آخر 10 مشاركات
العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          264 - جزيرة مادرونا - اليرابيت غراهام - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-22, 05:49 PM   #141

Abeer el

? العضوٌ??? » 432064
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » Abeer el is on a distinguished road
افتراضي


سيدرا الجوهري 🙈بيعجبني فيها التزامها بالاخلاق ووضع الحدود الصحيحة واسلوبها الهادئ والقوي في التعامل مع آصف شهدان وانها رغم ميلانها ليه بتعرف تثبت علي موقفها في وضع الحدود ولا تتبع هواها 👏
تبقي تعلمي اخوكي شوية يا بنتي😅😅

بالنسبة لاجواء قراءة الفاتحة اللي اتحولت لفرح😂😂 حبيت الحارة وأهلها وحبهم لسلطان اللي بيتنقل لأي حد من ناحيته 😍❤ ، وعجبني موقف مؤيد وعلي اللي كانوا بيشاركوا اهل العروسة فرحتهم وتجهيزهم مع انهم أهل العريس اصلا❤🙈😅


" لا أريد لها سوى أن تراعى في كنف رجل يكن لها أب وأخ وزوج، رجل يحتوي ويراعي ويقدر ويعفو إن تطلب الأمر، رجل يدعم ويدفع ويستمع مهما كلفه ذلك، رجل يرفع من شأنها يحافظ على كرامتها لا يخدش إحساسها ويعاملها بما يرضي الله"💗💖👌
المفروض هو ده فعلاً اللي ندور عليه في الشخص اللي هيرتبط بينا ويدور عليه كل أب وأخ لبناتهم 😊

"توتر علِيّ ونظر لها يحاول أن يستشف خفايا حديثها لتحرك كنزي رأسها من خلفها وتشير له علامة القتل فقال بدون تفكير
" أنتِ محقة نحن حسمناه وسنبقى حيث تريدين "😅
قادرة يا بت يا سارة فرضت رأيها علي شاهين انها تسكن جنب البنات ووصل بيها الحال تهدد علي وكنزي انهم يسكنوا غصبا عنهم😂😂😂


Abeer el غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-22, 06:15 PM   #142

Abeer el

? العضوٌ??? » 432064
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » Abeer el is on a distinguished road
افتراضي

" هذيان وحل به واستوطن لكن متى يفني البعد ويلتقيها ليضمها شوقًا فاق الشوق، ثم ينحرها من شدة الغضب والغيرة والحزن والوجد، وينحر نفسه معها بحقيقة كونها تجاسرت أن تفعل به ما فعلت "😲😲👀
فياض...فياض ايه المشاعر المتضادة دي انا مش عارفة اتعاطف معاه ولا ابقي ضده ، بس اللي معتقداه إن نجاة كيان من الخطر هتكون علي أيده🙈👀😁

منذر وبهييية لغاية امتي هتفضلوا مخبيين اللي بتفكروا فيه عن بعض 🤔😐 كلمة اصالة علي حق المواجهة أحسن حل لأن الكتمان بيعقد الدنيا اكتر 🙄😣

اصالة ورائف خيوطهم بتقرب تاني من غير تخطيط 💗
بس يا تري اللقاء المرة دي هينتج عنه ايه والأسرار اللي متخبية هتظهر ولا لسة شوية 🤔😢

فخر وحالته اللي بتزداد سوء 😓 😢يا تري ايه اللي هيحصل ؟؟وممكن يهدين تتجرأ وتخرج تقابله ؟؟ ولا هتسيبه للجنون ؟؟🤔

سلطان و فاطمة مالكم يا ولاد العطار 👀
كل ما يهدا الجو ما بينكم شوية يولع تاني من أقل كلمة 🙄😅

ثلاثي الشر( مايا ، بيان ،وزيزيت ) 👹☻
ناويين علي ايه يا مصايب متحركة انتوا ومالكم بماسة وشيراز 😠😠


Abeer el غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-22, 02:08 PM   #143

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي هاني مشاهدة المشاركة
فصل رائع رائع رائع سلمت يداكى
حبيبتي سلمتِ من كل شر
متشكرة جدًا ليكي ❤️❤️❤️
اتمنى الفصول القادمة تكون اقوى وتنال اعجابك ❤️❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-22, 02:09 PM   #144

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الابراهيم مشاهدة المشاركة
الهم صلي وسلم على سيدنا محمد
فصل رائع الله
عليه أفضل الصلاة والسلام ❤️❤️
تسلمي حبيبتي كلك زوق ولطف ❤️❤️❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-22, 02:14 PM   #145

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abeer el مشاهدة المشاركة
فصل رائع وممتع كالعادة سلمت يداكِ 👏👌🔥😍

واخيرًا انفصلت شيراز عن بلال وكدة نبدأ نرتب لحكايتها مع حكم علي نظافة😅🙊
مع اني قلقانة من اللي هيحصلها بمجرد خروجها من المزرعة ومعرفة الشافعية لطلاقها 😢😓

"حسنا فكري أني ربما قد أعلمكِ لمسة من الأنوثة التي تفتقرين إليها تجعل ذلك الشاب الذي تميتين نفسكِ كمدًا على فراقه يرابط أمام تلك المزرعة مطالبًا بكِ، أنتِ جميلة يهدين …اختلافكِ هو سر جمالكِ …ومن يحب لا يرى بعينيه … لذلك كفاكِ تواريًا …فمن سيراكِ بقلبه ستكونين لديه أجمل النساء، سيكون واثقًا أنه بحبكِ وأنه أمسك بيديه القمر …ليتكِ تثقين بنفسكِ حتى ربع ثقته بكِ، حينها سيكون كل شيء داخلكِ بخير " ❤❤
علاقة الألفة مع يهدين رغم الاختلافات اللي كانت ما بينهم ومشهد وداعها وحضن يهدين ليها كان رائع ومؤثر ومقدرتش امسك دموعي❤😭😭


إنه منزلكِ …وينتظر عودتكِ …فقط عودي "
قالت بحزن
" سأفعل ..لم يعد لدي ملجأ "💔 حينها غار قلبه ورحه تصرخ بها أنه الملجأ وله اللجوء وأنها كل اللاجئين"😍🙈

مشهدها مع حكم كان جميل وجمع ما بين شعور بالحزن والأمان انه هيبقي سندها حتي لو بعدت عنع وبصراحة كل مشهد ليها معاه بيعلي حكم في نظري لأنه رغم الظروف اللي مر بيها في حياته والاغراءات اللي بيتعرض لها ما زال شخص عنده ضمير وبيهذب نفسه عن الوقوع في معصية او ذنب 👏❤
حبيبتي بجد تسلمي ❤️
مشهد وداع شيراز لحكم ويهدين أثر فيا وابكاني انا شخصيًا 🥹
حكم شخصية قوية ومتحكمه ومرت بالكثير والكثير
موقفه من شيراز بيتحكم بعقلة اولا واخيرا حتى لو القلب ليس عليه سلطان


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-22, 02:17 PM   #146

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abeer el مشاهدة المشاركة
" هذيان وحل به واستوطن لكن متى يفني البعد ويلتقيها ليضمها شوقًا فاق الشوق، ثم ينحرها من شدة الغضب والغيرة والحزن والوجد، وينحر نفسه معها بحقيقة كونها تجاسرت أن تفعل به ما فعلت "😲😲👀
فياض...فياض ايه المشاعر المتضادة دي انا مش عارفة اتعاطف معاه ولا ابقي ضده ، بس اللي معتقداه إن نجاة كيان من الخطر هتكون علي أيده🙈👀😁

منذر وبهييية لغاية امتي هتفضلوا مخبيين اللي بتفكروا فيه عن بعض 🤔😐 كلمة اصالة علي حق المواجهة أحسن حل لأن الكتمان بيعقد الدنيا اكتر 🙄😣

اصالة ورائف خيوطهم بتقرب تاني من غير تخطيط 💗
بس يا تري اللقاء المرة دي هينتج عنه ايه والأسرار اللي متخبية هتظهر ولا لسة شوية 🤔😢

فخر وحالته اللي بتزداد سوء 😓 😢يا تري ايه اللي هيحصل ؟؟وممكن يهدين تتجرأ وتخرج تقابله ؟؟ ولا هتسيبه للجنون ؟؟🤔

سلطان و فاطمة مالكم يا ولاد العطار 👀
كل ما يهدا الجو ما بينكم شوية يولع تاني من أقل كلمة 🙄😅

ثلاثي الشر( مايا ، بيان ،وزيزيت ) 👹☻
ناويين علي ايه يا مصايب متحركة انتوا ومالكم بماسة وشيراز 😠😠
فخر لازم يفوق ويكتشف علته الأول لانه عامل زي الطفل ال اتعلق بوالدته ومش عايزها تسيبو لاي سبب

كذلك يهدين معطوبه وكل ظروفهغ اقوى منها

اولاد العطار 😅 نسخه طبق الأصل منقدرش نتدخل ما بينهم 😅😅

ثلاثي الشر الله المستعان على مصايبهم 🥹🥹🥹


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-22, 02:22 PM   #147

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abeer el مشاهدة المشاركة
سيدرا الجوهري 🙈بيعجبني فيها التزامها بالاخلاق ووضع الحدود الصحيحة واسلوبها الهادئ والقوي في التعامل مع آصف شهدان وانها رغم ميلانها ليه بتعرف تثبت علي موقفها في وضع الحدود ولا تتبع هواها 👏
تبقي تعلمي اخوكي شوية يا بنتي😅😅

بالنسبة لاجواء قراءة الفاتحة اللي اتحولت لفرح😂😂 حبيت الحارة وأهلها وحبهم لسلطان اللي بيتنقل لأي حد من ناحيته 😍❤ ، وعجبني موقف مؤيد وعلي اللي كانوا بيشاركوا اهل العروسة فرحتهم وتجهيزهم مع انهم أهل العريس اصلا❤🙈😅


" لا أريد لها سوى أن تراعى في كنف رجل يكن لها أب وأخ وزوج، رجل يحتوي ويراعي ويقدر ويعفو إن تطلب الأمر، رجل يدعم ويدفع ويستمع مهما كلفه ذلك، رجل يرفع من شأنها يحافظ على كرامتها لا يخدش إحساسها ويعاملها بما يرضي الله"💗💖👌
المفروض هو ده فعلاً اللي ندور عليه في الشخص اللي هيرتبط بينا ويدور عليه كل أب وأخ لبناتهم 😊

"توتر علِيّ ونظر لها يحاول أن يستشف خفايا حديثها لتحرك كنزي رأسها من خلفها وتشير له علامة القتل فقال بدون تفكير
" أنتِ محقة نحن حسمناه وسنبقى حيث تريدين "😅
قادرة يا بت يا سارة فرضت رأيها علي شاهين انها تسكن جنب البنات ووصل بيها الحال تهدد علي وكنزي انهم يسكنوا غصبا عنهم😂😂😂
سلطان 😍😍😍
ياريت بجد كل اخ يكون زي سلطان حقيقي الوضع هيكون مختلف تماما بالنسبه لكل بنت

ساره لا يستهان بها اطلاقًا 😅


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-22, 02:11 AM   #148

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل السابع عشر…..

أمنحني حق العناق يا رجل بالحب يقتلني، ورد على نبضي الذي رحل عن خافقي وأتاك.
يا عافية القلب إني أشتاق إليك من رأسي حتى الأصابع فكل جوارحي في الهوا سباياك.
يا سيدي عساك مثلي في الغياب تائق …هائم …متلهف تشد على مشاعرك الوثاق، فلا أنت بالذي عني يغيب ولا أنا بالتي باتت تأنس بالكون دارًا سواك.
امنحني حق التلاشي بك يا سيدي فقد أتلفني في الغياب جواك.
وشغفني بك فوق الحب حبًا وأذاقني من الاجيج والوصب تفاصيل ظلت في عمقي تُحاك، وتفرش لك الدرب مترقبة صامدة بصمت حتى تراك.
ظلت تقف على أبواب الدقائق تنتظر عودتك كأنها اقتلعتني من كل جذوري عنوة ولا تريد أن تزرعني في أرض إلاك.
༺༻

