آخر 10 مشاركات
الدمــــية للكاتبة الجميلة blue me *متميزة* كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          حسناء ضوء القمر (47) للكاتبة: سارة كرايفن ... كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree401Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-23, 07:52 PM   #111

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابنة البادية مشاهدة المشاركة
ياليت يتم نقل روايتي إلى قسم قصص من وحي الاعضاء!
حمدالله ع السلامة ????????????

زهرورة likes this.

Riham** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-23, 07:29 PM   #112

ابنة البادية

? العضوٌ??? » 501720
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ابنة البادية is on a distinguished road
افتراضي

الله يسلمج رهام... للاسف وواضح انه لن يتم نقل الرواية إلى القسم لأنني حاولت بشتى الطرق أنه أحد ينقلها وما حصلت على رد من أحد
زهرورة likes this.

ابنة البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-23, 04:21 PM   #113

ابنة البادية

? العضوٌ??? » 501720
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ابنة البادية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدت والعود أحمد واعتذر من طول الغياب..

زهرورة likes this.

ابنة البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-23, 04:36 PM   #114

***دهن العود***

? العضوٌ??? » 161905
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » ***دهن العود*** is on a distinguished road
افتراضي

عوداً حميداً
مساء الاشتياق

زهرورة likes this.

***دهن العود*** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-23, 05:11 PM   #115

ابنة البادية

? العضوٌ??? » 501720
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ابنة البادية is on a distinguished road
افتراضي



7-

وضع سهيل نصل الخنجر على رقبة خزينة، وهو يدير ظهرها إليه، كي لا يشاهد وجهها، وينتابه ذلك الشعور بالحيرة، والتردد، والخوف..
طواها الذهول، ارتجف جسدها فلم تقدر على البقاء واقفة، لأن قدميها عجزتا عن حملها، وهي ترى نهايتها المحتومة على تلك اليد القاسية، والتي من الصعب مقاومتها في تلك اللحظة..
استندت على صدره، وذراعه تحيطها، ويده تستعد إلى قطع عنقها ورميه بعيدًا عن جسدها،
إلا أن يده ارتجفت وظلت ترتجف،
عندما شم رائحة عنقها، الذي عبق برائحة الحناء والزعفران والعنبر،
تلك الرائحة؛ التي يحبها كثيرًا... أهي رائحة والدته، أم جدته، أم رائحة النساء!
أو رائحة شمها في وقت ماضي؟!...
رائحة تثير في نفسه الحنين إلى الأشياء وأولها نساء عائلته، النساء اللاتي افتقدهن في حياته القاحلة...
وقبل أن يصر على فعلته النكراء، والتي لم يجد لها مصوغا، إلا الغضب...
الذي خبأ فجأة للحظة دون أن يُثار...
بينما ثار التردد وشعوره بالذنب...
الذنب الذي تسلل إليه ورماه في شعور جديد، ناحية والدها، وناحية العمة، ولكن والدها لم يفعل شيء..
كان باردًا إزاء المشكلة، لماذا عليه أن يغفر له؟!
وقد زوج ابنته لقاتل والده، هي الآن تنتمي إلى ابن قاتل والده وقد تركت وصاية والدها، وانتهت حياتها معهُ! أليس ذلك صحيحًا؟
هذا ما راح يقنع نفسه به ونصلهُ يجرح عنقها...
هل هذا من تأثير الخمر؟
الذي جربه منذ فترة طويلة ثم عاد إليه الآن...
في تلك الأيام الغابرة، التي سقط فيها في الحزن، هجر فيها كل شيء...
طعمها الكريه، شعوره بالذنب تجاهها بعد كل مرة...
صحبته السكارى الذين واسوه بها، وكأنها السلوى التي ينتظرها...
إلا أنها كانت غير ذلك كالعلقم..
الرغبة الشديدة في الاستفراغ، الحرقان، الرغبة بها التي حاول مرارًا كبتها،
إلا أنه البارحة ارتشفها عنوة عندما استراح الجيش عند أرض جبلية وعرة وبعيدًا عن النار المضرمة بين الصخور من خشب شجر سمر يابس، تصدر حسيسًا كلما احترق جزء به شوك منها..
نار صغيرة لا يستدل بها...
رشفة واحدة جرته إلى نصف زجاجة قرب شعبة ماء جارية...
ثم رمى الزجاجة على الأرض..
فتفتت إلى شظايا صغيرة، مسح فمه لاعنًا سوء طعمها وحلوه...
الرغبة الملحة في الاستمرار للوصول إلى النشوة المنشودة...
ولكنه تماسك، لكي يقود من معه وينفذ خطتهم...
شرب من ماء الشعبة، غسل وجهه على ضوء الشفق قبل أن يقوم عائدًا إلى من تجمع من الرجال في تلك المنطقة...
بعد أن أشار قائدهم بيده بحركة يعرفونها جيدًا يدعوهم للتفرق وأخذ أماكنهم لإكمال المسير...

