آخر 10 مشاركات
251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          378 - جراح تنبض بالحب - ساره وود((تم إضافة نسخة واضحة جداااااااا)) (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1051 - العروس الاسيرة - روزمارى كارتر - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          74 - زهرة النسيان - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : فرح - )           »          أمِـير الأحْـلَام - فانيسَا غـرَانت - عَدَد ممتاز (الكاتـب : Topaz. - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          اقوى من الحب - ازوكاوود - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          بعيدا جدا عنك - آن ماثر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-22, 03:50 AM   #181

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al gameel rasha مشاهدة المشاركة
يا لهووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووي ايه ده

ايه ده

شياطيييييييييييييييين بتدبر يالهههههووووووووووووووووو ووووووووووي
بالظبط أدق وصف ليهم انهم شياطين 🥹🥹


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 02:05 AM   #182

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل التاسع عشر


يا رجل جاء لعد خسائري ..كل الخسائر قبلك لا تعد انهزام،
فوحدك من عبر إلي دون خطى، ووحدك من أحال مدن قلبي لحطام، ووحدك من وأد في عيني بريق الحلم سيدي، ووحدك من علمني فنون الصدام.
اليوم أقبل لتشهد أنه ما عاد لك بين أضلعي سوى بقايا ركام … فقد مات الهوى وصار قلبي وقلبك من الغرام سقام، اليوم ألجم شرارت عينيك عني فقدت حصدت في دربهما نصيبي من الإيلام.
فأنا التي أخترت ظلمتهما بمحض إرادتي والآن بات لا غيري ملام، وأنا التي آمنت لزوابع الخريف التي تضربني فيهما ورسمت بعقل غافل أملي فوق الغمام.
لقد زال الآن كل شيء ظننته سيظل باقيًا كأنما في لمح البصر نُزِع فتيل الصمام، فانفجرت الحقائق على أرضي تضرم مني كل مقيم ومقام، فسلام على عشقي الذي أحترق …وعليّ في جحيمي كل السلام.
༺༻

لا بشر مهما بلغت قوته وتمادى تجبربه يبقى صامدًا أمام الخوف، فأنْ تواجه أشرس أعدائك وجهًا لوجه لهو أهون من أن تواجه شعور مظلم تسلل إليك خلسة حتى تمكّن منك وصار يقتات على فتات ثباتك الذي إذا انتهى سينتهي كل تعقل تملكه وحينها لن يكن هناك مجال لمنع الكوارث التي ستحدث.
كان حكم ينطلق بسيارته على طريق ممتد شعر أن نهايته بعيدة كبعد تلك التي اقتحمته عنوة بعبثها ثم أقحمته في جحيم مميت يجعله على وشك التطرف إلى أبعد حد في أفعاله تجاه من سولت له نفسه ومسها بسوء.
يا إلهي كيف تستعر به النيران وتتنازع بداخله الأفكار دافعة إياه ليتخيل أشياء كفيلة بإيقاف نبضه الذي بات من حدته يسابق قطارات تلك السيارة المنطلقة على أقصى سرعتها ومن حولها السماء قد أظلمت ونشرت دجاها في ربوع الكون ورغم ذلك كانت أكثر ضياءًا من عينيه التي أظلمت من شدة الغضب والفزع، أنفاسه كانت نيران كامنة في صدره تنتظر اللحظة التي ستنشب فيها في الأخضر واليابس لتحيل العالم إلى لظى
سيلقي به كل من تجرأ عليها حسابه قبل أن يقابل وجه كريم ويقابل جحيم الآخرة.
ظهرت أسوار المزرعة البيضاء عن بعد لكنها كانت تتشح بسواد الفجيعة عليها، يده النازفة مازالت مطبقة على السوار لكن النزيف في قلبه كان أكثر وعورة في عمقه وحدته، وما بينه وبين الجنون شعرة لم يكن لديه خيار آخر سوى التمسك بها وإحكام قبضته عليها حتر يجدها، سمع صوت سيادة التي تبكي بنحيب تقول كأنها لم تع للطريق سوى الآن
" لماذا عدنا إلى المزرعة، لماذا حكم!، هل لن نفعل شيء، لن نبحث عن ماسة!، هل هكذا ابنتي اختفت للأبد؟، لا …أوقف السيارة حالًا " هدر بها حكم والذي كان مشدود الأعصاب لحد لا يحتمل
" اصمتي يا سيادة "
قالت سيادة بعويل
" لن أصمت يا حكم فأنا أريد ابنتي التي لا أعرف ما الذي تلاقيه الآن"
حديثها كان كمسمار دُق في نعش تماسكه فصرخ بها
" اصمتي تمامًا فأنا سأعيدهما مهما كلف الأمر، سأعيدهما مهما كان الثمن وأنا قادر على ذلك بإذن الله، لكن إن كشف غنام أمركِ ووقعنا فريسة له لن تكون ابنتكِ وحدها المهددة، بل سنكون جميعنا صرنا في وجه مدفع لا نعلم من يملك أمر زناده "
قالت سيادة بصراخ
" هل أنت بلا قلب لتخبرني بهذا بينما ابنتي مفقودة "
قال لها حكم
" بل أنا لي عقل واعي لمغبة الموقف، لي عقل يخبرني أن تهوركِ هذا سندفع ثمنه غاليًا سياده "
قالت له بحرقة
" ماذا كنت تريد مني أن أفعل، لقد سمعت صراخهما، قلبي من قبل أن أهاتفها كان يخبرني أن هناك مكروه ألمّ بها، لقد حاولت أن أُكذّب شعوري لكنّه صدق "
قال لها حكم
" كان عليكِ الصمود، والثقة في كوني لن أتخلى عن صغيرتكِ، كان عليكِ أن تدركي حجم الخطر الذي سينجم عنه تهوركِ "
قالت له بحدة وعجز
" ما تقوله صعب "
صرخ فيها حكم بغضب
" الاصعب هو أن تأخذي ابنتكِ لتضميها بين ذراعيكِ فتمنعكِ طلقة تعبر نحو رأسكِ لتخترقه وحينها سيكون مصير ابنتكِ أبشع مما يحدث لها الآن"
قالت سيادة
" ارحمني "
قال حكم الذي كان كما لو أنه آتون مشتعل
" بت تجيدين صنع الكوارث سيادة ولكن لا تجيدين حلها، أنا لم يكن عليّ الوثوق بكِ، لم يكن علّي تناسي ما فعلته سابقًا"
قالت سيادة وهي تلمح باب المزرعة يفتح بسرعة كبيرة
" ما تلومني عليه لا ملامة فيه يا حكم، أنا فقط اقتنصت من الحياة بعض أيام، أيام جعلت الحياة في نظري تستحق أن تُعاش رغم كل مرارها"
قال لها وقلبه بين أضلعه يلتوي لويًا
" أنت أنانية سيادة، أنانية إلى حد لا يصدق "
ترجل حكم من السيارة يعدو كما لو أنه يسابق الريح تجاه يهدين التي كانت تقف على باب المنزل ومن خلفه سيادة حتى وقف أمامها وقال وفي لهجته رجاء بات مسموعًا حتى لذرات التراب أسفل قدميه
" السوار"
فتح حكم كفه الدامية لتشهق يهدين وينتفض جسدها نفضًا وتغمض عينيها وتتخشب وهي تقول
" الدم …الدم "
أطبق حكم كفه وأغمض عينيه يكبح جماح غضبه وهو يسارع ليضع يده خلف ظهره ويمسح السوار في قميصه بحده وهو يقول مسرعًا
" لقد نسيت …يهدين أرجوكِ، افتحي عينيكِ …تنفسي، أرجوكِ ….يهدين "
زعق بها حتى شعرت يهدين أن صوته زلزل الأرض أسفلهما فجاهدت لتفتح عينيها وتقول
" فقط …دعني أتوازن، منظر الدماء …
قاطعها قائلًا
" منظر الدماء لا يقارن ببشاعة المنظر هناك، حتى الصغيرة لم يتركوها، إياكِ أن تفقدي وعيكِ…أرجوكِ"
كان في لحظة صراخه كمارد جبار والآن في لمح البصر عاد انسان ضعيف تستشعر الخوف بين كلماته فهمست له بتوتر وهي مازالت لم تفتح عينيها
" لقد رجوتني اليوم كثيرًا يا حكم، أنت الذي لم تفعلها مطلقًا …لم تقلها بتلك الحرقة …لم تقصد بها هذا المعني ، أنا أشعرها منك مؤلمة وأخشى أن أخذلك، أخشى هذا كثيرًا " وضع حكم السوار في كفها قسرًا ثم أمسك ذقنها بحدة وهدر بها
" افتحي عينيكِ يهدين " رفرفت بأهدابها بخوف فهزها بعنف حتى فتحت عينيها ونظرت لعينيه مباشرة فقال لها
" أنتِ لن تخذليني كما لم تفعلي مطلقًا، أنا أرجوكِ أتعي ما يعني ذلك "
بكت يهدين بقوة وهي تنظر في عينيه التي تحولت إلى بركتين من الدماء ثم قالت بيقين
" أعلم "
قال لها حكم
" إذًا لا تضيعي وقت "
ارتفع حينها صوت سيادة تقول ليهدين
" أرجوكِ أنقذي صغيرتي " حينها أطبقت يهدين كفها على السوار وهي تجذب نفسها وتستدير للخلف تركض إلة المنزل فيركض خلفها حكم وسيادة التي ظلت تحاول تناسي كافة الحقائق التي واجهها بها حكم، وتتجاهل كل ما ينتظرها من نكبات …فوجود صغيرتها الآن أهم بكثير.
༺༻
دخلت يهدين غرفتها تركض نحو وصلة من الأسلاك ووصلتها بجهاز صغير قبل أن تجذب من هذا الجهاز سلك وتقف لتنظر حولها قبل أن تقول لحكم
" الأمر لن يكون سهلًا، سيتطلب وقتًا، وربما ….
قاطعها قائلًا بهياج
" لا وقت يهدين، لا وقت " قالت يهدين وهي تركض لتجذب حاسوبها ثم تصله بالسلك الخارج من الجهاز وتفعله
" صعب جدًا، فأنا لا أتتبع جهاز معلوم، انظر "
حركت يهدين السوار بين أصابعها بحركة سريعة بدت كما السحر ثم قالت
" أنا سيكون عليّ إيجاد كافة الأجهزة التي تواجدت في محيط السوار والبحث بينها ثم إيجاد الشخص الصحيح واختراق هاتفه لتحديد مكانه " أوصلت يهدين السوار الذي تحوّل إلى ما يشبه الذاكرة الوميضية إلى الحاسوب فقال حكم بحدة
" يهدين …أسرعي "
قالت له بانفعال
" لا توترني حكم أرجوك " وشرعت فيما تفعل ليعتدل حكم ويكتم فمه بانفعال وهو يقطع الغرفة ذهابًا وإيابًا وعيناه لا تفارق ملامح يهدين التي كانت تزداد انعقاد جعله يهدر من فرط فزعه
" ماذا، أخبريني الآن ماذا ترين، ماذا هل فقدتها، أخبريني يهدين "
صرخت يهدين
" حكم دعني أركز الأمر معقد "
دخلت سيادة تقول بعويل
" لا وقت قد يقتلونها "
كلمتها بترت كافة زمامه فصرخ بها
" لن يموت أحد أتسمعين " حينها فقط وقفت يهدين تدفع حكم خارج غرفتها وهي تقول " إذا أردت مني إيجادها أخرج من هنا حكم، صراخك يدمر أعصابي "
وقف حكم ينظر لها بخوف أخافها ولكنها دفعت سيادة إلى الخارج وأغلقت في وجهها الباب وعادت إلى حاسوبها تفكر أن حكم لا يبدو حكم …أنه يبدو هلعا فاقدًا للسيطرة

༺༻

أمام غرفتها تحركت سيادة برأس منكس ونحيب شديد نحو الغرفة التي كانت تقيم بها هي وماسة في بداية الممر وألقت نفسها فوق السرير تبكي ابنتها وأشياء أخرى تراكمت في نفسها ولم تعد بقادرة على الصمود أمامها أكثر، أما حكم فقد وقف وحده في ذلك الممر يتخيلها سوف تفتح باب غرفتها وتُقبل عليه بملابسها التي تجعل خلاياه تتحفز كما لو أنهم صارو رعاياها لتبتسم وتسأله بجرأة عما يحدث مصرة على جعل نفسها جزء مما يدور، مصرة على جعل نفسها جزءًا منه، انزلق حكم جالسًا على أرض الممر ينكس رأسه وينظر لقطرات الدماء المتساقطة من كفه وهو يقول
" لا تؤلميني شيراز، فأنا رجل اكتفى من الألم، تماسكي فأنا قادم "
أغمض عينيه يرفع رأسه لأعلى وظل قلبه يلهج بدعاء ذليل خاشع قبل أن يهمس
" قلبي لا قيامة له دونك "
ثم تدمع عيناه وهو يهمس كأنه يحدثها
" حتى وإن وقفت على ألف هاوية ستجدين ذراعي دومًا جاءت من العدم لتلتقطكِ..أنا قادم "
كان يهمسها بيقين من يصدق حلمه حتى تتحقق له الأمنيات.