لحظات الفجيعة لا تقارن مطلقًا بثقل ما بعدها، ففكرة أن تواجه الحقيقة لهو أهون كثيرًا من التعامل معها، فالإدراك رغم كل الضغط الذي يعرضنا له ليس بشيء يذكر أمام العجز الذي يملأنا في المواقف وخاصة إن خصت من نحب.
وكم فجيعة سيتطلبها الأمر حتى يدرك فخر أنه يقتل أخاه كمدًا كلما رأى انهياره وسمع صراخه وأدرك حرقته.
يا ليته يملك زمام قلب أخيه لينزع منه ذلك الميل الذي غاص به وتوغل حتى بلغ الأعماق واستعمر ثم امتد إلى العقل فأفقده اتزانه.
ليته قادرًا على أن يعود بالزمن فيمنع عنه ذلك الأذى من قبل حتى أن يبدأ أو يمسه ليعود كل شيء كما كان هادئًا.
أو يا ليته يدرك لتلك المؤذية طريق ليؤذيها ويفرغ بها كل الغضب واللوعة التي تملأه حين يرى أخاه يزوي أمامه كشاب تنطفيء به الحياة.
كم يمقتها تلك التي آلمت أحب البشر إليه ..وكم يملك تجاهها عنف لم يملكه تجاه بشر من قبل، وكم يكبله العجز فلا هو قادر على طردها من عقله ولا أخاه بقادر على أن ينساها.
ضرب ليل بكفيه بغضب على ساقيه وهو يقول بقهر
" سأفقده، إن بقى على هذا الوضع مؤكد سأفقده "
أمسكت سمراء يديه لكي يتوقف عما يفعل وقالت له ببكاء
" ليل اهدأ ..أرجوك اهدأ ودعنا نفكر "
سقط ليل جالسًا ورفع عينيه ذات الأجفان الحمراء والاحداق المحتقنة بالدموع وقال
" فيما سنفكر سمراء، لقد تحملت ابتلاءات الماضي برضا تام، وقفت بعد كل سقوط لأنه كان بجواري أتكيء عليه، لكني لن أتحمل أن أبتلى فيه ..أن يكون سقوطي على يديه "
سارعت سمراء تجلس على ركبتيها أمامه وتقول
" لا تقل هذا، هل تسمعني ليل …لا تُسلِم رأسك لتلك الأفكار، كل ما يحدث أزمة وستمر، وإن كانت ثقيلة ومعقدة، فخر يحتاجك قوي لأنه فقد كل قوته وبقي وجودك جواره فهو آخر ما يملك "
قال ليل بغضب شديد نابع من عمق ألمه
" وإن بقيت جواره أراه بهذه الحالة كثيرًا سأصبح أكثر وهنًا منه سمراء، أنه حتى لا يحاول لأجل نفسه ولأجلنا ..أين كان مخبأ له كل ذلك "
شدت سمراء على كفه وقالت " أرجوك يا ليل لا تتحامل عليه، لا تظنه لا يهتم لما تعانيه معه، لا تظنه لا يحاول متعمدًا لأني واثقة أنّ فشل كل محاولاته في إخراج تلك الفتاة من عقله هو ما يجعله في تلك الحالة"
صمتت سمراء تقترب منه باحتواء حتى أضحت تجلس بين ساقيه وقالت
" فخر مكسور القلب والخاطر، إنه موجوع ولا يعرف حلًا لتسكين ذلك الوجع سوى الثورة والصراخ، أتظنه لو كان يملك حلًا كان سيضع نفسه في هذا الموقف، ليل لقد أعدته إلى المنزل مكبلًا …هل تتخيل تأثير ذلك عليه "
قال ليل وقد فقد زمام سيطرته على ذاته فطفرت دموعه وهو ينحني ليسحبها بين ذراعيه ويضمها بشدة كأنه يريدها أن تعبر بداخله وتعيد ترتيب كل الفوضى التي حدثت فيشعر بكفها يمر على ظهره مربتًا…مهونًا… كأنه يرد عليه أنفاسه التي قطعها منظر فخر ليهمس بضياع
" قولي لي ماذا أفعل "
كانت ذراعاه تضيق من حولها أكثر ورغم ذلك التقطت سمراء أنفاسها وشدت عليه قدر استطاعتها محاولة أن تحتويه خاصة وهي مدركة هول ما ستقوله على نفسه ثم قالت
" ألم تفكر لحظة أن تلك الفتاة ربما تحب أخاك بالمقابل، دعنا نُعطِها فرصة يا ليل لنستمع ونفهم أسبابها فلربما ….أبعدها ليل بعنف شديد عنه رغم كون كفاه مازلت تتمسك بها، نظرت له سمراء بصدمة من العنف الذي ظهر جليًا على وجهه والرفض القاطع الذي تنضح به ملامحه فحاولت شرح وجهة نظرها ولكن طرقات ناعمة على الباب تبعها صوت تولين تقول " سمراء أريدك "
كانت تولين تقف أمام الغرفة تضم نفسها ومشهد فخر الصادم يرفض أن يفارق أحداقها، تشعر بالألم يغزوها و بأشياء مضت تُعاد ..كلها يرتجف تأثرًا ولكن ارتجافتها أتت محملة بذكريات لا تحب أن تذكرها مطلقًا ولهذا فكرت في الاعتذار من رائف والهروب عدوًا إلى حضن بشر حتى تطمئن ثم تذهب إلى الفتيات لكن رجائه ويأسه وسعادته التي يشوبها عدم تصديق كانا لها بالمرصاد فقررت أنها وإن كان يعتريها الحزن فلتهون على قلبه وتدعو لفخر بأن تخبو لوعته التي أدركتها جيدًا عما قريب.
فتحت سمراء باب الغرفة ببطء كأنها لا تريد لذلك البركان الثائر الجالس خلفها على الأريكة أن يتأجج أكثر واقتربت من تولين وهي تجذب الباب لتغلقه بشكل جزئي وتقول لتولين
" لماذا ترتجفين هكذا، هل أنتِ بخير"
هزّت تولين رأسها وقالت بحزن شديد
" ما قصة تلك الفتاة بالضبط، لقد ظننت الأمر انتهى بعدما حدث بالمرة الماضية "
قالت لها سمراء
" صدقيني إن قلت لكِ أني مثلك لا أعرف عنها شيء، فمنذ أن تعافى فخر وهو لم يعد كما كان ..لقد صار صامت مبهم على غير عادته، لم يصلنا جديد بخصوص الفتاة منه أبدًا، بل أنه لم يكن يذكرها من يومها مطلقًا رغم إدراكنا أنه يدور بحثًا عنها في كل مكان، وليل لا يكف عن المحاولة معه لتخطي الأمر لكن دون نتيجة "
قالت تولين
" لا أظن أن محاولات ليل ستكون كافية، سمراء عليكِ بفهم تفاصيل ذلك الأمر وإيجاد حلًا له، جدي تلك الفتاة وتحدثي معها وجهًا لوجه وافهمي تفاصيل تلك العلاقة الغريبة بينهما، افهمي سبب كونها تثير جنونه وغضبه ولوعته لمجرد فقط أن هاتفته، الأمر مريب يا إلهي لقد اشترى طلقة نارية وتحدث عن سلاح صوبته لرأسه …
قاطعتها سمراء تقول
" لا تذكريني، أنا لم أتخط مشهد السكين والدماء بعد " ربتت تولين على كتفها بدعم وقالت
" اضغطوا عليه ليتحدث مع حذيفة أو طاهر، حالته النفسية سيئة وعليه ستكون أفعاله غير متزنة أو منطقية "
قالت سمراء
" سأحاول فقط لأنتهي من حديثي مع ليل وبعدها سأحاول التحدث معه فمنذ أعاده ليل للمنزل قسرًا وهو يغلق باب غرفته من الداخل ولا يجيب " قالت تولين
" كوني صبورة ومتفهمة قدر استطاعتك وباذن الله يُحَل الأمر عما قريب"
قالت سمراء برهبة ورجاء
" بإذن الله..ربْ الخير لن يرسل لنا سوى الخير " وتنهدت بهم لتقول تولين
" نظرًا للوضع أنا سأطلب طعام لكم، فزوجة منذر حامل ومتعبة وأختها ضيفة لدينا والظروف لن تسمح لكِ بتولي الأمور، لذلك اهتمي بليل وفخر وأنا سأهتم بهذا الأمر " نظرت لها سمراء بامتنان وقالت
" شكرًا تولين، صدقيني في وسط كل ما حدث لم أفكر بالأمر "
ضمتها تولين وقالت
" كوني قوية، وفكري بهدوء، وابحثي عن الحلول فالموقف لا يحتمل تأجيل أو حتى أن تدعيه يعبر دون وقفة حاسمة"
ربتت سمراء على ظهرها تستقبل دعمها بتلهف وهي تقول
" فليعيننا الله على القادم "
༺༻

تحركت تولين نحو الصالة الخارجية التي يجلس بها الجميع كأنما على رؤوسهم الطير، الوجوه ما بين مذهولة وحزينة، والصمت أبلغ من كافة الحديث لتقف بعيدًا قليلا وتنادي بصوت مرتعش
" بشر "
وقف بشر الذي كان منحني الرأس مأخوذًا من منظر فخر واقترب منها يقف أمامها يحجبها عن كل الأعين خلفهما وهو يسألها بخفوت
" هل أنتِ بخير"
هزت رأسها برفض وقالت
" أحاول ..صراخه بدى …
جذبها بشر بين ذراعيه وثبت رأسها على صدره حتى أنها سمعت صوت دقات قلبه التي كانت تتلاحق بعنف بالغ وهو يقول
" لا تفكري كثيرًا، لا تفكري بشيء، فقط استكيني "
مدت ذراعيها أسفل سترته تحاوط خصره وهي تشعر أنها مغمورة بالكامل به إلى حد دفع قلبها ليعود إلى قواعده سالمًا، وهناك دفيء يعمر خراب روحها التي تاهت بعيدًا عنه في يوم ما ورغم عودتها ظلت للتوهة في الأعماق أثر.
تنفست تولين بعمق شديد كأنها تحاول أن تملأ صدرها بعبقه قدر ما استطاعت ثم رفعت عينيها له وقالت
" أدام الله لي ذلك العالم بين ذراعيك، أدامه عامرًا بدفئك وراحتي والحب "
تأثير تلك الكلمات كان كفيلًا ليسري كمهديء ما بين أوردته فيجعله يستكين هو الآخر وهو ينحني ليقبل رأسها بعمق ودون أن يدري كان هو الآخر يتنفسها كما الهواء وهو يهمس " اللهم آمين "
نظر لعينيها وقال
" متى أصبحت أفضل أخبريني لأبتعد "
قالت له بأسف حقيقي
" في الحقيقة أنت مضطر أن تبتعد في الحال فسارة تنتظرني في محل المجوهرات وعليّ المرور على المطعم قبلها لأطلب طعام من أجل ضيوفنا، كما أن لديك موعد مع مأمون "
قال لها بشر
" لم أستطع المغادرة قبل أن ألتقي بليل وأتحدث معه وأهون عليه "
قالت تولين
" من الأفضل أن تذهب لمأمون، فليل لا أظنه قادرًا على التعاطي حتى مع المواساة حاليًا، حين تعود مؤكد سيصبح أهدأ "
قال لها بشر بتردد
" لقد كنت أفكر في أخذه معي ليبتعد عن هنا و…
قاطعته تولين تقول
" لا تحاول هو لن يرتاح إن ابتعد عن أخيه "
تنهد بشر ثم قال بقلة حيلة
" حسنًا، لكن لتذهبي أنتِ إلى سارة مباشرة وأنا سأتواصل مع المطعم ليرسلوا الطعام، أو تواصلي معهم بنفسكِ في الطريق فأنا سأوصلكِ بنفسي " قالت تولين بتوتر
" لا ..لابد أن أذهب بنفسي فأنا أفكر في أخذ أصالة معي لتختار الأصناف التي تفضلها هي وبهية لأني ليس لدي علم بالأمر، وأخشى أن أطلب المعتاد فيكون غير مناسب لذوقهما وهما مؤكد جائعتان، لقد وصلا من السفر للتو "
قال بشر
" الفتاة مؤكد مرهقة من السفر ..اطلبي عدة أصناف ومؤكد ستجد هي من بينهم ما تحب "
قالت تولين محاولة الخروج من الموقف دون أن تثير حفيظة بشر الذي لن يقبل مطلقًا بأن تخبره بالحقيقة
" يا بشر الفتاة لأول مرة تزورنا والموقف الذي حدث مؤكد أثر بها فأخشى أن أحضر طعام لا تحبه ..الوضع لا يحتمل "
نظر بشر لعينيها الواسعة فتهربت من عينيه ليصمت قليلًا قبل أن يقول
" افعلي ما يرضيك تولين، فقط كوني على تواصل دائم معي وأبلغيني دومًا بوجهتكِ، وإن فكرتِ في فعل أي شيء أو الذهاب لأي مكان وظننتي أني سأمانع دعينا نتحدث في الأمر لكن لا تفعلي شيء دون علمي "
صمتت تولين للحظات ثم قالت " إذًا سيتوجب علينا الحديث معًا بشأن رائف حين عودتي فأنا متأخرة بالفعل، ومن فضلك لا تفكر بالأمر حتى نتحدث به …اتفقنا "
مال بشر يقبل وجنتها وهو يقول
" اتفقنا "
قالت له
" أحبك بشر "
أجابها
" وأنا أيضًا، أحبك حتى ما عاد للمحبين مشاعر، وحدي المغرم والجميع يدّعون "
قالت بسعادة
" لم أعهدك مغرورًا متفاخرًا"
قال لها
"لست كذلك أنا فقط أبلغكِ بما يجيش في صدري فكيف لا تدركين ذلك "
قالت له
" من غيري قد يدرك ذلك الحب بشر، ومن غيري حين يدركك يكن عن الإدراك غائب".
༺༻

