آخر 10 مشاركات
و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخافقي ألوذ عن جواك (4) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة*مكتملة ومميزة * (الكاتـب : ام شیماء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14643Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-22, 01:28 AM   #501

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايما حسين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كيف الحال الريم
رمضان كريم

بتول
الشخصية المتخبطة بحياتها ،، إلى خلتنا نحزن عليها مع كل عيوبها ،،،، بتول بدور على شخص يرفع ثفتها بنفسها و يجعلها أميرة حياته و انها الشخص المهم بحياته بس للاسف بطريقة خاطئة ،،،،

و طبعا أمها بالعالم الاخر ،،، و اتوقع صديقتها رغد الشخص إلى حيساعدها ترجع للطريق الصح

أخيرا عرفنا سبب عدم استمراريتها بالجامعة و سبب دخولها السجن و سبب اصابتها بمرض السكري و للاسف هي السبب حبت تعيش حياة مناقضة لحياتها و ياريت على الاقل التزمت شوي و حافظت على حجابها و صلاتها على الافل بس للاسف حتى الدين بعدت عنه


الوليد و ابتسام
الثنائي الرائع الجذاب و الللغز الغامض

وجود الوليد بحياة ابتسام مرة اخرى مفيد فعلا و لحكمة إلهية كما خبرتها اختها ،،، بنطبق عليها ( و داوها بالتي كانت هي الداء ) ،،،، الوليد هو الداء و هو الدواء ،،،، ابتسام محتاجة شخص يعزز ثقتها بنفسها مرة اخرى و الوليد هو الي كسر الثقة عندها و هو الشخص المناسب الي يرجع يرمم الثفة عند ابتسام جتى لو ما رجعوا لبعض حيكون هو الدواء
و طبعا هاد توقعي البسيط

مثايل
الله يكون بعونها صعب الانسان يعيش حياة مو مستقرة ( مرة طلاق و مرة تراجع ) ،،،، الله يستر من عبدالله ، معقول تمسك فيها لما عرف قصتها ؟؟؟؟
يا ترى شو السبب
احساسه بالملكية لمثايل
ام غيرة
ام انتقام لانه شعر انه تم استغفاله من قبل الاب
ام استرداد لكرامة رجولته انها متباعدة عنه بسبب قصة قديمة ،، هون بكون شخصية معقدة لانه هو بنفسه كان مرتاح بهاد الوضع بسبب حبه القديم

متعب ( اللغز الثاني ) ( كيف انسرقت احلامه او اتدمرت )
شعوره صعب لما تم المقارنة بينه و بين اخوه الناجح او الشخص الطبيعي عنده وظيفة بيت مستقل زوجة ابناء
و تكون المقارنة من قبل الاهل ،، متل هاد الكلام بكون متل الرمح بقلب متعب ..

موفقة يارب
متحمسة للبارت الجاي
لنشوف رد فعل فارس لما شاف الوليد ؟؟

كالعادة تعليقك جميل ونظرة عميقة لكل الأحداث
شكرًا ياايما من كل قلب قلبي ❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 01:31 AM   #502

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايما حسين مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام
و انتي بخير و صحة و عافية و جميع احبابك
بالانتظار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدة بنت عثمان مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ياهلا بالحامل والمحمول ♥ألف مبروووك ياريوم القلب جعلك ومن الفائزين في إمتحان الدنيا والآخرة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماس لايخدش مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام..وأنتي بصحه وعافيه ❤وعساش من عواده ❤❤
موفقه ان شاء الله 🌹🌹
بإنتظارك.......
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم كحل مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وانتي بخير وصحه وسلامه اسئل الله ان يبلغنا رمضان جميعا ويرزقنا صيامه وقيامه ويتقبله منا قبول حسن

وكل عام والجميع بخير ومسره

منتظرين البارت ياجميله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shoagh مشاهدة المشاركة
جميله الروايه استمتعت فيها


شكرًا لتعليقاتكم المبهجة ودعواتكم الطيبة
وجعلكم الله من صام رمضان إيمان واحتساب وغفرت ذنوبه وحطت خطاياه
وممن شملتهم الرحمة والمغفرة والعتق من النيران ❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 01:32 AM   #503

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

أعتذر على التأخير
مراجعة أخيرة وراح ينزل الفصل
كونوا بالإنتظار❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 01:49 AM   #504

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
,
, اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم أنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
.
الفصل العاشر
(1)
.
.


.
.
.
غارق في دوامة لا منتهية من أسئلة تعجيزية ، يبحث عن طوق نجاة يوصله إلى برّ ذاته . . الحقيقة
ذاته المندثرة في ذكريات منسية . . ذاته المربوطة بحبّل لا مرئي بماضي يجهله .. ذاته التي يعيش مشّاعرها بكل دّقة .. ولكنّ يعصّي عليه معّرفة مسبّبات هذه المشاعر
ولكنّه . . مؤلمة . . فتاكة !
تفتك بجسده وتصيّره إلى فُتات غير مرئي !
بسبب ذاكرة قلبه العصية على النسيان . . ماذا لو أصابها العطّل الذي أصاب عقله
لّن يؤرقه " هوية القتل " الذي مارسه على طليقته . . ولنّ يهمّه رؤيتها في كل صبّاح . . لتهدئة نبضات قلبه و
لن يخشى الاقتراب منها
فالاقتراب منها يزعزعه . . يخشى إن يعرف ذاته الحقيقة ويجهل كيف يتعامل معها . . هو بعد صراع طويل وجّد هدنة تخوّله لتهدئة الحرب النفسية التي عاشها . .
منذ ذلك اليّوم . . المشؤوم الذي قرأ فيها رسالتها .. وهو عاجـز أمام ألم قلبه . . مُقيد بسلاسل غير مرئية
يدّور حول نفسه . . كالمجنون ..
حالته أقلقت أختيه ، وّ على ما يبدو أن " هنّد" أخبرت زوجها " محمد" ليحادثه ..
" وش فيك ؟ هند مرة قلقانة عليك .. خايفة ترجعك لك حالتك "
أطال النظّر في ملامحه وجهه ، قدّ يكون " محمد" أبن عمته يعّرفه أكثر من أختيه .. " وش عيوبي يا محمد قبل ؟"
امتعض وجهه وأجاب " وش فيك يالوليد ؟ همك بس تعرف عيونك ومانت مصدق وش تقول هند وديما عنك!"
" ما فيني شي .. جاوبني وش عيوبي !!!"
" والله الحق ينقال عيوبك قليلة يمكن أنك شوي عنيد وتتعصب لأشياء معينة بس "
" بس !!!"
" وش تبي تعرف الوليد ؟"
" علاقتي بزوجتي ؟"
قال بحيرة " بهذي والله مادري يا الوليد علاقتك فيها مايعرفها إلا هيّ !"
،
حدّيثه شّجعه على مقابلتها شخصيًِا ، ومعرفة شخصيته من خِلالها . . كل يّوم يُراقب خروجها من البوابة وقدمّيه ترّفض الذهاب إليها . . خائفة منّ الحقيقة .. والثبات في المجهّول يروقها .. ولكن إلى متى؟
حتى مرّت من جانبه وصدّح صوّتها يصلّ إلى أعماق قلبه " والله ماراح اسامحه ولا أحلله لو انطبقت السماء على الأرض اللي سوا فيني مو شوي"!
،
سِقط قلبه يتأوه جزعًِا . . وّ انتفض جسّده كمنّ تلقى صاعقة من السماء !
مالذي فعلته يا قاتلة قلبي ؟
مالذي جنّته ذّاتي الحقيقة . . بحقك؟
،
لا يعلم كيّف قادته قدمّيه ليدّخل إلى القاعة ، وكيّف أسهبّ في شِرح موضوع البحثّ .. وعيّنيه مرعوبة !
مسًد قلبه . . تريث .. يا قلبي !
لماذا كل هذا الفزع !
وعند أنتهاء اليوم الدراسي .. الذّي شعر انه يسير ببطء .. عِزم إن ينهي هذه المعاناة وإن يعرف حقيقته ... قدّ تكون مخاوف لا صحة لها .. قدّ تكون مشاعره المُنهكة آثار جانبية لذلك الحادث الذي أخذ منه الكثير ..
،
راقبها وهي تخرج من دورة المياه باتجاه البوابة ، ولِحق بها حتى اقتربت من البوابة وتنهد تنهيدة عميقة ونادّها" أبتسام !"
أرتعش جسدّها بأكمله ،والتفت إليه بفزع .. أقترب خطوة واحدة وهمّ إن يتحدث .. ولكن الجسد الذي أقبل نحوه شتته و اللكمة التي ضربت وجهه بحيّن غرة .. جعلته يرتد خطوة ... نحو ذاته الحقيقة
.................
حاول استيعاب ما يدور حوله . . وتمعن جيدًا بالرجّل الغاضب أمامه ، وهي تصّرخ برعب وّ تنادي بـ" فارس "
إذن هذا هو فارس .. .. وّ عاد يهجم عليه وهو يصرخ" وش الي جابك هنا يالحقير ! جاي تكمل عليها بعد اللي سويته .. جاي تقتلها !!!"
تلقى هجمّاته بجمّود ، " جاي تخرب حياتها ؟ وهي بالويل عاشتها ؟ جاي تستقوي عليها يالنذل يالخسيس يالمعفن"
