آخر 10 مشاركات
76 - أيام في العذاب - كارولين جينتز (الكاتـب : فرح - )           »          71 - طال انتظارى - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          413 - حبيبتي كاذبة - لين غراهام (الكاتـب : فرح - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          9 - الرحلة - آن ويل - ق .ع ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          83 - حائرة - فيوليت وينسبير - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-23, 02:26 PM   #121

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

لا تنسوا الباقيات الصالحات :

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

MeEm.M and اليمامـة like this.

صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 05-09-23, 02:50 AM   #122

قلب من ورق

? العضوٌ??? » 351807
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 620
?  نُقآطِيْ » قلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
روايه جميله وسرد ممتع

MeEm.M and اليمامـة like this.

قلب من ورق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-23, 03:24 PM   #123

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق.
لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله.
لا اله الا الله.


( الفصل العاشر )

———




- كيف حاسة الحين؟ أحسن؟
لم يأتيها أي رد، ولم تنتظر أصلا.
وهي تجلس على جانب السرير، تحني ظهرها لتبلل منشفة صغيرة بيضاء من اناء به ماء دافئ.. ثم تعتدل وتبدأ بمسح جسد المريضة بجانبها بكل هدوء.. وهي تعلم في داخلها بأي وضع تلك المريضة.
تود لو تنهض الآن وتضرب رأسها فتتخلص منها.
لكنها لا تستطيع.. فهي مشلولة، طريحة الفراش منذ سنوات.
بعد حادث مروري فقدت به قدرتها على السير.
تحدثت هانا مجددا بنبرتها الباردة وهي تنتقل الى الجهة الأخرى:
- جيتك أحكيك وش صار معي، قبل كم يوم وانا اتمرن شفت جثة في الجبل.. تدرين شوفتها ايش سوت فيني؟ وبإيش ذكرتني! ما يحتاج أقول لك صح!
تحدثت تلك المرآة أخيرا بنبرة حاقدة ولسان ثقيل:
- أدري.. وما راح ألومك على شيء، حتى لو عذبتيني وذبحتني بيدينك الثنتين ما راح أقول شيء، بتحمل كل شيء يا ترف، بس عيالي.. عيالي لا تاذينهم يا ترف ما لهم ذنب باللي سواه أبوهم.
ضحكت هانا بصوت صاخب، ضحكة غريبة للغاية.. ربما لو كانت في عمل سينمائي كانت ستسمى بالضحكة الشريرة.
ذلك الجانب الذي لم يراه منها أحد، ولم ترغب بإظهاره أيضا.
وهي تقرب وجهها من عزيزة للغاية مسقطة المنشفة على الأرض٫ وجهها تحول بالكامل حتى لم تعد عزيزة تظن ان بقلبها ذرة رحمة:
- عيالك؟ من آذاهم؟ أنا؟
- أدري انك ماخذتهم عندك رهائن؟ ربطتيهم فيك بهالطريقة عشان تنتقمين منا.
تهزّ رأسها موافقة:
- عندك وجهة نظر برضو، لكن صدقيني ما كانت هذي نيتي أبدا.. بالعكس حبيت أساعدهم عشان يعيشون حياة طيبة وينسون المعاناة اللي عاشوها بسببكم، لكن ما دام هذي كانت فكرتك عني.. ما راح انكرها، طالما انها تعذبك وتحسسني بالنشوة.
تقف متكتفة مبتعدة عنها ناحية النافذة:
- الظاهر في احد زارك، ولا من وين تجيك هالفكرة عني؟ فجأة وبدون سبب.. الا اذا دريتِ اني…….
تكمل عنها عزيزة:
- ما كنتِ فاقدة ذاكرتك.
قالتها عزيزة بصوت جريح وعيناها تدمعان.
ثم بدأت تبكي بصوت حزين يقطع انياب القلب.
بينما تنظر اليها هانا ببرود ودون ان ترمش، الا ان عيناها كانتا تلمعان بشدة.
وكأنها تستمتع برؤية ذلك.. حتى تحدثت عزيزة مجددا وبصعوبة بالغة من بين شهقاتها:
- تكفين ترف.. أرجوك، أبوس رجولك اتركي مارثا وأوس، راح اعتذر واسوي كل شيء عشان تحسين انك افضل، بس اولادي لا، انا عشانهم سويت كل اللي سويته، والندم ياكلني كل يوم، ما اقدر اذوق طعم النوم والراحة، من اليوم اللي تركت فيه بيتي وجيت هنا وجبتكم معي.
- تصرفتِ كذا لأنك أمهم، واجهتِ كل هالمصايب لوحدك وتغربتِ وعانيتِ عشان يكونون مرتاحين.. وعشان لا يعيشون بدونك، ليش أمي ما سوت كذا عشاني؟ ليش ما حاولت لو لمرة وحدة انها تقاوم عشان تجي تعيش معي؟
تسألها عزيزة بفضول واستغراب بما انها تجهل قصتها:
- ايش قصدك ترف؟ ايش تقولين؟
صرخت ترف فجأة وصارت تتحدث بانهيار وبشكل هستيري:
- ليش انا! ليش أنا لوحدي تعاملوني بهالطريقة! فكرتِ بعيالك، فكرتِ بمستقبلك ومستقبلهم.. طيب وأنا؟ أنا ليش ما فكرتِ فيني؟ ليش ما حطيتِ لي أي اعتبار؟ أمي لما قررت تتعاقب على جريمتها وتبقى في السجن كل اللي فكرت فيه نظرتي لها وخوفها من شعوري تجاهها.. ما فكرت تسألني عن رأيي، ما سألتني كيف شعوري وأنا عايشة بدونها، وجدتي لما قررت تعاقب أمي خطفتني وأخذتني رهينة عندها، حتى لما ماتت كانت أنانية، ما خافت عليّ ولا طلبت مني أهرب، بالعكس.. نادتني جنبها وهمست لي بشيء واحد في أذني وهو السبب اللي خلاني أعيش كل هالمعاناة، قالت لي وهي تحتضر.. ( انتقمي لي يا ترف، لا تخلي هالقاتل يتهنى بحياته بعد اللي سواه بجدتك ) وكل هالسنين أنا كنت رهينة هالطلب، كنت رهينة جدتي مو رهينتك انتِ بس! ليش؟ ليش ما لحياتي أي قيمة عند أحد.
كان صوتها ينخفض مع كل جملة تنطقها، حتى اختنقت في النهاية واختفى صوتها.
احمرّ وجهها من شدة الغضب والانفعال وهي تتجه نحو عزيزة التي كانت تبكي بصمت متألمة على ترف ونادمة:
- حتى هاللحظة، تطلبين مني ما آآذي عيالك! ما سألتيني حتى عن حالي، واذا كنت بخير ولا لا.. ايش قصتي وايش اللي صار معي، كيف كانت حياتي قبل لا يخطفني زوجك! صحيح انك مانتِ غلطانة وماحد يقدر يلومك على خوفك على عيالك.. لكن للأسف، ماني بموقف يسمح لي أتفهمك أو أفهم مشاعرك طالما اني انكشفت.. ما راح يوقفني شيء، راح انتقم.. لنفسي ثم لجدتي.
ابتلعت عزيزة ريقها بصعوبة وهي تحاول رفع يدها حتى تمسك بيد ترف ترجوها مجددا، لتبعد هي كفها بسرعة ثم تنحني تهمس لها:
- راح استغفر كثير عن ذنوبي، خاصة ذنبي تجاه أوس اللي اكتشفت انه يحبني.. بلغي هالشيء لزوجك، كل أفكارك السيئة عني وتخيلاتك لطرقي في الانتقام.. وبلغيه بعد اني ما راح أتوقف الا اذا ظهر قدامي، أدري انك على تواصل معه، من أول يوم جينا فيه ألمانيا.

