ..
ولو مكنتش حكيت له حكايتي ..مكنش ربط اسمه بابني ..مع انى معرفش نيته ايه ..بس انا لازم اخد شهادة الميلاد معايا .
تهمس بها جيهان وهى حائرة في حالها الذي تغير تماماx ، في تلك اللحظة رفعت بصرها تتصفح سقف الشقةx لتنتبه لأول مرة انه مرصع بأحجار يظهر انها غالية بعض الشئ ، كلما تنظر الى شيء فى مكان تراه فاخرا وكأن همها ومصائبها لم تجعلها تنتبه لبعض الامورx .
همست جيهان تقاطع حبل تفكيرها بهزيمة
-حتى لو كان زفت الزفت وبتاع نسوانx ..انا دلوقتىx وقعت في الفخx وحملت بسبب عملته السودة .. دلوقتي بقي فيه طفل مش عارفه اعمل ايه معاه هو كمان..
تنهدت بألم ثم أردفت
أنا لازم اختار صح المرة دي،x لو فضلت عايشة بالمنظر ده..x مش هفلح..x منك لله يا حسام
دمرتني.. على الاخر


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 12:38 PM   #72

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

****
داخلها يريد ان يهرب من رؤيته بكل مكانx ، لا تعلم بما يخطط ولكن ب محاورته لماهر وطليقته والافصاح عن اتهامات لم تحدث كل ذلك يظهر ان نيته لا تبشر بالخير.
تنفست الصعداء بعد ان توصلت الى هذا الشي الذي ستحاربه به، فلم يعد بيدها اي شئ تفعله أمام جبروته ، رفعت هاتفها المحمول امامx بصرها وبدأت فى البحث على الانترنت فى كيفية التعامل مع الرجل وجعله خاتما فى يد زوجته،x فقد فقدت الثقة فى نفسها بعد زواجها من ماهر.
زفرت زفرة حادة وهى تنظر الى المرآة وتحدق بقسماتهاx وهىx تقول
_ انسي اللى فات ياجيهان عشان تعرفي تعيشي.. ابدأى صفحه جديدة فى حياتك.. عشان ابنك والغلبان اللى فى بطنك ده..
انسي كل حاجة مش عشانك.. عشان عيالك..
تعلم انها مجرد كلمات فقطx فالجرح لا يلتئم ولو مر عليه دهراx ، تنهدت وهى تزيحx المشبك الذي يربط شعرها فلم يكن املسا الى درجه كبيرا يبدو عليه الاعتدال فى مظهره المنسدل على ظهرها، قامت بفتح باب غرفتها وهى تسحب الهواء الى رئتيها بتشجيع و خرجت الى الصالة وما ان رأته واقفا فى الخارج أمامها وتلاقت اعينهما لبرهة رجعت الى غرفتها بسرعه واغلقت الباب بقوة وهى تهتف مغمضة العينان
_مش قادرة.. مش قادرة..x بني ادم رخم..
هرولت الى فراشها والقت نفسها عليه وهى تضرب بباطن يدها الملائة، صدر صوتا من داخلها يخبرها
( اسحريه.. قبل مايظهر اللى تاخده.منك وفى الاخر هتترمي بعيالك بره.. مش ده اللى تستني عليه.. بالعكس جوازك منه يا هبلة اكبر مصلحة ليك.. حاولى تحبيه..x )
وضعت يدها على اذناها لكي تمنع نفسها من سماع هذا الصوت ففشلت.. فهذا الصوت ييقبع داخل نفسها المنهزمة التى تريد الفوز قبل القضاء عليهاx ، انتفضت جالسة على الفراش وتتصفح الهاتفx المحمول لكي تنشغل بهx فقابلها منشورا بالمنتديx فبدأت تقرأهx مسرعةًx حتى وصلت الى ذلك المقطع والذي ترك داخلها اثرا..
( اتغدي بيه قبل مايتعشي بيكي)
فى تلك الاثناء تبادر داخل ذهنها بانها يجب عليها ان تنظر الى حسام على انه مهمة يجب ان تحارب من اجل ان تفوز بها.. سواء بعقلها ام بقلبها.
اعادت النظر الى المرآة وقامت بترتيب شعرها مجددا وخرجت من الغرفة.. فوجدته يجلس فى الصالة بجانب ابناءه فحدقت به بقوة ولم يعرف ان عيناها ترمي اليه برموز حربية فبادلها بنظرة طبيعية لا ترمي الى اى شيء .
لا تعلم ماذا تفعل لكي تجعله يسقط داخل شباكها فبقت واقفة كالصنم لا تتحركx حتي اشار لها وهو يقول
_ خير...x !x
اهتز جسدها من التوتر فقالت برجفة
_ هااه.. مفيش...
دخلت الى المطبخx مسرعة لكي تحفظ ماء وجهها وقامت باعداد الفطور فكانت ترمقه بين الحين والأخر نظرة ولم تنتبه انها كانت تخرج منها نظرات عدوانية . كلما تتلاقى اعينهما يشعر بغرابة الموقف حتى ابتسم بسخرية وهى تقدم له الفطور وتحاول جاهدة بقوة أن تبتسم في وجهه .
_ بلاش تعملى حاجه غصب عنكx شكلك بيبقي اهبل .
اختفت البسمة التي عانت كي تمثلها أمامه وعاد وجهها الى طبيعته فأردف وهو يتناول بعض الاطعمه الخفيفة .
_ خليكي طبيعية.x ، ومش لازم تتعبي نفسك بانك تفردى شعرك انا مبهتمش بالحاجات دي.
x يهتف بها ويدهx ترتفعx من الخلف دون انتباه منها وتنزل بضربة على أسفل ظهرهاx ولم يعطي بالا بوجود الاطفال الذين ضحكوا بقوة،x فشهقت ونظرت اليه بغضب وما ان جاءت لتنفجر فيه ببعض الكلمات أردف قاطعا
_شوفتي هو ده الوش اللى اتعودت عليه
فقام من مجلسه وهو يهمس بابتسامة .
_ كويس ان مخك بدأ يشتغل ياجيهان
بس متزعليش منيx انت ..ملكيش في سهوكة البنات .
فرفعت بصرها اليه باحراج متمازج مع بعض الغضب،
بسط يده لها واعطاها ببعض الأموال وهو يردف
_x روحي اشترى حاجات المسقعةx عشان هناكلها بليلxx
خليكي صاحية عشان فى حاجه مهمة هقولها ليك لما ارجعxx .
اختلج قلبها بالفضول عما يريد أن يخبرها به ف الليل فبقت صامته بشرود به وهو يخرج من المنزل، حتى فاقت على صوت الأطفال حولها فانتبهت الىx تلك الأموال التي بيدها فهتفت مندهشة .
_ كل دي فلوس ..!!!
x x x x x x x x x x x x x x x x xx ****
دلف سلطان الى السرايا حاملا أمانى بين ذراعيه ومن خلفه هنادي واطفالها ، وفى ذات الوقت كانت منى تجلس في الصالة تسند ذقنها على باطن يدها بحسرة على فقدانها لابنتها مونى التي لا تعرف عنها أي شيء منذ أن اختفت، وعندما سمعت صوت سلطان ينادي على أهل البيت انتفضت واقفة وهى تستدير اليهم ،x وثب قلبها بالخوف على رؤيتها لأمانى بتلك الطريقة فهى تبدو كالجثة الواهنة بشفتاها الزراقاء الجافة، ضربت بباطن يدهاعلى صدرها بصدمة وهى تقول بعينين متحسرتين
_ بتي ..
لم يعطي سلطان بالا لمني ونواحها وأخذ أماني وصعد بها على الدرج الي غرفتها بسرعة.
لم ترى هنادي والدتها منذ سنوات وعندما رأتها للمرة الأولى رمقتها بنظرة عتاب طويلة وبحزن وفير يملأ قلبهاx ببعض الكراهية لها فهى لم تزورها سوي مرة واحدة بعد زواجها ، تعلم ان طليقها حرمها من هاتفها الجوال حتى لا تتواصل مع أي شخص تعرفه لكن نهرت أهلها في مخيلتها ألف مرة وهى لا تراهم حتي يقوموا بزيارتها، الم يشعروا بالخوف عليها من عدم اتصالها بهم منذ مدة طويلة جدا؟،
فكل ما مرت به من مأساةx كانت بسبب أن ظهرها وسندها لم يكن مهتما بوجودها حتيx ، فلم يتعب ابيها حتى بالاتصالx لكى يشعر طليقها أن لديها عائلة ، حتى ولوx كانx يعذبها ويعنفها دائما فما الفرق! بينهما. فهما يتشاركان فى نفس الشي.
ظلت محدقة بأمها طويلا والتي كانت تندب حظها على رؤيتها لابنتها أماني بذلك الوضع، قالت هنادي ساخرة وهى ترى ان والدتها لم تنتبه حتي لقدومها .
_ طول عمرك مبتشوفيش غير أمانى ومونيx ..أنت يامه قلبك قاسي اووى، مهنش عليك حتى تسألى عليا لما عرفتي انى اطلقت. التفتت منى اليها لتنتبه لصاحبة الصوت الذي يأتي من خلفها لتنصدم من وجود ابنتها هنادي مع طفليها .
فهتفت بدهشة
_ وااه هنادي شو ليجابك يابتيx ووينه چوزكx ..
ابتسمت هنادي والدموع تهرب الى عيناها حتى أصبحت لامعة تحجب الرؤية عن مقلتيها .
_ مكنتش أتوقع ان تكون أول كلمة بينا بعد السنين العذاب دي كلها انك تقولى انا هنا ليه .
_x ياحجة مني..
يهتف بها سلطان وهو علي قمة السلم ويشير اليها بان تأتي، لتستدير منى اليه تارة والى هنادي تارة أخرى مترددة الى اين تبقيx ، فرمقت هنادي بنظرة من رأسها الى اسفل قدميها ببطئ متصفحة تغيرها الكامل وقد وثبت دقات قلبها بتوتر خشية مما تعتقده بأمرها الغريبx .
_ وينه زوجك يابتي ؟
ولج الغضب الى وجنتيها لتخرج صيحة وهى تقول
_ متقوليش جوزك ..أنا اطلقت ...أطلقت ..انسي .
جحظت عين منى بصدمة وتدلى فكها السفلي الى اسفل وهى تقول بشفاه مرتعشة .
_ كيف؟؟ ... انت اتچننتيx ..مش هو ده اللى كنت عاوزاه ..وتجولى القاهرة ..وتبعد عن الزريبة ..ليه اطلجتني ..معندناشيx حريم يطلج عاد ..لازم ترجعي لجوزكx .
خرجت هنادي من صوابها وهى ترد عليها كالقنبلة .
_ ملكيش دعوة بحياتي ..انا حرة ..حرة
حدقت بها منى بعيون متسعة، متوعدة ، وتقول وهى تضرب بيدها على فخذيها بحسرة
_ طول عمرك وجعالى جلبي على العند بتاعك ..
ومن ثم استدارت واتجهت لغرفة أمانىx وتردد
_ حسبي الله في ابوك ...كله من تحت راسه ..الله يجحمك ياسيد .
جثت هنادي على ركبتيها تبكي بحرقة على حالها وهى تتذكر طفولتها ومراهقتها في هذا البيت وكم كانت قاسية ، تتذكر أيضا عندما اخبرتها أمانى عن وفاة أبيها فلم تنم طوال الليل فقد جرى اليها شعورا غريبا لم تعرفه الا الانx ، تعلم فقط أنه ليس حزنا ، فلم تذرف دمعة واحدة سوي على حياتها وحياة أطفالها .
دلفت منى الى غرفة أمانى فوجدت سلطان يتلو بعض الآيات على كوب من الماء ثم يجعل أمانى تتجرعه وهى فاقدة الوعي .
_ مالها ياسلطان ..حصل لها ايه ياولدي ؟
_ سحر ...
ضربت بيدها على صدرها بدهشة وبقت تفكر لثوان حتى علا صوتها فجأة
_ ياخربيتك يا حفيظة أنت وحلويات كمان عملتى للبت الغلبانه دي..
تهتف بهاx وهى رافعه كلتا يديها على رأسها وتندب وتنوح على حال ابنتها ،فقال لها سلطان مهدئا
_لا تخافي مرات عمى راح تكون بخيرx ..اول لازم نوصل لرجال يلي جابوني هناx ..اريد أروح لسيناء بأسرع وقت .
لم تعقب منى على كلماته فقد خرجت مسرعة الى حلويات في الجناح المقابل لها و تصيح باسمها بأعلى صوتها وهى تصعد الدرج المقابل لدرج الاخرx ، فتجمع كل من بالسراياx وخرجت حلويات من غرفتها بفزع من صوت منى الصارخ.
هجمت منى على حلويات وقامت بضربها على ظهرها حتي سقطت على الارضx وجذبتها من شعرها بقسوةx كل ذلك امام بناتها وتقول بصياح باكي .
_ عملت سحر لبتي ..يامرة يامفترية ..أنا هجتلك لو ما بطلتيه .
لم تعطي منى فرصة الى حلويات بالتحدث فقد دفنت رأسها داخل الارض بكفه يدها ثم سحبتها من شعرها الى غرفة أمانى مطرقة الرأس بهزيمةx فكانت يد منى قوية جدا مقارنة بحلويات ذات الهيكل الرفيع،xx حاوت بناتها تحريرها من يد مني لكن لم يستطعن مهما حاولن بكل جهدهن فكانت كالذئبة الشرسة على وشك ان تقتلع رؤسهن بأنيابها الحادة .
دلفت مني ومعها حلويات الى غرفة أمانىx مطرقة الرأس حتى رفعتها منىx بجذبها من شعرها لتشهق حلويات من الألم ومن رؤيةx ما يحدث أمامهاx وبسبب قدرتها على رؤية خيالات الجن، رأت حلقة كاملة دائرية من الجان النارى تعلم انه الاقوي على الاطلاق ، فلم تتعامل مطلقا مع هؤلاء الفئة من الجن فهم مؤذيين ولا يعرفون الرحمة، فسري الرعب في أطرافها وعيناها الملعونة تمر على كل الجان في الغرفة، هي لا تراهم بهيئتهم الحقيقية بل بخيالاتهم المتشكلة التي يراها الساحرون ، تغير لون وجهها بالازرق وكأن الدماء اختفت بالكامل من جسدها وهرب الى قلبها الذي يدق بجنون و على وشك التوقف فصاحت
_ ابعدي عني سبيني ..دول وحوش ...هيجتلوناx ..
_ لاه حد الله ماهسيبك يا ملعونة غير لما تبطلى السحر اللى عملتيه لبتي ..
_ مش انا ..مش أنا والله مظلومة ..حب على يدك سبيني ..
تهتف بها حلويات بصراخ حاد ملئ بالخوفx وهى تجذب معصمها من يد مني وتصارع على النجاةx بقوة وبالرغم منx اصرار مني وقوة جسدهاx تمكنتx حلويات من تحرير نفسهاx من هول الموقفx لتهرب من أمامهمx ، ولكن حصل لها ما كانت تخشاه... فقد رأت مرجانة تقف حذوها.. وتسللت جسدها بكل سهولة بسبب ضعف روحها من الخوف، متحكمة بكل ذرة بها، فرجعتx حلويات بعيون متسعة جاحظة وملامح جادة مخيفة الى غرفة أمانى وعيناها متصلبة على سلطان وتقول بنبرة ممزوجة بصوتين يتردد صداهما بكامل الغرفةx .
_ لو عوزين أمانى تعيش ابعدوها عن سلطان ...
علم سلطان في الحال ان بداخلها جن بسبب صدور صوتين من حنجرتها وايضا الهالة حولهاx تشبه هالة المضيئة للجنية التي ظهرت له في المقابر حتي شك انها بداخلها تلك الجنيةx .
اقتربت منى من حلوياتx بغضب مقتنعه انها تقول هكذا غيرةً لان فتياتها لم يتزوجن بعد ،وهى تجهل حقيقة انها تم الاستيلاء على جسدها من قبل جنية ملعونةx ، وما ان اقتربت منى لكى تدفعها عنوةx قامت الجنية هي بدفعها من صدرها بقوة لتطير في الهواء وتسقط على نافذة الغرفة التي تحطمت اثر العنف وسقطت على الأرض فاقدة الوعي .
لتردف الجنية الى سلطان .
_ كل واحد منهم هيدخل فى كل عضو بجسدمها ومش هيسيبه غير لما يدمره ..وكله بايدك لو عاوز تنقذها ابعد عنها ..وتعالى معايا ..
بدأت الرموز الشيطانية ترتسم على جسد أماني بسرعة مخيفة ورطوبة جسدها تجف رويداx هرع الخوف الى قلب سلطان على امانى فرفع بصره على حلويات وهو يقرأ سورة الزلزلة بصوتا يملأه الخشوع عدة مراتx فارتسمت رموز بحروف عربية على جسد حلويات باسم مرجانةx ثم سقطت على الأرض، واختفت الهالة الخاصة بالجن ، بدأت منى تستعيد وعيها وهى تفيق متأوه بوجع اثر ارتطام رأسها بزجاج النافذة بقوةx فانتفض اليها سلطان يهتف .
_ ...لازم اوصل لقبيلتي..
وقفت منى بصعوبة وهى تمشي متأرجحة وعلى وشك فقدان وعيها، لكنها عزمت على الذهاب فعضت على شفتاه وأسرعت بالذهاب الى الغفير ليذهب الى بيوت هؤلاء الرجالx الذين كانوا يبحثون عن مالك وسلطان بأمر من زوجها قبلا ، وفى دقائق قليلة جمعت كل أحدا منهم ، وتم تجهيز السيارة التي تتحمل صحراء سيناء..
وبدأت رحلة السفر..x
ولاتزال أمانى فاقدة الوعي ويزيد من جفاء جسدها كلما يمر الوقت .
_ أمانى أنت مرة قوية تقدرى تتغلبيx عليهمx ماتكونى ضعيفة... لسه فى اشياء لازم تجاوبي عليها .
يهمس بها سلطان بحزن وهو يضع رأسها على احدي كتفيه ويربت عليها ويتلو بعض الاذكار في السيارة وبعد مرور ساعات قام برفعx احدي جفن عيناهاx بعد ان شعر ان نبضها ضعيف ليري بؤبؤ عيناها مائلا الى زاوية الانف وبياض عيناها منقلبا الى الأحمر الداميx .

سبنا 33, Nora372 and egmannou like this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 12:42 PM   #73