كان يلكمه بعنف وهو يصرخ “وش اللي جابك هنا ؟ شلون تتجرأ تججي أساسًا؟؟؟؟”
كان يلقي عليه اتهامات جمة و مسبات بشتى الأنواع ..
حتى أمسكه من تلابيب معطفه وصرخ " ليش سااااااااااكت ؟؟؟"
وما عساه إن يّقول ؟
وهو يجهّل هوية الرجّل الذي يتحدّث عنه
الرجّل . . الماثل أمامه .. يسمّع حقيقته المؤلمة ..
كان صمّته هو الوقود لاشتغال فارس أكثـر .. عاد يهجم عليه بكل حسرة عالقة بقلبه ، ومشاهد أنهيار "ابتسام " المُتتالية بسبب هذا الرّجل الصامت .. تقتله !
قبّض على عنقه بكلتا يدّيه ، شعِر الوليد للحظة إنه سيفارق الحياة لا مُحال ، وعيّنيه كادت تخّرج من محجرهما من شدة الضغط
الجمّوع اجتمعت حّولهم ، وّصِراخ ابتسام يشّق الأفق .. وهي ترى المنظّر الذي كانت تخشّاه أصبح حقيقة !
فارس يقتل . . الوليد!
أيدي قوية انتشلت فارس من قعرّ جريمة كاد إن يقترفها . . وّ الأصفاد ألتفت حول معصميه .. ويبدو بإن أحدهم استدعى الشرطة
..................................
،
،
عينيّ زائغة .. وقلبّ مُوجوع ، يجلس قِباله الضابط في مركز الشرطة وّ فارس .. يصرخ بغّضب" هو طليق أختي وعنفها بالسابق حتى أنه أسقط جنينها بسبب شكوكه ! كدّت أموت رعباً وأنا أجده يقترب منها !!! لا يحق لكم حبسي !!! بل يجبّ عليه هو إن يتعّفن بالسجنّ!!!!"
" شوي شوي يافارس .. مايحتاج كل هالصراخ !"
قالها مازن بغضّب مكتوم ، ومحمد باضطراب ينظـر للوليد ويستشف ردة فعله على الحقائق التي سقطّت عليه كالصاعقة ، ولم يجدّ إلا . . الصمّت .. قال فارس بفظاظة" انا لولا الحرام كان قتلته! الكلب الحقيـر جاي بكل قواة عين يناديها ! ومعها بالكلية ! "
تأفف الضابط وقال " هلأ هدأت أيها الرجل ! لنسمع جميّع الأقوال !"
قضَم على شفتيه ولاذ بصّمت لحظي ، وتحدث الضابط " هل أدليت بأقوالك ؟"
أطال النظّر في وجهه الضابط ، منفصلّ عن الواقع وّ متقوقع بألم سحّيق . . يحاول استيعاب حقيقته
" الوليد !!!"
دعاه محمد الواقف بجانبه .. تحدث بخفوت "أنا متنازل "
شخّر فارس ساخراً " اي غصبن عليك تتنازل ! "
" أنت متأكد ؟"
" نعم .."
رفع الضابط حاجبيـه بتعجّب وقال" حسنا .. ولكن سيد فارس يجّب على التوقيع على محضّر بعدم الاقتراب من هذا الرًجل !"
" هذا اللي بقى !!!! "
" فارس بلا شوشرة ! لا يحقد عليك هالضابط ويودّيك بستين داهية ! وقعه وخلصنا !"
توّجه مرغمًا إلى مكتب الضابط ، ووقعّ على المحضّر .. وعندما انتهى قال بحقّد " المفروض أنك أنت متعفن بالسجن الحين ! وأنت اللي توقع على محضر ماتتعرض لأختي !! لكن هيّن يالوليد والله إن لإخذ حقّ أختي منّك هيّن "
وّ توجّهه للخـارج وخلفه مازن ، " يمكنكما الانصراف .. وقبلها عليك الذهاب إلى المشفى أيها الرَجل !”
أستقام وخرج بصمت بخطوات تائهه .. ظهَرت الحقيقة تزيد من مكيال العذاب الذي يتلحّف قلبه منذّ إن رأها . .
حقيقة ذاته
وما أبشعها من حقيقة !
أكّان بهذا السوء ؟
أ لهذه الدَرجة أذاها .. حتى إن أسقط روحًا كانت تتلحف بين أحشائها .. أسقط .. طِفل من صلبّه !
لم يخطئ عقله الفذّ بالتعجبّ من الفزع الذي يظهر من عينيها ، ولّم يتردد قلبه إن ينقبّض ويشككه في ذاته !
" الوليد "
دًعاه محمد بشفقة وهو يهيّم بين أروقة مركز الشرطة بلا هُدى .. حتى وجدّ مقعد جانبي رمى ثقله عليه وانحنى يحتضن رأسه بين يديه . . جِلس بجانبه محمد وقال" الوليد !"
" ليش كذبتوا علي ؟؟؟؟؟؟ ليش بكل مرة اسألكم تكذبون علي ليش ليشششش ؟؟؟؟ بفهم ليش ؟؟؟"
واعتدل وهو ينظّر لمحمد بحّرقة " تعاملوني كأني بزر عندكم ؟؟؟؟ ليش ليش ؟"
" اقسم بالله ماكذبنا ولا بحرف اقسم بالله "
" يعني اللي صار كذب ؟"
قال محمد بتردد" لا مو كذب "
صّاحّ بغضّب وقضم شفتيه .. وأردف محمد " والله يالوليد إنك كنت رّجال والنعم فيك ! ولازلت ! يارجال انا وياك متربين سوا ماعمري شفت منك العيبة ! حنا مانكذب عليك ! بس بس .. بس ..."
" بس وشو يا محمد؟ وشو؟؟؟ بس شفتوني ماعرف شي عن نفسي قلتوا يلا خلينا نكذب عليه مسكين !!!!! انا ماني مسكين ولا انتظر شفقة منكم !!! لو ماشفتها هنا كان والله العظيم مادريت عن نفسي !!! "
وتابع بغصّة" اقسم بالله احسني كرهت نفسي كرررهتها .. ياليتني متت مع أمي بالحادث وافتكيت "
وضحك ساخرًا" بس شكله عقاب من رّبي على اللي سويته فيها ! "
لاذ مُحمد بصّمت عمّيق ، وما عساه إن يّقول ونصّف الحقيقة لا تزال مخبئة بين أروقة ذاكرته المفقودة
.................................................. ..................
،
،
دّخل إلى الشقة وصّوت بكاءها كعادته يختّرق قلبه ويُصيره إلى حُطام .. سارع بخطواته إلى غرفتها وعقد حاجبيّه بانزعاج عندما وجدّ صديقتيها تجلسان بجانبها .. عندما رأته ابتسام تهللت أساريرها " الحمدلله الحمدلله طلعّوك!!!!
استقامت ميرال وقالت بهدوء " حسنا ابتسام .. سنذهب نحن الآن "
سئلت من بين بكاءها " لوحدكن ؟ انه الوقت متأخر !"
" لا تقلقي عزيزتي مارك يقف في اخر الشارع "
" هذا جيّد "
أبتعد عن طريقهن حتى خرجن ووجّد ميرال تطّل برأسها " تعا شوي !"
تأفف وخـرج إليها وقال بفظاظة " وش تبين ؟"
" مابدي شي منك .. بس شوي شوي على بسومة بعرف السانك وقح وما تقدّر اللي قدامك ! بس هيّ أختك ! واساسا كانت مخبية عنك وجوده منشانك ! عشان هي.."
" قلتيها أختي ! ماراح تصيرين أحّرص مني عليها "
عبّست بغّضب"الحق علي اللي بكلمك بإدّب ! إنسان وقح وحقير وسااااااافل "
تأفف" والله مو رايق لك .. توكلي على الله !"
انتفخت أوداجها من شدّة غضبها وقالت " منشان ابتسام بمشّي هيدي الاهانة ... لكن الأيام بيننا يا حقير !! "
وخّرجت بخطوات مُسرعة إلى الخارج ، لم يهتم وهو يغلق باب الشقة .. ويعودّ إلى الغرفة .. شِعر إن قواه خارت بسبب ما حدّث .. جِلس بجانبها وسئل بعتاب " ليش ما قلتِ لي ؟ ؟"
قالت من بين عبراتها " والله كنت خايفة خايفة أنك تقتله أو يأذيك!"
" ومو خايفة على نفسك ؟ ومو خايفة على أمي وأبوي اذا عرفوا ؟ مو خايفة أنه يأذيك وحنا ماندري ؟؟؟"
" والله ماعمره قرب مني أبد !! بس اليوم ! "
“متى شفتيه وشلون جاء هنا .. ماني مصدق أنه موجود هنا “
اجترعت ريقها مرات عدة وقالت “ يدرس هنا"
ظهرت الصدمة جلية على وجهه وردد " يدرس "
واردف بجرح "يدرس معك ولا قلتِ لي .. ولا حتى عطيتيني خبر "
عادت الدموع تسيل على خديها بصمت وبعدها قالت بيأس" خنرجع للسعودية يافارس .. مابي مشاكل خلاص الدراسة بكبرها كرهتها !"
ضحك بوّجع" يعني يوم كنت تقولين برجع للسعودية كله عشانه ؟؟؟ والله يبطي عظم يا ابتسام يبطي يكسرك مرة ثانية وأنا موجود ! ليش تحسبين الدعوى فوضوى ! ترجعين عشانه يدرس معك !!! هذا اللي بقى ! انتِ بتكملين دراستك غصبن عليه .. وانا اللي بتفاهم معه !"
وصمّت للحظة وأردف" بس يعز علي أنك مخبية علي! وساكتة ! ليش تحسبين ماوراك رجال يوقفه عند حده ؟ ماوراك سند ولا ظهر !! "
تنهدّ بعمق " مدري وش اللي جابه هنا وليش يدرس !!!!! الحقير الواطي ! مدري شلون برتاح وهو معك بنفس الكلية "
" لا والله لا يا فارس .. بس كنت خايفة .. خايفة "
قضّم على شفتيه بحنّق" وش حصلت من الخوف والسكوت بفهم بفهم ؟؟؟ المرة الأولى سكتي على تصرفاته وعذرك يمكن يتغير أو أو .. والحين وش العذر ؟ عشانك خايفة علي ! ماني بصغير عشان تخافين علي ... وحقك والله لأخذه !"
" وش بتسوي ؟" سئلته برعّب
" بكلم المحامي عشان يستأنف القضية اللي رفعناها عليه .. هذا هو الحين متعافي مافيه شي .. والمرة الأولى سكتنا عشان عمه اللي جلس يترجى ابوي عشانه بين الحياة والموت .. الحين كل شي تغير !"
قالت بعدم تصديق " رفعتوا قضية عليّه ؟"
" ليش تحسبين نبي نسكت له !!! بس الحادث اللي صار له هو اللي وقفنا"
ابتلعت ريقها وقالت " بس هو هنا شلون .. يعني شكله عايش أو .."
قاطعها وعينيه تلمع بحقد "راس ماله بيرجع السعودية .. ولو مايرجع الا لأخر يوم بعمري ماخذ حقك ماخذه "
.................................................. ..........................................
يتبع



الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 02:15 AM   #505

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)
.
.
.
.
.
.
تتراقص السعادة في داخلها، تكاد تطير.. من فَرْط سعادتها ستتزوج.. أخيرا ستتزوج برجل لا يمت بأي صِلة مع هذه العائلة!
" وش اسمه طيب؟ وكيف عرفتك أمه؟!"
لمّعت عينيها وأجابت عن رغد التي تحادثها في الهاتف "حامد وعمره ٣٢ وما عنده وظيفة ويشتغل بالتجارة مع والده، تَعْرفِي صاحبة ماما حنان في زواج علياء أجت جارتهم وشافتني وخدت رقم ماما وخطبتني لولدها!"
"طيب ارتحتِ له يوم شفتيه؟"
تَذَكَّرْت اللقاء الذي جمعها بِه منذ يومين.. بإطار النظرة الشرعية دخلت إلى غرفة الضيوف برفقة زوج والدتها ومعها صينية تحوي أكواب العصير تخشى أن تنزلق من بين يديها من شدة توترها تقدّمت بخطوات هادئة وكعبها العالي يَصْدَح بالأرجاء مُعلناً حضورها حتى وصلت إليه مدّت له الصينية وألتقط واحد ووضعته فوق الطاولة وجلست بعيداً عنه لهذه اللحظة لم ترى وجهه ولا ملامحه!
هل سيعجبه مسارها؟
هي سيروق له لون عينيها الغرِيب؟
رفعت عينيها بغتة.. وأَخرستها نظراته.. الباردة!
وشعرت بالنفور بسبب طُول شعره الواضح تحت الشماغ و أظافره
مع إنها تَكْرَه إن يكون الرجل طويل الشعر والأظافر
ولكن لا بأس يبدو بأن طبيعية نظراته تَتَّسِم بالبرود!
وعندما يتزوجان ستقنعه في قص شعره وأظافره!
لا بأس.. هذا اَلنفور الذي يقبّض على قلبها سيتلاشى حتمًا عندما تصبّحه زوجته!
أجابتها ب "أكيد"
"طيب استخرتي؟"
"ايش هي؟ "
“الاستخارة تصلين ركعتين وتقولين دعاء محدد.. اللي هو اللهم أني أستخيرك في علمك واستقدرك في قدرك وأسألك -من فضلك- العظيم فأنك تعلم وأنا لا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إذا كان هذا الرّجل خير لي في ديني ودنياي وأهلي ومالي وعاقبة أمري فيسره لي وإذا كان شر لي في ديني ودنياي وأهلي وعاقبة أمري
فصرفه عني واصرفني عنه واختر لي الخيرة حيثما كنت ثم ارضني بها”
اعترضت " لا رغد خلاص أنا ارتحت أخاف يكون شر ويبعد عنه!"
"تستهلين بتول! إذا كان شر ربي يبعده عنك قبل لا تتزوجون!!!"
قالت بلا مباله"ما عليك ما عليك خير خير!"
"بتّول انا ماودي اخرب فرحتك بس هذي الامور يبي لها شوية تفكير.. مو عشان بس تبين تطلعين من بيت خالي تقبلين بأي رِجَال!"
"ماهقيت على الله يجي!!! ما عليك خير يارغد"
تعالت طرقات الباب ودخلت والدتها ببسمة سعيدة
أقبلت نحّوها وقالت "توني سكرت من أُم حامد يبغون الملكة بعد أسبوع بس أنا قُلت لها خليها بعد أسبوعين لأني راح أسوي لكِ حفلة فخمة!"
لمّعت عينيها بسعادة ظاهرة "صدق يا ماما؟"
"أبوه صدق ياروح أمك.. وربي أني مرة سعيدة الله يوفقك يا روحي"
ضحكت بسعادة "امين امين"
واعقبت "تعالي تحت علياء وكلهم موجودين وبرضو سامي يبغي يشوفك قبل لا يسافر!""
"أجت علياء؟؟؟؟ غريبة ما طولت!"
"ما أُعرف! وجهها مخطوف من يوم ماجت! شكلها ما انبسطت!"
سئلت بتشفي "ليش؟"
"شكل زوجها مرة شديد! تحسب كل اَلرجال مثل أبوها!”
وأردفت وهي تعود أدراجها "يلا تعالي"
"حجي بعد شَوَيا لأن دوامي المسائي باقي له ساعة راح أغير ملابسي وأسلم عليهم"
"وليس ماتيجي الحين؟؟؟ "وبعدها..."
"من فيه تحت؟"
تأففت "كلهم فيها موسى وزوجته وسامي يلا كلهم يبغون يباركون لك"
موسى!
ابتلعت رِيقهَا وقالت "روحي يا ماما شويّات و أجي"
"لا تتأخري لأن سَامِي يسافر بالليل ويبغا يُشوفك!"
أطرقت برأسها.. وخرجت والدتها.. ورفعت هاتفها تنظر لرسالة رغد الأخيرة
(يا رب يكون حامد يستاهل الفرحة اللي أنتِ عايشتها!!!)
تراء لها بين نَاظِرَيْهَا صورته.
وتساؤلات تَطَرُّق رأسها تجعل سعادتها تتلاشى!
هل سيقبل ندوبها الواضحة والخفية؟
هل يستطيع إن يُنسيها حُب موسى!
هل سيقبل حقيقة دراستها؟
هل يحتوي ثقتها المهزوزة؟
ويحنو على مخاوفها الكثيرة؟
هل سيكون لها الأب الحاني؟ والصديق؟ والزوج؟
هلّ سيتقبّل لون بشرتها؟
وعيّنيها؟
هل سيكون لها الأمان المفقود؟
وهل وهل.. أسئلة كثيرة تزورها بين الحين والآخر!
ولكن تَدْحَرهَا بقوة.. وتمنّي نفسها إن حامد سيكون بلا شك منقذها!
استقامت تبدّل ملابسها وترتدي عباءة مناسبة للعمل، والتقطت حقيبتها وهاتفها وَتَوَجَّهْت للخارج
تَشْعُر إن أيامها بهذا البيت تتقلّص بمجرد إن تتزوج!
وعندما تتزوج.. ستحرص ألا تزوره إطلاقاً!
سَتَنْفِيه من عالمها.. وحتى الأشخاص الذي يعيشون فيه!
عندما وصلّت للأسفل، كان الجميع متواجد زوج والدتها والجدة وَرِيمًا.. وموسى.. وتلك المدللة
أَنْقَبِض قلبها لرؤية لموسى وهو يتحدث مع والده.. آه موسى .. آه يا معذب قلبي.. اليوم أخر يوم أشعر نحّوك بالحب الذي لو عَرَفْت قيمته لمّا تركته!
وبعدها سأحرص أن.. أرميك من قلبي!
عندما اقتربت منهم حيّاها هو بنفسه "هلا والله بتّول مبروك على اللي سمّعنا!" وغمز بعينه بمّرح
يجَرح قلبها ولا يُبالي.. يخبّرها بكل جرأة مكانتها لَدَيْهِ التي لا تتعدد مرتبة الأخت
ابتسمت بغصه "الله يبارك فيك"
"مبروك بتول"
نظّرت إلى رِيما" يبارك فيكِ"
وأيضا الجدة باركت لها.. وبينما زوج والدتها واجم بسبب لا تعرفه!
جلست بجانب علياء مرغمة.. والتي لم تنظر لها حتى! وبعد قليل أتت الخادمة معها أكياس كثيرة، وبدأت علياء باستعراض الهدايا القيمة بكل سرور يثير حنقها!
وَبِكُلّ حقارة منها قالت "سوري بِتَوَل نسيت أجيب لك هدية!"
تظاهرت بعدم الاهتمام "عادي!"
قال موسى بمرح “ إذا تزوجتي بتول لا تجبين لها أسحبي عليها “
ضحكت بخفة وقالت علياء بسخرية“عاااد من زين الذوووق “
تعالت ضحكاتها برفقة ريما بينما هي تكاد تَمُوت من شِدة الأحراج وانعقد لسانها أمام سخريتها الواضحة، وتقابلت أنظارها بغتة مع ريما ، جفّل قلبها بسبب سِهام نظراتها الحاقدة ، تشعر بتغيّر ريما المُريب وَتَجْهَل أسبابه
صدّح صوّته بغيض " وش هالهدية ياعلياء!!! ساعة جايبة نفسها بيوم زواجي!"
شهقت " صادق !"
واعقبت "عادي خلها سبيّر!"
قال بضحكة جميلة "بحط وحدة يمين ووحدة شمال ولا شرايك بتول؟"
كعادة قلبها ينتفض بمجرد إن يوجه لها وأيضًا تفهمت أنها يريد إخراجها من الحراج الواضح على محياها تجاوبت معه" حيصير شكلك مسخرة!"
ولم تغفل عن الشرار المنبعث من عيون ريما
هل تغار عليه؟ هذا هو التفسير الوحيد لتغيرها الملحوظ!
وتغير مجرى الحديث الدائر بين الجميع ماعدا زوج والدتها الصامت، حتى استأذنت للذهاب إلى عملها المسائي ولكن أوقفها صوته "بتول تعالي أبيك في مكتبي قبل لا تروحين"
وأنصب وهو يُردف "إن جاء ماجد خلوه يجي بمكتبي علطول!"
وَسَارَ باتجاه السلم ولحقته بخطوات سريعة
حتى وصلا إلى مكتبه وقال "سكري الباب يابتول واجلسي بكلمك!"
امتثلت لأمره وشعرت بالخوف يدب في أوصالها، هذه النبرة الجادة غريبة عليه!
جلس أمامها وقال بتنهيدة "أنتِ موافقة صدق على حامد؟"
"ايوا"
"ماهو ضغط من أمك؟"
"لا أبد أبد"
"طيب يا بتول شرايك تأجل الملكة لشهر! عندي سفرة تتطلب أسبوع ونص وإذا رجعت بتكون ملكتك ما بقى عليها شي و عشان كذا ودي اسأل عن سليمان أكثر!"
وأعقب "والله إنك حسبت بنتي وودي أسلمك لِرِجَال أكون واثق فيه، وبرضو عشان نحطه في الصورة بخصوص موضوع دراستك!"
دغدغت كلماتها مشاعِرهَا المرهفة وقالت "الله يسلمك ياعمي دَوْم تحسسني بالسند!"
أبتسم ولم يُعلق.. وأردفت قائلة "ما عليك يا عمي إن شاء الله سليمان كويس وما يحتاج تأجل الملكة! وأكيد ماما تُعرف صاحبتها كويس وولدها إن شاء الله كويس، ودراستي أساسا راح أصارحه بمجرد ما نملك.. وأكيد يتفهم!"
نظِر إليها مطولاً.. وقال "لو قلت ع....
قَاطع حديثه دخول ماجد عليهم.. ووجدتهَا فرصة مناسبة للهروب!
"استأذن يا عمي تأخرت كثير عن دوامي"
وانصبت متجهة للخارج وماجد تقدم خطوتين ينظر لهما بنظرات مبهمة!
"بارك لبتول ملكتها بعد أسبوعين"
قالها زوج والدتها بنبرة وجدّتها ساخرة بعض الشيء !
ولكن لم تهتم وتقابلت أنظارها بعينيه كم أحسّت بالنشوة والانتصار وهي تسمع مباركته بصوت بارد "مبـروك "
بسمة سعيدة ارتسمت على شفتيها و أجابت " الله يبارك فيك.. عقبالك!"
وأكملت طريقها.. بعيدا عنه.. وَبَعِيد عن القيود الغير مرئية والتي تشعر بأن ماجد.. يخنقها بها!
ستتخلص من نظراته المريبة والتي تحكي لها كم.. وكم هو يَعرفها كخطوط يَده!
.................................................. ................

أكمل سيّره بخطوات مثقلة أثقلت قلب والده واجم الملامح حتى جَلس قبالته "وش تبي يبه عندي شغل على الساعة ٦"
غض النظر عن السبب الرئيسي لضيقه "وش سالفتك مع موسى أنت؟"
نظّر إليه ببرود "ما صبر وراح يشتكي لك!"
وأعقب بسخط "ولدك ما يعرف مصلحة نفسه واللي عليّ.."
"موسى يعاندك!!! يعاندك!!! وأنت بنفسك تزيد الطين بله! إلى متى هالجفاء اللي بينكم يا ماجد؟"
وأعقب بِغَضَب "تجافي أخوك كذا عشان رجع صداقته مع فيصل وهو بكل مرة يجي يقول يايبه وش دعوى يخليني إلا أبعد عن فيصل وهذه علياء تزوجت خلاص!"
"فيصل نصاب! والله بيبي ينتقم بأي وسيلة وما عنده إلا موسى!، داخلين مشروع سوا وينصب عليه"
"أنت خليت فيصل يأخذ موسى وسيلة له!!!! ولا تصير شكاك بزيادة مو كل الناس مثل الناس اللي تداهمهم!"
غطى وجهه بكلتا يديه وقال "أنت بس علم ولدك يبعد عن فيصل ويريحنا!"
"لو ترك موسى فيصل بترضى عنه؟"
صِمت لدقائق طويلة ووالده ينتظر منه الإجابة حتى فاجئه "بقدم نقل لحايل”
قال سامي بصدمة"والله!"
"واردف بغصة"لا يا ماجد كان بقلبك لي غلا لا تسويها! ترى قلبي يصير معلق بين السماء والأرض إذا طلعت مداهمة شلون إذا صرت بعيد عني!يكفي طول عمرك بعيدًا عني "
تقابلت أنظارهما وأردف "ما عمري تدخلت بقراراتك يا ماجد.. إلا هذي! تكفي"
تَنَهَّدَ وقال "ابشر يايبه..."
"وموسى.. ما فيها ابشر!"
نظر لعينيه والده مطولاً وقال ساخرا "ابشر.. ابشر!!"
وسئل بضيّق" الحين ليش جاي هُوَ ومرته؟ ما ورآه دوام؟”
وأضاف ساخرًا" ولا عشان يشتكي لك!"
"ما قال شيء بس أنا سمعتكم ياماجد “ وتابع بمرارة “ ترى الجفاء اللي بينكم واضح يمكن أكبر خطأ سويته أني فرقتكم عن بعض يوم أنتم صغار .. أنت تربيت بين عمانك وجدتك وموسى وعلياء عند خوالهم .. يوم رجعت هنا فرق أفكار .. وبيئة .. وهذا أنت ماهمك الا حايل وأهل حايل “
طال صمته ماجد وهو مطرق الرأس رفع ناظريه ورأ الألم يظهر في عيني والده وقال "مالك دخل يبه تدري أنا اللي اصرت أعيش عن عماني وجدتي "
تمتمت سامي " كسبت حبهم وطبايعهم الزينة وخسرت أخوانك .. “
تأفف " يبي أنا كلي عيوب "
ضيق عينيه سامي " طيب وأخوانك .. أنت وعلياء كلن يرمي على الثاني كلمة وش كبرها وأنت وموسى الاعمى يشوف صدودك "
أشاح بوجهه بصمت
قال سامي بمرارة""زعلان علي يا ماجد؟"”
شِعر بنصل يخترق قلبه وقال بحشرجة "أحد يزعل على أبوه؟"
“عساها خيرة ماتدري ياماجد”
أختار الصمت.. وهو ساهم ينظر لنقطة غير مرئية
واستقام مقررا الانسحاب "مضطر امشي"
"تصرف الموضوع؟ طلع اللي بقلبك يا ماجد وخذ عهد على نفسك ما تطلع من الباب إلا وأنت ناسي!"
"الكلام سهل يايبه!"
وأكمّل سيره لخارج المكتب.. وتنهد والده بضيّق!
عندما توفت زوجته "سارة " كان ماجد أبن العاشرة و موسى أبن السابعة وعلياء لاتزال في سنتها الأولى , كان موتها فاجعة بالنسبة له … ولعائلتها .. ولان “ماجد " كان أكثرهم تعلقًا بها كان أشدهم ألمًا عليها , اقترحت زوجة والدته"الزين" والتي يعتبرها أمه فهي من ربته حين وفاة والدته أن تأخذ ماجد لكي يسلى عن ألمه .. كانت المدة المتفق عليها بضع شهور فقط .. ولكن ماجد تعلق بزوجه جدة وأعتبرها جدته الحقيقة من لطفها وحسن أخلاقها أحب العيش مع أعمامه وتشبع طباعهم وكان يرفض في كل مرة أن يعود للعيش معه .. وهو آنذاك كان يوافق بصدر رحب لانه يرى سعادة "ماجد " هناك وكان ذهاب "علياء وموسى " لزيارة أعمامهم تعد على الأصابع
حتى وصل الثانوية العامة بوقتها أمره هو بنفسه أن يدرس في “الشرقية “ .. وعند عودته …
صعق "ماجد " باختلاف البيئة التي تربى فيها ومابين تربية "موسى وعلياء " لذلك
كان يرى بوضوح تباعد “ماجد “ و “ عن موسى “
ونفور مابين “ علياء “ “ وماجد “
عند عودة ماجد إليهم .. كانت شخصية قويمة ورزينه .. تختلف عن "موسى " وشخصيته المستهترة
كان يرى "عدم التوافق " بوضوح .. ولكن يمني نفسه أنهما أشقاء ودماءه تجري في عروقهم
كانت "علياء " تستفزه بدلالها وتحررها من قيود هو تعود عليها في بيئة أعمامه حتى وضع حدا بعدم التدخل بشؤونها لكيلا تتفاقم الفجوة .. ولكن عندما دخل "فيصل " بالصورة .. أعلن جفاءه بصوت عالي ولم يسامح " علياء " على فعلتها .. ولم يقبل إعتذار "فيصل " وعودة العلاقة بينه وبين " موسى "
كم أنبه كثيرا .. على مافعلته "علياء" ورمى عليه كلام جارح ولكنه حقيقي .. حقيقي .. هو لم يستطع تربية " ابناءه الثلاث " .. بل كان منشغل تمامًا في تكوين ثروته الكبيرة .. متأكدًا أنهم في أيدي أمينة ..غافلا عن تتابعت هذه الأمر على علاقتهم .. الأخوية

.................................................. .............

