آخر 10 مشاركات
أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          حبي المستحيل(85) -قلوب نوفيلا-بقلم الرائعة {الأسيرة بأفكارها} *مكتملة&الــروابط* .. (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-20, 04:05 AM   #1051

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


"عندما تفقِدُ شهِيَّة الانتظار ؛ يُصبحُ كلٌّ جديدِ عاديَّا لدرجَة التجاهًل"
من بين الأمور التي تجعل المرء معتادا على الأشياء الغير منطقية ، هو أنه لا ملاذ أمامه سوى التقبل بكل قناعة ….
منذ أن أخرجها من ذلك الوكر وهي على غير سجيتها ، وهو يزيدها غرابة بتصرفاته التي اقتنعت يقينا أنها نابعة من صميمه وأنه فعلا قد تغير وبات شخصا آخر لم تتعرف عليه من قبل … أيام قضياها سوية في ذلك البيت الجبلي كانت خالية من الأحاديث والحوارات ، لم يكن فيها سوى الانتظار والصمت المهيب ، لم تعرف كيف وصل بهم الحال لتلك الدرجة ….الحال لمعايشة الغربة رغم القرب المتاح ،
فتح اللابتوب خاصته لتصدح أغنية لـ "رشا راجح ، عذب بما شئتَ"
عذب بمَا شئتَ !!
عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى مُحِبٍ بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ
وخذْ بقيَّة ما أبقيتَ منْ رمقٍ لا خيرَ
في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ

لِلّهِ أجفانُ عينٍ فيكَ ساهِرَة
شَوْقاً إليكَ وقَلْبٌ بالغَرامِ شَجِ
أصبحتُ فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً
ولَمْ أقُلْ جَزَعاً : يا أزْمَة ُ انْفَرِجي
ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتيلُ بلا إثْمٍ ولا حَرَج
ودَّعْتُ قبلَ الهَوى رُوحي لما نَظَرَتْ
عيناي منْ حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ

أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
ويومُ إعراضهِ في الطّولِ كالحججِ
فإنْ نأى سائراً يا مهجتي ارتحلي
وإنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي

تراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحةٍ
في كلّ مَعنى ً لطيفٍ رائقٍ بهِجِ
لم أدرِ ما غُربَة الأوطانِ وهو معي
وخاطِري أينَ كَنّا غَيرُ مُنْزَعِجِ
عذب بمَا شئتَ !!
رمقها وهي مقبلة عليه حين توقفت لتعود أدراجها بعد أن أخذت كفايتها من الأغنية التي ترجمت ضمنيا حالتهما العاطفية المعلقة في العدم …
رشاد:- لا تقلق سيدي سأحضر المطلوب ولن يتعقبني أحد ، سأكون حذرا
وائل:- ماشي … أعلمني بأي شيء غريب
عمو نزار:- دع الولد يمضي في حاله لقد أوصيته عشر مرات
وائل:- الاحتياط واجب عمو نزار
عمو نزار:- اذهب ونادي على ميرنا لتتناول العشاء معنا
وائل:- اذهب أنت
عمو نزار:- تحدثنا يا وائل ، أخبرتك بواجباتك تجاه الفتاة لا تدعني أذكرك بما سيحصل إن تابعت تجاهلك
وائل:- تجاهلي …عمو نزار دعني أبقي على احترامك مصانا في قلبي ، لا تتدخل فيما لا يعنيك
عمو نزار(رفع حاجبه):- ستتغير على الجميع ولكن ليس معي …
وائل(هز كتفه):- لن يفرق بشيء عندي
عمو نزار:- نادي البنت بينما أفرش المائدة ، هيا لا تتعبني الله الله
وائل(بتأفف):- …. طيب يا عم نزار
توجه صوب غرفتها حين وجد الباب غير موصدا ، لكن إضاءة الغرفة كانت خافتة جدا ..أطل عليها فوجدها جالسة بجوار النافذة وهي تتأمل السماء بينما تمسك بين يديها دفترا وقلما ، تساقطت عليه دمعات عينيها المتعبة …عقد حاجبيه وهو يفتح الباب أكثر ليتقدم نحوها ، لم تستشعر قدومه حتى بلغ منتصف الغرفة حين جفلت لتستدير نحوه بفزع
ميرنا(أمسكت على قلبها):- هل ناديتني لم أسمعك
وائل(وضع يديه بجيوبه ليتقدم نحوها):- لم أناديكِ … ماذا كنتِ تفعلين ؟
ميرنا:- لا شيء …جربت الكتابة ولكنني لم أجد في جعبتي ولا حرف
وائل:- لا بأس فترة وستمر
ميرنا:- متى سنعود للبلاد ؟
وائل:- غدا مساء .. ستبدأ رحلة عودتنا للوطن
ميرنا(بأمل):- حقا …سأجتمع بعائلتي أخيرا ؟
وائل(رمق ابتسامتها فأردف وهو يقف بجوارها عند النافذة):- إن كتب الله ذلك ، يعني لا تتأملي كثيرا فستطول رحلة العودة
ميرنا:- ليس مهما ..المهم أن يتحقق ذلك
وائل:- لمن اشتقتِ أكثر ؟
ميرنا:- لميسون …أتصدق لقد هنأتني بعيد الأم حين كلمتها ذلك اليوم ، كم عنى لي ذلك الأمر كثيرا شعرت وكأنها شحنتني بالطاقة الإيجابية ، كأنها أعطتني دافعا للتحمل أكثر و
وائل(قاطعها موليا ظهره):- تعالي لتناول العشاء إن كنتِ جائعة
ميرنا(رمشت بغير فهم لتضع الدفتر والقلم جانبا وتلحقه):- أنت تتعمد ذلك
وائل(توقف):- …لارد
ميرنا:- تتعمد تجريحي في كل جملة في كل موقف لكي تقنعني أنك حتما تغيرت ولم تعد ذلك المسالم الذي أحببته …طيب يا وائل اقتنعت أنك تغيرت ورضيت بالأمر الواقع وحاشا لو طلبت منك أن تعود كما السابق ، لكن لا تتمادى أكثر لأن ذلك سيولد النفور بقلبي بدلا من الاستغراب الذي يحيط به تجاهك حاليا
وائل:- متوسط الذكاء عندكِ في الحضيض ، أنا لا أحاول أن أقنعكِ بشيء هذه النتيجة نتعايش معها منذ أربعة أشهر وشكلها ستطول …لست ممتعضا منها بل راض عنها …. محاولتي في إعادتكِ هي واجب لا أكثر ولا أقل سأنهيه على أكمل وجه وكلا يذهب في طريقه
ميرنا(امتلأت عيونها بالدموع وهي تقترب منه):- لست أحاول حثك على العودة ، لست أريد ظلمك مجددا لكن على الأقل لا تقتل المشاعر الجميلة التي حملتها لأجلك ذات يوم
وائل:- كما حملتها يمكنكِ رميها عزيزتي ، الطعام يبرد
ميرنا(أمسكته من ذراعه):- توقف … أريدك أن تعرف شيئا فحسب أنني لن أبذل جهدا لأجلك لأنني خسرتك وأضعتك من يدي بيدي ، لست نادمة على أي شيء فعلته سوى أنني تهورت دون أن أحسب حسابا للنتائج
وائل(سحب يده من يدها):- برافو ..استيقظتِ أخيرا من سباتك؟
ميرنا(أغمضت عينيها متجاوزة إياه):- اعرف فقط أنك لست مجبرا على التصنع أمامي ، يكفي أن تتصرف على سجيتك
وائل:- هه المضحك أنكِ لا تصدقين بأن هذه هي سجيتي حقا…هيا
ميرنا(حركت رأسها لتلحقه):- …فهمت
عمو نزار:- جئتما أخيرا ، هيا اجلسا سأصب المعكرونة ستحبان طعمها كثيرا لقد أخذت الطماطم من الحقل المجاور لجارنا الروماني
وائل:- تعرفت عليه يا باشا ؟
عمو نزار:- وماذا تظن أنني سأفعل طوال اليوم أن أبقى كالعانس بينكما ..كلاكما صامت وأنا من سأحادث جدران عقلي ؟
وائل:- حرام ، رافق الروماني صاحب حقل الطماطم أحسن
عمو نزار:- هاه عليك نور
وائل(راقبها وهي تعدل جلستها):- … شكلكِ لم تحبي المعكرونة ؟
عمو نزار:- حقا يا ابنتي ؟
ميرنا(أمسكت على صدرها):- يسلمو عمو نزار ، نتعبك معنا لكنك سترتاح لم يتبقى إلا القليل
عمو نزار(أومأ له بالخرس):- تعبكِ راحة يا ابنتي ، تفضلي
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تمسح على صدرها):- تت ..
وائل(استفهم بعينيه):- همم ؟
ميرنا:- بخير …
عمو نزار:- هل تؤلمكِ الحروق ؟
ميرنا(نظرت لجسمها):- لقد شفيت يا عمو نزار
عمو نزار(أنزل كم فستانها):- كيف شُفيت …ماذا فعلتِ ؟
ميرنا:- لا شيء …شُفيت من تلقاء نفسها بصراحة ، إحداهن فعلت ذلك
وائل:- ماذا تهذين أنتِ ؟
ميرنا:- خاطبني بشكل جيد
وائل(بنبرة مرتفعة):- أخاطبكِ كما يحلو لي ، أجيبي وكفي عن الامتعاض
ميرنا:- عمو نزار أخبره ألا يخاطبني بهذه النبرة لأنني لن أرد عليه
عمو نزار:- اخرسا كليكما لنفهم ما الذي يحصل ، ابنتي ميرنا تحدثي
ميرنا(رمقته بحدة لتلتفت للعم نزار):- أثناء أسري ..حدثت معي أمور خارقة للعادة ، هنالك فتاة تتواصل معي بشكل روحاني …ساعدتني قليلا في ذلك السجن وحاولت أن تنقذني لكنني لم أعرف موقعي
عمو نزار:- فسري أكثر يا ميرنا
ميرنا:- أعتقد أن تلك الفتاة مرتبطة معي داخليا ، هنالك شيء يجمعنا لم أفهمه لكنني أسمعها جيدا وبسببها دخلت للمشفى مرتين ، مرة جعلتني أتقيأ مياها كثيرة وكأنني شربت غالونا ومرة ..بسبب سوء التغذية
عمو نزار:- هل تسمعينها أثناء نومكِ أم هي حالة تتلبسكِ ؟
ميرنا:- أسمعها كما أسمعك في بعض الأحيان ، كأنها موجودة معي ومرات في أحلام اليقظة …يعني فهمتني ، والآن
وائل(باهتمام):- تخاطبكِ ؟
ميرنا:- تناديني …
عمو نزار(انتفض من الكرسي):- تمام …تناولا المعكرونة أظن بأنني تذكرت وعدي للجار الروماني بلعب الورق هذا المساء
وائل:- أين تذهب …عم نزاااار ؟
ميرنا(زفرت عميقا لترفع الشوكة):- لن نجعله يضيع إنها نعمة الله
وائل(رفع شوكته أيضا):- …أعتذر لأنني أحرقتكِ بتلك الطريقة
ميرنا:- لنضع إشارة في خانة الاعتذار بجدول شخصية وائل الجديدة
وائل:- ماذا حدث في روما ؟
ميرنا(انتفضت لتمتلئ عينيها بالدموع):- …لارد
وائل:- حكيم روا لنا ما حصل
ميرنا(مطت شفتيها):- …ماذا قال ؟
وائل(بطريقة مستفزة):- أنه عاشر البنات بفراشه ، أنكِ كنتِ بجانبه تشاهدين كل شيء
ميرنا(وضعت الشوكة):- …شبعت ، سأذهب للنوم
وائل(نهض ليوقفها):- ….ماذا ، هل آلمت قلبكِ بذكرى حكيم مع حبيباته ، ماذااا ميرناااا تركتِ خلفكِ عرض زواج من رجل عشقكِ حد الجنون لتركضي خلف شخص آخر وقع بنفسه على رحيله …هجرتِ كل شيء لتلحقي به بل افتعلتِ تراجيديا خرافية من بعده ، وما النتيجة ؟
ميرنا(ركضت صوب غرفتها):- لا تتكلم لا تتكلم …يكفيييي
وائل(لحقها وهو يتحدث بعصبية):- أتحسبين أنني أتحدث لكي أحاسبكِ ، لا يا روحي أنا فقط أضع النقاط على الحروف وأجعلكِ ترين أفعالكِ في المرآة …لقد بعتِ كل شيء لذلك لم يشتركِ أحد بل غرقتِ في الخسارة وما زلتِ
ميرنا(مسحت على شعرها لترفعه بحركة جنونية اعتلتها):- يكفيييي يكفيييييييي اخرس يا واااااائل اخرسسسس
وائل:- حتى لو سكتت أنا هل ستخرسين صوت أفكارك ، هل ستمحين ذكريات تلك الليلة المقيتة في فراشه ، هل ستنسي ما جرى لكِ بذلك الأسر طوال أربعة أشهر …لا يا ميرنا أنتِ تغرقين في الوحل ولن ينتشلكِ أحد ما لم تفعلي ذلك بنفسك
ميرنا(جلست على طرف السرير وهي تهتز برتم مسرع):- …يكفي اخرسسسسسس أرجوووووووك
وائل(جثا ليطل عليها ويستمر):- ….نتيجة تهوركِ هي التي حصلتِ عليها بالأخير ، هاه هل أنتِ سعيدة الآن يا ميرنا ؟
ميرنا(ضربت على صدرها لترفع رأسها نحوه):- لسسسسسست سعيييييدة لسسسسست سعيدة ، أنا نااااااادمة على ما فعلته ، أجل نادمة واعتذرت من نفسي كل يوم قضيته في عذااااااااااب كل ليلة نمت فيها والدموع تملأ عينااااااااي ، كل لحظة رأيت فيها الموووووووت وعشت من جديد لأحيا عقابا آآآآآآآآخر …..ندمتتتتتتتتتتتتتتت أجل أخطأت أخطأأأأأأأت وما كان بيدي فعل شيء لتصحيح ذلك الخطأ ، لم يمنحني فرصة التراااااااجع حتى …اهئ ….فعلت ذلك بنفسي وبكم جميعاااااا …..
وائل(تنهد عميقا ليستقيم وهو يعدل ياقة قميصه):- والله بالنسبة لي لا يعني لي اعتذاركِ أي شيء …لكن ربما أهل الوطن سيتقبلونه منكِ علما أن الأغلبية يعتقدون بأنكِ في سياحة استجمام تستغلين الوضع
ميرنا(أمسكت على قلبها وهي تلهث وشكلها ستدخل في نوبة):- ….وائل
وائل(نظر بمرآتها ليعدل خصلات شعره بكل برودة):- يلا حصل خير …
ميرنا:- و….وااائل
وائل:- سأدعكِ لترتاحي فقد استنزفت فيكِ بعض الأعصاب الباردة ..
ميرنا(وهي تتنفس بصعوبة):- وووواااائل …هئئئ اكح …
وائل(التفت إليها):- ميرنااا هل تدخلين في نوبة هلع مجددا ؟
راقبته وهو يصب بعض الماء لأجلها في كأس وضعه بقربها بكل برودة ، أمسكته برجفة وسحبته لوجهها كي تشرب منه القليل فتساقط بعضه على ثيابها والبعض على وجهها …التقط منها الكأس بجمود وهو يراقب عودة تنفسها للوضع الطبيعي … فعلا استعادت أنفاسها وهي ترقبه بغرابة فلم يتحرك ساكن فيه ، بل عالجها بشكل اعتيادي كمن يعالج حيوانا أليفا يخي حتى الحيوانات تتعالج بمحبة وقلق ….. لم تنطق بحرف بل تدثرت بالفراش هاربة من نظراته الجليدية وأساليبه المستفزة ، قررت أن تغفو وتفر من صقيع الأجواء التي تعيشها بجواره …أما هو فلم يحرك ساكنا فعلا بل غادر لغرفته ليرمي بجثته على السرير ويغفو مستريح البال وكأن شيئا لم يكن..
ميرنا:- هذا ليس وائل ، لا لا هذا قالب من الجليد ، …لا ما الذي حصل له ماذاااا حصل ليصل لهذه المرحلة ؟؟؟؟؟؟
أغمضت عينيها بصعوبة بحثا عن الراحة التي لم تزرها ولو أنها تحررت من الوكر ، ما زالت تعيش في قلق في تعب في ظلام ….وفي كوابيس مفزعة أيضااااا ،بعضها محض أضغاث والبعض الآخر حقيقي …
الكاهنة(بصوت كالهمس):- لم أتخلى عنكِ ، لكنني مجبرة على الابتعاد قليلا ، …ستكونين بخير أنا معكِ يا ميرنا
ميرنا:- أخرجيني من هنا ، خذيني معكِ
الكاهنة:- ليس الآن … لم نعثر عليكِ بعد ، أظن أنكِ عالقة
ميرنا:- سيعيدني وائل أريد رؤية ابنتي ، لست بخير إنني خائفة لو عدت هناك سأموووت
الكاهنة:- لن تموتي ، ستتعلمين العيش ستتعلمين المقاومة ..ستكونين قوية
ميرنا :- لا أريد … تعبت تعبت
الكاهنة:- سأسافر لأبحث عن طريقكِ مجددا ، سآتي للبحث عنكِ وسأعيدكِ ثقي بي
ميرنا:- من تكونين ؟
الكاهنة:- أقرب لكِ من الوريد ، أنا جزء منكِ ميرنا وأنتِ جزء مني
ميرنا:- لا أشعر بشيء إنني أفقد حاستي وذلك المشوه السبب
الكاهنة:- ضعي يدكِ على قلبكِ ، وحده من سيعيد فيكِ الحياة
ميرنا:- لا تذهبي
الكاهنة:- مضطرة … نلتقي في وقت لاحق وهذه المرة سيكون وجها لوجه
ميرنا(انتفضت من سريرها لتفتح عينيها):- هئ ….رحلت ؟؟؟؟
الكاهنة(فتحت عينيها لتوقف ذلك الاتصال الروحي):- … تم
كبيرهم:- تم يا نزار ، لقد قطعنا التواصل بينهما
عمو نزار(عبر الهاتف):- أخبر كاهنتك أنها تتسبب في إضعاف طاقة وليدتنا ، لن تهدرها في سبيل إيجادها لأنها بأيدينا
كبيرهم:- هل سمعته ؟
الكاهنة:- أريد رؤيتها وجها لوجه
كبيرهم:- ارحل أنت يا نزار نتكلم لاحقا وشكرا لملاحظتك
عمو نزار:- ذلك واجبي
الكاهنة(جاثية عند ركب الكبير):- كبيرنا
كبيرهم:- كل التوقعات التي خططنا لها لم تتحقق ، ما الذي أضعف إيمانكِ ؟
الكاهنة:- فعلت كل ما هو مطلوب مني وأكثر ، حميتها مرات عديدة وأنقذتها من الموت المحتم …فيم أذنبت الآن ؟
كبيرهم:- ذنبكِ يقع في عدم اتزانك ، أنتِ لا تملكين مشاعر لتقيمي بها الأحداث المحيطة بكِ …
الكاهنة:- هل وقع كل شيء على عاتقي الآن ، كبيرنا لقد كنت ألاحق الدرع والمخطوطة فما أنا فاعلة ؟
كبيرهم:- هذا شيء جيد ، لكنكِ أهملتِ مهمتكِ الرئيسية وعرضتِ الوليدة للخطر كيف تجعلينها تدخل للمستشفى بسبب محاولاتكِ الفاشلة في التواصل معها …يعني اعتقدت أننا جهزناكِ جيدا وجعلناكِ مستعدة للتحكم في زمام الأمور كما يلزم ..، أين الفجوة التي تسببت في هذا الإرباك ؟
الكاهنة:- حضرتك امنحني فرصة أخرى ، سيكون التواصل بعدها ممكنا وسوف أجد وليدة الشمس وأعيدها سالمة للبيت
كبيرهم:- قرار معشر الكهنة واضح ، ستبقين هنا لتجدي الدرع والمخطوطة وبعدها ستجهزين نفسكِ للحاق بوليدة الشمس وهذه المرة ستعودين بها ..هذا إن لم تعد قبل ذلك بوقت
الكاهنة:- حسن
كبيرهم:- كيف يبلي معكِ الشاب أمان ؟
الكاهنة:- إنه كفؤ يا كبيرنا لا يسعني ذكر شيء حياله
كبيرهم:- الاختلاف المترقرق بمقلتيكِ يدعوني لطرح استفهام غريب ، ما الذي يلمع بداخل عينيكِ الحجرية ؟
الكاهنة:- دموع الفشل كبيرنا ، أكره التعرض للتوبيخ لكن مع الأسف سيكون درسا جديدا لي
كبيرهم:- اذهبي لمخدعكِ يا فتاة … انتهى النقاش
الكاهنة(عدلت قبعتها لتخرج من مكانه وتتجه لغرفتها):- …همم
أمان(التقطها بخفة ليجذبها نحوه):؟- … رغبت في رؤية الغضب على ملامحكِ، ها كيف كان التوبيخ كارثيا أم ما يزال في الطور الأول ؟
الكاهنة:- أشعر بأن لديك صلة بالموضوع ، لم يحصل خير منذ أن دخلت دخلتك المشئومة لحياتي
أمان:- حقا ؟
الكاهنة(نظرت لشق صدره الرجولي):- يكفي …ما عدت أطيق
أمان:- قريبا ستقولين أنتَ طالق …بنت حجرة دعينا لا نبدأ باللعب .،، هيه لم أنهي كلامي ع فكرة أحب لعبة الملاحقة كثيراااا يعني أين ستهربين …لفراشي طبعا هههه حجرتي انتظري
الكاهنة:- لم أتخلى عنكِ …أجبروني في الوقت الراهن على ذلك لكنني أعدكِ بحياتي التي جمدوها ، سأستعيدكِ …ميرنا
لم يغمض لها جفن بعد ذلك التواصل الروحي بينها وبين تلك المجهولة ، لذلك شعرت بالاختناق فقررت الخروج للفناء ولو قليلا ، خرجت من غرفتها وفتحت باب البيت لتجلس بالكرسي الخارجي …تنفست عميقا وهي تضم الوشاح على كتفيها وترفع رأسها للأعلى بغية الاسترخاء …. لحظة لحظتين وشعرت بشيء ما يتحرك في الجوار ، نظرت بسرعة للجوانب فلم ترقب أي حركة أو أي شخص ، شعرت بالتوجس ونهضت بخفة لترتطم بجدار الباب وتدخل ركضا إلى داخل البيت …أمسكت على قلبها برعب حين استدارت لتصطدم به في ذلك الظلام …..
ميرنا:- هئ ….لا لا ليس مجددا لن تفعل ذلك بي لن تفعل ذلك بيييييي
وائل(أشعل الضوء بسرعة ليمسكها):- اهدئي ..ميرنا هذا أنا
ميرنا(نظرت إليه بتشتت لترتمي بحضنه وتتمسك به):- وااااااائل
وائل(أغمض عينيه حين تسرب حضنها لصدره):-..أنا هنا
ميرنا(دفعته إليها بشدة وهي ترتجف):- لا تدعه يأخذني من جديد ، لن أتحمل لقد لقد مرضت عقلي عقلي مريييييض …لا أستطيع الخروج من أسرررره لا أستطيع التخلص من صوته ، هو هو يتسربل بدااااااخلي في دماااااغي في أنفاسي حتى …أرجووووك لا تدعه يفعل …
وائل(رفع يديه الجامدتين ليضعهما على ظهرها ويعانقها بدوره):- طيب
ميرنا(دكت رأسها بكتفه):- أرجوووك وائل أرجووووك
وائل(ابتلع ريقه ليجمع قبضتيه دون معانقتها):- …اذهبي للنوم ، ليس هنالك شيء أنا هنا
ميرنا(ابتعدت عن حضنه حين استشعرت جموده):- آسفة عانقتك لقد …لقد …أ….لو نغلق الباب هاااه ؟
وائل(هز رأسه):- سأغلقه بإحكام اخلدي للنوم ولا تخرجي للفناء بمفردك
ميرنا:- لن أفعل أبدا لن أتحرك من غرفتي
وائل(أومأ لها بالذهاب):- تمام …. / ما سر هذا الرعب كله ، ما الذي عشته هناك يا ميرنا ؟
لا تسأل …إنه شيء يختلف عن العيش في منزل مخيف ، بعيد عن الرعب لكنه مقتبس من سلسلة مرضى نفسيين تجلت في الشخصيات المريبة التي عايشتها ميرنا خلال فترة أسرها ، فكيف ستعود إلى هناك بل كيف ستملك القدرة على التحمل بعد أن بدأت تستوعب أخيرا أنها فرت من ذلك المكان القميء ، أنها حرة طليقة بعد أربعة أشهر قضتها في المعاناة والبكاء …. شخصيتها الباطنية تغيرت حتى أحاسيسها لم تعد متأججة ، لا شيء يحركها سوى الخوف هذا فقط ما عادت تشعر به ، حتى عراكها مع وائل لم يكن يستمر لأزيد من خمس دقائق كانت تفضل الصمت… للأسف استطاع خوري أن يزرع سجنه في عقلها فحتى لو كانت طليقة الآن ، إلا أنها ما تزال أسيرته لغاية اللحظة ..
عند الساعة السابعة صباحا ، أول من استيقظ كان العم نزار الذي خرج ليحضر حطبا من الغابة ، بينما كان من المفترض أن يعود رشاد ذلك الصباح بالأغراض المطلوبة منه لأجل الاستعداد لبدء رحلة العودة ذلك المساء …. نهض وائل ليستحم ويجهز نفسه لكي يوقظها كي تجهز نفسها ، رغم أن الوقت مبكر لكن حان وقت النهوض ، فتح الباب بعد أن طرق طرقتين لم يكن فيها جواب ، لم يجدها بفراشها فعقد حاجبيه حين اعتقد أنها بالفناء مجددا ، توجه إلى هناك بثقل ولكن لم يظهر لها أثر…عقد حاجبيه وناداها مرة ثم مرتين لا رد …. برقت عيناه ليرفع هاتفه فيتصل بالعم نزار الذي أجابه بالنفي فلم يلمحها في ذلك الصباح ، لحظتها قفزت بباله فكرة واحدة وهي أنه تم العثور عليهم
وائل:- لست أعرف ، ناديتها لا جواب
عمو نزار:- ابحث عنها يا ولد ، حرك جدعك وابحث عن البنت
وائل:- أين سأبحث لم أشرب قهوتي بعد
عمو نزار:- سأبدأ بشتم قهوتك على برودك على أحوالك العفنة ، قلت اذهب حالا وأوجد الفتاااااااة ؟
وائل(رمقه بطرف عين):- اصبر يا عم نزار ما بالك صرت مستعجلا هكذا ؟
عمو نزار:- أبشرك بأنني سأقوم باقتلاع صبرك مع ضروسك التي نبتت والتي لم تنبت بعد ، إذ يظهر لي أنني أتعامل مع مراهق وليس مع رجل حبيبته في خطر
وائل:- أعصابك يا حلو …هاه أنا خارج للبحث عنها
عمو نزار(ضرب كفا بآخر):- يا ربي دلني عمن قام باستبدال عقل هذا الصبي ، والله لست أعرفه
كان يضع عود قصب بفمه وهو يتجول حول البيت بحثا عنها ، ناداها مرة أو مرتين ولم يبذل جهدا ولو جهيدا للبحث المضني الذي كان ليأتي من وائل القديم … هذا الحالي البرودة فيه تساوي جبالا جليدية موجودة بالقطب الشمالي منذ قرون ، المشكلة أنه نفسه غير مستوعب لنفسه بل لا يشعر حتى بأنه يتمادى في الأوقات الغير صالحة مع الأسف ….
ومع ذلك وبرغم طبيعته إلا أنه استمر بالبحث عنها حين وجدها جالسة عند نهر جارٍ اكتشفته بتلك المنطقة ، كتف يديه ليتحرك صوبها حيث كانت تلاعب بيديها سطح المياه … مال برأسه متأملا هيأتها الساكنة وشرودها الشبيه بسكون الأموات ، أطل من خلفها ليفزعها بقدومه
وائل:- كنتِ أخبرينا أنكِ تريدين أخذ حمام نهري يا ميرنا ؟
ميرنا(انتفضت من صوته):- وائل
وائل:- خياله …ما الذي أتى بكِ إلى هنا ولم خرجتِ بلا إذن ؟
ميرنا:- ..لم أستطع النوم ، فخرجت قليلا
وائل:- من يركِ ترتجفين من الرعب ليلا لا يقول أنكِ ستخرجين الصبح
ميرنا:- إلى متى سأخاف ، ثم المكان آمن أنت أخبرتني بذلك
وائل:- البيت آمن ، المكان ليس آمنا بالمرة هيا لنعد
ميرنا(نهضت لتمسح يديها بفستانها):- … وائل
وائل(توقف عن المسير ليستدير إليها):- ماذا ؟
ميرنا:- أتحب زوجتك ؟
وائل(رفع حاجبه):- أمر شخصي لا أسمح بتجاوزه
ميرنا:- إن كانت تحبك فعلا أعطها فرصة
وائل:- لماذا هل قررتِ أن تصبحي راهبة ؟
ميرنا:- هه … شخصيتك رغم فظاظتها وصعوبة التأقلم معها إلا أنها طريفة
وائل:- يا لحسن الحظ ، قد ضحكتِ بوجهنا أخيرا
ميرنا:- كيف حدث الزواج ؟
وائل(أشار لها بالتحرك جواره):- لنشكر جدي حبيبي على اختصاره للموضوع ، قام بتزويجنا منذ وقت طويل يعني كدت أتزوجكِ وأنا أصلا أصلا متزوج من غيرك
ميرنا(تألمت من سخريته):- وهل ذلك أمر يزعجك ؟
وائل:- يعني … لا أحب التعدد بعكسك
ميرنا(أغمضت عينيها):- … أقبل استهزاءك بي
وائل(رفع يديه):- إنه هكذا فعلا ولم آتي بشيء من عندي
ميرنا:- حدثني عنها ؟
وائل:- إنها ثابتة في قراراتها ، إنسانة متحكمة بارعة في عملها، تحدد ما تريده وتنجزه بأدق تفاصيله …تكره الفوضى وتقوم بترتيب أي شيء تشعر بأنه يحتاج لتغيير وتنظيم ، شخصيتها مرتبة ومثالية ، يعجبني استخدامها لعقلها وتفكيرها قبل اتخاذ أي قرار …يعني ملفتة للانتباه ويعجبني اكتشاف طباعها كل مرة
ميرنا:- …يبدو أنك وصفتها بشكل جيد جيد جدااا
وائل:- إنها زوجتي بالطبع سأمدحها
ميرنا(أغمضت عينيها بقوة لتفتحهما وهي تعتصر قبضتها):- …طيب ، ماذا عن مشاعرك تجاهها ، هل أنت تشعر بالارتياح رفقتها ؟
وائل:- نتعود ع بعضنا ما زلنا عرسانا جددا يا روحي …ثم لم الأسئلة سنعود للوطن وتلتقي بها وجها لوجه أكيد سأحرص على أن تتعرفا على بعضكما كما يجب
ميرنا(تلكأتِ الحروف بجوفها لتتجاوزه بخطواتها):-…لآرد
وائل:- لا أعلم إن كان جوفكِ يحترق الآن أم لا ، لكنني أتذكر النار التي حولت قلبي لهشيم حين كنتِ زوجة حكيم
ميرنا(توقفت لترمقه وهو يتجاوزها):- ….يكفي … أخذت كفايتي من المعلومات مشكور يا وائل
وائل:- هل تعرفين ذلك الشعور عندما تلتقين بشخص مختلف لا يشبه أحدا من محيطك ، ستجدين نفسكِ مشدوهة بتفاصيله فقط لكي تبحثي عن ذلك الاختلاف البسيط الذي يجعلكِ تتخذين قرارا بهجر الخيار المتعب واللحاق بالمريح
ميرنا(رفعت حاجبيها لتتسرب الدموع من عينيها):- ….. يا خسارة
وائل:- حذار ، لا أستهوي المحظور
ميرنا:- لن أمنحك فرصة القصاص ، ستبقى هكذا معذبا تنتظر فرصتي للانتفاض والصراخ بوجهك ، لكنك لن تفهم لن تفهم
وائل:- والله …أنتِ وما ترينه مناسبا …
لم تضف حرفا بعد فالحديث معه عقيم عقيم لدرجة الألم ، كظمت دموعها وحزنها وتابعت معه المسير عودة للبيت الجبلي..تجاوزته ببضع خطوات وهي تنفض شعرها خلف ظهرها حين دنت عينيه من طوله ليهمس
وائل:- طال شعركِ كثيرا
ميرنا(توقفت لترمق نظرته العميقة):- …لارد
وائل(زفر ببطء ليكمل المسير):- … هيا
كيف ستفهم كينونته وهو نفسه لا يفهم نفسه …إنه بئر أسرار لقد تحول لمكعب ألغاز صعب الشرح ، لم تتمكن من فك ألغازه ولم تجد حتى الطريقة لأجل القيام بذلك …آثرت مسايرة الأمر لعلها تجد قدرة على الإدراك رفقة هذا الكيان المربك …
عمو نزار(ينتظرهما خارج البيت):- بنيتي ميرنا أين ذهبتِ ؟
ميرنا:- كنت بجانب النهر
عمو نزار:- لا تخرجي من البيت ، بقيت ساعات لنمضيها في سلام …وأنت نسيت هاتفك إنه يرن منذ خروجك
وائل(التقطه):- زوجتي المزعجة …
ميرنا(نظرت لنزار):- ….لارد
عمو نزار:- تعالي تعالي …
ريتال:- ها يا وائل متى تعود من سفرك الغريب العجيب ؟
وائل: فترة وسأكون بالوطن ، ماذا هل اشتقتِ لي ؟
ريتال:- أسأل لكي أعرف موعد عودتي للقصر فقد بات مهجورا ، فقط بديعة والرجال من يملأ ثناياه
وائل:- سنعود قريبا ، أنتِ ابقي عند جدتكِ ريثما أعود وأعلن استيقاظي من الغيبوبة الطويلة ..هيا لدي عمل
ريتال(أغلقت الخط لتلقي الهاتف على منضدتها):- سنعود قريبا ، سيعود رفقة من.. أين ذهب هذا ؟
جاهدة:- عندما لا تعرف الزوجة أين ذهب زوجها فهذا دليل على وجود فجوة عميقة بينهما ، أو أنها لم تصل إلى قلبه لتلك الدرجة
ريتال(وهي تضع زينتها):- مزاجي معتدل لن أحرقه معكِ جدتي
جاهدة:- ستحصلين على قلبه يا ريتال أنتِ مجبرة لأنني أريد أسهم شركتهم ، دابليو إر ستتدخل في مجموعة الخطيب برضاهم أو من غيره سيحدث
ريتال(أومأت لها لتصمت):- نتابع الحديث لاحقا جدتي ، جدتي ؟
جاهدة:- عيوني عليكِ ريتال
ريتال(بعد خروج جاهدة):- هففف تضايقني تضايقني
جمال(آت من الرواق):- أوووه تيتا الحبيبة يا صباح النور ووجه البذور لاع قافية عوجاء هذه صح ؟
جاهدة(بتأفف تجاوزته):- لن أعكر صفو صباحي مع شخص سُوقيِّ مثلك
جمال(قفز ليأتي أمامها وهو يتحرك بشكل خلفي):- لماذا يا تيتا إنني حفيدكِ برضاكِ من غيره ، جيناتكِ تسري هنا هنا بهذه العروق انظري
جاهدة:- أي …ألا تستطيع صياغة جملة واحدة دون استعمال سكينك هذا ؟
جمال(يمرر السكين على ذراعيه):- هذا جزء من جسمي لا أتمكن من رميه
جاهدة(نزلت الدرج):- آآآآآه يا فواز ارحمني من هذا الويل الذي سقط على رأسي من حيث لا أدري
جمال(تجاوزها ركضا وهو يرقص بيديه):- تيتا تيتا لو بقيتِ على هذا الرتم ستموتين باكرا وللأمانة أشواقي ما زالت لم تشبع منكِ …محاسيسي الباطنية ما زالت محتاجة لحب الأسرة والعائلة
جاهدة:- فوااااااز
فواز(وضع فنجان القهوة والجريدة خاصته):- جمال يكفي لا تضايق جدتك
جمال(رسم خيط الإغلاق على فمه):- أرأيتِ كيف تتكلم الناس المحترمة ، قهوتي بقطعة سكر ونصف عمي فواز
فواز(أشار للخادمة):- تصرفي …
جاهدة(جلست محلها على رأس المائدة):- سنعقد اليوم اجتماعا مهما ، أريد حضورك للشركة لأجل الاتفاق حول الدعاية التي ستقوم بها رندة الحسني
فواز:- ستقوم بعمل مميز إن أشبعنا بطنها بالمال الوفير ، تلك المرأة مستبدة لكن الحق يقال عملها ممتاز
جاهدة:- لذلك نحن سنتعامل معها ، إنها تملك علاقات مهمة وربما تساعدنا مع دابليو إر من يعلم
فواز:- كله في هذا الوقت مفيد ، آل رشوان سيقعون في قبضتنا لتليهم عائلة الراجي ..لا تقلقي الشركتين معا ستصبحان من ضمن مملكة آل الخطييييب في وقت وجيز
جاهدة(بابتسامة خبيثة):- ذلك يوم المنى
جمال(وهو يمسح الزبدة على خبزه):- لم الجشع ؟
جاهدة(التفتت إليه):- لماذا يجلس هذا هنا ؟
جمال:- لأنني حفيدكِ ولي حق عليكِ بالجلوس فوق رأسكِ حتى
جاهدة:- افففف
فواز:- دعنا لا نطيل يا جمال
جمال:- سألت سؤالا واحدا أرغب بالإجابة عليه ، لماذا أنتم جشعون يعني نملك ثروة طائلة وشركات كثيرة …لماذا الطمع ؟
جاهدة:- إنه ثأر قديم بيننا فهمت الآن ؟
جمال:- ما شاء الله ، حضرتكِ لديكِ ثأر حتى مع البستاني كونه زرع الورد الأحمر بدل الأبيض في حديقتكِ الخاصة
جاهدة:- لن تفهم في أمور كهذه ، لأن عقلك محصور في الأحصنة التي تشتريها ولا تعرف حتى كيفية رعايتها
جمال:- عيب عيب تيتا إنني أمتطيها بشكل جيد ، وأفكر بالانتقال من الأحصنة الحقيقية إلى أحصنة السيارات ما رأيكِ ؟
جاهدة(جحظت عينيها لتلتفت لفواز الذي وضع يديه على رأسه):- يا إلهي
فواز:- جماااال أنت تطيل يا رجل
جمال(اتكأ ليستطيب عطرها المقبل):- لولا مجيء برنسيسة القصر لكنت أطلت حتى أصبتكم بالغثيان ، يا صباح العطور والزهور
ريتال(بتأفف):- صباح الخير
جمال:- صباااااح الجمال والدلال
ريتال:- صبي قهوتي من فضلك كي لا أتأخر على عملي
جمال(استوقف الخادمة):- هييه اجمدي محلكِ ، صب القهوة للبرنسيسة من اختصاصي
ريتال:- من فضلك أنت تؤخرني هكذا دع الخادمة تتصرف
جمال(أخرج سكينه):- عليَّ الطلاق لأصُبَّن فنجان القهوة بنفسي
ريتال(نظرت لسكينه):- افعل افعل وخلصنا
جاهدة(ممسكة على رأسها):-….ما هذا الجحيم الذي ابتليتُ به يا فواز ؟
جمال:- نعمة من نعم الله ستجعلك تتطهرين من ذنوبكِ بسببي يا امرأة
جاهدة(لم تستطع التحمل):- سأقتل أحدهم لو جالسته لدقيقة أخرى ، أنا ذاهبة فواز ترافقني ؟
فواز(حمل سترته):- أفعل …هيه ابق عاقلا وابتعد تماما عن بطاقة اعتمادك هذا اليوم وإلا جعلتهم يوقفونها
جمال:- توقفونها إنه مالي الشخصي ، ما هذا الحكم التعفسي بهذا البيت
ريتال(غالبها الضحك):- تعسفي يا جمال
جمال(امتص شفتيه ليمد يديه بحركة معجب):- يسلملي المصحح خاصتي ، أعيديها مرة ثانية لطفا
ريتال(شربت قهوتها):- لا أملك ذلك الوقت
جاهدة(أخذت حقيبتها من خادمتها):- ننتظركِ بالشركة لا تنشغلي مع عدو العمل ذاك
جمال:- الظلم بعينه، ألم أطلب منها أن توظفني ولو ناطورا بالشركة رفضت والآن تقول عني عدو العمل ومبذر ؟
ريتال:- أجبني يا جمال ، لماذا أنت هكذا ؟
جمال(غمز لها):- هكذا وسيم وحليوة ورجل تعشقه النساء بسهولة ؟؟؟؟؟
ريتال:- هههه … دعك من هذا الهراء أنت لست هكذا لكنك تمتهن العبط ، أنت تخفي وجهك الحقيقي عبر هذا القناع …لماذا ؟
جمال:- لكي تقعي في غرامي فأتزوجكِ
ريتال(انتفضت من محلها لتجمع حقيبتها):- الحق يقال ماذا سننتظر من شخص قادم من بيئة سوقية مثلك ، فعلا أندم على فتح حديث معك
جمال:- ومالو يا حرف اللام خاصتي ، ما دام الجميل يرانا ولو من بيئة سوقية فذلك يكفينا
ريتال:- اللهم طولك يا روح
جمال:- أوصلكِ يا ابنة الخطيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن أجابته فقد كانت ستزيل كعبها وترسله لوسط جبهته ، لم تفعل فبريستيجها لا يسمح لذلك غادرت بسيارتها هاربة من جنونه الذي لا يحتمل …فها هو ذا يفتك بتلك الطاولة ولا كأنه تسبب في هرب أفرادها تبااااعا ..فعلا مهزلة هذا الجمال الراجي ، لكن هل هو أهوج حقا أم ما الذي يخفى تحت دهاليزه ….ههه ما تسألوني بدوري لا أعرف ^_^




