آخر 10 مشاركات
106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الربيع والعالم السفلي (6) للكاتبة: P.C. Cast (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-22, 02:48 AM   #341

عقد لؤلؤ

? العضوٌ??? » 485619
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 510
?  نُقآطِيْ » عقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond repute
افتراضي


تسلم يمينك على الفصل اللطيف و الجميل ☺
ريما نون likes this.

عقد لؤلؤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-22, 03:24 AM   #342

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقد لؤلؤ مشاهدة المشاركة
تسلم يمينك على الفصل اللطيف و الجميل ☺
تسلمي على متابعتك ياقمر🌹
بطريقها بعد النكد الفصول اللي فاتت🙈

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 05:12 PM   #343

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخمسون

فقط أم الأطفال أصدرت صوت شهقة استنكارية! أما الباقي لم ينطقن بل كُن ينظرن لغسق بعد جملة الطبيبة الأخيرة.
شعرت غسق بقلبها ينبض بشدة كأنها خائفة؟!
ازدردت ريقها وقد ظهر التوتر على محياها وصوتها كذلك:
- لا أفهم من أين أتتكِ تلك الفكرة؟
كان صوتها حازم رغم هدوئه:
- لنبدأ من البداية، أنتِ لم تقولي ولا مرة بأنك ما زلتِ تحبينه، بل حتى لم تقوليها له رغم أنه حسب كلامك اعترف لك بحبه أكثر من مرة، بل أصبح يتفنن في ذلك، فقط قلتِ بأنكِ تحبين الشعور الذي ينتابك عند سماعك لتلك الكلمات!
ثم هناك طلبك غير المنطقي بأن يقيم حفل الزفاف في نفس الفندق الذي أقام فيه زفافه على المرأة الأخرى، غير سلسلة الطلبات التي حسب كلامك لم تتوقعِي أن يوافق عليها لأنها تمس رجولته، بل أصريتِ أن تقومي بطلبها أمام عائلته!
قاطعتها غسق بصوت حاد مستنكر:
- من حقي أن أطلب ما يجعلني أشعر بالأمان في علاقتي معه، خصوصًا بعد ما حدث منه من خيانة؛ وإذا كان يشعر بالتقليل من قيمته لما وافق.
كانت تلهث لأنها تكلمت بسرعة وقد ظهرت حبات عرق على جبهتها، مما جعل السيدة الآسيوية تعطيها منديل لتجفف به جبينها.
تركتها لعدة ثواني قبل أن تقول بنفس النبرة:
- الأمان لا يطلب بل هو شيء تشعرين به مع المواقف والوقت، مثل الحب! أنتِ لم تنفِي ما قلته وهذا يجعلني أشك بحقيقة رغبتك في العودة لوالد أولادك، كما يجعلني أشك في أمر حبك له برمته!
اذكر جملة قالها لكِ مرة (أنك لم تحبيه بالفعل بل لأنه فرض عليكِ ولم يكن لديك خيارات أخرى)
وأنا الآن أسألك غسق هل حقًا تحبين زوجك، أما أنكِ عدتِ له كي تنتقمِي منه بعد أن تذليه أمام الجميع وتتركيه بعدها محطم القلب والكرامة؟!
تعالت الشهقات المستنكرة، حتى غسق نفسها شعرت بصدمة من كلام الطبيبة الحاد لها، المشكلة بأنها لم تقدر على نفية تمامًا، جزءٌ منها أراد إذلال ساجي!
لذلك أصرت على ذلك الفندق، نعم أرادته فقط لأنه أقام به زفاف روبين، لن تكذب على نفسها، رغبت برد كرامتها أمام الجميع، حتى شروط قبولها للزواج تعرف بأنها غير مقبولة لشخصية ساجي، ساجي الذي يدير جميع أعمال عائلة القاسم ولا يجرؤ أحد على معارضته أو حتى محاولة التحدث معه بطريقة خاطئة، حتى جدها يحترمه ويخشى أن يغضبه في الكثير من الأحيان؛ لتأتي هي وتملي عليه شروطها بتلك الطريقة!
تذكر ردة فعل سامي، الذي استهجن طلبها بشدة، صحيح لم يقدر على منعها لأن علاقتهما ليست قوية، لكنه لم يدعمها بل أخبرها بأنه لن يكون شاهدًا على تلك المهزلة.
شعرت بنفسها تختنق وقد حاصرتها أفكارها لدرجة شعرت معها بعدم قدرتها على الحديث حتى.
لم يخفى على الطبيبة التغيرات التي طرأت على ملامح غسق، لتقول بصوت هادئ هذه المرة:
- أرجوا أن تفكري في إجاباتك كي تخبريني بها الجلسة القادمة، المهم أن تكوني صادقة مع نفسك، لا تضيعِ المزيد من الوقت في الانتقام يكفي ما ضاع.
*****
لم يكن أحد المناظر الخلابة التي اعتادت أخذ صور لها، ولا حتى مناطق الحروب والمجاعات الكثيرة مما تقدر على توصيل صور المعاناة بها لكل الناظرين لصورها في جميع معارضها حول العالم؛ هذه المرة المكان كان مختلف بالمرة وخطير جدًا.
هذه المرة مكان التصوير كان بركان على وشك أن يثور!