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

****
طوال الطريق تحدق الى عيناه المنعكسة فى المرأة المعلقة فى مقدمة السيارة وهى جالسة فى الكرسي الخلفى ، فلا تسطيع الشمس أن تجعل عيناها تبتعد عنه وان كانت تصيبها بالعمي لبعض الوقت ولا كلمات حسنية المتأففة .
بعض الكلمات تريد أن تتحرر من شفتاها لتخرج له حتى يرتاح قلبها من سجن اعترافها بحروف الحب له، لكن ثغرها أبى أن يحررها واختار ان يرتدي عباءة الصمتx لحفظ القليل من كرامتها أمامه المبعثرة، تعلم انه من المستحيل لرجل أن يحب فتاة قام والدها بقتل ابيه دون رحمة وليس هذا فحسب فمن اعتراف حسنية لها بكل مافعله اباها بهم جعل رأسها مطأطأ أمام حبها المليء بالغلب، فما تملكه من مشاعر وان كانت معالجة لشروخ قلبه لن تجعل ألامه وصدماته من أن تشتفي ولو قليلاx أمام عينهاx .
لمح نظرتها له من مرآة السيارة وقرأ ما بها من حروف ، لكنx رفضتها عيناه دون أن يمهلها القليل من الوقت بأن تخرجx له من حكايات .
عيناها المنكسرة جعلتها تفقد الأمل ، فاستدارت الى نافذة السيارة شاردة في حياتها الماضية ولم تعبى لاشعة الشمس القويةx وبقت تساوم كل ما مرت به وما ستمر به مقابلا لاحتضان شفتاه وعناقه كما اخر مرة قام بهاx هذا الشاب الذي ظهر بحياتها كمريض عقلي فلم تجد ولن تجد مثله ابداx فشخص غيره كان ليقتلها بالسر او يعنفها لكن اقل شئ لم يستطعx ان يفعله كان يحرمها من الطعام مثلا،x بل كان يملأ الثلاجة بأشهي الاطعمة وكأنه يخشي عليها من الا تتناول الطعامxx .
تنهدت بحزن على تلك الأيام التي مرت بدون اى شيء لمصلحتها ، وها هي تعود الى بيتها وعائلتها المليء بالاكتئاب والحزن .
وبعد مرور عدة ساعات وصل زياد بالسيارة الى البلدة الخاصة بموني ، فبقت في السيارة لا تتحرك ولم تنصت الى حسنية التي كانت على وشك الخروج من السيارة وسحبها منها بعنف لكن زياد سبقها وخرج من السيارةx وقام بفتح الباب وجذبها بهدوء من السيارة، ووقف قبالتهاx وهى مطرقة الرأس بحزن شديد، تنهد وهو يخرج ورقة من جيب بناطله ويعطيها لها في يدهاx ، فرأت انها ورقة طلاق ،x وعندما خطي نحو سيارته أوقفته وهى تقول
_ ..خدني معاك ..
لم يلتفت اليها واكمل الخطي نحو سيارته ولم يعلق على كلماتها ، فهرولت اليه وهى ممسكه بمعصمه وتردف .
_ أنا ابويا كان بيأذيني وأنا صغيرة .. عمره ما اعتبرني بنته ..انا ماليش ذنب في كل اللى حصل بينكم ..
سحب مصمه من يدهاx وزفر بقوةx فقد شعر بأن كلماتها تستفز كل ذرة به فقال لها بنبرة ساخرة .
_ عارفة
كان ممكن انسي لو كنت انت حد تاني ..بس أنت بشخصيتك دي عمرك ما تتحبي ..
انت ابوك محبكيش يبقي أنا هحبك ..؟
صدمت من تصريحه فالتمعت الدموع بعيناهاx وردت بحزن
_ وانى فيني ايه؟
هتف بها وكأنه يخرج ما بجبعته من غضب منذ أمد طويل
_انت جريئة ومتربتيش ..كل حاجه فيكي بكرها ..
وعارف كويس ومتوقع أنك هتهدديني انك هتعملى عليا قضاوي .وحوارت...
وانا بقولك اهو.. اعملى ..وعندك أختك أمانى محامية شاطرة ..
سقطت دمعتان من مقلتيها بعد ان جرت كلماته حول اذناها كعصافير مزعجة تردد كل كلمة وبقت تصارع فى ابعادهم من اذناها. رجعت الى الوراءx لكى تمر السيارة وهى تنظر اليهما وتشير بيديها مودعة وهى تشعر بالغباء، وفجأة وجدت قدماها تجرى وراءهما بسرعة ، فراقبها زياد من مرآة سيارته وهو يزفر بشدة متأفف من تصرفاتها الصبيانية فأوقف السيارة ليري ماذا تريد فهي لا تتوقف عن متابعتهما .وما ان اقتربتx منهما حتى مدت يدها داخلx نافذة السيارة المقابلة لزيادة وبخطفة واحده قامت بسحب ساعته الفضية الثمينة من معصمه بقوة حتى قامت بجرحه من الجزء الحاد عند تفككها ومن ثم هرولت مبتعدة عنهما .
_ بنى ادمة غبية ..
يهمس بها زياد ووجهه ممتعض بغضب وتراقبه والدته وهى تزفر وتسبها هي وعائلتها وتصيح بغضب على جرحها ليد ابنها بتلك الطريقة .
وبعد دقائق ..
ارتسمت ابتسامة على ثغره انعكست على مرآة سيارتهx ورأتها والدته فذهلت،x ثم علت ضحكة على ردة فعلها الغبية وهو يلمحx الدماء التي تتساقط بغزارة من معصمه اثر جرحه من الساعةx فبذهابها قد تركت علامة بيده .
x x x x x x x x x x x x x x x xx ****
كانت جيهان تعمل طوال اليوم فى الشقة دون اخذ غفوة لبعض الوقت ، ولم تقم حماتها بمساعدتها بأى شيء ولم تحمل عنها طفلها مثل كل مرة كانت تفعل فشعرت أن بها شيء غريب اعتقدت ان أصابها داء الغيرة بطريقة مرضية فكل يوما عن يوم تزداد معاملتها للأسوءx فمنذ أخر محادثة تجمعهما لم تكن لطيفة ابدا حتى انها لم تتوقف عن التعليق على كل شيء تقوم به بطريقة سلبيةx ، من شقاوة الأطفال التى ليس بها شأن الى صغيرها الى تنظيف الشقة بكل محتوياتهاx فقد تغيرت فى معاملتها معها مئة وثمانين درجة .
ألقت جسدها على مضجعها وهى تتأوه بدون حول ولا قوة اثر التعب الشديد من ضغط البيتx ،وقررت أنها لن تكرر هذا الخطأ وستذهب الى العملx فى المشفى مهما حدث فقدت اكتشفت ان حماتها متسلطة وتتحدث بطريقة عدوانية معها كلما خالطتها، تساءلت لما تغيرت هكذا بين يوم وليلة؟ ولما كل ذلك؟
وعلى حين غفلة هربت روحها من جسدها الى الموتة الصغرى وكأنها لم تذق طعم النوم لأيام، مر الليل سريعا مرور الكرام وبزغت شمس الصباح تصبح على نافذتها بضوئها المشع الدافئx مع زوارها المحبوبين ترحب بالجميع بزقزقة تشعر من يسمعها بالنشاط والأمل .
استيقظت من نومها فزعة بشهقة تلتقط أنفاسها المسرعة لتفاجئ بوجود حسام بجانبها وهى نائمة، احست بالوهن الشديدx وهو يرمقها بخبث فعلمت نواياه، وهل تتوقع منه ان يعاملها بالحسنى بعد أن قام باستغلالها واغتصابها بالمشفى في الظلام .
تريد انx تدفعه بعيدا لكي يبتعد عنها، تشعر ان قلبها على وشك ان يتوقف من ضعف جسدها فهى لا تملك القوة لفعل ذلك المجهود ، ولكن تخشي منه،x ان رفضتهx قد يعاقبها بشئ اسوء.x فمن الصعب أن تريد شئx وهى في افواه الكلاب ، فلا تملك سوى مراوضته لكي تسحبها من بين انيابه لكى لا تتأذي ، نام بجانبها على الفراش وهو يقول بعد أن قام بمعانقتها .
_ انا عارف انك بتكرهيني. وساكته ومتحملة عشان ابنك..
كانت جيهان تلتقط أنفاسها بصعوبة وعيناها على وشك ان تغيب، فجاءتها نوبة تكتم انفاسها وكأن روحها تنسحب. دق الرعب في قلب حسام عندما وجدها في تلك الحالة المخيفة ، فانتفض مسرعا الى المطبخ وقلبه يدق بجنون واخذ كوبا من الماء ووضع به حبات السكر .حمل رأسها على ذراعيه وقام برفعها واسقاها على مَهل ، هدأت أنفاسها قليلا ، فقال وهو يشعر ببعض الندم .
_ بقيتي كويسة ...؟
أمالت رأسها بايجاب بصعوبة وهى تشعر انها لاشئ حتي فرت دمعة على وجنتيها ،أبعدته عنها بوهن ورجعت بظهرها تستريح على الفراش وتقلبت على الجهة المخالفة له ، ويقبع بقلبها حزنا ينهش في جسدها .
تابعها وقام بالنوم بجانبها ليعطي لها عناقا من الخلف ويهمس في اذناها .
_ شكلك زعلتى ..؟؟
أغمضت عيناها بحسرة وهى تهز رأسها بالنفىx والدموع تتسرب منها لا أردايا على وسادتها التي اعتادت أن تكون مستودعا لدموع المالحة .
_وحشتيني.
دهشت من تصريحه فتسرب اليها الغضب،x لو كانت بصحتها لنهرته ولكن هي ضعيفة وعلى وشك ان تفقد وعيها ، تحاول أن تتماسك حتى لا يفعلx شئ يزعجها .
فردت عليه بنبرة جافة
_ تعبانة ..
_ ايه ؟؟
x اممم ..الف سلامة ..
ران الصمت عليهما لدقيقة كاملة حتى قاطعه بنبرة حنق .
_ على فكرة أنا مكنتش هاجي أنام جنبك على السرير ،غير ما حستيت إنك النهاردة يعني بتحاولي تدلعي.. .
ثم أردف بسخرية وهو يعانقها بقوةx
_بس مهما تعملى هتفضلي عبصمد....
بقولك ايه؟...
تيجي احكيلك قصة ؟
لم ينتظر منها ردا فبدأ في سرد القصة بنبرة لا تملك الشغف سوي بشئ معين
_ بصي ياستي كان في اتنين متجوزين مش بيطيقوا بعض خالص ، بس كان البنت عندها مصلحة معاه فبدأت تقوله كلام حلو وكل يوم بليل تلبس قمصان وتحط برفان وتغنى له وتهتم بيه
هأأأه ؟؟
سمعاني ياجيجي ؟

يهتف كلمته الأخيرة وهو يرفع رأسه من على الوسادة الى وجهها يرنوا اليها في الجهة الأخري فخرج صوتا من حلقهاx وهى تشعر بالتقزز منه وتريد الهروب بأى طريقة فردت عليه وهى تكتم الغضب داخل ثغرها .
_ ايوة ؟
_ المهم ..وفضلت تلبسه ..الاحمر والأسود والأبيض ..هااه ؟
و ترقص له...
ظل يسردx اليها باقى الحكاية السخيفة، فجحظت عيناها واختفى تعبها رويدا من صدمتها، وظهرت قوة داخلها لكي تدفعه من رسغها وتنتفض من الفراش واقفة أمامه وتنظر اليه بازدراء وهى تقولx .
_ أنا مش هقول انك قليل الادب عشان واضح انك مشفتش تربية اصلا .
بقي ينظر الى جسدهاx قليلا متصفحا إياه بجراءة ولم يعلق على كلماتها ، فانتبهت جيهان انها ترتدي ملابس منزلية خفيفة، فبحثت في اركان الغرفة على اى ملبس فوجدت قميصهx فوضعته على جسدها وخطت نحو باب الغرفة فهتف بغضب
_ ماانت كويسة اهو وفيكي صحة يعني كنت بتضحكي عليا ؟
توقفت عن المشى والتفتت اليه وهى امام الغرفة و تهتف بنبرة حادة.
_ أنت انسان حقير ..
ثم أغلقت الباب خلفهاx بقوة ،ليأتى صوته من الداخل ردا على فعلها بنبرة أمرهx .
_ اياك اشوفك تنامي في الاوضة دي تاني ..ولا اشوفك لابسة بجامة ...
ثم غمغم
_اربع قطعx يامفتريةx .
شعرت انها تتحاور مع مراهق وليس رجلا قد تخطي الثلاثين ، في الماضي تمنت لو تتزوج رجلا يجعلها تستيقظ لممارسة الحب والعاطفة ولكن ليس بتلك الطريقة فهى لم تحبها أبدا، ولجت الى الخلاء وبقت تتصفح نفسها في المرآة وتحدق بملامحها المرسومة بحنق شديد، وفجأة تلاشي الغضب رويدا ليخرج صوتا من ذاتها يردد كالصدي في اذناها .
(كنت بتتمني تحسي انك مرغوبة ...ليه اتغريتي لما حسيتي ان حد عيزك ؟
مش انت قولتى لازم تكسبيه ..!
انت ليه مترددة ..وكل شوية بكلام .. أنت عاوزة ترجعي للى فات وتترمي فى الشارع انت وابنكx ..)
شعرت بالتأفف من الصوت الذي داخلها فعبثت بشعراتها حتي جعلتها مبعثرة وظلت تحدق في المرآة، قامت بفتح صنبور الماء وبسطت يدها تحته لتفاجئ بوجود خاتما ضخما داخل اصبعها، رفعت يدها امام بصرها تحدق فيه بعجب لتتأكدx أنه من الألماس .
فعادت تنظر الى نفسها بغرابة داخل المرآة.
رجعت الى غرفتها مسرعةً لتبحث عنه وتسأله عن امر الخاتم فلم تجده فسارت نحوx غرفته وقامت بفتح الباب دون ان تطرقه لترى انه يرتدي بنطال بجامته ولم ينبه الى وجودها ، رجعت الى الوراء خطوة وجعلت الباب مواربًا ووقفت خلفه فقد انتبهت الى شيء غريب ، فقبلا لم تركز عندما كانت معه منذ دقائق انه قام بحلق صدره ،فقد كان مشعرا جدا فكيف قام بغزو تلك الشعيرات الكثيفة بتلك الطريقة الذي جعلته املسا، تسائلت هل قام بازالته بالوسائل الصعبة الخاصة بالنساء كالشمع مثلا ؟
شعرت بالتفاهة من نفسها وهزت رأسها بلا مبالاة ورجعت الى الوراء عدة خطوات لكنها توقفت عن الحركة عندما لمحت من طرف عيناها التي تهرع عليه دون تحكم منها علامة جُرح فىx صدره.
يتبع ..