خرجت هانا بعد ان حملت حقيبتها الصغيرة وابتعدت حتى دون ان تكلف نفسها عناء اغلاق الباب خلفها.
بينما تصلّب جسد عزيزة اكثر اثر الصدمة والخوف وعدم الاستيعاب.
كشفت لها ترف كل أوراقها، ام ربما شيئا قليل مما في جعبتها، لكنه في نفس الوقت عظيم وثقيل للغاية.
بدأت تكشف عن أنيابها أخيرا!
تعرف عن زوجها، وانه لا زال حيا في مكان ما على سطح الأرض يتواصل معها ويتقصى اخبار أولاده.
لكن.. ذلك الأمر لم يصدمها الى ذلك الحد، بما انها القت عليها صدمة أخرى قبلها.. ان ابنها الحبيب ( أوس ) واقع في غرامها!


أما هانا ( ترف ).. فقد أكملت خطواتها القوية بعد اعلانها الحرب الى خارج المستشفى.
الا انها ما ان توقفت بجانب الباب، شعرت بالأرض تدور وتدور ولا تستقر.
كادت ان تسقط من شدة ألم رأسها ومعدتها المفاجيء.
بعد ذلك، أصبحت رؤيتها ضبابية.. ففقدت توازنها وسقطت على الأرض.
( انتِ أولويتي.. وأبغى أكون بعد من أولوياتك، خلينا لا نهتم بأي شيء، ماضينا واللي عانيناه بسبب والدينا، راح تكوني الوحيدة اللي كون لها اعتبار في حياتي، وبكون الشخص اللي يبادر بسؤالك عن حالك، انتِ بخير؟ ).