في إحدى الجزر الاستوائية التي تكثر بها البراكين، أغلبها يكون خامل في العادة، أعلنت الأرصاد عن ثوران البركان منذ عدة أسابيع ليتجه الكثير من علماء الجيولوجيا والمتخصصين في البراكين بالذات، مع عدد لا بأس به من مذيعي القنوات الاخبارية لمحاولة نقل البث المباشر لثوران البركان.
كانت زهراء ضمن الأقلية من خارج تلك الفئة المعنية بالموضوع؛ فلا هي عالمة مختصه بالبراكين ولا حتى تتبع قناة تلفزيونية لتصور لها، جاءت بناء على طلب بل هو إلحاح في الواقع بعد عدد كبير من الاتصالات والرسائل الالكترونية، وافقت على مضض، لتلبية طلبه رقم مائة وثلاثة وسبعون حسب رسالته الأخيرة؛ وها هي الآن تجهز كاميراتها لتصور له البركان، رغم معرفتها بأنه لا يحتاج لها فهو لديه مجموعة من المعدات والآلات القادرة على تصوير البركان من مكان أقرب!
فهي مزوده بخاصية التحكم عن بعد وقادرة على الطيران لتصل لفوهة البركان، بل أحد تلك الآلات قادر على أخذ عينة صغيرة دون ان تنصهر من شدة حرارة الأبخرة المتصاعدة لأنها مصنوعة من مادة مقاومة للحرارة.
إلياس زكريا، أو الدكتور زكريا عالم الجيولوجيا، مختص في البراكين؛ تعرفت عليه وهي تعمل على أحد مشاريع التخرج، لم تكن تعرف بأنه عربي في البداية لان اسمه يمكن أن يكون لشخص عربي أو أجنبي، لكن شكله وعينيه شديدتا السواد هما اللتان أكدتا لها هويته، كما أنه تحدث معها بالعربية ليعرفها بنفسه.
إلياس شخص هادئ جدًا على النقيض منها، فضحته عيناه وأعلنتا عن إعجابه بها، إلا أن لسانه لم ينطق بها!
كان يتواجد في جميع معارضها دون أن يحاول التكلم معها، بل أنها تكاد تقسم بأنه يتجنب عمدًا رؤيتها!
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها اتصال من مساعده كي تقوم بتصوير حدث يخص أحد الظواهر الطبيعة، لكنه لم يلح عليها من قبل، بل لم يقم هو شخصيًا بالاتصال بها مثل هذه المرة، ربما يكون هذا سبب موافقتها، تريد أن تعرف ماذا يريد منها! لماذا يلاحقها في صمت.
تابعت الشاشة التي تنقل لهم صور البركان من أعلى كي تقوم بتوجيهها إلى الزاوية الصحيحة لالتقاط الصور كي تظهر بطريقة طبيعية قدر الإمكان.
رغمًا عنها شعرت بملل، هذا ليس عملها، لتسحب الغطاء عن عدسة كاميرتها وتقوم بالتقاط صور للمكان؛ وجدت نفسها تلتقط صورًا لهُ!
إلياس كان وسيمًا هذا ما لا يمكن إنكاره، طوله المعتدل، وجهه ذو الملامح الجذابة الحادة في نفس الوقت، عينيه.
أكثر ما تحب به تلكما العينين شديدتا السواد ذات الاتساع الذي يجعلك تغرق في ليلها دون إرادة؛ أما نبرة صوته الرجولية فهي قصة أخرى.
رغم أنه قليل الكلام لكنها حظيت بعدة محادثات طويلة معه لم تمل فيها من الجلوس معه، رغم أن مواضيع الحوار كانت لا تتطرق لعملها في المجمل، لكنه مستمع ماهر وهذا سبب آخر يجعله أكثر جاذبية بالنسبة له.
هزت رأسها عندما وجدت نفسها تتغزل فيه دون أن تدرك ذلك.
سمعته ينادي عليها لتلتفت له، فأهداها ابتسامة رزينة:
- تعالي لتشاهدي المنظر قبل أن تلتقط الكاميرا الصور.
اقترب تشاهد بحذر وقد تغيرت نظرتها له:
- جيد يمكنها التقاط الصور.
نظر لها بنصف عين وباشر في التقاط الصور؛ في الواقع هو التقط هذه الصور فقط من أجلها، فهي غير مفيدة في عمله بالمرة، وما يحتاجه كان قد أخذه منذ مدة، لكنه يتعمد البطء كي يطيل الوقت معها.
قاربت الشمس على المغيب دون جديد يذكر، فقط أحاديثه الشقية التي لا تنتهي، كما ضحكت عندما وجدته يحضر لها قهوة على الفحم!
- يا إلهي سارة ورائي بقهوتها حتى هنا!
باستغراب:
- سارة؟
أطلقت ضحكة متوترة ثم أخبرته باختصار عن علاقتها بسارة:
- وهذه هي سارة التي تعشق القهوة بل تقدسها ولها طقوس معينه لشربها وتجبرنا عليها.
أطال النظر إليها ثم قال بصوت رخيم:
- زهراء هل توافقين على الزواج مني؟
لعدة دقائق لم تنطق، بقت متسعة العينين مفتوحه الفم، حتى خرج أخيرًا صوتها بصعوبة:
- ماذا قلت؟
لم تتغير نبرته بل قال بإصرار:
- أنا لا أجيد اللف والدوران، تعرفين بأني معجب بك منذ زمن بل أنا أحبك في الواقع ؛ لكني لم اقترب منكِ أو أقوم بأي خطوة لأني لم أكن متأكد من علاقتك بآدم، من يراكما من بعيد يعتقد بأن بينكما علاقة رومانسية؛ لكن بعد عودتِي من سفرتي الأخيرة التي استغرقت عدة شهور، عرفت بأنه تزوج من أخرى إذن لا توجد بينكما علاقة، وخوفي هو ما جعلني أعتقد ذلك! لذلك لن أضيع المزيد من السنين فقد قاربت على منتصف الثلاثينات وأنا أرغب في الاستقرار معك، إذا وافقتي بالطبع.