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 10:57 PM   #74

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الحادية والعشرون
دققت النظر لثوان لتبحر عيناها دون إرادة منها على عضلات الجزء العلوى، ومع صعود مقلتيها لأعلى تلاقت نظراتهما لتشهق بصدمة وتنساب اعصابها ، أغلقت الباب خلفها بقوة وخطت مسرعة الى غرفتها، وقفت فجأة عن الخطى لتشعر ببلاهة موقفها فمنذ ساعتين كانت تعافر للخروج من احضانه فهل يأتي اليها الحياء الان .رفعت ظهرها ثم تنفست الصعداء وعادت الى غرفته تفتح الباب بثقه وتقول متسائلة بتماسك لكى تخفى توترها وترفع يدها التي ترتدي بها الخاتم .
_ ده ايه ؟
التفت حسام اليها وقد انتهي من ارتداء منامته واقترب منها ليرد بدون اهميه .
_ ااه ده خاتم لقيته في الدرج بتاع بابا القديم .
حدقت به بدون فهم ما يرمي اليه فأردف .
_ ايه مش عاجبك ؟
ضيقت حاجبيها ليختفى امالها باعتقادها انه قد اهداها إياه فكم شعرت بالاستهزاء فى تلك اللحظة لترد عليه مسرعة وهى تمط شفتاها بنبرة متأففة .
_ ايوة طبعا مش عجبني .
رفع يده مقابلا لها وقال بجدية
_ خلاص حاتيه .
لم تتوقع رده السريع فشعرت بالإحراج فرفعت يدها تخرج الخاتم بقوة من خنصرها ولكن كان ضيقا عليها ويؤلمها وهى تقوم بإزاحته .
فبسط يده اليها مطالبا به فأردفت .
_ ما انا بشيله اهو .
_ شكلك بتحججي وعينك عليه ..
خلاص انت حرة خلهولك.
يهتف بها وهو يمسك بمقود الباب الذي تقف خلفه مستندا عليه فابتعدت خطوة اثر سحبه للباب بهدوء ، فقالت مسرعة
_ لا طبعا مش عوزاه ..
_ خلاص هاتي اما أشيله انا .
يهتف بها وكأنه انته الفرصة ليقف خلفها معانقا ويمسك بيدها ويسحب الخاتم دون سابق انظار ، لتفاجئ من فعله الجريء باقترابه المبالغ منها.
لتقول بنبرة غيظ
_ ماانت مابتصدق صحيح..
رد حسام مقاطعا .
_ ..أنت اللى نيتك تييت ..أنت مش شايفه انى بشيله .
فران الصمت بينهما ولم يتحرك حسام قيد أنمله لكي يبتعد عنها و قام بوضع يديه على الخاتم دون محاولة في خلعه، فشعرت جيهان بالحنق وقامت بدفعه من ظهرها لكي يبتعد فأبي، فاستدارت اليه حتي صار بالقرب من شفتاها ومع محاولة خبيثة منه قامت هي بدفعه بيديها الاثنان ليرجع الى الوراء .
_ أنت مريض ..متحرش .
_ الحق عليا يعني انى بساعدك ..أنت حرة ..أنت أصلا مش وش خير ..
لم تعلق على كلماته وخرجت من غرفته ليوقفها بقوله .
_ انا مبقتش فاهمك ..مرة احس انك عوزانة تحوريني
ومرة احس انك مش طايقة تبصيلي ..ماتثبتيلك على حاجه بدل ماانت عاملة زي الارجوز التايه..
استدارت اليه وظلت تحدق به لثوان ثم تنهدت قبل ان تقول بنبرة هادئة
_ لما ترسي انت على حل ..كلامك غير افعالك معايا ....أنا اللى مش فهماك ..
كل لما تشوفنى تعد تهددني ..وبليل الاقي شخص تاني خالص .
ينصت الى كلماتها التي لا تختلف مع اعتقاده، هو بالفعل يريد أن يذيقها من العذاب فلا توجد لديه ثقة بها ولكن عندما يجن عليه الليل يشعر بالضعف كلما راقبها، كما يحس بداخله بأنها مِلكا له، وله الحق في فعل أي شيء معها وان كانت تتجسس عليه، يعلم حق المعرفة أنه الجائع الى العاطفة ومن يحركه هو قلبه وكم يكره ذلك، فبحث عن ردا على كلماتها ليؤرقها طوال الليل فهى دائما ما تجعله لا يشعر بالراحة .
_ أنا مش هسيب فيكي حاجه غير ما ادمرها لحد مااعرف ا نيتك وبتفكرى في ايه وانا بحذرك ..لو طلع اللى في دماخى صح ..اعتبري نفسك بقيتي عبدة عندي ..مش هتشوفى الشمس تاني .
تلاشي تفكيرها عند تلك النقطة فكم كانت تخشي أن يأتي يوم ويقوم برميها خارج البيت دون مأوى فطمئنت قليلا وقد عاد وعيها لتقول بذكاء بنبرة ساكنة
_ أنا مستعدة أعترفلك بكل حاجه لو بس دورت على أبو ابني الحقيقي .
التمعت عيناه عند تلك النقطة، لكن لما شعر فى تلك اللحظة انها تقوم باللعب عليه ؟ فرد بهجوم
_ أنت مبتفهميش ..قولتلك قبل كده دي منظمة مش هتعرفي توصلي لحاجه ..والست الى قالتلك انى بقف في المعمل دي غبية ..أنا كنت عميل مش أكتر ..
شعرت جيهان بالصدمة من تصريحه كما هو الحال لديه فلم يشعر بنفسه والكلمات تخرج من فاه، فران الصمت عليهما وتسأل كلا منهما بهل هناك قابليه لأن يكون هو اب طفلها ؟ ولما لا فهو أيضا كان يقدم سائله !!
كانت تلك التساؤلات تهجم على أفكارهما حتى رأى في عيناها البحرية بعض الكلمات وقبل ان تخرج منها كلمة رد قاطعا لحبل افكارها
_ مستحيل اللى بتفكرى فيه .
ثم همست أفكاره داخل عقله حتى ارتجف جسده
(ماهر عمره مايعمل حاجه زي كده وأنا عدوه .. صح ؟ ولا دي خطه عملها عشان يطلعنى غلطت مع مراته ويمسك عليا الغلط ويفضحني ويطلعنى من المستشفى .
معقول الاتنين دول اتفقوا عليا ؟
بس هي شكلها هتموت وتعرف مين الاب ..
لو كانت تعرف بالخطة دي مكنتش وافقت بالجواز منى ..!!
لان همها الوحيد هيكون الفلوس مش الستره ولا ايه؟؟.
كانت غائبة هي الاخرى داخل عيناه البلورية بتساؤل ..تريد أن ترمي اليه فضولها لكن تجربتها المسبقة معه اخبرتها بالهزيمة فهو شخص من الصعب ان يعطي إجابة بصدق فالتفتت الى غرفتها دون كلمة واحدة .
****
رفع حسام هاتفه الجوال بعد تفكير طويل داخل مكتبه وهو يجلس بالظلام مع نفسه وقام بالاتصال بصديق له يطلب منه خدمة، وعندما اغلق الاتصال ارتسمت على شفتاه بسمة انتصار، وتقدم نحو المطبخ يبحث عنها ليجدها جالسة على طاولة الطعام ويحوطها أطفاله وتطعم واحدا تلو الاخر، هز رأسه بالنفي ما جال برأسه عندما لثم حنانها يطبع على قسمات ابناءه وهى تطعمهم .تقدم وعلى رأسه يقبع الفضول من معرفه حقيقتها، فأخرج حزمة من النقود وقدمها اليها وهو يقول
_ خدي الفلوس دي روحي اشتري بيهم طلبات البيت ..
نظرت اليه بغرابة ثم قامت بالرد عليه
_ بس انا جبتهم امبارح ..وكمان لسه فاضل معايا فلوس .
_ لا في حاجات ناقصة ..
_ لا انا جبت كل حاجة ..
_ جبتي بطاطس ، طماطم ، سمك ،..
كلما يهتف بكلمه تميل برأسها بإيجابا حتى شعر بالضجر ، فأردف ..
_ توت ؟؟
_ لا ...
_ أنا عاوز توت ضرورى ..
_ خلاص بكرة هاجيبه ..
_ لا ..لازم النهاردة ..
كان لحوحا في طلبه بطريقة غير معقوله لا تتناسب مع رجلا قد تجاوز الثلاثين ، رأته كطفل صغير فتضايقت منه بشدة فهتفت بهزمية.
_ طيب ..
ارتدت ملابسها وخطت الى الباب أمام عيناه التى تراقبها بتوجس وهو يجلس على طاولة الطعام بجانب ابناءه ويتابع تحركاتها ، وما ان قامت بفتح الباب الشُقة وجدت أمامها من لم تتوقع فتسرب الخوف الى أطرافها ورجعت خطوة الى الوراء بعيون مندهشة .
_ يعنى كان كلامه صح أنه اتجوزك .!
تهتف بها اسماء وهى تزفر بغيظ وتحدق بجيهان بكره شديد.
انتفض حسام واقفا عندما وجد طليقته تدخل الى الشقة وتهرول الى ابناءها وتعانقهم، هربت الكلمات من شفتاه عندما وجد الاطفال يبكون عند رؤيتهم لوالدتهم ، فرفع يديه يشير الى جيهان بالذهاب في طريقها والتي كانت تنظر اليهم جميعا برعب كالمغتربة التى على وشك أن تسرق ارضها الجديدة، خرجت دون وعي وأغلقت الباب خلفها والغضب ينهش كيانها من وجود تلك المرأة .
****
ها قد وصلا سلطان وأماني الى صحراء سيناء وخاصة الى القبيلة التي يحكمها الشيخ تميم بعد عناء من السفر الطويل، ولا تزال أمانى فاقدة الوعى رغم الصهد القوي الذي يذيب الجلود من شمس سيناء ورغم العرق الذي اغرق ملابسها لم تستيقظ ابدا . حملها سلطان بين ذراعيه الى خيمة الشيخ تميم الذي قام برعايته منذ الصغر وزوج امه رحمة الله عليها. كان الشيخ تميم قابع بخيمته يملأ محياه الحزن على فقدان ولده الحبيب مالك فمنذ أن سمع خبر وفاته وهو في حالة يرثي لها ، نعم هو ليس من دمه ولكنه كان أحد أعمدته في كافه أعماله والوحيد بين ابناءه الذي يملك هالة قوية تجعله خليفه من بعده ، يعلم أنه أمر الله وهو مؤمن بالله ،ولكن قلبه الضعيف لا يقوي على الفراق فقد دخل في حالة مرضية جعلته واهنًا أكثر. دهش بشدة عندما دخل عليه سلطان وهو يحمل امانى التي كانت قسماتها باهتة من كثرة المرض وحول عيناها هالة سوداء كثيفة كظلام الليل، جلس سلطان أمام والده وقص عليه ما حدث بالتفاصيل فهو يعلم ان والده الشيخ يصادق بعض الجان المسلم وكان يساعد بعض افراد قبيلته من المس والسحر بإذن الله . ينصت الشيخ تميم الى سلطان وينظر الى أماني فكم شعر بالإشفاق عليها ورغم وهنه وقلة حيلته بعد موت مالك وافق على المساعدة على الفور واستخدم بعض الحيل حتى يصل الى بعض أصدقائه من الجن وبعد ساعات شعر سلطان بحركة خلفه وخيالا كبيرا يرتسم على الخيمة فرأى هيبه حضور ذلك الجني فعلم انه قوي للغاية ولا يستهان به وان هالته تبدو اقوي من أولئك الجان المتربصين بأماني . بدأ الشيخ تميم يتحدث مع هذا الجني قليلا بصوت هامس لا يصل بعضه الى سلطان ، ران الصمت لدقائق وأعاد الشيخ تميم النظر الى أماني النائمة أمامه ، ثم بدأ بتلاوة سورة الزلزلة ثلاث مرات بصوت يخشع له القلوب، وفجأة فتحت عين أمانى وظلت محدقة في سطح الخيمة دون اى حركة من مقلتيها لبعض الوقت ثم أغلقت مرة أخرى ، التفت الشيخ تميم الى الجني وبقي يميل برأسه إيجابا ، ثم يعاود النظر الى سلطان وأمانى ، حتى صدر صوت بنبرة مخيفة بجانب أذنا سلطان جعلت جسده ينتفض.
_ حُرمتك مسحورة بتسع من الجن النارى على يد جنية تبع جن القمر جواها حقد كبير ..لكن باذن الله انا أقوي فأنا من سلالة الجن الضوئي قادر على قتلهم بضربة واحدة ، ولكن انتبه تلك الفتاة ضعيفة للغاية ويبدو انها مبتعدة عن ذكر الله لهذا قاموا بالدخول الى كل أعضاءها بسهولة حتى يتلفونها حتى الموت ،سأساعدكم هذه المرة ولكن يمكن ان تتعاود الكَرة معها ، الشئ الوحيد الذي سيجعلها تختفى من أمام أعيننا نحن الجن ولن يقترب منها أي روح حاقدة مرة أخرى هي مواظبتها على سورة البقرة ودون ترك فرض من الصلاة والاذكار، ان فعلت كل تلك الأمور ستكون روحها قوية لن يقترب منها أي شيطان ، بل لن يراها ابدا بإذن الله، مال سلطان رأسه بايجاب وهو ينصت الى صوت الجن الضوئي باهتمام ويميل برأسه الى أمانى التي اصبح جسدها باردا، وبعد ثوان من الصمت قطعه الشيخ تميم وهو يقول بلغة فصحي حتي يفهمه الجن الضوئي المسلم
_ اسمع يا سلطان ...اذا ذكر القران من القلب بخشوع اجتمعت الملائكة حولنا .. والمعروف أن الجن يخشي الملائكة ..فيفر من الجسد على الفور خاصة ولو صدر القرآن من قلب طاهر .
كان سلطان ينصت الى أبيه فجاء بخاطره سؤال فقال له
_ اشوف ناس يصيحوا لما الجن يخرج منهم فى قبيلتنا ؟
_ لا هذا خطأ، هناك دجالين يتعاونون مع الجن الترابي والذي يتنقل من بين الجدران هما عديمي الرحمة يفعلون تلك الأمور لأجل المصلحة العامة ..يظهر الدجال على هيئة أنه شيخا ويتلو بعض الآيات من القرآن ولا يعلم من حوله ان بها بعض الأخطاء الكثيرة ليظهر أمام الناس انه يعالج بالقران والجن الذي يتعاونون معه يدخل في المرأة ان كانت ممسوسة من بعض الجان ويقوم بضربه فتبقي المرأة تصرخ وتستنجد حتى ينتصر الجن على الجن الاخر ولكن هذا الدجال لا يريد أن تشفى المرأة فيجعل الجن الخاص به يعود اليها ويفعل أمور غير محمودة كأن يجعلها تشعر ببعض الخنقة ويقوم بضربها مثلا او يقوم بالتحرش بها حتى ترجع اليه هذا الدجال مرة أخرى، ومنهم من يسحرهن لأجل ان تعشقه وترتكب معه الفواحش ومنهم من يجعلهن يذهبن اليه حتي يقوم بشراء بعض المستحضرات منه والتى لا تملك أي اهميه كالمسك المخشوش وخلطه بماء القران والاستحمام به ونثره فى جوانب الغرف وهذا ما يجعل الجن يثور أكثر على أهل البيت ومن اكثر الاخطاء ان يتم إلقاء ماء القرآن على الأرض حرام..حرام .فالعبرة ياولدي هي قرب الانسان من ربه
ان الله قد بعث لنا القرآن رحمة بنا ويوجد الكثير من البشر يهملونه وهذا مايسهل على الارواح الجاحدة ان تعبث معهم.
كان سلطان يميل برأسه بإيجاب وهو يتعلم من والده تلك الأمور الجديدة ..
فلمح أن أمانى تبتلع ريقها والهالة السوداء التي تقبع حول عيناها تختفى تدريجيا، أخذ الشيخ تميم كوبا من الماء وبدا يتلو عليه بعض الاذكار والآيات الخاصة بعلاج السحر ثم قدمه الى سلطان حتى يجعل امانى تشرب منه، ثم أخبره ان يبقي لعدة أيام هنا حتى تستفق أمانى من نومها وأن يقدم اليها التمر مع اللبن، ولان التمر يبعد الجن عن الجسد القابع فيه، قام سلطان بحمل أماني الى خيمة قد تم صنعها خصيصا لهما بكافة احتياجهما وفعل ما طلبه منه ابيه وظل يترقب استيقاظ أمانى والتي عادت أنفاسها الى طبيعتها .
****
دخلت مونى الى السرايا وعلى محياها الحزن، فها هي تعود الى همها من جديد والى سجنها الأوحد. لم ينتبه احد الى دخولها فكانت والدتها تجلس في الصالة على الاريكة تضع كافة يدها على رأسها بهزيمة وتسندها على ركبتيها ومن خلفها تجلس هنادى شاخصة البصر امامها دامعة العينين ويبدو أن الهم يتوج رأسيهما بالحسرة .أحست مونى بالقلق فور رؤيتهم بهذا الشكل البائس فهرعت الى والدتها تمسكها من كتفيها وهى تهتف باسم من جاء بخاطرها ..
_ ..أمانى وينها ..حصلها حاچة؟
رفعت منى بصرها الي مونى وهى جاحظة العينان وتهتف وقد أغرقت الدموع مقلتيها وهى تسرع وتعانقها ..
_ بتي ....بتي ..
_ مالك يا ماى ..وينها امانى ..
_ وين كنت ...قطعت عليك الصعيد كلياتها وبعت انفار يدورو عليك في البلاد اللى جنبينا ..
_ هچولك ياماه كل حاچة ..بس طمنينى عن امانى ..
_ اختك تعبانه جوى ..وچوزها خادها يعالجها بعيد ..
تهتف بها منى بحسرة وتشهق بين كل كلمة بالبكاء وتمسك بكلتا ذراع مونى لكى تجلس بجانبها وتطمئن على حالها فقدماها لم تعد بنفس القوة التى كانت عليها.
_ جوليلي انت كويسة الأول ..
مالت مونى رأسها بايجاب .
كانت تتابعها هنادى بقلق وتنصت اليهما فلم تكن تعرف ان مونى غائبة عن البيت لفترة، وبصمت وحسرة على بكاء والدتها على شقيقتها شعرت بالشفقة على نفسها فلم تتعب والدتها حتي في السؤال عنها بتلك الطريقة القلقة، فبقت الغيرة تنهش كيانها وسحابة الظلم تمطر عليها وحدها .
وبعد أن أخبرتهم موني بحكايتها مع زياد ، ران الصمت على قسمات والدتها حتى انفجرت باكية وهى تصيح بقولها
_ أبوك هو السبب دمرنا يابتي ..طمعه وحبه للفلوس خلاه دبح اخواته وعماله ، الله يلعن مطرح ماعمل حسبي الله فيك ياسيد .
حتى بعد موتك أذينا .
فجأة اتعست عينا مني بخوف فاستدارت بوجهها ناحية موني وهى تردف
_ زياد ﺟرب منك ..ولا عملك حاچة ..
حدقت بها موني بذهول ولم تلقى ردا على كلمات والدتها، فردت هنادي بسخرية
_ حتى لو عمل مش كان متجوزها ...من كلام بنتك واضح انها كانت مدلعة ..حتي شوفى تخنت ازاى ووشها نور ..
التفتت منى الى ابنتها هنادي وهى ترفع يدها فاردة اصابعها الخمسة وتقول بعبوس ._ الله أكبر ..
حدقت بها هنادي بتماسك لبعض الوقت بصدمة ، وتاه كل منهما في اعين الاخر ، فانهزمت عينا هنادي وانهمرت بالدموع بغزارة وبكت بنواح شديد وصراخ كالأطفال وهى تقول وتقطع ملابسها ليظهر جروحها اثر ضرب طليقها لها ..
_ مسألتيش عليا ولا مرة ..ياظالمة ولا جتيلي ..
أنا كنت متجوزة واحد زبالة دمرني وضربني حتى وانا رايحه أولد حياتي كلها كانت مر وعذاب ..ده انت حتي يوم ماجتلك في البيت مقولتيش كلمة حلوة وعماله تعيطي على بناتك ..هو انا مش بنتك برضه ..
ايقظت تلك الكلمه داخل منى شرخا كبيرا وجعلها تتذكر مرارته، فابتلعت غصتها بصعوبة وهى تقلب بصريها على طفليها الاثنان وهما يبكون معها، اقتربت منها مونى تبسط يدها لكي تربت على ظهرها لكن هنادي صاحت بها
_ ابعدي عني ..كلكم حظكم حلو الا انا ..
لا ام ولا اب ولا سند ..رمتونى ..رمية الكلاب ولا سألتوا عليا حتي .
ظلت منى واقفة لم تتحرك وهى تتابع ابنتها تنهار من البكاء أمامها تعلم أنها تحتاج الى عناق الان لكن قدماها وعيناها لم تتحرك اتجاهها بل تتهرب .
بقت منى طوال الليل شاردة في ما حدث مع هنادي ، فتسرب اليها شعور بالندم الشديد من كلامها ومن انها وافقت على اغترابها فى مدينة بعيدة عنها حتي تتناسي غلطة عمرها فهى ما تذكرها دائما بها ، خطت الى الغرفة التى تجلس بها هنادي بتوجس وألقت نظرة من فتحة الباب الصغيرة عليها، تنهدت عندما رأتها نائمة بجانب اطفالها ، فدخلت الى الغرفة بحذر وجلست تتصفح وجه هنادي وأطفالها على الأريكة الصغيرة المقابلة للفراش، أغرقت عباراتها وجنتيها وهى تتذكر الماضي وكم كانت تلك الفتاة مظلومة من الصغير والكبير، لا تتحدث ابدا أو تتدافع عن حالها ولا حتى تعاتب، فكلما كانت تتعرض لضرب من اى أحد كانت تخفى ما يحدث خشية من ابيها ، تبكي فقط دون حول منها او قوة .اعتقدت عندما قامت بتزوجيها أنها الان في حصن رجل يحميها وهى بخير طالما ابتعدت عن ابيها الظالم ، لم يخطر فى ذهنها ابدا ان يقوم زوجها بتعذيبها فهل ورثت خيبتها هى الأخرى؟
كانت تعتقد ان الله سيعوضها بزوج حنون ينسيها الحياة الظالمة التي تعرضت لها في السرايا، فرفعت يدها تبتهل الى ربها ببكاء صامت فجاء بخاطرها ما فعلته فى الماضي فعضت على شفتها بندم كبير .
وفى الصباح الباكر
همت هنادي بالذهاب الى المدينة لكى تعود الى عملها خشية من ان تفقده في ظروفها الصعبة وعزمت على الا تعود الى هنا مرة أخرى فما تبقي من عائلتها هى أمانى ، وما ان خرجت من باب السرايا الكبير سمعت صوت والدتها من خلفها وهى تقول
_ هتمشي من غير ماتسلمي عليا..
تسمرت هنادي مكانها والعبوس على قسماتها وأبت ان تستدير اليها حتي لا ترى دموعها المنكسرة ، فاقتربت منها مني ووقفت قبالتها وهى ترسم ابتسامة مليئة بالحسرة تحاول ان تخفى بها عباراتها التي على وشك النزول .
_ سامحيني يا بتي .. سامحيني يا نن عيني ..
في تلك اللحظة فشلت هنادي فى كتمان دموعها فانفجرت ببكاء من تصريح أمها فلم تحتاج منها سوي كلمة لطيفة فقط ، فاندفعت هنادي الى حصن أمها بعناقها بقوة . جلسا امام بعضهما وسردت لها هنادي ما حدث معها بالكامل فانهارت مني وغرقت في ندمها بالبكاء .
وهتفت ..
_ يعني امانى جبتلك حقك يا بتي ..
مالت هنادي رأسها بايجاب فأردفت منى وهى لاتزال عبارتها على محياها
_ ادعيلها ..تخف وتبجي معانا وفى حضننا ..أختك دي غلبانة غلب السنين .
تنهدت هنادي بحسرة وهى تدعو لها بحزن.
وبعد دقائق استعدت بالذهاب الى المدينة، فأردفت مني
_ أنت حرة اشتغلى وشوفى مصلحتك ..وانجحي . وعيشي سنك بس سبيلي عيالك اربيهم ليك.. لتنشغلي عنهم..
لم تتوقف منى على الالحاح على ابنتها فهى لا تريد أن تجعلها تشقى في حياتها الجديدة .
_ سبيهم معايا عشان اضمن انك سمحتيني وهتيجي تزوريني .
وافقت هنادي على طلب والدتها من شدة الإصرار واتفقا على انها ستأتى الى الصعيد كل أسبوع لكى تقوم بالزيارة، رغم ان بعدها عن اطفالها عسير الا ان عملها شاقا ولا تستطيع ان تتركهم في اى مكان فقد قلت الأموال التي كانت تنقلها اماني لها وأيضا النفقة التي تحصل عليها من طليقها قليله لن توفر لهم مكانا مناسبا في القاهرة لكى يتم الاهتمام بهما في غيابها فوجودهما مع جدتهما اكثر امان .
****
تجلس جيهان وهى مضجعه على فراشها منهكة التفكير في البارحة بما حدث ، تقطم أظفارها بأسنانها من شدة التوتر وهى تتسأل بضيق من دخول أسماء عليهم في ذلك الوقت ترى بما تخطط ؟ تعلم انها ليست هينة أبدا ويجب ان تحذر من ان تهدم حياتها الجديدة .تنهدت وهى تتذكر أنها لم تذهب فى ذلك اليوم الى السوق لكى تأتى بالتوت الذي قام بطلبه حسام منها وبقت تجلس بجانب البناية ضحية تفكيرها وتوترها الشديد وهى تنتظر خروج أسماء من المبني ، مرت ثلاث ساعات كاملة حتى رأتها تمشي صوب سيارتها الفارهة ، فخطت مسرعة الى الشقة وقلبها يخفق بانتفاض خائف حتى ترى الأمور التي حدثت في غيابها، كم شعرت بالحنق الشديد عندما وجدت حسام جالسا على الاريكة في الصالة شاردا أمامه وعلى شفتاه ابتسامة لم يطمئن لها قلبها ابدا بل أصبح قلبها يتواثب عندما لمحت أثر قبلة على وجنتيه وبقرب ثغره كما انها دهشت حين وجدته لم ينتبه الى وجودها وهى تقف أمامه متصفحة إياه بترقب.
تنهدت بحيرة وهى تتقلب على الفراش فى الجهة الأخرى المقابلة لطفلها النائم و تتذكر أيضا انه لم يقترب منها في تلك الليلة ولم يتحدث معها ولو بكلمة،فقط ظل يعمل على اصلاح الكاميرات المعلقة والتي تعطلت حديثا وهو يسب كل شيء ومن ثم ذهابه الى العمل وغيابه طوال الليل وعدم عودته حتى الان .
تسألت بخوف إن كان قد ذهب الي مقابلتها أو فكر بالعودة اليها ..فهمست تجيب على نفسها
_ بس هى متجوزة دلوقتي. انقلبت قسماتها من التوتر الى العبوس تعلم ان حسام بشخصيته البذيئة لن يفرق معه هذا الشئ فتسرب الرعب الى قلبها حتى صدر صوت رنين الجرس الخاص بالشقة فخرجت من شرودها ، لتقوم من مضجعها وتتجه نحو الباب وعقلها غائب عن الواقع .
قامت بفتح الباب ونست تماما أمر النقاب الذي تغطي به وجهها ، لتظهر أمام هذا الرجل بوجه منكشف، حدقت به بتساؤل عما يريد ، فابتسم الرجل لها وهو يخبرها بانه أتى من المحكمة بهذه الاظرف الطارئة ويخبرها بانها يجب ان توصلها الى حسام ، قامت بأخذها منه وهى تنظر اليها بفضول شديد، وما ان خطت الى الصالة رن الجرس مرة أخرى فاتجهت اليه لكى ترى من، لتجد رجلا أخر يملك حقيبة قماشية سوداء متوسطة الحجم مليئة بالاشياء الغامضة، فرفعت بصرها اليه بتساؤل ليأتى جوابه مسرعا وجسده يرتعش
_ يا أبله ادي دي لدكتور حسام وقوليله انى اسف انى اخذت الفلوس دي من وراه .. وانى رجعتها ..أنا اسمي ....... ومعتش هيشوف وشي تانى ..متنسيش يا ابله بالله عليك لانى مسافر ومعتش هرجع تاني .
قالها الرجل الغريب ثم هرول مسرعا ليختفى تماما من أمام عيناها المليئة بالدهشة.
رجعت الى فراشها بعد أن وضعت الحقيبة داخل غرفة حسام على مضجعه وظلت الاظرف معها، قامت بفتحها بحذر وقرأتها بفضول فاتسعت حدقتيها وهى تحسب الأملاك الضخمة الموجودة فى ورق المحكمة باسم حسام وشقيقه والتي فهمت من محتوى كتابتها أن المحكمة قامت بتصريح عرضها للبيع، تفاجأت عندما وقعت عيناها على كلمة الصعيد المذكورة في الورق فتذكرت شقيقتها اسراء التي اختفت ولم تعد تتصل بها منذ اخر مرة، فكانت قد عزمت علي زيارتها قبل حدوث تلك التعثرات التي مرت بها في الأوان الأخيرة ولكنها انشغلت بأمر طفلها ، عقدت حاجبيها بعد ان همت بالذهاب اليها في هذا الأسبوع ، وانتظرت حتى تقوم بإخبار حسام عندما يأتي الى المنزل ، وبقت على الفراش مستيقظة حتي اخر الليل، شهقت عندما وجدت ان الاظرف حولها مبعثرة ونست تماما ان ترجعها الى الغرفة الخاصة بحسام، فانتفضت مسرعة الى غرفته قبل ان يصل الي البيت ، ووضعت الاظرف على مكتبه، وعند خروجها لمحت الحقيبة مائلة على الفراش وعلى وشك ان تسقط، فاتجهت اليها لكي تعدلها فوجدت بعض الأموال تخرج من جهة ممزقة بالحقيبة فقامت بفتحها وسحبت النقود لكى تضعها بالداخل .
_ بتسرقى ايه ؟؟
انتفض جسدها من نبرته الغاضبة والتي ظهرت فجأة ، استدارت اليه وهى تنظر اليه بتوتر اثر دخوله بتوجس فأردف بغيظ مكتوم .
_ استغليتي ان الكاميرات بايظة عشان تسرقيني ..
يتبع ..

سبنا 33, Nora372 and egmannou like this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 11:03 PM   #75