بعيدا عن بشر وتولين كان منذر يجلس في حالة من الجمود ورؤيته لفخر بتلك الحالة جعلته يسأل نفسه سؤال مهم لا يعرف كيف غفل عنه، كأنه سقط منه كما كل شيء مهم أسقطته روحه وهي تحاول التمرد الذي منذ بدأته لم تحاول لحظة أن تنهيه حتى بعدما أصبحت حرة تفعل كل ما يحلو لها دون تردد أو تفكير لم تكتف وتضع نقطة النهاية كما كان هناك نقطة للبداية، أين مشاعره من الأمر ؟؟…أين هي من كل ما يفعله ويسعى إليه ؟؟ أين هي لماذا لا تتدخل وتصبح طرفًا في هذا النزاع، لما نقصه فقط ما يتحكم به ..لما رجولته هي الشيء الوحيد الذي يلح عليه ليرضيه، لما لا يكن لقلبه صراع قوي وحب كبير ومشاعر جارفة، لماذا يظل يخطيء ..ويخطيء.. ويخطيء ويتفاخر أنه لا يشعر بالخوف من بشر وأنه ليس مضطرًا أن يتصرف بسرية متخليًا عن الحذر، كأنه مازال متزوجًا بها ويريد أن ينتقم بكافة الطرق، كأنها مازالت تتوعده إن أخطأ وتنتظر لحظة سقوطه، كأنها مازالت حتى الآن تفرض سطوتها عليه، رفع منذر عينيه نحو أسمهان بكره شديد لم تنتبه هي له وهو يفكر أن كل المحاولات التي خاضها ليتخلص منها كأنها ليست مجدية، تأوهت بهية بخفوت وهي تعتدل فوق الأريكة فسرق تأوهها وعيه كأنها تحاول منحه إجابة مريحة حتى وإن كانت لا تعي عما يدور بداخله شيء، كأنها تخبره أنها هنا تنتظره أن يسأل نفسه ذلك السؤال ويأخذ نحوها خطوة، تنتظره بصبر أن يطلق العنان لكل تلك المشاعر الخاملة ويمنحها إياها، فهو لم يقابل مطلقًا قلبًا كبيرًا كقلبها أو مغفرة لا نهاية لها كمغفرتها التي لم تتوقف عن منحها له مرة بعد مرة …إنه يحبها ربما ليس بالقدر الذي يغيره ولا بالقدر الذي تستحقه لكن هذا ما عليه أن يتغير جذريًا.
انتفض منذر يقترب منها قاطعًا درب أسمهان التي تحمل وسادة مريحة وتتوجه إليها قائلة
" ضعيها خلف ظهركِ وإن شئتِ يمكنكِ …
لم تُكمِل حديثها حين خطف منها منذر الوسادة بعنف لم يعِ له وهو يقول
" أنا سأهتم بها، فقط ابتعدي عنها "
نظرت له بهية بذهول فيما تلقت أسمهان إهانته بصمود ثم قالت
" ليتك تجيد فعل ذلك، ليتك تجيد الاهتمام ببشر غير ذاتك"
ثم رمقته بنظرة مستهينة وهي تقول
" سأذهب لأحضر محسن ..إنه موعد عودته "
ثم استدارت مغادرة لتقول بهية
" لماذا أحرجتها بتلك الطريقة، هي فقط تحاول المساعدة "
نظر منذر لبهية وانحنى يضع الوسادة خلف ظهرها وقد استوقفته جملة أسمهان فشرد وهو يقول
" لم أقصد، تأوهكِ جعلني أنفعل "
قالت له بهية
" في الحقيقة يا منذر أنت منفعل من قبل أن نصل إلى هنا وياليتني أدري ما بك "
قال لها منذر
" هذه حقيقة يا بهية، أنا أحتاج للتحدث معكِ "
نظرت إليه للحظات ثم قالت محاولة أخذ خطوة في الطريق الصحيح
" في الحقيقة أنا أيضًا أريد التحدث معك فهناك ما أريد إخبارك به "
لم يكن لديه علم بما ينتظره، لقد ظنها ستبوح له بقرارها فيتدارك الأمر ويجعلها تمنحه فرصة ثانية سيحاول جاهدًا أن يقتنصها ويضع فيها ذلك العنصر الغائب فهو مدرك أنه لن يجد أفضل من بهية مطلق إمرأة ليمنحها كامل مشاعره لذلك قال
" ما رأيك أن نصعد لغرفتنا لنتحدث "
هزت بهية رأسها فهمّ بمساعدتها لتقترب تولين وتقول
" أصالة أريدكِ في أمر سريع، سنفعله ونعود …هل لديكِ مانع ؟؟ "
نظرت أصالة لبهية ثم لآدم النائم على يديها وقالت
" آدم نائم وإن استيقظ ولم يجدني سينزعج "
ابتسمت لها تولين بلطف وقالت
" لن نتأخر أعدكِ "
قالت بهية بلطف
" لا بأس يا حبيبتي، أعطي آدم لمنذر ليضعه بالسرير واذهبي مع تولين "
وقفت أصالة تعطي أدم لمنذر بتردد وهي تقول
" بهية تأكدي إن وضعتيه على السرير أن تضعيه بوضعيته المفضلة كي يستغرق في النوم "
وقفت بهية متحاملة على آلمها وقالت لها
" لا تقلقي، اذهبي أنتِ " تحركت أصالة بجوار تولين التي قالة لها
" لقد فضلت أن تختاري معي أصناف الطعام الذي تفضلينه أنتِ وبهية خاصة أنها بمرحلة وحام وربما لا تستطيع أكل الكثير من الأشياء "
ابتسمت لها أصالة التي تتأملها تولين بفضول وقالت
" هذا لطف بالغ منك ".
༺༻

بعد قليل توقفت تولين أمام مطعم رائف وترجلت من السيارة تقول لأصالة التي ترجلت بدورها
" المكان مزدحم أغلب الوقت لأن هنا يوجد جامعة قريبة " قالت أصالة بحنين
" كم أشتاق لتلك الأجواء، كان هناك مكان يشبه هذا قريبًا من جامعتي كنت دائمة الذهاب إليه لشراء قطعة من الحلوى الباردة التي تغير نفسيتي ثلاثمائة وستون درجة "
قالت تولين
" عزيزتي هذا قسم الحلوى والمشروبات ما رأيكِ أن تستعيدي ذكرياتكِ حتى أحضر لك قائمة الطعام "
هزت أصالة رأسها وقالت
" لا داعي لذلك "
دفعتها تولين وهي تقول
" بلى ..بعد الموقف الذي مررنا به جميعنا نحتاج لشيء يغير من نفسيتنا، اذهبي واطلبي لي معكِ من نفس الحلوى"
قالت أصالة باحراج
" في الحقيقة أنا لا أملك مال، لقد خرجت معكِ دون أن أحضر حقيبتي "
قالت تولين
" لماذا أنتِ محرجة هكذا، هذا المطعم خاص بنا وصدقيني المطعم وصاحبه تحت أمركِ، اطلبي ما شئتِ " ضيقت أصالة عينيها وسألتها " حقًا "
قالت لها تولين
" حقًا …هيا لا تضيعي وقتنا فالوقت ضيق صدقيني "
كأنما أحدهم وضع أمامها كافة مسببات السعادة وأمرها بالانطلاق، تحركت أصالة نحو المبردات الزجاجية التي تراصت بها أصناف لا متناهية من الحلوى وظلت تتحرك مقابلها تتأملها بانبهار تنتظر أن تقع عيناها على نوعها المفضل وسبابتها تمر على الزجاج البارد بحماس تطاير حين شعرت بقبضة تمسك برسغها، قبضة تحفظ شدتها شديدة اللين، وقسماتها التي حفرت داخل مراكز شعورها وخلاياها الحسية، لم تنتفض جزعًا ولكن فعلتها شوقًا وهي متيقنة أنها له، كيف لا تعرفها وقد أضحى الأمان مرتبطًا بها والانتماء منها وإليها.
أدارت أصالة وجهها بعيون تتحدث من قبل شفاهها التي نادته بذهول
" رائف "
التقط صوتها بمسامعه المتعطشة لصوتها لكنه لم يتوقف وهو يجذبها بعيدًا إلى مكان جانبي هاديء فلم تمانع بل كانت تسرع في الخطا أيضًا كأنها ما عادت تمانع أن تفر برفقته وماعاد هناك قيود تربطها ببشر سواه حتى توقف فتوقفت.
كانت تنهت وتتأمله وهي مبتسمة وتبكي في آن واحد، ليقول بشوق أضناه بل وأوهن ثباته فكاد أن يضمها بين ذراعيه بقوة ترد إليه روحه التي تركته ورحلت معها
" كم يوم افترقنا "
هزت رأسها وقالت
" لم نفترق فكل منا قد أخذ معه جزء من الآخر "
سألها ونبضه والحديث سجال " كيف حالكِ "
أجابته وبسمتها تتسع ودموعها تزداد غزارة
" أصبحت بخير فأنت بخير، يا إلهي …كم دعوت لك وكم استودعتك عند الله وكم تمنيت أن تعود سالمًا وعدت، عساك سمعت دعائي حيث كنت، و عسى أن يكون قلبي الذي منحته لك وشى بحالي بعيدًا عنك وعساك دومًا أن تعود إليّ…يا إلهي أنت بخير " صمتت لكن يداها امتدت باندفاع تتحسسه وهي تقول
" أنت لست مصاب وتداري عليّ أليس كذلك "
ابتسم منتشيًا يستشعر وجودها …حديثها …لهفتها …عذوبة مشاعرها وهو يقول
" ألا تكفيكِ كدمات وجهي أصالة، أنا مشوه "
رفعت عينيها له وقالت
" لا تقل هذا، تشوهت وجوههم أولئك الأوغاد، كيف تخلصت منهم، أخبرني كيف حالك "
قال لها وهو يمسك كفيها التي لا تتوقفان عن تفقده باهتمام
" لا حال لي وكل حالي بعيد …بربكِ ما ظنكِ في حال رجل ترك قلبه في أرض بعيدة ورحل، لا تسأليني عن نفسي بعيدًا عنكِ حتى لا أتحدث بما يثير شفقتكِ نحوي، أصالة أنا بدون كفكِ تائه "
أطلقت أصالة نهنهة رغم أن سماء عينيها مازالت تمر منها شهب مضيئة لا تنتهي وهي تقول
" قل أنك اشتقت لي، قل أن تلك الأيام جعلتك تدرك أن لا راحة لك دوني، قلي أني لست الملهوفة…الساهدة وحدي رائف "
فرد كفيها بكفيه فوق صدره كأنه يمنح قلبه لحظات من السلام حين تحط يدها عليه وقال
" لست وحدكِ يا أصالة، لكن ما بداخلي لأول مرة ينعقد أمامه لساني كأن كافة الكلمات التي خطت منذ بداية التاريخ أقل من أن تصفه، أقل بكثير " كمشت قبضتها على ملابسه وهي تقول بعناد كأنها تُعلمه أنها لن تتخلى عن حقها في مشاعره
" حاول ..فقط حاول لأجلي "
حينها انحنى يقبل كفها التي تكمش كل مشاعره في قبضتها وهو يدعوا الله ألا ترتخي يومًا …وألا تفلته أبدًا، ثم رفع عينيه لعينيها المترقبة لبوحه كأنه الشيء الوحيد الذي يستحق في تلك الحياة أن تعبأ به، فتلك المشاعر وحدها أصبحت المشاعر الحقيقية الوحيدة في حياتها البائسة لتسمعه يقول وهو يمسح دموعها
" أشقاني بعدكِ عني، ترككِ هناك كان الألم الوحيد الحقيقي الذي عبر إلى صدري، كل المشاعر من قبلكِ كانت مجرد ضلال لكن قلبي فيكِ اهتدى وكم تجعل الهداية كل شيء مختلف، قلبي تطهر كتائب بعد التوبة صار في هواه مسالمًا كمن لا ذنب له، أنا صرت مغرم بكِ بقلب يلتمس إليكِ كل السبل القويمة حتى لا يضل فيكي ولا يشقى "
أغمضت عينيها وهي من فرط سعادتها تبكي ويدها المطبقة تشتد حول ملابسه كأنها تضمه بقبضتها حيث السبيل الوحيد المتاح لفعل ذلك فشعرت به يعود لمسح دموعها مجددًا وهو يقول
" لا شتات في مشاعري إليكِ إنها ثابتة إلى حد يجعلني ممتليء بها وبكِ، راسخة كرسوخ الفطرة السليمة داخلنا، كأنكِ شيء بات في تكويني …جزء مني وجوده بعد كل هذا العمر يمنحني الكثير من المشاعر التي لم أكف عن سعيي خلفها يومًا، فلو أني أدركت أن كل المساعي لديكِ ستنتهي لانتظرتُكِ بصبر رابضًا على كل طريق تسلكيه حتى يأذن الله"
قالت أصالة وهي تضم قبضتها وتضرب صدره بخفة
" اشتقت اليك رائف "
أطبق قبضته على قبضتها الناعمة وقال
" والله إن الشوق شوقي والاهتياج اهتياجي، وعناق المشاعر في غربتي عنكِ كانت ملجئي وملاذي، كم ضمتتك في خيالي عساني أغفو فلا تهنأ عيني بنومٍ ولا تهدأ أنفاسي، كم كنتِ قريبة و متوغلة داخلي حتى أحتار هل النبض الهادر بين أضلعي لي أم لكِ فتضرب كافة حواسي، وكم شعرتكِ تركضين في أفكاري وتثرثرين دون توقف برأسي "
قالت له براحة شديدة
" إذًا لم نفترق "
قال لها
" بل فxxxxب الساعة التي لدغتني بكل ثانية بعيدًا عنكِ آلاف المرات تجعلني غير قادرعلى تخطي لحظة ركضكِ بعيدًا عني، كأني ألقيتك للمجهول بيدي، قولي لي ماذا حدث معكِ وكيف انتهى بكِ الأمر هنا …أريحي قلبي أنه لم يمسكِ سوء "
قالت له
" لا تقلق، فطيفك كان رفيقي ويحرسني ومن فوقنا الله بعينه التي لا تنام، لقد نفذت ما طلبته مني تمامًا، وصلت للبيت الكبير وأخبرت الشيخ عبد الرحمن بكل شيء، وطلبت منه إنقاذك لقد أرسل رجاله من أجلك فلم يجدوك "
سألها بلهفة
" هل أساء إليكِ أحد من عائلتكِ، كيف سافرتِ بمفردكِ"
قالت له
" الشيخ عبد الرحمن لم يشأ أن يعلم أحد بعودتي فيبدو أنه يخطط بايقاع يوسف العزايزي في شر أعماله، لقد أخبرني أنه سيرسلني إلى مزرعته الخاصة أنا وآدم لنبقى هناك آمنين حتى يتصرف مع ذلك الوغد لكني رجوته أن يرسلني إلى بهية فأنا كنت أشتاق إليها وأحتاجها كثيرًا، فوافق وأرسلني لها بالمدينة الساحلية بقيت هناك أيام ثم حضرت معها إلى العاصمة في زيارة عائلية، أخبرني أنت كيف نجوت من بين أيديهم …
صمتت للحظة كأنها تذكرت سؤال مهم ثم قال باستغراب
" بل كيف وجدتني، كيف علمت أني هنا رائف "
تجمد لا يريد أن يكذب عليها أو أن يغير في الحقائق لكنه واثق أن الوقت لم يحن بعد ليخبرها بكل شيء تجهله عنه، في الحقيقة هو يخشى أن يخبرها بالكثير مما مضى ويخزيه، صمته لم يثير حيرتها بل جعلها تقول باندفاع
" مادمت أتيت تعال معي لأعرفك على بهية، لقد أخبرتها عنك الكثير، بل أخبرتها بكل شيء، وعليك أن تقابلها إنها تعد عائلتي التي عليك أن تأخذ خطوة تجاههم ليكون وضعنا في نصابه الصحيح "
بدأت تتحرك وهي تجذبه قسرًا فأوقفتها كفاه وهو يقول
" أصالة …انتظري "
قالت له برفض
" ماذا أنتظر، أنت هنا وبخير ولا أحد يلاحقك وأنا معك، لماذا أنتظر، أنا أريدك أن تأخذ خطوة لنبقى معًا "
قال لها بلوعة
" أصالة، لن ينفع …افهميني"
التفتت له بوجه جاد تسأله
" ما الذي لن ينفع رائف "
قال لها
" مقابلتي لأختكِ لن تعد خطوة بأي طريقة، أنتِ ابنة رجال ولو أن هناك خطوة ستؤخذ سيكون نحوهم، ولكن عائلتك لا تعلم بوجودكِ، وحتى إن علموا فعائلتكِ لا تعطي فتياتها لغريب، الأمر ليس سهلًا حبيبتي"
انطفأت عيناها حين حط بها دون سابق إنذار على أرض الواقع فقالت بوجل
" اذهب للشيخ عبد الرحمن وأنا سأقف معك وأبلغه أني أريدك، أنت لن تتخلى عني " هدر قائلًا
" محال أن أفعل، كيف تفكرين بذلك ".
༺༻