لا تعرف إذا كانت مصدومة أو لا، جزء منها كان يعرف بإعجابه الصامت، لكنها لم تتوقع هذه الجرأة منه، لا تعرف بما ترد ، في الواقع ليس لديها جواب مناسب، ماذا لو وافقت واكتشفت بأنها لاتزال تحب آدم! ولو رفضت ويكون هو الشخص الصحيح!
كأنه قرأ حيرتها لتتسع ابتسامته بطريقة زادت وسامته:
- يمكننا الاكتفاء بخطبة كي تتاح لكِ فرصه لمعرفة مشاعرك اتجاهي أكثر وبعدها نقرر متى يكون الزواج؛ ما رأيكِ؟
ابتسمت له وقد بدأت السماء في الغروب من خلفها لتنعكس أشعتها على شعرها الثائر فتزداد جمالًا على جمالها وهي تقول بخجل لا تعرف مصدره:
- موافقه؛ يمكنك محادثه والدي بعد عودتنا.
تنفس صعداء وقد فاض الحب من عينيه:
- سبق وتحدثت مع شقيقك وإلا ما جلبتك هنا وعرضت عليكِ الزواج دون معرفتهما، وقد بارك الخطوة على شرط موافقتك.
أرادت الاعتراض لكن على ماذا، من خلال معرفتها به، تعرف بأنه يتمسك بشرقيته لأبعد حد، لم تؤثر به عيشته بالخارج ولم تزده سوى فخرًا بجذوره؛ كان عليها أن تتوقع بأنه لن يجعلها تسافر معه هذه المسافة دون أخذ الإذن من والدها أولًا كأنها طفلة صغيرة!
حسنًا هناك الكثير الذي عليها تعليمه إياه، وهما يملكان كل الوقت لذلك.
******
دخل عليها المطبخ وهي تنظفه بعد يوم طويل من الطبخ وبعثرة معظم محتويات الثلاجة والأدراج بفعل المشاغبين الثلاثة.
ففي كل مرة يجتمع فيها زين مع تيم وتيام يقومون بعمل مصيبة وهذه المرة كان المطبخ وجهتهم وطبعا زين هو قائد العصابة.
شعرت بيدين تمسكانها من خصرها وتلفانها لتصرخ في فزع ثم ضربته بخفة في صدره قبل أن تدفن رأسها فيه
- أفزعتني حكيم كدت أن أموت خوفًا.
ضحكك وهو يجلسها على الطاولة الرخامية خلفها دون أن يبعدها عن حضنه:
- خسأ الموت، لن يقترب شر من حبيبتي طالما بي نفس.
ضحكت بدلال وهي تمرغ رأسها في صدره قائلة بصوت عذب:
- متى أتيت لم أشعر بك؟
قال وهو يقبل وجهها برقة نزولًا لحبتي الكرز:
- دخلت منذ قليل وتأكدت من نوم زين فقد اشتقت لأمه كثيرًا.
أرجعت رأسها للوراء وهو ينزل برقة على رقبتها ليشعل الرغبة بها فتتمسك به أكثر وهو يحملها دون أن تشعر به حتى وضعها على الفراش ليبدأ معها جولة غرام بل جولات على الأصح.
بعد ساعات انتهيا من حمامهما معًا جلس حكيم يدهن قدميها بالكريم الخاص بها، كتعويض بسيط لتعبها في الأيام الماضية وعندما كانا في الوطن، فهي لم تفارق منزل والديه أبدًا بل قامت بمساعدة والدته كثيرًا والذهاب معها لزيارة جميع أقاربهم.
هذا ما لم يتوقعه منها، خصوصًا أنها كانت متحفظة في بداية زواجهما لكنه لاحظ بأنها باتت تتقرب من كل ما يحبه وتفعل كل شيء كي تحظى بحبه وقربه أكثر، بعد ثلاث سنوات من الزواج تيقن بأن حبها له لا غبار عليه.
بصوت ناعس متخم من الغزل:
- حكيم ما رأيك في عرض ساجي؟ هل ستقبل به؟
أخذها في حضنه وهو يدهن ساعديها وقد وضعت رأسها على صدره مستنده بظهرها، وهو يقول بحنان:
- لا أعرف لم أقرر بعد الأمر ليس بهين، خصوصًا بعد أن هيئت نفسي للعيش هنا.
التفت له بحدة وهي تلف نفسها بفوطة الحمام جيدًا:
- ماذا تعني بأن تعيش هنا؟ لم نتفق على ذلك، لقد قلت لي في بداية الزواج بأنك قبلت بالعمل في الخارج من أجل العائد المالي، لقد قبلت في البداية لأنها فترة مؤقته وبعدها نعود للوطن، والآن قد تحسن وضعنا كما أن عرض ساجي ممتاز والمرتب لا يقل عن هنا، بل هو أكثر لو حسبنا فرق العملة كما أننا سنكون بجانب الأهل وهذا مفيد جدًا لزين.
تنهد وضمها لتنام على صدره:
- لا أعرف تالين المشكلة أصلًا في زين، ماذا لو قام أحد بإيذائه بالكلام هناك أو التلميح لكونه متبنى؟ أخشى عليه من العقول المريضة، ربما وجودنا هنا أفضل له.
رغم خفوت صوتها إلا أنه كان حازم:
- لا أوافقك الرأي، فقد تقبلته كل من عائلتي وعائلتك، بل أحبوه كحفيد لهم، كذلك أبناء أشقائك لم يتعاملوا معه بغرابة أبدًا، لماذا نحرمه من العيش في جو أسري؟ نحن قررنا بأننا سوف نخبره بحقيقة أنه متبني، سواء هنا أو هناك يوجد الكثير من مرضى العقول والذين سوف يحاولون أذيته بألسنتهم، الفرق بأن هناك لديه عائلة وهنا لا، ليس لدينا أحد، أقرب شخص هو إياد وزوجته بعد عودة غسق للوطن.
مشط شعرها بأصابعه وهو يسأل بهدوء:
- لماذا تأخذين موقف من زوجة إياد؟ لا تقولي لي بسبب قضيتها.
شعرت بقلبها يخفق بقوة في خوف، وازدردت ريقها لتقول بنبرة حاولت جعلها هادئة:
- لا آخذ موقف، غسق من تفعل لسبب لا أعرفه بل أعتقد أنه بسبب صداقتها بروبين؛ أما عن القضية التي اتهمت بها، لا أعتقد بأنها حقيقة بل مجرد محاولة بائسة من مطلقها لأخذ مال أكثر من والدها فقط، فالكل يعرف سمعة مطلقها، ولو كانت مذنبة لسمعنا عنها وعن المتورط معها، لكن كل ما سمعناه لا يتعدى الاشاعة ولا أعتقد بأن إياد كان ليتزوجها لو كان بها شائبة، لكن ذلك لا يلغي بأن صلتنا بهم ليست قوية وما دام أمامنا حل آخر لماذا لا نفعله؟
قبل شعرها ثم قربها له لتواجهه وجههًا لوجه:
- أعدك بأن أفكر بالأمر، لكن ليس قبل أن تأخذي الجنسية، إذا قررنا العودة وحدث أن تنمر الجميع على زين أو لم يعد يتحمل الوضع هنا سوف أعود به، لن أترك ابني يعاني، لقد حصلتُ على الجنسية وبقيَ القليل لتحصلي عليها، فلنناقش الموضوع بعد ذلك.
ابتسمت له وهي تهز رأسها موافقة على كلامه، لينحني عليها ويبدأ معها جولة جديدة وطويلة.
**********
منذ أن عادت من الجلسة العلاجية وهي تحاول أن تلهي نفسها عن التفكير فيما قالته لها الطبيبة، قضت باقي النهار مع طفليها عند تالين ثم عادت بهما وأكملت سهرتها معهما بحمام دافئ استغرق أكثر من الوقت المخصص له كالعادة بسبب لعب تيم وتيام واستحالة السيطرة عليهما معًا.
بعد الروتين اليومي الذي يعد معركة أو عذاب لبعض الأمهات لكنه متعه لها؛ نام الطفلين كالملائكة وقفت تنظر لهما، كم تغيرت حياتها بعد أن أصبحت أم.
كل شيء أصبح له طعم مختلف، أبسط حركه منهما تجعلها في قمة السعادة بل إنها تضحك على أشياء قد تبدو غبية للغير، أكثر ما يثير استغرابها هو أن حتى طريقة تفكيرها اختلفت!
بات أول ما تفكر فيه ما هو المناسب لطفليها.
حتى في الأشياء اليومية البسيطة مثل مكان ركن السيارة عند النزول لمحل، يجب أن يكون قريب من جهة وضع عربات التبضع، عند ذهابها لمطعم أو مول تجاري يجب أن يحتوي على مكان مخصص للأطفال في حالة أرادت التغيير لهما أو الترفيه عنهما، حتى البرامج التلفزيونية التي تشاهدها، أصبحت تتجنب أي برامج بها مشاهد جريئة أو عنيفة رغم أنهما لا يشاهدان التلفاز بعد.
ناهيك عن الطعام والتدقيق في محتوياته وغيرها من الأمور الحياتية التي لم تكن تلقي لها بالًا.
ابتسمت وهي تفكر بأن سعادتها بالأمومة لا تضاهيها أي سعادة أخرى، رغم أن هدفها الأساسي من الحمل لم يكن الرغبة في إشباع أمومتها لكنها الآن تشكر الله على إقدامها على هذه الخطوة.
تنعمت بحمام ساخن سريع وخرجت لغرفتها لترتدي منامتها لتجد قمصان ساجي القطنية التي وضعها في حقيبة سفرها دون أن تدري.
عندما وصلت من السفر وفتحت حقيبتها وجدت القمصان أمامها مع ورقة صغيرة مكتوب بها
(يا ليت العناق يُرسل، وضعت قمصاني بعد أن ارتديتها كي تحمل عطري، لتشعري بي أعانقكِ، تأكدي من أنكِ بقلبي مهما حالت المسافات بيننا، ساجي)
ابتسمت عند قراءتها كما تفعل كل مرة تقوم بقراءتها وهي كثيرة؛ لكنها لم ترد عليه برسالة ولم تخبره بأنها وجدتها من الأساس، لا تعرف السبب كل ما تعرفه بأنها أصبحت تجيد كتم مشاعرها تجاهه!
ما قالته الطبيبة اليوم جعلها تراجع نفسها، بل تقف أمام مرآة وضعها وما تفعله.
منذ متى وهي بتلك الشخصية؟ هل هي فعلًا بتلك الوضاعة أم هو مجرد خاطر مر عليها؟
لم تشأ أن تتعمق في تفكيرها، غدًا ستقرر ماذا تفعل بعد أن تبوح للطبيبة بمخططها بالكامل.
*********
في الصباح بعد أن جاءت المربية اتصلت تحدد موعد مع الطبيبة في عيادتها وللعجب وجدت بأن الطبيبة وضعت توصية بالقبول بها في أي وقت حتى قبل مواعيد العمل!
كأنها كانت متأكدة من ذهابها لها! لم تتأخر وذهبت للعيادة قبل الموعد.
وجدت الطبيبة في انتظارها بوجهه معدوم الملامح!
جلست على كرسيها المعتاد، أخذت تنقر على حافة المسند قبل أن تتراجع بظهرها للكرسي وتنظر لها مباشرةً؛ كأنها تعترف لنفسها قبل الطبيبة، فقد كان صوتها عادي وملامحها جليدية لا تعبير بها عندما بدأت حديثها:
- لا ألوم ساجي على فعلة آدم! صحيح أن الجميع يظن بأنه السبب الرئيسي لموافقتي، لكن الواقع أنه بداخلي كنت أتوقع من آدم أن يزيل أي حب بداخلي لساجي!