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 04:06 AM   #1052

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الأسف يخيم على ملامحهم التي باتت باهتة لدرجة البؤس ، كل يوم بجديد وكل جديد بحكاية محزنة تغم القلب أكثر من السابقة ..وعليه قرروا عنونة بيتهم ببيت الاكتئاب خدمة 24 ساعة على 24
جلنار(رفعت الورقة):- ما رأيكن ؟
نور:- يخرب جنونك جلنار هل هذا وقته ؟
جلنار:- وماذا أفعل …إن ما نعيش فيه أغرب من الحكايات ، يعني يستحيل أن يمر يوم بدون صعقات كهرومغناطيسية تجتذب البؤس لحياتنا لا غير ؟
نور:- تعوذي من الشيطان ، هففف أصبتني بالغثيان من حديثك
جلنار:- حقي …أشعر بأن شبابي سيعنس بسبب اكتئابكم هذا ، تعبت حقا
نور:- ابنة عمي …قولي يا صباح
جلنار:- يا صباح ويا مساء قلت ما الذي سيتغير ؟
إخلاص:- نور غاليتي لا تتعبي نفسكِ معها ، إنها هكذا خلال الأيام الماضية لا تملك شيئا تفعله سوى التعليق كالعجائز
جلنار:- أنا يا إخلاص
إخلاص:- أختي ليس وقتكِ حبا بالله اهمدي قليلا لا ينقصكِ الوضع
جلنار(كتفت يديها)-: أينكِ يا مرام هجرتني وتركتني للعجائز بمفردي
نور:- تجهزن سنذهب للشركة بعد قليل
إخلاص:- أقول لو نبقى اليوم أيضا فابنة عمنا …
نور:- ابنة عمكِ بالمشفى لم تخرج بعد فما الذي سنفعله بالبيت لا شغل ولا مشغلة …هل سنتسامر ونندب حظنا العثر طوال اليوم ؟
سلوى:- عني أنا جاهزة
إخلاص:- طيب يا ابنة عمي سأستعد
رنيم:- لا تقلقي سنذهب سوية … هممم أمي هل زال ألم معدتك؟
عواطف:- زال يا ابنتي قد آلمتني من فرط الأعصاب
مديحة(تضع وشاحا على رأسها):- صداعي النصفي لم يزل من الأمس ، أحتاج لحبة دواء أخرى
عفاف:- لا يليق خالتي مديحة تناولتِ حبة قبل قليل
مديحة:- آه يا ربي آآآآه
سماح(وهي تتكئ على الأريكة):- عيوني لم ترى النوم ، بكيت كثيرا على روح المرحوم أخي ، أخبرته ما حصل لابنته وإذ بالدموع تذرف من عيوني
سلوى:- حقا حقا لا أتخيل منظرها حين تستيقظ وتكتشف الأمر
إخلاص:- الله المستعان …
نجية:- جاءت أم طلال يا جماعة …تفضلي يا ست
أم طلال:- يا صديقاتي الغاليات عدت أخيرا من سفري من اشتاق لي ؟
نظرن إليها تباعا فلم يكن وقتها ولا مناسبتها ، ولكن مع ذلك أعطينها الواجب وقمن باستقبالها بدون ذكر تفاصيل الوجوم المخيم على بيتهم …انسحبت نور بإخلاص ورنيم وسلوى للشركة ، بينما دخلت عفاف لترافق شيماء ونهال كالعادة ، بينما بقيت النساء مع أم طلال التي أخرجتهن من هالة الحزن واستطاعت أن ترفه عنهن ولو قليلا ما يحدث ….
أما بالمشفى
فقد كانت نبيلة هناك مراقبة كالعسكري لم تترك جانب غرفة حفيدتها أبدا ، قد كانت تنتظر استيقاظها ولكنها منحت فرصة التحدث مع جوزيت لزوجها الذي لم يغمض له جفن طوال تلك الليلة البائسة ، حتى طارق لازمه كظله ولم يعطه فرصة للاختلاء بنفسه كي لا يتهور …أما ناريانا فقد كانت تتألم بصمت في غرفة خاصة لعلها تسترد طاقتها لكي تجابه وجع صديقتها …
الطبيب:- فعلا وضعها مستقر وقد بدأت إشارات القلب البديل تستجيب ، حالتها طبيعية ولا يوجد مضاعفات ما عدا …قصر النظر كما أخبرتكم يجب مراقبتها جيدا في الفترة المقبلة خصوصا بعد أن تعرف الأمر
طارق:- يمكنها استعادته أليس كذلك؟؟
الطبيب:- لتسترد نشاطها وصحتها بعد العملية وبعدها نجرب
طارق:- ميار هل أنت مستعد؟
ميار(زفر عميقا ليتحرك صوب غرفتها):- واجبي على ما أعتقد
ربت على كتفه ليدعمه معنويا ويشجعه على الدخول لغرفتها ، قد كانت مؤشراتها تدل على استيقاظها في أي لحظة لذلك قرر المكوث بجانبها لكي يخبرها بالأمر ، وأيضا كي يرافقها في صدمتها الأولى ….
بدأت تفتح عينيها بثقل وهي تتمطى بهدوء ، لامست أصابعه التي كانت تضم يديها بمحبة …لكنها رمشت مرة ومرتين لتختفي بسمتها وهي تنظر يمينا وشمالا متشبثة بيده بقوة
جوزيت:- لماذا يوجد ظلام في هذه الغرفة، أين أناااااااااا ؟
ميار:- اهدئي ….جوزيت اهدئي حبيبتي أنتِ هنا لقد نجوتِ وتمت عمليتكِ بنجااااح ، أنتِ بخير والقلب البديل …ناسبكِ وجسمكِ يتفاعل معه
جوزيت:- إي…ولم نتحدث في الظلام ميار حبيبي هاااه ؟
ميار(أغمض عينيه الباكية):- لأنه …لأنه يا حبيبتي حدثت مضاعفات أثناء العملية و…وللأسف …يعني ، هو أمر سنعالجه مع الوقت فقط سنصبر وندعم بعضنا لأننا سنتجاوز هذه المحنة أيضا و
جوزيت(هدرت فيه):- جاوبنييييييي ….ما الذي حصل لي ؟
ميار(شهق بحرقة):- ياااااااا الله كيف سأخبركِ بذلك ؟؟؟؟؟؟؟
جوزيت:- أخبرني أخبرنييييييييييي
ميار(بأسف رفع يدها لفمه):- فقدتِ بصركِ جوزيت
جوزيت(رمشت بسخرية وهي تحاول البحث عنه):- أنت كاااااااااذب، هذه لعبة انتقاااااااااامية اخترعتها لتؤلمنيييييي يا مياااااااار ، أرجوك سامحني أرجووووك لا تلعب معي هكذااااا…أرجوك لا تفعل ذلك بيييييييي
ميار:- يا ليتني …يا ليتني كنت كذلك والله أفدي كل دمعة من عينيكِ يا حبيبتي ، لكن الأمر خارج سيطرتي ماذا أفعل ؟
جوزيت(سحبت يدها لتضعها على فمها):- غير معقوووووول يعني ، ألن أراك بعد اليوم ، وأولادي ..أولالالالالالالادي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لالالالالالا لا لا أصدقكم أخرجوووووني من هنااااا ، أعيدوااااااااااا بصرييييي لا أصدقكم لا أصدقكمممممممممم ، كيف كيف أنجز عملية زرع قلب وأصاب بالعمى ، ما العلالالالالالالالالاقة هاااااااااه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- اهدئي جوزي اهدئي لطفااااااااا ، الأمر متعلق بالأعصاب لم يتمكنوا من تلافي هذه المضاعفات ، ثم هو وضع مؤقت و
جوزيت:- وضععععع مؤقت إلى متىىىىىىىى إلى متىىىىىىىىىىى ؟
ميار:- هففف لا أدري جوززييييت ما تفعلينه لا يليق أرجوكِ تحملي
جوزيت:- اهئئئئئئئ أتحمل ماذااااااااااا لن أرااااااااااك يا ميااااااااااار لن أرى تييييييييم لن أرى صباااااااااا ، اهئئئئ حتى لم أحفظ تفاصيل وجههما جيداااااااااااا ، اهئ أريد أولادي أرييييييييييدهماااااااااا ااااا
ميار(نهض مسرعا لينادي على الطبيب):- حالتها لا تسر أرجوك تدخل لا أتحمل هذا الوجع ، إنه كثيررررررررر علي كثيرررررر
الطبيب(أشار للممرضة):- لنحقنها بمهدأ …. تفضل بالخروج سيد ميار أتفهم وضعك …لكن مع الأسف هذا هو الحال
ميار(مسح على وجهه):- آسف جوزيت …لست قادرا على تحمل هذاااا
طارق(استقبله عند الباب):- أخي ؟؟؟
ميار(عانقه وهو يشير خلفه):- هذاااا كثيرررر ، ليتها بقيت هاربة بأولادي وما عشت هذاااااااا يا رجل ….لا هذا أوجع أوجع شيء أحيااااااااااااه
طارق(دفعه لحضنه):- أنا معك أخي …ستمضي
ميار(رمقها وهي قادمة ليشير نحوها):- صديقتكِ ستموووت لن تتحمل هذه الحالة لن تتحملها صدقييني
ناريانا(أغمضت عينيها لتقف عند الحائط ببؤس):- …أيامنا صعبة يا ميار
ميار(ابتعد عنهما):- ….لا تنادوني تمام ، أولادي وزوجتي بعهدتكم أنا ……اكتفيت هناااااا لا أستطيع …لا أستطـــــــــــــيع
ناريانا(همت بمناداته):- …مياااااااااار هل ستتخلى عنها الآن يا ميار
طارق(استوقفها):- اسمعيني …أنتِ تبدين متعبة غادري لبيتكِ وخذي قسطا من الراحة ، لقد حقنوها بمهدأ لن تستيقظ حتى المساء
ناريانا:- أنا متعبة حقا ، لكن كيف سأتركها لوحدها في هذا الظرف ؟
طارق:- لا تقلقي أنا لن أترك جانب ابنة عمي ، وميار سيعود مساء سيعود حتماااا لذلك لا داعي لبقائكِ ناريانا
ناريانا:- ابعث جدتك للبيت أيضا فهي الأخرى متعبة ، أراك مساء
طارق:- لنرى كيف سنبعث الراجية العنيدة ….جدتي ؟
نبيلة(كانت جالسة في الرواق):- سمعت كل شيء ، اطلب السيارة سأذهب للبيت لأنني بدوري ما عدت قادرة على التحمل بعد
طارق:- له يا نبيلة ، إنكِ الصدر الأمين والقلب الكبير ، كيف لم تصبري؟
نبيلة:- وجع ولد الولد يحرق الجوف يا بني ، تلك الفتاة تعذبت في حياتها طويلا وحين قالت أن الحياة ابتسمت لها أنظر لما حصل …لا أتحدث عن مشيئة الله وأقداره بل عن …. عن المزيد من الوجع الذي عليها تحمله
طارق:- كلنا سنكون بجوارها جدتي ، لكن يجب أن نكون ثابتين وأقوياء وهذا لن يتم ونحن متعبين هكذا … اذهبي وارتاحي أنا موجود
نبيلة(بأسف):- حاضر يا بني … حاضر
طارق(قبل يديها):- ستمضي جدتي الحبيبة ، سترين كيف سيحدث ذلك
أومأت له بالتحمل والصبر وغادرت بدورها للبيت كي ترتاح فقد استنزفت طاقتها المتواضعة تلك الفترة …أما هو فقد أزال سترته وبقي جاثما بجوار باب جوزيت ينظر للبعيد ويتساءل بدوره ، متى ينتهي كل هذا ؟؟؟؟
أخوه ميار ذهب لغير وجهة وهو محترق الوجدان بسبب محبوبة قلبه ، لا يملك شيئا يفيدها به في الوقت الراهن ، فحالتها مستعصية وليس بمقدوره فعل شيء…هذا العجز كان يكسر روحه مما جعله يدعك فرامل السيارة في تلك الطريق الفارغة لعله يهرب من روحه إلى غير وجهة …..
أما بالنسبة لناريانا فبعد مدة كانت بالمجمع السكني حين وجدت السكون مخيما عليه ، حتى الرجال لم يكونوا كثيرين هناك لذلك دخلت لبيتها وصعدت لغرفتها بثقل وهي تكفكف دموعها لتصطدم به نائما على سريرها …فزعت في البداية لكن تمالكت نفسها حين رأته نائما براحة بفراشها ، عقدت حاجبيها باستفهام عن سر تواجده هناك لم تعرف فالجواب لديه فقط…لم تحاول إيقاظه بل عادت أدراجها لتدخل لغرفة جوزيت وتستحم وترتدي برنس حمامها الذي أنعش جثتها المتعبة ، نزلت لتتناول شيئا ساخنا ما إن فرغت منه حتى صعدت لتنام بغرفة صديقتها لكن صوته جعلها ترتعش وتتوقف لتناظره وهو واقف بتهالك عند باب الغرفة …
ناريانا(عقدت حاجبيها من شكله المتعب):- خووووري …ماااا بك ؟
خوري…لارد
ناريانا(اقتربت منه لتلمس جبينه بجرأة):- أنت ….أنت محموم…مااااا بك يا خوري ؟
خوري:- تأخرتِ بالعودة نارو
ناريانا(رف قلبها لجملته حين جذبته لكتفها):- أنا آسفة …تأخرت عليك لكنني جئت الآن ، أنا معك هممم معك يا خوري …تعال سأجعلك تنام براحة سأكون بجوارك
خوري(استجاب لها بطاعة):- …طيب
ناريانا(جعلته يضطجع على السرير):- لكنني سأفعل شيئا أولا أحضر بعض الكمادات الباردة وآتي بسرعة ، ماشي ؟
خوري(لم يضف حرفا بل أغمض عينيه باستكانة):- هممم
ناريانا(نزلت مسرعة كي تحضر وعاء بالماء البارد):- أين وضعنا خافض الحرارة هفف ،تتت هاه وجدت واحدا سيفي بالغرض
صعدت للغرفة حين أعطته خافض الحرارة وبدأت بوضع الكمادات الباردة على رأسه ، واحدة تلي واحدة والوقت يمضي لغاية ما خفضت الحرارة لتصل للمستوى المطلوب …سحبت نفسا عميقا حين اتكأت بجواره وهي تغطيه بحرص شديد ، فتح عينيه وهو يطالعها بصمت
ناريانا:- هل تشعر أنك بخير ، إن كنت تحس بالتعب نذهب للمشفى ؟
خوري(استكان للمسة يدها على وجنته):- …داعبي رأسي
ناريانا(بابتسامة):- طيب …يعجبك هكذا ، سيريحك …أنا هنا
خوري(بعد صمت طويل):- جوزيت … لن تسامحني
ناريانا:- لماذا …ماذا فعلت يا خوري ؟
خوري(فتح عينيه بنظرة ندم لينظر لناريانا):- ….آذيتها في الصميم
ناريانا(ابتعدت برأسها لتنظر إليه بهلع):- ماذاااا فعلتَ يا خووووري ؟
خوري(زفر عميقا لينظر إليها بكل ثقة):- …فعلت ما لا يجب أن أفعله ، لكنني حذرتها وهي لم تستجب لتحذيري لذلك…. تصرفت
ناريانا(بنفاذ صبر):- قل أي شيء ما عدا الذي يخطر ببالي ، قل أنك هددتها بصغارها بزواجها بأي شيء ….إلا
خوري:- فعلتها نارو … آذيت أختي الوحيدة
ناريانا(أمسكت على فمها بشهقة):- لماذااااااااااا ؟؟؟؟؟
خوري(رفع رأسه لينظر للسقف):- وجع لحظة ولا وجع عمر ، أنا حميتها من انتقام ميار هكذا لن يفكر بأخذ ثأره ولا بسلب أولادها منها …سيجبر على رعايتهم عن كثب …طالما اختارته وتزوجته رغما عن إرادتي إذن فهي مجبرة أيضا على تحمله وتحمل آفاته
ناريانا(انتفضت ببكاء):- لم تتسبب بعماها يا خوووووري صح ؟
خوري(طأطأ رأسه):- فعلت
ناريانا(نهضت بجنون لتضربه في صدره وتبعده عنها):- أيها المجرم أيها المجررررررررم تلك أختك حرااااااااااااام عليك ، حرااااااام عليك كيف فعلت بها ذلك كيف فرطت بهاااااااااا ، عينيها يا خوووووووري حرااااااام اهئ لم سلبتها من بصرهاااااااااا لماذا لماذاااااااااااا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري(أمسك يديها):- لأحميهااااااااا …فعلت ذلك لأحميهااااااا
ناريانا:- الخير الذي تفعلللللللللله هو أن تحميها منك ومن شرورك ومن مرضك النفسي ياااااااااا حيوان ، أغرب يا خوووووووري من بيتناا أغرب لم أعد أطيييييييييييييييقك ….صدقني لو سامحتك هي لن أغفر لك لن أغفررررررر فعلتك هذه
خوري:- اسمعي …
ناريانا(أشارت له باكية):- اخررررررررررج
خوري:- نارو ؟؟؟
ناريانا(أغلقت أذنيها وهي تهز رأسها بجنون):- لم تفعلها لا لا أصدق …لم تفعلها يا خوري لا لم تصل بك الوقاحة والدناءة لتكسر قلب أختك ، يا رجل ليتك أخذت صغارها ليتك أحرقت قلبها لكن لم تفعل ذلك لم تفعل ذلك
خوري:- أخبريني كيف كنت سأحميها إن لم أفعل
ناريانا(بشراسة):- ستصحح غلطتك ستصحححهااااااا ستعيد بصرهاااا سمعتني كما سلبتها منه ستعييييييييييييده
خوري:- لا يمكنني ذلك ..التأثير الذي سببته سيدوم لبضعة أشهر
ناريانا(بفشل سقطت أرضا وهي تنتحب):- حرام عليك …. لقد كانت تنوي أن تسعد مع أطفالها وزوجها ، لقد حلمت بحياتهم سوية في العرين ، أنت سرقت منها كل شيء
خوري(جثا أرضا ليجلس مقابلها):- أفضل أن أسرق سعادتها بدلا من أن يفعل ميار ، جرحي سيكون هينا عليها لكن جرحه هو سيقتلهااااااا
ناريانا:- كيف تعرف … لقد عثرت على أخيها مؤخرا وأنت بفعلتك قد سلبتها منه وتركتها بمفردها تتخبط ، لقد انتهى يا خوري …أنت وحيد من اللحظة
خوري(بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
ناريانا:- أنت فهمت قصدي جيدا ، لن نطيل في هذا الأمر أنا سأكون مع صديقتي وغدا صباحا أغادر مجمعك السكني
خوري:- طبعا لن تنتظري مني أن أتمسك بكِ ، اذهبي الآن لماذا ستنتظرين الصباح ، تحركي
ناريانا:- ما يؤسفني هو أنك أعمى ، أنت لا تبصر يا خوري لا تبصر
خوري(نهض مستجمعا نفسه):- قراري قد أنجزته عن قناعة
ناريانا(نهضت بدورها):- إذا لماذا أنت تتألم ومحروق الجوى ، لماذا تعاني يا خوري ؟
خوري:- ارحلي … لم يعد لكِ مكان بمجمعي السكني حقا ، مكانكِ بجوارها هي بحاجة لكِ أكثر الآن
ناريانا:- قلت أنني ذاهبة صباحا لأنني متعبة ويجب أن أرتاح
خوري(نظر لبطنها ثم عقد حاجبيه):- دوركِ هو التالي
ناريانا:- أعلم أنك ستؤلمني بدوري …سأنتظر ذلك على نار أتعلم لماذا ،لكي أسمم بدنك بتأنيب الضمير الذي ينخر بضلوعك الآن
هز شفته بحنق ليتحرك مغادرا المنزل ، بينما دفنت نفسها بين وسائدها وهي تنعي حظ صديقتها التي أصيبت بالعمى من أقرب شخص لها فكيف ستسامحه …؟؟
هبة:- طالما فعلت ذلك عن قناعة ، لماذا يملأ الندم ملامحك ؟
خوري(وهو يحتسي مشروبه):- ربما هذا داء الأخوة قد أصابني
هبة:- أنت لست بذلك السوء ، أفهم تصرفك لكن هل حقا ستوقف انتقام ميار بهذه الطريقة ؟
خوري:- لن يتخلى عنها في هذه الظروف ، كان سيفعل لو أنها نجت من العملية وشُفيت وعادت معه للبيت ..كان ليحرق جوفها حين تصبح طبيعية ويفتح آنذاك دفتر الحساب
هبة:- حسب علمي بطبعه فهو كان ليفعل ولكنك تسرعت وقمت بشيء أفظع ، لقد تسببت بعمى البنت وهذا أقصى ألم ممكن أن يعيشه المرء
خوري(تجرع الكأس):- ستتعود ، وعليه أن يقوم برعايتها كما يلزم ، هو مجبر على ذلك لأنه زوجهاااا
هبة:- أخبرني بصراحة ، لماذا فعلت ذلك ؟
خوري:- …لارد
هبة(أطلت عليه قبل مغادرتها):- دعني أخبرك ، فعلتَ لأن جوزيت نقطة ضعفك فعلت لأنك لم ترد الانجراف في هوة الأخوة معها …فعلتَ لكي تجعلها تكرهك لأنك خائف من تذوق ذلك الطعم …سابقا كنت تعاملها برقي ولطف لأنها لم تعرف هويتك لكن وهي تعلم الآن فذلك شكل رعبا بداخلك ، أنت ضعيف أمام العلاقات العائلية يا خوري
خوري:- برافو يا هبة أشكركِ على هذا الملخص ، الآن صرتِ تعلمين أنني قادر على إحراق أي شخص ولو كان يعني لي الكثير ..ألا يعطيكِ هذا دافعا لكي تعودي لمنزلكِ وتتقي شري هذه الليلة ؟
هبة:- الأذية التي خلفتها لأختك تكفيك عاما بأكمله ، لنأمل ألا يخيب ظنك
خوري(زم شفتيه ونظر لصورة الكهف المظلم):- لن يخيب ، ميار سيعتني بأختي فسعادتها معه وهي اختارته ، هذا فقط ما يجعلني أتركها بعهدته
هبة(حركت رأسها بقلة حيلة):- الله يتولى عنك يا بني هذا ما سأقوله ..
ألقى بالكأس على الجدار ليتناثر زجاجه مثلما يتناثر الوصب في جوفه المحترق ، تعرق جبينه دليل على تعبه حتى هدير أنفاسه كان مختنقا لدرجة أليمة ….كيف فعل ذلك ومتى فعله ولماذا كله في علمه وحده ..
~ خوري يتذكر ~
الطبيب(شبك يديه وهو ينظر إليه جالسا على مكتبه):- شغل مافيا يعني ؟
خوري:- يمكنك تسميته بحسابات هامشية ، للأمانة قلبي لا يضمر لحضرتك أي مشاعر سلبية ولكن … قد يُصبح إن لم تطع أوامري كما يلزم
الطبيب:- تهديد بالعائلة ، الحيلة المبتذلة لديكم أليس كذلك ؟
خوري:- اعتبره كذلك المهم أن تصغي لي جيدا وتفتح آذانك معي ..أختي المريضة ستقوم بعمليتها بعد قليل سأدخل لأكلمها آخر مرة ، أنت ستبذل جهدك لتعالجها لأنك مجبر على ذلك فإن هي ماتت سلالتك عن بكرة أبيها ستموت ، إن هي عاشت فليطل الله بعمر أحفاد أحفادك
الطبيب(زفر عميقا):- سأصغي لك جيدا ، ما المطلوب مني ؟
خوري:- لدي حقنة ، ستحقنها بها إن نجحت العملية وستتسبب بعماها المؤقت
الطبيب(جحظ عينيه):- ما الذي تقوله ؟
خوري:- عفوا ، هل ارتفعت نبرة صوتك أم أنها الصدمة ؟
الطبيب:- أنت مخبول …
خوري:- هذا لقبي الثاني عزيزي ، هاه هل نتفق أم ماذا ؟
الطبيب:- لنضمن نجاح العملية أولا وبعدها لكل مقام مقال
خوري:- أنا لا أدخل عملية لا أضمن نتائجها ، أختي ستنهض من تلك الطاولة وهي معافاة لكن مع نقص طفيف … وصل ؟
الطبيب:- أحزن عليها لأنها تملك أخا متسلطا مثلك
خوري:- صدقني …وقتي الحساس يجعلني أترفع عن أي إهانة ، جهز عمليتك وستجد الحقنة هناك
استعاد تلك الذكرى وهو يشعر بشيء ثقيل يسد نفسه لذلك هرع لحمامه لعله يطرده ولكن على ما يبدو فذلك الثقل سيطول أمده لوقت غير معروف …شرد في النافذة وهو يتذكر حمراء الشعر لو كانت هنا ل ….
ستيلا(وهي تدعك قلبها):- خووووري ليس بخير ، يجب أن أذهب إليه أنا أعلم من صميييييمي ، خوري بحاجتي ناااااااهد حرريينييييي
ناهد(صفعتها لتستكين):- اخرسي وكفي عن الصراخ ، لقد فقدتِ عقلكِ فقدتِ عقلكِ يا ستيلا …ما بكِ ما الذي يحدث معكِ ؟؟؟؟؟
ستيلا:- أررييييييد خوووووووري
ناهد:- لا يوجد خوري ، خوووووري انتهى انتهى أمره
ستيلا(ضربت يدها مع الجدار لتتهاوى بقلة حيلة):- لماذا تحبسونني أنا لست مجنوووووونة لست مجنونة اهئئئئ
ناهد(جثت أرضا لتمسح على شعر أختها):- أختي حبيبتي ، أنتِ في فترة صعبة إنكِ تتخلصين من سم ذلك الرجل السائر بجسمك ، لقد تفشى فيكِ كالوباء عليكِ طرده منكِ لكي تستعيدي نفسكِ ، …ابنتكِ بحاجتكِ يا ستيلا
ستيلا(جمعت رجليها لحضنها وهي ترتجف):- …وهج ….أنتم تمنعونني من رؤيتهاااا ، اهئئئئ اشتقت لابنتي أريد رؤيتها
ناهد:- لن تريها حتى تتعافي ولن تتعافي حتى ترغبي بذلك وتتوقفي عن البكاء على وحشك ، ستظلين هنا حبيسة حتى تستردي عقلكِ وتعودي لرشدك …إن تماديتِ سيطول هذا السجن
ستيلا:- بأي حق …بأي حق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناهد:- بالحق الذي وهبني إياه الرب ، أنا توأمكِ وعائلتكِ ولي سلطة عليكِ
ستيلا:- أنتِ مجرد معتوهة سأحرقكِ إن لم تدعيني أرى ابنتي
ناهد(خرجت وأغلقت الباب):- أعطني أختي لأعطيكِ ابنتكِ ستيلا ….همم
ستيلا:- غبيييييييية حقيييييييرة تااااااااااافهة أكرهكِ أكرهكِ يا نااااااهد
ناهد(زفرت عميقا ونظرت إليه):- أغلقه بإحكام لا نريد حدوث مشكلة
فرات:- لندعها ترى فتاتها ربما سيعطيها ذلك دافعا للتحسن
ناهد:- هل صدقتها يا فرات ، تلك الفتاة قد تشربت من وحشها فأكيد ستصبح مثله وستساومنا بتحريرها لقاء البنت ..لا لن أعرض حياة الصغيرة للخطر بسبب جنون أبويها العويص
فرات:- لكنها تتألم
ناهد:- ونحن نتألم ، نناهد فيها منذ ليالي طويلة نحاول تغطية غيابها عن ابنتها ونكااااابر ….فماذا تريد بعد ؟
فرات:- لا شيء ….ربما معكِ حق
ناهد:- أراك قد لنت لدموعها ، ستبكي الآن لكنها ستفهم غايتنا من حبسها وإلا ماذا ستفعل فور فتحك الباب سترجع إليه وطبعا لن يستقبلها بالقبلات والأحضان بل سيحرقها بالنااااار انتقاما منها على إنجازها العبقري
فرات:- قلنا معك حق يكفي
ناهد:- لم أنهي كلامي بعد ، انتظر اسمعني
فرات(بتأفف):- انتهينا ناهد
ناهد:- ما بك لا تطيق لي كلمة خيرا إن شاء الله ؟
فرات:- ها هي ذي ستبدأ من جديد ، قلنا يكفي ناهد
ناهد:- افف ياااا
فرات(جلس على الكنبة):- …وهجي ، اقتربي حبيبتي
وهج(نهضت لتجلس بحجرة):- باباااا
فرات:- تعالي لبابا يا عمري ، همم تعودتِ على لهايتكِ الجديدة ؟
وهج(أمسكت اللهاية المعلقة بصدرها ووضعتها بفمها):- هههه
فرات:- هه … آه يا شقية
ناهد(جلست مقابلهما):- … اشتقت لأبي شكري ..صرت لا أجد حتى الوقت لمكالمته بسبب نزعات الجنون التي تعتري أختي المصونة
فرات:- كلميه …لكن انسي فكرة زيارته فذلك مستحيل
ناهد:- سأذهب وأحرص على ألا يراني أحد و
فرات(أشار لها):- النقاش منعدم إزاء هذا القرار ، أنتما في عهدتي وأمانتي لا مجال للمغامرة عزيزتي
وهج:- زيزتي هههه
ناهد(ابتسمت لها ثم ناظرته بحقد):- سأكلمه إذن …حاول أخذها للغرفة حان وقت نومها
وهج(تبعتها وهي تزحف نزولا من قدميه):- مامااااا ماماااا
ناهد(توقفت وحملتها بذراعها):- تعالي يا ماما
فرات(وضع يديه على فكه وهو يناظرهما):- … جحيم لا يطاق لكن مع هذه الصغيرة فهو يصبح جنة
ناهد(تأملتها بمحبة):- إنها أصلا جنة … نامي ع كتفي سنكلم جدو شكري
أخذت تتصل بالعم شكري طويلا ولكنه لم يرد على اتصالها ، إنها تحاول منذ يومين الوصول إليه لكن لا نتيجة تذكر … شعرت بالقلق لكنها أرجحت أنه قد نام قبل فترة فهو لا يحب السهر ، ولكن مع ذلك قررت الاتصال بأبيها سليمان الذي لم يجب هو الآخر فقد كان في عمل خاص مع العشيرة ووقته لا يسمح … وعليه قررت المحاولة في اليوم التالي من جديد …