عند خروجه من مكتب والده.. كمّ تمنى أن يرغمه والده على البوح وعلي النحيب وعلي البكاء!
ولكن كرامته ورجولته تمنعه من الانجراف خلف عاطفته تنهد بِثقل وأكمل سيره للْأسفل وملامحه تترجم البؤس الداخلي!
وعندما وصِل إلى الأسفل وتوجه للخارج دعته جدته الجالسة برفقة علياء و ريما وزوجة والده في الصالة الجانبية "ماجد!"
كتم تأففه استدار إليها" هلا جدتي تبين شي؟"
نبرته تبدو ثقيلة لذلك قالت بانزعاج "لا سلامتك بس شدعوه حتى السلام ما تسلم!"
لماذا الجميع يصر على اختبار صبّره؟
"مستعجل يا جدتي وراي شغل! أمري!"
"سلامتك روح الله يسمح طريقك!"
قالت علياء بنبرة مستفزة "يا جدتي شكله جته حالته اللي يقلب على الناس فجأة"
نظّر إليها باستخفاف وهي تتابع "حتى وأنا توي جاية من السفر ما شفته إلا بيوم زواجي ولا سويت له شي يسلم علي من ورى خشمه! شكلنا ماخذين حلاله وحنا ماندري!"
نهرّتها زوجة والده"علياء! ليتكِ ساكتة!"
أقترب نحّوها حتى أصبح يطّل عليها وهي جالسة على أريكة وحيدة وقال "الحشيمة لجدتي ولا كان قصيّت لسانك اللي وش طوله! اذا كذا تكلمين أخوك ولا تحترمينه شلون بزوجك الله يعينه! " وضحك بسخرية "هذا وجهي اذا ماجيتي مطلقة بعد شهرين وقولي ماجد ماقال!"
انتفضت بغِضب وانصبت لتكون أمامه، والجدة قالت بضيّق "وش هالكلام ياماجد!!!!!!! استهدوا بالله!"
"والله العظيم مدري وش اقول غير الله يخلف على هالأخوة اللي انت ماتعرفها! مريض روح تعالج عند طبيب نفسي!" نظّر إليها باستخفاف وأكمل سيّره غير مكترث ظاهريا بقولها
.

..................................................


تعالى رنين هاتفه وهو يسير بسيّارته إلى عمله الصعب .. رفعه ووجد والده يتصل عليه.. يكذّب لو أدعى إنه لا يحمل.. اَلْغَضَب اتجاه والده!
وَلكن يعلم بأن لم يكن يقصد.. التأجيل.. وبخيبة سِلم أمره لله لأنه أيقن إنه ما حدث خيرة
ومع اَلتَّسْلِيم الذي يخفف عليه وطئه قهره.. لا يزال يَشْعُر إن يود لو يتقيأ قَلْبه وَيُمْحِي ما به من شوائب هي سبب تعاسته!
"هلا يبه"
"شلونك الحين"
هو يحاول أن يتناسى وكم هي المحاولة صَعْبَة ووالده مَطْلَع على وجعه، لطالما كانت علاقته بوالده متينة لدرجة الوضوح التام بينهما يعلم بأن والده يحاول أن يعوضه عن سنوات كانت من أجمل حياته .. وجاء العوض بتقوية العلاقة بينمها .. لذلك هو يعتبر “ والده” صديق .. يفهمه في أحيانا كثيرة
"بخير لا تشيل همي"
"أنا مسافر الحين.. وعندك مداهمة صح؟"
"لا يبه بس راح نراقب الوضع.. يمكن بعدما نتأكد نداهم"
أتى صوته والده مستاءً " لك حدود الشهرين وأنت من مداهمة لمداهمة مافيه أحد غيرك ؟”
"الأوامر العليا يايبه"
"استودعك الله لا تصير ودائعه.. مع السلامة"
"مع السلامة وتأصل بالسلامة"
"ماجد!"
"سم"
"أدري إنها صعبة عليك.. وأنت مشغول بس ما أثق إلا فيك.. اسأل عن حامد خطيب بِتول.. قلبي قارصني.. إن لقيت الفرصة والوقت.. وإذا ما لقيت مو لازم.. بس تراها مسكينة والله"
احتد الصمت لثواني طويلة , وأعقب بعدها " يصير خير .. مضطر أسكر القائد يدق علي "
وأغلق .. ,أجاب عن قائدهم " أمر يا طويل العمر "
"أسمع ماجد رح للموقع .. وأصبر عشر دقائق ويجيك سيف وبعدها تقدم لحدّ ما تصير قدام البوابة وتنزل كأنه أحد المستأجرين.. وتتفاهم مع العامل اللي قدم بلاغ مفهوم"
"تم بإذن الله "
.................................................. ......
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 02:26 AM   #506

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(3)
.
.
.


جاء دورنا يلا مثايل"
أتى صوّت والدها بارد بلا روح يزيد من انقباض قلبها، دخلت برفقته إلى غرفة الطبيب وحيّاهم "أهلا وسهلا.. تفضلوا"
جلسا على المقاعد المتقابلة وسألها" كيف حالك يا مثايل طمنيني؟"
أجابت بهدوء"الحمد لله"
"وكيف الجرح الحين؟ ملتهب ولا لا؟"
"لا خف الالتهاب الحمد لله"
"الحمد لله.. ممكن تطلعين على السرير أكشف عليك"
لم تغفل عيّنيها عن رفض والدها ولكنها تجاهلته مرغمة، واستقلت على السرير وبدأ الطبيب بفحصها.. وعندما انتهى ساعدتها الممرضة على الاعتدال وعاد إلى مكتبه وهو يقول "لا الحمد لله اَلْجُرْح بدأ يلتئم"
تمتم والدها "الحمد لله"
عادت إلى اَلْمَقعد وأردف الطبيب "لكن مع كذا راح ننتظر وقت لحتى ما الجسم يتعود علي فقد الكلية حاولي قد ما تقدرين تعوضين الدم المفقود بالأكل الصحي وتحرصين على نفسك.. والأهم من هذا تأجلين الحمل أقل شيء ٦ شهور! لان الادوية اللي تاخذينها قوية جدا "
مالت ثغرها بسخرية وقالت "إن شاء الله"
"راح نكمل العلاج بعد.. وراح اكتب لك فيتامين زيادة وتعالي بعد شهر.. عشان نتطمن اكثر.."
"شكرا يادكتور.. يلا مثايل"
خرجت خِلفه.. تحاول مجاراة خطواته السريعة، وعيّنيها تبحث بين الوجوه عنّ وجه حفّر في شغاف قلبها.. لعّل رؤيته الخاطفة تُضيّف بلسما على جِراح قلبها المتفرقة.. ولكن وصلت للسيارة ولم تتُيح له الفرصة لرؤيته..
تنهدت تنهيدة خائبة، وشعّرت بانها تريد البكاء لأسباب عديدة!
ابتلعت غصّتها ووالدها يحّرك السيارة باتجاه البيت.. يتجاهل وجودها بطريقة بشعة!
عقاب والدها بشّع.. مُخيف..
يرهقها.. ويمزقها..
إلى متى؟
.. لا تعلم..
وتدرك إن لقب المطلقة إن لزّق بها سيكون عقابه.. أطول!
"متى يجي عبدالله؟"
أتى صوته يخترق أفكارها.."مادري"
أجابت بتعبّ ووهنّ..
قال بحدّة" شلون ماتدرين ماهو رّجلك؟"
"مايقول لي"
"ماتدرين إن رايح بمرته الثانية يعالجها"
شهقت بفزع.. وأختارت الصمّت!
"تحسبين ابوك مايدري!"
واردف ساخرًِا" لمتى وأنتِ بتخبين عن أبوك"
اختارت الصمّت حتى قال "هاه لمتى!!!!"
أدلت كذبتها بكل سلاسة "من حق عبدالله.. ماسوا شيء غلط وهو ماهو مقصر فيني عشان كذا ماقلت شي"
وعاد الصمّت يلوح بالأجواء حتى وصلا إلى البيّت ترجلت قبله وانتظرته حتى أصبح بجانبها ليفتح لها الباب.. وعند ولّوجها للممّر الضيق.. ووالدها يسير خلفها.. وجسده قريب منها.. ولكنّ روحه بعيدة.. بعيدة... بُعد قاتل.. انزلقت دِمعة وحيدة على خدّها الحنطي... وتأوهه قلبه.. كمدًا..
وقررت.. إن تنسى الطلاق
وإن تعود مع عبدالله مجَرد عودته.. ولكن كرامتها تحدَها على التراجع!
يكفيّ مانالتّه . ولكن العيش مع عائلتها أشبه بجحيم لا يُطاق!
وجدّت والدتها مع أمل تجلسّان بالصالة وعندما تقابلت أنظارها مع والدتها سألتها بلهفة" بشريني يامثايل وش قال الدكتور"
ابتلعت غصّتها عنوة وأجابت "يقول الحمدلله فيه تحسن"
"الحمدلله.. الحمدلله.. وش فيه وجهك مصفر!"
تهادّت دموعها على خدّها الأسمّر بسلاسة.. وانتفضت والدتها بجزع وهرعت إليها "وش فيك يامثايل!"
كمّ كّرهت ضعفها. وكم كّرهت نظرات والدها المغلفة بجمّود.. تعبّت منه
"مافيني شي مافيني شي "
"وشلون مافيك؟ " ونظـرت لوالدها تسأله برجاء " وش فيه ياسعيد وش قال لكم الدكتور!"
أشاح بوجهه بصّمت ووالدتها تصّر مثايل "قولي لي وش فيك خوفتني!!!!!! وش فيكم!"
مسّحت دموعها "والله مافيني شي يمه.. بس متضايقة شوي"
"من وش متضايقة!"
"تعبت ودي ارجع بيتي وعبدالله مطّول.. شوفي كيف السرير وسط الصالة وكلكم محتاسين عشاني هنا.. تعبت ودي ارجع بيتي استقر!"
،
تعبت ايضّا من تناقضي!
تعبّت من عقاب والدي.. وجمّود نظراته..
تعبّت من قلبي.. الذي لا يزال يتلهف لرؤيته رّجل هو سبب ما أعيشه الآن!
تعبّت.. من حياة لا روح فيها..
تعبّت من أيامي التي تمّر.. وأنا على قارعة الانتظار..
أنتظر السعادة.. في كل يّوم..
وسعادتي.. مرتبطة برجّلين..
أحدهما يعاقبني لهذه اللحظة.. والآخر.. بعيّد عني كبُعد النجّوم
تعبّت.. من نظَراته منيرة المليئة بعتّاب يمزقني
تعبّت.. منّ تأنيب الضمير الذي ينهش دواخلي في كل ليلة!
تعبّت.. منّي.. يا أمي
واستّها والدتها" ماعليه حبيبتي تحملي بكرى يجي عبدالله وترتاحين.. مايحتاج تبكين وتخوفيننا.. اجلسي وقومي يا أمل جيبي لها مويا بسرعة"
أسرعت أمل لتلبية طلب والدّتها، جلست بجانب والدّتها.. ووالدها اختفى عن ناظرّيها
وقالت والدتها "مالومك يامثايل كل وحدة تبي بيتها واستقرارها تحملي شوي يجي عبدالله بإذن الله وترتاحين.. وترى البيت بيتك ياعيني صح حنا عايشين بضيّق بس والله لو حنا عايشين بجحر عيووننا تشيلك!"
أتت أمل تمدّ إليها الماء.. أخذته وشًربت منه القليل وقالت أمل" إذا تبين أنا أنام بالصالة وأنتِ بالغرفة أريح لك!"
اعترضت والدتها "لا جوهرة تجي عندنا ومثايل تصير بالغرفة.. وكلها فترة ونرجع مثل أول "
.................................................. ...

