آخر 10 مشاركات
فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1535Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-22, 03:23 PM   #161

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الحــادي عشر




يُـراقبنــي من خلفَ النافِـذة رُغــمَ أن المقعـــــــد بِـ جواري فَـــــــــــــــارِغ ..



بعيدًا هُناك ، في زاوية من زوايا منزل عذاري .. ينعزل مازن مع نفسه .. رفع عينيه لـ السقف .. كان ذلك اللقاء غريبًا بالنسبة له ..
بعدما ظنّ بأنه تجاوز كل شيء ، تجبره الدنيا على اللقاء بها .. رآها في أحد المُجمعات عندما كان يُرافق أمه لمشوارها .. كانت في ذات المحل الذيدخلته أمه .. وكانت تقف بجوارها أيضًا وتضحك معها ، يبدو أن والدته كعادتها ولُطفها الدائم ، حادثتها هكذا ..
وعند خروجهن ، التقت عينيه بعيني أريج التي ارتجف هدب عينها .. ولمعت عينيها أيضًا ..
يعلم بأنها لم تتزوج ابن عمها ، ابتسم رغم حزنه .. يعلم جيدًا بأنها كانت شجاعة لتخبر الشيخ بأنها مجبورة ، ومن ثم خرجت .. يعلم بأنها تأذت منوالدها لتلجأ لأخيها الذي آواها وتحاول الرجوع لمكانها .. يعلم بكل ذلك من ليال التي بعثت الأمل مجددًا لقلبه ..
ولكن منظرها ذاك زلزله ، ليست أريج كـ السابق ، هناك شيءٌ ما انطفئ في داخلها وهو يعلم جيدًا .. بأنه شوق قلبها لأبيها .. فـ هي فتاةُ أبيها .. تحب والدها حد النخاع ..

.
.
.
.
.

دخلتُ لـ المنزل بعدما أصرّ صقر وعُلا على ايصالي عوضًا عن اتصالي لـ يزيد ، ورغم ذاك قمتُ بـ إخبار يزيد بأنّي سآتي معهما ..
كان المدخل مظلم عدا من إضاءة خفيفة تأتي من الصالة الخارجية .. مشيتُ ببطئ حتى استوقفتي صوت عبدالرحمن
اقترب ليوقفني قبل أن أغادر ، أخذ نفسًا عميقًا ليُديرني بعدها ، أصبحنا متقابلين وأنا أهرب بنظراتي عنه ..
عبدالرحمن : أمس طلعتي ، واليوم اشغلتي نفسك وطلعتي بعد .. كله تهربين منّي وتحاولي تتجاهلي الجلسة والكلام معي ..
اخفضتُ رأسي أكثر ، ليرفع هو رأسي .. لا إراديًا نظرتُ لعينيه .. ابتسم لي ، ليرفعني قليلًا ويحتضنني بشدة .. مسح على ظهري ..
همس لي : آسف يا عين أخوك ، أدري خاطرك ما ينجبر .. بس آسف ..
وضعت يدي على ظهره واسندتُ رأسي على صدره ، ثم سمحتُ لدمعتي أن تنزل ، وتلطخ ثوبه بمكياجي ولكن كلانا لم يهتم .. هو نادم على ما قال ،وأنا أيقنتُ بأن أخي هو سندي الحقيقي .. بقينا على حالنا لمدة .. حتّى هدّم يزيد هدوء تلك اللحظة بدخوله وهو يعانقنا بطريقة مُضحكة كعادته ..
ابتعدتُ عن عبدالرحمن ، وكنتُ بالمنتصف بين أخويّ ، مسحتُ دمعتي وأنا انظر لهما بابتسامة
قبّل عبدالرحمن رأسي بلطف لينطق : يلا روحي طمني أمي إنك وصلتي
همستُ له بحب : ابشر ، تصبحوا على خير

مشيتُ بسعادة وراحة داخليه بعد حديثي ذاك مع عبدالرحمن ، مررتُ غرفة والدتي وكانت قد غفت ، قبّلت رأسها بخفة ثم غادرتُ لغرفتي ..
وقفتُ أمام المرآة ، أتأمل نفسي وأنا أتذكرُ لقاء الأعين الذي حدث بيني وبين نواف .. ما أن رأيته هُناك حتى تأكدتُ بأنه أخ نوف ، ضحكتُ بسخريةبيني وبين نفسي .. يوجد شبه طفيف بينهما كيف لي لم أراه ؟
خلعتُ عقدي .. وعقلي يخبرني بأني لستُ تلك التي تبحثُ في وجوه الشباب عن الوسيم حتى تقضي وقتًا معه ..
تنهدتُ وأنا أُرتب الطقم الذي أعطتني إياه والدتي في علبته .. وبدأتُ أُزيل مكياجي .. وعتابُ عيناه ما زال يؤلم قلبي ، جعلني أشعر وكأنني قمتُبخيانته وخيانة قلبه ..
أخذتُ نفسًا عميقًا لأزفره بِـ همّ ..
توجهتُ لدورة المياه -مكرمين - بعدما خلعتُ فستاني ، وقفتُ تحت الماء وأنا ما زلتُ أشعرُ بتأنيب الضمير من نظرات نواف لي ..
أنهيتُ حمامي ، توضأتُ لأنشف شعري بعدها ثم أخذتُ حجابي وفرشت سجادتي .. فضّلتُ أن أُناجي ربي عوضًا عن تأنيب نفسي ..

.
.
.
.
.

كانت تُشير لـ ٢:١٥ وعيني ما زالت مفتوحه مُعلقة في السقف ، وعيناها الأثرية ترافقني ، حتى توترها ذاك وربكة عينيها كانت وما زالت في قلبي .. اربكتني جدًا ، أغمضتُ عيني بقوة وأنا أشعر ببرودة ذلك المكان تسري في جسمي ورائحة عطرها وأنفاسها التي كانت بـ القُرب .. نظرتها الحادةوهمسها الذي كـ فحيح الأفعى ، ضحكتُ بخفة .. تلك لبوة لم يجرأ أحد على ترويضها ..
تنهدتُ وأنا أتذكر ذلك الاقتباس الذي رددتُه لها وتشنجت في مكانها ، ضحكت بخفة ، وأنا أتذكرُ عندما همستُ لها بِـ : " عيناك سحرٌ مترفٌ كاديُهلِكني فمَن ذَا الذي عن جمالِ عيناك يصبِرٌ " ..
عندها تشنجت في مكانها ولم تنطق بحرف حتى سمعتُ صوت خطوات إحداهن لأتركها على مهل وأُغادر ..
وددتُ لو أستطيع احتضانها وتخبئتها في قلبي .. تقبيلُ وجهها وعينيها ..
رفعت جسدي من سريري لاستغفر الله مرارًا وتكرارًا .. تنهدتُ والتفتُ لـ الساعة التي أصبحت تُشير لـ ٢:٥٦ .. أخذتُ نفسًا عميقًا لأبتعد عن سريري وأتوجه لدورة المياه - مكرمين - توضأتُ لـ أصلّي الوتر ..
أنهيتُها لأعود لـ سريري وهي ما زالت في عقلي مُستقرة بملامحها الجذّابة وعينيها الجميلة وابتسامتها المُستفزة ، وحتى ابتسامتها تلك ما كانت سوى زلزالًا يُزلزل كياني ..
تنهدتُ ثم بدأتُ استغفر إلى أن اختفى همسي واستسلمتُ لـ النوم ..

.
.
.
.
.