لن أنكر بأني لاحظت اهتمامه بزهراء، لكني أرجعت الأمر لكونه صداقة قوية بينهما أكثر من كونه حب؛ آدم يتعامل بأريحية مع معظم صديقاته من الإناث ليس زهراء فقط، لذلك لم أعر الأمر اهتمامًا كبيرًا، لو كان يحبها حقًا لارتبط بها منذ مدة، لذلك عندما طلب يدي من أول مرة وأنا أفكر في الموضوع، صحيح أن الأمر لم يكن مقبولًا لديَّ، لكن آدم داوم على السعي خلفي لسنوات عديدة، بل لم يدخر جهدًا ليوصل لي حبه حتى في فتره زواجي من ساجي، رغم كرهي لطريقة ابتزازه لي، وأنه أجبرني على الزواج منه، إلا أن جزءً صغيرًا بداخلي أخبرني بأنه قادر على أن ينسيني كل ذلك، قادر على تحويل نفوري لحب جارف، آدم شخص مهذب يعامل النساء بلطف ويكثر من المغازلة العلنية على عكس برود ساجي في التعامل مع الكل خصوصًا النساء الأجنبيات عنه، عندما كنت أبتعد عنه توقعت أن يعيدني له بحنانه، توقعت أشياء كثيرة إلا ما فعله بي!
عندما ذهبت للوطن ورأيت ساجي وروبين معًا في المنزل وطريقة كلامها له كدت أن أموت قهرًا، رغم أني لم أظهر شيئًا لأحد لكن داخلي كانت النار تأكل أحشائي بلهيبها الحارق، لم تكن غيرة منها، سبق وغِرت على ساجي لكن غيرتي ليست مؤذيه فهو لا يهتم بأي فتاة تقوم برمي نفسها أمامه أو أي امرأة غيري عندما كنا زوجين على العموم؛ لكن روبين وضع خاص، هي من فعلت ما لم يقدر غيرها عليه وأثبت أن ساجي لم يحبني يومًا، يومها غضبت من آدم ضعف غضبي من ساجي! لماذا لم يأتي معي، كنت أحتاج لوجوده بقربي، لدعمه، أقسم لو كان معي كنت أنا من طلبت منه أن يتمم زواجنا ويجعله رسمي، لكنه تركني وفضل أن يبقى مع زهراء لأن والدتها مريضه جدًا، حتى آدم من راهنت على حبه خذلني.
ابتلعت غصة مدببة شعرت بها تجرح حلقها، لتشرب القليل من الماء الموضوع بجانبها وتلتقط أنفاسها قبل أن تكمل:
-عدت غاضبة وأفرغت غضبي به، توقعت منه أن يقوم بتهدئتي، لكنه قام بهدمي!
هنا نزلت دموع حاولت حبسها كثيرًا لتتحرر رغمًا عنها، دموع من القلب وليس العين كأنها سيل جارف أراد أن يحمل معه كل ما يعترضه من أوجاع لا نهاية لها.
مرت أكثر من عشر دقائق ولم تتكلم ولم تحاول الطبيبة حثها على الحديث، وضعها لم يكن يسمح بسماع أي كلمة من أحد لتقول بعدها بعيون تلمع غِلًا:
- نعم كنت أريد الانتقام من ساجي بسبب كسره لقلبي، رماني كأني قطعة ثياب بالية لا قيمة لها، كنت أريد إذاقته من الكأس الذي شربته عندما أعلن زواجه من روبين وجعلها تنكرني بل وتقول بأني كاذبة، كل ما فعله بي في كفه وزواجه من روبين في كفة أخرى.
نظرت لها كأنها تريد التأكيد على كلامها:
- عندما وضعت شروطي توقعت أن يرفضها، خصوصًا شرطي بأن تكون العصمة في يدي، لكنه فاجأني بالموافقة، اخترت الفندق الذي تزوج به كي أعلن للعالم بأنه كرر فعلته مرة أخرى وتزوج في نفس المكان وعندها، كنت سأتركه في قاعة الزفاف أمام الجميع، مكسور، مهزوم، جريح القلب والروح، كما فعل بي.
هنا تكلمت الطبيبة لأول مرة منذ بداية الجلسة:
- ولماذا لم تكملي في خطتك؟
شربت غسق من الماء مرة أخرى كأنها تستمد منه الحياة كما يقولون، لتتابع بهدوء وقد تغيرت نبرتها ونظرتها حتى:
- سألتني إذا كنت قد أحببت ساجي أو أنه كان خياري الوحيد؟ حسنًا عندما رأيته أول مرة شعرت بانجذاب ناحيته، ليس لأن ملامحه وسيمة فقط، فقد صادفت الكثير هنا ممن هم أكثر وسامة منه، لكن شيء في عينيه جذبني، لا أعرف ما هو، وعندما ذهبنا لمنزل المزرعة كان الاستقبال حافلًا.
كانت نبرتها مزيج من الألم والاستهزاء معًا، كما ترقرقت الدموع في مقلتيها دون أن تجرؤ على النزول.
- ساجي هو من تصدى لجدي وزوجة خالي، أما خالي فلم يذهب معنا من الأساس وترك ساجي في الواجهة، لم تكن مواجهة عادية بل حرب، لم يترك جدي لفظ إلا ونعت به ساجي ولم تدخر زوجة خالي جهدًا لتبلغني بتاريخ أمي المشرف! أذكر بأنه قد أغمي عليَّ بعد أن صعقتنِي مُنى بحقيقة والديَّ، وكيف تزوج والدي من والدتي؛ لكن خالتي أخبرتني بعد أن أفقت بأن ساجي هدد الجميع في حال تكرار الأمر سوف يأخذني ويترك المنزل والعمل لهم، أعتقد بأن السبب هو حبه لأمي، لذلك كان يحاول حماية ابنتها، المهم أن ساجي أثبت بأنه قادر على حمايتي دون أن يقول ذلك، عندما أبعدني عند فرح تركني أفعل ما أريد، أعطاني حرية كنت محرومة منها سابقًا، تعرفين أبي لم يكن يسمح لي بالخروج لوحدي أو تكوين صداقات وخلافه؛ أما ساجي لم يشك بي يومًا على الأقل لم يصلني هذا الاحساس منه، أذكر بأنه كان يبعث لي المال دائمًا وقد حرص على أن لا يبيت إياد أو أيهم في الشقة معنا.