༺༻


خارج المزرعة كان معز قد أوصى رجاله بمراقبة المكان وانسحب وهو يقول لغنام في الهاتف
" كبير السباع أرسل فتاة لتلعب معنا، إنها معه داخل مزرعته الآن"
سأله غنام بحدة
" هل أنت واثق أنه حكم " قال معز
" واثق تمامًا، ثلاثة عشر عاما غير كافية لتنسيني ملامح الرجل الذي قطع كفي واسال دمائي ".

༺༻

بالفندق …..

وقف سلطان بجسد مشدود وعروق نافرة أمام غرفة سارة وبجواره بشر الذي ربت على كتفه يدعمه وهو يقول له
" ما حدث قد حدث، حاول ألا تجعل سارة تشعر بما يعتريك الآن، أنا لدي أخوات وأفهم شعورك وأقدره لكن هي يكفيها ما تمر به، نحن بنا جلد لنتحمل ثقل هذه المواقف لكن النساء أهش من أن يتحملن" تنفس سلطان بحدة عكست هول ما يعتريه من غضب وقهر فأكمل بشر قائلًا
" دعنا نرحل عن هنا فجميعنا نحتاج أن نهدأ ونتخطى حدة الموقف وبعدها سيكون هناك متسع لنفكر معًا على مهل في الطريقة التي سنرد بها كرامتك وكرامة سارة وننهي بها هذا الموقف، أنا أعلم أن ما أطلبه منك ليس هينًا لكن حين ترى حالة أختك والتي أنا واثق أنها ستكون صعبة ستجد أنه القرار الأصوب "
قال سلطان من بين أسنانه
" لو رأيته سأقتله بيدي العارية "
قال بشر
" أعلم هذا ولذلك أطلب منك الآن أن تركز فقط على سارة وبعدها لكل حادث حديث " استغفر سلطان بصوت مرتفع فيما طرق بشر الباب لتفتح له تولين بوجهها الباكي وقد غيرت ملابسها ومسحت زينتها تجر حقيبتين وهي تقول بخفوت شديد لكي لا يصل صوتها إلى سارة
" ألم يظهر بعد، لعل هناك ما أصابه "
قال بشر بهدوء وهو يأخذ منها الحقائب
" تولين ماعاد هناك داعي لهذا الحديث "
قالت تولين بإصرار باكي
" بلى يا بشر هناك ألف داعي، أنت لم تر حالتها، يا إلهي إنها تتظاهر كأن شيء لم يكن رافضة أن يحاول أحد منا مواساتها، مسحت زينتها وخلعت فستانها وتضب حقيبتها بهدوء وبلا دمعة واحدة، مستحيل أن يكون شاهين فعل بها هذا الموقف بعد كل ما فعله ليصل إليها " قبض سلطان كفيه حتى ابيضت سلاميته فاقترب بشر من تولين يقول لها مهادنًا
" تولين الوضع بالأسفل تحول إلى نكبة، حديثك الآن ماعاد يفيد …دعينا نرحل "
كتمت تولين صوت بكائها بكفها وهي تقترب من بشر الذي احتواها بقوة وهو يشير لملاك التي تبكي وهي تجر حقيبتها وتقترب منهم أن تتبعهما محاولًا أن يعطي لسلطان المساحة ليحتوي سارة التي مؤكد تحتاج إليه، دخل سلطان إلى الغرفة فيما تحرك بشر نحو المصعد وهو يقول لتولين
" لا تبكي تولين، إن انهرتِ فمن سيدعم سارة، أنتِ من المفترض أن تكوني أكثر تماسكًا "
قالت له ببكاء
" كيف أتماسك يا بشر، الموقف بأكمله صادم، أتظنه كان يخطط لذلك من البداية، كيف طاوعه قلبه، ماذا فعلت به سارة ليفعل بها هذا "
مال بشر يقبل رأسها وهو يربت على ذراعها ويضمها لصدره أكثر وأكثر
" لا أحد منا يعلم حقيقة ما يحدث، لا أحد يدرك أسبابه أو إلى أين ذهب، جميعنا وجدنا أنفسنا نواجه ما يشبه الفضيحة حين انتشر خبر اختفائه، لذلك وجدت أن رحيلنا عن هذا المكان أسلم حل في الوقت الحالي وحتى يَجِد أمر جديد " فُتِح باب المصعد فالتفتت تولين لملاك التي تمسح دموعها وقالت
" هاتفي كنزي …وأبلغيها بما يحدث ، دعيها تأتي لنرحل معًا "
تحرك بشر بها إلى داخل المصعد وتبعتهما ملاك التي أخرجت هاتفها تحاول التواصل مع كنزي لتلتفت لتولين وتقول بصوت مختنق من بحة البكاء
" هاتفها مغلق "
༺༻

كانت سارة تغلق حقيبتها بعدما ضبت كافة أشيائها تاركة فستانها مُلقى فوق السرير وبجواره الحذاء الخاص به كما لو أنها سندريلا حين انتهى مفعول الغبار السحري الذي حولها أميرة من أميرات الحكايا فعادت فتاة عادية جدًا تعي لقدر المتاح من الآمال وبالقدر المستحيل الذي تطلعت إليه، فحين ذهبت عنها فورة السحر واستفاقت وجدت نفسها تترنح من فرط الصدمة والآلم والخذلان، ولم يكن الانهيار خيار، لذلك لملمت بقايا كبرياء راسخ في عمقها وصنعت منه لبنة واستندت عليها بقوتها رغم أنها تدرك هشاشتها، فلأنْ تجد ما تستند عليه وإن كان هشًا لهو أفضل من لا شيء، اقتربت منها فاطمة تربت على ظهرها وهي تقول بهدوء
" قولي الحمد لله يا سارة، لو كان الأمر فيه خيرًا لكِ ما منعه الله، ربنا حين يمنع يكن لرحمة لا يعلمها سواه "
لم تجبها سارة وهي تجذب حقيبتها عن السرير لتضعها أرضًا ثم تجلس بوهن على طرف السرير وهي تقول
" من فضلك يا فاطمة هاتفي حور أو أي واحدة من الفتيات واسألي هل أنزل الآن أم أنتظر قليلًا "
تحركت فاطمة خارج الغرفة لتحضر حقيبتها التي وضعتها على أحد الأرائك بالخارج لتصدمها رؤية سلطان يقف أمامها بوجه ممتقع، وجسد مشدود يكبت به انفعال شديد وعيون أوجعتها عليه لدرجة أنستها ما حدث بينهما منذ ساعة أو أكثر وقالت
" من الجيد أنك أتيت، إنها بالداخل … ادخل لها وأنا سأبقى هنا إن احتجت إلى شيء "
قال لها سلطان
" ابقي معي، فأنا لا أجيد الحديث حين يتحتم عليّ ذلك " كان اعترافًا صريحًا وهادئًا، وكلمات لخصت في طياتها الكثير مما أدركته وتفهمته بل وشعرته أصدق ما سمعته منه مطلقًا لذلك قالت
" حسنًا، أنا معك "
كلمتها كانت كزلال بارد جاء في يوم كرب شديد، فنزلت بروحه بردًا لكنها لم تطفيء النيران مطلقًا، فتقدمها وتحركت هي من خلفه يدخلان الغرفة على سارة الذي انتفضت حين ناداها سلطان
" سارة "
فوقفت متأهبة تستعد لاستقبال نوبة غضبه الكاسحة والتي وحدها تعد المسؤولة عنها بعدما أصرت على الارتباط برجل لا شيء منطقي واحد يجمعها به، وقفت متفهمة …مقدرة للوضع الصعب الذي وضعت به أخيها ونفسها، وقفت راضية بتحمل عواقب قراراتها لتتفاجيء به يفتح لها ذراعيه لتلتجيء إلى حِماها فلم تتردد لحظة واحدة وهي تركض إليه وتبكي كما لو أنها تنعي عزيزًا فقدته، كانت تبكي بحرقة اقتلعت سلطان العطار من كافة جذوره وأطاحت به حتى أضحى ورقة شاردة تقف في مهب الريح، فضمها إلى صدره يتمنى لو كان بإمكانه دفعها إلى بين أضلعه ليحميها من كل البشر وتحديدًا من ألسنتهم، ليقول لها
" لم يولد بعد من يبكيك وأنا حي أرزق، حين أموت ابكني وأرثي نفسكِ بهذه الحرقة سارة، لكن لا تبكي هكذا لأجل شيء لا يستحق "
قالت له بصدمة
" كيف لا يستحق، لقد فضحت أمام الجميع "
قال لها وكلمتها كانت كخنجر صديء ينحر عنقه ببطء
" لا تقولي هذه الكلمة أبدًا " سارعت فاطمة تقول
" اهدئي يا سارة فأنتِ لست أول عروس ينتهي نصيبها مع شخص من قبل أن يبدأ، أن تصفي الأمر بالفضيحة لهو شيء مبالغ به منكِ، أنت لن تتعاملي مع الموقف من هذا المنطلق مؤكد، أنتِ أفضل من ذلك، تذكري دومًا أنه لو كان خيرًا لبقي "
بكت سارة بقوة وهي تتشبث بأخيها وتقول
" قدر الله وماشاء فعل" أغمض سلطان عينيه بعجز يكسره وأبواب من الغضب فتحت على مصرعيها بداخله لتقول فاطمة كأنها تواسيه
" الحمد لله أن كل شيء انتهى قبل عقد القران، فأنتِ مازلتِ على البر لم تخسري شيء، وانتهى بكِ المطاف بين أحضان أخيكِ وهذه أكبر نعمة ومكسب في الحياة "
أسندت سارة جبهتها على صدر سلطان وأغمضت عينيها للحظات قبل أن ترفع رأسها نحوه وتنظر لعينيه وهي تقول
" نعم الحمد لله، أنا لم أخسر شيء، دعنا نرحل سلطان " كانت كاذبة حتى الصميم ولكن عيون أخيها التي أوشت بمدى عجزه كانت كما الصفعة المدوية التي أعادت وعيها إلى نصابه، انحنى سلطان يقبل رأسها قبل أن يقول
" حقكِ لن أتهاون به "
قالت له بثبات
" لا حقوق لي لدى بشر لا يجمعني بهم شيء، دعنا نرحل فبقائنا هنا أصبح ثقيل "
حرك سلطان كفيه على طول ظهرها كأنه يداويها بحنان لمسته فقالت فاطمة
" اسبقاني وأنا سأحضر الحقائب "
نظر لها سلطان نظرة مطولة لم يرف بها جفنه للحظة قبل أن يبتعد عن سارة ويدفع بها نحو فاطمة ويقول
" اسبقاني للخارج وأنا سأحضر الحقائب "
لم يكن هناك مجال للجدال فاقتربت فاطمة من سارة وهي تشعر في صدرها بنبث غريب جداً، نبث لا منطقية فيه فهو أشبه ببعثرة النبض، بعثرة جعلتها تتجاهل كونه بات لا يزيح عينيه عنها بطريقة تربك كيانها وتتحرك نحو الخارج راضخة لأمره.
༺༻

بالأسفل ….