لم يحل الهدوء على المنطقة التي كشفت النار بكل وضوح ما يحدث حولهما في العرائش وبيوت الشعر، في الحظائر والحصن الذي تم رفع شعارهم عليه،
وقد تم احتلال المنطقة بأسرها، والتنكيل بأصحابها...
لقد تمت الغارة على هذه المنطقة الجنوبية الغربية...
وتم إبادة سكانها عن بكرة أبيهم؛ لأن الحرب اندلعت بين الاثنين وباتت أمرًا لا مفر منه،
وجهز أهلُ الشمال جيشهم، محملين بالبنادق والخناجر والسيوف،
وبخطتهم العسكرية للأخذ بالثأر والدفاع عن أرضهم...
من بعيد ظهر الرجال من بين النار متجمهرين، من الذين كانوا معه بسيوفهم وبنادقهم، بينما صاح واحدٌ من أعلى الحصن العالي والذي برز بين العرائش،
يخبرهم بانتهاء الأمر وهرب بعض من الاعداء،
وسرعان ما امتلأ المكان بهم وبالرماة الذين خرجوا من أماكنهم،
ونزلوا إلى المنخفض الذي احتلته القرية...
لقد جرح الخنجر عنقها، وتسربت الدماء القليلة من ذلك الجرح البسيط وتقاطرت على نحرها المكشوف،
رصت على أسنانها، متصلبة وامتلأت عينيها بدموع القهر،
هل تتحرك أم تظل ساكنة تنتظر لحظة جزه لعنقها كما تجز الشاة، لا، فالشاة تكرم عند ذبحها ويذكر اسم الله عليها...
أما الانسان فلا يذكر اسم الله عليه، إنما يقتل هدرًا للدماء...
إنها عاجزة وهو يستعد لقتلها، لذا استسلمت له،
كان الموت أهون، من أن يفعل بها غير ذلك،
لذا اختارته بشجاعة، مودعة كل شيء، مغمضة عينيها...
ولكنه أخفض يده سريعًا، وأعاد الخنجر إلى غمده بدمائه،
ويده تجرها بكل عنف إلى ورائه، عندما ظهر أمامهما رفقائه،
صاح بهم وهي وراءه ويده الحديدية تمسكها وتكاد تكسر لها معصمها:
-غنيمة وعبدة لي..
وجهها الذي تساقط عليه شعرها المظلم الذي شابه ظلمت تلك الليلة،
رفعته ناظرة إلى ظهره بذهول، غير مستوعبة قوله،
غير أنها لم تجد الوقت الكافي للدفاع عن نفسها ونفي الأمر،
الصراخ والصراع من أجل الحياة والبقاء وليس غير ذلك،
ليست إلا حرة ابنة حر ولن تكون عبدة إلا على جثتها...
إلا إن صهيل الفرس العربي الذي ظهر فجأة من العدم اختطف تلك اللحظة واحالها إلى ضوضاء داخلية وخارجية،
حتى جرها لمعصمها ومقاومته لم تجدِ نفعًا..
كانت فرسًا بنية ضخمة، لم ترَ لها مثيلًا من قبل، من أين أتى بها؟
جرها بعنف وهي تقاومه لعلها تثبت على تلك الأرض الرملية الرخوة، أو أنها تبتلعها حالًا،
حاولت عضه، ضربه ولكنها لم تقدر؛ لأنه لطمها على كتفها لعلها ترضخ،
نظر إليها على ضوءِ النار، بقسوة وتكشيرة لم ترها يومًا على وجهه الذي كشف الضوء ملامحه، بعد أن سقطت الرقعة التي وضعها على جرحه ليظهر لها بأبشع شكل،
لم يكن جرحهُ عميقًا، ولكن سيظل أثره واضحًا مدى الحياة، ليذكرهما بهذه الليلة...
فكه متصلب، عيناه مفتوحتان على مصراعهما، تخبرانها بأنها مجرد عبدة، ملك له، وأنها يجب أن تطيعه وإلا...
انهارت طاقتها، على أصوات الضحكات الصادرة من الرجال، شعرت بالاشمئزاز والقهر...
على محاولتهم لاستراق النظرات إليها، وإلى الغنيمة التي حصل عليها صاحبهم... بقول:
-مبروكه عليك تتهنى بها...
-ليلك طويلة عريضة يا حظك..
بينما حاول هو بكل الطرق ألا تظهر إليهم...
لم يكن يريد ضربها، لم يشعر بالغضب ناحيتها...
رغم ما فعلته... إن غضبه مختلف... متدهور من كل النواحي...
من هرب قاتل والده.. من قتله لأبنه... من هذه المرأة التي تأبى الرضوخ...
لذا أمسكها، رغم الألم الذي لازال ينبض في وجهه، ورفعها، بكل ما أوتي من قوة،
حتى صعدت على ظهر الفرس، وهو ممسك بلجامه،
ركب وراءها، شد اللجام، ثم صرخ على الفرس:
-شاه شاه..
لكي ينطلق راكضًا في تلك الأرض المنبسطة المعشبة والتي كانت في أغنى حالاتها وسنِنها...
رغم ظلمة الليل إلا أن الطريق بات واضحًا على ضوء تلك النار العظيمة التي أحدثوها..
رويدًا رويدًا تلاشت أضواء النيران، وادخنتها وباتت ورائهما، ولم يبقَ منها سوى الظلال...
ظهرها منحني، لا تسمع إلا لهاث الذي ورائها، ولهاثها، ووقع أقدام الفرس الراكضة بسرعة قصوى، الهواء البارد يلمس بشرة وجهها، لا، إنما يخدشها، كقطع الثلج،
جسدها يرتعش من البرودة ومن التصاق ظهرها به،
لتشعر بحرارته، والصدمة التي لا زالت واقعة فيها،
لم تعلم كم مضى من الوقت، ولكنها فقدت طاقتها بسبب الأيام السابقة، والتي لم ترتح فيها ولو قليلًا...
والآن تنقلب حياتها وتستحيل إلى كابوس مظلم، لا تعلم نهايته كطريقهما الذي يسيران فيه الآن... شد اللجام...
لكي يتوقف... يجب عليه أن يتوقف الآن...
بعد مسير طويل لأن الفرس قد تعبت...
لو كان لديه بعير لاستمر في المسير رغم بطء الأخير إلى أن يصل إلى الديار التي يريد الوصول إليها، لأنه أقوى في التحمل... وأين هي تلك الديار؟
لقد أخذ المرأة وانطلق بعيدًا، بعد انتهاء المهمة إلى الشمال...
هل سوف يعود إلى ابن هويدن؟ أم إلى مكان آخر؟
ومن سوف يحاسبه على أخذها معه؟
لقد أصبحت عبدة لهُ بشهادة جمع من الرجال...
ألم يبيعوا شيخة... ألم يأخذ أهل الخسة منهم بعض النساء ويبيعونهن من أجل أن يعيشوا!
ألم يأخذ المنتصر دائمًا الغنائم لهُ...
إذًا فهي غنيمته من هذا الانتصار البائس الذي لم يغير الكثير إنما أهدر الكثير من النفوس!
وهل كانت أنفسًا استحقت ما جرى لها؟ على الأرجح، نعم!

