آخر 10 مشاركات
346 - قاهرة اليأس - جانيت بازويل - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-21, 01:36 AM   #1071

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في القصر مجددا
كانت تضع مصاصة كرزية في فمها تسحبها ثم تعيدها وهي جالسة بأبهة على كرسي الشمسية الذي كان يتحرك بها برتم خفيف ، كانت تمعن النظر في تلك العضلات الشبابية التي كانت تجهز لأجل ابنة عمها المفاجأة المنتظرة ….عيونها كانت تجفل في حركاته الرجولية وهو يمسح العرق عن جبينه ليتابع عمله بانهماك مثابر ، وحين ظنت أن نظاراتها السوداء تخفي نظراتها عنه كان هو يفاجئها بابتسامة ماكرة تدل على كشفه لها ، فتتصرف بعفوية لتشتت انتباهها وتكشف أمرها أكثر …..
رافع(سحب الحبل ليرتفع الستار):- توقفي فحسب ...ما رأيكِ يا سكرة ؟
ميرا(استقامت بخيلاء وهي تتمايل في اتجاهه ممعنة النظر):- اممم …لن أقول أنك لم تقم بعمل جيد ، لكن يبدو لي ناقصا
رافع(نظر لعمله ثم إليها ليدنو منها هامسا):- ينقصه لمسة أنثوية
ميرا(زفرت عميقا لتضع نظاراتها فوق رأسها وهي تضبط مصاصتها بيدها الأخرى):- أتقول ؟
رافع:- متأكد مئة بالمئة
ميرا(سحبت المصاصة من فمها ومدتها له لكنه فاجأها حين فتح فمه لتضعها بداخله):- احم
رافع(أغمض عينيه منتشيا بمذاقها):- هل هذا طعم الكرز أم طعم شفتيكِ ؟
ميرا(نفضت شعرها لتتقدمه بتوتر):- دعنا لا نخرج عن سياق العمل
رافع(متأملا إياها قبله):- أمركِ …
ميرا(غيرت أمكنة بعض الأغراض وهي تهرب من نظراته المكشوفة):- هل ستطالعني طويلا هكذا ؟
رافع:- بالتأكيد إلى أن تفرغي من عملكِ سكرة
ميرا(حولت عينيها لتجذب شعرها كاملا للجانب):- أنت مصر على نفيك من حياتي ، إنك لا تساعد هكذا يعني متى ما طلبت منك عملا تجعلني أندم
رافع:- هل خيبت ظنكِ في مرة من المرات ؟
ميرا:- هذا السبب الثاني الذي يجعلني أبقي عليك
رافع(غمز لها):- ترى ما السبب الأول ؟
ميرا(حاولت إخفاء بسمتها):- لا تبالغ
رافع:- أظن المفاجأة جاهزة هكذا لا داعي للتفاصيل الرتيبة أساسا لن تراها
ميرا(بغضب):- لا تقل ذلك عن ابنة عمي ، ثم هي مفاجأة روحية ستراها ما إن تُشفى
رافع:- عذرا دكتورة ..أعصابكِ …
ميرا(وضعت يديها على وركيها):- صارت هكذا جاهزة
رافع(اقترب منها ليمسكها من يدها ويجذبها إليه عكسيا):- لنمعن النظر سوية ما ربما كان هنالك شيء ناقص ؟
ميرا(ارتطم ظهرها بجدار صدره خلفيا فأغمضت عينيها):- رااافع
رافع(أحنى رأسه ليهمس بأذنها مطلا عليها):- أعطي لرافع إشارة واحدة وسيرفعكِ إلى عالم السكاكر
ميرا(بانتشاء من عطره):- لطفا …توقف عما تفعله
رافع(نفخ بخصلتها ليزيد من حرارة الموقف):- لماذا …هل مرتفعاتي توتركِ ؟
ميرا(فتحت عينيها لتستدير نحوه):- أنت وقح و
رافع(وضع المصاصة بفمها ليصغر عينيه مبتسما):- تبدين بريئة بها
ميرا(تذوقتها وهي تتلاعب بها داخل فمها):- هممم
رافع(اقترب برأسه من رأسها ليهمس):- أنتِ فتنة !!
ميرا(وأنفاسها تتقافز بداخل جوفها):- أ….
شادي(ركض إليها):- ماماااااااي مامااااا جئئئئناااا
ميرا(ابتلعت ريقها لتبتعد عنه بسرعة وتلقي بالمصاصة أرضا):- هئ …شادي …ش..شهااب ؟
شهاب(كان واقفا عند الزاوية):- ….لارد
ميرا(نظرت برعب صوب رافع لتهرول نحو ابنها وتمسك كفه):- منذ متى وأنتما هنا ، شهاااب لم أتوقع مجيئك
رافع(رمقهم بطرف عين لينسحب متابعا عملا عشوائيا):- …هممم
ميرا(اقتربت من شهاب لتجس نبضه):- هل رآنا يا ترى …/ أ..شهاب ما توقعت مجيئك
شهاب(أزاح نظره بصعوبة عن رافع لينظر صوبها):- ارتأيت أن أرى زوجتي وأتفقد صباحها
ميرا(رآني لم يرني رآني لم يرني افففف):- …حقا ؟
شهاب:- لكن يبدو لي أن صباحكِ منتعش ونشيط ، حقا أتساءل ما أخبار جوزيت ابنة عمكِ التي أخرجتكِ من فراشي فجرا ؟
ميرا:- شهاب …هي …أنا أنا أعددت لأجلها هذه المفاجأة ما رأيك ؟
شهاب(رمق رافع بحدة):- مفاجأة غريبة …لكن ألا يبدو لي أن ذلك الشاب متعدد المواهب لم أتمكن من إحصاء وظيفة معينة لأجله ،..تارة هو ميكانيكي وتارة يصبح منسق موسيقي والآن متعهد حفلات أم عامل يدوي ؟
ميرا:- ههههه ….هه هو يساعدنا لا غير ، ولد مسكين
شهاب:- فعلا هو شاب مسكين …اممم لكن يبدو لي أنكِ تساعدينه كثيرا
ميرا(ي إلهي كشفني):- …هكذا فعل الخير لا ندري متى يعود لنا بالنفع
شادي:- مامي حمااااام
ميرا(إنها فرصتي):- سآمرهم بإعداد الفطور ، تفضل أمي وخالتي بالداخل
شهاب:- سأتفقد المفاجأة عن قرب
ميرا:- لالا لا تفعل يعني …لا داعي كل شيء تحت السيطرة
شادي(يجرها):- ماميييي حماااام
ميرا(كيف سأتركهما سوية يا إلهي):- اففففف يا الله ….
شهاب(اقترب من موقعه واضعا يديه بجيوبه متباهيا):- عمل جيد
رافع(بكره رفع بصره بنظرة قاتمة):- …لارد
شهاب(وهو يتأمل صنعه بنظرة ازدراء):- أحيانا زوجتي تهوى العيش بقصص الأميرات …
رافع:- وإن يكن ..يبقى لها الحق في اختيار ما تريده
شهاب(أمسك المصاصة بطرف يده):- لكن تلك الخيارات ليست دائما مناسبة ، أحيانا يجب أن تتدخل يد أخرى لتصحح مسارها
رافع(كتف يديه ليقف قبالته):- ماذا يبدو لك ؟
شهاب(ألقى المصاصة أرضا ليدعكها بقدمه):- كما ترى نحن قوم نتخلص من المطبات التي تحاول تعكير صفو حياتنا …هكذا بسهولة تصبح حطاما كأنها لم تكن
رافع(نظر لركام المصاصة):- …. منتهى الاستبداد
شهاب:- أو حب التملك ، ما هو لنا لا يحق لأحد غيرنا لمسه ….ولا حتى الاقتراب منه فإن اكتفيت هنا عليك بأخذ أجرتك والرحيل ..ها أخبرني أيها الخادم ما ثمن هذا العمل ؟
رافع(امتقع وجهه بالحمرة ليتحرك مبتعدا):- وصلني حقي سلفا
شهاب(أعاد محفظة نقوده لجيبه ليلاحقه بنظرات مظلمة):- ما حكاية هذا الولد ؟؟؟؟؟
ميرا(وصلت لاهثة لتجد رافع راحلا):- رافع أنا ….
رافع(متجها نحو باب الحديقة للخروج):- قام زوجكِ بالدفع لا داعي للقلق
ميرا(أحنت كتفيها باستسلام):- يا إلهي ….
شادي(التصق بأقدام رافع):- قوي هل تحمل شادي؟
رافع(عقد حاجبيه):- اذهب لأبيك كي يحملك
ميرا:- شادي شادي تعال هنا …هيا
شادي(ركض نحوها):- قوي ….كرجل عنكبوت ههه
شهاب(مر كالشهاب بجوارهما):- أنا ذاهب للعمل
ميرا:- انتظر ألن تتناول فطورك
شهاب(بملامح مبهمة):- شبعت
ميرا(جلست بفشل على الكرسي):- ماذا فعلت أنا ….هففف كيف حصل إنه يجعلني أتصرف بحمق ذلك الرافع ..، شكله سيورطني من الخطأ جلبه في المحيط العائلي لالا ..هذا لن يتكرر
عواطف:- يفضل ألا يتكرر أصلا …
ميرا(أغمضت عينيها بعمق):- هذا ما كان ينقص
عواطف(جلست مقابلها ليقفز شادي بحجرها):-رأيت القليل قبل مجيء زوجك ، ارتاحي هو لم يرى ما رأيته لقد وصل في آخر المشهد
ميرا(بامتنان ناظرتها):- حقا …اففف ارتاح قلبي، ثم ثم ماذا كان سيرى أساسا لم يحدث شيء لم تحادثينني بنبرة المذنبة ؟
عواطف:- أو لستِ ؟
ميرا:- لست …اففف سأحضر جوزيت حان وقت مفاجأتها
عواطف(زفرت عميقا):- لا تحطمي قصوركِ الثابتة لأجل قصور رملية ستسحبها الأمواج مهما طال مكوثها على اليابسة إلا أنها ستندثر يوما ما
ميرا(تابعت مسيرها):- ارتحت يا رافع أصبت الآن مدينة لتلك المرأة آه
عواطف:- متى ستعقل أمك يا شادي ؟
شادي(بتخمين طفولي):- عاقلة ههه
ميرا(نفضت شعرها لتفتح الباب):- جوزيت الحلوة هل هي جاهزة لمفاجأتها الصباحية
جوزيت(بتكاسل تمطت بالفراش):- لا رغبة لي بمغادرة الفراش
ميرا:- تت ليس بعد أن تعبت لأجلها ، لطفا سننزل قليلا ثم نعود لفراشك
جوزيت:- همم …أين الولدين ؟
ميرا:- مستيقظين وينتظران أمهما
جوزيت:- هفف ماشي …لن نمكث طويلا أنا حقا متعبة
ميرا:- سأساعدكِ بالخروج هكذا …ضعي قدمكِ هنا ثم هنا تاتا صرتِ جاهزة تمسكي بذراعي …
جوزيت:- علي أن أحفظ الطريق فلن يسعني الاعتماد عليكم طويلا
ميرا:- اعتمدي علي الآن وبعدها لكل حادث حديث
نزلت بها ميرا إلى الحديقة لتجعلها تجلس على كرسي هزاز وتسحب ستارا حولهما ، اتضح أنها زاوية مظلمة مخصصة لشخصين يحيط بها ستار أسود لكن يعلوها مصباح ضوئي يتغير لونه ببطء ..وفيه محدد أغاني بالصوت بحيث طلبت ميرا أغنية لها عندما وضعت السماعات بأذن جوزيت وجعلتها تغوص في عالم هادئ لتتناسى قليلا مصابها ….
مديحة:- ما عهدتها صنعت مفاجأة لأجل أحد في حياتها ؟
عواطف(تطل مع مديحة):- هذه المرة الأولى قد فعلتها لأجل جوزيت
مديحة:- أليس غريبا أن ترافق وتحب ابنة عم عرفتها مؤخرا لتعامل الأخريات اللواتي ترعرعت معهن بجفاء وقلة تهذيب ؟
عواطف:- كانت بحاجة لغريب كي يحبها كما هي ليس شفقة مما رآه في ماضيها ، بل لأنها فعلا تستحق تلك المشاعر
مديحة:- تقصدين أنها لا تخجل أمام جوزيت كونها لم تشهد ما شهدناه نحن ، اممم ابنتكِ صارت تتصرف بنضج أخيرا
عواطف:- لكن يبدو أن جوزيت مرتاحة
مديحة(رمقت إشارة جوزيت):- ليس لوقت طويل ، سيصعب عليها التأقلم بسهولة فذلك وضع مقيت لن تتحمله
عواطف:- لننسحب لا داعي لإحراجهما …
ميرا(وهي تعيد جوزيت للداخل):- كلما رغبتِ بالانعزال ستكون تلك زاويتكِ الخاصة ، لن يدخلها أحد قد صنعناها لأجلكِ فقط
جوزيت:- شكرا ميرا أتعبتِ نفسكِ ، كانت حقا مفاجأة مريحة استطعت أن أنفس عن روحي فيها لكنني متعبة أعتذر منكِ
ميرا:- ولا يهمك ، سأوصلكِ لغرفتكِ كي أذهب لعملي وبعدها أراكِ مساء
جوزيت:- ستعودين هنا حقا ؟
ميرا(تصعد بها الدرج):- وهل لي أغلى منكِ لأعود إليه
جوزيت:- هه حضن زوجكِ مثلا
ميرا:- يا ستي الغرف كثيرة هنا
جوزيت:- ههه كنت أعرف أنكِ حقيرة تموت في السفالة
ميرا:- السفالة ليست مقتصرة عليكم فقط … تعالي
أعادتها ميرا لسريرها حين جعلتها تحمل صغيريها قليلا اللذين وضعوهما بسرير مزدوج جوار أمهما التي كانت مستأنسة بصوتهما الدافئ ، لم تشعر إلا وقد غفت مجددا لتفتح عينيها بعد غفوة نوم على جسم يداعبها بلطف …ابتسمت عفويا فهي تعلم أن تلك الملتصقة بها تجيد مسح العتب واللوم بطريقتها ، لذلك استدارت بجدعها نحوها لترتمي بحضنها وتلتصق بها أكثر كمن يحتمي بالغطاء من البرد ….
ناريانا(تتحدث بصوت مختنق):- اشتقت لدفء رقبتكِ جوزي
جوزيت(وهي بحضن ناريانا مغمضة عينيها):- الضياع هو ما شعرت به في بعدكِ عني كل هذه الفترة …أهملتني حقا …….حضنكِ يختلف عن حضن ميار لكنه ينافسه في ذات الدفء والأمان
ناريانا(أبعدت رأسها لتمسح على شعرها):- تأخرت عليكِ ، غبتِ عنكِ ، أعلم قصرت بحقكِ هذين اليومين لكنكِ تعلمين لماذا
جوزيت(سحبت نفسا عميقا لتبتعد قليلا):- … أعلم …
ناريانا:- مهما تهنا في هذا العالم إلا أن هذا الوضع سيبقى مستقرنا من الشتات ، كلما شعرنا بالغرابة وفقدان الذات نستمد طاقتنا من وصالنا هذا لأننا ننتمي لبعضنا …نحن صديقتين نتقاسم نفس الروح ونفس الاحتياج ، نحن نكمل بعضنا تذكري ذلك ولا تغفلي عنه
جوزيت(هزت رأسها بموافقة):- أجل …نحن كذلك .، لا تدعي شيئا يفرقنا ناريانا تعبت من الأسرار ..، لطفا لنمحو تلك الظلال ونعيش براحة
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تسحب جسدها بعيدا عن جوزيت):- أتمنى
جوزيت(رفعت يدها بعبث لتتحسس وجهها ثم نزلت لبطنها):- كيف هو ؟
ناريانا:- ينمو بسرعة ، شكله يرغب بالمجيء ليلعب مع تيم وصبا
جوزيت:- مؤسف أن صبا تكبره بقليل لكنت زوجتها له ، لكن شكل ميار سيزوجها لولد من أولاد عمومتها …ذلك المجنون متشبث بالجذور كثيرا ألا أخبار ؟
ناريانا:- تؤ ..ليس بعد
جوزيت:-- يا الله …تأخرتم كثيرا مضى الكثير من الوقت إلى متى سننتظر لأجل استعادتهم ، ثم من اختطفهم وعن أي ماض تتحدثون ؟
ناريانا:- لا ندري جوزيت من اختطفهم لكن …الأمر يفوق الواقع إنه مزيج من الخيال والسحر
جوزيت:- بعد الذي حصل بت أصدق كل شيء وأي شيء ، لو حدث مكروه لغامي ميار سيلومني كل العمر
ناريانا(داعبت وجنتها):- لن يفعل لأننا سنستعيدهم ، أصلا من اختطفهم لا يرغب بأذيتهم إنما بجس النبض لا غير
جوزيت:- ما يدريكِ ؟
ناريانا:- المختطف يعشق التباهي وعرض قدراته ، نحن علينا الانبهار والمشاهدة الحريصة في انتظار حركته المقبلة فهو لن يستمر طويلا في الاستعراض بل سيتخلص من أبطال المسرحية التي أنشأها لأنه سينتقل للتلفزيون الواقعي
جوزيت:- هممم … أثق بكِ ، لكنني لا أثق بشرذمة الساحرات
ناريانا:- ولا نحن نثق لكننا مجبرون على التعامل معهم بحرص
جوزيت:- طيب كيف يبلي البقية ، كاظم و إياد أين هما لم يكلمني أحد
ناريانا:- ما أدري عن إياد أي شيء ، لكن كاظم قد خرج أمس ولم يعد بعد
جوزيت:- اتصلي بخوري
ناريانا(ابتلعت ريقها):- لماذا ستكلمين ذلك البغيض ؟
جوزيت:- اجتاحتني رغبة لسماع صوته
ناريانا(إنه في الماضي):- …. بيبي ، سأخبركِ بسر لكنكِ لن تجزعي لقد تواعدنا ألا نخفي عن بعضنا أي شيء
جوزيت(انتفضت):- ماذاااا أيوجد أسرار أخرى ؟؟؟
ناريانا:- اهدئي…، إن أعطيتني عقلكِ ستفهمين أنها أسرار حتمية ، بدوره لم يكن يعلم يا جوزي
جوزيت:- هيا أخبريني هيا
ناريانا(سحبت نفسا عميقا):- في حين أنه صار خالا لطفليكِ ، أنتِ أيضا صرتِ عمة
جوزيت(رفعت حاجبها بصدمة):- ماذاااا ؟
ناريانا:- خوري لديه طفلة عمرها يقارب الأربع سنوات ، اسمها وهج وقد
جوزيت:- اختطفت مع جماعة الصغار صح ؟؟؟
ناريانا:- ذاك ما حصل ، وعليه اضطر أيضا للذهاب لأجل إنقاذ ابنته التي علم بأمرها ليلة قبل الاختطاف
جوزيت(أشفقت عليه):- يااااه المسكين حدث له مثلما حدث مع ميار ، واووو فعلا الدنيا قصاص
ناريانا:- فعلا هو كذلك
جوزيت:- طيب كيف حصل ..من هي أمها ؟.
ناريانا:- هنا تأتي الصدمة الموالية ، أتذكرين ناهد العنبري ؟
جوزيت:- خطيبة حكيم المختارة من قبل مديحة خالتي ، والتي كانت بضيافة خوري ؟
ناريانا:-اتضح أنها لم تكن هي بل كانت توأمها وتدعى ستيلا وهي تكون والدة وهج
جوزيت(وضعت يدها على رأسها):- يا إلهي ما هذه الدوامة المتشعبة ، كل شيء يتشابك مع بعضه ، أيوجد في الدنيا هكذا صدف خيالية ؟؟؟؟
ناريانا:- يتضح أنه يوجد حقا كما تسمعين
جوزيت:- لماذا أخفت ابنته عنه ، ثم كيف عرفتِ أنتِ بكل هذا …مهلا مهلا تقولين أن المرأة التي كنتِ تنافسينها الأسابيع الماضية لم تكن ناهد بل كانت ستيلا متجسدة في دورها …..يعني المرأة التي قال أنه فقدها اتضح أنها لم تهرب إلا لأجل ابنتهما ؟؟؟
ناريانا:- استنتاجكِ صحيح جوزي ، حصل ذلك بالضبط
جوزيت:- كأن الأمر تكرر معي ، يااااه ثبتت عليه قولة من حفر حفرة لأخيه وقع فيها هههههه
ناريانا:- عيب عيب أن تسخري من أخيكِ الذي حاول حمايتكِ كل هذه الأشهر
جوزيت:- ههههههه من غبني أضحك وليس سخرية ، يعني …أتوقع أن يجعلها ميار تغريدة في كل المواقع الاجتماعية لكي يذله بها طوال العمر
ناريانا:- لن أستغرب إن قام بنقشها على جدار منزله هههه ، هههه أضحكتني يا غبية
جوزيت:- هههههههههه آه يا لهذه الأسرار الخرافية ، فعلا فعلا هههههه من كاااااان يتوقع أي قلبي هههه
ناريانا(انتفضت لتلامسها):- اهدئي …قلبكِ ما يزال متعبا
جوزيت:- أليس غريبا ألا تتغير مشاعري بعد تبديل القلب ريانا …شاهدت فيلما قاموا بتغيير قلب البطلة وحين استيقاظها لم تعد تحمل أية مشاعر لحبيبها بل اعتبرته غريبا
ناريانا:- هذا يحدث لذوات القلوب الضعيفة ، أما حضرتكِ فميار باشا يسكن في قلبكِ وعقلكِ وشرايينكِ ومصارينكِ وعضلاتكِ السفلية التي لو أنكرت حواسكِ كلها معرفتها به إلا أنها تزحف منددة أنه مالكها الأصلي والوحيد
جوزيت(احمرت خجلا لتنفجر بضحك):- ههههههههههههه قذرة لدرجة الانحطاط
ناريانا:- آه يا معذبتي آه …سأتصل بجدار برلين لأتفقده اشتقتِ لسخريته غالبا بعدها سأرى الصحفي أين اختفى ؟
أين إياد ؟
سؤال يطرح نفسه آخر مرة جاء لقصر جوزيت ليواسيها في مصابها ويبارك لها صغارها ويساعد في رعاية الطفلين ، لكنه ابتعد فجأة عن المحيط وتوارى عن الأنظار ،… ابتعد مباشرة بعد عودتها معهما لكن ألم يصله أي خبر عن اختطاف الأطفال ؟؟؟
كاظم:- إنه خارج التغطية ، أتصل به منذ يومين لكنه لا يجيب
ناريانا:- ابحث عنه كاظم ما ربما أصابه مكروه ؟
كاظم:- ليس كذلك ، لقد انعزل رغبة منه قد تواصلت مع رقية وأكدت أنه دخل في عزلة حتى هي لا يكلمها
ناريانا:- هل هذا وقت العزلة كاظم ، جوزيت بحاجته بالقرب
كاظم:- من رأيي دعينا لا نضغط عليه ، نحن نغطي الأمر وخلص ثم هو لم يستقر منذ أشهر ، ربما شعر بالضغط لذلك قرر أخذ قسط من الراحة ، ..معه حق أحداثنا المربكة لا تتوقف
ناريانا:- تمام ، أعطني موقعه لأزوره وأطمئن عليه ، ..هذه المجنونة لا تنفك تسأل عنه وهي قلقة لأجله ..، فقط أرسل لي الموقع كاظم
كاظم:- لا تقولي أنه جاء مني ، المهم سأرسله لكِ وأعرج على الثعلبة هذا المساء لدي عمل لأقوم به حاليا
ناريانا:- كلكم انشغلتم بأعمالكم والمسكينة تظل تبحث عن أيكم لأجل مواساتها ، لطفا خصصوا لأجلها وقتا هذا غير لائق
كاظم:- ماشي يا نار العافية سأعرج مساء …سلام
ناريانا:- سأرى ذلك …لا تنس العنوان هيا أنتظرك
بعث العنوان لناريانا بعدها أغلق هاتفه لينظر إليه مليا قبل أن يفتح فمه فيشير له بغلقه لأن السيد في هالة تفكير مستعصية ….
كاظم(يهز قدمه بتوتر):- هل سينتظر حضرتي كثيرا ، يعني إلى متى سيطول تفكيرك العويص عمااااه ؟
عمو بشير(مقابله في المكتب):- ….اخرس
كاظم:- خرست خرست قرابة الساعتين لقد أصبتني بالضجر ، أخبرني بما يزعجك وأنا سأتدبر أمره
عمو بشير:- مثلما تدبرت أمر نورس ، أين هي ابنة عمك يا كاظم ؟
كاظم(مسح على حاجبه):- اختفت عماه ، لم أتمكن من الوصول إليها
عمو بشير:- لماذا تمتهن التحقيق طالما أنت فاشل فيه هكذا ، بسرعة سلم شارتك ومسدسك واركض لشركات الراجي لعلهم يجدون لك عملا في الأحمال الثقيلة
كاظم(أغمض عينيه):- …هل أتممت سخريتك ، أعطني السبب الحقيقي الذي يجعلك قلقا ومنزعجا هكذا بغض النظر عن موضوع نورس …موقن أنك قلق عليها رغم أنك تخفيه خلف قناع اللامبالاة إلا أنها لم تصل لدرجة قلقك وخوفك من السبب الثاني الذي أجهله
عمو بشير:- …سأخبرك لكنك لن تفتح فمك بحرف لأي كان ، في مجموعة الأطفال المختطفين هنالك طفل
كاظم(صغر عينيه):- الولد العبقري زميل ميسون ….ما علاقتك به ؟
عمو بشير:- يا سلام ، إعدادات المحققين لديك لا تعمل إلا مع عمك
كاظم(أشار بيديه):- تابع …..ولا تغفل عن ذكر العلاقة لأنني متحمس
عمو بشير:- … ذلك الولد ، تابع للجهاز الأمني وهو تحت رعاية شخص مهم يعني لي الكثير ، لذلك أرغب بمساعدته
كاظم:- ما زلت لا أجد وجه العلاقة هنا ؟
عمو بشير(بحدة):- ألا تفهم …إنني أريد تقديم معروف لصديقي فذلك الولد ينتمي إليه ويجب أن يعود
كاظم:- لاحظ أنك ترفع صوتك ما يدل على أنك منفعل وأنت لا تنفعل عن عبث إذن …..هذا الولد لا ينتمي إلى صديقك بل إليك
عمو بشير(نهض بتوتر):- أنت مخطئ …أوهامك الغبية هي التي تجعلك تقف في الخلف دائما ، لو تشغل مواهبك الفظة التي تستعملها معي في عملك لكنت قد وجدت ميرنا ، وجدت نورسي وقبضت على الجناة
كاظم(سحب نفسا عميقا)":- طالما اتخذت طريق الإهانة إذن أنا مصيب في كلامي …من يكون هذا الولد عمي ولا تجعلني أدخل في التفاصيل لأنني سأصل للنتيجة حتما
عمو بشير(اقترب منه مشيرا):- حياة ذلك الولد أهم من حياتك بالنسبة لي ، لذلك إن قصرت في موضوعه سأتبرأ منك هذه المرة بشكل حقيقي
كاظم(نهض وهو يضع يديه بجيوبه مقتربا من عمه):- … أخشى فقط أن يكون ما خمنته صحيحا ، إياك وأن تلعب بمشاعر الآخرين عمي لأنها جريمة عاطفية لن أتمكن من السماح بها
عمو بشير(تلكأت الحروف بجوفه):- ما الذي خمنته يا غبي ، اسمعني أي خبر يصل عن ذلك الولد ستخبرني به …انصرف الآن وحاول إنجاز عملك جيدا لمرة واحدة في حياتك أيها الفاشل
كاظم(نظر جانبيا ليتراجع للخلف):- … لا يعقل أن أسمح لنابلسي غيري أن يحمل اسم العائلة ، هههه هيا لن أبحث أكثر سأدعك تفاجئني حبيبي عمي
عمو بشير(ضرب على الطاولة):- اذهب ولد غبي لا يجيد القيام بشيء
كاظم(ارتدى نظاراته الشمسية وهو يقفز بسيارته):- طالما أنت مهتم لهذه الدرجة إذن هذا الولد لنا ….لكن من يكووون ؟
والله عمك بشير لن يخبرنا لذلك حبذا لو تقوم بتحقيقاتك وتعطينا اليقين ماشي يا عملاقنا ^^

في كراج كبير تتعدد أعمدته الرخامية ، دخلت ممسكة ببطنها وهي تتأمل تلك الزوايا والجدران بإمعان …كانت بعض اللوحات الفارغة معلقة في أمكنة عشوائية ، بعضها على الأرض بعضها على الجدران بعضها مائل على بعضه ..، أما هو فقد كان منكبا على الطاولة وهو يسحب بعض الأوراق الضخمة ويرتبها باسترسال لغاية ما أزال سماعة أذنه ليرفع بصره نحوها متأففا بامتعاض …
إياد:- ظننتني هربت منكم ، كيف وجدتني ؟
ناريانا:- لم نضيعك حتى نجدك عزيزي إياد ، ممم ماذا تفعل هنا ؟
إياد(عاد لأوراقه):- كما ترين أعمل
ناريانا:- اممم مثير للاهتمام ، كيف تستطيع العمل في حين أن أختك بحاجتك ، أخوك بحاجتك …أولادهم بحاجتك ؟
إياد:- عفوا … هل تعطينني درسا في العلاقات الأسرية هنا ؟
ناريانا:- أيحتاج الأمر ؟
إياد:- ماذا تريدين ناريانا ؟
ناريانا:- ما الذي حدث لك ، كيف تختفي هكذا لا حس ولا خبر كيف تنسحب من مسئوليتك ولا تترك حتى خبرا لنا ؟
إياد:- مشغول
ناريانا(اقتربت لتتفقد الأوراق التي كان يحملها):- مشغول في التصوير العشوائي ، حقااااا هذا لا يعقل بدلا من تصوير واقعك المشوه صرت تهرب لأشياء عبثية لا تمت لك بصلة
إياد:- ها أنتِ قلت ، أهرب لأشياء أخرى لأنني تعبت
ناريانا(تنهدت عميقا لتجلس على حافة حجرية):- تأكد من وضع كرسي المرة المقبلة هذا غير مريح لامرأة حامل مثلي
إياد:- …لارد
ناريانا(نظرت لتلك الصور التي ألقاها أرضا):- من تلك الفتاة ؟
إياد(نظر لصاحبة الوحمة):- فتاة عادية …
ناريانا:- أخبرني إياد …ماذا حصل حتى هربت إلى هنا ، أنظر أنا صديقتك وسأسمعك بطيب خاطر ، لن أحكم عليك فقصة تعبك من مآسي حياتنا لم أصدقها
إياد(وضع يديه على سطح الطاولة التي كان يعمل عليها):- ماذا تشربين ناريانا ؟
ناريانا(بعناد):- بعض من أجوبتك ستروي عطشي
إياد(تحرك ليلتقط الصور من على الأرض):- …. لا شيء ، كنت …كنت قلقا على جوزيت أختي طبعا وما زلت ، لكنني لم أتمكن من رؤيتها وهي عاجزة بتلك الطريقة ..، تذكرت ميرنا وخرسها فآلمني الأمر إلى متى سأرى أخواتي يتعذبن هكذا ؟
ناريانا:- لا ندري ما تخبئه الأيام إياد ، لكن لا يعقل أن نهرب ونستسلم كلما حصل شيء كهذا …إنها الأقدار يا عزيزي
إياد:- أقدار لئيمة وأليمة في نفس الوقت
ناريانا:- استغفر ربك ، إنها من حكمه ولا يسعنا التدخل في ذلك أبدا
إياد:- ونعم بالله ، لكنني أخبركِ لأنني اكتفيت من لملمة جراح الآخرين
ناريانا:- منذ متى أصبحت قاسيا هكذا ؟
إياد:- منذ أن …
ناريانا(أغمضت عينيها حين انسحبت في هالة لترجع مشدوهة):- انتظر …هل كنت موجودا ليلة ذهابهم إلى الماضي ؟
إياد(زم شفتيه ليرخي عضلاته وينظر إليها):- ….وإن كنت
ناريانا:- ماذا عرفت ؟
إياد:- لم أعرف …لا أريد أن أعرف تعبت من الأسرار والخبايا قد هربت منها طوال عمري ، مؤخرا خاصمت أخي لعدة أشهر لأجل تلك الأسرار ، نفيت أختي التي كادت تخبرني بحملها ورفضت سماعها لأجل تلك الأسراااااااااار ….لا أريد معرفة شيء صدقيني أريد أن أعيش براحة بعد اليوم قد تعبت وسئمت
ناريانا:- أنت خائف …ههه …إيااااد أنت لست وحدك ، تذكر أنك لست وحيدا في هذا الخضم كل واحد منا لديه سر يؤلمه في صميمه ، يحمله بين ضلوعه كأنه جمرة تكويه كل لحظة لا هو قادر على لفظها ولا هو قادر على تحمل لسعتها
إياد(ضرب على جانبيه):- إذن لماذااااا ، لماذاااااااااا ؟
ناريانا:- نحن لا نخلق تلك الأسرار الظروف هي التي تحتم علينا ذلك ، أيا كان ما شككت به يا إياد دعني أخبرك أنه كان اضطراريا
إياد(ابتلع ريقه):- …لا يسعني متابعة هذا الحديث …، أنا غير مستعد لذلك أردت الهرب إلى معرضي ، لطفا غادري
ناريانا(رمشت مرتين لتنهض):- هكذا تقول ، يعني بالأخير تهرب من مصيرك وتتخلى عنا لأجل نفسك
إياد(زم شفتيه بحرقة):- لا يهمني رأيكِ ، غادري من غير تحفظ من فضلك
ناريانا(تحركت متأملة زوايا المكان):- عليك أن تنضج ، لقد صرتَ عمَّا ويجب أن تكون أهلا لذلك .. من يدري قد تصبح أبا في وقت قريب
إياد:- هففف
ناريانا(سحبت نفسا عميقا وهي تهمس في سرها):- علي التحدث مع هبة رشوان بسرعة ، الوضع غير آآآآآمن هكذاااا
تركته وهو يلقي بتلك الصور يمينا وشمالا مما يعتمر صدره ، يبدو أنه يحمل هما كبيرا ولا أحد يدرك ذلك …من الجيد أن ناريانا تفقدت أمره حتى يتسنى لهم قياس درجة ما اكتشفته لأجل السيطرة على الأوضاع ..وإلا ستكون هنالك مواجهة غير متوقعة في هذا الوقت الحساس ….
هبة(جلست بفشل ممسكة على قلبها):- ماذا تقولين ؟؟؟؟؟؟
ناريانا:- أقول ما فهمته من حالته ، إياد يشك في أمركِ وأمر الجدة نبيلة لا أعلم ما نسبة سماعه لما حصل تلك الليلة أو بخصوص من بالتحديد …لكنني رأيته أبصرته هنا ليلتها هذا كل شيء
هبة(ابتلعت ريقها):- يا إلهي … مهلا ، مهلا هل أوقعتني في مصيدة ؟
ناريانا(ضحكت بهزل):- صباح الخير ، هل اعتقدتِ أنني لم أدرك الأمر
هبة(أمسكت على فمها):- أشعر بالغباء الآن ، كيف جعلتني أعترف بسر علاقتي بها بهذه السهولة ؟
ناريانا(جلست بوضعية مريحة):- لست عدوتكِ هبة رشوان ، أنا مهتمة لأنكِ ضحية أيضا …لكن لم يعجبني استهزائكِ بي أنتِ والجدة نبيلة ما حسبتها لائقة بي
هبة:- من يعلم غيركِ ؟
ناريانا:- اهدئي ، لا أحد سيعلم من طرفي لكن إلى متى سيبقى طي الكتمان هذا ما لا أدركه
هبة(فركت يديها بقلق):- علي أن أتحدث إلى أمي سريعا …لكنني غير قادرة على مبارحة مكاني هنا قد يحتاجون إلي في أي وقت
ناريانا:- لنبدأ بالسهل ثم ننتقل للأصعب … من يمكنه التأثير بإياد ؟
هبة:- لا أعلم ….ميار فقط
ناريانا:- إذن سننتظر عودة ميار ونضعه بالصورة
هبة:- مطلقااااااا …ميار لو عرف أن نبيلة تكون أمي سيخرب الأمر فوق رؤوسنا ، أنتِ لا تعلمين درجة كرهه لي قد يكره حتى جدته بسببي ، حتى أخوه قد ينسفه فقط لأنني أمه
ناريانا:- إذن …سننتقل إلى ثالث فرد يعرف بأمركما
هبة(رفعت حاجبها بتخمين):- طارق …؟!
ناريانا(ابتسمت بثقة):-قد فاجئني الراجيُّ الأصيل
هبة:- كيف سنتصرف …أصلا لم يعد أي واحد فيهم لنشاركهم بهذا
ناريانا:- اهدئي …كلمي الجدة واطلبي منها المجيء إلى هنا يجب أن تتحدثا سوية قبل الإقدام على أي خطوة مع إياد
هبة:- …أنا خااائفة
ناريانا(أمسكت يد هبة):- يجب أن تكوني قوية لأنكِ ستصلين لهذه المحطة مهما طال مسير القطار
هبة(ابتلعت ريقها وهزت رأسها من مؤازرة ناريانا):- شكرا لمواساتك ، سأكلمها الآن بالإذن
ناريانا(لفت رأسها جانبيا لتنهض ببطء شديد وتطل عليها):- هل تستمتعين باستراق السمع ؟
ستيلا(أطلت بهدوء):- من الضجر..
ناريانا(أوقفتها حين ألصقتها مع الجدار لتمسكها من شعرها برفق):- لو تلفظتِ بحرف واحد أقسم أنني سأصدمكِ بما سأفعله يا ضرتي
ستيلا(مالت برأسها لتقارب شفتي ناريانا):- لو يرانا أحدهم سيظن أننا لا نتحمل غياب البارون
ناريانا(ناظرت شفتي ستيلا لتبتعد عنها):- حذار من اللعب معي ، حذار ستيلا من إخبار أحدهم بما سمعته
ستيلا:- طالما هو لا يخدم مصالحي إذن فلن يسمعه أحد
ناريانا(أغمضت عينيها):- …. لا أدري كيف تورط معكِ
ستيلا:- على الأقل أنا أعلم أنه تورط معكِ لأجل التسلية
ناريانا(توقفت لتنظر إليها بعتب):- ..معكِ حق
ستيلا(عقدت حاجبيها لتقترب منها):- لم أقصد أن أؤلمكِ بذلك ، آسفة أعصابي متوترة لأنهم لم يعودوا بعد …خائفة جدااا ماذا إن لم يفلحوا ألن أرى ابنتي أبدا ؟
ناريانا(جلست بتعب):- …لا أعرف ستيلا …هذه المرة لست أعرف شيئا
ستيلا(بتأفف):-تبا … ألا يوجد مراسلات بين عالمنا وعالمهم ؟
ناريانا(بحلقت بعينيها):- أعيدي ما قلته ؟؟؟؟
ستيلا(بعدم فهم):- مراسلات ، مسجات يعني
ناريانا(أشارت لها بذهول لتمسك بطنها وتنهض بسرعة):- أنتِ خطيرة …فخرية …أين فخريييييييية ؟؟؟؟؟
نزلت بخفة متمسكة بدرابزين الدرج بينما ستيلا تلحقها بعدم فهم ، حين وجدت ليندا تقفل خطها لتفهم ما سر هذه الجلبة بينما كهرمانة نهضت لترافق فخرية التي غادرت رواقها بتوجس خشية من فضح أمر سلسبيل …
فخرية:- خيرا يا ناريانا لماذا تصرخين هكذا ؟
هبة(أغلقت الخط أيضا لتتقدم بدورها):- ماذا يحصل يا بنتي ؟
ستيلا:- تحدثي لخمتنا معكِ في هذا الصراخ
كهرمانة:- أبصرتِ شيئا جديدااا بخصوصهم ؟
ناريانا(التقطت أنفاسها):- لاء …لكنني وجدت طريقة للتواصل معهم
ليندا:- ههه …بالتلفون ولا عبر المسنجر ؟
فخرية(اقتربت من ناريانا مصغرة عينيها):- ماذا تقترحين ؟
ناريانا:- تجربة صغيرة … سنحاول إن فلحت سنتمكن من الاطمئنان عليهم ، طالما اليوم في عالمنا هو يومان في عالمهم أكيد سيكون لندائي صدى
كهرمانة:- مهلا لحظة ، قالت فخرية أن الدقيقة في عالمنا هي يوم عندهم لماذا تقولين أنتِ يومان ؟
ناريانا:- كانت مخطئة في الحسابات الرياضية ، هذا هو التعداد الصحيح
فخرية:- ما خطتكِ ؟
ناريانا:- سترسلن صوتي إلى هناك ، سأغني شيئا من تراث آل الشمس
ليندا:- هراء …كيف سنضمن وصوله ؟
كهرمانة:- لو افترضنا أنها نجحت ، ماذا سيحدث بعدها كيف سنعرف أخبارهم يعني ؟
ناريانا:- عندما تصل أغنيتي إلى هناك سيسمعها أشخاص معينون في ذلك العالم ، هم من سيجيبون على أسئلتنا …يعني طالما الأموات أحياء هناك إذن لعشيرتي أيضا أموات سيستجيبون لندائي
فخرية":- فكرة مدهشة ، لنطبقها حالا ،…أحتاجكن
ليندا:- عدنا للخبطة مجددا …
كهرمانة:- نحن مجبرون على تقديم يد العون ، أنا معكن ؟
ناريانا(تفقدت الجو):- نحتاج سلسبيل أيضا ليناديها أحدكم
فخرية:- لاء … هي لا تستطيع مبارحة غرفتها لأنها مصابة بالحمى ، لكن يمكنها مساعدتنا من بعيد أنا سأجعلها تفعل
ناريانا(بتوجس ماطلتها):- لكِ ذلك …لنستعد
جلسن في الصالون ملتفات حول بعضهن بينما جلست ناريانا وسطهن ، عندما مددن أيدهن ليلامسن شعرها حين بدأت بالغناء والهمهمة بأغنية من تراثهم القديم …في ذلك الوقت كانت سلسبيل تدعمهن من غرفتها بتعويذة كن يلقينها سوية لأجل إيصال الصوت لذلك العالم … لكن هل سيفلح الأمر أم لا سنكتشف ذلك حالا
وهج(حكت أذنها وهي تهز رأسها بانزعاج):- همممف ….
لمى(نظرت للخلف ثم للأعلى):- أغااااني ههه هناك من تغني ، بابا بابا هل تسمع أغنية ؟
مراد(عقد حاجبيه لتبرق عيناه):- هنالك صوت مغنية حقا ، من يفعل ؟
لورينا:- ماذا تقولون لا يوجد أي صوت …
مراد:- لالا يوجد مغنية ألا تسمعون ؟؟
ميار(وهو يلعب الورق مع طارق وحكيم):- شكله يحب الغناء يا لورينا ، كنتِ غني له سألوني الناس عنك يا حبيبي
حكيم:- ههه لو تخرس يا رجل
طارق:- لا يخجل من أحد
ميسون:- حتى أنا لا أسمع أي شيء … هل أنتم متأكدين ؟
مراد:- أقول أنه صوت مغنية ، لمى ؟؟؟
لمى:- وأنا أسمع
غامي:- تمام قالت لمى تسمع إذن هي تسمع لا تعغف الكذب لمى
ميار:- ولدي ، حين تتمكن من نطق حرف الراء بشكل صحيح سأزوجها لك
مراد:- من فضلك ميار
ميار:- هههه نمزح يا صاح
رامي(عدل نظاراته حين رمق وهج وهي تسير نحو الباب):- تلك الفتاة أين تذهب ؟
ميار(رفع حاجبه):- جذبتم انتباهي لنفتح الباب ما ربما كان هنالك مغنية في الأرجاء ، يلا لنزل بعض الروتين من علينا
لورينا:- وهج وهج أين تذهبين صغيرتي …؟
لمى(خرجت معها):- الصوت قادم من هناك
مراد:- أجل …تقريبا من هناك
ميار(أطل معهما):- شكل جدتك المرتقبة هي القادمة من هناك مع توأمها
مراد(بدهشة):- سراج وهجير
سراج(بهرولة):- أحدهم يحاول التواصل معكم ، من سمع الغناء ؟
مراد:- أنا ولمى …ممكن وهج أيضا
هجير:- توقعت ذلك ، إنها حفيدتنا من العالم الآخر
ميرنا(انضمت لهم):- ناريانا ….تلك ناريانااا ، أستطيع سماعها بوضوح
لورينا: ناريانا كانت ليلة لقاء السحرة ، لكن لما لا نسمع صوتها بينما تفعلون أنتم ، وبالتحديد أنتِ ما علاقتكِ ؟
ميرنا:- أسمعها ألا تعلمين لماذا ؟؟؟؟
سراج(نظرت لميرنا كي تصمت):- لأن عالمنا يختلف عن عالمكم ، لن يسمعه إلا آل الشمس
لورينا(نظرت صوب مراد ولمى):- أنتما أيضا .. أوكي ، لن أناقش حرفا
مراد:- بدوري لم أتأكد سوى اللحظة ، أنا حفيد هجير آل شمسي من ابن العقرب
هجير(بابتسامة):- أخيرا صدقتني يا حفيدي …
سراج:- مرحبا ليس وقت اللقاء الأسري ، حاليا علينا فهم غاية ناريانا حفيدتنا من هذا التواصل
ميار:- أجدني مهتما ..هيا ترجموا لنا فحوى الأغنية
غامي(يحك أذنيه):-لم لا يستطيع غامي من سماع شيء ، هل أذناي لا تعملان ؟
رامي:- اهدأ أنا أيضا لا أسمع شيئا
ميار(استدار إليهما وعقد حاجبيه):- ….لارد
ميسون:- وأنا أيضا لا أسمع …عادة كنت أفعل لكن يبدو أنني غير متمكنة في هذا العالم
هانا:- تمام متى ستبدأ الترجمة ؟
طارق:- كدت أسأل نفس السؤال
ميرنا(بشرود):- ….إنها تحاول إيصال رسالة
هجير:- تريد الطمأنة عليكم ، تريد معرفة أخباركم وأيضا تسأل عن إمكانية لقائكم وبقائكم بخير
ميار:- فيها الخير ، كانت لتسأل عن مستحضرات الشامبو الرديئة التي يستعملها سكان هذا العالم
طارق(هز رأسه بدون فائدة):- كيف ستجيبونها ؟
سراج:- بنفس الطريقة …سنغني
ميار:- همممم ..اسأليها عن أطفالي كيف هما وأمهما هل هي بخير ؟
ميرنا(أغمضت عينيها لتمسك على قلبها):- …لآرد
حكيم(اقترب منها):- أنتِ بخير ؟
ميرنا:- أهاه …أستطيع سماعها بوضوح تام لكنني لا أفهم كلامها جيدا
سراج:- نحن نفعل …سنخبرها بالجواب ونرى إن كان ذلك يفلح من جانبنا أيضا
ميار:- بمعنى ؟
مراد:- إن كانت ستستلم رسالتنا أيضا سيكون ذلك جيدا لأجلنا جميعاااا
بدأتا بالغناء بعد أن توقفت ناريانا عن الغناء ، قامتا بإخبارها بأحوال الجميع هناك وبأن الكل بخير وطالبوها بمعرفة أخبارهم أيضا …لكن الجواب لم يصل لذلك فقدوا الأمل وعادوا للمنزل منكبين على أنفسهم في حيرة ، لم يعرفوا أن الوقت يختلف بين العالمين …
حكيم(يقطع الطماطم):- بالتأكيد سيصل جواب في القريب العاجل ، المهم أننا وجدنا وسيلة تواصل جديدة أحسن من لا شيء
ميار(وهو يلقم الطماطم التي يقطعها):- وجهة نظر محترمة
حكيم:- أكلت كل السلطة يا رجل ، ماذا سنطعم تلك الأفواه ؟
ميار:- وما بك تقولها بحيرة ، لدينا أراضي الراجيين كلها فلاحة وزرع وحليب أبقار طازج …ما رأيكم بجولة في الأراضي غدا مع جدنا درويش ؟
حكيم:- هل في جمجمتك مخ ، نحن عالقون هنا وأنت تفكر في رحلة عائلية في أراضي الراجيين …طاااارق تعال وأعد عقل هذا لرأسه
طارق(شمر على ساعديه ليضع الأطباق):- أنا لا أستوعبه أحيانا صدقني إن موهبته في خلق جو غريب بكل فرصة ، تجعلني أصفق له إجلالا
حكيم:- طيب خذه لقد أنهى كل السلطة بلقمه المتواصل
ميار:- إنه لا يصغي لي فأصغي أنت ، أقول له أن نتعرف على أراضينا ونأخذ معنا أمي وعمتي زهرة ونحظى ببعض المتعة ما رأيكم ؟
ميرنا(هزت رأسها):- أنت لست جادا ميار ، من فضلك خروج من البيت لن يحدث إلا للضرورة القصوى …افهمنا رجاء
ميار(رفع شفته):- لقد ضقت درعا من زوايا هذا البيت الصغير ، كيف نمتلك أراضي وأملاك شاسعة وما زلنا نعيش هنا …علينا بالانتقال إلى قصر كبير طالما مكوثنا هنا ما يزال في علم الغيب إذن لنجعله مميزا
طارق:- حرف آخر لن يحصل جميل
ميار:- اففف أبحث عن راحتكم لكنكم لا تأخذون كلامي على محمل الجد …ثم ما هذا البيت الرديء لم اختاره الشيخ عمران أبفهم ؟؟؟
لورينا:- لأنه محمي هذا ما ذكره
ميار:- تسلم عينه ع الحماية إلا والبرد يدخل من زوايا النوافذ ، ظللت أعطس البارحة دون توقف من التيار الهوائي …أولادنا سيمرضون هكذاااااا اسمعوا مني لننتقل إلى غير مكان هممم ؟
حكيم:- نقفل السيرة ميار ، شكلك من الضجر بت تبحث عن تسلية
ميار:- ليخبرني أحدكم لماذا أتعايش مع أشخاص مغرمين بالفقر مثلكم هاااااا ؟
مراد:- ههه لأنه ليس لك مفر من جماعتنا ، كلنا في هذا الوبال وسنبقى حتى نتخلص منه
ميرنا:- ميار …هل وجدت مكانا مناسبا لنا ؟
ميار(صفق بحرارة):- تلك الفتاة هي الوحيدة التي تفهمني بعد جوزتي الغالية ، أجل يا ابنة خالي وجدت بيتا كبيرا سيشملنا عائليا ويمكن للثنائيات أن تنزوي دون أن نضطر لسماع أشياء مخلة خلف الجدران الهشة
لورينا(احمرت خجلا لتنظر لمراد):- لارد ….