اندفع مؤيد يركض ومن خلفه طاهر الذي يحمل هاتف مؤيد بيده وقد رأى ذلك المقطع المفزع، ومن خلفهما يركض عمر الذي يسأل أخيه وقد ظهر الهلع جليًا على قسماته
" مؤيد، أخبرني ماذا حدث، ما الذي أُرسل إليك …ما الذي رآه أخي يا طاهر "
لم يجبه أحد منهما بينما وجه مؤيد كان يؤكد أنه يتعرض لأمر جلل، يدلك صدره بقوة وأنفاسه المضطربة واضحة للجميع وقد ركض خلفهم ليل وفخر وعيسى وسيد حتى وصل مؤيد إلى المصعد وصار يضرب زره بعنف واضح فاقترب منه ليل يسأله بقلق
" ماذا حدث، هل الجميع بخير"
ناول طاهر هاتف مؤيد لليل فاقترب عمر ينظر لشاشة الهاتف ليقول بصدمة
" كنزي …كنزي، كيف إنها مع الفتيات، لا يمكن أن تكون هذه كنزي "
لم يجبه مؤيد ليفتح باب المصعد ويجد مؤيد تولين وبشر وملاك أمامه
بينما عقد بشر حاجبيه وسأل بتحفز
" ماذا يحدث"
لم يجبه مؤيد الذي سأل تولين بصراخ أفزعها
" أين كنزي، أين هي
، ألم تكن معكن ….كيف ….
صمت ينازع مع أنفاسه فقالت تولين بصدمة كبيرة وهي مستمرة بالبكاء وقد استشعرت من حالة مؤيد أن هناك سوء قد حدث
" ما بها كنزي، ماذا حدث، إنها مع علِيّ، لقد غادرت الغرفة بعد أن انتهت من وضع زينتها، وذهبت إليه "
قال لها مؤيد بصراخ جنوني
" لم يكن عليكِ تركها لتذهب له، لم يكن عليكِ إبعادها عن عينكِ، كان عليكِ حمايتها " هزت تولين رأسها بعدم فهم ونظرت لبشر الذي هدر بمؤيد ليسيطر على غضبه قائلًا
" مؤيد ، ماذا حدث "
ناول ليل بشر الهاتف ليغير مؤيد وجهته بخطى من عزمها قد تغتال من يقف أمامها متوجهًا نحو أعمامه الذين يقفون كتفا لكتف يودعون ضيوفهم من صفوة المجتمع بحرج بالغ حتى وقف أمامهم وصرخ
" أين علي "
نظر عمه حوله بحرج ثم قال " لماذا تصرخ مؤيد، لعله ذهب ليبحث عن شاهين مع البقية، أخفض صوتك، كفانا فضائح "
قال مؤيد بشراسة استوقفت القاصي والداني
" لا يا عمي الفضائح لم تأتيكم بعد، لقد خطفت أختي، خطفت وقد كانت مع علِيّ الذي زوجتوها له قسرًا من أجل حمايتها "
قال منصور بغضب
" ماذا تقول "
اقترب عمر يحمل هاتف أخيه يعيد تشغيل المقطع المصور أمام أعين أعمامه وهو يقول
" أختي كانت مع علِيّ، كيف وصلت للشافعية يا عمي "
قال شاكر
" مستحيل، علِيّ لا يمكن أن يمس زوجته بسوء، لو أن هناك ضر أصابها فمؤكد ابني قد نال منه السوء، ربما قتلوه " قال مؤيد بحدة
" لو أن الشافعية قتلوا ابنك لأقاموا الاحتفالات فوق دمائه احتفالًا بثأرهم الذي انقضي، ما أمامي الأن لا معني له سوى أن ابنك له يد فيما حدث لكنزي وقسمًا بالله إن كان هذا صحيح لسوف يندم على اليوم الذي ولد به ".
༺༻

علي بعد أمتار منهم كان سيرجو يدور منذ ما يقارب الساعة بحثًا عن كنزي أو وجهًا مألوف له من صديقاتها، كان يبحث دون كلل غير قادرًا عن سؤال أي شخص قد يلتفت لاهتمامه بها، تدخله في الأمور بشكل عرضي وارد من رجل حضر موقف كالذي حضره منذ قليل لكن التعمق والبحث قد يفتحا عليه الأعين والأفواه ويثيران أمور هو في غنى تام عنها، يكفيه ما لديه من أمور معقدة، تغضنت ملامحه بشدة وهو يتذكر حالتها ومطاردة ذلك المجرد من الإنسانية لها ليزفر بضيق حين لم يجد أثر لشيء يطمئنه عليها لكن صوت صراخ مرتفع جعله دون تفكير يتحرك مسرعًا نحوه وهو يشعر أن الأمر يخصها ليقترب أكثر حين رأى تولين وملك اللتين قابلهما بالأمس حين جاءت العروس لتغير لائحة الطعام
تقفان خلف عدة رجال ملتفين حول شخص يهدد ويتوعد فأدرك أنه أخيها، وذلك جعله يقترب أكثر لتحتد الدماء في عروقه وهو يسمع شخص يقول لمؤيد
" قلت لك أن ابني محال أن يؤذيها فهي زوجته "
حينها لا يعرف كيف خرج هذا الصوت من حنجرته يقصف كما لو أنه يقف على خط النيران وقال بصوت وجه إليه الأعين بأكملها
" بل سيدي لقد فعل، ابنك هذا قذر "
لم يع سراج لكونه تكلم العربية لم يع لكونه قد تقدم يقول بشكل محتد
" لقد أنقذتها من يديه منذ قليل، كانت في حالة حالة ترثى لها وكان ابنك يطاردها عاري الصدر حافي الأقدام في ممر الغرف بينما الدماء تغطي جسده وملابسها "
عمّ الصمت حتى شعر سراج أنه لو سقطت ملعقة الأن أرضًا لكان لصوت سقوطها دوي كما دوي القنابل، وحدها شهقة تولين وهي تعدو نحوه ومن خلفها بشر يحاول منعها حتى وقفت أمامه تسأله بانهيار " هل تعرف عما نتحدث، إنها كنزي، العروس الصهباء، صديقتي التي كانت معنا بالأمس وزوجها الذي كان ملاصقًا لها، انتظر معي صورتهما، أرجوك تأكد فما تقوله خطير "
كانت تولين تجاهد لتفتح هاتفها وتخرج صورة لكنزي وعلِيّ ثم ترفعها في وجه سيرجو الذي بدأ يدرك الموقف الذي وضع به نفسه، بدأ يدرك ما فعله فملأه الغضب حتى صارت هيأته مخيفة أكثر وقال لها
" أعرفها …تركتها داخل المصعد تنزل به بهيأتها المزرية وهي تقول أنا ذاهبة لأخي، يمكنكِ رؤية كل شيء من خلال كاميرات المراقبة فكل هذا حدث في الممر " انهارت تولين ترتجف هلعًا وهي تتخيل ما حدث لكنزي أما مؤيد فالتفت إلى عمه منصور وقال بغضب جم
" لقد وضعتم النهايات العصية حتى في فرصكتم الثانية، ابنكم هذا إن وجدته سأقتله "
توسعت أعين أعمامه بهلع وغصت حناجرهم من شدة الموقف ليرن هاتف منصور فأسرع يجيب لعل وعسى أن هناك من يحمل له خبرًا يهون الموقف ليسمع صوت امرأة تقول له
" سيد منصور …إذا أردت أن ترى ابنك مجددا، أحضر لي عروسه الحقيرة لتسمع طلباتنا وتنفذ وإلا ستكون ضربتنا قاضية …قد نترك لكم الساحة لتعبثوا لكننا حين نعود نعرف كيف نعيد الحشرات لجحورها ..أمامك خمس دقائق معدودة…..
أغلقت زيزيت الخط ليقول منصور بهياج
" شاهين معهم …ابني معهم، أنهم يريدون سارة، أين هي " قال ليل بعنف
" سارة لا دخل لها بتلك المعمعة، لنخبر الشرطة بما يحدث ونركز على إستعادة كنزي بدلا من توريط فتاة أخرى بالأمر "
قال منصور بحدة
" الشرطة لا …أنا لن أغامر بابني مهما حدث، إلا شاهين " نظر مؤيد لعمه وقال بعنف
" لم تنتفض هكذا حين كانت أختي وحدها بين يديهم، اليوم عمي فقط تيقنت أن الدماء التي بعروقكم لا تعني لي "
حينها فتح باب المصعد وخرج منه سلطان ومن خلفه فاطمة وسارة لينسحب سيرجو مسرعًا نحو نفس المصعد وهو يجلد نفسه على تصرفه ويفكر أن عليه الرحيل من هنا حالًا ولم ينس كنزي من دعائه …بل لا يظن أنه سينساها مطلقًا تلك المميزة.
༺༻

قبل قليل….