في نفس الوقت كانت ملاك تترجل من سيارة وتنقد السائق أجرته وهي تسير شاردة الذهن، عقلها الذي ظنته ممتليء بالتوقعات فارغ والخوف مما تكتشفه يكبر، تشعر أن هناك حقيقة باتت قاب قوسين أو أدنى منها لكنها تخشى الاقتراب منها فتفجع أكثر مما هي الآن، كل المشاعر التي في قلبها لذلك الذي لا تعرف لما اخترق عالمها فجأة ولمَ اختفى فجأة ولمَ ورطها معه تكبلها عن الاقدام أكثر، كأنها قابلة أن تعلق هكذا لما لا نهاية ولكن لا تحط على أرض قاسية تدمر لها كل أمل داخلها.
رن هاتفها فأخرجته بسرعة من حقيبتها تقول لحور
" أقسم لكِ أني قد وصلت، سأعبر الطريق نحو المطعم، دقائق وسأكون أمامكِ، أنا أمام الحديقة الخلفية للمطعم "
قالت لها تولين
" أنا أقف أمام الباب الرئيسي ملا ، أسرعي بربكِ فأنا لا أصدق أننا تركنا سارة في يوم كهذا، من ضيق الوقت أفكر في أخذ أصالة معي بدلًا من العودة إلى المنزل ثم التوجه لمحل المجوهرات، أتعلمين منذ متى وهي تهاتفني، وكم مرة هاتفتكِ، لمَ تأخرتي هكذا ماذا كنتِ تفعلين كل هذا الوقت"
همّت ملاك بالرد عليها ولكن استوقفها منظر غريب لوجه أصالة الذي تعرفت عليه فورًا، لقد كانت تبكي وهناك رجل لا ترى وجهه كأنه يكبل يدها والمكان من حولهما ساكن قليل الحركة فدب في قلبها الفزع وهي تهمس لتولين بخفوت وقد بدأ كفها يرتعش
" هل أصالة ترتدي فستانًا باللون الأزرق؟! "
ضيقت تولين عينيها وقالت
" نعم …لمَ تسألين؟ "
اقتربت منها ملاك بسرعة وهي تقول
" هناك من يتعرض لها، إطلبي الشرطة فورًا "
ركضت ملاك نحوهما دون أن تنتبه لصراخ تولين التي تستفسر عن مكانهما وهي تصرخ
" ابتعد عنها "
التفت رائف بحدة تحولت إلى صدمة كبيرة حين رأى ملاك التي تجمدت هي الأخرى لوهلة قبل أن تقول
" سيد رائف ماذا تفعل، ابتعد عنها حالًا "
رفع رائف كفيه عن كفي أصالة اللتان كان يكبلهما فوق صدره وهو يقول لملاك بهدوء خوفًا من أن تفهم الوضع بشكل خاطيء وأن تتفوه بما لا يحمد عقباه
" آنسة ملاك أنتِ تفهمين الموقف خطأ "
قالت ملاك بحدة
" ما الذي أفهمه خطأ وأنت تكبل الفتاة هكذا وهي تبكي، هل كنت تنوي اختطافها كما فعلت مع حور من قبل، بربك أليس لديك عمل سوى اختطاف وترهيب بنات تلك العائلة، لقد ظننتك تغيرت " نظرت لها أصالة بضياع والكلمات التي تخترق أذنها بدت في البداية كهذي لا منطقي لكن ملامح ملاك الجدية جعلتها تسألها بضياع
" هل تعرفين رائف "
سارع رائف يحول بينهما وهو يقول
" أصالة، أنا سأخبركِ بكل شيء لكن في وقته فهي لا تفهم ما بيننا ومن الصعب شرح الأمر لها "
قالت ملاك وهي تجذب أصالة بعيدًا عنه
" لا تستمعي إليه، هو مؤكد يتلاعب بكِ، الشرطة على وصول ويمكنكِ تقديم محضر ضده وأنا سأشهد أنه تعدى عليكِ، محال أن نمررها له كما مررنا ما فعل سابقًا " سألتها أصالة بتيه
" ماذا فعل سابقًا "
قال رائف بغضب
" أصالة لا تستمعي إليها فهي لا تعرف حقيقة ما تقول " قالت ملاك
" لقد كان مهووس بمطاردة حور …أقصد تولين ويريد الزواج منها بأي طريقة، لقد سبب لها الكثير من التعقيدات التي جعلتها تسافر هربًا منه ومن مشاعره التي يريد فرضها عليها بأي طريقة و حين عادت اختطفها لأيام دورنا بها حول أنفسنا بحثًا عنها، ويبدو أنه ينوي فعل هذا معكِ أنتِ أيضًا، لا تخافي " هدر رائف قائلًا
" كفى "
قالت أصالة بصدمة كبيرة
" رائف …هل تتحدثين عن رائف ..هذا …أتقصدينه بحديثكِ "
اقترب رائف يقول بحرقة
" هذه ليست الحقيقة، دعيني أشرح لكِ "
قالت أصالة بصدمة
" تشرح ؟؟ تشرح ماذا …هل في ما قالته شيء قابل للشرح، أنها تقول عنك مهوس …مختطف…مترصد، تقول أشياء قذرة فلمَ لا تصرخ ناكرًا كل ذلك بدلًا من أن تشرح " قالت ملاك
" لا تنهاري هكذا، الحمد لله اني وصلت في الوقت المناسب "
اقترب رائف وجذبها بعنف يقول برجاء
" اسمعيني أصالة، ما تقوله هي لا شيء، مجرد حقائق منقوصة، أعطني فرصة لأشرح لكِ "
في تلك اللحظة ظهرت تولين تنهت وهو تقول
" رائف "
التفت لها رائف بعيون يائسة مهتزة لتقول أصالة
" لا تشرح شيء، لا شيء عاد يستدعي الشرح، يا إلهي …أنها تعرفك، الجميع يعرفك، ما الذي يحدث، تقول أنك مهوس ..مختطف "
ثم التفتت إليى تولين وسألتها بانهيار
" هل اختطفكِ حقًا "
اقتربت منها تولين لا تعرف بما تجيب أو كيف تشرح الأمر فقالت لها
" نعم لكن …
ابتعدت عنهم أصالة وهي تقول
" دون لكن …لن أتحمل أكثر، أعيديني إلي أختي حالًا " اقترب منها رائف وأمسك رسغها يجذبها بإصرار وهو يقول
" دعينا نتكلم أصالة، دعيني أوضح لكِ حقيقة الأمر "
قالت له وهي تجذب يدها
" اتركني "
صرخ بها
" لا تقولي لي تلك الكلمة …ليس لي أصالة "
قالت له بغضب وألم خرجا كصرخة ملتاعة
" من أنت؟، كان لديك كل الوقت معي لتحكي وتشرح وتوضح كما فعلت أنا وأخبرتك كل شيء عن حياتي، يا إلهي لقد وثقت بك إلى درجة جعلتني لا أسألك حتى عن اسم عائلتك، عن مهنتك، عن عنوانك، لقد أحببتك مجردًا من كافة التفاصيل …أحببتك لذاتك لا لشيء آخر وكانت النتيجة أنك خدعتني، لماذا … كيف هنت عليك، كيف طاوعك قلبك …ألهذه الدرجة تراني مغفلة "
قال رائف بهياج
" لا …لا …لا…لا أصالة، لا تنظرين لي هكذا، لا تحديثيني بتلك النبرة، ليس أنتِ، بربكِ لا تفعلي بي ذلك " هزت رأسها وقالت بتخبط
" أنت مهوس، تطارد الفتيات …وتختطفهم لتجبرهم على الزواج منك، عسى ألا يكون لقائنا أيضًا ليس مجرد صدفة"
رفعت عينيها له فهالها ما رأته فسارعت تقول بصدمة
" لم تكن صدفة "
قال رائف وشعور العجز يسير في جسده باترًا لأوتاره
" اسمعيني وسأخبركِ بكل شيء "
حينها كانت كل الثوابت بداخلها تتبدد كأنها كانت في غفلة وسكون ثم استيقظت على واقع مفزع فركضت دون تفكير وحين همّ رائف بالركض خلفها أوقفته تولين قائلة
" توقف، لقد اندفعت نحو الجموع ولحاقك بها قد يسبب مشكلة، أنا سألحق بها "
قال رائف بانفعال
" عليّ أن أوضح لها الأمر لكن لا أعرف كيف، لا أعرف حتى ماذا سأقول "
قالت له بقوة
" عليك قول الحقيقة كاملة، وهي عليها تقبلك بكل تعقيداتك إن كانت تحبك، القرارات الصعبة رائف هي ما تضعنا على الطريق الصحيح "
رفع رائف يديه يحيط رأسه وهو يقول لتولين
" أرجوكي الحقي بها، أعيديها إلى أختها، وطمئنيني عليها ولا تسمحي لها بالرحيل تولين، لا تسمحي لها أن تتركني أرجوكِ "
قالت له بتأثر شديد
" قدر ما استطيع لن أفعل، تماسك يا رائف "
أسرعت تولين تجذب ملاك التي كانت تقف في حالة من الذهول تشاهد ما يحدث وتركض لتلحق بأصالة فيما رفع رائف عينيه لأعلى وهو يضغط رأسه بين كفيه بعنف كأنه يريد أن يفقد الوعي حالًا فلا يعيش ذلك الآلم الذي يفوق طاقته ثم تحرك مسرعًا يلحقهن غير قادر على التماسك أكثر ليراها تبكي بحرقة وهي تلصق وجهها في زجاج النافذة الخلفية لسيارة تولين والتي تحركت مبتعدة ورغم ذلك وجدت عيناها طريقها لعينيه لتلقي عليه نظرة طعنت قلبة بطعنةٍ نافذة قبل أن تشيحها وقد خلفت دموع عينيها في عينيه صدى.