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الثانية والعشرون
جحظت عيناها من واقع كلماته واتهامها بالسرقة بتلك الطريقة فهتفت تدافع عن حالها مسرعةً
_ ايه ؟؟ أسرق ..أنا كنت...
رد عليها مقاطعا باندفاع هجومي
_ كان قلبي حاسس انك بتجرى ورى الفلوس أنتم كلكم شبه بعض وعملالى فيها بتصلي ... أكيد طبعا بتصلي عشان ربنا يغفر ليك بلاويك السودة .. يا ناقصة .
كانت تنصت اليه بصدمة والشعلة تزداد إنارة داخل قلبها بالنار حتى ولج الغضب داخلها فانفجرت عن مكنونها وقالت بنبرة حادة وعيون متسعة بغيظ
_ وانت مالك بحياتي ..أنا حرة ..!!
وبعدين الشنطة كان طالع منها فلوس وبعدلها ..
وبعدين أنا لو عاوزة اسرق ..كان زمانى أخذت الفازة الدهب اللى في الصالة وهربت من زمان ..
كانت تتابع اندهاشه من نبرتها الغاضبة فسحبت شهيقا وأردفت
_أنت مجنون ولا مخك فوت من ساعه ما حبيبة القلب جتلك وباستك ..
ثم أردفت بصوت مبحوح نتيجة ارتفاع صوتها وهى تشير اليه بسبابتها باحتقار
_ وبعدين مش انت اللى تحكم عليا بالغلط يا بتاع النسوان اقصد يلي تستغل واحدة بضعفها في الضلمة عشان تغتصبها ..
الله اعلم اغتصبت كم بنت لحد دلوقتى ..وكم واحده خلتها حامل بدون وجه حق .
بتحلل الحرام لنفسك وعايش وداير
حسبي الله ونعم الوكيل فيك ..ربنا ينتقم منك ..دمرت حياتي .
كانت تصيح بتلك الكلمات بقهر رغم شعورها بألم فى حنجرتها حتى احمرت وجنتيها بشدة ، هي لا تعرف كيف أتتها القوة الهجومية التي جعلته يصمت تماما ، خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها بقوة حتى اهتزت الجدران وتراقصت الدلايات المعلقة بغرف النوم وصدر عنها أصوات اصطكاكها ببعضها، واتجهت صوب غرفتها وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة وكأن النبرة التي تحدثت بها كانت تخرج من قلبها حتى تسرع في ضخ الدم الى رئتيها .
علمت انها هرمونات الحمل التي قامت بإشعال قوتها الداخلية ، لم يمر الكثير من الوقت حتي تسرب الخوف الى عروقها وهى جالسة على فراشها وتفكر فيما قامت بفعله فقد شكت أن حسام بصمته هذا يخطط لشئ ما لكي يؤذيها،
ندمت على عنفها معه ، فهى كانت تخطط الى كسبه فى صفها، تبادر فى ذهنها أسماء فجأة فدق قلبها بالخوف والتوتر.. فمعني تلك القبلة التى رأتها على قميصه انها تنوي الرجوع اليه، وبالتأكيد ان رجعت ستقوم بطردها فورا وتدمير مستقبل طفلها.
****
لا شيء يؤلم أكثر من جعل الانسان يقتل كرامته لبعض الوقت لحاجته الضرورية، تنهدت وهى تعدل من ثيابها الكاشفة أمام المرآة وتنظر الى نفسها بشفقة وهى تمشط شعرها ، خطت الى غرفته وهى تقوم بالعض على شفتاها لكى يبتعد عنها ضميرها الذي يعيد كرامتها الى الحياة، قامت بفتح الباب فتحة صغيره لتراه نائما على فراشه ويوليها ظهرها، فدخلت اليه وجلست بقربه على الفراش وهى تقول بعد ان تنهدت
_ انا اسفة على اللى قولته .بس انت استفذتني ..أنا عمرى ما اخد حاجه مش بتاعتي مقدرش اقبل على نفسي حاجة زي دي .
يشعر بصدقها بعض الشئ فان كانت تريد شيئا لأخذته منذ الوهلة الأولى عندما اتاح لها ذلك منذ الصباح فقد صدم عندما راقب تصرفاتها عبر الكاميرات ووضعها للحقيبة داخل غرفته دون تصفح ما بها ، ولكن لايزال الشك قائما داخله بأمر ملامستها للحقيبة عند عودته الى المنزل فهل فكرت طوال اليوم وحاربت ضميرها لكي تسرقها؟
فلو لم تقترب منها ودخلت الى غرفته مرة اخرى كان ليتأكد من صدقتها.
لم يقم بالرد عليها فقد تلذذ وهو يرى انها تحاول ان تهدأ الوضع وتركن كرامتها على الجانب
الاخر، فأردفت بعد أن وجدته لا يعقب على اى شيء من كلامها ولا يزال يوليها ظهره فى الفراش.
_ بلاش يعني نمسك الغلط على بعض ونلتمس العذر لبعضنا ..
هااه ؟.
تقول كلمتها الأخيرة وهى تجلس بجانبه على الفراش ولا تعلم فرط السعادة التي تولد بداخله وهو يراها بذلك الضعف أمامه بعد أن شعر ببعض الخوف الحاذر منها قبلا بسبب ردها العنيف. بسطت يدها تقربها من كتفيه لكى تربت عليه ولكن التوتر يعيق تفكيرها فظلت يدها معلقة في الهواء ، لمح كفة يدها من طرف عيناه تقترب من كتفيه فارتسمت ابتسامه على ثغره والتي لم تطل البقاء وهو يرى انسحاب يدها بعيدا، فملأ الغضب كيانه وهتف مسرعا لكي يجعلها تكره نفسها .
_ امشي دلوقتى مش طايقك .
جحظت عيناها من تصريحه فهى كانت على وشك ان تبتعد عنه ، انتفضت واقفة وخطت خارج الغرفة ثم رجعت خطوتان وهى تلتفت اليه، لتقف على عتبة الغرفة وهى تقول .
_ أنا راحة الصعيد بكرة أزور اختي ..
اتسعت حدقتاه فانتفض من الفراش جالسا وهو يحدق بها ويقول متسألا .
_ ايه الصعيد ؟؟
وبعدين انت من امتي عندك اخت؟
_ ايوة طبعا ليا اخت ..ولا نسيت لما حكتلك ..
رفع احدي حاجبيه وهو يتصفح علائم قسماتها ثم قال
_ استني يومين ونروح سوي ...عشان عندي مصلحة هناك ..
منشوف بالمرة اختك دي ..
هي شبهك كدا .؟؟
قلب العبوس محياها وخرجت مسرعة دون ترك أي تعليق وهى تغلق الباب خلفها بقوة وتهمس بحنق
_حقير .
***
استيقظت أمانى من غفلتها التي استمرت يومان لتجد انها نائمة بجانب سلطان وفى مكان غريب ،تصفحت بعيناها ما حولها لتعلم انها بخيمة، انتفضت بتعب جالسة وهى مليئة بالعرق حتي شعرت بالتقذذ من نفسها، حاولت أن تتذكر أي شيء ولكن عقلها ضعيف الادراك بسبب التعب الشديد الذي تمر به، عيناها تغلبانها على النوم مهما تحاول نفض الفكرة من رأسها وتقاوم ولكنها غفلت مرة أخرى لتسقط نائمة على ذراع سلطان الذي فاق على الفور والتفت بعيناه اليها وهى نائمة على ذراعيه، ظل ساكنّا للحظات ومن ثم تحرك في نومته لكى يجعل أمانى تنام براحة، لا يعلم لما سبب القلق القوي الذي يحتشد قلبه بتلك الدرجة اتجاهها ، فهو لم يرى منها سوي المعاملة السيئة ، ربما يشعر بالشفقة قليلا مما مرت به ولكن مهما حدث يعلم ان لها يدا بغياب مالك .
ظل يراقبها وهى نائمة بسكينة ويتصفح قسماتها بدقة وهو يهمس قائلا
_ ليه تلعبين بالنار وتدعبسي في أشياء اكبر منك .. سحر وشعوذة .
أصحاب الوشوش البريئة ليش يحملون وجهين دائما.
تنهد وهو يتملل على الفراش ويحمل هما قابعا في صدره على غياب أخيه تسأل في حيرة عندما التقى به فى المدينة لما فقد ذاكرته يعلم انه نفس الشخص ولكن لهجته ،ملابسه ، كل شيء تغير في مهلة قصيرة، هل سقط عليه سحرا هو الاخر بفضل اعمال الشعوذة التي تضررت منها امانى ؟
ولكن أمانى لا تصل الى تلك القوة السحرية لكي تجعله ميتا أمام أعيننا فى ذلك اليوم المشؤم ، فقد هجمت عليها مجموعة من الجن فانقلبت حياتها لأسوء .فهي مجرد ضحية هي الأخرى وان كان لها يد فرؤيتها بتلك الطريقة يوحي بوجود رأس أفعى تحرك كل شيء، فهل هى الارنبة كما أخبرته جنية المقابر؟ .
فى تلك الاثناء تذكر كلام الجن الضوئي عن وجود جنية قمرية وانها اليد المدبر لما يحدث لأمانى ، يعلم انها نفسها التي ظهرت له في المقابر كما انها التى تلبست حلويات فى ذلك اليوم..
ظل يفكر طويلا حتي توصل الى ان تلك الجنية تحوط أمانى بسبب تلك التصرفات الغريبة التي كانت تعتريها بعض الأوقات ففطن ان كان يريد ان يصل اليها ويتواصل معها فالبوابة هي أمانى.
****
خرج سلطان من خيمته بعد أن تجاوزت الساعة العاشرة ليلا عندما فقد الأمل في استيقاظ أمانى هذه الليلة، تخللت حبات الرمال الباردة اقدامه العارية وهو يسير نحو شجرته في مكانه المفضل .
تنهد وهو يثني بركبتيه على الأرض حتى جلس مستندا على الشجرة و يفكر بأمر أمانى والجنية الملعونة وظل شاردا لدقائق وهو رافعا بصره على البدر المكتمل، تفاجئ بوجود رياح دائرية كالإعصار ولكن لا توجد به جاذبيه لكي يسحب ما حوله تأتى من جهة القمر وتنزل نحوه بسرعة شديدة، حدق بها بلوعة فقد رأى هذا المشهد من قبل في المقابر فعلم أنها الجنية القمرية .
انتفض واقفا وعيناه مضيقة بالكثير من الأسئلة فقد تمني لو يقابلها ولم يعلم انها ستتحقق بتلك السرعة، خرجت من الرياح جنية ذات الشعر الطويل وعلى رأسها تاجا يسرق بيرق العينان من شدة توهجه، نظر اليها بقسمات تهجم على محياها بنار الغضب وهو يهتف بصوت مرتفع .
_ مين هو يلى عمل السحر لأخوى مالك ..يا.... مرجانة .
كان ينطق باسمها ببطئ مما جعلها تتأكد انه يعلم ان لها يد فى تلك الأمور، فابتسمت ابتسامة جافة بملامح بريئة قبل أن يتحول بياض عيناها الى سواد قاتم يملأ جفنيها بطريقة مرعبة ، ردت عليه بصوت هامس يصل فحيحه الى أذناه بكل سهولة رغم انها تقف مبتعده عنه قليلا .
_قولتلك قبل كده يا حبيبي .. أمانى .
_ مستحيل ...
تنهدت الجنية وهى تقترب منه بخطوات لحوحة
_ هتصدقني لو قولتلك الارنبة ..
_ حفيظة ؟؟
_ ..تقصد سناء....
كانت تهتف بكل كلمة وهى تلتف بدائرة حوله وتغير من قسمات وجهها بملامح أمانى
يحاول أن يستعيد رباط جأشه وهو ينصت اليها حتى يصل الي مبتغاه فقال
_ سناء ؟ مين هى
ارادت ان تبقي معه لوقت أكثر فهو يجعلها تهيم عشقا وكم تحب هذا الشعور فأطالت الحديث وهى تقول...
_ ..كانت ساحرة زي حفيظة ..واصحاب جدا عشان كده جوزت بنتها منى لابن اخت حفيظة السيد...بس الصحوبية اتقلبت عداوة كبيرة... وهقولك على سر...محدش يعرفه غيري..
حفيظة هى اللى قتلتها.
.
اقتربت الجنية من أذنا سلطان بحذر حتي لا تقوم بلمسه وتختفى وأردفت
_انا اللى طلبت منها..عشان ابقي صحبتها واساعدها يبقي لازم تقتل روح بدون حق.
تتخيل انها صدقت لما قولتلها كلى كبدها ني عشان افضل معاك على طول ..
صدقت الهبلة...
هاهاههاها...
صدم سلطان من كلامها وظل ينصت اليها بانتباه فقد انهزم امام فضوله ، فأردفت..
_ دي عيله كلها قتلاين قتله ..
تعرف ابوك مات ازااى...؟؟
التفت اليها سلطان بعيون مندهشة بشدة فعلمت انه لم يعرف بعد، فضحكت الجنية حتي تردد صوتها كالصدى فقالت بسخرية
_ لا مش هقولك...
مالك اللى هيعرفك..
وصدقني ساعتها عمرك ماهتقدر تبص فى وش اماني تاني.
انقلب معالم وجهها الى الغضب وتغير شكلها الى عهدته وهى تردف
_متخليش طيبتك تخليك تشوف امانى مسكينة، هى خليفة سناء الارنبة واللى هتمسك السحر بعدها وعلى فكرة حوليها جن كتير بيقدهم قرينة سناء... وهما السبب فى اللى حصل لمالك اخوك...
هتف سلطان بعد ان شعر انها تقوم باستفزازه..
_ وليش أمانى تأذي مالك ..
_ ياحبيبي ..عشان الفلوس ... وناوية عليك ..
رد سلطان مقاطعا
_ وينه مكان مالك ؟
_ ان قولتلك مكانه . ايه هو المقابل ؟
_ وش تبي ؟
ابتسمت بخبث واقتربت اكثر منه وهى تهمس
_ أنت ..!!
_ انا ..؟
كانت نظرات الجنية كفيلة ليستوعب ما ترمي اليه من نيتها السيئة ، فعاد الى الوراء مبتعدا عنها عدة خطوات وعلى وجهه علائم الازدراء يعلم انها خبثة ولن تجعله يصل الى وجهته حتى تصل الى ما تريد
_ انت ما بتقدري حتى تلمسيني ..كيف يحصل اللى في عقلك ..
_ عشان كدة بعثت جن يهلك أعضاءها وتفقد كل قوتها وانا أسرق جسمها ..ونبقي مع بعض
جحظت عيناه من تفكيرها الشيطاني فملأت قسماته بالغضب ورد عليها بنبرة عالية
_ تريدي تسمعي موافقتى على كلامك المعلون ده ..انا بحذرك ابعدي عن أمانى ..وابعدي شياطينك والا ..
تغيرت قسمات وجهها الى الغضب وتغيرت نبرتها لتصبح حادة وهى تقول
_ والا!!!! ... انا وبس.
هقتل كل شخص فى حياتك يقرب منك
سواء كانت امانى او مراتك الاولى.
قالتها وهى تختفى داخل دائرة الاعصار وعيناها قابع بها الظلام بوجه مريب .
شعر سلطان برجفة داخل قلبه من رؤيتها بهذه الملامح المرعبة ، علم انها قد تمكنت منه وشعر بنيرانها حتى تركت داخل قلبه خوفا شديد مع ارتجاف اطرافه بسبب اهماله لصلاة اليوم وانشغاله بأمر أمانى ، ذهب مسرعا لكى يؤدي الصلوات مع قراءة الاذكار .
*****
تجلس مونى في الظلام داخل غرفتها وهى تتصفح الساعة التي سرقتها من معصم زياد باشتياق مؤلم ، فقد عادت الى حياتها البائسة من جديد والتي لا تملك بها طعم أو لون .
تنهدت بحسرة على ما سببه لها والدها من ألم فإن لم يكن له يد بقتل شقيقه كانت ستكون زوجة لزياد الأن، قامت من الفراش وعلائم وجهها مليئة بالحزن والبؤس وتوجهت الى غرفة والدتها، بسطت يدها على مقود الباب تقوم بفتحه لتجد والدتها جالسه على الأرض وتقوم باستخدام وسيلة لإزالة الشعر، حدقت مونى بذهول لثوان ثم دلفت اليها وهى تبتسم بسخرية وترمي بجسدها على الاريكة المقابلة للفراش وهى تقول
_ والله انت دماخك رايق ياماه ..وزوجك ميت ..لمين ..تزيني خلجاتك ..وانت ياحسرة ..
شعرت منى بالتوتر من دخول ابنتها عليها بتلك الطريقة دون استأذان فردت عليها بضيق مختلط بالاحراج
_ لازم أكون زينة حتى لو لنفسي ..
مطت مونى شفتاها بسخرية وهى ترمق والدتها بنظرة بحنق، ران الصمت بينهما لدقائق ، ثم خرجت والدتها عن صمتها
_ الولد ده جرب منك ..؟
رفعت مونى رأسها واستدارت بجزعها الى وجه والدتها تحدق بها بغرابة ثم تهتف
_ ليش قولتى كِده ..زياد محترم ..مش زي بتوع اليومين دوول ..
صدرت ضحكة رنانة من فِيه منى على ابنتها ، تعلم انها جريئة وهى من تفكر بالاقتراب منه فردت ساخرة .
_ الحمد لله انه فلت منك ..أكيد غير رأيه ..مش وش سلكان يابت سيد.. بس الواد بحج جمر وشكله غلبان وعلى رأي المثل المنحوس منحوس ولو جابو على راسه فنوس .
صمتت هينة ومن ثم أردفت بجدية
_ولاد عم ابوك طماعنين في السرايا ..منهم ابن الحداد عاوز يتزوجك ..
ردت مونى مقاطعه
_ على جثتي. وبعدين هما طمعانين فى السرايا...
_ وايه يعني لما نخسر جزء من السريا عشان نخلص منك ..أوعاك يابت تفكرى ان في حد من البلد يفكر فيك ..لا تنسي سمعه ابوك اللى ورثناها من بعده ولا حد راح يفكر فيك ولا في ولاد حلويات .
أنى نفكروا لو نخسر السرايا عشان نخلص منكم كلياتكم .
وأنى أروح مصر لعند هنادي .
اتسعت حدقة عيناها وتبادر في ذهنها فكرة فقالت مسرعة الى والدتها .
_ والله دماخك ده وازن واصل وتعجبيني .. تعالى نروحوا لهنادي ونعيشوا معاها ونسيب السرايا .
_ واااه عجلك مفوت يا بت ...اذا كان انت الأولى يلي نريد نخلص منيها واصل تقولى أخدك معي ..؟ مستحيل ..طفحت المر منك ومن ابوك وماعاد فيا حيل .
_ ابوس ايدك ياماي ؟؟ عاوزة اروح لزياد ..
_ مش بقولك مفوت ..الواد ماصدق ياعيني يخلص منك ترجعيلوا تاني
مفيش كرامه عندك...
تهتف بها منى وهى تذهب الى الخارج وتحمل ما بعثر منها من قطعة السكر المذابة المستخدمة لازالة الشعر .
فهتفت مونى ..
_ مستحيل أتزوج ابن الحداد .
فصاحت مني بسخرية وهى تسير فى رواق السرايا وتتجه الى الخلاء
_ بلاها ..خليك جاعده جنب حلويات ..واخواتك ..صحيح خلف طين .
****
استيقظت صباحا على صوت زقزقة العصافير الآتية من شرفتها، بسطت يدها على جانب فراشها لتراه خاليا ففتحت عيناها المغلقتين بحسرة فكانت ليلتها الأولى بدون أبنائها ، تساقطت الدموع من مقلتيها وهى تهمس
_ اهدي يا هنادي ..اشتغلى وانجحي عشانهم ..
ابتلعت غصتها بمرارة وهى ترتدي ملابسها وذهبت مسرعة الى العمل، عقدت حاجبيها بعبوس وهى تفكر بحجتها الجديدة لمديرها ، فبالتأكيد سوف ينهرها بسبب غيابها المتكرر .دلفت داخل منطقة العمل لتري رحيم واقفا أمام المدخل الخاص بالشركة والظاهر انه يترقب وصولها، راقبته بتوجس من بعيد وظلت واقفة ترمقه بنظرات عبوس وتتذكر صفعة نادين .خطت مسرعة دون أن تنظر اليه بجانب بعض العمال تخفى نفسها بحشدهم. لمحها وهى تدخل وسط زملائهم فى العمل داخل المصعد فتابعهم مسرعا حتى وقف بجانبها في الخلف لتجحظ عيناها وهو واقفا بهذا القرب فقد اعتقدت انها نجحت بالهروب منه ،ابتسم لها وهو يقول
_ مجتيش ليه بقالك يومين ..
شعرت بالحرج فقد انتبه اليهما كل من بالمصعد فاستدارت تنظر اليه واهدابها ترفرف بتوتر فلم تجد كلمة تخطر فى ذهنها لكي تقولها فالتفتت الى الجانب الاخر دون ان تقوم بالرد عليه ، فأردف بتساؤل وهو يرمقها بغرابة
_انت لسة خايفة من العجوز ده ..
ده أن علمته الأدب لما جه امبارح ..
هو معتش هيدور عليك متخافيش
طول ما أنا موجود .
جزت على أسنانها وهو يتحدث معها بصوت مرتفع أمام زملائها في العمل وكأنها طفلة صغيرة جبانة ، فكانت تخشي أن تظهر في وضع غير لائق أمامهم حتي لا يتبادر فى عقلهم انها فى علاقه مع هذا الشاب،فصاحت به بحنق شديد دون وعي
_ وانت مالك ..بتدخل في شؤن غيرك ليه ..أنت بينك وبيني حاجة؟ عشان تكلمني كده..
رمقها بنظرات غرابة وهو يحدق بها وهى منفعله، فازدردت ريقها وقد عاد وعيها فشعرت بالاحراج ممن حولها فاستدارت الى الجهة الاخرى بعيدا عن وجوههم. لانت ملامحه قليلا والتي لا تتناسب مع حدة وجهه وهو يقول
_ أنا اسف أنا كنت بطمنك بس ..يا أنسة هنادي أنت زي أختى طبعا.
استدارت اليه وهى تنظر الى طريقة تحدثه الهادئة بتفاجئ وكأنه قلب الطاولة عليها بشهومه كرجل لطيف، فظهرت همهمات ونظرات من زملائها اليها بحنق، فانصدمت من شخصيته وعلمت انه شديد الخبث يلعب بالكلمات، فهتفت مسرعة
_مدام هنادى ..لو سمحت .
جحظت عين رحيم وهو ينصت الى تصريحها فقد قالتها من قبل ولم يصدقها ولكن إصرار قسماتها يجعله يشك ان كان الامر صحيح، وقف المصعد أمام الدور المخصص بالشركة فخرج الجميع الا هو ..بقي يرمقها بنظرات خاطفة وهى تذهب من أمامه .
*****
دلفت جيهان الى السيارة في المقعد الأمامي وهى لا تصدق أنه وفى بوعده بالفعل سريعا وانهم سيذهبون الى الصعيد .
_ جيهان أنت ليه لبستيهم تقيل كده الجو مش ساقعه لدرجادي .
تهتف بها والدة حسام بحنق وهى تشير الى أولاد حسام الثلاثة، فردت عليها جيهان بتماسك وقد وصل الغضب الى ذروته فتلك السيدة لا تتوقف عن النقد عندما تراها، حتي وضعتها فى حالة نفسية تخنقها.
_ عشان السفر والجو ممكن يقلب ساقعه بليل، لم تعلق والدة حسام عليها وبدأت بخلع السترة من على الأولاد وهى تزفر بضيق، فدخل حسام الى السيارة بعد أن اشترى من البقالة بعض المسليات للأطفال، وهو يرى والدته تقوم بازاحة سترات الأطفال فقال بغصب
_ الجو بارد بره ياماما.. انت بتعملى ايه..!!
_ لا ده حر يا بني..
هتفت جيهان بحنق دون وعي
_ مش عشان انت حرنانة يبقي كلنا زيك..
استدار حسام الي جيهان يحدق بها بغضب شديد فصاح بها
_ لما اتكلم مع امي متدخليش انت فاهمه..؟
أمي تعمل اللى هى عوزاه..
استيقظ الطفل الصغير النائم فى حجر جيهان اثر ارتفاع صياح حسام يبكي بقوة، فحدقت جيهان بعبوس ودهشة وعلى وشك ان تبكي من عصبيته، فرفعت طفلها الى صدرها حتي يكف عن البكاء وتربت عليه وتنظر من النافذة لكي تخفى الدمعة التى سقطت من مقلتيها والتى لمحها حسام ، كما رأت ابتسامة حماتها من مرآه نافذة السيارة.
قاد حسام السيارة بهدوء وقسماتها تلونت بالعبوس حتى وصلوا امام بيت شديد الثراء بلونه وفخامته، فالتفت حسام الى جيهان التي تجلس بالقرب منه وهو يقول بنبرة أمر .
_ ارجعي اعدي ورى جنب العيال .
في تلك اللحظة ظهرت شابة في منتصف العقد الثاني أمام نافذة جيهان وتبتسم الى جيهان بسمة مصطنعة لزجة، قامت بفتح باب السيارة وهى تشعر بالاهانة وركبت بالخلف بجانب الاولاد وحماتها، وبقت تنظر الي حسام بعبوس طوال الطريق وهى تستمع الى كلمات الفتاة اللزجة معهما ، فهمت من كلامهما أنها ابنه عمه وخطيبة زياد، وانها أتت معهما لقضاء بعض الوقت في الصعيد .
_ حقيقي أنا فرحانة أووى يا آبيه انى هخرج معاك .
لم تشعر جيهان بنفسها وهى تقول بسخرية
_ ومع النموس والدبان والروائح العطرة .
استدارت الفتاة اليها وهى تقول بتساؤل وترمقها بنظرات ازدراء بين الحين والأخر بين ابتسامتها المصطنعة.
_ انت شكلك اول مرة تزوري الصعيد ؟
حدقت جيهان بها من خلف نقابها وشعور الغضب يملأها بالتقزز فظلت صامته ولم ترد عليها، فأردفت الفتاة بنبرة ساخرة بعض الشئ وهى تقلب انظارها بين حسام وجيهان .
_ مكنش أتوقع تتجوز بالسرعة دي بعد قصة الحب الرهيبة اللى كانت بينك وبين أسماء با آبيه
انتبهت جيهان الى حسام والى رده ليأتى اليها بطريقة غامضة .
_ ظروف الحياة يا نيلي .
_ااه ...واضح ان ربنا هداك أخيرا عشان تختار منقبة.
تهتف بها نيلي وهى تنظر الى جيهان التي تجلس بالخلف وتبتسم بسخرية خلف نقابها .
_ نعمة وفضل الحمد لله
يهتف بها حسام وهو يركز على الطريق.
هنا خرجت ضحكة قوية ساخرة من جيهان فقالت نيلي
_ واضح ان مراتك مش عجبها الكلام
التفت حسام الى جيهان رافعا احدي حاجبيه وهو يقول لنيلي بنبرة ثقة
_ مفيش وحدة بتشوف جوزها محترم ياقلبي.. الا اذا..
انتبهت جيهان الى تلك الكلمة فانقلبت علائم وجهها الى الضيق وهى تغمغم
(اعوذ بالله)
لترد نيلي وهى لم تفهم مايرمي اليه حسام
- انا بشوف زياد محترم جدا...
همهم حسام ساخرا على كلماتها وهو يحدق بالطريق و يفكر بأمر شقيقه زياد وما فعله من وراءه ، فأردفت نيلي لجيهان
_ مفيش حد غريب هنا ..عشان تلبسي النقاب يعني .
وصل إحساس النفور من تلك الفتاة البغيضة الى جيهان و لأن القلوب عند بعضها فكان الاحساس متبادل بينهما.
فردت جيهان بحنق
_ ..طب وبالنسبة لشباك
شعرت نيلي بالحرج والضيق منها فقالت وهى تعيد انظارها الى نافذة السيارة المقابلة لها بتوتر .
_ أنا بس كنت عاوزة اشوف ذوق حسام .
ابتسم حسام من فوره وقال معلقا علي كلماتها وهو ينظر على الطريق امامه بانتباه .
_ عمرك ماهتتغيرى يا نيلي من صغرك لما تعوزي حاجة بتفضلى تلفى وتدورى عشان توصلي للى عوزاه..على فكرة زياد بيحب الدوغرى ..
_ ايه يا آبيه انا بحب ادلع على الكل .
_ على العموم انا حذرتك ..وأنت حرة .
علمت جيهان من محادثة حسام انه يقوم بتغير الموضوع ربما لأنه لا يريد أن تري وجهها ، لكن لماذا ؟
طوال الطريق يتحدثا ولا يملا أبدا وتحاول جيهان أن تلتقط كل كلمة تخرج منهما رغم دردشة الأطفال المزعجة مع جدتهم وبكاء صغيرها ومتطلباته بعض الأوقات .
كم شعرت بكره تلك الفتاة وكم تمنت لو لم تأتى معهم كانت الأمور ستكون هادئة بعض الشئ ، فكل كلمة تصدر منها الى حسام تجعلها تزداد كرها وبغضا، فخرجت عن شعورها وهى تقول بتأفف
_ ممكن تسكتوا شوية ..مش عارفة انيمه .
انتبه حسام الى كلماتها وهو يرفع بصره الى مرآة سيارته الامامية ، لايري اى شيء من ملامحها لكن يكاد يقسم أن وراء تلك القمشة قسمات نارية بواقع نبرتها التي يظهر منها الغيظ، فارتسمت ابتسامه بسيطة على ثغره وهو يشعر بغيرتها الشديدة عليه فهتف..
_ جيجي ارفعى النقاب خلى نيلي تشوفك .
جزت على أسنانها قليلا فمن هو حتي يقوم بأمرها أن ترفع النقاب ، استسلمت عندما رفعت بصرها اليه في المرآة بعند ووجدت عيناه تأمرها دون كلمة حتى شعرت بتهديد .
قامت برفع نقابها تحت تحديق نيلي الساخر والذي انقلب بدهشة وهى ترى جمالا خصبا مما تشنجت عيناها لبرهة بصدمة فوقعت الغيرة في قلبها وظلت صامته طوال الطريق .
****
ارتفع القمر ناسخا ضوء الشمس المنعكس عليه على الطريق، نظرت جيهان خارج النافذة بعد أن نام الجميع الا هي وحسام الذي كانت عيناه متسلطة على الرصيف بحذر في تلك الأجواء المظلمة .
كان طريقا زراعيًا مليء بالنخل الطويل والأشجار، فتحت النافذة ليتسلل الهواء رافعا نقابها في مهب الرياح ، وتخلله النسمات المليء برائحة أوراق الشجر ، لم تلثم تلك الرائحة منذ زمن طويل فتذكرت الحياة في الملجأ فقد كان يقع بين طريق زراعي طويلا .
تنهدت وهى تتذكر شقيقتها الصغيرة اسراء متسائلة عن أحوالها وبما تفعله الان، عادت ببصرها الى طفلها النائم على حجرها تتفحصه بنعومة ، ثم رفعت بصرها أمامها لتتلاقى أعينهما لوهلة داخل مرآة السيارة.
همس اليها ..
_ قربنا نوصل صحيهم .
عضت على شفتاها وهى تحدق به بغصب لم يراها بل يستشعره من بعيد، وبعد دقائق، استيقظ الجميع استعدادا للوصول ماعدا نيلي التي كانت غافلة في نومها وتستند على نافذة السيارة، لمحت جيهان تلك الأشجار المرتفعة التي يتوسطها سرايا ضخمة ويبدو أنها مر عليها الزمن طويلا لكن لم تفقد رونقها ولا هيبتها .
خرج الجميع من السيارة دون نيلي فأشار اليهم حسام بأن يدخلوا الر السرايا فجذبتهم والدته الى الداخل ،وبقت جيهان تنظر الى الخلف وهى تحمل طفلها وتحدق بحسام الذي ذهب الى مقعد نيلى وقام بحملها بين ذراعيه بخفة ،ارتجف قلبها في نفس ذات اللحظة وتوقفت عن الخطي قدما وراء والدة حسام وبقت تحدق به وهو يحملها الى الداخل ولا تعلم ان حسام ينظر اليها بسعادة من طرف عيناه ، شيء ما داخلها يخبرها أن تثور وتقوم بقذفهم بحجارة او أي شيء يؤلم ولكن طفلها يمنعها عن اى هجوم فعضت علي شفتاها بغيظ، وخطت خلفهما الى داخل السرايا .
تنهدت بحنق وهى تضع طفلها على الاريكة ثم تقوم بنزع عباءتها ونقابها وتلقيهما بجانب طفلها ، وهى تزفر بشدة حتى احمر أنفها الصغير ، ولم تنتبه الى الذي يخطوا خلفهم حتى هتفت والدة حسام بسعادة
_ زياد حبيبي .
استدارت جيهان دون وعي الى المكان الذي كانت تحدق به والدة حسام لتشهق بصدمة وهى تراه واقفا في وجهها ونظراته المتصفحة المتفاجئة عندما انتبه لها بتساؤل فتدلى فكها السفلى بصدمة وهو يقول بغرابة .
_ مدام جيجي ..!! بتعملى ايه هنا ..
ارتفع حاجبا والدة حسام بذهول وهى تقول
_ انت تعرفها ؟؟
_ أكيد طبعا ..دي بتشتغل في ..
قاطعه حسام عن التحدث وهو يقول و ينزل من على الدرج متفاجأ هو الاخر من معرفة زياد لجيهان ورؤيته لوجهها .
_ زياد ... نيلي فوق ..أطلع شوفها .
حدق به زياد لثوان ثم قال له وهو يلتفت الى جيهان الذي شل لسانها وبقى قلبها يخفق بجنون ..
_ لما أعرف مدام جيجي هنا ليه ؟؟
رد حسام بنبرة رجولية وهو يحدق بقوة داخل عينا زياد ، بعد ان تذكر حواره معه عليها فى المشفى.
_ مراتي ..
_ مراتك ؟؟
ران الصمت لدقيقة كاملة، كان عقل زياد لا يستوعب عما مر به مع جيجي وامر حملها وربطه فأفعال حسام فقد سأله قبلا عليها اذا كان رأي وجهها ام لا، وهل هي جميلة؟، تسأل هل كان يختبره؟؟! ولما قام بجعلها تعمل بالمشفى وتحت يديه..؟
وهى حامل!!!!!
اراد الهجوم عليه بكل تلك الاسئلة ونهره على وضع امرأته تعمل وهى مريضة، فقد فقدت وعيها قبلا وهو من حملها الى الطبيب، ولكن فهم من قسمات حسام أنه لا يريد أن تعرف والدته بأمر عمل جيهان بالمشفى معه ولم يعلم زياد ان قلب حسام يتواثب خوفا حتى لا يظهر جهله أمامه بأنه لم يكن يعرف انها تعمل بالمشفى .
فبقت عينا زياد تجرى بين جيهان وحسام تنتظر اجابة ، تمنت جيهان لو قامت الأرض ببلعها الأن ، فانتفضت مسرعة عندما سمعت صوت طفلها يبكي فأخذته وصعدت مهرولة الى اعلا الدرج تبحث عن أي غرفة تختبئ بها لبعض الوقت، وعندما صعدت وجدت الكثير من الغرف ، كلما تقوم بفتح غرفة تجد أنها مليئة بالغبار ويستحيل الجلوس بها ، حتى وجدت غرفة مرتبة فدخلت بها وجلست على الفراش وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة اثر الصدمة ، وبقت تتضرع الي ربها بأن لا يخبر عن امر حملها لحسام فهى ليست مستعدة بعد .
فجأة فُتح باب الغرفة عليها فدق الرعب في عروقها وبقت تنظر الى من يدخل وصرير الباب يجعل قلبها يخفق بجنون ، تنهدت وهى ترى سيدة قد رأتها من قبل مع حسام وموني عندما كانت تراقبهم بتوجس .
كانت الاضاءة خافتة فى الغرفة عند مقدمة الباب، فلمحت حسنية فتاة تجلس على الفراش بقرب السهارة المضيئة فعلمت انها جيهان، فقد اخبرها حسام ان تذهب لتبحث عنها وترى ان كانت تريد اي شئ، فكما يبدو انها هى وزياد فى السرايا منذ ايام قليلة.
_ العواف عليك يا بتي...
_العواف عليك ياخالة
قامت جيهان من الفراش لكى ترحب بها ولكنها شعرت انها على وشك ان تفقد وعيها فجلست على الفراش مرة آخرى وأردفت وهى ترى ان حسنية تخطوا اليها
_ اهلا بيك ياحجة ..لو سمحتي عاوزة اشرب ..لو تقوليلي على مكان المطبخ .
توقفت حسنية عن الخطي في منتصف الغرفة وقالت لها بحنو
_خليك جاعده جنب ابنك وأنا أچبهالك يابتي .
وبعد عدة دقائق عادت حسنية ومعها ابريق من الماء ، واقتربت من جيهان وقدمته لها ، رفعت جيهان بصرها الى حسنية فلم تنتبه الى دخولها للغرفة فقامت من الفراش لكى تشكرها ، جحظت عين حسنية وهى تحدق بجيهان عن قرب والى عيناها الواسعة التى تحمل بها المحيط الازرق، فارتعشت شفتاها وسقط منها ابريق الماء متحطما على الأرض واقبلت تصيح برعب .