داخل فيلا منعزلة على طريق نائي تمامًا كانت سيارة سوداء ضخمة تتوقف وينزل ثلاثة رجال مفتولي العضلات يجرون شاهين الذي كان معصوب العينين ورغم ذلك يتحرك معهم بسلاسة وخطوات ثابتة لا يمكن أن تكون لرجل مقيد مقبل على عدو يضعه تحت التهديد، الخطوة تتبعها الأخرى دون تروي كأن خطواته لرجل لا يتقهقر أو يقهر به شعور، كان يبدو بأعينهم شجاع غلبه مكر أنثى مازالت في جعبتها له ولغيره الكثير، لحظات مرت وشاهين يرهف السمع قدر استطاعته ليشعر بيد تنزع عصابة عينه فانفرج جفنيه فورًا ينظر لما أمامه فيرتعد بدنه بقوة لم يبديها حين وجد شيراز المقيدة بمقعد خشبي موصل به الكثير من الأسلاك الكهربية شبه فاقدة لوعيها تنزف بشكل مرعب وجسدها بأكمله مبتل بالماء وبجوارها مقعدين فارغين موصولين بالكهرباء أيضًا،
رؤيته لها بعد تلك السنوات أعادته لذكرى لقائهما الأخير، حيث اللحظة التي شعر فيها بنصل الخيانة يبتر عنقه، يومها كان جسده قد لفظ كل قطرة دم سوية بداخله وامتلأ بدماء أخرى مليئة بالكره والغضب والثورة، يومها رحل هو ومنذ أسابيع قليلة عاد وتمناها أبدًا ألا تعود.
جائه صوت زيزيت تقول
" كم أنا مذهولة، في الحقيقة أنا لم يكن لدي ثقة في أن أمرها يهمك بعد كل ما حدث لك بسببها، لكني راهنت على رعونتك ثم لأملك زمام الأمور أكثر وضعت خطة بديلة لكنك لم تأخذ منا مجهود …هذا رائع "
نظر لها شاهين باستحقار وقال
" أنا لا يهمني أمرك أو أمرها فآخر ما أفكر به هو نسل الأوغاد، ما يهمني وما جاء بي هو كرامتي التي لا تقبل أن تعذب امرأة بسببي أي كانت هويتها، فلست أنا من يدع أنثى تدفع حسابه ….أو يترك النساء لتخوض معاركه، أو يحتمي في امرأة كأنه أصبح أنثى مثلها وتجرد من الرجولة"
كان يرمي إلى ما تفعله عائلتها فضحكت زيزيت بقوة وهي تلمح شيراز التي بدأت تفيق لما حولها وقالت
" لو كنت امرأة لحكمت عقلك قبل أن تأتي إليّ بقدميك دون حماية، وقبل أن تترك عروسك فجأة مسببًا لها فضيحة تكفلت في جعلها مدوية "
صرخ بها شاهين
" ماذا فعلتٓ لسارة "
قالت زيزيت وهي تتحرك بخطوات واثقة
" أنا لم أفعل شيء، بل أنت من فعل كل شيء "
قال شاهين بغضب
" أيتها القذرة إن علمت أنكِ اقتربتِ منها سأقتلكِ دون رحمة، ها أنا قد أتيت إليكِ، افعلي ما تريدين فعله وما عجز عن فعله رجال عائلتكِ، وأخرجي تلك التي تموت من هنا "
قالت زيزيت بينما رجالها يكبلون شاهين المقيد بالفعل
" مهما حاولت أن تداري الأمر تبدو مفضوح يا عريس، مازلت تهتم لحب الماضي وتحن إليه، قل أنك خائف عليها فتلك الحقيرة بارعة في ترك أثرها في الرجال "
نظر لها شاهين بعيون ثائرة وقال
" ماذا أقول في امرأة لا تدرك حمية الرجال لأنها لا تملك واحدًا في حياتها "
قالت زيزيت
" أنت هكذا أثرت غضبي وعليك التحمل "
أشارت زيزيت لرجالها ليبدؤا في ضرب شاهين بعنف حاول الصمود والمعافرة أمامه، لكن يديه المكبلة أعجزته وجعلته فريسة سهلة لهم فتناوبوا على ضربه دون رحمة وقد سقط أرضًا تحت أقدامهم لتصرخ شيراز بذعر فتقترب منها زيزيت وتصفعها بعنف وهي تقول
" اخرسي، ماذا هل بعد ما حدث لكِ بسببه مازلتِ خائفة عليه، هل يعرف ذلك الوغد ما حدث لكِ، لا أظن …لما لا نخبره "
صراخ شاهين بدأ يتعالى فالتفتت زيزيت لرجالها وقالها " أجلسوه بجوارها وأوصلوه بالكهرباء "
جر رجالها شاهين الذي كانت الدماء تتقاطر من وجهه وجسده ووضعوه في المقعد المجاور لشيراز التي كانت تبكي بعويل وقيدوه به لتقول زيزيت
" دعونا نرى هل الكهرباء متصلة به جيدًا أم لا "
أوصل رجل رابع يقف بعيدًا عنهم قليلًا الكهرباء بمقعد شاهين الذي صرخ بجنون جلب الصراخ لفم شيراز التي كانت تبدو كمن فقدت عقلها من شدة التعذيب التي تعرضت له لتضحك زيزيت وهي تقول " منظركما يشعرني بالنشوى والتشفي"
ثم أشارت لرجلها ليقطع الكهرباء عن شاهين وهي تقول
" يكفي، فأنا أريده واعيًا وأنا أحكي له قصة كفاح الحقيرة عشيقته القديمة "
شهقت شيراز وهي تقول
" كفى "
قالت لها زيزيت
" ماذا هل أنتِ خجلة من أن يعلم أنكِ حبستِ تعذبين لأسابيع في غرفة مظلمة تناديه لكي يأتي وينقذكِ ولكنه لم يأت، وأنكِ ظللتِ تنزفين وحدكِ لأيام حتى ألقاكِ أبي لطبيب نزع رحمكِ فصرتِ أنثى معطوبة "
قالت شيراز بصراخ
" كفى "
أمسكت زيزيت شعر شاهين تجذبه بعنف لترفع رأسه وتقول
" ذلك اليوم حين أرسلت لك الرسالة لتقابلها كان أخي من أرسلها لك، كان يخطط للخلاص منك وأرادها أن تشهد لكنك كنت مثل القط بسبعة أرواح سوف أقضي عليها جميعًا "
نفضت زيزيت رأس شاهين بعنف وهي تبتعد عنه وتشير لرجلها ليوصل الكهرباء بمقعد شاهين الذي عاد للصراخ لتقول زيزيت بصوت مرتفع
" نسيت أن أقول لك أن صديقك عقد صفقة مع عائلتي ليتزوج منها وينقذها من عقوبة الخيانة التي قامت بها حين وقعت في حبك، لكن يبدو أنه قذر مثلك لا يحترم العقود ولذلك سيكون له نصيب من هذه الحفلة لكن ليس قبل عروسك …التي أقسم لك ألا أبقي بينك وبينها سبيلًا تسلكه كما قطع أخي بينك وبين تلك القذرة كافة السبل منذ سنوات عديدة، هل تظن أنك ستقيم قصة حبك الجديدة فوق قضبان سجن أخي، كم أنت واهم " صرخت بها شيراز وهي ترى شاهين ينتفض وقد انكتم صوته من شدة الصعق
" ارحميه… سيموت " أشارت زيزيت لرجلها ليقطع الكهرباء عنه وهي تقول
" لا ليبقى متيقظًا ويرى كيف تكون ضربة الشافعية قاضية وحاسمة ".
༺༻

في الفندق….

كان منصور يقطع طريق سلطان الذي كان يتوجه بأخته نحو الخارج ويقول له
" شاهين مع الشافعية، هو لم يهرب "
قال له سلطان بجمود
" وإن كان مع ملك الموت ماعاد الأمر يعنيني، أفسح الطريق يا سيد منصور فأنا أتمسك بثباتي بصعوبة بالغة، ولا أريد أن أفقد زمام سيطرتي أمام رجل في مقام والدي "
قال منصور بخوف شديد
" أنت لا تفهم، لقد خطفوه ليقتلوا فرحتنا والآن يهددون بقتله "
هدر به سلطان
" كيف أخذوه من بينكم، وكيف تركتوا أنفسكم دون حماية وعرضتونا لهذه المهزلة، إن كنتم عاجزين عن حماية رجالكم فهل ستستطيعون حماية نسائنا، سيد منصور هذه الفضيحة التي أثيرت لا أحد غير ابنك مسؤول عنها أمامي، ابنك الذي إن عاد لك حيًا سيكون من سوء حظه وحسن حظي " اقترب آصف يقول بجدية
" كاميرات المراقبة بالطابق الذي به جناح شاهين بأكملها معطلة "
قال له زكريا
" لقد وقع بين يدي الشافعية " قال آصف بصدمة كبيرة
" كيف حدث هذا "
قال منصور برجاء لسلطان
" سلطان أنت مثل ابني وأنا أدرك ثقل الموقف عليك لكن افهم يا بني شاهين فعلًا في خطر "
قال مؤيد الذي كان كأنما نيران إغريقية فتاكة نشبت بأوردته
" ليس ابنك بمفرده الذي بخطر لتهرع عدوًا تجاه سلطان لتنقذه، لكن لتعلم أن سارة لن تتورط بهذا أتسمعني"
قال بشر بانفعال
" لدينا ما هو أهم من ابنك يا سيد منصور، كنزي يجب أن تعود "
التفت سلطان لمؤيد وسأله بحاجب معقود
" ما بها كنزي "
قال مؤيد وهو يضع يديه فوق رأسه
" لقد خطفها الشافعية ويساوموني على ميراثها " قالت سارة بصدمة
" ماذا "
ليسأله سلطان
" كيف حدث هذا "
أجابه مؤيد
" يبدو أن من زوجتها له لم يكن رجلًا كفاية لحمايتها والمحافظة عليها "
قال له شاكر بغضب
" لا تتحدث عن ابني هكذا " قال له مؤيد
" بعد كل ما سمعته، مازالت تدافع عنه، ماذا أتوقع منكم " قال له سلطان
" ماذا تنتظر يا مؤيد، أعطهم ما يريدون وأعد أختك، ثم ما دخل سارة بهذا الأمر "
قال له مؤيد
" أنا لن أنتظر حتى يساوموني، أنا سأرفع الأرض وأقلبها فوق رؤوسهم وسأعيد كنزي، لكن فيما يخص سارة فعمي أمامك اسأله بنفسك " التفت سلطان لمنصور بعيون حادة فقال منصور بما يشبه التذلل
" أرجوك يا بني ساعدني، ابني بين أيديهم، لا أحد سيمس أختك، هي فقط تريد أن تحدثها، فلتجيب سارة وتفهم منها ما تريد وأنا سأتكفل بباقي الأمر "
قال سلطان بحدة
" أختي لن تكون طرفًا في هذا، يكفينا ما نالنا منكم اليوم"
قال منصور وشباب عائلة الجوهري يدخلون بهو الفندق بعدما وصلهم الخبر
" إنها مكالمة لا أريد شيئًا أكثر …إن أردت أن أرجوك ف…
قاطعته سارة تقول
" سلطان "
صرخ سلطان قائلًا
" قلت لا، وحين يعود ابنك إعلم أن بيننا حساب لم ينته " نظر لها منصور وقال
" يا ابنتي رغم كل ما حدث لن تستطيعي أن تتعايشي مع الذنب إذا أصاب شاهين مكروه "
نظر آصف لسارة التي صمتت تبكي قبل أن تقول لأخيها
" سلطان ..حبل الشافعية كان بداية كل شيء، أرجوك دعني أقطعه "
قال لها سلطان برفض
" لا "
قالت سارة
" لا جلد بي لحمل ذنب كهذا، أرجوك "
رنين الهاتف لم يدع لأحد فرصة ليضيف كلمة واحدة بعد رجائها، استغل منصور الفرصة وفتح الهاتف ومكبر الصوت ووجهه نحو سارة التي نظرت لأعين أخيها الغاضبة وهي تقول
" هذه أنا، سارة "
قالت زيزيت وهي تنظر لشاهين الشبه فاقد لوعيه
" أهلا بالعروس التي لم تفرح، قلبي معكِ فنحن فتيات مثل بعضنا وبصراحة أنا لو كنت مكانكِ ما كنت لأقبل أن أفعل لأجل هذا النذل أي شيء حتى ولو مكالمة هاتفية لكن يبدو أنكِ أطيب مما تصورت، بربك لقد ترك الحفل وجائني بقدميه راكضًا حين أرسلت له فيديو لعشيقته السابقة، لم يفكر لحظة في موقفكِ وفضيحتكِ، كأنكِ لا تعني له شيء " أغمضت سارة عينيها تخفي إنكسارها عن الحشود التي التفت حولها تسمع كيف هانت على من لم يهن على قلبها مطلقًا فاقتربت منها تولين تضمها بدعم فمالت سارة برأسها نحوها وهي تقول لزيزيت
" ما المطلوب مني "
قالت زيزيت
" من الواضح أنكِ لست قادرة على تحمل ما أقول، حسنا دعينا نتحدث في المهم، أريدك بالصباح أن تذهبي لتتنازلي عن القضية التي حررتيها ضد أخي، وأريدكِ أن تغيرين شهادتك بل وتتهمين الجوهرية أنهم من ضغطوا عليكِ لتشهدي زورًا على أخي، أريدكِ أن تصوري مقطع بهذا وتنشريه على منصات التواصل الاجتماعي، أريدها فضيحة أكبر من فضيحتك حين هرب عريسكِ يوم عقد قرانكِ وتركك ليلحق بعشيقته، أتمنى أن تكون الصورة واضحة لكِ، وأبلغي مؤيد الجوهري وأعمامه أن من يفكر منهم التواصل مع الشرطة سأجعله يرتدي ملابس الحداد أولًا "
قالت سارة ببكاء شديد
" أين كنزي، هل هي بخير " نظر مؤيد للهاتف كأنه يريد أن يخترقه ليسمعها تقول
" لا تقلقي ستفيق من المخدر ثم ستنضم إلينا، فنحن لدينا هنا حفل صراخ صاخب، وداعًا"
كانت جملة زيزيت كفيلة بجعل مؤيد يركض كما المجنون ومن خلفه الشباب ليقول زكريا لأبيه
" ماذا سنفعل الآن"
تدخل آصف يقول بغضب
" اجمع شباب العائلة واتبع مؤيد، مادام شاهين وأخته في مكان واحد سر خلفه ستصل إليهم، فأن تركضوا في جانب وهو في جانب لتصلوا إلى مكان واحد لهو جنون وغباء منكم، مؤيد ما عاد يشعر بينكم بالانتماء وأنتم تدفعونه نحو ذلك أكثر "
تحرك آصف يتبع الشباب وعينه تراقب سلطان الذي يتحرك بجوار مؤيد بدعم وبجواره سارة منكسة الرأس تمسح دموعها خلسة بعدما كسرها صديقه الأحمق علنًا.
༺༻
بعيدا عن كل هذا وداخل غرفة عصرية راقية كانت مايا تجلس فوق سريرها غارقة في تأمل صور حكم التي التقطتها له خلسة في زياراته القليلة لوالدها والتي كانت لا تتكرر ولا تطول مطلقًا، تحرك الشاشة بطرف سبابتها وهي تفكر أنها دومًا ما رأته الرجل الوحيد الملائم لها، رجل أحلامها الذي لم تقابل من يماثله روعة، الضخم …الغامض …الرزين …الوسيم ….صاحب الرؤية …لبق الحديث …أنيق السمات بشكل يجذبها ويجعلها تدور في فلك من المشاعر الغامرة.
كان فارسها الذي انتظرته كثيرًا وما كان عليها لتدعه ليسقط في فخ نزوة ستؤذي مشاعرها وتدمر كمال صورته في عينيها، فهي تريد أن تصبح أنثاه الأولى وحبه الأوحد ونصف عالمه الوردي، تريد أن تجعل من تلك المزرعة عالمًا منفصلا عن العالم يجمعهما بين أسواره يعيشان به أميرًا وأميرة يشبهان قصص الأحلام، تنهدت مايا بحالميه
ليقاطعها طرقة والدها المألوفة على باب غرفتها قبل أن يلج إليها فتسرع مايا لتداري الهاتف فيلمحها والدها ويبتسم وهو يقول
" جئت لأتمنى لكِ ليلة سعيدة لكن يبدو أنكِ لست متفرغة لي"
قالت مايا
" منذ متى يا سيد راغب، وهل لدي أحد غيرك لأتفرغ له وأتدلل عليه وأدلله "
قال راغب
" نعم مايا، هاتفك بات يسرقكِ مني "
توترت مايا وقالت
" مطلقًا يا أبي، لمَ تظن ذلك " جلس راغب بجوارها وقال لها " هل لو طلبت منكِ أن تريني ما كنتِ تفعلين حين دخولي ستقبلين "
أحمر وجه مايا بحرج بالغ وقالت
" نعم يا أبي سأقبل، تفضل " أعطت مايا هاتفها لوالدها وقالت
" أنا فقط كنت أفكر به ووجدت نفسي أحفظ له بعض الصور "
سألها راغب
" ومن أين أتيتِ بالصور " قالت مايا
" اقتطعتها من كاميرات المراقبة "
نظر راغب للصور التي يقلب بها وقال
" تبدو لي قد أخذت خلسة " سارعت مايا تقول
" هذه قلة صدقني، البقية اقتطعتهم من مقاطع كاميرات المراقبة"
أغلق راغب الهاتف ونظر لابنته وقال
" لماذا تبدين مهمومة يا قلب أبيكِ "
قالت مايا بحزن
" رغمًا عني يا أبي، لقد حاولت أن أطمئن وأجعل ثقتي في وعودك سلاح كافي أواجه به مخاوفي لكن بقائي عالقة في نقطة أني لا أرى منه أي بادرة في أمرنا تهز ثباتي وتحيل أفكاري إلى شكوك لا نهاية لها "
سألها والدها بهدوء
" ألهذه الدرجة تحبيه "
قالت مايا بعيون دامعة
" بل وأكثر من ذلك لكن احترامي لك ولتربيتي يمنعاني من الذهاب إليه وإخباره بذلك، فهذه الفكرة تساورني كثيرًا " شرد راغب بعينيه وقال
" تذكريني بأمك، فأنت تشبهيها في كل شيء، كانت جميلة وصغيرة وابنة أسياد وأنا محض موظف لم يخطُ في سلمه الوظيفي سوى درجة بائسة أكاد لا أرى ملامح لمستقبلي حين جاءت إليّ وقالت أحبك ثم رسمت لي سلم المجد درجة …درجة، كانت السعادة حين تتمثل في بشر، ولذلك أريدك أن تثقي أني سأتيكِ بما يسعدكِ مهما كان، يمكنكِ اعتباره وعد مني بأن حكم لكِ مايا "
قفزت مايا تتعلق بعنق راغب الذي ضمها بسعادة وقال
" لو كنت أعلم أن هذا الوعد ما سيغير حالك بهذا الشكل لدخلت إليكِ من ساعات " قالت له مايا
" منذ لقائي الاخير معه وأنا مرتبكة يا أبي، أنتظره بصبر ليبادر ويطلب منك إعلان خطبتنا لكن الايام تمر ولا جديد وهذا يقلقني، أحيانًا أشعر أني لا أمثل له شيء"
ربت والدها على رأسها وقال بجدية
" حبيبتي لا تجعلي تلك الأفكار المزعجة تتلاعب بكِ، فأمر إعلان خطبتكما بات وشيكًا، أنا فقط أشعره مشغول ولذلك أعطيه المساحة ليجد الوقت الذي يناسبه "
قالت مايا بعيون متلهفة
" أبي أنا أخشى أن يتألم قلبي لو اكتشفت أن حكم لا يريدني في حياته …أمر كهذا كفيل بأن يكسر قلبي "
احتدت أعين راغب بطريقة لو رأتها مايا لفزعت وهي تسمعه يقول
" إذا فكر حكم بكسر قلبكِ سأكسر مملكته وأحط بسقفها فوق رأسه بشكل يجعله نادم إلى نهاية عمره، أنا لا أتهاون في شيء يؤلمكِ أبدًا، ولا أظنه غبيًا ليفعل "
أغمضت مايا عينيها بطمأنينة وهي تقول
" أنت أعظم أب في هذه الحياة "
ابتسم راغب برضى وهو يقول لها
" وأنتِ لوالدك كل الحياة ".