———-


أن يدخل اليها مطأطئ الرأس خجلا.
لا يجرؤ على النظر اليها بعينيه الخائنتين، ولا يقدر على الكلام من شدة احراجه.
ليس ذلك ما تمنته حقا.
لكنها وبشكل غريب، شعرت بشيء مريح يداعب صدرها ويريح قلبها المثقل الحزين.
لم تقل شيئا، ولم تخبره بأي مما كانت تشعر، او حتى تعاتبه على تركه اياها بمفردها وركضه الى هانا، ونيته بالسفر معها.
ربما لأن هانا كانت بحاجة الى اغاثة؟
ولكن أيضا، لم تكن بمفردها.. بل كانت برفقة من يعتبرون عائلتها أساسا.
- أظنها رفضت السفر برفقتك.
تقولها بهدوء دون ان تنظر اليه.
ليجيبها:
- كما فعلتِ أنتِ أيضا.
كانت نبرته حزينة حقا وبها الكثير من العتاب، كادت أن تضعف أمامه مجددا وتنسى كل ما حصل.
الا انها تمكنت من التحكم في نفسها في اللحظة الأخيرة:
- تعلم ما أريده حقا في الوقت الحالي، السفر لا يستهويني أبدا منذ البداية، ولا أريد اجبار نفسي بينما لا أرغب بفعل شيء من الأساس.
- لكنك مستعدة دائما للذهاب لرؤية أوس وأخته، أو هانا.
كانت تمسك بمجلة بيدها، تركتها بقوة على الطاولة الصغيرة تنظر إليه غاضبة:
- لا تخبرني ان ذهابي الى هانا ومقاطعتي اياكما أغضبك حقا!
- نعم فعلتِ!
- مارك!
صرخت بإسمه بغضب شديد وهي تقف ويحمرّ وجهها من شدة الانفعال.
لكنه هو الآخر أيضا كان غاضبا، ليقف مقابلها ينظر اليها بذات النظرات:
بادرت ايما مجددا بالصراخ:
- من تظنّ نفسك لتختلي بها بعيدا عن الجميع.. وتنوي السفر معها أيضا؟ من سمح لك بذلك!
كان ينظر إليها بتعجب:
- ماذا حلّ بكِ فجأة؟ لمَ تتصرفين هكذا؟ ألم تخبرينني انك لا تمانعين تواجدي معها؟
اقتربت منه أكثر وهي ترفع رأسها تقف على اطراف أصابعها، تتحدث اليه بقسوة كما لم تفعل من قبل:
- وهل جننت لأفعل ذلك! هل جننت لأسمح لامرأة أخرى أن تحظى بك؟ هل نسيت من أنا ومن أنت.. وكيف كنا قبل أن نصبح الشخصين الذين نحن عليهما الآن!
أكملت تهمس بقهر كبتته منذ فترة طويلة، وكلام أثقل قلبها ولم تتمكن من البوح به لأحد، فقد خانها زوجها ومحبوبها، وغدرت بها صديقتها الوحيدة:
- منذ صغري كرهت مشاركة ما يخصني مع أي أحد، كائنا من كان.
اتذكر ذلك جيدا..
عانينا من ضيق في الأحوال المادية، لذا لم يتمكن والدي من شراء ما كنا نرغب به.
الا وانه رغم ذلك، في نهاية كل شهر.. وبعد أن يسدد جزءا من مبالغ القروض الخاصة به، يجلب لنا بعض الأشياء، جميعنا كنا نحب المثلجات، جدا!
لذا كان يقتني النكهات المحايدة لنتمكن من أكله معا.
لا يمكنك أن تتخيل مدى غضبي كلما أخبرتني أمي ان اتشارك العلبة مع شقيقتي الأصغر مني!
هل تعلم ماذا كنتُ أفعل في كل مرة تطلب فيها مني ذلك؟ كنتُ أهرب! ببساطة، أهرب إلى أبعد مكان تقودني إليه قدماي بعد منتصف الليل، بالرغم من ان الخوف كان يملأني بسبب الظلام الدامس وخلوّ الحيّ من البشر، وكنت أرتجف وأبكي وأنا اتناول المثلجات، الا ان ذلك كان أهون عليّ من أن أعطي شيئا من العلبة لأختي.
كيف لو تطلب موافقتي على مشاركتي إياك مع امرأة أخرى؟ هل ظننتَ أنني سأقبل بذلك؟ وأنا بكامل قواي العقلية!
هل ربما توقعتَ انني سأسمح لك؟
لذا.. هل ربما خاب ظنك!

تجمعت الدموع بعينيها وهي تحكي تلك القصة التي شعرت بأنها في منتهى السخافة بعد ان قصتها عليه، لتضرب صدره فجأة بقوة هادرة بغضب:
- تبا لك مارك، اللعنة عليك.. من تكون حتى تجعلني أحطّ من قدري بهذه الطريقة البشعة، اكرهك من كل قلبي.
اختفت عن عيناه بلمح البصر وقد هربت بسرعة راكضة الى الأعلى.. قبل أن يسمع صوت الباب القوي.
سقط على مقعده جالسا، متنهدا بحيرة وحزن شديدين.
لا يلومها أبدا ولن يفعل بالتأكيد، إيما لم تخطيء بشيء.. هو وحده المخطيء.
هو من جعلها بهذه الحالة، هو من قتل روحها وشخصيتها القديمة، هو من جعل ايما الحقيقية تختبيء خلف ستار أسود كبير.
وتأبى الظهور والعودة عليه..
كان سؤالها في موضعه الحقيقي وقد أعاد إليه شيئا من رشده.. من يكون هو حقا ومن هي وكيف كانا!
هو مارك الضعيف، وهي إيما القوية..
هو مارك الجبان، وهي إيما الشجاعة..
هو مارك الفاشل، وهي إيما الناجحة..
هو مارك المختبئ خلف أمه، وهي إيما التي أخرجته من هناك..
حين كان يتعرض للتنمر في المدرسة دافعت عنه وجعلته يدافع عن نفسه..
حين خاف من الخطو حتى خطوة واحدة الى مستقبله كانت هي من شجعته وأضاءت له الدرب..
حين تغير فجأة وفسد مع الفاسدون، شرب الخمر وسكر وعربد.. كانت هي في قمة نجاحها في مجالها..
وحين عاد إلى رشده بمساعدته أراد تركها والعودة إلى شخصيته التي كانت في الصغر، وأراد من والدته ان تحميه، وقفت بجانبه مجددا وأخرجته الى الدنيا، وساعدته حتى تمكن من اكتشاف ذاته وإلى أين يميل، فدخل في مجال التجارة ونجح بفضل الله ثم مساعدة إيما نجاحا عظيما.
بعد كل هذا.. جازاها بالخيانة!
حتى الآن، شيء بداخله يجعله يظن انه لم يخطيء عندما تزوج أخرى، لأنه لمّا فعل.. هدأت إيما وبدأت تتعافى من مرضها وصدمتها تدريجيا حتى وصلت إلى الحال الذي عليها الآن.