استيقظتُ على طرقات رقيقة جدًا على الباب ، نفضتُ شعري ورفعته بـ مشبكي .. ثم أنزلتُ أكمام بجامتي لـ اغطي يدي ..
فتحتُ الباب بعينٍ مغمضة وأخرى مفتوحة بـ انزعاج من الضوء الخارجي ..
نطقتُ بنعاس ، رواء : هلا عمتي .. صباح الخير
نطقت بـ هدوءها وهي تضع يدها على خدّي : أيّ صباح يا قلبي ، صار وقت الغداء .. يلا انزلي نتغدى جميع ، وبعدها أبيكم أنتِ وديما تساعدوني عشان العشا حق أخوك ومرته يلا
مسحتُ على رأسي ، لقد تحدثت وعقلي لم يستوعب شيئًا ، قلتُ لها بهمس : ابشري عمتي ، بغسل ثم أبدل ملابسي واقضي صلاتي وأجيك ..
مسحت على شعري بحنان لتهمس : زين يا روحي ، انتظرك ها
أومأتُ بنعم ، لأعود لغرفتي .. جلستُ على الكنبة لبعض الوقت حتى أستوعب كل شيء .. نظرتُ لـ الساعة كانت تُشير لـ 1:15 .. رفعتُ حاجباي بتعجب .. هل نمتُ كل ذلك الوقت ؟
رفعتُ رأسي لـ أعلى ثم أغمضتُ عيني .. تنهدتُ وأنا أتذكر تجمدي في ذلك المكان وضجيج حديثُ عقلي وقلبي .. أومأتُ رأسي بـ لا وكأنني أرفضُ وقوع قلبي ذلك الوقوع غير المتوقع ..
وقفتُ وأنا أنفضُ رأسي وكأنني أُخرجُ كل تلك الأفكار والمشاعر المتلخبطة من رأسي ..
خرجتُ من غرفتي بعد نصف ساعة لـ أتوجه لـ الأسفل ، وكان هُناك من هو أسوأ من ذياب .. عبدالله ..
القيتُ عليه السلام بـ همس حتى أمشي بـ خطواتٍ سريعة لـ حيثُ سمعتُ صوت عمتي وديما ..
ابتسمتُ لهن وأنا أنطق بـ بحة النعاس : السلام عليكم
لترد ديما بسخرية مازحة : وعليكم السلام يا خيشة النوم
ضحكتُ وأنا اضربها بخفة على رأسها ، لـ اقترب من عمتي وأقبل رأسها .. اجلستني بقربها ..
لتأمر العاملة : جيبي الغداء
نظرتُ لها بدهشة : ما تغديتوا ؟
أجابت ديما : بابا وعبودوه تغدوا ، احنا انتظرناك
ابتسمتُ لهن بامتنان .. في هذا المنزل ، الوجبات بالوقت ، مثلًا .. وجبة الإفطار من الـ 8:30 حتى الـ 10:00 والغداء في الـ 1:30 والعشاء في حدود 9:30 ، وهكذا ..
جلسنا على الطاولة ثلاثتنا نأكل ، وديمـا بحماسها المعتاد تشرح لـ والدتها عن ثيم العشاء الذي اختارته والترتيبات والتفاصيل .. التفتت عمتي لي ، ابتسمتُ في وجهها ..
لتبتسم هي وتحدثني : ما ودك نحط شيء ولا تغيري شيء رواء ؟
اتسعت ابتسامتي ، عمتي دائمًا تُريدُ أن تُشعرني بـ أني عضو مهم في هذه العائلة .. لأهمس لها بصوتٍ هادئ : لا عمتي ، من الأساس اتفقنا أنا وديما على كل شيء وشاورنا مُهره
أم تركي : أيي عيل زين ، بعد الغداء على طول ابدوا تجهزوا عشان يمديكم تنزلوا قبل لا يوصلون أهلي وعمتكم
سألتها : بيجون ناس كثار ؟
أم تركي : لا قلبي بس احنا ما به أحد ، لأن تركي قال بيطلعوا آخر الليل لـ سفرتهم ..
تنهدتُ لأقول : ايي زين عيل بلبس لي فستان بسيط كذا عادي ، ويمديني اتسطح لي نص ساعة ولا ساعة
سألتني عمتي بـ اهتمام شديد : فيك شيء يا قلبي ؟ تعبانة ولا حُمّى ! ليش هالكثر فيك النوم وتعبانة ؟
ضحكت ديما لتقول : ماما طبيعي ، هي مو متعودة على اللي صار واللي بيصير ، طبيعييييييي .. من لما رجعنا أمس وأنا أقول لها هالشيء طبيعي ليما تتعود
ابتسمتُ لهن لأقول لعمتي : هاللي صاير يا عمّة ، مو متعودة على كل هذا .. بس شوي ارهاق ، مجرد ما انام عدل برتاح وبرجع نفس ما كنت ، لا تحاتين
اقتربت لتضع رأسي على صدرها وهي تمسح عليّ ، قبّلت رأسي برقة .. لـ ابتسم بـ احراج وأنا بين يديها ، نظرتُ لديما التي كانت تنظر لي بابتسامة عذبة جدًا
ثم سألتني : وش رأيك نلبس نفس الألوان اللي حقّت الثيم !
اجبتها : أوك ما عندي مشكلة بس بشوف إذا عندي من الألوان
ديما : يختي ، الفساتين البيضا والوردية ضروري تكون موجوده في كبت كل أنثى
ضحكتُ لها بـ قهقهة .. تلك جملة أسرار المشهورة لأجيبها : يختي ، أنا ما أحب الوردي فـ نادر تلاقي عندي فستان أو بلوزة ورديه
ديما : أدري ، الأسبوع الماضي فتشت فساتينك وما لقيت عشان كذا خذيت مقاسك وسويت لك هه
ضحكتُ لها ، لأنطق بعدها : زين عيل فكيتي أزمة ، هاتيه بلبسه .. ويا ريتك قلتي من البداية بدال اللف والدوران
ديما : مدري خفت ما توافقي وتكسرين قلبي المسكين الضعيف
نظرتُ لها ، لأنطق بعدها : مالت عليك وعلى قلبك ، المهم .. درجة الوردي تمشيي مع لون شعري ؟
ديما : والله على ذاك الأشقر لا وكنت خايفة ما يعجبك ، بس مع اللون هذا ايي
قلتُ لها بسخرية : ترا باربي شقراء وتلبس وردي
ديما : ترا باربي باربي ، مو أنتِ يا العنز .. ركزي
شهقتُ لأنطق بتهديد : زين يا أخت العنز خلي الـ ...
نطقت بسرعة لتقاطعني : والله آسفة أنا العنز بس تكفيييييييين البسي الفستان ، بيطلع يجنن عليك والله
ضحكتُ لتضحك عمتي معي .. أكملنا غدائنا وحن نتناقش وأنا وديما ننغز بعضنا البعض بالكلام ..
حتى انهينا الطعام ثم توجهتُ مع ديما لأرى الفستان الذي اختارته لي ..
كان جميلًا جدًا بتفاصيله الرقيقة ..
ابتسمت لها بـ اعجاب .. لأنطق : يجنن ديموو
ابتسمت هي برضى ، ثم سألتني : وش سويتي بهدى أمس ؟ ما لحقت أسألك ، وهي كانت out of mood
ضحكتُ بقهقهه لأخبرها ، ثم ضحكت هي .. لأسألها باهتمام : في وحده ، اتوقع .. آمممم لابسة فستان اورنج ووردي أتوقع كذا .. مين ذي ؟
عقدت ديما حاجبيها لـ تتذكر ، نطقتُ بعدها بتردد وحذر : لما دخلوا الرجال ما شالت عينها عن خالك
تنهدت ديما لتنطق بهدوء : ااييي هذه بنت عمته وطليقته
رفعتُ حاجباي لأعلى بدهشة لانطق باستنكار : طليقته ؟
أومأت ديما بنعم لتجلس وتحكي بهدوء : خالي كان متزوج ، مدري من كم سنة وطلقها قبل لا تتم السنة على زواجهم .. والأسباب مجهولة ، ما يعرف عنها إلا خالي سالم وجدتي ويمكن عمتهم ..
رفعت حاجباي لأعلى باستنكار .. لتردف ديما : من بعدها خالي تغير وصار ما يطيق الحريم أبدًا ولا حتى يحب طاري الزواج .. بس صار له فترة رجع نفس قبل عادي ، بس باقي ما يحب أحد يقول له الزاء من كلمة زواج .. مسكينة جدتي ودها تشوفه معيّل ..
ابتسمتُ لها دون أن أعلق .. ليتخيل عقلي أمورًا لا أريدها ، أغمضتُ عيني بقوة لأهمس لنفسي (رواء لا .. تكفين لا ، انتبهي رواء .. انتبهي) ..
فتحتُ عيني ببطء لأرى بـ أن ديما انشغلت بتزيين نفسها .. أخذتُ فستاني وتوجهتُ لـ غرفتي حتى أبدأ بتجهيز نفسي ..

.
.
.
.
.

التفتُ لـ الخلف ، وأنا أجيبُ صقر : هلا ..!
اقترب ليحتضنني بهدوء ، وضعتُ يدي على ظهره .. ابتعد بعد دقائق قصيرة لينطق بهدوء ..
صقر : أمي طلبت مني نجي نتغدى عندهم جميع ، أنا ما رديت .. قلت أشاورك إذا ودك ولا ؟
اخفضتُ عيني بتوتر ، ثم نظرتُ له بـ صمت .. لا أعلم ما الذي عليّ فعله .. لا أستطيع منع صقر من الذهاب فـ تلك عائلته .. وهو لا يريد الذهاب من دوني ، وأنا لا أريدُ ذلك .. آآههه ، إن الأمر أصعب من مسائل الرياضيات التي لم أفلح بها أبدًا ..
شعرتُ به يضغط على كفي ، تنهدتُ لأنطق بهمس : على راحتك صقر
همس لي بهدوء : راحتي من راحتك عُلا ، تبين نروح ؟ ولا تحسي إن الجو يوترك مرّة !!
أخذتُ نفسًا عميقًا لأزفره بهدوء : لا ما ودي .. ما أبي
ابتسم لي صقر لينطق : طيب على هواك ، نتغدى برا ؟
نظرتُ له بِـ لؤم : ومين يأكل اللي طبخته ؟
صقر : ههههههههههههههههه طيب آسف .. آسف ، بأكله أنا .. رضيتي ؟
نظرتُ له بنصر : ايي رضيت ، وبعدها بنطلع نحلّي عشانك
ابتسم لي صقر ، وهو يخرج من المطبخ .. نظرتُ له .. لا يستطيعُ قلبي اسعاد صقر .. أعلم بـ أنه يرغب في الانضمام لـ عائلته وأنا أمنع حدوث ذلك .. ولكنّي لا أستطيعُ أبدًا أن أتواجد في ذات المكان مع عبدالإله وزوجته ، وشقيقاته أيضًا .. جميعهم ينظرون لي بـ نظرة السارقة التي انتهكت حقوق أحدهم ..
تنهدتُ وأنا التفتُ لـ طبختي لـ اكملها ، وعقلي ما زال يُفكر بـ التنازل والذهاب لـ هناك من أجل صقر مهما أثر ذلك على نفسيتي ..
أغمضتُ عيني ، لآخذ بعدها نفسًا عميقًا .. نظرتُ لـ الفراغ ، وأنا أتعمق بتفكيري ..
توصلتُ في النهاية ، لأن نذهب غدًا معًا لـ رؤية والده ووالدته فقط ، لا داعي لوجود كل ذلك الجيش الكبير .. استطيعُ تحمل والده ونظراته .. أما الآخرون فـ لا ..

بدأتُ بتجهيز طاولة الطعام ، وضعتُ الطعام على الطاولة .. خرجتُ لـ أرى صقر ..
كان قد استلقى على الكنبة ، وغطّ في نومه .. اقتربتُ منه وعلى وجهي ابتسامة ..
مسحتُ على خده بخفة ، لأهمس : صقر
فتح عينيه ببطء ، نظر لي .. وكانت تلك نظرته التي أعدتُها ، عندما يكون صقر مُحبًا ..
ابتسمتُ له : قوم .. الغداء جاهز
همس بـ : زين ..
ابتعدتُ عنه ، ليشدني له ، وضع رأسه في حضني .. وشدّ على خصري بقوة ..
وذاك ما يفعله صقر كل يوم ، مُنذ أن عاد لي

.
.
.
.
.