༺༻
داخل مطار القاهرة كان بلال يسير بجوار دينا التي تتعلق بذراعه وهي تقول
" أنا سعيدة جدًا أنك لم تعترض على سفري معك، فقد بات أمر إبتعادك عني لا يطاق"
قال بلال
" أنا أريدك سعيدة يا دينا، وسأظل أثبت لكِ ذلك بكل الطرق الممكنة حتى لو وصل بي الأمر لأن أقبل أن تلتصقي بي في رحلة عمل مرهقة كهذه"
قالت دينا بدلال
" قل أنك أخذتني معك لأهون عليك إرهاق الرحلة "
قال بلال مشاكسًا
" أين المشكلة، يمكنك إعتباري أستغلك بما يليق بكوننا مازلنا في شهر العسل" ابتسمت دينا ورمقته بنظرة خاصة وقالت
" أظن أن عندي لك خبرًا سيجعلك تغير رأيك في كوننا مازلنا في شهر العسل"
قال لها بلال
" خير إن شاء الله، ما هذا الخبر الذي تريدينه أن ينتشلني من نشوة البدايات والعسل " هزت دينا رأسها وقالت
" إنها مفاجئة، ولن أخبرك بها سوى حين نصل، ونستريح أيضًا "
ضيق بلال عينيه وقال
" كم أحب مفاجآتك …إنها تفاجئني "
ضحكت دينا بقوة وهي تدرك لما يرمي فرن هاتفه ليقول بلال وهو يخرجه من جيب سترته
" هذه مؤكد أمي "
ليعقد حاجبيه وهو يقول لها
" رقم مخفي، لمن سيكون " قالت دينا
" لما لا تجيب فلعله شخص هاتفك عن طريق الخطأ "
مط بلال شفتيه بحيرة وتجاهل الرنين وأعاد الهاتف إلى جيب سترته وهو يقول لدينا
" ماذا كنا نقول "
ليقاطعه رنين هاتفه الذي تعالى مجددًا فأخرجه بلال وأجاب فورًا قائلًا
" بلال الريدي …من معي " وصله صوت شيراز الصارخ لتتوسع عيناه وهو يقول بفزع " شيراز، ماذا يحدث…شيراز …لماذا تصرخين هكذا " ليأتيه الرد ولكن بصوت زيزيت التي تقول
" طليقتك معنا تجلس على كرسي كهربي يصعق جسدها بقوة ألف فولت سيد بلال " صرخ بلال يسألها
" من أنتِ، وماذا تريدين " قالت له زيزيت
" كم أحترم الرجل المباشر، دفعتنا إلى صلب الموضوع دون مقدمات أو صراخ لا فائدة ترتجي منه "
قال لها بلال بكلمات مهزوزة " لا تؤذي شيراز، أعلميني بمطالبكِ وسأنفذها لكن لا تؤذيها أرجوكِ "
قالت زيزيت
" أمرإيذائها هذا بيدك، فأنا لا أريد الكثير …
صمتت للحظة ثم قالت
" لا أريد غير الحقوق التي كنت تحاول التهرب منها " سألها بلال بخوف
" ماذا تقصدين "
أجابته زيزيت بحدة
" أريد مؤخر تلك الحقيرة وكافة مجوهراتها وحقوقها التي تعد ملكًا للعائلة، وأريد مبلغ تأميني يضمن لي أنك ستلتزم بكافة عقودك مع الشافعية ولن تنسحب دون مقدمات لتكبدهم الخسائر " كانت زيزيت تحارب لتبقى صورة أبيها ثابتة لا تهتز أمام جدها الذي انقلب عليه منذ أن بدأت صورة العائلة تهتز أمام الجميع من كثرة الفضائح التي تتوالى عليهم ولا يجيد والدها التعامل معها دون وجود عابد الذي يعد وجوده خلف القضبان الفضيحة الأكبر، قال بلال
" كوني واضحة في طلباتكِ أكثر، كم تريدين لتطلقي صراحها"
قالت زيزيت
" سأبغلك لكن بعدما أتركك لتشاهد مقطع مصور قصير سأرسله لك حالًا، مشاهدة سعيدة "
أغلقت زيزيت الخط فسألت دينا بلال بوجه مرتعب وقالت " ماذا يحدث"
قال لها بلال وقد وصله المقطع
" شيراز خطفت وتعذب ببشاعة …يا إلهي "
كتمت دينا صرختها حين رأت منظر شيراز وقالت لبلال
" أبلغ الشرطة فورًا يا بلال، أبلغهم بسرعة
" هز بلال رأسه وقال
" إذا فعلت شيئًا كهذا قد يقتلوها "
قالت دينا بغضب شديد
" وإن لم تفعل قد يقتلوك، أرجوك يا بلال أبلغ الشرطة وهم سيجيدون التعامل مع الموقف "
قال بلال
" قد يقتلوها دينا، قد يقتلوها " شعرته دينا كما لو أنه يهذي من فرط الخوف فأمسكت كفه وشدت عليها ونظرت لعينيه وقالت
"لن يقتلوها يا بلال، واستجابتك لمطالبهم ليست حل منطقي، دعنا نبلغ الشرطة الآن "
هز بلال رأسه برفض فقالت دينا بتصميم
" بل ستفعل يا بلال، ولن تغامر بسلامتك وأموالك لأجل إنسانة صارت خارج حياتنا، فأنا وطفلك القادم في الطريق نحتاج إليك أكثر منها، شيراز قيد وأعتقتك منه فلمَ مع أول اختبار تعود لتقيد نفسك به مجددًا "
هز بلال رأسه هذه المرة بصدمة وقال
" طفل "
ابتسمت له دينا ابتسامة مهتزة وقالت
" كنت أخطط لمفاجأتك بالأمر، أنا حامل يا بلال " وقف بلال أمامها متجمدًا يقول " يا إلهي …أنتِ حامل حقًا " قالت دينا
" نعم …طفلك عجول يريد القدوم إلينا بأسرع ما يكون " ضم بلال قبضته وقربها من فمه يعض على سبابته بعنف قبل أن يقول لدينا
" هذا أسعد خبر بالدنيا " واندفع يضمها بقوة ويقبل رأسها قبل أن يقول
" مبارك حبيبتي "
قالت دينا. " مبارك علينا نبتت حبنا التي يجب أن نراعيها من الآن "
قال بلال فجأة
" أنا لن أستطيع التخلي عن شيراز في محنتها، أرجوكِ دينا قدري موقفي وادعميني
، فما أخبرتني به للتو يدفعني أكثر لنجدتها، لعل الله يرسل من ينتشلكِ وينتشل ابني في أحلك الظروف والمواقف " قالت دينا بصدمة
" أنت هكذا تغامر باستقرارنا، ولأجل من ؟؟؟ "
قال بلال وهو يغير وجهته ويدفعها لتسير بجواره
" لأجل امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة "
توقفت أقدام دينا وهي تقول
" إن لم تبلغ الشرطة بما يدور وحالًا أنا سأفعل يا بلال، فأنت لست مستغنية عنك لأجعلك تلقي نفسك في هذا، أرجوك " قال لها بلال وهو يجذبها ليخرجا من المطار
" أنا من يرجوكِ ألا تزيدي الأمر تعقيدًا، دينا هم لن يرحموها لحظة حتى أنفذ لهم ما يريدون "
قالت دينا بحدة
" أنت هكذا تعود لتورط نفسك معهم "
قال لها بلال
" أنا متورط بالفعل ومنذ زمن ومهما حاولت الخلاص من قيد ورطتي يعود ليلتف حول عنقي كأنما لا خلاص منه " تحرك بلال فتحركت جواره ونيران الحقد على تلك التي لم تتعاطف معها لحظة تشب في صدرها وتحيله إلى مراجل من النيران.