حكيم(أغمض عينيه):- بم أن عمتي حورية بالجوار سأتفضل بسؤالي إلى جنابها ، على ماذا كانت تتوحم وأنت في بطنها مستقر ؟
ميار(غمز له):- وصلني الجواب سلفا إنه الفستق الضاحك يا بيبي
ضحكوا من جملته لأنه فعلا لا يهمد ، وفعلا عناده لم يسمح لهم بالمجادلة فقد قاموا بالتصويت لأجل البيت الجديد وفعلا حظوا بموافقة الأطفال الذين كانوا متحمسين لأجل مكان أوسع ….وعليه قرروا الانتقال في اليوم الموالي بعد استشارة أهالي البلدة الذين وافقوا سلفا فميار لا يترك شيئا للصدف ، فقد أخبرهم أنه عليهم حمايتهم من طرف عامر نجيب وسليم الراجي ومختار أيضا ولأن صيت هؤلاء معروف لدى الجميع ، اتخذوا قرارا بمنعهم من التعرض لهم بشكل نهائي ….
بيت كبير متكون من ثلاث طوابق ،عرضه يبدو كبيرا من الداخل وبه غرف كثيرة … في داخله بهو كبير ترتكز نافورة منزلية بوسطه ، شكله ينتمي للبيوت القديمة العتيقة …. كان هنالك أقواس جانبية ودعامات رخامية تكمن في زواياه أيضا…لكن ألا يبدو مألوفا ؟
ميرنا(حكت يديها لتتراجع للخلف):- هذا ليس ….ليس بيتنا هااا ليخبرني أحدكم أنه ليس بيتنا القديم ؟
ميار:- سبق وزرته سلفا حين وصولي إلى هنا ، أهلا بكم في بيت الراجيين
طارق(دمعت عيناه وهو ينظر لزواياه):- كدت أنسى هذه النافورة
حكيم(عقد حاجبيه حين نظر لغرفة جانبية):- لا أستطيع تمييزه كثيرا
ميار:- هممم ما رأيكم يا أولاد ، هذا بيت جدكم الكبير …تراث عائلة الراجيييييييين يووووهوو
طارق(أمسك على رأسه حين رمقهم ينطلقون في الزوايا):- ميار عزيزي سؤال ، هل نحن في رحلة استكشافية أم محتجزين بالماضي ؟
ميار:- يقول الفيلسوف ميار نجيب احم ، كُن سعِيد وضَع قلبًا من حَديد وتأقلم مَع كل جَديد …
مراد:- جملة مبتذلة ، التعبير ركيك يا أخي الفاضل
ميار(طالعه شزرا):- لم أنتظر رأيك يا دكترة …هيا تفرقوا في غرف ولتبلغونا بخياراتكم حتى لا تحدث جلبة ..، هااا بالمناسبة يا دكترة أقترح أن تتخذ غرفة أرضية لا أضمن لك هدوء الأسرَّة العلوية
مراد(حول عينيه):- أنت غير معقووول
لمى:- بابي أين سأنام ؟؟؟
مراد:- تعالي لمى ، لوري أحضري وهج لتكن غرفنا قريبة
ميار(غمز لهم):- هاه أرأيتم صارت علاقتهم واضحة وضوح الشمس
ميسون(نظرت للمنزل مليا):- …جميل لكنه كبير
رامي:- هل تخشين كثرة الغرف؟
ميسون:- لاء ، أفكر في شيء آخر
غامي:- ميساااان …أين ستكون غغفتي أنا ؟
ميسون:- لنتفقد المنزل أولا وبعدها نقرر
ميرنا(بعد ابتعادهم فركت يديها):- ألا يأتي هنا …يعني ألا يأتون إلى هنا هممم ؟؟؟
حكيم(نظر لميار بقلق):- ميار ؟
ميار:- أتيت باليقين فهم يسكنون حاليا في البيت الشتوي
طارق(اقترب منها ليضمها إليه):- سنتأكد من مداخل ومخارج البيت ، إن كان غير مناسب سنسلم المفاتيح للشيخ عمران ونعود للبيت السابق
ميار(بتأفف تقدمهم):- عالم بيئة ، افف سأختار مخدعا لي اغربوا عني
طارق:- انتظر من تقصد بالبيئة ، ولد تماديت اسمعني …أللووو
ميار(صعد الدرج):- تعال لنكتشف مداخله ومخارجه كي يطمئن قلبك
هانا:- ونحن سنفعل مثلهم لنختر غرفنا تعال بوب …بوووووبي
بوب(شعر ببرودة غريبة):- هاه …قاااادم
حكيم(مسح على شعره ليتقدم نحوها):- بخير ؟
ميرنا(رمشت مرتين وهي تنظر حولها):- لا بأس .. إنه يسعنا جميعا
حكيم:- أسألكِ عن أحوالكِ ،هل أنتِ بخير ؟
ميرنا(نظرت إليه ثم تقدمت):- جيدة … سأختار غرفة في الدور العلوي لا أحب الغرف السفلية
حكيم(تبعها):- لم أشعر وكأنكِ ستختارين نفس الغرف خاصتنا ؟
ميرنا(تتقدم في الرواق العلوي):- لا أعتقد أننا سنجد نفسها
حكيم(سبقها بخطوات وهو يسير خلفيا):- ما يدريكِ ؟
ميرنا(توقفت لتنظر للأمام ثم للخلف حين فتحت باب غرفة):- هذه تشبه غرفتي
حكيم(فتح الغرفة التي أمامها):- وهذه تبدو مثل خاصتي
ميرنا(رمشت لتغمض عينيها بشدة ثم تتراجع):- اتخذ أي واحدة يا حكيم ، هكذا لا أشعر بالارتياح
حكيم(عقد حاجبيه):- لا تشعرين بالارتياح بجواري ميرنا ؟
ميرنا(ببرودة):- ربما …أريد التصرف على سجيتي ، من فضلك ؟
حكيم(أغلق الباب بقوة ليبتعد):- أوكي
ميرنا(راقبته وهو يتفقد باقي الغرف إلى أن فتح واحدة في نهاية الرواق ودخل إليها):- هممم …
حكيم(أقفل الباب بعصبية):- تقول أنه علي الابتعاد ، منذ أيام وهي تتحاشاني وكأنني موبوء …ماذا فعلت ماذا فعلت افففففف
الشبح:- وتسأل بعد يا لك من مسكين
حكيم(انتفض من السرير الذي استلقى عليه):- ليس حتى هنا اففف ، ماذا تريدين ؟
الشبح:- عيب أن تتأفف بوجهي
حكيم(رفع رأسه ليبحث عنها):- أينكِ ؟
الشبح:- ألا تتذكر أي شيء يا حكيم الراجي ؟
حكيم:- أتذكر ماذااا ؟
الشبح(همست بأذنه):- مااااضيناااااا
حكيم(نهض وهو يحك أذنه التي استشعر قشعريرة بها):- تبا تبا لم تفعلين ذلك ياااا هذه ، ثم عن أي ماض تتحدثين شوفي لا ينقصني مجانين أنا تعب
ميسون(طرقت الباب):- بابا حبيبي هل استقريت هنا ، ماما تقول أ…بابا مع من تتحدث ؟
حكيم:- أين غرفتكِ؟؟
ميسون:- بجانب ماما ..بينكما يعني
حكيم(نظر للغرف الثلاث):- وذلك الولد أين ينام ؟
ميسون:- علقت به كثيرا بابا حبيبي ، ثم هو اختار الغرف الجانبية بجوار غرفة غامي وعمو ميار
حكيم:- طارق عمكِ؟
ميسون:- بالأسفل لأجل الحماية ، بوب وهانا اختارا الدور العلوي …أما
حكيم:- لوري ومراد اختاروا الدور السفلي متوقع
ميسون(اقتربت منه):- هل يوجد شيء بينهما ؟
حكيم(مسح على شعرها):- وإن كان ، هي حرة بحياتها صغيرتي
ميسون:- لا يعني لي الأمر ، لكنني أشك بموافقة جنان على قربها من أبيها
حكيم:- لم لا ندع ذلك لجنان الموضوع لا يخصنا ..دعيني أتفقد غرفتكِ تعالي لأتأكد أنها آمنة
ميسون(بشرود نظرت خلفه):- مع من كنت تتحدث ؟
حكيم:- مع أفكاري …هه لا تشغلي بالكِ حمامتي
ميسون:- إننا نتصرف بغرابة في هذا البعد …، لسنا على طبيعتنا لسنا مثل أول حتى حواراتنا غريبة كأننا غربااااء مع قليل من الود
حكيم(تأمل جملتها):- ميسون ؟؟؟
ميسون:- أشعر بالتعب سأرتاح قليلا وبعدها نتحدث فيما بعد
حكيم(رمقها وهي تدخل لغرفتها وتغلق الباب):- ما بها البنت وأمها تقلبن وجوههن بوجهي ، ماذا فعلت أناااا ؟؟؟
رامي:- الفتيات لا يمكنك فهم مزاجهن إطلاقا …هرموناتهن معقدة جدا تستحب شرحا مفصلا على الصبورة في بعض الأحيان
حكيم(استدار نصف دورة ليمعن النظر في هذا المتحدث):- من أي قناة تتحدث يا هذا ؟
رامي(تحرك مبتعدا عنه برتابة):- من باب العلم بالشيء
حكيم(حك ذقنه وهو يزفر ملاحقا إياه):- أين ستنام ؟
رامي:- في الجانب الآخر اطمئن
حكيم:- ع أساس أنك تشكل تهديدا لي ، ها ها لا تحلم كثيرا
رامي(رفع حاجبه ليرمقه بطرف عينه وهو ينزل السلالم):- بمعية أنك تحققت من مقبض باب ابنتك مرتين ، ههه بليز
حكيم(هل حقا فعلت ذلك):- بالطبع سأتأكد ألسنا في عالم مجهول وأعدائنا لا ندري متى سيهاجمون ؟
رامي:- جعلتني أشعر وكأنني في سلسلة القوة الخارقة
حكيم(لحقه):- ثم تعال هنا لماذا تخاطبني بعدم تهذيب هكذا ، اسمع لا أعرف ما سبب وجودك بيننا ولا ما علاقتك بنا إنما دعك بعيدا عن ابنتي مفهوم ؟
رامي(نزل للدور السفلي وأشار خلفه لحكيم):- هل سمعت ابن خالك ماذا يقول ، الآن تأكدت أن الفظاظة والسماجة والصلف وراثي عندكم
حكيم(جحظ عينيه في وجه ميار):- هل أهانني هذا الطفل الآن ؟
ميار:- هوهوووه لقد اعتنى بك جيدا في جملته العريقة ، لو تسمعه حين يشتمني أي والله ستندهش …ولد نابل دع عمك وشأنه هو لا يحب المزاح
رامي(بدون اهتمام):- ومن قال أنني كنت أمزح …هممم
حكيم:- أمسكه عني والله لدي أعصاب بالجملة من بنات الراجي أعلاه ، فدعه لا يزيدها علي من فضلك
ميار:- لم تشير نحوي بالكلام أخبره بنفسك فهو لا يصغي لكلامي ، أساسا أساسا لو تسمع حواراتنا السابقة ما كنت لتطلب مني لجم لسانه الملعون
رامي(اتخذ مجلسا بقرب النافورة وراح يحدق فيهما):- …لارد
حكيم(اقترب من حكيم):- أشعر وكأنني أرى نسخة مصغرة من جدتي نبيلة ، نفس النظرة ونفس الهيبة ..لا تعلم إن كان سعيدا أم تعيسا وجهه بلا ملامح
ميار(انفجر ضحكا):- هخكخممممممهههه ….وجه بلا ملامح ولد نابل يقول بأنك وجه بلا ملامح
حكيم:- اهمد أنت أيضا هل صرت مثله بالعمر ، شكل عقلك ذهب يا ابن عمتي من كثرة الأولاد الذين ظهروا بحياتك …ثلاثة يا رجل ثلاثة ؟؟؟
ميار(برقت عيناه):- لو ترى تيم يا حكيم تقسم أنه نسخة مني ، أما صبا راااااااجية أتسمع راجييية أصيلة بوحمة وردية في ذراعها وااااو أترغب برؤيتهما تبا تبا فصل شاحن الهاتف وهو لا يعمل أصلا هنا …. لا بأس حين عودتنا سأجعلك تحملهما وتؤذن بأذنهما حتى
حكيم(ابتسم وربت على كتفه):- كلي شوق لذلك ، طيب وأمهما ؟
ميار:- غضبت منها في البداية ، غضبت بشدة لكنها مرضت وقلبها خانها لذلك تم استبداله بقلب بديل …تمت عمليتها بنجاح ولكن مع بعض الأعراض الجانبية ، أصيبت بالعمى مع الأسف
حكيم:- أخبرني طارق بذلك …متأسف لسماع هذا ولكنه وضع مؤقت ستكون بخير أكيد ، يعني مسألة وقت لا غير
ميار:- أرجو ذلك …لا أرغب بأن تنكسر فرحتنا بعد اليوم ، أريد أن نعيش بسلام مع صغارنا ألا تفكر بالإنجاب ؟
حكيم(نظر سهوا للدرج):- ألا يجب أن أجد الأم المناسبة قبل التفكير بالإنجاب يا ميار ؟
ميار:- لا يوجد عصفورة واحدة فوق الأرض …أنظر من حولك ما ربما وجدت عصفورة أخرى تبحث عن صيادها
حكيم(استساغ صوت الشبح في مسمعه):- هممم ؟؟؟
الشبح:- عاشق العصافير لديه قفص فارغ …عاشق العصافير لديه قفص فارغ ….لديه قفص فااااارغ …لديه قفص فاررررررغ
حكيم(بعصبية):- يكفييييييييي …
ميار:- اسم الله عليك يابني مابك ؟
حكيم(حك جبينه ونظر حوله):- لا شيء …يعني …قلت يكفي لفكرتك لا أفكر بشيء كهذا ميسون تكفيني حاليا
ميار:- هاه أقول بس …
حكيم:- أين كانت جوزيت في فترة حملها ؟
ميار:- أنت …لم تستمع لحديثنا اذهب والعب بعيدا
رامي(عدل نظاراته ونظر إليهما):- أعتقد أن المسافة بيننا كافية لأن تبقي الحديث خافتا ، ثم ….إن أزعجكما وجودي يمكنكما الانسحاب أنا أراقب خرير المياه هنا
ميار(لكم الفراغ):- ولد غير مؤدب وربي سأربيك …سترى …
حكيم:- أجبني ودعك منه …أين كانت ؟
ميار(أغمض عينيه):- شوف يا قلبي النابض ، أنا لا أخفي عنك أية أسرار ولكنني أشك بأنها كانت عند أخوها
حكيم:- أفندم …أخو من يخويا ؟
ميار:- أخو جوزيت الذي أخبرتك عنه في الوطن يا ولد ركز معي ، ألم أخبرك أن كهرمانة اعترفت بوجوده بعد أن هددتها جوزيت بالقتل …أتذكر كم بحثنا عنه ولا أثر ؟
حكيم:- ميارو …أنت لم تخبرني بهذا إلا اللحظة
ميار:- يُعتبر أنني أخبرتك مثل سري مثل جهري لا تدقق حبيبي
حكيم:- ههه …تابع فأنا لا أغلبك في الجمل الهزلية خاصتك
ميار:- المهم …وأنا بالمشفى الطبيب زل لسانه أو أخبرني عبطا أن أخوها قام بدفع مستحقات المشفى وهو الذي دبر أمر القلب البديل …، طبعا البت ناريانا متفقة معها ونائمة على الدور سرعان ما حاولت تشتيت انتباهي وقتها لعب الفأر في صدري وأيقنت أن ما سمعته حقيقي …، لنأتي للفقرة المهمة ألا وهي
حكيم:- ألا وهي ؟؟؟
ميار:- هل جوزيت تعرف …تؤ لم تكن تعلم أنه أخوها يعني الخبيث رعاها وحماها وأخفاها عني ولم يفصح عن هويته لماذا اسألني لماذا ؟؟؟
حكيم:- لماذا يا فهيم ؟
ميار:- لأنه يخفي هويته الحقيقية عن أخته وعنا جميعا …توصلت إلى استنتاج عندما أخبرت جدتي نبيلة التي لم تكن على دراية أصلا بوجوده والتي تفاجأت حقا بأمره ولكن ….بما أننا نحفظ جدتنا عن ظهر قلب فنظرتها التي نظرتها جانبيا توضح جليا أنها التقت به وشعرت بشيء تجاهه
حكيم:- يعني …أنه كان موجودا بالمشفى أثناء ولادة جوزيت
ميار:- كنت في صدد مراقبة أشرطة الفيديو ولكن أحدهم عبث بها ، يعني
حكيم:- يعني أنه شخص ذكي ولا يريد لأحد أن يكشف أمره طالما هو لا يرغب بذلك ….أتعلم فيما خمنت الآن ؟
ميار:- في ماذا يا حبي ؟
حكيم:- ابن عم آخر يعني …همٌّ آخر وطبع آخر ووبال آخر ….أي يقطع نسلكم يا راجيين أما كنتم تنتهووووووووووووون ؟
لمى(ركضت بخوف):- ببابابابابابابا أحدهم يصررررخ اهئئئ
ميار:- ارتحت الآن …اقتربي يا بنتي شكل أبوكِ مشغول في غرفة المعيشة
لمى(اقتربت منهما):- من يصرخ ؟
حكيم:- أنا يا حبيبتي كنت أنادي ميسون لكنها لا تسمعني
لمى(وضعت إصبعها بفمها):- … هل حقا لديك قفص فارغ ؟
حكيم(عقد حاجبيه ليمسكها من يدها):- من أين سمعتِ ذلك ؟
ميار:- هييه حكيم ما بك …يد البنت ؟
حكيم(أرخى قبضته):- أجيبيني ؟؟
لمى(ببكاء):- اهئئئ سمعت سمعت اهئ …بابااااااااا اهئئئئئ بابا
ميار:- يخرب هبلك يا حكيم …
غامي(جاء ركضا):- من يُبكي لمى بابا مياغ ؟
ميار:- أنظر للمحامي الصغير …لا أحد بني إنه سوء تفاهم
غامي(اقترب منها):- من قال لها سوء تفاهم لماذا يبكيها ؟
ميار(حمل لمى ووضعها بحجره):- الآن هل علي أن أطيب خاطر كَنتي المستقبلية أم أستمع لجلسة المحامي ابني ، أي جعلني أشتاق لمحامينا يا حكيمووو هههه
حكيم(تحت أنفه):- إيه إيه ، اسمع يبدو لي أن ابنك مصر على إلقاء اللوم علينا …
غامي:- لمى …لا تبكي أنتِ تزعجينني بصوت بكائك
ميار:- كهخخههههههههه لا قوية هذه توقعت الأمر رومانسيا طلع مثل أبوووه لا خطيرة خطيرة ههههه
حكيم((غالبه الضحك)":- آآآآه ياربي ، لا الخلف صالح ولا الأحفاد أيضا
غامي(أمسك يدها):- تصمتين حسن ؟
لمى:- حاضر
حكيم:- أي …يا ميار اتضح أنك لست الجنتلمان الوحيد في العيلة
ميار:- إييييه حكم يا ابن الخال … يلا هذا الثنائي تدبرنا أمره لكن ماذا عن ذاك الثنائي شكلك لم تنتبه
حكيم(نظر جانبيا لميسون التي كانت تراقب مع رامي خرير المياه):- تصدق لم أشعر بنزولها ، منذ متى وهما يتحاوران ؟
ميار:- أيوة يا أبو العروسة ….المياه تسير من تحتك وأنت لا تدري آآآآه كم هو جميل أن تكون أب العريس وليس العكس
حكيم:- لديك صبا يخويا سنرى ما ستفعله بك
ميار:- من هنا لوقتها أكون قد أخذت راحتي مع الولد غامي هههه صح ؟
غامي:- لست يفهمكما لكنني أوافقكما ههههه
ميار:- خلاصة القول ….
حكيم(استدار ليناظرهما):- فيما يتكلمان ؟
ميار:- في حركة المياه
حكيم:- ليس لتلك الدرجة ؟
ميار:- ههه تراهن ؟
حكيم:- أراهن على ماذا ؟
ميار:- امممم على الذهاب للجانب والتلصص على مراد ولورينا
حكيم:- موافق …
ميسون:- بالنسبة لي أعتقد الأمر راجع لقوة الرياح التي تجبر المياه على اتخاذ مسار عكسي
رامي:- لماذا صنعوا الطاحونة في نظرك ، لأن الطاقة تدفعها فتجبرها على التحرك وسحب المياه من الآبار
ميسون:- أنت تفكر بطريقة قديمة …أنظر معي لهذه النافورة صنعها ليس عبثيا إن تصميمها كاف ليخبرنا أن الغاية منها هو للمنظرة لا غير
رامي:- وإن يكن …تبقى لهذه الحركة طاقة متوازنة تتكرر في نمط موحد
حكيم(رفع إصبعه لميار بفوزه عليه):- علام الجدال ؟
ميسون:- نتحادث عن هذه المياه بابا حبيبي هذا فقط
حكيم(رفع حاجبه):- سمعت …
رامي(نهض ليفسح له المجال):- يمكنك أخذ مكاني طالما ترغب بمناقشة المياه مع ابنتك لهذه الدرجة
حكيم(فتح فمه من استهزاء رامي):- شعرت وكأنه شتمني يا ابنتي
ميسون:- بالطبع قد فعل ، ما الذي تفعله بابا هذه ليست تصرفاتك
حكيم:- الله الله نهضتِ أنتِ الأخرى …تبا لك يا ميااااار
ميار(أشار له للرواق وهو يرقص بكتفيه):- الرهااااان يا بعدي ….هههه
نهض بتأفف ليتوجه للرواق المجاور حيث كانت غرف مراد ولورينا ، تسحب ببطء وهو يتلصص فعلا ولكنه لم يسمع أي شيء …تقدم رويدا عندما وجد شق باب الغرفة مفتوحا قليلا ليطل منه حين وجد مراد مستلقيا على السرير وهو يلاعب وهج بيديه ، بينما لورينا كانت تغير حفاظها
لورينا:- شكلها قد تخلصت من الحفاظ ولكن حين جاءت لهذا العالم نسيت كيفية القيام بذلك ، المسكينة ستتعذب قليلا
مراد:- أنتِ هنا لرعايتها …شكلكِ تتدبرين أمرها بطريقة ممتازة
لورينا:- ههه تعلمت
مراد(ابتسم لها):- … تبدين جميلة مع الأطفال
لورينا:- للأسف حرمتني أمي منهم … تت لا يجب أن أتطرق لهذا في كل حوار لنا ..، حسن تعايشت مع ذلك الوجع وانتهى الأمر
مراد:- لو كان لديكِ فرصة لزراعة رحم هل تنجزينها ؟
لورينا:- لاء
مراد:- وما سبب الرفض ؟
لورينا:- لأنني أخاف من فشل المحاولة ، وجع الخسارة سيكون أكبر من وجع فقدان الأمل …صدقني أنا هكذا مرتاحة
مراد:- تمام لن أتطرق للأمر مرة أخرى …
لورينا(مسحت على وجهه):- … أتعرف شيئا ، مع ميسون شعرت برغبة في الإنجاب ولكن وجدتني أبتعد عنها يوما بعد يوم ..، ليس لأنني أنانية أو لأنني لا أريد رعايتها بل لأنني كنت خائفة من الوقوع في حبها …صدقني لو أحببتها بكل جوارحي لما تركتها لأبيها ولا لأمي .، كنت أخذتها بعيدا بعيدا جدا حيث لا يجدها أحد …لكنني كنت أعلم يقينا أن لها أبا وأما سيسلبانها من حضني ذات يوم لذلك اختصرت الطريق وأبعدتها منذ صغرها ، ومع الأسف هي ترى ذلك عدم اهتمام ومحبة لو تعلم كيف كنت أخشى عليها من براثن أمي وكم حاربت لأجلها لما عاتبتني ونفرتني الآن …
مراد:- مؤثر جدا ، لأول مرة أسمع تصريحكِ مريضتي
لورينا:- ههه لأنني أخبر به حبيبي وليس طبيبي
مراد:- لا يجب أن يعلموا أنكِ أخبرتني بسر ميرنا وحكيم ، دعي الأمور على طبيعتها يكفيهم المآسي التي يعيشونها لوري
لورينا:- أنت رائع يا مراااد …لا أدري كيف وقعت فيك
مراد:- اممم لنقل أن تمردكِ جعلنا نسقط في هذه النقطة …، أقول لو نجعل هذه الصغيرة تغفو ونحضر الأخرى كي نخلو قليلا بأنفسنا
لورينا:- ههه أنت لا تهمد معنا رجال يا حبيبي ، انس انس الموضوع
مراد(قبل يدها):- ههه …
حكيم(انسحب من هناك وهو يمسك على صدره):- ماذا يا حكيم ، هل ستصدقها ، إنها حية خبيثة كأمها يستحيل أن يكون ما قالته صحيحا … تت ت ليندا لا تنجب إنسانة آدمية بل وحشا شبيها بها …لست أصدق
ميار(تبعه):- وجدتك تأخرت فجئت لأتفرج أيضا قلت أن السافل رغب بالمشاهدة منفردا ، ها أين وصلا هل هما في المنزلق أم ما زالا فوق الهضبة العوجاء ؟
حكيم(دفعه من كتفه ليتجاوزه):- لنبتعد من هنا …تعال
ميار:- حرام عليك أنا محروم هنا في هذا العالم الخالي من النسوااااان ، أقوووول لو نخرج بحثا عن حانة أكيد الغوازي موجودات في هذا الزمن ؟
حكيم:- ميااااااار …لا تبدأ
ميار:- تبا لنحسكم الذي يلتصق بجلدتي ، ها أنا ذا نعم نعمممم
حكيم:- … ميرنا تعاملني ببرودة لماذا ؟
ميار:- يا عمري ، لأنك ربما عاشرت نساء أخريات بجوارها على الفراش يا للعجب أتراه سببا كافيا لجعلها تنفر منك طوال العمر ؟
حكيم:- شكرا للإحباط
ميار(مسح على صدره بشكر):- في أي وقت !
حكيم:- فعلت لأجلها إلى متى سأكرر نفس الجملة
ميار:- السبب والفعل يختلفان يا حكيم ، هي لا ترى أية أسباب بل الصور التي التصقت بذاكرتها من تلك الليلة
حكيم:- ….لا بأس تعودت على لوم الآخرين لي بدون ذنب …
ميار:- أين طارق …شكل الجلسة هادئة بدونه ؟؟
حكيم:- آخر مرة كان هنا …هل خرج ؟
ميار:- يا سيدي …سيظهر من أي جانب ، هممم تابع ماذا قالت ميرنا ؟
حكيم:- المشكلة أنها لم تقل شيئا فقط ……………..
طارق(مسح على شعرها):- أنتِ لا تقولين أي شيء ، كلامكِ مختصر يا بهجة الخواطر …ماذا بكِ ؟
ميرنا(تملصت من ملمس يده لتعدل جلستها على سريرها):- متعبة
طارق:- ألم يحن الوقت لتحكي لي ما الذي حصل خلال الأشهر الفائتة ؟
ميرنا(سحبت نفسا عميقا):- … لا أعلم إن كنت مستعدة للبوح ، وأيضا لا أدري إن كنت قادرا على تحمل ما سأحكيه
طارق(أمسك يدها):- أنا أخوكِ ميرنا ، مستعد لسماع مواجعكِ وتقاسمها معكِ مهما كانت قساوتها
ميرنا(بابتسامة بائسة):- قساوتها قد تتعدى مصطلح المعقول .. دعها لوقتها أنا لست جاهزة
طارق:- ماشي …لكن أخبريني كيف تشعرين بعد أن أنقذكِ وائل ؟
ميرنا(مررت لسانها بين شفتيها):- لم أتوقع ، جاء الأمر صادما لي وتطلب مني بعض الوقت للتصديق .. لكن برودة تعامله وجفائه جعلاني أتأقلم بسرعة مع نمطه الحديث ..، كأنه شخص مختلف لم أشعر بوجوده قد رأيت جسده فقط أما روحه فقد تركها بالوطن …(تابعت بنبرة خافتة) تركها ليلة الميلاد
طارق:- هل عاملكِ بسوء ؟
ميرنا:- هه بالعكس ، كان جليدا متصلبا في كل حواراته وتصرفاته …ربما أرجحت ذلك لزواجه من امرأة أخرى ، بالمناسبة هل هي جميلة مثلما تبدو في الصور ؟
طارق(رفع حاجبه):- هل هذا سؤال امرأة غيورة ؟
ميرنا:- لست مهتمة لكن ..اعتبره سؤالا عابرا فحسب
طارق:-لا أرى سوى جمال عفافي ، غيره لا أدقق في النساء تلك ليست شيمي لكن …من حديثي معها وحسب الفكرة التي كونتها لأجلها فهي غير سهلة فتاة ذكية وتعرف ما تريده ..، تصدقي قد أخذت المناقصة من شركات آل رشوان وشركاتنا في لمح البصر ، تغلبت على نور وعلى فؤاد في جلسة
ميرنا(تحرك حاجبها الأيمن):- آهاه … كيف تبدو طباعها ، تصرفاتها مع وائل هل هي تحبه ؟
طارق:- ميرنا …هل آلمكِ كثيرا ؟
ميرنا(هربت بعينيها لتجمع قدميها لصدرها):- أحتاج للراحة أخي طارق
طارق(تنفس الصعداء):- لن تخبريني أنا أعرف ..طيب طالما لا تشاركيني بهمومكِ لأفعل أنا
ميرنا(أمسكت يده):- ما بك ، عن أية هموم تتحدث ؟
طارق(بعد صمت):- نهال …وشيماء ، تذكرين ما حدث لهما سابقا ..، مع الأسف تكرر الأمر وكادوا …
ميرنا(جحظت عينيها):- ماذاااا تقول يا أخي ……كيف حدث ومتى ؟
طارق:- قبل فترة قصيرة ، نهال تعيش في حالة صدمة وخمود من وقتها أما شيماء فهي تكابر
ميرنا(بدموع تكومت بعينيها):- يا إلهي ، أكيد تألمتم جميعا لمصابهما ، طيب هل أمسكوا بالجناة هل تأذتااااا ؟
طارق:- واحد مات ، والثاني ما يزال هاربا لكن ليس لوقت طويل سنجده وننتقم منه على ما فعله ببناتنا
ميرنا(ربتت على كتفه):- سيتجاوزنها ، بنات الراجي لا يستسلمن حتى وإن حطمت جمجمتهن بمطرقة فولاذية
طارق:- تقولين ؟
ميرنا:- كن واثقا من ذلك ، الأمر يحتاج لوقت
طارق:- وأنتِ ماذا تحتاجين ؟
ميرنا(تلكأت الحروف بجوفها لتنكب على نفسها):- للنوم …أشكرك على مشاركتي بهمومك
طارق:- ستنامين مبكرا ، ماشي خذي قسطا من الراحة
ميرنا:- لا تدع أي واحد فيهما يزعجني ، أريد البقاء بمفردي
طارق(نهض ليغطيها جيدا):- لا حكيم ولا ميار سيزعجان نومكِ أميرتي ، ارتاحي
ميرنا:- أخي
طارق(انحنى ليطمئن عليها):- نعم أختي ؟
ميرنا:- ممتنة لأنك معي هنا ، يعني أقصد …هكذا لست أشعر بالخوف منه لأنك موجود لأجلي هذه المرة
طارق(طبع قبلة على جبينها):- سأظل موجودا لأجلكِ في كل مكان ..نامي
ميرنا:- طيب …
ابتلع ريقه وهو ينسحب ليغلق الباب خلفه ويتكأ برأسه على الجدار ، أمسك على قلبه ليهز رأسه بقلة حيلة وينسحب نازلا ليجدهما يدخنان السجائر بنهم وكأنهما مراهقين وجدا راحتهما في بيت الاستجمام
طارق(التقط ولاعة وسيجارة):- ميرنا متعبة جدا
حكيم(انتفض جدعه):- مرضت …ما بهاااااا ؟
طارق:- ابق محلك هي لا تريد أحدا بقربها تحديدا أنتما … اجلس هي ليست مريضة بدنيا بل روحيا ..، يبدو لي أنها عانت كثيرا كثيراااا جدا والأسوأ أنها انتظرتنا لوقت طويل ولم يظهر أحد سوى وائل ، لكن غالبا ظهر بعد فقدانها للأمل فالإحباط والخيبة ملتصقة بجفنيها في كل نظرة
حكيم(جلس وهو ينظر لميار):- …هل قالت شيئا عن المكان الذي كانت تعيش فيه ، هل أخبرتك عن هوية مختطفها …، أخبرني لو ذكرت شيئا عنه …، من يكووون ؟
ميار:- تمهل يا حكيم ، لو عرف بهويته هل كان ليشاركنا هذه الجلسة ويدخن معنا أبدا بل كان ليعربد كالحمار في هذه البلدة حتى يبرد جوفه
طارق:- شكرا للنعت
ميار:- ماذا هل كذبت ، إنني أشرح لابن عمك الجحش عله يفهم
حكيم:- لو تفصح فقط ، والله لأجلبه من حلمة أذنه حتى رجلها لتقتله بيديها وتخلص من الوجع الذي سببه لها
طارق:- تأخرنا ، تأخرنا على كل واحدة احتاجت إلينا …أخبراني ما دورنا في هذه الحياة نحن لم ننقذ أي واحدة فيهن ..، لا ابنتي ولا ابنة أختي ، لا ميرنا ولا دعاء …لا عبد الجليل ولا مرام ولا غازي ولا حتى نور ، أما سمر فعدد الخيبات التي أمددناها بها باتت بلا حساب ، حتى أننا لم ننقذ بعضنا ياااا … ههه ما دورنا ليخبرني أحدكما ماذا فعلنا لأجلهم ؟
حكيم(أطفأ السيجارة لينهض):- ….هفف
ميار(رفع بصره نحو حكيم ليناظر طارق بعدها):- "نحنُ كَومَةُ فَشلٍ "مَلعُونةِ بالوَجَع
كومة فشل ملعونة بالوجع …….أجل ، همس بها كل واحد بهذا السطر الذي أخرجه ميار من زوايا باطنه المكلوم ، تفرق ثلاثتهم ليتخذ كل مجلسه بعيدا عن الآخر وكأنه يحاول الاقتصاص من نفسه ومحاسبتها على عدم تقديم يد العون ولا القيام بدوره كما يجب … آهاااات وآهات كانت شريكتهم في تلك الليلة الطويلة …
ليلة خدمت عاشق الظلام وجعلته يكتشف شيئا مهما ، فحين جاء ليراقب المنزل الجديد الذي انتقلوا إليه وجد شخصا آخر قد وصل قبله ليتفقد زوايا المكان …شخص يلاحق وهم قلبه رغم أنها طعنت قلبه المفقود ….
وائل(زفر عميقا وهو يناظر المنزل من خلف الزاوية):- …لم يحن بعد الوقت لظهوري ، لأدعها على سجيتها معهم لعلها تسترد نفسها ولو قليلا …، أنا متأكد أنها سترفض مقاسمة همومها معهم ستبعدهم وستبني جدارا بينها وبينهم …لكن على الأقل لتحظى ببعض الوقت في هذا الجو العائلي
خوري(بصوت جهوري):- التلصص على منازل الغير في هذا التوقيت الزمني تعتبر جريمة
وائل(استدار بخفة ليلاحق الصوت):- …من هناك ؟
خوري:- شبح الظلام
قبل أن يستدير للخلف لتفقد الصوت القريب ، قام خوري بضربه بخشبة على رأسه أفقدته وعيه
خوري(نفض يديه وهو ينظر حوله لينحني ويمسك وائل من ذراعيه):- حان وقت اللعب عزيزي المتطفل
بعد دقائق
مختار(ألقى قنينة المشروب جانبا):- لم نتفق على اختطاف البشر يا هذااا ، يا للهول هل أنجبت مجرما ليخلفني بالأخير ؟
خوري:- أبتاه ، دعنا لا نتطرق لمسألة الأبوة والبنوة وقم بما أمرتك به
مختار(أعطاه حبلا):- ولد …أنت من صلبي فلا تدعني أضربك ضربتين على رأسك ، احترمني يا هذاااا
خوري:- اسمع …أنت لا تخيفني إنك مجرد طيف ستساعدني وإن لم تفعل سأفعل ما فعلته بك كهرماني سلفا
مختار:- أمك المجرمة ذبحتني ذبح الخرفان ، لن أسامحها ما تبقى لها من حياة …
خوري(ربط وائل على الكرسي):- انتهينا ، هيا انصرف لبيتك ولا تخبر سليم بحرف ..إن حدث وأخرجت ما يحصل هنا سأجعلك تفخر بجيناتك التي تسري بشراييني
مختار(صفق بفرح):- أتعلم ، عندما ينتهي كل هذا سأفرح لأنني تركت طاغية من بعدي
خوري(حول عينيه):- يا للسعادة ..
مختار(هم بالخروج):- ماذا ستفعل بهذا الغريب ؟
خوري:- بيننا بعض الحساب من العالم الآخر …حساب عسير سأكون متشوقا لأخذه منه …لندعه مربوطا هكذا فلدي مشوار مهم قبل بزوغ الفجر
مختار(رحل وهو يتراقص بعدم فهم):- جيناتي يا جيناتي ، ليت أختك بمثل جاذبية شرك يا ولدي الحبيب ، لكن أشك أن الحمض النووي الخاص بالراجيات لن يسمح لها بالخروج عن المألوف ….خخخخههه
أغلق خوري باب البيت الذي كان يحتجز فيه وائل المغمى عليه ، ليعود مجددا صوب منزلهم ويقتحمه من باب المطبخ الخارج الذي كان لديه مفتاحين واحد معهم والثاني مطمورا في إناء زهري ببيتهم الآخر ….مختار من سلمه المفتاح لذلك دخوله إلى هناك كان سهلا للغاية ، لكن ما الذي يريده حقااااا ؟؟؟
أخذ يتسحب بين الزوايا وهو يتفقد المكان والغرف السفلية واحدة بعد الأخرى ، هدوء الزوايا كان دالا على غفوة الجميع كبيرا وصغيرا …لذلك سهل عليه التنقل بسهولة بين تلك الغرف بحثا عنها ….، غرفة تلي غرفة إلى أن عثر عليها ، تنفس الصعداء حين رآها غافية ليفتح الباب ويتقدم بهدوء بعد أن أغلقه من خلفه …اقترب ببطء خطوة خطوة صوب سريرها ليقف عند رأسها ويضع يده على فمها ويكممه بقوة ….
هنا فتحت عينيها برعب لتنتفض تحت قبضة يده بعيون دامعة ترجوه التوقف ، وضع يده بإشارة الصمت ليمرر إصبعه على رقبته مما يدل على وعيده لها إن هي فضحت أمره ….
لورينا(انتفضت لتسعل بتواصل):- أحمق …اكح اكح كدت كدت تخنقنيييييي أيها الغبي ما الذي تفعله هناااااا ؟
خوري(أشار لها بالصمت):- شتتت …إن رفعتِ صوتكِ بعد سأقتلكِ
لورينا(وهي تتنفس بعمق):- كدت أموووووت بسببك …ما الذي تفعله هنا كيف جئئئئئئت ؟
خوري:- بالتاكسي
لورينا(التقطت كأس الماء لتسترد أنفاسها):- ماذااااا تريييييد ؟
خوري(أطل برأسه):- رؤيتها …أردت تفقدها
لورينا(وهي ممسكة على صدرها):- بهذه الطريقة خوري …إنها لا تليق يا رجل والله عيب عيب
خوري:- يكفي …لا تطيلي في الموضوع ، دعيني أراها
لورينا(انسحبت من السرير وهي تغطي نفسها):- تباااا لقرابتنا المريبة
خوري(جلس محلها لينظر لوهج النائمة بسكينة):- هل هي جميلة ؟
لورينا(حكت خلف رقبتها وهي تدلك عنقها):- أنت تنظر إليها ألا تستطيع تمييز الجمال يعني ؟
خوري(مد إصبعه ليمرره على خصلة وهج ويرفعها لأنفه):- …رائحتها زكية ، لكنها لا تشبهني
لورينا(جلست على طرف السرير):- تشبه أمها …
خوري(نظر للورينا):- أمها خبأتها عني … لكن طفلتي تحتاجها لا أستطيع قتلها
لورينا:- من جدك يا خوري ، الله يهديك عن أي قتل تتحدث إنها أم ابنتك ، إياك وأن تحرمهما من بعضهما …يكفي أننا عشنا بلا حنان أمهات مما جعلنا معقدين لدرجة المستحيل
خوري(غطى وهج برفق):- سأحتاج رؤيتها كل يوم وفري لي ذلك
لورينا(استقامت بعصبية):- لا تأمرني أنا لست خادمتك
خوري(نهض ليقف مقابلها):- أنتِ ابنة خالتي ، لديكِ واجب عائلي تجاهي وستقومين بتأديته
لورينا:- كيف تخطيت حراستهم ، أصلا كيف اقتحمت البيت هاااا ؟
خوري:- أملك مصادري في هذا العالم أيضا ….هاا أجيبيني هل نحن متفقين ؟
لورينا(اقتربت منه لتلامس كتفيه):- …ابن خالتي المغرورة ، لا يحق لك أن تفرض علي أوامرك الشخصية هذا أولا ..، ثانيا أنا لن أغامر وأخذل ثقتهم بي بعد أن استعدتها بمشقة ، ثالثا …، وهج ليست طفلة لتلك الدرجة حتى لا تخبرهم أنها ترى رجلا كل ليلة ، أكيد سيفهمون
خوري(مرر يده خلف خصرها ليجذبها نحوه):- تجوزين لي تعلمين ذلك ، يعني لو كممت فمكِ مرة أخرى بقطعة قماش رديئة ومزقت هذا الفستان المكشوف الذي تستعرضين مفاتنكِ به للدكتور …وقمت باغتصابكِ فلا أحد سيصدقكِ ، وإن افترضنا ذلك سيبحثون عن العدم فحسب
لورينا(اقشعر بدنها لتتملص من قبضته):- تمام تمام …سأحاول جلبها في الصباح الباكر أخبرني أين ؟
خوري(ابتسم بنصر):- سأعطيكِ العنوان ، لكنكِ ستقسمين بأنكِ لن تخذليني وإلا ….نلتِ عقابي وصدقيني أنتِ لا ترغبين باكتشاف نوعيته
لورينا:- تمام ارحل قبل أن يستيقظ أحدهم ويجعلك تكتشف بنفسك جنون الراجيين …هيا خوري ارحل من فضلك
خوري(ألقى نظرة خاطفة على وهج):- ستتقبلني كما أنا …هي مجبرة على ذلك
لورينا(تراقبه وهو راحل):- أنت لا تُصدَّق ، هل ستجبر طفلة على محبتك بالعنف أيضا ،…لالا أنت مفقود فيك أمل الأمل يا بن خالتي المتعوس
أمسكت على قلبها بعد ذهابه لتعود لسريرها وتعانق وهج التي تمطت براحة ودخلت في حضنها كما اعتادت أن تغفو في حضن أمها من قبل …ابتسمت لورينا لذلك الشعور وغفت بدورها لكنها فتحت عينيها فجأة حين خطر ع بالها أن ذلك المجنون قد يفضح أمره ، شعرت بمسئولية حمايته رغم رفضها لتواجده من أصله لذلك نهضت من فراشها بخفة ، التقطت وشاحا لتخرج من غرفتها وهي تلفه حول كتفيها ….تفقدت الأجواء بروية ثم عادت أدراجها وهي تزفر بأريحية كونه قد رحل ، لكن هل رحل فعلا ؟
ميرنا(فتحت عينيها بثقل لتشعر بشيء داعب شعرها):- هممم ..تت ما هذا افف ، ميسون هل جئتِ لتنامي جواري …ميسون ؟
رفعت حاجبيها لتستمد القوة لإيقاظ نفسها كي تتفقد المكان ، فتحت عينيها وهي تتثاءب لتبحث عمن لامس شعرها ، حكت جبينها لتجلس محلها وهي تنظر من كل جانب …رفعت الغطاء لتنهض بتوجس استشعرته فجأة حين ارتفعت خفقات قلبها ، نفس الشعور كان يساورها وهي أسيرة …ابتلعت ريقها وهي تنظر حولها بشكل مريب لتلقي بصرها على الكنبة حيث كان هنالك ورقة سوداء مطوية بعناية ..، اقتربت منها ورفعتها بيدها لتفتحها برجفة سرت بكل أطرافها ….
خوري(صوته):- ° هل اعتقدتِ أنكِ قادرة على الهروب مني يا رومينا ، أنتِ تخصينني ، سأتبعكِ لأي عالم هربتِ إليه وأستعيدكِ ..استمتعي برفقتكِ فقريبا ستودعينهم من جديد ..° …..
تكاد تقسم أنها تسمع صوته وهو يهتف بذلك الوعيد ، لم تشعر بنفسها حين انهارت أرضا وهي تصرخ باكية لتوقظ أهل المنزل وتجعلهم عند رأسها في ذات اللحظة …
حكيم(ضرب على الجدار):- ما الذي رأيته في منامكِ حتى صرتِ تصرخين هكذا ، أجيبيني حبا بالله ويكفي أسراااااااارا يكفييييييي
طارق:- إن صرخت بوجهها مرة أخرى سأطردك من هنا حكيم ، ميرنا أختي أنظري إلي كلنا هنا معكِ أخبرينا ماذا بكِ ؟
ميار(وهو يتثاءب ويضع غامي بحجره):- شكلها رأت وجه فخرية في نومها ، ها هل كانت تضع ماسك ترميم الجمال يا ترى ؟
غامي:- بابا مياغ ، أشعغ بالخوف أخشى من تلك الساحغة المخيفة
ميار:- اهدأ حبيبي إنها لا تستطيع أذيتك لأنها تحب الأطفال
طارق:- لو تأخذ طفلك ومعه هؤلاء وتريحنا من سخريتك الغير مناسبة
ميار:- هييه هيا يا أولاد لغرفكم حالا … بوب هانا خذا هذين واذهبا
بوب:- همم هانا
هانا(نظرت لميرنا):- هي لم ترى حلما …أظن بأنها شعرت بشيء واقعي جعلها بهذا الشكل
حكيم(استدار نحوها):- ماذا تقصدين أنتِ ؟
هانا:- …أنا أعرف عن ظهر غيب ما هو شعور المرء حين يعايش شيئا مستحيلا يصعب تصديقه ، من ملامحها تبدو وكأنها رأت شبحا
طارق:- ليس لتلك الدرجة
حكيم(ينظر لميرنا):- ….بم تفسر تصلبها هذا ، إنها لا ترد بحرف فقط تبكي بصمت
طارق:- هذا طبعها حين تصل لمرحلة معينة من الوجع أو الخوف …أنسيت ذلك يا ترى ؟
حكيم:- ما نسيته …ما نسيته
ميسون(وهي تمسح على شعر ميرنا):- مامي …ماما ميرنا أتسمعينني ؟
مراد(يكتف يديه):- أقترح أن نخفف العدد هنا ، يجب أن يبقى القليل لأجل استيعابها فكثرتنا لا جدوى منها حقا
ميار:- إلا بالحق لما لم تصعد لورينا لتطمئن على ميرنا ، أي أتراها لم تسمع هذه الجلبة ؟
مراد:- بلى سمعت ، لكنها بقيت مع وهج ولمى اللتين فزعتا بدورهما
ميار:- آآآآآه وهج ولمى ، صدقتك
مراد:- نابل ..ميسون لغرفكما هيا فبقائكما لن ينفع بشيء
ميسون:- لن أفارقها …نابل اذهب أنت
رامي(نظر إليها ثم تراجع للخلف):- ….إنها خائفة … ليس من شبح بل من شخص يرعبها
ميرنا(هزت حدقتيها لتنظر نحوه):- ….أ….
حكيم(نظر لها ثم لرامي مثلما فعل الجميع):- …ماذاااااا ؟
طارق:- يبدو لي أن هذا الولد أصاب في شيء ما
ميار:- هيا إنه يهذي من فرط النوم ، اذهب لغرفتك يا ولد وكف عن العبط هنا الوضع لا يتحمل
هانا(خرجت مع بوب):- متأكدة أنها رأت شيئا …
بوب:- لن نتدخل
مراد(انسحب بدوره):- ما الذي يحدث في هذا العالم المريبببب ؟؟؟؟
ميار(نهض ليجذب كف غامي):- للنوم صغيري تعال …ميرنا ألف لا بأس عليكِ نطمئن عليكِ غدا حبيبة القلب
طارق(بعد ذهابهم سحب نفسا عميقا):- حكيم ؟
حكيم:- لا تنظر إلي هكذا لن أدعها بمفردها ولا لحظة …ميسون ابنتي
ميسون:- توقف بابا ..، لن أغادر بدوري هي بحاجتي الآن يكفي أنني لم أكن موجودة معها في أوقات وجعها كل تلك الأشهر
حكيم(بتأثر اقترب ليلامس رأسها بحنان):- حبيبتي
طارق:- ميرنا …هل أنتِ بخير …؟؟
حكيم:- ممكن ؟
طارق(نهض ليترك له المجال كي يجلس قربها):- …سأدخن سيجارة وأقوم بجولة .، سأعود للاطمئنان عليها بعد قليل …
ميسون(اضطجعت لتجبر ميرنا على الاضطجاع بقربها):- هيا مامي سنغفو سوية مثلما كنا نفعل من قبل تذكرين ….بابا حبيبي غطنا لطفا ؟
حكيم(رفع الغطاء عليهما ليعدل جلسته على الطرف وهو يناظرهما بإمعان):- اشتقت لرؤية هذا المنظر …اشتقت لكما
ميسون(وهي تمسح على وجنة ميرنا):- ونحن اشتقنا إليك ، جدتي أبعدتك عنا في وقت سيء ، سيء جداااا
حكيم:- منها لله …منها لله
ميسون:- ألن تخاطبيني ماما ميرنا ؟
حكيم:- دعيها على سجيتها ميسون ، ستكون بخير
ميسون:- ماما ميرنا …سأنام معكِ وبابا سيحرسنا هيا أغمضي عينيكِ
حكيم(رمق ميرنا وهي تغمض عينيها):- إنها تصغي لكِ …أمر جيد
تنهد عميقا ليفارقهما ويفتح النافذة ويتنفس بحرقة ، حرقة تلامس جوفه بسبب البعد الذي يعانيه معها …إنها تقصيه وليست تبعده فقط من جوارها ، كما لو أنها تلغيه أو لنقل أنها ألغته حقا من حياتها بحيث لم تعد بحاجة له كي يقوم بطبطبة جراحها أو تقطيبها ، إنها لا تلجأ حتى لحضنه أو ربتة يده كما كانت في السابق ….فما الذي حصل خلال هذه الأشهر حتى جعلها تنضج لتلك الدرجة وتتمكن من التملص من شرنقة الخضوع لمشاعر القلب التي أوقعتها في مصيدة الحب المرغوب والممنوع حتى ؟؟؟ متى كبرتِ يا عصفورتي الصغيرة ؟؟ قالها وهو يتحسر ببؤس ويراقب نومهما من محله على الكنبة المقابلة لسريرهما …. فعلا أغمضت ميرنا جفنيها لتغفو ميسون بعدها بفترة قصيرة وتستسلما سوية لنوم عميق ، نوم لن يزور مقلتيه طالما هما في خطر محدق لا يدرك من أي جانب سيغافله ليؤذي أحبته ….