وهذا ما يجعله مرتاح البال أكثر من السابق..
لن ينسى تلك الليلة، حين خرج في موعد برفقة إيما فور مغادرة هانا.. وأخبرته إيما وهما على الشاطيء ان لبقائها معه بالرغم من كل ما ارتكب في حقها مصلحة! والتي لم تكن سوى انجاب طفل آخر!
غضب حينها بشدة، لكنه تحكم في نفسه.. لم يرغب بافساد تلك الليلة.
الا ان إيما التي كانت سعيدة أيضا، لم يكن لديها مانع لافسادها!
بعد أن تنزها طوال المساء حتى حلّ منتصف الليل وتحدثا كثيرا وضحكا واسترجعا الماضي سويا، فأخبرها وهو في قمة سعادته ونشوته أنه يرغب بالسفر معها والابتعاد عن ألمانيا لفترة.. فأجابته بشكل تلقائي وكأنه أمر عادي:
- لا أستطيع السفر حاليا مارك، بدأت بالذهاب إلى الطبيب لمتابعة محاولتي للحمل مجددا.
صمت طويل وغريب حلّ بالمكان بعد جملتها تلك.
مارك يحاول استيعاب تلك الصدمة بينما إيما تحاول تأكيد الأمر بصمتها، تريد ان تثبت له انها ليست مخطئة وانه من حقها.
لن تبرر ولن تشرح له أي شيء.
هكذا انتهت ليلتهم، لم تتحدث اليه مطلقا، ولم يستفسر هو ايضا.. كلاهما يعاند الآخر.
وكلاهما علما ان الآخر يريد منه ان يفهم مشاعره دون الحاجة الى الكلام، وهذا ما حصل حقا.
نامت إيما دون ان تبالي بالأمر، وظلّ مارك غاضبا حتى صباح اليوم التالي، حين اتصلت به مارثا وأخبرته بما حصل لهانا، فكانت تلك فرصة ذهبية اراد ان يستغلها ليرى ردة فعل إيما، والتي كانت آقسى مما تصور.
الا انه سعيد نوعا ما بالأمر.. اذ بدأت وأخيرا تدافع عن حقها وتبوح بما في خلدها.
وهذا مؤشر على ان إيما التي اشتاق اليها بشدة، ستعود قريبا.. ربما.


_______


يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة MeEm.M ; 07-09-23 الساعة 03:39 PM
MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-23, 03:29 PM   #124

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

الرياض

- وين بنروح؟
تسأل سيلين بعد ان ركبت بجانب ثائر بوجهها البشوش وصوتها المرح.
ابتسم ثائر يجيبها وهو يحاول اخفاء ارتباكه وتردده:
- بنروح ندور لنا شقة.
خفق قلب سيلين بشدة، واخفت يدها المرتجفة تحت كمها سريعا.
لاحظها ثائر على الفور لكنه تجاهل، ليسأل مازحا:
- ولا ودك نسكن في بيت أمي؟
- هاااه.. ايه عادي، ليش لا؟ بس تتوقع راح يقبلون؟ اني اسكن معهم؟
لم يتوقع ثائر اجابتها تلك، ظنّها تكره النزول من برجها العاجي وترك منزل والدها الفاخر، والابتعاد عن مثل هذا الحيّ الجميل، الا انه أجاب مبتسما:
- ليش لا؟ بالعكس راح يفرحون كثير خاصة أمي اللي ما ودها اني ابعد عنها يوم واحد، وللآن تكره انه شغلي بعيد.
- اجل اكيد راح تكره فكرة السكن بعيد عنها، خلينا لا نتعب نفسنا ونسكن هناك.
- متأكدة؟
- طبعا متأكدة، أنا بعد أحب أمك وودي أسكن معها.
أسعده ذلك كثيرا، ان تحب السكن برفقة عائلته.. لكنه أيضا كانت لديه مخاوفه التي لم يخبرها بها، ومضى في الطريق متجها حيث المجمع السكني الذي قرر البحث فيه.
التفتت اليه سيلين متعجبة:
- ثائر!
ابتسم وهو يفتح حزام الأمان:
- ندور احتياط، ما نعرف ايش راح يصير بعدين ونضطر نغير راينا، غير اني أعطيت الرجال كلمة وقلت اني بجي أشوف الشقق اليوم.
لم تتمكن سيلين من الرد عليه حتى مع ترددها، بل رفضها لفكرة البحث عن منزل.