༺༻


يا سيدي أقم حروبك لأجلي فنحن أبناء الحروب، نحن الذين ما بين النصل والنبض بقيت أقدارنا في أرض المستحيل تجوب، نحن جيوش الحب الغير معلن فحقنا في البوح من قبل أن نولد حق مسلوب، نحن حشود من الهوى هوت عن هاوية لها الخزي بات عنوة منسوب.
يا سيدي نحن أقوى من أن تدمرنا ظلمات تريد لنا أن نفنى وتريد لحبنا أن يقتل مصلوب، نحن الذين وجدنا القوة في كل مواطن الضعف وأدركنا أهوال المواجهة في خضم الهروب، نحن القوى التي مازال قدرها عن أعين الوشاة محجوب، نحن الذين مازلنا نبني من الهزائم دروع حماية، ومازلنا رغم الغرق نقاتل لنسد في سفننا كل الثقوب، نحن سيدي من حين كانت دروب العشق قد بدأ لها المسير كنا من أرضها عائدين ونظرنا عن الفراق معصوب.

༺༻

المواجهات التي تأتي على حين غرة لا تعد انتصارًا محتملا لنا، بل إنها قد تكون أول نصل من الوعي يغرس في منطقنا الذي غاب كثيرًا خلف ضباب الحب وحان الوقت ليعود إلى قواعده سالمًا، تكن كساعة أزفت أزفتها ونحن لم نعد لها العدة أو نتهيأ لاستقبالها مطلقًا، تكن صراعًا لا دليل واحدًا على كوننا سنحسمه لصالحنا أو ننهيه تمامًا، فكيف للمجهول أن يحسم …
وقف رائف يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه وتخفيه عن أعين بهية التي أسدلت نقابها بارتباك فتعاظم بداخله شعور بالخزي من حماقة تصرفه وأخفض عينيه لا يجد بداخله ما قد يبرر به ذلك الموقف الكارثي، فأن تجده أختها في غرفة نومها لهو أمر بشع لا تفسير قد يهون من بشاعته، يشعر أنه أساء لنفسها ولنفسه بذلك التصرف غير محسوب العواقب لكن نأيها عنه لأيام …بكائها …ملام عينيها …وما علمته عنه لم يتركوا له الفرصة ليتعقل ويجد طريقة أفضل للقائها، الوضع بأكمله كان خطأً فادحًا ووحده المسؤول عن إصلاحه لكن كيف سيفعل ذلك.
رفع رائف عينيه وهو يسمع بهية تسأل أصالة بصدمة
" رائف من …ماذا يحدث هنا"
قال رائف بحرج بالغ
" سيدتي رغم لا منطقية ما سأقوله لكنها الحقيقة، أنا جئت لزيارة أصالة "
قالت بهية بحدة
" تزورها أين في غرفة نومها، ماذا تقول أنت …بل من أنت …أنا سأطلب …
قاطعتها أصالة تقول
" بهية إنه رائف الذي حكيت لكِ عنه، انظري حتى أدم يعرفه "
نظرت بهية لأدم الذي تحمله والذي يرفع ذراعيه يطلب من رائف حمله لكن رائف وقف متجمدًا لم يجرؤ على أن يخطو خطوة واحدة نحو بهية التي قالت
" حتى وإن كان هو، ماذا يفعل بغرفة نومكِ هل جننتِ " قال رائف
" سيدتي صدقيني أنا فقط أردت رؤيتها "
قالت بهية له باستنكار
" وهل أغلقنا في وجهك الابواب لتقفز من النوافذ، أنت شخص غير مؤتمن ولا أريد أن يكون لك صلة بأختي وتفضل غادر حالًا وإلا سأتصرف كما يليق مع الموقف "
تحرك رائف برأس منكسة وعروق نافرة ليوقفه كف أصالة الذي أطبق على رسغه وهي تقول لبهية
" أنتِ لا تفهمين يا بهية، رائف محال أن يؤذيني، محال أن يسيء إليّ كل ما في الأمر أن…
قاطعها رائف قائلًا
" أصالة لا تجادلي فأختك محقة "
قالت أصالة بإصرار
" لا …لا أحد محق فيما لا يعلمه، هي لا تدرك أبدًا ما بيننا، ما عشناه سويًا …ما مررنا به وما جاء بك إلى هنا وعليها أن تدرك كل شيء، وتراك كما أراك وتعرف أنك محال أن تمسني بسوء "
قالت بهية بغضب شديد مما تراه
" اتركِ يد الرجل أصالة، ما بكِ …تقفين أمامي تجابهيني في ضلال بين، كيف لا يمسك بسوء ووجوده هنا يعد أكبر إساءة لكِ و مصيبة لنا جميعًا " قالت أصالة
" لأني أعرفه بهية، وأعرفه أني لن أأتمن شخص على ذاتي سواه "
قال رائف بحدة
" أصالة كُفى عن الجدال حالًا"
قالت أصالة بإصرار جعله يكاد يشعرها نصفه الذي انشطر منه منذ قديم الزمان، نصفه الذي لن يتخلى عنه في هول المحن، نصفه الذي سينصفه ويراه أفضل رجل بالعالم مظلوم كان أو ظالمًا
" لن أفعل "
هدر بها
" بل ستفعلين والآن "
ثم نظر إلى بهية وقال
" وأنا أيضًا اعتذر سيدتي ورغم فجاجة الموقف لكما تمنيت أن نلتقي بشكل أفضل لا يجعلكِ تأخذين مني موقفًا " قالت أصالة
" بهية لن تأخذ منك موقفا بعد أن تعلم ما كنا نقوله للتو، هيا أخبرها "
قال لها رائف بصدمة
" أخبرها بماذا أصالة "
قالت أصالة برجاء
" أخبرها أننا سنتزوج وأنك من العزايزه، أخبرها بكل شيء رائف …أخبرها أنك تريدني زوجة لك "
توسعت أعين بهية أسفل نقابها فيما تجمد رائف عاجزًا عن التعامل مع الموقف لتقول أصالة برجاء
" لا تصمت …تحدث وأخبرها بما أخبرتني به "
قال لها رائف بعجز وغضب " ما سأخبرك به لا ينبغي أن يعلم به شخص غيركِ أصالة " التفتت له وقالت كأنها ترجوه ألا يخذلها
" بهية أهلي وعليها أن تعرف عنك كل شيء، بربك لقد وجدتك في غرفة نومي "
قال لها رائف
" نعم أصالة أنا أعرف أين وجدتني وهذا وحده كفيل بجعل أي كلام لا معنى له، لمَ لا تدركين أن ما تطلبينه مني غير مناسب أو معقول "
قالت أصالة بغضب
" وما المعقول من وجهة نظرك، أن تتخلى عني في موقف كهذا "
قال رائف بصدمة وغضب
" من قال أني أتخلى عنكِ، أنا هنا أحاول التعامل مع الموقف بالمنطق، لمَ لا تفهمين أني هنا المُدان "
قالت أصالة
" أنت لست مُدان بشيء، أنت فقط كما العادة تصمت حين يتحتم عليك الحديث، كذلك اليوم الذي وقفت به أمامي صامتًا وتركتني لأيام أموت من جحيم أفكاري "
قالت بهية بصدمة
" يا إلهي، ماذا تفعلان…هل تتشجران حقًا "
لم يلتفت لها أحد منهما ورائف يقول لأصالة
" نعم صمت لأني صدمت مثلك، لم أكن أريدكِ أن تواجهي الحقيقة بهذا الشكل، لم أكن مستعدًا بعد لأن أخبركِ بكل ما مضى، لقد كنت خائف"
قالت أصالة بصراخ
" وأنا ..هل فكرت بي ولو قليلًا، هل تظنني لست خائفة، لست مترقبة أن يأتي يوم ولا أجدك جواري فأموت بحسرتي، أن أكتشف أن لك ماضي قديم وعشق قديم ستحن له يومًا ما "
قالت بهية بصدمة كبيرة من جرأة أختها
" أصالة "
لكنها لم تلتفت لها وهي تسمعه يقول
" يا إلهي، ألم تسمعي …إنها ابنة أخي، ابنة أخي هل تريدين دليل مادي على ذلك " قالت أصالة ببكاء
" لا أريد غير دليل مادي على كونك تريدني، أريد دليلا قاطعا عن كونك ستبقى بجواري ولي، أريدك أن تقف في وجه الجميع وتحاربهم معي ومن أجلي، لا أريدك أن تقف أمامي عاجزًا صامتًا، فصمتك يقتلني "
قال رائف بصراخ
" صمتي هذا يخفي في طياته الكثير مما أخشى عليكِ منه، أخشى أن أسقط من نظرك وهذا ما سيقتلني أنا أصالة " لطمت بهية خدها من هول الجنون الذي تراه وهي تقول
" سنفضح…توقفا عن الصراخ "
لكن أصالة لم تتوقف وهي تقول بقوة
" لا تخش من شيء فإن سقطت من عيني سيتلقفك قلبي، أنا لن أفلتك وراضية بك بكل ما مضى، بكل عيوبك، وبكل ما أجهله …فقط حارب من أجلي "
اضطربت أنفاس رائف تأثرًا مما تقارعه به، اضطربت خلاياه وانحنت أمامها مستسلمة متقبلة قيودها الناعمة التي تلفها من حوله لتربطه بها وهو يقول
" قولي لي ماذا أفعل وأنا وإن كان مستحيلًا سأحققه "
قالت له بهية
" جد طريقة لنتزوج، أنا أريدك زوجي وجواري في أقرب وقت ممكن، هل لديك مانع "
قال لها رائف
" هل أنت مدركة أني ملاحق"
قالت
" نعم أعلم "
قال لها بانفعال
" هل أنتِ مدركة أني مهدد " قالت
" ليست مشكلة "
قال لها هادرًا
" هل تدركين أني متورط في أمر قد يكن به موتي "
مسحت دموعها بعنف وهي تقول بإصرار
" مت وأنت زوجي "
شهقت بهية بخوف وهي تقول " يا مصيبتي .. يا مصيبتي " قال رائف
" أهلك لن يقبلوا بي "
قالت
" أنا قابلة وسأخبرهم بذلك وليحدث ما يحدث فمهما حدث لن يكون أصعب مما حدث بالفعل "
قال لها بصوت يخفت
" قد ترينني في يوم من الايام لا أليق بكِ "
بكت بشدة وقالت
" جدا مبررًا آخر، فأنا لا يليق بي سواك "
رفع رائف وجهه إلى أعلى وقال
" مازلت أجهل كيف لي أن أحبك كل يوم أكثر …كأنما قلبي منكِ لا يكتفي، حسنًا يا ابنة العزايزة …استعدي فلن يكون الأمر هينا "
قالت أصالة
" لا شيء معك هينًا "
ارتفع صوت بهية تقول
" هل أنتما مجنونان، أخرج يا هذا من هنا حالًا…وأنت ابتعدي عنه، أنتِ لم تعودي بعقلك "
قالت أصالة بعجز
" بهية افهميني "
تحركت بهية نحو الخارج تقول
" لا أريد كلمة يكفيني ما سمعته ورأيته "
تحرك رائف خلفها يقول باستجداء
" سيدتي، أنا أعتذر منكِ حقا"
قالت بهية
" لا تحاول فأنا لست بتلك السذاجة "
قال رائف
" أنا مقدر موقفكِ مني لكن أتمنى أن تمنحيني فرصة " قالت بهية
" مستحيل أن أمنحك فرصة، غادر من فضلك "
قال رائف
" أرجوكي سيدتي أنا أحب…
ليصمت رائف فجأة حين ظهر منذر من العدم يقول بذهول وصدمة
" ماذا الذي يحدث هنا ".