وقفتُ هكذا لفترة طويلة من الزمن ، انظر لذلك الذي يقف بجانب عبدالله وعلي .. يُحادثهما ويقهقه .. وكأنه ذياب إذا عانق الستين من عُمره .. تنهدتُلأُغلق الستارة ، أغمضتُ عيني وأنا أشعرُ باضطراب دقات قلبي .. فتحت عيني بهدوء وأنا أُزفر ، توجهتُ للمرآة .. رأيتُ انعكاسي ، لستُ رواء تلكالتي عرفتها لـ ٢٧ عام .. هذه أُخرى قلبها ضعيف .. مال كُلّ الميل لذلك الرجل ، رواء التي لم تحب الرجال قط .. أحبّت رجلًا ، حدّ النخاع ..
سقطت منّي دمعة مقهورة .. أقفلتُ باب غرفتي لأجلس على الكنبة .. بكيتُ بقهر شديد .. بكيتُ كثيرًا ثم أخذتُ هاتفي ..
كانت نظرتي ضبابية ، طلبتُ رقم أسرار .. ولكن أتاني صوت عُلا الهادئ وهي تقول : هلا قلبي
نطقتُ من بين دموعي : أكره نفسي
لتنطق عُلا بقلق : بسم الله عليك رواء ايش فيك ايش صاير معك ؟
لم أجبها .. كانت فقط تسمع شهقاتي ، وأعلم بأن ذلك زاد قلقها ..
عُلا : رواء تكفين تكلمي طمنيني عنك ايش فيك ؟
اخذتُ نفسًا بين شهقاتي ، لأنطق بصوتي الباكي : أكره نفسي .. ليش أحبهم ليش .. ليش ؟ ليش لازم أحس إني ذليلة ليش مو هم ! تعبت .. تعبت
أخذت عُلا نفسًا لتنطق بهدوء : فهّميني رواء ، ايش اللي حاصل ؟
بضعفٍ شديد ، همستُ لها وكأنني أنكر ذلك : أنا أنجذب له واجد أحس قلبي بيطلع من مكانه كل ما أشوفه ، أكره نفسي
نطقت عُلا بهدوء شديد : تقصدي ذياب ؟
سألتها بدهشة : واضح ؟
عُلا : هههههههه بالنسبة لي ! مرّة واضح بس لو حدّ غيري ، ما أدري يا قلبي .. وبعدين عادي وش فيها ؟ دامه شعور بداخلك ما طلعتيه ولا سويتيشيء ثاني يخليك شايله ذنب برقبتك .. عادي ، هو احتمالين .. إمّا يحس فيك ويأخذك ولا تجلسين تعانين من الحب هذا لين ينطفي وهجه
بكيت مرّة أخرى لتضحك عُلا وهي تنطق : يا دراما كويييين .. ايش فيك يعني الحين ؟
أخبرتها : الشعور شين مره يع مابي
عُلا : ههههههههههههههههههههههههه ه مو على كيفك ، القلب دقّ ومو ماخذ شورك (ثم نطقت بجدية) وش أخبارك مع أبوك ؟
(كشّرت) .. وقفتُ متوجهه للمرآة لأرى ما افسده بكائي ، أخذتُ المناديل وبدأت انظف وجهي برقة ، رواء : على حطّت يدك ، كل ما شفته غيرتمكاني
تنهدت عُلا لتنطق بهدوء : ما يصير كذا رواء .. اسمحي له يتكلم أنتِ ودك ترا بس تكابري ، حياتك بتمشي يا قلبي ، عطيه فرصة .. واعطي المسكينذياب فرصة بعد
نطقتُ بنرفزة : وش دخله ذا بعد ؟
ضحكت عُلا : دخله إنك تحبيه برضاك وهو يميل لك بعد بس أنتِ ما تبغي تعطيه فرصة عشان اللي صار لأمك وحياتك ما تبغيه يتكرر فيك ، عشانكذا رافضه مشاعرك .. افهمك أنا وداريه عنك ترا
نطقتُ بسخرية : يمه خوفتيني
عُلا بهدوء : هههههههههه ، ما عليّ من سخافتك .. اسمعي لأبوك ووضحي له مشاعرك اللي ميته عليه .. احضنيه.. حقّقي أمنية قلبك .. شيليالحواجز بينكم يختي كم بتعيشي ؟
تنهدتُ لـ استسلم لمشاعري حيثُ لامست عُلا .. جلستُ على طرف الكرسي لانطق : والله خايفه يا عُلا إن ماله مبرر ولا أقدر اسامحه
تنهدت عُلا : وأنتِ الصادقة ، هو ما عنده مُبرر ترا .. خاف يخرب بيته وتهرّب .. ذنبه كبير مرّة كبير ، بس عشان نفسك رواء ، مشاعرك وقلبك كلهمتعبانين يبون يستقرون .. وش ذنبك تعيشين بالطريقة هذه بس عشان شخص تركك !! وش ذنبه قلبك قولي ؟ إذا تحبين ذياب صدق وتبيه ! تصالحيبالأول مع أبوك .. ذياب رجال صدقيني ، وبيجيك بالحلال ما راح يلعب معك بالعتمة ، بس راح ترفضيه دام علاقتك مع أبوك سيئة .. عطيه فرصةوحده رواء .. بس فرصة ، دامه بيتكلم معك .. اسمعي ، لا تقولي بعد كل ذا العمر !! ايي بعد كل ذا العمر .. ربّك يبي كذا ، حكمة الله جاتك كذا ،الفرصة عندك والكرة بملعبك ، العبي لعب نظيف .. احنّا انرمينا للدنيا رواء ، بس ما نرمي نفسنا بـ أرادتنا ، نستغل الفرصة أي فرصة عشان نعيشأحسن مما كنا عليه
تنهدتُ لتردف هي : روحي يا قلبي ، توكلي .. وإن انكسرتي تعالي .. أنا أرممك واصلحك من جديد
ابتسمت وأنا امسحُ دمعتي : أحبك يا روحي أنتِ
ضحكت بخفة لتنطق : وأنا أحبك يا قلبي ، يلا توكلي على الله
تنهدتُ لاهمس : ابشري ، باي وسلمي لي على الكريه صقر
عُلا : هههههههههه يوصل حبيبتي في أمان الله

أغلقتُ من عُلا ، وأنا أشعر بانتعاش روحي .. نظرتُ لانعكاسي في المرآة لأرى ذاك النور المُنطفئ .. يُضيءُ مرّة أخرى .. ابتسمتُ برضا .. مسحتُعلى شعري لاتوجه لِـ الباب
فتحته لأرى ديما أمامه ويدها مرفوعه لتطرقه .. نظرتُ لها : وأنتِ بس ما عندك الا تدقدقين بابي يا المزعجة
ضحكت : كريهه ، ماما قالت لي أجي أشوفك ولا أنا ما ودي
مشيتُ بجانبها : بعد عمري عمتي محد يحبني هنا إلا هي وتركي
همست ديما لي وهي تميل برأسها : وبابا
لم أُعقّب على كلمتها التي أثارت مشاعري بعدما هيّجتها عُلا بطبطبتها اللطيفة .. نزلتُ معها للأسفل لاتنهدت عندما رأيتُ عليّ يدخل من جهة المطبخ..
ثم ابتسم ليهلي بنا ، أبو تركي : هلا والله بالزين كله هلا ببناتي
اقتربت ديما لتحضى بحنانه الذي اتعطش له ، نظرتُ لهما لألتفت لـ الجهة الأخرى أداري دمعتي ..
ولكن فجأة ودون سابق إنذار ، شعرتُ وكأنني شممتُ رائحة الجنة ، وتنعّمتُ بنعيمها ، شهقت ..
وشعرتُ بعدها بشعر لحية عليّ على خدّي .. علمتُ بأنني وسط جنّة والدي التي حرمني منها طوال عمري ..
وقد حصل ، ما كان عقلي يمنعني من فعله ، تشبثتُ به .. كـ طفلٍ تشبث بوالديه عندما سمع توبيخًا من أحدهم ..
شعرتُ به يمسح على شعري ، بهدوء شديد .. ويهمس لي بـ كلماتٍ بالكاد فهمتها ..
أغمضتُ عيني لـ استشعر حنانه الذي فقدت .. قبل أن أتمرد وابتعد عنه بقسوة مشاعري ..

.
.
.
.
.

ارتديتُ حجابي .. ورأيتُ فراس يدخل لـ الغرفة .. نظر لي ليبتسم بعدها بابتسامة باهتة جدًا ..
سألته بهدوء : عسى ما شر فراس ، وش فيك ؟
همس وهو يجلس على الكنبة : ولا شيء ، عندك مناوبة ؟
اقتربتُ لأجلس بجانبه : ايي .. مبين من عيونك إن في شيء
ابتسم لي ، ليضع رأسه على كتفي .. ثم همس : أبد ولا شيء ليال ، تطمني وروحي مناوبتك
تنهدت .. لأخبره : ترا مناوبتي لـ 7 الصبح
أومأ برأسه : إن شاء الله ، تبين أوصلك وأجيك الصبح ؟
ابتسمتُ له : لا عادي أروح لحالي .. مابي أعطلك عن دوامك الصبح
نظر لي : لا وش دعوة عادي ، دوامي الساعة 8:30 الصبح ، يمديني
نظرتُ له مطولًا .. وقلبي كان يريدُ ذلك وبشدة ، لانطق بعدها : طيب عادي ..
ابتسم لي ليقف : يلا عيل .. بس انتظريني شوي ، بغسل وجهي واجيك
همستُ بـ زين ..
وعقلي انشغل به وبشدة .. لا أعلم ما به ، حاله تغير في الأيام الأخيرة .. يسرحُ كثيرًا ، يفكر بشكلٍ كارثي .. لا ينتبه لي ، لا يرد على اتصالات زوجته أيضًا .. أعلم بأنه يذهب لها ، وعندما يعود منها يكون مهمومًا جدًا ..
انتبهت لخروجه من دورة المياه – مكرمين – وهو نطق بـ : يلا ليال
خرجنا معًا .. وكان يسألني عن طبيعة عملي ، وإن كنتُ أريدُ تغيّر مناوباتي وأجعلها كلها في الصباح أو فترة العصر .. ولكنّي اقنعته بـ أنني معتادة على عملي وعلى كل شيء ..
سألته بتردد : فراس ، قول لي وش مضايقك ؟ واضح عليك مرة هاليومين ..
التفت لي بابتسامة عذبة ولكن عيناه ذابلتان ، ليهمس : لا تحاتي حبيبتي ، مُرهق بس

كانت كلمته الحانية تلك – حبيبتي – جعلت دقات قلبي تتسارع جدًا .. وابتسم أيضًا ، قلبي ..
نظرتُ له عندما أوقف السيارة والتفت لي ، ابتسم مرة أخرى وهو يضغط على كفي ..
فتح يدي ليقبل باطنها ، وكُنتُ مخدرة جدًا ولا أعي ما يحصل تمامًا ..
همس لي : شكرًا ليال .. يلا لا تتأخري على مناوبتك
بـ بلاهه نطقت : أيي طيب يلا مع السلامة
ضحك بخفة وهو يترك يدي : في حفظ الله ، كلميني بس تخلصي ..
أومأتُ بـ نعم لـ أترجل ، نظرتُ له وهو يستدير بسيارته .. وأنا أستودعه الله ..
وأتمنى أن يُبعد ذلك الضيق عن قلبه ..
تنهدتُ لـ أدخل لـ الداخل ، أنسى حياتي الخاصة لأنشغل بالذي أراه أمام عيني ..