ارتسمت ابتسامة حالمة وهي تذكر ذلك كأنها تعيش نفس الإحساس من جديد.
- كان إعجاب تحول لحب في نفس الوقت الذي أحبني هو فيه.
عقدت الطبيبة حاجبيها وهي تسأل:
- ماذا تعنين في نفس الوقت الذي أحبك فيه؟
عادت بذاكراتها لعدة أيام مضت وهي تخبرها بما حدث ومعرفتها بتوقيت حب ساجي لها.
في الوطن في مكتب ساجي الذي أصبح مكتب غسق؛ انتصف النهار، كان وقت استراحة الموظفين، بقيت غسق في المكتب تحاول إنهاء الأوراق المهمة كي تقوم بنقل الملكية مرة أخرى لعائلة القاسم، فلا وقت لديها لكل ذلك العمل مع التوأم، وبعد انتهاء المشاكل القانونية للشركة عودتها لملاكها الأصلين لن تشكل مشكلة.
منحنية على المكتب ظهرها للباب، ترتدي بنطال من القماش الأسود الضيق عليه قميص حريري أحمر اللون يحدد منحنياتها بدقة وقد خلعت عنها سترتها، لم تنتبه لساجي الذي دخل عليها وفي يده حقيبة بها طعام لهما، وقف مكانه من منظرها منحنية بذلك الشكل!
أقفل الباب خلفه بالقفل، وضع الحقيبة على أقرب كرسي قبل أن يقترب منها بحذر
ويمسكها من فخذيها ليجلسها على فخذيه.
كادت أن تصرخ لولا أنه أخرسها بقبلة رقيقة جعلتها تهدأ.
نزعت سماعة الأذن قبل أن تقول له بغضب مصطنع:
- أفزعتني ساجي لا تفعلها مرة أخرى كدت أن أصاب بذبحة صدرية.
دلك قلبها وهو يبتسم لها:
- سلامة قلبك يا نبض القلب، لا تعيديها فقلبي معقود بقلبك إن أصابك شيء أصابني أضعافه.
رغم الصخب الذي أحدثته كلماته في قلبها؛ لكنها لن تظهر له شيء، كم هي ممتنة لدروس اليوغا تلك! لتقول في هدوء:
- لا يجوز أن تجلس المديرة على فخذيك بهذه الطريقة، هذا يعتبر تحرش.
أطلق ضحكة صافية لتزيد وسامته وهو يدفن رأسه في رقبتها ليتنعم بعبيرها قبل أن يجيب:
- تعرفين منظرك وأنتِ منحنيه على المكتب ذكرني بأول مرة تغير نبضي اتجاهك، اعتقد بأنها أول مرة أشعر بحبك!
ابتعدت عنه قليلًا لتنظر إلى عينيه بدهشة وهي تسأل:
- أي مرة تلك ومتى شعرت بحبك لي هيا أخبرني بسرعة.
لم يفقد ابتسامته بل تابع وقد زادت تلك الابتسامة:
- عندما كنتِ تعيشين مع فرح، وقتها قام أحدهم باختراق جهاز إياد الخاص وبث فيروس به؛ تذكرين صح؟
شعرت بالحرج فهي من فعلت ذلك في الواقع لكنها لن تعترف بالطبع.
- المهم وقتها قمتِ أنتِ بالتطوع بحل المشكلة دون اللجوء لمهندس الصيانة بحجة أنكِ لن تخوني ثقتنا؛ رغم أني لم أكن مقتنع بمهارتك لكن أعطيتك فرصة كي لا تغضبِي؛ يومها كنتِ هنا في مكتبي بعد أن أنهيت تصليح جهاز إياد، دخلت عليكِ لأجدك منحنية بنفس الشكل كنتِ وقتها ترتدين بنطال من الجينز مع قميص أخضر قصير يظهر مؤخرتك، تعرفين رغبت في ضربك عليها وقتها، ماذا لو دخل شخص آخر غيري ورآك بتلك الوضعية؟ قسمًا بالله كنت فقعت عينيه، ما رحمك مني هو أنكِ كنت ترتدين فوقه سترة طويلة وإلا.
أطلقت ضحكة مستمتعة وهي ترى تعبيرات وجهه تتغير مع كلامه:
- حسنًا أذكر ذلك اليوم لكن ما دخل ذلك بشعورك بالحب لا أفهم؟
وضع يده أسفل رأسها ونظر لها وهو يبتسم وقد أصبحت هذه عادته مؤخرًا في كلامه معها، ابتسامة لا تفارق وجهه:
- لأني يومها عندما التفتي لي ورأيتك بعد غياب طويل شعرت بتغير في نبض قلبي، تسارعت دقاته بطريقة لم أعهدها من قبل، وشعرت بسعادة تنتشر داخلي بسرعة، لم أقدر على النطق لعدة ثواني وأنا انظر لعينيك اللتان انعكس لونهما على قميصك؛ يا إلهي لا أعتقد بأني رأيت امرأة أكثر جمالًا منكِ، يومها أيقن قلبي بأنه أحبك لكني رفضت الاعتراف بذلك وجعلت قلبي يعاني لسنوات أكثر من معانتك أنتِ.
رغم سعادتها بسماع اعترافه لها، والذي يتزامن من وقت تأكيدها لحبها له؛ فهي أيضًا تأكدت من أنها تحبه في ذلك اليوم!
عندما رأته يقف خلفها وقد ارتسمت عليه ملامح الغضب غير المفهوم، شعرت بأنه عرف خطتها في تخريب جهاز إياد وبالتالي باقي أجهزة الشركة ولا بد بأنه سيقوم بطردها حالًا، لكنه صرخ بها بسبب ملابسها وكيف لها أن تخرج بهذا المنظر، لتخبره بأنها ترتدي سترة فوق القميص وخلعتها في مكتبه فقط.
هدأ قليلًا وطلب منها أن تجلس بطريقة محترمة!