نزل بعد أن أدرك المنطقة وعرفها وقد طلع الخيط الأول من الفجر، في أرض منبسطة قرب وادي،
لم يخف جريانه منذ أيام...
عندما نزل همت هي بالنزول معه من ظهر الفرس دون أن تعطيه مجالًا،
إلا أنه سرعان ما استدار وأمسكها من ذراعها قبل أن تلمس قدميها الأرض،
رفعت يدها وضربته كردة فعل على لمسته المستباحة التي طالت خصرها أيضًا،
وهي تقفز إلى الأرض، فصهل الفرس خلفها وتحرك وكاد أن يفزعها إلا أنها ثبتت متمسكة بآخر ذرة من التعقل فيها...
لم يتركها، إنما أخذ يدها التي ضربته بها وشدها إلى الخلف لكي يلويها لها ويجعلها تلزم حدودها. تقابلا وجهًا لوجه،
هو عاقدٌ لحاجبيه، أما هي فتطالعه بعيون مفتوحة غاضبة تحاول بهما اظهار عكس ما تشعر به، وهو الرعب...
الذي ينخر عظامها..
أما الفرس فتحركت قليلًا تشم الأرض تبحث عن الحشائش لكي تأكلها..

جسدها يكاد يلتصق به، أنفاسها مكتومة من الذهول،
ويده لا زالت تشد يدها خلف ظهرها،
أخيرًا تنفست متألمة وقربها منه جعلها تشعر بالخطر والذعر...
مرة أخرى وصلته رائحتها...
لم يشعر بنفسه إلا وهو يغرز أظافره في لحم رسغها..
كان يحاول محو ما يشعر به ناحية تلك الرائحة...
يكتم طيشه الذي ظهر فجأة..
هذه أثنى في الخلاء معه، لها رائحة مغرية، وقرب مهلك...
وأيضًا عندما شعر بطراوة جسدها في وقت سابق تعوذ من الشيطان الرجيم مئات المرات...
كي لا يجره إلى أمور لم يخطط لها...
من البداية لم يخطط لذلك... لم يخطط إلا للانتقام... إلا للقتل وازهاق الأرواح...