...يتبع ..


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 09:29 PM   #76

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فعلا حزينة جدا إن محدش بيتفاعل مع الرواية..رغم المجهود أللى ببذله ،
على العموم الرواية هتنزل بشكل متواصل اليومين الجايين ،لحد ما تنتهي.

Nora372 and ان اليزن like this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 09:31 PM   #77

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

♕♕♕ القبلة الثالثة والعشرون♕♕♕


استيقظ الطفل على الفور وهو يبكي بصوت مرتفع بعد صدور صيحة قوية من حلق حسنية التي هلعت من رؤية جيهان بعيناها البراقة ، وبقت جاحظة العينين تجد صعوبة في التقاط أنفاسها حتى رفعت يدها على صدرها بخوف وازدردت ريقها بصعوبة .


دلف اليهما الجميع اثر الصيحة وعلى وجوههم الريبة ،هتف حسام بقلق


_ فيه ايه ؟


استدارت حسنية اليهم واسنانها تصطك ببعضهم، تحاول ان تستعيد رباط جأشها عندما وجدت زياد يهرع اليها ويقوم بالتربيت على ظهرها لكى تهدأ، ابتلعت الغصة داخلها وقامت بهز رأسها وهى تشير بيدهاا بأنه لا يوجد شيء، قام زياد بأخذها تحت ذراعه وخطي بجانبها الى الخارج بعد أن رمق جيهان بنظرة غريبة ، اما عن جيهان فقد ارتعدت من انفعال حسنية وصراخها القوي ونظراتها لها الصادمة وكأنها رأت وحشا .


رفع حسام احدي حاجبيه مضيقا عينيه بفتور وهو يقول بعد أن خرجت والدته خلف حسنية .


_ عملتى معاها ايه ؟


كانت جيهان قد حملت طفلها على ذراعيها وتقم بتهدئته بهزه برقة ثم تنفست الصعداء لكى تهدأ اعصابها فمن الصعب عليها ان تأتى الصدمات خلف بعضها دون رحمة ،رفعت بصرها اليه وقالت بلا مبالاة


_ هعمل ايه يعني ؟


هي فجأة صوتت حتى الولد اتخض .


رد عليها مغيرا للحوار الذي يدور بينهما


_ هتنامي في الاوضة دي ؟


أطلقت تنهيدة بضيق ثم رفعت بصرها اليه وهى تقول


_ أنت شايف ايه ؟


خرج من الغرفة ولم يقوم بالرد عليها وبعد دقائق عاد ومعه حقيبتين وألقاهم على الفراش ، وقام بفتح خزانة الملابس أمام عيناها التى تراقب ما يفعله وهو يقوم بفتح أحدي الحقائب فعلمت أنه ينوي ان ينام هنا فزفرت زفرة وصلت الى اذناه ، فابتسم وهو يقوم بفتح الحقيبة الأخرى ويخرج ما بها، ذهلت وهى ترى ملابس كاشفة خاصة بالنساء يقوم بوضعها بالخزانة وهو يرمي اليها نظرات لم تعجبها فقالت


_ بتاعت مين الهدووم دي ؟
هتف بحنق وسخرية


_ امى


..جيبها لأمى تلبسها ..


عضت على شفتاها بغضب على استهزائه بها فقالت


_ احنا جين هنا لشغل ..مش لتفاهه على فكرة .


_ بس بقي .. ورضعي الولد اللى مش بيبطل عياط ده.


_ ولما انت واخد بالك من كده طب ما تخل عندك دم وتخرج.


التفت اليها محدقا بذهول ثم ارتسمت ابتسامه على ثغره وهو يقول بسخرية


_ والله؟


ماهو ده اللى ناقص .


في تلك الاثناء قامت والدته بفتح الباب عليهما فجأة، وحدقت فى وجه جيهان بغيظ ثم مالت ببصرها الى حسام الذي شعر بالضيق منها ومن دخولها بغير استأذان وتقول


_ حسام انت سيبني انا العيال تحت وجاي تنام .


كان حسام يحمل بيده قطعه من الملابس الكاشفة لم ينبه انها بيده ، فرمقتها والدته بغضب وهى تردف


_ هو ده وقته ..
ثم مالت الى جيهان وهى تردف


_ وانت يا جيهان هتسبينا كده من غير أكل .


رد حسام مقاطعا


_ في ايه ياماما ..ما حسنية عندك هناك ومجهزة كل حاجة .
شعرت بالغيرة من مدافعة حسام بطريقة غير مباشرة لجيهان فقالت بحسرة


_ أنت بتكلمنى كده قدام مراتك ..أومال لو طلبت منك تيجي تنام جنبي عشان خايفة من المكان ده ..كنت هتعمل ايه ؟


قام حسام بإلقاء قطعة الملابس بغضب على الأرض وهو يزفر بقوة ، ثم أغلق عيناه وأخذ يملأ رئتيه بالهواء ثم يزفره لكى يتماسك قليلا ، فهو يعلم طبع والدته جيدا والذي لا يعجبه ابدا .


_ ماما أنا تعبان جدا ارجوك سبيني اليوم ارتاح .


_ انت طول عمرك هتفضل كده تهرب من أمك اللى ربيتك عشان الستات ..


_ برضه فتحتي ام الحوار التيييت ده تاني....


مش دي اللى طلبتي مني اتجوزها ..هى كمان كرهتيها ..


انقلبت قسمات والدته الى الحزن وهى تحاول جاهدة لكي تسقط منها دمعة أمامه فأردف


_بصي أنا عارف طلما بدأتي يبقي مش هنخلص النهاردة...


انا هسبلك الدنيا وماشي .


يهتف بها حسام بصياح ويخطوا مسرعا الى الخارج وتهرول والدته وراءه الى اخر الرواق وهى تقول ببكاء


_ خلاص يا حبيبي اعمل اللى عاوزة بس متمشيش زي المرة اللى فاتت ..أنا هسمع كلامك ومش هعيد اللى عملته تاني ..


توقف حسام عن المشي والتفت اليها بضيق متحسر


_ عمرك ما هتتغيري ... أنت تعبتيني ..ارحميني بقي


لو فضلتي كده هاخدها والعيال بعيد ومش هتشوفى وشي غير كل فين وفين .


_ والله ماعت هتكلم ...متسبنيش ياحسام .


هدأ حسام قليلا بعد ان ركلا باب الغرفة الذي بجانبه بقوة وهو يرى دموع والدته تهرول بغزارة على وجنتيها ثم قام بفتح ذراعيه لها وعانقها بضمه طويلة ..وظل يربت عليها بملامح جامدة .


كانت جيهان تراقب ما يحدث وتتبعهما وعلى وجهها الصدمة ، والحزن ، والشفقة على تلك السيدة ، فكم كرهته في تلك اللحظة وهى ترى والدته تتوسل له لكى لا يبتعد عنها ، وتذكرت فى بداية تعارفهما عندما اخبرتها ولدته انه لا يزورها سوي مرة بالأسبوع مع انها تعيش بمفردها،فملأ الغيظ قلبها وهى تهمس


_ قد اية انت قلبك حجر ..وتستاهل كل حاجه وحشة ..


عادت الى غرفتها وهى تنظر الى طفلها بتمعن وتقول برجاء


_ أوعى يا حبيب قلبى تبقي زيه ..أنا مليش غيرك ...


يارب اجعل ابني حنين عليا ...مش زي الضبع اللى اتجوزته ده .


*****


خرج حسام من غرفة والدته بتوجس بعد أن تأكد من استقرار أنفاسها ودخولها في ثبات النوم هى والأطفال، وقام بفتح باب السرايا وعلائم وجهه مليئة بالحزن، خطي نحو الطريق الطويل المليء بالأشجار العملاقة خارج السرايا وهو يتذكر حياته قبل ان يتوفى والده ،فلم تكن بها أي عوائق أو مشاكل كما الان بل كانت متيسرة ويمتلك حرية بمعني أدق، ولكن انتكست بالكامل بعد رحيل أبيه ، فتغير كل شيء حتى والدته العزيزة تغيرت مليون بالمئة فبسبب حبها الشديد وتعلقها بوالده كانت وفاته صدمة كبيرة لها، فلم تستطع ان تنطق بحرف واحد لسنوات كانت صامته تئن فقط من الألم وتنظر لمن حولها بعيون جثة فقدت الحياة .


لم يتوقف عن عرضها على أفضل الاطباء والذين اجمعوا جميعا على انها بخير وصحتها جيدة ويمكن ان تتحدث بأي وقت، فقط الصدمة من جعلت لسانها ثقيل ، فانتقل بها الى العلاج النفسي مع طبيب مشهور.


ومع مرور السنوات هذا الحب اليتيم الذي فقدته بموت زوجها تحول بالكامل اليه فلم يتركها للحظة حتي تغيرت وأصبحت تتدخل في جميع شؤن حياته فلا تريده أن يذهب الى اى مكان و لا يترك أحضانها لوهلة ، وان خرج خلسة لا تتوقف عن مراقبته حتى انها قامت بتدمير كافة علاقاته العاطفية وبأصدقائه خشية من أن يتزوج ومن ان يكون له صديق يبعده عنها ، حتى أنها طلبت منه ان لا يقوم بإكمال تعليمه وليعيشا على ميراث ابيه الكبير ، وعندما رفض وبدأ يبني حياته الخاصة تحولت الى كائن أخر لا يتوقف عن النقد والكلام السلبي، مما سبب له مرض نفسي يجعله يفكر فى انهاء روحه ، فذهب الى طبيب نفسي ووضعه فى برنامج تأهيلي لمدة طويلة.


لم ينسي عندما أقدم على الانتحار بسببها ولكنه توقف في أخر لحظة عندما تذكر وصية والده ، رغم تعبه الشديد وعدم احتمال استماعه الى نقدها المتواصل .


كان يضغط على نفسه بجلوسه معها لفترة عندما تتوسله لكي يبقي معها فيقوم بوضع السماعات خلسة لكي يستمع الى بعض الأغاني بصوت مرتفع حتى لا يصل الى اذناه اى كلمه منها وتقوم بزيادة تعبه.


وبالرغم من تفكيره الطويل فى الابتعاد عنها وتأجير شقة أخرى لم يتركها بمفردها مع ان الطبيب النفسي الخاص به طلب منه ان يتركها ثلاث أيام بالاسبوع لإراحة نفسه من تسلطها الزائد، ولكنه خاف عليها فهى لا تعلم كيف تعيل نفسها ولا تعرف كيف تتفق مع الخدم بتذمرها .


