آخر 10 مشاركات
رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          639 - فلورا - ساندرا استيف - د.م (الكاتـب : angel08 - )           »          588- الملاك والفضيحة -روايات عبير دارميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] لمحت سهيل في عرض الجنوب للكاتبه : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ (جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          515 - نهاية الشك - روزالي أش - قلوب عبير دار النحاس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12256Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-22, 10:56 PM   #51

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي


جميييلة ومشوقة دمتي موفقة

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 02:25 AM   #52

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

بداية مشوقة جدا و محمسة بنفس الوقت كل شخصية الها قصة ❤❤❤❤

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 02:14 PM   #53

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amani*taha مشاهدة المشاركة
بداية مشوقة جدا و محمسة بنفس الوقت كل شخصية الها قصة ❤❤❤❤

شكرا حبيبتي.. الفصل الجاي باذن الله في تفاصيل حلوة هتبين بعض الجوانب عن كل شخصية.. ارجو يعجبك


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 02:15 PM   #54

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
جميييلة ومشوقة دمتي موفقة
شكرا حبيبتي.. سعيدة جدا ان اول قصاصة اعجبتك وباذن الله القادم يعجبك اكتر


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 02:16 PM   #55

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة محمد عبدالقادر مشاهدة المشاركة
أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا، صح؟🥺
المهم بسم الله نبدأ الريڤيو❤️
مبدئيًا حبيت جدًا طريقة البداية وتقسيمك للرواية بدفاترها وقصاصاتها، الموضوع لطيف وخطف قلبي جدا ❤️❤️❤️
المقدمة مشوقة جدًا ومؤثرة بكل ما ترتب عليها .. أنا متضايقة جدًا على نبيل ومتعاطفة مع زهو وابنها، اتمنى تعوضيهم باللي يستحقوه ويهون عليهم🥺❤️
سفيان واللي اتعرض له وفهمته أكتر من الاقتباس _اللي بالمناسبة جميل جدا وزادني شوقًا للقادم_ صعب جدا تخطيه ومبسوطة فعلا انه قدر يكمل ويمضي في حياته وينجح فيها بأي طريقة ممكنة بجانب اهتمامه بطفليه .. so proud of him❤️❤️❤️
شادن شخصية قوية وقدرت تتخطى تجربتين مش ناجحين وتعمل اللي يمدها بطاقة إيجابية لنفسها، وفي نفس الوقت يساعد غيرها وكل مدى بتفكر في مساعدة فئة أكبر .. حبيتها وحبيت تفكيرها ومش محتاجة اقول اني حبيت انها استعانت بايلاف وحمزة طبعا لدرجة اني عاوزة أروح أقدم في الحضانة هالحين🌚😂❤️
ولا اقول لك؟ دخليني بدل شادن في الرواية دي ..

ذكرى الكلاون سابقًا استرونج اندبندنت وومان حاليًا بقت أشطر كتكوت وخدت الدكتوراة .. فرحانة عشانها وحزينة عليها بسبب اللي مرت بيه، لسه ماعرفش الحكاية بتفاصيلها لكن اختيار أغنية أم كلثوم متأكدة انها اختيار أكثر من رائع ومؤثرة في موقف ذكرى جدًا❤️
أمواج لطيفة ولذوذة وعلاقة الصداقة بين البطلات جميلة جدًا بجد🥺❤️
مستنية أعرف مين مازن عشان أعرف موقفي منه🙂👍
بس شكلي هحبه برضه .. انا هبقى أدخل رواياتك بسلة سوبر ماركت وأقعد ألم في الشباب.

أخيرًا وليس آخرًا ..
أنا فخورة بكل شخصية في الرواية انهم تخطوا اللي مروا بيه أو ما زالوا بيحاولوا يتخطوه .. وقبلهم فخورة بيكي جدًا جدًا يا مارو قلبي على الفصل العظمة ده ومتأكدة ان اللي جاي أجمل وأجمل❤️❤️❤️
ربنا يوفقك يا رب والرواية تنال التفاعل والشهرة اللي تستحقها❤️
مش عارفة اقولك ايه على المراجعة الجميلة دي وقراءتك لما بين السطور وانتباهك للتفاصيل.. واستقرائك لكل شخصية... انا سعيدة جدا يا بطوط وممتنة ليكي بيجد


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:34 PM   #56

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 القصاصة الثانية من رواية (وانطوت صفحة الهوى) - المشاركة الأولى

القصاصة الثانية
(حبيبي سابقا)

وعن الهوى قالوا إنه الجنة..
فحين تنمو نبتته بالقلب، تزهر الحياة وتتحول قفارها لبساتين ومروج..
وحين يهجر الهوى مساكنه بين الضلوع فيتوه كذرات هواء عقيمة تبعثرها الرياح، ثم تموت الأحرف على الشفاه ويجف مداد الأقلام..
وقتها يصبح المرء عاجزا عن تدوين سطر واحد في صفحات الهوى لتضل قصاصات الحب - في عتمة الروح - طريقها إلى الخلود..
وفي النهاية، لا يعود بمقدور عاشق أن ينادي من يهواه قلبه بـ حبيبي.. بل يُجبر للأبد على تعريفه بــــــــــــ
حبيــــــــــــــــــــــ ـــــــبي سابـــــــقا..



على طاولة مستطيلة تطل مباشرة على صفحة النهر، وتنفصل عن المطعم الرئيسي ببوابة زجاجية، جلست أربع جميلات يتمازحن ويتشاركن الضحك والمرح من القلب، وتركن خلف ظهورهن كل هموم الحياة ومشكلاتها..

كانت تجلس في المنتصف الدكتورة ذكرى جمال بفستان حريري باللون الفضي بخيوط بها لمعة خفيفة، وتزين عند الذيل بأزهار صفراء متباينة الأحجام، بينما تركت خصلات شعرها البنية تنسدل بحرية على وجنتيها المستديرتين لتشع بحيوية كشمس منتصف النهار..

وإلى يمينها، جلست شادن متألقة بتنورة واسعة متعددة الألوان مع بلوزة قصيرة تنتهي عند الخصر باللون الأزرق الزاهي.. وبالطبع زينت شعرها كجديلة طويلة.. اختارتها هذه المرة في شكل سنبلة فرنسية عشوائية بخصلات مفككة تستقر على كتفها الأيمن، بينما أبرزت جمال قسماتها الناعم بخطيّ كحل عريضين على جفنيها العلويين ليزيدا عينيها الواسعتين بروزا.. وكلمسة نهائية، وضعت أحمر شفاه باللون الوردي الفاتح..

وإلى اليسار، كانت تجلس زهو ببنطال قصير مريح ينتهي قبل الكعب ببضع بوصات بساقين واسعتين، وزينته مع بلوزة عصرية من القطن المطبوع عليها شخصية مرحة من شخصيات الرسوم المتحركة الشهيرة.. واكتفت فقط ببعض الماسكرا لتكثيف رموشها، وأحمر شفاه لامع بلون برونزي يناسب بشرتها القمحية..

أما أمواج، فقد كانت تجلس على الطرف المواجه لهن لكي تستمتع بمجاورة الماء واستنشاق النسيم العليل من أقرب مكان ممكن، وإن كانت تفتقد رائحة اليود المميزة للبحر الذي تعشقه، فالنهر العذب لا تكون لمياهه نفس الرائحة التي تحفز الروح وتنعش القلب وتثير المشاعر.. وتحرك الذكريات..

تزينت أمواج ببنطال بني ضيق يحدد رشاقة قوامها اللافت ويجعل قامتها القصيرة تبدو أطول، واختارت معه قميصا حريريا باللون الوردي الناعم، طُبعت عليها زهور باللونين الأخضر والوردي الداكن، لتبرز بكليتها لون عينيها الذي بدا في تلك اللحظات نتيجة انعكاس أشعة الشمس عليه بدرجة الأخضر الزيتوني اللتين تحدهما حلقتان باللون الرمادي المائل إلى الزرقة، والتي تركتهما بارزتين بطبيعتهما المحيرة نتيجة تقلب لونهما المستمر حسب انعكاس الإضاءة عليهما.. وتركت وجهها خاليا من آية لمسات مكياج إضافية إلا طبقة خفيفة من أحمر الشفاه المطفي بلون الرمان.

تبادلت الفتيات المزاح والأحاديث المبهجة خلال تناولهن الغداء الشهي، قبل أن تتحرك أمواج إلى الطرف الآخر من الطاولة حاملة معها حقيبة من الورق المقوى، أخرجت منها سماعة ضخمة تشبه صناديق الأحذية، ثم ثبتت فوقها هاتفها وأوصلته بها بخاصية (البلوتوث) لتتدفق الأغاني الصاخبة تباعا، بينما بدأت الفتيات يتمايلن في أماكنهم بحيوية مستغلات العزلة النسبية في تلك البقعة عن صدر المطعم الذي كان لحسن الحظ غير مكتظ بالزبائن في ذلك الوقت من النهار..

بعد قليل، عبثت أمواج بمحتويات هاتفها، حتى اختارت أغنية معينة من قائمة الأغنيات، ثم أمسكت هاتف شادن وضبطته على وضع تسجيل الفيديو، وتحركت إلى جوار صديقاتها، وأخذن يحركن أذرعهن في الهواء معا بعفوية ويتمايلن بفرحة حقيقية، حين تدفقت الكلمات التالية من السماعات بصخب:

مبنتصورش كتير مع إننا حلوين قمامير
الناس كلها مننا بتغير
لابسين علي الموضة ومش فرافير

حين انتهت الأغنية وانشغلت الفتيات بالمزاح والضحك، تحركت أمواج إلى الهاتف لإغلاق تطبيق تصوير الفيديو ثم أرسلت المقطع المصور إلى هاتف ذكرى وغمزتها بشقاوة، فبادرت الأخيرة بدورها برفعه فورا على حسابها على "انستجرام"، لتنهال عليها التعليقات وعلامات الإعجاب من متابعيها الذين
أخذوا يهنئونها على حصولها على الدكتوراة ويمتدحون إطلالتها وعفويتها مع صديقاتها..

ومع ارتفاع الصوت ببداية أغنية صاخبة جديدة، ظهر أمامهن مدير المطعم الذي بدت على ملامحه علامات الضيق، لكنه طلب منهم بكياسة ولباقة خفض الصوت قليلا، خاصة وأن المزيد من الزبائن بدؤوا في التدفق إلى القاعة الرئيسية للمطعم لتناول الغداء، ورغم البوابة الزجاجية العازلة بين القاعتين إلا أن الصوت الصاخب يتدفق بشكلٍ ما لداخل المطعم..
أ
مواج كعادتها لم تتقبل الأمر وبطبيعتها الجامحة التي يشتعل فتيلها القصير سريعا، قالت بنبرة جافة مائلة للغضب: "لقد حجزنا القاعة المنفصلة في هذا المطعم من أجل الاحتفال بحصول صديقتنا على درجة الدكتوراة، وهذا ما أكدت عليه في طلب الحجز.. أننا نريد العزلة والخصوصية لكي نستمتع بحريتنا ولا أظن أننا نسبب إزعاجا لأحدٍ"..