༺༻

في مكان آخر كان هناك مواجهة أكثر ظلمًا وظلامًا تدور بينما زيزيت تجلس واضعة ساق فوق الأخرى تتأمل شيراز وشاهين المكبلين بالمقاعد وقد خارت قواهما من شدة الصعق والتعذيب لتقول بتفكير
" أتعلمان هذه هي النهاية الحتمية لمن لا يعلم مقداره كإنسان ومقدار أسياده، فهناك ضربة تؤلم وهناك ضربة تزلزل، من كان يصدق أن تخطيط مبتدئة مثلي يوقع كل الأوغاد في فخ واحد، دماء الشافعية لا تجري بعروقي عبثًا "
رفعت رأسها لأعلى لتتأمل سقف المكان قليلًا قبل أن تقول " ليت أبي يرى ما أفعله ليدرك أن ما لم يستطع عابد فعله على مدار سنوات فعلته أنا في ظرف أيام "
اعتدلت تنظر إليهما وتقول
" أشعر بكوني خارقة للعادة، وهذا شعور رائع "
اقترب منها رجلين يكبلان كنزي التي كان صراخها مكتوم بلثام محكم، فوقفت تنظر لهما باستمتاع وهما يجرونها جرًا بينما هي تعافر لتنجو مما ينتظرها فلا تستطيع فكم عصفور كتب له النجاة بعد الوقوع في فخ الصياد وهي تقول
" أخيرًا انضممتِ للحفل، كانت المتعة ناقصة بدونكِ أيتها الهجينة …أليس هذا ما يلقبوكِ به الأوغاد "
نظرت كنزي لشيراز وشاهين لتتسع عيناها وهي تهز رأسها برفض وتدفع قدميها إلى أسفل محاولة منعهم من التقدم بها وهي تبكي بعنف وتصرخ ولكن صراخها كان ليس أكثر من استنجاد لن يسمعه أحد، اقتربت منها زيزيت وقالت
" مقعدكِ ينتظرك، وأنا أنتظر هذه اللحظة، محال أن تدركي كم أكرهكِ، وأكره وجودكِ بهذه الحياة والذي جعل دماء الصعاليق تختلط بدماء أسيادهم، أين أخيكِ الآن حامي الحمى ليراكِ ذليلة مهانة، أين هو ليرى ويشهد على ما سأفعله بكِ لكن أتعلمي، أنا سأبقي لحظات الختام لحين حضوره، فأنا قررت اليوم أن أحرق قلبكِ عليه وعلى تلك الصغيرة "
أشارت زيزيت نحو طفلة موضوعة على طاولة صغيرة بوجه شاحب وقالت
" مؤكد لا تعرفين من هي، إنها ماسة مؤيد الجوهري، ابنة أخيكِ، والتي لا أعرف هل مازالت حية أم لا فقد خدرتها أكثر من مرة "
بكت كنزي بقوة فتعالى صراخ شاهين الذي كان غير قادر على موازنة رأسه وقال " لا تمسيها، أنا لديكِ هنا افعلي ما تريدين بي لكن لا تؤذيها "
صرخته صدمت زيزيت لكن الصدمة الأكبر كانت لكنزي التي لم تتوقع منه مطلقًا أن يدافع عنها، نظرت له خائفة ومصدوة تراقبه يترجى زيزيت قائلًا بوهن
" هي لن تحتمل، وأخاها سينفذ لكِ جميع طلباتكِ، لا داعي لذلك "
قالت زيزيت
" كيف، ألا تريد أن يكتمل الحفل، لا هذا قد يحزنني …ضعوها على مقعدها " تحركوا بها بعض خطوات لتوقفهم زيزيت وهي تقول
" انتظروا لننزع هذا اللثام " تحركت زيزيت حتى وقفت خلف كنزي ونزعت عنها اللثام فتعالى صراخ كنزي تقول لها
" أرجوك لا تؤذيني "
لم تعرها زيزيت اهتمام والرجال تتقدم بها نحو المقعد فيصرخ شاهين بها
" لا تعرضيها لذلك، خذي ما تريدين لكن لا تؤذيها، افعلي بي ما تريدين لكن توقفي " صراخه رغم أنه يحكي عن أهوال تنتظرها كان حبل نجاة لها في وسط هذا الفزع، بمجرد أن مر الرجال بجواره وجدت نفسها تعافر لتتمسك به، وجدت نفسها تصرخ مستنجدة به، أظافرها غرست بكفه التي كافحت لتتمسك بها ولكنه كان أضعف من أن يفعل قالت له ولا تعرف ماذا تنتظر منه
" أرجوك لا تدعها تفعل بي هذا "
كانت شيراز قد بدأ الشحوب يغزوها وعيناها لا تفارق ماسة وجسدها كله يهتز كأنها فقدت السيطرة عليه فصار يتحرك بشيء غير طبيعي لا تستطيع التحكم به ليصرخ بها شاهين
" توقفي عن هذا "
فتصرخ كنزي بجنون
" شاهين أرجوك "
ليصرخ شاهين من شدة عجزه وهو يستمع لصراخ كنزي التي كانت تصعق بعنف لتقول زيزيت
" دعونا نستمع لصراخهم معًا أظنه سيكون سيمفونية ملحمية من الصعب أن تنسى، فمازال أمامنا ساعات ولابد أن نتسلى ليمضي الوقت "
بدأت زيزيت تتفنن في أن تريهم الجحيم أحياء كانت تنتقم كما الجبابرة …كانت تجعلهم يعيشون تجربة لن يخرجوا منها مطلقًا كما دخلوها…فالتجارب المؤذية محال أن تنسى.

༺༻


بعد ساعتين كانت يهدين مازالت تجلس أمام حاسوبها تجاهد لتصل لموقع محدد ولكن كان هناك أجهزة تشويش تجعلها غير قادرة على الولوج إلى جهازين من الأجهزة التي تواجدت في محيط شيراز وهذا جعلها تدرك أنها الأجهزة المنشودة، لم تكن أجهزة التشويش ذات تقنية عالية لكن البحث خلف كافة الأجهزة سرق منها الوقت والتوتر الذي سببه لها حكم بصراخه الذي لم يتوقف من خلف الباب جعل تركيزها يتطاير أدراج الرياح بعدما استجمعته بصعوبة عقب رؤيتها للدماء، كانت كأنها في صراع مع الدقائق التي تمر دون توقف، صراع استنزفها تمامًا قبل أن تقفز من أمام حاسوبها وتركض تجاه الباب تفتحه لترى حكم جالس أرضًا رافعًا سلاحه لأعلى ويرخي عليه جبهته بينماعيونه الشاردة تموج بها نظرة مخيفة، نظرة تعلمها جيدًا، إنها نظرته حين
يرى العالم من حوله مغطى بلون الدماء، ويرى الموت بعبائته القاتمة يحوم من حوله …ويرى وجه من يحب يعانق وجوه من رحلوا ، فنادته
" حكم "
التفت لها بحدة كأنه لا يعي لكونها هي قبل أن يقف مسرعًا وهو يقول
" قولي أنكٓ وجدتها"
قالت له بصدق
" أقسم لك حكم أني فعلت كل ما بوسعي، حتى وصلت لمكان لا أعرف ماذا ستجد به، أنها فيلا نائية معي إحداثيات موقعها "
قال حكم بلهفة
" أرسلي الإحداثيات إلى هاتفي "
قالت يهدين بإصرار
" لا أنا قادمة معك "
قال لها حكم بحدة
" قادمة إلى أين، يهدين أنتِ هنا بأمان، ثم ماذا لو لم أجدها، لمن سألجأ سواكِ، بقائكِ هنا يشعرني بالأمان، أنتِ هنا عيني التي ترى ما لا أراه، أنا سأنطلق للموقع وأنتِ ستتابعين ما سيحدث معي لحظة بلحظة، وإن لم نجدها….
قاطعته قائلة
" ستجدها …بنسبة كبيرة شيراز هناك، خذ ما استطعت من الرجال، الأماكن النائية تعني خطر أكبر "
نظر لها حكم للحظة قبل أن يقول
" لا أخطر من غضبي الآن " ثم ركض مسرعًا لتخرج سيادة من الغرفة تسأل يهدين بلهفة
" هل وجدتها "
قال يهدين
" أعتقد ذلك "
ركضت سيادة لتلحق بحكم بينما عادت يهدين إلى غرفتها وأغلقت بابها وتحركت تجاه حاسوبها تضع سماعة في أذنها وتقول
" حكم …هل أنت معي " سمعت صوت إطارات السيارات تحتك بقوة بالأرض وهي تنطلق ليأتيها صوته المكتوم بعد دقائق يقول
" معك "
༺༻