.
.
.
.
.


كان ذلك العشاء مُمل بـ النسبة لي ، ليلة الأمس كانت أكثر جمالًا .. وفي كِلا المناسبتين ، أنا ملكة الحفل ..
نظرتُ لـ ديما ورواء ، ابتسمتُ لـ الاستجمام الذي بينهما .. في هذه اللحظة أفتقد وجود تركي بجانبي ، ليخبرني بـ أنه لا داعي لـ أقلق وأنني في قمة جمالي .. وكلماته الحانية الأخرى ..
اخفضتُ رأسي بخجلٍ كبير عندما تذكرتُ تركي وتذكرتُ نظراته ، واعترافي له بحبي وأنانيتي به ..

اقتربت رواء لتهمس : ايش فيك كذا ؟
همستُ لها بحياء : والله إني جبت العيد في نفسي أمس
ضحكت رواء لتسألني : ليه وش سويتي ؟
تنهدتُ لأسرد لها : كل شيء كان تمام بالعرس ، لما جينا نطلع لـ جناحنا أنا وتركي ، جاءت هدى يُقال إنها بـ تبارك ورمت كلمتين كذا ضايقوني .. وعفست اليوم على تركي
ضربتني بخفة : صدق إنك خبل
أمسكتُ يدها ، مُهره : هههههههههههههه لحظة ما كملت .. وهو يهديني وأنا أبكي وأقول له تدري إني أحبك وأبيك لي لحالي ليش تسمح لها تسوي كذا
شهقت رواء ، لتطلق بعدها ضحكة وهي تشمتُ بي : يا الخفييييييييييفة
احمرّت وجنتاي لأنطق : يختي شسوي ، أخوك يلحس المخ وحنيّن بزيادة .. وبعدين من حقيي زوجي وكيفي يحق لي أحبه
رواء : ههههههههههههههههههه يحق لك والله ، وما يفهم اللي يقول عكس هالكلام بس أثقلي شوي
مُهره : والله أختك قالت عكس هالكلام
عقدت حاجبيها لـ تنظر لـ ديما وهي تقول : ديوم ؟
أومأتُ بـ لا ، لأصحح لها : عُلا
ابتسمت هي : والله ما يخلينا نجيب العيد إلا عُلا ونصايحها
ابتسمتُ لها بهدوء لأسأل : ليه ؟
تنهدت هي .. وأنا أعلم عن مقصد كلماتها ، مسحتُ على ظهرها وأنا أسألها : ما تحسي إنك ارتحتي ؟
أخذت هي نفسًا لتنطق بهدوء : مدري ، ما أحس إني ارتحت أبد .. بس قلبي ارتوى
ابتسمتُ لها : صدقيني بيجي يوم وترتاحين
همست هي لي ، وهي تنظر لـ أهل والدة تركي : إن شاء الله (ثم نطقت بعدم رضى) : يع هذه وش جابها ؟
عقدتُ حاجباي لأسألها : من ؟
اقتربت مني لتهمس وهي تشير بعينيها : هذه أم الليلكي ، يقولون طليقة خالهم ذياب ، وش جابها ؟ يا إني شفتها أمس بس وما بلعتها
رفعتُ حاجبي ، لأنظر لـ روء باستنكار .. نطقت ببراءة : ايش فيك ؟ ما بلعتها ، ما حبيتها عيب ؟؟ (ثم نطقت بخبث) : ووقت الزفة كانت عينها على تركي
مُهره : هههههههههههههههههههه يا الكذوب ، كانت عينها على طليقها مو تركي ، لاحظتها
رواء : ايي زين ، المهم إني منغثة منها بطفشها
مُهره : تكفين اهجدي لا تسوين شيء ، طلبتك ..
رواء : زين وهذه جلسة
ابتسمتُ لها ، لأسألها : وش صار بينك وبين أبوك
تنهدت هي ، لتنطق بهدوء : أبد ، حضنّي .. ما حسيت بنفسي أبد ، أساسًا للحين أحس برييحته عالقة بفستاني ، بس هادم اللذات عبودوه جاء وقال (قلدت نبرته وطريقته) :خالي يبيك في المجلس يبه .. (ثم عادت لنبرتها الطبيعية) : وأنا بعدت بسرعة .. كان يطالعني بنظرة غريبة ، مدري هو يعتذر ولا وش بالضبط ، بس ما أبيه يطالع فيني ويرسل كلام بعيونه ، أبيه يتكلم يتذلل لي يقول سسامحيني بعتك للدنيا برخيص ، ههههههه يا ريت باعني .. رماني كذا .. (تنهدت لتنطق وهي تمسح دمعتها) : مو وقته قفلي الموضوع ، بدخل أنا بروح للحمام -مكرمين- وآخذ لي ماي ..
وقفت لـ تتوجه لـ الداخل مسرعة ، آلمني قلبي لـ ألمها .. لأتذكر كلمات عُلا عندما طلبت مني أنانتبه لها .. قالت بأنها لبوة مجروحة .. محطمة ، مُنكسرة جدًا وهشّه .. دمعاتها تُسابقها ، وكبريائها لا يسمح لها .. تنهدت ، وأنا عاهدتُ نفسي على أن أُصلح ما هدّمه الزمن في داخلها

.
.
.
.
.

دخلتُ لـ الداخل ، وقفتُ جانبًا لأسمح لدمعاتي .. كانت كثيرة جدًا .. سمعتُ صوتهما ، يضحكان .. نظرتُ وإذا بهما يخرجان من المجلس الجانبي ، اختبأتُ .. لأراقبه هو دون غيره .. كان مُتأنقًا كـ عادته .. ابتسامته جميلة ، ونظرته كـ الذئب لا تتغير أبدًا .. ضرب تركي بخفة لـ يشدّه بـ اتجاهه في الدقيقة التالية .. جلسا في الصالة الداخلية ، حيثُ لا أحد هُناك سواهما وأنا اختبئ في الزاوية ..
كان وجهُ ذياب مُقابلًا لي ، وتأمله سهل جدًا بالنسبة لي .. تنهدتُ ، مشاعري كانت واضحة ومفضوحة جدًا بـ النسبة لي ، بكيتُ أكثر .. لم أكن أرغب بـ أن أحب رجلًا ..
أردتُ دائمًا أن أكون حُرّةُ نفسي ، لا تُقيدني مشاعري ..

نظرتُ له مطولًا .. وكان ينصتُ لما يقوله تركي بتركيز .. كانت ملامح وجهه مُرتخية .. وذاك أثار دقات قلبي ..
تنهدتُ طويلًا ، وصوتُ تنهيدي وصل له ، رفع عينيه لينظر لي مباشرةً .. اختبأت ، لأخرج بعدها هاربة ..
ولا يهمني إن كان قد لمحني ، أم أنه لم يلحق التمتع بالنظر لي


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-22, 03:24 PM   #162

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.

في وقت متأخر من الليل ..

أخذتُ نفسًا عميقًا وأنا انتظر هُنا على أحد الطاولات بانتظار صاحب تلك الرسالة ..
اخفضتُ عيني لهاتفي ، فتحتُ الرسالة لأرى محتواها من جديد ..
شعرتُ بدمي يتصاعد مرة أخرى عندما تذكرتُ ذلك الموقف الذي لم يخرج من رأسي .. تنهدتُ لِـ أُهدئُ نفسي ..
رفعتُ عيني عندما شعرتُ بـ حركة بقربي ، ابتسمتُ له مجاملة عندما ابتسم لي ..
سمعته ينطق : وش دعوة نواف كل هذا شايل في خاطرك مني ؟ احنا ربع لا تنسى
أخذتُ نفسًا عميقًا وقبل أن أنطق أردف هو وهو يجلس : وأنا ما خنتك ، ما بيني وبين أسرار إلا حب أخوي ، أسرار أختي من دمي .. طلعنا من نفس البطن يا أخي
نظرتُ له بـ دهشة ، وصدمة .. ليبتسم هو ، ويكمل حديثه : تذكر قلت لك مرة عن الموضوع وقلت بساعدك فيه
نطقتُ بـ دهشه : مو من جدك .. وطلعت أسرار ؟؟؟؟
ابتسم هو وبنظرة : ايي أسرار
رفعتُ حاجباي باستنكار ، لـ أتذكر أفعالي واستنكر نفسي أيضًا .. ليضحك يزيد وبشدة ..
ثم نطق بنبرة ضاحكة وهو يغمز لي : طايح على وجهك ها
ضحكتُ وأنا امسح على جبهتي بـ إحراج .. اندفاعي بـ مشاعري اتجاه أسرار ، جعلني أفقد السيطرة على أفكاري ومعرفتي أيضًا ..
تنهد يزيد لـ يخبرني بـ حقيقة كل شيء بوضوح .. لـ يختم كلامه بـ : أنا مو مجبور أبرر لك أنت ووجهك المعفن ، بس عشان العيش والملح اللي بيننا .. ووالله ما ودي كل شيء يضيع بسبب سوء ظنك التعبان و …
قاطعته لـ أقول بـ أسف وندم : والله آسف أدي إني سخيف ..
يزيد : من جد وطايح على وجهك المعفن ..
نواف : هههههههههههههههههه خلاص يا أخي ..
ليبتسم يزيد بعدها وينطق بجدية : أسرار أختي .. وما أتمنى إن يصير لها شيء سيئ بحياتها ، وترا صعب جدًا أتقبل شخص يجي ويقول والله أحبها ومدري ايش ..هو عادي بس محد يتقبلها في مجتمعنا .. حبها عل كيفك ، بس بدون علاقة عاطفية وفي الظلام وغيره .. أدري توك تكون نفسك وتوك بوظيفتك ومن الأساس أسرار صغيرة ومحتاجة تبقى عند أمها وتكون نفسها هي الثانية ، وقت ما تصير جاهز يا نواف تعال لها .. وغير كذا لا ما أقبل ، وعبدالرحمن من الأساس بيذبحك لو سويتها
ابتسمتُ له : أفا يزيد .. مستحيل نيتي شينة اتجاه أسرار ، لو نواياي سيئة كان يوووووووه من زمان لعبت وسويتها ، بس أنا صادق يا يزيد
أخذ يزيد نفسًا وهو يومأ برأسه ، لينطق : وأنا جايك عشان موضوع ثاني بعد
عقدتُ يداي ببعضهما البعض لأضعهما على الطاولة : انجز
مسح يزيد على أنفه : اسمع .. نوف أختك مو متزوجة صح !
رفعت حاجباي لـ أعلى بـ دهشة ، هل نوف ؟ تذكرتُ حديثُ والدي معي ذات يوم .. بـ أنه لن ينتظر عبدالله في نوف ، إن جاءها أحد (كفو) لن يرفضه من أجل عبدالله ، سـ يأخذ بكلمة نوف .. فقط ..
نظرتُ لـ يزيد بـ ابتسامة : لا مو متزوجة
ابتسم يزيد لينطق : عيل احنا نبي القرب منكم ، أخوي عبدالرحمن بيكلم أبوك الأسبوع الجاي بس يرجع من سفرته ، لوقته أبي أعرف رأي نوف .. عن طريقك ..
رفعت حاجبي ليضحك هو ونطق مازحًا : إن ما سويتها لي ، ودّع أسرار
نواف : هههههههههههههههههه يا حمار
يزيد : ههههههههههههههههههههههه (ثم نطق بجدية) : لا جد نواف ، قبل لا يوصل الموضوع لأبوك شاورها وقول لي ، أنت داري إني من البداية أدرس وأشتغل مع عبدالرحمن وبس خلصت الحين ، مسكت منصبي ، وقادر الحمد لله أنت شاورها وقول لي ، إن قالت لا .. ما يحتاج نوصّل الموضوع لأبوك
أومأتُ بـ نعم .. لأقول له : ما يصير خاطرك إلا طيب إن شاء الله ، ويا بخت نوف فيك والله .. بس بقول لك مو كأنك صغير على الزواج ؟
ضحك يزيد كثيرًا لينطق : أي صغير ! لا تنسى إني تخرجت متأخر من الجامعة سنة ، وضاعت علي سنة بالمدرسة .. يعني مو أكبر منكم بسنة ، إلا سنتين ..
نطقتُ بسخرية : ااييي زين زين دريت إنك شايب
ضربني بخفة : احترم نفسك ، ويلا بمشي أنا .. لا تنسى ها بيننا اتفاق
ابتسمتُ له : ابشر ، يلا في حفظ الرحمن ، وأنا بطلع بعد ..