بكى بحسرة على نفسه وهو يعلم أنه فُسد بسبب عناده معها وهروبه من تذمرها المتواصل بفعل كافة الأمور المحرمة من الزنا وتعاطي المخدرات حتى تفقد الأمل من شخصيته المتمردة ولكن يبقي الوضع على ماهو عليه ، فكلما كان ينهرها بسبب تدخلها الزائد وكلامها الذي لا يتوقف عن نقده كانت تخبره بشئ واحد ان كل ماتقوم به من أجل مصلحته.


ولكن تغير كل شئ عندما ظهرت أسماء بحياته الفتاة التي هامَا بحبها وتخلي عن كل شيء لأجل أن تبقي معه ، الفتاة التي تملك هالة القمر داخل عيناها والتي تقوم بسحره كلما ينظر اليها، خرجت الدموع من عيناه بغزارة وحسرة على حياته وبقي كالطفل الصغير الذي يشهق تائها في الطريق يبحث عن قلب ليحتوي ظلمته وعذابه، فبعد أن قدم لها كل شيء قامت بتركه بسهولة لأجل المال ، لا ينكر انه ندم ألف مرة على عدم اخبارها بأنه يمتلك ثورة لا تعد من قبل ابيه وأن هذا الاحمق الثري ماهر لا تقارن ثروته به ، كانت لتكن معه وتربي أطفاله على الأقل ولتأخذ ماتريد ، ندم أيضا على تنفيذ أوامر والدته بألا يخبرها بأمر ثرائه وممتلكاته فكان الشرط الوحيد حتى تقبلها زوجه له بعد عناء طويل .


وصل به الالم الى ذروته وهو يخطو فى الطرقات باكيا فقد تعكرت حياته بذهاب أم ابناءه، ارتعشت اطرافه وارتفعت مقلتيه لاعلي جفنه حتي اصبحت عيناه بيضاء دون اثر لمقلتيه، شعر ان نوبة مرضه على وشك ان تعود اليه مرة أخرى بعد ان شفى منها ، فقد كان ينهك نفسه بالعمل حتي لا تصيبه من التفكير فى حياته السوداء وعندما أتى هنا وضع لعقله فرصة التذكر وبالفعل جاءته النوبة فرفع يده الى فاه وبقي يعض عليها بقوة حتي نزف الدماء بكثرة .


رجع مسرعا الى السرايا وملابسه ملطخه بالدماء واسنانه تقوم بالضغط على بعضها فهى تحرقه حتي يقوم بعض جسده حتى يصل اليه شعور التلذذ وهو يحس بالألم ، فخطي الى غرفة جيهان التي كانت جالسة على الفراش تائهة في أمور حياتها والتي شهقت عندما وجدته يقف امامها وفمه مليء بالدم ويده تنزف بقوة اعتقدت انه قام بقتل احد ما ويريد قتلها هى الأخرى ، فانتفضت واقفه من الفراش وجسدها يرتعش من الخوف وتقول


_ متقتلنيش....


لم يتحدث بكلمة واحدة وبقى ينظر اليها كالذئب الجائع الذي على وشك ان ينهب لحم فريسته، قام بسحبها بقوة بسهولة ووضعها في الفراش وهى تصرخ بقوة وتسحب معصمها بقوة منه وعندما فشلت بسبب قوة ذراعه أغلقت عيناها بقوة وهى حاولت أن تقاوم وتقوم بدفعه من صدره مرارا وتكرارا ولكنه مستمر على المحاولة .


_ ابني محتاجلى ارجوك..


نفسيته المحطمة جعلته يهتف ببعض الكلمات برجاء و التي لم تعتادها منه


_ ..أنا تعبان ..


توقفت جيهان عن المقاومة بيدها عندما سقطت دمعة دافئة من عيناه على وجنتيها ، ففتحت عيناها لتحدق به بصدمة وهى ترى عيناه الواهجة كالذئب مليئة بالدموع وانفاسه تتقطع بسبب شهقة بكاءه، بدي امامها ضعيفا للغاية رغم قوة ذراعيه الا انه يبدو محطما ، تعلم حق المعرفة أن شخصية كحسام لن تبكي ابدا الا عند وصوله الى القهر المذل، ابتلعت ريقها وهى تراه يدفن رأسه داخل صدرها ويقوم بمعانقتها،وكأنه يحتاج الى أمان الاحتواء، فظلت صامته تجارى مايحدث بجمود..


مرت ثلاث ساعات وهو داخل أحضانها وهى فقد صامته تتساءل بما حدث معه لكي يصل الى تلك الحالة، هى لا تشفق عليه ابدا،لانها تعلم انه شخصا سيئا يستحق ما يحدث معه، فجأءة شعرت ببروده يده التى تحوطها رغم ان جبهته مليئة بالعرق، دق الخوف فى عروقها وهى تري جسده ينتفض برعشة قوية وهو داخل عناقها، فابتعدت عنه وبقت تنظر اليه بدهشة ورعب، خيل اليها انه يفقد روحه، ولكنه اطلق صيحة قوية بغتةً لتنتفض واقفة من الفراش ويتدلى فكها السفلي لاسفل وهى تراه يتقلب على الفراش بعنف واطرافه تتحرك بسرعة شديدة وكانه يتعرض لصاعق من الكهربا، تراجعت بقدميها الى الخلف وأخذت طفلها وهربت الى غرفة المقابلة لغرفتها فوجدتها مليئة بالتراب ، جلست على الارض تخفى نفسها وراء أثاث قديم، وقلبها يتواثب من الخوف، تثاقلت انفاسها وهى تنصت الى صراخه الذي يجعلها ترتعد بوضع يدها على أذناها.


وبعد ساعة كامله هدأ كل شئ ، واستقرت انفاسها قليلا، ملأها الفضول رويدا رويدا حتى قررت انها ستذهب لترى ما حدث له، وضعت طفلها على الفراش المهترئ وخطت خلسة الى الغرفة،وقفت امام عتبتها لتري جسده مستقر تماما ظلت تراقبه قليلا على بعد خطوات فخطت قدمها دون وعي وكان فضولها هو من يتحكم بها، اقتربت، اقتربت..حتى اصبحت بالقرب منه، حدقت بصدره لكي تراقب انفاسه،فلم تلمح شئ بسبب الاضاءة الخافتة، فمدت سبابتها أسفل أنفه لكي تشعر بأنفاسه وقلبها يخفق بجنون، وجدت نفسها تتنفس براحه عندما شعرت بمجرى انفاسه على يدها. جلست بالقرب منه لتصفح قسمات وجهه المليئة بالعبوس وهى مائلة اليه لكى تراه بشكل واضح ، فجأة فُتحت عيناه بجحوظ لترى عروق عيناه شديدة الحمرة، شهقت وهى تراه بهذا الوضع فانتفضت واقفه لكي تبتعد عنه ، لكنه قام بامساكها على الفور.


_ خليكِ معايا..


كانت ضائعة دون وعي تماما بسبب ما رأته، وتضع يدها على فاها بصدمة وتحدق به ، فلم تعلق على طلبه فعلم ان بصمتها توافق فقام بإمساك معصمها المرفوع على فاها وأخذها الى الفراش بهدوء.


*****


فى الصباح الباكر


تململت جيهان فى الفراش الى الجهة الأخرى لتراه نائما بملامح هادئة وسكون غريب بعد تلك الليلة المريبة ، تبادر بذهنها بأن حسام رجلا قويا متسلط ولكن الله أودع داخله رغبة كبيرة عند شعوره بها يصبح أضعف خلق الله ويمكن أن يفعل اى شيء دون النظر الى كرامته سبحت الله بعجب وهى ما تزال تحدق في قسماته وتتذكر ماحدث له البارحة من تلك التشنجات الغريبة فهمست


_ وله فى خلقه شؤن.. هو كده الانسان اللى بعيد عن ربنا بيبقي ضعيف ومعرض لأي حاجة.


مالت عيناها الى صدره العاري لتشعر بالهلع بقوة وهى تري ذلك الجرح على صدره مرتسم بالنار ويخرج منه دخان،


ارتعشت شفتاها وتلعثمت وهى تقول


_ ناار.. انت... انت... بتتحرك ...


فى تلك اللحظة شعرت بيد باردة تحيط خصرها فملأ الخوف جسدها بطريقة مخيفة فأطلقت صيحة قوية، جعلته يقوم من نومه مفزوعا، ليختفى اضاءة الجرح المحفور بالنار، واختفت اليد التى أمسكت بها.


حدق بها بغرابة وهو يراها بتلك الحالة الغريبة وجسدها ينتفض فقال لها


_ حلمتي بكابوس ولا ايه..؟


جحظت عيناها وهى تراه على طبيعته وكأن شئ لم يحدث، فقالت له وهى تشير بسبابتها الى صدره وشفتاها ترتعش


_كان.... ف... نااار


توقفت عن التحدث عندما لمحت خيالا غريبا يخطو من خلفه ويخرج من الغرفة، فاتسعت عيناها والتفتت اليه مرة أخرى


لتراه يقوم من الفراش ويذهب خارجا وهو يزفر بقوة.. ويقول


_ قومي.. جهزي الاكل... جعان...


هديتي حيلي...


ثم اغلق الباب خلفه، هنا تذكرت طفلها فهرعت اليه بسرعة فى الغرفة المقابلة لتراه مثل ما وضعت لكنه مستيقظ ويضحك وينظر حوله وكأن احد ما يشاغله، حدقت حولها بخوف، فشعرت ان حولها همهمات، فأخذت طفلها وهرعت الى حماتها .


وبعد عدة ساعات من جلوسها بجانب حماتها ولا يصل اليها تذمرها المتواصل فعقلها لا يتوقف عن العمل مما مرت به حتى اعتقدت انها كانت بحلم وكل ما مرت به ليس حقيقة.. وبالفعل تعايشت وكأنها كانت بحلم.


فجأة شعرت بشئ غريب ينزل في ملابسها الداخلية فذهبت الى الحمام وتصفحت مابها، صدمت عندما وجدت بقايا دم، تعلم أن يقترب منها في الأصل ولكن عندما يعانقها تشعر بدفء يدفئ قلبها فتستلم بسهولة ، جزت على اسنانها وهى ترى أنها ضعيفه مثله هي الأخرى .


خرجت اليه وهى تضع بعقلها بأنها ستعنفه على ما بدر منه ليلة البارحة ، وعندما خطت اليه ووجدت ملامحه ساكنة وتذكرته وهو يطلب منها احتواء بتوسل مثل ما كانت تفعل مع طليقها فضلت الصمت فهى تعلم هذا الشعور جيدا فمن الصعب أن نعيش مع أناس جفاء لا يقدمون لنا العاطفة، فحتى وان بقي الجسد دون ممارسة الرغبة التى فطرها الله به يمكن ان يتعايش مع حياته ويستمر مع اشغاله، لكن دون العاطفة المتبادلة يموت البشر فهى كالماء بالنسبة لنبات ان لم يحصل عليها يذبل .


****


كانت نائمة ليوم كامل ولا تتزحزح عن موضعها، ولكن استيقظت عندما سمعت صوت فتيات بجانبها، ففتحت عيناها وهى تراهم يقمن بتغير ملابسها، فجحظت عيناها وانتفضت بذهول تحدق بهن، فرأت انها منكشفة بعض الشئ فسحبت من احداهن قمشه من يدها وغطت بها جسدها وهى تهتف بصياح


_ انتوا مين وعوزين مني ايه


ردت احداهن بنبرة غضب


_ ليش تصيحين بوجهنا.. نحنا نساعدج.. وين الاحترام.


فردت الاخرى


_ ... ابشري.


بدأت تقص عليها ما حدث حتى هدأت أماني قليلا.


أرادت أن ترحل فأخبرتهن أن يذهبن للبحث عن سلطان ، فأخبروها بأنه نائم بخيمته الان مع زوجته، فشعرت بالضيق منه وحاولت أن تقف على قدميها وتطلب منهن ان يخبروها عن مكان خيمته فهى تريد أن تعرف بما حصل في الأوان الأخيرة فلا تتذكر اى شيء حصل معها مطلقا .


وبعد ان وقفت أمام الخيمة حدقت بها وقسماتها تشتعل من حرارة الجو ومن حرارة غضبها ، هتفت قبل أن تدخل .


_ أنت يا أستاذ يلي نايم في العسل ..عاوزة اروح .


لم يصل اليها جوابا لعدة ثوان حتى خرجت زوجته من الخيمة وباد على وجهها الخنق بشدة وهى تقول


_ وش تبي ؟؟


الراجل نايم ..سبيه شوي ..


ملأ الغضب محيا أماني وهى ترى أن تلك الفتاة المراهقة تتحدث معها بتلك الطريقة الجريئة والتي لا يوجد بها أي ذوق فردت عليها بطريقة لا تقل عن نبرتها .


_ أنا عاوزة أروح ..مش فاضية يا ماما ..


_ يا حبيبة الماما ..السيارة الخاصة بيكى هناج ..وفيها رجالتكم قوليلهم روحوني .


التفت الى الوراء في نفس المكان الذي قامت الفتاة بالإشارة اليها ، فوجدت بعض الرجال الذين كانوا يعملون تحت امرة ابيها، استدارت اليها وقامت بدفعها من أمامها والدخول الى الخيمة لتجدها فارغة تماما، فصاحت الفتاة بها بنبرة مليئة بالغيرة


_ رحل مع ابي ..وما راح يرجع الا بعد يومين ..


_ كذابة ..!!


_ ليس تنتظريه ..روحي لبلدك ..هو مايريدك .. حاله بقي اسوء ..هو شاب صغير ..وانت كبيرة عنه ليش تستغليه ..


ياريت تبعدي عنا . ياممسوسة .


نجحت تلك الفتاة في اثارة غضبها فذهبت الى الرجال وطلبت منهم الرحيل دون انتظار سلطان، وافق الرجال بسبب قوة تحدث امانى معهم وتهديدهم بسحب ملكية أراضيهم الموروثة ان لم يتحركوا الأن.


طوال الطريق وهى تزفر بقوة من سلطان وابتعاده عنها وهى في تلك الحالة المرضية التي اخبرتها الفتيات بها وبأنها كانت فاقده الوعي طوال الأيام الماضية بسبب تعبها المتواصل حتي كادت تفقد روحها.


وبالرغم من عدم إلمامها بالموضوع ظلت بحيرة ، فأخر ما تتذكره مساومتها مع تلك الجنية بأن تساعدها على العثور على كنوز العائلة فهل غدرت بها وقامت بأذيتها ؟


وبعد عدة ساعات وصلت الى السرايا وكانت رائحة العرق الكريهة تلتف حولها ، قابلتها أمها بعدم تصديق وبكاء جارف وهى تراها تمشي بتلك الصلابة فبعد ما رأته أخر مرة اعتقدت أنها على وشك الموت.


قصت عليها والدتها ماأخبرها به سلطان وماحدث معهم ، فتأكدت أمانى أنه من واقع الجنية الملعونة فجزت على اسنانها بغضب وعقلها يفكر بشئ للانتقام منها.


قطعت أمها حبل افكارها وهى تقول


_ أومال فين سلطان يابتي ..مش شيفاه ؟


_ نايم مع مراته..


_ معلاش يابتي ..هتلاقيه يجي .. ده كان مرعوب عليك واصل ..وهو اللى شالك ياحبه عيني ..ووداك ..احنا جولنا خلاص البت راحت ..بس الحمد لله ..طلع أبوه زين مثل ماجال .الله يكرم بأصله .


_ ماما ..انسي المواضيع دي خالص... أنا هنزل مصر على بكرة الصبح ..؟


_ لاه اوعاك محناش نعرف ايه اللى هيحصل تاني .. لتجعي المرة دي وتروحي فيها... استني زوجك


_ متجبيش سيرة التيت ده على لسانك ..


وهاروح يعني هاروح ..


_ يابتي انا نعرف زين مس السحر ما يروح بسهولة.. نسيتي ستك لما كانت تعالج الناس...؟ لم تعلق أماني عليها وذهبت مسرعة الى غرفتها، وما ان وصلت استشاطت غضبا من تلك الجنية عندما تذكرت اول مقابلة تدور بينهما فى مرآتها، سحبت الهواء تملأ رئتيها، ثم زفرته بقوة وفتحت الباب لتراها مظلمه ويترسب هواء من النافذة اليها حتي تتطاير شعرها قليلا والستائر تتراقص من قوة الرياح ، جلست على فراشها وهى تحدق بالمرآة طويلا بعبوس ، لم تشعر بنفسها حتي غابت عن الوعي عندما وضعت رأسها على الفراش لترتاح قليلا من وهن السفرلتضيع الى عالم حاكته لها من ينتظرها طوال الأيام الماضية .


****


ارتفعت شمس الظهيرة الى نصل السماء وعانقتها السحب بلطافة فدارت اشعتها الدافئة عن المارة وبادلتها بسمات باردة تحتضن وجنة أصحاب السوق الذين يعرضون بضاعتهم للمارة .


( كيلوا الطماطم بعشرة جنية ، ياطماطم يا أوطة ياحلوة ياصغنونة )


يهتف بها أحد البائعين بغزل أمام اسراء التي تمشي وتجر خلفها الحقيبة الخاصة بمشتريات السوق وتائهة في حياتها الجديدة ، فلم يعد هناك الكثير من الوقت وتذهب الى القاهرة مع زوجها جبل .


تنهدت وهى تمشي فى الطرقات حتي لمحت سيدة عجوزتجلس على الأرض أمام بعض الخضرة وتحدق بها بقوة وتبتسم بإشراق،تلك البسمة كانت كفيلة لتنعش صدر اسراء بالبهجة فوقفت امامها بعد ان اشارت لها العجوز بأن تأتي وقالت لها بابتسامة كبيرة.


_ حاتيلى ياحجة رابطة بصل وشبت .


تمعنت العجوز في ملامح اسراء البريئة الشابة بدقة وهى مضيقة عينها بغموض ومن ثم قالت لها بعد ثوان من الصمت وهى تبسط يدها بالخضرة .


_ الغدار غدار ولو قدملك ازهار


ما تنسي ان الازهار بشوك ..وأنت يدك ياما اتچرحت بالنار ...


غطى قلبك الأبيض عن كل العيون


واهربي بعيد عن الغدار ..


والله يابنتي ليقتلك ويشرب من دمك ولا يحتار .


تنصت اسراء الى العجوز التي يظهر عليها الدجل بالكلمات ، فلم تعقب على كلماتها وأعطتها المال وابتعدت خطوة حتى أوقفتها العجوز وهى تردف .


_ ما تمشي والفرج على بعد خطوتين اقف استني ليغنيك حبتين


عن كل ضربة وچعتك


عن كل يد سرقتك ،


هو دمك وحابب يحتويك ..


من غيره هيحبك ويتمنالك الخير .


وضعت اسراء البصل في حقيبتها ثم استدارت للعجوز وهى تقول بغرابة .


_ ياحجة ..أنت تقصدي ايه بكلامك ..


لم تعلق عليها العجوز وظلت مطأطاة الرأس تنظر الى الخضرة التي أمامها .


في تلك الاثنان


كان زياد يمشي فى السوق يبحث عن شخص يمكنه ان يخبره عن مكان أشقاءه وعيناه تنظر أمامه بحذر بسبب الزحام بالسوق رغم عقله الشارد.
ارتفع بصر العجوز في تلك اللحظة وقالت وهى تشير اليه وهو يمشي بجانب اسراء


_ ياولدي تعالى خدلك ربطة بصل ..


وقف زياد أمام العجوز غير مبال بما تقول وهتف


_ ياحجة بيت ال...


ردت العجوز مقاطعة


_ زيادة العفة في العين زينة ..والبحث عن الشرف فضيلة


والأصل ياولدي موچود وجريب


بلاش تسرح في الهم والليل


انسي الماضي وخدهم وضمهم


دا الدموع جطفت ورود شباب الزين.


نظر زياد اليها بغرابة فلم يفهم المقصود من كلماتها، بسطت يد العجوز اليه لكي يساعدها على الوقوف فقامت بإعطائه ربطة بصل وهى تردف وعيناها الذابلتان لا تفارق عيناه الخضراء الناعمة .


_ انتو جرايب ياولدي ؟؟


فيكوا شبه من بعض .


كانت اسراء تنصت الى العجوز حتى اشارت اليها بسبابتها والى زياد بالنفى وهى تقول


_ لا يا حجة ..بس


قالت العجوز مقاطعة بصوت يترك في القلب اثر ويصل الى مسمعهما بسهولة رغم الصوت المزعج في أجواء السوق المليء بالازدحام .


_ اللى بتدور عليه موجود.. جنب سرايا الغول .


لم يفهم زياد أي شيء فطلب من العجوز أن تشرح له من هو الغول فأشارت بيدها بلا مبالة وقامت بتجميع خضرتها وخطت بين اركان السوق وهى منحنية الظهر ممسكه بعصا شجره تستند عليها تحت انظارهما ، ولم ينتبه انه لم ينطق بإسم من يريد ان يصل اليه حتي تعرفه العجوز وتخبره وكل ذلك بسبب وعيه الشارد.


استدار زياد الى اسراء وقال لها بتساؤل


_ مين الغول ده ..


كانت اسراء تخشي من الغرباء بشدة وخاصة بعد موقف المزارع معها فلم تعد تثق بأي أحد ، ولكن عندما حدقت بزياد وجدت أنه مألوفا للغاية وملامحه بريئة فلم تشعر بالخوف منه مطلقا ، فقالت بعد صمت طويل .


_ هي كانت تقصد سرايا السيد نصير .


جحظت عين زياد من سماع ذلك الاسم وهو ينظر الى اتجاه السرايا التي كانت تظهر اعمدتها من على بُعد اميال من السوق .


- شكرا ..


يهتف بها زياد وهو يخطوا في طريقه الى السرايا ، فأوقفته اسراء متسائلة


- لو سمحت انت تعرف الست العجوزة دي.


- لا ؟؟سيبك منها دي باين عليها واحدة دجالة عاوزة فلوس ..أنت مش شيفاها بتتكلم ازاى .


هزت اسراء رأسها موافقة على كلامه وهى مطاطاه الرأس بخجل وعندما رفعت رأسها اليه وهى تقول


_ طب انت سمعت كلامها ليه لما هي دجالة..