Narimano likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:37 AM   #1072

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في عالمنا الواقعي
في اجتماع العشيرة السوداء
الصوت الإلكتروني:- طالما رئيس العشيرة غائب سيتعين على أحدكم تسيير أمورنا وتغطية غيابه …غضنفر أنت معفي من هذه المهمة لأنك ستستغلها لأجل مصالحك الشخصية …فاروق أنت المؤهل لهذا الدور فجهز نفسك لتسلم زمام الأمور ريثما يعود الرئيس الغائب ، حينها سأحاسبه بنفسي على هذا التقصير
غضنفر:- ليأخذ أجازات على كيفه وبالأخير يخاطبنا بتكبر مستغلا منصبه
الصوت الإلكتروني:- مداخلتك ستكون استشارية يا غضنفر ،لا تجبر صبرنا عليك لأنك استنزفت كل بطاقاتك
غضنفر:- بأمرك سيدي …
وجدان(مسحت على رقبتها بعد فصل الخط):- ….المول قد تم تجهيزه مبدئيا لم يتبقى سوى القليل حتى يكون جاهزا في الموعد المحدد ، الشباب يعملون ليل نهار لكي يسلمونه في وقته
الحاج راضي :- إبان ذلك سيتعين على العشيرة أن تستعد لاستقبال الفرد الجديد ، إن لم يزحزحوا أحدا لأجله فسيكون هنالك ثمان كراسي هنا
سليمان:- لن يزال أي منا لقد تحدثنا في الموضوع ، لكن هذا لا يمنع أننا لن لخضع لاختبار الاختيار
وجدان:- بعد تضحياتنا التي قمنا بها على مدار السنوات نتعرض في الأخير لاختبارات وتجارب لأجل الجيل الصاعد …ما هذا الهراء أين الولاء هنا ؟
الحاج راضي:- عن أي ولاء تتحدثين يا وجدان ، نحن مجبرون أمام مجموعة أولاد تافهين جعلونا عرضة للتهديد
غضنفر:- وكله من رأس الحربة ميار
وجدان:- سوف لن نصمت على هذا الابتزاز المهين ، لن أمنحهم الكرسي خاصتي ولو بروحي
الحاج راضي:- ليرونا ما باستطاعتهم
فاروق:- أنتم تضيعون وقتكم ، الفهد البري الأب قام بحسم الأمور فعلى ماذا تتناقشون ؟
وجدان:- عن أمكنتنا التي صنعناها بجهدنا الجهيد طوال سنوات
الحاج راضي:- أنت تضمن مقعدك لكن بالنسبة لنا الأمر ليس سيان
فاروق:- إنكم تستعجلون الأمر فقط ، الأوضاع الحالية لا تسمح بإخلاء أي كرسي لكن هذا لا يمنع انضمام الجديد لأجل مصلحتنا المشتركة …لا تنسوا أننا خسرنا الكثير بعد تحطيم أبراج عشيرتنا
وجدان:- بيع الأعضاء وتجارة النساء أفقدتنا الكثير ، لكننا نتدارك بمعرض السيارات والأنشطة الأخرى وأيضا المول المقبل في الطريق سيكون تغطية خيالية لأموالنا
فاروق:- لكنه لا يكفي ، علينا زيادة تجار الأسلحة
غضنفر:- الطرق ما زالت مهددة بالإغلاق بسبب هذا الفيروس يا فاروق ، لا يسعنا المقامرة بأرزاق العشيرة مجددا
سليمان:- همم
الحاج راضي:- لن نتحمل خسارة أخرى
وجدان:- حاليا لا يسعنا اتخاذ قرارات طالما رئيس عشيرتنا غائب ، لكن بما أنك ستسلم النيابة عنه يا فاروق فإننا نقترح عليك النظر في جداول مقترحاتنا لأجل العام المقبل
فاروق:- سأتفحصها يا وجدان ، إن كان هنالك ما يخدمنا ويعوض خسارتنا سنعتمده دون انتظار مشورة أحد
غضنفر:- بدأت أستعيد حماستي في الشغل
فاروق:- إذن انتهى عملنا هنا لنفترق ، غضنفر لنتحرك سوية
غضنفر(يسير رفقته):- ضيافتك عندي رافقني يا صديقي
فاروق:- همم ..هل وفقت بإيجاد جثة ابنك ؟
غضنفر:- ذلك الحيوان ميار أخفاه في مقبرة النسيان ، لن أعثر عليه مهما بحثت ما لم يسلمني جثته فلن أجده
فاروق:- قد أجاد معاقبتك بشكل دقيق ، تستحق لكي تتوقف عن عربدتك
غضنفر:- ألا تجدني ساكنا كل هذه الفترة ، لم أقترب من محيطهم لأنني أنتظر الوقت المناسب للقيام بذلك …عدا كل هذا فإن الدنيا تقتص منهم واحدا بواحد دون أن أحرك طرف إصبعي الصغير حتى
فاروق:- جميل اكتفي بالمشاهدة سيكون ذلك أثمن ما تفعله في هذه الفترة ، عليك أن تقوم بذلك كي تدخل لعين الفهد البري الأب من جديد
غضنفر:- تقول هذا ؟
فاروق:- أجل أقوله عن يقين وأتمنى أن تحققه
غضنفر:- همم سأفعل …لأنني لا أنسى ثأري ولكي أحصل عليه دون إثارة الشبهات سأكون عاقلا
فاروق:- أتمنى أن تضعني في الصورة حين تقرر التهور
غضنفر:- هههه …خضر يا خضر اتصل بالبيت دعهم يجهزون بيت المرفق لصديقي فاروق سيكون بضيافتنا هذه الأيام
فاروق:- لا داعي سأتوجه للفندق الخاص
غضنفر:- وبيت أخيك مفتوح عيب في حقي يا رجل ، ثم لنتحاور سوية على انفراد حول بعض الأمور المريبة التي اكتشفتها مؤخرا
فاروق:- أرى أن في جعبتك أخبارا تنتظر الوقت المناسب للفظها
غضنفر:- حين وصولنا سأنطق بما في جعبتي أما هنا محال ، المكان غير آمن والكل يسعى لتبييض وجهه أمام المعلم
فاروق:- لنذهب يا غضنفر أرجو فقط ألا تفتح علينا بابا آخر من أبواب جحيمك
غضنفر(ضحك بمكر):- وربي ستندهش
فاروق:- شكلك نائم على مصيبة يا لْغضنفر ، أقول دعنا ننعم بالسكينة لا ينقصنا وجع رأس…ألو ألا تسمعني هفف أقلع يا بني سيدك بضحكته هذه سيصيب رأسنا بصداع نصفي …
خضر(عبر هاتفه):- ألا تفهمينني يا دلال ، دعي الخدم يجهزون الملحق لأجل فاروق بيه
دلال(وهي تتعرض لجلسة تدليك):- لا يسعني التململ لكنني سأعطيهم الأمر لأجل عمو فاروق
خضر":- شغلي الكاميرا لأرى ما الذي يمنعكِ من التحرك
دلال:- جلسة تدليك يا خضر ، مع عاملات مختصات هل ستغار علي من النساء أيضاااا ؟
خضر:- لا لا النساء بطاقة خضراء لكن الصنف الآخر سأقتلكِ لو خدعتني معهم من جديد ، هيا مسافة الطريق
دلال(ألقت الهاتف لتتمطى على طاولة التدليك):- سمعتن ماذا يريد السيد ، إحداكن تخبر الخدم والأخرى تتابع عملها ليس لدينا اليوم بطوله
الخادمة"(أشارت لإحداهن):- اذهبي أنتِ لإخبارهم
دلال(طقطقت على هاتفها):- ….مساء الفل ، هل هذا هاتف نضال ؟
نضال(عرفت صوتها ورقمها فهو مسجل لديها سلفا):- …من يريدها ؟
دلال:- هممم عيب أن تنسي صوتي يا سائقتي المتهورة ، أنا دلال غضنفر تذكرتني ؟
نضال(هل نسيتكِ حتى أتذكركِ):- آه ….أهلا ست دلال أي خدمة ؟
دلال:- أريد رؤيتكِ …هل يمكننا تناول الفطور غدا صباحا ؟
نضال(مسحت على رقبتها وهي تطالع المكان حولها بتوجس):- حول ماذا سيكون موضوع الفطور ؟
دلال:- أوه يا نضال كم أنتِ قديمة ، إنه فطور أنا سأدفع الحساب فلا تقلقي بالمرة هممم هل أنتظركِ في النادي صباحا ؟
نضال(أغمضت عينيها لتفتحهما برفض):- لا …لا أستطيع تلبية الدعوة ، ثم هذا يتمحور خارج اختصاصات عملي لذلك …متأسفة
دلال(رفعت حاجبها):- تلعبين دور الصعبة الآن ، ماشي سنرى إن لم تكوني غدا معي بطاولة الفطور يا نضال باشا
نضال(جحظت عينيها):- أفندم ؟؟؟؟
دلال(أطلقت ضحكة مغرية):- ههه ….سأنتظركِ عند العاشرة باي
نضال(نظرت للهاتف ثم للسماء):- هل هذه مخبولة أم أنها تمتهن ذلك ؟
عابد:- م …ما بكِ تتحدثين لوحدكِ هل بات حديثي يزعجكِ يااا للهول هل صرتُ كهلا رتيبا لتلك الدرجة ؟
نضال:- ليس وقتك بالمرة عابد …ابتعد عن طريقي
عابد:- أ…أبتعد لكن أرجوكِ اتصلي مرة أخرى واسألي عن السيد ميار ، والله العرين فارغ من دونه ومن دون الأولاد …حتى إياد هجرنا متى يرجع؟
نضال(جلست على الدرج وهي تخرج علبة السجائر):- لست أعلم يا عابد ، ها نحن ذا ننتظر الفرج
عابد(جلس جوارها):- ي..يا خوفي فقط أن يقطع رزقنا في هذا العمل ، أنا لن أتمكن من العودة إلى حقل العم نعيم أبداااااا ..إنه يعذبني تعذيب الحمير أي والله
نضال:- عم نعيم …؟
عابد:- ه..هل نسيته يا حمقاء ، إنه صاحب الحقل الخلفي الذي يكمن وراء العرين …هو صديق السيد ميار منذ سنوات ، من هناك انتشلني لأعمل معه قبل فترة أي كم فرحت بذلك رغم صراخ مديرنا المتواصل لكنه أرحم
نضال:- عابد …هل لك أن تتركني بمفردي أشعر بأنني لست على ما يرام
عابد:- ع..عابد سينام يا أختي ، تصبحين على خير
نضال:- وأنت من أهله
أغمضت جفنيها وهي تنهم من تلك السيجارة لعلها تطرد صوت دلال من مسمعها فالتورط معها سيكون مصيبة حتمية لن يسعها تلافيها بالمرة … أطفأت بقايا تلك السيجارة لتضع الخوذة على رأسها وتركب دراجتها النارية وتطلب منهم فتح البوابة …إلى أين العزم يا أخت نضال هاااا ؟؟
فاروق(فتح عينيه باندهاش):- أحقا ما تقوله يا غضنفر … اعتقدت أن المخبولة ليندا تتحدث بعبط لكن أن يكون كل ذلك حقيقيا إذن …فنحن بحاجة للاستحواذ على ما يريدون الحصول عليه
غضنفر:- أخيرا بدأت تستوعبني يا فاروق ، القوة الخارجة عن المألوف وتلك الطاقات التي يتحدثون عنها ليس محض خيال …إنها فعلا كنز يجب علينا الحصول عليه بأي طريقة
فاروق:- لن نفعل …سننتظر الوقت المناسب لأخذها ، دعنا لا نبذل مجهودا لنترك الأمر يسير على طبيعته وعندما يحين الوقت سنستولي عليها
غضنفر:-آه يا الشرير بدأت تفكر بنفس طريقتي
فاروق(بخبث):- ومن قال أنني ملاك ؟؟؟؟؟
غضنفر(ضرب كأسه بكأسه):- هههههههههه بصحتك يا الصاحب
فاروق:- لكن سؤال يطرح نفسه ، أين اختفى ميار ؟
غضنفر:- ولماذا نستفسر لندع غيابه يخدمنا ، كلما تراجع خطوة تقدمنا نحن بخطواااااات ههههه ….
خطوات لن يسعهم المضي فيها إن لم يزيلوا العائق الذي يحول دون تحقيق مآربهم الشخصية …لكن مآرب غضنفر ونحن نعلمها عن ظهر غيب إنما مآرب فاروق إن لم تكن بخصوص الثروات والنفوذ فأكيد ستكون لأجل آل الxxxxب وتحديدا ابنته …..
فاروق(بسره):- سأستولي على تلك الطاقة ، لن يخمد عرق الxxxxب بل سيمتد للأبد ….لكنه لن يمتد مستكينا هكذا كالجدار المتهالك بل سيكون شيئا خارقا للعادة ، شيئا لم يعهده الماضي والحاضر بل سيتشرف به المستقبل ع الأكيد ….
غضنفر(قاطع شروده):- هاه وجدان بعثت رسالة ، المرأة خائفة من أخذ مقعدها ولكي أجعلها تضمن مساندتي طلبت منها قريبتها
فاروق:- أنت لا تتعب
غضنفر:- تجديد الشباب أمر ضروري ، أنظر حتى أن وجدان التقطت الطعم ستهيئ الوضع لأجلي مع نورهان …هه يلا لنرى ما في جعبتها هي الأخرى
وجدان(وضعت الهاتف جانبا):- أقول يا حبيبتي ، بم أنكِ ومنذ خروجكِ من السجن مضربة على الحياة ..لا تخرجين ولا تذهبين للنادي منكبة على نفسكِ وكأنكِ ما زلتِ حبيسة …أقترح أن تذهبي في رحلة استجمام في قرية سياحية من القرى التي يديرها زميلي فاروق هممم ؟
نورهان(تمطت بالكنبة):- قرية سياحية … لم أفكر بذلك
وجدان:- هاه هل أطلب حجزا باسمك ، يعني أجدها فكرة مميزة ما ربما التقيتِ هناك بشخص يريحكِ ويضع لكِ راتبا معتبرا لقاء الفسحة معه
نورهان(بتخمين):- أحتاج فعلا لتلك الرحلة السياحية ، عقلي ليس معي علي أن أرتب أفكاري لكي أحدد ما أريد القيام به في حياتي …ابنكِ قد استقر مع تلك الحية إذن علينا أن نستمر قدما فلن يبقى الأمر رهينا بتلك الحكاية التي أدخلتني للسجن
وجدان:- غبائكِ هو الذي أدخلكِ للسجن ، المهم المهم لن نتطرق لنفس الموضوع …ها هل أحجز ؟
نورهان(طوت الغطاء برتابة):- افعلي ما تريدينه خالتي ، لا بأس
وجدان:- يس يس …هه سأفعل أكيد لكي أحصل على كل ما أريد
نورهان(أغلقت باب غرفتها لتنظر لهاتفها بريبة):- ما الذي يريده بعد …./ ألووو نعم نعم أسمعك ماذا تريد ؟
رجب:- حبيبتي الحبيبة أنسيتني بهذه السرعة ، يلا عيب في حق العام الذي عشناه سوية في الحبس
نورهان:- من أين جئت برقمي ؟
رجب:- جئت به مثلما جئت بكِ في فراشي يا نورهان …ألم تشتاقي لي ؟
نورهان:- بالتأكيد لم أفعل ، قد نسيت أمرك تمام وحبذا لو تنسى أمري وإلا سأجعلك تندم
رجب:- هههه…سترينني كثيرا حبيبتي لذلك سأترك الكلمة للأشواق
نورهان(أغلقت الخط):- أنا فعلا فعلا بحاجة لهذه الرحلة لكي أهرب من هذه الشاكلة التي تورطت معها ، تبا لغبائكِ نورهان ….ماذا استفدتِ ها هي ذي قد كسبته في الأخير وأنتِ …..هه …يا خسارة
رأفت(ابتسم لها):- خسارة فعلا أن يضيع هذا الجمال
رنيم:- رأفت لو تخجل قليلا ابنك يسمع
أيهم:- بابا أيهم يسمع
رنيم:- أرأيت اللسان ؟
رأفت(رفعه ليجذبه خلف ظهره):- رأيت حبيب قلب أبيه ، إنه يكبر عن كل يوم هيا شد الهمة لأصطحبك معي للشركة
رنيم(وهي تضع أطباق العشاء):- باكر جدا على ذلك رأفت ، هيا ساعدني قد قاربوا على الوصول
رأفت(سحب كف أيهم):- اجمع لعب أختك الفوضوية فجدك على وصول …هاه هذا الجرس يخص عمك مازن ، قادمووون يا رجل مهلك
مازن(رفع علبة الشوكولا):- تاتا مين حبيب عمووو ؟
أيهم(ركض إليه):- أييييهمممم هههه
سجى(تركت الألعاب لتركض بخطوات ثقيلة):- هههه عمومممم
مازن:- لأحلى أولاد أخ في الدنيا ، اقفزا بحجر عمكما يلا يلا
رأفت:- أنظري لهذا الجحش بعمره كنتِ على ذمتي
رنيم:- يا الله …..مازن تفضل عزيزي أين عمي حاتم وهدى ؟
مازن(رفع شفته بحركة قنوط):- خلفي ، يبدو لي أن الاحتدام بينهما سيمتد على العشاء …
رأفت:- يتجادلان حول ماذا عجبا ….أبي
حاتم(سبقها):- رأفت بني …عذرا لمجيئنا بهذه الطريقة لكن أختك هذه تريد أن تجلطني
هدى(أغلقت الباب خلفها لتتقدم وتسلم على رأفت):- أخي أرجوك كن الحد الفاصل بيني وبين أبيك لأنني تعبت بصراحة
رأفت:- لنفهم أولا سبب المشكلة وبعدها نرى مع من الحق
حاتم(رفع سجى بحجره ليمسح على شعر أيهم):- أريدها أن تستلم مكتبا في شركتنا لكنها ترفض ذلك
هدى:- لدي أسبابي
حاتم:- بل قولي خوفكِ من مواجهة الناس هو الذي يجعلكِ ترفضين
مازن(رفع حاجبه لرنيم ورأفت اللذين كانا يتابعا الحديث بحذافيره):- هما هكذا منذ الصباح يعني لا تدققا
رنيم:- طيب أنا سأضع الطعام كي لا يبرد ، تعالي معي هدى لتساعديني
هدى:- حاضر رنيم …رأفت لطفا قم بفعل شيء يجعله يكف عن الإصرار
رأفت(استدار لأبيه):- أبي …أخبرتك أن تمهد الأمر لها وليس أن تفرضه عليها بهذه الطريقة ، كان متوقعا أن ترفض
حاتم:- رأس أختك حجر ، يا بني حتى الحجر وينفلق
رأفت:- رنيم ستتصرف لنهدأ نحن نوتر الأجواء بلا داع .
رنيم:- ما الأمر …لم تتهربين من فكرة العمل ؟
هدى(شربت بعض الماء):- أرجوكِ لا تفعلي … لقد أزعجني أبي بما فيه الكفاية بزنه حول الموضوع ذاته ، أنا لا رغبة لي في الذهاب لشركة تعلم علم اليقين بما جرى لي …ماذا سيتهامسون من خلف ظهري ألم يخطر ببال أحدكم أنني سأتألم من ذلك ؟
رنيم(اقتربت منها لتربت على كتفها):- حقيقة ، أنتِ تتحدثين بمنطقية …لا يمكنكِ العمل في جو حساس كهذا ، لكن هذا لا يمنع فكرة العمل إن كانت في مكان لا يعج بموظفي شركتكم
هدى(بعدم فهم):- ماذا تحاولين أن تقولي ؟
رنيم(ابتسمت):- لم لا تعملين بمجال الاتصالات ، في شركة النهواني تحديدا يعني مجال بعيد عن أعمالنا وشركاتنا …ما رأيكِ ؟
هدى:- وهناك يوجد أشخاص يعرفونني رنيم ، فريد وفردوس ..معاد
رنيم:- بس …لا أحد غير ، يعني لو كانت ابنة عمي بخير لكانت رابع من يعرف بأمركِ ..هممم فكري مليا أنا أريد مصلحتكِ .، البقاء في المنزل لن يمحي ذلك الألم بالعكس يجب أن تشغلي نفسكِ بأي شيء يمنع عنكِ سلبية التفكير في الماضي
هدى(بإمعان):- هل سيوافقون على عملي بشركة أخرى يا ترى ؟
رنيم(غمزت لها):- لن نعرف ما لم نشاركهم بالفكرة ، دعي لي الأمر
هدى(استوقفتها من يدها لتنظر إليها مليا):- ظلمناكِ سابقا ، شكرا لأنكِ جعلتني أراكِ بعيون مفتوحة
رنيم(عانقتها بعمق):- أنتِ أختي يا هدى ، لا تنسي ذلك
هدى(ابتسمت لتخرج معها من المطبخ):- هممم إذن استلمي أولى مهامكِ كأختي ، أمامكِ ثلاثة شبان عليكِ أخذ موافقتهم
رنيم:- تبا …جعلتِ الرهبة تتسرب لقلبي بعد هذه الجملة هههه …
رأفت(أشار لهما):- أرأيتما كيف تتصرف زوجتي العزيزة ، هاه رنيم بشرينا بالخبر اليقين
رنيم:- مهلكم يا جماعة،هدى فعلا موافقة على العمل
مازن:- تصدق يا رأفت بدأت أحسدك على زواجك ههه
رأفت:- اجمع نفسك يا غبي
حاتم:- خبر سعيد حقاااا …هدى ابنتي وافقتِ أخيرا والله مكاتبنا ستسعد بتوظيفكِ هااا ماذا اخترتِ ؟
رنيم(أشارت لها كي تتحدث):- هممم
هدى:- بصراحة ، أنا لن أعمل بشركة الحمداني ، …انتظر بابا اسمعني حتى الأخير أنا لن أقوى على مواجهتهم ، صحيح تقبلت ما حصل لي وأنا أحاول جاهدة أن أستعيد ثقتي بنفسي وبالناس وبحياتي لكن …كي يحصل ذلك لا يجب أن أتعرض لتجريح من أي نوع كان وعليه ، أرى أن الابتعاد عن شركتنا سيكون آمنا لي
رأفت(نظر لوجوم أبيه):- كلامها فيه بعض المنطق أبي ، طيب ماذا فكرتِ يعني أين ستعملين ، لا تقولي شركات الراجي لن أسمح
رنيم:- وما بها شركاتنا رأفت ؟
رأفت:- بدون حساسية رنيم لكن تلك مقتصرة عليكم ، ثم الأمر سيان سواء عندنا أم عندكم
هدى:- توقفا عن المجادلة ، أنا ورنيم اتفقنا أن أعمل بشركة النهواني للاتصالات …سنعرض الفكرة على معاد وجيداء وبعدها نرى ..إن وافقوا سأكون مرتاحة معهم
مازن(عدل جلسته):- فردوس ستضمن انضمامكِ ، فريد أيضا
هدى:- أنا بحاجة لفرصة تمنحني بداية جديدة ، افهموني رجاء
رأفت:- عني لا أجد مشكلة المهم أن تكوني مرتاحة
مازن:- لك موافقتي
حاتم(نظر إليها مليا):- إن كان ذلك يريحكِ ، لن أعترض يا ابنتي
هدى(بابتسامة):- إذن لنشكر رنيم على فكرتها
رأفت:- كنت أعلم
رنيم:- وحتى أكمل صنيعي غدا سأكلم معاد بنفسي وأطلب منه هذا الصنيع
هدى:- ممتنة بحق
مازن:- إييييه وأنا سأكون ممتنا لو جعلتمونا نتناول العشاء ، يبدو شهيا
حاتم(اقترب من هدى بعد نهوضهم ليقبلها من رأسها):- سيكون كل شيء بخير
هدى(ضمته جانبيا):- موقنة من ذلك بابا الغالي …
اتفقوا على انضمام هدى لشركة الاتصالات الخاصة بالنهواني الذين كان الأمر اعتياديا عندهم ، فردوس ضمنت مهنتها لدى مكتب وائل رشوان للمحاماة ..أما فريد فقد كان المستشفى ملاذه الأخير بعد مواجهته التي حدثت إبان عودة مرام من المخيم والأجدر بالقول ، عودتها للمشي التي كان آخر من يعلم بها ، وهذا لوحده خلق فجوة غربة بينهما …
مرام(وهي تسير بخطوات قليلة):- … عفوا دكتور فريد أين هو ؟
موظفة الاستعلامات:- الدكتور فريد النهواني بالطابق الثالث ، جناح العجائز لكنه غير متوفر فهو يقوم بجولته الليلية
مرام:- لا بأس سأنتظر بمكتبه …أنا خطيبته
الموظفة:- آآآآه ماشي أهلا وسهلا سيدتي ..تفضلي
مرام(تقدمت بخطواتها الضئيلة وهي مبتسمة):- …همم سأفاجئك فريد إلى متى سنبقى بعيدين هكذا …لن أتحمل
بعد مدة
فريد:- أقترح أن تهتمي بشؤون مرضاكِ هويدة ، يكفي مماطلة
هويدة(تلحقه):- أنت مريضي الأول هل نسيت ما حصل في كلية الطب ؟
فريد:- ههه لم أنسى كيف جعلتني فأر تجارب لكِ دكتورة
هويدة:- لكن الأستاذة امتنت من حصول تلك الحصة ، لقد اكتشفنا نوعا آخر من الطفيليات الفطرية
فريد:- قصدكِ القملة البيضاء
هويدة(تمسكت بيده وهي تنفض شعرها):- حراااام عليك يا فريد تجعل جسمي يقشعر اهئئئ
فريد(فتح باب مكتبه):- يلا دعينا من دلالكِ هويدة
هويدة:- ماذا أفعل لا أملك طبيبا يدللني سوااااك …آه …تلك ؟
فريد(استدار نحوها ليجمع بسمته):- مرام …. مرااام متى جئتِ ؟
مرام(نهضت بثقل وهي تحافظ على بسمتها بمشقة):- منذ وقت بسيط ، أخبروني أن لديك جولة ب..عذرا هل جئت في وقت غير مناسب ؟
هويدة(سحبت يدها من ذراع فريد):- أنا بمكتبي
مرام(رمقت ردة فعلها لتعقد حاجبيها):- شكلي أتيت حقا بوقت غير مناسب
فريد(نظر خلفه بشرود لهويدة ثم استدار نحوها):- بالطبع لا …تأتين متى ما أردتِ مرامي …أنتِ بخير ، كيف وصلتِ إلى هنا ؟
مرام:- …يعني كانت أولى زياراتي هو المجيء إليك
فريد(جلس مقابلها ليشير لها بالجلوس):- فكرة ممتازة …كيف تشعرين؟
مرام:- بتحسن كبير ، الفحوصات تشير لقدرتي على المسير بشكل جيد في الفترة المقبلة ، يعني وقت قصير وأصبح قادرة على المشي بسهولة
فريد:-ممتاز
مرام(رمقت شروده):- هل كل شيء بخير؟
فريد:- بخير بخير
مرام:- أقصد ..بيننا فريد ، منذ أن عرفتَ بشفائي وأنت بارد ، هل غضبت مني أو أنك ما زلت تلومني على اختبائي بعيدا عنكم في تلك الغابة ؟
فريد:- تلك القصة طويناها مرام ، كنتِ بحاجة لذلك البعد والحمدلله قد جاء بنتيجة انتظرناها جميعا
مرام:- صحيح ..لكن لا يبدو الحماس على وجهك ، أعتقد أنك حانق إنما تخفي ذلك بعناية
فريد:- لست أخفي شيئا ، ماذا أطلب لكِ أم تراكِ تغادرين ؟
مرام(رفعت حاجبها):- وشكل زيارتي كانت خاطئة ، هه لا أريد شيئا يسلمو ع حسن الضيافة
فريد:- مرام …إن ما حصل يؤلمني أن أكون آخر من يعلم ، وأول من يتم إقصائه من حياتكِ في أشد أوقاتكِ العصيبة ذلك حقا يجرحني ..ما زلت غير قادر على استيعابه
مرام:- كنت بحاجة لفسحة ضوء بعيدا عن رقعتكم
فريد:- فسحة ضوء وجدتها عند رجل الغابة ؟
مرام:- لماذا تدقق في موضوع خالد بالضبط ، أنظر معي أراك تأخذ وجها زيادة على زميلتك الطبيبة مع ذلك أثق بك
فريد(ابتلع ريقه):- ….بالتأكيد لا يوجد بيني وبين هويدة شيء
مرام:- ولا بيني وبين خالد ، هو مجرد رجل ساعدني وأكن له كل الاحترام لأنه عاملني بمنتهى الاحترام طوال تلك الفترة
فريد(جلس مقابلها وهو يزفر عميقا):- لنبقي على بعض المسافة مرام ، نحن بحاجتها لترتيب أفكارنا
مرام(أغمضت عينيها لتنهض ببطء):- …ع العموم جئت لأزيح غشاوة هذا البعد الكامن بيننا ، لكن يبدو لي أنك مستأنس به تمام ع راحتك
فريد:- دعيها للوقت
مرام(تحركت صوب الباب):- مثلما تشاء
فريد(أغمض عينيه ليفتحهما بحنق ممسكا بها):- انتظري
مرام(انتفض شعرها ليغطي وجهها):- …لارد
فريد(جاء أمامها ليرفع رأسها فيبرز وجهها الباكي):- مرامي
مرام(بعيون مليئة بالدموع):- لست أريد أن تضيع فرحة انتظارنا بعد كل هذا العناء …أنت أهم من رغبت بإخبارهم لكنني ما استطعت
فريد(جذبها بقوة لحضنه ليدفن رأسها بصدره):- حبيبتي …لا تبكي أنا نذل كبير تمام ….أنا حقا حقا سعيد بذلك وفرحتي بكِ لا يسعني وصفها ، أتخذ موقفا لأن رغبتي في رؤيتكِ على قدميكِ كانت شديدة
مرام(دكت رأسها بحضنه):- أنا آسفة حبيبي
فريد:- آه يا عمري …تمام اهدئي لم يحصل شيء ، علينا أن نحتفل سوية بهذا الخبر لذلك ، سأجهز عشاء ليلة غد في بيتي أنتِ مدعوة
مرام(ابتسمت):- حقا ؟
فريد:- يس ….سآتي لأقلكِ عند الثامنة يناسبكِ مرامي ؟
مرام:- طبعا … سأكون جاهزة
فريد:- هيا لأوصلكِ للبيت الوقت تأخر ، أكيد سيقلقون عليكِ
مرام:- أخبرت أخي أنني هنا هو يعرف ، جئت مع رجالنا لذلك سأعود معهم أنت تابع عملك نلتقي غدا
فريد(قبل وجنتها):- إذن ..تصبحين على خير
مرام(بخجل):- وأنت من أهله
هويدة(التقطتها بعد خروجها):- …سعيدة لأنكِ تسيرين على قدميكِ من جديد
مرام(توقفت لتستدير إليها نصف دورة):- هذا من لطفك
هويدة(اقتربت منها):- فعلا العجز الجسدي شيء كاسر ، أتمنى أن تستردي ثقتكِ بنفسكِ لتحظي بانتباه فريد …مؤخرا بات شاردا للغاية ربما عشقه لكِ وأنتِ على الكرسي سيختلف بعد هذا الوضع
مرام(تلونت عيناها بالغضب):- ماذا تقصدين ؟
هويدة(تراجعت للرحيل):- ربما ما كان يكنه لكِ مجرد مشاعر عطف ، كيف ستعرفين غاليتي
مرام(أغمضت عينيها لتحسب حتى العشرة):- لن أسمح لها بإزعاجي ،أنا سعيدة بما أعيشه وفريد يحبني …هذه الحمقاء تهذي فقط همم
سفيان(وهو يحسب بأصابعه):- يناير فبراير مارس أبريل هممم ماي ياااه خرجتِ آنستي ما انتبهت
مرام:- ماذا تحسب عندك ؟
سفيان:- بدأت أسنان الولد تؤلمه لذلك أحسب كم من شهر سأعيش في معاناة
مرام:- ههه أنت مضحك سفيان ، دعنا نرحل
سفيان:- اتصل أحدهم بهاتفكِ ست مرام فاضطررت للرد من بعد إذنك
مرام(التقطت هاتفها منه):- آه نسيت بالسيارة ، من اتصل إنها أمي
سفيان:- ولذلك أقول اضطررت للرد كي يطمئن قلبها
مرام:- خيرا فعلت أما زالت بقصر جوزيت …؟
سفيان:- شكله كذلك ، هي والسيدتين مديحة وسماح
مرام:- خذني إليهم يا سفيان ..أحتاج لرؤية الطفلين الصغيرين لم أبارك لابنة عمي حتى
سفيان:- لنصطحب الآنسة جلنار أيضا وش رأيك ؟
مرام:- ههه تقول أن نأخذ الفوضى معنا أوكي …سأكلمها ……تيييت / جوجو هل ترغبين برؤية قطعتي شهد وسكر ؟
جلنار:- لماذا أشعر وكأنكِ تدعينني على العشاء ؟
مرام:- لا يا الغبية أقول أن نهجم على قصر ابنة عمنا جوزيت ، أريد المباركة لها وأيضا رؤية صغيريها
جلنار:- هممم ..الوقت غير مناسب ، إنها ما زالت مريضة
مرام:- بالعكس ، هذا هو الوقت المناسب لأجل مؤازرتها ، المهم هل تنضمين أم ماذا لأننا بالطريق
جلنار:- تمام انتظروني وسط المدينة سيجلبني الرجال وبعدها نذهب سوية
مرام:- سمعتها سيفو هيا لننطلق
سفيان:- سيفو …هممم وربي حتى زوجتي لم تدلعني بهذا الدلع ولا مرة
مرام:- هههه إذن ستدلعك به بنات الراجي يخويا
سفيان:- شرف لي …..
التقت الفتيات بقصر جوزيت ، حين وجدن أمهاتهن هناك رفقة عمتهم سماح يستوطنون المكان ..حتى بديعة راحت تشاركهن الطبخ واحتياجات البيت ، لكن ما يخص الطفلين فقد كان من تخصص الراجيات ولووو
جلنار(وهي تحمل صبا):- ما أجملها أنظري تضحك لي يا مرام
مرام(تحمل تيم):- أمي لا أجيد حمله إنه يتحرك سيسقط من يدي
عواطف:- اجمدي يا بنت ، احمليه جيدا كيف سيغلبكِ طفل هاااا
مرام:- إنه حركي بعكس أخته الهادئة ، جوجو لنتبادل
جلنار(ضمت صبا):- أبدااا …هذه الفتاة تخصني
مديحة:- آه يا عواطف لو يتمم الله عليهما بإيجاد نصيبهما ، سنفرح بخلفهما هكذاااا يا أختي
عواطف:- اللهم قرب البعيد
جلنار(رفعت حاجبها وشفتها في آن الوقت):- الله الله أراكما قد استحليتما فكرة الإنجاب الأرنبي في عائلة الراجي ، لا يا حبيباتي أنا لا أفكر بالزواج حاليا أفكر بمهنتي ومستقبلي لا غير
مرام:- أتفق معكِ ، ما زلنا صغيرات على الهم والأولاد والبيت والزوج على رأس القائمة
مديحة:- لا والله إذن لماذا تمرحين مع ابن النهواني يختي ؟
سماح:- كدت أقول نفس الشيء
مرام:- علاقتي بفريد لا تهم بأحد ، لذلك يبقى الأمر بيننا حين نقرر الارتباط ستكونون أول من يعرف
سماح:- علاقات آخر زمن …إذا قلنا أن أمكِ قد فقدت قدرتها على السيطرة عليكن لكن ماذا يفعل أخوكن الهمام أيوافق على هذا ؟
مرام(سحبت نفسا عميقا):- أظن أنه بعد تخلصي من الكرسي ما عدت أستطيع التخلص من ألسنتكن …تفضلي ماما سأتفقد جوزيت أعلاه
عواطف(أمسكت تيم من حضنها):- سماح لطفا لا تكرري هذا الحديث
ميرا(دخلت على آخر الجملة):- أقترح أن تنتبهي لأحفادكِ وابنتكِ يكون أجمل شيء تهديه لنا سماح
سماح:- أنظروا لقلة الأدب الآن …
شادي(سقط بحجر سماح وهو يلاعب يديها):- هههه سماح
سماح(حاولت إبعاده):- تتت خذي ابنكِ إنه يلتصق بي لماذا ؟
مديحة:- خذي ابنكِ يا سمر فعمتكِ قد فقدت الشعور بالأطفال منذ دهر ، ههه يا الله لو أنجبت ليان كيف ستتصرفين مع طفلها سماح
سماح(احمرت):- لا لا لن تحمل ليان يعني لن أصبح جدة ما زلت صغيرة
عواطف:- أي ….جيد أن نهال تناديني نانا هههه
ميرا(وهي تراقب سماح):- آآآآخ … ما سر هذا الاجتماع لم أنتما هنا ؟
جلنار:- لا شيء رغبنا بتفقد جوزيت أليست ابنة عمنا أيضا ؟
ميرا:- تدهشني الروح العائلية التي تستيقظ بذمتكم بين الفينة والأخرى ، يلا آنستم وشرفتم …بديعة يا بديعة جهزي غرفة لي سأتخذ خاصة أمس
بديعة:- خاصة الست ناريانا ، إنها موجودة بها حاليا
ميرا:- موجودة بها حاليا ….طيب خذي لي أي واحدة المهم أن تكون بعيدة عن غرف هؤلاء
مديحة:- هؤلاء ، أي هههه تكاد تدمع عيني من لطف ابنتنا سمر
عواطف(نظرت إليها مليا):- كيف زوجكِ ؟
ميرا:- لا يبلغكِ سلامه
عواطف:- وابن عمه وائل ، ألا أخبار عنه ؟
ميرا:- ما زال في غيبوبة ، اتصلت ريتال بشهاب يوم البارحة وأخبرته أن الزيارات باتت ممنوعة
عواطف:- خيرا إن شاء الله ؟
ميرا:- ما يدريني ، ربما يجربون شيئا يوقظه من تلك الغيبوبة
مديحة(مالت بشفتها جانبيا):- سيعود لحشر أنفه في كل إنش ببيتنا
سماح:- تعشقون الغرباء لذلك يلتصقون بياقتكم التصاق اللحم بالظفر
عواطف:- أي…المهم أن ينهض على خير
ناريانا(نزلت مسرعة لتستقبله بعناق حار):- كدنا نشتاق لتقاسيم وجهك يا الدب
كاظم(احتضنها عميقا):- دب مرة واحدة يا شعلة النار
ناريانا:- آآآآه كدت أفتقد هذا الإحساس
كاظم(حركها بهزل):- إحساس الحب أم إحساسكِ بفحولتي الجذابة ؟
ناريانا(ضربته لكتفه):- غليظ مثلك مثل دعاباتك الساخرة ، فعلا اشتقت
كاظم:- شكل الهرمونات تؤدي دورها بشكل عكسي أاحممم …ألوو شكل أزواج العيون المتربصة بنا لا تضمر خيرا لنا
ناريانا(رتبت شعرها لتتأبط ذراعه متقدمة نحوهن):- وما المانع ؟
سماح(تحت أنفها):- لا ندري حتى من يكون أب طفلها ، هي تعانق كل من هب ودب من تلك البوابة
مديحة:- في هذا أتفق معكِ سماح
عواطف:- لو تتفضلا بالخرس ممكن ؟
كاظم:- نساء الراجي …عمتم مساء
جلنار(مشيرة نحوه):- لطفا لا تدخلني في نفس الجملة ما زلت فتاه
كاظم:- مذيعتنا المشاكسة …
عواطف:- أهلا بك بني ، متى عدت من سفرك ؟
كاظم:- قبل أيام …وحتى لا تسأليني عن ميرنا فإنني أخبركِ أنها بخير وبصحة جيدة ، تبلغكن سلامها وتقول أنها قريبا ستعود للوطن
عواطف(برقت عيناها):- والله …ابنتي ستعود أخيراااا ؟
ميرا(بقنوط نهضت):- ستبدأ الدراما خاصتها اففف
عواطف(نظرت إليها بطرف عين لتتمسك بكف كاظم):- قلبي ملهوف لرؤية ابنتي والاطمئنان عليها ، أخبرني هل رأيتها كيف هي ؟
كاظم:- بخير …بخير خالة عواطف اطمئني ، لم يبقى سوى القليل حتى تصير بيننا
عواطف:- يااااه سمعتِ يا مديحة ؟
مديحة(حولت عينيها):- يييي الله يرجعها بالسلامة
سماح:- يختي أهلا بعودة النكد ومسلسل لماذا تعاكسني الحياة
مديحة:- كخممهههههه
كاظم صبا بنت متى تكبرين لتصبحي شابة جميلة كعماتك ؟
جلنار:- ههه هل هذا غزل أم أنه وعيد مستقبلي ؟
كاظم:- اثنان في واحد
عواطف:- ههه حتى الولد تيم هنا
كاظم:- وأنت متى تكبر لتشغلنا بمشاكل المراهقات خاصتك ؟
مديحة:- أستغفر الله على الأفكار الفاسقة التي تهيئها لهما
كاظم(همس لناريانا):- تشعرني وكأنها أنجبت إماما وداعية
ناريانا(هزت رأسها بلا فائدة):- تعال معي جوزيت بالأعلى
كاظم:- أستأذن …
عواطف:- هااا ألن تأتي ميسون نكلم طارق لكنه لا يجيب ، غالبا هي معه ومع الولد غامي صحيح كاظم ؟
كاظم:- حقا لم يتصل بكم ، آه لقد نسيت تماما الأمر لو لم تذكريني يا خالة ..بالفعل هما معه لا داعي للقلق غدا أو بعده سيعود بهما إلى هنا
مديحة:- جميل …أريد حفيدتي بجواري دائما
ناريانا(سحبته):- منذ متى صرت بارعا في الكذب ؟
كاظم:- منذ أن تم اختياري لأكون سفير التغطية الذاتية لغياب حضراتكم المحترمة
ناريانا:- ههه …يا لروحك الطريفة كظوم ، رافقني
كاظم:- كيف الحمل ؟
ناريانا:- يزداد نموا يوما بعد يوم …أرأيت بطني ؟
كاظم(لامسها بلطف):- حبيب عمو ، ابق هناك ريثما تستقر الأوضاع في هذه الضفة فالحال لا يسر خارجا يا صاح
ناريانا(تأملت جملته):- لكننا سنجعله يسر يا كاظم، لابد وأن نفعل …جوزي جوووزي حبيبي لقد جاء جدار برليييييين أما اشتقتِ له ؟
ميرا(استوقفتها عند الباب):- شتتت هي في حديث خاص مع مرام …لندع لهما بعض المجال
ناريانا:- عن ماذا تتحدثان هي ومرام ؟
ميرا:- عن العجز
نظر الثلاثة لبعضهما لينظرا صوب الباب المغلق حيث كانت مرام تجالس جوزيت وتحدثها عن تجربتها المأساوية التي انتهت بعودتها للمشي من جديد ، بعد أن يئست وفقدت الأمل رفقة المحيط الذي كان ينتظر عودتها بفارغ الصبر لسابق عهدها
مرام:- صدمني الأمر كثيرا ، حين سمعت بالخبر من فم الدكتور لم أصدق بحثت عن التكذيب بعيون أمي ، أختي ، عائلتي لكنني ما وجدت سوى الدموع والآهات …أيقنت في تلك اللحظة أنني فقدت القدرة على المشي ، يعني حياة جديدة معاناة مختلفة والكثير من الصدمات التي ستوجعني حد الانهيار ….، مررت بوقت عصيب بعدها حيث مرضت لأني لم أتقبل حدوث ذلك ، لم أتمكن من ابتلاع الخبر بشتى الطرق مهما حاولت كان صعبا علي أن أتفهم شللي … لكن مع مرور الوقت وجدتني أرضخ لأمر الله سبحانه وتعالى أتمسك بحكمته التي لم أفهم غايتها حتى وقفت على قدمي
جوزيت(مسحت دموعها):- تمنيت رؤيتكِ لكنني لا أستطيع
مرام(أمسكت كفها):- سترينني ثقي بذلك ، لكن من هنا لوقتها عليكِ ببعض الصبر … كل شيء له وقت محدد حتى الوجع لا يمكن أن يدوم طويلا بل سيأتي ميعاده الزمني حيث سيندثر ويخلف بعده بعض الراحة والسكينة الروحية … ، ثقي بالله عز وجل وابحثي عن الحكمة التي تقبع خلف هذا المصاب إلا ما ستجدين سببا معينا
جوزيت(بشرود):- كان سيأخذ مني صغاري ، كان سيؤلمني بهما ..هل حماني الله من فراقهما بهذه الطريقة ؟؟؟
مرام:- كيف سيجرؤ أحدهم على أخذ صغار من حضن أمهم جوزيت ؟
جوزيت(نظرت إليها بتيه):- أبوهم يا مرام … فعلا هنالك حكمة تقبع خلف هذا ولكنه متعب ، لا يمكنني تقبله ومجاراته بسهولة غالبا أحتاج لوقت أطول حتى أستوعبه وأتعايش معه
مرام:- من حقكِ ، لكن أثناء قيامكِ بذلك لا تنفي نفسكِ ولا تبعدي عائلتك صدقيني رغم مؤازرتهم الفاشلة إلا أنهم مهمين بقربنا في هذه الأوقات العصيبة
جوزيت:- ممتنة لهذا الحديث …لقد نضجتِ كثيرا وأعطيتني الطاقة لكي أفكر مليا في وضعي الخاص
مرام(سحبت يدها لتلمس وجنة جوزيت):- على الرحب والسعة يا ابنة عمي ..أنا وكل الراجيات بجواركِ ..
جوزيت(سمعت ضجة خارج الباب):- غالبا جاء أحد الفوضويين
كاظم(يندفع بينهما لكي يفتح الباب لكنهما تمنعانه):- ولا كأننا في جلسة استماع لمحاضرة علمية ، دعوني أدخل دعوووني قد مللت …أآآآآه ابتعدا ابتعدا وإلا سببت لكل واحدة فيكما إعاقة ذهنية ….
ناريانا(تحاول سحب يده):- غوووول غول وربي
ميرا(تجذبه من قميصه):- لماذا لا تفهم يا وحش أنهما في حديث خاص ، ابتعد ابتعددددد
كاظم(اندفع معهما حين انفتح الباب ليمسكهما بخفة من ذراعيهما):- احم …مساء الخير
مرام(حركت رأسها بدون فائدة):- غالبا وصلتِ الفوضى شخصيا
ناريانا(تعدل ثيابها):- دب بداااائي غلييييظ
ميرا(وهي تسرح شعرها بعد تلك الثورة):- وحش ثااااائر تبا لك
كاظم(كان شاردا في جوزيت):- …اخرجوا من الغرفة …جميعكن
مرام(عقدت حاجبيها حين رمقت نظرته تلك):- ماذا يحصل ؟
كاظم(ابتلع ريقه لتتبدل ملامحه كليا من هزل إلى جدية):- إلى الخارج
ميرا(باستفهام):- ما به تحول فجأة من مهرج إلى رجل جدي ؟
ناريانا(أشارت لمرام):- لنخرج عزيزتي …تعالي ميرا
ميرا:- اشرحي لي ما يحصل
ناريانا(جذبتها):- لطفا …لنعطيهما بعض المجال
ميرا(عقدت حاجبيها):- ليكون هو أبوووو الطفلين ؟
ناريانا(فزت عينيها وهي تخرجها):- عليكِ أفكار يا ابنة عم صديقتي …لا يختي ليس أبوهما ..، ء
ميرا:- آآآآه حسبت …ها مرام كيف الأمور ؟
مرام(تسير معهما بالرواق):- ما زلت أتعود
ميرا(ابتسمت لها):- سعيدة برؤيتكِ هكذا ..، هم وانزاح
مرام:- العقبة لبقية الهموم أختي سمر
ناريانا(شردت خلفها في الباب):- ….كاظم ؟؟
جوزيت(وهي تطوي ثنية الفراش بين يديها وتنظر للفراغ):- هل ستبقى جامدا محلك هكذا ، على الأقل افتعل حركة لأستطيع تبيان موقعك ..فعلا أنت لا تساعد مثل الآخرين
كاظم(ابتلع ريقه مجددا ليزفر عميقا مفاجئا إياها بلمسة ذراعيه):- جوزي
جوزيت(رفعت حاجبيها بدهشة حين ضمها لحضنه):- …كاظم …أ…
كاظم(ربت على ظهرها ورأسها بحنان):- …اهدئي ، كل شيء سيكون بخير
جوزيت(تنهدت عميقا وهي مستغربة حركته):-أنت لم تعانقني إلا في المناسبات ، عناقك كان مختصرا ومليئا بالسخرية لكن هذا …كااااظم ماذا يحصل ؟
كاظم(أبعدها قليلا ليمسك وجهها بين يديه ويمسح على وجنتيها):- لا شيء ، احتجت لحضنكِ قليلا هل يزعجكِ ذلك ؟
جوزيت(هزت رأسها بنفي):- لاء …سعيدة بالأمر ، يعني أهملتني بدورك هذه الفترة لكنني أقدر الظروف
كاظم:- في ما مضى ، كنت معجبا بكِ وما زلت أعاني من ندبة في قدمي اليسار بسبب عراكي مع ميار من أجلك ،..هه لست أندم على تلك المشاعر لأنها عرفتني بإنسانة جميلة مثلكِ … إنسانة عائلية بامتياز
جوزيت:- عائلية ؟
كاظم:- يس …كنتِ أمَّا لميار ولي فيما سبق ، لم نعرف نساء كثيرات بحياتنا لذلك وجودكِ عنى لنا الكثير
جوزيت:- أشعر بأن هنالك اعتراف دفين مقبل علينا بعد قليل
كاظم:- ههه وذكائكِ هذا ما جعلني أعجب بكِ أكثر ، لكن لا يوجد اعترافات عزيزتي بل غاية سندركها سوية إن سمحتِ بذلك
جوزيت:- أنو غاية كاظم ؟
كاظم:- جينات ثعلبة القطب التي أثمرت في نيوزيلندا وجعلت رجالا بشواربهم بمناصبهم العالية طوع يديها ، لا يعقل أن تصبح بهذا الهوان ….الحب بداخلكِ عميق وكبير جدا لكن الحياة العملية التي أسستها حرام أن تضيع لأجل تلك الأحاسيس الثابتة ، عليكِ أن تتخطي مرحلة الاستضعاف وتعودي لأصلكِ الذي كان لكِ عالما في السنوات الماضية
جوزيت(بعدم فهم):- ماذا تقصد ؟
كاظم:- أقصد أن عليكِ استجماع نفسكِ والعودة للميدان
جوزيت(هزت رأسها بسخرية مبتعدة من قبضتي يديه):- عفوا …هل ما فهمته صحيح ، هل جننت لتطلب مني ذلك أو تقترحه علي حتى ؟؟؟؟
كاظم:- اسمعيني حتى الأخير وبعدها تفضلي بالفلسفة الناقصة ..، أنتِ
جوزيت(قاطعته بحدة):- أنا أمُّ لطفلين رضيعين ، زوجة لميار ، بيته الذي سيعود إليه عليه أن يجدني مستعدة لاستقباله كي نبدأ حياتنا كما تمنيناها سابقاااا ، أنا وهو والطفلين مع غامي الصغير لن أتخلى عنه بدوره سيكون ابنا لي …كأن الله عوضني به عن ابني الثالث الذي مات …أنا لن أتمكن من فعل شيء سوى انتظار أفراد أسرتي لأجل لمِّ شملها
كاظم:- كلام جميل ينفع من ربة بيت أصيلة مخلصة لزوجها وأولادها ، فعلا أنا منبهر بهذا الطبع الذي تشرَّبته من نساء الراجي لكنه لا ينفع في هذه الفترة جوزيت ..، لا يمكن
جوزيت(أمسكت على شعرها بهدوء لتتمالك نفسها):- لماذا لا ينفع هااااا ، أخبرني لماذا لا ينفع أصلا ما تطلبه مني محاااال …رجالي وعشيرتي كلها قد قسمتها لنصفين نصف لوائل رشوان ونصف لميار نجيب أنسيت ذلك ؟
كاظم:- بإشارة منكِ ستعيدين المياه لمجاريها ..، لا أحد منهما متوفر في الوقت الراهن لا يوجد سوااااكِ
جوزيت:- وماااااا الداعي لذلك ما الداااااعي هااااه ؟ …هل تخفي شيئا عني يا كااااااظم ؟
كاظم(أمسك كفها):- …أنتِ أم …في نظركِ ما الذي تفعله الأم لأجل أطفالها ؟؟؟
جوزيت:- كل شيء وأي شيء …(خفت صوتها)لتبقيهم في أمان !