༺༻


في نفس الوقت وداخل قاعة حفلات ضخمة العاملون بداخلها يدورون على قدم وساق لتجهيزها قبل حلول الليل كانت زيزيت الشافعي تدخل بخطوات متقطعة كأنها لعارضة أزياء، ترفع ذقنها وعيناها تجوب المكان بنظرة ثاقبة حتى لمحت غايتها فقالت لمايا التي تسير بجوارها
" هذا هو أليس كذلك"
قالت مايا
" نعم لقد أكدت لي زيزيت أنه منظم الحفلات الخاص بعائلتها، وأنه من سيتولى تنظيم ذلك الحفل "
قالت زيزيت
" حسنًا دعينا ننتهي من تلك الخطوة "
قالت مايا
" زيزيت أنا أشعر بعدم راحة لكونكِ تريدين الزج بي معكِ في كل صغيرة وكبيرة فيما تخططين له، ما بيننا نفذته بالحرف، وهذا آخر شيء سأقدمه لكِ وفي المقابل ستلتزمين بجانبكِ من الاتفاق " قالت لها زيزيت
" ماذا هل ما قالته بيان المرة الماضية بشأن الدماء آثّر فيكِ، أم أن دور الباحثة عن الحب الذي تعيشيه استفز مشاعركِ " قالت مايا بحدة
" لا هذا ولا ذاك لكني لست متفرغة لترك حياتي وترتيب انتقام يشمل كل من تسول لكي نفسكِ الانتقام منه، أنا لن أتورط بهذا، أما فيما يخص شيراز أنا لا أهتم إن كانت ستنزف دمًا أو ستفارق روحها جسدها، اجعليني أخلص منها بأي طريقة ونفذي اتفاقكِ فقط، ثم لا تنسي أني منحتك هدية صغيرة على طبق من ذهب تسمي ماسة مؤيد الجوهري " قالت زيزيت بشر
" صدق من قال أن الانتقام وجبة يجب أن تؤكل ساخنة، الفتاة وعمتها في ليلة واحدة …ليت عابد موجود ليرى بنفسه ماذا سيحدث "
سألتها مايا
" ماذا ستفعلين بشأن بيان، هل ستنفذين ما طلبته منك " قالت زيزيت
" مضطرة لذلك، فهذه الفتاة تحمل غباء عائلتها وربما لو خلفت اتفاقي معها تدمر كل ما أخطط له، هي تريد زوج إمرأة أخرى …مرحى فلتحصل عليه وبأقذر الطرق وأكثرها فاعلية "
اقترب منهما أحد العاملين بالمكان يقول باحترام
" أهلًا وسهلًا، كيف لي أن أخدمكما "
قالت مايا بعصبية
" نادي لنا على منظم الحفل، بسرعة هيا "
تحرك العامل والامتعاض يملأه من طريقتها لتقول زيزيت بسخرية مستترة
" من الجيد أن من تسعين خلفه رجل أعزب وإلا لظننتك حمقاء مثلها "
قالت مايا
" حكم ليس كأي رجل، وكل أمورنا كانت على ما يرام حتى ظهرت تلك المفلتة فتغير كل شيء بعدما كان يسعى لكسب رضاي بأية طريقة " ابتسمت زيزيت بتهكم وقالت
" لقد اقتنعت بأسبابكِ، شتان ما بينكِ وبينها "
ليقاطعهما صوت شاب أنيق في منتصف الثلاثينات يقول
" من يريد منظم الحفل " قالت زيزيت
" أنا …هلا جلسنا في مكان أكثر خصوصية لنتحدث " سألها الشاب
" نتحدث في ماذا تحديدًا سيدتي "
قالت له
" في عملٍ بالطبع "
طريقتها في الحديث لم تكن مريحة له ورغم ذلك قال لها
" تفضلي معي "
تقدم الشاب مايا وزيزيت حتى وصل إلى طاولة أقصى القاعة بعيدًا عن العاملين وقال " تفضلا "
جلستا ليجلس بدوره وهو يقول " أنا تحت أمركما، هلا وضحتما لي تفاصيل العمل " لم ترد زيزيت بل أخرجت ورقة بنكية موقعة ووضعتها أمامه وقالت
" هذه فرصة العمر لشاب مثلك، ضع المبلغ الذي يرضيك "
رفع عينيه لعينيها وسألها برهبة
" مقابل ماذا تحديدًا"
ابتسمت فبدت كذئب يكشر عن أنيابه وقالت
" حفل آل الجوهري، أريد منك خدمة صغيرة جدًا بخصوص هذا الحفل، خدمة سيكون ثمنها نقلة في حياتك وحين تعلم ما هي أنا واثقة أنك لن تستطيع الرفض ".
༺༻

في مزرعة حكم كانت هناك نيران مضرمة ما بين جوانح ساكني ذلك المنزل، كانت هناك سيول من الوجع تطيح بهم وتجعلهم كما الورقة اليابسة في مهب ريح عاصف، الجميع كان يواجه انحرافه مع التيار بصمت يشي أكثر مما فعل الكلام، والعيون تبحث عن أحبابها فلا تجد سوى الفراغ والسكون، كان حكم يجلس على مقعده منهك تمامًا هو الذي يعيش وقت عصيب يكاد لا يجد لنفسه مهربًا منه، يدور داخل عقله في مسارات قاسية إجبارية ورغم ذلك يواصل كأنه يريد إرهاق ذاته قدر المستطاع لعلها تسقط عن جواد إصرارها الجامح وتحرر لجامه تاركة طيف من رحلت ليرحل علها تحظى ببعض السلام.
نيرانه تأكل نيرانه كأن بداخله حرائق شعواء ألمّت بكل جوانحه فما أبقت.
وما يجعله يتمسك بذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين العقل والجنون هو صهيل الصهباء التي أطلقها تجوب المزرعة دون لجام وحذّر رجاله من محاولة تقييدها، صهيليها يستبيح كافة حواجزه ويصل إلى أعمق نقاطه ويضغط عليها بعنف مقيدة إياه بمقعده أكثر لكي لا يركض الآن كما المجنون يذهب إليها لا لشيء فهو يدرك حدوده جيدًا سوى أن يراها، ومن خلال الكاميرات داخل مكتبه كانت يهدين التي لم تتوقف عن البكاء لحظة وهي تشعر أنها تحتاج إلى شخص لتتحدث إليه ورغم كونها قد ضربت كلمته عرض الحائط، ورغم يقينها بمدى غضبه تحركت كما الطفلة التي ضاقت من حولها البسيطة فلم تجد ملجأ سوى رحاب أبيها حتى وقفت أمام باب مكتبه المفتوح كما العادة ليرفع عينيه القاتمة نحوها ويضيق حاجبيه وهو يفز واقفًا يسألها بوجل
" ما بكِ، لماذا تبكين، ماذا حدث "
قالت يهدين
" أنا أريدك أن تسمعني دون أن توبخني حكم، أرجوك أنا أدرك أني مخطئة لكني أحتاجك "
تجمد حكم للحظة قبل أن يقول بإدراك
" هل تواصلتِ مع ذلك الشاب"
قالت مسرعة
" لم أتفوه بكلمة صدقني لقد سمعت صوته فقط، سمعت صراخه، كان يتهمني بالكثير، كان يتحدث بقسوة شديدة، لماذا حكم لا أستطيع أن أثبت له أني لست بذلك السوء "
بكت يهدين بحرقة فسحبها حكم من يدها يجلسها على المقعد وجلس مقابلًا لها وقال " بكائكِ لن ينسيكِ ما قال يا يهدين، لم يكن عليكِ التواصل معه، أنا أحاول أن أبدو متفهمًا لأن حالتكِ لن تحتمل أن أثور لكن بربكِ لماذا تفعلين بنفسك هذا "
قالت له بحرقة
" لقد أحضر له أخوه عروس، كان يطلب منه أن ينظر إليها، أن يمنح نفسه فرصة معها، لقد حاولت منع نفسي لكن لو كان نظر لها لكانت النظرة قتلتني يا حكم، لكانت أحكمت حولي كما القبر "
تصلب فك حكم وهمس بغضب شديد
" لا أصدق أني أستمع لهذا ومجبر على الهدوء "
صمت للحظة قبل أن ينحني للأمام ويسألها بغضب
" وكيف عرفتِ بالحديث الذي دار بينه وبين أخيه "
رفعت عينيها كما الطفلة المذنبة وقالت
" من خلال هواتفهم "
قال حكم بذهول
" هواتفهم …كم هاتف تقتحمين من هواتف عائلته تحديدًا "
قالت يهدين متهربة من الإجابة
" هذا ليس موضوعنا يا حكم " هدر بها
" كم هاتف يهدين "
نظرت للسقف وقالت ببكاء عنيف
" الجميع، كل من حوله، أخوه ..زوجته ..صديقه ..ابنة عمه ..مساعده بالعمل وغيرهم"
قال لها بحدة
" هل أنتِ راضية عما تفعلين"
هزت رأسها برفض وقالت
" إنها جميلة …محجبة ورقيقة …فتاة طبيعية ومن عائلته …مؤكد ستعجبه "
قال لها حكم
" يهدين ماذا حدث لعقلكِ، هل أنتِ واعية لما تقولين "
قالت بلوعة
" لا حكم أنا فقط أحاول أن أخرج ذلك الضغط بداخلي بدلًا من أن أجن وأنا هنا حبيسة تلك الجدران بينما هو هناك يعطي لنفسه الحق في الاقتراب من أخرى "
زفر حكم نفس ساخن وهو يشعر أنها تحدثه عن حاله وقال
" لستِ بمفردك من ستفقدين عقلكِ، يهدين لا أعرف سر تعلقكِ بهذا الشاب لكن كلما تخلصتي منه سريعًا كلما حميتي نفسكِ من الآلم وأنتِ حقًا لا تساعدين نفسك "
قالت له
" لست أنا حكم، هو عصي على النسيان، أتمنى لو أنك قابلته لربما أدركت مقصدي " قال حكم وهو يمرر أصابعه في شعره بيأس
" يهدين أنتِ من اخترتِ هذه الحياة رغم كوني خيرتكِ فيما مضى، أنتِ فضلت البقاء في الظل ولم تقبلي أن تبني حياة وتستقلي مثل البقية، هلا شرحتِ لي ماذا ستقولين لذلك الشاب عن نفسكِ عن ماضيكِ ..عن حاضركِ، لقد كان قراركِ لا تجعلي مشاعرك نحوه تهدم كل شيء "
قالت يهدين بحزن
" نعم حكم كان قراري أن أبقى في كنفك وحمايتك، وأن أبقى معك وأنا التي لم تعرف أبًا سواك لكن الآن….
صمتت يهدين فقال حكم
" لكن الآن وجدتي من تشعرين أنكِ تريدين اكمال حياتك بجواره، أليس كذلك يهدين "
سألته برجاء
" ألا يمكنني أن أخبره بالحقيقة، أن أخبره من أكون، ألا يمكنه أن يقبل بي ويراني كما أنا لا كما يظن "
قال حكم بهدوء ظاهري
" تختارين كلماتكِ بحذر لتخرج منكِ هينة لكن لا شيء هين يهدين، هذا السؤال إجابته لديكِ، لو كنتِ واثقة أن هذا ما سيحدث .. حسنًا لأسألكِ سؤال ليس لدي إجابة له … هل لو قبل بكِ وأظهر أنه يستحق كل ما تفعلينه بنفسكِ لأجله سيكون لديكِ ضمانة ألا يصيبه ضرر بسببكِ، أن يكون آمن جواركِ، أتعلمين أين ذهب طايع لقد عاد ليترك زوجته والتي كاد أن يبكي كما الطفل ويتوسلني ألا أفعل به ذلك رغم إدراكه أني لن أوافقه، فأن يتركها لحال سبيلها خير له من أن يتركها تحت الثرى "
وقفت يهدين وفكرة أن يصيب فخر مكروه جعلتها تستسلم لألمها وتكبح جماح ذلك الحزن السارح في أوردتها وتقول
" طايع لن يتحمل "
أجابها حكم
" لا أحد منا كان قادرًا على التحمل لكن الإنسان أمام الواقع يرضخ، عسى أن يغير حديثي من تفكيركِ ولو بعض الشيء "
قالت يهدين
" لن يفعل حكم سوى دفعي للصمت أكثر، وفي الصمت ما أكثر الأموات "
تحركت يهدين نحو الباب فأوقفها وهو يقول
" أريد أن تعلم كيان بحادث فياض، دعيها تستعد لظهوره مجددًا لكن بحال غير الحال، وحاذري أن يخبرها شيء عن حقيقة زوجها الآن، دعي كل شيء يسير كما خطط له رغم كوني أشك أن يحدث ذلك فلا أراكم تجيدون سوى مخالفة الأوامر "
مسحت يهدين دموعها وهمت بالخروج ليوقفها حكم قائلًا
" يهدين "
توقفت مجددًا لكنها لم تلتفت له فصمت للحظات قبل أن يسألها
" هل تستطيعين الاطمئنان علي شيراز وطمأنتي …لأجل الصغيرة "
تحركت يهدين خارج الغرفة وهي تهمس
" الصغيرة أم الكبيرة …جميعنا بؤساء حكم …جميعنا وجدنا الحب ولكن عاندتنا الظروف ".
༺༻