دَخْل إلى البيت ووجد والده برفقة معاذ يجلسان في الفناء الخارجي وكلاهما يمسك بسيجارته يشاهدان التلفاز الموضوع على إحدى الأعمدة، توقف لبرهة يستوعب اَلْمَنْظَر الماثل أمامه، ورائحة السجائر تذكّره بتلك اللكمات التي تَلَقَّاهَا من والده عندما كان في سِن معاذ عندما وجده خلسة يُجَرِّب إحدى سجائره!
لم يستطع كتم اعتراضه وأقترب إليهما قائلا بسخرية "ما شاء الله الولد وولده يدخنون عادي! وأنا ضلوعي تكسّرت عشان جربت مرة! "
نظِر إليه والده باستخفاف "عاد ليت الضرب نفع فيك"
أخرسه قوّل والده،و أبتلع غصة وأكمل سيّره إلى الدّاخل وَوَجَدَ والدته وحنين في المطبخ تحضران القهوة قال بغلظة "حطي لي قهوة بالمجلس!"
"أبوي ومعاذ يتقهوون بالحوش تعال هناك"
قال بِغَضَب "ما بي عندهم بالحّر ابي بالمجلس!"
تأففت "طيب أعصابك! ماني حاطة قهوتين"
"هي صادقة تعال تقهوى معنا!"
"ما أبي!"
" يمه سوي له قهوة ثانية بودي هذي لابوي"
وسارت من أمامه وهي تحمّل الصينية "وراك ما تبي نتقهوى برى؟"
"تبين اشوف معاذوه يدخن مع ابوي وأسكت!"
أمتعضّ وجهها وقالت "ياروحي روحك مستحيل أنسا الضرب اللي جاك! بس هين والله لا أخذ حقك من معاذوه ومن أبوك!"
"لا تقولين شيء يمه.. ما عاد يفيد الكلام"
وأردف وهو يتّجه إلى غرفة المعيشة "خلي وحدة من البنات نسوي لي القهوة"وأعتلى صَوْته" ررححااب حسننا وحدة تجيء تسوي لي قهوة"
"أنا أسويه بس اجلس أنت"
أمتثل لأمرها.. وجلس وأشغل التلفاز ينتظر انتهاء القهوة.. أتت حسنا وقال لها "روحي سوي القهوة عن أمي"
"اليوم دور حنين!"
"افف انا ابي قهوة ثانية لي!!!"
"طيب يلا"
واختفت من نَاظِرَيْهِ، وأتت والدته تجلس بجانبه وهي تقول" لا تشيلها بقلبك يا متعب الزمن تغير عن أول.. وأبوك كبر ماله شدّة بالهواش والضرب ومعاذ التبن محد يقدر له"
آمال ثغره" أي أبوي طلع كل طاقته فيني.. ماينلاّم"
"شايله بقلبك يا وليدي؟"
أحمل الكثير.. والكثير في قلبي يا حبيبته
أحمّل ما لا تطيقين سماعه ولا يقبّله قلبكِ الحاني
وَأَتَجَوَّل بقلب مثقل كمسافر أضاع خارطة وطنه!
"عادي يمه"
نَبْرَته ظهّرت يائسة وحزينة، "ما عليك يا متعب بأخذ حقك منهم وأبرد حَرَتك! نسا أبوك المساطي اللي بظهرك وقاعد يتفنجلّ مع معاذوه هين!"
هل تستطيعين اقتصاص حقّي من الحياة التي تصفعني تعاستها في كل مرة؟
أطرق برأسه يجلي حَنْجَرَته لكيّلا تظهر ضعفه "ألا أقول شلون خوالي مانزمان عنهم!"
قرر تغيير مَجْرَى الحدّيث، خوفا من النحيّب بحضنها الذي يدعوه بكل رحابة
"ماعليهم طيبين.. وخالك مسفر مسافر ولا بالعادة ما يصبر ويجي عندنا"
"أمّا وين مسافر! وخبري فيه الريال ما هو في جيبه"
ضَحِكْت ساخرة "مسافر جورجيا يقول يمكن ألقى شقرا تقبل بفقري"
ضحك ساخرا "والله أخوك هذا حفله! ومتى يرجع؟"
"مدري عنه ما كلمته ولا كلمني!"
"شكله جَحَدَك ينه!"
ضَحِكْت " يسويها هذا هو يطف بشيء ويسحب علينا حنا يا خواته"
أقبلت حسنا تَحْمِل القهوة ووضعتها أمامهما قائلة "وراكم صرتوا أحزاب أبوي ومعاذ وحنين برى بالحوش وأنتم هنا!"
"برى حر موت.. أبوك ومعاذ وحنين ضبان"
تعالت ضحكاته وقال "ضبان مرة وحدة!"
"صادقة ولا بعد يشربون شاهي الواحد يشرب بيبسي موهيتوا بهذه الأجواء!!! حنا السعوديين مافينا طب”
“ خلاص جلودنا تعودت على الحر.. صبي قهوة"
"سوري بروح مشغولة تقهوى أنت وأمك"
وأسرعت للخارج وقالت والدته بثقل "ماندري متى يجي نصيبها هالبنت وترتاح من الكرف! متخرجة لها ٤ سنوات وكل ما يجيء خاطب ما يصلح لنا أو تتفركش الخطبة"
لمّ يعلق.. وهو يأخذ منها الفنجان وأبتلع رمقه بِتَوَجُّس خشية إن تفتح معه سيرة الزواج
"تعبت من الشغل والكرف صح فيه البنات يساعدونها بس كل شيء فوق رأسها! الله يجيب لها الرجال اللي يعزها يا الله يا كريم"
تمتم "آمين"
"ويفرحني فيك يا متعب"
كتم تأففه، وأردفت غير مكترثة بامتعاض وجهه
" متى تفرحني يا متعب! ترى الواحد إذا نوى الزواج ربي ييسر له وبنات الحلال كثير فيه اللي يصبرن وفيه بنات حمايل! أنت توكل على الله وربك ييسرها!"
"معك قيمة المهر! أنا ما معي إلا خمسين ريال امشي فيها نفسي لأخر الشهر"
عقدت حاجبيها بضيّق "يدبر ربك"
"وحتى لو قلتِ بنات الحلال كثير من تقبل بِرَجُل شهادته ثانوي وفوق هذا يشتغل سكرتي بسوق!"
"فيه والله فيه! جيران أختي حصة بنت يتيمة عايشه عند عمها ومرته أعوذ بالله يا عيشة قشرا بس تتمنى الرجال اللي يأخذها من الضيم!وحصة تعرفها بنت طيبة مناحليله والله لو تخطبها تفرح فيك"
قال ساخراً" وين أحطها!"
"نبني الدور اللي فوق لك ونحطها فيه"
"والحين هاليتيمه تروح من ضيم وتجي بضيم أكبر.."
تكتّفت "بالعكس والله وش هالضيم اللي بتعيشه معك وعندنا! بتعيش ملكة!"
تَنَهَّدَ وقال "اسمعيني ياميمتي أنا هالجلسة معك تسوى الدنيا وما فيها لا تخليني أهج وما عاد تشوفين وجهي! سيرة الزواج شيليها من بالك!"
قَرَصْت الدموع عينيها وقالت بغصة "لمتى لمتى"
أطلق صرخة معترضة وقال "يمه لا تقلبينها دموع! خلاص اقتنعي إن ولدك الكبير ما راح تشوفينه متزوج "
مسحت دموعها وتكتف بضيّق وأردف هو "والله لو إن وظيفتي زينه وراتبي على الأقل 3الاف كان فكرت أتزوج.. يايمه والله العظيم إن راتبي يا الله يكفيني! ما بي أظلم بنات الناس معي"
تَنَهَّدْت وقالت بحسرة "الرزق ولا كان أنت مفروض عسكري راتبك يعيش بيت"
بلل شفتيه وقال بقهّر "من قرادة الحظ يايمه!"
شهقت معترضة" بسم ربي عليك لا تقول كذا! عسى ربي يعوضك باللي أحسن!"
"كم عمري وينه العوض؟"
شتم نفسه على انفلات لسانه أمامها، وهو يرى بوضوح دموعها التي انزلقت على خدّيها، أشاح بوجهه مرغمًا، وتشبث بِالصَّمْتِ غير قادر على إيجاد كلمات تواسيها.. أو تواسيه.. وهو يذّكر ذاك اَلْحُلْم الذي كبر معه حتى كاد إن يصبح حقيقة.. حلم دخوله إلى "الحرس الملكي "لعلّ في دخوله يَكْسِب رضا والده الساخط عليها دائمِا..
قدّم أوراقه وفي ثنايا قلبه أمل.. والأحلام تُطَوِّقهُ في كل ليلة!
عندما يُقبل.. و يستلم أول راتب.. سيحرص على تحضير وليمة كبيرة تجمع أقاربه و سيرفع رأسه والده، سيحّرص على إعطاء والدته مصروف شهّري، وسيغدّقها بالهدايا. وسيحّرص على تدليل أخواته الخمس.. وحتى معاذ ومشعل لن يبخّل عليهما.. وبعدها سيفكر بالزواج ليرضى والدته.. سيمتّع نفسه، ويشتري سيارة جديدة.. سقطت أحلامه من عُليائها إلى حاوية الواقع.. وً انطفأت شُعلة الأمل.. وهو يرى صديقه يُقبل وهو رفُض ملفه!
لا يعلم سبب الرفض تحديدا .. وحاول مرات عدة في كل مرة يقبل بالرفض ..
لم يتحمّل الخسارة.. وشرب منها حتى التخمة.. وهو في كل مرة يبحث عن عمل تغلق الأبواب في وجهه.. حتى يأس من إيجاد عمّل.. يرضيه ويرضى سخط والده.. ويسعد والدّته!
…………………………………………� �…………………………………………� ��…………….
،
" حابس نفسه في غرفته من يوم ما عّرف ياخالي ، وهند وديّما يبكون عند غرفته وهو لا حياة لم تُنادي !
قال عمّه بضيّق " لا حول ولا قوة الأ بالله ! منوين جتنا هالمصيبة ! استغفر الله ما هقينا إنه تعافى وبدا يعيش حيّاته ! “ صمت لثواني وهو يتنهد بهم

..واردف" وشلون عرفها ؟"
" مادري ياخالي .. هو له فترة بس يسأل وش عيوبي وش كانت علاقتي بطليقتي ؟ وخاطره متكدر ! ما توقعت انه عرفها .. وعاد أخوها فارس ما بقى كلمة ما قاله له ! "
تابع بحشرجة " وشلون لو عّرف بكل السوالف اللي صارت له ! "
" لا يعرف وماهو بعارف .. هذا وهو عّرف نصها هذي حالته ! اللي صار انتهى ! انتبه يامحمد أنك تزّل عنّه انتبه ! "
" مجنون أنا ؟ مستحيل مستحيل .. طيب زوجته تعرف أنه .."
" لأ من حمدّ ربك ما عرفت ولا حتى أهلها .. وحتى السالفة أنتهت من شغله .. أعفوه من منصبه عشانه مريض .. هذا اللي يعرفه وحنا نعرفه "
" وش السوات ياخالي ؟ "
"بحاول أتصل عليه لعلّ وياعسا يرد علي .. أدري أنه يسمع مني .. بحاول فيه .. بس أمانتك هند وديما يامحمد .. هندّ زوجتك وأدري أنك لها سند .. بس ديما هالضعيفة .. هي اللي ضاعت وبكلم سامي كان له سفرة يمر عليكم!"
" ماعليك ديما حسبت أختي .. وبإذن الله سحابة صيف وتمّر ويرجع الوليد يحتوي خواته .. تطمن !"
" الله كريم الله كريم .. يلا مع السلامة .. وبيننا اتصال بإذن الله "
وودّعه .. وّ اتجه إلى الدّاخل والضيق بادّي على ملامحه . . يشعّر بالشفقة على الحال الذي آلتّ إليه أمور عائلة خاله " عبدالعزيز " وإلى حال رفيق طفولته !
لا يزال يذكّر عندمـا أفاق من الغيبوبة والضياع مرتسم على ملامحه وجهه . . يجّهل منّ حـوله . . ويجهلّ هويته الحقيقة !
وكان هو صدّيق تلك الغربة . . كان يرافقه بالليالي وأنينه يرتفع بوّجع .. كان لا يستطع التحدًث ولا السيّر.. وصدّمة فقدان ذاكرته كان القشة التي تهاوى فيه أمله !
يرفض العلاج الطبيعي وينتشّل المغذًي من وريده وكأنه يُعاقب نفسه يصدّ عن أختيه وّ الطامة الكبرى عندما عّرف أن والدته توفيت بنفس الحادث بسبب جدّته التي زّلت بحديثها معه
و حالة ديما وهند أسوأ منّه .. كانت ديما في السعودية وأصّرت على المجيء إليه .. كل واحدة منّهن لا تعرف هل تعزي نفسها على وفاة والدّتها .. أو النحيّب على حالة " الوليد " السيئة !
.................................................