كاظم:- عليكِ الاستعداد جوزيت ، إن كان الأب غائبا فالأم موجودة
جوزيت(بدموع تكومت في عينيها):- ماذا تقصد …هل أطفالي في خطر ، هل هل هنالك من يريد أذيتهم ؟؟؟؟
كاظم(جذب كفها لفمه مقبلا إياه بحرارة):- ….بحق العرق النابض في قلبي لن أسمح لأحد بأذيتكم ، لكنني في بعض الأحيان أكون عاجزا على فعل شيء إما بتأخري أو بانشغالي بأمر آخر ..، لذلك عليكِ التأهب والاستعداد للدفاع بنفسكِ في أي وقت عصيب
جوزيت(بتشتت):- لست أفهم
كاظم:- أنا أهيئكِ …
جوزيت(دفعت يده):- تهيئني ههههه أنت تثير عصبيتي بكلامك العبيط هذااااا ، عن أي عشيرة وأي رجال تتحدث …لماذا سأفعل لماذااااا سأفعللللل أخبرني ….طااااارق موجود ، حكيم حكيم سيعود ، ثم أبوووووهم هناااا يعني يعني حتى أن هنالك أشخاصا يحمونهم بدمهم …، لذلك لا تعد على مسمعي هذا الهرااااء مرة أخرى تماااااااام
كاظم:- أنتِ مجبرة على سماعه وتنفيييييذه ، يكفي فشلا وجبنا وضعفا ثعلبة القطب ليست امرأة عادية ، ليس من حقكِ أن تسمحي لأحد بمحو اسمكِ لأنه حبيبكِ فقط
جوزيت:- زووووووجي ذلك الرجل زوجي أدخل ذلك لعقلك ، وإن كنت ما زلت تحمل مشاعر المراهقة خاصتك فأنصحك بالابتعاد
كاظم:- ههه …لا تخلطي الأمور أنتِ أمامي الآن صديقة غالية فقط لا غير ، وكما قلتِ كانت مشاعر مراهقة ولولا محبتي لكِ لما قررت مفاتحتكِ بالموضوع الذي فشلت صديقتكِ في طرحه عليكِ
جوزيت:- ونارياناااا تعرف ؟
كاظم:- أصلا …ناريانا هي التي حرضتني لكي أضغط عليك بهذا الخصوص
جوزيت:- إذن …هذا يعني أنها أبصرت شيئااااا صحيح ؟
~ كاظم يتذكر قبل لحظات أثناء صعوده مع ناريانا ~
ناريانا(جذبته للزاوية):- تعال تعال أريدك في كلمة
كاظم:- ولماذا تجرينني هكذا كالبغل ، ماذا يحدث ؟
ناريانا:- أبصرت شيئا قبل وصولك ، يجب أن تستعيد جوزيت زمام عشيرتها وتعود لمهام ثعلبة القطب كما كانت في السابق
كاظم:- خيراااا إن شاء الله …ماذا رأيتِ ؟
ناريانا:- نيران يا كاظم …هذا القصر سيصبح رمادا إن لم تدافع عنه
كاظم(جحظ عينيه):- ماذا تقوليييين ؟
ناريانا:- أنا وضعي كما تعلم لا يسمح بالقيام بالكثير ، لكنني سأكون بظهرها ولن أتخلى عنها …زائد رجالنا كلهم غائبون لا ميار ولا طارق ولا حكيم ولا حتى وائل موجودين للدفاع عنا ، أنت حالك معروف "الحاضر الغائب"
كاظم(رفع حاجبه):- نتجاوز هذا السطر ، تابعي
ناريانا:- ما الغاية من العبث معنا إضعافنا صحيح ، ما هي نقاط ضعفنا العاااائلة ، الأمهات …و الأولاد ، ميار ماذا فعل بابن غضنفر قتله ثم سرق جثته كان ذلك قبل أن يعلم أن لديه أطفال ..متأكدة من أنه لن يتهور لو كان يعرف بصغاره لأنه سيفكر ألف مرة قبل القيام بذلك مع عدو لدود كغضنفر
كاظم:- تقصدين أنه سيحاول اختطاف صغاره ، قتلهم مثلا ؟؟؟؟
ناريانا:- غضنفر ليس العدو الوحيد لنا يا كاظم ، هنالك أعداء خفيين أنسيت من حاول خطف غامي من إياد ونضال أثناء دخولهم للوطن ؟
كاظم:- ما نسيت ، بحثنا في الأمر مع عمي بشير لكننا لم نتوصل لشيء
ناريانا:- لأننا لا نعلم هوية هذا العدو المتربص بميار ، إنه يعلم بأمره شخصيا وبينهما ثأر قديم …إلا ما تتبين الصورة و
كاظم(فتح فمه ليحك جبينه بتفكر):- أظن بأنني أعرف من هو هذا العدو المجهووول …إنه حيدر
ناريانا:- من يكون حيدر ؟
كاظم:- الرجل الذي قام ميار بسلب ابنة عمي نورسي منه …، ظننا أنه ميت ولكن ميار تسبب في إعاقته مما جعله خفيا عن الأنظار حتى أنشأ لنفسه عرشا لأجل محاربته والانتقام منه فقط …، حيدر هذا اختطف نورسي قبل فترة وما زلنا نجهل مكانها
ناريانا(أمسكت على فمها):- طيب ….ماذا فعل ميار يعني لهذا الحيدر ؟
كاظم:- ما يخدش رجولة أي رجل …، أخذ نورسي منه وعاشرها وأنجب منها غامي زيادة على أنه تسبب في إعاقته الدائمة ولا ننسى أنه دمر حياته السابقة فقد كان يترأس عصابة في البلدة
ناريانا(شعرت بالدوار):- هل أدعي على ميار يا كاظم ، والله يستحق أن أدعو عليه لكن فيه ما يكفيه فماذا سأزيده أنا بدعاااائي ….آآآآي رأسي
كاظم(أمسكها بهدوء):- ماذا تقترحين ، سأفعل كل شيء لتحقيق حمايتهم
ناريانا:- جوزيت …عليها أن ترتدي قناع ثعلبة القطب من جديد ، وحدها من سيتمكن من ردع أي خطر لأن المهاجم سيختار توقيتا محددا ولن يتوقع أن تكون له بالمرصاد
كاظم:- يعني كمن يهيئ فخاخا للأشرار ، فهمت فهمت لكن هل ستفهمنا خصوصا في وضعها هذا ؟
ناريانا:- سنجعلها تفهم ، أنت ستخيفها وستدع لها الكرة …أنا متأكدة من أن صديقتي لن تقامر وسترضخ للوضع الذي يحتم عليها أن تكون على أهبة الاستعداد لأي غدر مقبل
كاظم(سحب نفسا عميقا وهو يسرد لجوزيت ما دار بينه وبين ناريانا):- هذا كله ما قالته صديقتكِ لي قبل قليل …الوضع جدي يا جوزيت فاختاري إما المحاربة أو الاستسلام
جوزيت(مسحت دموعها):- نادي ناريانا لطفا
كاظم(أمسك هاتفه ليبعث رسالة نصية):- ناديناها ، ماذا ستفعلين ؟
جوزيت(مدت يدها في الفراغ):- هل لك أن تساعدني على الوقوف؟
كاظم:- تمام ، لكن لماذااا ؟
جوزيت(استندت عليه):- افعل من فضلك …آآآه جيد خذني لمرآتي العمودية واجعلني أمامها
كاظم(بعدم فهم سحبها ببطء):- تحركي معي في نفس الوتيرة ، لست أفهمكِ جوزيت لماذا تريدين هذا ؟
جوزيت:- افعل رجااااء
ناريانا(دخلت):- …لارد
جوزيت(مسحت على شعرها حين وقفت أمام المرآة العمودية):- هل دخلت ناريانا الآن ؟
ناريانا(تقدمت):- بجواركِ جوزيت
جوزيت(سحبت يدها من يد كاظم وجمعت شعرها للخلف):- …هل لكِ أن تخرجي فرو الثعلب من الدولاب
ناريانا(أخرجته وهي تستفهم من كاظم):- ماذا تريدينه ؟
جوزيت:- …اجلبيه لي
ناريانا(مدته لها):- خذي طيب لأساعدكِ ..انتظري
جوزيت(أبعدت كف ناريانا لترتده بنفسها):- هل أنا جاهزة الآن ؟
ناريانا(بابتسامة خفية):- جاهزة …لأجل ماذا ؟
كاظم:- هممم
جوزيت(صغرت عينيها لتغمضهما ثم تفتحهما بثقة وهي تتدثر بالفرو حول رقبتها):- ….جاهزة للعودة إلى ميدان العمل ، جاهزة لأكون ثعلبة القطب من جديد ….. ناريانا ابعثي رسالة لأفراد عشيرتنا ، لدينا اجتماع غدا عند منتصف الليل
ناريانا(ابتسمت ملء ثغرها):- واوووو …أخيرا بعض الحماس النسائي يعود لحياتنااااا
كاظم(هز رأسه برفض):- لن أدعكما بمفردكما في هذا الخضم
جوزيت(استدارت حيث كان يقف):- كنا بمفردنا طوال تلك السنوات ، سابقا كنا ندير تلك المافيا لأجل العشيرة السوداء ، لأجل الفهد البري الأب ….لكن حاليا سنديرها لأجلنا وأجل أولادنا وأجل عائلتنا فقط لالالالالا غير
ناريانا(بحماس صفقت):- وبصفتي مديرة أعمالكِ ونائبتكِ سأقوم بكل التدابير
كاظم(همس لناريانا):- لم أحسب أنني ضليع في الإقناع هكذا ، هل يناسبني زي المحاماة في نظركِ يا بنت
ناريانا:- ههه علينا أن نبحث عن خياط للعمالقة
كاظم:- جوزة ….أنا في ظهركِ دوماااا
جوزيت(تمسكت بالفرو):- ما لبست هذا لكي أكون بحاجة لأحد ، أنا ثعلبة القطب سأجعلك تراني على حقيقتي ليلة غد ….سأدمر أي شخص يفكر بالمساس بعائلتي ، لن أسمح لوضعي الصحي أن يكون مدعاة للاستغلال من طرف أي كلب …هنالك حدود سأرسمها بنفسي كان يجب أن أعود للساحة ليس فقط لأجل الحماية، بل لأنفض عن نفسي غبار الوهن الذي غطاني منذ عودتي إلى الوطن
ناريانا(عانقتها بحرارة):- ….لكن ..هذا لن يمنع أن نعيش حياتنا الطبيعية كما هي ، نحن هنا الآن لذلك سنتماشى مع الوضع كما يلزم ، سنهيئ العشيرة سنعيد رجالنا وكلمتنا وهيبتنا أمام الجميع
جوزيت:- قومي باتصالاتك واتصلي بكبار العائلات الذين نتعامل معهم ، أخبريهم أن لدينا اجتماعا طارئا ليلة غد ….هيا يجب أن نمضي في هذا الطريق لا يمكننا أن نعيش حياة هانئة ونحمي أنفسنا إن لم نخض هذا الحرب ..، ولحين مجيء وقتها سنكون قد استعدينا جيدا ..
كاظم:- فخور بكِ…بكما تكاد تدمع عيني من المشهد أي ….
ناريانا(سحبته من كفه):- لندع لها بعض الوقت ، تعال معي تعاااال
كاظم:- ماذا هل ستتحنط أمام المرآة وهي مرتدية ذلك الفرو ، مهلا هل السر كامن في ارتدائه يعني أراها قد تلبست الدور جيدا …يا ترى إن لبسته ماذا سيحصل لي ؟
ناريانا(أخرجته خارج الغرفة):- ستتحول لدب قطبي بفروه المشعث ، يعني ماذا سيحصل في نظرك …
كاظم:- جديا ما سر ذلك المعطف الثعلبي ؟
ناريانا(نظرت خلفها بشرود):- إنه مجرد معطف من فرو الثعالب ، ليس به أي حكمة أو سحر لكن لديه قيمة معنوية جعلتها جوزيت إكسير طاقة كلما لبسته تسربت لدواخلها من العدم …كأنها تلبس قناعا يعطيها القوة لردع أي خطر محدق ، يعني لا يوجد سر ولا غيره إنه مجرد معطف يعطيها اللازم لأجلها ..
كاظم:- اممم مثير للاهتمام ،حين تلبسه تصبح ثعلبة القطب رئيسة أهم مافيا بنيوزلندا وحين تزيله تصبح جوزيت النعجة الحلوب…خخخخ يعني لو لبست سترة عمي بشير سأصبح مستشارا مثله أليس كذلك ؟
ناريانا(حولت عينيها وهي تجذبه للمسير):- ركز معي لقد خطونا الخطوة الأولى بنجاح.. جوزيت تتهيأ في الداخل ، عليها أن تفعل بمفردها لكي تتخذ قرارا لا رجعة فيه
كاظم:- ألا وهو ؟
ناريانا:- يا ذكي ، أتحسب أنه سهل على امرأة أنجبت مؤخرا وأنجزت عملية نقل قلب أن تترأس عشيرة متكونة من آلاف الرجال بهذه السهولة…عليها أن تفكر مليا وتتخذ قرارا حتميا بخوض هذا الغمار ، ولكي تفعل علينا منحها بعض المساحة ….يلا انصرف أنا لدي عمل
كاظم:- هل أنا بتلك الدونية حتى تقولين انصرف ، ما حبيتها منك يا عافية
ناريانا:-هههه آه من جنونك يا دب تعال عانقني صدقا ارتحت بوجودك ، لولاك لما اقتنعت بأن هنالك خطر محدق يضمر لنا السوء
كاظم(عقد حاجبيه ليبعدها قليلا):- لماذا الآن ؟
ناريانا:- أبصرت
كاظم:- ألا يوجد شيء غير هذا ، يعني أستغرب حصول ذلك في هذا التوقيت الحساس تحديدا ….عافية ، أخبريني الحقيقة
ناريانا(أمسكت كفه لتنظر حولها ثم إليه):- أردت أن أخلق دافعا لأجلها كي تستعيد قوتها من جديد ، أردتها أن تتمسك بشيء قوي يجعلها تتحمل وتحارب أي شيء وأي شخص ….لأجلها أولا ثم لأجل أولادها
كاظم:- …يعني الخطر المحدق ما هو إلا …
ناريانا:- موجود موجود لكن توقيته مجهول ، لذلك ماذا في الأمر لو استعدينا مسبقا وكنا جاهزين لأي طارئ هاااا …من سيفعل إن لم تكن هي في الوقت الراهن لا يوجد رجل يقف فوق شؤون المافيا خاصتنا ، لذلك سنجمعها ونستعيد معهم أمجادنا نرى أمورهم وبالمقابل يعطوننا الحماية اللازمة في أي وقت
كاظم(نظر لبطنها):- محظوظ هذا الولد بأم علمية مثلكِ لكن …لا تنجرفي كثيرا فميار سيخرب هذا المخطط فور عودته
ناريانا:- عندما يسمعنا سيؤيدنا ثم …أنت معي هممم ؟
كاظم:- حتى الضرورة القصوى
ناريانا(تنهدت عميقا):- شكرا ..لم تخيب ظني
كاظم(عانقها مجددا):- لا بأس …بدوري مهتم بحمايتكم جميعا …
ناريانا(شعرت بركلة طفيفة):- هل شعرت بذلك ؟
كاظم:- شكل ابنكِ يطردني من قربكِ ، آي هل يتوعد بي هو الآخر ؟
ناريانا(تذكرت خوري):- هههه غالبا أبوه بعث ذبذباته الشيطانية عن بعد
كاظم:- من يكون أبوه يا نارة ؟
ناريانا(صغرت عينيها لتتقدم قبله):- إنه محلق في السماء يا حبي
شهاب:- أليس غريبا أن يكون نادر محقا بخصوصك ؟
ناريانا(نظرت خلفها لكاظم الذي عاد أدراجه ولم يسمعه):- عفوا ؟
شهاب:- لا شيء ..لكن حاولي أن تصوني كرامة صديقي في غيابه
ناريانا:- ما قصدك شهاب ؟
شهاب:- كلنا نعلم أن الطفل من نادر ، لكن هل يعلم نادر أن لديه طفل ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها):- الأفضل أن يسمع الخبر من أم طفله ، لا أسمح لغيري بفعلها مفهوم ؟
شهاب:- أو اسمحي ، على الأقل لا تلطخي تلك الصورة مع الآخرين
ناريانا:- سيد شهاب …
شهاب(داهمها حين أمسك كفها ليجذبها للجدار):- ستخبرينني الآن ما علاقتكِ بذلك الطويل
ناريانا(عقدت حاجبيها ثم نظرت لهيأته):- الله الله ، كيف تحاسبني ثم بأي حق ، ثم مااااا علاقتك بي أصلا ؟
شهاب:- نادر يكون صديقي ، لا أسمح لكِ بخدااااعه
ناريانا(دفعته لصدره مبعدة إياه)":- خدااااااعه ، ههه مهلك علي أساسا صديقك الذي تتفاخر بصحبته قد تخلى عني ….اختار أن يبتعد لأنه جباااان
شهاب:- لا تقولي عنه جبانا ناريانا
ناريانا:- أصلا لم نخوض هذا الحوار لست أفهم، اذهب وابحث عمن يستحق هذه الشكوك
شهاب(عقد حاجبيه):- ماذا تقصدين ؟
ناريانا(وهي تمسح على بطنها):- أنت حيوان حقير ، كيف تهاجم امرأة حااااامل هاااا ألا تفكر بطفلي ؟
شهاب:- لم أهاجمكِ كانت ثنية ذراع فحسب
ناريانا:- ابتعد عن طريقي شهاب ، ابق طرفا محايدا ولا تجعلني أتخذك عدوا مفهوووم ؟
شهاب:- أنتم مجموعة أسرار سأكشفها واحدا بعد الآخر ، ليستيقظ ابن عمي من غيبوبته وبعدها لكل حادث حديث
ناريانا:- ههه غيبوبته … أظن بأنك من يعيش في غيبوبة ..، نصيحة صغيرة مني بدلا من تصيد أخطاء الآخرين أنظر لمحيطك مليا ستجد العديد من الأسرار المخفية عنك ، أنا متأكد أنك من كثرتها لن تجد وقتا لملاحقة غيرك، يلا بالإذن ….
شهاب(باستفهام):- ماذا تقصد هذه الغبية الآن ؟
ميرا(كتفت يديها عند الدرج فقد لحقت بعض المشهد):- ….ماذا تريد من الفتاة ، ثم بأي حق تعاملها بذلك الأسلوب شهاب ؟
شهاب(حرك إصبعه ليشير لها بالتقدم):- فنانتي تقدمي تقدمي لأرى
ميرا(تقدمت نحوه):- نعم ماذا ستضيف ؟
شهاب:- تلك الفتاة تقول أن هنالك أسرار بحياتنا ، ترى ماذا تقصد ؟
ميرا(ابتلعت ريقها بثقل):- تقصد أنه عليك الاهتمام بشؤونكم العائلية ، معها حق اتضح أن لديك بنات عم جديدات هل قمت بالترحيب بهن ، غيره هل اهتممت بزوجة ابن عمك النكدية ريتال الخطيب ، ثالثا عمك المقعد هل قمت بتفقده متى كانت آخر مرة رأيته فيها ….يا أخي العالم كله محق في هذا لأنك تهمل أحبتك حتى تفقدهم وقتها تبدأ بالنعي
شهاب(رفع حاجبيه بدهشة):- لي هذا الكلام ميراااا ؟
ميرا:- لك شهاب
شهاب:- لنبدأ بالتحقيق حول عامل الحديقة الذي كان هنا صبااااحا ؟
ميرا:- كنت أعلم أنك لن تترك ياقة الموضوع ، أصلا لن تكون شهاب لو فعلت ….ثم لا تسرح بخيالك المريض كثيرا إنه مجرد عاااامل
شهاب:- مجرد عااامل سنرى ماهية الأمر ميرا سنرى ماهية الأمر
ميرا:- أتتهمني بشيء يا شهااااااب ؟
شهاب:- أيوجد شيء يجعلني أتهمكِ ميراااااا ؟
ميرا(أغمضت عينيها بغيظ):- اسمعني جيدا ، تلك التفاهات العالقة بذهنك إما أن تنسفها أو سندخل في جدار لن يسلم من ضربته أحد
شهاب:- لنرتطم به ميرا لنرى ما قد يكشفه ذلك الجداااار
ميرا:- أنت مجنووون أنت مجنوووووووون
شهاب(بعصبية):- إن تلفظتِ بهذه الكلمة مرة أخرى سأضربكِ
ميرا:- ههه تفعلها هل ذلك جديد عليك شهااااب ، كل وعودك مجرد فشل تحاول به تغطية نفسك المشوهة
شهاب:- لماذاااا …لأنني سألتكِ عن الأسرار كل هذا لأنني سألتكِ ميرا ؟
ميرا(صدحت عاليا):- أسرار أسرااار أسراااار كلنا يملك أسرارا، أنتم أيضا لديكم ماض خفي مليء بالمرض والبؤؤؤؤؤس
شهاب(مسح فمه بغضب ليسترسل بين أسنانه):- ههه المرض والبؤؤؤس يا ميرا طيب…. بمناسبة الأسرار ابنة عمكِ التي تدافعين عنها في الداخل هل أخبرتكِ عن هوية الأب ، طبعا لم تفعل ..أنا أنا من صارحكِ بحقيقة ابن حورية ، أما هي فما زاااااالت تتكتم على الأمر لأنها لم تجد فيكِ الأمااااان
ميرا:- لم تجد فيني الأمااااااااان لاااا هذه كثيررررة
شهاب:-أجل ….أنتِ لا يؤتمن لكِ لأنكِ لعووووب وستبقين كذلك حتى أكسر عنقكِ يوما ما
ميرا(بصدمة):- شهاااااااب ؟؟؟؟
شهاب(دفعها من أمامه):- بلا شهاب بلا نيزك ، أنا راااااااحل وابني سآخذه معي ، بيتكِ وتعرفينه يلا سلام
ميرا(دكت الأرض بقدميها لتلحقه وهي تصرخ):- إن قمت بأخذه سوف لن يحصل طيب ، شهااااااااب ….لن تأخذه ،…شاااااادي شااااااادي
شادي(ركض لأبيه):- باباااا نذهبببب للبيييت
شهاب(أمسكه من كفه ثم نظر إليهن):- ولا حرف …. عندما تتعلم ابنتكم تلك أسلوب التعامل واحترام زوجها سوف أصغي لكن ….بني نرحل
ميرا:- شهاااااااااااااب شهاااااااااب سحقا لك ولزواااااااجك الذي يجعلني أشعر وكأنني تزوجت من العائلة المالكة …تبااااااااا لحبك يا رجل ندمت ندم عمري لأنني ……
عواطف(رفعت حاجبها):- لأنكِ ماذا
ميرا(تتنفس بسرعة):- ل..لأأن
عواطف:- آه…تابعي لأنكِ سرقتِ خطيب أختكِ وعاشرته يومين قبل خطوبتهما بل وأنجبتِ منه ذلك الولد أيضا ؟
ميرا(مسحت على شعرها بعد رحيل شهاب):- هل ستلومينني الآن ؟
عواطف(تقدمت إليها):- ما الداعي لذلك ، إن ما حصل الآن يكفي ويزيد
ميرا(عضت شفتها لتقترب منها خطوة):- إياكِ إياكِ وأن تحسبي ما حصل نقطة ضعف لي …ما يحدث بيني وبين زوجي سيبقى بيننا ماشي ؟
عواطف(تجاوزتها ببسمة):- والله هو كفيل بجعل الندم يخرج من عينيكِ ، يعني لن أبذل جهدا حتى فالدنيا قصاص
ميرا(بجنون ثائر استدارت لتلاحقها):- الدنياااااا قصاصصصص …هل تقصدين بأنني أستحق الوجع الذي أعيشششششه بحياتي ؟؟؟؟؟؟
عواطف(توقفت مولية ظهرها):- أنتِ ابنتي ولستِ عدوتي حتى أتمنى لكِ السوء ، لكن كما تدين تدان هذا هو قانون الحياة
ميرا(تحركت بخفة لتقف قبالتها):- لأنني خنت ابنتكِ العزيزة صحيح ، أنتِ لا يهمكِ أصلا زواجي الفاشل ولا غيره …أنتِ سعيدة لأنكِ رأيتِ بنفسكِ مشاكلي معه ، عيونكِ تنطق بالسخرية وكأنكِ ممتنة لرؤية هذااااااا
مديحة(تقدمت نحوهما):- لا تجني سمر ، أمكِ هذه وليست رفيقتكِ حتى تكلميها بهذا الأسلوب ،..ثانيا أنتِ ابنتنا يا حمقاء هل سنأتي ضدكِ ونقف مع زوجكِ الرشواني ؟
ميرا(وهي تنتظر جواب أمها):- …..دعيها تجيب
عواطف(تقدمت لتقف قبالتها عن بعد خطوة واحدة):- تنتظرين جوابا يثلج صدركِ ويحقق توقعاتكِ التي تلفظتِ بها قبل قليل ، تريدين مني أن أؤكد ترهاتكِ بكوني أما منحازة لأختك بينما أستمتع بوجعكِ أنتِ ….صح ؟
ميرا(رف جفنها وهي ترفع ذقنها بإباء):- …لارد
عواطف(دكت كتف ميرا بإصبعها):- حتى لو صرتِ أما ، حتى لو بلغتِ الستين من عمركِ …ستبقين منتمية إلي وسيبقى لي حق الأمومة عليكِ ، لن أمنحكِ الجواب بل سأدعكِ تغرقين في استفساراتكِ الوهمية حتى ولو دام الأمر دهورا …، لن أحقق غايتكِ سمر
ميرا(ابتلعت ريقها لتتراجع خطوة ثم تعود لتضيف بلؤم):- … حق الأمومة علي هاااا …إذن أين كان ذلك الحق عندما كان زوجكِ يذلني ، عندما كااااااااان يرى فيني صورة المرأة التي أحبها فخاااااااانته …عندما كااااااااان يقتحم غرفتي خلسة ويحاوووووول أن ….
نبيلة(دكت الأرض بعصاها عند عتبة الباب):- سمـــر الراااااااااجي ؟!
ميرا(تيبست مفاصلها وهي تريد النطق):- ا…..أن…..
نبيلة:- حرف آخر …لأقسمن بأنكِ لن تري وجهي حتى الممات
ميرا(أغمضت عينيها لتنفض الدموع منهما وتفتحهما ببؤس ناظرت به أمها):- لن أسامحكِ ، لن نتصالح أبدااااا …لأنني ناديتكِ كثيراااا وانتظرتكِ كثيرا لتقومي بحمايتي ولكنكِ لم تفعلي …..لم تفعلييييييييييي اهئئئئئئئ….اهئئئئ
عواطف(اهتز جدعها حين سندتها مديحة):- ….مم ….مااااذااا كانت تريد أن تقوووول هااااه ….ماذاااا يا مديحة ؟؟؟
سماح:- يييه يا عمتي كنتِ دعيها تتمم جملتها لنعرف مقصدها اففف
مديحة:- يلعن خبثكِ يا سماح ، أحضري شربة ماء لعواطف …أختي اسندي علي لنجلس
عواطف(بتيه):- مديحة …سمر كانت تريد قول شيء .، مديحة ….؟؟؟
مديحة(تركتها لتتقدم نحو أمها):- خرجت البنت كالطائر الجريح للتو ، ماذا كانت تريد أن تقول يا أمي ؟
نبيلة(رفعت ذقنها بعنفوان):- كلمة أخرى أو سؤال آخر ، سأغرب من القصر وأعود للبيت
مديحة(زمت شفتها):- ابقي هكذا يا نبيلة ، ابقي هكذا بأسراركِ التي تكفي لبناء سبعة نواطح سحاب …الماء يا سماااااح
نبيلة(سحبت عكازها لتجلس على الكرسي وتزفر عن تنهيدة عميقة):- …لا يجوز فتح كل الدفاتر يا سمر ، آمل فقط ألا تتهوري فالغضب يعميكِ الآن وأنتِ لا تتصرفين بثبات عندما تكونين هكذا ….اللهم لطفك
ميرا(وهي تضرب على مقود سيارتها وتقود بتهور):- الحقيييييييرة …الحقيرررررررررة تلك الميرنا اللعنة عليها ، لينزل عليها الغضب من كل جااااااانب ، لتكن الدمووووع شريكة وجنتيها للأببببببببببد …..أتمنى لها الوجع والسوء والويل الأسووووووود تلك الحقييييييييرة …أكرهها أكرههاااااااااااااااااااا اااااااا
جلنار:- ما الذي حصل …كنا ننيم الصغيرين ولكن ما استطعنا إلا بجهد جهيد من كل ذلك الضجيج
مرام:- كانت ميرا تصرخ ماذا بها يا أمي ؟؟؟
مديحة:- اسمعا ، غادرا للبيت ولا تكثرا أسئلة ، سمر تعاركت مع زوجها هذا كل ما في الأمر …يعني عادتهما لا جديد يذكر
جلنار(رفعت حاجبها):- عندما تمسحين نظاراتكِ هكذا يا أمي أعلم علم اليقين أنكِ تكذبين ، عموما لا يسعنا قول شيء هيا لنذهب مرام
مرام:- أمي ..أنتِ بخير ؟
عواطف(هزت رأسها بثقل):- أجل …اطمئني ولا تشغلي بالهن هناك
مرام:- تمام …هيا جوجو
جلنار(نظرت لهن ثم لجدتها الجالسة في ركن قصي):- بلبلة … ألووو هل انسحبت للماضي ، تلك السيدة شكل شرودها عميق لو كسرته ستكسر ظهري بعصاها تلك
مرام:- هه إذن لنرحل آمنتين بلا كسر بلا التواء
سماح:- خذاني معكما ، يجب أن تكون هنالك واحدة منا تضبط الوضع
مديحة:- روحي وخلصينا من لسانكِ الزفت …أمي أمي أين ذهبتِ ؟
نبيلة(نهضت بثقل لتتجه للمطبخ):- بديعة ..يا بديعة نادي البنت ناريانا ودعيها تلحق بي للحديقة
بديعة:- حاضر يا ست النساء ، ناريانا ياااا بنتي ناريانا
عواطف:- أحتاج للنوم ، خذيني لغرفتي مديحة أشعر بأني لست بخير
مديحة:- هييه يا عواطف اجمدي قليلا الله الله ، تعالي أختي تعالي
ناريانا(بعد نزولها):- أجل يا جدتي ، طلبتني ؟
نبيلة:- استعدي سنرحل
ناريانا:- إلى أين ؟
نبيلة:- إلى القصر البحري ، لست مطمئنة أريد معرفة مجريات الأحداث هل ثمة جديد أم أن الأمر ما يزال كما هو عليه
ناريانا:- نتواصل عبر الهاتف معهم ما الداعي للذهاب ؟
نبيلة:- وجودكِ هناك ضروري أكثر من هنا ، استعدي قلت سنرحل يعني سنرحل هيا
ناريانا:- لأودع جوزيت وآتي جدتي ، علي أن أهيأ الأمر لها كي لا تفتعل مشكلة من بعدنا
نبيلة(نظرت إليها مليا):- أنتِ صديقة جيدة …
ناريانا:- يسلمو جدتي
نبيلة:- جيدة جدا ، وهذا أمر نادر حدوثه مما يدفعني للشك …هل آذيتِ جوزيت ؟
ناريانا(تصلبت محلها لترمق نظرات الصقر خاصة الجدة):- …آذيتها ، هه لا لا أنا لا أؤذي جوزيت أبدا ، إنها حبيبتي عائلتي
نبيلة:- لكن عيونكِ المشتتة الآن تدفعني للسؤال مجددا ، هل سبق وآذيتها أذية لا يسعها مسامحتكِ عليها ؟
ناريانا(عضت طرف شفتها):- …لم يحدث
نبيلة:- أجبتني بسرعة ، ماذا تخفين يا ابنة الشمس ؟
ناريانا(هربت منها):- الله …لا شيء جدتي إنكِ تتوهمين ، هيا سأودع جوزي وأعود حالا
نبيلة(صغرت عينيها اللتين تربصتا بها):- إن لم أكن نبيلة الراجي فإنكِ تخفين في أحشائكِ سرا سيهلك فرقد صديقتكِ ، حتى أنه قد يفقدكِ إياها
ناريانا(تمسح على بطنها):- ما بك يا ضياء ، اهدأ اهدأ حبيبي جدتك تهوى التلاعب بالحروف …يعني أحيانا تصيب وأحيانا تخيب لالا هي لم تكتشف شيئا أكيييد .

Narimano likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:39 AM   #1073

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ودعت جوزيت لترحل رفقة نبيلة التي كانت عيونها عليها طوال الطريق ، الذي تمنت أن يقصر فقط لتتخلص من نظراتها ، وكم كانت رؤية ستيلا مريحة لعينيها فمن كان يتوقع أن يحدث شيء كهذااا
ستيلا:- تكادين تعانقينني من البهجة يا ضرتي خيرا ؟
ناريانا(تمسح على رقبتها):- أعطني قنينة ماء من الثلاجة جواركِ ، ريقي نشف من مسافة الطريق
ستيلا:- ماذا حدث ، تأخرتِ في العودة
ناريانا(رفعت يديها لتدلكهما في الهواء):- هل افتقدتني ؟
ستيلا(جلست على طرف الكنبة):- لمشاكستكِ أجل
ناريانا:- كان لابد وأن أكون مع صديقتي وأطمئنها قليلا ، هااا ألم يجد جديد هنا ؟
ستيلا:- كما ترين ..سلسبيل مختفية في غرفتها ، ليندا مع اتصالاتها العملية طوال النهار ، كهرمانة مع خادمها في الحديقة وفخرية تحاول إيجاد تعويذة يعني ..لا شيء يذكر
ناريانا:- أشعر بالجوع الشديد ، هل تحضرين لأجل ابن ضرتكِ ساندويتشا بدون سم ؟
ستيلا:- هه …سأفعل لو أمنتِ لي لقاء مع أختي ناهد ، إنها قادمة للجانب البحري وأنا بحاجة لرؤيتها فجرا
ناريانا(مطت شفتيها):- ولم لا تأتي إلى هنا مباشرة يعني ، الكل يعرف بأمركما
ستيلا:- لكن ليس الكل يضمر الخير لكلينا ، لطفا بعض المساعدة
ناريانا:- أوووه ستيلا تطلب مني المساعدة ، هممم ماشي سأفعل فطالما لم يعد البارون نحن على وفاق
ستيلا:- شيء يشبه الهدنة حبيبتي
ناريانا:- الساندويتش بدون سموم مااااشي ، أحتاج لإنجاب هذا كي أفقع به عين أبييييه
ستيلا:- …آه ليت وهجي موجودة هنا أيضا لكنت ارتحت آآآىه..
هبة:- أمي … ما بكِ هل تشعرين بتوعك ؟
نبيلة:- أريد الاستلقاء فقط ، لا توقظيني إلا إذا كان هنالك خبر سعيد …
هبة:- ألن تتناولي شيئا ؟
نبيلة:- لا شهية لي
هبة:- غير ممكن ، أنتِ لديكِ أدوية إن لم تتناولي شيئا ستمرضين ..إذا مرضتِ سنفقد قوتنا يا نبيلة الراجي
نبيلة(نظرت إليها مليا):- أحضري شيئا بسيطا لكن لو تأخرتِ سأغفو
هبة:- حساء بسيط سأجلبه بسرعة
نبيلة:- أتعلمين أنكِ كنتِ بؤسا لغيركِ يا ابنتي
هبة(توقفت بجمود):- …لارد
نبيلة(أغمضت عينيها وهي تستلقي على فراشها بثقل):- سمر …عانت الكثير ، شبهها القريب منكِ كان له يد في بؤسها أيضا … البنت ما زالت تتذكر تلك الأيام كما لو أنها البارحة ، هي تحقد على أختكِ عواطف وترفض مسامحتها .. ذلك الغضب تجاهها تحول إلى عائق لا تريد تجاوزه لأنها لو فعلت ستكشف كل الخفايا الأليمة
هبة(بدموع):- ماذا يمكن أن يحدث أسوأ من …هل قام سليم بأذيتها ؟
نبيلة(شددت جفنيها المغلقين):-اذهبي ، فلن تتحملي سماع الجواب
هبة(أمسكت على فمها لتهرب قبل سماع جواب أمها):- يا إلهي ، لم تصل به لتلك الدرجة …لا لم تصل به هه لاااااا
نبيلة(أمسكت على رأسها بصداع وهي تهز رأسها):- لا …ليس ذلك الصوت ليس ذلك الصوت ….
~نبيلة تتذكر~
اهئئئئ اهئئئئ اهئئئ ….ماماااا ماماااااا أين أنتِ …اهئئئ ماماااااا
نبيلة(فتحت الباب):- …سمر …سمر أينكِ يا صغيرتي ؟؟؟؟
سمر(خرجت من تحت السرير لترتمي بحضن جدتها):- اهئئئئ جدتي …جدتييييي كان بابا كان بابا هنااااا
نبيلة(جحظت عينيها لتجلس على السرير وتسحب سمر إليها):- هل ضربكِ ؟
سمر:- لاء …لاء لم يضربني لكنه …اهئ …كاااان مخيييييفا
نبيلة:- ماذاااا فعل لكِ ؟
سمر(نظرت جانبيا):- اهئ …كشف عن ذراعي أنظري كيف مزق الفستان
نبيلة(شهقت بقوة لتسحبها لحضنها):- آآآآآه ….آآآآآه يا سليم الحيوان آآآآآآآآآه ما أنت فاعل
سمر:- كان يقول كلاما لست أفهمه جدتي …اهئئئئ قال أنه سيجلب لي مصاصة سأحبها وأنا …ههه اهئئئ لا أريدها لأنه سيضربني بسببها
نبيلة(أغمضت عينيها والدنيا تدور من حولها):- اسمعيني جيدااااا ، شتتتت لا تبكي أنا معكِ جدتكِ موجودة ، هو لن يدخل لهذه الغرفة مرة أخرى ليلا سوف أمنعه …لكن ما سأطلب منكِ القيام به سيكون سهلا جدا عليكِ إغلاق الباب وعدم فتحه مهما حصل …فور دخولكِ تغلقينه حتى الصباح هل فهمتني ؟
سمر:- وماذا لو رغبت بدخول دورة المياه ؟
نبيلة(هزت جدعها بعنف):- حتى لو اضطررتِ للبول في إناء تنظفينه صباحا ستفعلييييين ، خرووووج من الغرفة ممنوع ، إبقائها مفتوحة ممنووووع هل هذا واااااضح ؟
سمر(هزت رأسها بإيجاب):- حااااضر ،أنتِ تخفينني جدتي ، بابا كان لطيفا في البداية لكن نظراته أخافتني اهئئئئئ ناديت ماما لكنها لا تسمعني لالالالا تسمعني
نبيلة(ضمتها بقوة):- اهدئي …أنتِ ما زلتِ صغيرة، عمركِ لا يُمَكنكِ من فهم الأمور لكنني أفهمها كوني ناضجة …سوف لن تفتحي الباب مرة أخرى حتى لو طرقها أبوكِ فهمتني سمر ؟
سمر:- وماذا لو ضربني ؟
نبيلة:- ساعتها سأضربه أنا …سأقتله لو تطلب الأمر …عديني يا ابنتي عديني أنكِ لن تجلبي لنا العااااااار ؟
سمر:- أعدكِ جدتي …سأقفل الباب فور دخووولي
نبيلة:- آه يا سليم ، آه يا النتن يا الخبييييييث …حسابكِ معي عسير عسيرررر…./ سمر هذا الحديث سيبقى بيننا لن يعلم به أحد
هزت الفتاة رأسها بإيجاب فهي تصغي لكلام جدتها ، أساسا ما زالت بعمر صغير لا تدرك شيئا من مآرب أبيها الذي كان قابعا في غرفته القميئة مثل روحه العفنة …فتحت الباب بقوة لتدخل عليهما لتجده مستيقظا حين كان ينظر لعواطف النائمة والتي استيقظت بفزع
عواطف:- أمييي ماذا حصل …هل الأولاد بخير ؟
نبيلة:- اتبعني …أنتِ نامي إنه موضوع بيني وبين سليم
سليم(نهض من فرشته):- ما الذي تفعلينه يا عمتي كيف تقتحمين خلوتي مع زوجتي هكذا ….الله الله ما الذي يحدث ؟
نبيلة(انتظرت خروجه لتلتفت لابنتها):- عودي للنوم …الموضوع يخص البلدة …هيا ما زلتِ متعبة بعد إنجاب ميرنا
عواطف:- حاضر أمي …تصبحين على خير
نبيلة(أغلقت الباب بإحكام لتشير له):- اذهب لغرفة الضيوف …تحرك
سليم(ضرب كفا بآخر):- ما الذي يحدث يا عمتي ، إنكِ تتصرفين بغرابة …ماذا يعني اقتحام الخلوة ليلا ثم …
نبيلة(داهمته بصفعة على وجهه حين التفت ليتفقدها فور دخوله الغرفة):- إن حدث وسمعت بأنك ترددت على غرفة ابنتك سمر ليلا ، صدقني الصفعة التالية ستكون أمام الجميع
سليم(أمسك على وجهه):- ماذاااااا أخبرتكِ تلك الغبية اللعينة ، إنهاااا لا تنفك تهددني بقول الموجود والغير موجووود …لا تصدقيها عمتي أنا لم أفعل شيئئئئااااا
نبيلة(أمسكته من عباءته ورجته رجا):- اخرسسسسس …اخرس ولا تدع صوتي يعلو …لأقسمن لك يا سليم يا راجي بحق الشيب الذي يغزو رأسي لأقتلنك في عقر دارك أمام أولادك وأولاد أخوك …لن أفكر بأي شيء سوى معاقبتك وصدقني لن أتركها دون غسل العار بيدي هاااااتين
سليم(ارتج للخلف):- كلامكِ كبير عمتي ، ثم لا أسمح لكِ بصفعي ولا بتوجيه التهم الكاذبة لي…أنا لم أكشف عن ذراعها بل هي فعلت ذلللللك لكي تسقطني في المحظووور
نبيلة:- حتى تعرف أنك غبي لقد كشفت نفسك بنفسك ، الفتاة ما زالت لا تدرك شيئا من خبثك ….اسمعني سليم هذا أول وآخر تهديد لك .، إن حصل وقمت بأذيتها سأجعلك عبرة لمن لا يعتبر
سليم(حك أنفه):- يكفي ….سوف لن أجلب لنفسي الكلام لن أدخل غرفتها انتهى عمتي …اخلدي للنوم
نبيلة(زمت شفتيها):- أرجو ذلك ….هيا انصرف لغرفتك
سليم(خرج قبلها ليدخل لغرفته):- هممممم سأقتلع كبدكِ من أحشائكِ يا لعينة ، لتغفو عمتي فقط سأريكِ معنى الوشاااااية بي
بعد فترة قصيرة
سمر(فتحت عينيها لتصارع قبضة يده):- هممم هممم
سليم(وهو يخنقها):- وشيتِ بي لعمتي أليس كذلك ، سأخنقكِ ستموتين ولن يسمع ندااااائكِ أحد أيتها اللعينة القذرررررة ….تخبرينها أنني عريت كتفكِ وأنني تسللت خلسة لغرفتكِ …، لتصفعني بسبببببكِ هااااااا …سوف لن تموووتي بل سأعذبكِ هكذااا كل ليلة ، عندما ينتصف النوم في عينيكِ ستجدينني أخنقكِ هكذاااا حين لا تدركين شيئاااا مثلما تفعلين الآن …إن حدث وأخبرتها بأي شيء عنااااا سأفعل ذلك بكِ وسأؤلمكِ كثيرااااا
سمر(بعد أن أفلت رقبتها وفمها أخذت تسعل):- اهئئ اكحححح لن أفعل لننن
سليم:- هشششش ولا حرف ، اصمتي لن تبكي لن تبكي ابتلعي دموعكِ فورااااا ابتلعيها هكذاااا هكذااااااا
سمر(تتألم من مسح يديه على وجهها بعنف):- اهئئئ حححاضر حاضر بابا حاااضر لن أفعل
سليم(دفع رأسها لترتطم بالجدار خلفها):- طفلة غبييييية …كرري الأمر وسترين ما أنا فاعل بكِ …نااااامي يا وضيعة
سمر(وهي ترتجف برعب):- ….حاااااااضررررر
سليم(بصق على وجهها ليبتعد):- اخرسي ولا حررررف ، إن سمعت صوتكِ سأقطع لسانكِ
سمر(زمت شفتيها وهي تمسح البصاق من وجهها وتلاحقه كمن يلاحق وحشا):- ….هممم …همم
ما إن أغلق الباب حتى أفلتت عن شهقة عميقة وهي تمسك على صدرها برجفة برد سرت بكل أوصالها …أخذت تنظر للباب خشية من عودته وهي تمسح البصاق وتنظف وجهها بكم فستانها ، غطت نفسها وهي تتخذ وضعية النوم والدموع تنساب من مقلتيها الحارتين من فرط البكاء …عيناها تسمرتا في الباب كمن يرقب وحشا سيفتك به ، غفت هكذااا من فرط الخـــــوف
ميرا(وهي تشرب من كأسها بمرارة):- لدرجة أنني … أنني كنت أسمع صوت اصطكاك أسناني وأحاول إخراسها كي لا يسمعني فيعود ويضربني …حتى رجفة أنفاسي كنت أكتمها في الوسادة فأبتعد قليلا عنها لأجمع الهواء في جوفي وأعود للفظه بداخل الوسادة …حتى أنني لم أكن أتقلب على الفراش كي لا يسمع صوت السرير فيأتيني بالسوط ، كنت أغفو على جانب واحد فأستيقظ وكل أطرافي منملة لماذا …ههه حتى لا أعطيه تلك الفرصة ، برغم كل هذه المعاااااناة ، لم يرحمني ….كنت طفلة صغيرة مع ذلك لم يرحمني ، أصبحت مراهقة ومع ذلك لم يرحمني …، ما كنت أستطيع قول شيء نظراتي هي التي كانت تتحدث ، أرجو في كل نظرة من أي واحد فيهم فقط أن ينجدني من مخاااالبه لكن لا حياة لمن تنادي ، لا أم ولا أخت ولا خالة …..حتى جدتي قد تناست الأمر لأنه أقنعها بتوقفه عن إيذائي ، لقد صدقته لأنني أمنت تصديقها فكلما سألتني أجيبها بالنفي لدرجة الإقناع ، وأنا من بين حروفي أرجوها أن تنقذني ….لكن ما جعله يتوقف حقا هو أخي طارق عندما دخل عليه فجأة ليجده وهو يحاول التحرش بي ، تلك الليلة كانت نهاية معاناة وبداية معاناة أخرى ….هييييه يا رافع ماذا سأحكي لأحكي ههه صب كأسا آخر يا ولد
رافع(كفكف دموع عينه المتأثرة لينهض من الأرض):- …أعطني الكأس قليلا
ميرا:- لالا ما زلت في بداية الشرب لست ثملة
رافع:- أعطني فقط
ميرا:- هممم ..خذ ماذا ستفعل ؟
رافع(انحنى عند ركبتيها ليمسك يديها):- أتعلمين أنكِ أقوى امرأة عرفتها في حياتي البسيطة ..، سماع هذه المعاناة وصمودكِ لغاية اللحظة يجعلني متأثرا وفخورا بكِ يا سكرة ..، أنتِ جاهدتِ كثيرا وعانيتِ أكثر وما زلتِ ثابتة على قدميكِ حتى أنكِ ناجحة في عملكِ وهذا أمر لا يمكن لأي واحدة القيام به …يعني أي أخرى محلكِ كانت لتصبح مدمنة أو ساقطة في الكازينوهات الرخيصة ، لكنكِ لم تفعلي بل ثابرتِ وصنعتِ نفسكِ بنفسك …فعلا أنتِ مدهشة
ميرا(نظرت إليه من بين دموعها الجارفة):- كلامك هذا يعني لي الكثير
رافع(قبل يدها):- ….سأكون ظهركِ وسندكِ في السراء والضراء ، متى ما ضاقتِ الدنيا بوجهكِ باب مملكتي البسيطة سيكون مفتوحا أمامكِ
ميرا(حكت شعرها):- لا أدري كيف وصلت إلى هنا ، قدت سيارتي بجنون لكنني وجدتني أبحث عنك في الكراج ، حين تذكرت أنك تعيش فيه أصلا
رافع:- يعني ليس بقدر مقامكِ عندنا ولكنه آمن …آمن جدا
ميرا(ابتسمت):- …أريد النوم رافع، أحتاج لأن أغفو براحة
رافع:- تمام …سيحظى فراشي بشرف نوم فنانة عليه ، أنا سأكون على الكنبة بالكراج تصرفي على سجيتك
ميرا(رمقته وهو يجهز فراشه لأجلها):- …عذرا لأنني أربكت نومك
رافع:- يا ستي وكأن الزائرين كثر ، نامي ولا تفكري بشيء هااا ذلك الغطاء جديد إنني أبقيه نظيفا لأجل الضيوف المميزين مثلكِ
ميرا:- يسلمو…سأرتاح الآن تصبح على خير
رافع:- أي شيء نادي علي فقط سألبي ، تأكدي أنني سأسمعكِ سكرة
ميرا(دمعت عيناها):- …موقنة من ذلك
رافع(أنزل الستارة الفاصلة بين فراشه وبين الكراج):- لا تشخرين صحيح
ميرا:- تبا لمزاحك الثقيل
رافع(اضطجع على الكنبة ويديه تحت رأسه):- حتى أنا لا أشخر …
ميرا(ابتسمت لتتمطى بفراشه بأريحية):- آآآآه
رافع(نظر للستارة بطمأنينة ليمسك على قبضته ويضعها على فمه وهو يعضها بقوة والدمع ينزف من عينيه):- لم يسعني الانفجار أمامكِ كي لا تنهااااري لكن ماذاااا عشتِ يا سمر الراجي ، على يد من تربيتِ ياااا غالية ….لقد كان وحشا آدميا ، كان وحشاااااا اللعنة عليه
غلالة الحقد كانت مرتسمة على عينيه بعد سماعه لسر من أسرار سمر الدفينة جداااا ، التي لا يعلمها سواها وجدتها وأخيها طارق … أسرار لا تتمكن من لفظها مع نفسها حتى لكنها وجدت عند رافع الملاذ ، فحين كانت تقود سيارتها بتهور توقفت فجأة بالطريق لتتخذ جانب كراجه دون وعي …لم تتمكن من فهم الأمر حتى رفع الكراج ليتبين الزائر الليلي أمامه ، نظرت له بعيون مشتتة تائهة تبحث عن مستقر …فلم يكن له إلا أن جذبها من يدها ليدخلها مملكته ويمنحها الأمان الذي تبحث عنه …. وها هي ذي غافية بمكانه تحت حمايته فهو لن يسمح لأحد بأذيتها حتى ولو كان أقرب الناااااس لها ، ليس بعد أن عرف بحجم وجعها ليس بعد كل ما سمع …
أي وحش كنت يا سليم الراجي ، أي وحش كنت
ليلة مليئة بالمؤثرات الروحية التي تشمل وجع كل واحد على حدة … سواء في العالم الحقيقي أو الآخر …،
ميرا غفت على دموع ذكرياتها الأليمة مع أبيها المجرم ، جدتها نبيلة غفت على وجع روحها فهي تشعر بالذنب لأنها لم تدافع كفاية عنها ، هبة غفت على تأنيب الضمير فهي تشعر بمسئوليتها تجاه سمر ، عواطف غفت على أسئلة مرعبة وجدت أجوبتها تتقافز على ذاكرتها الواحدة تلو الأخرى ، …. سماح غفت على شكل بطن ليان الذي برز وما عاد فيهم إخفائه ، مديحة غفت على خوفها على أولادها الغائبين الذين تفرقوا كل واحد لا تعلم أرضه أين ، جوزيت غفت على ألم الخوف والفراق والوحدة وأيضا على قرارها الذي اتخذته لأجل مصلحة الجميع ، إخلاص غفت على فكرة فقدانها لابنتها ، عفاف غفت على انتظارها لطارق وأيضا على انتظار خروج ابنتها من النفسية المحنطة التي تحياها الآن ، جلنار غفت على قلقها بشأن مراد وعلاقته بلورينا وسر اختفائهما عن المحيط سوية ، مرام غفت على فكرة شفقة فريد التي زرعتها هويدة برأسها …. سلوى غفت مرتعبة من كشف حقيقة حمل ابنتها ، بينما ابنتها غفت خوفا على موت ياسين ، شيماء غفت على صورة أولئك المجرمين ، ونهال غفت على صوت الرصاصة المدوية التي فتكت بشامل وعلى ندائها المتواصل لمن ينقذها من براثن هشام ، إياد غفي على الأسرار التي خشي من كشفها فتصيبه بصدمة لا يسعه تلافيها ، كاظم غفي على فكرة فقدانه لفرصة إنقاذه لأحبته فهم يعانون بجواره الواحد تلو الآخر ، طارق غفي على صورة عفافه وابنته وأيضا على خوفه من مواجهة أبيه مرة أخرى ، ميار غفي على حنينه لجوزته الغالية وكذلك على خوفه من التعود على أمه وصعوبة فراقها وأيضا على اشمئزازه من صورة وصوت أبيه بعد المواجهة ، حكيم غفي على صوت الشبح التي كانت تدندن له أغنية غريبة جعلته يغفو باستكانة غير مدرك لشيء ، ميرنا غفت على رجفتها الباردة وهي تراقب الزوايا خوفا من ظهور المشوه الذي شوه حياتها بحضوره الطاغي من جديد ، أما عن الوحش فقد غفي مبتسما فقد ظفر بسجن وائل رشوان وغدا سيحاسبه على فعلته ، هذا الأخير الذي لم يستيقظ بعد من ضربة خوري التي جعلته صريع اللاوعي …..لورينا غفت على ملمس يد وهج فقد خشيت التعود عليها ، أما مراد فقد غفي وهو يتساءل عن نهاية علاقته بلورينا وما مستقرها ، ليندا غفت على وعيدها بالانتقام من فاروق الذي خرج من مضمار يدها ولم يعد لها عليه حاكم ، بينما فخرية غفت وهي تحاول القيام بتعويذة إنقاذ لسلسبيل التي غفت على مخاوفها من الشيخوخة ومن أسرها مرة أخرى في ذلك الجبل ، بينما كهرمانة غفت على حبات الرمل التي كانت تناظرها ببؤس وهي تستذكر علاقتها المستحيلة بابنها …. أما عن ناريانا فلم تغفو فقد كانت تراقب الأرجاء في حين أن ستيلا خرجت لكي تلتقي بأختها ناهد عند شاطئ البحر في غسق الفجر ….