وجدته يمشي مبتعدا عنها الى السرايا، فتنهدت ومن ثم ذهبت لكى تقوم بجمع مشتريات السوق وعندما أشترت بعض الاشياء وقامت بفتح الحقيبة شهقت من اختفاء ربطة البصل الخاصة بها ، وظل عقلها تائها في كلام العجوز ويردد داخل أذناها .


****


لم ينصت زياد الى كلام والدته بألا يبدا في البحث عن أشقاءه ويكتفى بحياته الجديدة مع نيلي خطيبته ، فبقي طوال اليوم يبحث عن والد زوجة أبيه.


وصلت الشمس الى الغروب حتى فاحت أشعتها منعكسة على السحب الخفيفة التي تلطخ السماء بشبورتها .


وعندما اقترب من سرايا سيد نصير قابل رجلا ضريرا يتكئ على شجرة قديمة في الطريق الزراعي، شعر بالشفقة عليه واقترب منه وهو يقول


_ بيتك فين ياحج عشان أوصلك ..


رفع العجوز بصره اليه فكانت عيناه بيضاء باهتة بعجز، فقال بنبرة متكسرة بنبرة مليئة بالحزن .


_ اااه يابتي... رحيمة .. جوزتوها ليه..جبولى بتي وحشتني جوي..ليه اخدتوها من حضني لساته صغيرة ..والله .


في تلك الاثناء ظهر طفل صغير في عمر العاشرة ويشير الي العجوز بازدراء أمام زياد ويقول


_ أنا دخلتك بالعافية .. خرچت ليه ..يلا اتحرك ..


رفع العجوز يده بجانب رأسه وأقبل يصيح كالمجنون ببكاء، اقترب الطفل منه وقام بركله في قدميه، فانهار العجوز وسحف على الأرضي يمشي كطفل رضيع، كل ذلك أمام زياد الذي دهش من فعل الطفل فقام بنهره وأمسكه من ذراعه بقوة يضغط عليه وهو يسبه وبعد ان بكى الطفل تركه زياد ثم طلب منه ان يخبره بمكان بيت العجوز، شعر الطفل بالخوف من زياد فاتجه الى الامام وهو يشير الى المكان ، قام زياد بحمل العجوز وذهب الى بيته .


شعر زياد بالضيق عندما رأي تلك الشجرة التي كانت مونى تقابل بها هذا الشاب السئ أمام بيت العجوز المبني بالطوف الني وفروع الأشجار وعلى وشك ان يسقط بسبب مرور الزمن عليه ، نظر يمينا ويسارا يبحث عن مكان ليضعه به ، فوجد قطعة قماش ملقية على الأرض فقصدها ووضع العجوز عليها والذي نام على الفور ، تأمل زياد قسمات العجوز فوجدها مليئة بالتراب وكأن الماء لم تلمس بشرته منذ مودة طويلة.


خرج امام البيت وهو يفكر بكيف ينقذ هذا الرجل ، فلمح خيالا يأتي من خلف الشجرة لجسد انثوي ، فدق قلبه توترا متمنيا الا تكون مونى، ولكن جحظت عيناه وهو يجد انها هي بنفسها تأتى ، فدخل الى البيت مسرعا حتي يخفى نفسه عنها ، يعلم أنها ان رأته لن تتركه، فبقي خلف الباب، شك بانها ستجلس عند الشجرة لكي تقابل ذلك الشاب ولكنه صعق من دخولها الى البيت واقتربها من العجوز.


دهش عندما راقبها وهى تضع في فمه قطعة من الخبز، فقرر ان يبقي خلف الباب حتى تبتعد، ولكن عندما رفعت مونى راسها الى السقف ونظرت الى الصورة المعلقة وهى تقول .


_ ليه هربتي يا مرات عمي. كان زمان دلوجتي بناتك اهنه ، اشتكي لواحده فيهم عن عمايل زياد اخوها ..


رفع زياد بصره في تلك اللحظة الى الصورة التي تحدق بها مونى بهلع ،فهل وصل الي المكان المطلوب بتلك السرعة؟ جحظت عيناه بصدمة حتي تدلى فكه السفلي من فاه الى اسفل من شدة الشبه بين الفتاة الموجودة بالصورة المليئة بالغبار و تلك المراة التى يعرفها .


ذهب مسرعا الى مونى متلهفا ولم ينتبه الى تلك الفخارية المهترئة و التي سقطت وتحطمت على الفور اثر ارتطام قدميه بها، اختلج قلب مونى عند سماع صوت التحطم المفاجئ ولكن لم يكن بنفس صدمة عند رؤيتها لزياد الذي أمسكها من لياقة ملابسها ويقول


_ الست دي تبقي مرات عمك مين ؟؟
ابويا..؟


يصيح بها زياد بغضب لاهف وهو يقوم بهز مونى من كتفيها حتي تأوهت بشدة ولم تستطع الكلمات ان تمر عبر شفتاها من صدمتها بوجوده، فحاولت ان تلتقط انفاسها وتقول بألم


_ .. مرات...... ابوك
.. رجب



يتبع ..

سبنا 33, Nora372 and egmannou like this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 11:47 PM   #78

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الرابعة عشر بعد قليل
Nora372 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 11:47 PM   #79

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

اقصد القبلة الرابعة والعشرون
Nora372 and ان اليزن like this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:16 AM   #80