كسا أحمر الغضب وجه مدير المطعم واحتدت ملامحه، لكنه رد بأسلوب مهذب وبصوت خلا من الانفعال: "ولكن يا سيدتي لم يتضمن الاتفاق تشغيل سماعة صوت صاخبة هكذا.. الضيوف في القاعة الأساسية يشتكون من ارتفاع الصوت.. حتى حين نعرض مباريات كرة القدم.. نضع الصوت على (الكاتم) حتى يتمكن رواد المطعم الذين يريدون الحديث فقط بدلا من متابعة صخب المباراة، من فعل ذلك بكل راحة.. فالبعض لا يطيق الضجيج"..

ضيّقت أمواج عينيها وقبضت حاجبيها ليكسو ملامحها الامتعاض والتحفز المنذر بعاصفة حتمية قد تغرق المحيط، ثم همست بفحيح غاضب: "ضجيج!!"
وكانت الكلمة الوحيدة انذار كافيا لزهو الأقرب لأمواج حاليا والتي تعرف طبيعتها الباترة، لذا قفزت من مقعدها، وتحركت بعجالة بضع خطوات نحو مدير المطعم، ثم تحدثت إليه بلباقة بنبرتها الهادئة التي تبعث الراحة في النفوس، فأخذت تعده بخفض الصوت قليلا، بينما تبادلت شادن وذكرى النظرات المحذرة مع أمواج لكي تتوقف عن إشعال فتيل التوتر في الأجواء وتعنيف مدير المطعم، الذي انصرف بهدوء وهو يشكر زهو على لباقتها وحسن تفهمها، ولم يفته أن يهنئ ذكرى على حصولها على الدكتوراه..

وبالتزامن مع مغادرة مدير المطعم، كانت زهو تتحرك نحو السماعة التي وضعتها أمواج على المنضدة، وبدأت تخفف الصوت عدة درجات كيلا يضايق رواد المطعم في القاعة الكبرى، ولم تدري أن هناك زوجا من العيون تتابعانها بتفحص مستتر من زاوية جانبية برغم انشغال صاحبهما في عمله..

بعد قليل، وصل نادل إلى الطاولة حاملا بين راحتيه صينية فضية تستقر عليها تورتة صغيرة، مكتوبا عليها بالعربية (مبارك) مع تصميم بسيط بالشوكولاتة الذائبة لشكل قبعة التخرج، ثم قال بنبرة مبتهجة: "هذه هدية من الشيف.. كتهنئة من أسرة المطعم بمناسبة حصول الدكتورة على درجة الدكتوراة"، ليتعالى تصفيق الفتيات بفرحة عفوية، قبل أن تقف أمواج وتتحرك نحو النادل لتنفرد معه بأحد الأركان، وتخبره بلطف أن يبلغ اعتذارها لمدير المطعم على فظاظتها،مؤكدة أنها لم تقصد مضايقته، بل كانت فقط تدافع عن حق صديقاتها في الاحتفال بحرية خاصة وأنهن قد دفعن مبلغا إضافيا من أجل الاستقلال في تلك القاعة المنعزلة، لينصرف النادل بعد أن أخبرها أن كل شيء على ما يرام ولا داعي للاعتذار..
ا
لتقطت ذكرى صورة لكعكتها المميزة، وخزنت الصورة لرفعها لاحقها على "انستجرام"، ثم بدأت مع الفتيات في تقطيعها وتناولها باستمتاع حقيقي، فقد كانت هشة وشهية للغاية بنكهة مثلجات الكراميل والفانيليا..

يتـــــــــــــــــــــــ ــــــــبع



مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:42 PM   #57

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 القصاصة الثانية من رواية (وانطوت صفحة الهوى) - المشاركة الثانية

في طريق العودة من المطعم إلى المبنى الذي يتشاركن سكناه، كانت زهو تقود السيارة وإلى جوارها تجلس ذكرى، بينما احتلت شادن وأمواج المقعد الخلفي، حين تلقت الأخيرة اتصالا هاتفيا، فاستقبلت المكالمة، ليقابلها صوت ذكوري منطلق بحيوية، بقوله: "مرحبا Mu-Ji.. اشتقتُ إليكِ وللطفلين.. كيف أنتم؟"

ردت هي بحماس: "مرحبا فرات.. نحن جميعا بخير.. والله اشتقت لك أيضا وكيان تسألك عنك دائما.. كيف هي بطوط؟ اشتقت إلى خالتي كثيرا"..

قال فرات بمرح: "أمي بخير وتسأل عنكِ.. ألن تأتي لزيارتنا؟ ألم يشتاق الطفلان لعمهما؟"..

وضعت أمواج إبهامها وسبابتها أعلى أنفها وضغطتهما بقوة كي تسيطر على ألمٍ مفاجئ ضرب جبهتها ومقدمة رأسها وأصابها بصداعِ عنيف، ثم تنهدت بخفة، وتابعت بنفس نبرتها المرحة: "بالطبع كلنا اشتقنا لكم.. اسمع.. أمامي بعض الأمور هنا عليّ متابعتها وربما آتي لزيارتكم في نهاية الأسبوع المقبل.. أخبر الجميع تحياتي.. إلى اللقاء"..

حين انتهت المحادثة، لاحظت شادن توتر ملامح أمواج، فحاولت إضفاء بعض البهجة على الأجواء التي سادتها الكآبة فجأة، فقالت: "أحب ابن خالتك كثيرا يا Mu-Ji.. رغم أنه تخطى منتصف العشرينات، لكنه ما زال يحتفظ بجانبه الطفولي ويتصرف بعفوية في أغلب الأوقات.. في الحقيقة شخصيته تعجبني كثيرا.. أنا لا أحب الأشخاص الجديين أبدا"..

لفت أمواج وجهها وطالعتها بنظرة ساخرة تخبرها بلا كلمات أنها تدري جيدا أنها ليست صادقة تماما في ذلك الإدعاء، فشادن لا يلفت اهتمامها أبدا سوى رجلٌ شديد الجدية.. مما جعل الأخيرة تنظر أمامها في صمت، وذلك حين علا رنين هاتف ذكرى بتنبيه إشعار وصول رسالة خاصة عبر "انستجرام"..

وضعت ذكرى السماعة اللاسلكية على أذنها، ثم ربطتها بالهاتف بخاصية "بلوتوث"، وبدأت في الاستماع للرسالة الصوتية التي وصلتها والتي كانت عبارة عن مقطع من أغنية فضل شاكر الشهيرة "فين لياليك" من حساب تعرفه جيدا..

روحت لفين وسايبني لمين.. ده انا كلي حنين .. وفي قلبي غرام
نفسي الاقيك بقى وافرح بيك.. ده انا مستنيك ترجع لي قوام
وكل يوم يفوت.. كل يوم يعدي
بصحى فيه واموت يجي مليون مرة لوحدي
لو سامعلي صوت .. قرَب خد بايدي
يلي دايما ناسيني

أ
خذت ذكرى نفسا بطيئا ثم زفرته بلا صوت، وثبتت عينيها في زجاج نافذة مقعدها تطالع مصابيح الإضاءة العمومية كيلا تخونها الدموع، ثم أغلقت الهاتف دون أن تنبس بكلمة، فاكتفت زهو بأن ربتت بخفة على ساقها، ثم أخذت تعبث بمسجل السيارة حتى صدحت أغنية مهرجانات أخرى من السماعات، غيرت الأجواء كلية واندمجت معها الفتيات الأربعة برغم أن كل واحدة منهن كانت تغيم فوق رأسها سحابة حزن داكنة..



صباح اليوم التالي، كان إيلاف مازال يفكر في حل لمعضلة شقيقه سفيان الذي حضر للإقامة في بيت الأسرة مساء الأمس برفقة توأمه مالك وملك اللذين لم يكملا بعد عامهما الثالث من العمر، مقررا أن يتخلى عن تحفظه مع سميحة التي أصبحت علاقته بها جافة تماما منذ وافقت على الزواج من والده الراحل وأنجبت أخته غير الشقيقة دانة ..

سفيان اتخذ قراره بعد تفكير عميق في وضعه الحالي وأضراره بالنسبة للتوأم، لذا حسم أمره بأن يمنحها الفرصة أخيرا لمعاونته في تربيتهما بعد أن فقدا والدتهما بعد أقل من عام من مولدهما في حادث مأساوي راح ضحيته أيضا جدهما لأبيهما..

إيلاف متعاطف مع سفيان تماما، فالأخير عانى بشدة قبل عامين، وكأن كل مصائب القدر تكالبت فوق رأسه في نفس التوقيت تقريبا، ولهذا فهو لا يلوم شقيقه على رغبته في الانعزال والابتعاد عن الجميع..

ورغم مواظبته على حضور لجلسات استشارات نفسية بشكل منتظم، لكنه لم يتحسن كثيرا كما كان يظن..

فهو، وإن كان قد نجح بمفرده في العناية بطفليه التوأم منذ أن استقرت حالته بخضوعه للعلاج الطبيعي عقب بتر ذراعه الأيمن، واستغلاله لكل وقت فراغه في التدريب على رياضتي التايكوندو والرماية لأصحاب الهمم، فإنه مازال يتجنب ملاقاة زهو وشادن وأمواج منذ اللحظة التي عاد فيها من أفريقيا..
بمفرده.. بدون نبيل وبحر..

فزهو هي أرملة الراحل وحب عمره، وأمواج هي ابنة عمه وزوجة صديقه الثاني بحر الذي عاد من أسره فاقدا لأي رغبة في الحياة، لدرجة أنه قام فجأة بتطليق زوجته وقاوم بشدة كل محاولاتها للتمسك بزواجهما..

أما شادن، فهي شقيقة الشهيد، وبحر هو أخوها بالرضاعة وزوج ابنة عمها الوحيدة..
ورغم فارق السن الكبير بين سفيان وإيلاف والذي يصل إلى ما يزيد عن ستة عشر عاما، فإنه يعلم جيدا أن سفيان كان مقربا بشدة من نبيل وبحر، خاصة نبيل، وبالتالي فإن عزوفه عن الاهتمام بأسرتي صديقيه قد أحدث شرخا كبيرا بين الجميع..