تطرق بحّرقة الباب الفاصل بينها وبينه ، تشعـر وكأنه جيّل شاهق يمنعها من رؤيته . . ومخاوف كثيرة تعصف في قلبها الذي عانى من فقدّ والديها بعمّر صغير ، واضعة كافة آمالها على أخيها الذي تعتبره هو الآمان بحياتها الملئية بندوب الفقد ، ماذا لو عادتّ إليه حالته التي عانى منها ؟ ماذا لو أبعدها عنّ مُحيطه الدافئ ؟
متقوقعاً بمصابه ؟
وهيّ ؟
كيف ستعيش وحيدة بدّون أب و لا أم
و لا أخ .. يغدقها بحنانه ؟
هذا التفكير يشعرها بالرهبة وكأنها على جرف هاوية تبتلعها
صدح صوتها بغصة" الوليد تكفى تكفى .. لا تحبس نفسك عننا تكفى "
اردفت" الوليد .. أنت حي ولا ميّت"
ونظّرت إلى هندّ بفزع" لايكون مااات هند يمكن ماااات وحنا ماندري "
قالت هند بتوتر " أهدي ديما وش فيك شلون يموت وهو بس حابس نفسه "
تعالت طرقاتها وقالت بانهيار" ماااادري يمكن أنتحر .. الوليد تكفى أفتح تكفى ... وعندما طال صمته أعقبت بحرقة "حررررام عليك !!!"
والتفت إلى هند وتساءلت " طيب ليش مايقابلنا ليش ؟ حنا وش ذنبنا وش ذنبا ؟؟؟"
" اهدي ياديما اهدي "
التفتن إلى محمد المقبّل " ماعليك لا تخافين وأن شاءالله هو بيطلع من نفسه .. خلونا نخليه لحاله هاليومين "
اعترضت " مستحيل نخليه مستحيل !!!!!! مستحيل أخاف يرجع نفس الوليد قبّل والله ما أتحمل !!"
تقابلت أنظار الزوجين بقلق ، وقالت هند برجاء" الوليد حرام عليك أرحم ديما .. بس أطلع شوي طمنّا عليك "
"الوليد والله العظيم ماكذبنا عليك ولا بحرف !! هي الكذاااااااابة تقول فيك شي ما شفناه !!! الوليد أنا خلاص تيّتمت مرة تبيني اتيتم مرتين ؟؟؟؟"
فُتح الباب في حيّن الغرة وظهّر بوجه الغائم . وشكله الأغبرّ .. والضيّاع يظهر في مقلتيه نظّر إلى ديما وقال برجاء " أنا بخير ياديما .. تكفين خليني لحالي .. "
قالت من بين شهقاتها" لمتى ؟ لمتى ؟"
" أوعدك .. أني برجع الوليد اللي تعرفينه .. بس اتركيني ! والله نفسّي مو طايقها!"
ارتدت للخـلف بخيبة" مثل ماتبي "
وعاد إلى الداخّل مغلق الباب خلفه .." تعالي ياديما ننزل .. وسبحان الله ابو طبيع مايخلي طبعه حتى وهو فاقد ذاكرته إذا تضايق يحبس نفسه يومين وبعدها يطلع ولا كأن شي صار "
وأردفت بعبرة" بس هالمرة غيّر ! "
سّاد صمّت طويل بين ثلاثتهم حتى وصلوا للأسفل ، وتقابلوا على الأرائك . . سئلت ديما بتعاسة " هو شلون عرفها ؟ وشلون شافها ؟ وشلون جت أساسًا هنا ؟ وليش هي كذبت عليه ! "
وأردفت بحيرة"وربي كانت علاقتهم مرة كويسة ! مو معقولة هي تقول كذا !"
تكتّفت هند وقالت بحنّق " انا لازم أقابلها وأفهم منّها ! مو معقولة تقلب علينا هي وأهلها ! وأخوها يتبلى عليه .. الله ينتقم منها !"
" بس هند هي كانت مرة طيوبة! وكنا معها سوا تذكرين؟ والله كأنها اختنا !"
قال محمد بهدوء" اللي صار صدق .. وطليقة الوليد ما كذبت بحَرف !"
قالت هند باعتراض " مستحيل مستحيل مستحيل! لو أشوفه يضربها قدام عيوني مستحيل اصدق ! .. منجدك محمد مصدق وحدة كذابة ؟ "
" وش مصلحتها تكذب ؟"
تطلعت إليه بـاحتجاج" مادري ! بس مستحيل أخوي يضرب مستحيل ! ولا بعمره مد يده علي ولا على ديما يقوم يضرب زوجته ؟ وفوق كذا كانت علاقتهم كويسة!
" وش دراك انها كويسة؟ تعرفين أسرار البيوت؟"
رفعت حاجبيها باستنكار وقالت" وانت وش دراك أنها صادقة؟"
تنهدّ " لأنها رفعت قضية عليـه ! و ترقدت بالمستشفى شهر كامل ! فيها انهيار عصبي و كسر في ضلوعها ويدها وسقطت بعد!"
تقابلت أنظار الأختين بذهول من حدّيثه ، واحتجَت هند وهي تنتفض " مستحيل مستحيل !"
وتفّوهت ديما بحيرة " معقولة ! معقولة ! الوليد يسوي كذا ! ليش ليش !"
" يمكن عيّن !!! " صاحت هندّ واردف " كنت خايفة من يوم ماتزوجوا من عيون الناس عليهم ! والله عين عيييين أو سحر!!!!!"
" يمكن عين .. ما ندري "
قالتها ديما بتِيه . . وتابعّت هند " والله كان كلّن يتمناه لبنته ! وياكثر الايام اللي لمحوا له وكم رجال بعظمة لسانه قال عطيتك بنتي ! بس عمي فهد الله يطول في عمره كان يردهم .. ويوم تزوج منها كلّن جِلس يدّق عليه ! "
" يعني واضحة اللي صار بينهم ! عيّن ! هو طيب وهي طيبة ! .. مو معقولة الوليد يضرب وهو واعي !"
تنهدّ " محمد " براحة خفيّة وساير حدّيثها بـ" يمكن ليش لأ "
.

..................

رنيـن الهاتف يتصاعد منذّ عشرة دقائق ، وهو بعيّنيه التائه ينظّر لها بخواء .، و اسم " عمه فهد " يتّوسط الشاشة . . ماذا سيّقول له عمه هذه المرة ؟ أنهضّ ودعّ عنّك اليأس ؟ أّم إنه سيبرر كذباته عليه ؟ أم إنه سيجدّ حلا لهذا الوّصب الذي أودى قلبه إلى جثّه هامدة !
أم إنه سيحسن صورة ذاته لدّيه ؟ أم إنه سيخبره بإن " طليقته" كاذبة !
اه .. كم يتمنى لو إنها كاذبة هي وأخيها ويريدان تلفيق تهمة عليه . . كم يتمنى لوّ إنه لم يلتقيها . . الجهّل أفضل من الحقيقة القاسية . .
وما ضاعف وجّع قلبه . . هو إن تلك العينين المرعوبة ليست كاذبة ، وإن الرجفة الواضحة بيدّيها بوجوده كانت تخفي ورائها أيام وليالي منّ الرعب الذي بثّه في قلبـها !
كيّف قام بإيذائها ؟ كيف تجرأ على إنزال دموعها؟ هل كان يكرهها سابقًا ؟ أمّ إنه يحمل نحوها هذه المشاعر الجمّة من الحب ؟
هو يُحبها . . يشعر بإن قلبه يُصبح فتاتًا عندما يراها !
بل إنه يشعر إن يومه بلا حياة . . إذ لمّ تسقط عينيه عليها وتصّد هي بوجهه مرعوب !
يشعّر بالنفور والكره من نفسّه ، يتمنى لو يمزق نفسه إلى أشلاء ويرتاح من هذا المُخاض اللامنتهي
.................................................. .................................................. ..............
تمّ الفصـل بمشاعر " الوليد " وبدأ فيه !
توقعاتكم للقادم ..و تعليقاتكم أنتظرها على هذا الفصّل بشغف
ونلتقيكم بعد رمضان بإذن الله
[/color][/center]


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 02:55 AM   #507

Rahafll

? العضوٌ??? » 460431
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » Rahafll is on a distinguished road
افتراضي

ماشاءالله تبارك الله

Rahafll غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 11:09 AM   #508

Khadija ed

? العضوٌ??? » 392191
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 108
?  نُقآطِيْ » Khadija ed is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة و احدات شيقة 🥰🥰

Khadija ed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 06:48 PM   #509

ايما حسين

? العضوٌ??? » 476422
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » ايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بارت هادئ بس عميق و مليان بالمشاعر
خصوصا فارس و الوليد
فارس الاخ السند لاخته ابتسام المقهورة و المغبونة و الي تعرضت للظلم و الشك بشرفها ،،،، يالله كلامه كيف قوي و انفعاله بوجه الوليد و الضابط
ظاهر الحقد و الغبن اتجاه الوليد خاصة انه ما اخدوا حقها منه ،،، و خاصة انه خبت عليه وجوده معها بنفس الكلية
بس فارس لو فكر ثواني عرف انه اخته نفسيتها اتحسنت لانها قاومت امامه طول الفترة و ما انهارت مثل اول مشكلتها مع الوليد

الوليد
المشاعر المتضاربة حزن على صدمة على خذلان على قهر ،،،، من موقفه مع صديقتهم الاجنبية المسلمة و كيف مع الحق تحت اي ظرف ظهر انه ذات شخصية قوية بعرف يتصرف في المواقف الطارئة
و مع ذلك كان صامت طول الوقت و مادافع عن نفسه مع فارس او الضابط
شعوره جدا صعب يكتشف اشياء جديدة عن نفسه او بالاصح الجانب السئ من شخصيته بما انه شخصية الجميع بمدح فيه بس هو بده يعرف الجانب السيئ فيه و ما حدا راضي يخبره خايفين عليه من انتكاسه جديدة او هيك فهمت

بارت كان يوضح شخصية ماجد و علاقته مع اهله و سبب التباعد مع اخوانه بس لسه اتوقع في اسرار موجودة بين ماجد و الاب لانه الاب قال بمرارة زعلان علي يا ماجد ؟؟؟ و كمان جمله ( يكذب لو ادعى انه لا يحمل الغضب اتجاه والده )
ياتري شو السبب لانه ارسله لاعمامه ام لسبب اخر ؟؟
و كمان لاحظت شي جمله (لا يزال يشعر ان يود لو يتقيأ قلبه و يمحي ما به من شوائب هي سبب تعاسته )
كلمة ( هي ) تعود لمن يا ترى ؟؟؟

بتول المتهورة هاد اللقب المناسب لها هاد البارت
بتول شايفة انه حامد القشة الي يتمسك فيها الغريق ـــ الله يستر من هاي القشة لا تطلع هواء و ما بنمسك اصلا
مشكلتها الاساسية المهم اطلع من البيت بأي طريقة كانت حتى ما سمعت كلام زوج امها انها تتأتى

متعب
شخصية مو مرنة اطلاقا بنى احلامه على نوع معين من الوظائف و لما انرفض اكتر من مرة شعر بالفشل
انسان غريب الصراحة

رمضان كريم الريم و متشوقين للبارت الجديد بعد رمضان
بالتوفيق
كل عام و انتم بخير اهل روايتي جعله شهر تتحق فيه دعواتكم و تجبر فيها خواطركم


ايما حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 09:57 PM   #510

فوق السحاب مستواي
 
الصورة الرمزية فوق السحاب مستواي

? العضوٌ??? » 488203
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » فوق السحاب مستواي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة
(3)
.
.
.