بقسوة دفعها عنهُ إلى الأمام، فسقطت بشدة على الأرض الرطبة، على راحتيها وركبتيها، وشعرها حول وجهها وخصلاته لامست الأرض لتغرق وسط الماء والطين،
شهقت بشدة وأنفها يكاد يلامس الأرض،
ظهر صوته من ورائها في تلك الخلاء الفارغة إلا من صوت جريان الوادي:
-لا تفكرين تشردين، لأنج بتندمين، لازم تعرفين شو يسونه الريايل إذا عصاهم العبيد وخاصة الحريم، يا العبدة...
اصطكت أسنانها، غضبًا وقهرًا وبردًا...
إلا أنها ردت عليه بهمس مسموع وقد بلج الصبح في ذلك الوادي،
واعتدلت تمسح عن وجهها ما التصق به من طين جراء وقعتها تلك:
- أمك هي العبدة...
كانت تلك الكلمات القاصمة لظهر البعير، طفى الغضب على السطح،
داخ رأسه بعد كل ذلك التعب، اشتعل مرة أخرى ما انطفأ منذ ساعة...
إلا أمه... التي تراءت لهُ، بعد أن حاول محو ذلك المشهد مرارًا من ذاكرته، مسحه من شريط ذكرياته، ونسيانه إلى الأبد...
إلا أنه اجتاحه مرة أخرى...
ومرات عديدة في صحوته ومنامه...
ولكن أن يتم ذكر أمه بهذه الطريقة... وسبها.. هو أكثر من الحد...
أليس ذلك الرجل عمها، ألم يملكوا الدماء نفسها والصفات الحقيرة؟
إذًا لِمَ عليه أن يبقي عليها حية... عليه أن يؤدبها... أن يقتلها بيديه...
اندفع إليها... أمسكها من شعرها.. ورفعها إليه قبل أن ترفع جسمها عن الأرض وظلال الصبح تكشف ملامحهما...
تساقطت خصلاتها الرطبة الطويلة على كتفه ورأسها يرتطم به، أنفاسه اللاهثة لفحت وجهها، إلا أنها لم تشعر سوى بالألم من مسكته القاسية،
وسرعان ما جرها إلى الأمام بينما انغمست قدميها ونقش الحناء الذي زينهما في الطين..
إلى أن دفعها أرضًا وانخفض معها مخفضًا رأسها فجأة إلى مياه الغدير...
ضغط عليه بشدة وأدخله إلى هناك بالكامل وبعض خصلات شعرها ممزقة في يده،
لقد ضغط على شعرها إلى أن شعرت به يتمزق،
إلا أن دخول رأسها في داخل الماء، جعلها ترى نفسها ميتة لا محال...
حاولت المقاومة، ضربت الماء بيديها ثم حاولت رفعها إليه لعلها تمسكه وتضربه لكي يفلتها...
بعد ثوانٍ... رفعها... أخذت نفسًا مسروقًا...
سرعان ما اعادها إلى هناك... ثم رفعها...
لم يشعر بالمتعة، لم يمتعه الأمر، إنما زاده غيظًا على نفسه...
لذا تركها وقد انهارت على الطين شاهقة من الاختناق...
منهارة مما فعلهُ بها... همست بصوت مجهد مخنوق:
-القذر، الوغد...الله ياخذك
ظل واقفًا بقربها ينظر إليها يبحث عن الغضب في نفسه ناحيتها، يثيره لكي يكمل ما عليه فعله... وهو قتلها، ألم يقتل زوجها منذُ ساعة...
إلا أنه يتردد الآن... هل لأنها امرأة؟
أم أن تأثير الخمرة قد زال، وعاد الآن إلى صوابه..
هل تملك نفسه ذرة من الإنسانية بعد أن فقدها!
ومرة أخرى نطق تلك العبارة لكي يتلاعب غضبه به...
ولكي يرى درجة رضوخها لهُ... اذلالها واذلال أهلها وعشيرتها وإلى من تنتمي إليهم...
-عبدة قذرة..
لسانها الذي لا يردعه شيء انطلق دون خوف:
-العبد أبوك..
تربيتها التي تعلمت منها الصمود لا الرضوخ جعلتها تنطق دون خوف، فما فعله كان رهيبًا إلا أنه لم يخفها...
أرادت الموت... ولا عيش هذه التجربة...
كم كانت حمقاء عندما عشقته...
وضيعت وقتها في عشقه.. وقد أخذها أسيرة،
يريد من الحرة أن تكون عبدة، لا والله لن تكون عبدة إلا على جثتها...
وها هي مرة أخرى تثيره... ليمسك شعرها المبلول ويرفعها به دون أن يأبه لصرختها الشديدة التي انطلقت بكل قوتها...
صرخة غضب وقهر...مرة أخرى عادت إلى كتفه ولامس ظهرها جسده...
أراد اذلالها بهذا القرب.. وأنها تحت سيطرته... نطق هامسًا في أذنها وقد لمستها شفتيه:
-أنطقي مره ثانية وتعرفين قليل الأصل شو بسوي بج... لأن الجتل أهون منه..