وإيلاف شعاره في الحياة أن (ما يظل ساكنا بلا حراك يُعد ميتا فاقدا للروح)، لذلك أخذ على عاتقه أن يتدخل من أجل تحريك الأمور قليلا بين شقيقه وبين أرملة نبيل وشقيقته، وابنة عم الأخيرة والتي هي أيضا طليقة بحر..

وبالطبع جاءته الفرصة عندما أصبح سفيان محتاجا لمربية أو جليسة أطفال تساعده في العناية بطفليه وتقبل السفر معه لأسبوع كامل خارج حدود الوطن..

ولأنه من الصعب أن يجد مربية مناسبة توافق على السفر خلال هذا الوقت القصير، فإنه من المعقول أن يطلب معاونة صديقة العائلة، والتي يتصادف أنها تقوم أيضا بإدارة مشروع صغير لتشغيل الفتيات لرعاية الأطفال الرُضع وكبار السن داخل المجمع السكني..

تردد إيلاف في مهاتفة شادن، فهو لم يحسم قراره بعد من مسألة العمل كمدرس للموسيقى في حضانتها تزامنا مع بداية العام الجديد الذي يُتوقع أن يزداد فيه عدد الأطفال الملتحقين بالدار التي حققت رواجا خلال العطلة الصيفية بأنشطتها الترفيهية واستضافتها لتلاميذ المدارس في (فصول صيفية ممتعة)..

كان إيلاف يتابع عن كثب خطوات إنشاء شادن للحضانة في مقرها الجديد، ويساعدها كلما طلبت منه أو أتيح لديه وقت فائض، وذلك كيلا تشعر بالوحدة والاحتياج بعد رحيل نبيل وامتناع سفيان عن مد يد المساعدة.. لكن قرار العمل معها بانتظام ظل صعبا عليه..

فهو لا يريد أن يُلزم نفسه بالعمل بشكل ثابت حتى وإن كان لمدة يومين كل شهر، لأنه ما زال عالقا بين حلمه بالسفر للخارج لدولة تُقدر الموسيقيين الكلاسيكيين، فيكون قادرا على إنهاء دراسته العليا والاستقرار بإحداها للعمل بشكل احترافي بأحد فرق الأوركسترا العالمية، وربما يتطور الحال معه ويصبح قائدا لإحدى تلك الفرق، وبين صوت صغير بداخله يهتف بخفوت مطالبا له بالاستقرار في وطنه وتأسيس فرقة غنائية مستقلة تقدم ألوانا موسيقية جديدة، كما يقدم على الجانب الموسيقى التصويرية للإعلانات والأعمال الدرامية، فيحقق الشهرة والربح المادي على حدٍ سواءٍ، لكنه وقتها سيضحي بالمكانة العالمية التي ينشدها..

في النهاية، حسم إيلاف أمره وقرر محادثتها، فهو أولا وأخيرا لن يقدر على مغادرة الوطن قبل أن يطمئن تماما على سفيان، وربما عليه أيضا أن يصبر قليلا حتى تنضج دانة التي تمر حاليا بسنٍ حرجٍ تكثر فيه المغريات وتحتاج لمن يتابعها عن كثبٍ دون أن يخنقها بقواعد صارمة..

والأخ الأوسط يثق تماما أن سفيان بطبيعة شخصيته الجدية الصارمة لا يملك أن يخنق كل المحيطين به باهتمامه الزائد بكل التفاصيل، حتى وهو يعزل نفسه عاطفيا عنهم، لأنه جُبل على تحمل المسؤولية حتى آخر نفس..


حين تلقت شادن مكالمة إيلاف، فوجئت بما سرده عليها حول التطور المفاجئ في وضع شقيقه، متطوعا بنقل كافة التفاصيل إليها..
كانت تعلم جيدا أن سفيان يتدرب من أجل دورة الألعاب الباراليمبية، لكنها لم تكن تدرك أن توقيت إقامتها قد اقترب هكذا، لذلك وعدته بأن تتصرف وتحاول العثور على جليسة مناسبة كي تسمح لسفيان بالتركيز خلال المنافسات، كونه كان يعلم عن مشروعها الآخر..

أغلب العاملات في مشروع شادن الجانبي (ظلال الوردي) من طالبات المرحلة الجامعية أو الحاصلات على شهادة الدبلوم ويبحثن عن عمل لا يتطلب مؤهلات عليا ويكون دخله جيدا وبلا مخاطر..

فور أن أنهت المكالمة الهاتفية مع إيلاف، أرسلت رسالة لمجموعة المحادثة الجماعية التي تضم فريق الجليسات اللاتي يعملن تحت إدارتها بمشروعها الجانبي وطلبت من المتفرغات منهن حاليا أن يحضرن في تمام الرابعة للروضة من أجل اجتماع عاجل..

وبنهاية اليوم، وبعد مغادرة الأطفال مع أولياء أمورهم، عقدت شادن الاجتماع المنتظر وسردت على فتياتها الوضع وسألتهن عمن لديها استعداد للسفر وبحوزتها جواز سفر ساري المفعول، لكنهن أجمعن على رفض السفر، نظرا لضيق الوقت، فبعضهن لديهن أمور شخصية تشغلهن، والبعض الآخر اعتذر بشكل مباشر لأن أهاليهن لن يقبلوا بسفرهن خارج الحدود لمدة أسبوع..

بعد أن أنهت شادن الاجتماع وصرفت الفتيات، عاودت الاتصال بإيلاف واعتذرت له بإحباط لعدم قدرتها على مساعدته، لكن الأخير كان يتوقع ردها، بل كان يتمناه، لذا سارع بالتوجه إلى سميحة - السيدة الوحيدة التي يعرفها كأم - بعد أن تولت تربيته والعناية به عندما تزوجت والده عقب وفاة والدته خلال إنجابها له.. بل إنها قررت تأجيل الإنجاب لمدة خمس سنوات كاملة حتى يشتد عوده، لأنه كان دائم الإصابة بالأمراض لضعف مناعته في طفولته..

هرع إيلاف إلى غرفة المعيشة الصغرى التي حولتها سميحة إلى غرفة للعب، كي يلهو بداخلها التوأم بأمان دون خوف من تعرضهما للإصابة، وهتف بانفعال: "أمي.. أحتاج مساعدتك فورا"..

صاحت سميحة بمرح: "حسنا.. لا تصرخ.. لقد أصبحت بطول الباب ومازلت تتصرف كالأطفال أحيانا.. تحدث بهدوء وأخبرني بما تريد"، فجلس إيلاف على ساقيه قبالتها، ثم أخبرها بما دار بينه وبين شادن،

ظلت هي تسمعه باهتمام دون أن تعقب، ثم قالت بعد أن أنهى كلامه: "وماذا تريدني أن أفعل؟ يبدو أن الأمر بات مستحيلا.. ربما علينا أن نخاطب إحدى مكاتب التخديم أو وكالات تشغيل جليسات الأطفال الأجانب"..

هتف إيلاف منفعلا: "يا أمي.. شادن تختار فتياتها بعناية وتتوثق من ظروفهن وتدربهن قبل العمل لديها.. أما المكاتب الأخرى، فلا نضمن مدى تأكدهم من كفاءة عاملاتهم.. وبالنسبة للجليسة الأجنبية، فلن تتمكن من التأقلم مع الطفلين خلال خمس أيام فقط.. فموعد السفر مساء الجمعة المقبل ومن ستحضر ستجد صعوبة في التأقلم بسبب عائق اللغة وعدم التعود على النظام اليومي للطفلين وأسلوب حياتهما الدقيق الذي عودّهما عليه والدهما، لذا الأفضل أن نجد جليسة مصرية.. لكن من أين لنا أن نجد واحدة موثوقة فنأمن الطفلين عليها، خاصة مع انشغال سفيان بالمنافسات خلال السفر؟"..

سألته هي بتفكر: "معك حق.. حتى وإن كانت موثوقة.. أين سنجد جليسة تتحمل صرامة أخيك الذي يكون جِلفا في بعض الأحيان وكذلك تكون محبة وحنون وتنجح في احتواء الطفلين خلال أيام تنافسه في بطولتي التايكوندو والرماية"..

بابتسامة واسعة، قال إيلاف: "Shades بالطبع هي الجليسة المناسبة"..

ردت سميحة بدهشة واستهجان: "شادن؟ كيف؟ لن تقبل طبعا.. هل ستترك حضانتها وعملها من أجل البقاء أسبوع مع ابني أخيك كجليسة ثم تمد له يدها بحلول نهاية الأسبوع وتحصل على أتعابها؟ بالتأكيد سترفض"

رمقها إيلاف بنظرة تكشف بدون ذرة شك أنه يخطط لمؤامرة ما، ثم قال بنبرة عملية لكنه فشل في إخفاء حماسه بين طياتها: "لا يوجد غيرها.. لابد أن ننهي قطيعتهما يا أمي.. لقد مر أكثر من عامين بالفعل.. يجب أن يعبرا جسر الآلام الذي يقفان على طرفيه ويتحركان نحو علاقة أكثر.. طبيعية"..

أومأت سميحة بتأييد رغم أن عينيها تكدرتا ببعض الألم، ثم قالت: "لكن شادن لن توافق على السفر فجأة هكذا.. والعمل كجليسة بعد"..

هتف إيلاف بحيوية: "هنا يأتي دورك.. تعلمين أنها لن ترفض لكِ طلبا.. فأنتِ صديقة لوالديها منذ سنوات طويلة وبمثابة خالتها.. إذا ضغطتِ عليها قليلا، فإنها لن ترفض.."..

حين لم ترد سميحة فورا، صمت إيلاف قليلا بتفكر، ثم تابع بنبرة شبه متيقنة: "كما أنني أظن أنها لن تمانع لهذا الدرجة"..

سألته سميحة بفضول: "ماذا تقصد؟"

منح إيلاف الطفلين قبلتين على رأسيهما، ثم نهض مسرعا، واستدار متحركا نحو باب الغرفة، لكنه رد قبل أن يخرج: "لا أقصد شيئا"، ثم همس بنبرة غير مسموعة: "فقط أقول ما أشعر به"..

على الفور، أمسكت سميحة هاتفها، واستدعت أكثر نبراتها حزنا وبؤسا، وهاتفت شادن، ثم بادرتها بقولها: "أرجوكِ يا ابنتي.. جدي لي حلا.. سفيان يحتاج بشدة للمشاركة في تلك المنافسات.. إنها جزء من علاجه النفسي، وبدونها ستتراجع حالته، وهذا سيؤثر بالتأكيد على التوأم.. لا نريده أن يعود للانعزال من جديد بعد أن بدأ في الخروج شيئا فشيئا من صومعته"..