في اجتماع العشيرة
لقد اجتمعوا بدون علم رئيسها ولا بقية طاقمها ، كانوا هم الأربعة في عشاء عملي يتحاورون فيه حول الأمور المستجدة ويبحثون عن ثغرات للحصول على أموال تساعدهم على الربح الوفير ، الذي سيعوض خسارتهم الماضية …
غضنفر:- أين رئيس العشيرة هل سأل عنا ، إنه مختف منذ أيام والحال أنه قابع في عرينه مع ابنه لا يخرج من هناك أبداااا
وجدان:- حراسنا أخبرونا أنه لا يغادر العرين إلا نادرا ، لكنه بارع في الهرب من مراقبتنا وكأنه يشم رجالنا
غضنفر:- ميار ليس شخصا غبيا وجدان
سليمان:- أيا كان ، علينا رفع الإحصاء حول الاستثمار الذي سيترأسه حكيم الراجي ، المول التسويقي
وجدان:- وضعنا اللبنات الأساسية وهو قيد البناء يا سليمان ، ما هي إلا فترة ويصبح المنشأ جاهزا ويتسلمه القلب النابض لرئيسنا
سليمان:- والمعرض يسير بشكل جيد ، رغم غياب طارق عنه بسبب مشاغله العائلية لكنه يديره ببراعة
وجدان:- وغيره ؟
غضنفر:- ماذا تبقى لنا وجدان ، نحن نقتات بهذه لأجل غير مسمى حتى السلاح توقف فالحدود تم إغلاقها بسبب الفيروس المتفشي
وجدان:- ماذا أمامنا غضنفر ، نحن مجبرون
الحاج راضي:- ماذا سنفعل ، الحال واقف يعني المول يتم إنشائه وهذا سيصبح لحكيم الراجي الذي لا نعلم ما سر ضمه للعشيرة …المعرض لوائل وطارق بالتساوي ، فماذا سيتبقى لنا نحن ؟
وجدان:- لدينا بقية الأمور يا راضي لكننا بحاجة للمزيد ، الشغل الخفي سينتظر حتى تهدأ الأمور وقتها سنتصرف
سليمان:- طالما ليس هنالك جديد يذكر سأنسحب
الحاج راضي:- خذني بيدك سليمان … نلتقي في الاجتماع المقبل
غضنفر:- هذا إن تكرم رئيسكم وقرر حضوره ، لا أدري ما كل هذه الحظوظ التي يملكها مع الفهد البري الأب …لا تقنعوني أنه لا يعطيه قيمة
وجدان:- بالفعل هو يعطيه قيمة ، رأس ميار عميقة وهو لا يخطئ أبدا اتخاذ قراراته ..بسببه العشيرة وصلت لما وصلت إليه اليوم لولا الخائن الذي قام بخيانتنا وسلم أهم أعمدتنا للشرطة لكنا بخير
الحاج راضي:- أعلموني بموعد الاجتماع المقبل ، بالسلامة
سليمان:- بالإذن …
وجدان:- هاه لأنهض بدوري
غضنفر:- ابقي قليلا ، لنتحدث وجدان ما رأيكِ بكأس مزدوج ؟
وجدان:- نحتسيه يا رجل ، مر وقت طويل لم نتسامر على الكأس
غضنفر:- حزين يا وجدان ، لم أجد جثة ابني رشيد فذلك الحقير ميار أخفاها في مكان ما
وجدان:- ابنك ميت ميت لماذا تحرق رأسك بإيجاده ؟
غضنفر:- مسألة ثأر ، ليس لدي عائلة سوى ابني وابنتي …حتى أمهم تنبذني لذلك إن تخليت عن جثته فأكون قد رضخت لقدم ميار التي وضعها على رقبتي …ولست أنا من يغفر زلة كهذه
وجدان:- ستحاول الانتقام منه مجددا ، لقد حذرك الفهد البري الأب بالحرف ألا تقترب منه ومن عائلته ولقد عهدتَ بذلك
غضنفر:- وهو عاهده ولكنه نقض بالوعد
وجدان:- لم ينقض به لقد حرك جثة ميتة يعني لم يخل بالحكم
غضنفر:- هل أنتِ معه أم معي ،أصبتني بالتخمة بدون كأس حتى
وجدان(نهضت):- غضنفر …راجع حساباتك ولا تتسبب بإقصائك للأبد من العشيرة لنحمد الله أنهم يبقونك مستشارا لنا
غضنفر:- من الرئاسة للاستشارة أين السعادة هنا ؟
وجدان:- كل منجل يقطع ما زرعته الأيدي
غضنفر:- بمناسبة القطع والزرع ، هل أخبرتِ ابنك أن قريبتكِ قد خرجت من السجن وهي تعيش بكنفكِ الآن ؟
وجدان:- لا شأن لك بنورهان يا غضنفر
غضنفر(صغر عينيه):- تروق لي … بعد أن استبعدت سعاد لأنني سئمت منها حان وقت التجديد
وجدان:- دعنا لا نلعب على المستوى الشخصي فستخسر
غضنفر:- ما الذي سأخسره ؟
وجدان:- صيت ابنتك يصدح في كل الأكوان ، دعنا لا ندخل في حرمات الغرف الموصدة
غضنفر(زفر عميقا):- سأنال قريبتكِ ثقي بذلك وجدان
وجدان:- …هففف … يكفي ألا تشفق هل هذا وقت حديث منحل كهذا
غضنفر:- ما بكِ يا امرأة ، حتى ابنتكِ المغتصبة قد عادت للحياة بعد أن أعلنتم عن موتها الكاذب
وجدان:- لأنهم سيقبضون على مغتصبها الثاني ، فالأول قد قتل في عملية اغتصاب بنات الراجي ليتهم فعلوا كنت شفيت غليلي من عمتهم رنيم
غضنفر:- حظوووظ …كل يكافئ على نواياه
وجدان:- أنا راحلة …اشرب لوحدك ما عاد بخاطري شيء
غضنفر:- نورهاااان ، أكيد السجن جعلكِ لقمة يسهل إغوائها حتمااااا ..
فعلا كانت قد غادرت السجن قبل أسابيع ولم يتم التصريح بذلك ، فوجدان أخفتها عن الأنظار وجعلتها تقبع في غرفة بالقصر دون خروج أو دخول …وتلك الأخيرة كانت راضية فالسجن أضعفها حقا وجعلها حساسة ، علمت أن رأفت أعاد رنيم لعصمته ورغم أن الأمر أحزنها في الصميم لكنها لم تولي اهتماما للموضوع الذي أخرجته من عقلها على ما يبدو ….
أما رجب فبدوره غادر حنايا السجن ولكنه عكس نورهان فقد كانت زياراته متكررة عند أخته ليس محبة ، بل ابتزازا وامتصاصا لكل أموالها
رقية(وضعت ظرفا بيده):- هذا آخر مال سأعطيه لك ، من اليوم ستغرب من حياتي لأنني سئمت من فشلكم
رجب:- ستعطينني أو أخبر حمدي بما تفعله ابنته مع الصحفي ، هيا الأخبار تصل للسجن ونعلم أنكِ على علاقة غير شرعية معه
رقية(هزت رأسها):- لن أجيبك لأنني لست متسخة مثلك
رجب(أمسكها من ذراعها وهو يضع الظرف بجيبه):- ستطعمينني لأنني عاطل عن العمل ، لا أحد يرغب بتوظيفي بما أنني سوابق …أنتِ أختي وستتكفلين طالما تأخذين راتبا يكفي لإطعام عائلة
رقية(بدموع ألم):- … متى اعتبرتني أختك حتى تصدح بالأخوة أمامي ، أنت مجرد مصاص أموال لا يملك إحساسا ولا شفقة …ستغرب عن وجهي لأنه في المرة المقبلة لن أعطيك ظرفا مليئا بالمال بل سأربيك
رجب(اقترب منها):- والله …كلي شوق لأرى تربيتكِ أختي …، هيا سأصرف هذه بالهناء والشفاء أراكِ بعد أسبوع …جهزي لي ظرفا آخر
رقية(كتفت يديها لتنساب دموعها من عينيها فور ذهابه):- اهئ ….
صعدت ركضا للبيت حيث وجدت العمة نعمة تضع العشاء على المائدة
نعمة:- مجددا نفس الموال ، يا بنتي أخبري خطيبكِ ليتصرف معه
رقية:- إياد ليس خطيبي أو ما شابه ، نحن حبيبين لا غير
نعمة:- لن أتجاوب معكِ في حوار عقيم ، الولد رغب بالتقدم لخطبتكِ لكنكِ من رفض ذلك وأجله …إذن ؟
رقية:- عمتي نعمة ليس وقته أرجوكِ
نعمة:- أخبري إياد لن تتحملي العمر كله ابتزاز أخيكِ ، لا يملك شيئا ضدكِ ومع ذلك ترضخين لطلباته لماذااااا يعني ؟
رقية:- لأنه أخي
نعمة:- وهل هو يراكِ كذلك بالعكس لا يجدكِ سوى بنك متوفر لتلبية طلباته ، شأنه شأن أمكِ رجوى وأبيكِ حمدي
رقية:- وإن يكن ، هم عائلتي وأولادهم إخوتي
نعمة:- لا تتمسكي بالأوهام يا رقية، لا تصنعي لنفسكِ زورقا مثقوبا من أصله …بعمرهم ما كانوا لكِ عائلة
رقية:- لكنني ….افففف مللت مللت
نعمة:- كلمي إياد، اسمعي مني وضعي لهذا الأمر حدا نهائيا ، رجب لا ينوي لكِ على خير والسجن لم يربيه بل زاده فسادا على فساد …لن يتوقف فالشهر سيتحول لأسبوع والأسبوع سيتحول ليوم …كيف ستطعمين فم الغول حينهاااا ؟؟؟
رقية(بتفكير):- ..الوقت غير مناسب ، لكن معكِ كل الحق لن أرضخ لطلباته هذه المرة لن يأخذ مالا مني بل سيأخذ تربية على أصولها
نعمة:- تعالي لتتناولي لقمة فلقد نحفتِ كثيرا ، ثم لم تلتقي بإياد منذ فترة خيرا إن شاء الله ؟
رقية:- مشغول يا عمتي ..سأغسل وجهي من الدموع وآتي
نعمة:- أقطع ذراعي إن لم تتسللي لتكلميه …آآآه على جيل اليوم آه
رقية(أغلقت الباب لترفع هاتفها):- إياد …أينك ؟
إياد(يجلس بالدرج الخارجي للقصر):- …هنا
رقية:- بخير ؟
إياد:- لست
رقية:- هل ستجيبني باقتضاب هكذا كل الوقت ؟
إياد:- اختصري رقية ماذا تريدين ؟
رقية(سحبت نفسا عميقا):- لا شيء ، رغبت بالاطمئنان عليك فحسب
إياد:- اطمأننتِ إذن نتحدث لاحقا لست متوفرا الآن
رقية:- ولكن ..تيت تيييت …/ لا لا هذا الحال ما عاد يسكت عليه ، غدا سنحسم الوضع أفهم أنك تمر بوقت عصيب لكن ما ذنبي لتلقي باللوم على عاااااتقي يعني ؟؟؟
كاظم(خرج بفنجاني شوكولا ساخنة):- ع فكرة حبيبتك لا ذنب لها فلا تقحمها في خانة الغضب التي تعتريك
إياد(أمسك الفنجان وألقاه أرضا):- يعجبك الآن ؟
كاظم(شرب خاصته ببرودة):- لو يحبه صولي كنت أخرجته ليلعقه يلا ، نصيبه لمنشفة الأرض
إياد:- ماذا تريد يا كاظم ، هوجك وطرافتك ليست بوقتها صدقني
كاظم:- موجوع .. بدوري موجوع على جوزي على ميار علينا جميعا …لكن ما باليد حيلة
إياد:- كيف ستبلي يا كاظم أخبرني ، أختي أختي وأعرفها لن تتحمل …يخي ميرنا فعلت لكنها كانت ترى ما يدور حولها حتى وإن لم تتحدث ..، لكن وضع جوزيت مختلف هذه لن ترى ، أتعرف ما معنى ألا تبصرنا يا كاظم ؟
كاظم(زفر عميقا):- …لا أملك فكرة لكنه صعب …لا أعرف كيف ستفعلها جوزيت لكننا سنكون معها ، أنت ميار أولادها ، نحن جميعا
إياد:- هل سيكفي ؟
كاظم:- لا أعرف …لتخرج من المشفى أولا وبعدها نرى
إياد:- سنرى …لكن هي لن ترانا يا كاظم
كاظم(ألقى بالفنجان بجوار فنجان إياد):- تبا لأم التشاؤم المتفشي في هذه العائلة ، غممتم نفسي ياااااربي …طيب يخويا انعي حظك وحظ أختك وأخيك وسلالتك كلها بدلا من أن تجمد قلبك وتقويه لكي تكون نعم السند لهما ، إخوتك بحاجتك يا إياد ، صدقني ليس وقت ضعفك فلا أحد يرقى لمكانك بالنسبة لهما ..كلاهما مرتبطان بك والأمر بيدك
إياد:- لطفا ارحمني من مواعظك التي تخدع بها عقل ميسون ، دعني بمفردي كاظم من فضلك
كاظم(فرقع إصبعه للحارس):- دعهم ينظفون تلك الفوضى ، وأنت اخلد للنوم فلن ينفعك السهر طويلا …غدا أمامك مواجهة عليك خوض غمارها بقوة
إياد(بأسف):- …صعب …صعب
ميسون(انتظرته عند الدرج وهي تضع يدها على فكها):- صعب يا غامي
غامي(يجلس مثلها في حالة تفكير عميق):- ولكن عقل غامي لا يفهم الكباغ جيدا ، الآن بابا مياغ يبكي ولست يعلم لماذا يبكي وإداد حزين ولست يعلم لماذا هو حزين ..طيب غامي كيف يفهم ؟
ميسون(أبعدت يديها لتشرح له):- أولا …علينا أن نكون صبورين ، الكبار بطبعهم لا يحبون تفسير الأمور للصغار ..ونحن ماذا نفعل نبقى عاقلين ونراقب الأوضاع حتى نفهم ما يحصل
غامي(برقت عيناه):- نغاااقب مثل أفلام الكغتون ؟
ميسون:- هه أجل نراقبهم مثل أفلام الكغتون يا رامي
غامي(بامتعاض):- اسمي غامي وليس غامي
ميسون:- هههه …طيب يا غامي معذرة
كاظم:- أي ما زلتما صاحيين ، إلى النوم تحركااااااااا
غامي(انتفض ليلتصق بذراعها):- العملاق يزمجغ بغضب غامي يخاف
ميسون(بعتب):- ما الذي تفعله أنت تخيفه
كاظم:- ليجمد قلبه ويصبح رجلا الله الله ما هذه الليونة
غامي(عاد برأسه للخلف):- هل يقصد أشياء مخلة بالحياء ؟
ميسون(أمسكت على فمها لتركض بخجل):- غااااااااامي
غامي(بعدم فهم نظر إليه):- ماذا قلت ؟
كاظم:- ههه أشياء تقال للرجال فقط ، اصعد يا ابن الأهبل للنوم هياااا
غامي(التصق بالدرج ليصعد ركضا):- عملاق عملاق أين تذهبين ميسان سيأكلني وأنا أخااااف
عمو بشير(اتصل به):- لم أعدك للديار كي تعمل بيبي سيتر يا كاظم
كاظم(صعد وهو يتحدث):- مربية يا عماه سامحك الله
عمو بشير:- إضافة جديدة لوظائفك الفاشلة لكن حسبما أرى فإن هذه الوظيفة الوحيدة التي تبلي فيها جيدا ، ربما خلقت للبيت يا ابن أخي
كاظم:- سأتقبل هذه الإهانة ولن أفتح فمي بحرف ناقص ، هاه تفضل
عمو بشير:- صباحا ستبدأ البحث عن الفتاة التي جلبتك لتجدها مفهوم
كاظم:- مفهوم …غيره ؟
عمو بشير:- كيف حال الأولاد ؟
كاظم:- مؤسف ، غدا ستخرج جوزيت من المستشفى ولا نعرف كيف سيحدث ذلك
عمو بشير:- الله يصبرهم ، أكيد سيدات الراجي حزينات للوضع ؟
كاظم(صغر عينيه):- حزينات بسسست …خصوصا الخالة مديحة المرأة فرطت روحها من البكاء
عمو بشير:- احم ولد انتبه لكلامك سمعتني ؟
كاظم:- هه يلا ستأتي في زيارة للاطمئنان صحيح ، سأحرص أن تكون الخالة مديحة حاضرة لا تقلق
عمو بشير:- احم..أين سيأخذون البنت جوزيت هل لبيت الراجي أم للعرين؟
كاظم:- قررنا أن نأخذها لقصرها كي يتسنى لميار أن يتوفر هناك رفقة الراجيات اللواتي لن يتركنها بمفردها في هذه المحنة
عمو بشير:- موقع حيادي يجمع الطرفين ، تفكير منطقي …هيا لا تنشغل عن مهمتك التي جلبتك لأجلها وأتمنى أتمنى ألا تخذلني هذه المرة
كاظم:- أنت سبب فشلي لتعرف ذلك عماااااه دائما تحبطني هممم
عمو بشير:- والله لن أجيبك بل سألعنك لترى كوابيس مريعة هذه الليلة
كاظم:- عم سيء
عمو بشير:- ابن أخ عاااااق …هممف
فصلا الخط بوجه بعضهما كالقط والفأر ، لينسحب كل إلى عمله فقد توجه كاظم لغرفة غامي الذي ساعده على النوم هو وميسون التي أرادت النوم بجواره طالما هي معاقبة عن المدرسة فستكون معه …رفع كاظم الغطاء عليهما وابتعد ليجلس بالكرسي قبالتهما ويضع سماعات أذنه ويصغي للموسيقى التي تصفي ذهنه من الأفكار المتعبة التي تحيط بهم ….
وقتها كان إياد ما يزال جالسا محله في عتبة القصر وهو ينظر للفراغ ، فتح هاتفه ليدخل لصفحته على الفايسبوك حين وجد رسالة غير ظاهرة استغرب وصولها وحين ضغط عليها وجدها من ليديا …
ليديا:- آسفة لأنك غادرت منزلنا ذلك اليوم بتلك الطريقة المخزية ، خجلت من نفسي كثيرا وأريد التعويض … سأكون سعيدة لو قبلتني صديقة بصفحتك الفايسبوكية وأعطيتني رقمك ..أنتظرك ليديا
إياد(رمق رقمها وسجله ليضغط على الاتصال):- …تت ما الذي تفعله إياد الوقت متأخر …أ..سأفصل ..ألو ألو
ليديا(بتوتر):- إ..إياااد سيد إياد هل هذا أنت ، عرفتك من خلال الرقم الوطني الخاص ببلدكم
إياد:- ومن أين تعرفينه ؟
ليديا:- يعني …بحثت بغوغل تحسبا لاتصالك ، مضى وقت طويل
إياد:- وجدت رسالتكِ اليوم أنا لا أستعمل صفحتي مؤخرا
ليديا:- فهمت …أمورك جيدة ؟
إياد:- لا ..أعاني من فترة عصيبة مع عائلتي لكن نحمد الله على كل حال
ليديا:- مؤسف، هل بإمكاني فعل شيء لأجلك ؟
إياد:- دعمكِ المعنوي يكفي ، ها ماذا أردتِ ؟
ليديا:- ليس وقته ، عندما تجد وقتا تكون فيه مرتاح البال تواصل معي ..لن أزعجك بمكالمتي لغاية ذلك الوقت
إياد:- طيب ليديا …تصبحين على خير
ليديا(عانقت الهاتف):- يييييسسسسس يسسسسسسس هههه أخيراااا
إياد(ألقى الهاتف بإهمال في جيبه لينهض ويدخل للنوم):- آآآآآه ، تت من يتصل مجددا اففف ليس أنت
طارق:- لم تحجب اتصالاتي يا إياد ؟
إياد:- لم تتصل بي وكأنك زوجتي أطلت في القلق علي يا طارق ، هذا كثير
طارق:- هكذا يا ولد …لأنني قلق عليك صرت أكثر عليك باتصالاتي مشكور
إياد:- أعصابي تالفة لا تبدأ من فضلك طارق
طارق:- طريقتك في الرد تتسم بقلة التهذيب…اسمعني أنا مسئول عنك شئت أم أبيت سأتصل بك إن شاء الله فجرا ستنهض من نومك وتجيبني
إياد:- لماذااااااااا ….ستجلطني يا رجل
طارق:- هكذاااا طلعت برأسي هكذا ، وصل ؟
إياد:- أنجز أعمالك يا طارق أنا فعلا لست بخير …دعها تمضي لوحدها
طارق:- اخلد للنوم …اخلد ولا تفكر سنكون معا في الغد
إياد(شعر بالأمان):- رغم مضايقتك لي إلا أنك تتوفر في الوقت المناسب
طارق(شعر بالدفء):- واجبي …هيا نم يا أخي الصغير
إياد(شرد في جملته):- ..تمام
طارق(أغلق الخط لينظر إلى جانبه):- هممم ؟
ميار:- سأسألك سؤالا وستجيبني بصدق .. ما علاقتك بإياد إنك تعامله بأخوة أكثر مني ، لاحظت ذلك في البداية لكنني لم أدقق إنما بعدما سمعت مكالمتك هذه والتي سبقتها شككت
طارق(نظر إليه):- منذ متى تتلصص على مكالماتي يا ميار ؟
ميار:- جلبت لك سجائر فعلبتك فرغت ، يعني بالصدفة
طارق:- أشعر بأنه أمانة أختي ميرنا ، بهذا القدر
ميار(أخرج سيجارة):- يسار صدري لا يقتنع ، سنكتشف يا طارق صدقك من كذبك وإن حدث ووجدت أنك تخدعني ستخسرني
طارق(رمش ليدخن السيجارة):- …. دعنا لا نخلط الوسط ، مصيبتنا كبيرة فلن نهتم بالشكليات ونترك الأساسيات
ميار:- مجرد سطر على الهامش يا حبيبي
طارق:- كيف سنفعلها …جعلت الرجال يجهزون قصر جوزيت لننتقل إليه غدا رفقتها ، لكن كيف سنبلي؟
ميار(هز كتفيه):- … لا أعرف ، غدا ونجد طريقة
طارق(بعد صمت):- كلمها يا ميار … تستطيع أن تهبها أي شيء فقط دعها تمنحك اتصالا معه
ميار(دمعت عيناه):- أنا بحاجته يا طارق ، وحده من ينتشلني من غربتي التي أشعر بها الآن …آسف لا أقصد التقليل من وجودك بجانبي لكن حكيم …حكييييييييم شيء آآآآآخر ، وحده من يفهمني ويمسح على وجع قلبي …هكذاااا لا أدري كيف يفعلها لكنه يستطيع ذلك أنا واثق
طارق(ربت على كتفه):- كلمها ..وأعطني الخط لأساومها فليس لدي ما أخسره
ميار:- تفعل ؟
طارق:- جربني …
ميار(أعطاه الرقم):- افعل ذلك … ليتها تستجيب تلك الشمطاء
طارق(زفر عميقا ليضع الرقم بهاتفه وينتظر):- سنجرب … ألو قصر السفيرة ليندا ، حوليني إليها من فضلك أخبريها أن طارق الراجي على الخط
اعتماد:- ستنتظر معي لحظة يا سيد طارق ..
طارق:- تفضلي …
ميار(بلهفة ينتظر معه):- هه …يا الله
اعتماد:- سيدتي …السيد طارق الراجي على الخط
حكيم(انتفض من الكرسي ليمسك الهاتف):- أعطني الهاتف …
ليندا(أومأت لها بالرفض):- حكيييييم
حكيم(توقف ليجمع قبضته):- واضح أن الاتصال لي
ليندا:- لكنني صاحبة المكان ، أعطني لأرى يا اعتماد
اعتماد(وضعته على أذنها):- تفضلي سيدتي
ليندا(مسحت فمها بالمنديل ووضعت الخط):- طارق الراجي يتصل بنا ، بمن ندين لهذا الشرف الفخم ؟
طارق:- للأقدار ، فبدلا من أن نتواصل معكِ في المقبرة حدث وها نحن نفعلها في الحياة ..نصيب
ليندا:- هه … كل الراجيين ممتعون هكذا أجزم بذلك ، أخبرني بغايتك
طارق:- دقيقتين تواصل بين حكيم وميار ستسمحين بها
ليندا:- أووووه أكيد حدث أمر مهول لدرجة تنازل الفهد البري
طارق:- لنعتبره دين سلف …تجدينه عندي
ليندا:- وأنت أيضا تدخل في قائمة الرجال الذين أعجبت بهم في عائلتكم، تمام سأمنحهما دقيقتين لكنك ستمنحني ساعتين على العشاء
طارق(أغمض عينيه):- نعتبرها دعوة ؟
ليندا:- على حسابك طبعا … ما قرارك ؟
طارق:- لن أفلت فرصة العشاء مع سفيرتنا الجميلة
ليندا:- ههههههاها …تعلم من ابن عمك بعض اللباقة يا حكيم ، تفضل المكالمة حقا من أجلك يمكنك تناولها في الصالون الآخر أريد إتمام طعامي دون تراجيديا راجية
حكيم(أخذه بلهفة):- …تمام…ألووو …طااارق ماذا يحصل ؟
طارق:- أخي حكيم …سعيد لسماع صوتك لكن ميار بحاجتك هو معك
ميار(أمسك الهاتف لينهض من محله ثم يجلس ثم ينهض بارتباك):- حكيم؟
حكيم(ابتعد ليجلس بتوتر):- قلب حكيم …ما بك يا أخي هل أنت بخير ؟
ميار(انفجر بوجهه):-أين أنت أيهاااااا الغبي المعتوووه تتخلى عني هااااا تتخلى عن أخيك في وقته العصييييييب ، لن اساااااامحك سمعتني لن أسامحك لأنك غير موجوووووووود رفقتي في ألميييييييي
حكيم(جحظ عينيه):- حبا بالله أخبرني ما الذي يحدث ..يا ميار ميااااار لا تزدهاااا علي أنت تعرف الوضضضضضع
ميار:- لااااااااا اعرفه لقد رجوتك أن تقبل عرضنا وتخرج من هناك لكنك أبيييييييت ، وانظر انظر لما أعيشه بدوووووونك
حكيم:- تمام فهمت أنت عاتب علي ، اشرح لأخيك ما يحصل ممكن ؟
ميار:- لا يمكن فتلك الشمطاء لم تترك لنا المجال إلا وهي تعلم علم اليقين أن المكالمة ستكون مسجلة ، لكن لكن …. جوزيت قامت بعملية زرع قلب ونجحت العملية لكن بمضاعفااااااات
حكيم(أمسك على قلبه):- كيف هي ابنة عمييييييي ؟
ميار:- منهااااااارة لقد فقدت بصرها يا حكييييييم فقدت بصرهااااا
حكيم(مسح على شعره بعدم تصديق):- ما الذي تقوووووله أنت …كيف حصل اففف يا ربي، مياااااار ؟
ميار(بنبرة انكسار):- أخوك مكسوووور يا حكيم ، ليتك بجواري لتمسح آلالالالالامي ليتك معي
حكيم:- أنا معك حقا …أمسح على قلبك وصدرك ذلك الوجع ، إنني محيط بك كالهالة حاول أن تشعر بي …صدقني ستحس فيني لأنني معك بكل جواااارحي ، ميااااار سنتجاوزها سوية وستكون بخير جوزتنا الغالية …هل تتذكر ميرنا كيف صدمنا بخرسها لكنها تجاوزتها ونطقت باسمي أول شيء ، هنااا قبل أربعة أشهر …أما عنكما فجوزيت لن تبصر سوااااك لأنك ستكون بجوارها كل لحظة ، كل لحظة
ميار:- لن أتحمل هوانها ذاك يا حكيم ، أنت أقوى مني وتجيد التعامل أما أنا فإنني أهوج لا يسعني التصرف
حكيم:- ستفعلها لأنك مضطر لأجلكم جميعا ..فهمتني ؟
ميار:- حكيم
حكيم:- قلبك النابض بداخلك ، سأعطيك من طاقتي وقوتي لتتحمل ارمي علي ثقلك وهمومك أنا سأحملها عنك وخذ مني ما يلزمك لكي تقف على أقدامك وتكون لها نعم السند …جوزيت بحاجتك كأب وأخ وزوج وحبيب لا تتخلى عنها في عز احتياجها يا رجل
ميار(استشعر أملا يتسرب بداخله):- صدقني …وحدك من يعرف كيف يشحنني بالطاقة
حكيم:- أنا والسفالة فقط …ههه
ميار:- ههه سفالتي سر فلسفتي … ممتن يا حكيم صدقا
حكيم:- في أي وقت … مي..ألو ألووو
ميار(يشتم التلفون):- فصلتِ الحيوانة الكلبة الجحشة أم أربع وأربعين رجلا
طارق(وهو يلحن مقولته):- إي تابع
ميار(لكزه بكتفه):- هل تشعر بالغيرة يا هذاااا ؟
طارق:- من أنااااااا إطلاقا يعني هو حبيبك أكثر مني وهذه قناعة تامة
ميار(لكزه مرتين):- ستكون معي فقد أوصاك حكيم بي
طارق:- ومن سيهتم بطارق المسكين هاه
ميار(غمز له):- زوجه المصون هههه …لن تضربني لأنني متحمس سوف أجعل جوزتي سعيدة لن تستشعر عماها ذاك أبدا ، سنقوم بفحوصات وسنستعيده طال الأمر أم قصر …حتى لو سخرت كل ما أملكه لزراعة عينين لها سأفعل …فقط لا أراها حزينة
طارق:- ليتنا اتصلنا بحكيم من الصباح يا صاح
ميار(بأمل):- كله في وقته جميل ….
حكيم:- جميل ..أمور عائلية لا تفقهين فيها شيئا لأنكِ بلا عائلة
ليندا:- ضربة موفقة للخصم ، تبقى لك وقت بسيط معي في هذا الأسر فقد علمت أن منشآت المول قد بدئوا فيها
حكيم:-خبر سار
ليندا:- سؤال ستستغربه مني لكنه يراودني منذ فترة
حكيم:- إن كان بوسعي الرد سأجيبكِ بصراحة تعلمين أنني لا أخفي ما بصدري تجاهكِ من كره وغضب
ليندا:- ولهذا سأسأله لأنك ستجيبني عنه بصدق
حكيم:- هممم لنسمع
ليندا:- هل ستشتاق لي حين تتحرر من هنا ؟
حكيم(عقد حاجبيه ليطلق ضحكة مجلجلة):- هههههههههه… ليندا مهلا لأضحك ههههه …هل أنتِ جادة في سؤالك ؟
ليندا(شعرت بالضآلة لتطأطئ رأسها):- …لارد
حكيم(تابع ضحكه لحين فرغ منه):- هههه…تمام لا تعبسي سأجيبكِ بكل أمانة وصدق ، بما أنكِ المرأة التي هددتني بملفاتي الساخنة أنا وابن خالي بما أنكِ من حرمني من عائلتي وابنتي ، بما أنكِ من عذبتني وصعقتني وأفقدتني صوابي وسجنتني ، بما أنكِ من تسبب بتأزم أوضاعي ونفسية ابنتي كل هذا الوقت ، بما أنكِ دمرت وجدان ميرنا وهي مريضة….لنسأل نفسنا يا حكيم هل سنشتاق لجلادنا عجبا ؟
ليندا(كانت تتابع كلامه بالحرف):- …لارد
حكيم(أومأ لها كي تقترب برأسها منه):- اقتربي اقتربي عزيزتي لأهمس في أذنكِ بالجواب ……أنااااا راهنت بكل شيء لكي أخضع لأسرك ، وضعت كرامتي وقلبي وكينونتي بعتبتكِ قبل الدخول إلى قصركِ وهذا أمر تعلمينه سلفا ، كرهي تجاهكِ يكفي لمسلسل من سبعة مواسم …أما عن اشتياقي لكِ مهلا دعيني أرى أجل سوف أشتاق
ليندا(برقت عيناها):- حقاااااااا ؟
حكيم(عض شفتيه ليغمز لها):- بالتأكيد …سأشتاق لأن أحرق دمكِ مثلما حرقتِ دمي طوال هذه الفترة ، سأشتاق لأذلكِ لأهينكِ لأفرغ قيء حروفي فيكِ ، سأشتاق لأبصق في وجهكِ بكل الكلام البذيء الذي تستحقينه …ولن يكفي أتعلمين لماذا لأنكِ مستنقع ليس له قرار لذلك مهما أهنتكِ لن يطمر فيكِ كونكِ امرأة بلا كرااااااااااااااامة
ليندا(انتفضت من كرسيها لتبتعد):- …يكفي
حكيم(اتكأ بجدعه بأريحية):- كنتِ ظلي لتسمعي التتمة حبيبتي ، هيييه ليندوشتي ما يزال لدينا متسع من الوقت لأخبركِ بالمزيد من المواويل لقد أبدعت فيها ، أرأيتِ بالأخير أسركِ أتى بالنفع لي ههه …ذهبتِ يلا نراكِ على خير ههههههههه
أوصلها للحد الأعلى من الغيظ حين هربت منه فعلا فلم تتحمل تجرحيه لها بتلك الطريقة ، دخلت جناحها وبدأت تسير يمنة ويسرة وجوفها يحترق …لكن شرورها لا تتوقف فقد برقت عيناها بشر وهي تغادر الغرفة مجددا
مغدور:- ماذا ثاني ، يا مولاتي هل أضع قفلا على الباب ؟
ليندا:- سأضع قفلا على حلمة لسانك إن لم تخرس ، اسمعني جيدا قررنا أن نسافر غدا إلى الوطن وسنترك حكيم وحده
مغدور:- معه اعتماد
ليندا:- صح لكنني لا أدري متى سأعود …لذلك سأسافر بمفردي لأنني لا أثق بأحد سواك ليبقى خلفي بالقصر
مغدور:- كنت أنوي مرافقتكِ مولاتي ثم كيف أدعكِ بمفردكِ في مشوار كهذا ، أنتِ ذاهبة للمجهول لو تبقين ؟
ليندا:- ولا أعرف الساحرة القوية التي تفوقنا طاقة ، أبدا سأحضر لأتعرف عليها وأدرس نقاط ضعفها لأسلبها كل شيء
مغدور:- هممم طيب ماذا سأفعل ما المطلوب مولاتي ما المطلوب ؟
ليندا:- ستفسح له مجالا ولكنك ستراقبه عن كثب ، حكيم يضمر شيئا أشك به من فترة يعني إن صدق وكان هو من تسبب بالفوضى في قبوي …سوف لن أغفر له زلة كهذه
مغدور:- أخبرتكِ أنني وجرذاني مظلوميييين أجل
ليندا:- اقطع حسك ولا تبدأ بهذيانك ، ستهتم بالراجي لحين عودتي مفهوم؟
مغدور:- كنت سأقول من عيوني لكنني لا أملك سوى واحدة هل تكفي؟
ليندا:- عليك وعلى حولك يا علة ، دعني أجهز نفسي سأحرص على الوصول باكرا لأعرف ما إذا كنت قادرة على الدخول لبلدتنا أم لا
مغدور:- ماذا لو كان ملعوبا سيسلبكن من قواكن ؟
ليندا:- أتتوقع ذهابي بدون طلسم يحميني يا مغدور هههه …قم بالدعاء لهن لأنني من سيسلبهن منها ههههها
مغدور:- خبيثة وملعونة يا مولاتي ملعونة ههههه
تنفست عميقا وهي تجر خلفها خادمها لينزلا للقبو للاستعداد لتلك الرحلة التي ستقلب عدة موازين …أما عند حكيم فلقد ضغط عليها للحد الأخير لكي يعرف ما ستكون فاعلة ، وأيضا ليخفي توتره وخوفه على ميار الذي علم علم اليقين أنه لم يكن بخير ، لكنه ارتاح حين استطاع تشجيعه على التحمل ومنحه بعض الطاقة ….
"حكيم"
حكيم(ابتسم وهو يصعد الدرج ببطء):- هل اشتقتِ لي بهذه السرعة ؟
دخل لغرفته حين وثب عند نافذته والستائر الشفافة تتطاير على جانبيه ، أخذ يستقبل نسمات الهواء المقبلة عليه وهو يستشعر حريته القريبة ..لم يتبقى إلا القليل وسيعود لحياتهم بعد جحيم دام شهورا طويلة ، تحملي يا عصفورتي الصغيرة !!
حكيم:- محتمل أن تكوني قد عانيتِ في هذه الفترة ، لكنها درس لنا جميعا سنخرج منه ناجحين …أعلم أنه ثمة أشياء لن تُغتفر لكن تصحيحها سيكون هينا وأنا بجوارك …ستكونين بخير يا عصفورتي ، سأعوضكِ عن كل شيء عن كل ألم و …. ماذا تفعلين ؟
شعر بشيء يلامس كتفيه ليستدير خلفه كالملبوس ويبحث عن هذا الطيف الذي يحيط به ، استشعر حضورها بجانبه حين بدأت الستائر بالارتفاع لتغطي وجهه القريب …سحب الستارة عنه ليلمحها أمامه واثبة كالجماد ، ليسدل الستار مجددا ثم يرتفع بفعل الرياح فتختفي الفتاة..حك عينيه مرتين ليستوعب ما رآه ثم عاد أدراجه لسريره ، فلم تصل الأمور لرؤية طيفها حقيقة أمامه…هذا ما خطر ع باله لينسحب لفراشه ويحبذ النوم على الدخول في خانة أوهام حجرته الحمقاء … فضل الخوض في غمار العصافير أحسن …
ع ذكر العصفورة الصغيرة فلقد كان ذلك المساء بداية خط رحلة العودة للوطن ، حيث كان من المقرر التوجه من روما إلى اليونان ومن اليونان نحو تركيا …. وهكذا إلى الوطن …
الرحلة بدأت عند الساعة التاسعة مساء حين خرجوا من البيت الجبلي في سيارتهم متجهين صوب الحدود حيث ستطير طائرة خاصة نحو اليونان .. كان الجو باردا بعض الشيء حين كانت ترتدي ثيابا ثقيلة أحضرها رشاد لأجلها من ضمن الأغراض التي خرج لجلبها ذلك الصباح .. كانت تلبس معطفا في اللون الرمادي الفاتح القريب من البياض بفرو يلتصق بياقته مع حذاء جلدي في الأبيض ، وجهها كان خاليا من التعابير فقد كانت كالمساق نحو الفراغ .. فالبرود الذي حل بعد الإفراج عنها أحبط عزيمتها وشوقها للخروج ، وكله بفضل ……….حضرة المحامي
ميرنا(نظرت إليه لتشيح بصرها وتصوبه للطريق):- أنا لا أعترض
وائل:- ولكنكِ ذكرتِ شيئا عن الإحباط ، ماذا هل خاب ظنكِ لا يا غاليتي في الوطن ستجدين أحضانا دافئة بانتظار عودتك
ميرنا:- هل هذه سخرية ؟
وائل:- أعطيكِ عناوين الأخبار
ميرنا:- أيمكنك أن تعطيني مجالا واسعا من السكون التام ، سأكون ممتنة
عمو نزار(ضحك تحت أنفه):- كخممم
وائل(أطل عليه):- خيرا عمو نزار هل علق شيء بحنجرتك ؟.
عمو نزار:- هههه أجل …كرامتك
وائل(ربت على كتفه ليعود لمكانه بجوارها في الخلف):- …سارع رشاد
رشاد(يقود بهم):- لا تقلق سنصل في الوقت المناسب
ميرنا(زفرت عميقا لتمسك على قلبها):- … هل لك أن تغلق النوافذ ؟
رشاد:- ممكن
وائل:- عادة كنتِ تفتحينها ، أرى أن طباعكِ قد تغيرت جذريا
ميرنا:- لم تجرب العيش في جحر لذلك لن تفهم شيئا
عمو نزار(عقد حاجبيه ونظر لوائل خلفه في المرآة):- …وائل ؟
وائل(أومأ له بالصمت):- هممم …
رشاد(عقد حاجبيه وهو ينظر أمامه):- سيدي …. هل ترى ذلك ؟
وائل(أطل من الجانب):- ماذا يحدث ؟
ميرنا(عفويا أمسكت كفه الذي كان بجوارها):- هئئئ
وائل(رمش وهو ينظر لكفها الذي كان يعتصر يده وبين الخارج):- لا تتوقف تحت أي ظرف كان ، اضغط على البنزين وانطلق رشاااد
عمو نزار(أحكم إغلاق الأبواب وأخرج المسدسات من جيب السيارة):- نحن جاهزون
وائل(ضغط على أسفل كرسيه ليخرج مسدسا كبيرا):- أحتاج ليدي
ميرنا(ابتلعت ريقها لتجذب يدها وتضعها على فمها):- هل …هل نحن في خطر هااا ؟
وائل(رمق الدموع المنسابة من عينيها):- لن أسمح لهم بإعادتكِ لذلك المكان ، مهما كان أنتِ لن ترجعي له لقد انتهى ميرنا
ميرنا(اقتربت منه بلهفة):- حقاااا …لن أعود صحيح ؟
وائل(عقد حاجبيه حين شعر بالرأفة لحالها):- ماذا فعلوا بكِ يا ميرنا ؟
ميرنا(رجفت شفتها لتنظر لعمق عيونه):- …. سلبوني كينونتي
وائل(أغمض عينيه ليتسربل الغضب لداخله):- ….افتح السقف العلوي رشاد ، واستمر بالقيادة مهما حصل ستوصل ميرنا لتلك الطااااائرة …عمو نزااااار ؟
نزار(فتح زر الأمان في مسدسيه):- في ظهرك بني …
ارتفع ليخرج رأسه من السقف ويفتح فمه على ذلك المنظر ، لو بعث أسطولا من السيارات سيكون الأمر كارثيا بحق ، لكنه خوري وقد يفعلها ….لقد كان هنالك سطر من السيارات التي تقطع طريقهم بشكل أفقي ، يعني لا مفر أمامهم ولا حتى بالتراجع … لذلك إما المجازفة أو الفوز …
ميرنا(ابتلعت ريقها بخوف حين بدأت تظهر الصورة أمامها):- ما كل هذااااااا ؟
عمو نزار:- لو قلنا أنه حفل استقبال للسفيرة عزيزة ما كذبنا ، لكن وعلى ما يبدو لي إنها شارة انتهاء حلقة اليوم
وائل(حرك زناده ليطل عليهم):- رشاد مهمتك واضحة ستضغط ولن تتوقف ، أنتما تمسكا جيدا وضعا حزام السلامة … عمو نزار عندك نافذة على اليمين لن تخذلني اهتم بالإطارات وبأصحابها ، وأنا سأهتم بالباقي
ميرنا(زفرت عميقا):- أعطني مسدسا أيضا …ستبقى جهة اليسار فارغة
وائل:- انسي الأمر ، أنتِ ستنخفضين وتتمسكين جيدا
ميرنا:- لست أستشيرك …أعطني مسدسا
وائل:- كلامي نهائي
عمو نزار:- علي التدخل بني رشاد ، أولادي أحبائي عزيزي عزيزتي أكره كثيرا مقاطعة حوار الأزواج المشوق أمامي لكن …..نحن نقترب من الخطر هل ستتفقان أم أقرأ على روحنا الفاتحة ؟
وائل(زفر بتأفف):- أخرجي مسدسا من تحت مقعدك
ميرنا:- يمكنك العودة للمراقبة أنا أعرف تتمة هذا المشهد لقد عشته مرة مع ميار ونحن متجهان للعرين
وائل(نظر للعم نزار):- فتاتنا ذات سوابق فلا تحدثني لاحقا عن الضمير العربي عمو نزار
عمو نزار(هز كتفيه باستسلام):- اقتنعت أستسلم..
أخرجت مسدسا من تحت مقعدها وجهزته لتشحن نفسها بالجسارة ، مسحت على وجهها المرتجف وقد بدأ جسمها يتعرق من فرط الخوف …أفكارها المظلمة تسيطر على عقلها الذي صور لها إمكانية العودة لذلك المكان ، وهذا ما كان يجعلها تهز رأسها بجنون ورفض …مسحت دموعها فلن تسمح لن تسمح …
اقتربوا من ذلك السرب الأسود حين ضغط رشاد على البنزين وانطلق بأقصى سرعة ممكنة فيصطدم بسيارتين مستقرتين بالوسط ، حينها بدأ وابل الرصاص بالتساقط في تلك المنطقة …العم نزار اهتم بجانب اليمين بينما كان وائل يقتص من الأمامية ثم اليسارية التي بدأت رصاصات ميرنا بالهطول دون توقف لغاية ما وصلت لآخر رصاصة …حين عم السكون لتليه صرخة عالية صرختها وهي تحاول إطلاق المزيد من الرصاص ، حين كان يهزها لتستيقظ
عمو نزار:- ميرنا …ميرنا لقد غفوتِ استيقظي وصلنا
ميرنا(عقدت حاجبيها لتنتفض وتنظر إليهم ثم حولها):- قبل قليل …أ…لقد …هل واجهنا أسطول سيارات أم أم كنت أحلم ، أين ذهب وائل ؟
عمو نزار(امتص شفتيه ليشير لها):- علينا التحرك فورا
ميرنا(بعدم فهم):- مهلا مهلا …..ما الذي يحدث هل كنت أحلم أم …أم فعلا واجهنا أولئك عمو نزار ؟
عمو نزار(ابتلع ريقه ليترجل من السيارة):- رشاد …دع ربان الطائرة يستعد سنصعد بعد خمس دقائق
رشاد(ترجل أيضا):- حاضر …
ميرنا(مسحت وجهها لتتمالك أعصابها حين خرجت):- عمو نزاااااار أين وااااائل ماذا حصل ؟
عمو نزار(توقف ليضع يده على جنبه):- ابنتي ميرنا سترافقينني في الطائرة أحكي لك كل شيء
ميرنا(تنجذب معه بعدم فهم):- أين هو لم لا تجيبني ماذا حصل هناك ، لماذا غفوت أنا آخر شيء أتذكره هو …هو وابل الرصاص فوق رؤوسنا و
عمو نزار(ينظر حوله بتوجس وهو يجذبها خلفه حتى صعد بها):- ضعي حزام الأمان ميرنا …
ميرنا(بتوتر وضعته لتنظر حولها بقلق):- فهمني من فضلك …؟؟
عمو نزار(سحب نفسا عميقا ليخرج مسدسا من دعامة الأكل في مقعده):- لن يكون معنا
ميرنا(صعقت بالخبر):- لماذا ….أين ذهب يعني لماذااااا ؟
عمو نزار:- لا أملك أجوبة ، وائل لن يرافقنا سنستمر نحن الاثنان فقط حتى رشاد لن يسافر
ميرنا(أغمضت عينيها لتمسك على فمها):- ….ههه… أكيد بدأت أصاب بالجنون ، يعني هذا جنووون …، تارة تظهر عشرات السيارات بعدها حفل إطلاق رصاص بعدها لا شيء …أكتشف أنني كنت غافية وفجأة أعرف أننا سنطير بدون وائل ، أي منطق هذا ؟
عمو نزار(أشار لرشاد):- دعه يغلق الأبواب بعد نزولك وليتحرك من هنا
ميرنا(أزالت الحزام لتتبعه):- لن أسافر بدونه …
عمو نزار(أغمض عينيه ليفتح حزامه ويمسكها بقوة):- هو أراد ذلك ، أين ستذهبييييييين ؟
ميرنا:- لا أصدقك …وائل لا يفعلها إلا إذا كان مضطرا
عمو نزار:- ….لماذا سأكذب عليكِ ما الذي سأستفيد منه هااه ؟
ميرنا:- أنت تخفي الحقيقة لكي تجبرني على الرحيل ، لكنني لن أسافر بدون وااااائل افهم ذلك جيدا
عمو نزار:- أيها الربان …نحن جاهزون للانطلاق ….
المظيفة:- اربطوا الأحزمة من فضلكم ستكون رحلتنا صعبة
عمو نزار:- ميرنا …اسمعي كلامي ولا تتهوري وإلا ، سيذهب كل تعبنا هباء منثورا وستعودين من حيث أتيتِ
ميرنا(زفرت بشكل متقطع وهي تفكر بمنطق):- سأجلس سأسافر لكنك ستخبرني …أين هو ؟
عمو نزار(مص شفتيه ليجلس بدوره):- …. اختار البقاء
ميرنا(تابعت عنه):- لأنه …؟
عمو نزار(بحشرجة في صوته):- لأنه ساوم بنفسه لأجلك
خفقات قلبها ارتفعت لتصدح بداخلها بصوت لامس أذنيها ، صعقها بتلك الجملة فهي لم تتوقع بتاتا أن توضع في ذلك الموقف …لم تصدقه في البداية لكن بدأت حرارة الموقف تعتريها حين فهمت جديا ما حصل ، حركت رأسها بعدم تصديق وأزالت حزام السلامة مجددا لكن الطائرة انطلقت ولا يسعها النزول منها ولو حاولت ….انهارت بالبكاء وشعرت بصدرها يحترق فذلك أبعد من أن تفهمه ، طالما كان باردا معها تلك الفترة لماذا يتصرف على هذا النحو لماذا يضحي لأجلهاااااا لماذا يساوم بنفسه ويلقي بها وسط النار لأجل امرأة لم تعد تعني له شيئا ، حقا ؟؟؟؟؟
كان يجلس على الكرسي وهو يرفع حاجبه مستهزئا بأولئك الرجال ، ينتظر الأوامر التي ستهتف عليهم في أية لحظة …وشكله لم ينتظر كثيرا فلقد دخل بعد برهة ليوشوش للرجال الذين أخرجوا معدات حديدية وضعوها بأيديهم ، حين اقترب هو ليجلس بكرسي مقابله ….
روبيرتو:- حضرة المحامي …
وائل:- جعلتني أحن لميار بهذه الجملة ، هممم تفضل هل لديك قضية تحرش يا عزيزي ، هل يعتدي عليك أحد الصبيان ليلا ؟ يمكنك أن تخبرني بسرك فأنا محام مخلص والأمانة بين الموكل والمحامي تتسم بالمصداقية عندي
روبيرتو:- ههه تعجبني طرافتك ، لكن لا يعجبني ذكاؤك لأنه محدود فلو شغلت مخك الضئيل قليلا كنت عرفت أن اللعب معنا يعود عليك بالخسارة
وائل:- دعني أتذوقها بمفردي طالما أنا بضيافتكم يا حب
روبيرتو:- لن نطيل …أخبرني أين هي الفتاة ؟
وائل(هز يديه):- أتجد فتاة بجانبي لا توجد ، إذن معذرة لا يمكنني مساعدتك
روبيرتو(وضع رجلا على أخرى):- أفهم ما تحاول القيام به ، دعني أخلي ذمتي فأنت حقا شاب شجاع وجسارتك التي استخدمتها كل هذه الفترة لمواجهتنا نشيد بعظمتها …لكن لكل شيء حد ، لا تتمادى كي لا تخسر
وائل:- أخسر ماذا عفوا منك ، هاااا أسلوب التهديد والوعيد يا غالي مضى على ذلك جيل بأكمله يعني بح رحلت مع أفلام الأبيض والأسود
روبيرتو(أشار بيديه):-إذًا فقد سقط الذنب عنا
وائل(لمحهم وهم يقتربون بتلك المعدات الحديدية):- هيا ما هذا الأسلوب المقتبس من أفلام أرنولد ، لنرتقي قليلا يا جماعة
روبيرتو(ضغط على سماعة أذنه ليصغي للأوامر):- أين الفتاة ؟
وائل(رفع يديه):- هل أبحث عنها تحت إبطي ، لو أردتَ إلقاء نظرة تفضل فليس لدي شيء لا تملكه أصلا …ها وحدد المسافة نحو الإبط فقط لو اقتربت أكثر قد يظنون أنك مغرم بي ، مواح
روبيرتو(سحب نفسا عميقا حين قبله وائل في الفراغ باستفزاز):- يعني تقول أنك لن تأتي باللين ؟
وائل:- أخيرا وجدت دماغا يعمل
روبيرتو(ارتفع من كرسيه ليقف خلف وائل):- ..صدقني لن يعجبك ما ستراه بعد قليل … لكن اعتبره محفزا لعلك غيرت رأيك …
كان يبتسم بتحدي وهو يستفز روبيرتو الذي أومأ لهم بالابتعاد حين ظهرت شاشة ضوئية خلفهم ، كانت تعرض فيلما سينمائيا لبطلة حياته التي دمرت كل حياته …تشنجت ابتسامته وهو يرمش ليرى عن كثب صورها وهي سجينة بزنزانة خوري ، بداية بالرجال الذين أوهموها بالاغتصاب ، إلى تحميمها المقزز إلى حفلة الروث والصراصير والفئران التي استيقظت عليها ذات صباح ، وصولا إلى إصابة يدها ومرضها بالحمى ، إذلالها بكل الطرق انتقالا لرقصها شبه عارية في حفلة ماجنة أمام الرعاع ، بعدها العديد من المراحل المقيتة والصور الكريهة ، خصوصا منظرها وهي مشرحة من قبل مجموعة الزومبي اللواتي عذبنها في ذلك السجن ، لينتهي الحفل حين رأى صورها في غرفتها بالوكر ، حين ظهر شريط لها وهي تغري أحد الرجال بغرفة خاصة لم يكتمل الفيديو بل أطفئوه ليعودوا للبداية ، بداية كل شيء حين كانت تنتحب عند بوابة ليندا في صباح الاختطاف وتنادي باسم حكيم الذي نطقت به أول شيء بعد استعادة صوتها …..هنا سحب نفسا عميقا عميقا جدا وهو يشعر باحمرار وجهه من فرط الغضب ، قد كان على وشك الانفجار كأن شيئا أشعل فتيل أعصابه الباردة التي خمدت منذ سفرها …لم يتوقع كل ذلك ما رآه كان نقطة من بحر الآلام التي عايشتها ، كان ينظر إلى الصور وهو يعلم في صميمه أن ما خفي كان أعظم ، وأن ما عرض عليه قليل مقارنة بالجحيم الذي عاشته …. جحيم بحق
وائل(أفلت شهقة ليهمس في سره):- ….كل هذا يا ميرناااا ؟
روبيرتو:- ما رأيك بألبوم الصور ، أمر مثير للاهتمام صحيح ؟
وائل:- بعد الذي رأيته ، أتعتقد بأنني سأسلمها لكم ؟
روبيرتو:- ستفعل ، لأنك لو اعترضت ستكون أختيك سوية في نفس موضعها هديل وجمانة
وائل(صغر عينيه ليضحك بقهر):- هههه … تعرفون كل شيء ما شاء الله
روبيرتو:- الفتاة …أم أختيك الخيار بسيط وائل
وائل:- أختار نفسي ، ها أنا ذا قدمت لكم نفسي ع طبق من ذهب …اشتروا أو اصرفوا نظر فلا يوجد سلعة للبيع سواي في السوق
روبيرتو:- وائل بيك ، لا تصعبها علينا فنحن لا نريد الدخول معك في معركة
وائل:- إن كنتم ندا لها فإنني مرحب …
خوري(عبر الخط بنفاذ صبر):- عذبوه …لا ترحموه حتى ينطق بموقع رومينااااا
فرقع إصبعه لرجالهم الذين تقدموا صوب وائل الذي ابتسم لينظر إليهم بتحدي عميق وكره ….كره مظلم يضاهي السواد الذي امتلأ بقلبه تجاههم بعد الذي رآه ، حرك رقبته يمينا لينتفض من الكرسي وتبدأ معركته مع أولهم ، لنقل أنه تفوق عليه لكن ضربة من الثاني غافلته ليدخل الثالث فيأتي الرابع للخامس حتى اجتمع كل من في تلك الغرفة ليسقطوه أرضا دون رحمة أو شفقة … لقد تعرض لضرب مبرح مع الأسف جعله طريح الأرض لكنه لم يعطيه أي بادرة للاستسلام …
روبيرتو(رفع رأس وائل الدامي ليسأله):- مجددا سأطرح نفس السؤال ، أين أخذتم البنت ؟
وائل(بصق الدم من فمه لينظر إليه بعيون ضبابية ممتزجة بخيوط دموية):- على جثتي … ستعرفون موقعها على جثتي … هههه
روبيرتو(دفع رأسه لينهض):- …أبقوه سجينا هكذا ، أمهلوه بعض الوقت وبعدها أعيدوا الاحتفال حتى يقر وينطق بموقعها …
وائل(اتكأ على ظهره والألم يفتك به):- ههه تعال وانضم لهم حرام ألا تلطخ يديك الناعمتين كأيدي امرأة ، هيا لعلك تصبح رجلا آنذاك
روبيرتو(ناظره بكره حين خرج):- لا تغفلوا عنه فهو خبيث … هااا هذه البداية فما زلنا ندين لك بالكثير …
أخذ يضحك بألم وهو يشعر بأن كل أطرافه قد تفرقت ، ولكن هذا لم يعطيه إلا دافعا زيادة لمتابعة إصراره ….فقط لتصل ميرنا للوطن بخير هذا جل ما كان يأمله حتى لو عرض نفسه للخطر ، عودتها آمنة هي أقصى ما سيتمناه اللحظة ..، لكن ما الذي تغير من شخص غير مبال إلى شخص سيحرق الدنيا ليوصلها بأمان ….ربما كان هكذا من البداية لكن قناع اللامبالاة زال بعد رؤية تلك المشاهد ، يلا سنكتشف إن كانت حقيقة أم مجرد ردة فعل فجائية فيما بعد …فالآن سنصغي لحديث روبيرتو
روبيرتو:- ماذا سنفعل سينيوري كيف سنجبره ؟
خوري:- هل سأخبرك بما ستفعله ، اجعله ينطق بمكانها واستعمل أي شيء لاستنطاقه لا يهمني فهو مصدر شقاء لرومينا
روبيرتو:- حضرتك هل تعاقبه على خطفه للعرابين ورومينا أم على حب رومينا نفسه ؟
خوري:- لماذا لا تستفسر عن نوعية القطن المستعمل في لباسي الداخلي روبيرتو ، هيا اطرح السؤال ؟
روبيرتو:- احم ..معذرة لا أقصد التطاول
خوري:- ليلتي عصيبة فلا تزدها بغبائك ، دعه يعترف ولا تشغلني ما لم يكن الأمر ضروريا انتهى …
كيف عثروا عليهم هذا السؤال مهم جدا ، الأمر بسيط عبر الرقاقة التي كانت تضعها ميرنا برقبتها والتي تم إزالتها ليلة الإنقاذ حين رموها في ذلك المبنى المهجور الشيء الذي جعل أتباع خوري يحصرون البقع المحيطة به ، وكانت تلك الطريق هي الوحيدة التي تؤدي للمدينة وخارجها ، مما يعني أن الجميع مجبر على اتخاذها للمرور لوجهته ..هناك وضع خوري رجاله للمراقبة أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين حتى ظهر ما كانوا بانتظاره طوال أيام …. والنتيجة كانت تلك الليلة حين استقبلوهم جماعيا بحفلة رصاصية جعلت النهاية تنتهي بوضع مخدر على فم ميرنا من قبل وائل الذي قفز من السيارة وغطى عليهم ليبعدوها من هناك …. الخطر الذي طاف به تلك اللحظة كان مصيريا ولكنه من المستحيل قتله ، قد كان يعلم جيدا أن المختطف لن يغامر بروحه لأنه يدرك تماما هويته ، مما جعله يتأكد أنه شخص من المحيط ، يعني لو تابع ربط الخيوط سيصل …
ميرنا(وهي تنظر من نوافذ الطائرة وتمسح على رقبتها):- هل سيلحق بنا؟
عمو نزار(كان يلتزم الصمت):- …لا
ميرنا:- لا أذكر شيئا لماذاااا ؟
عمو نزار:- لأنه وضع مخدرا بفمكِ كي تنامي وتريحينا من جنون أسئلتكِ المتكررة مثلما تفعلين الآن تماما
ميرنا:- عمو نزار ، نتحدث عن وائل هنا ؟
عمو نزار:- لماذا هل يعني لكِ كثيرا هذا الوائل الذي صدعتِ رأسي بسيرته وكأنه لا يهمني أمره ..لعلمك ذلك الشاب قد ضحى بكل شيء لأجلكِ رغم أنه ترك ياقتكِ وفرط في عشقكما الأفلاطوني …نسفكِ من عقله قلبه لكنه لم يتمكن من إبعادكِ عن خلاياه التي ما زالت مؤمنة بكِ رغم رفضه ومقاومته
ميرنا(بدموع نزفت من عينيها):- أنت تلسعني بكلماتك
عمو نزار(بغضب):- وبم سيفيدني الآن … أنتِ تركته لأجل حكيم هذه الحقيقة لن تغيرها الأيام ولا الشهور التي مرت سلفا لا الجحيم الذي عشته أنتِ هناك ولا الصقيع الذي عاشه هو في الوطن ،، أنتِ لأجل شخص اختار التضحية بنفسه لأجل عائلته ضحيتِ بكرامة رجل آخر كان مستعدا لانتظاركِ لآخر العمر
ميرنا:- لا ينفع لومك الآن عم نزار ، قفلنا تلك الصفحة وائل متزوج
عمو نزار:- تعجبني قناعتكِ وممتن من ذلك الزواج رغم أنني أمقت تلك الزوجة المتعجرفة لكن …مقدر ومكتوب
ميرنا(أغمضت عينيها):- لم أشأ إحزانه صدقني
عمو نزار:- إي وماذا فعلتِ يا ترى ؟
ميرنا:- أنا …
عمو نزار:- واجهي الحقيقة لمرة واحدة ، الفظي تلك الآهات من عمقكِ لأنكِ مذنبة من البداية
ميرنا:- ندمت …لقد اقترفت خطئا جسيما ندمت عليه ، أذنبت في حق وائل في حق ميسون في حق حكيم في حق عائلتي …في حق نفسي …أخطأت وتعلمت من خطئي يا عم نزار صدقني ، ما مر بي جعلني أعرف جيدا قيمة ما فقدته ، لا أريد استعادة شيء أو تصحيحه أريد فقط العيش بسلام مع ابنتي وعائلتي بس …
عمو نزار:- لا أصدقكِ لكنني سأحاول
ميرنا:- لا تكن قاسيا علي …أنا بحاجة للشعور بالأمان بالحرية التي أحاول جاهدا الحصول عليها ، وائل عاملني بجفاء ولست ألومه فذلك أقصى ما سيفعله شخص محله ، بالأخير لم يكن بذلك السوء رغم أنني استحققت منه صراخا وشجارا وغضبا لكنه تصرف بجنتلمانية حتى وهو يلغي وجوده معي..يعني مهما حاول تغيير جلدته إلا أن الأصل غلاب
عمو نزار:- …لم يعد ذلك مهما ، علينا أن ننجو وألا ندع تعبه يذهب عبثا
ميرنا:-هل زوجته متعجرفة ؟
حول عينيه من اهتمامها البسيط ولم يجبها بل دخل في غيبوبة صمت جعلتها تتنهد بتعب لترخي عضلاتها وتستسلم للنوم …بدلا من امتهان الرعب الذي سيملأ ثناياها لو فكرت أنه في حفرة يعاني بمفرده ….
بعد وقت حطت الطائرة بمطار أثينا حيث كان هنالك رجال مخلصين بانتظارهم وجلهم من معشر الكهنة ، فقد سلموا على نزار بتحيتهم الخاصة وأشاروا لميرنا بالوثوق بهم ومسايرتهم ليصلوا بها لبر الأمان … أخذوها للباخرة رفقة العم نزار حيث نزلوا بغرفة لتنطلق الرحلة البحرية إلى تركيا
عمو نزار:- حاولي النوم ، بما أنكِ لم تتناولي الكثير فدعي النوم يعوضكِ
ميرنا:- هل أنا ملعونة ؟
عمو نزار(التفت من سريره لينظر إليها):- أنتِ وليدة الشمس
ميرنا:- ماذا علي أن أفعل ؟
عمو نزار:- …عندما يحين الوقت ستعرفين
ميرنا:- اشرح لي أنت ، ألست حارس حامي وليدة الشمس ؟
عمو نزار:- أجل …أنا هو ، وبنفس الوقت حارسكِ ميرنا كلنا تحت إمرتك
ميرنا:- لماذا أنا ؟
عمو نزار:- النبوءة تقول أن المواصفات تلائمكِ ، أنكِ المختارة ، وأيضا أبوكِ سليم تلاعب بأمور تفوق قدراته وزكَّى الاختيار
ميرنا:- لذلك كان يميزني عن بقية أخواتي دائما … تابع من فضلك
عمو نزار:- وليدة الشمس نبوءة ولدت منذ القدم ، تداولتها الأجيال حتى وصلت لجيل أجدادي الذين تابعوا حمل الرسالة على عاتقهم ، ليسلموها لي من بعد موتهم … أنتِ ستسخرين طاقة قلادة الشمس للحد من شرور الساحرات
ميرنا:- هل علي أن أقتلهن جميعا ؟
عمو نزار(شرد في الجملة):- بلا استثناء …
ميرنا:- وبعد ماذا سيحصل ؟
عمو نزار:- ستعيشون في سلام … ستنتهي الرسالة وتتحقق النبوءة
ميرنا:- وإن حدث العكس ، ماذا سيحدث ؟
عمو نزار:- سيصبح العالم أسودا للأبد ، إن ملكت إحدى الساحرات طاقة القلادة سوف تكتسب قوة لا تضاهى وناهيك عن الخلود الذي ستحياه ، سوف تحرق كل شيء لتعيث في الأرض فسادا وتنتقم من الجميع
ميرنا:- كأننا نتحدث عن خرافة ، ما تقوله يصعب تصديقه ..إننا في زمن العولمة عن أي سحر وأي طاقة نتحدث ؟
عمو نزار:- بما أنكِ تتحدثين بالعلم دعيني أخبركِ أن تلك الطاقة موجودة علميا على الأرض منذ ملايين السنين ، لقد سقط جزء من الشمس وصل للأرض كالنيزك .. عشيرتنا الأم قامت بسحب تلك الطاقة وحمايتها ، قد كانت حجارة تقلصت على مر الزمن بسبب تغيرات المناخ والطبيعة ، وللحفاظ عليها جعلوا ساحرة تقوم بتحويل طاقتها إلى قلادة كي لا تندثر في العدم … هكذا استطاع أجدادي الحفاظ على الإرث لكي تُحقق النبوءة وتستعيد الشمس قطعتها المفقودة
ميرنا:- حافظوا عليها كالأمانة يعني …فهمت …لكن ألا يعني ذلك تضحية روحية فلكي نحارب معشر الساحرات علينا أن نكون بمثل طاقتهن …فهمت أنني أملك شيئا بداخلي سميتموه بصحوة العمق ، لكن ماذا يلي ذلك ؟
عمو نزار:- أنتِ وحامي الشمس ستجدان طريقة لذلك ، أما فرسان الشمس سيقدمون لكم يد العون …بينما الكاهنة فستأخذ بيدكِ لآخر مرحلة
ميرنا:- من هي هذه الكاهنة ؟
عمو نزار:- المرأة التي تهمس بداخلكِ كل فترة …إنها كاهنتنا
ميرنا:- يعني هي حقيقية اعتقدت أنها مجرد وهم أو صوت منعدم
عمو نزار:- لا يسعني الدخول في التفاصيل وإجابتكِ عن أشياء بعيدة عن مجال معرفتي ، لكن …. أريدكِ أن تفرغي عقلكِ من هذه الأمور فلم يحن وقتها بعد ، لنعيدك سالمة وبعدها نتابع هذا الحوار
ميرنا:- عندما تعرضت لمواقف خطيرة كانت تلك الكاهنة تساعدني عن بعد ، أظن أن اتصالنا مع بعضنا مثمر يعني يمكنني استحضارها وقتما شعرت بالخطر فهمتني ؟
عمو نزار(عقد حاجبيه):- … يعني ؟
ميرنا:- يعني أنني أناديها هكذا أشعر في بعض الأحيان
عمو نزار:- لا تخلطي الوسط،،داخلكِ حين يحتاج ليد العون فتلك الكاهنة تستجيب هذا فقط
ميرنا(تثاءبت):- ماشي …سسيأتي وقت وألتقي بها وجها لوجه
عمو نزار(بحزن):- من يدري …نامي ميرنا نامي يا ابنتي
ميرنا(بعد لحظة صمت):- وائل سيبكي دما …..
أغمض عينيه على جملتها التي هذت بها مباشرة بعد نومها ، كان يعلم ذلك فمن اختطفها شخص لا يملك ذرة شفقة ..كان أشفق على أخته ليشفق عليهم … مع الأسف لا أحد يعلم كيف سينتهي الأمر لكننا سنتابع لنعرف مجريات الأحداث في صبيحة اليوم الموالي الذي كان أوجع صباح …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 04:07 AM   #1053