بعيدًا عن المزرعة وبغرفة محصنة كانت سيادة تجلس تضع ساق فوق الأخرى وسيقانها البضة تؤثر في الجالس خلف مكتبه بكامل هيبته حتى وإن لم يظهر ذلك، ملامحه الوحشية التي ترك عليها الماضي أثر غير قابل للزوال تشتد في حضرتها وعيناه التي كأنها أعين تمثال محال أن يرف له جفن أو تغافله التفاصيل تراقبها بدقة، وفي المقابل تجلس بتول محاولة أن تدعي الثبات رغم كونها أصبحت مجهدة،
تدور في دوائر لا نهاية لها تبحث عن شخص بعيدًا عن أرضه وفي ربوع أرضها التي لم تكن يومًا آمنة عليها فهل ستكون آمنة عليه، كأنها تبحث عن حجر أسود في مكان أكثر ظلمة، تتلمس طريقها بصعوبة إلى درجة خدرت حواسها وأفقدتها الشعور ورغم ذلك ها هي تأتي إلي وكر الثعالب بقدميها توقع نفسها في فخهم لتوقعهم في الفخ يا للمهزلة،
قال غنام
" أسمعيني ما لديكِ "
قالت بتول
" أريد أن أخرج من هذه البلد في أسرع وقت "
قال غنام
" ما دخلي بأمر كهذا، هذه المهاترات يقوم بها أصغر رجالي، وطبعًا ما ساقكِ إليّ هو نظافة أعمالنا …نحن لسنا هواة …ولذلك هلا وضحتي سبب سعيكِ للقائي، أنا لا أملك وقت لسحب الحديث من شفتيكِ كلمة بعد كلمة "
قالت بتول بتوتر
" أنا في حاجة للحماية حتى أغادر "
سألها
" حماية ممن "
أجابته
" من رجال يتتبعوني "
تجمد غنام للحظة قبل أن يريح ظهره للخلف وهو يقول " لا أفهم …هل هم أشخاص بينكِ وبينهم مشاكل "
قالت
" بل أشخاص يطاردوني منذ سنوات وأنا لم أعد آمنة هنا لذلك أطلب حمايتك مهما كان المقابل حتى ترتب لرحيلي" قال غنام
" إن كنتِ متورطة في شيء سيجلب المشاكل سيكون عليّ أن أدركه، هذا أولًا "
قالت بتول
" لست متورطة لكني وجدت نفسي كذلك دون إرادة مني ودون الدخول في تفاصيل هل ستساعدني أم عليّ البحث عمن يفعل"
قال غنام
" لستِ في موقف يسمح لكِ بالتهديد، لذلك حاذري لما تتفوهين به "
قالت بتول
" حاذر أنت أيضًا أن تتقصي عن أشياء لا تخصك، لقد عرضت عليك طلباتي فإما أن توافق أو ترفض "
قال غنام
" وإن رفضت هل لديكِ خيار غيري "
قالت بتول بحدة
" سأجد "
قال لها غنام وهو يضغط زر خفي في مكتبه
" أنتِ تتلاعبين بي وهذا غير جيد لكِ "
قالت بتول وهي تخرج أوراقها
" هل ستساعدني أم أنصرف"
وفي لمح البصر كان خمسة رجال يقتحمون الغرفة على رأسهم معز وهو يشهر قبضته الحديدية ويحرك رأسه بطريقة جعلت بتول تقول برهبة
" ماذا يحدث "
فيما تجمدت سيادة برعب لم تظهره تشاهد ما يحدث بثبات ليقول غنام
" يبدو أن الشرطة أرسلت لنا جاسوس جديد "
ابتسم معز ابتسامة مخيفة وهو يقول
" حقًا !! هذا جيد ..أحضروها لدي وقت لها "
كبلها رجلان وهما بسحباها خارج الغرفة لتصرخ بتول بجنون وهي تقول
" أنا لست من الشرطة، صدقني، أرجوك "
كان صراخها يرعد بدن سيادة التي لم تقو على التدخل أو التخلي عن ثباتها ليقول غنام
" انتظروا "
توقف الرجال فقال لها
" إن لم تكوني من الشرطة، هل لديكِ دليل على ما تقولين، أنها فرصتكِ الأخيرة …انجي بحياتك "
صرخت بتول وهي تقول بهلع
" لدي ..لدي "
قال لها غنام
" أين هو "
قالت له
" اجعلهم يتركوني أولًا " نظر لها غنام بنظرة تخبرها أنه لا فرصة ثانية …الأمر إما حياة أو موت ثم أشار لرجاله ليتركوها وهو يرفع حاجبه بشر فنظرت بتول للوجوه من حولها ثم سقطت على وجه سيادة الذي كان جامد كأنه منحوت من الرخام ورغم ذلك حذرتها بعينها من التلاعب خاصة وقد وصلت لنقطة اللا رجوع لذلك رفعت بتول كم سترتها وهي تقول ظنًا منها أنها تعطهم دليل نجاتها
" هناك رجال يسمون رجال السيد يطاردوني، جميعهم يحملون وشوم مثل هذا لكنها تختلف، هذا الوشم لم يعد باقيًا منه غير خاصتي على ما أعتقد "
نظر غنام لمعز بنظرة ذات مغزى ثم سألها
" ما اسمك ….اسمك الحقيقي"
قالت له
" مريم … مريم الكاسر " سحبها معز من حجابها فجأة جعلتها تصرخ بعنف انتفضت سيادة له واقفة تراقبه وهو يجردها من حجابها ثم يشق مقدمة ملابسها فيظهر علامة لجرح عرضي أسفل عنقها فيديرها بعنف لغنام وهو يقول " الوشم والجرح "
قال غنام
" وكفها "
رفع معز كف بتول بعنف بينما هي تجاهد الإفلات منه وهي تقول
" من أنتم "
هدر بها غنا
م " افتحي كفك "
أطبقت بتول كفها بقوة وهي تنظر لسيادة وتقول لها
" أنقذيني أرجوكِ "
فتشيح سيادة بوجهها بعيدًا عنها تسمع صراخها قبل أن تسمع لطمة عنيفة تطيح بها أرضًا حتى أخفى شعرها الطويل حذائها الأنيق أسفله فينحني معز ببرود ليفرد يدها ليقول غنام بذهول
" الكف "
استدارت سيادة تتأمل كفها بذهول أكبر ليقول معز
" هي إذًا "
قال غنام وهو يبتسم بظفر
" من تخصه قد يقطع يدك على هذه اللطمة، يا إلهي لا أصدق كم عام وهي كما الزئبق لا تدرك وفي لمح البصر تأتيني بأقدامها، لا ….لست مطمئن "
صمت للحظة ثم قال
" درة جرديها من كامل ملابسها وجدي فتاة بنفس المواصفات لترتديها وتخرج من هنا فلربما هناك من يتعقبها، تأكدي من كونها نظيفة لا أجهزة تنصت أو تعقب، هاتفها افحصيه وركزي على أن تكون أمام الجميع قد غادرت عنا وأنه ليس لنا علاقة بها "
صمت للحظة وقال
" وأنت ابحث خلفها، أين كانت تقيم مع من، متى دخلت البلاد وأين كانت "
قال معز
" ألن أستجوبها على الأقل " قال غنام
" أنت عنيف وأنا لا أريد مشاكل "
سأله معز
" متى سنخبره "
قال غنام
" حين نبعد عنا كافة الشبهات، ونجمع كافة التفاصيل، لا أريد خطأ واحد فهذه لن تصدق مطلقًا ما أهميتها، إنها من جعلت كل شيء بالماضي يخرج عن السيطرة ".
༺༻

إذا أردت الرحيل ضع شروطًا للغياب.
ضع وعودًا يا سيدي والتزم بها حين يستبد بك العذاب، حين تحلق فوق رأسك صورتي أو تراني بين أسطر من كتاب.
حين تختفي من عينيك كل الوجوه …وتختفي من قلبك كل المشاعر ..ويختفي من عقلك كل الصواب.
حين تهزمك الذكريات وتجعلك بالشوق مريض مصاب.
حين تأسرك المشاعر وتحجز نبضك خلف ألف باب وباب. وحين يزورك الحزن فتغرق بدموعك الأهداب.
ضع شروطك للفراق فما عدنا يا سيدي أحباب.
ما عاد الشوق يعني لنا وما لدينا للعشق أسباب.
اليوم نضع النهايات وقد بلغنا في طريقنا معًا النصاب.
اليوم تهتكت القيود بيننا وتطايرت من حولنا أسراب.
༺༻

لا أحد يكن بكامل وعيه وهو يُقاد إلى قبره، فالذاهبون إلى القبور يجب أن يكونوا أمواتًا ليس لديهم عقل مدرك لتلك الوحشة التي يلقون فيها، أمواتًا لكي لا يعترضون أو يصرخون أو يحاولون الفرار، القبور ليست للأحياء لأنهم أضعف من الصمود في ظلمتها ووحشتها، أضعف من مواجهة حقيقة النهايات.
أضعف من التخلي عن الحياة وكل ما فيها من جمال والاستسلام لكونهم تحت الثرى، وهو حي يتنفس، يتحرك، وقلبه يضخ الدم إلى أوردته كآلة لا تتوقف، هو حي ويدرك ذلك من شدة الانفعال والألم الملمان به فلا ميت يتألم …لا ميت يُساق إلى حتفه مجددًا، هو حي وبكامل قواه العقلية لماذا إذًا يحفر لنفسه قبر ويشرف على مراسم دفنه بنفسه.
لماذا لا يتصرف مثل الأحياء ويرفض التخلي عن روحه، يرفض أن يموت دونها فالموت معها سيجعل للحياة شيء من الاستحقاق في عينيه التي لم تدرك من قبلها أهمية العيش ومهابة الموت وروعة الحب.
ارتجف طايع حين خرج من باب المطار تجاه الطريق المغطى بالثلوج بخطى موؤدة الإرادة مسلوبة كما هو قدره. يشير لسائق يقف بجوار سيارته الأجرة في انتظار راكب، فأسرع السائق يفتح له الباب فانحنى طايع ينظر للمقعد المغلف بالجلد الأسود وانقبض قلبه أكثر وأكثر وهو يفكر أن عينيها التي كانت كأنها سبب ميلاده ستكون أيضًا سبب موته الوحيد.
يا ليتها تقبل أن تمنحه عناق أخير يا ليتها تترك في مقبرة قلبه قنديل عناقها ليبدد بعضًا من الوحشة.
ركب طايع السيارة فأغلق السائق الباب يأخذ مقعده خلف عجلة القيادة ويسأل
" إلى أين سيدي "
أجابه طايع بصوت لا روح فيه
" مسرح الباليه "
قال السائق
" ما موعد حفلتك هل أنت في عجلة من أمرك "
أجابه طايع بعربية لم يفهمها " لا أحد يتعجل موته …خذ كامل وقتك …ليت الوقت يقف هنا، وبيني وبينها المسافات لكن قلوبنا متصلة ".
༺༻