جاء دورنا يلا مثايل"
أتى صوّت والدها بارد بلا روح يزيد من انقباض قلبها، دخلت برفقته إلى غرفة الطبيب وحيّاهم "أهلا وسهلا.. تفضلوا"
جلسا على المقاعد المتقابلة وسألها" كيف حالك يا مثايل طمنيني؟"
أجابت بهدوء"الحمد لله"
"وكيف الجرح الحين؟ ملتهب ولا لا؟"
"لا خف الالتهاب الحمد لله"
"الحمد لله.. ممكن تطلعين على السرير أكشف عليك"
لم تغفل عيّنيها عن رفض والدها ولكنها تجاهلته مرغمة، واستقلت على السرير وبدأ الطبيب بفحصها.. وعندما انتهى ساعدتها الممرضة على الاعتدال وعاد إلى مكتبه وهو يقول "لا الحمد لله اَلْجُرْح بدأ يلتئم"
تمتم والدها "الحمد لله"
عادت إلى اَلْمَقعد وأردف الطبيب "لكن مع كذا راح ننتظر وقت لحتى ما الجسم يتعود علي فقد الكلية حاولي قد ما تقدرين تعوضين الدم المفقود بالأكل الصحي وتحرصين على نفسك.. والأهم من هذا تأجلين الحمل أقل شيء ٦ شهور! لان الادوية اللي تاخذينها قوية جدا "
مالت ثغرها بسخرية وقالت "إن شاء الله"
"راح نكمل العلاج بعد.. وراح اكتب لك فيتامين زيادة وتعالي بعد شهر.. عشان نتطمن اكثر.."
"شكرا يادكتور.. يلا مثايل"
خرجت خِلفه.. تحاول مجاراة خطواته السريعة، وعيّنيها تبحث بين الوجوه عنّ وجه حفّر في شغاف قلبها.. لعّل رؤيته الخاطفة تُضيّف بلسما على جِراح قلبها المتفرقة.. ولكن وصلت للسيارة ولم تتُيح له الفرصة لرؤيته..
تنهدت تنهيدة خائبة، وشعّرت بانها تريد البكاء لأسباب عديدة!
ابتلعت غصّتها ووالدها يحّرك السيارة باتجاه البيت.. يتجاهل وجودها بطريقة بشعة!
عقاب والدها بشّع.. مُخيف..
يرهقها.. ويمزقها..
إلى متى؟
.. لا تعلم..
وتدرك إن لقب المطلقة إن لزّق بها سيكون عقابه.. أطول!
"متى يجي عبدالله؟"
أتى صوته يخترق أفكارها.."مادري"
أجابت بتعبّ ووهنّ..
قال بحدّة" شلون ماتدرين ماهو رّجلك؟"
"مايقول لي"
"ماتدرين إن رايح بمرته الثانية يعالجها"
شهقت بفزع.. وأختارت الصمّت!
"تحسبين ابوك مايدري!"
واردف ساخرًِا" لمتى وأنتِ بتخبين عن أبوك"
اختارت الصمّت حتى قال "هاه لمتى!!!!"
أدلت كذبتها بكل سلاسة "من حق عبدالله.. ماسوا شيء غلط وهو ماهو مقصر فيني عشان كذا ماقلت شي"
وعاد الصمّت يلوح بالأجواء حتى وصلا إلى البيّت ترجلت قبله وانتظرته حتى أصبح بجانبها ليفتح لها الباب.. وعند ولّوجها للممّر الضيق.. ووالدها يسير خلفها.. وجسده قريب منها.. ولكنّ روحه بعيدة.. بعيدة... بُعد قاتل.. انزلقت دِمعة وحيدة على خدّها الحنطي... وتأوهه قلبه.. كمدًا..
وقررت.. إن تنسى الطلاق
وإن تعود مع عبدالله مجَرد عودته.. ولكن كرامتها تحدَها على التراجع!
يكفيّ مانالتّه . ولكن العيش مع عائلتها أشبه بجحيم لا يُطاق!
وجدّت والدتها مع أمل تجلسّان بالصالة وعندما تقابلت أنظارها مع والدتها سألتها بلهفة" بشريني يامثايل وش قال الدكتور"
ابتلعت غصّتها عنوة وأجابت "يقول الحمدلله فيه تحسن"
"الحمدلله.. الحمدلله.. وش فيه وجهك مصفر!"
تهادّت دموعها على خدّها الأسمّر بسلاسة.. وانتفضت والدتها بجزع وهرعت إليها "وش فيك يامثايل!"
كمّ كّرهت ضعفها. وكم كّرهت نظرات والدها المغلفة بجمّود.. تعبّت منه
"مافيني شي مافيني شي "
"وشلون مافيك؟ " ونظـرت لوالدها تسأله برجاء " وش فيه ياسعيد وش قال لكم الدكتور!"
أشاح بوجهه بصّمت ووالدتها تصّر مثايل "قولي لي وش فيك خوفتني!!!!!! وش فيكم!"
مسّحت دموعها "والله مافيني شي يمه.. بس متضايقة شوي"
"من وش متضايقة!"
"تعبت ودي ارجع بيتي وعبدالله مطّول.. شوفي كيف السرير وسط الصالة وكلكم محتاسين عشاني هنا.. تعبت ودي ارجع بيتي استقر!"
،
تعبت ايضّا من تناقضي!
تعبّت من عقاب والدي.. وجمّود نظراته..
تعبّت من قلبي.. الذي لا يزال يتلهف لرؤيته رّجل هو سبب ما أعيشه الآن!
تعبّت.. من حياة لا روح فيها..
تعبّت من أيامي التي تمّر.. وأنا على قارعة الانتظار..
أنتظر السعادة.. في كل يّوم..
وسعادتي.. مرتبطة برجّلين..
أحدهما يعاقبني لهذه اللحظة.. والآخر.. بعيّد عني كبُعد النجّوم
تعبّت.. من نظَراته منيرة المليئة بعتّاب يمزقني
تعبّت.. منّ تأنيب الضمير الذي ينهش دواخلي في كل ليلة!
تعبّت.. منّي.. يا أمي
واستّها والدتها" ماعليه حبيبتي تحملي بكرى يجي عبدالله وترتاحين.. مايحتاج تبكين وتخوفيننا.. اجلسي وقومي يا أمل جيبي لها مويا بسرعة"
أسرعت أمل لتلبية طلب والدّتها، جلست بجانب والدّتها.. ووالدها اختفى عن ناظرّيها
وقالت والدتها "مالومك يامثايل كل وحدة تبي بيتها واستقرارها تحملي شوي يجي عبدالله بإذن الله وترتاحين.. وترى البيت بيتك ياعيني صح حنا عايشين بضيّق بس والله لو حنا عايشين بجحر عيووننا تشيلك!"
أتت أمل تمدّ إليها الماء.. أخذته وشًربت منه القليل وقالت أمل" إذا تبين أنا أنام بالصالة وأنتِ بالغرفة أريح لك!"
اعترضت والدتها "لا جوهرة تجي عندنا ومثايل تصير بالغرفة.. وكلها فترة ونرجع مثل أول "
.................................................. ...

دَخْل إلى البيت ووجد والده برفقة معاذ يجلسان في الفناء الخارجي وكلاهما يمسك بسيجارته يشاهدان التلفاز الموضوع على إحدى الأعمدة، توقف لبرهة يستوعب اَلْمَنْظَر الماثل أمامه، ورائحة السجائر تذكّره بتلك اللكمات التي تَلَقَّاهَا من والده عندما كان في سِن معاذ عندما وجده خلسة يُجَرِّب إحدى سجائره!
لم يستطع كتم اعتراضه وأقترب إليهما قائلا بسخرية "ما شاء الله الولد وولده يدخنون عادي! وأنا ضلوعي تكسّرت عشان جربت مرة! "
نظِر إليه والده باستخفاف "عاد ليت الضرب نفع فيك"
أخرسه قوّل والده،و أبتلع غصة وأكمل سيّره إلى الدّاخل وَوَجَدَ والدته وحنين في المطبخ تحضران القهوة قال بغلظة "حطي لي قهوة بالمجلس!"
"أبوي ومعاذ يتقهوون بالحوش تعال هناك"
قال بِغَضَب "ما بي عندهم بالحّر ابي بالمجلس!"
تأففت "طيب أعصابك! ماني حاطة قهوتين"
"هي صادقة تعال تقهوى معنا!"
"ما أبي!"
" يمه سوي له قهوة ثانية بودي هذي لابوي"
وسارت من أمامه وهي تحمّل الصينية "وراك ما تبي نتقهوى برى؟"
"تبين اشوف معاذوه يدخن مع ابوي وأسكت!"
أمتعضّ وجهها وقالت "ياروحي روحك مستحيل أنسا الضرب اللي جاك! بس هين والله لا أخذ حقك من معاذوه ومن أبوك!"
"لا تقولين شيء يمه.. ما عاد يفيد الكلام"
وأردف وهو يتّجه إلى غرفة المعيشة "خلي وحدة من البنات نسوي لي القهوة"وأعتلى صَوْته" ررححااب حسننا وحدة تجيء تسوي لي قهوة"
"أنا أسويه بس اجلس أنت"
أمتثل لأمرها.. وجلس وأشغل التلفاز ينتظر انتهاء القهوة.. أتت حسنا وقال لها "روحي سوي القهوة عن أمي"
"اليوم دور حنين!"
"افف انا ابي قهوة ثانية لي!!!"
"طيب يلا"
واختفت من نَاظِرَيْهِ، وأتت والدته تجلس بجانبه وهي تقول" لا تشيلها بقلبك يا متعب الزمن تغير عن أول.. وأبوك كبر ماله شدّة بالهواش والضرب ومعاذ التبن محد يقدر له"
آمال ثغره" أي أبوي طلع كل طاقته فيني.. ماينلاّم"
"شايله بقلبك يا وليدي؟"
أحمل الكثير.. والكثير في قلبي يا حبيبته
أحمّل ما لا تطيقين سماعه ولا يقبّله قلبكِ الحاني
وَأَتَجَوَّل بقلب مثقل كمسافر أضاع خارطة وطنه!
"عادي يمه"
نَبْرَته ظهّرت يائسة وحزينة، "ما عليك يا متعب بأخذ حقك منهم وأبرد حَرَتك! نسا أبوك المساطي اللي بظهرك وقاعد يتفنجلّ مع معاذوه هين!"
هل تستطيعين اقتصاص حقّي من الحياة التي تصفعني تعاستها في كل مرة؟
أطرق برأسه يجلي حَنْجَرَته لكيّلا تظهر ضعفه "ألا أقول شلون خوالي مانزمان عنهم!"
قرر تغيير مَجْرَى الحدّيث، خوفا من النحيّب بحضنها الذي يدعوه بكل رحابة
"ماعليهم طيبين.. وخالك مسفر مسافر ولا بالعادة ما يصبر ويجي عندنا"
"أمّا وين مسافر! وخبري فيه الريال ما هو في جيبه"
ضَحِكْت ساخرة "مسافر جورجيا يقول يمكن ألقى شقرا تقبل بفقري"
ضحك ساخرا "والله أخوك هذا حفله! ومتى يرجع؟"
"مدري عنه ما كلمته ولا كلمني!"
"شكله جَحَدَك ينه!"
ضَحِكْت " يسويها هذا هو يطف بشيء ويسحب علينا حنا يا خواته"
أقبلت حسنا تَحْمِل القهوة ووضعتها أمامهما قائلة "وراكم صرتوا أحزاب أبوي ومعاذ وحنين برى بالحوش وأنتم هنا!"
"برى حر موت.. أبوك ومعاذ وحنين ضبان"
تعالت ضحكاته وقال "ضبان مرة وحدة!"
"صادقة ولا بعد يشربون شاهي الواحد يشرب بيبسي موهيتوا بهذه الأجواء!!! حنا السعوديين مافينا طب”
“ خلاص جلودنا تعودت على الحر.. صبي قهوة"
"سوري بروح مشغولة تقهوى أنت وأمك"
وأسرعت للخارج وقالت والدته بثقل "ماندري متى يجي نصيبها هالبنت وترتاح من الكرف! متخرجة لها ٤ سنوات وكل ما يجيء خاطب ما يصلح لنا أو تتفركش الخطبة"
لمّ يعلق.. وهو يأخذ منها الفنجان وأبتلع رمقه بِتَوَجُّس خشية إن تفتح معه سيرة الزواج
"تعبت من الشغل والكرف صح فيه البنات يساعدونها بس كل شيء فوق رأسها! الله يجيب لها الرجال اللي يعزها يا الله يا كريم"
تمتم "آمين"
"ويفرحني فيك يا متعب"
كتم تأففه، وأردفت غير مكترثة بامتعاض وجهه
" متى تفرحني يا متعب! ترى الواحد إذا نوى الزواج ربي ييسر له وبنات الحلال كثير فيه اللي يصبرن وفيه بنات حمايل! أنت توكل على الله وربك ييسرها!"
"معك قيمة المهر! أنا ما معي إلا خمسين ريال امشي فيها نفسي لأخر الشهر"
عقدت حاجبيها بضيّق "يدبر ربك"
"وحتى لو قلتِ بنات الحلال كثير من تقبل بِرَجُل شهادته ثانوي وفوق هذا يشتغل سكرتي بسوق!"
"فيه والله فيه! جيران أختي حصة بنت يتيمة عايشه عند عمها ومرته أعوذ بالله يا عيشة قشرا بس تتمنى الرجال اللي يأخذها من الضيم!وحصة تعرفها بنت طيبة مناحليله والله لو تخطبها تفرح فيك"
قال ساخراً" وين أحطها!"
"نبني الدور اللي فوق لك ونحطها فيه"
"والحين هاليتيمه تروح من ضيم وتجي بضيم أكبر.."
تكتّفت "بالعكس والله وش هالضيم اللي بتعيشه معك وعندنا! بتعيش ملكة!"
تَنَهَّدَ وقال "اسمعيني ياميمتي أنا هالجلسة معك تسوى الدنيا وما فيها لا تخليني أهج وما عاد تشوفين وجهي! سيرة الزواج شيليها من بالك!"
قَرَصْت الدموع عينيها وقالت بغصة "لمتى لمتى"
أطلق صرخة معترضة وقال "يمه لا تقلبينها دموع! خلاص اقتنعي إن ولدك الكبير ما راح تشوفينه متزوج "
مسحت دموعها وتكتف بضيّق وأردف هو "والله لو إن وظيفتي زينه وراتبي على الأقل 3الاف كان فكرت أتزوج.. يايمه والله العظيم إن راتبي يا الله يكفيني! ما بي أظلم بنات الناس معي"
تَنَهَّدْت وقالت بحسرة "الرزق ولا كان أنت مفروض عسكري راتبك يعيش بيت"
بلل شفتيه وقال بقهّر "من قرادة الحظ يايمه!"
شهقت معترضة" بسم ربي عليك لا تقول كذا! عسى ربي يعوضك باللي أحسن!"
"كم عمري وينه العوض؟"
شتم نفسه على انفلات لسانه أمامها، وهو يرى بوضوح دموعها التي انزلقت على خدّيها، أشاح بوجهه مرغمًا، وتشبث بِالصَّمْتِ غير قادر على إيجاد كلمات تواسيها.. أو تواسيه.. وهو يذّكر ذاك اَلْحُلْم الذي كبر معه حتى كاد إن يصبح حقيقة.. حلم دخوله إلى "الحرس الملكي "لعلّ في دخوله يَكْسِب رضا والده الساخط عليها دائمِا..
قدّم أوراقه وفي ثنايا قلبه أمل.. والأحلام تُطَوِّقهُ في كل ليلة!
عندما يُقبل.. و يستلم أول راتب.. سيحرص على تحضير وليمة كبيرة تجمع أقاربه و سيرفع رأسه والده، سيحّرص على إعطاء والدته مصروف شهّري، وسيغدّقها بالهدايا. وسيحّرص على تدليل أخواته الخمس.. وحتى معاذ ومشعل لن يبخّل عليهما.. وبعدها سيفكر بالزواج ليرضى والدته.. سيمتّع نفسه، ويشتري سيارة جديدة.. سقطت أحلامه من عُليائها إلى حاوية الواقع.. وً انطفأت شُعلة الأمل.. وهو يرى صديقه يُقبل وهو رفُض ملفه!
لا يعلم سبب الرفض تحديدا .. وحاول مرات عدة في كل مرة يقبل بالرفض ..
لم يتحمّل الخسارة.. وشرب منها حتى التخمة.. وهو في كل مرة يبحث عن عمل تغلق الأبواب في وجهه.. حتى يأس من إيجاد عمّل.. يرضيه ويرضى سخط والده.. ويسعد والدّته!
…………………………………………� �…………………………………………� ��…………….
،
" حابس نفسه في غرفته من يوم ما عّرف ياخالي ، وهند وديّما يبكون عند غرفته وهو لا حياة لم تُنادي !
قال عمّه بضيّق " لا حول ولا قوة الأ بالله ! منوين جتنا هالمصيبة ! استغفر الله ما هقينا إنه تعافى وبدا يعيش حيّاته ! “ صمت لثواني وهو يتنهد بهم