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
ـــــــ



ألمانيا - المنتجع

كان ألم رأسها يزداد مع كل حركة تفعلها وان كانت بسيطة.
مع ذلك.. شعرت انها لا تملك وقتا للراحة أكثر.
فور أن أوقفت السيارة في مكانها المخصص، دخلت الى المنزل لتطمئن على ليا.
لم تجدها هناك، فعلمت انها ذهبت الى المنتجع بالفعل.
خرجت بدورها واتجهت الى هناك.
كانت أيام قليلة تلك التي غابت فيها عن العمل وعن هذا المكان، الا انها شعرت بالحياة ما ان رأته، وكأنها غابت سنينا وأعوام.
- ميرا.
كان ذلك صوت ليا التي كانت تجلس في مقعدها المعتاد وأمامها بعض الطعام.
اقتربت منها ومسحت على رأسها بحنان:
- هل نمتِ جيدا؟ وكيف كانت زيارتك للطبيب؟ أعتذر لأنني لم أتمكن من انتظاركما، نمت مجددا دون أن أشعر.
- لا عليك، أنا بخير تماما لا تقلقي بشأني، لينا أيضا عادت ألى السكن فور أن أوصلتني، أخبرتني انها بحاجة إلى المذاكرة.
هزّ ميرا رأسها بتفهم، لتسألها ليا:
- أين كنتِ منذ الصباح الباكر؟ استيقظت ولم أجدك.
لم تجبها ميرا وهي تتنهد بضيق، لتسأل ليا بقلق:
- هل كل شيء على ما يرام؟
ابتسمت لها ميرا وهي تنهض وتربت على كتفها:
- بالتأكيد، كان لديّ عامل عاجل يخص المنتجع أردت الانتهاء منه باكرا، لا تقلقي.. سأعمل الآن، ان احتجتِ الى شيء اطلبيني.

ابتعدت عنها ميرا وصارت تتأمل المكان، وتتفقد الأحوال.
تريد معرفة ما حدث في غيابها.. كانت الأمور منظمة ومرتبة للغاية، وكأنها لم تغب عن المكان يوما.
ستعترف بذلك، لؤي جدير بالثقة حقا، لم يكن مجرد فتى مدلل لعائلة غنية كما حكمت عليه مسبقا.

وقفت في مكانها تنظر اليه، تتأمله بصمت دون أن تشعر.
بعد ان انتهت من جولتها وكانت على وشك الدخول إلى المطبخ، كان هو خارجا منه.
كانت تعابيره غريبة، لم يكن غاضبا.. لكنه لم يكن راضيا أيضا.. كانت نظراته حادة، وغير مفهومة بذات الوقت.
ارتبكت بشدة لمّا تلاقت نظراته وإياها، فآبعدت عيناها بسرعة وعادت إلى الخلف خطوتين لتسمح له بالمرور.
- قلتِ بتأخذين إجازة اليوم.
- وقلت اني وقحة وأنانية! ما بغيت تطردني بصفتك المالك وأنا مجرد موظفة عندك.
- ما في داعي تحقدين عليّ بسبب كلام قلته بلحظة غضب، ما كنت أقصد شيء لما قلت انك مجرد موظفة، لأن المنتجع كان يفتقدك بصفتك مالكته الأساسية حتى لو ما كان باسمك.
لا تدري لِمَ تأثرت للغاية بكلامه، هل لأنه كان مؤثرا بالفعل أم لأنها تافهة! أم بسبب تراكم الأمور عليها!
رفعت عيناها إليه برجاء، تريده أن يؤكد ما قال.
ليرتبك هو الآخر من لمعة عينيها، كان متفاجئا للغاية من ردة فعلها تلك.
ليهزّ رأسه إيجابا يمنحها ما تريد من الإجابات.
فضحكت هي بعفوية:
- شكرا على اعترافك بهالشيء.
هل يتوهم؟ أم أنه حدث فعلا!
أمر مستحيل كهذا يحدث آمامه بالفعل!
وتحققت المعجزة، ميرا ضحكت!
ضحكة حقيقة وعفوية، وليست مجرد ابتسامة ساخرة كما اعتادت ان تفعل.
وعلى اثر تلك الضحكة، شعر لؤي ببعض الارتباك.
الا انه سمح له بقول ما كان لديه:
- لو حابة تاخذين إجازة اليوم خذي، قلتِ انه عندك مسألة شخصية، حليها وارجعي.
هذه ثاني جملة تصدر من لؤي في هذا اليوم وتجعلها تشعر بالتعجب حقا:
- خلصتها، بس غريبة منك هالشيء، امس بغيت تاكلني بقشوري واليوم؟
- ما كنت مراعي لظروفك.. لا تجادلين كثير خلاص.
نعم هذه شخصيته الحقيقية، الآن فقط ارتاحت وزالت الغرابة.
ليسأل:
- انتِ بخير؟
لا، لم تفعل.. لم تزول تلك الغرابة بعد!
تنظر اليه رافعة حاجبيها بغير تصديق، لينتبه هو الى نفسه.
كاد ان يفضح نفسه ويخبرها انه لحقها الى الغابة وسمع بل رآى كل ما حصل، شهد أيضا اضطرابها الشديد بعد ابتعادها بالسيارة عن ذلك الرجلين.. حتى انها كادت ان تصدم شجرة ما، حينها أوقفت السيارة لبعض الوقت بينما هو في سيارته أيضا بعيدا عنها بمساحة بسيطة.
استغرقت ٢٠ دقيقة تقريبا قبل أن تعاود القيادة وتكمل طريقها، وطوال هذا الوقت كاد يحترق في مكانه قلقا عليها، حتى انه أوشك على النزول والاطمئنان عليها.. لكنه لم يتمكن، بماذا كان سيخبرنا حينها؟
انه لحق بها لأنه شك بها؟ بل لأنه خاف!