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

لحظة خروج جوزيت من المشفى
أشار لناريانا التي حملت صبا وغادرت بها رفقة عواطف التي كانت تمسك تيم بين يديها …طارق كان يسير بنبيلة التي كانت تمسك على صدرها بقهر ، في حين كانت مديحة تتبعهم وهي تتحسر رفقة سماح …أجبرهم طارق على الذهاب للقصر كي يتسنى لميار جلبها بدون مشاكل ، لكن ما إن وصل بها لباب غرفتها حتى هزت رأسها برفض لتدخل في حالة بكاء هستيري وصراخ جنوني اضطرهم لحقنها بمهدأ ، مما اضطر ميار ليأخذها وهي غائبة عن الوعي فهي لن تتمكن من فعلها هو يعرف ذلك عن ظهر قلب ..
بعد وقت
ناريانا(مسحت على جبين صبا):- … بديعة لن تدعي أحدا يلمسهما إن جلدهما حساس في هذه الفترة … ها وبالنسبة لحليبهما فسيجلبه فياض من الصيدلية وسأعلمكِ كيفية تحضيره ، عليكِ مساعدتنا في إرضاعهما بدئا من اليوم …
بديعة(وهي تتحسر):- قلبي مع ولدي ميار
ناريانا:- حذار يا بديعة ، نساء الراجي سترافقننا هذه الفترة حبذا لو تتخذي حرصكِ أمامهن
بديعة:- لا تقلقي يا ابنتي …متى يصلان ؟
ناريانا(نظرت لساعتها):- … ستصل سيارة الإسعاف بعد قليل ، ضعي تيم بهدوء في سريره الخاص وجهزي الأكل للحاضرين
بديعة:- ماشي ..على عيني ، آه يا صغيري ما أجملهما ناما يا حبيبيْ كل شيء سيكون بخير …
نبيلة:- كل شيء سيكون بخير ، لن يتحدث أحد بالترهات من اللحظة ستلتزمن بأدبكن ، سخريتكن ستحتفظن بها للبيت مفهوم ..الكلام موجه لكما سماح ومديحة ؟
مديحة:- يي أمي ماذا سأقول أنا والله أحب جوزيت
سماح:- أجل أجل إنها ابنة أخي المرحوم
نبيلة:- لا تبدئي بسيرة الأموات ، مرحلتهم انتهت ونحن في اليوم …
عواطف(شبكت يديها):- تأخروا كثيرا ، بني طارق هل من أخبار ؟
طارق(كان ينظر للحديقة بثقل):- سيحضرون … سيحضرون
فياض(دخل بعدة أكياس):- أحضرت علب الحليب وعدة زجاجات ودواء
عواطف(أخذتها منه):- يسلمو يا بني ، سأرتبها في الخزانة
طارق(رمقه بطرف عين):- …ما الأخبار ؟
فياض(هز حاجبه):- عادية
طارق:- ألم تعثروا على المجرم بعد ؟
فياض:- نبحث …ما زلنا نبحث
طارق:- وياسين هل تعتنون به ؟
فياض:- رجالنا يقومون باللازم لا تقلق
طارق(تحرك من جواره):- جملة تدفعني للقلق أكثر ، اذهب لعملك
فياض(حرك فكه بغبن ليبتعد من هناك):- كله ذنبك يا فيااااض ، هذه آخرة من يثق بالنساء
رامز(لوح له بعد أن ترجل من سيارته):- طارق موجود ؟
فياض(أشار برتابة):- تجده هناك
رامز:- يا حبيبي …هذا الولد إما ضربت الحراسة عقله أو أنه مجنون خلقة
طارق(راقب دخوله ليشير له بالابتعاد عن النسوة):- خيرا رامز ؟
رامز:- أحمل بشارة
طارق:- وجدتموووه ؟
رامز:- لاء ..ليس بعد لكننا نكثف جهودنا سنعثر على هشام ربيع قريبا
طارق:- طيب ما البشارة التي تحملها ؟
رامز:- أختك … ميرنا
طارق(برقت عيناه):- ما…ماذاااا تقول ؟؟؟؟
رامز:- اسمع بنفسك قد وصل هذا صباحا
عمو نزار:- (لواء بشير أحمل أخبارا تهمك ، ابنتنا ميرنا في عهدتي سأدخل بها أراضي تركيا هذا الصباح ..أحتاج منكم لوسيلة موثوقة تعطينا الأمان …ابنتنا بخير وتلقي سلامها على الوطن ).
ميرنا:- عمو بشير … لا تتسرع بإخبار عائلتي دع الأمر حتى وصولي خصوصا ميسون لا تخبرها بشيء من فضلك ، أنا نفسي لا أصدق وجودي هنا ولكنه حدث ، انتظروني
طارق(أمسك على فمه لتتهالك قواه حين ارتد على الجدار الزجاجي):- أختي…. صغيرتي الحبيبة عائدة للديار … هل هذا حقيقي يا رامز ؟
رامز(بفرح):- حقيقي يا صاح ، بدوري ما صدقت لكن لكنه حدث
طارق(عقد حاجبيه ليجمع ضحكته):- لكن …ما الذي جعل العم نزار يصل إليها بهذه السهولة ثم … ما العلاقة لست أفهم
رامز:- هذا نصف المفاجأة ، أخونا الذي دخل في غيبوبة اتضح أنه ممثل بارع يعني استيقظ منها في وقت سابق ولبس شخص آخر من منظمة الخرفان دوره هناك …انطلت علينا جميعا ولم نعرف أنه …
طارق(شرد في البعيد):- ذهب لينقذ أختي ، رامز …أي عشق هذا ؟
رامز(تنهد عميقا):- لا أدري ، حضرتي لم أصل لتلك المراحل مع ممرضتي بالعافية وصلنا لمرحلة الحقنة والمقص
طارق(ربت على كتفه):- أنا سعيد حقا …صوتها سعيد أيضا ياااه لو يتحقق ذلك سيعطي الجميع أملا في أن الأمور مهما اسودت إلا أنها تنجلي وتصبح ربيعا ذات يوم …
رامز(غمز له):- ع ذكر فصل الربيع ، ألا ترى معي أن فصل العضلات الذي وصل للتو يستحق معرفة هذه التفاصيل ؟
طارق:- لا …كاظم لا يقاوم براءة ميسون وقد يلفظ كلمة هكذا أو هكذا ونكون قد نقضنا وعدنا لأختي …سيبقى الأمر بيننا رامز
رامز:- هييه أتفق معك فرغم أنه ضخم كالفيل إلا أن تلك الفأرة تملكه
ميسون(ركضت إليه):- عمووو طااارق اشتقت لك
طارق(استقبلها بحضنه):- صغيرتي الحلوة ، تعالي لحضن عمكِ طارق
غامي(ركض خلفها):- عمو غامز هنا موجود يا عملاق
كاظم(أشار لهما):- هاه ع آخر أيامي صرت أرعى خروفين طائشين كهذين
طارق:- أولاد إخوتي ليسوا خرفانا يا محترم
كاظم(لوح بيديه):- سعادة القاضي عندما يعتلي المنصة
طارق(عانق غامي):- وأنت عانقني هكذا
غامي:- لا أحب العناق عمو طاغق من فضلك أنا لا أحب
طارق:- له له على عيني لا تضايق نفسك أنت
غامي:- همم ..اشتقت بابا مياغ متى أغاه ؟
كاظم(ارتمى على كرسي الحديقة):- أخليت ذمتي من رعايتهما تفضلا ..
رامز:- في أي لحظة سيكون هنا لكن …عليك أن تصغي لي جيدا لن تزعجه لأن جوزته الغالية مريضة
غامي(جحظ عينيه):- مغيضة ، هل أصابها مغص في الحلق ؟
رامز:- ما المناسبة ؟
غامي:- عابد قال أن من يكثغ من المثلجات يتشنج حلقه
ميسون:- ولكن ذلك بالنسبة لنا وليس للعمة جوزيت
غامي:- …عمة جوزيت ؟
ميسون(نظرت لطارق):- يعني …
غامي:- عمو طاغق ، عمو غامز ، هل جوزة بابا الغالية هي ماما ؟
عواطف(سمعتهم واقتربت بعدم فهم):- ماذا يقول هذا الصغير ؟
طارق(أشار لهم):- أ….
كاظم(أطلق ضحكة مجلجلة):- ههههههههااااهااا إنه يحكي لنا عن قصة ما قبل النوم التي روتها له ميسون صح ميسون ؟
ميسون(فهمته):- أجل نانااا
رامز:- ههههههه ذكي هذا الولد يتذكر كل التفاصيل
عواطف(زفرت عميقا):- أيا كان ، طارق عليك أن تطلب منهم إحضار الحفوضات للأطفال ذوي الأشهر الأولى فما معهم قد انتهى
طارق:- ادخلي للداخل سأجعلهم يجلبونها فورا … حمممم
رامز:- لا يجب ترك النار بجوار البارود ، تصرفوا
كاظم(ضرب على حافة الكنبة):- هنا يأتي دوري مجددا ، ستجلسان هنا بقربي بأدب هيا لأرى ….
ميسون(جلست بجواره):- كاظم… هل سترحل مجددا ؟
كاظم:- ليس قريبا
ميسون:- همم أنا معاقبة لثلاثة أيام ستقضيها كلها معنا ؟
كاظم:- والله ع حسب ، لو كنتِ لطيفة ظريفة سأفكر بالعرض
ميسون(بامتعاض):- هيهات أن تقتنع أيها العملاق ، طبيعي أن تساومني
كاظم:- العملاق الذكي هو من يستغل قبيلة الأقزام
غامي:- هههههه يقصد أنني أيضا قزم مثلكِ ميسان صح ؟
كاظم(لاعب شعر غامي):- قطعة العسل هذا من أين استوردتموه أبفهم ؟
غامي(يعدل شعره):- لا لا تعبث بشعغ غامي كي لا تغاني ميسان بشعا
كاظم(أطل عليها):- تفضلي يختي …معجب آخغ
ميسون:- ههههه …
ضحكات بريئة تبادلها الأطفال قبل هبوب عاصفة الأسى على قصرهم …فقد وصلت سيارة الإسعاف لتخرج جوزيت على النقالة وتدخلها وسط دموعهن وحسرتهم جميعا …وضعوها بغرفتها المجهزة ليغطيها ميار ويطلب طارق من الجميع الانسحاب بدون استثناء ،استغربوا بقاء إياد حسب ظنهم ولكن نزوله جعلهم يقتنعون أن لا شيء مريب في الوضع …
ميار:- سأعود حالا لغرفتها قبل أن تستيقظ ، جئت لأطلب معروفا
طارق:- أي شيء
ميار:- … سأحتاج لقفل باب و … قيود حديدية
رامز:- لماذا هل ستحبسها ؟
طارق(حول عينيه حين فهمه):- ليس لتلك الدرجة
ميار:- لتلك الدرجة ، أنت لا تعرف جنون جوزيت كما أعرفه …المرأة التي ستستيقظ بالأعلى ليست المستكينة التي عرفتها طارق ، ستنهض ثعلبة القطب بشحمها ولحمها يا ابن خالي
رامز(مسح على فكه):- إذن …لنقل أهلا بالبشائر صحيح ؟
طارق(مط شفتيه):- أحضر له طلباته رامز ، هو أدرى بمصلحتها ونحن سنثق به وندعمه بالأخير لن يقترب منها أحد سواه
ميار(مال برأسه ليتابع حديثه حين انتبه لطفله):- صغيري…غاااامي
غامي(انتفض حين سمعه وركض نحوه):- بابا مياااااااااغ هههه
ميار(التقطه في الهواء ليرفعه للأعلى):- يا عمري كيفك اشتقت لك يا صبي
غامي(يحك رقبته بوجهه):- وغامي اشتاق لك لكن لحيتك تزعجني احح
ميار:- ههه نحلقها لأجل عيونك يا ولد ، همم هل كنت عاقلا في غيابي؟
غامي:- جدا ، اسأل ميسان عني ..ميساااان
ميسون(كانت متشنجة):- هاه …
كاظم(سحب نفسا عميقا ليطل عليها مجددا):- … وأبوكِ سيعود ذات يوم وتعانقينه هكذا
ميسون(بألم ناظرته):- كأن ذلك اليوم بات بعيدا
كاظم:- كله ملك للوقت ، سنصبر وننتظر ماستي
ميسون(تنهدت بعمق):- …عمو ميااار … كيف الحال ؟
ميار(استقبلها بمحبة):- أهلا صغيرتي ، أخبريني هل هذا الولد عاقل حقا ؟
ميسون:- هممم يااااعني
غامي(انتفض لينزل من حضنه ويتمسك بيدها):- قولي الحقيقة
ميسون:- ههه حقا كان عاقلا جدا لم يعذبنا …إنه ولد مؤدب
غامي(أخرج لسانه وهو يهز رأسه بسعادة):- هنالك أشياء تغقص بمعدتي لا أعغف ما هي هههه
طارق:- غالبا عصافير السعادة هي التي ترقص ببطنك سيد غامي
غامي:- صحييييح
ميار(زفر بأسف):- …سيكون كل شيء بخير …سيكون كله على ما يرام
طارق(مسح على رأس ميار):- سنتجاوزها
كاظم(تقدم وهو يضع يديه بجيوبه):- … سينتهي عصر المآسي ، سينتهي
كيف ينتهي وقد بدأ بصرخة صدحت بسكون القصر كله ، صرخة أعلنت حالة طوارئ سوف تغطي أجواء المكان لأيام لا حصر لها …
قفز من بينهم ليصعد ركضا نحو غرفتها حين أغلقها بالمفتاح ليصطدم بها وهي على الأرض، شكلها حاولت النهوض من مكانها لكنها لم تفلح ..أشفق على حالها كثيرا حين هرع نحوها ليرفعها للسرير
جوزيت(دفعت يديه ببكاء):- دعني …اهئ دعني لا تلمسني لا تساعدني دعنييييييييي اهئئئئئ
ميار:- حبيبتي حبيبتي أنا معكِ ، حبيبتي اهدئي أنا هنااااا
جوزيت(جلست أرضا وهي تضرب على عينيها):- لماذا لا أرااااااك اهئ لماذااااا لا أرى شيئا اهئئئئ أريد أولادي ….أاهئئئئ أريد عينااااااي
ميار(دفعها لحضنه معتصرا إياها):- هششش هششش سيمضي كل هذاااا سوف نصحح الأمر وتصبحين بخير عزيزتي ، ثقي بي فترة ونبدأ الفحوصات ونعالجكِ حبيبي هااااه
جوزيت:- مياااااار اهئ …..أريد أن أراااااااااك ….لماذا لا أراك ، هل هل سأعيش في هذا الظلالالالالالام هاااااه ، أخبرنيييييييي ألن أرى أطفااااالي اهئئئئ هل سأحيا هكذااااااااا ؟
ميار:- استهدي بالله يا جوزيت ، قولي الحمدلله ع كل حال إنه قدر قدر وسيمضي
جوزيت:- ميااااار …أنا لا أتحمل يا ميار ااااااااااااااااااااااااا ااه
بدأت تصرخ بدون توقف حتى بح صوتها وخارت قواها المتهالكة أصلا بعد عمليتها الحساسة ، لتسقط بين ذراعيه متعبة منهارة فيحملها ويضعها على السرير مجددا ويرتبها بحنان … تمسكت بيديه وهي تغفو هربا من حقيقة الواقع الأليم الذي جعله يوقن أن أيامهم لن تكون هينة بالمرة ……
عواطف:- لست أفهم يعني صحيح بني إياد كفؤ ولكنها بحاجة لأم الآن ، كنت سأصعد وأجعلها تتحمل
مديحة:- أجل هذا ما كانت ستفعله أي واحدة منا ، لست أفهم لماذا إياد ؟
سماح:- في الأمر إن ….
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض):- ستخرسن أو سأرسلكن للبيت ، مهمتكن هي رعاية الطفلين وليس أمهما ….هي اختصاص أناس غيركم مفهوم ؟
عواطف:- ماذا تقولين أمي إنها ابنتنا ؟
سماح:- أمانة الغالي يا عمتي
نبيلة:- لن أعيد كلامي ، اعتراض آخر سأطلب من سفيان أخذكن وسيقوم طارق بتزكية قراري
طارق(يكتف يديه بجوارها):- أعطيكِ إياه من اللحظة جدتي
ناريانا(خرجت من المطبخ):- سيحتاج لتوقيع ، ثم نسائكن قلقات على ابنتهم فاعذروا ذلك لعرق الأمومة النابض بداخلهن …سيداتي معكن كل الحق في ردة فعلكن ولكن ما لا تعرفنه هو أن إياد ملم بهذه الأمور وقادر على السيطرة على جوزيت ، تتساءلن عن السبب ربما لأنها وجدت فيه ما وجدته ابنتكن ميرنا سابقا
مديحة:- همم إذا كان ينفعها فلن نتدخل يا بنات
سماح:- رغم اعتراضي لكن …مصلحتها أهم
عواطف:- طالما تتفقون على ذلك ماذا عسانا نقول …أمرنا لله
ناريانا(غمزت لطارق):- همم جميل
عواطف(راقبت ابتسامتهما لبعضهما):- ….كلم زوجتك يا طارق واسألها عن سبب تأخيرها ، كانت ستجلب معها معدات خاصة برعاية الطفلين
طارق(أخرج هاتفه):- … مهدي يحضرها مع إخلاص اطمئني أمي …
عواطف(جلست جانبه):- واسأل عن أختك مرام ، إنها غائبة منذ أيام ألم تكتفي من غيابها هذا ؟
طارق:- حين تقتنع وتتمكن من الرجوع سوف أجعلها تلتصق بياقتكِ فلا تقلقي
عواطف:- ما هذا التساهل طارق، هل سنسمح لكل واحدة فيهن بالاستجمام بمفردها متى ما شاءت ، منذ متى تسمح بهذا …بداية بميرنا والآن مرام ؟
طارق:- أمي …لا تفعلي ليس وقته
عواطف:- سأصمت لأنه فعلا ليس وقته ، لكن هذا لا يعني أنني سأغض البصر كما فعلت مع ميرنا لأنها راشدة وقادرة على رعاية نفسها …لكن إلى مرام وخط أحمر لن أفرط بها وهي عاجزة بلا حول ولا قوة
طارق(انتظرها حتى فرغت من حديثها):- هل أفعل الاتصال وأسأل عن زوجتي أم ستضيفين موجزا آخر ؟
عواطف(بتأفف نهضت):- لا أحد يسمعني لا أحد همممم …
ناريانا(جلست بجانبه بعد أن جلبت عصير الموز):- خفف من عصبيتك
طارق:- كيف سأتحكم في جنونهن لست أدري ، صدقيني بدأت أشتاق لزوايا السجن
ناريانا:- ههه …لا تقلها يا رجل
سماح(زحفت لتهمس لمديحة):- انظري انظري للفتاة إنها تأخذ وجها زيادة على ابن أختك
مديحة(تصغر عينيها فيهما):- معكِ حق … ما كل هذه الراحة ؟
سماح:- أنظري لبطنها المنتفخ
مديحة:- لا تستحي إنها تدور أمامنا بطفلها ذاك بلا زواج
سماح:- لا أذكركِ أن النائمة أعلاه كانت بطفلين اثنين بلا زواج
مديحة:- ولا ابنتي دعاء …يعني من سنعيب لنعيب كلهن سواء
سماح(تذكرت ليان):- أخطاء سنتلافاها يا مديحة ، هن بناتنا مهما حصل سنسترهن بما يليق
مديحة:- الله الله …أستغرب حديثكِ يا امرأة متى صرتِ إيجابية هكذا ؟
سماح:- الأيام تعلم المرء ذلك … والتجارب التي تكسر الظهر تجعلنا نفهم
مديحة:- صح …لكن انظري انظري إنها تأخذ وجها زيادة عليه
سماح(رمقت عفاف وإخلاص):- كملت …لحظة دخول الزوجة
مديحة(عضت شفتيها):- والله لن أنطق بحرف سأتفرج بس
ناريانا(اتكأت بيدها وهي تشير له):- بينما ننتظر هكذا قلت لأسترد حياة هذا القصر ، فيكو وعنبر يستقران مع الرجال بالملحق ..غرفتي كما هي ملتصقة بغرفة جوزيت وميار كي أكون قريبة منها ، الطفلين بالغرفة المقابلة لهما …يعني عاد كل شيء لسابق عهده مع اختلاف صغير
طارق(همس ببسمة):- إضافة صغيرين إلى قائمة التغييرات
ناريانا:- صحيح ، هاااا ذكرني أن أغلق غرفة زوجة المحامي بالشمع الأحمر ماذا فعلت المرأة بالغرفة لا أدري …حولتها لوكر زوجي يصيب الزائر بالدوار هههه
طارق:- ههه …ريتال الخطيب
ناريانا(تابعت معه):- ريتال الخطيب …
عفاف:- احم …جئنا
طارق(بنفس الابتسامة):- أهلا …تأخرتم بالمجيء كل شيء بخير ؟
عفاف(وهي ترمق ناريانا بحدة):- بخير …
ناريانا(عقدت حاجبيها لتنهض من جواره):- سأستريح قليلا بغرفتي
عفاف(وهي تراقب فستانها القصير):- ارتدي شيئا دافئا ستصابين بالبرد وأنتِ حامل
إخلاص(لكزتها لتخرس):- احم …زوجة ابن عمي
عفاف:- ماذا قلنا …
طارق(فهم غيرتها لينهض):- سأنبههم ليضعوا الأشياء بغرفة الصغيرين
عفاف:- ممكن … سأرافقك
إخلاص(هزت رأسها بقلة حيلة):- ليصبركِ الله يا غالية
استقرتِ الأمواج العالية قليلا في القصر ، حين انتقلوا لوجبة الغذاء التي شملت غالبية الحاضرين ، وأيضا الوافدين الذين أبدوا مؤازرتهم للوضع قلقا على حالة جوزيت المحترقة …
غامي(وهو يمضغ بصعوبة):- ليس طازجا غامي لم يحبه
ميسون:- لا تتناوله غامي، خذ قطعة اللحم إنها شهية
غامي:- نن لا أحب لحم البقر
سماح:- كانت حورية لا تحب لحم البقر أيضا ، رحمكِ الله يا أختي
طارق(نظر لنبيلة ثم التفت لناريانا):- هممم
ناريانا:- خذ دجاج مشويا إذن
غامي(بإعجاب بشعرها):- أنتِ غابونزل وأنا أحب النظغ إلى شعغكِ جميل
ناريانا(بابتسامة):- إن تناولت طعامك سأجعلك تلمسه
غامي(غطى وجهه):- سمعتها ميساااان ؟
ميسون:- ههه سمعت سمعت
كاظم:- لتعطينا ذلك الشرف أيضا ست ناريانا ، يمكننا تسريحه أيضا
ناريانا:- ها ها ما حزرت
سماح(بخفوت):- أستغفر الله
مديحة(أجابتها):- ما هذا الانحلال يا ربي ….
عفاف(زفرت عميقا):- ….لارد
طارق:- بخير ؟
عفاف:- تضايقت قليلا فالجو خانق بعض الشيء
مديحة(نظرت لسماح):- تصدقي …فعلا الجو حار يا سماح
سماح:- آه غالبا …. عواطف لم لا تأكلين ؟
عواطف:- هاه …لا لا أتناول ، أمي بخير ؟
نبيلة:- بخير ..لا تشغلوا بالكم بي سأكون بالصالون أريد أن أستريح
إخلاص:- أرافقكِ جدتي ؟
نبيلة:- لا يا ابنتي أنا بخير ، تابعوا أكلكم
غامي:- هنالك عملاق ثم دمية ناطقة هي أنتِ ميسان والآن غابونزل صاحبة الشعغ الذهبي الطويل …لا أدغي من سأجد أيضا في عائلة
ميسون:- من يدري قد يظهر لنا فرودو كونان وغامبل أيضا ؟
غامي:- ههه غبما
انتهى ذلك الغذاء بهدوء لتهب عاصفة مسائية تسمى بنات الراجي
نور:- كفي عن البكاء ميرا ، ستكون البنت بخير
ميرا:- لن أتحمل سأصعد لرؤيتها
نور:- لن أنطق بحرف الدرج أمامكِ ، أتعبتم قلبي أي والله
ميرا(كفكفت دموعها ونهضت):- سأفعل…لن أنتظر موافقة أحد تلك ابنة عمي ولها علي حق الاطمئنان أجل…
مسحت دموعها بالمنديل لتصعد للدور العلوي حيث مرت بغرفة مفتوحة ، رمقت سرير الطفلين فدخلت لتفقدهما وجدتهما غافيين بسلام…ابتسمت بوجع وهي تنظر لشكل صبا في سريرها ولامست بطنها بشرود ، لتوقظ نفسها بسرعة قبل أن يلاحظها أحد وتتجه صوب غرفة جوزيت ….
ميار:- ستتناولين طعامكِ لأن جسمكِ يحتاجه ، هيا لقمة واحدة لأجل حبيبك
جوزيت:- ….لا أريد
ميار:- ستريدين ، أنتِ بحاجة له وإلا جعلتهم يضعون موردا غذائيا لكِ
جوزيت:- لا أريد
ميار:- كفي عن العناد يا جوزي ، من أجلي ؟
جوزيت(مطت شفتيها بتعب):- لا أرييييييييد ، أنا لا أرى ما تطعمني إياه
ميار:-أنا عينيكِ …اتفقنا على ذلك سوف ترين بواسطتي سأكون معكِ كل لحظة لن أترككِ بمفردكِ أبداااا ، محنة وستمر تتذكرين خرس ميرنا كم كان صعبا علينا في البداية لكن تعودنا وها هي ذي الآن بخير
جوزيت:- لالالالالا تأتي بسيرة تلك البنت سمعتني ، أنا أنا لست ميرنا أنا جوزيييييييت الراجي
ميار:- بدون انفعال ، أريدكِ أن تتناولي الطعام وليس أن تحاربيني في كل حرف جوزي
جوزيت:- ميار …لا أريد تناول الأكل انتهى
ميار(وضعه بتعب):- أنتِ هكذا تتعبينني معكِ حبيبتي
جوزيت:- لا تقل لي حبيبتي أنا غاااااااااضبة من الجمييييييع
ميار:- حتى من طفلينا ؟
جوزيت:- أين هما هاه …لماذا لا تحضرونهم لأراهم وو….اهئئئئئئئئئئئئئ اهئئئ أريييييييييد أطفااااااااالي
ميار(وضع الصحن جانبا):- إن أحضرتهم هل تأكلين ؟
جوزيت(توقفت عن البكاء):- ….لا أدري
ميار(نهض ليحضرهما):- سأعود بعد قليل
جوزيت(شبكت يديها):- …لا …لا تغب كثيرا أنا خائفة
ميار(عاد ليضمها لصدره بقوة بينما كان يكفكف دموعه):- حاضر حبيبتي …أحضرهما وأعود لنبقى أربعتنا مع بعضنا همم يعجبكِ ؟
جوزيت:-…لارد
ميار:- شكله يعجبكِ ولكنكِ لا تودين البوح ، ماشي
تزحزح ليترك لها مجالا للتأقلم بعد جملته تلك حين فتح الباب ليجدها مسمرة أمامه ، لم ينطق بحرف بل جذب الباب ليجرها من ذراعها ويلصقها على الجدار حيث كانت تبتسم بخبث
ميرا:- ….إذن …. أنت هو ميار نجيب المشهور ، تصدق عندما أخبرني شهاب لم أصدقه لكن…اتضح أنك حقيقي
ميار(فرقع رقبته):- ذلك الشهاب الساقط من مذنب الذنوب لن ينجو مني
ميرا(وضعت يديها على صدره وهي تتأمله عن كثب):- …لا تقحمه في ذنوب أنت أذنبتها يا ابن عمتي التي لا أعرفها ، إنمااااا دعني ألقي نظرة فعلا فعلا أنت كتلة عضلية تستحق الإشادة بأن انضمامك لرجال الراجية ما هو إلا استثمار مفيد
ميار(بتنبيه):- ميراااااا
ميرا(لامست خده):- ماذا ميرا ماذااااا ، هل ستحذرني لا تقلق أنا أثق بك لأن جوزيت تحبك …لكن لا أثق بلساني كثيرا
ميار(جذبها من خصرها):- لن تقحمينا في بلية يا ميرا ، إن كنتِ قلقة على ابنة عمكِ حقا ستعطينها الاحترام
ميرا(تبلدت ملامحها بحزن):- لا تقلق يا ميار … أنا لست بذلك الطيش فعلا أنا مهتمة بمصيرها
ميار:- جميل …
ميرا(تلاعبت بلسانها):- لكن ذلك لا يمنع أن أتلاعب بما اكتشفته ، يعني لتغيير الروتين عزيزي الوسيم
ميار:- الرحمة يا ربي الرحمة
ميرا(وهي تتأمله):- فعلا تشبهان بعضكما لكن ليس لتلك الدرجة ، لأننا تعودنا على إياد لم نعد نلاحظ الفرق بينكما …شأن جوزيت وميرنا الغبية
ميار:- هل نختصر أم سنطيل الالتصاق ببعضنا هكذا ؟
ناريانا(وهي تصفق):- لآخذ لكما صورة أحسن
ميرا(ابتعدت عنه):- تلك الفتاة شريكة في الأسرار أيضا ، مرحى بالعصابة
ناريانا:- عرفتك أبشر لم يتبقى لك سوى قلة قليلة وتدخل لموسوعة الراجيات حبيبي ميار
ميار:- ليس وقتكما ، أريد الصغار جوزيت لن تتناول شيئا بدونهما
ميرا:- يا روحي …اذهبا لإحضارهما لدي شيء أقوله لجوزيت
ميار:- لا أرحب بالفكرة
ميرا(أمسكت يده):- ثق بي …ثم ، أهلا بك في العائلة يا ابن عمتي حورية
ميار(رمش بطمأنينة):- يسلمو
ميرا(فاجأته حين عانقته لتسحب نفسها):- عناق أخوي صدقني ، لكن العناق الثاني أشك أنه سيكون ذو نية صافية ههه بالإذن
ميار(أشار خلفها):- هل هي مجنونة ؟
ناريانا(غمزت له):- وبأوراق أيضا
ميار:- يااااااا حبيبي ..
فتحت الباب لتلاحظ انتباه جوزيت نحو الفراغ ، أشفقت على حالها حين تقدمت ببطء تجاهها بينما كانت هذه الأخيرة تفرك يديها وتعتصرهما مما يدل على خوفها وحرقتها ، وحزنها…اقتربت منها لتجلس على حافة السرير كي تمسك بيدها
جوزيت(هزت رأسها بعدم فهم):- من ….اهئئئ لا يمكنني رؤية شيء ، من أنتِ ؟؟؟؟
ميرا:- أنا ..ميرا يا جوزيت
جوزيت(جذبت يدها لترتمي بحضنها):- اهئئئئئئئئئ ميرااااا هل رأيتِ ما حل بي يا ميرااااااا
ميرا(ببكاء ضمتها لصدرها):- تعالي يا ابنة عمي ، بهدوء ما زال جرحكِ طريا وعمليتكِ كانت صعبة …اسمعيني جيدا لن أتخلى عنكِ أنا معكِ ..أحتاج منكِ بعض الوقت لا غير ، صدقيني سوف ترين من جديد
جوزيت(هزت رأسها بنفي):- قلبي مقهوووور ، في الوقت الذي كنت أستعد فيه لتصحيح حياتي لعيشها بشكل سليم مع زوجي وأطفالي أنظري لما حصل …لماذااااا تتم معاقبتي ، أجل أذنبت كثيرا بحق أو من غير حق ولكن هذه الحياة فرضت علي ميرا ، لم أختر أن أكون في هذا الطريق السيئ ….فقدت طفلي الثالث والآن بصري ماذا بعد ؟
ميرا:- لا أجد بم أنفعكِ جوزيت ، لكن من حكم تجاربي البائسة أقول أن الزمن كفيل بترميم الجراح ، دعيها للوقت يا أختي
جوزيت(تنظر بتشتت):- إلى متى … هل علي أن أحرم من هذا لماذااا ؟
ميرا(ضمتها لكتفها):- اهدئي ، لن نستفيد شيئا لو فقدتِ سيطرتكِ على نفسك لكننا سنتمكن من إيجاد حل …ثم أنا أعطيتكِ نسبة مئوية بنجاح عملية قلبكِ بعد أن عرضت ملفكِ على صديقي البروفيسور ، هو نفسه سأعطيه تحاليل عينيكِ وسيشرح لي ما يجب فعله
جوزيت(تمسكت بيدها):- أعطي كل شيء لأرى أطفالي يا ميرااااا ، صدقيني أي شيء
ميرا:- يا عمري …تعالي
ميار(دخل بتيم):- وها نحن جئناكِ بأطفالكِ يا ست جوزيت ، تيم قل أهلا لماماااا
ناريانا:- وصبا موجودة ، هللو ماميتي
جوزيت(مدت يديها للفراغ):- ههه أطفااااالي
ميار(أشفق عليها ونظر لناريانا):- أ….
ميرا(تقدمت نحوه والتقطت تيم):- دع ذلك لنا ، يمكنك الخروج
ميار:- هذا أول موقف بيننا يا ابنة خالي
ميرا(أومأت له):- اعتبره بداية تعارف … هاااا أنظروا للأمير الصغير مرحبا سيد تيم هناك تجلس ماما تعال لنسلم عليها
ناريانا(كانت تنظر إليه):- ميار ؟
ميار(عض شفته وهو يمسح وجهه):- تحججي بأي شيء ذلك يفوق طاقتي
ناريانا:- طيب طيب اخرج وتنشق بعض الهواء ، ستكون بخير
لم يستطع تمالك نفسه وهو يرى ذلك المنظر حين كانت تضبط جوزيت نفسها وترفع يديها للهواء منتظرة قدوم ولديها ، شيء جاااارح في الصميم الشيء الذي جعل تلك الهوة السحيقة تضغط عليه فلم يتمكن من المتابعة ، امتن كثيرا لتدَخل ميرا التي أنقذت الموقف حين خرج ركضا وصولا للشرفة التي فتحها على مصراعيها ليتنفس عميقا عميقاااااا ويطرد تلك الآهات ، آهات تحولت لدموع حاول ابتلاعها بصعوبة ….
نبيلة(كانت تنظر إليه حين توقفت عند الدرج لترى ما سيفعله):- ذلك الوجع لا يهمد
ميار(رفع رأسه ليجدها تقف قبالته بمقدمة الرواق):- …ليس وقتكِ ..
نبيلة(تقدمت بعصاها بكل هدوء بينما كان يتراجع للخلف):- يؤلمك كوجع الضرس التي تفقدك صوابك ، تنبض في أدق نقطة لكنك لا تستطيع تحديد موقعها بدقة تنتشر بداخلك لكنك لا تستطيع ضبط مكانها ، تنخر وتنخر ولكنها تدفعك إلى الجنون ….قد تضرب رأسك مع الجدران ، تقتلع فمك كله لو تمكنت لكن ذلك الوجع لا يخمد ، إنه لا يتوقف
ميار(باستسلام):- لماذا تفعلين ذلك ، هل ترينني بحال جيدة حتى تزيديها علي جدتي ؟
نبيلة(وقفت أمامه على بعد خطوة):- أريدك أن تشعر بالألم الذي كنت ستجعل أمَّا تعيشه عندما تسلبها من أطفالها … عندما تنتقم منها لأنها حمت صغارك منك ومن أعدائك ، عندما تصرفت بأمومة زائدة خشية فقدانهما كما فقدت ثالثهما … ها يا ميار ألا تعتقد أن استغفالي أمر مهين لقدري ، صحيح علمت بك مؤخرا لكنني كنت أعرف بأمرك من البداية فأنا من ولَّدتك يا غبي … أما كنت تعرف أنني سأكشف خططك ، في البداية تساعدها على الشفاء وتدعمها وتتزوجها حتى ، تنسب أولادك لكتاب العائلة وتسطر كل الأمور كما يجب ، وحين تسترد جوزيت عافيتها ستحرق قلبها انتقاما لفعلتها أليس كذلك ؟
ميار:- المؤسف في الأمر أنكِ محقة ، أجل كنت سأفعل هذا بالضبط
نبيلة:- إذن لماذا تتألم ، هممم ؟
ميار:- لأنني لا أريد رؤيتها هكذا ، لا أفرط بها تلك المرأة ….تلك المرأة حبيبتي منييييييي ….كيف سأتعامل مع وجعها وانهيارها وتوسلها لي ، كيف سأتعامل مع ضعفها يا نبيلة ؟؟؟؟؟؟؟
نبيلة(وضعت يدها على كتفه):- أنت لم تشاهد ضعفها إلا بين ذراعيك ، حين تكونا سوية رجلا وامرأة ….
ميار(عاد برأسه للخلف):- هئئئئ …حتى أنتِ لديكِ جينات السفالة جدتي يعني وراثة ؟؟؟؟
نبيلة(حركت رأسها بدون فائدة):- بينما طفليكما بالداخل يعني قد تجاوزنا تلك المرحلة بأشوااااط
ميار(مط شفتيه):- أخرجتني من المود يا نبيلة تصدقي بالله ؟؟؟
نبيلة(ابتسمت حين جذبت رأسه لرأسها):- ضعف المرأة بين ذراعي رجلها أجمل ما يستهويه الرجل ، لماذا لأنه يستشعر رغبتها في الحماية والأمان وحين يعطيها ذلك يكون ممتنا في داخله وسعيدا لأن هنالك امرأة تحتااااجه ….
ميار(وهو يحاول ربط أفكاره):- ما زلنا نتحدث عن الفراش جدتي ، إي ؟
نبيلة(ضربته لجبهته):- نظف عقلك قليلا وستفهمني
ميار:- كيف أنظفه وأنتِ تتحدثين عن علاقة الأزواج بالفراش يااااا نبيلة ؟
نبيلة:- اسمعني …البنت بحاجتك ستضع كل شيء جانبا وتهتم بها وإلا سحبتها من يدها وأخذتها لبيت الراجي مع الطفلين وحرمتك منهم جميعا ، ها وأجلب الولد الصغير ليكون جوار إخوته أيضا وقتها غني هجرني الحبيب
ميار(صغر عينيه فيها):- اممم لديكِ أذن موسيقى يا امرأة ، تمام استطعتِ أن توصلي الفكرة لي بطريقتكِ المحفزة ما شاء الله
نبيلة:- ميار … حفيدي الغالي ، دع ياقة الانتقام لأنه لن ينفعك بشيء أنظر للفتاة إنها تعاني يعني كأنك أقدمت على انتقامك وكأن الله كتب عليها ذلك لتكفر عن ذنبها معك
ميار(شرد في جملتها):- حقا …هل يستجيب الله لي حتى وإن لم أطلب منه ذلك ، يعني مؤخرا صرت أشعر بأنه يحقق لي كل ما أرغب به دون كلام ….لالالالالا جدتي هل سأموووووت ؟؟؟؟؟
نبيلة(أغمضت عينيها):- حالتك ميئوس منها …حورية أنجبت ثورا ثورااااا برأس أخرق …
ميار(تمسك بيدها ليرتمي بحضنها):- تعالي هنا …أنا أحبكِ جدتي
نبيلة(دمعت عيناها):- إذن عدني أنك ستتخلى عن انتقامك
ميار:- وماذا سنقول لبنات الكروب والمجموعة شهور وهم ينتظرون هذا الانتقام ، يعني إن غفرن لها فأنا أيضا مضطر لأن أغفر
نبيلة:- بناتي يصغين لكلامي سوف يوافقن على الغفران ، صح يا قارئاتنا الجميلات ؟؟؟؟
جاوبوهم يا حلوات فالغفران بأيديكن ، يلا لنرى ما قد يحدث ههه
ففي تلك الأثناء وبالضبط في نفس القصر كان هنالك دخول اضطراري لإحدى نساء المكان اللواتي اتخذن غرفة زوجية حتى …
ريتال(دخلت بكل أبهة لتصافح طارق لا غير):- عزيزي طارق ، لا أدري هل أبارك أم أواسي
طارق(رمش بعينيه ثم نظر لكاظم):- احم …ماذا تفعلين هنا ريتال ؟
ريتال:- ظننت أنه من واجبي الوقوف بجانبكم في هذه الظروف ، ثم نحن عائلة وأنا هنا باسم زوجي وائل
كاظم:- كهخممم …فيكِ الخير
طارق(زوره ليخرس):- اممم فهمت …
عواطف(رمقتها بطرف عين):- ومن أين علمتِ بما يحصل هنا ؟
سماح(قرصت مديحة):- أنظري لعرق الحماة
مديحة:- هممم كأنني صدقت ، إنها لا تطيق البنت
سماح:- ولا أنا أطيقها لا هي ولا جدتها ولا فوااااز
مديحة:- أخفضي صوتكِ دعينا نتابع الحوار
ريتال:- كيف عرفت ، كان الأمر بسيطا فقد تواصلت مع شهاب وهو الذي دلني على العودة للقصر لمعرفة مستجدات الأمور
طارق:- شهاااب قلتِ ..
كاظم(وضع يده على فمه):- صهرك يحتاج لصيانة لسان
طارق:- طيب يا ريتال ، بما أنكِ اطمأننتِ يمكنكِ العودة فيما بعد
ريتال(جلست واضعة رجلا على أخرى):- بدون الجلوس معكم حتى ، مستحيل…يا بديعة فنجان قهوتي لو سمحتِ
بديعة(بتأفف):- سأخبر الخادمة
عفاف(زفرت عميقا):- من ناريانا لريتال
إخلاص:- هاه قلتِ شيئا يا عفاف؟
عفاف:- أبدا غير زيادة في الأعصاب لا غير …
نور(في الخط):- ….اسمعني لن تعلمني كيف أتعامل مع عمك يا هذا ، إن أشفقت عليه خذه إلى شقتك وقم برعايته هذا لو وافق
شهاب:- اسمعيني أنتِ ، لقد تماديتِ وإن كان يعارض خروجه من بيته ورغبته في البقاء جواركِ ليس لأنه ضعيف معكِ بل لأنه يحبكِ …أنتِ تتغاضين عن ذلك وتطئين على كرامته كثيرا وإن كان سيسكت ويرضخ ابن أخيه ما يزال حيااااا لن أسمح فهمتِ ؟
نور:- أي يا شهاب ألا تتعب من تكرار نفس الموال ، يا حبيبي عمك أمامك خذه هل أضع على رقبته طوقا مثلا ؟
شهاب(جحظ عينيه):- ليس لهذه الدرجة ، عميييييييي أنا لن أسكت لها والله لن أسكت لها سترحل معي الآن
فؤاد:- أغلق ذلك الخط …أغلقققققه حالا
نور:- آه أخيرا سمعنا صوتك يا كبد عمه ، هيا لست متوفرة لدلال الرشوانيين سلام
شهاب(أشار للهاتف):- والله فصلت الخط بوجهنا ، عمي عمي لماذا تسكت لها ما كل هذا الحببببببب ، لا لا أنت مخطئ هذا ذل
فؤاد:- ولا كلمة …احمل نفسك وغادر بيتي ولا تتدخل بشؤوني الزوجية
شهاب:- تلك المرأة أذهبت عقلك يا عمي صدقني ، ما كل هذا الخضوووووع لماذااااا ترضخ لها فهمني ؟
فؤاد:- لأنها زوجتي
شهاب:- لكنها تذلك …تقوم بمحص كرامتك وهي تضحك …هل توافق ؟
فؤاد:- إنها زوجتي وستحترمها وستبتعد عنها مفهوم …إن تعرضت لها بحرف أو بكلمة لن أسامحك
شهاب(مسح على شعره):- سيفقدني آل رشوان صوابي ، واحد غائب عن الوجود بسبب فتاة والثاني خاضع كالحي الميت لأخت الفتاة …أي قدر هذاااااااا لا أي لعنة ، تصدق جدي كان معه حق الراجيات لعنة علينااااا
فؤاد:- لو انتهيت من حصة الغناء يمكنك البدء في الاستعراض حين تحرك جثتك وتغادر بيتي
شهاب(صفق بيديه ليجلس مقابله على الكرسي):- تمام …تمام لنقل أنني أسبح في بحرك ، أخبرني عمي بكل وضوح لماذا تصبر على هذا الوضع ، لماذا أنت هكذا راضخ لامرأة حاولت قتلك بكل سبق وإصرار هاه …ولطفا لطفا لا تبدأ بموال العشق لأنه آخر شيء يمكن مناقشته
فؤاد:- نور مني …إنها زوجتي وامرأتي التي حلمت بها كل حياتي …لن أفقدها حين ملكتها ولن أعرضها لخطر لأنني سأكون مجنونا لو فعلت ، غيره هي أم ابنتي الوحيدة لن أرى الانكسار بعينها إن قمت بتعذيب أمها ، وثالثا ستنجح هذه الأسرة بأي طريقة سأجمع قطعها ونصبح واحدا تحت هذا السقف …أنا مؤمن بذلك
شهاب(مسح على فكه ليتأمله):- أفلام فريد شوقي قد خربت عقلك عماه ، من المؤسف رؤية هذا التفاني في إنجاح علاقة أحد أطرافها باع ولن يشتري من جديد
فؤاد(آلمته جملته ليهز رأسه برفض):- نور لن تهجرني لن تفعل ، لو رغبت بذلك كانت رمتني بين يديك وطلبت الطلاق …لكنها تقوم برعايتي رغم غضبها رغم كلامها الجارح لكنني متيم بها يا ابن أخي …متيم حتى بتفاصيل جنونها وشتمها ، لا أتمكن من التنفس إلا بجوارها فدعني يا بني ، دعني أعيش حياتي ولو كانت عقابا فهو كالبلسم على قلبي ، يكفيني أنها معي مهما كان
شهاب(زفر عميقا وهو يضرب على ركبتيه لينهض):- شكلنا وصلنا لنقطة فاصلة في هذا الحوار العقيم الذي نكرره كل فترة …فهمت لن يتغير شيء فيك بل فيني لأنني ومن اللحظة لن أتدخل في قراراتك ولا بحياتك …طالما أنت مقتنع بهذا الهراء إذن من واجبي مساندتك تحت أي ظرف كان
فؤاد:- يسعدني سماع ذلك …اففف ارتاح قلبي
شهاب:- همم لكن …
فؤاد:- أقبل يديك ارحمني من لكن خاصتك خلاص ياااا …ها ما أخبار ابن عمك وائل هل جد جديد بحالته ؟
شهاب:- ومتى رأيته ، أنا بالشركة من الصباح للمساء حتى أنني أبقى هناك لوقت طويل مما يجعل ميرا تمتعض لكن …لا تقلق كله تحت السيطرة
فؤاد:- أعلم أنك تقوم بتسوية شؤون المعرض أيضا ، منذر أعطاني فكرة
شهاب:- لأجل وائل فقط ، طالما هو شريك هناك فلن أدع عمله يتعرض للخطر خصوصا أن طارق رضخ لمساعدتي
فؤاد:- فهمت ..وبالنسبة لبنات عمك ؟
شهاب(عقد حاجبيه):- بنات عمي …هاه هن كثر ما شاء الله من أين ظهرن لا ندري ، يا سيدي في القصر
فؤاد:- حاول التقرب من جمانة ، إنها يتيمة مثلك وبحاجة لسند وظهر …جدك وتعرفه سيحاول تخريبها بثروته لكنني أثق بك
شهاب:- حين أملك وقتا سأزورها هي وهديل ، لكن لو نطق ذلك العجوز بحرف أحمل نفسي وأخرج
فؤاد:- ماشي … هيا اذهب أرغب بالبقاء بمفردي قليلا
شهاب:- ألن تتناول شيئا ، دعني أحضر الطعام وبعدها أذهب
فؤاد:- هل أنت أمي ..سيأتي همام بعد قليل ويتصرف
شهاب(نظر لساعته):- أووف يا نسيت لدينا اجتماع عند الرابعة ، هيا سأكلمك لاحقا عماه
فؤاد:- انتبه لنفسك يا كبد عمك …
شهاب(قبله في الهواء):- وأنت …
فور خروج شهاب تنهد عميقا ليخرج تلك الآهات المكتومة بصدره ، نظر لصورة زواجه هو ونور قبل أن تحدث تلك الكارثة وشعر بأنه يحن لضحكتها التي هجرت ثغرها منذ وقت … لا يسعه تحريك ساكن في الوقت الراهن أساسا الزمن لا يسمح إثر المستجدات التي يتعايشون معها في محيطهم ، لذلك الانتظار كان حله الأخير …أما لو عرف أنها تحمل في أحشائها قطعة ثانية منه ماذا سيفعل عجبا ؟؟؟؟؟
نور(حاولت أن تضع يدها على بطنها لكنها سحبتها):- تتت …
ميرا:- يمكنكِ مداعبته …هو ابنكِ بالأخير
نور:- كيف تعرفين أنه صبي ؟
ميرا:- من طعامكِ ، راقبتكِ عند الغذاء كان كل أكلكِ من الحوامض
نور:- أتناولها عادة لا فرق
ميرا:- لكنكِ لا تعصرين ليمونة كاملة في الحساء عادة ؟؟؟
نور:- تت ..لا أريد التسرع فهذا الطفل سيمضي في حال سبيله ، لا تجعليني أتعلق به ميرا قراري نهائي
ميرا:- هفف …أنجبيه وارميه بحضني إن كنتِ مستغنية عنه لتلك الدرجة
نور:- أنجبي طفلكِ بمفردكِ الله الله هل نتصدق هنا ؟
ميرا:- أي …عنيدة يا أنتِ ، اسمع
نور:- اقطعي البث أخوكِ قادم
ميرا(ابتسمت لتلتفت إليه)::- أخي الغالي ..أتعجبك غيرة زوجتك عليك ؟
نور:- ميراااا
ميرا:- ماذا ..ألم تلاحظ غيرتها يا رجل ، إنها تموت من ناريانا وريتال ..تريد أن تفترسهما حيتين حتى هههه
طارق:- لا تبدئي لطفا
ميرا:- افف رغبت بتلطيف الجو ، يلا يبدو أنه لا نفس لكما
طارق:- … أقول لو تغادرا لبيتكما ، طوال النهار أنتما هنا هيا كل واحدة لحياتها وأولادها
ميرا:- هل يطردنا أخوكِ يا نور ؟
نور:- ذلك ما يبدو لي …لكنه على حق لا داعي للتجول هكذا ، نأتي غدا
ميرا:- طالما تقولين ذلك ، نأتي لاحقا إذن …ها بالمناسبة متى تعود مرام؟
نور:- أجل أخي طارق ، البنت غابت طويلا ما كل هذا الصبر
ميرا:- بالعادة أنت لا تسمح بهذا الانحلال إلا إذا ….
نور(فهمتها لتنظر إليه):- كنت تعرف أصلا أين هي
طارق(ابتسم وهو يلاعب خديهما):- أتحسبان أخاكما متهاونا لتلك الدرجة ، طبعا سأعرف أين هي أختي الصغيرة رغما عن أنفها الصغير
نور(بابتسامة):- طيب لم لم تجلبها في يدك ؟
ميرا:- أجل بالأخير ستصغي لكلمتك فأنت كبيرها
طارق:- لو اقتحمت العالم الصغير الذي تحاول الهروب إليه لإيجاد ذاتها ستكرهني ، صحيح ستعود معي لأنها تخجل مني ولكنني سأعود بنفس مرام القديمة الخاضعة التي لا تفصح عن همومها …لكن بما أنها تحاول صنع شيء لنفسها سأتركها على سجيتها لكن ….
ميرا:- تلعب في الإطار الذي رسمته بنفسك لأجلها
نور:- قمة الدهاااء فاجأتني أخي
طارق:- يعني ..لم أرى بعيني لكن حسبما أخبرني رجالي فهي بخير
نور(نظرت لساعتها):- تمام ارتاح قلبي هكذا ، أنا سأمر بالشركة لأرى ما فعلت رنيم هناك وبعدها للبيت ، نلتقي غدا ميرا
ميرا:- ماشي حبي … (راقبت ذهابها لتجذب طارق) إي أخي متى كنت ستخبرني عن ابن عمتنا حورية ؟؟؟
طارق(فتح عينيه ليسحبها للحديقة):- يا إلهي منكِ يا سمر
ضحكت بسخرية لتنسحب معه للحديقة ، في حين كان الوضع متذبذبا بالقصر فحسب الأجواء العواصف ما تزال قائمة لأجل غير مسمى … ولنقل أهلا وسهلا بالزوار
فخرية:- ستفتح هذا الباب أو …سأفتح رأسك والاختيار لك
فياض:- خالتو…نحن لا نستقبل زوارا في كل وقت عودي لاحقا
فخرية:- هل قال لي خالتي ؟
لورينا(هزت كتفها):- تُو على ما يبدو …
فخرية:- انده على كبيرك إذ يبدو لي أنه سيطردك في أقرب وقت ، درجاتك في الحضيض معه
فياض(نظر إليها باستغراب):- أفندم ؟
لورينا:- حبذا لو تصغي لكلامها عزيزي أبو عضلات …هيا
فياض:- همم أعطي السيد خبرا لنرى قصة هاتين
لورينا:- لقد رأيتنا في كذا مناسبة لماذا تدعي الجهل الآن ؟
فياض:- أستغفر الله ، لكن الواجب هو أخذ الموافقة بإدخالكما فقط
فخرية:- لا تطيلي معه سننتظر الإذن وسندخل
لورينا(بعصبية):- أنا أم ميسون يعني كنة هذه العائلة يا أفندي ، ما هذه الجرأة كيف يوظفون هذه العينة أبفهم ؟
طارق:- ما بها عيناتنا ست لورينا ، فياض ؟
فياض:- السيد …قال أننا لن نستقبل أحدا بلا إذن
طارق:- افتح الباب …
فياض(فتحها على مضض):- الآن نقول تفضلا …أهلا
فخرية(تجاوزته لتعود إليه فتهمس):- ألا تعتقد أنك أحرقت جميع كروتك ، اقترب الخسوف ومعه تنجلي الحقائق هل أنت مستعد ؟
فياض(بعدم فهم):- سبقوكِ خالتو تفضلي تفضلي
فخرية(هزت رأسها لتلحق بهم):- هههه
لورينا:- دعي ياقة الحارس يا خالتي
فخرية:- الله الله منذ متى تحرسين على مشاعر الغير لورينا ، ثم لا أرى سببا مقنعا لمجيئكِ معي إلى هذا المشوار افف كم تلتصقين
لورينا:- أنا كنتهم وأعمل بشركتهم وابنتي بعهدتهم كل هذه الأسباب لا تكفيكِ طبعا فخرية
فخرية:- آخر سبب فيها حبذا لو تمسحيه من عقلكِ ولا تسبحي في المحظور
لورينا:- هففففففف
طارق:- هل هناك مشكلة ؟
لورينا(تأبطت ذراعه):- إطلاقا فقط خالتنا فخرية معجبة بأحوال الطقس
طارق(نظر لذراعها حين سحبها):- فهمت
لورينا(رمقت ضحكة فخرية):- هو متزوج
فخرية:- طبعا طبعا
عفاف(التقطت المنظر لتمسك على رأسها):- لا لا صاروا ثلاثة الآن …يا ربي ما هذااا
إخلاص:- والله شكلكِ دخلتِ في جنون العجائز يا بنتي تحادثين نفسكِ
عفاف:- ولو …أنظري من زارنا إذن
إخلاص:- من …يي أم ميسون والمرأة فخرية
ميسون(كانت تنزل رفقة غامي حين رمقتهما):- لورينا ….جدتي فخريييييية اشتقتكِ يا جدتي
فخرية(استقبلت عناقها):- آه يا ابنة الروح كم اشتاقت لكِ ذي الروح
ميسون:- وأنااا
غامي(لحقها ليقف خلفها فيفتح فمه وهو يرمقها بنظرات فزعة):- إنها السااااااحغة
خرس الجميع بما فيهم فخرية التي نظرت للورينا ثم طارق ،لتبتسم بحنان وتنحني لمسح وجنة غامي بيدها ..تأملته جيدا لتتجهم ملامحها فتسحب كفها وهي تعقد حاجبيها بشكل مخيف
غامي(التصق بيد ميسون):- هل أغضبها غاااامي ؟
ميسون:- اهدأ عزيزي إنها جدتنا أيضا
لورينا:- ألن تسلمي على أمك ؟
ميسون:- أهلا
غامي(قفز ليسألها):- هذه ماما ميسان لا تشبهكِ إطلاقا ، جوزة بابا الغالية تشبهكِ أكثر كأنها أنتِ
فخرية(زفرت عميقا):- السلام عليكم يا جماعة الخير
مديحة(نهضت لاستقبالهما):- مرحبا بكما تفضلا بالدخول …لورينا
لورينا:- حمااااتي
مديحة(حولت عينيها):- ها هي ذي ستبدأ ، من هناك تفضلا للصالون
ميسون:- لا تقل ذلك مرة ثانية هي تغضب
غامي:- لكن هكذا سيكتمل دفتغ أحلامي ، لقد انضمت الساحغة للحسبة
ميسون:- لنجلس بهدوء هكذا غامي تعال معي ..
طارق:- أجل …لمن ندين بهذه الزيارة ؟
فخرية:- أردت رؤية ميار …ورؤيتك على انفراد
طارق:- طيب …ماذا تشربان ؟
لورينا(وضعت رجلا على رجل بجلسة مميعة):- كوكتيل
عواطف(وهي تتأملها بطرف عين):- كوكتيل للورينا يا بديعة ، وأنتِ فخرية
فخرية:- مياه
ريتال(تراقب لورينا):- …أعجبني الكاتالوك الذي أنزلته في الأنستغرام خاصتكِ لورينا ، أنتِ فعلا مصممة موهوبة وشركات الراجي محظوظون بك
لورينا:- هذا من لطفك …ريتال زوجة وائل صح ؟
ريتال:- بالضبط
لورينا:- أرأيتِ يا فخرية زيارتنا هذه ستقربنا من الأحباب ، ع فكرة وائل نعم الرجل ونعم الزوج سوف تسعدين معه متأكدة
ريتال:- إن شاء الله
مديحة:- حمممم
سماح:- خففي من حممكِ البركانية يا زوجة أخي …
مديحة:- صبرني يا رب
كاظم(ينفش خصلاته المبللة بعد الدش):- أوووووه تركت مسلسل العائلة لأجدنا في فيلم الرعب …أهلا بالغوالي
فخرية(طالعته شزرا):- ولد ..ستبقى بعيدا عني آخر مرة جربت فيها معانقتي شعرت بأضلعي السبعة تتكسر
كاظم:- متى عانقتكِ يا فخرية ، إنكِ تملكين ذاكرة أسماك غالبا
لورينا:- كيف حالك يا جدار برلين ؟
كاظم(جلس جوارها):- صافا يا بلورة صافا
لورينا:- ههه لن تتغير … ها طمئنونا عن أخبار جوزيت أريد رؤيتها
طارق:- يؤسفني الاعتراض ، هي ترتاح ويمنع دخول أي أحد
لورينا:- لكنها صديقتنا طارق ، يجب أن ندعمها في وضعها الحساس هذا
غامي(بعدم فهم):- ماذا بها جوزة بابا الغالية ؟
عواطف:- لماذا تنادي جوزيت هكذا يا صغيري ؟
ميسون(جحظت بقلق):- أ….لأنه يحب الألقاب ناناااا
فخرية(سحبت نفسا عميقا):- كاظم ، حرك ذلك الجدع وخذ هذين من جلسة الكبار وانده لي على الآخر بمعيتك
كاظم(أطل عليها):- تصريف دُوَلي يا فخرية ، لن أنساه
طارق(شبك يديه):- … فخرية ؟
فخرية:- رافقني للحديقة هنالك حديث مهم
سماح:- لم تتصرف هذه الولية هكذا إنها مخيفة ، جثتي تهرب منها أي والله
عواطف:- إنها طيبة يا سماح لا تقولي ذلك
مديحة:- هممم
ريتال(نهضت لتجلس بجوار لورينا):- لدي عرض عمل لكِ
لورينا:- فهمت ذلك من نبرتكِ السابقة ، خيرا ؟
ريتال:- اقترب الصيف ونحن بحاجة لعرض قماشنا لكن بطريقة فنية ، إن وافقتِ على تصميم فساتين لنا سأعلنكِ في حفل مميز يكرم مجهوداتك ، ومنه تظهرين للملأ يعني لن تبقي خلف الأنظار
لورينا:-أنا هناك برغبتي ، لا أريد أن أظهر حاليا لذلك عملي في الخفاء …أعتذر عرضكِ مرفوض
ريتال(أخرجت بطاقتها):- فكري …العرض محدود ، بالإذن
لورينا(وضعت البطاقة بحقيبتها):- ما غايتها هذه الآن ؟
مديحة(بتأفف تحركت لتجلس قربها):- …هل يتواصل معكِ حكيم ؟
لورينا(رمشت لتستدير إليها):- ما المناسبة ؟
مديحة:- كيف ما المناسبة أنتِ أم ابنته ، طبيعي أن يسألكِ عنها
لورينا:- منذ أن أخذت ابنة أختكِ الوصاية ما عاد هنالك حديث عن ميسون
عواطف:- كأنكِ متضايقة لذلك السبب ؟
لورينا:- بالتأكيد ، فالمرأة التي أخذت مني وصاية ابنتي هجرتها ورحلت ..أيمكنكِ أن تخبريني أين هي ؟؟؟؟
عواطف:- ستعود …ثم البنت في مأمن معنا لم يصبها شيء الحمدلله
لورينا:- لا عليكم أنا لست هنا للمطالبة بشيء قرر ابنكم سلبه مني ، أنا هنا لأجل جوزيت حقا لأنها تعني لي كثيرا هذا فقط
إخلاص:- أ….جاء الكوكتيل بوقته تفضلي لورينا
لورينا(أمسكته وزورتهم بطرف عين):- هففف….
فخرية:- لا تتأفف …لم أكن لأخبركم بما سيحصل كي لا تربكوا الوسط
طارق:- كنا لنتخذ تدابيرنا فخرية ، لا تملكين الحق في إخفاء ذلك
فخرية:- طارق …وضع جوزيت مؤقت لقد أخبرتك سيأتي الخسوف وستبصر خلاله ، وانظر معي لم يتبقى سوى القليل لكن …هذا سيتطلب الكثير من المجهود
طارق:- بمعنى ؟
فخرية:- أمور ضبابية تفوق طاقتي ، المهم أخبرتك به فلا تسأل زيادة
طارق:- فهمت ، أخبريني هل أبصرتِ شيئا عن أختي ميرنا ؟
فخرية(لمست رأسه):- في طريق العودة حسبما أرى ، لكن هل ستصل أم لا ذلك في حسبان الغيب
طارق:- أستغفر الله العظيم لا أحب الدخول في هذه المتاهة ولا تصديق أمور تؤدي لغضب الله ، لكن …مضطر لأن أحمي عائلتي لذلك سأتغاضى عن مبادئي وأتماشى مع ما ستقولينه
فخرية:- أختك في أيدي الإله ، …ادع لها
طارق:- فهمنا هذه النقطة ، ما غايتكِ بميار ؟
ميار:- هل اسمك ميار لاء إذن دع لي آنتِي فخرية تفضلي
فخرية(نظرت إليه مليا لتمسح على وجنتيه بحنان):- تبدو متعبا يا بني
ميار(رمش وهو ينظر لطارق):- شكلها ستعترف لي بمصيبة ،أنا داااااري
فخرية:- هو في الحقيقة
ميار(أشار لطارق):- أرأيت أنا قلبي دليلي يا رجل
طارق(وضع يده بجنبه):- اختصري يا فخرية لا داعي للمقدمات
فخرية:- ذلك الولد ابنك يعني … أ… هل قمت بفحص حمض نووي له ؟
ميار(رمش بعدم استيعاب لينظر لطارق ثم يقترب منها):- أفندم ؟
طارق(بتوجس):- ماذا تقصدين فخرية ؟
ميار:- لالا دع لي هذه الدخلة يا رجل ، ها فيخووو ماذا تهذين على رأس أمي المرحومة التي رحلت وتركتني في الغم من يومي ؟
فخرية:- أقول …هل أنت متأكد أنه ابنك ؟
ميار:- متأكد إلا متأكد يعني ما المناسبة حتى تتحدثي عنه بهذه الطلاقة ، يعني معذرة لكِ محبة ومعزة في الجوى بشهادة الرب ولكن هذا لا يعطيكِ أي حق أي حق في التطفل هكذااااا …اسمعيني جيدا أولادي لا صلة لكِ بهم
طارق:- اهدأ يا رجل …ما بك انفجرت كالبالون
ميار:- لن أهدأ ، لن أهدأ ذلك الطفل طفلي أنا أفهم لم تريدين تشويش عقلي لأنه معاااق ، فأنتِ أيضا استصعبتِ ذلك ولكنني راض به ، راض بما أعطاه الله لي وأحبه كما هو …إنه مني مني يا فخرية فهمتِ ؟
فخرية:- هل أتممت انتفاضتك ؟
ميار:- طارق …. ودعها بما يليق وحبذا أن تبقيها بعيدة عني هذه الفترة
فخرية(نظرت لطارق):- هففف …ما هذا العناد ؟
طارق:- هل ستشرحين لي سبب ثورته أم ستعطينني مبررا لجملتكِ الناقصة؟
فخرية:- أولا أنا لا أتحدث عن عبث ثانيا …سألت مجرد سؤال بسيط هل قام بتحليل أبوة للطفل يعني أظن ذلك أمرا بديهيا ليفعله ..ثالثا لم أرد زرع الشك بعقله ولكن العالم الذي نعيش فيه يتميز بالخداع والخيانة ، على هذا الأساس استفسرت
طارق:- أكثرتِ من السطور يا فخرية ، تعالي إلي بالسبب الحقيقي
فخرية(اقتربت خطوة منه):- إن كان طفله أو لم يكن … أليس حريا بنا أن نتأكد قبل أن تنفطر القلوب ؟
طارق:- ماذا تقصدين ؟
فخرية:- قد تكون الحقيقة جلية أمامنا لكننا لا نستطيع رؤيتها لأننا عميان ، لكن وإن كانت جارحة إلا أنها حقيقتنا التي لا مهرب منها ، مصير الحقائق ستكشف عند الخسوف …. ولا تقولوا لم أحذركم للأمر
طارق:- علي النعمة ما فهمت فيكِ حرف …حري به طردكِ يعني من غير مؤاخذة
فخرية:- أتفهمه … هيئ لي زيارة لجوزيت أحتاجها في كلمتين قبل رحيلي
طارق:- ثاااااني يا فخرية ستشوشين عليها أيضا، ميار لن يوافق
فخرية:- لكنك ستوافق لأنني سأعطيك دليلا يوصلك للمغتصب
طارق(برقت عيناه بشرر):- أؤمن لكِ لقاء حتى مع السفيرة ليندا أخبريني بمكان الحيوان ؟.
فخرية:- هممم … ابحث بمحيطك و
طارق:- وحياتك لا ينقصني ألغاز أعطني التفاصيل مباشرة
فخرية:- ستجد الإجابة عند زملائكم في العسكرية ، الولد قريب من هناك
طارق:- من قصدكِ…هل يخفونه عني ؟
فخرية:- هذا ما أبصرته يا بني …الباقي ضبابي
طارق(صغر عينيه):- تعالي معي …
ابتسمت حين صعد بها للدور العلوي ، أدخلها لغرفة ناريانا التي أجبرها على إدخال فخرية من باب الحمام المشترك خفية عن ميار الذي نده عليه لكي يهديه في غرفة الطفلين الذين كانا غافيين ….
ناريانا:- آه يا فخرية كدتِ ترحلين دون رؤيتي ، عيب عليكِ
فخرية:- كيف حال الضنين ؟
ناريانا(لامست بطنها المنتفخ):- يعذب أمه كما ترين
فخرية:-وأبوه ؟
ناريانا:- حذار ..جوزيت عرفت بأمر خوري ، ولكنها لم تعرف أنه أبو طفلي
فخرية:- كتب عليكما أن تكونا قريبتين بالدم ، على العموم زيارتي سريعة دعيني أراها
ناريانا(فتحت باب الحمام لتدخلها لحمام جوزيت):- لن تضايقيها إنها متضايقة سلفا ، ها ولن تقومي بخدع سينمائية أو سحر غير مرغوب فيه البنت لا ينقصها و …
فخرية:- لو تخرسين …
جوزيت(انتبهت)- هل هذه فخرية ؟
فخرية(رأفت لحالها حين اقتربت لتمسك يدها):- عزيزتي …هون الله عليكِ
جوزيت:- اهئئئ …
فخرية:- استجمعي نفسكِ … ما هكذا ننتظر من ثعلبة القطب ، ماذا يعني ألا تبصري صحيح هو أمر قاس ولكنكِ ما زلتِ قوية ، ستنهضين منها وتكون تجربة بحياتكِ لتعلمكِ قيمة حياتك …أنتِ أخطأتِ بالهرب ولكن الأقدار عاقبتكِ رب ضرة نافعة
ناريانا:-ماذا تقصدين ؟
فخرية:- هيا ، هل كنتما تعتقدان أن ميار لن يفطر قلبها بعد تلك الفعلة ، أنظرا لما حصل هكذا سيتراجع وسيعوض الانتقام بالعشق ليكون دواءها
جوزيت(شردت في كلامها):- ما فهمت إلام ترمين ؟
فخرية:- إلى ما يجول بخاطركِ الآن ، فهدنا البري ثائر وغضبه يحرق الأخضر واليابس ..عملية قلبكِ وحالتكِ المرضية حالت دونه ودون ذلك الانفجار الذي كتمه في صدره منذ معرفته بالأمر …كيف تتوقعين أن تكون هذه القنبلة إذن ؟
ناريانا:- يا سبحان الله من السحر انتقلت فخرية للعلوم الذرية ، يا امرأة ارحمي لو كان بقلبكِ ذرة رحمة ، أنظري لتشتت البنت
فخرية:- لتجمد قلبها وتصبر ما هذا الخنوع ، وضع مؤقت وسيمضي
جوزيت(فتحت فمها):- هل هل سأرى أولادي مرة أخرى ؟؟؟؟
فخرية(صغرت عينيها لتنظر لناريانا):- ألم تخبركِ صديقتكِ المبصرة بذلك ، من ملامحها أفهم أنها لم تقل شيئا ..ولا حتى كيف أصبتِ بالعمى ؟
ناريانا(جحظت عينيها لتشير لها):- هئئئ
فخرية(ابتسمت بمكر):- هه …ع العموم زيارتي انتهت ، سأبارك الصغيرين
جوزيت:- ماذا تقصد فخرية يا ناريانا ، ناااااريانا أين أنتِ…هيييييه لما لا تجيبونني ؟؟؟؟؟
ناريانا(جذبت ذراع فخرية في الرواق حين جذبت الباب خلفهما):- هل جننتِ يا امرأة ما الذي تحاولين ففعله ؟؟؟؟؟؟
فخرية:- ما شيء …أضع النقاط على الحروف ، أليس عيبا أن تخدعي صديقتكِ لعلمكِ أنتِ وهو لا تختلفان بشيء
ناريانا(دمعت عيناها):- كيف تتفوهين بذلك ؟
فخرية:- أشفق على هذا الصبي ، مؤسف عليه حقاااا
ناريانا:- ليس من حقكِ أن تهينيني هكذااااا ، أنا لست مذنبة لست مذنبة
فخرية:- اخترتِ الصمت إذن …السكوت علامة الرضى
ناريانا:- فخريييييية لا تزعجينييييييي انصرفي حاااااااالا
فخرية(اقتربت منها بخفة):- الأعصاب لا تليق مع الحوامل
ناريانا:- كيف تعرفييييييييين هل سبق وأنجبتِ لتفهمي هذا الوجع ؟
توقفت عن المسير لحظتها حين نظرت جانبيا للبعيد ، تنهدت بحرقة حين مسحت على قلبها لتدير ظهرها لناريانا التي لم تفهم حالتها تلك …كفكفت دموعها وقطعت طريق فخرية مجددا والتي تجاوزتها رغم ذلك لترحل دون مباركة الصغيرين حتى … لدرجة أنها استمرت بالمغادرة ناسية لورينا بالمرة والتي تبعتها وهي تسألها عن سبب عدم اصطحابها معها ، لا تدرك أنها غائبة عن الوعي ، أنها في زمن سحيق سحييييق جداااا …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 04:08 AM   #1054