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

♕♕♕♕ القبلة الرابعة والعشرون♕♕♕♕
حاول أن يهدأ من روعه قليلا وان يستعيد رباط جأشه ولكنه فشل، يظل يحدق بمونى التي تحدثه بألاف الكلمات والتي لا تصل الى مسمعه بسبب الصدمة الكبيرة التي سقطت على رأسه ، فهل كانت شقيقته طوال الوقت بقربه ولم يعرفها؟
هجمت عليه تساؤلات كثيرة فهى كانت تقطن فى بيت حسام ومع تلك الفتاة ألم تتعرف عليها رغم هذا الشبه الكبير بينها وبين زوجة عمها؟
فهتف بصياح
_ بناتها فين... تعرفي مكانهم...
كانت تحدق به بعينان دامعتان وتنتظر جوابا على مشاعرها التى أخبرته بها.. فانكسرت عندما رأته لا ينتبه اليها مطلقا ويسألها عن شئ أخر فردت عليه وهى تميل بوجهها الى الجهة الاخرى بعيدا عنه وعبارتها تتساقط بغذارة
_ طفشوا. منعرفشي لهم طريج
انزل يده من على كتفها وابتعد مسرعا الى السرايا باحثا عن شقيقته دون الانتباه الى مونى التي تنادي بصياح خلفه، وحين وصل كانت دقات قلبه تتواثب بسرعة هائلة وهو يبحث بكامل السرايا وبكل الغرف فلم يجدها في أي مكان ، اتجه مسرعا الى والدة حسام وهى تجلس على الأريكة بقرب الأطفال وقال لها بتساؤل وهو يلتقط انفاسه بسرعة أثر هرولته باحثا فى السرايا
_ فين جيجي ياجحة ؟
رفعت بصرها اليه وحدقت به بغرابة فانتبه زياد انه لا يجب ان يتكلم بتلك المشاعر وهو يسأل عنها فيمكن ان يضعها فى وضع غير محمود امام حماتها فهو يعلمها حق المعرفة رغم قلبها الحنون الا انها تخشي على ابنها من اقل شيء بسبب هواجسها الغريبة .
فتنحنح باحراج وقال
_ وحسام .؟
انحنت ببصرها ناحية الاطفال وهى تقول بتأفف
_ تقصد جيهان اللى متتسمي..
خادته يوصلها يزوروا اختها .
جحظت عين زياد بصدمة وغلت دمائه بقوة وهو يشعر ان موعد تجمعه مع شقيقتاه اقترب، فقال بلهفة
_ أختها ؟؟؟ أنت تعرفي مكانهم فين .
_ لا يابني معرفش ...بس ليه ..
في تلك اللحظة ظهرت نيلى وهى تتثاءب وتنزل من على الدرج وعيناها ناعسة وتهتف الى زياد .
_ زياد ... استني بقي نفطر سوي
التفت اليها زياد وقد تنهد براحة بظهورها ، فقد أنقذته من إجابة لا تتوفر على شفتاه ، فقام بالرد عليها بسخرية
_ فطار ايه يانيلي دلوقتى المغرب هيأذن ..
قالها ثم صعد الدرج مبتعدا عنهما ، واقبل على دخول غرفة جيهان ، يبحث بكل حاجاتها ، زفر بشدة بعد أن فشل في إيجاد أي شيء يخصها، عقله يحرقه بالنيران التساؤلات الغامضة ثم تذكر الصيحة التي أطلقتها والدته عندما رأت جيهان،فتبادر في ذهنه ما تخشي والدته منه .
****
تنظر اليه بتوجس وهو يقود السيارة الى العنوان الذي اعطته لها شقيقتها فتتلاقى اعينهما لبرهة بين الحين والأخر ، لم ترد ان يأتي معها مطلقا وهى تقوم بزيارة شقيقها فهى تعلم بأمر ماهر فقد شاهدته في صورة الزفاف التي كانت تحملها معها فوجود حسام سيفتح حوار كبيرا بينهما واشياء لا تريد أن تخبرها لشقيقتها .
_ بتفكري في ايه ؟
يهمس بها وهو يحدق بها لوهلة ثم ينظر الى الطريق .
_ ولا حاجة ..
ران الصمت لدقائق ثم أردفت
_ ينفع لما نوصل تستناني في العربية أنا مش هكمل حاجة على فكرة .
_ لا طبعا ..انا جاي مخصوص عشان اقابل اختك دي .
تنهدت بحنق تعلم انه عنيدا لن يتوقف حتى يقوم بفعل ما أل اليه عقله، وبعد عدة دقائق وصلوا الى وجهتهما ، حدقت جيهان من نافذة السيارة لترى أن المكان قد تغير بعض الشئ، نزلا من السيارة وتوجه الى السرايا ليقابلا الغفير الذي اعطي لهم مهلة حتى يأخذ الاذن من رب البيت.
في تلك الاثناء ، كانت اسراء تقف أمام منضدة الطعام الكبيرة المليء بكافة أنواع الأطعمة الشهية وبالرغم من رفض حماها طلب جبل بأن تجلس بقربهم على طاولة الطعام الا أن رؤية أطفالها يتناولون الطعام بالقرب من أبيهم كانت تسعدها للغاية وتشعر أن كل لقمة يتناولوها تنزل في قلبها حلاوة .
وقف الغفير امام باب السرايا وتنحنح وقال بصوت أجش
_ يابيه في راجل ومعاه ست بيجولوا أنهم تبع الست اسراء، جحظت عين اسراء وتبادر فى ذهنها فورا انها شقيقتها بالتأكيد فقد مر أعواما على اخر زيارة، فلم تشعر بأقدامها التي تهرع مسرعة الى بوابة السرايا حتى أنها لم تنصت الى حماتها التي تصيح بها بتهديد بأن تتوقف، رفع كبير العائلة احدي حاجبيه بغرابة وهو يلتهم قطعة اللحم بشراهة ثم قال .
_ من امتي حد بيجي للبنت دي ؟
فقالت زوجته وهى تجز على اسنانها
_ أكيد مقصوفة الرقبة أختها المنقبة دي ..
ثم حولت انظارها نحو الغفير وهى تردف بغضب
_أطلع جولها تيجي معندناش زيارات .
وقف جبل وهو يصيح في وجهه امه .
_ ماما. سبيها تعمل اللى عوزاه..
قام جبل بإسكات الجميع رغما عنهم فملأ الغضب قسماتهم الا السيدة الكبيرة والدته فقد عزمت على احياء خطتها قبل ان يأخذها معه الى القاهرة .
كان اللقاء حارا ممزوجا بالعناق والاشتياق والدموع الحزينة بين اسراء وجيهان ، لم تتماسك اسراء فبكت بصوت مرتفع وكانه يسرد لها ما عانته فى الايام السابقة عندما انقطع الاتصال بينهما، ابتعد حسام عنهما ودخل الى سيارته وهو يراقبهما وينصت الى كلماتهما وهما جالسين على الاريكة الخشبية أمام البوابة الرئيسية، مر الوقت سريعا وهما لا يزالا متلهفين على بعضهما بعبارات الاشتياق ، فقال اسراء
_ خلاص يا جيهان ..هاجي القاهرة مع جوزي انا واولادي وهبقي اجيلك على طول .
_ بجد ؟؟؟ ..ياريت يا حبيبتي ..ده مني العمر نبقي مع بعض على طول .
_ كان نفسي ادخل اجبلك الولاد من جوه تشوفيهم بس لو دخلت مش هطلع تاني ..
تهتف بها اسراء وهى تبكي بحسرة على حالها وتحاول ان تطمئن جيهان بأن حياتها تغيرت جزئيا وستتغير بالكامل عندما تترك هذا البيت .
وبعد مرور ساعة جاء الغفير يطلب من اسراء الدخول بأمر من حماها ، فودع كلا منهما الأخر بالدموع، فقالت اسراء وهى تحدق بإبن جيهان مودعة وتلقى نظرة على حسام وهو يجلس بالسيارة وينظر اليهما
_ بس ابنك سبحان الله شبه ابوه اووي .
صدمت جيهان من كلمات اسراء فعلمت انها نست وجهه ماهر واعتقدت انه هو حسام ، ولكن ما صعقها هو تصريحها بانه يشبه طفلها، فلم تعلق عليها.
_ قريب اووى وهاجي ازورك يا حبيبة قلبي .
تهتف بها اسراء الى شقيقتها وهى تدخل الى السرايا بحزن ، فمالت جيهان رأسها بايجاب والدموع تمنعها عن اخراج اي كلمة .
دخلت اسراء الى السرايا لتباشر عملها الذي اعتادت عليه تحت تسلط الجميع، ولم تتوقف جيهان عن ذرف الدموع ولا عن اخراج الشهقات المؤلمة من ثغرها طول الطريق ، فتسربت الشفقة دون تحكم الى حسام وهو يراها بتلك الطريقة فقال لها بمرح
_ أختك دي صغيرة أووى ..ليه اتجوزت بدرى كده .
كان يعتقد أنه سيقوم بسحبها من سحابة الدموع ولم يعلم انه ألقاها داخل بحيرة الألم أكثر، لم تستطيع ان تتحدث بأى كلمة بسبب البكاء المتحسر ،فمن الصعب ان ترى احباءك يتعذبون أمامك بشدة وانت لا تعرف ماذا تفعل ولا يوجد بيد شئ من الأساس لكي تساعد .
****
ذهب زياد مسرعا الى والدته وهو يضمر الغيظ داخل قلبه اتجاهها فقد اتفقت معه على انها ستقوم بمساعدته لإيجاد شقيقتاه بعد معاناة طويلة في اقناعها وحين أتت الفرصة لم تفصح عن شيء وظلت صامتة .
دلف الى غرفتها وقسماته مليئة بالغضب ليراها تجلس على فراشها خائرة القوي وشاردة في أحد أركان الحجرة ،فقال لها بصوت هادئ بمحاولة منه ان يمنع غضبه عليها .
_ جيهان ...
في تلك اللحظة شعرت به والدته حسنية أنه في غرفتها بقوله لذلك الاسم الذي جعلها ترتعد على الفور ، فنظرت اليه بخوف وتوتر وهى تقول متهربة من الكلام فى هذا الأمر.
_ انت زين يا جلب امك ؟
_ عرفتِ انها أختى من أمتى ؟
لم تستطع حسنية أن تتمالك عن إخفاء الامر كما كانت تعزم وتخطط فانهارت عندما شعرت انه علم بتلك السرعة التي لم تجعلها حتى تبحث عن كلمات تقنعه بها انها ليست شقيقته فهتفت بصوت متحشرج خرج منها دون وعي بما تقول .
_ لاه ..مش أختك ..دي بت يتيمة لا أم ولا أب ..
رد عليها بحزن شديد
_ مش لاقيه غير الكلمتين دول اللى تنكرى بيهم يا أمى ..
انا مصدوم أنك تبقي كده وتحاولى تبعديني عن أخواتى ..طب ازاى بعد ما وثقت فيك، تعملى كده ..كنت هتقبلي ان اختى تعيش قدام منى وانا معرفش ..
نزلت حسنية من فراشها وهى تهرع الى زياد وتقوم بامساكه من معصميه و تقول برجاء .
_ حب على يدك ياولدي بلاش ...أنت متعرفشي الست الكبيرة بتجول عليها ايه ..؟
ملأ الغضب قسماته ورد عليها بغضب ..
_ ماما ....دي أختى ...
جزت جسنية على أسنانها وهى تهتف بغضب
_ وانا أمك ...لازمن تسمع كلامي ..
_ أنت بتطلبي مني أعيش وانا شايفها قدام عيني وساكت كده ..
انا مقدرش اقبل بحاجة زى دي ابدا ..
شعرت بالهزيمة من جديد وهى تتحدث معه فقالت برجاء
_ ابوس ايدك ياحبيبي ..لو الست الكبيرة عرفت انها أختك ...هتكرهنا ..دى مش بطيق تبص في خلقتها ..
عشانها وعشانك ...بلاش ارجوك ..
أنت متعرفش الست الكبيرة قدي ..
دى هتحرمك من الورث وكل حاجة.
كان ينصت الى والدته وكل كلمة تصيب قلبه بأسهم نارية ، فكيف تقوم بطلب أن لا يعترف بأخته فقال لها بعد أن ران الصمت لثوان وهو يحدق داخل اعين والدته بدهشة
_ أنت فاكرة أنى هقبل أخد ورث مش من حقى ..
الملكيات دي كلها حق حسام الابن الشرعي لأبوه أنا مجرد حالة عندهم ..عمرى ما أقبل اى قرش مجاش من تعبي ..
جحظت عين حسنية وهى تستمع الى تصريحه فدب في قلبها الرعب ، فابتعدت عنه خطوتان وهى لا تزال تحدق به بذهول وقالت وهى تهمس وتتحرك بحركات غير ارادية تدل على انها على وشك فقدان عقلها .
_ انت بتجول ايه ياولدى؟
ده حقك ..وحق تعبي وخدمتي ليهم طول السنين دي ..
كل العمارات والمستشفى انت ليك نصيب فيهم ..غصب عن أي حد حد ..
لم يستطع أن ينظر الى والدته وهى تتحدث بتلك الطريقة الجشعة والطامعة فيما ليس ملك لهما ،فانصرف بعيدا عنها، واختار ان يجلس أمام السريا وهو يفكر فى بداية مقابلته لجيهان فى تلك الحديقة الذابلة التى مر عليها اعوام طويلة دون تجريف التربة او الاهتمام بها فأصبحت تشبه المقابر.
في تلك الاثناء
كانت سيارة حسام تدخل من بوابة السرايا الرئيسية فلم ينتبه زياد اليهما ،ولكن جيهان انتبهت اليه جيدا وقلبها يدق بعنف، دلف حسام الى السرايا وجيهان تمشي خلفه وعيناها متسلطة على زياد الذي يجلس على مقربه منهما.
وعندما دخلت غرفتها وضعت طفلها على الفراش وتأكدت من غفوته ثم تسللت بحذر الى مكان زياد الذي كان يجلس تائها في بحور حياته الهائجة .
_ لو سمحت ...!!
تهتف بها جيهان وهى تقف خلف زياد الذي يوليها ظهره ، ولم ينتبه اليها ولا الى كلماتها، سحبت الهواء الى رئتيها بتوتر وقلق وهى تتمني لو ينتهي الحديث بسرعة وتخرج ما يقبع داخل صدرها ويؤرقها لكى ترتاح قليلا..
فتنحنحت واتجهت لتقف امامه ، لتجحظ عيناه وهو ينظر اليها، فهتفت بسرعة بجمود متماسك.
_ لو سمحت يا أستاذ زياد ..متقولش لحسام أنى حامل ..وكده يعني ...سيبها شوية كده لحد ما.....
أحضرها له... يعني....
ممممم..
م.. مفاجأة ..
تمني لو يقوم بإزاحة هذا النقاب لكي ينظر ويتمعن في ملامح شقيقته ، كم يشعر وهو على مقربا منها بتلك الألفة القوية التي توجد بين الاشقاء وأنه مسؤولا عنها بالكامل، فهتف دون وعي
_ جيهان ..هو حسام بيعاملك حلو ..؟؟
تفاجأت من كلامه الغريب معها وتدخله في شؤن حياتها بتلك الطريقة ولكن شعرت ببعض الاحراج وقالت بتردد
_ أأكيد
_ متأكدة ..؟ أنا عارف ان حسام مش ثابت على حال.
كان يدرس تفاصيل نبرتها مع كل كلمه تمر على مسمعها حتي يفهم ما يعتريها
_ هو ايه اللى يفيد حضرتك بسؤالك ده ..مش معني انى اطلب منك خدمة. يبقي تتكلم...
رد عليها مقاطعا ببعض الغضب وقد أحس بما كان يخشي منه
_ ولية متعرفهوش أنك حامل ...؟
التفتت جيهان يمينا ويسارا بتوتر بالغ تبحث خوفا من مرور احد بجانبهما ينصت الى كلماته فقد ارتفع صوته جدا ، استدارت اليه وهى تقول .
_ لو سمحت وطي صوتك ..قولتلك انى هعمله مفاجأة ..
ضيق زياد عيناه بفتور كان يريد أن يدرس قسماتها مع كل كلمه تسمعها أو تنصت اليها ولكن ذلك النقاب يخفى الكثير .فرد عليها بجدية
_ اذا كان كده ماشي ...
ران الصمت لثوان ثم اردف وهو يراها تلتفت وتعود داخل السرايا...
_اسمعي لو زعلك او عمل حاجة تضيقك في أي وقت قوليلي ..
..أعتبريني .
تشتت قليلا عندما استدارت اليه فأردف
_.زي أخوك ..
_ نعم ؟؟
تهتف بها بغرابة وهى تراه يتحدث بتلك الطريقة فشعرت انه يستضعفها فقالت بهجوم
_ أنا اعرف اخد حقى بنفسي كويس أووى أنا مش ضعيفة على فكرة .
نجح زياد فى اختبارها لحتي يعلم حقيقة مشاعرها مع حسام فتحققت هواجسه وما جعله يغضب اكثر انها يظهر عليها من كلامها فتاة بريئة للغاية تتحدث بشكل عفوي مما زاد القلق داخله ، أراد بشدة أن يخبرها أنه شقيقها وانها ليست يتيمة وانه سيقوم بحمايتها أن تعرض لها أ أحد..والكثير.. الكثير ... لكن الخوف من كلام والدته جعله يخشي عليها أكثر.. من رده فعل والدة حسام فيمكن ان يتبادر الى ذهنها اشياء غريبة كأن تعتقد انها خطه قامو بدسها لديهم لكي تحتال على حسام ويستولون على الورث فهى درامية بحق، فعزم على اخفاء ذلك الامر لبعض الوقت ليظهره فى الوقت المناسب.
ذهبت جيهان فى طريقها الى غرفتها وهى تشعر بالخوف من زياد حتي جاء بخاطرها أنها يجب ان تنتبه منه رغم ملامحه البريئة الا ان دائما أصحاب الوجهه البريئة لهم اوجه متعددة .
جلس زياد على الاريكه فى الخارج خائر القوي بحزن على حاله وحال شقيقته،اراد ان يسألها عن شقيقتهما الصغرى،ولكن الأمر سيحتاج وقتا حتي يأخذهما داخل أحضانه، وفجأة أشتعل نور السيارة الامامية المركونة أمامه ليظهر حسام بداخلها فتلاقت أعينهما للحظات وكلا منهما يملأه الفضول.
_كانت بتقولك ايه؟
يهتف بها حسام بعد ان خرج من سيارته وخطي اليه..
انتبه زياد الى تلك النبرة فى كلام حسام فجعلته يأتي بخطة
فقال
_ تخيل طلبت مني ايه..؟
مش هتصدق..
حدق به حسام بقوة وبدأ الغضب يملأ قسماته فأردف زياد
_هاااه...تعتقد ايه ...
ارتسمت ابتسامه على شفاه حسام فقال له بسخرية
_ بلاش تلعب عليا بالكلام.. انت فاكر ني مش واثق فى مراتي...
_شكلك بيقول كده.
ضيق حسام عيناه وابتلع غضبه، بالفعل هو لا يثق بجيهان ابدا بل يشك بكل تفصيله بها، يهجم عليه الفضول ويتساءل لما كانت تتحدث معه بتلك القلقله التى احدثتها بتوترها وحركاتها المبالغ بها بيدها التى كانت تلوحها بالهواء مع كل كلمه تقولها مما جعلت زياد يتحدث بكل تلك الجدية معه.. فكل حركاتهما وهما يتحدثا تنبأ بحدوث امر هام .
فابتلع فضوله حتي لا يسقط الكلام منه مع زياد ويسحب منه معلومات كما اعتاد.منه فى الصغر .. فان كان لا يثق بها الا انه يثق بشقيقه جدا فقال له
_ مفيش واحد بيستمر مع مراته لو مش واثق فيها..
_اكيددد... طب لو الست؟
_تقصد ايه.. هى قالتلك انها مش واثقة فيا.
تلجلج قليلا وهو يقولها لزياد وانتظر جوابه بفارغ الصبر حتي لا يضيع فى دوامه نظراته الغامضة له والتى تجعله يغرق بالفضول، تسائل ما الذي يجعل جيهان تتحدث بالاساس مع زياد ، هل كان بينهما شئ فى المشفى لا يعلمه هو!!
_ لا.. بس انا متاكد من كده... انت والثقه يا حسام.. موجب وسالب...
فهم حسام مايرمي اليه فرفع يده يربت على ذراع شقيقه بفخر ويقول
_ انا عمرى ماجريت ورى واحده ست.. هما اللى بيجروا ورايا..
_ بس انا بجد. هموت واعرف انت اتجوزتها ازاى وانت لسه من فترة بتسال ان كانت حلوة ولاء...
معقول مكنتش تعرف ان مراتك بتشتغل معاك وتحت ايدك..
جحظت عين حسام فقال بغضب وهو يتحرك داخل السرايا
_ مش بقولك بتحب تلعب بالكلام وتخلق حوارات محصلتش.. هاروح العيال مستنيني...
اشوفك. بكرة
راقبه زياد وهو يدخل الى السرايا متهربا منه فتأكد من شئ ما.
****
فتحت أماني عيناها فجأة وهى نائمة فى الفراش وترى أنها تقوم وتتحرك الى خارج السرايا دون إرادة منها ، ارادت أن تصيح بعد أن شعرت أن هناك من يتحكم بجسدها رغما عنها لكن، هيهات... فكل ما تسطيع ان تفعله في تلك اللحظة هى الرؤية أمامها فقط .
تنظر الى اسفل قدميها بصدمة وهى ترى انها تسرح فى انحاء البلدة في الظلام و تهيم فوق الهواء وتتنقل من مكان لمكان اخر بسرعة شديدة، وبجانبها اشخاص يحدقون بها بخوف شديد ظلت ترنوا الى كل شخص منهم حتى تقوم بالتعرف عليهم ، وبعد ثوان.... عرفت انهم جيرانها في صباهم، وفجأة...
وجدت انها تمشي على الجسر المطل على البحر، لمحت عندما نظرت الى الماء فى الضوء الساطع من القمر وجه والدها فجحظت عيناها، لا تستطيع حتى الصياح ولا الدموع ، فتلك الاشياء كثيرة لحتى تتحملها ، علمت بعد ثوان من الخوف أنها ترى حياة والدها من قتل ونهب و كافة الأمور البشعة، وعندما استطاعت ان تتحكم فى عينيها اغلقتها بقوة وقامت بفتحها فلم يتغير شئ، بغتة... ظهر امامها والدها وهو يمسك سوطا كبيرة كما الماضي ويقترب منها بسرعة شديدة وهو يرفع السوط لاعلي وعندما جاء لينزل عليها مندفعا دهشت بانها استيقظت من النوم على الفراش وتلتقط أنفاسها بصعوبة كبيرة ، قامت بتحريك يدها وقدماها بتوتر ..فتنهدت بخوف كبير وهى تقول أنه كان كابوسا مزعجا .
ارتعش جسدها بالكامل وهى تبسط يدها على الخزانة الصغيرة بجانب فراشها لتبحث عن قنينة الماء لكى تبلل ريقها الذي جف بالكامل، شهقت وهى تتجرع الماء بشهية حتي خرج من أنفها وبقت تسعل بقوة عندما لمحت عجوزا واقفة أمامها تحدق بها بقوة ..
_عاش من شافك
جحظت عين أمانى بقوة وهى تنظر بتمعن الى تلك العجوز التي كانت تعشقها بالماضي بتلك النبرة الطاعنة فى السن التى لا تزال معلقة فى ذهنها ،لتهتف قائلة
_ ستي سناء !!!
ابتسمت العجوز ببسمة خفيفة ومن ثم قالت
_ لاه ..أنا صحبت ستك ..ظهرت ليك بشكلها عشان متخافيش .
لم تعلق امانى على كلماتها وبقت تتصفحها بتماسك فأردفت تلك الجنية بجدية
_ جيت اقولك على حاجه مهمة ولازم تعمليها بسرعة قبل ما مرجانة ترجع....
كم شعرت أمانى ببرودة وهى تحدق بها، وتلك الريبة من تحول وجهها الى الرمادي كلما يمر عليها الانارة الخارجية التى تتأرجح فى الخارج بفضل الهواء الشديد...
_كل يوم الصبح تحفرى حولين السرايا جنب كل شجرة قديمة هتلاقى هدوم وشوية حاجات لميهم وارمية في مسقط الترعي اللى جنب المقابر
عشان الارانب تبعد عن السرايا والهم يبعد عنكم.
هتفت اماني بتساؤل
_ وايه غرضك من كل ده...
_ غرضي ان الشر يبعد عنكم.
شعرت امانى بالحنق من تلك الجنية فقالت لها بغضب
_ وانت ليه مجتيش من بدرى ..
_ ما كنتش اعرف ادخل هنا ومرجانه موجودة .
_ بس انت ظهرتي قبل كده ..يوم ماقتلتى مالك .
_ لا يابنتي مش انا .. بس اللى عمل كده انقلبت الاية عليه....
المهم.....حاجة اخيره .. قبل ما امشي
خدي دهب ستك حفيظة كله وارميهم فى البحر ، أوعاك تاخديه ، دول حاجات اللى ماتو ظلم على يد حفيظة لو طمعتي فيه .. كل قرين واحد فيهم هينتقم منك ومش هيسيبك ابدا... لازم تتخلصي من كل ده..
_ ايه...؟
انا تعبت.. السرايا دي كلها ارواح وجن وهم اسود.. هو انا ليه الوحيدة اللى بيحصلي كده..؟
صمتت الجنية العجوز قليلا ومن ثم اردفت بمشاعر هادئة
_ عشان فيك حاجة من ستك سناء...
تنهدت اماني بالأخير فهى تريد ان تتخلص من مرجانه ومن تلك الطاقة السلبية التى تحيط بها فقالت
_بس انا مقدرش اعمل كده.. لوحدي..
_ هتلاقى اللى يساعدك وقتها...
همست بها الجنية وصوتها يردد فى انحاء الغرفة وهى تختفى تدريجيا تحت ضوء القمر المنبثق من النافذة على هيئة دخان ابيض .
عادت انفاس امانى الى الوضع المستقر وتنفست الصعداء ،تشعر بالخفة قليلا لكن يدها اليسري لا تتوقف عن الارتعاش، فكرت في كلام العجوز طويلا، تعلم حق المعرفة انها ليست مرجانة وانها شخص اخر يظهر على ملامحها ووقارها أنها من الجن الطيب.
نزلت من فراشها والفضول ينهش بعض اسارير قسماتها ، فوقفت أمام البوابة الكبرى تتصفح ما حول السرايا ،فاتجهت نحو الجزئية المقابلة لغرفتها وقامت بحفرها تحت تلك الشجرة الكبيرة صاحبه الاعوام الاكثر بينهم، لم تصدق عيناها وهى ترى أن تحت يدها ملمس لشئ غريب، سحبته مسرعة واقبلت تنظر اليه بدقة ، تبدو كقمشة بيضاء أكلها الزمن فأصبحت ممزقة ومهترئة ، سقطت منها اسورة ذهبية وهى تقوم بفك العقد التى بالقمشة وبعض الملحقات الصغيرة القذرة التي لا تستطيع أن تعرف محتواها، لم تشعر بنفسها وهى ترى ان الهواء يلتف حول جسدها بقوة، فجأة.....
وجدت نفسها أما مسقط البحيرة التي تكون بجانب المقابر، فقامت برمي تلك الملحقات في البحيرة كما اخبرتها تلك العجوز قبلا ، ولكن شعرت ان احد مايسحب قدماها الى الماء، وبين غمضة عين والاخرى رأت نفسها فى منتصف البحيرة ذهبت وهى تلمح بعيناها تحت ضوء القمر اشياء تتحرك تحت الماء، اعتقدت انها مجرد اسماك... لكن الامر كان غريبا، اقتربت من الماء لكى تلتقط اي شي بعيناها فكانت رؤية ضبابية غير واضحة فتمكن منها الفضول لتنزل راسها داخل الماء وتفتح عيناها ، شهقت بفزع وهى ترى أشخاص تحت الماء يتحركون فى تجمعات حول بعض المباني وكانه عالم اخر تماما... ظلت تراقب ما يحدث وهى ذاهلة تماما ولكن رويدا شعرت بالاختناق فرئتيها تحتاج الى اكسجين فرفعت رأسها بسرعة وهى تلتقط انفاسها بشهقة كبيرة ، وعلى حين غرة زغللة عيناها فقامت بفركهما حتي تتضح الرؤية وحين نظرت امامها وجدت دخان أبيض يلتف حولها فى البخيرة ورأت داخله ملابسات لمشاهد تحدث وكانه شريط مسجل يمر بسرعة امام عيناها دون صوت، وجدت نفسها أمام فتاة في سن المراهقة تلد وهى تصيح بألم وبجانبها الداية وجدتها حفيظة، مر الموقف سريعا امام عينها وهى ترى أن جدتها تأخذ الطفل الذكر وتقوم بجرحه بعلامة أكس ثم تقوم بدفنه في المقابر بعد أن ألقت امه عارية في بحيرة المسقط، تتابع ما يحدث أمامها وهى جاحظة العينين،كان هذا المشهد أرته لها مرجانة من قبل لكي تقوم بفضح حفيظة امامها ولكن تلك المرة كان يسير كاملا ..بظهور نفس الجنية العجوز واقفة أمامها وترمقها بنظرات ثم تحول بصرها الى الطفل الرضيع الذي يحمله رجلا فى منتصف الثلاثين بعد.ان وجده تحت الارض ومعه امرأته يظهر عليهم الثراء.
وبين شهقة والتقاط نفس طويل بصدمة وجدت نفسها أمام سرايا مهيبة تملك اثاثا فخما من الخارج ولكنه ملئ بالغبار بالكامل ، نظرت يمينا ويسارا وقد اعتلاها بعض الخوف الشديد .
_ عاوزة حاجة ؟
ارتعدت من سماع صوت بنبرة رجولية خلفها فاستدارت تنظر اليه بعينان مليئة بالصدمة ، رجلا فى بداية الثلاثين من عمره، طويل القامة عريض المنكبين يرتدي بذلة أنيقة على جانب صدره يرتسم خطا لامعا بالنار تحت قميصه ويأخذ حرف اكس تشبه العلامة التي صنعتها حفيظة على صدر الصبي الصغير .
علمت أنه هو نفس الطفل الصغير..شقيقها ، اعتقدت ان كل ما تمر به حلما، بل ارادت ان تصدق انه حلما فكانت تنتظر أن تفق من منامها أو تتحرك الى مكان أخر ، كما يحدث معها ، فهل يمكن لكل تلك الاسرار الكبيرة ان تكشف امامها فى اقل من ثوان وبتلك السهولة ؟
هتف الرجل اليها بعد أن رأها تتمايل الى الجانب الاخر كمن سيفقد الوعي
_ انت يا حلوة... جاية هنا لمين...؟
تلك النبرة بهذا التسلسل جعلتها ترتعد وهى تنصت اليها بهذا التركيز الكبير وترى ان بها شئ يشبه ابيها..عندما يتلاوع بخبث ، ارتعشت شفتاها وهى تحدق به بقوة و بذهول عندما اقترب منها اكثر فاتضحت قسماته فكان يملك نفس الهالة،الجسد بهيكله بالكامل، وتربيعه وجهه الا عيناه فكم كانت تشبه تلك المراهقة التى ماتت وهى تقوم بولادته... ، ارادت ان تهرب ولكن جسدها مقيد عن الحركة ، اقترب منها جدا ولم يعد بينهما سوى خطوةواحدة، انزل رأسه لكى يكون مقابل عيناها، تلك اللحظة تحكمت فى اهدابها واغلقتها بتوتر ثم شعرت بأطراف يدها الباردة وما ان جاءت لتتكلم سقط فاقدة الوعي بين ذراع الشاب.
****
تململت جيهان على الفراش وهى تشعر بالوهن الشديد فقد كانت ترضع صغيرها حتي غفلها النوم، جلست على الفراش وهى تتثاءب وتتمغط وكأن رائحة النوم لا تزال فى جوفها، فتحت عيناها بارهاق لتحدق أمامها وهى ترفرف اهدابها الناعسة بتعب، صدر صوت لصغيرها ينبأ بأنه استيقظ من نومته هو الاخر، فالتفتت اليه بحب، ذهلت عندما حدقت به لتجد ان عيناها ضبابية ولا ترى وجهه بشكل واضح فقامت بفرك عيناها بقوة فلم ينجح الامر فاستدارت الى كامل الغرفة ترنوا اليها لتراها بشكل واضح جدا، تسرب الخوف اليها بشدة حتي سمعت همسات حولها...
حدقت بكامل الغرفة لترى من أين تأتى تلك الاصوات ، وبقت تنصت بقوة حتى تلتقط اي صوت حتى ظهر صوتا بجانب أذناها يقول بنبرة رفيعة للغاية
_ انا مش هأذيك... احنا عوزينك تساعدينا..
واوعي تصوتي ليجي هنا ..
ارتعش جسد جيهان بخوف مما يحدث فهي تنظر فى المرآة المقابلة لها ولا يوجد سواها فبقت جاحظة صامته ولا تعلق على هذا الكلام بسبب رعبها الكبير.
فأردف
(جوزك بيأذينا بوجوده هنا... ياريت تمشوا فى اسرع وقت قبل مانتجمع عليكم ونرميكم بره.
ده مكانا من سنين طويلة ومن حقنا نكون فيه..)
ابتلعت جيهان غصتها وهمست بحذر بصوت متقطع من الخوف
_ بيأذيكم ازاى... وانتوا مين...
_ احنا جن...
جن مسالم...
والمكان ده مدرسة بنعلم فيها اولادنا
وجوزك ملموس من مارد بيأذينا كلنا... وعمال يضرب فينا وبيكشحنا..
لو مشيتوا بالذوق مش هنأذي حد.. واتمني يكون قريب.
قلبها يتواثب من الرعب فهذه المرة الاولى التي تقابل فيها جن ويتحدثون معها، مالت جيهان رأسها بايجاب بتوتر وعيناها مائلة الى طرفها اتجاه الصوت تحاول ان تلتقط اي شئ مجسد لهم بعيناها لكن لا يوجد اي شئ سوي هواء بارد يلحف وجهها مع كل حرف ينطقه الجن.
ران الصمت لثوان حتي لمحت بعيناها خيالات سوداء تخرج من الغرفة بمشهد مهيب مرعب، وفجأة...
وجدت نفسها تنتفض مستيقظة بفزع من النوم وهى تصيح وبجانبها طفلها يبكي ، علمت انه حلما راودها وكم كان مفسرا من تلقاء نفسه... فقد رأت نفس الخيال يخرج من وراء حسام وهو نائم ...
حدقت بجانبها وقلبها يدق بعنف لتجد المصحف الشريف بجانبها فتذكرت انها غفلت وهى تقرأ القرآن الكريم وأخر ما كانت تتلوه سورة الدخان ، كانت قد قرأت من قبل ان تلك السورة تظهر الحقائق المخفية كمن يضمر لك الشر تجعله يظهر امامك سواء بالحلم ام بالواقع بان يقع فى الكلام وتظهر نواياه ، ايضا تظهر من قام بعمل السحر للمسحور وتفضحه ، فتلك السورة بها الكثير من البركة، والأن تأكدت فهي أظهرت لها حقيقة حسام وحقيقة ذلك الخيال.
_سبحان الله.. جل جلاله.
تهتف بها وهى تتمسك بالمصحف وتتلوا بعض الأيات حتى لا يؤذيها أي جن، فقصدت سورة البقرة.. تتلوها بالكامل فأخذها بركة وتركها حسرة ولا يقدر عليها البطلة(السحرة)

*****
فى الصباح الباكر استيقظت أمانى وهى تشعر بألم شديد داخل رأسها ولكن تناست تماما عندما وجدت نفس الرجل وحوله مجموعة من الأشخاص يقفون امامها وهي نائمة على الاريكة بتعب، كانت تعتقد أنها بحلم حتى اقتربت منها فتاة ترتدي النقاب وتقرب منها كوبا من عصير البرتقال وهى تقول
_ اتفضلي يا أنسة اشربي .
حدقت بهم امانى ببعض الريبة وعيناها لا تتزحزح عن عين ذلك الرجل الذي لا ينتبه اليها ويحدق بتلك المنتقبة والى ذلك الشاب المقابل له بغضب والذي قاله له
_ انت متاكد انها مش جارتنا هنا أنا حاسس انى شوفتها قبل كده ..بس مش فاكر فين .
لم يعلق الرجل قصدا على كلامه ووجه كلامه الى تلك المنتقبة
_ ماتخصبيش عليها لو هي مش عاوزة ..سبيها براحتها .
فيرد ذلك الشاب الاخر
_ هي اكيد تعبانة ؟؟ ولازم تفوق ..عشان نعرف هي مين ..
كانت أمانى تتابعهم عن قرب وتنصت الى حوارهم تشعر بغضب كل منهم للأخر وخاصة ذلك الشاب الاخر الذي كان على وشك أن يقتل هذا الرجل.
جحظت عين امانى بخوف عندما وجدت تلك المنتقبة تذهب الى الاريكة المقابلة لها وتحمل طفلا صغيرا يشبه ذلك الطفل الذي تم سحره ودفنه من قبل جدتها حفيظة فى المقابر.
أخذت أمانى الطفل من أحضان المنتقبة بقوة والتي ارتعدت من سحبها إياه بتلك العزيمة فتركته لها خشية من أن يتضرر من سحب كل منهما له، قامت أمانى بسحب الجزء العلوي من ملابس الطفل وبقت تتصفح صدره فلم ترى أي علامة فرفعت بصرها الى ذلك الرجل ونظرت اليه بغرابة .
انتهزت المنتقبة الفرصة لتأخذ طفلها منها وتبتعد عدة خطوات عنها، اتجهت اماني الى الرجل بسرعة وقامت بتمزيق قميصه لتنظر الى صدره بإتساع حدقة عيناها وهى ترى تلك العلامة ، رفعت يديها لكى تلتمس ذلك الجرح القديم ، لكن يد فجأة أوقفتها وهى تقول
_ أنت مش مكسوفة من نفسك ..عيب على فكرة اللى بتعمليه ده .
التفتت امانى الى المنتقبة ونظرت اليها بغرابة وتقول وهى تشير الى طفلها وذلك الرجل .
_ ده ابنه ؟؟
لم تستطع المنتقبة أن تجد جوابا مناسبا فرفرفت اهدابها بتوتر وازدردت ريقها وابتعدت خطوة وبقت تنظر اليها صامتة.
استدارت اماني الى الرجل مرة أخرى وهى تقول
_ دي السرايا بتاعتك ...
مين اللى رباك طول الفترة دي ؟
رأى الشاب أن المنتقبة تشعر بالتوتر من وجود تلك الفتاة ومن اقترابها من الرجل بتلك الطريقة الجريئة، فوقف الشاب أمام أمانى ينظر اليها عن قرب بغضب
فتلاقت اعينهما لبرهة لتتبدل قسمات كل منهما الى الصدمة فهتف كلا منهما امام الاخر بصدمة
_ أمانى ..؟؟؟
_ زياد
جرى اليهما أخر ذكرى تجمعهما عند سقوطه في البحيرة من قبل والدها وعدم محاولتها حتي بإنقاذه وهو يستنجد بها برجاء.
فشهقت أمامه بخوف فتأكد زياد من شكوكه، التفتت أمانى تبحث عن مخرج السرايا ، لتهرع مسرعة الى الخارج ويتبعها زياد
يتبع ...


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.