الآن..
تنحنح لؤي مرتبكا مبعدا أنظاره عنها قائلا:
- ليا قالت لي انك كنتِ تعبانة أمس.
لم ينتظر ردها وهو يبتعد عنها خشية أن يرتكب خطأ ما، أما هي فلاحقته بنظراتها.. مستغربة غير قادرة على استيعاب ما حصل.
هل تغيّر لؤي بهذه السرعة؟
يبدو كشخص آخر تماما.
لا يدري كم أثر بها سؤاله عنها وعن حالها.
بعد ما مرّت به منذ الصباح الباكر..
كان الأمر بديهيا للغاية، ان تبحث الأم عن ابنتها المختفية منذ ١٥ سنة، ليس مستغربا على الإطلاق.
لكنه كان مؤلما للغاية ان تكتشف بتلك الطريقة.
قبل يومين وحين أتاها اتصال من شخص غريب، يخبرها ان على والدتها دين لم تسدده، وأخبرها أيضا انه من عصابة ما.
كانت خائفة للغاية، لم تعرف كيف تتصرف.. ظلّ تروح وتجيء من وإلى المدينة تشغل نفسها، على الرغم من انها كانت تتحرق فضولا لمعرفة فحوى الأمر، لكنها لم تكن مستعدة للمواجهة.
حتى شجعت نفسها أخيرا وقررت مقابلتهما.
لم تكن قوية مطلقا، ولم تكن أهلا لمقابلتهما بمفردها لكنها أجبرت نفسها على ذلك.
لا تدري كيف سيتصرفون فيما بعد، ان تجاهلتهما سيفعلان أي شيء لمعرفة مكانها حينها ستعرض ليا ولينا للخطر.
وان أبلغت الشرطة لم تكن لتتمكن من معرفة ما كانت تفعل والدتها قبل وفاتها.. خفية.
لا تدري من أين أتتها كل تلك الشجاعة للوقوف في وجهيهما بقوة بل وتهديدهما أيضا بينما كانت ترتجف رعبا من الداخل.
حتى ذهبت عنهما، وقد زاد صداعها وشعرت بالدوار، فهي لم تتحسن بعد وحرارتها لا زالت مرتفعة.
شيء مثل الضباب أغشى عينيها، وكادت تصطدم بشجرة لولا ان الله لطف بها وتمكنت من التحكم وإيقاف السيارة قبل أن تحلّ بها مصيبة.
لم تتمكن من مواصلة طريقها لبعض الوقت، وهي تسترجع بعض الذكريات عن والدتها المسكينة.
لا تذكر انها ضحكت يوما براحة ومن كل قلبها، سوى الأيام التي كانت تعود بها لينا وقد اجتازت امتحان ما ونالت درجة عليا.
ثم حين تمّ قبولها في كلية الطب، ذلك اليوم كان الأسعد على الجميع.
بالرغم من انها كانت مثلها، تشغل نفسها بالعمل وأمور المنتجع، الا انها لم تعِش يوما واحدا خاليا من الهمّ والحزن!
وكانت ميرا وحدها من كانت تراقبها كل حين، يغضبها ما تفعل والدتها، ان لا تسمح لنفسها بالسعادة.
تذكر أحد الأيام قبل سنتين تقريبا، لم تتحمل ميرا رؤيتها على ذلك الحال.. سئمت وتعبت، فغضبت منها دون ان تشعر، وارتكبت فعلة حمقاء للغاية، وهي تبكي أمام أمها مستاءة:
- إلى متى بتظلين على هالحال يمه؟ أبوي له سنين متوفي ولا زلتِ تبكين عليه! وليا وقاعدة تتعالج في احسن مستشفى وعند أفضل دكتور، وعندنا بيت نسكن فيه وناكل أحسن أكل، وشغل يوفر لنا كل سبل الراحة، ليش كل هالحزن والهمّ!
لم تجبها والدتها وهي تتأمل الأرض بصمت، والدموع تترقرق بعينيها، لتكمل ميرا غاضبة:
- ليان صحيح! لسه تفكرين فيها؟ لسه شايلة همها؟ وهي اللي تركتنا وهربت بكامل ارادتها وبرضاها، تبغى تعيش بعيد عنا، مو حابة العيشة معنا ليش انتِ تبغين ترجعينها؟ خليها تروح في ستين داهية اللي ما فكرت لا فيك ولا فينا هالأنانية، لو كانت تحسب انها بهروبها بتعيش حياة سعيدة ومريحة بدون لا تضطر تقبل مساعدة أحد خليها بكيفها، ليش تحزنين عليها هالقد وتشيلين همها! انسيها تكفين.
- كيف تبغين أنساها؟ هي بنتي يا ميرا، حتى لو غلطت بتظل بنتي وبنتظرها.
لتصيح ميرا بنفاذ صبر:
- وأنا بعد بنتك! أنا ولينا بناتك، كل اللي تهتمين فيهم ليان وليا، يعني لازم نصير مثلهم عشان تلتفتين لنا شوي؟ يا نمرض أو نختفي!
نهضت والدتها سريعا تهزّ رأسها وهي تبكي وتقترب من ميرا، ثم تضمها بقوة وكأنها خافت أن يحصل بهما هكذا أيضا:
- لا ميرا، لا يا روحي لا تقولين مثل هالكلام بسم الله عليكم، اعترف اني مقصرة معكم وظلمتكم، أنا آسفة سامحيني.. آسفة يا قلبي آسفة، انا لولا الله ثم انتوا ما كنت عايشة بهاليوم وواقفة على رجولي، انتم مصدر قوتي بعد الله، الله يبعد عنكم الشر.
- ادعي لها يمه، بس تكفين، لا عاد تجيبين طاريها ولا تفكرين فيها قدامنا، أرجوك.
أحاطت والدتها وجهها بكفيها ومسحت دموعها ثم قبلت جبينها:
- ابشري يا ميرا، أوعدك بهالشيء.. سامحيني.