افترقنا ، كلٌ استقل سيارته ، كانت الابتسامة على وجهي .. لم استطع كبحها .. وأخيرًا ، أصبح الطريقُ لـ أسرار سهلًا جدًا .. عليّ أولًا إثباتُ نفسي في عملي ، ثم أجمعُ مالي .. ثم أطرقُ باب أسرار ..
مسحتُ على وجهي ، ووجهه أسرار بتفاصيله البريئة لا يغادر مُخيلتي أبدًا .. تنهدتُ بـ راحة ..
توجهتُ لـ نوف مسرعًا .. طرقتُ بابها .. ليأتيني صوتها منزعجًا من طريقة طرقي لـ بابها ..
جلستُ على سريرها بعدما شددتُ يدها وأجلستها أمامي ..
تنهدتُ لأنطق : اسمعي بالمختصر ، تذكرين يزيد اللي بالجامعة ، اليوم كلمني يقول يبيك زوجة أمام الله وش رأيك ؟
نظرتُ لها ، كانت تنظر لي بـ بلاهه ، ضحكتُ مطولًا .. تعمدتُ اختيار ذلك الأسلوب لأنني شعرتُ بالتوتر من اخبارها ، وأعلم بأنها ستتوتر أكثر مني ..
احتضنتها لـ دقيقة ثم ابعدتها عني .. ابتسمتُ في وجهها ، لأنطق لها بهدوء : شوفي نوف .. عبدالله معلقك وهذا شيء مضايقني ومضايق أبوي بعد .. وواضح إنه ما يبي وساكت كذا ، عشان أبوه .. يزيد رجالٍ زين كلنا أنا وأنتِ نعرفه .. يعرف هو وش يبي ، وماشي طريقه صح ، ويشتغل من عمر .. من عرفته وأنا أعرف إنه يدرس ويشتغل في نفس الوقت .. ويبيك وشاريك وأنتِ حرة ، هو كلمني يبغى يعرف رأيك مبدئيًا قبل يكلم أبوي ، يعني محد يدري ألحين إلا أنا وأنتِ .. فكري لـ أسبوع قدام وقولي لي .. إذا وافقتي هو بيكلم أبوي ، وإن رفضتي خلاص
نظرتُ لعينيها ، لأردف : تمام ..!
همست لي : مدري نواف
مسحتُ على شعرها لأسألها : كوني واضحة معي ، أوك ؟ لا تخافي ولا تكذبي أبد ، والله العظيم احترمك واحترم اللي تقوليه
نظرت لي ، لآخذ نفسًا ثم أسألها : تحبين عبدالله ؟ تبينه يعني من قلبك ولا !
مسحت هي على وجهها لتنطق بتوتر وتردد : والله ما أعرف نواف ، أحيان أحس إن في شيء يجذبني له ، وأحيان أحس إنه لا يا نوف ترا هذه مشاعر بسبب كلامهم ولأن كله يقولون عبدالله لـ نوف ونوف لـ عبدالله
قاطعتها لأقول : والله مو قاهرني إلا إن الكبار محيرينك له ، وهو ولا داري ويوضّح أحيانًا إنه ما يبي بس ساكت احترمًا (لانطق بعدها بسخرية) : بعد زين منه يحترم ويحشم
ضحكت هي ، وأعلم بأنها تضحك بـ ألم .. لأحتضنها ، قبلتُ رأسها ثم نطقتُ بهمس : نوفي ، بقول لك نصيحة من أخوك المهايطي .. استخيري وتوكلي على الله ، ما عليك من أحد .. لا خالي ولا أمي ولا أبوي .. استخيري في يزيد وشوفي وش يختار لك الله وتوكلي عليه ، ما خاب من استخار .. واتركي كل شيء وراء ظهرك وعبدالله خليه يولي .. لو يبيك كان تكلم فيك من زمان
سندت رأسها على كتفي لتنطق ببحة : زين ، بفكر وبستخير وبقول لك عن قراري
ضربتُ أرنبتها : خلاص تم يلا سي يو
نظرت لي بابتسامة : سي يو ..

تركتها مُغادرًا لـ غرفتي ، لـ تُبحر هي في عالمها وأبحِرُ أنا في عالمي ..

.
.
.
.
.

استيقظتُ على صوت رنين المنبه ، التفتُ يمينًا وكانت شهد تنام بهدوء بجانبي ..
تنهدتُ لـ انسحب بهدوء من جانبها ، استحممتُ سريعًا لـ أخرج .. عليّ أولًا أن أقّل ليال من العمل ..
ما أن خرجتُ من الغرفة حتى سمعتُ شهد تنطق : بتروح بدون ما تقول لي بعد ؟
تنهدتُ بضيق من حساسية شهد مُؤخرًا بسبب حملها ..
نطقتُ بهدوء وأنا انظر لها : حبيبتي ، كنتِ نايمة وما حبيت أضيّع عليك نومك ..
اقتربتُ لأقبل جبينها : بفطر برا ، وبروح لشغلي ، وبجيك بعد الشغل اتغدى معك .. تمام !
لم تجب وهي تنظر لي بتفحص ، تنهدتُ لأنطق : يا الله يا شهد لا تسوين لي سالفة من الصبح
عادت لـ الغرفة وهي تنطق بزعل : طيب ، مع السلامة الله يحفظك
أخذتُ نفسًا عميقًا لأزفره بهدوء ، ثم خرجت .. والضيق يتصاعد في داخلي ..
بعد ما يُقارب النصف ساعة وصلت لمقر عمل ليال ، ارسلتُ لها
(أنا انتظرك في مواقف الطوارئ)
لتخرج بعد رسالتي بـ دقيقتين .. ابتسمتُ لها وأنا انطق بهدوء : صباح الخير
أجابت بتعب : صباح النور
فراس : أفا يا ليال ، وأنا قلت لنفسي بفطر معك برا
ضحكت هي بتعب : والله ودي ، بس قبل خمس دقائق .. أسعفت شخص واتعبني الوضع جدًا .. آسفة فراس
ابتسمتُ لها بتفهم : أفا عليك .. عساك على القوة ، أعوضك بفطور ثاني إن شاء الله
نطقت هي مازحة : إن شاء الله ، عاد اختار يوم ما أكون مناوبة
فراس : ههههههههههههه ابشري ، أوامر ثانية ؟
ابتسمت هي بحياء : لا أبد سلامتك ، تبي أصلح لك فطور بالبيت ؟
نظرتُ لها بابتسامة : إذا ما يتعبك الموضوع
ابتسمت هي بعدما تنهدت بتعب : لا أبد ما يتعبني ..
أدرتُ رأسي نحو الشارع : زين عيل سوي ، لأن يمديني أفطر قبل لا أروح لـ شغلي ..
همست بـ : طيب ..

وصلنا وخلال عشرون دقيقة أصبح الفطور أمامي .. سألتني : تبي شاي ولا حليب دافئ ؟
ضحكتُ لانطق : قهوة
ليال : خاف على معدتك شوي ، شاي ولا حليب دافئ ؟ تدري ! بجيب لك على كيفي ..
غادرت لتعود بعدها في يدها كأس حليب ، مدته لي لتنطق : من اليوم ما في قهوة على معدة فاضية يا بيبي فراس
ضحكتُ مطولًا وأنا آخذ كأس الحليب من يدها ..
فطرنا معًا ونحن نتبادل أطراف الحديث ، صدقًا لم أتمنى أن يحدث ما يحدث الآن في عقلي ..
ولكنّه حصل ، بدأ عقلي يُقارن بين حياتي المتعبة مع شهد بسبب حملها ، وحياتي مع ليال المُرهقة من عملها ..
ليال تعود كل يوم من عملٍ مرهق ، ولكنّها ورغم كل ذلك .. لا تأخذ ذلك سببًا لتبتعد عني ..
وشهد ..! تعتبر حملها مُتعب ، وتهملُ وجودي بسببه .. بل وتفتعل الكثير من المشاكل بيننـا ..
تنهدتُ بتعب .. لتنظر لي ليال ، وبنظره قالت : لو تقول لي وش فيك ، كان مو هذا حالك
ضحكتُ لها وأنا انظر لـ الساعة .. قبلتُ جبينها لأقول : سلامتك ، مشكورة ويلا مع السلامة لا أتأخر على شغلي بس

.
.
.
.
.