بعد أربعين دقيقة كانت نيلوفر تؤدي آخر مقطع في عرضها وطايع يقف بعيدًا يراقبها بعقل ينحتها فيه باحترافية فنان يعرف كيف يطوع ذاته لتجسيد الجمال لكن نيلوفر الجميلة كانت شيء لا يطوع، حية كأنها أتت قبل البشر وأطلقت العنان لروحها فانسلخت منها كل تعابير الحياة التي تملأ هذا الكوكب، كانت كل التمني الذي جف داخله وتصحر حتي صار في صدره قحل أيبس روحه وهددها بالزوال، كانت تدور فيدور معها وحولها كأنها الشمس وهو التابع المخلص الذي جائها مجبرًا على ترك مدارها.
التصفيق الحار ارتفع من حوله فانسحب نحو الغرفة الداخلية ينتظرها دون أن يرتب حديث فأي حديث قد يقال، كأنه جاء هو والصمت ليهدوا لها الخيبة دون مقدمات.
خطواته كانت كأنها لطمات عنيفة يتعرض لها قلبه الذي كان لا حول له ولا قوة فيما يحدث.
فتح باب الغرفة ودخل يستمع للأصوات المهللة ترتفع نهاية الممر فأغلق الباب وتحرك نحو مشجب الملابس يتلمس ملابسها المعلقة ويتحسسها بحنين ويتشممها بشغف لتسقط رابطة شعرها أرضًا فينحني ليلتقطها وهو يبتسم بحرقة ثم يلبسها كأسورة في معصمه ويشد عليها كم معطفه ليلتفت فجأة حين انفتح الباب ليتجمد وتتجمد هي بدورها من الصدمة قبل أن تركض نحوه باندفاع وهي تقول
" طايع "
تعلقت بعنقه ولفت ساقيها حول خصره فلم يملك سوى أن يلمها بأكملها في صدره، يطبق عليها مادام يستطيع، يجعلها أقرب من أنفاسه إليه حتى وإن كان للمرة الأخيرة ليسمعها تقول بسعادة
" هل كنت تعد لي مفاجأة، لا أصدق أنك هنا، هل رأيتني وأنا أرقص، أنت لم تحضر هذا العرض مطلقًا، لقد تمنيت أن تشاهده "
أنزلها برفق وهو يقول
" خير أني فعلت "
قالت بلهفة
" بل خير أنك عدت طايع، طال سفرك وطالت غيبتك، وطالت وحدتي دونك، المنزل كئيب، وكل شيء مظلم منطفيء لا روح به ولا مذاق له، لا تتركني مجددًا "
تنفس بعمق شديد وهو يشعر أن مرارة غصته كقيد يلتف حول عنقه ثم يشتد حتى كاد أن يزهق روحه ورغم ذلك قال
" لست أنتِ من تفتقدين حياتكِ في غيابي نيلو، أنه أنا …وحدي من يموت دونكِ، لكنكِ دوني عليكِ أن تكملي الطريق وتستمري "
لم تكن تعي لاختناق صوته أو تغضن ملامحه وسعادتها بوجوده تخدر حواسها فقالت
" لا تأتي بسيرة الموت بيننا طايع، أنا أخاف الفقد، ساعدني لأغير ملابسي لنرحل سويًا إلى منزلنا ..كم كنت أمقت عودتي إليه فلا أجدك، الحمد لله أنك هنا "
ألقت نفسها فوق صدره ورفعت وجهها نحوه بعيون تمتلئ بتوق يملك هو منه أضعاف مضاعفة فكاد أن ينحني نحوها ملبيا متجاهلا كل ما يحمله من أثقال لكن تخيله أنها قد تصاب بأذى بسببه جعله يرتد إلى الخلف بشكل فاجأها وهو يقول
" نيلوفر علينا أن نتحدث " قالت له وقد بدأت تفطن لحاله " حسنا طايع لنرحل لمنزلنا ونتحدث كما تشاء "
قال لها
" بل هنا، سنتحدث هنا "
كان لا يريدها أن تنهار بمفردها، لا يريدها أن تبكي وترتجف وتتألم بسببه دون أن تجد أي كتف تتكيء عليه لذلك اختار أن يقابلها هنا حيث توجد صديقتها المقربة والتي يدرك كم أن علاقتهما قوية وستستطيع احتوائها بعدما يسقط سقف زواجهما على رأسها ويتركها تحت الأنقاض، قالت نيلوفر وقد بدأت تعي لجديته
" حسنًا لا بأس، اجلس على الأقل، ما الأمر، هل هناك مشكلة، هل أنت واقع بمشكلة، هل حدث شيء خلال سفرتك، حسنًا لا تقلق نحن معا و….
قاطعا قائلًا
" نيلوفر من فضلك اسمعيني، اسمعيني جيدا …نحن …أنا وأنتِ، نحن علينا أن ننفصل " ضيقت عينيها وقالت
" لا أفهم، ماذا تعني بننفصل " فرك طايع وجهه بعنف وقال بصوت يأبى أن يخرج
" علينا أن نتطلق"
قالت بصدمة
" طلاق … من الذي سيتطلق … طايع هل تمزح معي، انتظر …انتظر في أي شهر نحن …هل هو أول أبريل، أم هذا شيء آخر، هل تجرب علي خدعة ما، طايع توقف لأن الأمر غير مضحك "
قال لها بألم
" أعلم …صدقيني أعلم ذلك جيدًا لكن ما أقوله لا رجعة فيه، نحن يجب أن نتطلق " هزت رأسها وقالت وقلبها يرتجف بين أضلعها
" توقف طايع حالًا لأني سأبكي، إن كانت تلك خدعة ما أوقفها فورًا "
قال طايع بحزن
" نيلوفر استمعي إليّ جيدًا، أنا سأترك لكِ المنزل والسيارة والحساب البنكي وإن كان لكِ أية طلبات أعلميني بها لكي لا نواجه مشاكل في توثيق الطلاق، أمامي عدة أيام قبل أن أسافر وأريد كل شيء منتهي قبل ذلك "
وقفت نيلوفر بصدمة كبيرة وسألته
" أنت لا تمزح "
قال لها بيأس وغضب
" وهل بالطلاق مزاح نيلوفر"
هزت رأسها بعدم تصديق وقالت
" هل ستتركني "
صمت طايع غير قادر على نطقها فصرخت به
" قل لي هل ستتركني، هل سنتطلق، هل هذا ما تحاول قوله لي "
وقف طايع وقال لها بهدوء يداري خلفه عجزه المقيت
" أرجوكي نيلوفر اهدئي ودعينا نفترق بسلام، المحامي الخاص بي خلال يومين سيكون قد أنهى كافة الأوراق وكل شيء سينتظر توقيعكِ " صمتت للحظات قبل أن تسأله بصوت مرتجف
" لماذا طايع …أهناك أخرى، هي سبب ما تقوله الان …سبب غيابك وسفرك وتجاهلك لي، هل وجدت أخرى لتملأ مكاني والآن تريد التخلص مني "
قال طايع بصدق
" لم يحدث نيلوفر، ولن يأخذ مكانكِ داخلي مطلق بشر لكنه النصيب "
قالت بصدمة
" النصيب، هل هذا مبررك …طايع أنت لا تمزح أليس كذلك "
هدر بها صارخًا وماعاد يحتمل تعذيبها أمامه وقال وهو يهزها بعنف
" أنا لا أمزح نيلوفر …لا أمزح صدقيني …أنتِ طالق " عمّ الصمت للحظة وعيناه تجحظ من هول الكلمة أما هي فانهارت بين كفيه للحظات وقف به هو غير قادر على مواجهة انهيارها لتبدأ في ضربه وهي تصرخ به
" لما فعلت ذلك …لما فعلت ذلك قل لي "
حرك رأسه محاولًا أن يجيب لكن خذله لسانه كما خذلته ذراعاة التي بدأت تحتويها لكنها لم تسمح بذلك وهي تدفعه وتصرخ به
" أنا محال أن أسامحك طايع …محال أن أنسى لك هذا وسأدعو الله ليل نهار أن يذيقك مما أذقتني، ارحل …ارحل عني"
دفعته نحو الباب وهي تقول بصراخ جنوني
" أنا لا أريد منزلك ولا أموالك، لا أريد منك شيء …أنا …
خذلتها ساقيها فكادت أن تسقط لكنه لم يسمح لها بذلك في اللحظة التي فتحت بها مي الباب بفزع فهالها ما تراه ومن خلفها تجمع العديد على صراخ نيلوفر، فركضت مي نحوها وسحبتها بعيدًا عنه وهي تصرخ به
" ماذا فعلت بها، لم أشك للحظة واحدة في كونك وغد " لم يبال طايع بإهانة مي وهو يخرج من معطفه ظرف ويضعه في كف نيلوفر المنهارة ويقول لها
" هذه هدية أخيرة، اقبليها نيلو وسامحيني وكوني دومًا بخير"
نزع طايع ذاته نزعًا من جوارها وشق الجموع نحو الخارج لتفتح نيلوفر الظرف بأصابع ترتعش لتجد فيه رسالة بموعد تجربة أداء لدى أكبر فرق رقص البالية بالعالم وتذاكر سفر لروسيا فكمشتهم في كفها وهي تنهار تمامًا …..أما طايع فكان أمام المسرح يقف على قارعة الطريق كأنه خواء إنسان لم يعد يملك ما يخسره بالحياة.
༺༻
بعد يومين