نفذت والدتها ذلك الوعد، لم تنطق باسم ليان أبدا بعد ذلك اليوم.
كانت تضحك وتبتسم كثيرا، وتعاملهم بمزيد من اللطف والحنان، ولم تظهر حزنها وهمها مجددا.
مع مرور الوقت، نسيَت ميرا الأمر تماما، لشدة ما شعرت بالراحة من تحسن مزاج والدتها.. لذا كانت صدمة وفاتها شديدة عليها.. كيف تموت امرأة صغيرة في السن بهذه السرعة دون أن تمرض قبلها أو يظهر عليها شيء؟
هكذا دون سابق انذار!
ما حصل كان أمر الله النافذ بالتأكيد، لكن هذا حال كل انسان يفقد شخص غالي مقرب منه بشكل مفاجيء.. يصعب عليه تقبل الأمر
.أقَتلها الحزن الذي أخفته عنهم؟ أماتت من الهم والضيق الذي لم تتمكن من اظهاره بسببها هي!
لا تدري ماذا سيحصل في الأيام القادمة، لكنها متأكدة من شيء واحد، أنها لن تسامح نفسها أبدا، ستعيش عمرا طويلا حاملة ذلك الذنب، ستسمح لتأنيب الضمير أن يثقل كاهلها حتى تموت حزينة ووحيدة في مكان ما.. نعم، لن تسمح لنفسها ان تعيش بسعادة بعد ان تسببت في وفاة والدتها.

كانت تفكر بكل تلك الأشياء خلال الـ٢٠ دقيقة التي أوقفت بها السيارة، حتى شعرت بالاختناق.
فتناولت دواء مسكنا آخر، دون ان تسمح لنفسها بالبكاء، لا تستحق ان تشعر بالراحة التي تلي البكاء!