ارتجفت على همسه المثير للرعب، بينما ظل شعرها بين يديه، يمسكه بشدة، غير آبه لألمها وأنها تحتمله، وتخفي وراء قوتها هشاشة تجعله يتردد كلما نظر إلى وجهها،
إنها جميلة، يعترف بذلك..
كانت من أجمل النساء اللاتي رآهن في حياته..
هزتهُ نظرة عيناها اللتان سال كحلهما على وجنتيها المتوردتين...
كان يمارس عنفه عليها، لكي يرضي نشوته للانتقام، يعذبها لكي يجد لديها ما تفتقده نفسه المتعطشة للكثير...
إلا أنه وبهذا الأمر بدأ ينجرف إلى الهاوية...
يريدها أن ترضخ فقط لكي يمر الأمر بسلام...
ماذا لو جرب الأمر؟ ولكنه لا يريد تجربته بهذه الطريقة..
ليس بهذه الطريقة المروعة. عليه أن يتمالك نفسه ولا ينصاع إلى رغباته...
لم ينسَ بعد من هي.. ولن يلمسها بعد زوجها، لأنه يدرك حرمة هذا الأمر ويدرك حرمة أنها لا تحل لهُ...
لم تنطق لقد آثرت الصمت على الكلام، ماذا لو استطاع اغتصبها؟
إنها تقود نفسها إلى حتفها بتصرفاتها هذه، ألن يكون الهدوء والانصياع لهُ أسلم من المقاومة التي يمكن أن تقود إلى كارثة أشد فتكًا بها.
صحيح أنها أرملة، ولكنها لا تزال بكرًا...
هي حرة ابنة حر، إذا ما فقدت شرفها فقدت معه كل شيء...
ولكن أن يتم هتك شرفها من طرفه سيكون اذلالًا توصم به مدى العمر...
لذا أرادت إيجاد خطة، لعله لن يقوم بذلك..
لن يأخذ منها شيئًا، ألم يكن رجلًا شهمًا، أليست سمعته الماضية شفيعة لهُ في نفسها!
أم أنه تغير وأصبح طاغيةً؟
لن تجعله يغتصبها يجب عليها أن تدافع عن نفسها من هذه الناحية.. أما النواحي الأخرى فلتنظر إليها لاحقًا...
***
- ڨيت...
تردد اسمه من ورائه،
من قبل الأجانب المُمتطين لأحصنتهم في تلك الهضبة المعشبة،
وسحنتهم المختلفة التي ظهرت من ملابسهما أولًا ثم رؤوسهما التي مال شعرها إلى الأشقر الفاتح والغامق،
وبشرتهما إلى الحمرة بفعل حرارة الشمس والسفر في بلاد العرب، لكنتهم العربية الركيكة عكسه،
رغم لونه الأبيض إلا أن عروقه الأفريقية واضحة من شعره وسحنته. هل كان أفريقيًا خالصًا؟!
أم أن العرق الأبيض طغى أكثر ليمحي أثر انتماءه إليها، فعيناه كانتا تنتميان إلى أرض الربيع الدائم، كان خليطًا غير متجانس عكس أخته السوداء...
تغضن جبينه؛ عند اكتشاف سر ذلك الشخص الممد أرضًا والمصاب في قدمه،
إنها فتاة وليست فتى!
عندما كشف عن ساقها عرف فورًا، حتى أن صدرها واضح، خصلات شعرها البنية والتي كشفت أمامه،
لم يستدل من ملامحها إلا انها قد تكون من عرب أرض عُمان أو من مناطق القبائل المتصارعة، أو من سواحل الخليج العربي، من الذين يأتون من دبي والدوحة وإلى الجزر..
فتلك الملامح يعرفها جيدًا من وجوه البحارة والغواصة الذين يلتقيهم على متن البواخر، ومن الذين يرسون على سواحل الجزر التي يختلط العرب فيها بالفرس والبلوش والافارقة،
إلا أنه لأول مرة يرى امرأة تحمل ملامح أهل البادية، فنسائهم نادرًا ما يهاجرن إلى المدن مع أزواجهن،
إنما كما عرف سابقًا أنهن يظللن في البادية لرعاية شؤون البيت في ظل غياب أزواجهن...
فتلك النساء غير معروفات لأبناء المدن وغيرهم من الأجانب مثلهُ..
ولا وجوههن تكشف فكلها تحت البراقع...
تحدث بالإنجليزية إليهما يخبرهما:
-إنهُ يعاني من جرح، ولكنه ليس خطيرًا مجرد إصابة مزَّقت اللحم... تحتاج فقط للدواء والمعالجة...
وعيناه لا زالتا معلقتان بالفتاة المستلقية عند الغدير وقد لامست المياه ملابسها وبللت أطراف عمامتها،
لقد طبعت عيناه ألوانًا شتا من المشاعر لم يظهرها يومًا إلا لخديجة،
أخته خديجة والتي كلما تذكرها انقبض قلبه وفقد معه أمانه،
لقد تشابهت الاثنتين في البنية، وفي نظرة العيون، وهذا ما هاجمه على حين غرة...
مهما تعاون واشتغل وتقبل نصيبه من الدنيا إلا أن في داخله نارًا مستعرةً لا تهدئ،
تحرقه في كل يوم، يحاصره الخوف من المستقبل، يتهُ عندما يفكر بحياته.
منذُ زمن طويل استوعب حقيقة أمره...
وأن الحقل الذي وصفته أخته مرارًا وتكرارًا كلما وقفت عند الشاطئ بثوبها البني المهترئ والمرقع، وقدميها السوداء التي انغمست في رمال الشاطئ البيضاء،
عند الشروق أو حين المغيب؛ تشير إلى البحر، إلى وراء تلك البحور، يقطن حقل الذرة الممتد على مساحة واسعة،
ممراته التي كانا يركضان فيها عراة الأقدام، أعواد الذرة الطويلة الخضراء المتراصة، أكوازها التي شارفت على الظهور، خيوطها الذهبية الحريرية، حبوب اللقاح المتطايرة في الهواء...
والديهما، أخوتهما، أولاد الجيران، قريتهما الخضراء، الجبال الممتدة خلفهما..
ولكن وعندما تقدم به العمر أدرك أنه كان مجرد سراب من مخيلتها،
شيءٌ أرادت الفرار إليه للتخلص من العبودية...
ألم تشر إلى الشرق!
لقد أشارت للشرق والغرب اللذان لم ينتميا إليه يومًا...
إنما انتميا دومًا إلى الشرق الأوسط ولم يعرفا غيره..
حملها على ظهره بعد أن ربط جرحها وداوه بما يحمله في أمتعته،
دون أن يكشف عن حقيقة جنسها لهما، لقد شعر فجأة بثورة داخلية، تجعله يريد حمايتها،
كما أراد حماية أخته، كما تمنى وحلم دومًا في كوابيسه العصيبة.
أخبرهما وهو يغطي وجهها عنهما بعمامتها، وهما لازالا يمتطيا الفرس العربية:
-إنه صبيٌ صغيرٌ هزيلٌ، على ما يبدو من البدو، تبدو اصابته طفيفة ولم تصل إلى العظم أو العمق..
تحدث أحدهما وعيناه ترنو إلى الوراء يعقد حاجبيه بفعل أشعة الشمس العامودية،
وفرسه يصهل، يتحرك إلى الأمام ثم إلى الخلف:
-لقد تم قتله..
تحدث ڨيت بصوتٍ شديد الغلظة لكي يغطي على توتره ويشغلهما،
مع معرفته ونظرته أن الرجل الذي كانوا يلاحقونه مات بفعل الناقة:
-لا يمكن لصبيٍ هزيلٍ قتله... هناك بعض القتلة الذين سفكوا دمائه طعنًا وضربًا، يبدو أن هناك أشخاصٌ غيرنا يبحثون عنه..
أنه متأكد أن المتسبب هي الفتاة وناقتها،
وأن من قتل الرجل هي الناقة،
من الاثار التي وجدها على المقتول والناقة،
منذ ربع ساعة أو أقل وقبل أن يجدوا الفتاة، وجد الناقة أمامه، والتي لم تتحرك وتشرد كما لو كانت برية، إنما ظلت تحن بصوتٍ رخيم أثار استغرابه، رغم اقترابه منها مشيًا،
لم يكن يملك خيلاً، كان يملك قدميه فقط، ولاحق بهما ذلك اللص،
الذي رمى بالرصاصِ خيمة الأجانب من أجل السرقة عندما اكتشفوا أمره،
بعد أن صهلت الخيول واشتطاطت منذرة خيالها بأمره...
ولكن وعندما اكتشف أمره الرجليين، وڨيت الذي ذهب إلى الخلاء...
فر هاربًا لعله ينجو بنفسه...
إلا أن الاثنين لم يستقم لهما حال، فأرادا أن يلاحقا الرجل ويقتلانه،
وهذا ما استشفه ڨيت. أما هما فتوجسا خيفة من أن يكون أحدٌ ما وراءهُ، أراد بهما سوءًا... ولكنهم وجودوه مقتولاً...
ومن ثم تقفى ڨيت أثر الناقة والدم ليجدهما..
هؤلاء الأجانب، أشخاصٌ متلونون، لا يمكنه الثقة فيهم بسبب أسلوبهم في التعامل معه أو مع غيره من الشعوب الأخرى المختلفة عنهم لونًا ولغة،
لقد أخبره سيده في وقت سابق، أنهم رحالة، يسجلون ويدونون ثقافة العرب والمسلمين،
وفهم ذلك عندما شاركهم سفرهم هذا،
ورأى واحدًا منهم طوال مسيره تلازمه دفاترٌ وأورقٌ
يخرجها من رحله ثم يعيدها باستمرار رغم مسيره أو توقفه، ركوبه أو نزوله...
ظلت الناقة ترغى رغم محاولته لإرضاخها إلا أن لم يقدر على الاقتراب أكثر بسبب هيجانها، ومحاولتها عضهُ،
وبالمصادفة أكتشف الفتاة المصابة،
كانت وكأنها تطلب مساعدته عندما أطلقت ذلك الصوت الرخيم، حزنٌ وألم،
هل كان يفهم لغة الحيوان؟
لقد عاش معها أكثر من البشر، الذين ظل تعامله محدودًا معهم في حدود العبودية إلى أن كبر..
إلا أن عيون تلك الناقة الأصيلة وشت له بمشاعر ألفة ومحبة لصاحبتها،
لذا ولأول مرة يشعر بالحيرة...
من علاقة البدو بالأبل...
وما قصة هذه المرأة لتكون وحيدة في هذه البرية دون رجل!
لقد تصرف من تلقاء نفسه وهذا الذي لا يعجبهما فيه،
إلا أنهما سرعان ما يغيران رأيهما فيه بسبب فطنته وسرعة بديهته،
ويتركا لهُ الأمر، لأنه أهلٌ للثقة، شخصٌ يفيدهما في خططهما ويدخلهما بسهولة بين العرب ويظهرهما بمظهر عكس مظهرهما الحقيقي،
فبفضله وفضل سيده العربي والرشوة استطاعا الدخول في المناطق الداخلية والعيش على الجزر المطلة على أرض الأحواز والخليج العربي والتنقل بينها بعيدًا عن سيطرة القواسم...
وبحر القراصنة... دراسة المنطقة، الدخول في بيوتهم ومشاركتهم حياتهم،
في تلك المناطق الرطبة والحارة صيفًا...الباردة والجافة شتاءً..
لقد واصل مشيًا على الأقدام حاملًا الفتاة على ظهره رغم الجهد الذي يبذله،
وعندما وصل إلى متاعهم والخيمة المنصوبة،
أنزلها قرب شجرته التي يبت تحتها والبعير الذي يحمل متاعهم،
وقف أمامها، ماسحًا العرق عن صدغيه، محاولاً تنظيم أنفاسه،
ينظر إليها بحيرة وتيه، يفكر بفكرة تنجيه وتنجيها من مصيرها المحتوم، وهو العبودية، كيف عليه أن يتصرف بعد أن كذب كذبته تلك!
أيكون مصيرها كخديجة... قبض على قبضتيه بشدة واحمرت بشرته...
ما الذي أدخله في هذه المعمعة!
ثم أعاد نظره إلى الناقة التي تبعتهم، لقد أخبر الاجنبين كذبًا، في وقت سابق وهم في بداية مسيرهم:
-الناقة رضية، لقد تبعت صاحبها دون مقاومة..
أخذ لحظة ليستعيد أنفاسه ثم أضاف:
-تبيعان الغلام والناقة تستفيدان منها، أو تبيعانها...