تنهدت شادن بألم، ثم قالت: "ماذا أفعل يا (طنط سِمحة)؟ لم أجد جليسة مناسبة في هذا الوقت القصير؟ للأسف لو أخبرني إيلاف سابقا لكنت اتفقت مع واحدة"..

هتفت سميحة باختناق غير مفتعل، فمنح صوتها بحة أثارت تعاطف شادن: "والله يا ابنتي لقد اقترحت عليه أن أسافر معه، لكنه رفض لطول المسافة بالطائرة، كما أنه يرفض أن نترك دانة لدى أحد من معارفنا.. كنت سأجعلها تبيت ليلتها لدى جارتنا الدكتورة مارية، فهي أرملة وتعيش مع ابنتاها، والكبرى صديقة دانة"..

تنهدت شادن بتعاطف، ولم تجد ما ترد به، فتابعت سميحة مستغلة تأثر الأخيرة وتعاطفها: "كما أنه يرفض أيضا أن يترك التوأم لديّ.. منذ وفاة أمهما وهو يتحمل مسؤوليتهما بالكامل.. الأمر يصل معه أحيانا لدرجة الهوس"..

ردت شادن بنبرة هادئة ظهرت فيها الشفقة: "لم يكن ما عاناه بسيطا"..

قالت سميحة: "وأنتِ أيضا عانيتِ الكثير.. ولكن هل يمكنني أن أطمع في طيبتك وأن أطلب منك طلبا ولا ترديني خائبة مكسورة الخاطر"..

تنهدت شادن بتوتر، فهي تكاد تتنبأ بالقادم، لذا لم تندهش تماما، حين قالت سميحة: "هل تسافرين أنتِ معه وتراعين الطفلين خلال انشغاله بالمنافسات.. بصراحة لن أثق في امرأة غريبة لتعتني بهما في الغربة خلال هذا الوقت الضيق دون أن نسأل عليها ونتأكد أيضا من كفاءتها.. صدقيني
ستسدينني خدمة العمر إذا قبلتِ.. هو أيضا يحتاج لأن يكون بكامل تركيزه حتى يحقق ما يريده بعد أن تعب كثيرا في رحلة الوصول إليه"..

زفرت شادن نفسا ساخنا محملا بالأسى، ثم تابعت بمرارة: "لستُ أنا من ترفض هنا يا طنط.. إنه سفيان من يرفض أن يراني منذ ما حدث لنبيل وبحر"..
ردت سميحة بحزم: "لنجبره.. لابد أن يسافر لأنه سينافس على ميداليتين مضمونتين، ولن نسمح له بالامتناع عن السفر.. تحقيقه لهذا الإنجاز سيفرق كثيرا معه، وسيجعله يشعر بالإنجاز مرة أخرى، بعد أن حمّل نفسه مسئولية ما حدث لصديقيه.. وربما.."..

تنهدت سميحة زافرة هواء ساخنا كان يضغط على رئتيها، ثم تابعت بنفس النبرة المهادنة التي تحاول من خلالها استمالة شادن: "ربما اقتحامك لحياته في هذا التوقيت مفيد للجميع.. ربما يجعله الفوز يتراجع عن حالة العزلة التي يفرضها على نفسه.. لا أدري.. لنجرب.. لن نخسر شيئا"..

هتفت شادن متسائلة: "وكيف سنجبره؟"

ردت سميحة بنبرة متآمرة: "لنجعل إيلاف يخبر سفيان أنه نجح في العثور على فتاة تراعي التوأم، ثم يمر عليكِ لكي يحصل على جواز سفرك، وينهي الإجراءات خلال اليومين القادمين ويحجز لكِ تذكرة السفر، بينما ينشغل سفيان بتدريباته النهائية، وأنتِ تأتين لهنا للجلوس مع التوأم خلال انشغاله بالتدريب في المركز الأوليمبي طوال ساعات النهار، حتى تفاجئيه في المطار في يوم السفر.. ووقتها لن يكون بمقدوره الرفض.. ما رأيك؟ فلتقبلي بالله عليكِ يا ابنتي"..

قالت شادن بحرج: "سأفكر وأرد عليكِ"..


يتبـــــــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:47 PM   #58

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: القصاصة الثانية من رواية (وانطوت صفحة الهوى) - المشاركة الثالثة

كان سفيان قد أمضى يومه كما هو معتاد بالفترة الأخيرة داخل المركز الأوليمبي الرياضي، يقسم فتراته بين تدريبيّ الباراتايكوندو والرماية بإشراف مدربيّه اللذين استعان بهما قبل أكثر من عامين من أجل تأهيله لكي ينافس على ميداليتين في دورة الألعاب التي ستنطلق بداية الأسبوع المقبل في مدينة فيكتوريا بهونج كونج..

وخلال استرخائه قبل خوض مباراة تجريبية أخيرة للتايكوندو أمام أحد المنافسين، فوجئ سفيان بدخول صديقه الطبيب آدم عزازي إلى مقر التدريب..

ورغم أن عمر صداقتهما ليس طويلا، لكن الدعم الذي وجده كل منهما في الآخر في فترة حرجة في حياته، جعلهما يتخطيان عامل الوقت ويستسلمان لرابط الصداقة القوي..

وبعد أكثر من عامين منذ التقى سفيان بآدم لأول مرة في المركز التأهيلي الذي يملكه الأخير لمساعدته على تخطي آثار بتر ذراعه الأيمن، أصبح التفاهم بينهما قويا للغاية، خاصة وأن سفيان يفتقر لوجود صديق داعم منذ استشهاد نبيل صاحب عمره في حادث مفجع تسبب أيضا في انعزال صديقه الآخر بحر الذي مر بمآساته الخاصة في نفس الفاجعة..

نهض سفيان لكي يرحب بآدم، وذلك في الوقت الذي اقترب الأخير منه وربت على كتفه، وهو يقول بفخر: "مرحبا يا وحش.. أثق أنك سترفع رأسنا جميعا في تلك البطولة.. وفقك الله يا صاحبي"..

لفظ النداء التحببي الذي أطلقه آدم بعفوية على سفيان، أثار به شجنا كبيرا واشتياقا لصديق عمره الذي دأب على مناداته بهذه اللفظة منذ طفولتهما معا في الحي، قبل انتقالهما للعيش في التجمع السكني الأرقى..

جلس الصديقان متجاورين على أريكة رياضية بلا مسند، وأخذا يتبادلان أطراف الحديث قليلا، فيما قام آدم بفحص سريع لذراع صديقه السليم كي يتأكد من أنه لا يزيد الأحمال عليه بسبب ضغط التمارين، ونصحه ببعض تمارين الاسترخاء والاستشفاء للعضلات في كل ليلة حتى تنتهي المنافسات..

بعد بعض الوقت من تبادل الحديث، لاحظ سفيان أن آدم يخبئ أمرا خلف كلامه المكثف عن العناية بعضلات ذراعه طوال فترة البطولة، فسأله مباشرة: "ماذا بك يا دوك؟ تبدو متوترا قليلا ومتغيرا بعض الشيء.. هل أنت بخير؟"

زفر آدم بإجهاد، ثم شرد قليلا وتغيرت ملامحه ليتجهم بحدة وكأن شبحا لشخص يكرهه قد تجسد أمامه، ثم رد بنبرة حانقة: " لقد رأيتها بالأمس"..

تنهد سفيان بإدراك، ثم سأله لائما: "لماذا ستظل تؤلم نفسك هكذا يا بُنيّ.. إذا كانت هي قد مضت في حياتها بالفعل، فلمَ توقف حياتك عليها وتتبعها في كل مكان؟ ألا تتعب؟"

رد آدم: "تعبت كثيرا.. لكنني لم أستطع الابتعاد.. أقصى ما أستطيع فعله ألا أجعلها تراني.. فقط أراها من بعيد وأغادر بعدها"..

سأله سفيان متفكرا: "لمَ لا تلتقيها إذًا وتتحدث معها قليلا.. ربما كان هناك وسيلة للرجوع.."..

ضحك آدم بسخرية وغيمّت سحابة من الحقد مقلتيه وهو يهتف مدعيا عدم المبالاة: "الرجوع لحبك القديم يشبه العودة لارتداء ملابسك المتسخة مجددا بعد الاستحمام"..

زجره سفيان بنظرة مستاءة، لكنه امتنع عن التعليق..

عاود آدم سؤاله مغيرا مجرى الحديث: "وماذا عن طفليك؟ هل وجدت مربية جديدة؟"..

تنهد سفيان مداريا إجهاده جراء التفكير في مستقبل الطفلين بعد عودته من السفر: "أظن أن إيلاف قد حل المشكلة، ولكن بشكل مؤقت بالطبع.. لقد عثر على جليسة وافقت على السفر معا خلال الأسبوع المقبل.. لكنها لن تكون متاحة بالطبع بعد العودة من البطولة.. إنها تزورهما لبعض ساعات خلال النهار لكي تنسجم معهما قليلا، لكنها ليست متفرغة بالكامل لكي تبقى معهم لمدة أطول.. حتى أنني لم أقابلها حتى الآن.. على الأرجح سأقابلها يوم السفر نفسه"..

سأله آدم بتفكر: "هل ستقبل في النهاية الإقامة في بيت العائلة والسماح لأرملة أبيك بمساعدتك في تربية مالك وملك؟ أنت بالتأكيد ستبحث عن مشروع آخر يشغلك بعد البطولة.. لن تجلس في المنزل بلا عمل.. صحيح؟ تعلم كم هذا الأمر مهم لسلامتك النفسية".

زفر سفيان، ثم قال: "هناك فكرة تنمو في رأسي، ولكنني أرجئ دراستها بجدية لما بعد البطولة، وهناك أمر آخر يؤرقني حقيقة، ولكنني أتجاهله أيضا حاليا؟"

سأله آدم محاولا التخمين: "بحر؟"

تشكلّت غيوم رمادية من الحزن بين عينيّ سفيان، لكنه تمالك نفسه واستعاد هيئته الجامدة، ثم رد: "لا.. بحر لديّ لأجله خطة كاملة.. ولكن الأمر يتعلق بعلاجي النفسي.. إن الأخصائي الذي أعاوده حاليا أخبرني أنه قد وصل معي لأقصى ما يمكنه عمله بمساعدتي على خوض تلك المغامرة، ولكنه يصر أنني سأحتاج لطبيب نفسي متخصص في (اضطراب الكرب التالي للرضح) مؤكدا أنني بت منغلقا مؤخرا في سرد الأسباب الحقيقية للضغط النفسي الذي يصاحبني منذ عامين تقريبا"..