ــــــــــــــــــــ


الرياض

- انهبلت! وش هذا اللي قاعد تقوله وانت جايني بعد شهور من اخر مرة شفتك فيها؟
ابتسم مسعود بارتباك وهو يمسك بكفي والدته:
- ما انهبلت يمه هذا الصدق، وانا آسف اني فاجئتك.
تنظر والدته صفية ناحية زوجها، ثم ابنها الكبير مساعد.. الذين كانا يتحاشان النظر اليها:
- انتوا ليش مو مصدومين مثلي؟ كأنكم تعرفون الموضوع من قبل!
وأكملت تبتسم بغير تصديق:
- لا يكون هذا اللي رحتوا له عشانه! خطبتوها من وراي؟
يجيبها مسعود بسرعة ليتدارك الموضوع ويبعد والده واخيه عن المشكلة:
- ما كانوا يدرون يمه، انا حطيتهم قدام الأمر الواقع وخليتهم يطلبون يدها من أبوها وأعمامها.
أبعدت يديه بقوة تنظر اليه وهي في غاية الصدمة والتعجب مما تسمع:
- نعم؟ ليش طيب؟ ليش تتصرف كذا فجأة بعد ما رفضت تتزوج آلاف البنات من العوائل المحترمة.
- وقتها ما كنت مستعد، بس الحين ابي اتزوج وأستقر في هذاك المكان.
لا زال الأمر غريبا:
- ما يخالف تزوج واستقر وين ما بغيت ما عندي مشكلة، بس ليش هالبنت ومين تكون؟
تنهد مسعود، كيف يشرح لها الأمر؟ وكيف يخبرها من تكون!
يذكر وعده لمساعد بأنه لن يخبر والدته بحقيقة الأمر أبدًا، وأن تلك الفتاة ربما لها علاقة بالقضية، لا يريد لأمه ان تمرض أكثر.
يكفيها مرضها من جفاء ابنتها امان وبعدها عنها وحرمانها منها طوال هذه السنوات.
- ما عندي اهتمام بأي بنت يمه، هي بنت مشرفي عائلتهم كويسة جدا وسمعتهم زينة، ولا عندي سبب يخليني اختارها هي بالذات، لكن قررت خلاص، وودي لو توافقين وتعطيني اذنك، البنت طيبة وأهلها طيبين وهذا يكفيني.
- اذا ما عندك سبب مقنع خلاك تختارها انا بعد ما عندي سبب يخليني أوافق! تركت كل البنات اللي رشحتهم لك ورحت تخطب وحدة من ديرة لا نعرفها ولا قد سمعنا عنها! وتبغاني أوافق بسهولة؟ لا يا مسعود انسى.
ينظر مسعود الى والده وأخيه مستنجدا، ليتحدث مساعد مترددا:
- دامه مصر روحي شوفيها قبل واحكمي ما راح تخسرين شيء، اذا ما اعجبتك ولا حسبتيها مناسبة له راح يرجع يفكر مرة ثانية.
- بس انا بتزوجها بكل الأحوال.
توجهت الأنظار اليه، والدته الغاضبة والمتعجبة من إصراره الغير مفهوم، ووالده المستاء من الوضع، ومساعد الذي اوشك على القيام وضربه لافساده خطته، كان عليه ابداء رأيه فيما بعد وبطريقة افضل ليس هكذا!
- مسعود!
تناديه والدته كأنه ترجوه ان يفهمها الأمر اكثر ويشرح لها سبب إصراره، الا انه نهض وخرج من المنزل لا يريد الجدال اكثر.
ظلّت صفية جالسة في مكانها لا تستطيع تصديق الأمر، بينما مساعد يفكر كيف أصبح هذا الأحمق الصغير محققا وهو لا يملك من الصبر ذرة واحدة.
صار ووالده يحاولان اقناع صفية بالذهاب لرؤية الفتاة، ربما ستغير رأيها، كما فعلا هما.
ربما سترتاح لها كما ارتاحت هما لوالدها وأعمامها.
لا أحد منهما أراد تذكيرها بما حصل حين اختارت هي مستقبل ابنتيها امان وألماس، وكيف عانتا ولا زالت أمان تعاني.
لكن هي بنفسها تذكرت ذلك وترددت وأخذت تفكر بجدية.

أما مسعود…
خرج من منزل والديه وقاد سيارته نحو المدينة، حيث منزله هو وأمان اخته الكبرى ووالدته الثانية.
كان متضايقا لمعرفته ان أسلوبه كان خاطئا، على الرغم من انه أتى مستعدا للأسوأ.
لمعرفته ان العادات القديمة لا تختفي بسهولة، والدته لم تتب بعد، لا زالت تريد اختيار شريكته المستقبلية حتى بعد ان رأت كيف كان مصير من فعلت بهم ذلك، بينما ما اختاروا بأنفسهم سعداء للغاية، كمساعد وآلاء.
يعلم أيضا ان الأمر ليس خاطئا، ان تبحث الأم عن شريكة او شريك مناسب لابنها او ابنتها، لكن عليها أيضا معرفة رأيهم أولا، تفهم أسباب رفضهم ان رفضوا.. لن تخسر شيئا ان فعلا ذلك، في النهاية هم من سيعيشون حياتهم مع أولئك الشركاء وليست هي.




_____




اللهم ارحم مارية وأعمامي وأجدادي وجميع أموات المسلمين، اغفر لهم وعافهم واعفُ عنهم، برد قبورهم وأرِهم مقاعدهم في الجنة يارب العالمين، اللهم آمين.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




التعديل الأخير تم بواسطة MeEm.M ; 07-09-23 الساعة 04:11 PM
MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-23, 08:48 PM   #125

Hedaya m m

? العضوٌ??? » 384159
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 167
?  نُقآطِيْ » Hedaya m m is on a distinguished road
افتراضي

Wooooooooooooooooooooow

Hedaya m m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-23, 04:08 AM   #126

Modhy777

? العضوٌ??? » 334436
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 75
?  نُقآطِيْ » Modhy777 is on a distinguished road
افتراضي

……..,,,,,,,,,,,,,,,………….,,,,,,,,,,,,

Modhy777 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-23, 11:15 AM   #127

نورة نور نور

? العضوٌ??? » 507792
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » نورة نور نور is on a distinguished road
افتراضي

شكرا
.
.
.


نورة نور نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-23, 01:44 AM   #128

الانسه ايمي

? العضوٌ??? » 510473
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » الانسه ايمي is on a distinguished road
افتراضي

????????????????????????

الانسه ايمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-24, 06:13 AM   #129

غالية س

? العضوٌ??? » 499608
?  التسِجيلٌ » Feb 2022
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » غالية س is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الكاتبة بترجع ؟ اتمنى ذلك


غالية س غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-24, 10:27 AM   #130

ام رموي

? العضوٌ??? » 384414
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » ام رموي is on a distinguished road
افتراضي

شكرًًا لك رواية جميللله

ام رموي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.