لم يعلقا، لم يكن يهمهما الأمر كثيرًا... كما كان يهمه!
أم أنهما يملكان ما لا يملكه هو... ولا يعرفان ما يعرفه من هذه الحياة،
أم لكل واحدٍ منهم تجاربه الخاصة، وقد تختلف من شخص إلى آخر!
فهما يملكان المال والحرية وهو لا يملك شيئًا منهما..
هبوبٌ باردةٌ ظلت ترسل إلى جسدها البرد، إلا أن الفراش الذي وضع عليها جعلها تشعر بالدفء رغم خفته، فتحت عينيها بعد ليلة عصيبة،
عانت فيها من الحمى ولولا عناية الله لكانت لاقت حتفها...
والجرح الذي لا زالت تشعر به...
كان غير متحملاً في وقت سابق إلا أن الألم بدأ يزول الآن، هناك من ساعدها، من عالج جرحها وداوهُ، من همس لها ببضع كلمات لا تشبه لهجتها...
من دثرها ووضع القماش البارد على رقبتها... من أطعمها دواءً مرًا وماءً..
من فعل لها كل هذا! لأنه لم يبدُ امرأة..
احساسها أخبرها أنه رجل وليس رجلاً تعرفه!
اعتدلت مريم جالسة رغم الألم والمرض، تبحث في الظلمة عن حمرة،
والخوف يتصاعد في نفسها من أن تكون قد وقعت في أيدي أحد قطاع الطرق،
ولكن عينيها وقعت على شخصٍ مستندٍ على جذع شجرة،
مغمض العينين، إلا أنه وعندما شعر بحركتها فتحهما،
ونظر إليها عاقد الحاجبين، تحت ضوء القمر الذي انار الأرض..
يبحث في ملامحها عن خديجة..
لكي يستمر فيما يفعله ولا يتبع شيطانه،
الذي يخبره بتركها للعبودية والوحوش البشرية..
إلا أنه لم يجد فيها ما يشبه أخته،
كيف لعرقٍ أن يشبه عرقًا آخرًا مختلفًا اختلافًا جذريًا عنه!
ولكن ما حصل فعلًا...
أن قلبه مال ميلًا عاطفيًا وغريزيًا تجاهها،
ودون مقدمات وقع فجأة أسيرًا لعينيها، التي نظرت إليه باحتراس ورهبة، لم تخفها ملامحها رغم التعب الظاهر.
استغفر ربه، ونفض نفسه هامسًا لها برفق:
-أنتِ آمنة، لن يؤذيكِ أحد ولا حتى أنا، اطمئني.. لستِ مع قاطعي طرق أو قتله، إنما مع رحالة أجانب..
همست حازمة بلهجة فصيحة وقد لاحظت لون بشرته وسحنته الغربية، عيناه الملونة والتي لا تشبه عيون قومها، رغم عدم وضوحهما في الظلمة:
-عهدٌ عندك، أن أكون آمنة، لا يمكنني الوثوق في غريب، ولكنني أذكرك بالله قبل كل شيء أن كنت مسلمًا، فأنا امرأة وحيدة فقدتُ رفقتي..
ثم اضافت بلهجتها عندما لم يجبها:
- مش عربي.. ولكنك ترمس عربي..