ستيلا(عانقتها):- أختي …أكاد أقسم أنني اشتقت لكِ ، كيف ضربة رأسك؟
ناهد:- تتعافى لا تقلقي أخبريني عنكِ ؟
ستيلا:- بخير …بخير ، نحن هنا ننتظر الفرج
ناهد:- فهمت من كلامكِ أن هنالك سحرا أو ما شابه ، أختي هل ذلك حقيقي يعني ما ربما قام أحدهم بس
ستيلا:- …حقيقي يا ناهد ، إن لم تصدقي فذلك شأنكِ لكنني رأيت ما يكفيني لأصدق ..ثم أنا لست وحدي هنالك مفقودين آخرين
ناهد:- طيب ووحش الظلام أين هو ؟
ستيلا:- ذهب لينقذ ابنته
ناهد:- دمعت عيناي يختي ، تراني تأثرت بضميره الصحو
ستيلا:- نااااهد ..أختي ، أريد منكِ معروفا تواصلي مع أبي ولا تجعليه يفتقدنا أخبريه أننا سوية وأننا بخير
ناهد:- فعلت …لكنني مشغولة البال على بابا شكري لأنني لا أتمكن من الوصول إليه منذ عدة أيام …اقترحت على فرات الذهاب لتفقده لكنه أبى
ستيلا:- أكيد عمو شكري بصحة جيدة ، سأحاول العثور على شيء بخصوصه لا تقلقي أملك مصدرا سيوصلنا إليه
ناهد:- سأكون ممتنة لذلك
ستيلا:- كيف فرات معكِ ، هل يزعجكِ ؟؟؟
ناهد:- إطلاقا …يعني تعلمين أننا كالقط والفأر أحيانا ولكننا نتحمل بعضنا
ستيلا:- ادعي لي يا ناهد أريد عودة ابنتي وأبيها سالمين
ناهد:- خصوصا أبيها ، آآآآخ نجوتِ بأعجوبة من تأثيره لكن شكل ذلك لن يدوم طويلا ….
ستيلا:- هيا هيا انصرفي لا يسعني التأخر كثيرا ، طبعا هو بانتظارك
ناهد:- لم يتركني لأجيء بمفردي
ستيلا:- فيه الخير ، سلمي لي عليه لا يسعني رؤيته تعلمين
ناهد:- تمام غاليتي ، نتواصل بالهاتف ريثما يعود وحشكِ فيحاسبنا مرة أخرى لم أنسى كيف حشرنا في السيارة خاصته تلك الليلة البائسة
ستيلا(هزت رأسها):- لا فائدة …
ناهد(انسحبت من جوارها بعد أن عادت لتعانقها قبل رحيلها):- متى سنجتمع سوية دون معاناة …آآآآه
فرات(انتظر عودتها حين كان يراقب أمواج البحر):- انتهت وصلة النحيب الخاصة بالتوأم ؟
ناهد(وقفت جواره حيث كان يجلس على الحجر):- اشتقت لها ، رؤيتها أراحت قلبي وعيني
فرات(نظر لدموع عينيها):- لماذا البكاء ؟
ناهد:- قلقة بعض الشيء ، هذه الأوضاع توترني … ماذا لو لم تعد الصغيرة ماذا لو تأذى أحدهم …ماذا لو
فرات:- ماذا لو …إنها من فعل الشيطان فهو يصور لنا أشياء تفوق قدرتنا على الاختيار ، إنها تابعة للقدر فهو الوحيد الحاكم في هذه المسألة
ناهد:- هكذا تقول ؟
فرات(نهض ببطء ليقفز من الحجر ويمثل أمامها):- عزيزتي ، لدي عمل مهم صباح الغد لا أملك وقتا كثيرا للنوم ، لذلك هل سنغادر أم سنقوم بفك الأحجيات هنا ؟
ناهد:- منعدم الإحساس أنت
فرات(تجاوزها):- تابعي سبابكِ وأنتِ بالسيارة كي لا نضيع الوقت
ناهد(لحقته):- أصلا ما هو عملك المهم ، هل تملك عملا أساسا حتى تقول أنك مشغوووول …أنت أمامي طوال اليوم يعني متى تعمل حضرتك …ألوووو أكلمك هنااااا …هفففف
ستيلا(قبلت ناريانا من خدها):- استحققتِ ذلك لأنكِ غطيتِ غيابي
ناريانا(مسحت وجنتها):- لا داعي للتقبيل
ستيلا:- ههه …لنذهب لغرفتنا
ناريانا:- لا يا حبي لكِ غرفتكِ ولي غرفتي ، ليلة أمس تفرق
ستيلا:- ليلتان بدونهم يا ناريانا
ناريانا:- لعل الثالثة تكون آخر ليلة نقضيها بدونهم ستيلا ، ثقي بذلك
ستيلا:- أرجوووه من صميم قلبي
ناريانا(لاحقتها بعينيها):- … من ذاك الشاب الذي كان يرافق أختكِ ؟
ستيلا:- من العائلة ، شخص ساعدني كثيرا في محنتي أنا وناهد
ناريانا:- ههه لو يعلم خوري بأمره لا أدري كيف ستكون ردة فعله
ستيلا:- ولأننا لا ندري كيف ستكون ردة فعله دعينا نبقي الأمر سرا
ناريانا::- يا عيني أعطيتني للتو سببا لابتزازك
ستيلا(توقفت عند الدرج):- سأجد سببا لكِ وأسحب منكِ حق الابتزاز
ناريانا:- ههه اصعدي يا حمقاء …دعينا نأخذ قسطا من الراحة فبيت الساحرات لا يمكن توقع صباحه بالمرة ..
في صباح اليوم التالي
استيقظت وهي تصرخ عبر هاتفها مجددا لكن السبب هذه المرة كااااان يستحق بالفعل ….
ليندا(تمسح على شعرها):- كيف تقولييييييين أنه اختفى ، أين ذهب حكييييييييم الراااااااجي يا اعتمااااااد ، والله والله إن لم تنطقي بما تخفونه عني لأعدنَّكِ بعذاب شديد
اعتماد(تبكي):- صدقيني سيدتي ، لقد تركناه البارحة في غرفته …ولأنه لم يغادرها كل ذلك الوقت دخلنا لتفقده فلم نجده فيهااا
ليندا:- هرررررب …كيف هرررررب من سااااااااعده …الكاميراااااات الكاميراااااات هل فحصتموهاااا ؟
اعتماد:- سيدتي، فحصنا كل شيء لم نعثر على أي ثغرة ..الوقت هو الوقت والأمن مستتب حكيم الراجي لم يغادر القصر بل لم يغادر غرفته حتى
ليندا(صرخت بعصبية):- إذننننننن أييييييييين اختفى يااااااااا غبية ، هل تبخر في الهواااااااااااااء ؟؟؟؟
اعتماد(بنبرة خافتة):- سيدتي …أخشى أنه ….همم
ليندا(توقفت عن المسير لتنظر حولها):- …. مهلا …، افصلي سأكلم مغدوووور قلت افصلييييييييي
اعتماد(نظرت للهاتف):- يا ربي ماذا ستفعل بي إن لم يعد السيد حكيم
ليندا:- أجب أجب يا أحول …..اسمع استيقظ استيقظ من غفوتك هل بعثتك للبلدة كي تتقصى لي أمر الساحرة أم بعثتك لتأخذ قيلولة ؟؟؟؟
مغدور(يتثاءب):- ظللت الليل كله وأنا أبحث بين الجبال يا مولاتي ، خيرا من على بكرة الصباح خيراااا
ليندا:- حكيم الراجي …اختفى
مغدور:- هههه ههقجحممم ماذااااااااا تعنين بــ اختفى ؟
ليندا:- اشرح لي أنت ، كيف يختفي رجل بحجمه من غرفته دون أن يغادرهااااا يا مغدور ؟
مغدور(حول عينه المحولة ثم نظر جانبا):- إنه …..مولاتتتتي أيعقل أن يكون أيضا في الماااااضي معهم ؟؟؟
ليندا:- لا يوجد تفسير آخر يا مغدور ، لكن ما العلاقة هااااه لماذاااا أخذته أيضا ما الذي تريده منه …أصلا
مغدور:- لا تنسي يا مولاتي أنه يحمل دم الساحرات في جسمه ، أكيد لذلك علاقة
ليندا:- ابنته هناك أيضا …، لورينا ، لالا في الأمر إن ، علينا اكتشاف العلاقة يا مغدووور ..، الساحرة المجهولة لن تجازف بجلب شخص لا يفيدها بشيء ، وأنا متأكدة أن حكيم لا حيلة له أمام سحرها إذن …
مغدور:- لست أفهم يا مولاتي ، صدقا داخ رأسي
ليندا:- أظن أن المرأة التمثال لها علاقة فيما حصل ، حكيم مؤخرا كان يستفسر عنها كل الوقت ، ضبطناه مرة وهو يخاطب نفسه في الدرج … هنالك شيء يحدث
مغدور:- أبداااااا لن أقتنع أن التمثال قد استيقظ ، يستحيل وقوع ذلك إنها الموصومة بثلاث لعنات ، فكيف سيحدث ذلك
ليندا:- هذا ما سيجيبنا عنه حكيم يا مغدور ، اسمعني جيدا الآن….ستبحث هذه المرة عن الجذور أكيد سنجد شيئا لم نحسب حسابه
مغدور:- أمركِ مولاتي أمركِ ….
ليندا(فصلت الخط):- ….تت ، هئ ما الذي تفعلينه عندكِ عيب أن تتلصصي على الآخرين هكذاااااا
ناريانا(رفعت حاجبها):- حضرتكِ نظرا لصراخكِ العالي الذي كان سببا في إيقاظي ، سؤال يطرح نفسه هل صوتكِ أنثوي أم ذكوري ؟
ليندا(استشاطت غضبا):- أيتها الوقحةةةةةة ، لولا ما في أحشائكِ للعنتكِ الآن بالخرس الأبدي
ناريانا(فتحت فمها لتخرج لسانها):- حااااااولي ذلك …
ليندا(أشاحت بصرها):- ابتعدي عن طريقي …
ناريانا(تجاوزتها بحنق وهي تهمس في سرها):- حكييييم هناك أيضا ، إذن ….فإن ميرنا موجودة بالعالم الآخر ….، علي التواصل مع نزار فما سمعته عن تلك الأسطورة لا يسر
بعد لحظات
ناريانا(تنظر حولها في الحديقة حيث وقفت عند بسنت):- …أخي …أخي الحبيب
عمو نزار:- أختي الغالية، ما زلت غاضبا منكِ ولكن أشواقي تغلبني .. كيف أحوالكِ هل أموركِ بخير ؟
ناريانا:- بخير بخير ، اسمعني يا أخي لدي خبر ستستغرب عند سماعه
عمو نزار:- خيرا إن شاء الله ؟
ناريانا:- كما تعلم أن جماعتنا في الماضي حاليا ، ذهبوا لإنقاذ الصغار لكنني اكتشفت للتو أن هنالك فردا آخر لحق بهم إلى هناك …إن لم تكن الساحرة المجهولة هي التي سحبته معهم وإن لم تكن تعويذة الساحرات خاصتنا هي التي بعثته إذن هنالك قوة أخرى أرسلته
عمو نزار:- ….أعلم ذلك..، لقد حصل نفس الشيء مع ميرنا ووائل استيقظت فلم أجدهما ، تواصلت مع الكبير الذي أخبرني أن الكاهنة ساعدتها على الوصول إلى هناك
ناريانا:- هل فعلت دون أخذ الإذن منه ؟
عمو نزار:- فيما ستفرق فقد وبخها الكبير لأنها لم تستشره ، لكنه أعطاها الحق فمكان ميرنا بينهم عليها أن تجد ذاتها هناك وتفهم بعض الأمور
ناريانا:- قوية هذه الكاهنة ، متشوقة للتعرف عليها
عمو نزار:- ألستِ متشوقة للتعرف على ابن أخيكِ أيضا ؟
ناريانا(دمعت عيناها):- أماااان ….ليتني تعرفت عليه عن قرب ، تلك الليلة لم أتمكن من رؤيته فقد كانت تحجبه الساحرة المجهولة
عمو نزار:- لابأس ، كله بوقته جميل …هيا أختي يجب أن أنصرف فلدي طريق طويل حتى الوطن
ناريانا:- هل أنت عائد ، ألن تنتظر وائل وميرنا ؟
عمو نزار:- هه شكلهم سيسبقونني للوطن يا أختي العزيزة
ناريانا(فهمت مقصده):- تمام تمام …فهمتك أخي بلغ سلامي للكبير
عمو نزار:- سأتواصل معه لأخبره عن المنضم لفريق المختفين في الماضي
ناريانا:- بالسلامة
عمو نزار(فصل الخط ليطقطق رقما آخر):- …صلني بالكبير وارفع الصوت يا أحدهم
أحدهم:- كنت اتصل بوسيلتنا المعروفة يا سيدنا نزار
عمو نزار:- أحيانا بعض التيكلونوجيا مفيدة ، أعطني الكبير هيا
أحدهم:- نزار عبر الهاتف ، سأرفع الصوت
كبيرهم:- ماذا يوجد في جعبتك يا بني نزار ؟
عمو نزار:- أيها الكبير ، علمت للتو أن حكيم الراجي اختفى أيضا في ظروف غامضة … التوقيت الزمني مشابه تماما لتوقيت اختفاء وليدة الشمس وحاميها فهل هنالك تفسير ؟
كبيرهم:- وليدة الشمس وحاميها ، قد ذهبا عبر البوابة التي فتحتها الكاهنة بمساعدة ابنك أمان ….أما بالنسبة لحكيم الراجي فلا أدري سبب ذهابه ولا ما علاقته بذلك العالم ، أصلا لا يمكن أن يسحب أحدهم إلى هناك ما لم يكن في دمه أو في جيناته آثارا سحرية أو خارقة للعادة
عمو نزار:- أعارضك كبيرنا ، ميار نجيب وطارق الراجي لا علاقة لهما بمجال السحر والمورثات الخارقة بعكس الآخرين …المراهقين الذين سُحبوا معهم لا سحر في عروقهم إنهم أناس عاديون يا كبيرنا
كبيرهم:- أتفق معك في هذا الخصوص …أربعة أفراد من البالغين لا سحر لهم فقد أخذوا إلى هناك بالنيابة عن علاقتهم الموطدة مع من يملكون تلك الخوارق في جعبتهم ..لنحلل سوية
عمو نزار:- ميار نجيب لديه طفله هناك لكن علاقته وطيدة بحكيم وميرنا وحتى ميسون وهؤلاء لامسوا السحر مما مكنهم من الذهاب إلى هناك … طارق الراجي نفس الشيء ، الولدين الإيطاليين نفس الشيء قد لامسوا بدورهم شيئا سحريا مما أعطاهم القوة لتواجدهم هناك أيضا …نصل إلى لورينا إنها سليلة الxxxxب وأيضا ابنة ساحرة مثلها مثل مراد اليزيدي الذي ينتمي إلينا هو وآل بيته ، وفي آن الوقت يكون ابن عم لورينا …. هنا لم يتبقى لنا سوى ثلاثة أطفال ابن ميار وصديق ميسون والصغيرة التي ترعاها لورينا
كبيرهم:- بها سحر عميق تلك الصغيرة ، لذلك قد سحبت معهم في تلك الهالة …إنما هل هي بمفردها هناك أم أن هنالك من تربطه بها صلة قرابة دموية أصيلة ؟
عمو نزار:- ما مغزى هذا الكلام كبيرنا ؟
كبيرهم:- سنفهم كل شيء في حينه وساعته ، طالما اجتمعوا كغرباء في تلك البلدة فهذا يعني أنهم أقرباء من الدرجة الأولى …. كلهم مرتبطين ببعضهم بشكل ما باستثناء الولدين الإيطاليين هذين لا رابطة تجمعهم بخاصتنا فقط لمسهم للسحر ما جعلهم بضيافة الماضي
عمو نزار:- إن لم تكن الرابطة دموية فأكيد إنها معنوية ، سيتضح كل شيء مع الوقت كبيرنا …أي أوامر أخرى ؟
كبيرهم:- لا شيء ما عدا شد أذن ابنك حين عودتك ، لقد فاحت رائحة هوجه مؤخرا إنه إنسان مفيد ولكن الحب يفسد كل ما هو صااااالح
عمو نزار(فتح عينيه على وسعهما):- الحب …..هل قام الغبي ب …ألووو ألوو أحدهم لن أنسى فصلك الخط بوجهي ، وأنت أماااان حسابك معي سيكون عسيرااااا ، حب …أحبَّ من الغبي ابن الغبي أصلا هل يوجد في عشيرتنا نساء ؟؟؟؟
وحياتك يا عم نزار حين تعلم أنه عشق حجرة ماذا ستكون ردة فعلك هههه
أمان(ضرب الحجرة بقدمه):- سأعتبرها أنتِ وأسحقكِ هكذاااا
الكاهنة(وهي تجلس على الأرض وتنظر للسماء):- أمان أنت تزعجني
أمان:- أقول بأنني أغرمت بكِ يا حجرة يا منعدمة الإحساس ، فتقولين أنني مجرد صبي ووقتنا الذي قضيناه سوية كان عابرااااا ؟؟؟
الكاهنة:- لنسترجع الذاكرة معا يا أمان ، علاقتنا مبنية على أنها عابرة يعني علاقة فراش لا أكثر و لا أقل
أمان:- علاقة فراش لا أكثر ولا أقل ، طيب …وماذا عن مشاعري التي انجرفت تجاهكِ ، ماذا عن عشقي لكِ يا حجرة ؟
الكاهنة(ببرودة):- هل ضربتك على يدك ؟
أمان(بعصبية نافذة):- أنتِ لا تطااااااااااااقييييين
الكاهنة:- إذا كنت لا تطيقني فكيف تحبني ؟
أمان(أغمض عينيه وهو يجذب شعره للخلف):- ….اسمعيني جيدا ، ستحترمين مشاعري من اللحظة لن أسمع استهزاءكِ بي ، أنا رجل رغما عن أنفكِ يا حجرة ياااااابسة منعدمة القلب
الكاهنة:- إن فرغت من السُّباب والشتم يمكنك تركي بمفردي ، أحتاج لتصفية ذهني كي أحاول التواصل مع وليدة الشمس
أمان:- اللعنة عليكِ وعلى وليدة الشمس وعلى عشيرة الشمسسس كلهاا
كبيرهم:- أحضروه
أحدهم(أشار للرجال):- اجلبوا الولد
أمان(نظر إليهم باستغراب):- ماذااااا يحدث ، هيييه دعوني ماذااااا فعلت ، كبيرررررنا ما الذي تفعله ؟؟؟؟؟
كبيرهم(أدار كرسيه وابتعد):- ولد طائش
أحدهم:- عندما تستعيد رشدك وتتعلم حسن التصرف سنطلق سراحه ، من هنا حتى تلك الساعة سوف تسترجع رباطة جأشك وتنهض من حالة العذارى التي تعتريك
أمان(نظر إليها وهي غير آبهة بما يحصل):- ياااااحجرة ألن تقولي شيئاااااا ، كل ما يحصل بسببببببكِ أنتِ ….تبا لكِ تباااااا ، دعوووووني كيف تسجنوووون حفيد آل شمسي ، كيف تجرئووووووون ؟؟؟؟؟
أحدهم(أومأ لهم بالابتعاد به ليسجنوه بينما تقدم نحوها):- أيتها الكاهنة
الكاهنة(فتحت عينيها فقد كانت في جلسة تأمل ولم يهمها شيء):- أسمعك يا أحدهم
أحدهم:- جيد أنكِ قطعتِ علاقتكِ به ، لو تمادى لسقط في هاوية اللاعودة ..حاليا سنؤهله من جديد ونضغط عليه كي ينسى مشاعره الصبيانية ..نحن في مشاكل عظمى ولا وقت لتلك الأحاسيس
الكاهنة:- كيف تخاطب كاهنة ملعونة بالتحجر القلبي ، أصلا أين هو قلبي ؟
أحدهم(انحنى على ركبته ليطالعها في جلستها تلك):- سنستعيد قلبكِ ، روحكِ ، وهويتكِ … لكنكِ لن تخرجي بدون خسائر
الكاهنة(ابتسمت بغبن):- ألا تكفي خسارة حياتي التي أعيشها منقسمة لثلاثة أقسام …قسم معكم ، قسم في زمان آخر ، وقسم لا نعلم عنه شيئا
أحدهم:- عندما يحين الوقت ، ستستردين كل ما خسرته ،..ستعودين لهيأتكِ الطبيعية دون خدوش أو مواجع ، حتى عذريتكِ ، ستعودين كما ولدتكِ أمكِ ..
الكاهنة:- هه … كأنني متلهفة لذلك اليوم ، أحدهم أنا راضية بقدري فلا تخفف عني حمل أمر لا نعلم نهايته
أحدهم(استقام بترتيب):- …عندما يحين الوقت ، ستعود المياه لمجاريها
الكاهنة:- سنرى
تركها على سجيتها لتعود لجلسة التأمل بينما شرودها جعلها تفكر في أمان الذي كان يصرخ في تلك الحفرة التي حبسوه فيها عقابا له على ما آلت إليه الأمور بينه وبين الكاهنة …. الأمر جاء من كبيرهم عندما أخبرته هذه الأخيرة عن انجراف مشاعره وبأنه لا يؤدي مهامه بذهن صاف ، هذا كان سببا رئيسيا دفع الكبير لاتخاذ قرار حبسه ….أما عنها فقد كان عقابها مختلفا قد جعلها تستذكر عارها وآلامها الواحدة تلو الأخرى وذكرها بأنها مجرد قطعة من ثلاثة قطع متفرقة لا يسعها استعادتها في الوقت الراهن ..، هذا لوحده يؤلمها في الصميم
الكاهنة(همست بعد أن خططت دائرة على الرمل):- ….وليدة الشمس ، أنتِ تحركينني ويمكنني مساعدتكِ إذا ما احتجتِ لي ، الكرة في ملعبكِ الآن استدعيني وستعلمين مدى قربي لكِ …
ميرنا(سمعت شيئا لتفتح عينيها):- هل أنتِ قريبة حتى ونحن بعيدين عن الوطن ؟
حكيم(فتح الباب):- ميرنا ..استيقظتِ ؟
ميرنا(تمطت لتعدل جلستها):- أجل …
حكيم:- البارحة لم تكلمينا نهائيا ، لم تبرحي حتى غرفتكِ بعد أزمتكِ تلك الليلة …يا ترى هل أنتِ بخير هذا الصباح ؟
ميرنا:- بخير …بخير
حكيم:- سمعتكِ تتحدثين قبل دخولي ، هل هنالك شيء ؟
ميرنا:- لو أخبرتك هل ستظنني مجنونة ؟
حكيم:- بعد كل ما نعيشه لا أظن أن كلمة الجنون صائبة
ميرنا:- أعتقد بأن هنالك امرأة تخاطبني في أوقاتي العصيبة ، تبحث عني وتسأل عن حالتي العاطفية …كلما حزنت أو غضبت تهمس لي وأنا أجيبها فتجيبني بشكل عميق …مثل الصدى
حكيم(زفر نفسا عميقاااا جدا ليجلس عند طرف سريرها):- فهمت ..
ميرنا(أطلت عليه):- أنت لا تصدقني لكنك تجاريني فحسب
حكيم(نظر جانبيا):- ..همم ؟؟
ميرنا(نظرت خلفه):- ما بك ؟
حكيم(وهو يلعن في سره):- …ابتعدي إنني أخاطبها ولن أخبرها بسرنا ، اففف لا تزعجيني وإلا أزعجتكِ
الشبح:- أقرأ أفكارك يا حبي لا تنس ذلك
حكيم:- حبي ….ارحلي الآن ارحلي ودعي لي مجالا معها
الشبح(نظرت لميرنا):- هممم … لا تتأخر علي
حكيم(نظر لميرنا):- لا شيء لا تأخذي ببالكِ شردت في شيء …ميرنا لماذا تعاملينني ببرود منذ لقائنا ؟
ميرنا(رف جفنها لتشيح بصرها):- هكذا
حكيم:- لأجل تلك الليلة التعيسة ، تمام ألا ترين أنه حان وقت الحديث عنها كي نتجاوزها ونفكر في الوبال الذي نعيش فيه ؟
ميرنا:- لا يوجد شيء نتحدث عنه حكيم ، قد تم اختتامها بأروع المشاهد عندما كنت أزحف مترجية إياك وأنت قمت بالتخلي عني ببساطة
حكيم(صفق بيده بغبن):- التخلي عنكِ …أبعد كل ما فعلته ليلتها وما تحملته بعدها تقولين تخليت عنكِ ، ألم تفكري للحظة أن هذا الكيان الغبي كان يحميكِ ؟؟؟؟
ميرنا:- تحميني … يا أخي لو تركتها تقتلني كنت افعل ولا تقم بتحطيم صورتك بذاااااكرتي المريضة
حكيم(رفع حاجبيه بصدمة):- ….ماذااا ماذاااا ؟
ميرنا:- أجل …ماذا تتوقع مني ، رجل يعاشر ثلاثة بجواري …هل فكرت فيني في نفسيتي وفي مشاعري ساعتها ؟؟؟؟
حكيم(نهض بعصبية):- لالالالا لا أعطيكِ حق اللوم أبداااااا ، لقد فعلت لأجلكِ أنتِ أنتِ التي أجبرتني على القيام بذلك ، لقد قمت بالارتجال لأجل حياتكِ التي كانت ستتوقف لو فهمت ليندا أنكِ موجودة بقربي
ميرنا(سحبت الغطاء لتنهض):- …لا تتحجج بليندا ، أنت رغبت بذلك ، رغبت بإيلامي وكأنك تخبرني أنه مهما رفضتك ستجد نساء كثيرات تلبي رغباتك على طبق من ذهب
حكيم(مسح على فمه):- ههه…بعد كل هذا الجحيم أحصل على مثل هذا الكلام ، هل أستحقه منكِ أم أنكِ تستقصدينه ؟
ميرنا:- أريدك أن تفهم شيئا واحدا ، احتمال العلاقة بيننا بات صفرا تحت سلم طويل من الأصفار المتكررة ..لذلك حبذا لو نتعايش كأبناء عمومة ، إخوة ، رفاق …هكذا أحسن لي ولك ولميسون
حكيم:- عقلكِ غير مستوعب للحديث الذي تتفوهين به ، عندما نعود للوطن ستتغير الكثير من الأمور ….وأولها أفكاركِ المشوشة ، ألا ترين معي أنني لا أسعى لاستمالتكِ بدوري ؟
ميرنا(رفعت حاجبيها لتستدير نحوه):- ههه حقا ؟
حكيم(تقدم إليها بثقة):- حقا … هنالك برود من ناحيتي يوازي نفوركِ مني ، أظن بأن مشاعرنا متبادلة
ميرنا(هزت كتفها):- أعتقد أنها كذلك ، الآن أشعر بالارتياح
حكيم(أخفى حركة حنجرته الصدئة ليجلس مجددا):- هاااا …أخذنا الحوار الذي أتمنى أن يكون الأخير ، ماذا كنتِ ستخبرينني عن الصدى الذي يلازمكِ منذ فترة
ميرنا(جلست بدورها وهي تعدل شعرها):- اسمع ….مؤخرا وتقريبا منذ أن وقع حادث الكهف والنوم الجماعي في المستشفى ………..
حكيم(ابتلع ريقه المرير وهو يتابع معها بغبن):- أهااااه ….أسمعكِ …
الشبح(همست بأذنه):- لقد نبذتك للتو يا أستاذ حكيم ، ههه أتمنى ألا تبكي في الزوايا الكئيبة ،..إنني لا أطيق ذلك ، ههه ،،، حين تفرغ من حصة الاستماع ابحث عن القبو ستجدني بانتظارك لأواسيك
حكيم(التفت خلفه بغضب ليعيد نظره لميرنا):- …..أجل …تابعي …..
ميرنا(بعد مدة):- هذا كل ما في الأمر ، ما هو تعليلك ؟
حكيم:- أيمكن أن نرجعه للعنة الشمس المتداولة ؟
ميرنا:- حتى أنت يا حكيم ، تمام …الموضوع جدي جدي جدا ، عمو نزار قال الكثير عن تلك اللعنة وأنا عايشت الأكثر بحيث بات تصديقها أمرا حتميا علي وعلى من هم حولي
حكيم:- … مضطرون على التصديق ، أترين أيننا في عالم آخر في زمن مختلف …لا ندري أين موقعنا ولا كيفية عيش هؤلاء الأموات لكن هذا ما يحصل لذلك لعنتكِ صارت واجبة وعلينا البحث فيها جديا
ميرنا:- أخبرني عمو نزار أن صحوة العمق التي مررت بها أنا ووائل ما هي إلا بداية ، ستليها العديد من التحديات التي سيتوجب علينا معايشتها ومواجهتها بما يلزم
حكيم:- … فهمت أنها خطيرة عليكِ … كأنكِ ستحاربين الشر بنفسكِ
ميرنا:- لابد وأن أفعل ، قد يصاب العالم بأوبئة أكثر مما يحصل الآن إذا ما وقعت تلك القلادة في أيدي الأشرار …سيسخرون قواها للتحطيم والتدمير والخراااااب .، دوري هو الحؤول دون ذلك طالما تم اختياري إذن سأكون
حكيم:- آآآآآه … ووائل ، معكِ ؟
ميرنا:- هو من سيحميني أثناء مهمتي ، لن يكون هنالك غيرنا فهذا ما جاء بالنبوءة
حكيم:- لماذا هو …ما المميز فيه وما الذي جعله مختارا مثلكِ ؟
ميرنا:- سألت عمو نزار عن ذلك لكنه لم يفصح عن الكثير …قال أنها مشيئة القدر وتلك أمور لا يسعنا الخوض فيها ، ربما المواصفات الخاصة بحامي وليدة الشمس تنطبق تماما على وائل …أقصد وائل السابق الذي كنا نعرفه
حكيم(رمق حزنها):- نبرتكِ خفتت ، هل أزعجكِ أثناء سفركم ، ..ما وضع علاقتكما يعني ….تعلمين أنه متزوج الآن
ميرنا(مطت شفتها بهدوء):- أعلم …أعلم لكن ،
حكيم(اقترب قليلا منها ليمد يده):- ضعي يدكِ هنا
ميرنا(بتردد جمعت قبضتها في حضنها):- أرجوك
حكيم(جمع قبضته ليزفر بحرقة ثم يردف بثبات):- …أفهمكِ ، لن أضغط عليكِ سأعطيكِ مساحتكِ الخاصة ، لكن …لا يمكنني أن أكون صديقكِ همم
ميرنا:- … لا يوجد صداقة بعد حب يا حكيم
حكيم:- معكِ حق ….تقنيا أنتِ على صواب لكننا سنحاول ..، أنا جاد في سماعكِ فأخبريني إن أردتِ
ميرنا(فركت يديها):- طوال أسري…كنت أنتظر اللحظة التي سيتم إنقاذي فيها ، لحظة خروجي من ذلك السجن الجحيمي ..، لكي أرى أحدا من محيطي أيا كان حتى لو التقيت بالخالة نجية كنت سأعانقها بحرارة لأنني نجوت … لكنني لم أجد تلك الحرارة مع وائل قد كان جليديا في كل تصرفاته حتى نظراته ، بغض النظر عن تعامله فجفائه وعجرفته كانت صادمة ..، لقد تحول كلياااا يعني ضللت فترة وأنا أبحث عن ذرة شبه لهذا الكيان مع وائل لكنني ما وجدت فاستسلمت ..، لأنني وصلت لمرحلة التخلي والزهد في الحياة ، ما عدت قادرة على التمسك بأحد ولا البحث عن أحد ولا حتى انتظار أي أحد …كل حر في حياته يكفيني أن أكون بخير وأعود لبيتي وعائلتي
حكيم(دمعت عيناه من سماعه لحديثها):- كنت لأعانقكِ بحرارة … لو أن الأدوار تبادلت
ميرنا:- كن واثقا أنني كنت سأبادلك ببرود لأنك خسرت حرارتي ، لست أعاتبك لكن القدر شاء أن نتوقف عند هذه النقطة كي لا نتمادى أكثر …مصير علاقتنا ليس له طريق محدد بل هو باب مغلق لا يمكننا فتحه حتى ولو كان من أجل ميسون …لذلك ستساعدني بالبحث عن علاقة جدية ونقية بعيدة عن تلك المشاعر ، أطالبك بهذا كحقي عليك وآسفة آسفة لأنني أكلمك بهذه النبرة ..، لكنني كرهت استضعاف الغير لي ولن أسمح بذلك من أي أحد حتى ولو كان أقرب الأقربين لي
حكيم:- حتى لو كنت أنا …….فهمت …أستأذن ، شكل ميار يناديني
ميرنا(فهمت أنه يهرب):- …حقيقتي ستؤلمك لكنها ستريحك فيما بعد ، كان لابد وأن نضع حدا …
حكيم(فتح باب الغرفة ليغلقه مجددا ويعود إليها):- ….عندما تفكرين بوضع حد لأي علاقة تذكري أن هنالك طرفا آخر فيها ، إياكِ وأن تتصرفي وكأنني غير موجووووود …لذلك لن أدقق في أي شيء حاليا لأنه لا المكان ولا الزمان مناسب للخوض في الأحاسيس …، لننجُ ، لننجو وبعدها لكل حادث حديث
رمقته وهو يغادر الغرفة غاضبا لكن ما كان في يدها أن تفعل شيئا غير الصواب الذي قامت به ، كان عليها مواجهته وكان عليه الإصغاء ….صفق الباب من خلفه ليضع رأسه على بابها وينظر بحرقة للفراغ
حكيم(همس بخفوت):- هل هذا جزاااائي ؟
سمع صوت ضحكات خافتة عندما استدار للدرج ، انسحب تلقائيا خلف تلك القهقهات التي بدأ صوتها يتباعد بينما يلاحقها فهي تجذبه كالمغناطيس ..دون وعي منه يجد نفسه وراءها …، ها هو ذا ينزل من الدرج ليبحث عن القبو الذي استطاع العثور عليه بعد عناء ، قد كان مخفيا خلف المستودع حيث جذب مصباحا يدويا لينفتح باب الدرج ….وهو ينزل منه مستعينا بإضاءة الهاتف استشعر ألفة المكان ، قد بدا مألوفا بحيث استطاع أن ينير الإضاءة هناك بواسطة المصباح الجانبي ، لم يفهم كيف يعرف مكان المصباح لم يفهم كيف يحفظ زوايا القبو الذي كان يتفحصه بنظرة غريبة …ملؤها الحنين الذي كاااان أغرب …
حكيم:- مهلا …هل سبق وكنت هنا ؟
الشبح(همست خلفه):- كنا هنا
حكيم(استدار ليجد العدم):- توقفي عما تفعلينه يكفي استنزافا لأعصابي ، أجيبينييييي كيف أحفظ زوايا هذا القبو …ماذا حصل ؟
الشبح(اقتربت أمامه لتصدمه بطيفها):- … ألا تذكر ؟
حكيم(ناظرها بتيه):- لا أذكر …
الشبح(فرقعت إصبعها عند جبينه وهي تغمز له):- والآآآآآن ؟؟؟؟
غاب في ومضة ضوئية سحبته لذكرى سابقة جعلته يناظر المشهد من الزاوية ، حيث كان هنالك طفلة تجمع أوراق ممزقة تحاول إعادتها لحالتها السابقة … بجانبها كان هنالك طفلة تصغرها عمرا تحمل مقصا وتقف عند الجدار بنظرة انتصار .، الفتاة خاصتنا لم تحزن بل ظلت تلملم الورق وتحاول إعادته ..فجأة يركض صبي من الدرج ليحضر لصاق يعطيه للفتاة ، ترفض فيلقيه أرضا بغضب عندما تحمله أختها الصغيرة وتهرب به …هنا تجلس خاصتنا لتلقي الأوراق جانبا وتضم ركبتيها لوجهها بصمت ، ينحني الولد ليجلس بجوارها فيمسك بالقصاصات ليفتح انكماشها مبتسما …
حكيم(وهو صغير):- إنها مجرد ورقة
ميسم:- ليست ورقة ، إنها رسالة كنت سأكشف بها مخابرات أبي مع الساحرة أم لقمان
حكيم:- ماذا نفعل ، عثرت عليها سمر فقامت بتمزيقها
ميسم:- لقد رأيتها وهي تمزقها ولكنك لم تحرك ساكنا
حكيم:- لم أكن أعرف أنها مهمة
ميسم(نهضت بغضب):- …وبعد أن عرفت هل ستحرك ساكنا ؟؟
حكيم(طأطأ رأسه):- أنتِ واهمة ، عمي يستحيل أن يفكر ببيعكِ للساحرات
ميسم(ضحكت بغبن):- ولماذا أتكبد عناء التلصص عليه إذن ؟
حكيم:- اففف لست أدري
ميسم:- أنت لا تحبني …لالالا تحبني
حكيم(رمقها وهي تركض لأجل الصعود):- ميسم …ميسسسسم هئئئئئ …ميسسسسسسم ؟؟؟؟؟
الشبح(ابتسمت بمرارة):- هل تتذكر شيئا الآن ؟؟؟؟
حكيم(بعيون دامعة ناظر عيونها):- ميسم …..ميسم أنتِ …، أنتِ
الشبح:- ههه لا يسرح بالك بعيدا ، أنا أذكرك بذكرياتك القديمة فحسب …لست تلك الفتاة فلا تخطئ
حكيم(حك شعره بعدم فهم):- ….إن..إن قام عمي ببيع ابنته للساحرات ، فذلك لأننا لم نحمها وندافع عنها …، ألهذا ترينني ما حصل بالماضي لأنه يلاحقنا ويحاسبنا ؟
الشبح:- لا تكن بخيلا في التفسير يا حكيم ، اسرح بمخيلتك وذكرياتك سترى كل شيء بنفسك ….لقد فتح لك الطريق فأرني ما أنت فاعل
حكيم(جلس على الدرج بعدم فهم):- ….لماذا نسينا أمرهااا …، صحيح كنا صغارا ولكن كان على أحدنا تذكر ابنة عمنا التي ….اختفت في ظروف غامضة يعني كأن ذاكرتنا مُحيت
الشبح:- هاه بدأت تسير في الطريق الصحيح …..اصعد ابنتك قريبة من هنا ولا يجب أن تجدك بائسا مشتتا هكذاااااا ….اعتبره معروفا مني
حكيم:- لماذا تفعلين هذاااا ، يعني لماذا تجعلينني أرى الماضي ؟
الشبح:- ربما لو عثرتم على خطاياكم وقمتم بتصحيحها ستعرفون … أنسحب الآن
حكيم(مسح على وجهه ليصعد السلم بسرعة ويغلق باب القبو بإحكام):- همممم
ميسون:- قلت بأنني سمعت صوتا غريبا هنا ، أنا متأكدة
رامي:- أجل أجل …أنتِ تهوين خلق الأفلام الخيالية لذلك لا عجب أن تسمعي صوت أنفاسكِ فتقولين أنها هبة ريح
ميسون:- انتبه لما تقوله ياااا هذااا ، ثم من أجبرك على اللحاق بي ؟؟
رامي:- لكي أسخر منكِ عندما تجدين أن الصوت تابع لفأر
ميسون:- وإن لم يكن ؟
رامي:- سنكتشف ذلك ميسون ، هيا من أين كان ؟
ميسون:- في هذا الجانب …غالباااا
رامي:- آآآآه يا ربي
حكيم:- ماذا تفعلان هنا ؟
ميسون:- هئ بابا حبيبي …أفزعتنا
حكيم:- سألت
ميسون:- كنا كنا …لقد سمعت صوتا غريبا فجئنا للاطمئنان
حكيم:- للاطمئنان ، أنتِ وذلك الولد … آه يا الله ماذا تظنان أنكما فاعلين
كيف ستقومان بتفقد هذه الزوايا المظلمة بدون حماية ؟
رامي:- هاه نظرا لأنك لم تورث بقية الذكاء لابنتك فنجد أنها تعاني من نقص في التفكير …الموضوع بسيط
حكيم(رفع حاجبه لينظر لميسون بعتب):- هل هذا شخص يتم الاستعانة به يا ابنتي ؟
ميسون(شتمت رامي تحت أنفها):- …كنت مضطرة فوجدته أمامي
حكيم:- اخرجا من هذا الجانب ومحظور عليكما الاقتراب منه …بتاتاااااا
ميسون(سارت بجوار رامي):- سوف لن أنسى كلامك الساخر
رامي:- أساسا ذكرته حتى لا يتم نسيانه في المرة المقبلة
ميسون(دكت الأرض بقدمها):- همممم
رامي(تركها تتقدمه ليثقل مسيره منتظرا حكيم):- …سيد حكيم ، لنقل أن ميسون تكذب حدسها حين تقوم بتصديقكم لكن ..، أنا لا يجمعني بكم لا إحساس ولا شيء وعليه ، أظن بأنها محقة
حكيم(اقترب منه وهو يفرقع رقبته):- لن أطالب بإعادتك للجملة فقد سمعتها جيدا ، سأطالبك بالرد على سؤالي التالي …أنت لماذا تحشر أنفك في شؤون ابنتي وحدسها وأحاسيسها ؟؟؟؟
رامي(عدل نظاراته ليتقدمه بثبات):- … اهدأ يا رجل ، ميسون مجرد زميلة صف ، حتى أننا لسنا أصدقاء ولن نكون
حكيم(لحقه بعدم فهم):- ما هذه الثقة الزائدة التي تخاطبني بها ، إي ؟
رامي:- أطالبك بالهدوء ، مجيئي إلى هنا مبهم لي ولكم ، …ما زلت غير مدرك لعلاقتي بهذا العالم ولكن أثناء ذلك أرجو بعض الشفافية في التعامل
حكيم:- شفافية ؟؟؟؟… انتظر لماذا تتقدمني بينما أخاطبك
رامي(خرج للرواق ليصل للبهو الكبير):- …حضرتك تتبعني بينما أنهيت كلامي وجوابي
حكيم:- انتظرررر عندك
رامي(توقف عن المسير ليستدير بثقة):- سيد حكيم
حكيم(وقفت مقابله على بعد خطوة مطلا عليه):- اسمعني يا هذا ، أنا على أعصابي فلا تختبر صبري …. ابنتي ابنتي تلك ستبتعد عنها ولن تخاطبها إلا ونحن موجودين معها مفهوم ؟
رامي:- أرجو أن تطلب منها ذلك فحضرتها من يلتصق بياقتي ، يعني لست متلهفا للتحاور البليد معها
حكيم(عض شفته حين جمع قبضته):- لا أعرف ما الذي يمسكني عليك
طارق:- ههه …حكيم أخي خيرا ؟
رامي(انسحب وهو يرفع حاجبيه فيهما بإباء):- ..سألتحق بالمطبخ لأساعدهم في تجهيز الفطور
طارق:- ما بك مع الولد يا رجل ؟
حكيم:- مستفز ، متعجرف ما هذااا ياااا إنه عجوز عجوز وليس ولد ،…استفز أعصابي والله
طارق:- لا تهتم …ماذا بك ؟
حكيم:- مشتت …أرغب بالاختلاء بنفسي قليلا
طارق:- والفطور ؟
حكيم:- أختك أفقدتني شهيتي للحياة فعن أي فطور تتحدث ؟
طارق(حول عينيه):- لن أتدخل …
ميار(خرج من الرواق ممسكا بكف غامي):- تتدخل في ماذا ؟
طارق:- حكيم يعارك الولد نابل ، لو جئت قبل لحظات لرأيته وهو يهدده كي يبتعد عن ابنته
ميار:- متشوق لمعرفة جواب الولد
طارق:- كخممم كأن قلبك دليلك
حكيم:- هيا لن تجعلانها قصة ، إنه مجرد طفل طفل طفللللل
غامي:- وأنا طفل جميل ، هل تحبني عمو حكيم ؟
حكيم(ابتسم رغما عنه):- أحبك يا غامي …
غامي:- وغامي يحب كل أعمامه ، حتى ولو كانوا كثيغين لكنه يحبهم بالواحد
طارق:- يسلم لنا الولد المحب لأعمامه
غامي:- أين ميسان ، غامي يغيد أن تفسغ له حلمه..؟
حكيم(تقدم ليجلس على الكرسي):- آآآآه
طارق(راقبه لينحني عند غامي):- وماذا حلمت يا غامي ؟
ميار(تبع حكيم):- لا تتعب نفسك معه هو يرفض إخباري به ، يقول أنه سر
طارق:- ياااااخوفي ؟؟؟
ميار:- هههه لا لا يزال صغيرا على فترة البلوغ يا رجل
طارق :- آآآآه حسبت فقط
ميار(جلس جوار حكيم):- هيييه …ما بنا يا بعد قلبي ؟
حكيم:- لست في مزاج جيد للمزاح ميار
ميار:- طااااايب ، لكن تناول معنا الفطور يقومون بتحضيره
حكيم:- لا أدري …
غامي:- ميساااان يا ميساااان تعالي أحكي لكِ أحلامي
طارق:- ما رأيك لو نبحث عنها سوية
غامي:- يسعدني ذلك
طارق(غمز لميار كي يتصرف مع حكيم):- هيا بنا إذن … من ذلك الجانب
ميار(ضرب على قدم حكيم):- هاه يلا اسرد لي ما حكاية أميرتنا ؟
حكيم:- نبذتني … قالت أن علاقتنا انتهت منذ رحيلي ، قالت أنها فتحت عينيها وفهمت أن مشاعرها كانت جارفة وعابرة فحسب ، قالت أنها لم تبادلني أية إحساس ما عدا مراهقتها التي فنتها وهي تنتظرني …قالت أنها تريدنا أن نصبح أصدقاء لأجل ميسون ، و
ميار(أمسك على كتفه):- إنها محقة … مع كل أسفي ..، ميرنا فعلت الصواب هذه المرة ، قد وضعت النقاط على الحروف حتى لا تبقيك معلقا في حبال كاذبة ، قد واجهتك بالحقيقة وعليك تقبلها والتعايش معها بل والتخلص من فضلات ذلك العشق المستحيل حتى يتسنى لك رؤية حياتك
حكيم:- ههه …أنت أيضا تتحدث مثلها ، يخي غبت عنكم قليلا ما لي رأيتكم جميعا اتحدتم ضدي …، حقيقة عشقي لها لن تتغير تلك عصفورتي وأنا حارسها
ميار:- هه ..لا توهم نفسك يا بني ، ميرنا اختارت قبل عودتك من سيملك عشقها نحن فقط من لم يرضخ لخيارها ، عارضناه وحاربناه وبالأخير هذه هي النتيجة
حكيم:- بدوره لم يحظى بها ولن يفعل ، سأمنعه
ميار:- بأي حق …حسنا لنقل أنك غير متقبل لما اشترطته عليك ، لكن هذا لا يعطيك أي مبرر لرفض قراراتها أو خياراتها
حكيم:- لست أدري لست أدري فلا تضغط علي أنت الآخر ، أريد فقط أن أفهم كيف نضجت هكذا لقد عادت شخصية أخرى ، شخصية غير قابلة للخضوع ولا للكسر رغم أنها في قمة بؤسها وهوانها ..