كان رشيد يسير في طريق مقفر بسيارته لكن بدا هادئًا كأنه يحفظ تفاصيل ذلك المكان جيدًا …بدا مسترخيًا كأنه لا شيء لديه يجعله على عجلة من أمره ليوقف السيارة ويمسك هاتفه ويطلب رقم تلك التي سجلها على هاتفه باسم المتهورة، وهو الوصف الوحيد الذي شعره يليق بها فأن توصف بالرودين لهو أمر مبالغ به.
استمر الرنين دون رد ومع كل مكالمة لا تجيب عنها كانت
يتخيل ما يحدث لها ويبتسم ابتسامة تكاد لا ترى بالعين المجردة فهو تعود أن تكون أصدق ابتساماته إلى الداخل لا العكس ودون ملل تابع حتى أتاه صوتها الخائف المرتجف تقول
" من معي "
قال لها بسخرية
" هل لا تدركين من معكِ " أجابته بوجل
" لا …أقصد بلى، ماذا تريد يا سيد، أسألك بربك أن تعتقني، اعتبرني مثل أختك واعتقني لوجه الله فما تريده مني قد تطير فيه عنقي "
قال لها رشيد بجدية
" ساعديني وأنا سأضمن لكِ سلامتكِ "
قالت له
" ما ضمانتك ولما سأصدقك وأنت تهددني "
قال لها رشيد
" ستصدقيني لأنك مضطرة لذلك لا لشيء آخر ، وسأحميك لأني أعطيتك كلمتي وهذا هو ضمانك الوحيد " قالت له ببكاء واهن
" هل تظنني حمقاء لأثق بكلمة رجل اقتحم هاتفي وسرق صوري ويهددني، أنا حمقاء لن أنكر لكن ليس لتلك الدرجة "
لمعت أعين رشيد باستمتاع وهو يقول
" حسنًا أيتها الحمقاء، هل لديكِ حل آخر "
قالت بخوف
" لا …لكني مازلت آمل أن يستيقظ بك جزء شهما ويخبرك أنك تستغل فتاة "
قال لها رشيد
" أنا أجزائي ليست نائمة إنها مخدرة لذلك لا تأملي بشيء أنا سأرسل لكِ موقع وموعد وإياكِ أن تفكري في عدم القدوم، نصيحة مني لا تغضبيني "
أغلق رشيد الهاتف فلم يستمع لبكاء رودين التي قالت له برجاء
" انتظر لا تغلق …انتظر " لكن صوت انغلاق الخط كان أبلغ رد على رجائها فجمعت ساقيها إلى صدرها وتقوقعت حول نفسها تبكي بحرقة وهي تهتز للأمام وإلى الخلف وقد بدت مختلفة غائرة العينين، شديدة الهزل …كأنها سقيمة بشكل غير قابل للتشخيص لتدخل عليها أثينات تحمل صينية طعام يتطاير منها البخار وتقول
" جهزت لكِ وليمة سترد عليكِ عافيتكِ بإذن الله" لتصمت أثينات وتتوسع عيناها من منظر الدموع المنسابة على وجه رودين، قبل أن تنظر لها بتفحص ثم للهاتف أمامها قبل أن تضع الصينية على منضددة صغيرة مقابلة للسرير وتغلق الباب وتقف أمام رودين وتقول بعيون قاسية
" لماذا تبكين "
قالت رودين بتوتر
" لا شيء، مجهدة فقط، لقد أتعبتك معي يا أثينات "
لم تبال أثينات بحديثها وهي تلتقط الهاتف وتقول
" هذه المرة لن أكذب حدثي رودين، وسأسألكِ مباشرة ….ماذا يحدث معكِ وتخفينه عني، المرة الماضية قلت ضغط دراسة ومررتها لكِ، هذه المرة إما أن تقولي الحقيقة وإما أن أعلمها بطريقتي ولا أنصحكِ بذلك "
انهارت أثينات تبكي بعنف وهي تقول
" لقد أردت إخباركِ لكني خفت، أردت قول الحقيقة لكنه يهددني وأنا فزعة، كونه وصل لي سيجعلهم يتخلصون مني "
كتمت أثينات فاهها وهي تلتفت نحو الباب بهلع ثم التفتت لها وسألتها بخفوت
" من تقصدين "
قالت رودين
" ذلك الرجل الذي صدمني بالسيارة، لقد أتاني عند الجامعة وأحضر لي جهازا آخر غير الذي تهشم حين صدمني، الجهاز كان مقرصن لقد سرق صوري الخاصة ويهددني بها منذ فترة ولا أعرف ماذا أفعل "
سألتها أثينات بحدة أم أدركت أن هناك من يريد نهش ابنتها " ماذا يريد "
قالت رودين وصوتها يغيب من حدة البكاء
" يريد مني زرع أجهزة وكاميرات تنصت بالمكان، ومساعدته بمعلومات وغيرها .. يريد الكثير "
سقطت أثينات جالسة بصدمة وقالت
" لقد ظننته مجرد شخص غرضه دنيء "
قالت رودين
" يا ليت الأمر كان كذلك، لقد أغلق معي الهاتف للتو، يريد مقابلتي لقد أرسل لي المكان والموعد وحذرني من التخلف عن الموعد، أثينات أنا خائفة " ضمتها أثينات بقوة وهي تزم شفتيها بقهر شديد وتقول
" لا تخافي، سنجد حلًا للأمر …أين ومتى يريدك أن تلتقيه" قالت لها رودين
" أنا أخشى أن أذهب له " قالت لها أثينات وعيناها شاردة " أنتِ لن تذهبي إلى أي مكان، بل أنا من ستذهب إليه "
༺༻
في نفس الوقت ترجل رشيد من سيارته يرتكن عليها وهو يراقب السيارة التي تقترب والتي ترجل منها حيان يقول له
" ألم تجد خرابة أفضل من تلك لنلتقي بها "
ضحك رشيد وقال له
" ترف العزايزه جعلك تنسى أصلك يا ابن البدري "
قال له حيان
" لا إنسان ينسى حقيقته لكن حقيقتنا نحن الظافر فقط هو من ينساها، أنا لم أنس رشيد أنا أتناسى لأني الآن أملك عائلة عليّ فعل ذلك من أجلهم"
قال رشيد
" ذهلت حين علمت أنك تزوجت ورد، هذه الفتاة منذ قابلتها وأنت رهنت عمرك لها، لكن ظننت ليالي السجن قد غيرتك وجعلتك تدرك أن بالحياة لا أحد يستحق "
قال حيان واستهانة رشيد بورد لا تعجبه
" بل زوجتي كانت تستحق، وما وصلنا له معًا الآن يستحق، مشكلتك يا رشيد أنك لم تعرف يومًا مذاق الانتماء، لم تُرِد مطلقًا أن تملك نقطة ضعف أردت أن تكون أقوى من الجميع فجمدت مشاعرك وأغلقت قلبك، أردت أن تكون الأمكر فشققت طريقك وحدك لكي تعتاد على ذلك لكنك لم تفطن أنها مسألة وقت لا أكثر قبل أن تستفحل فيك تلك الوحدة وتأكلك من الداخل، دع عنك تفاخرك واعلم أن الطريق دون رفقة، مجرد خطوات للقبر "
قال رشيد دون أن تظهر عليه لمحة تأثر واحدة
" يا إلهي، كم صرت رومانسيًا، أهذا من الحب أم إنجاب الإناث "
قال حيان
" الاثنان، وليتك تعجل بما لديك فأنا لا أستطيع التأخر " قال رشيد
" حسنًا يا رب الأسرة، حكم يبلغك السلام ويقول لك، أنه يحتاج منك إلى خدمة بها مصلحتك قبل مصلحتنا " امتقعت ملامح حيان وقال
" رشيد أخرجوني من تلك اللعبة، أنا الآن لدي ما أخاف عليه "
قال رشيد مؤكدًا
" ولأن لديك ما تخاف عليه نحن نريد أن نعلم ما علاقة رجال السيد بشيخ العزايزة، ما المصلحة التي تجمعهما ولا تقل لي أنك لا تعلم بذلك فقد بلغني أنك قابلت أحدهم وجها لوجه "
قال حيان بغضب شديد
" المرة الماضية حين أتيت لي أدركت أنك ستفتح لي أبواب الماضي على مصراعيها رشيد، لكن أبواب الجحيم تلك لن أقبل بفتحها أبدًا"
قال له رشيد
" أنت تدرك أنهم قاب قوسين أو أدنى منك ومع ذلك تقف صامتًا…ألا تخشى على زوجتك ..على بناتك "
اقترب منه حيان باندفاع وأمسكه من تلابيبه وقال له
" بلى أعلم لكني لست من يريدونه، فأنا دفعت ثمن حريتي باهظًا، عيني …وسنين خلف القضبان وقذارة عقلك لن يستوعب أني تعرضت لها، من عليه الخوف هو من لم يدفع ثمن عصاينه حتى الآن يا رشيد، وإياك أن تذكر مجددًا ابنتي وزوجتي ونحن نتحدث عن هذه القذارة، هل تسمعني "
رفع رشيد كفيه كأنه يقول له أنا لن أتعارك معك ثم قال
" هذا لا يعني أنك آمن حيان"
ابتعد عنه حيان متجهًا نحو سيارته وهو يقول
" أخبر حكم أني لن أستطيع مساعدته "
قال رشيد بصوت واثق
" بل سأخبره أنك ستفكر في الأمر، الايام القادمة ستثبت لك أن عليك التخلص من هذه القذارة لكي تستطيع العيش بسلام كما البشر "
لم يرد حيان بشيء وهو يركب سيارته ويقودها مبتعدًا فيما وقف رشيد ينظر في أثره بنظرة حسرة وأدها فورًا قبل أن يركب سيارته وينطلق في الطريق المعاكس.
༺༻
في نفس الوقت كان مؤمن يجلس أمام أخيه بوجه غاضب، ينظر إلى الكثير من الأوراق أمامه ويقول
" هذا الوضع بات لا يحتمل، أنا أشعر أن هناك من يسعى للتشهير بي، أنا مراقب ومنذ تلك الحادثة الغريبة بليلة الافتتاح والصحافة ليس لديها سواي "
قال مأمون
" لعله منافس لك يريد إثارة غضبك، هذه التصرفات دليل على النجاح وعليك أن تعتادها"
قال مؤمن
" لا يا مأمون، ما يحدث كثير جدًا، ثم انظر ما دخلي أنا بآل الجوهري والشافعية، هذه الجريدة الالكترونيه لا شغل لها سوى الزج بي في أمور مثيرة للجدل "
قال مأمون محاولًا أن يهدئه
" لا تحمل همًا للأمر فأنا سأتولاه، فقط ركز في عملك " قال مؤمن بغضب شديد
" يا مأمون أنا لا أعرف لما العيون مسلطة عليّ بهذا الشكل لكن أنا لا أريد أن يؤخذ ضدي ما يضعف موقفي، كثرة الحوادث التي تأتي للمركز الطبي وأقف أمامها عاجزا عن إبلاغ الشرطة تجعل الجميع يتهم المكان بأنه وكر للتغطية على الأعمال المشبوهة، لذلك ها أنا أبلغك أن أي حالة تدخل لدي تستدعي تحرير بلاغ سأفعل دون نقاش دون النظر لخلفية الشخص وعلاقتنا به " قال مأمون
" هذا حقك ولكن …
قاطعه مؤمن
" بدون لكن يا مأمون، فأنا بالأمس تحرر ضدي بلاغ لأن وصول حالة رائف المركز كانت على الملأ ورغم ذلك لم أبلغ رغم كونه مجهول الهوية، والأمر سيتصعد أكثر في الأيام المقبلة، كل هذا يحدث لي وسبب مشاكلي السيد رائف لا يكف عن التسلل خارج المشفى والعودة إليها متى شاء كأنها الفندق الخاص به "
دخل بشر في تلك اللحظة ليقول مأمون
" تعال لتحل معي هذه المشكلة "
سأله بشر باهتمام بالغ
" ما الأمر "
وقف مؤمن وقال
" ببساطة يا بشر أي مطاردات، أي حوادث، أي إصابات تحدث لكم أو لشخص يخصكم أو لمعارفكم، أو للقريبين منكم لا تقصدوا المركز الطبي مطلقًا لأجلها، العاصمة بها مئات المستشفيات يمكنكم قصدها "
رفع بشر حاجبه وقال
" هلا وضحت لي السبب " قال مؤمن
" ليشرح لك مأمون فطاهر ينتظرني بالخارج من أجل تلك البلوى التي بليتموني بها، معذرة منك "
تحرك مؤمن خارج غرفة المكتب فسأل بشر مأمون
" من يقصد بالبلوة، ماذا حدث "
قال مأمون
" سأخبرك ولكن دعنا نتحدث في المهم أولًا "
جلس بشر وقال بتعب
" نعم المهم أولًا، هل لديك معلومات عن مكانها "
قال مأمون
" في الحقيقة لا، منذ خرجت من عند غنام الحاوي منذ يومين وذهبت لأحد المطاعم ولم تخرج، ظننتها كشفت أمر رجلي وظنته شخصًا آخر وقررت الهروب منه، لكن حينما لم تعد دخل الشك قلبي …أنا أظنها خطفت …بل أظنها لم تخرج من وكر غنام مطلقًا "
قال له بشر بصدمة
" ماذا ؟؟ كيف!!، هل علينا إبلاغ الشرطة "
قال له مأمون
" بماذا سنخبرهم ونحن لا نعلم عن الحقيقة شيء، هذه محض تكهنات لكن لأكن واضحًا معك، كل ما قالته بتول حين كانت هنا جعلني أشعر بالخطر، لذلك إذا ظنت أنها وجدت طرف الخيوط، فأنا قررت أن أمسكها لأدرك ما يدور من حولنا "
نظر له بشر وصمت قليلا قبل أن يقول
" أنا لا أفهم "
أخرج مأمون ملف من درج مكتبه وأعطاه له وهو يقول
" اقرأ هذا وستفهم ما أقصد "
༺༻
بالخارج وقف مؤمن أمام طاهر يقول له
" أنا بت لا أفهم شيء، هل وجدت دليل واحد يؤكد شكوكك تجاهه، أنا أخشى أن يفطن لكوننا نتعمد عدم خروجه من المركز الطبي، حذيفة ليس بهين يا طاهر وحذرنا يومًا ما سيكون غير كافيًا "
قال طاهر
" هو لا يدع لي الفرصة لتعمق في حالته أكث ، أنه حذر أكثر منا ومتآلف جدًا مع ذاته، ما أقصده أن لو شكوكي صدقت ستكون حالة حذيفة من أصعب الحالات التي مرت عليّ، فهو طوع ذاته للمرض وآلف وجوده، إنه كمن يرفض العلاج خوفًا من أن يعود طبيعيًا وكأن كونه طبيعيًا أمر شاق "
قال مؤمن بقلق
" لاحظ أن حديثك دون دليل يا طاهر، وأنا هنا مستقبلي على المحك، هناك أشياء كثيرة غريبة تحدث تلك الفترة ورغم أن لا دليل واحد يدين حذيفة فأنت مُصر أن له دخل بالأمر، أنا أثق بك دون دليل لن أستطيع فعل شيء "
فتح طاهر باب سيارته وأخرج منها كتاب وهو يقول " أتدري ما هذا، أنه أقذر كتاب قد وجد على وجه الارض، برأيك لما قد يقتنيه طبيب، افتح صفحاته، اقرأ الاجزاء المظللة، تابع تصرفات حذيفة وسيكون لديك أسباب كثيرة للشك " قال مؤمن بقلة حيلة
" هذا أيضًا ليس دليل كافي، لديك أسبوعان يا طاهر وهذا أقصى ما أستطيع تقديمه لك إما أن تثبت لي أن حذيفة وراء فضيحة الحفل وما يحدث بالمركز الطبي وإما سأنسى كل ما دار بيننا بشأنه وسأعامل الرجل كطبيب مؤهل مسؤول لا شبهة عليه، وليس مضطرًا للإقامة بمكان عمله كأنه نزيل به "
نظر له طاهر نظرة عجز وقال
" أنا فقط خائف أن يكون هناك ما لم يصل تصوري له، أخشى أن أكون مخطئًا فيما أظنه لكن مادام هناك وقت سأحاول وحتى ترفع يدك عن الأمر نصيحة مني لا تجعله يفارق المركز مطلقًا "
༺༻

بعيدًا عن هذا المكان وتحديدًا داخل فيلا منصور الجوهري كان شاهين يتحرك نحو سيارته وهو يقول بابتسامة
" سيدرا معك "
أجابته سارة
" أجل يا سيدي، وعاليا هانم والفتيات وابن عمك ملتصق بزوجته كما العادة، وأنت متأخر كما العادة "
قال شاهين
" مسافة الطريق هي ما يفصلني عنكِ، هل أعجبك المكان أم تحبين تغييره "
قالت سارة وهي تنظر لحركات الفتيات من حولها بسعادة "
في الحقيقة المكان راقي والجميع متفهم، لقد اخترت التصميم ولكني لم أستقر على اللون بعد …شاهين كل ما يحدث هنا ممتع للغاية، أتمنى ألا تتأخر ..فتلك التفاصيل قد لا تُعاد "
قال لها
" لن أفعل أنا أحتاج لتجربة كل شيء معكِ، لخوض غمار تلك التفاصيل وعيشها لحظة بلحظة، لن أتأخر "
أغلق شاهين الهاتف وهو يركب سيارته ويشير للحارس أن يفتح البوابة ليجد سيارة آصف في وجهه تهم بالدخول وتقطع طريقه، فترجل من السيارة وتحرك نحو سيارة آصف يطرق النافذة بضيق وهو يقول
" إلى أين …لا أحد بالداخل .. ماذا هل ستضايف نفسك بنفسك "
خلع آصف نظارته الشمسية وقال
" لا يا خفيف الظل، أنا جئت إليك وها أنا وجدتك، فلا داعي للدخول"
نظر شاهين إلى ساعة يده وهو يقول
" آصف أفسح لي الطريق لأمر ووفر سماجتك معي ليوم آخر أملك به بعض الوقت " قال آصف ببرود
" هما كلمتان لا ثالث لهما، إما أن تعلن خطبتي من أختك وتعقد قراني عليها وإما ستكون لي طرقي في جعلك لا تجد حتى قفص جوري فارغ لتقيم ليلتك به، فكر وأبلغني بردك واليوم "
أغلق آصف زجاج النافذه في وجه شاهين الذي اعتدل قائلًا بذهول
" هل تهددني يا صديق العمر، ثم قفص جوري هذا بمالي، ثم منذ متى وأنت تعلم اسم الأسد الخاص بأختي هذا الوضع لا يُطمئِن وأنا لا أهُدد"
لم يرد آصف عليه بل انطلق يتابع طريقه كأنه ألقى ما بجعبته وينتظر فقط إشارة صغيرة تدل على أن شاهين سيرفض مطلبه ليعلنها حربًا ولن يجعله يعقد قرانه ولو كان الثمن عنقه.
༺༻

في مكان بعيد حيث الهواء الطلق والشمس ذات دفيء لا نيران
تخنقه، كان يتحرك نحو الحافية حيث يزداد تيار الهواء حدة بقدميه الحافيتين يد تتحسس أشعة الشمس والتي تتخللها أصابعه بحركة متناغمة كأنها شيء مادي يتلاعب به، ويد تحل أزرار قميصه واحدًا تلو الآخر ببطء حتى انفتح تمامًا كاشفًا عن صدره العاري فأطلق ذراعيه للهواء تاركًا المجال لتلك البرودة لتخترق كيانه وتتغلغل إلى روحه ومن تحت قدميه كان العالم فارغًا من البشر …فقط هو والحرية وكل شيء ذهبي من حوله.
༺༻
انتهى الفصل السابع عشر
قراءة ممتعة ❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-22, 07:35 AM   #149

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

ايه ده
مين اللى عايش الحرية من غير بشر ؟

فصل بداية كشف الحقائق
اول خطوة على الطريق


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-22, 07:48 AM   #150

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

مين بيتحرر من قميصه؟

شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.