همستها محدثة نفسها، ظنًا منها أنه لن يفهمها، لأنه كان يحدثها بلهجة يختلط فيها الفصيح مع العامية المتداولة حيث يعيش، لهجة مختلفة عن لهجتها، بسيطة، لقد عرفت أنه أجنبي، من العرق الأبيض.. من لون عينيه وبشرته!
أما سحنته فأخبرتها أن به عرقًا افريقيًا...
ولكنها لازالت متوجسة منه، محتارة في الاطمئنان إليه بعد ما قاله وما قالته!

وايضًا هي مصابة ولا ترى ناقتها قريبة، ليس لديها أحدٌ يمكنها أن تفر إليه حالًا...
لقد تبعت عقلها وسكنت تفكر في طريقة للنجاة...
عليها أن تظل هادئة ولا تكشف حقيقة فزعها من حالها التي وجدت نفسها فيه...
وأن في داخلها رعبًا مدمرًا،
وهذا الأجنبي الذي أمامها خرج من العدم....
ولكن ما جعلها تهدئ قليلاً أنها لمست في حديثه ليونة وصدقًا ظاهرًا...
تخبرها أنه ربما يكون رجلًا شهمًا:
-نعم لستُ عربيًا... ولكنني ترعرعت في ربوع أرضها منذ الطفولة.. بين أهل المدن والجزر، وسكان التلال والريف...
تفاجأت لفهمه لما قالته...
ولكنها ركنت إلى السكينة قليلاً، ولكن لا يمكنها أن تأمن نفسها مع رجل،
حتى لو أعطاها الأمان وذكرته هي بالله...
ما الثقة التي يجب أن تحملها لغريب لا تعرفه!
تجولت عيناها سريعًا...هناك أشخاصٌ غيره وليس هو الوحيد في المكان،
هناك خيمة صغيرة لا ضوء فيها،
وصوت أنفاس الخيل ورائحتها،
التي شمتها لأول مرة،
قطعًا فهي ليست رائحة بقرٍ أو حمير أو ماشية، أو حتى أبلٍ...
مثلما وصفها سهيل تمامًا، هناك رائحة جلد مدبوغ وحديد ٌصدئ مختلطٌ برائحة روثها...