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في بيت الراجيين
زيارتها كانت مربكة لها ولهن ، لم تعرف كيف استطاعت أن تفتح قلبها وتقرر زيارتهما فهما تستحقان منها ذلك ، ولكنها أبتِ المجيء بدون حضور أخيها ورفاقه أيضا ..شعرت بأن تحدثها أمام الجميع سيعطيها طاقة إيجابية وثقة تجعلها تتخطى تلك المأساة ، وتعطيهم دافعا للاستمرار أيضا …
شيماء:- … نحن لم نتحدث من يومها نهال ، لم نذكر تفاصيل ذلك اليوم ولا آلامه ، يجب أن نفتح قلبنا كي نتخطى الأمر …مجيء هدى سيساعدنا إنها أكثر واحدة تأذت فينا ، ثم أكرم ابن خالكِ جاء مع زوجته رحاب وابنها مصطفى ، مع الأسف هو ابن أحدهما
نهال(تمطت لتغطي رأسها):- ….لارد
شيماء:- ع العموم سنكون بالصالون لو أحببتِ المضي قدما ، انضمي لنا …أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره ولن أتخطى هذا إلا بحكمته ورحمته وأنتِ كذلك ضعي يدكِ بيدي ولنتخطاها سوية نهال
نهال:- ….لارد
شيماء(أغمضت عينيها لتغلق الباب وتخرج إليهم):- معذرة جعلناكم تنتظرون .. نهال لن تنضم
هدى:- أتفهمها ، لا تضغطي عليها إنها ما تزال في حالة صدمة وكبريائها لا يسمح لها أن تظهر أمامنا الآن
شيماء(جلست بتوتر لتنظر لهم):- لو جعلنا الجلسة نسائية ..أتضايق من وجودكم يا رفاق
أكرم:- تمام ، تعال يا مازن لنخرج هكذا للخارج ،…تامر
تامر(كانت تشيح ببصرها عنه):- شيماء ، أتمنى لو تعطيني مجالا للتكلم أنا أيضا بحاجته
شيماء(بارتباك):- لنؤجلها تامر لو سمحت
هدى(نظرت إليهما ثم تنفست عميقا):- … همم
فردوس(رمقت مازن بطرف عين):- هيا لتتفضلوا يا جماعة …
رحاب:- أريد شربة ماء أصابني التوتر
هدى:- لا عليكِ … فأسوأ ما قد يحدث قد حدث لي ، ثلاثة أيام في جحيم المغتصبين ، كل مرة يعتدي عليكِ واحد فيهما ..تسمعين بذيء الكلمات التي لم تسمعيها بحياتك ، ترين عفن الرجال وحقيقتهم الحيوانية ، تعرفين قيمة ما خسرته وفرطتِ فيه ، تفهمين معنى الحياة وحقيقتها الصادمة..تندمين على كل لحظة تهاونتِ فيها أو تصرفتِ بطيش وغرور .. ما حصل معي كان مأساويا ولا أتمناه لأي فتاة ، لذلك قررت القيام بشيء وأريد مساعدتكن فيه فلكي نمضي قدما ونخرج من الصدمة علينا أن نتقاسم هذا الوجع
رحاب:- كيف ؟
هدى:- سأنشئ صفحة على الفايسبوك باسم المغتصبات ، سنتراسل مع فتيات مثلنا ونستدعيهن لاجتماع جماعي تفرغ كل واحدة فيهن مكنوناتها وتخرج ما لا تستطيع قوله للمقربين منها …سنفتح مجالا للحديث
شيماء:- يعني هنالك مثلنا العشرات ، لو نعطي لكل واحدة فيهن صوتا سنعطيهن فرصة للبوح …لكننا لن نتمكن من ذلك بدون تكافؤ أيدينا ، أنا نهال رحاب وهدى
ليان(مطت شفتيها لتجلس معهن وهي تخفي بطنها بيديها):- وأنا أريد المساعدة … يمكنني استقبال الرسائل
شيماء:- ممكن
فردوس:- وأنا معكم بما أنني في القطاع القضائي سأخصص وقتا لأدلي بالقوانين المتوفرة في حق الاغتصاب
هدى:- ممتاز ، الفكرة متكاملة لكنها بحاجتكن
رحاب:- لم لا ، مثلما خرجنا منتصرين من هذه التجربة سنهيأ الفرصة لغيرنا كي يتكلموا ويطالبوا بحقوقهم ولا يسكتوا عنها …ولكل مغتصب سنقول أننا لن نتخلى عن صوتنا لأنه أخرسه في وقت ضعفنا
شيماء(دمعت عيناها):- إنه بشع …بشع لدرجة تكرهين فيها جسمكِ تشمئزين من رائحتكِ ، تريدين تمزيق لحمكِ واستبداله بجلد بلاستيكي حتى المهم ألا تتذكري ذلك الاحتكاك
رحاب:- من عجائب الأقدار أننا نحكي عن وحشين قذرين قاما بكسر جوارحنا لكنهما لم يستطيعا تفكيكنا داخليا … والحق يقال حين تجدين الدعم بمحيطكِ فإنكِ تجاهدين لكي تستردي نفسكِ لأجلهم
هدى:- أبي وإخوتي لم يتخلوا عني ، حتى مازن هجر حبيبته لأجلي
فردوس(مسحت دموعها):- ذلك شأن خاص
هدى:- عليكِ مسامحته فهو تعامل برجولة خشنة لأنه رجل بالنهاية ، أخته هتك عرضها ثلاثة أيام على التوالي كيف تريدينه أن يبقى طبيعيا
فردوس:- وأنا لم أعاتبه ، لكن فكرة العودة لبعضنا حاليا مستبعدة دعينا هكذا على راحتنا فقط …ثم لن ننسى أن مرام ما تزال غائبة من يومها وبصراحة اشتقت لصديقتي
شيماء(نظرت جانبيا لنهال التي كانت تتنصت):- …ستعود أكيد ما إن تسترد عزيمتها
هدى:- طالما اتفقنا .. هل أنتن معي حقا ؟
فردوس:- معكِ
ليان:- أجل معكِ
شيماء(زفرت عميقا وابتسمت لنهال):- سنكون معكِ
رحاب:- وصوتي معكِ ..لن نسكت
هدى:- ليمسكوا بهشام ربيع وقتها ستنتهي كوابيسنا عندما يعاقب ، إذن لنقل على بركة الله ليلا أراسلكن في مجموعة خاصة أنشئها للتحاور بيننا ..شيماء حبذا لو تقنعي ابنة خالكِ بالانضمام فوجودها مهم
شيماء:- سأحاول معها مرة أخرى ، وشكرا لهذا الحوار المثمر أشعر بالثقة والعزيمة تتسرب بداخلي
رحاب:- هذه بداية الشفاء …..
جلنار:- جلبت لكن الشاي يا بنات مع الكعك ، تفضلن ومعذرة للتأخير لا أحد في البيت حتى نجية ترافق أطفال رنيم في بيتها اليوم
فردوس:- لا بأس جوجو نحن أهل البيت ، هممم أي أخبار عن مرام فأخي لا يفصح عن شيء …يعود كريها للبيت لا حس ولا صوت .، مؤخرا غادر البيت في سفر مجهول الله أعلم أين ذهب
جلنار:- والله لا نعلم شيئا لكن …حسب معرفتي بالبنت مرام فأكيد عودتها قريبة إنها بيتوتية بزيادة …تفضلن الشاي قبل أن يبرد …
انسحبت لغرفتها بعد أن أصغت لأحاديثهن ، عادت لفراشها وهي تذرف دموعا منكسرة إذ يبدو أن حالها لن يعرف طريق العودة من جديد … خلافا عن شيماء التي ودت التغيير بكل ثقة لأنها ورغم خزيها وخجلها إلا أنها مدركة أنه لا ذنب لها في حكم الله سبحانه وتعالى …
مرام:- سبحانه وتعالى
خالد:- لذلك الصلاة أمر واجب ، كيف تريدين الحصول على شيء ولا تدفعين ثمنه ..معادلة غير ممكنة فكما تعطي ستأخذ هكذا علاقتنا مع رب العالمين هو يريدنا أن ندفع له أشياء ستعود علينا بالنفع لاحقا ، كأننا نعطي لأنفسنا أو نخبئ حسناتنا في بنك الآخرة
مرام:- يعني إذا أدينا صلواتنا وما يترتب علينا سيكافئنا الله عز وجل .. أمر بسيط لا أدري لم نتهاون فيه رغم أنه لن يأخذ منا سوى بضع دقائق نقضي أكثر منها في التفاهات
خالد:- يروق لي أنكِ رأيتِ ذلك من وجهة نظري ، يلا لأكسب ثوابا فيكِ يا مسكينة هههه
مرام:- ههه …أثقلت عليك صحيح ؟
خالد:- أبدا ..آنستني في وحدتي هذه الأيام ، يعني أعلم أنه ستأتي لحظة الوداع ولكن أتمنى أن أكون قد نفعتكِ
مرام:- علي الرحيل يا خالد ،لكنني سأعود للزيارة وأنت أيضا يمكنك المجيء لزيارتي أساسا أخي يريد لقاءك
خالد:- ممكن …ثم ثم أنتِ لن تذهبي اليوم دعينا من الوداع ولنشرب فنجان قهوة بالشرفة
مرام:- طيب … لكن سأعده بنفسي
خالد:- أوه البيت بيتكِ ، أنا سأخرج كعكة الجزر من الثلاجة
مرام:- قصدك شبيهة كعكة الجزر
خالد:- ما ذنبي لو احترق نصفها لقد شردت في جمالكِ يا سيدتي
مرام:- ههه ..أنت مجنون ، روكسي ألن تستيقظ أنظر يتثاءب ليعود للنوم مجددا لا أدري هذا الكسل لمن ؟
خالد:- أخلي ذمتي منه
مرام(شردت قليلا):-… انتظرني بالشرفة ريثما أنهي القهوة
خالد:- وقت مستقطع للفتاة فهمت ، روكسي تعال لنتمشى قليلا يا ولد
وضعت يدها على رقبتها وهي تتنفس عميقا حين انكبت على نفسها لتجهش بالبكاء ، ستكون ناكرة لو قالت أنها لم تشتق بلى …ذلك الفريد من نوعه يستوطن وجدانها ، ولكنه لم يستطع التقدم خطوة واحدة ، إنه قريب منها قريب لدرجة لن تتوقعها …
روكسي ركض بين الأشجار ليقف عند قدميه
فريد(انحنى ليداعبه):- أهلا صديقي … خالد ؟
خالد:- فريدو ..ها كيف هي أجواء الغاب معك ؟
فريد:- جميلة ، تعودت على الكوخ الذي أعطيتني إياه …
خالد:- الليلة لا يوجد اعتراض ستأتي لتناول الشواء في كوخي ، أنا وقريبتي سنكون سعداء باستضافة جارنا الجديد
فريد(تلكأت الحروف بجوفه):- قريبتك ؟
خالد:- أهاه عائلتي يعني ..فتاة رائعة سأسر بتعريفك عليها وبالمناسبة سأعزف لها شيئا لقد تحدتني وقالت عني فاشل
فريد:- أهاه فهمت ، العلاقة بينكما شيء كهذا يعني متوطدة
خالد:- ها سأنتظرك على العشاء يا رجل ، انضم إلينا هيا روكسي لنعد قبل أن تبرد القهوة وتغضب منا الأميرة
فريد(ببؤس نظر جانبيا):- هل هي سعيدة هناك لتلك الدرجة ، أما اشتاقت لي لفريدها ؟؟؟
خالد(عاد بروكسي):- ها نحن أولاء …أوه أنظر للمائدة التي حضرتها آنستنا فنجانيْ قهوة وصحن واحد ، ما هذا البخل ؟
مرام:- احمد الله أنني تذكرت الصحن ، خذ الكعك أنا لا أريد
خالد:- جميل ، لأنكِ ستتناولين مشويات هذا المساء فلدينا ضيف
مرام:- ضيف ..من يكون ؟
خالد:- الجار الجديد الذي سكن بأحد أكواخي ، إنه شاب لطيف لكنه مهموم يبدو أن حبيبته تخلت عنه لذلك جاء ليغير جو
مرام:- ..إن كان يناسبك لست أمانع …
خالد:- إن كان يضايقكِ ذلك فلا أستضيفه مرام جديا ؟
مرام:- نو بالعكس هذا مكانك بالأخير ، هيا اشرب القهوة قبل أن تبرد
خالد:- حاضر …
أمسكت على قلبها وهي تشعر بشيء من التوتر لاحظ ذلك لكنه أرجحه لرؤية غريب بعد ما حصل ، ولكنه تعمد دعوة جاره لكي تتجاوز صدمتها وتستعيد نفسها وإلا ستبقى حبيسة تلك البؤرة للأبد…المسكين لا يعرف أن ذلك الجار سيقلب كيانها رأسها على عقب تلك الليلة …
فريد(على الهاتف):- أهاه جيد يا فردوس ، ما أخبار أمي ؟
فردوس:- كلمتني قبل قليل ، تريدني أن أذهب لبيتها كي لا أبقى بمفردي هنا لكنني رفضت
فريد:- في ظل الظروف التي نعيش فيها أضم صوتي لصوتها ، فردوسي ذلك المجرم المغتصب ما يزال هاربا عن العدالة ماذا لو فعل شيئا …أنصحكِ بحمل حقيبتكِ والتوجه إليها أيام وستمضي
فردوس:- متى ستعود فريرو ، صدقا أشعر بالوحدة
فريد:- قريبا يا أختي ، حين تصلين لبيت أمك ابعثي لي رسالة
فردوس:- ماشي اخي حبيبي ، اهتم بنفسك سأكون بخير
فريد:- هذا عز الطلب ، نتواصل سلام
فردوس(فتحت باب الشقة):- ماذا تفعل هنا ؟
مازن:- جئت لأقلكِ ..أمكِ كلمتني قبل قليل
فردوس(حولت عينيها لتتركه جاثما عند الباب وتدخل):- اغرب سأذهب بمفردي
مازن(أغلق الباب):- لا لن تفعلي ، أمكِ أوكلتني بإيصالك
فردوس:- ما المناسبة هل أعنيك حتى تكلف نفسك بإيصالي ، ثم أنا لم أسمح لك بالدخول
مازن:- لكنكِ تركتِ الباب مفتوحا
فردوس:- غادر بيتي
مازن:- وبيت صديقي كذلك وأنا هنا في نصيبه
فردوس:- همم … ماذا تريد مازن ، ما بيننا انتهى ووضعناه في حفرة دفينة وردمنا التراب فوقه
مازن:- اسمعيني جيدا ، ما حصل
فردوس(ببكاء):- ما حصل هو أن ما بيننا قد انتهى ، حبذا لو تضع ذلك برأسك وتتوقف عن ملاحقة شيء تبخر …سوف نلتقي في مناسبات عديدة ولذلك لنبقى أصدقاء أحسن
مازن(رمقها بحرقة):- كنت مجبرا …كنت مجبرا
فردوس:- وأنا لا يهمني ….تعاطفت مع حالة أختك وحزنت عليها وسأساعدها في ما ترغب بإنجازه لأنني مؤمنة بها وبمصابها ..لكن أنت لست أعطيك أي مبرر لقد تخليت عني في سبيل الانتقااااام
مازن:- كنت مجبرا لأستعيد ماء وجهي ، وما زلت لم أفعل شيئا أنتظر الإمساك بذلك الغبي لأنتقم منه وأعطيه جزاءه
فردوس(صفقت):- لك مباركتي من الآن ، هيا اذهب اذهب لم تنقرض سيارات الأجرة في البلد
مازن:- فردوس؟
فردوس(ولت ظهرها):- أنت لا تحدث فردوس الصغيرة ، أنا الآن ناضجة ولن أتمكن من مسامحتك مازن …لنفترق بدون مشاكل ودعنا أصدقااااء
مازن(زفر بغبن):- هذا آخر كلام لكِ ؟
فردوس:- آخره …من فضلك أريد تجهيز حقيبتي كي أذهب لأمي
مازن:- ماشي ..على راحتك فردوس ، لكن بما أننا سنبقى أصدقاء فمن واجبي إيصالكِ لبيتها ..لن تعترضي أمكِ طلبت مني ذلك وأنا لبيت
فردوس(رمقته مطولا):- انتظرني إذن …
فراقهما كان حتميا بعد الذي حصل مؤخرا ، لا هو استطاع نيل مراده ولا هي تمكنت من الغفران ..لذلك جاء الابتعاد ضرورة مؤكدة في وضعهما لأجل غير مسمى ….
العديد من العلاقات كانت مبهمة ومعلقة بهذا المعنى ، فردوس ومازن …تامر وشيماء ..أسعد ونهال …مرام وفريد … جلنار و حسنا ليس لديها أحد فما فهمناها تميل مرة لبهجت محمود ومرة للدكتور مراد ، لندعها حتى تستقر …وصولا إلى أختها نور وفؤاد أيضا علاقتها مع زوجها مرتبكة ..
يعني الجميع يعيش في حالة متذبذبة أوضاع غير متشابهة ولكنها تصب في نفس النقطة …"الوجع الروحي" … لكن وكما يقال الزمن كفيل بتصحيح مسار الأحوال العاطفية ، فلندع له الكلمة الأخيرة …
لأنه وكما يبدو لن يكون هنالك حفل زفاف قريب بخصوص النقيب إذا ما ضمننا فراقهما للحسبة ، فطارق قد هجم على المقر ليستجوبهم بالفرد علهم ينجدوه من حيرته …
طارق:- نائب أمجد … لم أوفر لك ذلك الاتصال مع هبة مجانيا ، طلبت منك خدمة وستوفيها لي الآن …ذلك الولد له علاقة بأحد من أفراد طاقمكم العسكري ، أريد معرفة هويته وستساعدني للوصول إليه
أمجد(رفع الهاتف وضغط على زر):- أحضر لي الرائد ونقيبه … والمحقق رامز أيضا
طارق(حك فكه):- …سنعثر عليه …وإن كان أحدهم يتستر عليه …..
جاسر(أصغى بعد وصوله لنفس الاتهام):- نتستر عليه ، هل تتهمنا يا هذا ماذا تظن نفسك ؟
طارق(نهض ليقف مقابله):- ….أنا متأكد من معلوماتي ، أحدكم يملك دليلا على مكانه وأريد معرفة الحقائق كلها
جاسر:- تعرف الحقائق لم نعترض ، لكن حافظ على أدبك وأنت تلقي بالكلام العبيط هنا وهناك
طارق:- ماذا تفضلت ؟
وصال:- يا جماعة …لنهدأ ونفهم الأمر ، طارق كيف عرفت بذلك؟
طارق(زفر عميقا):- الأمر يصعب شرحه لكنني متأكد من كلامي
وصال:- تمام سنستجوب الجميع
جاسر:- هل جننتِ أنتِ الأخرى ستعومين على عومه …لا لن يحدث ذلك هذا مقر عسكري ولن أسمح لأحد باستجواب جنودي
طارق:- من تكون كي لا تسمح لي ؟؟؟
جاسر:- أنا الرائد هنا قائدهم ولن أدعك تهين نزااااهة عساكرنا ، أيها النائب أمجد هذه أصبحت مهزلة ؟
أمجد:- دع اعتراضك في إطار محترم يا حضرة الرائد
طارق(رمش بعينيه):- اسمعني ..لن أخرج من هذا المقر دون إجابة ، طال الأمر أم قصر سوف أفعل ما جئت لفعله وسآخذ عنوان الحيوان في يدي
وصال:- يا الله …
رامز(انضم):- ما الذي يحدث هنا … خيرا ؟
طارق:- رامز… علي استجواب عساكركم
رامز:- سبب ؟
طارق:- أحدهم يملك معلومات عن هشام ربيع ، أنا بحاجة لذلك رامز
رامز:- المقر العسكري خارج اختصاصاتي طارق ، لكن…جاسر سيسمح بذلك صح يا ابن أختي ؟
جاسر:- أنا لست ابن أختك ولا أعرفك أصلا ، ستنسى هذه الفكرة لأنه وعلى جثتي سيتم استجواب الساعي الذي يقدم المشروبات في هذا المقر
أمجد(استقام ليستأذن):- قوموا بحل المشكلة فيما بينكم ، طارق قد منحتك ما تريده والباقي عندهم
طارق(مسح على جبينه بتعب ليجلس على الكرسي):- أنت لا تفهم يا جاسر ، المسألة ليست مسألة أخلاقيات ومبادئ …أنا أب أبحث عن المجرم الذي دنس جسد ابنتي وابنة أختي ، اغتصب أخت زوج أختي بوحشية ولم يكتفي بل كان سببا في حمل زوجة ابن أخ زوجتي … أنظر لهذه العلاقات هل استوعبت شيئا منها ، لم أسميها كي أدع عقلك يتشتت لأنه يصعب فهم ما حصل ، شيء دنيء دنيييييء ..تخيل أختك أو ابنتك في ذلك المكان ، ألن تضحي بالغالي والنفيس لإيجاد المجرم ؟
وصال(نظرت لجاسر):- جاسر …إن طارق محق هو لن يضر بأحد ولا يسعى لتشويه سمعة المقر هو يريد تلك المعلومات لا غير
رامز:- ثم …أنت صاحب قلب كبير ستساعده والجميع يصغي لكلمتك فأنت القائد هناااا
جاسر:- ولا حرف …قلت كلامي ولن أتراجع عنه لن يتم استجواب أحد يعني لن يتم استجواب أحد
طارق(طأطأ رأسه بحزن):- فهمت
وصال(اقتربت منه):- ما كل هذا العناد يا جااااسر ، حرام عليك المسألة مسألة عائلية ألن تضع يدك بيدنا ؟
جاسر:- مهنتي لا تسمح بتداخل العلاقات الأسرية …لذلك أنت تضيع وقتنا العملي رجاء غادر
رامز(ضرب كفا بآخر):- لا تحزن يا طارق هذا أنكرني أنا خاله قبل قليل ، طبيعي أن يتصرف هكذا وإلا لن يكون جاسر العلايلي …هيا تعال معي لنشرب قهوة ونفكر سوية في حل
طارق(ناظره بأسف):- أرجو فقط ألا تعيش وجعا مثل الذي نعيشه
جاسر(رفع ذقنه بإباء):- ….هممم
وصال(بعد ذهاب رامز وطارق):- ألا تملك في قلبك رحمة يا جاسر ، ما فعلته شنيييع الرجل يكاد يتوسل إليك وأنت ماذا فعلت ؟
جاسر:- فعلت ما يترتب على الرائد فعله ، ثم …إن تفوهتِ بحرف عن موضوع خارج إطار العمل سوف أعطيك ملاحظة …انتباااااااااه
وصال(أدت التحية العسكرية وهي مصدومة فيه):- انتباااااه …. يا إلهي ما هذا الصوان الذي عشقته ؟…لا لن ينتهي الأمر هكذاااا ….يا طااارق
لحقته لتجده يغادر رفقة رامز متجهين صوب المقهى المجاور ، حينها جذبت كرسيا ثالثا وجلست معهما …قررت أن تعطي طارق غايته وستتحمل المسئولية كاملة ، يعني ستتحدى الرائد والكمال على الله …وعليه استعانت بمساعدة بيان وكامل كمال الذي سرب خبرا في المقر انتشر بسرعة قياسية ، بحيث بدأ البحث عمن يملك فكرة عن ذلك الولد …لكن باءت محاولتهم بالفشل فصدقا لم يكن يملك أي واحد فيهم معلومة عن الموضوع ، مما جعل طارق يصاب بالخيبة …
طارق:- بحثنا مطولا لقد حل المساء ولم نصل لنتيجة ، عذرا يا جماعة أربكتم وشغلتكم عن أعمالكم
رامز:- لا تقل ذلك يا رجل نحن في الخدمة … مع الأسف وددت لو تحصلنا على نتيجة لكن …
وصال:- قمنا بعمل جيد ، لكن يا طارق ربما من أعطاك معلومات قام بتشويشك يعني ما ربما قصد شخصا إداريا يخفي مكان الولد ؟
طارق(عقد حاجبيه):- ليس لتلك الدرجة …من سيقدم على ذلك يعني
كامل(وهو يتثاءب):- لقد انتهى دوامي علي أن أذهب للبيت سلمى تخاصمني إن لم آخذ لها الفلافل كل يوم بنفس التوقيت
وصال:- اذهب يا كامل لا بأس
كامل:- بالإذن يا سيد طارق عساك تجد ضالتك ، سلام الله عليكم
طارق(سحب نفسا عميقا):- أتعبتكم حقا متأسف، سأغادر أيضا
وصال:- لا تحزن ، سنجده سنجده حتما
طارق: إن شاء الله
رامز(بعد ذهابه التفت لها):- يعني لا خاله استطاع تغيير طبعه الحجري ولا حتى زوجته المستقبلية ؟
وصال(تحركت قبله):- إنه ليس حجرا لا أعرف ما هي نوعية ابن أختك
رامز:- الناس تتأثر تلين تحس ، لكن هذا المتعجرف لا يملك ذرة أحاسيس يعني من غير مؤاخذة وش عشقتِ فيه ؟؟؟؟
وصال:- ههه ..لا تسأل لطفا
رامز(دخل معها للمقر):- يعني ما فهمت شيئا فيه ، أنا ودمعت عيناي
وصال:- أنت وكاظم لا ندري حقا كيف دخلتما لمجال الشرطة
رامز:- إهانة ماشي يختي …اذهبي لعملكِ أنا سأعود لمخفري
وصال:- سأبحث عن الإرث الذي ستتركه لي يا عزيزي
رامز:- أكتبه لكِ في وصية وأنا في كامل قواي العقلية هههه …
وصال(بحثت عنه لتجده بغرفة الرياضة):- جاسر …أجدك هنا
جاسر(مسح وجهه بمنشفة ليتحرك صوبها حين داهمها بذراعيه):- أنتِ…كيف ….تقومين باعتراض أوامري أيتها النقيييييب ؟
وصال(ارتدت للخلف حين دفعها للجدار):- جااااسر
جاسر(أمسك ذراعيها ليرفعهما للأعلى):- ستجيبينني ؟
وصال(زمت شفتيها لتنفجر بوجهه):- لأنني أشفقت على الرجل ،إنه أب يحاول البحث عن الوغد الذي قام بأذية ابنته …سأساعده بغض النظر عن علاقتي بهم …لكن بما أننا نستجوب بعضنا أخبرني لما لم تساعده ؟
جاسر(أشار لها):- لأنه خارج نطاق عملي يا وصال ، لأنه ليس مهنيا أن تستجوبي رجالنا وكأنهم متهمون وفي مااااااذا في التورط بقضية اغتصاب
وصال:- الموضوع ليس كبيرا لتلك الدرجة ، مجرد أسئلة تم طرحها أخذنا جوابها وقفل الموضوع
جاسر:- هل ستخبرينني بما فعلته بكل وقاحة ، لقد وصلني يا نقيب وصلني حتى مكتبي ….ما أريد فهمه كيف تتحركين بلا إذني وكيف تصدقين أقوال رجل سيتبع أي خيط لإيجاد الجاني ، سواء كان الخبر حقيقيا أو لا لن يهتم بإرباك الوسط
وصال:- أنت تضخم الموضوع تضضضضضضخمه
جاسر(أمسكها من فكها):- لن ترفعي صوتكِ أمامي
وصال(انتفضت لتضربه لصدره):- دعني دعني يا معتوووه ، أنا أناااا لا أريد التحدث معك نحن متخاصمان
جاسر(سحب نفسا عميقا ليمسكها ويعيدها له):- ….أنتِ غبية
وصال(توقفت لتلكمه في منتصف بطنه):- بل أنت الغبييييييييي
جاسر(التوى مدعيا الألم):- آآآآه …
وصال(توقفت لتعدل شعرها وتطل عليه):- يا ويلي ماذا فعلت ..جاسر جاسر حبيبي أنا آسفة جااااسر جااسر
جاسر(ابتسم وهو ينظر لعينيها):- طالما تخشين علي لم ترفعين يديكِ ؟
وصال:- لأنك تستفزني
جاسر(أمسك يدها ولواها ليلف ظهرها ويلصقه بصدره):- آخر مرة …ستفعلين ذلك لأن المرة القادمة لن أكتفي بلي ذراعك بل سأكسرها
وصال(رفعت ذقنها لتناظر وجهه المطل عليها):- …حقا ؟
جاسر(تلاعب بلسانه داخل فمه):- كيف تسحرين المرء رغم غضبه ؟
وصال(غمزت له):- هكذا
جاسر(بخفة جذبها ليرفعها إليه ويلصقها بالجدار):- وهكذا يكون اكتشااااف ذلك وصالي
وصال(غاصت معه في قبلة جامحة وهي تتمسك برقبته):- هففف …أنت متعب متعبببب
جاسر:- وأنتِ … شكلكِ ستجعلينني أؤجل العرس للسنة المقبلة
وصال:- لاء …سيكون الزفاف بوقته يعني إن لم يجتح كورونا بيوتنا واضطررنا للبقاء في الحجر الصحي
جاسر(أشار لنفسه):- ستكونين بحجري وقتها إذن … هممم
وصال:- حبيبي ..نحن في صالة المقر دعنا لا نتهور فمنظرنا غير لائق
جاسر:- أفدي التي تفكر بوضعنا ..صدقتكِ يختي يلا نؤجلها لغير وقت
وصال(عدلت نفسها):- … ههه نجونا من المداهمة …
جاسر:- هاتفكِ
وصال:- يييييي نسيت موعدي مع كوثر ستقتلني حتما …ألو كوثرتي
كوثر(وهي تقضم بسكويتة):- أينكِ يا لغبية أنا قريبة من المقر هل جهزتِ نفسكِ ؟
وصال:- ستجدينني بعد دقيقة عند الباب ، هل تواصلتِ مع ميرا نسيت مهاتفتها ؟
كوثر:- طبعا فأنا من ستتزوج وستختار فستان زفافها ، آىآآآخ وافيني ولا تدعيني أبدأ بالشتم قد تواصلنا معها وهي بانتظارنا أسرررررعي
وصال:- أحبكِ والله لو تجوزين لي لتزوجتكِ وخلصنا
كوثر:- هههههههه حيوانة إنتي …يلا
وصال(لوحت له):- أكلمك لاحقا حبيبي سلام سلام
جاسر(وضع يده على جنبه):- …آه يا نقيبي المجنونة …
بعد لحظات
وصال(قفزت بجانبها):- لن تتفوهي بحرف والله أتيت بأقصى سرعة
كوثر:- لا بأس حبيبتي
وصال:- ما بكِ …قبل قليل على الهاتف كنتِ في حالة اللطف
كوثر(أمسكت هاتفها وأعطته لها):- ادخلي للرسالة الأخيرة على حسابي
وصال(دخلت وقرأتها):- …ما دمتِ لم تنجبي له فأكيد سيأتي بثالثة تنغص عليكِ حياتكِ اللعينة يا ضرتي
كوثر:- فهمتِ ؟
وصال:- أريها لزياد يا كوثر ، لن تسمحي لتلك الحية أن تنغص عليكِ صفو حياتكِ معه …ثم لم نخلص من فيلم الدخلة لنبدأ في مسلسل الحمل ؟
كوثر:- شكله سيبدأ …البارحة كان أبوه ببيتنا ولم يترك شيئا لم يقله على الحمل وهذه معاني وهذا كلام مبطن حتى أصبت بمغص وذهبت للنوم
وصال:- وطبعا لم تبرزي شيئا لزياد …حبيبتي ؟
كوثر:- لن يحدث حمل في هذه الفترة لا أنا ولا زياد مستعدين ، سنفتح مكتب الهندسة سوية وسينجح ولن يعطلنا طفل ولا غيره ..يعني لاحقا لاحقا حين نستقر ونؤسس حياتنا سنفكر بالإنجاب
وصال:- أنتما زوجين متكاملين ، والقرار يرجع لكما فلا يهمكِ صديقتي
كوثر:- إي ….كيف تريدين فستان زفافكِ لم تخبريني ؟
وصال:- ههه مفاجأة ….
كان يضع يده على فكه وهو يجثو على ركبة ويرفع الأخرى متكئا عليها ، ينظر إليها بنظرة سريالية كمن يخطط لنحت تمثال ، حين كانت هي واقفة كالجماد المحنط ، أخذ يلف إصبعه في حركة دائرية يأمرها أن تلف حول نفسها مرتين بينما كان يصغر عينيه مرة ويقوسها مرة ليفتح يده كي تجمد محلها على وقفتها ثم يكرر نفس الشيء ، فمرات كان يغمض عينيه لدقائق طويلة حتى يفتحها ليفرقع إصبعه وكأنه وجد الفكرة …لكن يعود ليخبو من جديد فيتجمد مرة أخرى
وصال:- كدت أتحنط يا باتريك هل سيطول الأمر؟
باتريك:- شتتتت ولا حرف أنتِ تقطعين بث بنات أفكاري
كوثر:- كخممم وأين ذهب الصبيان؟
هنادي:- إنه يرفض المقاطعة حبذا لو نلتزم بالصمت
ميرا(وهي تلاعب شادي):- باتريك لقد حنطت البنت فعلا وأصبتنا بالملل ، ما الذي تبتكره يا آخرها فستان زفاف الله الله
باتريك(فرقع إصبعه لينهض ويمسك إصبع وصال الصغير):- تعالي تعالي لفي معي لفي لفتين أيييييييييي تحفة تحفة الفستان تحفة
وصال(تنظر للعدم):- أنو فستان ، ميرا هل جن جنون مساعدكِ ع زفافي يعنيييي …ألوووو أنو فستان يا هبل ؟
باتريك(أمسك على فمه):- مادري ميااااا إنه تحفة تحففففففة ، يااااه
ميرا:- دعيه سيعود بعد قليل بالتصميم ، لنشرب الشاي سوية
كوثر:- هل سيطول الأمر ؟
هنادي:- أحيانا يأخذ ساعة …وأحيانا
ميرا:- ساعاااات …. لكن لا تقلقي أردتِ فستانا استثنائيا وستحصلين عليه
وصال:- ممتنة لمساعدتكِ حقا ..
ميرا:- يعني بالأخير لست مثل الوحش الذي كنتما تريانه عندما تشكوني ميرنا لكما … لا يوجد شيء بقلبي أعزكما حقا لكن الأمر خصوصي بيننا
كوثر:- وأين هي ميرنا …لقد ذهبت ولم تعد
وصال(تلكأت الحروف بجوفها حين تذكرت معرفتها باختفائها):- سترجع سترجع حتما …. يارب
ساعة وبضع دقائق كانت الفترة التي رسم فيها باتريشيو فستان زفاف وصال الخرافي ، والذي ما إن رأوه على لوحه الإلكتروني حتى شهقوا لجماله فحقا حقا قد أبدع …وعليه أعطته الأمر للبدء في التصميم فمن هناك لوقت الزفاف سيكون قد انتهى وصار جاهزا كما تريده ، وطبعا ميرا لم تنسى التفاخر بمساعدها وعمله مما جعلهما تستأذنان وتنسحب كل واحدة لبيتها بفرحة ناقصة ..فكوثر كان يحز فيها موضوع أهل زوجها ، بينما وصال كان عقلها مع ميرنا واختفائها الذي طال طويلا ….
ع ذكر بطلتنا فقد كانت في أراضي تركيا التي وصلتها ذلك الصباح ، حين استقبلتها عائلة محترمة كانوا على علاقة مع أحد في الداخلية …
ميرنا(مسحت على رقبتها):- …ألا يوجد أخبار ؟
نزار:- انسي أمر وائل في الوقت الراهن ، لن نفكر بأحد سوانا علينا الوصول بأمان يا ميرنا
ميرنا:- لكن هذا لا يمنع القلق عليه ، هل سيكون بخير ؟
نزار:- لا أحد يعلم …لا أحد يعلم لكننا سنأمل خيرا
ميرنا(سحبت نفسا عميقا):- ما كان علينا التخلي عنه الآن …الآن كيف سيبلي هناك بدوننا …، طبعا لن يرحموه أنت لم تعرفهم
نزار:- أعرف أنكِ معي الآن ،أنني سأحميكِ وسأوصلكِ لبر الأمان …بني وائل لن يصيبه شيء أنا واثق من ذلك … سينجو
ميرنا:- … طيب ، لن أطيل في الأمر ، متى نبدأ من جديد ؟
نزار:- سنبقى هنا يوما آخر وبعدها نبدأ … ارتاحي ارتاحي تبدين منهكة
ميرنا:- أي راحة ونحن في خطر محدق كهذا ، لن أرتاح حتى أصل للبيت ويلحقنا وائل وهو في أتم صحة
نزار:- على الله …هيا سأكون بالغرفة المجاورة …
ميرنا(اضطجعت على السرير لتسري رجفة باردة بجسمها):- … كيف أخبرهم أنني لا أستطيع النوم ، لا أستطيع فشيء بداخلي يحول دون ذلك وكأنما حُرم علي … أيعقل أنني أدمنت بقائي في ذلك السجن ، كيف سأتخلص من بقاياه العالقة بي كيف ؟؟؟؟
نزار(عبر هاتفه):- البنت معي …إنها بخير ونحن في بيت آمن …، وائل لا أملك معلومات عنه حقا لكنني مؤمن بنجاته ، سيفعلها
كبيرهم:- رجالنا منتشرون في كل مكان …سوف يحاولون إنجاده في الوقت المناسب لكن عليك الإسراع وإدخال الوليدة لا نرغب بحدوث مفاجآت
نزار:- سيحدث ذلك …
الكاهنة:- أي جديد عن وليدتنا ؟
كبيرهم:- أبوكم نزار سيجلبها رفقته ، بالأخير أنجز ما لم تستطيعا إنجازه
أمان:- مهمتنا لم تكن وليدة الشمس
الكاهنة:- لو تصمت
كبيرهم:- انصرفا …انصرفا فقد بدأت أنزعج من مناقشتكما كل الوقت ، لنأمل أن تتبع تعويذتنا أثر الدرع والمخطوطة لتعيداهما لملكيتنا
الكاهنة:- لن نثقفَّ الأثر حتى تستعملهم تلك الساحرة ، طاقتهم ستجذب انتباهنا
كبيرهم:- أشعر بهالة غريبة تجتاح عالمنا ، شيء ما يحدث في مكان بعيد
الكاهنة(ابتلعت ريقها لتنظر لأمان):- إحساس مشترك يا كبيرنا ، أمان أخبرني أنه يسمع بعض الهمهمات البعيدة ليلا
أمان:- شيء يشبه التعاويذ …لا أستطيع تبيانها لكنها نذير بشيء قادم
كبيرهم:- أجل …شيء ما قادم يا أولاد ، ويبدو أنه لا ينوي خيراااااا
كبيرهم:- لنأمل خيرا …قد وصلنا للنقطة الفاصلة في رسالتنا .
قبل أن نتغلغل في تلك التفاصيل ، لدينا شواء والله أريد منح بطني فرصة في الشبع بتلك الملذات فما هو قادم يجعل الجسم يقشعر …يلا للمشاوي يا جمااااااعة ههه
كان يقلب شبكة أعمدة المشاوي بينما كانت هي تصب الشاي وترتب المائدة التي وضعوها خارج الكوخ ، فالجو كان جميلا والسماء صافية ، حتى القمر كان قريبا من اكتماله …ولم يكن سيتم ذلك بدون موسيقى حين أخرج خالد الجرامافون خاصته ليطلق أغنية صدحت بسكون الغابة ، حين سمع صوت المعزوفة من كوخه ليغادره وهو عازم على مواجهتها …
مرام:- العشاء جاهز وضيفك لم يأتي بعد
خالد:- سيكون هنا بين لحظة وأخرى ، هيي روكسي لا تأكل كثيرا كي لا تصاب بالتخمة أنظري كيف يلتهم العظمة هذا الولد
مرام(وضعت يدها على خدها):- …سأربي واحدا مثله في البيت إن سمحوا لي ، إن لم يفعلوا سأجعله يعيش بقصر أخي
خالد:- يؤنسون وحدة المرء …لكن لا أحد يعوض قرب الحبيب
مرام(شردت في جملته لتمسك على قلبها الذي بدأ بالخفقان مستشعرا قدوم ذلك الحبيب):- صح …
خالد(انتبه لركض روكسي):- شكل ضيفنا قد وصل
مرام:- سأحضر الملح والكمون نسيتهم بالداخل
خالد:- أهلا أهلا بجارنا الجديد ، لا لن أطيل بكلمة جديد سنأكل سوية بعد قليل يعني صرنا أصدقاء
فريد(يبحث عنها بعينيه):- شرف لي …كيف الأجواء ؟
خالد:- ممتعة … أنت جاهز لسماع عزفي سوف يكون رائعا لكن بعد الأكل
فريد(وضع حقيبة يده):- أحضرت كماني أيضا ، ربما يكون هنالك حفلة غنائية بهذه الغابة
خالد(عانقه):- أنظروا للصدفة الجميلة التقى الموسيقيون في غابتي ، عزيزتي مرام جارنا أيضا موسيقي أتصدقين ذلك تعالي لأعرفكِ عليه
مرام(خرجت وهي تحمل بيديها صحنين وضعتهما على المائدة):- قادمة يا خالد لقد قضضت مضجع أموات وأحياء الغابة و ….هئ فريييييييد ؟؟؟؟؟
فريد(دمعت عيناه ليمسك على فمه وهو ينظر إليها):- …م…مرااااام ؟
خالد(صغر عينيه فيهما):- مهلا مهلا …أنتما …آه يا روكسي آه لم لم تنبهني يا صديقي …واووو لنجلس هكذا ونشاهد
مرام(نظرت لنفسها بارتباك):- أ…أنا
فريد(تقدم نحوها والدموع تكاد تقفز من عينيه):- كيف استطعتِ ذلك …
مرام(أمسكت على قلبها):- فريد …أنا ….لم أكن …لم أكن مستعدة و
فريد(وهو يتأملها بعيون منكسرة):- كيف فعلتِ ؟؟؟؟
مرام(تنهدت عميقا لتمسح دموعها):- لن تحاسبني ، لن تفعل
فريد(تقدم نحوها ليمسكها من ذراعها):- كييييييف استطعتِ أجيبيني
خالد(نبح روكسي):- لا لن نتدخل يا روكسي موضوع شخصي
مرام(أزالت يدها):- أجبرتموني على ذلك …ماذا توقعت يا فريد ؟
فريد:- لا أصدق …لقد جئت قبل أيام لكنني لم أتمكن من الاقتراب خشية على مشاعركِ بينما …بينما فهمت الآن سبب لجوئكِ إلى هنا مع رجل غريب لا نعرف ملته ولا أصله
خالد(أومأ للكلب):- هنا يأتي دورنا بالتدخل ، عزيزي فريد لو سمحت
فريد:- لو سمحت أنت ، أشكرك على حسن ضيافتك وعلى صداقتك لكن هذه الفتاة تخصني وسترجع معي الآن
مرام(سحبت يدها منه):- قلت لك دعني ..لن أرجع معك لمحل لست دمية لديكم تحركونني حسبما تشاؤون ، لم أعد طفلة لم أعد طفلة
فريد:- مراااااااااام …ستغادرين معي ، يجب أن يعرف الجميع بذلك لا تملكين الحق في إخفاء الأمر بعد كل هذه المعااااااناة
خالد(وقف أمامه):- دع قبضة الفتاة
فريد(مصمص شفتيه ليتركها):- وكيف ستوقفني ؟
خالد:- لن أتصرف بهوج لأنني ملك المكان ..لكنني سأدعوكم لتناول المشاوي قبل اقتراف أي شيء …موافقان ؟
فريد:- ماذا تهذي ؟
خالد:- نأكل …مااام عشاااء يعني لا يجوز خصام ببطن فارغة
مرام(ببكاء حركت رأسها):- لن تتغير ستراني دائما ضعيفة ..حتى وأنااا
فريد:- لم أقصد ذلك لكنني أعترض على إخفائكِ للأمر ، لا تملكين الحق لنقل أنكِ تعاقبينني لكن ماذا عن أمك مرام ؟
مرام:- آلمني الأمر وما يزال يحرقني لذلك أنا هنا أحاول الاستعداد
فريد(زفر عميقا وهو يمسك على فمه):- …مرام لقد …
مرام(رمشت وهي تفهم نظرته):- ….حصل فجأة …
فريد(عض شفته):- تبدين ….رائعة
خالد(تراجع للخلف حين نبح الكلب بصوت ناعم):- تأثرت يخويا يلا شكلنا سنبقى عزابا بمفردنا هكذا حتى نموت …لنحضر بقية المشويات
مرام(خجلت من خالد):- …احم
فريد(اقترب منها خطوة):- مرااااامي
مرام(قفزت ببكاء لتسير نحوه بخطوات متثاقلة وهي تضحك):- ههههه أخيرا فريدي
فريد(ببكاء رفعها بحضنه ليدور بها):- آآآآآآآه يا فرحة حيااااااتي
أجللللللل أجـــــــــــــل أخيرااااااااا مرام تمشي على قدميها ، أخيرااااااا استطااااااعت فعلها وقد كانت ناريانا محقة في تبصيرها حين قالت لها أنها ستكون وحيدة في مكان مظلم تحاول إنجاد روحها بروحها …فعلا الخوف الذي استشعرته ليلتها على نهال وشيماء وعليها جاءا بنتيجة ، فحين نهضت من ذلك الجرف بعد أن ألقى شامل بكرسيها، أخذت تزحف وهي تقاوم وتقاوم لكي تلحق بهم …وفعلا رغم صعوبة الموقف إلا أنها وقفت على قدميها بجهد جهيد لتحركهما بثقل مستندة بأعمدة الأشجار وهي تنادي ببحة في ذلك السكون المهيب …لا صوت لا حياة كانت تائهة لكنها ظلت تتبع عجلات السيارة التي وجدتها بعد مدة بجانب أحجار البحيرة ، أطلت بها لم تجد شيئا لتكمل طريقها لكنها عادت للسيارة حين فتحت بابها وأخرجت شيئا …تابعت لغاية ما وصلت لتجد ذلك المنظر المفزع حيث كان الشابين يعتديان على بنات إخوتها …لم تشعر إلا وهي ترفع المسدس لتطلق رصاصة بظهر شامل الذي سقط ميتا على صدر شيماء من فوره ….بسرعة قياسية التقط خالد المسدس منها حين نظر لها وهي واقفة كالجماد ، مصدوما من مشيها ومن فعلتها …سرعان ما حملها بين ذراعيه فقد فقدت وعيها من هول ما اقترفته ليخفيها بكوخه الذي سكنته طيلة تلك الفترة …..
طبعا لم تسرد لفريد بقية الحكاية بل توقفت عند خطواتها الأولى التي كان يطلب منها إعادتها وكأنها حكاية ما قبل النوم …لاحظ خالد انسجامهما وهو يقدم لهما المشويات بابتسامة عريضة ، فقد كان مراقبا بينما كان خاصتنا يعزفان معزوفة العشق داخل وجدانهما … فأخيرااااا تحقق شيء جميل ومرام عادت للمشي فكيف سيستقبل أهلها ذلك الخبر لا ندري ، المهم أننا استقبلناه نحن وارتحنا يخي 43 فصل والبنت تعاني يلا ، يجعلها بداية الأفراح قولوا آميييييييين ^_^
ع ذكر الأفراح قد طرق باب بيت الراجي لتتقدم جلنار وتفتحه برتابة متذمرة من بقائها في البيت إذ يبدو أن الإجازة قد طالت عليها وهي لا تتذمر…
جلنار:- سأشتم أم أم أم الزائر الذي وضع يده على الزر ما أبعدها ، هييييه فتحنا فتحنااااااا الله الله هئئئئ…أنت لا أصصصصدق ؟؟؟؟؟
لم تشعر بنفسها إلا وهي تجهش بالبكاء وتمسك على فمها لتنظر بدهشة لهذا الرجوع الغير متوقع بالمرة …الأحضان فقط هي التي كانت تعبر عن فرحتها التي لن تعطيها لأحد ، فأهلا بعودة الغااااائبين أهلا ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 04:10 AM   #1055