في نفس الوقت داخل منزل بشر كان الوضع محتد و أشبه بالجنائزي، كافة الوجوه التي كانت ضاحكة مستبشرة بالصباح أضحت حزينة تنوح، كل الفساتين التي كانت تتلألأ تحولت إلى ملابس قاتمة اللون تلائم قتامة الظرف الذي يمرون به، قلوبهم كانت تعتصر على كنزي التي منذ خروج الشباب للبحث عنها لم يعد واحدًا منهم أو يصل منهم مكالمة تطمئنهم، قالت فرحة بحزن
" من كان يصدق أن كل هذا سيحدث، لا حول ولا قوه الا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء الظالمين "
مسحت تولين دموعها بحدة وقالت بانفعال
" سأموت كمدًا لأفهم حديث هذا المدعو سيرجو، لقد قال حديث يشيب له شعر الرأس، محال أن يكون علِيّ فعل هذا بكنزي "
قالت سارة التي تحاول أن تتماسك
" بعد ما حدث اليوم حور بت لا أرى شيئًا مستحيل، فاليوم كل ما لم نكن لنتوقعه قد حدث"
جذبت سما سارة برأسها إل صدرها فتربت عليها بحنان وتواسيها قائلة
" كل هذا الوقت الصعب سيمر وكنزي ستعود ويومًا ما سنراك أحلى عروس "
قالت سارة بحزن ودمعة قهر تسقط من طرف عينها
" لتعد كنزي سالمة فقط، فما عادت الأعراس تلزمني، أنه أمر غير مقسوم لي ولن أفكر به مطلقًا "
قالت فرحة
" لا تقولي هذا الحديث، والله أنت ست العرائس يا سارة لكن لا أحد يعرف أين يكون النصيب "
وقفت ملاك تقول بحزن بالغ " لماذا اختطفوها، ماذا يريدون منها، ومتى سيكفون عن مطاردتها "
مسحت تولين دموعها مجددًا وهي تشعر بأنها لا تطيق البقاء هكذا لا تعلم شيئًا عن كنزي التي من الممكن أن تكون الآن تتعرض لبطش الشافعية ووقفت تقترب من النافذة وتقول بتوتر بالغ
" لم يعد أحد، يبدو أنهم لم يجدوها "
قالت فاطمة
" ادعوا لها أن يحفظها الله أينما كانت وأن يعجل بوصولنا إليها، إلزموا الدعاء "
قالت تولين
" فليحفظها الله أينما كانت بحفظه الكريم ويردها إلينا ردا جميلًا "
لمحت تولين سيارات تقترب فركضت نحو الباب تقول
" هناك من عاد "
فتحت الباب ومن خلفها الفتيات لتتفاجيء أن الجميع قد عادوا، بل إن شباب عائلة الجوهري قد عادوا أيضًا مع مؤيد فبدى المشهد كما لو أنهم جيشًا عاد مهزومًا هزيمة نكراء سودت وجوههم ونكست رؤوسهم وجعلتهم يشعرون بعجز شديد، اقترب منها مؤيد الذي بدى خلال ساعتين وأكثر كأنه كبر عشرين عامًا فأفسحت له تولين الطريق ليدخل ومن خلفه بشر وسلطان والشباب لتسألهم بخوف من الإجابة الواضحة وضوح الشمس فوق وجوههم
" أين كنزي، لماذا عدتم ولم تعيدوها معكم "
قال بشر
" تولين، نحن لم نترك مكان محتمل يخص الشافعية إلا واقتحمناه عنوة، لقد فعلنا كل ما بوسعنا ولكن لا أثر لها ولم يعد بيدنا سوى انتظار مكالمة ممن خطفوها "
قالت تولين بانفعال
" بالطبع لا، هذا ليس حلًا، أن تجلسوا بعجز تنتظرون مكالمة قد لا تأتي ليس حلًا، ابحثوا مؤكد سقط منكم مكان …مؤكد غفلتم عن مكان، لا توقفوا البحث "
قال عمر
" حور محقة يا مؤيد، انتظارنا لهذه المكالمة يعد استسلام من طرقنا "
صرخ به مؤيد الذي أوهنه الفزع وتمكنت منه قلة الحيلة
" من فعل هذا بأختك لن يكون في مكان معلوم أو مكشوف لنا، سنظل ندور حول بعضنا حتى تنفذ قوانا وتخور تمامًا بينما أختك أبعد ما يكون عنا، هم يريدون الميراث ..المحامي سيجهز الأوراق فليأخذوا ما يريدون ويردوها إلينا "
قال سلطان بحدة
" هؤلاء لا يؤتمن جانبهم، الفتاة بين يديهم وقد يفعلون بها شيء "
صرخ مؤيد قائلًا
" أعلم هذا وأفكر به بل وعقلي يأخذني إلى ما هو أبعد وأصعب، لكني لا أعرف ماذا أفعل، لقد اقتحمنا كافة أوكارهم "
قال زكريا
" لنقتحم قصر الشافعية، لنحرقه بمن فيه، الشباب بالخارج متآهبين لفعل أي شيء وينتظرون كلمة منك " صرخ به مؤيد وقال
" الموت لا يأتي سوى بالموت، وأنا لا أريد لصغيرتي أن تموت على يدهم"
حين قال مؤيد هذه الجملة بكت الفتيات حتى فاطمة التي كانت لأول مرة تعاصر أزمة مريرة مثل هذه، كانت لأول مرة تكن داخل كارثة حقيقية لتلك الدرجة وهذا دفعها لتقول رغم ضعف يقينها في ما تستطيع تقديمه لهم
" أظن أنه يمكنني أن أساعد " التفتت لها الأنظار فقالت بتعاطف وحرج
" أنا فقط أشعر بثقل محنتكم وأريد أن أساعد ولا أعدكم أن يسفر هذا عن شيء لكني سأحاول "
سألتها تولين بلهفة
" كيف فاطمة …ما الذي تستطيعين فعله "
قالت فاطمة بتوتر بالغ
" سأجري مكالمة مع صديقة لي، لربما استطاعت مساعدتنا"
نظر لها سلطان بغضب شديد وقال
" لا تورطي نفسك في أمور كهذه، فمؤكد صديقتك لن تصل لما عجزنا عن الوصول إليه "
قالت فاطمة باحراج جم وتوتر بالغ
" ثق في أنت لا تعرفها " قالت سارة
" دعها تحاول يا سلطان نحن الآن في حاجة لكل مساعدة ممكنة "
صمت سلطان يناظر فاطمة بقلق تفهمته واحترمته وبقيت ساكنة تنتظر أن يسمح لها ليسألها عمر بلهفة
" هل صديقتك ذو سلطة بالدولة "
ارتبكت فاطمة ولم تعرف بما تجيب ونظرت لسلطان الذي سمح لها بذلك رغم أنه لم ينطق بكلمة واحدة، لقد قرأت نظرته وأسرعت تهاتف يهدين وهي تدعو الله أن يكون هناك ما تستطيع يهدين فعله لإنقاذ كنزي التي يبدو أنها وقعت في يد جبابرة.
༺༻
كانت يهدين تتابع حركة حكم بتركيز حين رن هاتفها برقم فاطمة فنظرت للهاتف بعجز وترددت لحظات لا تريد أن يشتت تركيزها لكنها من الصعب ألا تجيب مكالمة فاطمة لذلك صبت كافة تركيزها على حكم وهي تفتح مكبر الصوت وتجيب بصوت مرهق
" فاطمة ظننتك منشغلة بالحفل"
أجابتها فاطمة بحرج بالغ من العيون المصوبة نحوها وقالت
" يهدين أنا أحتاج لخدمة عاجلة منكِ "
توسعت أعين فخر بنظرة جعلت فاطمة تتحاشاه فيما تنبهت يهدين لنبرة فاطمة المتوترة وسألتها
" هل أنتِ بخير، هل أساء لكِ إخوتكِ مجددًا "
قالت فاطمة
" لا الأمر لا علاقة له بي لكنه خطير، وفكرت في أنكِ ربما …
قاطعتها يهدين تسألها بقلق
" تحدثي يا فاطمة، ما الذي يدور عندك، أرجوكِ كوني مباشرة لأن أعصابي الآن على المحك "
أجابتها فاطمة وقد شعرت بتهور فكرتها
" كنزي صديقة سارة ابنة عمي اختطفت على يد عائلة يسمون الشافعية و….
قاطعتها يهدين تقول بصدمة
" كنزي أخت مؤيد الجوهري، أليس كذلك"
قالت فاطمة
" نعم هي لقد أرسلوا لنا مقطع مصور لها كانت مكبلة وبجوارها طفلة و ….قاطعتها يهدين تقول ببكاء
" يا إلهي .. إنها ماسة، هل كانت بخير "
سألتها فاطمة بعدم فهم وصدمة من بكاء يهدين
" ماسة من ؟؟"
وقف مؤيد بصدمة أكبر واسم ماسة يخترق غمامات حزنه ويحيل كل شكوكه ليقين لا يقبل الشك ينظر لفاطمة التي توسعت عيناها وهي تسمع يهدين تقول
" ابنته "
سألتها فاطمة
" ابنة من ، السيد مؤيد ليس متزوج "
سألها مؤيد بانفعال
" مع من تتحدثين "
نظرت له فاطمة بضياع وسألته لتتأكد مما تسمعه
" سيد مؤيد هل التي مع كنزي في المقطع المصور ابنتك "
لم يجبها فهو لا يملك إجابة، الجميع يقول أنها كذلك، وهناك أوراق تقول أنها كذلك لكنه لا يعلم، سألت تولين بعد فهم
" ابنته كيف "
قالت يهدين لفاطمة
" إنها ابنته، أنا أعرف مكانهما، اجعليه ينطلق وسأرسل لكِ الاحداثيات حالًا "
سألتها فاطمة بذهول
" كيف تعرفين مكانهما، أنا بت لا أفهم شيء "
صرخت بها يهدين
" لا وقت للشرح فاطمة، أرجوكِ اجعليه ينطلق "
نظرت فاطمة لمؤيد وقالت رغم ما أبلغتها به رغم غرابته، وساورها للحظة شعور غريب كما لو أنها هاتفت عرافة وليس صديقتها
" أنها تعرف أين هما، وتقول لك لا تضيع وقت وانطلق وهي سترسل لك الاحداثيات حالًا " قال بشر بصدمة كبيرة
" من هذه، وكيف تعرف مكانهما، من فضلك فاطمة وضحي لنا ما يحدث، فليس من المنطقي أن نسير خلف حديثها ونحن لا نفهم شيء "
قالت فاطمة ليهدين بارتباك
" يهدين كيف تعرفين كل هذا " أجابتها يهدين
" حكم في طريقه إليهم ومعه سيادة، لقد اختطفوا شيراز أيضًا، أنا أبحث عن مكانهم منذ ساعات ولت ولم ألتقط أنفاسي حتى عثرت عليه، اجعلي مؤيد يتحرك من أجل أخته "
تنفست فاطمة بعمق ووقفت في مواجهة العيون المصوبة نحوها وقالت
" يهدين تقول إن الشافعية لم يخطفوا كنزي وشاهين فقط، هناك امرأة تدعى شيراز أيضًا خطفت من قبلهم ويهدين كانت تبحث عنها حتى وصلت لمكانها والسيد حكم المنصوري في طريقه إليهم هو وسيدة تدعى سيادة من المفروض أنها والدة ماسة وزوجة السيد مؤيد "
قالت ملاك بذهول
" سيادة ….
قاطعها مؤيد وهو يقول بغضب شديد
" من صديقتك هذه "
لم يأته الرد من فاطمة بل جائه من فخر الذي قال
" لنذهب يا مؤيد فمن تسأل عنها إنها إنسانة إن قالت أنها تعرف فهي فعلًا تعرف، فلا أحد يضاهيها مهارة في اختراق الخصوصيه والوصول لمن تشاء وقتما شاءت "
كلماته كان كسهام طائشة أصابت حشا يهدين التي أسرعت تغلق الخط وهي تبكي لتتجرأ حينها فاطمة وتنظر له بغضب شديد فيركض مؤيد إلى الخارج بسرعة دفعت الجميع لاتباعه تاركًا من خلفه عقول تفكر وأسئلة كثيرة على الأفواه معلقة.



انتهي الجزء الثاني من الفصل التاسع عشر
انتظرو الجزء الثالث ❤️
قراءة ممتعة ❤️❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 08:05 AM   #183

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

فصل كاتم للانفاس حنستني اسبوع ازاي لحد ما ينقذوهم حبكة رائعة ورواية أروع

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 11:12 AM   #184

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي ارض السيد

فعلا فصل خاطف الأنفاس انشاءالله يوصل الجميع وينقذوهم من المجرمة ويخلصنا منها ننتظر على نار تسلم ايدك

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 05:27 PM   #185

سما إسماعيل

? العضوٌ??? » 504389
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » سما إسماعيل is on a distinguished road
افتراضي

رائع كالعادة 💐❤️❤️

سما إسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 05:35 PM   #186

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
فصل كاتم للانفاس حنستني اسبوع ازاي لحد ما ينقذوهم حبكة رائعة ورواية أروع
حبيبتي تسلمي كلك زوق ولطف
اتمنى الأحداث القادمة تكون اقوى وتكون عند حس ظنك ❤️❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 05:36 PM   #187

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما إسماعيل مشاهدة المشاركة
رائع كالعادة 💐❤️❤️
حبيبتي منوراني ❤️ تسلمي كلك زوق ولطف ❤️❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 05:37 PM   #188

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء يافي مشاهدة المشاركة
فعلا فصل خاطف الأنفاس انشاءالله يوصل الجميع وينقذوهم من المجرمة ويخلصنا منها ننتظر على نار تسلم ايدك
حبيبتي بجد انتظارك شرف ليا اتمنى دايما اكون عند حسن ظنك ❤️❤️❤️❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-22, 01:09 AM   #189

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

مش ممكن انتى رائعة والفصل رائع مش قادرة اخذ نفسى ايه الشر الرهيب ده جبروت زيزيت دى

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-22, 03:27 PM   #190

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي هاني مشاهدة المشاركة
مش ممكن انتى رائعة والفصل رائع مش قادرة اخذ نفسى ايه الشر الرهيب ده جبروت زيزيت دى
حبيبتي تسلمي كلك زوق ولطف ❤️
يارب اقدر اكون عند حسن ظنك دايما 🌹❤️


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.