رد آدم بحماس: "أعتقد أن لديه كل الحق.. هل تريدني أن أبحث لك عن طبيب متخصص لديه خبرة أكبر بالنسبة لحالتك؟"..

رد سفيان: "لا بأس.. لكن الأمر ليس مُلحا الآن.. سنتحدث بشأنه لاحقا عند عودتي"..


في المساء، جمعت شادن زهو وأمواج مع صغارهما ساري وكيان وكنان للتجول بأحد المراكز التجارية الكبرى، حيث صاحبن الأطفال إلى أحد المطاعم لتناول وجبة خفيفة، ثم انتقلن إلى صالة الألعاب في الطابق الأول لكي يستمتع الأطفال باللعب مع أقرانهم في العمر، إلى أن انضمت إليهن ذكرى التي تريد شراء فستان سهرة أنيق من أجل حفل التكريم الذي تقيمه لها المستشفى الخاص التي تعمل بها، والتي ستعلنها أيضا سفيرتها الخاصة في الأوساط الطبية..

تراجعت زهو قليلا عن الجمع وأصرت على البقاء في قاعة الألعاب ومتابعة الصغار مبدية عدم رغبتها في التسوق، وحين ألحت عليها أمواج بالانضمام إليهن، أخبرتها بأسى: "عندما أتواجد بغرف القياس داخل متاجر الملابس، أشعر أنني أمر بأكثر أوقاتي كآبة.. لا شيء يثير ضيقي أكثر من إعجابي بتصميم معين لأكتشف في النهاية أنه يبرز كل عيوب جسمي ويجعل شكلي قبيحا"..

هتفت أمواج بحنق: " لا أعلم ما سبب هذا الشعور.. لقد نقص وزنك بالفعل واستعاد قوامك انحناءاته الجذابة.. يمكنك العودة لاتباع نظام غذائي من جديد إذا كان الأمر يضايقك"..

ردت زهو بحنق: " لا يضايقني أنني ممتلئة القوام.. ما يضايقني أن المتاجر لا تراعي صاحبات المقاسات الكبيرة في تصميماتها.. وكأنهم يعاقبوننا على زيادة أوزاننا فلا يتركون لنا سوى ألبسة ذوقها سيء وخاماتها أسوأ.. اذهبي يا أمواج.. الفتاتان بالانتظار"..

منحتها أمواج قبلة على وجنتها، وهتفت بحماس: " سأنتقي لك قطعة رائعة على ذوقي.. سنعود سريعا"..

ضحكت زهو ساخرة، فهي تعلم جيدا أن جولات التسوق للملابس تستهلك الوقت بسرعة مذهلة..

بعد بضع ساعات، عادت الفتيات محملات بحقائب عديدة، فيما اقتربت أمواج من زهو ومنحتها حقيبة ورقية عليها شعار المتجر الذي انتقت له منها قطعة ملابس على ذوقها، ثم أخبرتها بثقة ومرح: "انتقيت لك فستانا رائعا باللون الأصفر. ستبدين مذهلة به"..

ناظرتها زهو بامتنان، لكنها حملت الحقيبة بعدم اكتراث، ثم بدأت تلملم أغراضها، وتنادي ساري وكيان للخروج من أفعوانية على شكل أنبوب مغطى ملتوٍ تناسب الأطفال..

أما أمواج فقد تحركت نحو الصغير كنان الذي كان راقدا بوداعة في عربته وكأن الصخب المحيط به قد ساعده على الاسترخاء والنوم، فأخذت تقبّله بحب متجاهلة ذكرى معينة قفزت إلى رأسها عن كابوس ورجل غاضب.. خائف..

في طريقهم للسيارة، سألت زهو شادن التي كانت تحمل عدة حقائب: "ما كل هذه الحقائب؟ هل اشتريت المتجر كله؟"

ردت شادن بتحفز: "احتجت لبضع قطع قطنية عملية ومريحة.. فأنا أجهز للسفر آخر الأسبوع.."

علت الدهشة وجه زهو التي سألتها بترقب: " إلى أين؟ هل ستسافرين إلى الساحل بدوننا؟"

ضحكت شادن، قبل أن يعود إليها نفس التحفز، لتهتف: "هذه رحلة عمل لمدة أسبوع.. احتجت لملابس مريحة للحركة، وكنت بحاجة لملابس تناسب السقوط المفاجئ للأمطار، فاقتنيت سترتين رياضيتين خفيفتين مقاومتين للماء.. لقد قرأت تقريرا يقول إن الطقس في هونج كونج يكون حارا في أغسطس، ولكن تزداد احتمالية سقوط الأمطار بشكل مفاجئ، فأغسطس هو موسم الأعاصير والتقلبات المناخية هناك"..

“أسبوع؟ والروضة؟ وما علاقة سفرك بالحضانة؟ مهلا.. هل قلتِ هونج كونج؟".. سألتها زهو بعد أن تضاعفت دهشتها..

أخفت شادن ببراعة توترها مما يمكن أن يحدث خلال هذا الأسبوع، بل مما سيحدث عندما يلاقيها سفيان لأول مرة بعد أن قاطع أسرتها بالكامل لأكثر من عامين، لكنها قالت في النهاية: "هذه المهمة أؤديها كخدمة خاصة لطنط سِمحة، وبالتأكيد لن أغلق الحضانة.. بل ستديرينها مؤقتا أنت وأمواج.. ستساعدكما سكرتيرتي سلمى، لكنني أعتمد عليكما كليا في إدارة الأسبوع بسلاسة خلال هذه الفترة"..

تجاهلت زهو الورطة التي وضعتها فيها صديقتها بإجبارها على العودة للعمل ومخالطة الناس، فهي كانت تساعد والدتها أحيانا في متجرها قبل وفاة نبيل، ولكن بعد أن ازداد وزنها لم تعد لديها رغبة في تبادل الحديث مع أحد خارجة دائرة صديقاتها..

لكن، ما كان يشغلها حاليا أن تلك المهمة تخص السيدة سميحة.. أي أنها على الأرجح تتعلق بـ
"سفيان؟"..
خرج السؤال من بين شفتيّ زهو بنبرة يغلّفها عدم التصديق المختلط بمرارة ألم قديم ظنت أنه خفت مع مرور الوقت، لكنه يعود للواجهة كلما لامس سطحا صلبا كجرح غائر بدأ يندمل حديثا، وقشرته الخفيفة مازالت قابلة للتمزق إذا لم نتعامل معه بحذر..

"أجل.. سفيان.. يجب أن نخرج جميعا من هذه الدائرة المفرغة وأن نستعيد ما كانت عليه هذه العائلة الكبرى قبل سنوات.."
بحسم أجابتها شادن، فخرجت الكلمات بنبرة صادقة تحاول التخلص من مسحة حزن تلاصقها، وذلك قبل أن تتابع: "كلنا وقفنا مكبلين عند نقطة سوداء حدثت قبل عامين، ونداري أحزاننا بالتجاهل وتجنب المواجهة.. حان الوقت لكي نشفى جميعنا من آثار ذلك الحادث المشؤوم.."..

ناظرتها زهو بتشكك وحزن، فأكملت شادن بنبرة عازمة: "أنا أحاول جديا التقدم بحياتي.. لكنني لن انجح بمفردي وأنا أراك أنت وأمواج بتلك الحالة.. وسفيان الذي تحول من رجل مهيب إلى شخص يجيد الاختباء ويحمّل نفسه ذنب كل شيء.. وذلك الآخر الذي تبدّل حاله تماما، وصار يقاطعنا جميعا، فلا هو يعترف بمشكلته، ولا هو يتقبل المساعدة.. والأدهى أنه حتى يتهرب من مسؤولياته نحو طفليه"،

كانا قد وصلتا إلى المرآب واقتربا من أمواج وذكرى، فهمّت زهو بالرد، لكن شادن غمزتها بعينيها لتتوقف، ثم همست قائلة: " لنكمل حديثنا لاحقا.. لا أريد أن تشتعل أمواج بنوبة من نوبات غضبها في منتصف المرآب.. وأمام كيان تحديدا"..


مساء الخميس، كانت أمواج منشغلة بترتيب حقيبة سفر صغيرة، لتضع بها بعض الملابس لها ولطفليها كي تستعد للسفر صباح الجمعة إلى مدينة السويس كي تقضي بضعة أيام في بيت خالتها فاطمة، ولكن قاطع تركيزها ارتفاع صوت إشعار موسيقي ينبعث من هاتفها لينبهها لورود مكالمة مرئية عبر تطبيق (سكايب)، فسارعت لتتناول الهاتف وتتلقي المكالمة، لتظهر على الشاشة صورة شذى ابنة خالتها الراحلة فريال، والتي بادرتها بقولها: "كيف حالك يا أمواج؟ هل قاطعتُ شيئا؟"

ردت أمواج بعفوية: "لا.. أبدا.. الطفلان نائمان بغرفتهما وأنا أحزم بعض الملابس من أجل السفر في الصباح إلى السويس.. الجدة فاطمة تشتاق لحفيديها.. حتى عمهما فرات كان يلح علينا بالزيارة"..

بتهكم من تتوقع الإجابة مسبقا، سألتها شذى: "ووالدهما؟"..

زفرت أمواج، وشتمت بغيظ تخفي من خلاله شعورها بالخذلان الذي تزاحمه الشفقة، ثم قالت: "لا يهتم.. لا يريد أن يهتم.. ماذا تريدينني أن أقول؟"..

همست شذى بإشفاق: "متى يستيقظ ابن خالتنا من غيبوبته الاختيارية تلك ويدرك كم يتمادى بأسلوبه الوقح وعدم اكتراثه؟"..

هتفت أمواج بجنونها الذي تشتهر به: "ماذا أفعل بعد؟ لقد فعلت كل ما بوسعي حتى أنني تخليت عن كرامتي لأجله في بعض المواقف.. لكنه مازال حبيسا لتلك القارورة السوداء المضببة بغيوم الخيبة والهزيمة.. والله لو علم أبي بنصف تصرفاته لقام بنفيه إلى صقيع سيبيريا كي يتجمد وحده ذلك الحلوف"

ضحكت شذى على وصفها الأخير، ثم تنحنحت وردت بتعاطف: "لا بأس حبيبتي.. أثق أنه سيفيق قريبا مما هو فيه"..