ميار:- إنها ميرنا الراجي
حكيم:- ميرنا الراجي نبذتني ميار …نبذت حكيما من قلبها
ميار(دفعه لحضنه):- وحكيما سيبحث عن قروية ليقوم بتزوجها ويفقع مرارة ميرنا بها وش رأيك ؟
حكيم:- لماذا أشعر وكأن ذيلك مشتاق للرعونة السافلة ؟
ميار:- آآآآآح لا يوجد بيوت دعارة هنا ماذا أفعل ، علي أن أتصرف
حكيم(حرك رأسه بلا فائدة):- متى ستنضج أنت ؟
ميار(حك جبينه على كتف حكيم):- وحين أنضج ، هل ستجد من يتسفل على أمك بمثل جملي السفيهة ؟
حكيم:- ولا في قاموس العجائب
ميار:- هههه … لكنني مشتاق لجوزتي الغالية،، أتساءل كيف تكون مع الصغيرين كيف تكون يا رب ؟
حكيم:- بخير …الكل بجوارها فلا تقلق
ميار(يلحن اسمه):- كيمو …كيموووو
حكيم(هدر فيه ليدفعه من قربه):- حكييييم ماذااا ماذااااا ، يصبح لديك ميولات غريبة حين تشتاق لجوزتك تلك ، ابتعد عني معنا ناشئة صغيرة
ميار:- هههه بالنهاية استطعت إضحاكك
حورية:- الله يديم الضحكة ، ولدي
ميار(نهض باسطا يديه):- حورية قلبي الأولى ، ما أسعدني بهذا الصبااااااح
حورية(عانقته):- بني …
ميار(التفت لحكيم):- هل رأيت سعادتي حكيم …هذه من يقال عنها بهجة الروح …أمااااه كيف حالكِ ؟
حورية(مطت شفتيها):- بخير …لكن عامر جاء مساء و
ميار:- ما لكِ ترتجفين هكذاااا ، تحدثي ؟
حورية(ابتلعت ريقها لتستنجد بحكيم):- لم يفعل شيئا
ميار(أغمض عينيه ليتمالك أعصابه):- اسمعيني جيدا ، إن لم أدافع عنكِ في صغري بالقدر اللازم ، حاااااليا لست أحمل تجاهه سوى الغضب الذي سيجعلني أدافع فيها عن جور تلك السنين كلهااااا ….فيا إما أن تتحدثي أو أنسى أنكِ أمي وأبدأ بالشتم
حكيم(تدخل):- إلا شتمك ، ثم مهلك أنت تفزعها عمتي حورية أخبرينا بهدوء ماذا حصل
حورية(جلست على الكنبة وهي تبكي):- أفزعني ، قال أنني أنجبت علة وطاغية ومجرما سفاحا يشبهه …قال كلاما مؤلما جرحني به حتى لم يعرف جفني أنة النوم ..، انتظرت الصباح لآتي إليكم و
ميار:- ….لارد
حكيم:- هيييه أين تذهب أنت …مياااااااااار
ميار(التقط سترته):- لأحاسب ذلك الحيواااااااااان المدعو بأبي
حكيم:- عمتي حورية ثاني مرة عندما تحبذين رفع شكاية ، توجهي إلى مكتبي أولا
حورية:- أين …أين تذهبااااان ، حكييييم ، مياااااار
حكيم(خرج يركض خلفه):- ميااااار
طارق(عقد حاجبيه):- إلى أين حكيم ، ماذاااا يحدث ؟
حكيم(يخبره بصوت مرتفع):- نزعة نجيبية … اهتم بالأمور هنااااا
غامي(رفع شفته):- ماذا تعني نزعة نجيبية ؟
طارق(انحنى لمستواه):- يعني لحظة جنون أبيك ..، هاه جاءت ميسان أين اختفيتِ يا صغيرتي ؟
ميسون:- كنت أتفحص الجوار فحسب ..، لم أكن وحدي هانا وبوب أيضا
طارق(رمقهما خلفها):- تمام … أخوكِ غامي لديه ما يقوله
غامي(نظر لطارق):-- عمو طاغق ، أحتاج للتحدث وحيدا مع ميسان
طارق:- تصريف مورث يا سبحان الله ، طيب يخويا ها هي ذي ميسان
ميسون:- بالإذن عمو طارق ، تعال غامي أخبرني ماذا يحدث ؟
غامي(جلس معها على درج المنزل):- …غامي شاهد حلما غغيبا
ميسون:- أخبرني
غامي:- حلمت أن بابا مياغ محتجز في قفص بينما كل الناس يشاهدونه من الخاغج .. هو كان ينادي ويصغخ مطالبا إياهم بالإفغاج عنه .. لا أحد يسمع ، الكل يشاهد وهو ينادي ينادي ..فجأة جاءت جوزة بابا الغالية مع صبا وتيم تمسكهما من يديهما ، قد كانا كبيغين وليسا صغيغين هكذا .. أخذتهما عند سيد كبيغ في السن يجلس على كغسي ضخم … يتوسط قاعة مثل المسغح ، بابا مياغ ناداها لكنها كانت تشاهده فقط ثم لفت وجهها لتنظغ إلي أنا والعبقغي حيث كنا نقف بجواغ بعضنا على تلك التي يعدمون فيها المجغمين ما اسمها ؟
ميسون(بخوف):- مقصلة ..
غامي(يحاول ترديدها):- مص..مقص…مقل…اففف تلك اتلك
ميسون(هزت رأسها):- تااابع ماذا حصل
غامي:- بابا مياغ كان ينادي على باباك حكيم كي ينقذنا ولكن باباك لم يفعل شيء مثله مثل كل الناس … حتى جوزة بابا لم تفعل شيء ظلت تمسك تيم وصبا وتنظغ إلينا .، الولد العبقغي نابل أمسك كفي وجذبني خلف ظهغه وقال أنه يحميني ولن يصيبني سوء ، دافع عني أمامهم وجعلني خلفه يغطي علي كل شيء ..فجأة عم الصمت لتدخل الساحغة وتفغقنا وهي تتحدى بابا مياغ وتقول أن عليه الاختياغ بيننا إما أنا أو نابل ..، بابا المسكين توقف عن الصغاخ وجلس على غكبه بانهياغ وظل ينظغ إلينا بتشتت هكذا هكذا قليلا هكذا قليلا هكذا …
ميسون(رف جفنها):- وبعد ؟
غامي:- أخغجوه من القفص عندما جاء إلينا وانحنى أغضا وأمسك يدي ويد غامي وضمها لصدغه ثم التفت لجوزته بغضب ثم لف رأسه تجاهنا ..، كان كمن ينبذها هي وأطفالها حين أمسك بيدنا أنا ونابل وخغج بنا من هناك
ميسون(ابتلعت ريقها):- …ه هه ….بالأخير هو حلم حلم ليس مهما
غامي:- سعيد أن بابا مياغ لم يتغكنا لنموت ، نحن صغاغ لماذا نموت ؟
ميسون(مسحت على وجنته):- لن نموت يا غامي ، ثم هو مجرد حلم يعني بعض الأحلام لا تتحقق
غامي:- هذا صحيح ههه …سأخبغ لمى بحلمي
ميسون:- لاء …ليبقى بيننا عزيزي غامي ، ثم لمى صغيرة ستخاف لو أخبرتها عن المقصلة
غامي:- آآآآآه وتبكي إنها تبكي كثيغا لماذا ؟
ميسون:- طفلة يا غامي ، هيا لنركض للمطبخ كي نستعجل الفطور أشعر بالجوووع
غامي:- وبطني جاااائع
ميسون(تركته ليركض قبلها حين أبطأت مسيرها):- ماذا يعني حلمه يا ترى …تت ولماذا رامي معه في الحلم ؟؟؟
غامي(هجم على المطبخ):- هووووو أنا الغول الذي سيتناول الطعام كله ، هوووووو هووو
لمى:- هههه رورينا إنه غول صغير
لورينا(وهي تقطع السجق):- ههه ..اهدأ يا غامي ، ما زالت وهج نائمة
غامي:- وهج في غغفة بعيدة لن تسمعني ، لمى اجغي معي هووو هووُوو
لورينا:- ميسون …صباح الخير
ميسون(نظرت لرامي الذي كان يوزع الكؤوس على الصينية):- صباح النور ، هل أساعدكِ ؟
لورينا(فهمت نظرتها):- يس خذي تلك الأطباق للمائدة ، نابل ساعدها لطفا ستأتي هانا لتتمم الترتيب
رامي(أمسك طبقين وسبقها):- ممكن
ميسون(لحقته بطبقين أيضا لتسبقه وتضعها على الطاولة):- أحتاج منك تفسيرا
رامي(وضع طبقيه ثم ناظرها بجدية):- أبوكِ منعني من مخاطبتك
ميسون(جحظت عينيها):- نعم …ماذا تقول ؟
رامي:- لست أنا من يقول بل أبوكِ
ميسون:- مهلا مهلا وأنت وافقته يعني ، ببساطة ؟
رامي:- وماذا كان يفترض بي أن أفعل ، ثم أساسا لست شغوفا لمبادلتكِ الحديث إننا في خضم أمر مشترك ما إن نفرغ منه حتى يعود كل لحياته
ميسون(رفعت حاجبيها بصدمة):- كلامك مؤذ جدا ، أتتفوه به كي تؤلمني أم أنه طبع في تركيبتك الغريبة ؟
رامي(تجاوزها):- الطريق من فضلك ، ولنبقي المسافة متباعدة فأبوك قال هكذا بالحرف الواحد …لا تخاطبها ما لم يكن أحدنا موجودا سو …باغدون
ميسون(حركت رأسها بعصبية):- بابااااااا
رامي:- لا تتعبي نفسكِ قد رحل مع عمكِ الأهوج
ميسون:- عمي الأهوج ماااااااا هذه الجرأة ؟؟؟؟؟
رامي(هز كتفيه ببرودة):- أجبتكِ
ميسون(همت بالرد من فرط أعصابها):- أنتَ ….. مهلا أكلمك
ميرنا(فاجأته حين وثبت أمامه):- …نابل
رامي(عدل نظارته ليرفع رأسه نحوها):- ….لارد
ميرنا(بصوت دافئ):- لم يسبق وأن تبادلنا أي حديث منذ لقائنا ، يعني نتحاور في وضع جماعي لكن لم نتحدث سوية على الإطلاق
رامي(ابتلع ريقه ليتراجع خطوة):- لا أجد حديثا يجمعنا سيدة ميرنا
ميرنا(أطلت عليه):- ما رأيك لو نجلس قليلا على جنب ، ميسون حبيبتي ستساعدين لورينا في وضع الأطباق
ميسون(حركت رأسها باستفهام لميرنا):- ماذا تفعلين ؟
ميرنا(أشارت له):- من هناك ؟
رامي(نظر لميسون ثم لميرنا):- تمام
ميسون:- ما هذا الهدوء الذي تلبَّسه فجأة ، الولد أصبح نعامة !
ميرنا(جلست بلطف أمامه):- خذ راحتك ، إنه مجرد حديث
رامي(جلس بترتيب ثم عدل جلسته مرة أخرى):- احم ..تفضلي
ميرنا(نظرت جانبيا صوب ميسون التي كانت تراقبهما فأومأت لها بالذهاب):-…أنت تعلم أن ميسون غالية على قلبي ، إنها تحت وصايتي يعني مثل ابنتي
رامي(عقد حاجبيه):- …مثل ابنتك …اعتقدت بأنه ….أحم تابعي
ميرنا:- صحيح هي ابنة لورينا لكنك لاحظت الفجوة العميقة بينهما ، ميسون متعلقة بي أكثر منها …هذا يسعدني وأرجو أن أتمكن من تعويضها عن غيابي الذي أحزنها سابقا ، ميسون حساسة جدا ..تتبع مشاعرها ولا تتصرف بجهل ..إنها ذكية وتعرف كيف تتدبر أمورها حتى وإن كانت في موقف عصيب
رامي(سحب نفسا عميقا):- حضرتكِ ما علاقتي بالفكرة العامة حولها ؟
ميرنا:- أعتقد بأنك تبالغ في ردود أفعالك ، بالأصح تقصدها لكي تتهرب
رامي:- أتهرب من ماذا يعني ؟
ميرنا:- مما تخفيه
رامي(انتفض ليعدل نظارته):- لا أخفي شيئا
ميرنا(أشارت له بالجلوس):- اهدأ …أنا لست خطرا عليك ، لطفا ؟
رامي(جلس):- …إنكِ تقولين كلاما لا يمت لي بصلة ، من فضلكِ
ميرنا:- من فضلك أنت ، توقف عن تعذيب نفسك
رامي(شهق ليرتد للخلف):-هئئ
ميرنا:- أرى معاناتك الصامتة ، لا أعرف سببها حقا لا أعرف لكنني أراها بوضوح تام بعكس كل الحاضرين هنا ..، أستطيع قراءة الحزن المترقرق بعينيك الناعسة ، أستطيع رؤية حشرجة صوتك عندما تصاب بالخيبة ،..خفوت نبرتك الجريحة أو ارتفاع نسبتها حين تكون عصبيا راجع لما يثقل كاهلك يا صبي
رامي(عقد حاجبه مع كل حرف):- … حضرتكِ ….
ميرنا(مدت يدها في الفراغ):- ….أنا مستعدة لإعطائك عهد الصداقة ،لن أخبر أحدا بأي شيء ستخبرني به …فقط دعني أساعدك وخفف عن كاهلك ما يثقله ، رغم مأساتي لكنني قادرة على مسح الوجع عنك
رامي(بتردد):- لا يوجد شيء أخفيه …أنا أنا قادر على حل مشاكلي بمفردي أشكركِ لكنكِ واهمة ….كل ما ذكرته قبل قليل محض كلام هامشي
ميرنا:- هذه طريقتك المستفزة للهرب من ميار ، من حكيم ، من أي شخص يفكر بالاقتراب من الحصن الذي تبنيه حول نفسك … أشيد بالإعجاب
رامي(عاد ليجلس):- ماذا تريدين ؟
ميرنا:- أن نصبح أصدقاء ، ما ربما لدي ما أريد مقاسمته مع صديق لا يحكم علي مثلما يفعلون
رامي:- أنا لا أعرف معنى الصداقة ، لست صديقا جيدا اسألي ميسون لتخبرك
ميرنا:- لكنني واثقة من أنها ستخبرني بالعكس ، هيا دعنا نبقي على حصوننا محمية ولنفتح بوابة صغيرة بيننا …مجرد جسر نلتقي فيه بعيدا عن مملكتينا
رامي(بإعجاب):- …تستطيعين الوصول لما ترغبين به بأي طريقة ، لكن ليس معي ، عذرا بحق لا أستطيع
ميرنا:- ما ذنب ميسون إذن … إن كنت ترى بأن فرصة صداقتكما غير ممكنة على الأقل لا تجرحها بذلك في كل وقت
رامي:- عليها أن تفهم ذلك ، لا يهمني الطريقة ما يهمني أن تبتعد
ميرنا:- لماذا … أتخشى من أن تتعلق بك ؟
رامي:- سيدة ميرنا؟؟؟
ميرنا(وقفت بهدوء لتقترب منه):- أم أنك من يخشى التعلق بها ؟
رامي(فتح فمه):- …لارد
ميرنا(انحنت لتربت على كتفه):- …. ميسون صديقة جيدة ، إنها تجيد الإصغاء ولا تحكم على الآخرين مهما كانت عيوبهم …، ثم لا تنس شيئا لا أحد خال من العيوب ، لا أحد
رامي(عض شفته):- لطفا ..لا تدعيها تعرف بفحوى هذا الحديث المريب ، بالإذن
ميرنا(شبكت يديها لترتفع متأملة إياه):- ….طفل عنيد ، وابنتي عنيدة …هل يمكن أن …… اممم لنرى
ميسون(راقبت رحيله لتركض إليها):- ماذا قلتما ، هل شكاني لكِ قولي ماما ميرنا ماذا دار بينكما ؟
ميرنا(مسحت على شعر ميسون لتقربها من جانبها):- قال أنه لا يعرف معنى الصداقة …
ميسون:- حقا … ليس لديه أصدقاء بلى كان لديه لكنه تخلى عنه ، الأصح أنه لا يجيد التعامل ولا يمكن أن يكون صديقا
ميرنا:- تحكمين من منطلق معرفتك السطحية به ، أم أن هنالك ما يجب أن أعرفه ؟
ميسون:- لا تدققي ، الفطور جاهز
ميرنا:- أمهليه بعض الوقت ، هو جديد على هذا العالم …جديد على العائلة
ميسون(حدقت في الفراغ حين رمقته وهو مقبل على المطبخ مجددا):- … ليتأقلم إذن أو يبقى في قوقعة السلحفاة خاصته
رامي:- من تقصدين بقوقعة السلحفاة ؟
ميرنا(حكت رقبتها):- إلى هذه المرحلة وسأدعكما تكملان وحدكما .. هه
تركتهما يتناقشان فعلا لتمضي في الرواق وتتفقد المكان ، انتبهت لشق باب الغرفة حين رمقتها وهي جالسة على طرف السرير بحجمها الصغير بينما كانت تهز رأسها بإيجاب ، كمن يصغي للنصائح لكن …هي تتحدث رفقة من ،؟ إن كان مراد قد رافق لورينا بالمطبخ ، هانا وبوب كذلك ، لمى مع غامي يلعبان سو ….
ميرنا(فتحت الباب على وسعها):- ….وهج ؟؟
وهج(نظرت بسرعة نحو ميرنا ثم إليها):- …ههه
حورية:- بنيتي …كنت أتفقد هذه الصغيرة الجميلة
ميرنا(باستغراب):- عمة حورية …
وهج(ابتعدت قليلا لتزحف صوب ميرنا):- ماما تيلا ؟
ميرنا:- غالبا تبحث عن أمها ، آه ما الذي جلبكِ لهذا العالم معنا لا أدري
حورية(نهضت لتمسح على رأس ميرنا):- جميلة أنتِ ، راقني رؤية راجية راشدة بين بقية الشباب …إنهم همجيون بالوراثة
ميرنا(راقبت وهج وهي تزحف لتتسلق كتفها):- هل ستخبرينني عن همجية الراجيين الشهيرة عمتي ؟
حورية:- فهمت أن ابن أخي عبد النور مغرم بابنة عمه ، لكن لم أحسب أنها أنتِ..استغربت ذلك قليلا لكنني أرجحت الأمر لشعوره بالفراغ
ميرنا(عانقت وهج وهي تلامس شعرها):- الفراغ مرة واحدة هه …غالبا
حورية(تنفست بهدوء لتتحرك بغية الرحيل):- لم أحسب أنه سينساها لكن على ما يبدو قد حدث ذلك
ميرنا(جحظت عينيها لتستدير صوبها):- ينساهاااا …من تقصدين ؟
حورية(ابتسمت لتخرج):- من كانت مكتوبة له منذ الولادة
ميرنا(ارتعشت لتنظر لوهج لحظة ثم لطيف عمتها):- …مكتوبة له ، عمتي ما الذي تهذي به ههه …آه يا ربي صبرا جميلا ..، وأنتِ يا صبية ألا تشعرين بالجوع يكفي نعاسا … (حملت وهج بطريقة صحيحة لتتبعها) بالمناسبة ، أين خرج الشباب هكذا دفعة واحدة …هل لديكِ فكرة ؟
حورية:- لست أدري ، فور إخباري لميار بما فعله أبوه ليلة أمس خرج كالرصاصة الثائرة
ميرنا(فتحت فمها):- ماذااااا قلتِ ….هل ذهب ميار لمحاسبة أبيه ؟
حورية(بعدم فهم):- ههه يبدو كذلك ، خرج ثائرا وبعده حكيم ..هل قمت بشيء خاطئ يا ابنتي ؟
ميرنا(هزت رأسها لتسرع خطاها):- لورينا …لوريييينااااا
لورينا(خرجت من المطبخ):- ما بكِ تنادين هكذااا أنتِ ؟
ميرنا(وضعت وهج بحضنها):- خذي الطفلة ، اهتمي بالصغار مفهوم …أين طارق أخي ؟
مراد(تقدم بدوره):- ترك المكان بعهدتي وغادر …ماذا يحدث ؟
ميرنا(امتصت شفتيها):- مهما كان لن يغادر أي واحد فيكم هذا المكان …لحين عودتنا
ميسون:- ماماااا أين ستذهبين ؟
ميرنا(وهي تركض):- لأوقف الكارثة التي ستحدث ، إن اقترف أي أحد فيهم خطئا يغير مجرى الأحداث القديمة سنبقى عالقين هنا للأبد
مراد(فتح فمه بفهم):- يعني ….لا يجب تغيير الأحداث الماضية وإلا ، سنتسبب في صدع في التوقيت الزمني …، يا إلهي ، بناااااتي
لورينا(ضمت وهج):- لطفا لا ترعبني فلم أفهم حرفا من كلام تلك المخبولة
ميسون(همت باللحاق بها):- لا تذهبي وحدك …يا مامااااا
رامي(استوقفها):- قالت أنه علينا البقاء هنا سوية
ميسون(نفضت يده):- لكنني لن أقوم بذلك لا يجب أن تذهب وحدها ,….لا يمكنني خسارتها مجددااااااا أتفهم ؟؟؟
رامي(زفر بغيظ):- هففف
مراد:- لن أسمح بخروجكم ميسون
ميسون:- عذرا عمو مراد الأمر يفوق قدرتي على الإصغاء لأوامركم ..آآآآسفة لكنني ذاهبة لأكون مع أمي وأبي
هانا:- اطمئن سنكون معها ، بوب تعال معنا
لورينا:- هل ستكونون بخير ؟
بوب :- سنحاول
هانا:- يا لسعة الأمل المرتفعة لديك ، هيا هيا لنسرع قبل أن نفقد أثرها هي والولد نابل
ركضت ميسون بجوارها رامي بينما كان يتبعهما بوب وهانا ..في حين بقيت لورينا ومراد وحورية رفقة الأطفال …أما عن ميرنا فقد كانت تركض في تلك الأزقة بحثا عن مقهى البلدة فذلك المكان الوحيد الذي ستبدأ البحث فيه ، بحكم الحكايات القديمة التي كانت تسمعها عنه …..وفعلا صدق حدسها
ميار(عدل الكرسي بالمقلوب ليجلس عليه بجلسته الساخرة المعتادة):- واحد شاااااي يا بني
حكيم(جلس بجواره واضعا رجلا على أخرى):- اثنان لطفا
ميار(حول عينيه ليناظر حكيم ثم طقطق على الطاولة):- أبتاه ، في صحتك
عامر(رفع رأسه):- آآآآآآآآه جاء المحروس ابني يا أهل البلدة
ميار(فرقع رقبته):- لماذا تتعرض لأمي …ماذا تريد منها بعد ألم يكفيك جور السنين التي جعلتها تعيشها في أسى وبؤس ، ألم تكفيك الدموع التي زرعتها بعينيها كل تلك الأياااااام هاااااه ، ألم يكفيك أنك جرحتها بهبة زوجتك الثانية مرة بعد مرة ؟؟؟؟؟
عامر:- هبة …محبوبة قلبي كانت وستظل قبل الممات وبعدها حتى ، الابن الذي أنجبته منها لم تكن تريده لكنني جعلتها تنجبه عنوة ,,, أجبرتني على أذيتها حتى حصلت عليه ، الغريب أنها لم تحبه مثلما كانت تحبك
حكيم(رمق نظرة ميار التي اهتزت لحظتها):- ميار ؟؟؟
ميار(أشار لحكيم بالتوقف):- ماذا تقووول ؟؟؟
عامر:- الحقيقة ، تلك الرشوانية فضلت ابن الراجية على ابنها النجيبي … أتعلم لماذا لأنك تذكرها بمحبوبها المجرم سلييييييم الزفت
ميار:- سأتغاضى عن هذا السطر لأنني أتفق معك فيه لكن …كونها أحبتني أكثر من إياد فذلك لا يدخل برأسي ، تلك المرأة دخلت حياتنا ودمرتها
عامر:- هيا ميار أنت ذكي كفاية لتفهم ما حصل ، أنا اختطفتها وأنقذتها من سليم الراجي وأجبرتها على العيش تحت كنفي …اغتصبتها كذا مرة حتى حصل حمل وقتها توقفت لأنني سأحظى بطفل آخر لن يكون بمثل فشلك ، طفل معافى من أم سليمة وأب سليم
ميار(شدد قبضته):- إيااااااااااك
عامر:- أنت تعلم علم اليقين هذه الحقيقة ، أمك مجنونة ولولا جنونها وعبطها لما كانت أوقعت عائلتها في العار وسلمت نفسها لي بسهولة
ميار(أغمض عينيه):- …….لارد
حكيم:- عااااامر لا تفتح الدفاتر الممزقة من فضلك كي لا نفتح بالوعة فمه
عامر(تمطى على الكرسي بأريحية):- ليريني أقصى ما لديه
ميار(ضرب على الطاولة ليرفعها بقبضته):- أنت أكثر رجل كرهته في حياتي ، أتعلم أنك مثال للفشل بعينه تبحث عن ذريعة لكي توصمني بذلك ولكنك نسيت النظر في المرآة ….أو ربما أنت حقا تعلم ذلك لكنك لا تتقبله كونك مصابا بمرض العمى يا عاااامر نجيب
عامر(بغيظ نهض):- كيف تخاطبني بهذا الأسلووووب ؟
ميار(ضرب الكرسي جانبا):- أكلمك بالأسلوب الذي يروقني لأنك لا تعني لي شيئا في هذا العالم ، أنت لست أبي أنت مجرد ذكريات تجسدت لتخلق بعدا آخر لشخصك النتن في هذا العالم
عامر:- ….ميااااااار ؟؟
ميار:- أتعلم شيئا آخر ، هبة رشوان حين أحبَّت سليما كانت قد أغرمت برجل حتى ولو كان وحشا بالأخير يبقى رجلا واجهها بحقيقته البشعة ، وليس شبيه رجل اختبأ خلف ياقة امرأة لكي يثبت فحولته
حكيم(حرك رأسه):- هنا لن أستطيع الإمساك به ...ميااااااار لنهدأ
ميار:- أرني رجولتك إن كنت مخطئا يا عامر نجيب
عامر(تقدم ليصفعه):- تبا للساعة التي أنجبتك فيهاااااا ، أنت نكرة مجرد نكرة أتبرأ منك في الحياة والممات
ميار(أمسك يد عامر):- كنت تضربني سابقا أجل …لم أدافع عن نفسي أجل ، لكن …لا تعتقد أنك قادر على ممارسة الأبوة معي مرة أخرى …، إياك وأن تنسى أنك كنتَ وستظل شبحا قذرا نبصق كلما ذكرنا اسمه في عالمناااا …هه يعني لست بتلك القيمة عزيزي الأب
عامر(مسح على فمه):- حورية الراجي شحنتك ضدي جيدا ، مجنونة عاهرة وستظ…..
ميار(لم يشعر حين التقط ياقته ليسحبه للجدار بقبضته):- حرف آخر في حق أمي لأقسمن أنني سأنسى كل شيء وأحطم فكك العلوي بقبضتي
حكيم(يحاول إبعاده):- دعه يا ميااااااار …دعه
مختار(جاء مختالا):- أووووه هنالك مصارعة هنا ولا أحد يعطينا خبرا
حكيم(رمقه بطرف عين):- ميااااااااار دع ياقته حاااااالا
ميار(دفعه على الجدار لينفض يديه):- همممم
مختار:- أوه يا عامر ما لي أراك معلقا كالفرخ المسكين من قبل ابنك ، ت ت بئس النسل الناكر للجميل يا رجل
عامر(شعر بالخزي):- ….اخرس يا مختار
مختار:- تبا …كان على سليم رؤية هذا المنظر والله كان ليفرح
عامر:- افرح أنت لأنك لم تنجب من تلك السلالة العفنة
مختار(ابتسم):- ههه …والله الأقدار لها رأي آخر ، خلفي امتد بسبب هذا العفن ابنك
ميار:- أولادي لا يتشرفون بجد مثلك فكن مطمئنا ، لن يعرفوا بك أصلا
مختار:- والله ، أكيد إن لم تقم ابنتي بسرد الحكايات عن أبيها الذي ذبح ليلة ولادتها المشئومة ، سيفعل شخص ما ذلك
ميار(صغر عينيه فيه):- …ههه ما هؤلاء المرضى يا حكيم ، أين وقعنا …كيف كيف أنجبنا هؤلاء أبفهم ؟
عامر(عدل ياقته):- سحقا لتلك الساعة
مختار:- سابقا كنت أبصق على قضيبي لأنه لم ينجب شيئا عليه القيمة ، لكن فور مجيئكم غيرت رأيي …صرت محبا لنسلي أي والله
حكيم(دقق في كلامه):- …هذا ماذا يهذي الآن
ميار(انتقل بنظرته صوب أبيه مهددا):- لا تتعرض لأمي تمام ,… لا تفعل كي لا أقتلك بيدي هاتين
عامر(حرك يده):- يفعلها عاق مثلك يفعلها ، تف على خلفتك تف
ميار(انقض عليه مرة أخرى):- يكفييييييييييي
مختار:- ههههه الراجيون هكذا يا عامر …لا يصمد فيهم عرق خصوصا إذا ما تعلق الأمر بنسائهم
حكيم:- على الأقل قم بالدفاع عن نسبك يا عمي السكير
مختار:- هههه …والله يا ابن المفتي أنا هكذا أحب نفسي ، على الأقل لست كأبيك الجبااااااان
حكيم(فرقع رقبته ليمسكه أيضا):- أتفهم غضبك ميار ، هؤلاء لا يليق اللين بهم …لا يلييييييييييييق
ميسون(صرخت):- باباااااااااا
حكيم(أفلت رقبته ليلتفت نحوها):- ما الذي جااااء بكِ ميسون ؟
ميسون(ركضت نحوه):- يا إلهي …
حكيم(أومأ لميار):- دع ياقة الرجل ، دعها إنهم يشاهدون
رامي(نظر لعامر نظرة قاتمة ليقترب من ميار):- …شكله يستحق
ميار(أفلت عامر):- هاااااه أخيرا حصلنا على نقطة تأييد واحدة
ميسون(هزت رأسها لرامي):- تت …أين ماما ميرنا ؟
حكيم(جحظ عينيه):- لا تقوليها لطفا لطفااااااا ..
مختار(وهو يدلك رقبته):- أححح ليت سليم وصل هنا ليرى مستقبل عائلتنا المزهر …أي رقبتي تؤلمني
عامر(ابتعد):- بئسا لمعرفتكم الشؤم يا نسل الراجيين من الأب للحفيد
مختار:- الله الله كأننا متلهفون لنسبكم النجيبي يا جبنااااء ، سلييييم سليييم تعال واسمع خاطف زوجتك ماذا يقوووول …المغتصب الشريرررر
حكيم:- كلمة أخرى سأقحمها في حلقك يا عمي مع اعتذاري الشديد
مختار(نظر إليهم متراجعا):- لأبحث عن سليم فأنتم تستقوون على الضعيف ، يا سليم
حكيم:- أنتِ ..أخبريني من البداية ماذا حصل ؟
هانا:- تبعنا السيدة ميرنا ولكننا فقدنا أثرها في إحدى الأزقة المؤدية إلى هنااااا
ميار(بحلق بعينيه):- …تمام …قد تكون في أي مكان البلدة صغيرة
حكيم(مسح فكه ليستدير للخلف حين رمق طيف عمه مختار):- ذلك المختار قال أن سليم كان خلفه …لكنه اختفى ولم يتبعه ….ميااااااار
ميار:- بوب أين طارق ؟
بوب:- تبعكم أيضا لكن يبدو أنه لم يصل
ميار(نظر لحكيم الذي بادله نفس النظرة):- لالالالالالالالالا ….. اركض اركضضضض يا حكيم سأعيد هذا القطيع للمنزل
حكيم:- أسررررع
ميار:- اتبعوني فورا وحالاا لللبيييييت هيااااااا
ميسون:- لن أفعل …أريد البقاء
ميار(أمسكها من كفها):- ليس وقت دلالكِ حقا ، نحن لا ندري ما قد يحدث إن تم اللقاء بين أمكِ وجدك …اسمعي مني ولا تزيديها علينا لطفا
رامي:- إنه محق …سنزيد الوضع سوءا لنساهم في أماننا على الأقل
ميار(مط شفتيه):- ولد أجدك متفقا معي في كل أفكاري خيرا ؟
رامي:- مهما فعلنا معك لا يعجب ، هيا ميسون
ميسون:- …سنتحدث مطولا في البيت تعاملكم معنا بهذه الطريقة لا يناسبنا
ميار:- نعم يختي ..عودي للبيت واكتبي عريضة وطالبي فيها بحقوق الطفل هذا ما ينقص ….اركضوااااااااا هيااااااا لا نملك اليوم بطوله
هانا:- لحظة ، هل تسمعون ؟؟؟؟؟؟
ميار(توقف عن الركض):- ….ناريااااااانا ، أخيرا وصل جوابها ، لنذهب بسرعة كي نسمع تفسيرها
هانا:- وماذا عن السيد حكيم وميرنا ؟
ميار:- تأكدي أن طارق سيكون موجودا للدفاع عنهم ، فقط لنصل بسلام وبعدها أعود للتدخل بشكل مرتجل كعادتي
رامي(هز رأسه):- هل تحول كل شيء لمسرحية هزلية ؟
ميار:- وأي شيء يا ولد ….اركض اركض وأرني جمال خطواااااتك
رامي:- عمكِ هذا مخبول ، ثقي بذلك
ميسون(نظرت خلفها ثم ركضت بعدهم):- لعله خير ….
حكيم(ينادي):- ميرناااااااااا …طااااااارق
أخذ يركض من زقاق لآخر يسأل القادم والذاهب عنهما ، لكنه لم يعثر على طيف أي واحد فيهما كأن البلدة انشقت وابتلعتهما …ظل يطوف ويطوف لغاية ما شعر بالإنهاك الروحي ، قد ملَّ من البحث عن المفقودين ملَّ من ذلك الحال الذي تساءل عن نهايته الأبدية ، ففي وضعه ذاك قد يدفع أي شيء مقابل التخلص من هذا الأمر تحديدا …..
ميار(لحقه بعد فترة):- أي أثر ؟
حكيم(انحنى ليمسك على ركبه):- ولا طرف خيط ، اختفياااا يا ميار …لقد مللت من هذا الحال هل يتبعنا الفقد حتى في هذا البعد ؟
ميار:- سنبحث مجددا ، أكيد لم يختفيا في العدم هكذا فجأة ….سيكونان هنا أنا واثق من كلامي
حكيم:- لن نستطيع إيجادهم ما لم نجد الشخص الذي أخذهم ..أو
ميار:- لنبحث عن سليم الراجي سنتمكن من إيجادهما فورا ..ثق بي
حكيم:- وااااثق من شيء واحد ، أن المعاناة تتبعني حتى ولو كنت في الجحيم يا صديقي
تنفس ميار بغبن فكلام صاحبه صحيح ، لكنه لم يدقق كثيرا كي لا يصيبه بالإحباط بل راح يرافقه من زقاق لآخر يبحثان عن أي شيء يوصلهما لميرنا وطارق ….وبالفعل البحث عن الآفة العظمى قد يجدى نتيجة
قبل ساعات من البحث
ميرنا:- اففف من أين الطريق لذلك المقهى يا ترى … من فضلك هل تستطيع مساعدتي ، أريد أن أعثر على المقهى ال…ل….المقهى ل…ل….لأ…هئ …….ففف هففف هفففف ….
استدار بجدعه نحوها ببطء شديد ، كان يستطيع سماع خفقات قلبها على بعد خطوات بينهما ….حتى لهاثها كان مسموعا بشكل يتكرر بين الثانية والأخرى ….، يدل على مصارعتها الداخلية ما بين اللقاء به وما بين التصديق ، شيء أذهب عقلها هل هو الخوف الذي جعلها تتصلب محلها أم أنها كانت في حوار ذاتي أقحمها عنوة في اللاوعي بغية الهرب ؟؟؟؟
اقترب منها بخطواته التي كانت تصفع قلبها كلما تقدم نحوها ، لم تتمكن من التحرك إنها جامدة وكأن طاقة رهيبة اغتالت كينونتها لتجعلها حبيسة مكانها قسرااااا …إنها تحاول التقاط نفسها تحاول بشدة أن تتحرر من تأثير الصدمة لكنها غير قادرة على ذلك ….إنهاااااا ….أمامه حقااااا
خوري:- هه …هل افتقدتني يا رومينا ؟؟؟؟؟
ميرنا(شعرت بالدوخة تتملكها لترتج أخيرا):- …أ…
خوري:- هيا …على الأقل حضن بسيط يجعلني أتأكد بأن أشواقنا متبادلة
ميرنا(تراجعت خطوة بمشقة):- أ…..أ…أنت
خوري:- أجل أجل …إنه أنا وحش الظلام خاصتكِ ، هل اعتقدتِ بأنكِ تستطيعين الهرب مني لا يا عزيزتي ، قد تبعتكِ حتى ولو في عالم الزومبي
ميرنا(أغمضت عينيها لتضع يديها حول أذنيها):- لالا ….هذا ليس حقيقيا ، أنا أهذي مرة أخرى …ذلك الوحش بعيد بعيييييد عني الآن …إن فتحت عيني لن أجده أمامي …..
خوري(ابتسم بثقة):- ….آه يا رومينا ، ظننت بأنكِ نضجتِ لتفرقي بين الواقع والخيال ..، يلا ليس لدينا اليوم بطوله
ميرنا(فتحت عينيها لتجده قبالتها على بعد خطوة):- …كيف …..كيف وصلت إلى هنااااا ….أنت ….ههه ..أنت ما الذي تريده مني بعد ، هنا هنا لا يسعك خطفي لا يسعك لأن عائلتي في كل زاوية من زوايا البلدة ، سيحاسبونك سيقتلوووووونك
خوري(بسط يديه متفاخرا):- وهل ستسمح الأسيرة بقتل سجانها ؟؟؟
ميرنا(عقدت حاجبيها):- ….أنت حقيقي
خوري:- كدت أفقد الأمل …..هاااه نعود لسؤالي السابق هل افتقدتني ؟
ميرنا(أمسكت على رأسها لتنهار أرضا):-….هههههه …هههه
خوري(ابتسم وهو يطل عليها):- يا لجمال ضحكتكِ السمجة .، هل هي مستوحاة من صرير الدولاب أم من جرة السرير ؟
ميرنا(بصقت جانبيا لتنهض بتثاقل):- إياك وأن تحسب بأنك قادر على أسري مجدددددا ، إياااااااااااااك أيها المشوه لن يحصل لن يحصصل
ركضت هاربة منه بينما الدموع الحارقة تشاركها ، في حين أنه هز كتفيه بلا مبالاة ليهدر من بعدها بجملة جعلتها تسارع خطواتها هربا إلى ما لا رجعة
خوري:- سأكون بالجوار لست متلهفا للعودة ، سأنتظر وقت لقائنا المقبل فبيننا حديث ما يزال في منتصفه ههه …سلام رومينا خاصتي
ميرنا(وهي ممسكة على قلبها وتركض تركض تركض):- للا لا لا لال لم يصل بكِ الأمر لهذه الدرجة من الجنون ميرنا ، لا يعقل أن يكون هنا في هذا البعد لا يمكن ….لكن ….اهئئئئئئ اهئئئئئ ما الذي يحدث ، كيف كيف جااااااااااء هل هل سيخطفني مرة أخرى اهئئئئئ ….لماذاااا لماذاااا يحصل معي ذلك ….، لماذا أشعر بالانهياااااار يا ربي اهئئئئئئئئئ لالا لا لا لا لا أريد العودة لتلك البيئة القميئة لا يمكننننننننن ….
اصطدمت به حين كانت تنظر خلفها هاربة من ذلك الوحش الذي أفقدها صوابها بطلته البهية … لم تشعر إلا وهي ترتمي بحضنه متمسكة به كطفلة هاربة من مخاوفها الداكنة ..، لكنه اختصر ذلك العناق حين أمسكها بين ذراعيه ليجعلها تقف ثابتة فقد كادت تسقط من شدة الرعب ، لكنه لا يسمح بذلك السقوط إذ يكفي أنها سقطت بمفردها في هوة سحيقة كل تلك الأشهر …
ميرنا(رفعت رأسها نحوه لاهثة):- لقد …اهئ …لقد ….
وائل(وضع يده على رأسها):- اهدئي
ميرنا(عقدت حاجبيها لتستوعب وجوده):- أ…واااائل ما الذي تفعله هنا أنت أيضاااااا ، هااااه أين كنت ؟؟؟
وائل(سحب يديه وهو ينظر من كل جانب):- شكلكِ هاربة من أحد مزعج ، من الذي ضايقكِ ميرنا ؟
ميرنا(مسحت دموعها):- أجبني أولا ، كيف تتواجد هنا معنا كيف جئت متى جئئئت ؟
وائل:- في نفس اللحظة التي جئتِ أنتِ فيها ، أنسيتِ أننا مرتبطان ببعضنا؟
ميرنا(أمسكت على رأسها لتتراجع خطوة وتشير حولها):- هههه أنا لم أصب بالجنون بعد ، أنا لم أصب بالجنووووون
وائل(نظر خلفها):- ممن كنتِ تهربين ، من التقيتِ حتى صرتِ تتحدثين بعبط هكذااا ميرنا ؟
ميرنا(انفجرت ببكاء):- ههه اهئئئس ههه اهئئئئئ …لا يمكن لأحد أن يعرف لا يمكن
وائل:- أنا واثق من أنه شخص سبب فجوة عميقة بصدركِ ، شخص آلمكِ بشدة حتى أصبحتِ هشة قابلة للكسر هكذا
ميرنا:- هههه جميل شكرا لأنك حللتني جيدا ، سيكون مثمرا لو تفتح مكتب حزر وفزر أيضا شكله سيكون مربحا لك
وائل:- ههه من يظن ، ربما أسمع النصيحة وأطبقها
ميرنا(ابتعدت عن مداره لتتراجع وتقف قبالته مشيرة نحوه):- لماذا بقيت مختفيا كل هذه الأيام طالما جئنا في نفس الوقت ؟
وائل:- أعطيتكِ بعض المساحة مع عائلتك
ميرنا:- ههه يا لكرمك
وائل:- كنت أبحث بالماضي خاصتنا عن طريقة تمكننا من الخروج
ميرنا(أمسكت على رأسها لتتكئ على الجدار):- وهل وجدت ؟
وائل:- لا فائدة ، نحن عالقون هنا طالما لم يتصرفوا في الوطن فنحن باقون
ميرنا:- متشكرة لشحنة التفاؤل التي وهبتني إياها
وائل(اقترب خطوة منها):- ممن هربتِ ؟
ميرنا(نظرت برعب للجانب):- لا أحد
وائل:- هل التقيتِ بأحدهم من العالم الآخر ؟
ميرنا:- لاء …لل..لاء
وائل:- بلى …لا تكذبي علي أنتِ فاشلة في ذلك حتى ولو حاولتِ جاهدة
ميرنا(مسحت على شعرها لتلتقط أنفاسها):- تعال معي ..ستبقى بجوارنا
وائل:- ماذا ، هل حسبتِ بأنني بلا مأوى ؟
ميرنا(تقدمته):- لن يخفى علي قصور الرشوانيين يا وائل ، لكن أنت منا وعليك البقاء بجوارنا …يجب أن نبقى متحدين فهمتني ؟
وائل(وهو يسير جوارها):- طيب …فهمنا هذه النقطة لنأتي للنقطة الأخرى ما الذي أخرجكِ من البيت ؟
ميرنا(تذكرت):- أوووه …كنت كنت أبحث عن حكيم وميار قد نسيت ذلك تماماااا ، علينا التوجه للمقهى وإيقافهما قبل اقتراف كارثة
وائل:- المقهى من ذلك الجانب
ميرنا(تقدمت بخطوات سريعة):- آه …جيد
وائل(نظر لرجفتها حين سلكت نفس الزقاق الذي هربت منه):- أنا هنا
ميرنا(أغمضت عينيها لتكمل بثبات):- …. ما به حاجبك ؟
وائل(مسح عليه):- ضربة طائشة
ميرنا:- ماذا حصل ؟
وائل:- احتجزني أحدهم ليلة أمس
ميرنا(توقفت عن المسير):- كيف كان شكله ؟
وائل(توقف ليقترب منها):- شخص يشبه الرجل الذي حررتكِ منه … أجل يا ميرنااااا ، إنه نفسه أليس كذلك ؟
ميرنا(تراجعت للخلف وهي تلهث بقوة):- لالا …أنت مخطئ أنت أنت مخطئ ليس هو ليس هو
وائل(اقترب نحوها ليحتجزها بالجدار):- قولي الحقيقة ، أنتِ ترتجفين من الرعب بسبب ذلك الرجل الذي ظهر فجأة في البلدة …اختطفني ليلة أمس ليخبرني أنه موجود هنا وقد تحداني من أجل حمايتكِ منه ، أراد أن يستعرض عضلاته فقط لا غير وأنا تركته يعرض ما يريده
ميرنا(تنظر إليه):- …وائل
وائل(محذرا):- إن صدق تخميني لن أسامحكِ لأنكِ تخفين ذلك عني ، يجب أن تتحدثي إن لم تحكي عما فعله بكِ فتلك خصوصيتكِ لكنني لن أغفر لكِ إن قمت بحمايته
ميرنا:- أحميه ….أنا أريد موتتتته بأبشع طريقة لكنني لا أخشى عليه بل عليكم ، لو لو تورطتم معه فأنتم هالكوووون لأنه شخص لا توجد الرحمة بقاموس كينونته …لا توووووجد
وائل(مد يده ليمسك ذراعها ويجذب رأسها نحوه بثقة):- ….سؤال ورد جواب باختصار ، ذلك المقنع هل هو نفسه الرجل الذي عذبكِ ؟
ميرنا(تحاول التحرر من قبضته):- دع يدي …أنت تؤلمنيييييي ….
حكيم:- إليك عنهااااا
ميار(صفق بحرارة وهو مقبل رفقته):- أحححح كدت أفقد شهية اللقطات الرومانسية في هذه البلدة البدائية
حكيم(اقترب منهما نافثا النار من أنفه):- ابتعد عنها سمعتني
وائل(أفلت قبضته ليرفعها ملوحا له):- حكيم …عاش من شافك يا رجل ، الحمدلله ع سلامتك هل شبعت السفيرة من لعبتها أخيرا ؟
حكيم(جحظ عينيه لينظر لميار الذي أومأ له بالصبر):- لن أرد عليك
وائل:- متوقع يا عزيزي ، هممم نقول فرصة سعيدة ؟
ميار:- نقول نقول لكن …خيرا ما لنا نراك بجوارنا في هذا الوبال ؟
وائل:- قدر !
ميار:- قدر …. إي ولماذا أنت تضايق عزيزتنا ميرنا ؟
ميرنا:- لم يضايقني كنا نتحدث فحسب ، وائل سيذهب معنا يجب ذلك
ميار:- ولماذا يجـــــب
حكيم(تابع عنه):- ذلللللك يا ميرنا ؟
ميرنا(نظرت لعيونهم المتربصة لتسترسل):- كي نكون متحدين ، إن كنا مبعثرين فلن يتمكنوا من توحيد قواهم لأجلنا
حكيم وميار(في آن الوقت):- هكذاااااااا إذن
وائل(ضحك بهزل):- آه على الراجيين ، تتغير العوالم من حولهم لكنهم أبدا لا يتغيرون
حكيم(هدر من خلفه):- نحن أصليون يا أستاذ محامي نبقى في جلدتنا بعكس البعض ، ما إن يكتشفوا خدعة زواجهم يتحولون إلى كومبارس مهرج في مسرحية تافهة
وائل(رفع يده ليستدير نحوه):- هل ترسل لي كلاما مبطنا ؟
حكيم:- افهمها كما تشاء لا يهمني أمرك
ميرنا(نظرت إلى الشرارة الكهربائية بينهما):- …يا إلهي …
وائل(تقدم نحوه بثقة):- أستغرب هذا الاحتدام ، عجبا أين كان حين بقيت هذه العصفورة محتجزة في قفص مجرم معذب قاس القلب ؟
حكيم:- أتحاااااااسبني يا وااااائل ؟
وائل(ببرودة):- أبدا ….فقط أتساءل يا جماعة
ميار:- تمام لنختصر ..أساسا لا الوقت مناسب ولا المكان ، لنذهب
حكيم:- ذلك الرشواني لن يكون بالقرب منا ، ليختفي حيث كان مختبئا هذه الفترة كلها …ميرنا تحركي سنعود للبيت
ميار(هز كتفيه):- ….هو يأمر ونحن ننفذ ديزولي وائل لا يوجد غرفة زيادة من أجلك
ميرنا(رمقتهما وهما يسبقانهما بخطوات):- ….سأعطيه غرفتي
حكيم(كز أسنانه ليستدير لميار):- سأشتم جدران غرفتها الآن
ميار(لوح له بالموافقة):- أضف الشباك للحسبة
وائل(ابتسم):- أرأيتم كيف تتمسك بي ، يا ترى هل أنا مهم لتلك الدرجة ؟
ميرنا(غادرت):- لا تحسب أن الأمر متعلق بك ، أنا أحاول جمعنا لأن ذلك مهم …بهذا القدر ….