يومها أوصلها هو لمنزل فرح، وداوم على المجيء لها بحجة العمل، كانت تستغرب عدم معرفته بأمور عادية في التكنولوجيا مثل فتح حساب أو إغلاقه أو حتى تحميل جدار حماية وترتيب الملفات في المفكرة الالكترونية!
كما أنه أعطاها الكثير من العمل في الشركة بشرط أن تعمل في مكتبه فقط، لم يكن يحاصرها مثل والدها فهو يترك لها حرية الذهاب لجامعتها والأماكن الأخرى لكنه في العمل تكون معه فقط، هذا ما لم تفهمه وقتها.
تذكرت عندما قررت السفر لإكمال دراستها في الخارج لأن المنهج الذي تدرسه لا يساوي ربع معرفتها! رفض في البداية لكنها أصرت وحاولت السفر بمفردها، وقتها رضخ لها وجهز لها الأوراق مع المبلغ المالي اللازم، وحتى عند سفرها مع فرح لم يسمح لأحد غيره بأن يقيم معها في الشقة، هذا ما لم تفهمه أبدًا إذا كان لا يثق بها كيف يتركها تقيم بالخارج لعدة سنوات؟ الآن فقط عرفت بأنه كان يغار، بل يغار بشدة ويخشي إظهار غيرته عليها!
رفعت حاجبيها وأنزلتهما في بطء وهي تقول بصوت عذب:
- هل كنت تغار عليِّ؟
كانت إجابته في قبلة طويلة سلبتها أنفاسها، قبل أن يجيب وهو يستند بجبهته على جبهتها:
-أغار وأغار كثيرًا، وعند ما أغار نبضي يؤلمني جدًا فكفِي عن قتلي.
جاء ردها على شكل قبلة بثت فيها مشاعرها له؛ لم يتوقع ذلك منها لدرجة جعلته لا يستجيب لها إلا بعد عدة ثواني، لتنهيها هي وتنظر له بحاجب مرتفع تنوي الشر في نظراتها.
أطلق ضحكة متوترة وهو يقبل جانب ثغرها:
- لا تغضبِي، أنا فقط غير معتاد منكِ على ذلك إلا بعد شِجارنا!
ردت غير مستوعبة:
- بعد شجارنا لا أفهم؟
- حسنًا عندما نختلف وتأخذين مني موقفك المعهود في المقاطعة وعدم الرد على مكالماتي، فأقوم أنا بمصالحتك بسفرة لمكان جديد، وقتها فقط تكوني منطلقة، شغوفة بي لمدة يوم واحد، وبعده تعودين لوضعك المعتاد، لا، أذكر في مخاصمة المنزل كنتِ منطلقة لأكثر من يوم.
شعرت بنار تشتعل في خديها لتعرف بأن وجهها قد اصطبغ بحمرة الخجل:
- توقف ساجي الأمر ليس كذلك أنت تبالغ.
هز رأسه نافيًا وهو يتابع وقد عدل من وضعها فوق فخذيه كي لا تهرب منه كما تحاول أن تفعل:
- لا غسق أنتِ دائمًا منغلقة معي في الأمور الحميمية، لا أعرف السبب! في البداية رجحت السبب لجهلك أو خجلك مني، لكنكِ تكونين شخص آخر بعد كل خصام، منطلقة مشتاقة تشعريني برغبتكِ فيَّ وليس مجرد تأدية واجب، هذا يجعلني أحيانا أتعمد إغضابكِ كي تظهر تلك الأنثى المشتعلة التي لا تخجل من رغبتها في زوجها، ما رأيك لو ذهبنا لاستشاري علاقات زوجيه؟
شعرت بالفزع من اقتراحه لتقوم من على فخذيه وهي تقول بغضب غير مبرر:
- لا طبعًا لن أتحدث مع رجل غريب عن حياتي الحميمية إذا كنت لا أرضيك فلازال الوقت مبكر يمكن أن تجد غيري لتفعل ذلك.
تنهد ومسح وجهه، ثم استقام واقترب منها، وضع إصبعه السبابة أسفل ذقنها ورفع وجهها له وهو يقول:
- جربت بعدك، الموت أهون عليَّ منه، لا تحاولي إبعادي عنك مرة أخرى فقد تعدى الأمر كونه حب أنتِ جزء مني.
لم يتركها بل أخذها في حضنه علها تسمع دقات قلبه وتشعر بصدق حبه لها، وإن رغبته فيها منبعها الحب لا غير.
سكتت غسق بعد أن أنهت سرد ما حدث مع ساجي، لتغير خطتها الأولى وتقرر أن تكمل الزواج رغم خوفها من العلاقة الحميمية.
قطعت الطبيبة الصمت بينهما وهو تسأل بهدوء:
- وماهي المشكلة في التوجه لاستشاري بالعلاقات الزوجية؟ أعتقد أن هذا مفيد لكِ خصوصًا كي تعرفي ماذا يرغب زوجك في الفراش وما ترغبين أنتِ أيضًا.
زفرت غسق وحركت يدها على جبهتها في عصبية:
- لأنه ببساطه إذا فعلت سيعرف ساجي بأمر الاغتصاب وأنا لن أخبره بذلك أبدًا.
- أتفهم مشاعرك، ما رأيك أن تذهبي لأحد هنا تكون امرأة ويقوم ساجي بالمتابعة معها ايضا، ،يمكننا ان نخبرها بحالتك ونطلب منها ان لا تخبره بذلك؛ أعتقد ذلك سيكون حل مريح للجميع.
- لا أعرف هل سيوافق ساجي على ذلك أم لا؛ أعني أنا لم أصدق أذاني عندما طلب مني الذهاب لمستشار في العلاقات الزوجية، من الواضح أن هناك جوانب كثيرة لا أعرفها في زوجي.
ابتسمت لها الطبيبة:- وهذا شيء جيد، عليكما أن تتعرفا من جديد.
قطع عليها الكلام رنين هاتف غسق، ذلك المخصص للطوارئ فقط، شعرت بالخوف على صغيريها من أن يكون قد أصابهما مكروه لترد بسرعة دون أن تستأذن الطبيبة حتى:
جاءها صوت خالها باكيًا:
- غسق تعالي بسرعة لقد مات.