بتعاطف سألتها ابنة خالتها: "وأنتِ يا شذى.. كيف حالك بعد الطلاق؟.. هل انتهت الإجراءات؟"

غلفّت شذى وجهها بطبقة من الجمود كدأبها مؤخرا، وكأنها ترفض أن تسمح لمشاعرها بالطفو على السطح كيلا يلاحظ أحدٌ كم دمرها مازن بتطليقها من عصمته فور أن طلبت منه، لكنها قالت بشيء من اللا مبالاة: "ليس بعد.. وأنا أيضا أحتاج لبعض الوقت هنا حتى أتمكن من الحصول على مكافأة نهاية الخدمة.. أو أنجح في الحصول على منصب بديل بأحد فروع البنك في مصر.. لقد قدمت بالفعل طلبا بالنقل من البنك وإلا سيصبح البديل هو إنهاء عقدي مع حصولي على تعويض عن سنوات عملي الطويلة هنا، ولكن مدير البنك يشعر بالتعاطف معي لسبب ما، فقرر أن يساعدني بالحصول على وظيفة بديلة في مصر.. أو ربما هو يريد أن يجد حلا بديلا كيلا يضطر لدفع المبالغ التعويضية المقررة نظير سنوات عملي بالمكان"..

ردت أمواج بتعاطف: "يسر الله لكِ الأمور.. أثق أن خطوة عودتك لمصر ستكون مفيدة لكِ وللدكتورة مرح عبقرية العائلة.. أخبريني كيف تتعامل هي مع الوضع؟"..

تنهدت شذى، ثم قالت: "مرح تتجاهل مأساتها الخاصة وتنغمس كليا في مشكلتي.. لا تريد أن تحكي عما بها، لكنني أشعر بها جيدا.. غير أنها قررت أن تغلق عيادتها في دبي وأن تفتتح واحدة أخرى في مصر.. من الجيد أنها تحظى ببعض الشهرة كطبيبة لأسنان المشاهير، ولذا لن تجد مشكلة كبيرة بالدعاية عندما تفتتح مقرها الجديد، فهي بالفعل لديها متابعون كُثر عبر انستجرام، حتى أن بعض المستشفيات الخاصة الكبرى في القاهرة تقدمت إليها ببعض العروض، لكن مرح اعتادت العمل بمفردها، لذا رأت أنه من الأفضل أن تقيم مشروعها الخاص فلا تضطر للخضوع لإدارة عليا، فتفرض عليها قرارات ومواعيد عمل لا تناسبها"..

حاولت أمواج أن تجرد صوتها من الهم الذي كان يغيّم على صدرها لما تمر به نساء العائلة في نفس التوقيت، وكأنها عدوى خبيثة انتقلت إليهن جميعا، فقالت ببعض المرح: "يمكنك أيضا أن تفتتحي مشروعك الخاص كما فعلت شادن.. لقد ثابرت الفتاة وبدأت في جني ثمار حلمها، رغم أن المشوار مازال طويلا أمامها، لكنها تسير بخطى ثابتة..".

علقت شذى بتفكّر: "لا أظن أنني أريد تحمل مثل تلك المسؤولية حاليا.. سأحاول أولا الخروج من تلك الأزمة دون خسائر.. نفسية على الأقل.. وحين أشعر أنني استعدت نفسي القديمة سأفكر في الخطوة التالية.. لكنني في كل الأحوال لن أستطيع الجلوس بلا عمل.. لأنني وقتها سأغرق في دوامات التفكير.. وهذا ما لا أريده ولا أحتاجه الآن"..

ردت أمواج ببهجة: "ولكن عودتكما للقاهرة بعد كل سنوات الغربة تلك ستكون أمرا رائعا.. يا إلهي كم سنة مرت منذ استقرت عائلتكم في الخليج.. رحمة الله على طنط فريال وأونكل مصطفى.. لقد طلبنا منكما كثيرا العودة للوطن بعد رحيلهما تباعا، ولكنكما صممتما على الاستقرار هناك خاصة مع زواجك.. ولكن لا بأس.. الآن شاء الله أن تعودا لنا.. من حظ كيان وكنان انضمام خالتين جديدتين لهما ليزيدا من دلالهما"..

ابتسمت شذى بعفوية، ثم أنهت حديثهما بأن طلبت من أمواج أن تنقل سلامها للخالة فاطمة وزوجها العم عدنان وابنهما فرات.. وذلك الآخر الذي يقاطع الجميع..

يتبــــــــــــــــــــــ ع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:52 PM   #59

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: القصاصة الثانية من رواية (وانطوت صفحة الهوى) - المشاركة الرابعة

في صباح يوم الجمعة، كانت ذكرى وشادن منشغلتان بالإعداد لموعديهما الهامين في مساء نفس اليوم، أما أمواج فقد حزمت حقيبتها وحملت طفليها إلى السيارة وثبتتهما داخل مقعديهما المخصصين لهما في المقعد الخلفي للسيارة، ثم تحركت في طريقها الذي يستغرق نحو ساعتين إلى مدينة السويس، فيما قررت زهو أن تصطحب ابنها ساري لبيت عائلة والده الراحل.. ليقضي اليوم مع جديه عبد الجليل ولطيفة..
ورغم أن تلك الزيارة تثقل قلبها في كل مرة تقوم بها، بسبب الانتقادات العديدة والملحوظات المتكررة التي تسمعها من حماتها عن الأخطاء التي ترتكبها في طريقة معاملتها لابنها وتنشئتها له، لكن الوقت الذي يقضيه الصغير برفقة جده يترك لديه أثرا إيجابيا رائعا يعوضه عن فقدانه لوالده في سن البراءة..

وفي الوقت الذي وصلت هي بسيارتها إلى بيت حمويها، وهرع طفلها الوحيد ساري لأحضان جده الذي كان في استقبالهما بنفسه أمام باب وحدته السكنية المستقلة بنفس المجمع السكني، كانت أمواج قد أكملت رحلتها على أحد الطرق المعبدة على الطرف الشرقي لكي تصل لبيت خالتها فاطمة في قلب مدينة السويس، وبأحد أحيائها الشهيرة المطلة على البحر..

في القاهرة، أخذ عبد الجليل الحلواني حفيده ساري بين أحضانه، يعانق فيه رائحة ابنه الشهيد الذي مازال قلبه مفطورا برحيله قبل أكثر من عامين، بينما حيّت زوجته السيدة لطيفة زهو أرملة ابنها وصديقة الطفولة لابنتها الوحيدة شادن بشيء من الرتابة والاعتيادية، ثم وضعت قبلة على رأس الصغير وتحركت نحو المطبخ لإعداد الفطور..

جلست زهو إلى جوار حميها ببعض التردد، لكنه وضع قبلة أبوية على رأسها وقال بحنو بالغ: "كيف حالك يا ابنتي؟ ساري يبدو رائعا"..

ردت زهو بحماس وليد: "أنا بخير يا سيادة القبطان، وساري بدأ يتأقلم مع فكرة التحاقه بالمدرسة للسنة التمهيدية في العام الدراسي الجديد"..

ضحك الجد باسترخاء، وهتف: "لم أعد قبطانا يا ابنتي.. أنا قبطان متقاعد، لذا ناديني أونكل أو عمو.. هل صرنا أغراب الآن؟ لقد ربيتك مع شادن منذ كنتِ طفلة بفستان ملون وضفيرتين بالشرائط الحريرية"..

ضحكت زهو، ثم قالت: "بارك الله لنا في عمرك يا أونكل.."..

مناظرا باب المطبخ كي يطمئن أن زوجته لن تخرج عليهما فجأة كعادتها عندما تحاول استراق السمع، همس بتعاطف: "هل تحتاجين شيئا؟ هل تريدين بعض النقود؟"

ردت زهو بسرعة: "لا يا أونكل.. شكرا جزيلا.. أنت بالفعل تساعدنا بالكثير، وصممتَ على دفع أقساط المدرسة لساري.. ومعاش المرحوم نبيل يكفي ويزيد.. لا حرمنا الله منك وأطال في عمرك"..

ربت الجد بيده على ظهر حفيده الذي كان يجلس إلى جواره بينما يميل عليه لكي يحتضنه بكلتيّ يديه، وذلك حين خرجت لطيفة من المطبخ تهتفبنبرة قوية وكأن العمر لم يغير من بأسها وقوتها شيئا: "هيا لنتناول الإفطار"..

حين جلس الجميع إلى المائدة، مد ساري يده إلى أحد أرغفة الخبر البلدي وهو يصيح بابتهاج: "خبز.. يا للروعة.. أشتهيه بشدة"، ولكن فرحته ماتت وزوت ابتسامته تماما، حين جاءه صوت والدته معترضا بقلق: "لا تقضم الخبز يا ساري.. تعلم جيدا أنك لديك حساسية من الجلوتينات الموجودة في القمح ومشتقاته.. وهي تسبب لك آلاما في البطن وإسهالا.. ما رأيك أن تتناول بدلا منه بعض شرائح البطاطس المحمرة؟ سأضع لك عليها مايونيز، وحين نعود لمنزلنا سأصنع لك خبزا بدقيق الأرز.. أنت تحب طعمه كثيرا على كل حال"..

مط ساري شفتيه بضيق، وقال بعناد: "ولكنني أشتهي الخبز الأسمر.. رائحته شهية للغاية"..

في تلك اللحظات، زفر الجد بغضب وهو يوجه نظرات حادة تجاه زوجته التي رمقته بانفعال، ثم همست مدارية شعورها بالحرج: "لقد نسيت.. هل ستعلقون لي المشنقة؟"

نظر الجد لحفيده، واحتضن كفيه الصغير بين بأصابعه القوية، ثم أخبره بنبرة حماسية لم يلتقط الصغير الكذب فيها: "وأنا أيضا أصبحت أمتنع عن تناول الخبز الأسمر.. لقد حذرني الطبيب منه وقال إنه يؤثر على معدتي.. لذا سأتناول معك اليوم شرائح البطاطس المحمرة.. والخضر المقطعة مع الجبن.. ما رأيك؟"

ابتسم ساري بحماس، وقال: "لا بأس.. لنتناول البطاطس"..


في السويس، كان ثلاثة من أفراد أسرة المهندس عدنان الديب يتجمعون في غرفة المعيشة، حيث كانت الجدة فاطمة تحمل حفيدها الأصغر كنان الذي يبلغ عمره عاما ونصف العام..

كانت منشغلة في هدهدته وتقبيله، بينما انغمس العم فرات في ممازحة كيان ابنة شقيقه الأكبر التي أجلسها على فخذيه لكي ينجح في دغدغتها بأصابعه الضخمة، لتنطلق ضحكاتها العالية بسعادة طفولية لا تحمل للدنيا هما ولا تفهم كثيرا عن الوضع الغريب بين والدها ووالدتها..