عصرًا .. كُنا نجلس أنا ووالدتي في الجلسة الخارجية ، كان الجو لطيفًا بعد المغرب .. لأنظر لوالدتي وهي تتحدث ..
قلتُ لها بإحراج : معليش ماما آسفة ما سمعت ، وش قلتي ؟
ابتسمت لي والدتي ، لتنطق بهدوء مرة أخرى : كنت أقول لك وش رأيك بـ غيد تكون زوجة لأخوك
رفعتُ حاجبي لأجيب : بس هو بيرضى بوحدة مطلقة ، ما أقصد الإساءة ماما
مسحت على رأسي : البنت مالها ذنب .. اللي حصل لها مو هي السبب فيه ، تعقدت المسكينه ، بس البنت جمال وأدب وأخلاق تأخذ العقل
ضحكت لأنطق بصراحة : والله ماما هي مثل ما قلتي ، وتدخل القلب .. إذا أنتِ ما عندك مانع توكلي .. أنا قلته بس لأن كثير أمهات يستكثرونعيالهم على المطلقات ويشوفونهم كأنهم شيء مو زين أو نكرة
أم عبدالرحمن : أعوذ بالله ، في النهاية هي إنسانة ومحد يدري عن الخفايا
ابتسمتُ لها : عيل شاوري عبدالرحمن وتوكلي على الله
تنهدت والدتي : والله هالشيء صعب ، هو معيّ ما بيفتح الموضوع معي ، لأنه كان يبي وحده ويحبها وتزوجها صاحبه .. وخلاص قفل على الموضوع.. وما يعطيني فرصة أقول له تزوج .. جربي أنتِ يمه يمكن يسمع لك
رفعتُ حاجبي ، لأسأل والدتي بفضول : وش هالسالفة قولي لي يمه تكفين .. اشرحي لي ابي أفهم
ضحكت والدتي لتخبرني عن معاناة عبدالرحمن .. أحبّ أخت صديقٍ له ولكنه لم يسارع في خطبتها ، ليُصدم بأنها خُطِبت لآخر وما يكون ذاك إلاصديقًا لهما وتزوجته .. وانغلق على نفسه بعدها ليكرس حياته في إسعاد والدته وتكوين يزيد والبحث عني ..
ابتسمتُ لوالدتي ، لانطق بهدوء : بحاول فيه ، وإن شاء الله غيد ما تكون الا له ..

.
.
.
.
.

غِيــــد ..

اسندتُ رأسي على طرف السرير لأمسح دمعتي .. وأنا استمع لتلاوة أحد القُراء .. كان سؤال تلك الحرباء لي محرجًا .. هي تعلم ، بأنه بعد طلاقيلم يتقدم لي أي شاب ، وعندما حصلتُ على عروض الزواج ، يختفون ما أن يُقالُ عنّي مُطلقة ..
تنهدتُ لأسمع طرقات الباب بكل عنف .. رفعت رأسي لأهمس (يا رب كون بعوني يا ربي يا حبيبي) ..
سمعتُ صوت عمتي من الخارج : غيدوه يا مال المرض ، بتجين تسوين العشا ولا شلون ؟ تعالي بسرعه بنموت من الجوع
أجبتها ببحة : ابشري عمتي جايه
مسحتُ دمعتي ، قمتُ من سريري توجهت لدورة المياه ، غسلت وجهي ثم خرجت .. ابتسمتُ وأنا أنظرُ لصورة تجمعني مع والداي .. ترحّمتُ عليهما..
فوالدتي توفيت بحادث سيارة عندما كنتُ في الـ ١٦ من عمري ، ليتوفى والدي بعدها بعشرة أعوام بـ سكتة قلبية بسبب ما حصل لي ..
تنهدت وأنا أخرج ، الآن ..! أعيشُ في منزلي الذي ورثته من والدي كـ خادمة بسبب تسلط عمتي وزوجها وابنتيها ..
دخلتُ لـ المطبخ لأبدأ بتحضير الطعام ، فـ أنا شيف .. نعم درستُ الطبخ بعد ألف صراع حدث بيني وبين والدي .. ولكن حققتُ مرادي وأتفنن فيإعداد الأطباق ..

بعد عشر دقائق دخلت إحدى بنات عماتي المطبخ .. لتنظري لي بنظرة فوقيه .. نطقت بدلع : ما بعد خلصتي ؟ بابا يبغى العشا
اجبتها بهدوء : شوي بس يا هيفاء ويجهز
هيفاء : لا تراددين وخلصيه
اجبتها : ابشري
خرجت وهي ترفع أنفها ، ظنًا منها أنها اخافتني .. لأحرك رأسي وانطقُ بـ : اللهم عافنا مما ابتليت به قومًا آخرين ..
دخلت الصغرى وهي تبتسم ، سألتني : تبين أساعدك ؟ لأن أبوي كل شوي يتأفف يقول العشا تأخر
ابتسمتُ لها : لا طلبتك يارا ، ما ودي تجي أمك وتقلق رأسي ، اسمحي لي والله .. روحي لهّي أبوك عبال ما أخلص
تنهدت هي بضيق ، لتقترب مني وتقبّل خدي : آسفة ، طيب بروح والله يعين ما تكون هيفاء عبّت رأسه
ضحكتُ بخفة لتخرج يارا من المطبخ .. هي فقط من يؤنسني هُنا وتطبطب على جراحي ..
انهيتُ العشاء بعد نصف ساعة ، شددتُ على حجابي لأخرج بصينية العشا لهم .. وخرجتُ مسرعة بسبب نظرات ذاك الخبيث المُنحط ..
دخلتُ لغرفتي ، لاستغفر الله وجسدي اقشعر ، لا أستطيعُ نسيان نظراته ولا ما فعله بي ذات ليلة ..
اسرعتُ لدورة المياه - مكرمين - لاستفزغ .. خرجتُ وأنا أضعُ يدي على بطني ..
سمعتُ طرقات متفرغه وهمس ، كانت تلك يارا .. تُهرّب لي الطعام حتى آكل أكلًا نظيفًا وصحيًا ..
فـ عمتي دائمًا ، تترك بقاياهم وتقول لي (كليه) .. لا تعلم بأن ابنتها صاحبة القلب الرقيق تُحضر لي طعامًا نظيفًا وشهيًا ..
فتحتُ لها الباب ، لتنظر لي بدهشه .. دخلت لتسألني بحنان : غيد ، ايش بك ؟ وش صار لك ليش وجهك كذا ؟
همستُ لها ببحة : ما فيني شيء لا تحاتي ، تعب بسيط .. شكرًا انزلي اكلي لا تحس عليك أمك
خرجت لتنطق : أيي زين اكلي ، ولا تنامي بجيك بعد العشا
ابتسمتُ لها بسخرية : أنتِ ناسية إني بنزل اغسل الصحون !
غمزت لي : خليتهم يتعشون بالحديقة .. وحطيت لهم الصحون البلاستيك وحطيت الوسخ بالغسالة ، وقلت للخدامه تنظف المطبخ عبال ما نتعشى ..
ابتسمتُ لها بامتنان .. جلستُ آكل طعامي وأنا في سرحان .. تنهدتُ وأنا اتحسب عليه .. لا أحد غيره .. سعود .. هو من تسبب بكل ما يحدث معيالآن ..
انهيتُ طعامي عندما طرقت يارا الباب مرة أخرى ، نظرتُ لـ الساعه ، مرّت ساعه ونصف منذ أن وضعت الطعام أمامي ولم آكل ربعه حتى ..
فتحتُ لها ، لتدخل وهي تضحك : ترا عندي واجبات شكثر بتحلي نصهم
ضحكتُ لها : زين يا البليدة تعالي
بدأنا نعمل معًا ، نحلّ واجباتها ونضحك أيضًا ..
.
.
غيد : ٢٨ عام
هيفاء : ٢٥ عام
يارا : ٢٠ عام
.
.
.
.
.

رفعتُ رأسي عندما سمعتُ اسمي من لسانه .. اجبتُ بهدوء وبرود : نعم
جلس بالقرب ، وأخذتُ أنا أشتم ديما التي ذهب ولم تعد حتى الآن .. نظر لي مطولًا دون أن ينطق بأي حرف .. وأنا اخفضتُ عيني لهاتفي وقلبييتراقص بتوتر ، طال الصمتُ بيننا .. وأعلمُ بأن علي ما زال يُحدقُ بي ..
نطقتُ بهدوء : بتطول وأنت تطالعني كذا ؟
أخذ هو نفسًا عميقًا ليجيب : واجد تشبهين أمك
توترتُ من جملته تلك ، أعلم بـ أنني أشبهها بشكلٍ مفرط .. ولاحظتُ مؤخرًا بـ أنّي آخذُ منه أيضًا .. أي أنا خليطُ والدي ووالدتي ..
سألتُه بـ بحة : ليش تركتني ؟
عاد لـ ينظر لي مطولًا ، دون أن يُجيب بـ حرف .. وعندما طال صمته .. انسحبتُ أنا ..
لأنني أعلم ، لا يوجد لديه أيّ مبرر ..

.
.
.
.
.