ميار:- أراها تسير بخيلاء أمامنا بعد إلقاء الأمر ، حقا حقا أنا غير مستعد لمجادلتها فقد استعادت الأخت لسانها وما كنا لنخرسها بعد اليوم …ألووو مرمرينة كنت أقول …………
حكيم(رمقه بطرف عينه وهو يتبع ميرنا ليستدير نحو وائل):- … ماذا تريد منها ، أنت متزوج الآن فتوقف
وائل:- أتحسبني راغبا في إعادة المياه لمجاريها ، ثم لو كان لدي رغبة ولو بنسبة قليلة هل كنت سأنتظر أمرا منك ؟
حكيم:- اسمعني ….
وائل(بحدة أشار نحوه):- اسمعني أنت …لا وقت لهبل عواطفك الملونة الآن ميرنا تأذت كثيراااااا ، ميرناااا تعاااااني إن لم تلاحظ ذلك من غبائك فذلك لا يهمني ، أنا أشعر بالمسئولية تجاه سلامتها لأنني وعدتها بإعادتها لعائلتها وسأفعل ذلك ولو بروحي ….وقبل أن تحكم لا يتعلق ذلك بمشاعر القلب التي دفناها سوية في الماضي ، الأمر إجباري لأنها …
حكيم(يصغي له بإمعان):- لأنها ماذا ؟
وائل(تقدم إليه):- ألم تسأل نفسك عن الجحيم الذي كانت فيه …ماذا لو لحقها إلى هنا ، ماذا لو كان ما يزال يشكل تهديدا على حياتها وهذه حقيقة يعني وليست مجرد افتراض ….؟ ..ههه طبعا لم تفكر فقد ضرب الجنون عقلك والفضل يعود للسفيرة التي لم تحررك إلا بعاهة دماغية يا للأسف ، فرطت بشبابك الحيزبووون ههه …انتظر يا ميرو أنا قاااادم معكم
حكيم(أخذ يتنفس عميقا وهو يلاحقه بعينيه المفترسة):- سأقتله يوما ما ، سأقتله ولن ينقذه مني أحد ذلك المحامي الفضولي الحشري القبيييييح
ضرب الأرض بقدمه ليتبعهم في ذلك الزقاق ، لكن كلام وائل ظل عالقا بذهنه فلم يفكر بالمرة في إمكانية حدوث ذلك …كان يستبعده لأنهم في بعد آخر لكن ماذا لو كان حقيقيا ، ماذا لو كانت ما تزاااال في خطر ؟؟؟؟
عادوا للمنزل تباعا ليكون انضمام وائل إضافة أثارت التساؤلات ، لكنها حقيقة يجب التعايش معها فلا شيء سيفاجئهم بعد صدمة عودتهم لزمن سحييييق …
ميسون(عانقته بحرارة):- سعيدة لأنك بخير
وائل:- شكرا ميسونتي ، هذا من لطفك
غامي:- هل هذا عمو آخغ يا بابا مياغ ؟
ميار(تحت أنفه):- يمكنك وضعه في إطار الأخوال كونه شقيقا عزيزا على عماتك
وائل(بعدم مبالاة):- أخيرا تشرفنا بالشبل الصغير يا ميار
ميار(وضع غامي على حجره):- ما رأيك في صغيري ؟
وائل(غمز لغامي):- طفل وسيم
غامي(وضع يده على وجنته):- وسيم يعني أناااا ميسان صح ؟
ميسون:- ههه أجل أنت …
وائل(التفت لرامي):- وذلك الولد ..من يكون ؟
رامي:- نابل زميل ميسون في المدرسة
وائل:- نابل …اسمك غريب
رامي(بتلعثم):- صح
ميسون(ابتلعت ريقها):- بابا حبيبي ..سعيدة لأن عمو وائل استيقظ من الغيبوبة ولأنه أعاد ماما لنا …مهما شكرته لن أوفي حقه
وائل(ربت على كتفها):- ذلك من دواع سروري
ميسون:- تعرفنا على زوجتك ريتال ، إنها لئيمة
ميرنا:- ميسون ؟؟؟
ميسون:- أقول ما رأيته ماما ميرنا ، عذرا للإساءة عمو وائل
وائل:- خذي راحتكِ صغيرتي ، ممتن لرؤيتكِ بعد كل هذا الوقت
ميسون:- أخبرنا كيف تمكنت من إيجاد ماما بهذه السهولة ؟؟؟؟
وائل(نظر لميرنا):- لم يكن الأمر بسيطا
حكيم:- ها هو ذا سيبدأ باستعراضه
لورينا(ابتسمت لوائل):- البطولة من شيم الرشواني ، لا عجب أنه أنقذها
مراد:- شكلكِ معجبة يا ست لورينا
لورينا:- إنها الحقيقة ويجب إعطاء كل ذي حق حقه ..
مراد:-وائل تستحق منا كل التقدير على ما فعلته
وائل:- متشكر …بالمناسبة تعازي الحارة بشأن وفاة زوجتك
مراد:- يسلمو …
هانا:- إي سيد وائل أخبرنا كيف عثرت عليها ، قد سمعنا أنها كانت مفقودة لأربعة أشهر ولم يتمكن أحد من إيجاد خيط لطريقها فكيف فعلت ؟
بوب:- ربما ضربة حظ
وائل:- أو ربما القدر
ميار(حول عينيه):- جائز نكح القدر في حالات التبجج عزيزي حكيم ، من بعدك
حكيم(بتأفف):- ….حقا لدينا فضول أخبرنا ما حصل
وائل:- في زفاف عمو فؤاد ونور ، بعثت ميرنا رسالة مشفرة عبر الفيديو الذي صورته وهي تغني وترقص وتهنئ شقيقتها بزفافها
ميار:- سمعنا كلنا كلامها وأغنيتها الحماسية تلك ، إي ؟
وائل:- لم تكن مجرد رسالة ، قد كانت دلالة على موقعها ميرنا ورغم أنها كانت في منفى إلا أنها استخدمت كلمات مقصودة لم يفهمها أحد غيري
ميرنا(برقت عيناها حين نظرت إليه):- ….لارد
وائل(أشاح بصره):- فهمت أنها تستنجد بنا ، لذلك أخذت مقطع الفيديو وحللته مرارا وتكرارا حتى فهمت غايتها ….جمعت الخيوط ومع ذلك لم أستطع العثور على بداية لبحثي فكان علي أن أبعث رشاد فأرسلته ليتقفى أثر المصور الاحترافي الذي أظهرها في أبهى استعراض
ميار(صغر عينيه):- وأنا الذي قلت أنك تحولت لوحش آدمي مثلنا كونك طردته ، واووو فاجأتني تستحق مني إشارة إعجاب …لايك
رامي(حرك رأسه بلا فائدة):- تابع سيد وائل ماذا حصل ؟
وائل:- لم تكن مهمة رشاد سهلة ، كان عليه البحث عن ذلك المصور لعدة أسابيع حتى عثرنا عليه أخيرا …وقتها جاءت الغيبوبة بالصدفة ولكنها لم تكن كما ظن الجميع فسرعان ما استيقظت لأستجمع القطع وأعود لرشدي ، لكنني استعنت بعمو بشير الذي أمن لي بديلا من منظمة الخرفان كي يأخذ مكاني
حكيم:- كل هذا خططت له وأنت غائب عن الوعي أم بعد استيقاظك ؟
ميار:- كخممم شكله فكر فيه قبل أن يغيب عن الوجود
وائل(هز رأسه من سخريتهما):- طبعا لم يلاحظ أحد ذلك ولا حتى أقرب الأقربين لي ، منهم ابن عمي شهاب وعمو فؤاد
مراد:- تابع ماذا حصل لاحقا
وائل:- سافرت إلى روما للتحقيق مع المصور المحترف ، بعد أن أحصينا عدة أسماء وجدنا بأنه المقصود …ولأن خاطفها اعتمد على مصور عشوائي قام بتأمينه على السرية التامة وإلا ينال جزاءه ، كان سهلا جدا أن يعترف ، كلمة من هنا وتحليل من هناك إلى أن وصلنا لمكان الخاطف …
ميرنا(ابتلعت ريقها):- قلعته
ميار(جحظ عينيه):- قلعة ؟؟؟؟؟؟
حكيم:- مهلا مهلا …أنو قلعة هل كنتِ تسكنين فيها ؟
وائل:- بل كانت حبيسة في دهاليزها ، هناك عُذبت وهناك جاعت وهناااك
ميرنا(انتفضت):- توقققققققف
ميسون(انفجرت ببكاء):- اهئئئئ اهئئئ ….اهئئئ مامااا
ميرنا(استقبلتها في حضنها وهي ترتجف):- اهدئي اهدئي ميسون …أنا بخير لم يحصل شيء
ميسون:- قال أنكِ جعتِ …تعذبتِ …هل ضربووووكِ ؟؟؟؟
ميرنا(نظرت لوائل نظرة قاتمة):- ….لارد
حكيم(نهض وقد تسرب الهواء لجوفه وراح يسعل):- اكح …احكح …لورينا كوب مااااء من فضلك
لورينا(نهضت برجفة):- يا إلهي …..
ميار(أخذ يبحلق في الفراغ ليقف بدوره ويلف حول نفسه):- جمييييييعا …جميعا بلا استثناء إلى الفناء هياااااااا …..هياااااا
غامي(ركض بخوف):- هءءء تفزعنا بابا مياغ ، لمى لمى تعالي نلعب في الفناااء
ميسون:- لن أترككِ …
ميرنا(انهارت على الكرسي بفشل):- من فضلكِ ميسون …نابل ؟
رامي(نهض ليقف جوارها):- يجب أن نبتعد …الموضوع حساس
ميسون(هزت رأسها برفض):- …لا
حكيم(هدر فيها):- ميسووووووون …لا وقت لدلالك إلى الفناء تحركي
ميسون(شهقت لتنظر إليه):- ….هئ ؟؟؟
حكيم(نظر إليه):- خذها ….حالا
رامي(أومأ له بالموافقة):- هيا ميسون معه حق
هانا:- بوب تعال يجب أن نبتعد أيضا …سأتفقد وهج
لورينا(أعطته كوب ماء):- تفضل حكيم … اهدأ قليلا ماشي
حكيم(شرب من الكوب ليضربه مع الجدار):- ستحكي كل شيء تعرفه عنها لأنها لا ترييييييييد الإفصاح عن شيء ….لا أدري سبب صمتهاااااا لا أدرررررررري
ميار: حكيييييم ….يكفي صراخااااا علينا أن نفهم ، نفهم فابدأ بخطابك حضرة المحامي
وائل(نظر إليها):- لا …لن أتفوه بحرف آخر ، يكفي أن تعلموا أن تلك الفتاة لم تكن بخير …. قد كانت حقا في ما يسمى عذاب بشتى أنواعه
حكيم(ضرب الكرسي بقدمه):- لماذااااااااا لم تقولي شيئاااااااااا ؟
ميرنا(التصقت بالكرسي):- هئ ؟؟؟؟
ميار(رمق رجفتها):- ستهدأ وإلا والله لألكم فكك العلوي بضربة …اهدأ
وائل:- ما نفع كلامها ، قد حدث ما حدث وأنا ما ذكرته قبل قليل لم يكن بغية الإشفاق عليها بل لأجل إعطائكم نبذة عن الوحش الذي كان يختطفها ، وأيضا لأحذركم بأن الخطر ما يزال قائما عليها
ميرنا(أمسكت على صدرها لتركض نحو الشرفة):- هفففف هففف
ميار:- دعها …لا تتبعها هي بحاجة لتنشق بعض الهواء ، ونحن بحاجة لأخذ التقرير من هذا المحامي …هيا وائل ابدأ ولا تغفل عن أي شيء أظن أنه حان الوقت لمعرفة الحقيقة حول اختفائها
وائل(نهض مبتسما):- عندما تأذن لي …سأكون جاهزا لإخباركم بالجزء البسيط الذي رأيته فما خفي كونا على يقين بأنه كااااان أعظم
حكيم(تقدم نحو ميار بعد انسحاب وائل):- لمااااااذا هو يعرف ونحن لالالالالا هااااااا لماذااااااا هو ؟
ميار(أمسكه من ياقته حين اطمئن لذهاب وائل):- ستخرس جنونك أم ماذاااااا ؟
حكيم(دفع يديه ليشير حوله):-…لماذا لم تفصح لنا عن آلامها يا ميار ؟
ميار(نهض ليقابله):- لأنه حمل ثقيل عليها ، ما زالت غير مستوعبة أنها تحررت وأنها بيننا …الله أعلم عن الجحيم الذي كانت تعيش فيه تلك الأشهر كلها بأيامها ولياليهااااا ، تت لنمهلها بعض الوقت يا صاح
حكيم:- وهو …هو يخبرنا بذلك وكأنه يروي قصة ..، بلا إحساس ولا ذرة تأثر حتى ما هذا الرجل الذي أصبح عليه ؟؟؟؟؟
ميار:- من غبنه وحرقته وكسره … لن نضحك على بعضنا ميرنا حطمته ورحلت لتترك الوجع في حضنك وتختفي كي تؤلمنا جميعا بغيابها
حكيم:- أخشى من معرفة ذلك ، فما الذي عانته هناك يا ميااااار ؟؟؟
ميار(نظر معه صوب الشرفة):- كل ما قد يُفقد الإنسان صوابه …لكنها ميرنا وميرنا لا تنكسر حتى ولو كانت معطوبة
حكيم(بحشرجة في صوته):- هل حقا هي كذلك ؟؟؟؟
ميار(ضرب على جانبيه):- لو يسمع طارق ذلك لتألم مثلنا ، بالمناسبة لم يرجع بعد أين هو ؟
حكيم(عقد حاجبيه):- صدقني أنا في حالة تمنعني من التفكير …سأكلمها
ميار:- قلت دعها وشأنها
حكيم:- لن أستطيع …أنت اذهب للبحث عن طارق وأنا سأتفقدها قليلا ، قلبي لن يتحمل ذلك لن يتحمممممل
ميار(هز كتفيه ليتحرك صوب الباب):- الرحمة يا ربي الرحمة
تقدم نحو الشرفة بخطوات ثقيلة ، تكاد تكون غير مسموعة …صدره يتضخم بالوجع الذي وضعه وائل بجعبته وغادر ، نفس يلحق آخر والحرقة هي نفسها لا تتحرك من فجوة جوفه المكلوم …
وثب خلفها ليضمها لا إراديا بذراعيه ويجذبها إليه ويدك رأسه على كتفها وهو ينظر معها للفراغ ، رأسه ملتصق برأسها والحزن واحد ..، شعر بتنهيدة عميقة أفلتتها ليحس بدمعات عينيها وهي تلامس ذراعيه القابضة
ميرنا(تنفست بحرقة):- من فضلك حكيم
حكيم(حك رأسه بعنقها):- لن أتحمل …..لا أريد معرفة شيء لأنني سأحرق العالم ولن يبرد خاطري
ميرنا(تملصت من قبضته لتمسك على صدرها وهي تلهث):- من فضلك …أحتاج للصمت لأنني إن صرخت فلن أتوقف حتى تنهار قواااااي
حكيم(عاد برأسه للخلف متأثرا بجملتها):- يا قلبي …. أخبري حكيمكِ ما الذي عايشته هناك ، هل ناديتني كثيرا ؟
ميرنا(انفجرت ببكاء):- اهئئئئ اهئئئ
حكيم(بسط ذراعيه):- تعالي لحضني …أنا هنا ، أنا موووجوووود ألا ترينني ميرناااااا ، أمانكِ موجوووود
ميرنا(شهقت ببكاء متقطع):- ههه ..اهئئئئ …. حكييييييم
حكيم(حرك ذراعيه لتركض لحضنه):- تعااااالي إلي
ميرنا(ركضت نحوه لكنها تجاوزته ولم تعانقه):- لقد تأخرت …هه
حكيم(ارتد بعدم تصديق ليرمقها وهي تمر بجواره كالبرق):- لهذه الدرجةةةةة ؟
أمسكت على فمها لتكمل ركضها صوب غرفتها وهي تبكي بحرقة ، فقد كانت كمن فتح جرحها الذي لم يلتئم أصلا …حتى أن صاحبه قد زاد من حجمه عندما فاجأها بتواجده رفقتها بذلك العالم أيضا ، ….أما عن حكيم فقد جمع قبضته وشددها ليضرب على حافة الشرفة وهو ينظر للعدم ، لم يكن مصدقا لم يكن مصدقا أنها ستتجاهله بتلك الطريقة وترفض عناقه …ألهذه الدرجة هههه ؟
الشبح:- أجل لهذه الدرجة ، أتحسب أن انتظار المنقذ بسيط … مناداته حتى يبح الصوت وتجف الروح ويتسرب اليأس للأوصال ، ياااااه يا حكيم لم يكن سهلا ، لم يكن سهلا صدقني
حكيم:- ما شاء الله تعرفين كل شيء ، اعلمي هذا أيضا ستغربين من جواري لأنني أرغب بالانفراد مع نفسي ممكن ؟
الشبح:- أردت أن أهديك رفقة لكنك تطردني ، إذن اقبع مع شياطينك
حكيم(أخذ يضرب على حافة الحائط):- يكفي يكفي يكفييييييييي
لورينا(تقدمت نحوه بتردد):- حكيم ….هل أنت بخير ؟
حكيم(استعاد رباطة جأشه):- بخير لورينا …هل هناك شيء ؟
لورينا(اقتربت منه لتقف قبالته):- آسفة عما فعلته أمي بك
حكيم:- وبم سينفعني أسفكِ ؟
لورينا:- لن يغير شيئا من الحقيقة لكن ..على الأقل اعلم أنني كنت رافضة
حكيم:- لورينا ، روحي في أنفي من فضلك
لورينا(تراجعت للخلف):- هدئ من روعك لن يفيدك الغضب ، حاول أن تجد ثغرة تفتح بها قلبها …لا تصعب الأمر عليك مجرد كلمة قد تفرق
حكيم:- يسلمو ع النصيحة لورينا ، تمام ؟
لورينا:- أجل تمام …
حكيم:- أنا أعلم كيف أجبرها على الحديث ، أعلم كيف أفعل وسأفعل حتى لو آلمتها سترضخ وتخبرني بكل شيء، كل شيء
بوب(ركض نحوه):- حكييييم …سيد حكيم حدث شيء
حكيم(مسح وجهه ليلتفت إليه):- خيرا ؟
بوب:- تعال وانظر بنفسك
حكيم(حول عينيه):- ماذا بعد ، ؟؟؟؟؟
لحق ببوب الذي ركض صوب الفناء حيث كانت ميسون تجهش بالبكاء بينما تحاول التأسف عما فعلته …على جانب كان يقف رامي وهو ممسك بنظاراته بين يديه وينظر إليها بشكل عمييييق جدا ، بينما كان غامي ولمى يطلان من خلف الطاولة خشية من ردة فعلهم ….
حكيم:- احم …ماذا حصل هنا ؟
ميسون:- اهئئئئ بابا لم أقصد لم أقصد والله لم أقصد ، هو هو أزعجني بسخريته فلم أشعر إلا و ….
حكيم(عقد حاجبيه لينظر لقبضة رامي):- ماذا فعلتِ ؟
ميسون(عضت طرف شفتها):- كسرت أعمدة نظاراته
حكيم(أغمض عينيه ليزفر عميقا متمالكا نفسه):- والسبب لفعل ذلك ؟
ميسون:- استفزازه …أ….أنا آآآآسفة آسفة لم أقصد والله
حكيم(تقدم نحوه):- دعني أرى
رامي(رفع وجهه نحوه لينظر إليها ثم يتحرك):- لا أريد مخاطبة أحد … أي أحد ……
حكيم:- آه يا ميسون ما بال تصرفاتكِ أصبحت هكذا ، منذ متى نتطاول على أغراض غيرنا …وماذا ألم تجدي شيئا لتكسريه سوى نظارات الولد بم سيبصر الآن هل تريننا في الوطن حتى نعوضه …، إننا في بعد خيالي يعني …تتتتت يكفي بكااااء
ميسون(نهضت لتركض بعيدا عنه):- اهئئئ اهئئئ
غامي(قفز ليقف مقابله مدافعا عنه وهو ينط رغم قصر طوله):- لا تجعل ميسان تبكي ، لا تصغخ بوجه ميسان هي لم تفعل شيء لم تفعل شيء
حكيم(مسح على حاجبه):- بوب اجمع هؤلاء من فضلك واجعلهم يلتزمون بالهدوء ….ميسوووون …ميسون لا تجعليني أناديكِ مطولا اففف ياااا
ميسون:- اهئئئ اهئئ …يصرخ بوجهي منذ عودته
هانا:- آه يا ميسون لكن تصرفكِ لا يجوز ، ما ذنب نابل ؟
ميسون:- استفزني يا هانا ، استفزني بكلامه الساخر ولم أتحمل
هانا:- تت يكفي بكاء تمام ، سنحل المسألة بطريقة ما …وأبوكِ منزعج هذه الفترة فلا تزيديه همكِ ماشي
ميسون(مسحت دموعها حين سمعت ندائه):- لا أريد مخاطبته
هانا:- وتتركينه حزينا ، ميسون التي تعرفت عليها لا تسمح بذلك …هيا حبيبتي لا داعي للإطالة
ميسون:- نابل لن يسامحني على فعلتي
هانا(هزت كتفيها):- سنأمل العكس
حكيم:- هاه أنتِ مختبئة هنا إذن ، تعالي سنتحدث
ميسون(تبعته بأدب):- ألم تعد تحبني بابا ؟
حكيم(حول عينيه):- ما الداعي لهذا الكلام ؟
ميسون:- أتساءل لأنك تعاملني بعصبية كل الوقت
حكيم:- أتجدينه وقتا جيدا لكي أتصرف بغير طريقة ؟
ميسون:- على الأقل عمو ميار وعمو طارق وعمو مراد رغم معرفتهم بوضعنا إلا أنهم لا يصرخون هكذا مثلك
حكيم:- معكِ حق ، لكن وجعي لا يضاهي وجعهم أمكِ تساوي كل تلك المواجع يا ابنتي
ميسون(توقفت لتمسك كفه):- …صالحها بابا حبيبي ، لا أحب رؤيتكما متخاصمين قلبي يغضب
حكيم:- والله الأمر بيدها ، إنها ترفض الإفصاح وإن لم تفعل فذلك سيؤدي إلى أزمة نفسية لن نخرج منها بسهولة
ميسون:- لنمنحها بعض الوقت ، هي مرعوبة يا بابا …عندما نمت تلك الليلة جوارها لم يغمض لها جفن فكلما حاولت النوم تنتفض وهي تختنق أو تبكي أو تئن بوجع …كأنها تعيش شيئا عايشته قبلا
حكيم(سحب الهواء من جوفه):- لماذا لم تخبريني ؟
ميسون":-اعتقدت أنك تعلم …
حكيم:- طيب …لنمسح تلك الدموع فعيناكِ أصبحت شبيهة بعيون الباندا
ميسون(مسحت عينيها):- ههه ..ليس لتلك الدرجة
حكيم:- وثاني شيء سنعتذر من الولد المستفز ونحاول تصحيح الخطأ
ميسون:- كيف سنفعل ، هو بحاجة لنظاراته البصرية كثيرا وأنا …لا أدري كيف تصرفت بتلك الطريقة الهوجاء
حكيم:- ستعاقبين على ذلك تعرفين
ميسون:- أقبل بأي عقاب المهم أن يسامحني …
حكيم:- لنتفقده أولا …تعالي
تحركا صوب الغرفة التي يقطن فيها رامي وبوب حيث وجداه وهو يضع ملصقا بين دعامتي نظاراته لكي يصلحها ، لكن ذلك لم ينفع فلم يجد استخدامه بشكل صحيح
حكيم:- يمكنني المساعدة لو أردت
رامي(جمع قبضته):- لاء …سأعدلها بنفسي …
ميسون:- نابل ؟
رامي(ولى ظهره):- من فضلكما أحتاج للبقاء بمفردي ، حقا
ميسون(تراجعت باكية):- حاضر
حكيم:- أنا بالجوار لو احتجت لشيء
رامي(وضع النظارات والملصق على الطاولة ليزفر عميقا):- ههف …

Narimano likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:41 AM   #1074

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد فترة
هجير:- أقول لو تعطيننا بعض السكوت يا أخت لورينا ، كلامنا سيكون مع الراجية الأصيلة وليس معكم
لورينا:- آه يا مراد تكلم أنت مع جداتك
مراد:- ميرنا تمر بمحنة نفسية لن يسعها مخاطبة أحد
سراج:- ونحن لسنا هنا للاستجمام ، عليها مخاطبتنا لأن الأمر عاجل
مراد:- فيما يخص ؟
هجير:- رسالة ناريانا حفيدتنا التي بعثتها عبر أغنيتها هذا اليوم
مراد:- سمعناها أجل … ماذا بها ؟
سراج:- بها سبيل للتواصل معهم مرة أخرى لكن …هذه المرة عبر الأحلام
مراد:- يعني ؟
هجير:- ستزورنا ناريانا في الحلم لنجعلها ترى ما يدور هنا ، وأيضا سيكون أحد منا هناك …
سراج:- يعني لحظة ثابتة ستتبادل فيها الأدوار لمدة بسيطة
لورينا:- ما الغاية من ذلك ؟
هجير:- أن نؤمن طريق العودة بدون تلاعب ، وأيضاا لتسهيل التواصل
هجير:- لذلك …نادوا البنت ولنخلص من هذا اليوم
لورينا(نظرت لمراد):- أنا لا أتفاهم معها ..اذهب أنت
مراد:- سأحاول التواصل معها وإقناعها بجدوى نزولها … لحظة فقط
هجير(رمقتها بطرف عين):- هزي جدعكِ واجلبي لنا شرابا حلوا
لورينا:- أفندم ؟
سراج:- نُعتبر حمواتك يا فتاة ، فتحركي وأرنا كيف تترنح مؤخرتك
لورينا(نظرت لمؤخرتها لتهز رأسها):- الآن تيقنت أنني العاقلة الوحيدة بين كل هؤلاء المعاتيه
سراج:- همم ما رأيكِ هل هي لائقة بحفيدنا مراد ؟
هجير(تقيسها بنظراتها):- تليق تليق لكنها ليست ولود يا سراج ، نحن نعرف ذلك جيدا
سراج(رفعت حاجبها):- ولماذا يسموننا التوأم الشافي هاااا ؟
هجير:- لالا لا يمكن ، إن غيرنا شيئا من الحياة الأخرى سنتسبب بصدع سيجلب المتاعب لجنسنا …أنا غير متفقة
سراج:- أعلم ذلك جيدا وهل أنا حمقاء لكي أخاطر بتاريخنا ، ولأجل ذلك سنقترح عليها دفع دية وليكن الاختيار منها
هجير:- اففف …أعرفكِ حين تضعين شيئا برأسك
سراج(ابتسمت بخبث):- هوووهوه لو تعرفين ما الدية التي أنوي سلبها من الفتاة العقربية
هجير:- شكلكِ ستنتقمين لماضينا يا أختي
سراج:- سأفعل وحياة عرقنا الشريف لآخذ بثأركِ منهم
هجير(طأطأت رأسها):- …لنكمل مهمتنا الأساسية وبعدها نفكر
سراج(نظرت للدرج):- تأخر حفيدنا كل هذا إقنااااع الله الله
مراد:- الإغلاق لن يفيدكِ بشيء ، سيزيد الأمور سوءا سيبقيكِ في إطار الفراغ ولن تتمكني من التقدم خطوة واحدة …هكذا تعطين للخاطف فرصة للاستهزاء بكِ ، قائلا هاه ماذا فعلتِ بعد تحريركِ ما زلتِ في قبضتي ، حتى وأنتِ بعيدة ما تزالين تعيشين في سجني ؟؟
ميرنا:- مراد …لطفا
مراد:- مراد ماذا ، هذا كثير على كاهلكِ يا ميرنا …لماذا تتحملين الوجع بمفردكِ أنا طبيبكِ صديقكِ ..، صارحيني افتحي قلبكِ لي ، اعتبريني دفترا واكتبي على صفحاته كل ما يؤلمكِ ..حرري ذلك الوجع وإلا ستندمين
ميرنا(عدلت جلستها):- مراد …ما حصل لن أتمكن من سرده لأحد ، غريبا كان أم قريبا فدعني أحتفظ به بين طيات صمتي
مراد:- حسنا ، لن أضغط عليكِ فلا هذا زمانه ولا مكانه لكن جدتيَّ المشعتين تطلبان حضوركِ …الأمر بشأننا
ميرنا(ابتسمت برتابة لتنهض):- أغسل وجهي وأوافيك
مراد:- في أي وقت ، ليلا كان أم فجرا ستجدينني مستعدا لسماعك
ميرنا:- سأتذكر هذا جيدا
هجير:- هاه أقبلت أخيرا ، انتظرناك لأزيد من ساعة خيرا يا وليدة الشمس
ميرنا:- كنت مضطرة
سراج:- اجلسي جوارنا ، قد وجدنا طريقة لأجل تبادل الأدوار بينكم وبين وناريانا التي ستقوم بزيارة حلم أحدكم
ميرنا:- كيف سيتم ذلك ، ولأجل ماذا ؟
هجير:- لأجل معرفة المخطط المقبل للإنقاذ ، فالغناء لا يعطي نتيجة مؤكدة لأنه يتأخر في عالمنا كما تعلمين
ميرنا:- حسنا ، ما دوري في الموضوع كله ؟
سراج:- ستساعديننا لكي نفتح لها الطريق
ميرنا:- يعني ستزورني في حلمي ؟
هجير:- لا يمكننا الجزم فالاختيار سيكون نابعا من قلبها ، هي ستختار الفرد الذي سيحمل رسالتها … لذلك الأمر منوط بها وليس بنا
ميرنا:- ما المطلوب مني ؟
سراج:- سترافقيننا لجبل عشيرة الشمس ، هناك فقط تستطيعين المساعدة
ميرنا(نظرت إليهم):- …. أذهب لكن …لكنهم يمنعونني من الخروج
هجير:- ههه وذلك حسبنا حسابه ، حاميكِ سيرافقنا أيضا
ميرنا(حولت عينيها):- متوقع ، ولا أستغرب إن كان على علم بالمقترح
سراج:- هننن فطنتها تدهشني
ميرنا(نهضت):- هاه متى نبدأ
سراج:- حالا ….هيا بنا
مراد:- مهلا مهلا ألن تخبري حكيم أو أحدهم.. سيخلقون مشكلة برحيلك ميرنا أقترح التريث
ميرنا:- تخبرهم أنت أو لورينا فالواجب يناديني …من بعدكما
أخذاها رفقتهما لجبل عشيرة الشمس حيث وجدته يقف بأول الشارع ينتظر مقدمها ، ما إن لمحها معهما حتى تقدمهم بخطوات متثاقلة ليسبقهم إلى عين المكان لكن ليس مشيا بل على الأحصنة ، أشارت لها سراج بامتطاء أحد الأحصنة المربوطة بالزاوية لكنها رفضت فلم تنسى مشهدها مع صافيور سابقا
وائل(مد يده لكي يجعلها تصعد معه):- رافقيني
ميرنا(نظرت لهجير التي امتطت حصانا بحرفية):- أركب معها
سراج:- وأنا يشرفني أن أركب مع حامي الوليدة ، أمسك يدي عزيزي
وائل(زفر عميقا ليمسك ذراع سراج):- تفضلي
هجير(أمسكت كف ميرنا):- اصعدي وتشبثي بي جيدا
… تبادلا نظرة صامتة حين التقت أعينهما ليوجها بصرهما للبعيد في حين كانت عيون سراج وهجير تتناقلان بينهما
هجير:- أتعلمان أن الجبل سيتشرف بمقدمكما ، وليدة الشمس وحاميها
سراج:- حتى أن معشرنا كله سيكون فخورا برؤية أبطال الأسطورة ، فعلا شيء لا يصدق لكنه يتحقق
ميرنا:- سيتوجب علينا إنهاء هذا من نفس المكان الذي بدأ فيه
هجير:- بالطبع ، بين جبلنا وجبل الساحرات ستتم المعركة الأخيرة …كلمة معركة غريبة على مسمعكم كونكم من جيل إلكتروني مختلف ، لكن الخير والشر إلا وما يأتي يوم ويتواجهان ويبقى البقاء للأقوى
سراج:- وحبذا لو يكون من نصيب الأخيار ، فلو حصل الأشرار على تلك الطاقة سوف تحدث الفوضى والخراب
ميرنا:- عمو نزار قال شيئا على القربان ، أعتقد أن نهاية هذا الأمر سيتم بفقدان شخص منا
سراج(نظرت لهجير ثم لوائل الذي حرك سرج الحصان):- أ…من أين جلبتِ هذا الكلام ، حفيدنا ما يزال يتصرف بطيش
وائل(نظر لميرنا ثم تابع مسيره):- لنتحرك قبل أن يحل الظلام
ميرنا:- …كيف سيتم الأمر …؟؟؟
هجير(غمزت لها):- لا تستعجلي ، ستلتقين بشخص أولا وبعدها نبدأ الطقوس
صعدا على تلك الهضبة فتجاوزوها لينزلوا للجبل حيث كان هنالك مخيم مرتب ، تدب فيه الحياة فقد كان هنالك نسوة ورجال وأطفال ما إن رأوهم حتى توقفوا ليشكلوا صفوفا مرتبة لاستقبالهم ..انحنوا احتراما أثناء مرور ميرنا ووائل اللذين كانا ينظران لكل تلك الأحداث بعين الاستغراب …
وائل:- لأصدقكِ القول ، ما توقعت هكذا استقبال
ميرنا(همست):- …أعتقد أننا ذو قيمة كبيرة عندهم ، أنظر لكل تلك الرؤوس المنحنية
وائل:- وأعتقد أن تلك الخيمة التي نتقدم نحوها تخص كبيرتهم
هجير:- يااااا معشر آل الشمس ، أخيرااااا وطأت أقدام وليدة الشمس وحاميها بقاع ترااااابنا ، إنهما على أرضنا قد لامست النبوءة أطرااااافنا يا قوووووم ….باركوووهماااا باركوهمااااااا
القوم:- لتعيش وليدة الشمس وحاميها ،، لتعيش وليدة الشمس وحااااااميها
سراج:- وصلنا …ادخلا إليها
ميرنا(بتوتر نظرت إليه):- من ؟؟
وائل:- لنكتشف ذلك .. …تعالي
دخلا سوية إلى الخيمة حيث كانت تجلس في كرسيها الكبير المصنوع من فرو الدببة وجلد الأسود .. أشارت لهما بالتقدم نحوها عندما دكت عصاها الطويلة لتنهض من مقامها وتقف بينهما ….
وديقة:- أخيرا يا أولاد …حارس الوليدة والوليدة نفسها ، إن هذاااا لشرف عظيم أن تستقبلكم عشيرتنا على أرضها ، علمنا أن الساحرة الشريرة قد خلقت هذا البعد لأجل مآربها الخاصة ولكننا سعداء لأنها جعلتنا نلامس وجودكم حقا …
ميرنا:- لسنا نفهم أي شيء ، التوأم ذكرتا شيئا عن الطقوس والتواصل
وديقة(قاطعتها):- جريحة الجوى …أنتِ تتمزقين داخليا
ميرنا(فتحت فمها لتنظر صوبه حيث استدار إليها بخفة):- …أ
وُديقة(التفتت إليه):- اجمع لعاب دهشتك ، هذه الفتاة لك فذلك ما تقوله الأسطورة وذلك ما سيحدث لكن ….إن حدث خطأ في منظومة الأحداث بهذا البعد قد تتغير الكثير من الأشياء في مستقبلكم الخاص والعام أيضا … احرصا جيدا على بقاء وتيرة الأحداث ثابتة وإلا ..، ستحملون معكم تغيرات يصعب تلافيها
وائل:- نحن لا رغبة لنا بتغيير شيء هنا ، لذلك لنساهم في خلق جسر التواصل بيننا وبين ناريانا علها تفيدنا بطريقة سريعة للعودة
وديقة:- لا تستعجل ، ثم ما بك تضع جلدا واقيا على شخصيتك ؟
وائل(فتح فمه من جملتها الفاسقة):- هئ ….حضرتكِ
ميرنا(احمرت خجلا):- تت ..يا إلهي
وديقة(نظرت إليه):- فاقد الثقة لا يجيد الوثوق بشيء سوى ماضيه
وائل(هز رأسه من إصابتها في حالته):- مع الأسف
وديقة:-سرااااج هجير ..لنبدأ
سراج(بسطت يدها):- لنمسك أيدي بعضنا أولا ، جدتي ؟
وديقة:- سأكون متفرجة …
ميرنا(أمسكت يده لتنظر إليه ثم تستدير نحوهن):- ما العمل الآن ؟
دخل المعمعان مع مجموعة من العشيرة وأخذوا يدورون حولهم ويدندنون بأغانيهم الشعبية ، بينما توسطت ميرنا ووائل تلك الدائرة رفقة هجير وسراج اللتين بدأتا الغناء والنحيب …فهما أن تلك هي الطريقة لتمكين ناريانا من التواصل معهم بسهولة ….وهنا كانت هذه في صراع مختلف
ناريانا(حولت عينيها):- ستيلا ، ليس وقت ترهاتك لطفا اغربي
ستيلا:- قلت لأساعد الله الله …
ناريانا:- ها فخرية ، أحتاج لدعم سلسبيل وإلا لن أتمكن من أخذ الطاقة اللازمة لتحديد هدفي
فخرية:- ستساعدنا لكن من خلال غرفتها لأنها مريضة
ستيلا(مغادرة):- غالبا أصابها الفيروس
ناريانا:- ااااه ماذا تفعلين هنا انسحبي من فضلك أنتِ تزيدين الأمور سوءا …فخرية تمام أخبريها أن تمدنا بالطاقة اللازمة … فمع الأسف أختيكِ المغرورتين رفضتا المساعدة بكل يقين وثقة
فخرية:- دعكِ منهما نحن كافيتين لكِ ..الأمر ليس بتلك الصعوبة
ناريانا:- آمل ذلك …لنبدأ فقد حان الوقت
أمسكت فخرية بيد ناريانا لتهمس معها بتلك الهمهمات بينما كانت هذه الأخيرة تدندن شيئا من تراثهم ، شيئا يشبه ما كانت تدندن به التوأم في ذلك البعد …. بعد لحظات شعروا جميعا ببرودة في أطرافهم تسربت لتجعل القشعريرة تسري بأجسادهم ، مع ريح مصاحبة للرمال التي تضاعفت لتشكل زوبعة شملتهم في كلا البعدين …….
خوري(أغمض عينيه):- اففف أشعر بالنوم الثقيل ، تت ماذا يحدث ؟؟؟
تثاءب بشكل ثقيل حين سقط على الكنبة متهالك القوى عندما غالبه نوم مفاجئ جعله يدخل في تهويدة عجيبة ، والحال أن خالته وأم طفله قامتا باختياره عفويا ليكون ساعي البريد لمرسالهم …..
ناريانا(نظرت إليه ثم من حوله):- خوري ….خوووري استيقظ ، خوووري هذه أنا ناريانااااا …خووووري
خوري(انتفض):- نارووو ….ماذا تفعلين هنا ، كيف جئتِ ؟؟؟؟
ناريانا(ابتسمت حين لامست وجنته):- ياه يا كبدي هل اشتقت إلي لتلك الدرجة ، اهدأ وافتح انعقاد حاجبيك لتركز معي فأنا مجرد طيف في هذا الوجود ، أريدك أن تسمعني جيدا هنالك طريقة واحدة لاستعادتكم …
خوري:- هذا لو اختصرتها
ناريانا:- بواسطة سوار ابنتك استطعنا استعماله كمرساة لغاية الآن ذلك جيد ، لكن يجب علينا أن نحصل على مرساة أخرى من الساحرة التي تسببت بكل هذا الويل ، مهمتكم هي الحصول على شيء يخصها ستستعملونه لكي تفتحوا معنا البوابة
خوري(رمش بعدم استيعاب):- هل أنا أحلم ؟
ناريانا:- أجل أنا في حلمك يا خوري ، ولكنني واقع اففف هل هذاااا وقته ؟
خوري:- ما بكِ صرتِ سمينة هكذا ، انحفي قليلا ما أحب رؤية الشحم
ناريانا:- هاااااء هل هذا كلام تقوله لامرأة حامل بطفلك ؟
خوري(نظر للبطن):- كيف ابني ؟
ناريانا:- بخير ، كيف ابنتك ؟
خوري:- لذيذة
ناريانا:- يا إلهي …. خوري الوقت يداهمنا هل ستساعدني أم أدخل لحلم شخص غيرك ؟
خوري:- سأبطل أيقونة الأحلام بدماغكِ لو قمتِ بالدخول لحلم رجل غيري
ناريانا(رمشت مرتين):- هل نحتسبها غيرة ؟
خوري:- بالتأكيد لا ، إنما لا أحب أن يستمتع غيري بحريمي مفهوم ؟
ناريانا:- ت ت عد أنت فقط وسأجعل حريمك كالزبدة ، هل ستساعدني خوري ؟
خوري:- كيف هي أختي ؟
ناريانا:- منهارة
خوري(سحب نفسا عميقا):- سأساعد …لأنني أرغب بالعودة مع ابنتي إلى هناك ، لكن … لماذا اخترتموني ؟
ناريانا:- بواسطة الرابطة الدموية قد كنت الخيار الأنسب …خوري الكل يعتمد على هذه الخطوة من فضلك ، قد تعبنا هناك بدونكم والله
خوري:- تعبتم …أم تعبتِ ؟
ناريانا(ابتسمت):- يكفي إحراجاااا …
خوري:- تمام …سأنفذ الأمر لكن بشرط
ناريانا:- لو لم تقل ذلك لقلت بأن قلبك لان
خوري:- حين عودتي ستساعدينني بالحصول على شيء أريده بشدة
ناريانا:- أكيد سأساعدك
خوري:- ستفعلين …
ناريانا:- ما هو ؟
خوري(ابتسم بخبث):- ….حين أعود ستعرفين ، الآن عندما تعودين المرة المقبلة لتزوريني في الحلم تأكدي من ارتداء شيء شفاف اشتقنا لرؤية كيلوات اللحم الأبيض
ناريانا(بدهشة):- حمدا لله أن خالتك لا تصغي لحديثنا الفاسق …هه خوري اشتقنا
خوري(فتح عينيه لينظر حوله):- نااارووو …لقد كااااانت هناااا
ناريانا(فتحت عينيها):- لن تدققي في كلامه
فخرية(هزت رأسها):- لن أفعل إذ أعرف أن عرق السفالة موروث من أبيه الفقيه وأمه العذراء
ناريانا(أطلقت ضحكة)"- ههههه تضحكينني يا امرأة ، هااا وصلت رسالتنا الآن عليه أن يوصلها بشكل صحيح وإلا خسرنا الفرصة
خوري(عدل ياقته لينظر صوب المرآة):- وحدث أن حصلنا على دافع يجعلنا نزور الحبيبة …لكن مع تدخلاتي الشهيرة طبعاااا …
ابتسم بخبث حين وضع قلنسوة رأسه ليثبت القناع على وجهه ويخرج من البيت ، نظر حوله ليستمر إلى وجهة محددة بحصان أسود يشبهه في حدة الملامح ،..صعد به إلى جبل الساحرات حيث أوقفه وعلق سرجه عند دعامة البيت الذي ما إن طرقه حتى أقبل رجل يماثله في الطول لكن ليس بنفس الهيأة ….
هجرس:- أنت ابن كهرمانة إذن ؟
خوري:- شكلك يوحي على أنك لم تستلطف حفيدك أبدا
هجرس:- ادخل للمنزل
خوري:- وطالما دعوتني يعني أنك تتقبلني ، سعدت لسماع ذلك
هجرس:- السماجة ليست موروثة مني لكن عرق النباهة أكيد من جدتك الفاسدة
خوري:- ت ت عيب أن تقول عن زوجك فاسد … حضرتك من قمت باختيارها لتكون عروسك ، أبعد كل هذه السنين تخبرنا عن ندمك ؟
هجرس:- ليتني لم أتزوجها ، قد ندمت ندم عمري لأن دمي اختلط بدمها المشئوووم ، إنها شر شر مظلم لا يمكن معرفة حدوده ، لذلك سأنصحك نصيحة بسيطة إياك والوثوق بها ، ..حتى ولو كانت تخدمك حتى ولو أقنعتك بأنها ستهبك عيناها إلا أنها كاذبة في كل وعد
خوري(ابتسم):- لا توصي شخصا لا يعترف بكلمة الثقة في قاموس حياته
هجرس:- ما غايتك ؟
خوري:- بما أنك تتحدث بطلاقة فهذا دليل على أنها غير موجودة ، حسن أحتاج لشيء من أغراضها الخاصة يمكن استعماله كمرساة لفتح البوابة بين العالمين
هجرس:- من طلب منك ذلك ؟
خوري:- ابنتك فخرية …خالتي يعني
هجرس:- تمنيت لو رأيت بناتي وهن كبيرات لكن ..قدر
خوري:- نصيحة متبادلة ، احمد الله أنك لم ترى أيا منهن فلن تسرك وضعياتهن الاجتماعية بتاتااااا
هجرس(بعدم فهم):- أهاه ؟
خوري:- لا تدقق ، ها أيمكنك مساعدتي ؟
هجرس:- ليس بتلك السهولة ، يجب عليك أن تستحق المساعدة أولا
خوري:- يعني ؟
هجرس:- أسلوب الأمر الذي تستخدمه في هذا البعد لن يفيدك بشيء ، أنت هنا أعزل لا حول ولا قوة لذلك أنزل أعمدة غرورك ودع التواضع ينطق
خوري(رفع حاجبيه بدهشة):- واووو … تحليل مثير للاهتمام
هجرس:- بما يفيدك تعذيبك لعائلتك ، هل استفدت شيئا ؟
خوري(رف جفنه):- …أجل استمتعت برؤيتهم ينالون جزاءهم
هجرس:- وجزائك أنت ، هل سيستمتعون برؤيته ؟
خوري:- حضرتك….