أعادت أنظارها إلى الرجل بعد أن وقعت على حمرة التي بركت تتمرق في الرمل قربهما،
لم يقدر على ربطها، لقد تركها عندما تبعتهم لأنها كانت صعبة المراس،
تنظر إليه بغضب شديد، ترغى كثيرًا،
وكم حاولت الرقص عليه عندما حاول في وقت سابق ربطها...
قالت مريم وعيناها معلقتان بالشاب الذي أمامها
بعد أن جلست على قدم متأهبةً للإجابة ومعرفة ردة فعله:
-والحين!
رد ڨيت بهمس وقد فهم ما ترمي إليه:
-أنتِ مصابة، ونحن مع أجنبين، لا يعرفان حقيقة جنسك، ولا يمكنك أن تأمني نفسكِ معهما إن علما بالأمر!
ما رأيك... ثلاثة رجال في الصحراء، هنا في الجفاف والتصحر، تحت أشعة الشمس والشقاء، في الخواء ليلاً... والتقوا بامرأة مصادفة...
رمشت أهدابها ببطء شديدة وقد وقع الرعب في نفسها، إنها تفهم مقصده...
أنها فريسة، وصيد لهؤلاء...
كانت من قبل تعرف أخطار رحلتها هذه،
ولكنها كانت مع رجال من قومها يحمونها، أما الآن فهي لوحدها...
ما تم تخيله قد حصل.. وحقيقة أنها امرأة باتت جلية.. وهذا الرجل يخبرها بالأمر بشفافية...
أضاف وعيناه تضيقان وحاجباه ينعقدان بجدية وقد اعتدل في جلسته وقابلها:
-هناك طريقة، والطريقة أنني لا أقدر على تركك ترحلين الآن... فحياتي مهمة أيضًا.. وإن رحلتِ لا أضمن طريقك لأنه قد يقبض عليكِ قاطعي الطرق، أو تمسي وجبة للذئاب...نحن نبعد عن المدنية مسافة خمسة عشر مترًا فقط... هناك نجد طريقة لإنقاذك بطريقة ما...


ابنة البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-23, 08:30 PM   #116

لولوه بنت ابوها

? العضوٌ??? » 502661
?  التسِجيلٌ » May 2022
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » لولوه بنت ابوها is on a distinguished road
افتراضي

عودا حميدا
لسى ماقريت الروايه بس عنوانها يحمس وأحداثها الظاهره من الماضي

زهرورة likes this.

لولوه بنت ابوها متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-23, 10:10 PM   #117

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا انقطاع طويل لدرجة اني نسيت احداث الروايه ليتك تكتبين ملخص قصير للاحداث السابقه تنعش الذاكره كل مامرت علي شخصيه اتذكر شي عنها وفي نفس الوقت احس اني فقدت كثير من خيوط الشخصيه مريم اكثر وحده تذكرتها

زهرورة likes this.

ارجوان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-23, 06:23 AM   #118

Mfff

? العضوٌ??? » 447540
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 139
?  نُقآطِيْ » Mfff is on a distinguished road
افتراضي الحمدلله

متى البارت الجاي
زهرورة likes this.

Mfff غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-23, 08:52 PM   #119

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

بصراحة الانقطاع كان طويل مخليني شوية أتوه ورغم كده الا اني بمجرد ما بدأت رجعلي احساس اني هناك مع الابطال ريحة الأرض والرمل والعشب قادرة اغمض واشمها علشان كده ميأستش انك ترجعي تاني لأنه الأسلوب والقصة مش شائعين كان فيه كاتبة من زمان بتكتب لنفس الفترة الزمنية لكنها كانت خيالية كوميدية إنما انتي الجانب التاريخي الحقيقي والأماكن جدا رائع منك ورائع اني اقرا قصة خليجية تاخدني لزمن اخر غير رفاهية العصر الحديث
أما تعليقي عن الفصل اللي اتمنى ميكونش بعده انقطاع تاني فهو كمان فصل رائع واحنا بنشوف الإخوة سهيل ومريم كل رايح في اتجاه والغريب اللي قابلته مريم شخصية محورية يا ترى ولا ضيف شرف لأنه جنسيته دوختني صراحة اني اعرف هو منين فهل هو مصري ؟ لأنه لو اتكلمنا عن قصتك وأحداثها أنها في مطلع القرن اللي فات فغالبا هو مصري انا صح ولا غلط ؟


Riham** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-23, 06:44 AM   #120

شقف الزمان

? العضوٌ??? » 478041
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » شقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond repute
افتراضي

هلاااااااا ومليووووووون مسهلاااااااا
الحمدلله على عودتك
ننتظر الباقي بكل حمااااس

زهرورة likes this.

شقف الزمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.