بعدما قضيتُ الليل كله أخطط ، أخذتُ هاتف والدتي لـ أُخرج رقم غِيد .. اتصلتُ بها ، لم تجب ..
لأعاود الاتصال بـ إصرار ، وبعد الاتصال الثالث جاءني صوتٌ هادئ : ألو
نطقتُ برسمية : مرحبًا صباح الخير ، معي غيد محمد الـ ***
لـ تُجيب تلك : لا أنا بنت عمها .. هي مشغولة ، بقول لها تكلمك بعد نصف ساعة ..
نطقتُ بقلة حيلة : طيب لا تنسين أختي ، مع السلامة ..
أغلقتُ الهاتف بـ خيبة ، وأخذتُ أُراجع مخططي في ذهني .. مُطولًا ..
هي جميلة ، أيّ غِيد .. وملامحها مُريحة لـ النظر جدًا .. تُسلب من الإنسان عقله بـ ابتسامتها وطيبة قلبها ، وحلاوة أخلاقها ..
هل سـ تستطيع التعامل مع عبدالرحمن ! وأن تجذبه بتلك الطريقة ؟ رفعتُ نظري لـ أعلى .. لا أستطيعُ اقناعه أبدًا إن كان لا يرغب ..
ولكن ستتواجد الرغبة في داخله إن تعامل معها .. تلك قناعتي ..
سمعتُ رنين هاتفي ، وكانت المتصلة رواء .. تبادلتُ معها أطراف الحديث لـ 5 دقائق ، واتفقتُ عى الخروج معها عصرًا ..
ما أن أغلقتُ حتى وجدتُ اتصالًا من غِيد ، لأعاود الاتصال ..
جاءني صوتها هادئًا ومبحوحًا : السلام عليكم
ابتسمتُ وكأنني أراها : وعليكم السلام ، الأخت غِيد ؟
غيد : ايي معك ، ما عرفتك معليش
أسرار : معك أسرار الـ ***
قاطعتني لـ تنطق وشعرت بتوترها : معليه أختي لو ودك بطلبية ارسلي لي على الواتس
أسرار : لا حبيبتي ، الموضوع مش موضوع طلبية .. مو أنتِ عندك مشروع منزلي ؟ احنا بشركتنا ندعم المشاريع المنزلية الصغيرة وحابين ندعم مشروعك .. وش رأيك تجين عندنا ونتفق على كل شيء ، وإن رضيتي نوقع العقد
نطقت بذكاء : وكم نسبة الأرباح لكم ؟
ابتسمتُ : 2% أو 1% أو صفر .. اللي ودك ما نختلف على الشيء هذا لأنه مشروعك ، احنا ندعمك فقط ونوفر لك وسط مُناسب .. تزورينا خلال الأسبوع هذا ؟
غيد : أي طيب إن شاء الله ، يصير خير .. ببلغك بعد ما أفكر
أسرار : طيب حبيبتي ، كلميني على رقمي هذا ، يلا في أمان الله .. يوم سعيد

أغلقتُ منها ، وقلبي يعيشُ ذلك التفاؤل بأن توافق غيد على عرضي ..

.
.
.
.
.

مرّت ثلاثة شهور .. سريعة دون أن نشعر بـ سرعتها ونحن منشغلون بـ دفع عجلة التنمية .. ونسابق لـ نُخلد لأنفسنا أيام سعيدة .. نتذكرها ..

غيد وافقت على أن تتبني شركة عبدالرحمن مشروعها .. وكانت تلك ورقة رابحة ولفته تُتحسب لـ أسرار ..
وكذلك أسرار بعدما أخذت بعض الدورات في إدارة الأعمال والتسويق ، أصبحت تعمل مع أخيها في قسم التسويق ..
ليال في استقرار تام مع فراس ، متجاهلة تمامًا زواجه الآخر وعلاقته مع شهد .. وشهد تجاوزت شهور الحمل الأولى وأصبحت في نهاية شهرها الخامس ..
رواء ، ما زالت في صراع مع صمت والدها الغريب ومشاعرها المنجرفة بـ اتجاه ذياب .. أصبحت تتجاهل وجوده في منزل والدها ، وتتجاهل ذكر اسمه في حديث ديما ..
أما أنا ، أعيشُ أجمل وأسعد أيامي مع صقر .. وأصبحت والدته وأمينة مع بناتها ، يزورون منزلي نهاية كل أسبوع وعلاقتي معهم تطورت جدًا .. أسعدني ذلك لأنه أسعد صقر كثيرًا ..


بعد غد ، سيكون حفل ملكة يزيد ونوف التي لم تتردد في الموافقة على الزواج من يزيد وتجاهلت عبدالله وكذلك والدها وأخاها ..

أما اليوم ..! فـ نجتمع أنا وأخواتي في منزلي ، نتبادل أخبار بعضنا البعض ..
رفعت رواء خصلاتها التي بدأت تطول عن وجهها وهي تنطق : والله ودي أقصه وأفتك
ضربتها ليال : اعقلي ، خليه حلو مرّة ولايق عليك ، مو تقولي أهلك يجتمعون في رمضان ويسوا تجمعات ومدري وش ..! خليه طويل عشان التساريح تضبط وتصيرين كشخة
رواء : اايي زين اقنعتيني الصراحة
ضحكنا أنا وأسرار ، لتسأل أسرار : هو رمضان متى أصلًا ؟
ليال : آمممم .. مرة سألت فراس وقال باقي أسبوعين تقريبًا
رواء : ونااااااااسة ، أحلى شيء في رمضان إن دوامي يصير قصير .. والأخ سعد ما يقدر يطلع ديت يعنني حرام في رمضان ويشتغل شغله بضمير
سألتها : هذا ما بعد تاب ؟ ولا صادته زوجته !
رواء : ههههههههههههه تخيلي لا .. إن شاء الله تصيده قريب يااااا رب
ضربتها ليال بخفة ، لتسأل أسرار : ليول وش أخبار حياتك الزوجية ؟
رفعت ليال حاجبها لتجيب : زينة ، الحمد لله .. وش عندك تسألي ؟
أسرار : ههههههههههههههههههههههههه ه أبد ولا شيء بس كذا .. لا تشخصنيها ترا سؤال عابر (لتغمز) : إلا إذا
رواء : على فكرة البنت ذي صارت قليلة أدب ، الظاهر تتعلم من أخوها الدعلة المربوش ذا
أسرار : هههههههههههههههههههههه تصدقي حتى عبدالرحمن يقول قللي جلسات مع يزيد
ليال : لا من جد قللي ، مخربك مررررة
أسرار وهي تلتفت لي ، غمزت : ااايييي يا عُلا
قرصتها : وجعييييييه يا أسرار
أسرار وهي تمسح يدها : آآآحححح حرام عليك يعور
عُلا : عشان تتأدبي (نظرتُ لرواء لأنطق بحنان) : ايش فيك ؟
تنهدت رواء ، لتبتسم : أبد سلامتك
نظرتُ لها مطولًا ، لـ اتركها براحتها .. وقفت أسرار متوجهه لدورة المياه – مكرمين – ثم غادرت ليال لـ ترد على اتصالها الهاتفي ..
أدرت وجه رواء لتنظر لي ، سألتها مرة أخرى بذات النبرة الحانية : ايش فيك ؟ جاوبيني
نظرت هي لـ الأسفل ، ثم رفعت عينيها لتنظر لي ، أخذت نفسًا : مدري احس نفسيتي تعبانة محتاجة أشياء حلوة تفرحني
نظرتُ لها مطولًا لابتسم : قلبك محتاج يشوف ذياب ، بس أنتِ متجاهلة عشان لا تعترفين لنفسك إنك منجذبة له وتحبيه
رواء : أمانة تكفين غيري الموضوع
أومأت بـ نعم : ابشري من عيوني .. بس صقر طالع مع ذياب .. احتمال على طلعتكم مني .. يوصل هو وتشوفينه
أغمضت عينيها ، لابتسم .. احتضنتها لأهمس لها : مشاعر الحب حلوة رواء ، خصوصًا إن اخترتي الشخص الصح اللي يصونك وما تهونين عليه .. وأنا متأكدة إن ذياب الشخص الصح ، وإن شاء الله تكونين أنتِ اختياره بعد
التفتُ لأرى ليال تعود ، وأسرار قادمة من الداخل بيدها صحن حلويات
عُلا : ههههههههههههههههه بالعافية بس حبة حبة يا البلعة
التفتت لها رواء لتمسح الدمعة العالقة بطرف عينها : يا الفضيحة بيرجع الرجال يشوف بيته فاضي من الأكل
ليال : ههههههههههههههههههههههههه ههه اشووه ما تجين لبيت عمي ، ولا شافتك جدتي وقالت مشفوحة
عُلا ورواء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه
أسرار من بين لقماتها : أعوذ بالله منكم ما تخلون الواحد ياكل على راحته
نطقت عُلا بابتسامة : ما علينا اكلي ، المهم بقول لكم قبل لا يأذن المغرب وكل وحدة تقوم وتروح ..
ليال باهتمام : انطقي
وضعتُ يدي على بطني لأنطق بابتسامة هادئة : إذا الله كتب وتمم ، بتصيرون خالات بعد سبع شهور
كانت لحظة إدراكهم سريعة ، ليصرخن معًا بصوتٍ واحد ، شعرتُ بالاختناق عندما هجمنّ عليّ ليحتضنني ، ولكنّه أجمل اختناق أشعر به ..
ابتعدن بسرعة لتنطق ليال بحب : الله يتمم لك يا روحي
رواء بابتسامة هادئة : الله يرزقك تشوفيه بخير وصحة وتقومين بالسلامة إن شاء الله ..
أما أسرار التي صاحبة الشخصية الجديدة ، غمزت لتسأل : وش قال صقر
ليال ورواء : وووجججععععع
عُلا : هههههههههههههههههههههه أبد والله استانس مرّة وطول اليوم وهو يسوي لي اللي أبيه ، ورقص رقص ما قد شفته كذا .. وكل 5 دقائق يتصل في أمه يقول لها ترا عُلا حامل
رواء : ههههههههههههه صار مخبول رسمي
التفتت لي ليال : الله يسعده دايم ، وسعدك يا روحي
عُلا : آمين ..
ليرتفع بعدها صوت الأذان ، صمتنا جميعًا لنستمع له .. وعيني لم تلتفت لـ أحد سوى رواء .. التي لاحظتها تمسح دمعاتها بالخفاء .. آلمني قلبي ..
جميعُنـا .. في الثلاث الشهور الماضية .. وصلنا لـ مرحلة الاستقرار الذي نتمناه ، عداها .. ما زالت عالقة هُناك .. في مساء ذلك اليوم البارد ، قبل ما يُقارب الـ 10سنوات .. عندما هربت من الميتم ..

.
.
.
.
.


كانت ملكة نوف ، جميلة جدًا .. عائلية وملمومة .. استمتعتُ بها كثيرًا ، بسبب قلّة الموجودين ..
نزلتُ من غرفتي متوجهه لـ المطبخ ، غدرتني ديما ولم تحضر لي قنينة الماء كـ العادة ..
أخذتها ولكن لفتت انتباهي الأضواء المشتعلة لـ الجلسة الخارجية ..
نظرتُ لـ ساعة الحائط التي تتوسط صالة المنزل ، كانت تُشيرُ لـ 3:15 ..