فرات الذي ورث ذكاء والده ليصبح أيضا مهندسا للبترول، وكبر ليعمل في نفس الشركة التي يعمل بها والده، يتصرف في أحيان كثيرة بعفوية وحنان انتقلا إليه من والدته العطوفة المحبة للمرح..

فهو – بطبيعة الحال – يأخذ على عاتقه محاولة تعويض الطفلين عن عزوف والدهما عن الاهتمام بهما كما ينبغي..

أما الجد، فقد اكتفى بمداعبة الصغيرين قليلا بعد أن شبع من تقبيلهما، ثم انصرف لإعداد الفطور بنفسه كطقس اعتاده منذ سنوات طويلة، بأن يتفرغ هو لإعداد وجبة الفطور صباح كل يوم جمعة كي تتجمع الأسرة على وجبة لذيذة، قبل أن يتحرك رجالها للمسجد لأداء فريضة صلاة الجمعة جمعا..

وعن أمواج، التي كانت مشاعرها متلاطمة تتحرك في كل الاتجاهات، فأخذت تجوب بعينيها أركان المنزل بحثا عن طيف بحر نضب ماؤه وسكن موجه فهاجر الفرح شطآنه، فما كان منه إلا أن آثر الرحيل لأن المواجهة تعني الغرق، وهو لم يعد يتحمل مزيدا من السقوط..

كان تلاحق أنظار ها في المكان فاضحا، فنأى فرات بنظراته عنها شاعرا أنه لا يجوز له أن يكون شاهدا على لحظات اشتياقها لنصفها الآخر، فانشغل بملاعبة كيان، أما خالتها فاطمة، فقد كان وضعها مختلفا كليا..

فحين لاحظت هي اضطراب نظرات ابنة شقيقتها دون أن تستقر على بقعة ثابتة، همست لها بتعاطف: "إنه نائم يا ابنتي.. لا أظنه سيستيقظ قبل موعد صلاة الجمعة"..

سألتها أمواج بتردد وخيبة أمل لم تعتد عليها بعد: "هل يعلم أنني هنا اليوم؟"

رد فرات بنبرة متواطئة: "بالطبع لا.. إن كان قد علم، فلن تجدينه اليوم بالمنزل.. كان سيهرب كالعادة لبيت أحد معارفه أو يذهب للميناء.. لكننا اليوم
سنفاجئه"..

تخلت أمواج عن ضعفها المؤقت والبعيد تماما عن شخصيتها، فهتفت بحنق بينما عينيها الزرقاوين تشتعلان بغضب مستعر بالكاد تلجمه احتراما لهيبة زوج خالتها: "هل سيتصرف بتلك الوقاحة كلما أتينا إلى هنا؟.. ألا يشتاق لطفليه؟"

ردت خالتها بجدية تحاول تهدئتها: "أتفهم غضبك يا ابنتي.. ولكن ترأفي به قليلا.. فهو ما زال يحتاج لبعض الوقت"..

نهضت أمواج واقفة باندفاع، وردت بغيظ ظهرت أثاره في صوتها الذي ارتفع قليلا: "كم من الوقت يحتاج بعد؟ لقد أضاع عامين بالفعل من عمرنا.. هل يريد إضاعة المزيد بهروبه المغيظ هذا؟"

في تلك اللحظات، جاء صوته الأبح من خلفها، وهو يهتف ببرود: "ولأنني لا أريد أن أضيع المزيد من سنين عمرك قد ابتعدت تماما.. وها أنت تعودين للدوران حولي، ولا تريدين أن تفقدي الأمل رغم كل ما حدث.. فلا تحمليني مسئولية أحلامك السخيفة"..

وصلت كلماته المستفزة إلى أذنيها، بصوته المبحوح الذي تشتاق كثيرا إليه.. تلك البحة التي تمنحه وقارا وجاذبية لم يكن يفتقر إليهما بالأساس.. فتسلل إلى قلبه ليرتجف بداخلها رجفات سريعة حركت الدماء إلى رأسها باندفاع جنوني..

ولمن يتساءل (كيف يكون اللقاء بين بحر غاضب وأمواج عاتية؟)..
فالإجابة ها هنا
فالبحر بلا أمواجه يكون راكدا فاقدا لكل معانى الحياة، والأمواج الهادرة لا تنطفئ ثورتها إلا حين تعانق بحرها، فتستكين وتستحيل إلى بساط ذهبي من المخمل الناعم..
ولأن البحر يضن بعناقه لأمواجه، تظل تلك الأخيرة تفور بجنون لتضرب الشطآن بجبروت يائس فتحطم القلاع الرملية، بلا نية لاستسلام إلى أن يعود لها بحرها طوعا ويغمرها فيلتحمان معا من جديد..

وهنا، استدارت أمواج نحوه بعنف، وبالرغم من غيظها الشديد منه ومن الانفعالات العنيفة الواضحة على محياها، إلا أن عينيها الخائنتين أبتا الانصياع لأفكارها التي تأمرها بالنظر إليه ببرود يجمد أوصاله، فقامتا بتأمر صريح بالإفصاح له بصراحة عبر صفحة مقلتيهما عن شوقهما الشديد إليه..

فقد دارتا على ملامحه وهيئته بالكامل من أعلى لأسفل، حتى اطمأنت تماما أنه بخير، ثم توقفت قليلا عند الندبة التي تحد منتصف عنقه لتعطي ملمحا صريحا عن كيفية التصاق تلك البحة بصوته، إلا أنها رفضت بتسلط أن تفتح الباب الذي تحاول تلك الذكريات النفاذ منه لقلبها حتى لا يتبدل حنقها لحنان جارف، فاستعادت شعلة غضبها المستعرة أساسا، لترد عليه بنبرة باردة تشبه كثيرا تلك التي حدثها بها وقالت: "عن نفسي.. لا أريد منك شيئا.. ولا أتوقع منك شيئا.. لكن على الأقل.. قم بتحية ابنيك"..

اهتزت مقلتا بحر ببعض التردد الذي خدش قشرته الجليدية، فتابعت هي بثقة وتحدٍ: "اغمرهما بين أحضانك ووزع بعض القبلات على جبينيهما ورأسيهما.. إنهما قطعة منك.. لم آتِ لك بهما من متجر الأطفال.. تعلم ذلك.. صحيح؟"، ثم غمزته بوقاحة مستغلة أنها تقف في بقعة بعيدة عن أعين أخيه وأمه، فأصابته بموجة حارة مفاجئة، أصابت بعضا من جليده وتسللت إلى أسفل ظهره فتشنجت رقبته فجأة..

بحر لا يحب أن تذكّره أمواج بتلك المرحلة من حياته.. بل لا يحب أن تذكّره بأي شيء كان يخصهما معا، ولكن تلك الوقحة لا تضيّع آية فرصة كي تجعله يندم على القرار الأسوأ في حياته، دون أن تستغلها..

وهي لا تدري أنه يبيت ويستيقظ غارقا بندمه ويأبى أن يعترف..


يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:56 PM   #60

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 القصاصة الثانية من رواية (وانطوت صفحة الهوى) - المشاركة الخامسة والأخيرة

في المساء، كانت ذكرى تتحرك بخيلاء كبجعة برية بل ملكة البجع.. فأخذت ترفل بفستانها الأزرق من الشيفون المحدد للقوام، والذي ينتهي عند القدمين بتنورة واسعة قليلا كذيل السمكة لتيسير الحركة، بينما يتميز بكمين طويلين مشقوقين وممتدين حتى القدمين، والتي تحدث موجات جاذبة للبصر مع كل خطوة تخطوها بحذائها الأنيق ذهبي اللون، والذي تزين كعبه العالي بنقش مميز لـ (ماعت) سيدة الحق والعدل عند قدماء المصريين، والذي أهدته لها شادن في عيد ميلادها الماضي بعد أن اكتشفت مدى شغفها بالحضارة المصرية القديمة، وهو شغف تتشاركه كلتاهما بالصدفة..

تهادت ذكرى بخطواتها الواثقة حتى وصلت إلى المقعد المخصص لها على إحدى الطاولات في قاعة فاخرة بأحد أكبر الفنادق في قلب القاهرة، لحضور الحفل الذي كان يضم عددا هائلا من الأطباء ومهندسي الأجهزة الطبية وأعضاء مجلس نقابة الممرضين..

فقد تمت دعوتها كضيفة شرف للحفل الذي تقيمه المستشفى الاستثماري التي تعمل بها بمشاركة الشركة الهندسية التي تتعاون معها بتوريد وصيانة
للأجهزة الطبية، والتي تتعامل مع عدد من المستشفيات الكبرى في الشرق الأوسط، حيث سيتم تكريم اسمها بمناسبة حصولها على درجة الدكتوراة، بالإضافة إلى الإعلان عن اختيارها الوجه الدعائي للشركة في إعلاناتها الخاصة بأجهزة متابعة مرضى القلب في حملة متكاملة من عدة مراحل، سواء كإعلانات مطبوعة أو لوحات إعلانية للطرق، أو حتى مقاطع الفيديو المصورة التي تشرح مميزات تلك الأجهزة..

ولحظ ذكرى، جاء مقعدها على طاولة تضم أربع شابات بالإضافة إليها، فأخذت تضيّع بعض الدقائق في الحديث إليهن، ولم تنس بالطبع أن تحدّث حسابها على انستجرام بصورة جديدة لها من قلب الحدث، إلى أن بدأ الحفل رسميا وتم الإعلان عن فوزها بجائزة تكريمية خاصة، فتحركت بثقة وخيلاء إلى المنصة لكي تتسلم جائزتها، ثم ألقت كلمة مقتضبة، وجهت من خلالها الشكر لوالدتها وصديقاتها ومشرف رسالتها وكذا زملائها الأطباء وفريق التمريض بالمستشفى التي تعمل بها، وفي النهاية وجهت التحية للشركة التي اختارتها وجها دعائيا لها، قبل أن تهبط عن المنصة وسط تصفيق الحاضرين، ونظرات
الإعجاب التي لاحقتها من عددٍ غير قليلٍ من الرجال..

استمر الحفل لنحو ساعة ونصف، تم خلالها تكريم عدد آخر من العاملين في الحقل الطبي، إلى أن تم الإعلان عن الفقرة الفنية وحضرت مطربة صاعدة إلى المنصة لكي تؤدي مجموعة من الأغنيات، قبل أن يتملك الضجر من ذكرى التي – في الواقع - لا تحب تلك الأجواء وإنما تضطر لتصنع الاستمتاع كنوعٍ من المجاملة، وهذا درس تعلّمته بعد سنوات من التعامل بعفوية جعلتها مقروءة للجميع، فلم تكن تستطيع حماية نفسها من الخبثاء ومحاولاتهم إيذائها..