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

لا يوجد سحر يأتي بخير ، كله شرور في شرور ..تبدأ بلعبة ثم تنتهي بلعنة وكما قلنا سابقا العبث مع الساحرات له عقبات وخيييييمة جدا ، وهذا حال أصدقائنا المراهقين الذين تعذبوا تلك الفترة مع ألاعيب ساحرتنا المجهولة ، التي أجادت إخراجهم عن طورهم والتلاعب بهم كلا على حدة …لكنهم سوية في نفس المصير ألا وهو الرضوخ لأوامرها وتنفيذها بحذافيرها حتى ولو كانت مصيرية ….
لانا:- ماذا تقصدين بأنكِ ستسافرين في رحلة ..من أين أتيتِ بهذه الفكرة وماذا عن دراستكِ هانا ؟
هانا:- نحن مقبلون على عطلة قصيرة سأستغلها مع رفاقي ونغير جو
لانا:- بدون مرشد انسي الفكرة
هانا:- أي مرشد أين نعيش مام ؟؟؟
لانا:- افف لقد أكثرتِ من هذا الحديث ، دعيني أكلم آباء أصدقائكِ ونناقش الموضوع
هانا:- نحن بحاجة للرحلة فلم ننسى منظر الأمين المقتول بعد ، إنها فرصة لتصفية عقولنا كي نستعد للامتحانات
لانا:- أين موقع السفر ؟
هانا(شردت لتهمس بكذب):- في منطقة ثلجية يعني سنستمتع
لانا:- نتناقش مع باقي الأسر ونفكر
هانا:- كلهم موافقون لم يتبقى سواكِ …أرجوكِ لا تدعيني أخجل أمام رفاقي ستوافقين ماما صح …ثم هي ثلاثة أيام لا غير
لانا:- …سنرى …
هانا(كتبت بسرعة في المجموعة):- انتظروني ببيت الشجرة أنا قادمة …
بيلي:- هل أقنعتها عجبا ؟
بريتني:- أمها عنيدة جدا ، أنا عائلتي حتى لم يناقشوا معي الموضوع مرتين سرعان ما أعطوني الموافقة
سوي:- لأن الحادثة أعطتهم دافعا لدعم فكرة سفرنا
جاكي:- يعني رب ضرة نافعة ، ها كيف سنفعلها إذن ؟
نيل:- جهزت التذاكر …ليلا سنكون في تلك البلدة
بريتني:- كيف تتحكم فينا تلك الساحرة تكاد تصيبني بالجنوووون ، لن أنسى كيف جعلتني أحرق نصف شعري بيدي
سوي:- ولا أنا حين قطعت جزئا من جلد ساقي
بيلي:- وأنا كسرت ظفرا كاملا
جاكي:- وأنا اقتلعت ضرسا سليما
نيل:- أما أنا فقد منحتها بعضا من منوياتي شكلها ستهبني أمهات بديلات
بيلي:- هههه اخجل يا رجل
نيل:- ماذا هل قلت عيبا ، فعلا ذلك ما طلبته مني الوغدة المنحرفة
سوي:- بالأخير ستصبح أبا مراهقا يا نيل ههه
بريتني:- وبوب أخذت منه دما
نيل:- بينما سحبت من هانا قيء معدتها ثلاث ساعات على التوالي
سوي:- تعذبت هانا المسكينة
هانا(دخلت ركضا):- تعذبت كثيراااا …لكن بنتيجة مربحة ماما وافقت
قفز الرفاق سوية من الفرح وبعد أن تناقشوا في ما سيفعلونه ، توجهوا لمنازلهم ليجهزا الحقائب لتبدأ رحلتهم صوب الوطن بالضبط للبلدة لكن ….ما الذي يحدث ؟؟؟؟ لماذا تجذب المراهقين للبلدة ولأجل أي غاية بالمناسبة ..ألم يصادف أن تكون تلك الليلة نفسها ميعاد سفر ليندا ؟
ليندا:- إن بكيتَ مجددا سأعمي مقلتك ولن تجد بما تبكي
مغدور:- واحدة محولة والأخرى متأثرة لفراقكِ مولاتي
ليندا:- سأشتم مولاته الآن، مغدور أنا أترك رجلا خلف ظهري إياك
مغدور(جمع دموعه):- والعين المتبقية لي سيكون كل شيء تحت السيطرة
ليندا:- أهم شيء حكيم يا مغدور ..حكيم
حكيم(نزل بخيلاء):- ما به الحكيم يزعج فؤادكِ يا سفيرة ؟
ليندا(سحبت نفسا):- لو طلبت عناقا سأكون طماعة
حكيم:- لو كان عناقا أخيرا أسمع بعده خبر موتكِ ، طبعا سأمنحكِ إياه
ليندا:- هاها …مزحة ثقيلة
حكيم(اتكأ على الدرابزين):- إي…متى نراكِ ؟
ليندا:- بعد ثلاثة أيام …لن يطول سفري
حكيم:- في أمان الله إذن ، أنا بصالة الرياضة
ليندا(أومأت لمغدور):- راقبه جيدا ، به أمر مريب سنكتشفه..هيا
مغدور:- اهيئئئووو مولاتي ….
ليندا:- اغرب اغررررب عن وجهي يا حشرة…انصرف
خرجت من قصرها لتنطلق بدورها للمطار كي تسافر لأرض الوطن التي لم تطؤها قدماها منذ وقت طويل …منذ أن لعنتها تلك الأرض وحرمتها من الرجوووع ، لكن ما سيحصل هو أن لعنتها غالبا ستفك وستصبح السفيرة قادرة على الدخول والخروج كما يحلو لها ، ويا زين ما سيحصل أآآآآخ ..
حكيم(ابتسم):- …يعني رحلت أخيرا بعض الفرجة
اعتماد:- عيون مغدور حريصة علينا ، لا يجب أن نتهور
حكيم:- موضوع القبو لم يمت بعد ، شكوكهم حولي أعرف لكنهم لن يصلوا لشيء أنتِ ابقي على سير الخطة وكله سيكون تمام
اعتماد(حملت المناشف):- إن شاء الله خير … بالإذن
حكيم(أغمض عينيه ليهمس ببسمة):- أترغبين ببعض السباحة ؟
دخل وسط المياه وهو يستشعرها بجانبه ، شيء مثل الهوس الحسي حين راح يحس بوجودها جواره في كل لحظة ملموسة … والسبب في ذلك أنه لمس إصبعها في الطرف الآخر ، مما وحد شيئا داخلهما أكثر من سماع صوتها أو استحضار وجودها ، لقد بات يشعر بها أيضا مرات عديدة …والآن بينما هو في ذلك المسبح إنه يجدها تطوف حوله كحورية البحر التي تظهر وتختفي كلما أرادت …ابتساماته كانت عميقة جدا عميقة لدرجة الانجذاب لشيء سحري غير حقيقي ، لكن لا أحد يعلم هل هو ضرب من الجنون أو أنه فعلا قائم …لا يملك فكرة فكل ما يعرفه أنه منساب في عالم فتح مصراعيه لعقله كي يخرج من حالة الهذيان التي كان يعيش فيها …
أغمض عينيه ليغوص داخل الماء حين استشعر يديها على صدره ، فتحهما وهو يحاول البحث عنها حين أخرج رأسه وهو يتنفس عميقا
حكيم:- جبانة
صوتها:- … أنت تغرق في جنوني
حكيم:- تمانعين ؟
صوتها:- …غدا سوف آخذك في جولة أخرى لكنها لن تكون من ذكرياتي ، بل ستكون من الحاضر …ستكون أنت مرساتي لمراقبة الأحداث
حكيم:- لم أفهم شيئا
صوتها:- بداخلك دم الساحرات يا حكيم ، ذلك الدم ليس عاديا بالنسبة لواحدة مثلي سيكون مرساة يعني جسرا يُمَكنني من رؤية البعيد
حكيم:- ماذا سترين ؟
صوتها(كحفيف الأفاعي):- اجتماع السحرة …… !!