توجهتُ لـ هناك ، رأيتُ أحدهم يجلس .. موليًا الباب الزجاجي ظهره ، عرفته .. ذاك عبدالله .. ليست جلسة تركي ، وبالطبع عليّ أكبر بكثير من أن يحصل على جسد رياضي كـ عبدالله ..
مشيتُ لخطوات ، ثم تراجعت وكنت سـ أغادر ..
لأسمع صوته : وش تبين ؟
التفتُ لانطق بتوتر : ولا شيء .. شفتك وكنت بسألك ليش صاحي ، بعدين تذكرت إن مالي شغل فيك ..
التفت لـ ينظر لي ، صُعقتُ من منظر عينيه .. أقتربتُ منه بلا شعور لأجلس بجانبه واحتضن وجهه ..
سألته : وش فيك ليش عيونك كذا ؟
أسند رأسه على كتفي .. شعرتُ بـ قشعريرة تسري بجسدي .. سمعته يهمس : تعبان ..
وضعتُ يدي على خدّه لأسأله بهمس : من ايش ؟
لم يجب ، لاحترم صمته .. وهو ما زال يسند رأسه على كتفي ..
نطقتُ بتردد : متضايق عشان نوف تزوجت ؟
وكذلك لم يجب ، تنهدتُ أنا .. ليتنهد من بعدي ، ولكن ذاك الصوت الذي خرج منه ، آلمني جدًا ..
لـ أُقن بعدها ، بـ أن زواج نوف .. قد زلزله ..
همس لي : أحبها .. حيييييييل أحبها ، من صغري أبيها .. بس عاندت نفسي
عقدت حاجباي : كيف ؟
رفع رأسه عن كتفي .. ليلتفت لي ، صمت طولًا وهو ينظر لي ..
اخفضتُ عيني ليدي ، ثم نظرتُ له .. نطقت بهدوء : عبدالله أنا أختك .. مو نصابه ولا وحده جايه اسرق أبوك .. وصدقني ، أنا أجاهد نفسي كل يوم عشان أبقى هنا ، ما جيت أخرب نظام حياتكم أو أعفس عليكم أي شيء .. جيت عشان أحصل عائلة ، وأحس إني انتمي لـ أحد حالي حال أي شخص عايش بين أهله .. ولا أبي إنك تعاديني وأعاديك ولا أعادي أي أحد .. ما أبي ، الشيء مُتعب .. جدًا ومُرهق والله ..
صمت هو لم ينطق بحرف .. وقفتُ بعدها ، لأتركه : آسفة تطفلت عليك
أمسك يدي ، ليجلسني أمامه : أنا اللي آسف مو أنتِ .. اجلسي
جلستُ أمامه ، ليردف : لما كنا صغار ، الأغلب بدأ يلاحظ وشلون أفضل أنا نوف ، وكبرنا وزعلت لأنها تغطت عني وما صرنا نجلس ونلعب نفس أول .. كانت جدتي تقول أكبر وتزوجها .. وخلاص صار هذا الكلام إن نوف وعبدالله لبعض ، طبعًا أنا ما أحب أحد يملي عليّ وش أسوي .. وحبيت أعاند ، وكابرت بـ أني ما أبيها .. وفي كل مرة أسكت وابين لهم إني ما أبي .. وأنا داخليًا والله أستانس على الوضع ، (تنهد) : بس مكابري انقلب ضدي
ضغطتُ على كفه : مو نصيبك
أومأ برأسه ، سألته بتردد وبدافع الفضول : ما حاولت توقف الموضوع ؟
ابتسم لي : لا ، جاء أبوها وقال لي ، ترا نوف انخطبت لواحد ، وإن وافقت بزوجها .. قلت له توكل على الله يا عم والله يوفقها
نظرتُ له بدهشة لأسأله : ليش تكابر ؟ ليش ! الرجال جاء لك
رفع رأسه لأعلى وهو يبتسم بـ قهر : ما أدري يا رواء ما أفهم تركيبة مخي بعض الأحيان
قلت : ايي وأنا أشابهك الظاهر
ضحك هو ليمسح دمعته وينظر لي : والله ..!
همستُ بـ : اايي
وقف ليمد يده لي ، لأقف بجانبه ، نظر لي مباشرةً لينطق : ايي عيل لا تكابري يا أختي .. أنتِ واللي معك لا تكابرون ، إن جاء ذياب بيتنا اطلعي وشوفيه ، تعبت عيونه تدورك .. خلصوا موضوعكم ، ما نبي غراميات مالها داعي في بيتنا .. خليجي يخطبك وأنتِ وافقي عليه ، واملكوا .. تفرح جدتي والله .. يلا مشكورة وتصبحي على خير ، لا تنامي قبل لا تصلي الفجر ما بقى كثير ..


مشى أمامي دون أن يلتفت ، وأنا أمشي من خلفه متوجه لـ غرفتي .. وعقلي ما زال مصدومًا مما قاله لي بشكل صريح وواضح ..






انتهـــى .. ~


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-22, 07:04 PM   #163

آلنـور
 
الصورة الرمزية آلنـور

? العضوٌ??? » 488988
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » آلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond repute
افتراضي

هلا بالحامل والمحمول ..

أحلى مافي البارت ، علاقة عبدالله ورواء اللي تحسنت ..
ومشاعر عُلا لرواء يا حلوها من البداية وأنا أحب عُلا وأحسها أقوى البنات وطلعت فعلًا كذا
الظاهر فراس بيتخلى عن شهد وهذا شيء ما اتمناه مع إني أبغى ليال تعيش خلاص باستقرار تام ويكون فراس معها هي بس .. بس حرام شهد مالها ذنب أبدًا
علاقة يزيد ونواف حلوه جدًا والله واتمنى ما تخرب أبدًا
رواء جدًا تعور القلب والله جد كلهم استقروا الا هي الله يجبر قلبها
ويضحك كيف إنها مفضوحه بمشاعرها حتى قدام عبدالله 😂😂😂😂
وعبدالله ، فات الأوان وخلي كبريائك وغرورك ينفعك
غيد شخصية جديدة .. يا ربي عمتها تقهر وش تحس وهي تسوي كذا ببنت أخوها حرام ! إن شاء الله يصير لها نصيب مع عبدالرحمن ويعوضها هو كل شيء حصل معها

ذياب يا ذياب يا ويلي .. بس أفتقدنا حركاته مع رواء بالبارت هذا 🤣


آلنـور متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-22, 11:59 PM   #164

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

هلا والله هلا هلا يامطول الغيبات جبت الغنايم شهالبارت الجمييل
انفجعت من تصريح عبدالله توك متكلم في تربيتها والحين تقول بصراحه طلعي له ؟؟؟
وشلون يالذكي تقول خلصونا قول للذياب اخطب اختي وفكنا من غرامياتك😂😂
متى تعدل هالعبدالله غريب يالله ربي يعوضه بغير نوف وان شاء الله نوف ويزيد حياتهم تصير سعيدة ومستقره 😍👌🏻

عبدالله خطبوا له فردوس تهبل 😂


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 01:28 AM   #165

ألزنابق

? العضوٌ??? » 448990
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » ألزنابق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألزنابق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 04:56 PM   #166

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 02-12-22, 03:25 PM   #167

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلنـور مشاهدة المشاركة
هلا بالحامل والمحمول ..

أحلى مافي البارت ، علاقة عبدالله ورواء اللي تحسنت ..
ومشاعر عُلا لرواء يا حلوها من البداية وأنا أحب عُلا وأحسها أقوى البنات وطلعت فعلًا كذا
الظاهر فراس بيتخلى عن شهد وهذا شيء ما اتمناه مع إني أبغى ليال تعيش خلاص باستقرار تام ويكون فراس معها هي بس .. بس حرام شهد مالها ذنب أبدًا
علاقة يزيد ونواف حلوه جدًا والله واتمنى ما تخرب أبدًا
رواء جدًا تعور القلب والله جد كلهم استقروا الا هي الله يجبر قلبها
ويضحك كيف إنها مفضوحه بمشاعرها حتى قدام عبدالله 😂😂😂😂
وعبدالله ، فات الأوان وخلي كبريائك وغرورك ينفعك
غيد شخصية جديدة .. يا ربي عمتها تقهر وش تحس وهي تسوي كذا ببنت أخوها حرام ! إن شاء الله يصير لها نصيب مع عبدالرحمن ويعوضها هو كل شيء حصل معها

ذياب يا ذياب يا ويلي .. بس أفتقدنا حركاته مع رواء بالبارت هذا 🤣

خلاص عبدالله بيصير كيوت مع رواء ..
وعُلا من البداية كذا ، هي اللي ضبطت أمور أسرار ❤

لا فراس ما يتخلى عن شهد

ما تخرب علاقة نواف ويزيد أبدًا خلاص

رواء لأنها تصد عن أبوها وأبوها ما يبغى يتكلم لأن ما عنده تبرير ..
عبدالله لأن يفهم خاله عشان كذا عرف عن مشاعرهم 🤣

عبدالله راحت عليه لأن نوف مش نصيبه

عمتها تغرّها مظاهر الدنيا والفلوس تفرق الأخوان ترا ..

جاي ذياب وبقوة انتظروه

نورتِ يا النور ❤❤


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-22, 03:27 PM   #168

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
هلا والله هلا هلا يامطول الغيبات جبت الغنايم شهالبارت الجمييل
انفجعت من تصريح عبدالله توك متكلم في تربيتها والحين تقول بصراحه طلعي له ؟؟؟
وشلون يالذكي تقول خلصونا قول للذياب اخطب اختي وفكنا من غرامياتك😂😂
متى تعدل هالعبدالله غريب يالله ربي يعوضه بغير نوف وان شاء الله نوف ويزيد حياتهم تصير سعيدة ومستقره 😍👌🏻

عبدالله خطبوا له فردوس تهبل 😂

حبيبتي قسيس وجودك أجمل ❤

ههههههههههههههههه عبدالله ما قصده بالمعنى ان تطلع له ، بس يوضح لها إنه فاهم سبب هروبها لما يكون ذياب موجود

فردوس متزوجة يا قلبي ، عبدالله يمكن ماله نصيب بالبنات !

نورتِ حبيبتي ، الله يسعدك ♥


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-22, 03:28 PM   #169

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألزنابق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 😅♥


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-22, 12:35 AM   #170

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️ ‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️� �🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥 ❤️‍🔥

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.