نهاية الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 06:36 PM   #344

بنت الشمالية

? العضوٌ??? » 505084
?  التسِجيلٌ » Jul 2022
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » بنت الشمالية is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير كيق حالكِ

اشكرك على الفصل الرائع بصراحة كل مره تبهريني في ابداعك بالكتابة والسرد

هالمرة بقول شي ثاني يمكن هالمرة اللي لفتني تشتت العايلة بعد ما كانوا جميعا في بيت المزرعة صار البيت مافيه حد وخالي(فاضي) عليهم وسبحان الله هذي هي الحياة مافي شي يتم على حالة

غسق .. ما اتخيل انها كانت بتكمل خطتها وتكسر ساجي في يوم عرسهم يا ربيه والحمد لله تداركت هالشي ..

زهراء فرحت لها ان قبلت في الياس حتى ولو مبدئيا على الاقل تعطي نفسها فرصة مع شخص يقدرها ويحس فيها وان شاء الله يكون يستاهل

الله يرحمه جدهم

لكي كل ودي واحترامي

استغفر الله العظيم


بنت الشمالية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 12:39 AM   #345

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعه بطريقة السرد و ربط الأحداث و الشخصيات
فكرة الرواية جديده
الكاتبة مميزة
اوقات النشر منتظمة
لا تعليق❤️


Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 04:08 AM   #346

عقد لؤلؤ

? العضوٌ??? » 485619
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 510
?  نُقآطِيْ » عقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح النور والسرور
تسلم يمينك على الفصل الجميل

اتوقع غسق راح ترجع حياتها طبيعية مع ساجي وراح ترجع تعيش في الوطن

زهرة فرحت لخطبتها الف مبروك ي عروسه

اتوقع جدهم توفى وبعد وفاته الخال سليم راح يجمع عياله وغسق
عنده في البيت ويرجعون يستقرون مع بعض في الوطن

شكرًا لك ننتظر الفصل الجاي

" اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها ، واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة "

ريما نون likes this.

عقد لؤلؤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 04:51 AM   #347

زهرة العود

? العضوٌ??? » 463123
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » زهرة العود is on a distinguished road
افتراضي

🙂🙂🙂
🙂🙂🙂💗💗💗
شكراا للكاتبة الرواية جمياة جدا


زهرة العود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 02:31 PM   #348

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

اكيد الجد فطس
روايتك جميلة استمري


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 04:14 PM   #349

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shadwa.dy مشاهدة المشاركة
رواية رائعه بطريقة السرد و ربط الأحداث و الشخصيات
فكرة الرواية جديده
الكاتبة مميزة
اوقات النشر منتظمة
لا تعليق❤
شكرا لتعليق واعتبره هذا تشجيع ليا شكرا انك واخذه بالك من انتظامي🌹
اتنمى افضل عند حسن ظنك على طول و روايتي كلها تعجبك

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 04:17 PM   #350

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقد لؤلؤ مشاهدة المشاركة
صباح النور والسرور
تسلم يمينك على الفصل الجميل

اتوقع غسق راح ترجع حياتها طبيعية مع ساجي وراح ترجع تعيش في الوطن

زهرة فرحت لخطبتها الف مبروك ي عروسه

اتوقع جدهم توفى وبعد وفاته الخال سليم راح يجمع عياله وغسق
عنده في البيت ويرجعون يستقرون مع بعض في الوطن

شكرًا لك ننتظر الفصل الجاي

" اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها ، واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة "
صباح النور
غسق في الطريق الصح خلاص
زهراء و شخصيتها القوية صعب تكمل مع آدم
العفوا باذن الله يوم الاحد يكون نازل في وقته
اللهم امين🌹

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.