"اجتماع السحرة"
رسالة وصلت لقبضة كل واحد فيهم على حدة قبل بضعة أشهر ، اتهموا فيها بعضهم بالتلاعب ولكن اتضح فيما بعد أنها رسالة مشتركة ستجمع معشر السحرة كلهم دفعة واحدة وبلا استثناء …مجرد تخيل ذلك يجعل الأبدان تقشعر فكل واحد فيهم يحمل شرا دفينا ، كيف ستلتقي تلك الشرور والأفئدة المليئة بالغضب والحقد والدماااااء …كيف سيبلون بعد أن يكتشفوا ماهية بعضهم بعضا ، لا أحد يعلم لكننا سنعرف لأننا سنكون هناك .ههه من مثلنا يا ليل الليل ….
ذلك الموعد محدد عندما يكتمل القمر في البلدة بجبل الساحرات تحديدا ..وقبل أن ننتقل لذلك الموعد علينا أن نعرف موقع كتاب السحر الأسود أشهر وأثمن كتاب فوق الكرة الأرضية ، والذي انتقل من مكان لمكان حتى وصل لجانب محظور في مكتبة قديمة …
الكتاب كان لتمارا أقوى ساحرة على وجه البسيطة فقد كان مليئا بالسحر الأسود مليئا بالتعاويذ مليئا بالغضب والحقد والشرور ، كل صفحة تكتب من تلقاء نفسها وتظهر جوهر كل قارئ على حدة ، كأنها مرآة من العالم الآخر ..شيء يذهب العقل فكيف يتواجد كتاب سحري في هذا الوقت العلمي الذي نعيشه ..، كان هذا السؤال الذي طرحه رفاقنا المراهقين قبل أن يقتنعوا حقا أنه موجود بعدما أصابهم من جنون الساحرة التي لعنت حياتهم وقادتها للجنون … قد حولت لعبتهم إلى لعنة ستجعلهم يندمون على العبث معها من البداية …
ليلة واحدة تفصل بين ذلك اللقاء فما الذي سيحدث ، من سيأتي ، وكيف سينتهي الأمر بتواجد النيران والقنابل والبراكين والكوارث الطبيعية بجواااااار بعضها أتخيل بس ومجرد التخيل يهول ….
_ليلة اللقاء_
خوري : كان ينظر لتلك الرسالة الملوية بطريقة قديمة يربطها خيط رفيع في الوسط ، وضعها بجيب سترته الأنيقة التي رفعها كي يلبسها أمام مرآته …كان بطقم أسود كاملا حتى ربطة العنق إذ يبدو أن هذا اللقاء يعني له الكثير ، ابتسم بخبث وهو يمسك قنينة عطره ليرشها حول نفسه ، عدل خصلاته برتابة فهو يعلم أنه وسيم وفتاك للناظرين آح … حمل رباط يده وعقده بإحكام ليمسك مسبحة صغيرة سوداء ظهرت حديثا لتطبع هيأة البارون خوري الرااااجي الذي أخذ سيارة باتمان بمفرده ليتوجه لمكان اللقاء …..
ليندا : وضعت قلادة ألماسية على رقبتها بينما لامست الحلق التابع لها ، كانت تمسح على جسمها حين كانت ترتدي فستانا أسودا ملتصقا حتى القدمين ، أمسكت سترتها الصوفية ذات اللون الرمادي لتلبسها وترتدي بعدها الكعب ، لامست خصلات شعرها الذي كان لولبيا لتبتسم بمكر وهي تنظر لجمالها في المرآة ، رفعت الرسالة المماثلة ونظرت إليها قبل أن تضعها بحقيبتها اللامعة وتتحرك نحو البلدة بسيارتها الخاصة ….
سلسبيل : جذبت خصلات شعرها الطويل على يمين كتفها لتفتح شق صدرها جيدا وهي تميل ذات اليمين وذات الشمال معجبة بنفسها كثيرا … كانت ترتدي فستانا أحمر فاقع ينساب على جسمها بنعومة بينما يبرز شق قدمها اليسار حتى الفخذ ، وضعت الرسالة بحقيبتها الجلدية حين سحبت سترة صوفية مرقطة على كتفها لتغادر الغرفة وهي تصدح بكعبها في أركان المكااااان …
لورينا : كانت تضع ملمع الشفاه حين قبلت نفسها وهي تستقيم لتمسك الرسالة وتضعها بحقيبتها وهي تضبط بنطلونها الجلدي الأسود ، أمسكت سترة جلدية بنفس اللون لتلبسها فوق قميص بلا كمين في الرمادي الخفيف والذي كان بثنية كبيرة تبرز شق صدرها المتدلي منه قلادة عشوائية اختارتها لتلائم الزي ، كانت تلف شعرها لولبي والذي نفشته لتتعطر وتخرج بكعب جلدي وهي عازمة على قضاء ذلك المشوار ….
فخرية : حسنا لم تتكلف مثلهن فقد كانت تتمتع بتفاصيلها المبهمة ، لم تزد سوى سلهام أسود بقبعة وضعته فوق رأسها حين كانت تفرد شعرها الأبيض وتضع ضفيرتين صغيرتين واحدة على اليمين وواحدة على اليسار …أخذت الرسالة بدورها ووضعتها تحت جلبابها لتنظر للبعيد وهي مدركة لخطورة الشيء المقبلين عليه …زفرت عميقا لتخرج بدورها من الغرفة فتلتقي بهما وهما في أبهى حلة لهما ، لم توليهما اهتماما بل تقدمت كلاهما ليلحقا بها ويتوجها سوية لمكان اللقاء ….
كهرمانة : سحبت نفسا عميقا وهي تغادر جوانب بيتها الجديد ، نظرت لعرندس الذي كان يتأمل جمالها بكل صراحة ..ابتسمت له حين فتح لها باب السيارة كي تصعد ويرافقها في مشوارها ذاك ، أعطاها الرسالة لتضعها بحقيبتها حيث كانت تلبس فستانا من القطيفة في اللون الأزرق الداكن بكمين منتفخين وشق مثلث في الصدر بينما ينساب الثوب حتى اليدين اللتين كان ينتهي بحجر مرصع كالخاتم تضعه بالإصبع الأوسط … شعرها كانت ترفعه لفوق وهي تراقب نظرات عرندس المكشوفة وتنظر للبعيد فتلك الرحلة لا تعلم تبعاتها كيف ستكون …
الكاهنة : ألقت على جسمها فستانا أبيض طويل بأكمام طويلة تغطي جسمها كاملا حتى رقبتها كان يلتف حولها عنق الفستان الذي كانت تغلق أقفاله من خلف ظهرها ….حين وضع يده ليبدأ القفل من أسفل الخصر العاري صعودا للأعلى ، نظرت إليه من مرآتها بلا حياة وهي تنظر لتلك الزينة أمامها ، ألقت بها بقبضتها لتجذب شعرها على كتفها كي ينهي قفل الأزرار ، ابتلعت ريقها بعد أن وصل لرقبتها حين طبع قبلة خفيفة وهو يميل برأسه متأملا إياها …بدون نفس جذبت شعرها خلف ظهرها لتضرب وجهه بتلك الخصلات حين ارتد وهو يرمش مشدوها بتفاصيل جمالها الأخاذ ، ناظرت نفسها أيضا فلأول مرة تلبس الأبيض ..، تنهدت عميقا لتمسك سلهامها الأسود وتضعه على جسمها وتعقد خيطه في الصدر وتلقي بالقبعة على رأسها كما العادة ..تقدم نحوها ليزيلها برفض لكنها أبت الانصياع وأشارت له بارتداء سترته فقد حان الوقت ..فقد كان يرتدي ثياب عشيرة الشمس ذات القميص الطويل حتى الركب وبنطلون أسود ، يضع عليها سترة بلا أكمام في ثوب القطيفة بينما كان يلف خنجرا على خصره أمسك رسالتين وأعطاها إحداهما ليأخذ الأخرى ويضعها بصدره ..تأملت شق صدره العاري لتسحب نفسا عميقا وتتحرك رفقته للمجهول ..
أما عن بقية السحرة فسنراهم هناك في عين المكان ، عيب أن نحرق المراحل يا جماعة إذ يكفينا الرعد والبرق الذي أرسلناهم قبل قليل …
في البلدة بجبل الساحرات
كان هنالك حلقة دائرية كبيرة من الأحجار تتوسطها حلقات صغيرة متجاورة قرب بعضها بعضها ، عشرة مقابل عشرة بينما في الوسط كان هنالك أعمدة خشبية تنتظر إشعال نيرانها الخامدة … الحال أن الساحرة جهزت كل شيء وها هي ذي في مكان خفي تنتظر قدوم معشرها الذي سيتعرف على بعضه بعضا أول مرة ….
وصلت السيارات في وقت واحد إلى عين المكان لكن كان هنالك أشخاص مجندين يدلونهم على الطريق بحيث لم يرى أحد الآخر بعد …دخلت ليندا أول واحدة فيهن لتقف بمكان مخصص لها وهي تتفحص المكان المهجور وهي تتنفس الصعداء فقد فكت لعنتها أخيرا وصارت حرة …جاءت بعدها فخرية وسلسبيل ولورينا اللواتي لم تدخلن مع بعضهن فقد جعلوا كل واحدة تمر لوحدها دون أن تعرف الأخرى أين ذهبن بها ..جعلوا كلا منهن في موقعها المخصص أيضا ، لتنضم كهرمانة من بعدهم وأوقفوا عرندس ليبعدوه عن المكان لأنه محظور ، قرر البقاء في السيارة حين وضعوها بموقعها هي الأخرى … ليكون المقبل هو خوري الذي تم إدخاله بهيبته المعتادة وثقته التي لا تخبو ليحل بمحله المخصص …
هكذا تم مع بقية السحرة الوافدين الذين وضعوا كل واحد منهم في حلقة خاصة به ، الشيء الذي يجعله مميزا في تلك الحلقة هو أنك لا ترى شيئا مما يدور حولك ، كأنها حلقة من البعد الخفي التي تحتجزك في بوتقة مخصصة لأجلك فقط ، لا تتمكن من رؤية شيء ولكن تسمع ما تريدك سماعه ، فبعد أن وضعتهم جميعا في أمكنتهم حان وقت دخولها …
وعلى موسيقى طبول قرعت من قبل تباعها تصاعدت همسات مغنية ناعمة تعزف على "الهَارب" ومن صوتها يبدو أنها مألوفة ….
دخولها كان بارزا لهم فقد جعلتهم غير مرئيين لبعضهم لكن تركت نفسها كذلك لأنها ستحادثهم كلا على حدة ولاحقا تخلط الحابل بالنابل ، يعني تشويق وحركات وما شابه ….
الساحرة(كانت تضع لثامها وهي ترفع عصا تنتهي برأس أفعى):- معشر السحرة ، عائلتي وإخوتي وأبنائي ، دمي وإرثي وأمجادي …قبل أي شيء أنتم محتجزون في هذه الحلقة ، مجردون من السحر ومن أي قوة تحملونها بخلدكم ... أنتم هنا في أرضي أرض الساحرات اللواتي طردوهن من بيتهن شر طردة ، أنتم هنا بناء على دعوتي الخاصة لكم لأجل إرجاع تلك الأواصر من جديد ، لإعادة الروح لهذا المكان المردوم لكي نتعرف على بعضنا بهذا القدر ….لا أحد يرى من يقف بجواره لكنني أراكم جميعا ، الحلقة التي دخلتم فيها تحجب بصيرتكم لكنكم تروني وتسمعونني جيدا …بعضكم يعرفني وبعضكم لا يتذكرني بعضكم سمع عني وبعضكم أكاد أسمع صوت اصطكاك أسنانه من الهلع … ، أناااا لست أرغب بترهيبكم لكنني أوافقكم الرأي يجب أن تخافوا مني ، خصوصا أنتم يا صغاري هههاهاهاااااااااا
التفتت بشر لتنظر نحو المراهقين خاصتنا الذين كانت تأسرهم في حلقات متفرقة ، سبعتهم جوار بعضهم لكنهم لا يرون بعضهم شأنهم شأن البقية الذين كانوا يتساءلون بداخلهم عن هوية تلك الساحرة التي لم تسدل غطاءها بعد …التوتر بدأ يحيط بالأجواء لترتفع وتيرة الخوف مما سيحدث ، خصوصا بعد دخول طائفة من النساء وهن يلبسن سلاهم حمراء بدئوا يطوفون حول الساحرة التي أشعلت بيديها فتيل تلك البقعة النارية التي كانت تتوسطهم جميعا ..
الساحرة(رفعت يديها للسماء):- أيتها النيران استيقظي لتحرقـــــي فؤاد كل مرتد عن أوامري ، استعدي لإحراق من سيعصاني ولن يؤمن بي ، أيتها النيراااااان تأججي لتلسعي كل مخطئ في حقي ، ستعملين تحت إمرتي وستكونين جنديا يؤدب هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم ندا لي أناااااااا … تأججي تأججي تأججــــــــــي ههههه (كانت النيران ترتفع مع كل حرف) هههههااااا يا أيتها السماااااااء أرعـــــــدي أبرقي أمطري وانثري غضبكِ فوق جبين كل معاااارض لي ، اغضبي واجرفي معكِ كل الطيبة المختبئة في أركان قلوبهم ، جرديهم من هويتهم وأعطيهم نثرات الحقد والكره لتملأ جوااااااهم فما هو أمامي لا يكفي ….ههههه أمطري أبرقي أرعــــدي ههههه(بدأت الرعد والبرق والسماء تمطر بغزارة) هههه ….يا أيتها الأرض آآآآآآآآآآآه ياااااااااااا أيتها الأرض افتحــــي أبوابكِ لأمواتك وأحيائك أعطيني قوتهم أعطيني غضبهم أعطيني شرورهم وازرعيها بداخلي ، يا أيتها الأرض امنحيني طاقتهم ولا تشفقي فقريبا سأعطيك هبة تدفنينها بأحضانكِ قرباااااااااااانااااااااا اا غاليا على القلب هههههههه (تحركت الأرض من تحتهم لتستكين مجددا) هههههه ….أيها التـــــرااااااب أيها الترااااااب ارتفــــــع وطف حولهم اجعل عيونهم تدمع اجعلهم يختنقون ارتفع تحت أقدامهم وثبتها في أرضك ، ثبتهاااااااااااااااااااا هههههه(ارتفعت وتيرة التراب لتمسك أقدامهم بإحكام في تلك الحلقة) …هههه …أيتها الرياااااااح أيتها الريــــــااااح هُبــــــــي علينا بغضبك هبي علينا بانتقامك هبي علينا بأوجاعكِ وآلامك هبي ولا ترحمي واملئي الكون بالجنووووون ، جرديهم من ثياب غدرهم اكشفي حقائقهم دمري علاقاتهم واصنعي لي عالما من الشر لأؤججه فوق نيراااااااان انتقاااااااااامي ههههه(هبت رياح عاتية بكل مكان) هههههه….أيتها الطبييييييييييعة ها قد عدت من جديد لأسلبهم من حريتهم وهويتهم لأعيدهم إلى خدمتي فهم جنودي من الآن فصاعدا حتى تتحقق النبوءة وآخذ ما هو ملك لي ، …. يا جنودي أسخركم في قضيتي لاستعادة كرامتي وكرامة الساحرات التي هُدرت على هذه الأرض !!!!
رفعت يديها بخفة لتلوح بهما في رقصة كشفت عن تفاصيل جسمها الذي كانت تخفيه في ذلك الجلباب الأسود ، كانت تميل في تلك الحلقة حيث كان كل من تمر عليه يبقى مشدوها في رقصتها الاستثنائية تلك …حركات عميقة تعطي للرائي لوحة فنية للتأمل ، على أنغام تلك الطبول وآلة الهارب وصوت المغنية التي لم تدرك شيئا مما يحصل ، فقط كانت تغني لتصدح بصوتها الساحر وتضفي أجواء حماسية على المكان …
استمرت حتى توقفت عن الرقص حين انحنت أرضا على ركبها وهي تفرك التراب بيديها لتحمل جزئا منه وتنفخ فيه فتتوقف الأمطار وتنطفئ النيران وتستكين الرياح وتهدأ الطبيعة بمن عليها …
الساحرة(رفعت غطاء رأسها لتبقيه محنيا):- …أتيت بكم لأنني بحاجتكم ، وأنتم بحاجتي سأحقق لكل واحد فيكم رغبة بينما ستحققون لي جميعا رغبة ، أولا ستعطونني دمائكم وخصلة من رأس كل واحد فيكم ، هذا ليس أمرا على فكرة يمكنكم القيام بذلك يعني لو اعترضتم جنودي حاضرون …جميل من ملامحكم يبدو لي أنكم موافقون هيا …
مر الجنود بحلقة كل واحد فيهم ليجذب كفه ويجرحه فيعصر بعض الدم في وعاء مخصص ، هكذا لينتهي عدد كل الحاضرين إضافة لخصلة من شعرهم وضعوها وسط الدماء وقدموها للساحرة التي أمسكته وجرحت يدها لتعصر دماءها أيضا وتجذب خصلة من شعرها وتضيفها لذلك المزيج الدموي من آل السحرة أجمعين …رفعته بين يديها لتسكبه كله فوق رأسها تحت ضحكات ساخرة ونظرات متوجسة من قبل أغلبيتهم …
الساحرة(تنفست عميقا وهي تشعر بالطاقة تتسرب لداخلها):- ههههه …بما أنكم وهبتموني ما أريده ، سأخبركم سر إحضاري لكم وأيضا سأعطيكم هدية يا أم لقمان …حان الوقت لتظهري بجواري يا خليلة
تقدمت أم لقمان وهي تمسك عصا مماثلة لعصا الساحرة لتقف بجوارها وهي تتلو تعاويذ مبهمة تصدح في سكون المكان الذي أخرسته ، حتى الموسيقى والغناء توقف لكي تسطر النساء حولها وحول الساحرة في حلقة أيضا ويبدؤون بترديد تلك التلاوات الغريبة …كن يؤدين طقوسا مريبة وهن يجلس على ركبهن ويضربن على الأرض ضربات منظمة ورأسهن المغطى يحركنه يمينا ويسارا في ريتم متناغم ، وكلما ارتفع صوت أم لقمان ازدادت وتيرة حركاتهم المريبة ليتوقفوا فجأة وهن يضربن على صدورهن ، بقين جامدات أيديهن على قلبهن بينما أم لقمان كانت تضرب معهن بعصاها ذات رأس الأفعى لتوقفها بضربة واحدة في الأرض جعلتها تتشقق …
نظرت حولها بنظرة مميتة بينما كان الشرر يتطاير من عينيها لتقف مقابلها فبعد تلك السنين كلها تلتقيان من جديد …سحبت أنفاسا عميقة لتفتح هالة فخرية وتسمح لها بالحديث
أم لقمان:- مضى زمن سحيق أيتها العجوز اللعينة
فخرية(تنظر لها ولهم):- … كنت أتوقع كل شيء منكِ لكن ليس هذا ، لن تتواطئي مع تلك الساحرة الغريبة لتسلبي الأولاد أرواحهم …
أم لقمان:- بالله عليكِ ، نحن لا نريد أن نسلبهم من أرواحهم أنتم من ستفعلون ذلك
فخرية:- كيف …ماذا تقصدين ؟
أم لقمان:- ما أقصده ستعرفينه بعد قليل ، الآن يجب أن تتصالحي مع ذاتكِ وتعترفي بخطيئتكِ وسرك الدفين هذا فقط ما سيطهركِ ..
فخرية:- هل سيسمعونني ؟
أم لقمان:- حجبنا الرؤية لبعضكم بعضا وكلما اعترفت واحدة تنكشف هالتها للأخرى …
فخرية(بأسف):- … لدي سر دفين أخفيته في دهاليز حياتي ، سأكشفه وأتمنى ألا يصبح الوضع أسوأ …
أم لقمان(سمعت همهمة الساحرة):- ….ما سركِ يا فخرية قوليه بصوت مرتفع حتى يسمعه الجميع
فخرية:- ولكنكِ قلتِ ..
أم لقمان:- قلت أن الرؤية محجوبة لكننا فتحنا مجال الصوت الآن ، سيسمعونكِ لكنكِ لن تسمعينهم إلا بعد كشف هالة كل واحد فيكم على التوالي فهيا ….أفصحي ما سركِ يا فخرية ؟
فخرية:- سري …أنني قتلت ابني
شهق الجميع بأمكنتهم مع أنفسهم وهم يسمعون لأول مرة هذا الخبر ، فالمعروف أنها لم تتزوج ولم تنجب طوال حياتها فمن أين ظهر ذلك …
أم لقمان:- جيد…
فخرية(أغمضت عينيها على دموعها لتلامس بطنها):- …بني …آسفة
أم لقمان:- ما هي رغبتكِ لنحققها لكِ ؟
فخرية:- هل سامحني ؟
أم لقمان(زفرت عميقا):- سيسامحكِ حين يعرف كل شيء
فخرية(بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
أم لقمان:- انتهى دوركِ
عادت لدائرتها لتترك فخرية في حيرة من أمرها ، والتي لم تفقد مجال الرؤية بل كانت تتابع معها اعتراف كل واحدة بعدها …
أم لقمان(وقفت عند هالة سلسبيل وفتحتها):- أهلا بسلسبيل على أرض الساحرات هل اشتقتِ للجبل ؟
سلسبيل(بتأفف):- تمنيت رؤية وحش على أن أرى وجهكِ يا عجوز
أم لقمان:- أخبري الجميع عن نفسكِ أولا
سلسبيل:- فهمت أنه اعتراف مباشر تريدون مني قوله أمام الكل
فخرية(رمقت نظرتها لها):- هيا أختي
سلسبيل(نظرت لفخرية ثم للساحرة):- أنا سلسبيل ، سكنت جسد شاهيناز لحظة وفاتها وخرجت من ذلك الأسر الجبلي بواسطتها …هذا اعترافي
أم لقمان:- جسدكِ متعفن في الجبل وراءكِ ، إن قمتِ بأي حركة غير مرغوب فيها سنعيدكِ إلى هناك لتفني هناك ..
سلسبيل:- وعلى ماذا أنا معكم حتى ننهي الحفلة ونعود للبيت
أم لقمان(أشارت لها):- …أخبرينا ما هو سركِ يا سلسبيل ؟
سلسبيل:- أنني السبب وراء طردنا من بيت الساحرات فأنا من أحرقت عشيرة الشمس و
أم لقمان:- نحن نعرف ذلك عن ظهر قلب ، أعطينا سرااا وإلا …نلت عقابا
سلسبيل(أمسكت على رأسها بصداع فتاك):- لالا لا تبدئي ذلك لا تبدئي ، تمام لدي سر أخفيه عن أخواتي .. أنا من أخبرت أبي هجرس بخيانة أمي له وكنت السبب لأنها جعلته يمرض انتقاما منه ، أنا ولم تكن أختي سندس
فخرية(جحظت عينيها):- ياااا إلهي
أم لقمان(ضحكت بصخب لتستدير خلفها):- هههه … آخر شيء يمكننا تصديقه فعلا كانت محقة صديقتي لأنها كرهتكِ فأنتِ حقودة من صغرك
سلسبيل(سحبت نفسا عميقا لتظهر جانبا منها):- حزنت لأنني فعلت ذلك في لحظة غضب ..أحببت أمي لكنها لم تراني ابنة لائقة بها
أم لقمان:- سيتسنى لكِ مناقشة ذلك لاحقا ، أخبريني ما هي رغبتكِ ؟
سلسبيل:- أريد أن أعرف هل أحبتني أمي ولو قليلا فقط ؟؟
فخرية(بحزن ناظرتها):- سلسبيل ؟
أم لقمان:- لا …لم تكن تملك أي ذرة مشاعر تجاهكِ لأنها كانت تقول عنكِ إثما وخطيئة جاءت بغير وقتها
سلسبيل(دمعت عيناها بتلقائية):- ههه … إثم وخطيئة
فخرية:- أختي ؟؟
أم لقمان:- لكن أختيكِ أحبوكِ فعلا ، كهرمانة وفخرية
سلسبيل(نظرت لفخرية عميقا):- فهمت …لنتجاوز
انتقلت من جوارها لتقف عند كهرمانة التي رأت أختيها بجوارها
أم لقمان:- كما سمعتِ يا كهرمانة نحن هنا في جلسة اعتراف ، أخبرينا بسرك ؟
كهرمانة(تفتفت بخوف):- … حين اغتصبني مختار الراجي ،… وحين انتقمت منه وقتلته لم أكن بمفردي ، قد ترك لي ابنه في بطني و …
سلسبيل(بعدم تصديق):- هئئ
كهرمانة:- أنا لدي ابن منه ، أجل لدي ابن من عائلة الراجي التي لطالما كرهتها وشعرت بالعار تجاهها لم أرد كشفه لأنني كرهته ، والآن رغبتي تتجلى في رؤيته وطلب الغفران منه أريده أن يسامحني ويعرف أن أمه ولو أبت ذلك الشعور ونفرت منه إلا أنها تحبه
فخرية(أمسكت على فمها):- غير معقول
أم لقمان:- سنتعرف عليه عزيزتي هو موجود هنا ، من الضروري أن يرى عائلته وعائلته تراه ههه …لمحلكِ يا كهرمانة هيا سنسأله بعد قليل إن كان سيغفر وسنحقق رغبتكِ
كهرمانة(نظرت إليهما لتسحب نفسا عميقا):- هممم
أم لقمان(وقفت عند ليندا):-نأتي إليكِ يا سفيرتنا العزيزة ، ما سركِ ؟
ليندا(بابتسامة خبيثة):- أتتوقعين أنني سأكون طائعة مثل أخواتي الغبيات ، انسي الأمر
أم لقمان(أصابتها بصداع):- ستتكلمين أو ….أستخرج منكِ السر بالقوة
ليندا(وهي تقاوم ذلك الألم):- حسنا …حسنااااا طالما تريدون سماع السر إذن …لأخبركم به ، أنااااا …أنا لست ابنة الرجل الثاني الذي خانت أمنا هجرس بسببه ، لقد كرهت عالم السحرة حين كنت صغيرة دوما كنت أمقت منهم وأنفر من أخواتي …كان لدي طموح بالسفر وعلو الشأن والنجاح بحياتي بدلا من البقاء في مستنقع السحرة ، ولذلك قررت استبدال مكاني بمكان كهرمانة يعني … أنا أختكم الشقيقة وليست كهرمانة
سلسبيل:- ماذاااا تقوليييين ؟
كهرمانة(دمعت عيناها):- ألهذا …ألهذا لست أتمتع بسحر مثلكن ، أنا ابنة ذلك الرجل ولست ابنة هجرس ، لماذااااا فعلتِ ذلك بي …لماذا أخذتِ مكاني وسافرت معه ؟؟؟
ليندا:- لأنني كرهتكن ورغبت بالابتعاد وكان هو فرصة لي ، وافق لأنه وجدكِ طفلة غبية في حين كان يتلهف لشخص ذكي مثلي يفهمه ويريحه …توافقت أنا وهو بسرعة وصار أبي منذ تلك اللحظة التي تخليت فيها عنكن
فخرية:- كنتما شبيهتين في الصغر مثلما أنتما الآن … لذلك لم نستطع التفريق بينكما
سلسبيل:- صدمة بحق …. ههه أظن أن هذا الاجتماع سيكون كارثيا
أم لقمان:- ما هي رغبتكِ ؟
ليندا:- ابنتي لورينا لا تعلم بأنني فعلا أكن لها مشاعر أمومة ، أريدها أن تعرف أنها فشلي الذريع فلم أكن أريد غبية مثلها ، يعني هربت من أختي ليعطيني الله شبيهة بها مع الأسف
كهرمانة:- كلمة أخرى سأقتلع لسانكِ من حنجرتك
سلسبيل:- تهين أختها الغبية اخرسي كهرمانة ليست كذلك
أم لقمان:- اخرسن جميعا…. انتهى معكِ ليندا عودي لمكانك
عادت وهي تزفر بألم دفين حين كشفت عن سرها الأليم الذي كانت تخفيه طوال حياتها ، بينما انتقلت أم لقمان لهالة لورينا التي كانت تمسح دموعها بعدما سمعته
أم لقمان:- سمعتِ ذنوب أمكِ وسرها العظيم ، أخبريني عنكِ ما سركِ ؟
لورينا(ابتلعت ريقها لتنظر لأمها وخالاتها بحزن):- أعرف أنني ابنة فاروق اليزيدي ، ومن آل الxxxxب …سري هو أنني أعاشر شخصا من أبناء عمومتي وأريد تفعيل طاقتي بواسطته خفية عن أمي ،
ليندا:- ماذااااا فعلتِ ؟؟؟؟؟؟
لورينا:- لا وقت لصراخكِ أمي ، نحن في القارب نفسه
ليندا(نظرت لسلسبيل):- ستكون هذه أفكاركِ العبقرية
سلسبيل:- ماذا نفعل الملل يقتلنا أختاه …
ليندا(سحبت نفسا عميقا):- سنتحاسب لاحقا
أم لقمان:- تنتفن شعر بعضكن لاحقا لو خرجتن أحياء من هنا ، أخبرينا لورينا ما هي رغبتكِ ؟
لورينا(بحقد نظرت لليندا):- أريد أن أعرف لم سلبتني أمي من رحمي بأبشع طريقة ؟
ليندا(زفرت عميقا):- لم أكن أريد أن أصبح جدة ولا أن يكون لي أحفاد يحملون نسبة غبائك ، أردت قطع النسل عندكِ وقد وُفقت بذلك ولست نادمة
لورينا:- سأكرهكِ دائما لأنكِ حرمتني من تلك النعمة ، ليس لديكِ حق
ليندا:- أملكه لأنني أعرف مصلحتكِ
أم لقمان:- يكفي …عودي لورينا انتهى معكِ …. الآن هل أنتن مستعدات لرؤية ابن أختكن الوسيم ؟
خوري(غمز لها حين فتحت هالته):- تشرفنا … خالاتي
سلسبيل(حكت عينيها):- ما هذا بحق السماااااء ، أهو تمثاااال منحوت ؟
لورينا(فتحت فمها بصدمة وهي تراه):- واوووووو …ما أوسمه يا إلهي كيف تخفينه عنا يا خالتي كهرمانة ؟
سلسبيل(وهي تتأمل تفاصيله المخفية منها والظاهرة):- كتلة رجولية ، تبا لماذا كنت خالته ؟؟؟؟
فخرية(دمعت عيناها):- ابنكِ يا كهرمانة …ما شاء الله
كهرمانة(وهي تنظر إليه بإعجاب وفخر):- ابني …
خوري(وهو ينظر خلف أم لقمان ببسمة ماكرة):- اجتماع الأحباب هااا
أم لقمان:- أنت مثل أمك سحرك خامد لأنها هجينة من رجل عادي وأم ساحرة …لكن هذا لا يمنع أنك تتمتع بالعديد من المزايا سوف نحركها بداخلك وستشعر بها من الآن فصاعدا ، يعني سنحيي ما هو خامد فيك
خوري:- هل سأتمكن من خنق أحدهم عن بعد ؟
الساحرة(ابتسمت من بقعتها):- خبيث ههه
خوري(غمز لها مرة أخرى لينظر لأم لقمان):- لم أسمع جوابكِ ؟
أم لقمان:- أنا هنا من يسأل …أخبرني ما سرك يا خوري الراجي ؟
خوري:- اممم دعيني أخمن ، بيد أنكم صرتم تعرفون أصلي وفصلي ..أنني من آل الراجي وابن عمومتهم ، أن جوزيت تكون أختي الوحيدة …
أم لقمان:- تشرفنا
خوري:- سري الوحيد ، هو أنني عذبت دمي بيدي
أم لقمان(فهمته):- … ستقول كل شيء …أو لا ينفع
خوري:- لقد … عذبت أبناء عمومتي كلا بما يؤلمه ، كنت سببا في أذيتهم قبل فترة ، بمعنى أنني كنت جحيما لهم
سلسبيل:- وهو أيضا يحمل نفس الجينات ، مبروك علينا صدقا أغرمت به
لورينا(وهي تتأمله):- رغم أنه لم يرث السحر إلا أنه ورث نفس الشر
ليندا(صغرت عينيها فيه):- أنت … كأنني رأيتك من قبل
خوري(أشار لها بعنفوان):- شغلي الذاكرة حضرة السفيرة
ليندا(عادت بذاكرتها للخلف حين فهمت):- أنت …أنت هو البارون الذي استضافني في حفلة من حفلاته الشهيرة ، كيف هل هل كنت تعلم بأمري ؟
خوري:- أعلم ولم أهتم
لورينا:- ههه حتى لا تظني أنكِ الذكية الوحيدة فوق الأرض ، دائما ما كنتِ تحسبين نفسكِ فوق الجميع اتضح أن هنالك من يوفقكِ دهاء ونفوذاااا
ليندا(بلؤم):- كفي عن الشماتة
أم لقمان:- لتخرسن … خوري عد لهالتك انتهى
خوري:- على الرحب والسعة
أم لقمان:- والآن … لدينا ضيفين اثنين من ضمن عائلتكم لكنكم لا تعلمون عنهما شيئا …أحتاج منكم لطول البال وإن تهورت إحداكن فلتتذكر أن سحرها لا جدوى منه هنا …فالحلقة التي تحيط بنا قد جردتكم من كل شيء، لن أقوم بكشف هوية أحدهم ولكنني سأسمح له بمتابعة الأمر … وأيضا سآخذ منه غايتي من الأسرار
تقدمت صوب هالة أماني التي فتحتها لتسألها وتعطيها فرصة للمتابعة
أم لقمان:- هم لا يسمعونكِ ولكنكِ تسمعينهم ، لا يرونكِ ولكنكِ ترينهم …لدينا قاعدة بالبوح بالأسرار و
أماني:- كذبت على أبي عندما قلت أنني نسيت أمر حمل أمي بأخي ، أنا أعرف أنها أنجبت طفلا لكن أبي أرادني ألا أتعذب في تربيته فقرر أخذه بعيداااا عنا …
أم لقمان:- أخوكِ يقف بجواركِ الآن يا أماني ، هل تريدين رؤيته ؟
أماني:- لماذا ستساعدينني ؟
أم لقمان:- لكل واحد هنا رغبة محددة نحققها له ، فهل هذا ما تريدينه ؟
أماني(بعيون دامعة):- أجل هذا ما أرييييده
أم لقمان(ابتعدت عنها):- …أمان أنت تعرف أصول ما يحدث فأجبني عن سرك الذي تخفيه
أمان:- وقعت في غرام امرأة بلا قلب
أم لقمان:- أفهم أنك دخلت في محظورات لا نفتحها في عالمنا
أمان:- هذا هو سري
أم لقمان:- أختك بجوارك ورغبتها التي سنحققها لها هي رؤيتك ، هل توافق؟
أمان:- أوافق
أم لقمان(حركت يديها ليظهرا لبعضهما):- أماني أعرفكِ على أخيكِ أمان
أماني(نظرت له بعيون دامعة):- هل أنت ….أخي أمان ؟
أمان(بتأثر):- يبدو ذلك …أختي أنا ممتن لرؤيتكِ حقا
أماني:- وأنا يا أخي ، يجب أن نتواصل فور خروجنا من هنا لا أريد أن نفترق بعد اليوم
أم لقمان:- ههه لتخرجوا من هنا أولا …ها يا أمان ما هي رغبتك ؟
أمان:- أريد أن أكسر جمود امرأتي القاسية كي تحبني
أم لقمان:- بعض الرغبات قد لا تتحقق فلا تحزن إن لم يتم الأمر ، لكننا سنحاول تسوية ذلك
أماني:- هل أنت مغرم يا أخي ؟؟
أمان:- أجل … بكل قناعة رغما عن قوانيننا وعن أبينا لكنني فعلا متيم
أماني:- يا الله
أم لقمان:-سيظهر أمان ولن يعرفوا أصله ولا فصله ، وأنتِ سأعطيكِ فرصة لمتابعة ما يحدث لأنكِ فرد من هذه العائلة ..أنتِ وهو أولاد سندس ابنة شامة وهجرس ، لن يعرفوا بوجودكِ أماني لأنهم سيحاولون استغلال عرقكِ الثاني من عشيرة الشمس ، إكراما لجدكِ هجرس سنبقي عليكِ في السر حتى يحين الوقت
أماني:- فهمنا …فهمنا
أم لقمان:- سننتقل لضيفتنا الموالية يا جماعة وهي أيضا امرأة لا تحب الأضواء كثيرا ، تريد أن يتم التعرف عليها والعكس صحيح لذلك سنبقيها ملثمة كما تفضل ….
سلسبيل:- من هذه أيضا يا إلهي أكاد أتعرف على عائلتنا
أم لقمان:- لنقل أهلا … ولنختصر على بعضنا الوضع ما سركِ ؟
الكاهنة(نظرت حولها ثم لأمان):- ليس لدي أسرار
أم لقمان:- أكيد لكل منا شيء دفين يخفيه بخلده ، ما سركِ ؟
الكاهنة:- لا أدري كيف أحضرتموني بتلك الرسالة ولا ما علاقتي بكم ، أنا لست من ضمن عائلتكم
أم لقمان:- لكنكِ ساحرة …داخلكِ يغلي بالسحر فمن أين جاء إن لم يكن من أقوى عائلة سحر فوق الأرض ؟
الكاهنة:- لا أدري …
أم لقمان:- أنتِ تعرفين جيدا من نكون ، ونحن نعرف جيدا من تكونين
الكاهنة:- اختصري إذن
أم لقمان:- أنتِ ….
الساحرة(دمدمت من خلفها):- هممم
أم لقمان(سمعتها من محلها رغم بعدها عنها):- …. أنتِ ضيفة شرف أهلا بك وسنعطيك فرصة المتابعة
الكاهنة(تنفست الصعداء):- فهمت …
أمان(امتن أنه لم يكشف أمرها):- هففف
أم لقمان(عادت للوسط):- إي …لدينا ضيفتين ثانيتين لا تعلمان ما سر تواجدهما هنا لكنني سأنتقل لخوري الراجي كي أسأله عن رغبته أولا …
خوري:- أريد إيجاد امرأة
لورينا:- خالتي سلسبيل ابن أختكِ دنجوان زمانه
خوري:- تروقين لي يا لورينا …
لورينا:- لنبقى في إطار الإعجاب إذا هههه
أم لقمان:- أتريد إيجاد المرأة القديمة أم الجديدة ؟
خوري(استغرب كشفها):- كيف ؟
أم لقمان:- أتحسب أن ذلك العقد سيحجب عنا تفاصيل حياتك ، لا تنس أنها من قامت بصناعته لك ههه …هممم أخبرني ؟
خوري:- أريد إيجادهما معا
أم لقمان:- آسفة …واحدة فقط عليك الاختيار والقرار أمامك
خوري(أغمض عينيه ليسأل نفسه):- رومينا أم ستيلا يا خوري ؟؟؟؟
أم لقمان:- يبدو أن الأمر صعب عليك هل أبسطه لك ؟
خوري(أجاب بسرعة):- أختار ستيلا
أم لقمان(فرقعت إصبعها):- هي أمامك …. أرأيت كيف نلبي رغبات أحبابنا
خوري(فتح عينيه على وسعهما):- أنتِ …..كيف كيف جئتِ وأين كنتِ ؟
ستيلا(بعدم فهم تنظر حولها):- أين أنا …خووووري أين نحن ؟؟؟؟
خوري(ابتلع ريقه ليرمق فتاة تلتصق خلف ظهرها):- م..مااااا هذاااا ؟
أم لقمان:- أعرفك يا حفيد السحرة … تلك ابنتك ، وهج
خوري(أصيب بالدوار حين أمسك على رأسه):- ماذااااااااااا ؟؟
سلسبيل(صفرت):- واووووووووو واو واووو صرتِ جدة يا كهرمانة هههههه واووووو أخرى
كهرمانة(وهي تنظر للطفلة):- سلسبيل ….إنها البنت ناهد وتلك البنت ابنتها ، حفيدة سليمان العنبري هي حفيدتي في الأصل هئئئئئئ
سلسبيل(فهمت الأمر):- واوووو واووو واوو مرة ثانية على التوالي
كهرمانة:- هل تلك حفيدتي …..ناهد …لكن من تكون ستيلا ؟
خوري(وهو يحاول الخروج من هالته):- افتحي هذا الشيء حااااااالا
ستيلا(تبكي وتعانق وهج):- ككك كنت سأخبركك كمنت سأخبررمركك سأخبرك عن ابنتك أقسسسسم أقسسسسم
خوري(أمسك على فمه وهو يشهق من صدمته):- لدي ابنة ….هههه …..واسمها وهج أيضااااااااااااااا ؟؟؟؟ وهج يا ستيلا وههههههههههج سأقتلكِ سأقتلككككككككككككك يااااااااااااا حقييييييرة
أم لقمان:- ت ت ت ليس وقته لم يحن وقت الحساب بعد ، نحن هنا نتعرف ونتشرف يلا مبروك عليك هاااا … وطفلك ضياء مقبل أيضا أنظر هناك
خوري(أمسك على رأسه):- عفواااااااا ، ضياء من ؟
ناريانا(كانت تعزف وتغني بخفوت دون أن تعرف ما أصابها):- هممم ننن
خوري(صدم برؤيتها لينظر حوله ثم للساحرة):- حرررررريني حاااالا سأغادر هذااااا الهرااااااء ، سآخذهم معي
الساحرة(همست بخفوت):- تصرفي
أم لقمان(سحبت وهج من قبضة أمها لتضعها بهالة خاصة):- لن يخرج أحد …وإن أردت فعلا الذهاب ابنتك ستبقى
خوري(نظر لستيلا بعتب ثم للصغيرة):- تلك ….مني ؟؟؟؟؟؟؟
ستيلا:- والله والله لم أكن سأخفيها عنك ، خفت منك خففففت أن تسلبني منها أو أن تقتلها لي …إنها قطعة منك يا خوووري
خوري(هز رأسه):- لن أسامحكِ ….لن أفعل …. كيف تجرأتِ ؟
كهرمانة:- حكمة الأقدار يا بني ..
خوري:- أنتِ اخرسي ولن أسمع صوتكِ أبدااااا ،إياكِ وأن تفكري باستغلال الأمر لن أسمح
كهرمانة:- يااااه سرعان ما صرت أبا يخشى على أطفاله ، متى كنت سأفهم عجبا أن لديك طفلين اثنين ، واحدة أمامي والثاني في بطن امرأة لعوب
سلسبيل:- الآن فهمت سبب ضمها لأن ابنك بأحشائها وهو أيضا منا
خوري(مسح على فكه ثم نظر للساحرة مرة أخرى):- أخرجيني …
أم لقمان:- أطلنا بالمواجهة أنتما تملكان وقتا طويلا لحل مشاكلكم الأسرية..الآن بما أن وهج صغيرة ستكون أمها وصيتها وستنوب عنها
ستيلا:- لا أفهم ما يحدث اهئ فيم أقحمت نفسي أنااااا
خوري:- دعيها وشأنها أنا هنا أكفي وأزيد
أم لقمان:- الأوامر هكذا …. ستيلا ما هو سركِ ؟
ستيلا(رمشت وهي تنظر إليه):- تلاعبت بك أنا وأختي ناهد تلك الفترة ، كنا نتبادل الأدوار
خوري:- هذا شيء عرفته سلفا وسأعاقبكِ عليه لاحقا
ستيلا(وهي تحك شعرها بجنون):- …أنا … و …أنا من كنت أضع لك تلك الرسائل المجهولة بغرفة نومك ، بواسطة صديقتي في الميتم إنها …. هاجر
خوري(أغمض عينيه ليشعر بمسمار يدك صميمه):- لا تقوليها رجاء …
ستيلا:- إنها صديقتي وقد جعلتها تصبح مساعدتك لكي أبقى قريبة منك ، جعلتها تراقبك وتساعدك وتحميك وأيضا تخدمني لأنني أحببتك خوري
خوري:- هاجر خانتني
ستيلا(برعب):- خوريي أرجوووك اسمعني
أم لقمان:- انتهى …
ستيلا:- أعيدي ابنتي لجواري من فضلك ، من فضضضضضلك
أم لقمان:- لا تقلقي لم نصل لدرجة الإجرام حتى نفتك بالصغار إنها محمية …اسمعوني جيدا لقد انتهى الآن تعداد العائلة ناقص اثنين لن تتعرفوا عليهم باكرا لسلامتهما …لكنهما يتابعان بحرص مجريات ما يحدث وعليه سنكتشف الجانب الآخر المقابل لكم … مع الأسف كل واحد فيكم سيكون سبيلا في نجاة أحدهم أو موته ، هل أنتم مستعدون ؟
انكشفت هالة المراهقين السبعة الذين تورطوا في تلك العائلة الجنونية ، ليقف بجوارهم أربعة أشخاص إضافيين ما إن رأوهم حتى شهقوا بصدمة
ليندا:- مغ …مغدوووور كيف جئت إلى هناك ؟
مغدور:- مولاتي لا أعرف سحبوني سحبا لا أعرف
ليندا:- حرروا خاااادمي
أم لقمان:- ستفعلين أنتِ إن تمكنتِ من إنقاذه
لوسينتو:- هوووء سيدتي أنقذيني
الكاهنة:- لوسينتووو كيف وصلت هناك ؟؟؟
كهرمانة:- عرندسسسسسس كيف دخلت هناك يا إلهي ؟؟؟؟
عرندس:- ست كهرمانة لا عليكِ لا عليكِ …
ستيلا:- لالالالالا أختي لا أرجوكم للللللا نااااااااهد
ناهد(ببكاء):- ستيلا …ستيلا …
سلسبيل:- إنهما توأم يا كهرمانة كيف استطاعتا استغفالنا ؟؟؟
كهرمانة:- لست أدري يا أختي تتت
أم لقمان:- أجل … كل واحد فيكم مسئول عن حياة الشخص الموجود أمامه … كهرمانة يقابلها عرندس ، ليندا يقابلها مغدور ، ستيلا تقابلها ناهد ، سلسبيل يقابلها بيلي ، فخرية يقابلها بوب ، لورينا يقابلها نيل ، هانا يقابلها أمان ، وجاكي تقابله أخت أمان ، لنأتي للجميلة التي يقابلها لوسينتو وصولا لخوري فمقابله توجد بريتني ذات نمش وشعر أحمر ما أجملها …
خوري(سحب نفسا عميقا وهو يتأملها ليلتفت لستيلا):- هممم
أم لقمان:- اللعبة كالتالي …أنتم عشرة مقابل عشرة ، أولادنا الحلوين عبثوا بكتاب سحري شهير إنه يوميات أمكم تمارا ، وللأسف أقحموا أنفسهم في المتاعب يعني …تمت لعنتهم لأنهم عبثوا بأشياء بعيدة عنهم ، قاموا بالسخرية منها ولذلك كان هذا مصيرهم … إذن سنبدأ بكبيرة الساحرات فخرية التي تقابل بوب ، من المعروف أن هذا الشاب لا يتحدث كثيرا في مجموعته لذلك لن يساعدكِ بشيء
فخرية:- سأحمي الولد تحت أي ظرف
أم لقمان(أشارت للنسوة):- ابدأن بالطقوس … أيتها الطبول اقرعي دفوفكِ
كان يرتجف بخوف بينما رفاقه مثله يخشون بدورهم ما سيحدث بعد قليل ، فما يشاهدونه أبعد من تصوراتهم الخيالية حتى …لقد أرادوا متعة وها قد حصلوا عليها حقا ..
أخذوا يطوفون حول بوب الذي شعر بالدوار والرعب حين كانت تبرز ملامح وجههن الدامي ، لم يكن بشريات بل شيء أغرب يطوف حوله …حاول الهرب من تلك الهالة ولكنه ما استطاع فقد كان محتجزا ولا يسعه الفرار ، ظل يغلق عينيه وأذنيه ليبعد صورتهن وصوتهن لكنه لم يكن قادرا على تحريك ساكن سوى الاستسلام ،..فجأة استكانت النسوة ليجلسن حول دائرته في حلقة ويمسكن بأيد بعضهن وهن يتمتمن بتعاويذ جعلته يشعر بالحرارة والضيق وكأنه وسط نيران ملتهبة …أخذ يصرخ مستنجدا بهم لكنهم لم يروا ما أصابه فقط فخرية التي كانت ترى تلك النيران
أم لقمان:- كي تنقذي ذلك الولد عليكِ أن تقدمي قربانا ، وعائكِ السحري معي أنظري إنه بين يدي سأحتاجكِ لتلقي تعويذة مقابل حياته
فخرية:- حرام ما تفعلونه ، سأقدم أي شيء فقط حرروه
أم لقمان:- جميل… خذي الوعاء وسأمنحكِ سحركِ لمدة خمسة دقائق لتصنعي تعويذة تكسر هالة الولد إن نجحتِ في كسرها ستنقذينه ، النيران التي تشتعل بداخل محتجزه إن تعدت خمسة دقائق ستقتله …هيا العد التنازلي يبدأ
أمسكت فخرية بوعائها السحري لتجلس أرضا وهي تحاول إنقاذه ، أخذت تدمدم بتلك التعاويذ المبهمة لتنتف خصلات من شعرها وتعتصر جرحها فوق الوعاء لتتساقط منها قطرات دماء ، بدأت تحركها برجفة تحاول الإسراع كي يكف عن الصراخ من فرط الألم …رفاقه كانوا يدعمونه ليتحمل تحت نظراتهم الجزعة ولم تشفق دموعهم لكي ترحمهم الساحرة التي كانت جالسة على الكرسي الحجري بوسط تلك الدائرة وتتابع كل المجريات بصمت… بمشقة الأنفس رفعت فخرية ذلك الوعاء فوق رأسها وهي تصرخ بكلام غير مفهوم تستنجد من السماء بينما ترتفع معها وتيرة الطبول وغناء ناريانا الحزين يزيد من ارتباك الوضع …..
أم لقمان:- بقيت بضع ثوان ، الولد لم يعد يتحمل أنظري إنه يجثو ويتنفس بصعوبة …سيموت بعد لحظة لحظتين ثلاثة و ….
بوب(قفز من الهالة ليسقط أرضا وهو يتنفس):- اكحخحح أكح ….نجوت
فخرية(وضعت الوعاء بفشل):- يا إلهي …. كاد يموت
أم لقمان:- كتب لك عمر جديد يا بوب ، اسحبوه للزنزانة المقابلة
سحبته النسوة لزنزانة حديدية مكشوفة خلف تلك الحلقة ، حين عدن ليلتففن بنفس الطريقة حول بريتني التي كانت تنظر بخوف صوب خوري
أم لقمان:- ننتقل لحمراء الشعر …خوري هذه قلادة ساعة الجيب ، لقد أخذناها من قلعتك لنعتبرها سلفا ودينا يا رجل
خوري:- لا يهمني أمرها يمكنكم قتلها
أم لقمان:- قلبك سوداوي لكن …قد يرتد ذلك على شخص آخر يهمك أمره صغيرتك التي اكتشفت أمرها قبل قليل
ستيلا:- خوووووووري لا تجن إنها ابنتك لا تغامر بروحها أرجوووك
خوري(رجف حاجبه):- ….لارد
ستيلا:- ستحرك ذلك العرق الجامد بداخلك لأنها ابنتك سمعتني ،أنت مهتم لأمرهااااااا لا تنكر لا تنكر
أم لقمان:- قرارك ؟
خوري(أغمض عينيه ليلتقط الساعة):- لنفعلها …
ستيلا:- هففف الحمدلله
أم لقمان(فتحت هالته):- الأمر بسيط ، بريتني الآن ستعيش أسوأ كوابيسها لمدة خمس دقائق المفروض أن تجد الإجابة المناسبة للسؤال
خوري:- ههه أهذا ما وجدتموه لائقا بي ؟
بريتني(وهي تنظر لتلك النسوة المرعبات حين شعرت بشيء يسري بجسمها):- لالالالالالا أفاعي لالالالالا اهئئئئ أنقذوووووووني أنقذوووووني أفاعي هناااا لا لا لالا ما هذاا اهئئئئ ستقتلني الثعابين أنقذوووووونيييييي
أم لقمان:- لو جعلناك تواجه أسوأ مخاوفك يا خوري لن تتمكن من التحمل ، أغلبيتنا نعرف ما يكون لكن …تلك الفتاة تعيش نفس الرعب الآن من واجبك إنقاذها بالإجابة الصحيحة … أمك تنوي قتلها مستعملا ساعة رملية كل يوم تسقط حبة وكل حبة تعني يوم
كهرمانة(شهقت حين علموا):- كيف عرفتم ؟؟؟؟
أم لقمان:- اختصاص يا كهرمانة ، ها يا خوري هل تتنازل عن انتقامك من المرأة التي تسببت بخلق أسوأ مخاوفك أم ستختار اغتصاب شابة يافعة ذنبها أنها تحمل المواصفات التي نعلم الآن سبب إدمانك عليها
خوري(رمق ستيلا بطرف عين):- شؤون شخصية لا علاقة لها بهذا الهراااااء
أم لقمان:- أجب …العد التنازلي قد بدأ قبل دقيقتين
خوري(وهو ينظر للعد التنازلي في ساعته):- لن أجيب
كهرمانة:- اهئئئ أعلم أنك لن تغفر لي فأجب واحمي ابنتك
خوري:- أكاد أصدق ضميركِ يا امرأة
ستيلا:- اهئئئئ وهج يا خوري
خوري(أغمض عينيه):- لا تلفظي اسمهاااااااااااااا ، ألم تجدي شيئا يليق بها غير هذاااااااااااا ؟؟؟؟
ستيلا:- لن أغفر لك لو عرضت ابنتنا للخطر اهئئئ لهذا لم أردك أن تعرف بأمرها لأنك وحشششششش وحششششششش وهذه حقيققققققققتك
خوري(طأطأ رأسه لينظر لوهج التي كانت تعانق دميتها وتجلس أرضا):- ههه …أجل أنا وحش وكنت لأغتصب تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر وأسحب دمائها وبعدها أقتلها ، أجل كنت فعلت فعلت فعللللللت لأن هذه هي هويتي ، وكنت لأبقي على انتقامي من أمي لأنني لم ولن أسامحها حتى تلفظ آخر أنفاسهااااااااا ….هذا جوااااابي لن أغفر للاثنتين بل سأعذبهما
بريتني(سقطت من الهالة وهي تمسح حول ذراعيها):- اهئئئئئ أخيراااا
أم لقمان:- صراحتك تحتسب لك يا خوري قمة العظمة
لورينا:- واووو يا سلسبيل ولا مسلسل انتقام الماضي
سلسبيل:- صدقيني قلبي تأثر حتى عيوني دمعت ، البقاء لله يا كهرمانة
كهرمانة(نظرت إليه عميقا):- أستحق
خوري(تنهد بوجع ليرمق الساحرة بحدة ليغلق الساعة ويضعها بجيبه):- لن أنسى هذاااا
أم لقمان:- سجله على حساب الحبايب خلفي …يا نسوة خذوها بجوار صديقها وانتقلن للتالي …
بدأن يطفن حول هانا التي كانت تنظر بخوف نحوهن حين تكرر نفس الشيء لكن هذه المرة غرقا فقد كانت تشعر وكأنها وسط غالون من المياه التي تملأ هالتها تلك … تتخبط بغية الاستنجاد والتنفس بينما رفاقها يصرخون مستنجدين بدورهم من المنقذ خاصتها ألا وهو أمان
أم لقمان:- أمان … الفتاة تغرق أمامك خمس دقائق لتتصرف هذه الهارمونيكا خاصتك قمنا بأخذها منك ، هانا الآن تعيش خوفها العميق ودورك هو حمايتها وإخراجها من هناك … ستجد حلا لأنني لن أساعدك أمامك خمس دقائق
أمان(نظر لهانا):- ماذا سأفعل بهذه الهرمونيكا لأستعمل سحري
حاول أن يكسر الهالة لكن قوته ليست كافية لذلك نظر للكاهنة التي أشارت بعينيها صوب الهارمونيكا … أخذها ووضعها بفمه ليبدأ بالعزف بشكل عكسي جعل الجميع يشمئز من ذلك الصوت المقزز …
هانا(تحاول التنفس):- اهئئئ سأغرق اهئئئئئ
أمان(تابع العزف بوتيرة متسرعة):- سأنقذهاااا …
ما إن أبعد فمه عن الهارمونيكا حتى لاحظ أن لا شيء حصل ، الوقت يكاد ينتهي والبنت ما تزال عالقة هز رأسه بجنون لينظر حوله فيصغر عينيه وهو يعد الحاضرين كلهم في رمشة عين ليبدأ العزف حسب نوتات عشرية ، لكن بوتيرة منفصلة لم يكد ينهيها حتى سقطت أرضا خارج الهالة
أم لقمان:- تستحق الإشادة أنت شاب ذكي وحري بنا الافتخار بك لأنك منا، هيا خذوها لرفاقها وانتقلوا للتالي…. عرندس الأعور
كهرمانة(التصقت بالهالة الوهمية وهي تحاول تجاوزها):- لالالالا عرندس لالالالالالا
عرندس(كان يفرقع رقبته وهو يحاول توعية نفسه):- … ليس مختار الراجي ، يمكنكم فعل أي شيء لكن ليس ذلك الرجل ….
أم لقمان:- كهرمانة ، مرآتكِ لديكِ الآن ستنظرين إليها وتهمسين بالاسم الذي ستختارينه ، إن كان الجواب صحيحا سينجو عرندس كان خاطئا سيموت …ما بين ابنكِ ورفيق دربكِ من كنتِ ستختارين ليحيا ؟
كهرمانة(جحظت عينيها بصدمة لتنظر لخوري ثم عرندس):- هئئئ
خوري:- ههه لا عجب لو اخترته
عرندس:- افعلي ذلك يا كهرمانة لا تصغي إليه …قومي باللازم
كهرمانة(بانهيار):- لالالالا ليس أنت يا عرندس لن أستطيع بدونك لا لا
عرندس:- غالبا …هذه نهاية المشوار سيدتي قد كانت رحلة طويلة والله يشهد معزتكِ بداخلي
كهرمانة(تصرخ فيهم):- لن تجبرووووووني لا لا لن تؤذوووه
عرندس(يشعر بأنه يتعرض لطعنات مختار الراجي في عينه التي سلبها منه): …لا تحزني من بعدي …انتهت رحلتنا
أم لقمان:- الوقت يمضي
ازداد ارتفاع صوت الطبول التي زادت من الضغط عليها ، كانت تنظر بتسارع مرة صوب عرندس مرة صوب أخواتها مرة صوب خوري مرة صوب المرآة وحين شعرت أنه ما عاد هنالك فائدة استسلمت لتهمس باسم …عم السكون بعده ليسقط عرندس خارج دائرة الهالة تحت دهشة الجميع
خوري(رمش وهو ينظر إليها):- من اختارت ؟
أم لقمان(ابتسمت بخبث):- ههه هل نخبره يا كهرمانة ؟
كهرمانة(جثت أرضا بحزن):- آسفة يا بني ، لكن هذا الرجل لم يبعني يوما كما بعتني أنت
عرندس(شهق حين عرفها اختارته هو بدلا عن خوري):- كيف ….هئئ
خوري(شعر بطعنة في صدره لكنه لم يبرز شيئا):- لست مستغربا فأنتِ نفسها المرأة التي كانت تحرق جسدي بالشمع في صباي
لورينا(شهقت):- هئئئئ يا مجرررررررمة
أم لقمان:- صمتاااا من فضلكم …اسحبوه رفقة الأولاد ، التااااالي مغدوووور الأحول
ليندا:- هههه مغدور تعلم أنني سأبيعك بكل محبة يا عزيزي
مغدور:- مولالالالالاتي أنقذيني أكيد لن تسمحي لهم بقتلي
أم لقمان:- خاتمكِ الزمردي أمامكِ التقطيه ، ستقومين بكسر الهالة مثلما فعلت فخرية مع بوب في البداية …لكن مع اختلاف بسيط هي استعملت الوعاء وأنتِ ستستعملين خاتمكِ النفيس
ليندا:- سأحاول لكنني لست أعدكم بنتيجة مفرحة
أم لقمان:- ليبدأ العداد …يا نسوة تحررررركن
مغدور(كان يرى عائلته تموت أمامه في القرية):- لالالا تقتلوهم إنهم عائلتي عائلتي أرجووووكم لا تفعلوااااا
ليندا(كانت تعلم أنه يخشى موت عائلته التي لم يتمكن من إنقاذها):- تت … سأحااااول …
بدأت سحرها الأسود وهي تحاول كسر تلك الهالة لتنقذه ، استعملت ذلك الخاتم كواسطة بينها وبينه ، ظلت تحاول وتحاول لغاية ما تمكنت من فعلها وأخرجته بالفعل من تلك الهالة
مغدور:- حين ننتهي سأقبلكِ عشر قبلات مولاتي هههه انتظرن يا نسوة أنتن تدغدغنني سأتحرك وحدي هههه
أم لقمان:- نجحتِ يا ليندا انتهى دوركِ… نأتي لسلسبيل
سلسبيل(رمقت الصبي):- ألم تجدوا شابا بعضلات وسداسية لكي أنقذه
بيلي:- إنني أتمرن سأصبح وسيمااااا لكن مهلا ماذا تفعلون بي ...لماذا أشعر بوخز الإبر في جسمي …لالالالا حقن حققققققن أكرهها لا لالالالا أرجوكن توقفن توقفن
النسوة(يلتففن حوله بشكل مرعب وهن جاحظات أعينهن المخيفة):- همم همم همم همم همم
سلسبيل:- ما المطلوب ؟
أم لقمان:- منديلكِ القديم …أمامكِ يا سلسبيل ستنقذين بيلي أم ستتركينه لمصيره ، إنه سليم الراجي الآن هل ترينه ؟
سلسبيل(كانت تراه سليم الراجي):- هئئئ كيف كيف ….إنه سلييييييم
أم لقمان:- الرجل الذي أساء إليكِ وأهانكِ وغدر بكِ ، دمر حياتكِ وهو السبب لما أنتِ عليه الآن…. تذكري الجحيم الذي جعلكِ تعيشينه من حبه لامرأة غيركِ ، أنظري إليه جيدا هل ستقتلينه أم سترحمينه يا سلسبيل ؟
سلسبيل(بدموع تحجرت بعينيها):- سأقتلع كببببببده
أصدقائه:- بيلي ليست حقنا لا تصغي إليهن بيلييييييي
سلسبيل:- مت يا سليم الرااااااجي مت واذهب للجحيييييييييم
أمسكت منديلها وراحت تشد عليه ولم تشعر إلا وهي تمسح دمعة سقطت من عينها حين نظرت أمامها فتلاشت صورة سليم لترمق الولد …ابتلعت ريقها والصورة تنتقل بينهما بشكل متسارع وترها وجعل العرق يتصبب من جبينها حين صرخت بالاعتراض واختارت نجاة الولد …تفاجئت أخواتها بضميرها الذي لم يعتقدن أنها تملكه فلقد أنقذت طفلا صغيرا للتو وهذه فارقة لم تحدث
أم لقمان:- أنقذته سلسبيل بالأخير اتضح أن لديكِ ضمير ووجدان
سلسبيل(نظرت لأخواتها لتنكمش حول نفسها):- انتهى دوري
أم لقمان:- التااااالي لورينا ونيل … ابدأن الطقوس معه يا نساء وأنتِ أمامكِ دبوس شعرك ستحملينه وستضعينه ببؤبؤ عينكِ اليمنى ، ستختارين بين عينكِ وبين حياة هذا الولد الذي يعاني أمامكِ الآن
نيل(يشعر وكأنه يسقط):- ليمسك بيدي أحدكم إنني أسسسسسقط أسسسسقط النجدةةةةةة …أنقذوني …
لورينا:- لالالالا لن أستطيع سأعمي نفسييييي
أم لقمان:- ألا يشبه ميسون قليلا ، أنظري ؟
لورينا(حدث لها كما حدث لسلسبيل وسليم):- ميسووووون لا لا صغيرتي لا إنها بريئئئئة
أم لقمان:- العد يتنازل لورينا …. ماذا ستفعلين ؟
بجنون حركت رأسها وهي تحاول استيعاب ما يحدث بينما الدبوس في يدها كانت تدفعه لبؤبؤ عينيها ، حين صرخت بالاكتفاء من لعب الأعصاب وألقت بالدبوس أرضا ولم تقم بفعلها …..
لورينا:- أنا جبانة وضعيفة لذلك لم يحبني أحد ، لا أستطيع فعلها آسفة
نيل:- أمسكووووووووووني إنني أسسسسسقط يااا رفاق
لورينا(رفعت رأسها نحوه لتنظر للدبوس ثم إليه):- سامحني ….
ثانية واحدة حملت فيها الدبوس وهمت بغرسه في بؤبؤ عينيها حين تجمدت يدها ليسقط الولد من الهالة …شهقوا تباعا من هول الصدمة وهم يرون تضحيتها فعلا قررت أن تغرسه بعينها لتنقذه ، رمقتها ليندا بدون حياة حين أعجب البقية بما صنعته ..تفاجأت من نفسها لذلك جلست بانهيار وسط تلك الهالة وهي تتنفس الصعداء لنجاته ، حين رأتهم يسحبونه للزنزانة جوار البقية
أم لقمان:- ننتقل إليك يا جميلة الحي ، لوسينتو
لوسينتو:- كأن التراب يرتفع من حولي ، هل هل سأدفن حياااااا هههه سيدتي أنتِ تعلمين أن هذه الفكرة تثير جنوووووني
أمان(نظر إليها):- هففف
الكاهنة(ابتلعت ريقها بجدية):- سأنقذك أيا كان الثمن لوسينتو
أم لقمان:- لا داعي لتفسير الأمور فهنالك أشخاص هنا لن يضمروا لكِ خيرا ، لكن موقنون بجدوى احتياجنا لكِ في المجموعة … اختباركِ هو الآتي ستقومين بنزع ثيابك وستري حقيقتكِ لكل الحاضرين لقاء إنقاذ لوسينتو من الموقف الذي سيقتله بعد خمس دقائق ، هااا لن تكتفي بالعرض بل ستخبرينهم عن هويتكِ الحقيقية أيضا
أمان(أغمض عينيه):- ما هذا الاختبار أكيد لن تنجح
الكاهنة(رمشت بتفكير):- …لن يمكنني خيانة رسالتي ، لن أستطيع قول شيء هذا يعارض مهمتي لكن لوسينتو ….ماذا سأفعل ؟
خوري:- هل سنشاهد عرضا إباحيا هنا ؟
ستيلا:- هذا ما تفكر به يا خوري هففف
خوري:- اخرسي لا حديث بيننا
أم لقمان:- هششش لا ضجيج …نحن نعد الوقت ولم يتبقى سوى القليل
الكاهنة(أغمضت عينيها):- ما هذه الورطة ؟
لوسينتو(يختنق):- التراب يصل رقبتي اكحححح سأمووووت ….سيدتي سأمووت أريد العودة لابنتي وجدتي اكحححح
الكاهنة(فتحت رباط سلهامها):- …ستعود لوسينتو
أمان:- لالالا
أماني(استغربت):- هممم
الكاهنة(أنزلت الرداء ليظهر فستانها الأبيض):- أنا أكون ….
أم لقمان:- 12 ثانية يا غالية
الكاهنة:- أكون … هذا الجورب الصغير لي عندما كنت صغيرة وأنا لست امرأة عادية أنا …أكون
فخرية(فتحت عينيها حين فهمت):- توقفييييييي … لن تفعلي
الساحرة:- هممم
أم لقمان:- لن يتدخل أحد …ثلاثة ثوان
الكاهنة(أغمضت عينيها لتهتف بصوت مرتفع):- أناااااا الموصومة بثلاث لعنااااااات
أمان(وهو ينظر إليها منتظرا):- ماذا …لا نسمعكِ جيدا
أم لقمان(ابتسمت حين نظرت للساحرة):- تم الأمر …
لوسينتو(خرج من الهالة)::- اكح تف تف ابتلعت ترابا مدودا غالبا
أمان:- لم نسمع شيئا ماذا قلتِ …
الكاهنة:- صرخت بالحقيقة
لوسينتو(فهم الأمر):- لم نسمع لم نسمع اهدئي … لقد حجبت الساحرة صوتكِ لكن لماذا فعلت ؟
الكاهنة(نظرت للساحرة التي حمتها):- غريب
أم لقمان:- حقائق بيننا وبين الفتاة لا شأن لكم بها
فخرية(فهمت كل شيء):- إنها هي ….
الكاهنة(نظرت لأم لقمان):- هل انتهى ؟
أم لقمان:- ذلك عندنا ….لننتقل لسوي وستيلا … مستعدة ؟
ستيلا:- هففف …سأفعل أي شيء لأنجو بابنتي من هنااااا
خوري(نظر للساحرة بتهديد):- حممم
سوي:- أشبااااااح تطوف من حولي اههئئئ أوقفوهم أرجوكم يسحبونني من ذرااااااعي اهئئئئئ
أم لقمان:- موضوعكِ بسيط ، أخذنا لهاية ابنتكِ وهج ونحن نضعها بعهدتكِ مجددا سوف تختارين بين أن يمضي حبيبكِ مع أختكِ و بين تعريضه لأسوأ مخاوفه التي تحفظينها عن ظهر قلب …كلاهما مؤلم لكن عليكِ الاختيار
ستيلا(شهقت لتنظر لناهد ثم خوري):- هذا كثيرررررر …
استصعب عليها الاختيار لكن كان لابد وأن تفعلها ، لذلك بجهد جهيد اختارت أن يكون مع أختها بدلا من أن يحترق بأسوأ مخاوفه …هنا ارتبك خوري مندهشا من حمايتها له رغم كل شيء ، لتتحرر ناهد من ذلك الحجز وتنضم لبقية المتحررين …
وبعدها حان دور أماني وجاكي والذي كان يصارع حبل المشنقة أكبر خوف لديه ، وهنا كانت تتحكم فيه أماني بقلادتها التي فرطت فيها وكسرتها كي ينجو الصبي وبالفعل نجا وتم إنقاذه …هنا تم الوصول لضيوف الشرف
أم لقمان:- بقيت ناهد … ومنقذتها ستكون ناريانا نيابة عن طفل خوري ابننا الذي ينمو في أحشائها
ستيلا(رمقت ناريانا وهي تتقدم):- حقيرة
ناريانا(استوعبت ما يحصل لدرجة أنها كانت تنظر بدهشة):- أين أناااا ؟
خوري:- نارياناااااا
ناريانا(التفتت إليه فهو لا يناديها باسمها كاملا):- خوري …أين نحن ؟
خوري:- نفذي ما يقولونه لنخلص من هذا الوبال
أم لقمان:- كبرتِ يا ناريانا مضى زمن طويل
ناريانا:- أم لقمان …اعتقدت أنكِ في عداد الراحلين
أم لقمان:- سيكون لدينا وقت لاستعادة الأمجاد ، نحن الآن في اختبار مصيري هنالك ناهد أخت غريمتكِ التي ستقررين إنقاذها من عدمه من خلال سؤالي
ناريانا:- ما فهمت شيء
خوري:- مثل اللعبة نارو ركزي لطفا
ستيلا:- ولم أنت محترق عليها ، ماذا تفعل خوري ؟
خوري:- طفلي بأحشائها
ستيلا: وطفلتك هنااااك ألا يحرك فيك ذاك شيئا ؟
ناريانا(نظرت لطفلته):- ماذااااا تقول، هل هل لديك طفلة ؟
خوري:- أخبروني للتو يعني مضى على معرفتي ساعة تقريبا
ناريانا:- لديييييييييك طفلةةةةةةةةة …؟؟؟
خوري:- ها هي ذي ستبدأ
ستيلا:- إيه لديه طفلة من حبيبته أنا ستيلا ولست ناهد وقد عدت لحياته ، فلا تفرحي كثيرا لأنني سأحاربكِ ع المكشوف هذه المرة
ناريانا(أمسكت على رأسها=):- غير معقول
أم لقمان(سعلت بانتباه):- احم احم مشاكل الزواج المتعدد ناقشوها لطفا فيما بعد ، الآن أمامكِ شيء صعب وإلا ستموت ناهد بعد خمس دقائق
ناهد(وهي تجد نفسها فوق مرتفع شاهق):- لالا أكره المرتفعاااااات ستييييييلا أنقذينييييييي لا أحب المرتفعات لا أحبهااااااا
ستيلا:- افعلي شيئا يا غبية
أم لقمان:- عليكِ أن تفعلي شيئا سرياليا أمامنا وتكشفي عن حقيقتكِ الدفينة
ناريانا(بجزع):- أنا بصارة
أم لقمان:- 34 ثانية ..الوقت يمضي
ناريانا(حركت رأسها بجنون):- يا ربي أكون أحلم…
أم لقمان:- 29 ثانية
خوري:- تصرفي …نارياناااا
ناريانا(أغمضت عينيها لتنظر لابني أخيها خلفها ثم لكل الحاضرات):- أنا ناريانا …ناريانا آل شمسي آخر فرد نقي من عائلتي ، كنت رضيعة حين انتشلني الغرباء وقاموا بتربيتي ..سلسبيل لم ترني عندما خبأتني أمي بين أحجار الجبال وإلا كانت قتلتني معهم …أعرف هذا القماط الموجود هنا إنه لي وكنت أنوي حمل ابني به …. أظنني قلت كل شيء
أم لقمان:- حان وقت الفعل
ناريانا(جذبت خصلة من شعرها الطويل لفتها حول يدها):- سأفعل
أطلقت الشعرة كالسيف لتثقب هالة السحر الذي انكسر كالزجاج لتسقط ناهد أرضا تحت دهشتهم جميعا …دقيقة سكون عمت بالأرجاء وهم ينظرون لسليلة آل الشمس التي ظنوا أنها اندثرت
فخرية:- ليتكِ ما فعلتِ فتحتِ عليكِ أبواب جهنم
سلسبيل:- هههه وأنا كالغبية ظننتها بصارة
ليندا:- آخر فرد من آل شمسي يا للصدفة
سلسبيل(همست):- سأحمي أولاد أخي …وابني …وأحميكِ
الكاهنة(أغمضت عينيها لتنزل رأسها كي لا تكشفها):- هممم
خوري:- ما الذي يحصل هنا …يعني ابني الآن ؟
كهرمانة":- هجين آل الشمس والسحرة أبشر …
لورينا:- حقا حقا أموووووور مروعة التي تحدث هنااااا هههه
أم لقمان:- بما أنكم تجاوزتم جميعا اختباراتكم ، حان الوقت للعب بعض الألعاب السحرية في بؤرة السحر من منكم مستعد ؟؟؟؟؟
جعلت كل واحدة من النسوة تصرخ بصوت مستفز ليرتفع الصوت الموحد حين رفعت أم لقمان يديها لتصيبهم جميعا بصداع جماعي …صرخوا بعدها لتبيض الدنيا من حولهم فينتقلون في هالة ضوئية أعمت أبصارهم لتتضح الرؤية بعد بضع دقائق …
هجرس:- أهلا بكم يا أولادي ، وأحفادي ، وأولاد أحفادي أيضا ….
كهرمانة(ركضت لتلمسه):- أبي ….هل حقا أنت هنا ؟؟؟
هجرس:- بنيتي كهرمانة
فخرية:- هذا غير حقيقي
سلسبيل:- بابااااا
هجرس:- تقدموا …اجلسوا أمامي لأخبركم قصة … هيا اجلسوا كل أسرة بجوار بعضها دعوني أتأمل نسلي ببهجة قلب …
جلست ليندا بجوارها لورينا التي ناظرتها عميقا قبل أن تتجهم ملامحها بالأسف …جلست كهرمانة بجوار خوري الذي أولاها ظهره حين جذب ذراع ستيلا جانبه التي كانت تحضن صغيرتهما ، بينما أومأ لناريانا كي تكون بجانبه الآخر إيه ولا السلطان …جلست فخرية بجوار سلسبيل بالأخير ليس لهما إلا بعضهما ، حين كان أمان بجوار أخته التي غيروا صفتها كي لا يعرفها الباقون وكانت معهم الكاهنة …
هجرس:- كنت أحلم دوما برؤية أحفادي ، لكنني سعيد حقا بما أراه أمامي ، سابقا كنت أحاول اكتشاف بُعد خفي لكن تمارا جدتكم منعتني … كانت خائفة من أن أفوقها قوة لذلك هدت طاقتي وتسببت بمرضي ، الجميع يعرف هذه الحكاية لكن ما لا تعرفونه أنني فعلا اكتشفت البعد وأخفيته بصميم كل واحدة من بناتي … إنه الحب ، الحب الذي يبقيكن طاهرات بعيدات عن شرور أمكن وحقدها الذي زرعته فيكن ، أتمنى أن تجدوا السلام والحب العائلي ، أتمنى أن تتوقفوا عن محاربة بعضكم لأنكم لن ترتاحوا إن مضيتم في طريق أمكم الشريرة … لأجل خاطري حاولوا التغير … حاولواااا
قبل أن ينهي جملته اهتز المكان ليتهاوى المنزل فوق رؤوسهم ، هذا ما ظنوه في البداية لكنهم سرعان ما استيقظوا في بقعة أرضية ، تحديدا في جبل عشيرة الشمس الذي ما إن رمقته ناريانا حتى بكت بحرقة …
وديقة:- بنيتي ناريانا ، حفيدتي الغالية أنظري لما جلبته معكِ طفلكِ ضياء سليلنا بعد عمر طويل … ستنجبينه وستعطينه من طاقتكِ وقوتكِ وموهبتكِ الكثير لأنه سيكون شبيها بجده المعمعان ، وأنتما رؤيتكما تجعلني أتأثر إنكما تشبهانه…كونا سندين لبعضكما بعضا ولا تصغوا للظلام…
سلسبيل:- ألم أحرقكِ يا امرأة ما الذي نفعله هنا من جديد ؟
وديقة:- اسألي المرأة التي استدعتني لهذا المكان
أم لقمان:- هنا بدأ كل شيء … وهنا سينتهي
ناريانا(سحبت معها):- لالالالا ماذا تريدين أن تفعلييييي دعيني
خوري(أمسكها):-إليكِ عنها ، بأي حق تلمسينها إنها تخصني
ناريانا(شهقت من جملته):- هئئ
ستيلا(بألم):- … لارد
أم لقمان:- كنا فقط نرغب بمعرفة المضحي منكم وقد عرفنا … خذ
خوري(التقطها حين ألقتها بحضنه):- ….اهدئي لن يحدث شيء
ناريانا:- اريد أريد أن أستيقظ ….
أم لقمان(فرقعت يديها لتعيدهم حيث كانوا):- …لنبدأ الحفلة
الساحرة(رفعت كفها لتوقفها):- ….يكفي اختصري الأمر
أم لقمان:- كنا نود اللعب قليلا لكن يبدو أن الساحرة تأبى ذلك ، يلا كان هذا ركن تعارف عائلي كشفنا فيه المستور والمحظور …وعليه نستودعكم جميعا على أمل اللقاء من جديد ..
لورينا:- هذا فقط هففف أخيرا سنرحل …
أم لقمان:- لكن … هنالك فرد واحد سيبقى عالقا هنا …، فرد قام بالغش