حملت ذكرى حقيبتها الذهبية المربعة الصغيرة، واعتذرت لشريكاتها في الطاولة بأن عليها إجراء مكالمة هاتفية هامة، ثم تحركت نحو بوابة القاعة، ليقاطعها شاب بدا في أواخر الثلاثينات يتمتع بهيئة أنيقة وملامح بها بعض الوسامة بشعر أسود مجعد، وحاجبين كثيفين وعينين بنيتين واسعتين يتصدران وجها مبتسما تكسوه البشرة المائلة إلى الاسمرار، حيث مد يده لمصافحتها بتهذيب، مقدّما نفسه إليها قائلا: "مبارك يا دكتورة ذكرى.. أنا المهندس شريف أسامة.. سأتولى بإذن الله العمل معك خلال الفترة المقبلة، لكي أشرح لك بعض المواد الدعائية التي سيكون عليكِ التركيز عليها في المقاطع المصورة الخاصة بالدعاية للأجهزة التي تنفرد الشركة بتوزيعها في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.. بالطبع سيكون عليكِ أن تشرحي المادة العلمية باللغتين العربية والإنجليزية.. أرجو ألا يكون هناك مشكلة لديك"..

رحبّت به ذكرى، ثم ذكّرته أن الوقت ليس مناسبا تماما للحديث بخصوص تفاصيل العمل، لكنها طمأنته أنها تجيد الحديث باللغة الإنجليزية..

بدا على الشاب بعض الحرج، فقال: "بصراحة.. أردت التعرّف عليك قبل أن يبدأ عملنا سويا.. حتى أنني قمت بتصويركِ أثناء تسلمك لجائزة التكريم"..

عندما علت الدهشة ملامح ذكرى، تابع هو مسرعا بالتوضيح: "لقد فكرّت أنها ستكون لفتة ظريفة أن تقومي بنشر مقطع لتكريمك لمتابعيكِ عبر انستجرام.. أعلم كم أنت مشهورة ومحبوبة بينهم"..

تقبلّت ذكرى إطراءه على مضض، فأخبرها محرجا: "سأحضر هاتفي لأرسل لكِ المقطع، لقد تركته على الطاولة.. أريد أن نتبادل أرقام الهواتف حتى نتواصل معا قريبا على كل حال"..

ردت ذكرى باقتضاب: "لا بأس.. سأخرج للوقوف أمام نهر النيل قليلا.. لقد أزعجني الصخب.. يمكنك الانضمام إليّ بعد أن تحضر هاتفك.. بالإذن"..

تحركت ذكرى متململة للخارج، وهي لا تدري أن زوجا من العيون كانا يتابعانها عن بُعد، وكساهما الغضب بعد حوارها القصير مع ذلك الشاب..

حين وقفت أمام صفحة النيل، أخذت تزفر ببطء محاولة السيطرة على كومة الانفعالات المتكتلة بصدرها وتكاد تطبق عليه بقبضتها المعدنية الثقيلة، ثم تذكّرت أنها قد وضعت سيجارتها الإلكترونية بحقيبتها الصغيرة، فأخرجتها وبدأت تنفث منها ببطء، وحين بدأت تسترخي قليلا، جاء من خلفها صوت رجولي ساخر يقول مؤنبا: "هل بدأتِ بالتدخين الآن؟"

تجمدت ذكرى كليا، لكن أصابعها ضغطت بقوة على مرذاذها المحمول، ثم زفرت دخانها ببطء واستدارت نحو مصدر الصوت راسمة ابتسامة سخيفة على شفتيها، وناظرت صاحبه بضجر وعدم اكتراث ثم قالت: "وما المشكلة؟ هي وسيلة للاسترخاء وليست ضارة كالسجائر التقليدية التي تدمنها أنت ولا تتركها من بين أصابعك"..

منحها ضحكة قصيرة هازئة ثم قال: "يبدو أن الدكتوراة التي حصلتِ عليها للتو ليست لها قيمة على الإطلاق.. ألم تعلمي أن السجائر الإلكترونية تصدر العديد من الغازات السامة والمسرطنات؟"..

عارضته ذكرى محاجة بإهمال: "ولكن يبقى ضررها أقل كثيرا من السجائر التي تستخدمها أنت"..

رسم هو على وجهه ابتسامة مستفزة بعد أن مج من سيجارته التي كانت تشتعل ببطء بين سبابته ووسطاه، ثم رد ساخرا: "إذًا سأسبقك للموت"..

ارتجف جسدها وانقبض قلبها بفعل كلماته المزعجة التي قالها على سبيل المزاح غير مدركٍ لتأثيرها عليها..

حين لاحظ هو صمتها وترفعها عن مبادلته الحديث، أراد تغيير الموضوع..

وبرغم تلك الواجهة الفولاذية التي تستتر عنه بمشاعرها خلفها، فهو لن ينكر أنه قد لمح طيفا حزينا يمر بسماء عينيها الداكنة فيعكر صفاءهما، لذا ورُغم كل شيء، أراد أن يعيد لها بهجتها التي كانت تتقافز من بينهما حين كانت تتسلم جائزتها قبل قليل، فقال بنبرة دافئة كانت دوما تفعل الأفاعيل بأوردة قلبها الذي كان يسكنه يوما ما: "تبدين مشعة"..

رفعت ذكرى عينيها إليه لتجد الانبهار الصادق ينعكس بصفحتهما، فشعرت بالخطر يقترب منها من جديد، فأرخت نظرها قليلا عن عينيه لتصطدم مقلتاها بذلك الجُرح الذي استقر على خده الأيسر، لكنها تمالكت نفسها ورفضت الاستسلام لتلك الغصة التي استقرت بقلبها، وهتفت بخيلاء: "أنا دائما مشعة"..

"نجحتِ".. باغتها هو ممتدحا بنبرة فخورة جعلتها تتردد قليلا في الرد، لكنه سبقها وأكمل باستفزاز منافٍ تماما لفخره السابق: "تستطيعين الآن رفع هامتك"..

انتصبت ذكرى في وقفتها، وكأن كلماته قد ذكّرتها بالفعل بكل ما مرت به وكل ما بذلته في سبيل تحقيق ما كانت تسعى إليه طوال حياتها، لترد بكل غرور: "لم تكن هامتي محنية أبدا حتى أرفعها الآن.."

عاود هو مطالعتها بعينين مشاكستين، ثم تابع بنبرة ساخرة من جديد: "جيد.. أرى أنكِ قد تخلصتِ من عقدتكِ أخيرا.."

هنا، تخلت ذكرى عن جمودها الاختياري، وأبدت أول انفعالٍ لها في مواجهته، حيث رفعت سبابتها أمام وجهه، وهتفت بنبرة محتدة قليلا وإن كانت منخفضة لحرصها على المحافظة على شكلها كونهما في مكانٍ عام: "لم تكن عقدة.. كان طموحا، لكن الأغبياء فقط هم من يضعون دوما دوافع وهمية لما يبتغي الآخرون تحقيقه وكأنه لابد من سبب لأي قرار يقدم عليه المرء"..

زادت ابتسامته الساخرة اتساعا، لكنه قال بنبرة مغتاظة تخلت عن كل ملامح السخرية السابقة: "مازلتِ سليطة اللسان"..

حركت ذكرى وجهها جانبا بإباء، وهتفت من بين أسنانها: "مازلتَ مدللا يحركك الملل نحو مصانع الألعاب بحثا عن دمية جديدة تلهيك قليلا عن حماقاتك"..


في نفس التوقيت تقريبا، كانت شادن تنتظر داخل بوابة المغادرة بالقرب من منصة شركة الطيران التي أخبرها إيلاف أنه قد حجز لها معهم على متن رحلتها التالية إلى هونج كونج..

كانت تجلس على أحد مقاعد الانتظار وهي تضع حقيبة سفرها الكبيرة إلى جوارها بينما تقبع حقيبة ظهرها العملية الصغيرة على فخذيها، وانشغلت بتصفح محادثة جماعية سابقة للفتيات، كانت قد عجزت عن متابعتها والرد عليها لانشغالها بجمع باقي أغراضها والتحرك للمطار..

كانت شادن غارقة في قراءة النصوص القصيرة المتتالية عبر المحادثة، عندما سمعت صوتين صغيرين يهتفان بمرح: "شيز.. شيز" (Shades)..

رفعت رأسها عن الهاتف وأخذت تلوّح لهما بسعادة، حتى تركا يديّ جدتهما وعمتهما الصغيرة دانة، وركضا إلى أحضانها مباشرة، فسألها مالك أولا: "هل ستسافرين معنا يا شيز؟"..

ضحكت شادن، وأخذت تلاعب شعره بحب، ثم ردت: "يا إلهي.. متى ستنطق اسمي بشكل صحيح؟.. أعترف أن نطقه صعب ولكن يمكنك أن تناديني كيفما تشاء إلى أن تتقنه"..

حيّت السيدة سميحة وابنتها دانة شادن ببعض القبلات على وجنتيها، حيث هتفت الابنة قائلة: "أبيه سفيان وإيلي يحضران الحقائب من السيارة بواسطة عربة لقطر الحقائب"..

أومأت شادن بتفهم، وأخذت تتبادل معهما الحديث بعفوية محاولة السيطرة على توترها انتظارا للحظة الحسم، فانشغلت بمداعبة الصغيرين اللذين جلسا إلى جوارها وأخذت تلاعبهما بعفوية، بينما استمرت في التحدث بعفوية مع العمة والجدة، إلى أن قاطعها صوت سفيان الجهوري الذي صاح بنبرة غلفّتها
الصدمة والمفاجأة: "شادي؟"

تنحنحت سميحة بحرج، بينما توترت دانة لا تدري ما هو التصرف الصحيح الآن، فالتزمت كلتاهما الصمت التام وهما تناظران إيلاف وتطالبانه بالتدخل، فهتف الأخير بمرح: "لقد وافقت Shades على مرافقتنا في تلك الرحلة لأنها لم تجد من لديها الوقت لمشاركتنا في ذلك الوقت الضيّق"..

تجاهل سفيان كلمات أخيه، واقترب منها خطوة واحدة، ثم هتف متسائلا: "ماذا تفعلين هنا يا شادي؟"

رغم ارتجاف جسدها جراء سماعها اسم التدليل (الكريه) الخاص به، إلا أنها استجمعت نفسها وهتفت فيه بغضب: "قلت لك مليون مرة من قبل اسمي شادِن.. وإذا كنت جاهلا لا تستطيع نطقه.. نادني Shades" ..

نهاية القصاصة
قراءة سعيدة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.