..واردف" وشلون عرفها ؟"
" مادري ياخالي .. هو له فترة بس يسأل وش عيوبي وش كانت علاقتي بطليقتي ؟ وخاطره متكدر ! ما توقعت انه عرفها .. وعاد أخوها فارس ما بقى كلمة ما قاله له ! "
تابع بحشرجة " وشلون لو عّرف بكل السوالف اللي صارت له ! "
" لا يعرف وماهو بعارف .. هذا وهو عّرف نصها هذي حالته ! اللي صار انتهى ! انتبه يامحمد أنك تزّل عنّه انتبه ! "
" مجنون أنا ؟ مستحيل مستحيل .. طيب زوجته تعرف أنه .."
" لأ من حمدّ ربك ما عرفت ولا حتى أهلها .. وحتى السالفة أنتهت من شغله .. أعفوه من منصبه عشانه مريض .. هذا اللي يعرفه وحنا نعرفه "
" وش السوات ياخالي ؟ "
"بحاول أتصل عليه لعلّ وياعسا يرد علي .. أدري أنه يسمع مني .. بحاول فيه .. بس أمانتك هند وديما يامحمد .. هندّ زوجتك وأدري أنك لها سند .. بس ديما هالضعيفة .. هي اللي ضاعت وبكلم سامي كان له سفرة يمر عليكم!"
" ماعليك ديما حسبت أختي .. وبإذن الله سحابة صيف وتمّر ويرجع الوليد يحتوي خواته .. تطمن !"
" الله كريم الله كريم .. يلا مع السلامة .. وبيننا اتصال بإذن الله "
وودّعه .. وّ اتجه إلى الدّاخل والضيق بادّي على ملامحه . . يشعّر بالشفقة على الحال الذي آلتّ إليه أمور عائلة خاله " عبدالعزيز " وإلى حال رفيق طفولته !
لا يزال يذكّر عندمـا أفاق من الغيبوبة والضياع مرتسم على ملامحه وجهه . . يجّهل منّ حـوله . . ويجهلّ هويته الحقيقة !
وكان هو صدّيق تلك الغربة . . كان يرافقه بالليالي وأنينه يرتفع بوّجع .. كان لا يستطع التحدًث ولا السيّر.. وصدّمة فقدان ذاكرته كان القشة التي تهاوى فيه أمله !
يرفض العلاج الطبيعي وينتشّل المغذًي من وريده وكأنه يُعاقب نفسه يصدّ عن أختيه وّ الطامة الكبرى عندما عّرف أن والدته توفيت بنفس الحادث بسبب جدّته التي زّلت بحديثها معه
و حالة ديما وهند أسوأ منّه .. كانت ديما في السعودية وأصّرت على المجيء إليه .. كل واحدة منّهن لا تعرف هل تعزي نفسها على وفاة والدّتها .. أو النحيّب على حالة " الوليد " السيئة !
.................................................

تطرق بحّرقة الباب الفاصل بينها وبينه ، تشعـر وكأنه جيّل شاهق يمنعها من رؤيته . . ومخاوف كثيرة تعصف في قلبها الذي عانى من فقدّ والديها بعمّر صغير ، واضعة كافة آمالها على أخيها الذي تعتبره هو الآمان بحياتها الملئية بندوب الفقد ، ماذا لو عادتّ إليه حالته التي عانى منها ؟ ماذا لو أبعدها عنّ مُحيطه الدافئ ؟
متقوقعاً بمصابه ؟
وهيّ ؟
كيف ستعيش وحيدة بدّون أب و لا أم
و لا أخ .. يغدقها بحنانه ؟
هذا التفكير يشعرها بالرهبة وكأنها على جرف هاوية تبتلعها
صدح صوتها بغصة" الوليد تكفى تكفى .. لا تحبس نفسك عننا تكفى "
اردفت" الوليد .. أنت حي ولا ميّت"
ونظّرت إلى هندّ بفزع" لايكون مااات هند يمكن ماااات وحنا ماندري "
قالت هند بتوتر " أهدي ديما وش فيك شلون يموت وهو بس حابس نفسه "
تعالت طرقاتها وقالت بانهيار" ماااادري يمكن أنتحر .. الوليد تكفى أفتح تكفى ... وعندما طال صمته أعقبت بحرقة "حررررام عليك !!!"
والتفت إلى هند وتساءلت " طيب ليش مايقابلنا ليش ؟ حنا وش ذنبنا وش ذنبا ؟؟؟"
" اهدي ياديما اهدي "
التفتن إلى محمد المقبّل " ماعليك لا تخافين وأن شاءالله هو بيطلع من نفسه .. خلونا نخليه لحاله هاليومين "
اعترضت " مستحيل نخليه مستحيل !!!!!! مستحيل أخاف يرجع نفس الوليد قبّل والله ما أتحمل !!"
تقابلت أنظار الزوجين بقلق ، وقالت هند برجاء" الوليد حرام عليك أرحم ديما .. بس أطلع شوي طمنّا عليك "
"الوليد والله العظيم ماكذبنا عليك ولا بحرف !! هي الكذاااااااابة تقول فيك شي ما شفناه !!! الوليد أنا خلاص تيّتمت مرة تبيني اتيتم مرتين ؟؟؟؟"
فُتح الباب في حيّن الغرة وظهّر بوجه الغائم . وشكله الأغبرّ .. والضيّاع يظهر في مقلتيه نظّر إلى ديما وقال برجاء " أنا بخير ياديما .. تكفين خليني لحالي .. "
قالت من بين شهقاتها" لمتى ؟ لمتى ؟"
" أوعدك .. أني برجع الوليد اللي تعرفينه .. بس اتركيني ! والله نفسّي مو طايقها!"
ارتدت للخـلف بخيبة" مثل ماتبي "
وعاد إلى الداخّل مغلق الباب خلفه .." تعالي ياديما ننزل .. وسبحان الله ابو طبيع مايخلي طبعه حتى وهو فاقد ذاكرته إذا تضايق يحبس نفسه يومين وبعدها يطلع ولا كأن شي صار "
وأردفت بعبرة" بس هالمرة غيّر ! "
سّاد صمّت طويل بين ثلاثتهم حتى وصلوا للأسفل ، وتقابلوا على الأرائك . . سئلت ديما بتعاسة " هو شلون عرفها ؟ وشلون شافها ؟ وشلون جت أساسًا هنا ؟ وليش هي كذبت عليه ! "
وأردفت بحيرة"وربي كانت علاقتهم مرة كويسة ! مو معقولة هي تقول كذا !"
تكتّفت هند وقالت بحنّق " انا لازم أقابلها وأفهم منّها ! مو معقولة تقلب علينا هي وأهلها ! وأخوها يتبلى عليه .. الله ينتقم منها !"
" بس هند هي كانت مرة طيوبة! وكنا معها سوا تذكرين؟ والله كأنها اختنا !"
قال محمد بهدوء" اللي صار صدق .. وطليقة الوليد ما كذبت بحَرف !"
قالت هند باعتراض " مستحيل مستحيل مستحيل! لو أشوفه يضربها قدام عيوني مستحيل اصدق ! .. منجدك محمد مصدق وحدة كذابة ؟ "
" وش مصلحتها تكذب ؟"
تطلعت إليه بـاحتجاج" مادري ! بس مستحيل أخوي يضرب مستحيل ! ولا بعمره مد يده علي ولا على ديما يقوم يضرب زوجته ؟ وفوق كذا كانت علاقتهم كويسة!
" وش دراك انها كويسة؟ تعرفين أسرار البيوت؟"
رفعت حاجبيها باستنكار وقالت" وانت وش دراك أنها صادقة؟"
تنهدّ " لأنها رفعت قضية عليـه ! و ترقدت بالمستشفى شهر كامل ! فيها انهيار عصبي و كسر في ضلوعها ويدها وسقطت بعد!"
تقابلت أنظار الأختين بذهول من حدّيثه ، واحتجَت هند وهي تنتفض " مستحيل مستحيل !"
وتفّوهت ديما بحيرة " معقولة ! معقولة ! الوليد يسوي كذا ! ليش ليش !"
" يمكن عيّن !!! " صاحت هندّ واردف " كنت خايفة من يوم ماتزوجوا من عيون الناس عليهم ! والله عين عيييين أو سحر!!!!!"
" يمكن عين .. ما ندري "
قالتها ديما بتِيه . . وتابعّت هند " والله كان كلّن يتمناه لبنته ! وياكثر الايام اللي لمحوا له وكم رجال بعظمة لسانه قال عطيتك بنتي ! بس عمي فهد الله يطول في عمره كان يردهم .. ويوم تزوج منها كلّن جِلس يدّق عليه ! "
" يعني واضحة اللي صار بينهم ! عيّن ! هو طيب وهي طيبة ! .. مو معقولة الوليد يضرب وهو واعي !"
تنهدّ " محمد " براحة خفيّة وساير حدّيثها بـ" يمكن ليش لأ "
.

..................

رنيـن الهاتف يتصاعد منذّ عشرة دقائق ، وهو بعيّنيه التائه ينظّر لها بخواء .، و اسم " عمه فهد " يتّوسط الشاشة . . ماذا سيّقول له عمه هذه المرة ؟ أنهضّ ودعّ عنّك اليأس ؟ أّم إنه سيبرر كذباته عليه ؟ أم إنه سيجدّ حلا لهذا الوّصب الذي أودى قلبه إلى جثّه هامدة !
أم إنه سيحسن صورة ذاته لدّيه ؟ أم إنه سيخبره بإن " طليقته" كاذبة !
اه .. كم يتمنى لو إنها كاذبة هي وأخيها ويريدان تلفيق تهمة عليه . . كم يتمنى لوّ إنه لم يلتقيها . . الجهّل أفضل من الحقيقة القاسية . .
وما ضاعف وجّع قلبه . . هو إن تلك العينين المرعوبة ليست كاذبة ، وإن الرجفة الواضحة بيدّيها بوجوده كانت تخفي ورائها أيام وليالي منّ الرعب الذي بثّه في قلبـها !
كيّف قام بإيذائها ؟ كيف تجرأ على إنزال دموعها؟ هل كان يكرهها سابقًا ؟ أمّ إنه يحمل نحوها هذه المشاعر الجمّة من الحب ؟
هو يُحبها . . يشعر بإن قلبه يُصبح فتاتًا عندما يراها !
بل إنه يشعر إن يومه بلا حياة . . إذ لمّ تسقط عينيه عليها وتصّد هي بوجهه مرعوب !
يشعّر بالنفور والكره من نفسّه ، يتمنى لو يمزق نفسه إلى أشلاء ويرتاح من هذا المُخاض اللامنتهي
.................................................. .................................................. ..............
تمّ الفصـل بمشاعر " الوليد " وبدأ فيه !
توقعاتكم للقادم ..و تعليقاتكم أنتظرها على هذا الفصّل بشغف
ونلتقيكم بعد رمضان بإذن الله
[/color][/center]
ولايهمك الريم الناصر الله يعطيك العافيه
سلمتي
مبارك عليك الشهر وعلى جميع اللي في المنتدى
وكل عام وانتم بخير


فوق السحاب مستواي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.