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 04:11 AM   #1056

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

أم لقمان:- لكن … هنالك فرد واحد سيبقى عالقا هنا …، فرد قام بالغش
نظروا لبعضهم بعضا باستفهام فلم يعرفوا الشخص الذي قام بذلك وأحرق نفسه ، وأصلا لم يعطوهم فرصة النقاش فقد قرعت الطبول مجددا لتفرج تلك الحلقة بمفعول السحر حين نفخت الساحرة نفخة جعلت الرياح تهب من جديد والأمطار تتساقط والأجواء تكفهر ، دليل على وجع أم على ارتياح ؟
خشي الجميع على نفسه مما جعلهم يحاولون الدفاع عن أنفسهم ، على غفلة رفعت ليندا يدها لتقوم بدفع الساحرة التي ارتدت هالتها على ليندا كصوت يشبه البوق حين أسقطتها أرضا ، نظرت للساحرة برعب لم تستشعره من قبل إذ اكتشفت أنها ساحرة ليست عادية..أم لقمان غطت على الساحرة حين جذبت ليندا من قدمها بحركة عن بعد جعلتها تستنجد بأخواتها اللواتي تحرك فيهن عرق الأخوة ، قد كانت أول من أمسك يدها هي سلسبيل التي حاولت استعمال سحرها لإيقاف ما يحدث ، لكن أم لقمان سحبت قدم سلسبيل أيضا بطاقتها مما جعل كهرمانة وفخرية تمسكانهما بقوة ، ولأن سحر خاصتنا أقوى سحر على وجه البسيطة رفعت الأربعة بقبضة يدها لتضربهم ببعضهم بعضا في الهواء فيسقطن كالدجاج المغشي عليه …
أشارت لأتباعهم ليسحبوهم في حين اختفت الساحرة من موقعها فلم يعد يراها أحد ….
لحظة واشتعلت النيران في تلك الحلقة مما اضطرهم للخروج بسرعة من هناك التقط خوري كف ناريانا وابنته الغافية حين جذبت ستيلا أختها ناهد ليرحلا من ذلك المكان ، بينما رفع أمان لوسينتو لينظر لأخته التي ابتعدت قبلهم وأشارت له بلقاء لاحق ، أما الكاهنة فقد رافقته وهي تنظر خلفها للمخلفات التي تركوها هناك … لورينا سحبت أمها بجهد جهيد ليلتقط عرندس كهرمانة بينما كانت سلسبيل تسند فخرية
فخرية:- لم أتوقع أن تفعلي ذلك
سلسبيل:- بالأخير نبقى لبعضنا ، إن متِّ سأموت يا غبية
فخرية:- وأنا التي ظننتكِ خفتِ علي
سلسبيل:- أخاف عليكِ لا أبدااااا من أين يتهيأ لكِ ذلك ..هفف هيا للقصر أشعر بالعطش سوف أجعلكِ تشربين النبيذ رغما عن أنفك ، يجب علينا الاحتفال خصوصا وأختنا الرابعة ستكون بضيافتنا
ليندا:- لن أجد مكانا لي إلا معكم هذه الليلة
لورينا:- ستكونين بخير
ليندا(متألمة):- لم تساعدينني
لورينا:- لا وقت لكبريائك إنه وقت مؤقت أعلم لذلك سأدعمكِ فيه لأنكِ أمي
ليندا(تأثرت):- هممم …
سلسبيل(تنظر لخوري قبلهم):- خسارة طلعت خالته اخخخ كانت ليلتي لتنير بضوء صدره حقااا
كهرمانة:- اخرسي يا سلسبيل ذلك ابني …
سلسبيل:- وأنتِ ستكونين معنا لدينا حديث علينا مناقشته ، سنعطي لعرندسكِ غرفة فقط وافقي
كهرمانة(نظرت إليهم لتضحك):- هههه لكنها صدمتنا ببعضنا كالدجاج المشوي أي
لورينا:- لالا كنتم كأصابع البطاطس المحشوة يا خالتي هههه
ليندا:- هههه منظر السفيرة في الحضيض
فخرية(رمقتهم بعيون دامعة):- لكن ذلك جمعنا ألا تعتقدون هذا ؟
لورينا:- لنرى ما سيثمره هذا الاجتماع هيا هيا لنرحل …
عرندس:- لم أتوقع أن تختاريني ؟
كهرمانة:- أنت عزيز على قلبي يا عرندس ، رفيق دربي كيف أفرط بك
عرندس:- وابنكِ ؟
كهرمانة(رمقت نظرة خوري لها من بعيد):- لديه عائلة تخاف عليه
خوري:- اصعدي ناريانا ولا تجعليني أبدأ بكِ
ستيلا(بقلق):- اصعدي ناريانا سوف نتحاسب في البيت كلنا لها
خوري:- هيا ثلاثتكم بالخلف والطفلة بجواري
ناريانا:- سيارتك لا تتسع إلا لشخصين
خوري:- ريااااااانا
ستيلا:- هممم أجلس بجوارك ووهج بالخلف
خوري:- قلت الطفلة جواري لن أكرر ، هيا اركبن اركبن يا قطيع المخادعات سوف أجعل ليلتكن سوداء أكثر مما عشناه هنا …
ستيلا(لكزت ناريانا):- بنت …ماذا سيفعل بنا ؟
ناريانا(مسحت على بطنها):- والله أقل شيء أقل شيء سيمزق لحمنا
ناهد:- طيب اهئ اناااا ما ذنب أمي فيكما ، رجلكما وأبو أطفالكما أنا وش حشرني معكم اهئئئئ أعيدوني للشاب
ستيلا:- اخرسي واقطعي حسكِ ستورطين الولد ، سأجعله يحرركِ اخرسي فقط ثم أنا أفكر بهاجر لقد قتلت البنت
ناريانا:- هئئئئ كانت نعم المساعدة حقا خسااااارتها خسارة
ستيلا:- لو تخرسين أنتِ الأخرى إنكِ تربكين أفكاري
ناهد:- ترى ماذا يفعل ؟
ستيلا:- يودع خالاته …. ونحن سنتشمس هنا
ناريانا:- أسطر على كلمة تشمس خصوصا وابنته أسميتها وهج، قلة الأسامي يا ستيلا قلة الأسامي ايييييه رحتِ في داهية
ستيلا:- حقاااا ….ماذا كنت لأسميها ألم تكن وهجا انبثق من عمق الظلام ، ثم اخرسي سمعنا أن اسم ابنكِ ضياء
ناريانا:- ضياااااء من سماه متى أنجبنااااه ؟
ستيلا:- لكِ أن تتصوري نظرة خوري عندما سمع ذلك
ناريانا(لطمت وجهها):- راحت علينا
ناهد:- أي تزحزحن قليلا ما هذا الازدحام ولا حافلة وسط المدينة
ناريانا:- أنا حامل ابتعدي قليلا ستيلا
ستيلا:- هفففف
خوري(شبك يديه وهو يتأملهن):- تحتجن صورة تذكارية ، تكاد عيوني تدمع لهذا المنظر …خالاتي المجرمات يا سلام
لورينا:- شكلي سأقع في غرامك يا ابن خالتي
خوري:- طالما تجوزين لي فادخلي في التعداد
ليندا:- لن تفعل لأن الحقيرة تعاشر ابن عمومتها الذي لا نعرف أين وجدته
لورينا:- لنتحاسب في البيت لا تضيعي علينا اللحظة
خوري:- أردت فقط أن أتأملكن قليلا
كهرمانة:- سامحني يا بني
خوري:- لا أملك ذرة شعور تجاهكِ فلماذا سأسامحكِ الأمر بسيط جدااا
كهرمانة:- سأسبقكن للسيارة
ليندا(اقتربت منه لتهمس بغبن):- خسارة …على قولة سلسبيل
سلسبيل(مسحت على صدره وتنهدت):- آآآآآه
فخرية:- اجمعن لعابكن ما تفعلنه محرم إنه ابن أختكم ، اذهب يا بني وخذ عائلتك بسلام
خوري(نظر إليها مليا):- فخرية … بيننا حديث سنجريه قريبا
فخرية:- أكيد تعرف عنوان قصرنا فتعال وقتما شئت واجلب عائلتك معك ، دعنا نتعرف على حفيدتنا
خوري:- لأتعرف عليها أولا وبعدها نرى …إلى لقاء قريب
ليندا(تتسامر مع سلسبيل):- قطعة رجولة فتاكة
سلسبيل:- لا حظ لنا … نحن خالاته يختي
فخرية:- أستغفر الله العلي العظيم …..
أمان:- دعينا نذهب به لكبيرنا هو سيتصرف
الكاهنة:- لا ، سنأخذه لبيت مستقل اتبعني فقط سأتصرف
لوسينتو:- ما زلت أشعر بطعم الدود في فمي
أمان(ضربه لياقته):- اخرسسسس
هانا:- انتهى الكابوس سنرحل بسلام ونحكي حكايتنا بقصة
بيلي:- أووووه لن تصدقوا قمة المتعة التي شعرت بها
جاكي:- حماااااس حماس
نيل:- كأننا شاهدنا فيلم الساحرات ، كان ذلك مثاااااليا
سوي:- لو نصوره فيلما سينجح مليون في المئة
بريتني:- آآآآه بالطبع
بوب:- أنا … أشعر بشيء سيء
توقفوا ليلتفوا حوله بقلق حين كان ينظر للخلف بعيون مرتعبة
جاكي:- انتهى الأمر ، لقد تحررنا صحيح ؟
هانا:- غالبا
نيل:- ثم اختفى الجميع الساحرتين الشريرتين وأتباعهم في لمح البصر ، يعني انتهى الموضوع
بريتني:- تلك الساحرة التي كانت جالسة هي صاحبة الكتاب غالبا
سوي:- كيف خمنتِ ؟
بريتني:- لأنها لم تفصح عن هويتها ظلت تغطي وجهها ولم تتحدث كثيرا ، تكلفت نائبتها بكل شيء يعني القوية هي تلك ثم أرأيتم كيف قامت بجمع الأربعة في الهواء بقبضة يدها فقط ..لم تبذل حتى مجهودا
هانا:- لنتناقش حول ذلك في النزل الذي حجزنا فيه هيا يا رفاق تعبنا
تفرق ذلك الجمع الذي كان هناك لينطلق كل لحال سبيله ليختموا تلك الليلة كل بطريقته ، ففي القصر القديم جلست الأخوات في جلسة موحدة يستذكرن أحداث ذلك اليوم …بينما في منزل خوري كان هنالك حسااااب
ستيلا:- سأضعها في غرفتها لتنام وبعدها أعود لتحاسبنا
خوري:- لن أنتظر …ناهد اصعدي بالطفلة
ناهد:- أوامرك
ستيلا:- خائنة هممم
خوري:- نااااااااااااااااهد تحركي
وهج(استيظت بجزع):- اهئ اهئئئئئئئئئئ
خوري(رمش ليميل برأسه وهو يتأملها):- ….أنتِ …عودي لأمك
وهج(كانت تفرك عينيها وتتحرك بعدم اتزان):- اهئئئئ ماماااا
خوري(بتهرب):- انهضي يا ستيلا وأمسكيها
ستيلا(لكزت ناريانا):- كهمم أنظري كيف يهرب منها كأنها وباء مفترس
ناريانا:- ههه تراجعه يا ويلي أكاد أنفجر من الضحك
خوري:- هيه لم تتقدمين نحوي ، ستيلا أمسكي ابنتكِ ….ستيلا
ستيلا(نهضت):- تمام تمام حبيبتي تعالي إلي ، تعالي بابا ليس مستعدا بعد تعالي يا روحي
خوري:- خذيها منها ناهد وأنتِ اجثمي مكانكِ لنتفاهم …
ناريانا(أمسكت على بطنها):- شكله سيذبحنا
ستيلا:- لا يا ضرتي ليس لتلك الدرجة
ناهد(صرخت من الدور العلوي):- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه ….
سمعوا صوت انكسار زجاج النافذة ليصعدوا تباعا بجزع للأعلى ، كان أول الواصلين خوري الذي صعد كل درجتين بخطوة ليبلغ الدوري العلوي ، بلهفة فتح باب غرفته ليفتح معه فمه بدهشة وذهول ……
ستيلا(تبعته لتمسك على فمها وتصرخ):- نااااااهد هئئئئ….أين ابنتي …وهججججججج وهدججججج أين وهج يا نااااااااااااهد
ناهد(مضروبة على رأسها):- أخذوووها وتركوا هذه اهئئئئ
خوري(التقط رسالة ملوية بنفس الطريقة):- "طالمَا غششتم في الامتِحان يجبُ أن تدفعوا الثمن ، ابنتك أمَانة في بيت أجدَادها ولا تبحَث عنها كَثيرا فلن يسَعك الوُصول إلى المَاضي يا حبيبي"
ناريانا(التقطت الرسالة لتشهق):- هل هل سحبوها لتلك الهالة الماضية يعني يعني أين البنت الآن …..
ستيلا(بعدم تصديق):- في الماااااااااضي ؟؟؟؟؟؟؟ ، خوووووري أين ابنتي؟
خوري(اسودت الدنيا بين عينيه):- …..لالالالالالالالا لم تفعلي ذلك لم تجرئيييييي على فعله ….سأحرقكِ أيتهااااا العاااااااهرة ….
في القصر القديم
كانت تدندن في الحمام حين انسحبت من جلسة خالاتها كي تحرر ذاتها من أحداث تلك الليلة … شعرت بحركة مريبة خارج الدش لذلك سحبت الفوطة ولفتها حول نفسها أخذت تنادي وظنت أنها أمها ليندا ..، بسرعة خرجت للغرفة حتى تلبس فستانها وتنزل من جديد لكن حركة خلفية داهمتها حين سقط برنسها على الأرض واختفت في العدم …..
الخادمة:- ست شاهيناز ست لورينا غير موجودة بغرفتها لقد خرجت وتركت رسالة
سلسبيل: حبا بالله لتشرح لي إحداكن ما تقوله هذه الأجنبية لست أفهمها
ليندا:- أعطني الورقة مهلا …أليست تلك الرسالة شبيهة ب…أعطنيييييييييي بسرعة
سلسبيل:- ماذا يحدث ؟؟؟؟؟
فخرية:- أين البنت ؟؟؟؟؟
كهرمانة(تسمع تسجيلا على هاتفها):-….لارد
ليندا(شهقت لتنظر صوبهما):- …..أخذوها رهينة كعقاب لنا على غشنا …البنت في …. في المااااااااضي أتسمعن
كهرمانة:- وحفيدتي أيضا لقد اختطفوااااا وهج
فخرية(أمسكت على قلبها):- لالالالا يعقل …….
في النزل
بريتني:- هيا يا هانا حان دوري للدخول لدورة المياه ، هفف سوي هل رأيتها تدخل إنها تنجب غالبا
سوي(تطرق الباب):- هاااانا هااانا افتحي
بريتني:- هل أغمي عليها لنخبر الشباب
سوي:- سأناديهم ….يا شبااااب يا شباب ..ممم ..ما بكم ؟
جاكي(بأسف رفع الرسالة):- بوب
نيل:- أخذوه رهينة
بيلي:- اختطفوه وقد عادوا به للماضي
بريتني(شهقت):- ليس وحده …أخذوا هاناااااا أيضا
نيل(برعب دفع باب الحمام مرتين ليكتشفوا اختفائها):- سحقاااااااااا
في قصر جوزيت
سحبت غشاء العينين الذي وضعوه لكي يعفيها من البحلقة في الفراغ ، شعرت بهالة برد تحيط بهم لذلك كانت تبحث عن ميار لعله يغلق النافذة من التيار الهوائي …لامست جدار السرير لتنهض وهي تناديه ، أخذت تبحث عن الطريق وهي تمسح دموعها لعلها تجد الباب الذي وصلته بصعوبة مستذكرة خطوات الغرفة سلفا …فتحته لتخرج للرواق وهي تستمر في مناداته لتسمع صوت بكاء صغيرتها صبا ، بلهفة أم أخذت تتلكأ بخطواتها لتزحف على الجدران حتى وصلت لباب الغرفة ، فتحتها لتدخل وهي تتحسس الفراغ بيديها ، لم تشعر بفرحتها إلا وهي تلامس جبين طفلتها أخذتها بحضنها والخوف يملأ صدرها ، لتتحسس السرير الآخر بجوارها كان فارغا ، جحظت عينيها لتسمع صوت خطوات خلفها
ميار(كان يحمل تيم):- جوزيييت كيف وصلتِ إلى هنا ، تتت أعطني الصغيرة إنها جائعة وقد كنت أجلب حليبها
جوزيت:- كانت تبكي وحملتها …
ميار:- قد تسقطينها يا جوزيت لأنكِ ….
جوزيت(زمت شفتيها بحرقة):- لا أرى …فهمت لن أكررها فقط كانت تبكي
ميار(وضع تيم وحمل صبا):- سأرضعهما سيكونان بخير …
جوزيت(انسحبت للخلف لتتكئ على الحائط بحزن):- طيب …طيب
غامي(دخل الغرفة):- بابا مياغ ، لقد ذهبت ميسان
ميار(عقد حاجبيه ليضع صبا):- بني …هذه غرفة إخوتك لا تدخلها وقتما شئت لأنهما صغيرين جدا
غامي:- لكنني أقول ميسان ذهبت
جوزيت:- أين ذهبت ؟
غامي:- لا يعلم غامي تغكت مكتوبا في سغيغها لست يجدها
ميار(جذبه من يده):- تعال معي ...جوزيت ابقي محلكِ أنا قادم
كاظم:- كيف ذهبت ما هذا الهرااااء …أين البنت كيف تخرج بلا علمكم ؟
ميار:- ماذا يحدث ..أين ميسون ؟
كاظم:- هراء مكتوب على ورقة يقولون أنها عادت للماضي ، من المعتوه الذي سيقنعنا بهذا الهبل …أين ميسوون يا ميااااار ؟
ميار:- أعطني الورقة … اتصل بناريانا حالا ….
كاظم:- ما العلاقة ؟
ميار:- اتصل كاااااظم … دعني أقرأ
كاظم:- يرن يرن لا جواب ….
ميار:- كلم فخرية ..بسررررعة
فخرية(ابتلعت ريقها لتهمس بعد سماع صوته):- …أخذوها أيضا رهينة ، ميار لقد ساءت الأوضاع كثيرا
ميار:- أين ذهبت البنت يا فخرية ؟؟؟؟؟؟؟
فخرية:- أخشى أن أقول في مكان لا يصله إنسي …..
جوزيت(صرخت):- ميااااااااااااااااااااااا ار …..مياااااااااااااار اهئئئئئ
ميار(ركض مع كاظم):- جوزييييييييييييت …..
كاظم(وجدها ملقية على الأرض والطفلين يصرخان):- ماذااااا …أين أين غامي ؟؟؟؟؟
ميار(رمق رسالة تتدحرج أرضا):- هل ….هل أخذووووووه أيضااااا كيف نحن نحن هنا كيف ألم تري شيئااااااا جوزيت ؟
جوزيت(تضرب على الأرض):- لم أرى لم أرى اهئئئئئئئئ ميااااار
ميار(مسح على فمه):- يا إلهي ……فخرية أخذوا طفلي أيضا ، ماذا يحدث؟
فخرية:- أخشى أنه قصاص جماااااعي يا بني … مع الأسف اقترب الخسوف ومعه ستنجلي الحقائق
ميار:- طفليييييي ….ميسووووون ؟؟؟؟
في بيت مراد
جنى:- يا جنان البنت كانت هنا جوارنا كيف اختفت فجأة
جنان:- لم أنتبه لها لقد كانت تلعب باللوح الإلكتروني
جنى:- لمى يا لمى ….لمى أين أنتِ ؟؟؟؟
مراد(خرج من المطبخ):- ماذا يحدث ماذا يحدث أحاول صنع معكرونة لكن لم الفوضى؟
جنى:- لمى غير موجودة في الحمام وهذه الغبية لا تريد التفتيش عنها
مراد:- أين أختكما ؟؟؟؟
جنان:- الباب أمامي يعني لم تفتحه كي تخرج قد كنت هنا ، إذن ستكون تلعب الغميضة معنا في زاوية ما
مراد(بحث عنها في كل الشقة):- البنت غير موجوووودة ….و
جنى(أعطته رسالة):- وجدت هذا بابا ؟
مراد(التقط الرسالة):- …."ابنتك في ضيافتنا ، إن أردت إيجادها استخرج عرقك الدفين يا ابن الxxxxب"
في بيت رامي
كان يضع سماعات أذن حين شعر بشيء يحدث خلفه ، بتوجس نظر ليتفقد الوضع لم يجد شيئا ليعود لدراسته ويضاعف صوت الموسيقى …كان منكبا على دفتره حين شعر بظل ضخم يقف خلفه ظن أنه المربي خاصته ، لذلك برتابة استدار ليجد شيئا مهولا يقف وراااااءه …فتح فمه وقبل أن يصرخ كان الظل المخيف قد التقطه ليخلف خلفه العدم ورسالة ملوية ….
كيف اختفى الجميع بنفس الطريقة ، وعن أي ماض يتحدثون ….أين الأولاد وما غايتهم من هذا الاختطاف الجماعي ، لن نكتشف ذلك حتى الفصل القديم مع أحداث جديدة من السحر الدفين ….
فحقا حقا لا يجبُ أن تعبَثَ مع السَّاحرات ؛ فهُنَّ لا يعرفنَ المُزاح …!!


انتهى الفصل 43

يتبع ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-04-20, 05:22 AM   #1057

Eman70

? العضوٌ??? » 427352
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 487
?  نُقآطِيْ » Eman70 is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيكي الف عافية

Eman70 غير متواجد حالياً  
قديم 14-04-20, 09:59 PM   #1058

nassim albahr

? العضوٌ??? » 388479
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 87
?  مُ?إني » اكادير
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » nassim albahr is on a distinguished road
افتراضي

رواية رااائعة جدا و دمتي متألقة و اتمنى لك مزيدا من العطاء( غير ماتبقايش تعطلي علينا بزاف و الله يسر لك امورك😘😘😘😘😘)

nassim albahr غير متواجد حالياً  
قديم 23-04-20, 05:36 PM   #1059

sereena sun

? العضوٌ??? » 462705
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » sereena sun is on a distinguished road
افتراضي

رواية جدا رائعه و مشوقه تأخذذ من القارئ حيز و ينسحب إلى المواقف التي تجري و يتفاعل معها جدا بصورة رهيبه تأخذه من ذاته ليعيش تناقضات البشر ع إختلافها موففه ومبدعه و خيالك أروع لدقتك في التفاصيل
لا تحرمينا من إبداعاتك
و كل عام و إنتي بألف خير


sereena sun غير متواجد حالياً  
قديم 25-04-20, 01:15 PM   #1060

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

عندما تفقِدُ شهِيَّة الانتظار ؛ يُصبحُ كلٌّ جديدِ عاديَّا لدرجَة التجاهًل"



عود احمد كونتيسه كل عام وانت بخير رمضان كريم


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.