هجرس(قاطعه بحدة):- اجمع لعاب انتقامك لأنك لا تنتقم من أحد سواك
خوري:- أنت لا تعرف شيئا فلا تتحدث بهرااااء من فضلك
هجرس:- صحيح أنت لست حفيدي ، لكنني مهتم بشأنك وأعلم جيدا أنك لم تخلق شريرا بلا قلب هكذا ، …كهرمانة هي التي جعلتك تعيش كل تلك المآسي وهي التي حولتك لوحش ظلامي شبيه بأمها ، أمها التي عذبتها بنفس الطريقة ذات مرة
خوري(عقد حاجبيه ثم فتحهما بدهشة):- ماذاااا ؟
هجرس:- ماذا ..ألم تخبرك عن قصة أسرها في الكهف الجبلي ، حين سجنتها وجوعتها وعاقبتها لأنها كادت تكشف أمرها هي وحبيبها الخائن
خوري:- قصدك جدي ؟؟؟
هجرس:- ذلك الرجل ، لم نعرف يوما هويته ..كانت تخفيه جدتك بشكل جيد وحتى اليوم لا أعرفه مع الأسف ، بحثت عنه في عالمنا هذا بعد هذه العودة لكن لا أثر له مما يعني
خوري(برقت عيناه بشراسة):- أنه ما يزال على قيد الحياة ؟؟؟؟
هجرس:- مثله مثل تماراااا … ما زالا على أرضكم
خوري(نظر حوله ثم حدد بصره نحوه):- جدي ما يزال حياااا إذن ، لقد سألت عن هويته كثيرا حتى كهرماني لا تعرف من يكون …أصلا عرفت بأنها ليست ابنتك مؤخرا جدااا ، ليندا ابنتك هي التي اعترفت في ليلة اللقاء
هجرس:- أعرف ذلك جيدا ..، مؤسف أن ابنتي ليندا تحمل جينات أمها أكثر مني لكن كن واثقا ..، الطبع يغلب التطبع فهن تشربن الشر منها لكن في صميمهن أنا متأكد أن هنالك صفحة بيضاء مفقودة في أعماقهن
خوري:- مهلا مهلا لا تحاول جذبي لحديث الضمير والإنسانية ، أريد معلومات عن ذلك الرجل أريد إيجاده فهو نقطة ضعف لتماااارا
هجرس(هز رأسه):- وأنت تريد إقناعي أنك جليدي مستبد مثلها
خوري:- لنختصر
هجرس:- كل ما أعرفه عنه أنه شخص كان ذو سلطة في ما مضى
خوري:- لا يساعدني ذلك
هجرس:- لكنك لو عدت للتاريخ ستجد شخصيات ضئيلة كانت ذو سلطة حينها ، ابحث جيدا ستجده طالما أنت متلهف لإيجاده لتلك الدرجة
خوري(رمقه وهو يوليه ظهره):- … ليكن بعلمك أنني لا أعطي تبريرات بتصرفاتي وقراراتي لأي أحد ، لكن إن كان ذلك يعنيك شيئا فأنا أرغب بإيجاده لإيلامها
هجرس:- لديك جانب إنساني تجيد إقصاءه ، لكنك ستستخدمه عاجلا وغير آجل عندما تقف عند الحافة لتجعلك تختار بين فلذاتك
خوري:- ماذا تقصصصصد ؟
هجرس:- إنها قادمة لن يسرها هذا الحديث بيننا ، أمسك ذلك الوشاح وقم بقص طرف منه بسرعة
خوري(أمسك وشاحا وقص طرفا منه):- والآن ؟
هجرس(أخذ منه الطرف ليدمدم بشيء سحري ثم أعطاه له):- أخفيه بجيبك وقل بأنك زرتنا بداعي الملل …هي لن تصدق لكنك ستقنعها فأنا وهي لا حوار بيننا
خوري(رمقه وهو يغادر):- لا ينقص سوى التدخل لحل مشاكلكما الزوجية تمارا(فتحت الباب على مصراعيه مبتسمة):- حفيدي الجميل ببيتي
خوري(برتابة):- جدتي اليائسة
تمارا(تمايلت لتغلق الباب بعد رحيل هجرس):- ماذا كان يخبرك هذا العجوز الكريه ؟
خوري:- أبدا ، كان يمدح في خصال ساحرته المشعوذة
تمارا:- هذا يعني أنه قال الكثير ، همممم ما سر زيارتك حبيبي ؟
خوري(حول عينيه):- بيننا اتفاقية يا تماااارا تعلمين ؟
تمارا:- الاتفاقية كالتالي ، العائلة بين قوسين الأعداء بين قوس مفتوح هم والأصدقاء مما يعني أن الأقرباء من الدرجة الأولى من سينالهم بعض الوصب
خوري:- ياااه ، من أين ورثتِ هذا الدهاء ..هل كانت جدة جدتي خبيثة ؟
تمارا(تقدمت لتشير له بالجلوس):- …أنا أنتمي لعائلة ساحرات عرفها التاريخ على مر العصور ، وإنجابي للبنات وراثي أيضا فنحن لا ننجب الأولاد إلا إذا تم اختلاط الدم
خوري(جلس مقابلها):- اهاه يعني جدي هجرس هجين وليس من دم نقي مثلكِ ؟
تمارا:- حالة جدك هجرس تختلف ، هو من عائلة سحرة جاؤوا من أقصى العالم ليستوطنوا معنا هذا الجبل …تم عقد عهدة بين أجدادنا القدامى وحدث أن اتحدوا بالتزاوج وصولا إلينا
خوري:- يعني ما بينكما زواج تقليدي
تمارا:- شبه ذلك … أحببنا بعضنا ذات زمن مضى
خوري:- وماذا حدث بعدها ، لماذا نشب الكره بينكما ؟
تمارا:- لأنه خاااانني …خانني مع شامة الحقيرة
خوري:- ألم يخنكِ لأنكِ خنته أصلا يا امرأة ؟
تمارا(ابتسمت بخبث):- تمَلك رجل آخر من قلبي ، هجرس كان مهتم بعشيرتنا ونسي أمري …ظن أنني سأكون ربة بيت أرعى بناته البائسات ولذلك بحثت عن الشغف لأجده عند ذلك الرجل فقط ….رجل مهما حصل لن أندم لأنني خرجت منه بطفلة ، صحيح أمك الغبية لا تحمل جيناتي بل تحمل جيناته لكن ….ها أنت ذا أمامي فهذا ما ورثته عنه ، قد كان رجلا ذو نفوذ وسلطة ، هيبته عظيمة وحضوره يسلب لب أي امرأة …هه ولحسن حظي قد كنت أنا المرأة الوحيدة بحياته ، قد قتلت كل اللواتي سبقنني وجئن من بعدي حتى
خوري(صغر عينيه فيها):- …تفعلينها ، لكن حسب حكايتكِ يبدو لي أنكِ لم تستطيعي قتل الجميع ، هنالك واحدة لم تتمكني من إخراجها من قلبه
تمارا(عقدت حاجبيها):- من أين جئت بهذا الكلام ؟
خوري:- مما سمعته منكِ ، نبرة اللؤم والحقد ما زالت متأججة ما يعني أنها ما تزال حية هي الأخرى ، امرأة لو قمتِ بقتلها ستفقدينه وعليه لم تتمكني من أذيتها طوال هذه السنين لأجله …
تمارا(نهضت بعصبية لتحرك إصبعها فترفع الطاولة وتكسرها):- لا تحاااااااول استثارة أعصااااااااااااابي
خوري(بابتسامة باردة تمطى على الأريكة):- أظنني أصبت لب الهدف
تمارا(نظرت لمرآتها التي تقدمت نحوها بكل كره):- ….لم أستطع أخذ مكانها ، مهما فعلت قد جربت كل الطرق لأسلب قلبه وأملكه لكنها كانت عائقا بيننا ….بالرغم من أنه لم يقترب منها يوما أو يتخذها حبيبة أو حتى يلمسها إلا أنه عشقهاااا عشقا جنونيا …لم أتمكن من أذيتها فعلا لأنه حذرني بل هددني أنني لو فعلت سيقتل نسلي كله حتى ابنتنا
خوري:-وكان جادا في تهديده على ما يبدو …
تمارا(التفتت إليه):- …. المرأة تكره شريكة في قلب محبوبها ، كنت لأقدم على فعل أي شيء لكي أنسفها من وجدانه ، أي شيء لدرجة أنني …أنني عرضت نفسي للموت مئات المرات لأجل الحصول على مبتغاه ، فقط كي أملأ عينه ويرضى علي لكنه تمادى في طلباته ، وفي كل مرة أنجو فيها من الموت كان يحثني على المغامرة من جديد …حتى آخر مرة عندما أمسكوا بي في جبل عشيرة الشمس وقاموا بقتلي
خوري:- نعم ؟؟؟؟
تمارا(رفعت كفها):- لكنني امرأة لا تموت بسهولة .. لدي روح ثانية
خوري(لمح ندبة كفها):- … وهل يعلم أنكِ ما تزالين حية ؟
تمارا(ابتسمت بخبث):- إنك تعلم أكثر مما يلزم يا حفيدي الوسيم ، أخبرني بصراحة ما سر زيارتك الليلة ؟
خوري(نهض وهو يفرقع رقبته):- ….فضول على ملل ، ماذا ألم يسركِ تواجدي هنا …على الأقل أنا أذكركِ بجدي الحبيب
تمارا(اقتربت منه):- أنت تشبهه بعض الشيء ، لكن في الهيأة نهائيا فقد كان ذو كرش …مع ذلك عشقته آآآآآه وما زلت أذوب في هواه …إنني أنتظر حصولي على ما أريد لكي أعيد المياه لمجاريها حين أعترف له بوجودي
خوري:- يعني تعرفين موقعه وتراقبينه عن كثب ؟
تمارا:- لو أخبرتك عمن يكون سوف تجده بسهولة ، هو لا يرغب بكشف أمره لأنه يتوارى خلف الأنظار …قد ترك كل شيء وراءه واختار الاختباء
خوري:- كيف يتدبر أموره، يعني كيف يعيش هل هو بحاجة لمساعدة ؟
تمارا:- ههه يا لضمير الإنسانية الذي تفاجئني به خوري …هيا كلانا نعلم أنك لا تملك حس المساعدة بقلبك الضيق ، فلماذا تستدرجني بالكلام هل ترغب برؤيته ؟
خوري:- أراوغكِ لأنكِ داهية ، لن تسمحي بمعرفة جدي علما أن ذلك حقي
تمارا:- هل تحسبني بشعة الروح لتلك الدرجة ، سأكون مسرورة بتعريفكم على بعضكم لكن … الرغبة من طرف واحد سيئة فهو يعلم بأمرك ومع ذلك لم يقترب منك
خوري(عقد حاجبيه باستغراب):- لماذا ؟
تمارا:- تلك اللماذا ستسألها لجدك يوما ما ، الآن ستغرب من بيتي لأنني أريد الاضطجاع فقد سئمت من انتظار حركة من بناتي الفاشلات …مع الأسف أعطيتهن تجربة بسيطة لو حركن مادة جماجمهن قليلا لعرفن الحل لكن مع من نتحدث
خوري(أمسكها من ذراعها قبل ابتعادها):- أعطني الحل ….
تمارا(تمايلت لتلامس صدره البارز من شق قميصه):- مقابل ؟
خوري:- ابففف ماذا تريدين أيضا ؟
تمارا:- رومينا خاصتك هنا …على هذه الأرض ، أريدك أن تعرف كيفية وصولها لهذا العالم علما أنني لم أستدعها ولا بناتي فعلن
خوري:- أليس لتلك الطاقة المحيطة بها علاقة ؟
تمارا:- ذلك هو …لكنني أريد سماع التفاصيل ..، أعطني معلومات بشأنها سأعطيك معلومات بحل معضلتكم البسيييييطة جدااا
خوري(سحب نفسا عميقا ليهمس بأذنها):- …إن تلاعبتِ بي ….
تمارا(قبلته في وجنته):- وأخون عهد الأجداد ، عيب يا حفيدي
خوري(أفلتها ليرمقها بطرف عين):- تبقين ساقطة حتى وأنتِ جدة
تمارا(أطلقت ضحكة مجلجلة):- ههههه …. أتظن المجون سهلا
خوري(هدر من خلفها):- من كانت تلك المرأة التي عشقها ؟
تمارا(توقفت):- …لآرد
خوري:- طالما لم تكن أنتِ …إذن فهي تشبهه يعني امرأة طبيعية ولكي نحصي الخيارات المتوفرة بهذه البلدة التعيسة …سنجد قليلا من العوائل التي كانت ذات نفوذ فيما مضى ، يعني بالنظر إلى شخصية جدي العريقة فهو لن يتعرف على ابنة حطاب سوقية ….
تمارا(دفعته بقوتها ليرتطم بالجدار):- اخرسسسسسسس
خوري(سقط متهاويا وهو يضحك بصخب):- هههه …أعتقد بأنني جددت خلايا الشيخوخة في قلبكِ الميت
تمارا:- اخررررررج حالا وإلا آذيتك بشششششدة ، اخرررررررج
خوري(نهض بعناد):- سأجدها ، سأجده …سأجدكم جميعا هذا وعد مني
تمارا:- تبااااااااااااااااااا
أرعدت السماء من فوقه حين امتطى حصانه عائدا للديار ، علم أنه أشعل فتيل غضبها وتركها تستذكر أمجاد غيرتها الأزلية على الرجل الوحيد الذي عشقته لكن …. من يكون وكيف اختفى ؟
عاد للبلدة حين وصل للزقاق المجاور لبيت خاصتنا ، هناك راح ينتظر مجيئها المتفق عليه كل يوم لأجل رؤيتها … لكنها تأخرت وهي تعلم جيدا أنه يكره التأخييييييير ….
خوري:- كدت أفقد الأمل …لو تأخرتِ دقيقة أخرى كنت سأدخل
لورينا(أنزلت قلنسوة رأسها لتضع وهج أرضا):- تفضل عزيزي البيت بيتك ، يا رجل لا تهذي إن الجماعة مستنفرين أصلا …تعلم الظروف
خوري(نظر لوهج التي كانت تلتصق بقدمها):- …كيف حالها ؟
لورينا:- أنظر إليها وستعرف ، ثم لاعبها داعبها احملها قليلا ما القلب الحجري الذي تحتفظ به وسط هذا الصدر العريض ؟
خوري:- نختصر ..نختصر لأن الوقت ضيق
لورينا(حملت وهج):- هاااا تفضل ماذا تريد ؟
خوري:- اسمعيني جيدا ، وصلتني رسالة من الطرف الآخر …هنالك وسيلة لأجل عودتنا تم أخذ عينة من بيت الساحرة التي تسببت بكل هذا الوبال .، بواسطتها سنتمكن من الرجوع
لورينا:- كيف فعلت كل هذا بمفردك ؟
خوري:- أملك أساليبي
لورينا(أمسكت منه طرف الوشاح):- …ما المطلوب الآن ؟
خوري:- ستقولين أن أمكِ تواصلت معكِ عبر الحلم أو ما شابه ، أعطتكِ حلا وأنتِ ستتقاسمينه معهم ، يجب أن تقنعيهم لكي يتحدوا ويخلصوننا من هذا ….فهمتني ؟
لورينا:- طيب طيب سأفعل …لكن كيف سنعرف الطريقة ؟
خوري:- دعي توأم الشمس يفسر الأمر ، أيضا خالتنا سندس ستتحد معنا رفقة هجرس ضد الساحرة
لورينا:- آه ….قلي هكذااا إذن ، طيب خوري أين تعيش حاليا كيف تتدبر أمورك يعني ؟
خوري:- لو كنتِ تسألين تحديدا عن علاقاتي الجنسية لأخبركِ أنها محظورة بهذا العااااالم ، هياااا عودي للداخل ولا تجعليني أبدأ بالشتم أمامها
لورينا:- ههه بئس الجينات الفاسقة التي تحملها بعروقك ، تعالي صغيرتي فأبوكِ فاقد لشيء اسمه أخلالالالالالاق
خوري(تأملها من الخلف):- نِعِمَّ الأخلاق التي تبرز من مؤخرتكِ العوجاء
لورينا(بغيظ):- حيواااان بداااائي متووووحش …..و
مراد(فاجأها):- ماذا تفعلين بالخارج لوري ؟
لورينا(ابيضت شفتاها من الفزع):- هئئئئئ مرااااد أفزعتني
مراد(نظر خلفها للزقاق الفارغ):- الجو بارد ، كيف تخرجين مع الطفلة هكذا هل تريدين أن تمرض …ادخلي بسرعة هيا هيا
لورينا:- حااااضر حاضر …لقد لقد ظننت أنني سمعت طرق الباب فذهبت لأتفقد المكان هذا فقط
مراد(نظر خلفها مرتين وهو يغلق الباب بإحكام):- خروج لوحدكِ ممنوع ألا تعلمين أين نعيش ؟
لورينا:- هل تخشى علي حقا ؟
مراد:- بالطبع أخشى …لورينا ألا تعلمين قدر معزتكِ بقلبي ؟
لورينا:- معزتي تتراقص الآن على أرض خصبة ، آآآآه مراد ما زال الحال مبكرا ما رأيك لو نعود للنوم ؟
مراد:- ههه …نوم عن نوم يفرق ، لندع الصغيرة تغفو وبعدها ننتقل إليكِ
اختفى رفقتها في الرواق حين ظهر ظل مظلم في الزاوية ، ظل استمر في التحرك بين البهو العريض نحو الدرج وصولا إلى المستوى العلوي للمنزل ، مرورا بالغرف المجاورة لغاية ما وصل لبابها الذي فتحه بهدوء ليلج الغرفة ثم يقفلها من خلفه ببطء شديد …أسفر عن تنهيدة عميقة ليستدير بنظرته الجليدية وهو يطالع نومها الساكن نوعا ما ، إذ يبدو من قبضة يديها على الفراش وانعقاد حاجبيها أنها ترقب حلما مزعجاااااا …
ميرنا(في الحلم):- ….لا تقترب مني ، لا تلمسني ، أنا لست مثلهن لن أكون مثلهن مهما حاولت جري لتلك الطريق فلن تستطيع كسر عيني لن تستطيع تغييري أنا ميرناااااااا الراجي …صحفية صحفية ولست ليالي العااااااهرة ، أتسمعني …أتسمعنيييييييييييييي ….هئئئئ هئ ….
وائل(أعطاها كوب ماء):- إنه مجرد كابوس
ميرنا(التقطت الكوب لتشرب قليلا وهي تنظر بذهول):- ماذا تفعل عندك ، كيف دخلت غرفتي ؟
وائل:- من الباب غالبا ، ثم اهدئي واخفضي صوتكِ فلا نريد أن ينهض الغراب الساكن في الغرفة المجاورة كي يظن بنا سوءا لا سمح الله
ميرنا(أعطته الكأس لتسحبه منه وتشرب ما تبقى منه بحرقة):- هل جئتني لكي تسمم بدني بسعادتك الزوجية يا سيد وائل ؟
وائل:- أكيد لاء ، لكنني واثق من منبع الفضول الذي يقفز بعينيكِ الآن …عمووووما دعينا لا نخرج عن إطار الكوابيس فالأمر مهم
ميرنا:- ماذا حصل ..الأولاد ؟
وائل:- أخوكِ طارق لم يعد للمنزل باكرا ..قد كان غائبا منذ البارحة ولم يدخل حتى الفجر
ميرنا:- إي ..هل هو ولد صغير حتى نحاسبه على مواعيد خروجه ودخوله
وائل:- نظرا لموقعنا فالجميع مضطر لتبرير ذلك ، ثم لست هنا لأجادلكِ في سبب غيابه أو تأخره بل لأخبركِ بأنه ليس على ما يرام …شكله قد عايش وجعا آخر من الماضي
ميرنا(نفضت الغطاء):- وتخبرني الآن ؟؟؟؟
وائل(استوقفها بخفة ليقف قبالتها مشيرا لها بالتوقف):- انتظري ، لنعطه بعض الوقت
ميرنا:- منذ متى استعدت نبض قلبك الإنساني حضرة المحامي ، هاااا أتراك تستعمل تلك الهبة مع الآخرين لكن معي تصبح صنماااااااااا ؟
وائل:- لا تصرخي …لا تصرخييييي
ميرنا:- بل سأصرخ ، أصلا لماذا تقتحم غرفتي هكذاااا في هذا الوقت ، …كيف تفعل ذلك بي بينما أنت متزوج هاااااااه
وائل:- أستغفر الله العلي العظيم
ميرنا:- ونتوب إليه
وائل:- اسمعيني جيداااااا يا فتاة ، إنني أتحدث عن …
حكيم(دفع الباب):- ميرنااااااا ..ميرنا أنتِ بخير ، واااائل ماذا تفعل عندك؟
ميرنا(أشارت إليه):- كنت أسأله للتو نفس الشيء
وائل(نظر إليهما):- ….ت
حكيم:- نعم …ننتظر تتمة الحروف سيد واااائل
وائل(نظر خلف حكيم ليتقدم ويغلق الباب):- لتخفضا صوتيكما معنا أطفال هذا أولا ، ثانيا لست هنا بغية رؤية عيونها العسلية ، ثالثا أنت لا تخاطبني بأسلوب المتهم لأنني لا أجد نفسي كذلك طالما غايتي واضحة …لو أن ابنة عمك أصغت لي لفهمت أنني هنا بغاية محددة
ميرنا:- والتي هي ؟؟؟
وائل(زفر عميقا لينظر إليه):- كيف طاوعكما قلبكما على النوم بينما طارق خارج البيت ؟
حكيم(حك لحيته):- ظننا أنه يتسكع ثم بحثنا عنه طويلا ، هل عااااد ؟
وائل:- عاد ..عاد شخصا آخر محطما منهزما ويبدو على ملامحه البؤس
حكيم(فتح حاجبيه):- ماذاااا تقول …هل هل التقى به مجددا ؟
ميرنا(أمسكت على صدرها):- يا الله
وائل:- لن تذهب إليه فتوقف عن استعراض الاهتمام، أساس مجيئي ليس طارق بالدرجة الأولى بل هنالك شيء آخر عليكما معرفته
حكيم:- متى تنتهي شارة بداية المسلسل عندك لننتقل للأحداث ؟
وائل(حول عينيه):- لورينا …تقابل شخصا غريبا في الخارج ، لمحتها قبل قليل حين ضبطها مراد أمام الباب الرئيسي ..، استطاعت أن تلعب بعقله لكنني كنت موجودا أثناء ذلك
ميرنا:- تقااااابل من ؟؟؟
حكيم:- آه لوريناااااا آآآآآه متى تتوبيييييين ؟
ميرنا:- لن تتوب غالبا حتى تفقع مرارتنا بمصائبها هي وأمها المشئومة
حكيم:- من قابلت يا وائل ؟
وائل:- لا أدري …الظلام كان دامسا وهي لم تستغرق سوى بضع دقائق وحين هممت باللحاق بها لكي أعرف هوية الشخص ، خرج مراد فاضطررت للاختباء
حكيم(صغر عينيه):- ولماذا لم تنم أنت حتى هذا الوقت ؟
وائل:- هل ستترك كل شيء لتهتم بمواعيد نومي عزيزي ؟
حكيم:- آه شكلك تعودت على حضن الزوجة لذلك يجافيك النوم هنا
وائل(ابتسم ملء فاهه):- بالضـــــــــــبط
ميرنا(مسحت على رقبتها):- أي ….أيقظا ميااااار وحلا الأمر معه أريد العودة للنوم لأن رأسي ثقيل
وائل(نظر إليها):- خذي وسائد أخرى فأنتِ لا تستطيعين النوم بدونها
ميرنا(نظرت للفراش حيث كان هنالك وسادة فقط):- … تعودت على واحدة
وائل:- مهما تعودتِ …الطبع يغلب التطبع أليس كذلك ؟
ميرنا(رمشت بفهم):- …. نتمنى أن ينطبق ذلك على الصفات البشرية لدى البعض أيضا
وائل(ابتسم ليضع يديه بجيوبه مغادرا):- تصبحين على خير
حكيم(وهو يراقبهما):- لماذا لم تطرق بابي أولا ، هيه اسمع لا يمكنك اقتحام غرف الآخرين بلا إذن …هذه آخر مرة أراك عندها ماشي ؟
وائل(لم يوليه اهتماما):- ومالي أراك تهب وتدب كلما سمعتها تعطس
حكيم(استشاط غضبا):- واااائل
ميرنا:- آآآآآآه لطفا لطفا تابعا هذا الحوار بالرواق ، أرغب بالنووووم
حكيم(أغلق الباب ليشير له بإشارة التحدي):- سترى …
وائل(أشار بإصبعيه لعينيه):- عيوني عليك ههه مواااح بون نوي
حكيم(أغلق الباب بعصبية):- ….ما هذا الوائل الذي تحول إليه ، كتلة أعصاااااااااب واستفزاززززز أأأأآآآحخ…مهلا لماذا أتحدث مع نفسي مثل الأبله لأتفقد طاااارق فذلك المحامي يحقنني بالأعصاب في كل مرافعة ..
تجاوزه ركضا وهو يرمقه بوعيد بينما كان كتلة الجليد يسير ببطء شديد وكأنه لم يشعل فيه فتيل القلق والغضب قبل قليل …هنا هرول حكيم صوب غرفة طارق حين طرقها ولم يسمع جوابا منه لكن من دخان السجائر المنبعث من الجوار يبدو أنه ينفث روحه مع كل نفس …
حكيم(أطل برأسه حين فتح الباب):- هل تتقاسم مع ابن عمك سيجارة بالية كما الأيام الخوالي ؟
طارق(ابتسم بمرارة):- أتقاسم معه كبدي لو أراد ، أدخل
حكيم(أغلق الباب ليجلس على الأرض جواره حيث كان يستقر):- متشكر ، أشعلها لي من فضلك
طارق(أشعلها له):- تبدو ناعما في تصرفاتك ، ماذا هل جافاك النوم ؟
حكيم:- شبه ذلك ، متى عدت وأين كنت ؟
طارق(تلونت عيناه بالدم):- ….كنت بالجوار
حكيم:- أي جوار بالتحديد (راقب صمته ليتابع) هل أنت بخير ؟
طارق(زم شفته حين نظر إليه نظرة قاتمة):- معايشة الأموات صعبة يا حكيم ، بعضهم نرتاح بعد موتهم ولكننا فاشلون في إخفاء ذلك بالحزن الذي يتوسم قلوبنا أثناء تشييع جنازاتهم …. أتذكر عند وفاة أبيك انفطرت أفئدتنا حقا لكن مع أبي الذي لم أحضر لجنازته لأنني كنت قاتله ، أجزم لك أن الدموع التي نزفها الجميع حينها كانت دموع راحة وفرح …. فلا تسألني عن أحوالي هنا لأنني لست بخير لست …
حكيم(دخن سيجارة ليبتسم وهو يهز رأسه كمن يصغي للحن وهمي):- لا تسْأل يا صَدِيقي لمَاذااا أنا مهْمُـــومْ … كُلُّ جُرحٍ مَفتُوح مرَّ بي قدْ ذَهب … السِّيجارَة المَحرُوقة دَاهمَت قلبِي …هرَب دُون أن ينظُر للوراءِ قد ذهب ..
طارق(ضحك ليتابع معه بصوت شجي):- يَفهَمُنِي كم حَالي مَجنُـــون .. إن كُنتُ أكذِبُ فليُعاقبنِي الحُب … مثلَ طائرٍ يَترُكُ العُش ..طارَ فجَأة بعيدًا في الصَّباح
حكيم(معه بنبرة دافئة):- لقد عُوقبَ قلبي في كُلّْ لُعبة حُب …ينامُ حَظِّي في أحضانِ الظلم …الهمٌّ حوَّل رقَبتي مثلَ السِّحر …حبيبي الخائنُ قد ذهب …اممم
طارق:- حبيبي الخائنُ قد ذَهب …
حكيم(أغمض عينيه ليتابع ببحة):- لم أعُد أنا ، من أنا يا هذَا …أعيشُ بلا جدوى بدُونه ثق بهذااا … ظننتُ أنهُ سيأتي في يومِ من هذا الباب ..كتبَ اسمهُ في قلبي وذهب ….فلا تسألنِي يا صديقي
طارق:- هه…لا تسألني ياااا صدِيقـــي …
حكيم(بنظرة عميقة):- هل اشتقت لعفافك ؟
طارق:- مثل اشتياقك لأختي
حكيم:-أجدك متفتحا في هذا البعد ، إنك لا تحب التحدث عن حريمك بدون أخلاقيات رسمية
طارق:- هه … عيونك تنطق حتى لو حاولت الإخفاء
حكيم:- أنت مخطئ ، شيء ما يدور بيننا لست أفهمه ..برود غريب
طارق:- لمست بعضا منه ، لكن العمق يبقى مخلصا للحبيب الأولي
حكيم:- هذا ما يقال ، لكنك تلمح لأن هنالك امرأة أخرى …هه لا لا تسرح بخيالك بعيدا فإن لم أعشق ليندا فبالتأكيد لن أذهب بعشقي نحو مغدورها
طارق:- الأحول ههه لا لا إطلاقا … لكن يمكننا النظر من جانب آخر
حكيم(طرأت على باله فجأة بشعرها الطويل وهي تسير مبتعدة):- …ت ت …لا يوجد امرأة أخرى فلا تهذي علي ، شكل السيجارة ضربت الجو مع الأغنية النحس …ها ألن تخبرني أين كنت ؟
طارق(أطفأ السيجارة بحرقة):- عند عمك … سليم الراجي استطاع تسميم بدني بشكل يكفيني لمدة أربعين سنة وخمسة أشهر
حكيم:- ماذا دار بينكما ؟
طارق:- آفات بيتنا الجميل ، مآسي بناتنا وأمهاتنا ، حياتنا التي جعلها حطاما وهكذا دواليك …يعني لا شيء مختلف عن بقايا الرماد
حكيم:- لماذا تكلمه يا طارق ، ما إن رأيته كان عليك الابتعاد
طارق:- كاد أن يمسك بميرنا يا حكيم ، لقد تدخلت في آخر لحظة واعترضت طريقه في الزقاق …ولكي ألهيه عنها اضطررت لمواجهته ومواجهة سمومه …، لأجل أختي تركته يفعلها بي مرة بعد مرة
حكيم(بتأثر):- اللعنة عليه في جحيمه …لا تتأثر به إنه رجل فاشل مريض ترك مخلفاته في حياتنا لكننا سننظفها ونبني أنفسنا بعيدا عن ذكرياته …سنعمل على ذلك يا طارق
طارق:- أجدك مفعما بالتفاؤل بالنظر لأسير أتمَّ عامه عند الشمطاء
حكيم:- أشهر مريرة بالله عليك لا تذكرني بها … أعتقد بأن خروجنا من هنا سيعيدنا للوطن أتظن ذلك ؟
طارق:- أتمنى …ففخرية قالت أن الخسوف الذي سيهل سيعيد البعيد ويكشف الأسرار
حكيم:- فخرية هي فخرية …. حقا اشتقت لكل واحدة منهن
طارق:- وهن اشتقن ، يعني لا أجزم كيف تكون حالتهن بعدنا الآن لكنهن قادرات على الاعتماد على أنفسهن
حكيم:- وغازي موجود يعني …ما بك لماذا تهجم وجهك ؟
طارق(رمش مرتين):- لم أرد إخبارك في هذا التوقيت لكن عليك أن تعرف
حكيم(بقلق):- ماذا حصل لأخي ؟
طارق:- …أحدهم جعل ياسين صديقه يمده بالمخدرات حتى أصبح مدمنا عليها طوال أشهر …
حكيم(فتح فمه بصدمة):- أخي أنااااا مدمن مخدراااااااات ؟
طارق:- شتتت ..لا أحد يعلم سواي وبنات آل رشوان قد كن موجودات أثناء ذلك
حكيم:- هديل ؟
طارق:- هديل سجلت اسمه في مصحة لمعالجة الإدمان لكنه لم يذهب ، بل اختفى لبعض أسابيع وهو يبحث عن ياسين الذي حاول الانتقام منه حين اختطفه لحافة جبل ساعدتنا جمانة للعثور عليها …صدقني تدخلنا في آخر لحظة قبل أن يموت الرجل بين يدي أخيك
حكيم(أمسك على رأسه):- هل أهملناه لهذه الدرجة ؟
طارق:- دار بيني وبينه حوار أليم ، الولد حزين داخليا بسببنا قد أهملناه لدرجة النسيان …وذلك خلف كبتا بداخله حوله لغضب لا يمكن إرضاخه إلا بالعنف وهذا ما حصل مع ياسين
حكيم:- من الذي جعله يفعل به ذلك ….هل حققتم معه ؟
طارق:-وهل لحقنا لقد تركته في عهدة مهدي رجلي ، فور عودتنا سنعرف هويته …أما عن غازي فلم يعد للبيت ما زال غائبا يقول أنه سيجد مغتصب بناتنا وسيقدمه إلينا وسيكون آخر معروف لعائلتنا حسب قوله
حكيم(ضحك بغبن):- ….أكاد لا أعرفه …حقا أكاد لا أعرف أخي أصلا متى عرفته هل في المناسبات القليلة التي تشاركنا بها ، أم في الأيام البسيطة التي نمنا فيها تحت نفس السقف …مهلا مهلا متى نمنا سوية ههههههه …آه يا طارق ….
طارق:- يوجع أعلم ذلك ، لكنه حدث وكما قلت سنبني بيتنا وعلاقاتنا ببعضنا من جديد …أليس كذلك ؟
حكيم:- سنفعل … سنفعل ….
ميار(دخل عليهما):- خيانة مشروعة ..ماذا ستفعلان ابن عم لأخيه بدووووني هاااه ؟
طارق(هز رأسه):- كل شيء يحوله إلى فراش وساقين مرفوعتين
ميار:- واووووووو …أول مرة ينطق الشيخ طارق بكلام سفيه مثلي
حكيم:- ههه تعال وتقاسم معنا هذه السيجارة المسكينة
ميار:- آتي لم لا آتي هاااه بسيرة من كنتما تمزقان ؟
نظرا لبعضهما ليسفرا عن تنهيدة حين جلس مقابلهما ليبدآ التسامر معه في فجر ذلك اليوم الذي لا يعلمون كيف سينتهي ولا كيف سيبدأ في بعدهم الآخر الذي طال وطالت معه همومهم الأزلية …

"عندمَا تتَّسِعُ مِساحاتُ الفراغِ في الغِيَّاب لا يملؤُها شيءٌ سوَى التناسِي ، والمُحاولة من جديد لتعويض الأيامِ الضَّائعة ..لكن هلْ ينجحُ ذلك أم أنهُ يبقى رهينَ المُحاولة يبقى جَوابُ ذلك بينَ يديْ الْحَظ؟ "
~ بعد مرور عدة أيام ~
فتحت عينيها المبيضة لتبتسم بابتسامة عريضة وهي تنظر للعدم من تلك النافذة لساعات دامت طويلة ، ساعات أفقدتهن صبرهن حقا …
ستيلا:- لأخلي ذمتي تلك المرأة العجوز قد فقدت عقلها ، وللأسف فقدته بينما فلذتي لم تعد بعد …
ناريانا:- افففف …يا فخرية بالله عليكِ ألا تحنين علينا ، نحن ننتظر منذ الصباح خبرا مفرحا لكنكِ لا تساعدين ..
ليندا(تشرب فنجان قهوتها):- تركت كل شيء في روما لأبقى حبيسة هذه الأركان مع امرأة مختلة عقليا …طوال ساعات وهي كالصنم تضحك تارة وتتهجم تارة وكأنها تنتظر نزول مكوك فضائي
كهرمانة:- مكوك ماذا ؟
ليندا:- مصطلح لن تستوعبه عقليتكِ التقليدية
كهرمانة:- الله أكبر على المثقفة …تت يا فخرية قد سئمنا حقا ..ما كل هذا الغمووووض ؟؟
ستيلا:- مرت أيام عديدة لا حس ولا خبر ، حتى التواصل معهم انقطع منذ آخر مرة عندما وجدنا الحل لكن لماذا لم نستعمله لماذا منعتناااا تلك ؟
ناريانا:- قالت أن الوقت ليس مناسبا إذن فهو كذلك …
ستيلا:- أي أعصابي لا تتحمل لا تتحمل ….
هبة:- سنتحمل لا خيار أمامنا
ستيلا(نهضت لتطقطق بكعبها):- أي لا أستطيع التحمل وهي بهذه الهيأة المتخشبة الغريبة
فخرية(رفعت كفها):- …اخرسن …… هذه الليلة ، روابط الدم ستتحرك وستنكشف ، لا أريد تصعيب الأمر عليكن لكن يجب أن تقلقن فلن يمر ذلك بسهووولة
هبة(ابتلعت ريقها):- ماذا تقصدين بروابط الدم ستنكشف ؟
فخرية(استدارت نحوها):- ….ستعرفين ذلك عندما ينتصف الليل ..، ولا واحدة فيكن ستلومني قد فعلت ذلك لأن الأمر حتم علي هذا …، لأجلهم سأتصرف حسب موجب قانون الطبيعة الأم ، تلك الساحرة لم تدع لنا خيارات بديلة …لذلك بعضكم سيغادر البيت مسرورا والبعض الآخر سيحمل معه حقيبة الأحزان ويرحل …
ناريانا:- ما فهمت ولا حرف …اففف فخرية تحدثي بفصاحة لطفا
فخرية(نظرت إليها):- يجدر بكِ أن تفهمي ذلك أول شخص …لكنني لا ألوم فترة حملكِ التي تجعلكِ متذبذبة البصيرة ..، على العموم ستكونين شريكتي في الفعل أحتاجكِ خارجا في الإسطبل فلا يجب أن تسمعنا أذن خبيثة فتقف بيننا وبين لحظة النصر
ليندا(حولت عينيها):- كأنها ترمي بالكلام علي ؟
كهرمانة(ضحكت):- ما عهدنا الخبث إلا منكِ أختي السفيرة
ستيلا:- هه … لقد افتقدنا حس السخرية من سلسبيل متى تخرج من قوقعتها التي زامنت سن اليأس عندها ؟
كهرمانة:- لا تحاولي الاحتكاك بها حتى لا يأكلكِ لحمكِ
ستيلا:- عنها …أنا أرغب بعودة ابنتي لا غير صح هبة ؟
هبة(بشرود):- أعتقد بأن كل ما رمت إليه فخرية يعنيني بالخصوص …أنا خائفة لكن لو حانت لحظة الحقيقة فلن أتهرب …
ستيلا:- المهم أن يعودوا سالمين من هنااااك هذا فقط ….
هبة:- مرت أيام هنا ما يعني أنها مرت أسابيع هناك ، كيف عاشوهاااا ؟
ستيلا(نظرت للحديقة حيث كانت تسير فخرية وناريانا):- الجواب عندهم
ناريانا:- كلي آذان صاغية
فخرية(حركت إصبعها):- صنعت جدارا عازلا بيني وبينكِ حتى لا يسمعننا ، أحتاج مساعدتكِ لأنكِ القادرة على تجهيز ما يلزم وفي الوقت المحدد …هذه الليلة إنها ليلة الخسوف أهم ليلة بحياة الراجيشوانية والنجيبيين والسحرة وآل الشمس وحتى الxxxxب ،…ليلة ستنكشف فيها أسرار دفينة وستعرف فيها حقائق مذهلة مثلما حصل تماما ليلة اللقاء …، لكن هذه المرة ستكون بين الروابط الدموية فهل أنتِ مستعدة ؟
ناريانا(رفت عينها):- هل لي دخل أيضا ، …هل سيكشف سري ؟
فخرية(نظرت لبطنها):- لست متأكدة …لكن الأقدار وحدها من ستحسم
ناريانا(مسحت على بطنها):- شعرت بانقباض ، أظن أن ضياء خائف
فخرية:- ليخف …فالليلة حاسمة هل أنتِ مستعدة يا ابنة الشمس ؟
ناريانا(زفرت عميقا):- ….مستعدة …مستعدة ، ما المطلوب مني ؟
فخرية:- نحتاج لمنطقة معزولة ، أرض ليست ملكا لأحد منا
ناريانا:- يعني مثل أرض حيادية ، اممم فندق خوري ؟
فخرية:- أقول أرض حيادية وتقولين فندق خوري …مكان ليس ملكا لأحد من معارفنا يجب أن يكون معزولااااا بشكل تاااااام
ناريانا:- الله الله لم تصرخين بوجهي يا امرأة …أين سأجد مكانا كهذا نحن في قصر بحري يعني إن لم يكن على الشاطئ فأكيد سيكون بالأراضي الزراعية التي تكمن في الطريق إلى هنا
فخرية(لمعت عيناها):- ….البلدة …يجب أن نذهب للبلدة سنكون معهم بالتزامن في نفس المكان ونفس الزمان ….ما المكان الذي بقي على عهده حتى يومنا هذاااا ؟
ناريانا(بتخمين):- جرس البلدية ؟
فخرية:- هه … وجدتها ، سيكون لقائنا جميعا في البلدة …هيا هيا تحركي عليكِ أن تجمعي الجميع وتبعثيهم إلى هناك ليس أمامنا متسع من الوقت ….تحركيييييي … وأنا بدوري سأتحرك وأقوم باتصالاتي
ناريانا:- أحيانا ترعبينني ، تمام سنستعد للرحلة إلى البلدة …أوامركِ
فرقعت إصبعها لتفك العازل بينهما وتبتعد بسوادها في زاوية قصية لتقوم باتصالاتها كما قالت ، بينما ناريانا دخلت لتخبرهن عن وجهتهن لتبدأ هي الأخرى اتصالات سرية ستجمع فيها القريب والبعيد في ذلك اللقاء الحاسم ..
تمت المكالمات التي ظهرت فيها شخصيات متعددة ومتفرقة وهي مصدومة مما تسمعه على الطرف الآخر ، شخصيات كانت بعيدة عن عالم السحر والمافيا بشكل بسيط …كل واحد فيهم نظر نفس النظرة وهي نظرة الاستيعاب لهول ما سمعه عبر الهاتف ، بعضهم كان على دراية بمجريات الأحداث والبعض الآخر كان بعيدا كل البعد عن تخيلها حتى …لكن هكذا شاءت الأقدار ….
وقبل أن ننتقل لتلك الليلة المنتظرة سنشاهد بعض الأمور
في بيت الراجي
نبيلة(دكت الأرض بعصاها):- عن طوع أمري لن تخرجن مفهوووم … لن تغادر أي واحدة فيكن هذا الباب ولن يعلم طارق بما حصل هنا
عفاف(تبكي):- كيف لن يعرف طارق بما حصل هنا …جدتي إنها ابنته ابنته كيف سنخفي محاولة انتحارها هااااه ؟
نبيلة:- حفيدتي لم تحاول الانتحار لقد انهار ضغطها وغفيت وسط الحوض
عفاف(تضرب على رأسها):- ليكلمها أحدكم بطريقة تفهمها فهي لا تستوعبنييييييي
نبيلة:- عفاااااااف لا تفقدي أدبكِ مع صبركِ ايضاااا
عواطف(مسحت دموعها):- البنت بخير …البنت بخير أنجدناها في آخر لحظة سواء حاولت الانتحار أم غفيت فذلك لن يخرج من بيننا
مديحة:- آه لن نحمل أولادنا هم التفكير في هذا ، إنه دورنا كأمهات
إخلاص:- ألف حمد وشكر لولا الولد يزن لكانت ….يا إلهي
يزن(وهو يجفف رأسه):- لقد انسد الماء في الحمام السفلي ولعجلتي صعدت لأقضي حاجتي بالحمام العلوي فتفاجأت بذلك …
سلوى:- ابني البطل
سماح(لوت شفتها):- ايييه لماذا لم تتحسن أحوالها مثل شيماء ها هي ذي تخرج وتذهب لتلك الجمعية ، لماذا هي ما تزال متقوقعة حول نفسها ؟
عفاف(بشراسة):- مثلما ابنتكم متقوقعة في غرفتها منذ شهرين
سلوى(نظرت لسماح):- ابنتي تعاني من اكتئاب حاد ، ثم لا تخلطيها في جملة واحدة مع ابنتك سيكون أفضل
عفاف:- لن أنشغل بكِ
عواطف:- يكفي …يكفي البنت ستستيقظ بعد قليل ، الطبيب عندها فلا تتحدثن بعبط كي لا يسمعكن
إخلاص:- ليسلم الدكتور فارس لم يخجلنا عندما طلبناه
نبيلة(جلست على الكرسي):- …لن أعيد كلامي ، بني طارق لن يعرف
عواطف:- حاضر يا أمي حاضر كلامكِ على رأسنا من فوق
نور(خرجت من الغرفة):- …ستستيقظ بعد قليل …
فارس:- لا تضغطوا عليها كثيرا ، أقترح مراجعتها لطبيب نفسي عاجلا لأنها بحاجة للمساعدة ..يبدو من البقع الداكنة على جسمها أنها تعتصر ألما دفينا في خاطرها ، ذلك يعود بنتائج وخيمة فلا تتهاونوا واستنجدوا بطبيب مختص بسرعة
نور:- سنتصرف سنتصرف
عفاف(أمسكت على فمها):- هل سأفقد ابنتي ؟؟؟؟
فارس:- لا داعي للتضخيم ، هي من النوع العصامي يعني محاولتها للانتحار شبه منعدمة …لقد نزل ضغطها وهي في حوض الحمام الساخن ولذلك ارتخت عضلاتها فغفت
نبيلة:- هاه أرأيتم ما قلته ، اسمعوا الطبيب جيدا لتقتنعوا
فارس(نظر إليها ثم حمل حقيبته):- سأستأذن منكم الآن
إخلاص:- شكرا لتلبية الطلب دكتور فارس
فارس(نظر إليها):- ذلك من دواع سروري
نور:- من هنا …تفضل
سماح(وضعت يدها على فكها):- هل قوام هذه البنت يزداد أم أن نظرتي فقدت بُعدها ؟
نور(سمعتها):- قصرها ستفقده بعد قليل عمتي سماح
سلوى(هزت رأسها لتجلس):- ارتحنا الآن لم يحصل شيء …ها جدتي هل سنبقى حبيسات هنا يعني أمامنا عمل كما تعلمين
نبيلة:- لن تخرج ولا بقرة من الحظيرة اليوم ، كلامي مفهوم
نور(عادت لتجلس قبالتها):- خيرا بلبلة ما سر هذا الحبس الجماعي ؟
نبيلة:- هكذا أريد هكذا سيحدث …الليلة ولا راجية ستغادر ربوع المنزل ..، أخبري رنيم أيضا لتلازم بيت زوجها وميرا كذلك حتى أنتِ .، ستعودين للبيت وترعي ابنتكِ وبنات الطبيب
نور:- أمركِ يا كبيرة الراجيات لكن …سبب ، أريد معرفة سبب ذلك
نبيلة:- منذ متى تجادلينني .؟؟
نور:- حاشا لله ، لكنني أحب فهم الأمور أما الغموض فلا يستهويني
نبيلة(نظرت لبطنها):- هل نصوغ السؤال بطريقة مغايرة تجعلكِ موضع استفسارات هذه الأفواه ، أم أنكِ ستثقين بجدتكِ وتمسكي حقيبتكِ وترحلين؟
نور(رفعت كفها ثم حقيبتها ثم مفاتيحها):- ونوري ينسحب من جلستكن يا جميلات الراجي ، ألقاكن على خير
نبيلة(هزت رأسها):- جنونكن لن يتغير ، هيا لا تنشغلن اتصلن برنيم وسمر أبلغوهما رسالتي بالحرف، والويل ثم الويل لمن تعترض على أوامري
عواطف:- أظن أن موسم الغرابة قد بدأ في منزلنا مرة أخرى …
اتصلوا برنيم وميرا اللواتي لم يفهمن سر هذه الحماية الغريبة التي أمرت بها جدتهن ، حتى نور أغلقت باب بيتها بإحكام فهي تعلم أن نبيلة لا تتحدث عن عبث …والتي حملت حقيبتها وغادرت بيت الراجي للحاق بالبلدة مع سفيان الذي أخذها إلى هناك لأجل ذلك اللقاء المنتظر …
ميرا:- هذا ما أمرت به جدتي وهذا ما سننفذه ، لست هنا لأنني مولعة بك لكنني وجدته مكانا آمنا لي ولابنك
شهاب(نظر إليها مليا):- بيتكِ هذا يا ميرا ، يمكنكِ المجيء وقتما أردتِ
ميرا:- لم تذب الثلوج بيننا ولذلك أرجو بعض المساحة
شهاب:- لا أفهم سر خصومتنا منذ أيام ، أساسا أنتِ من استفز فيني عرق العصبية فجعلتِ تلك المشكلة تتضخم في قصر جوزيت
ميرا:- ها أنت قلتها تتضخم بسببك الكل يظن بأنني زوجة سيئة
شهاب:- ألستِ كذلك ؟
ميرا(بغضب):- اسمع اسمع لم آتي للخصام كلها ليلة وستمر ، غدا أعود لقصري فهل ستستقبلنا أم أعود أدراجي مع ابنك الناعس ؟
شهاب:- أين هو بالمناسبة ، ولد شااااادي
ميرا(دخلت معه ووجداه يتفرج على التلفاز):- … أنظر لراحة البال
شهاب(ابتسم لها):- سأحضر طعاما
ميرا(نظرت إليه بطرف عين):- ليكن لذيذا من فضلك إننا جائعين
ناظرها مليا بدوره ليلج المطبخ وهو يراقبها من مكانه بينما كانت تشاهد مع ابنها برامجه الكرتونية وعقلها غائب في دنيا أخرى ….
أما عند نور فقد كان العكس حيث وضعت أطباق الطعام على المائدة ونادتهم بالفرد ليهموا لتناول لقمة …فقد كان هو أول من لبى النداء
نور(رمقته بحدة):- … قلت لك توقف عن فعل ذلك ،إنها عادة سيئة
فؤاد:- لست بحاجة لإطعام أحد سأتصرف بنفسي يعني لن تحدث مشكلة
نور:- بلى …أنا موجودة لذلك سأطعمك
فؤاد:- تطعمينني وبعدها تلومينني ثم تعايرينني ، لا شكرا
نور(بتأفف جذبت كرسيه إليها لتجلس بجواره):- دعنا لا نطيل ، سأطعمك وينتهي الأمر بسرعة فؤاد
فؤاد(راقب عيونها):- بكِ لمعة مختلفة ، هل لي أن أفهم سببها ؟
نور:- أجل يمكنك ذلك ، إنها لمعة الغضب الخامد الذي ستؤججه فيني بعد لحظات بتصرفاتك القبيحة التي ستجعلني أصرخ بجدوى وبدون
فؤاد:- هههه ….حقا أخرجكِ عن طوع صبرك
نور:- يا جمالك
فؤاد(تأملها):- أما اشتاق فؤادكِ لفؤاده ؟
نور:- كم مر على اختراق الرصاصة يا فؤادي شهرين ، أظنك اشتقت لوقع رصاصة أخرى يلا لتكن طقسا دائما بعد مرور ستين يوم
فؤاد(ابتسم حين مسحت طرف فمه):- أما عني ، فقد اشتقتكِ يا نور ظلامي
نور(تلعثمت وهي تمسح فمه):- … يكفي يا فؤاد ، مزاجي هادئ فلا تزعجني أكثر ….ديناااا ، جناااان هيا للعشاء
جنان:- جنى لا تريد تناول شيء ، سآخذ لها شطيرة بعد الوجبة
نور:- دعوها على سجيتها هي لا ترغب بالبقاء هنا ، نحن ننتظر عودة أبيكم وقتها فقط ستكون مرتاحة
جنان:- لنتناوله يبدو شهيا
دينا:- أنا جائعة جداااا ، مامي متى تعود ميسون اشتقنا لها
نور(نظرت لفؤاد):- نأمل أن يكون ذلك عما قريب … يا رب
فؤاد(نظر للباب):- هل ننتظر أحدا ؟
نور(أومأت لدينا):- انظري من القادم ، غالبا هذا همام دعيه يدخل لتناول العشاء معنا
دينا:- أوكي مامي ، انتظروا أنا قادمة … أوه
هديل(تجاوزتها):- ابتعدي يا ابنة عمي التي اكتشفنا حقيقتها مؤخرا
دينا:- بدأنا مجدداااا
جمانة(حركت رأسها):- لا تؤاخذيها إنها غاضبة
نور(مطت شفتيها):- أليس عيبا أن تقولي مثل هذا الكلام لطفلة ؟
هديل(نظرت لدينا):- أين الطفلة هنا قريبا ستصبح امرأة مثلنا
نور(أغمضت عينيها):- فؤاد عزيزي أخرس شعلة آل رشوان قبل أن أطفئها بمعرفتي
فؤاد:- خيرا هديل ما الذي يحصل ؟
هديل(أشارت بأصابعها):- أولا جدي مفقود ثانيا قام بتوظيف شخص دون موافقتي في الشركة ثالثا وهو الأهم ذلك الشخص لا أرغب بوجوده هناك ، لأنه سيخلق مشاكل جمة بيننا وبينـــــهم
نور(أشارت لنفسها):- نحن هم ، أي رأسي بدأ بالدورااااان
فؤاد:- اجلسا …اجلساااا هيا ولا تشغلاني وأنا هكذا ، جمانة غاليتي اشرحي لي ما يحصل فهذه الفتاة من غضبها لا تجيد السرد
هديل(بحلقت في جمانة بعينيها):- انطقي يا بجعة البحيرة
جمانة(مسحت على وجهها):- أسعد الرشيدي أصبح رسميا موظفا بشركات آل رشوان
نور(فتحت عينيها على وسعهما):- مااااااذا قلتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هديل:- ليست هذه المشكلة فقط ، جدي قام بتحويل نسبة من الأسهم لحسابه وأعطاه الحق بنسبة 1 بالمئة
فؤاد(عقد حاجبيه):- هل جن هذااااا العجووووز …كيف أمكنه ذلك ؟؟؟؟
هديل(نظرت لنور):- والله السؤال يجب طرحه على أصحاب الشأن ، ابنة أخيكِ هي التي أجبرت جدي على القيام بذلك لماذا ولأجل ماذا لا نعرف ….كنا لنستفسر لكن جدي مفقووووود منذ الصباح
نور(أمسكت على رأسها مرة أخرى):- لو تكاثرتم أكثر سنصبح في مشكلة عويصة يا جماعة ، لطفا لا يظهر بعدكما حفيد آخر إذ يكفينا متاعب
جمانة:- ماذا سنفعل ؟
هديل:- أنتِ لا تتدخلي أصلا نسبتكِ في تلك الشركة أصبحت متعادلة بيني وبين وائل
فؤاد:- مهلا …الشركة لنا وأبي ليس له حق التدخل في الأسهم ، كيف حصل على ذلك ؟
هديل(جلست على الكرسي):- هو بصراحة …عندما كان وائل في غيبوبة
فؤاد(تلونت عيناه بالدم):- أجلللللل تااااااابعي
هديل(نظرت لجمانة مستنجدة):- أ…
جمانة(جلست جوارها لتهمس):- هيا يا نعامة الحقل تابعي التبجج
هديل(فركت يديها):- هو بصراحة …أنا أنا خفت على حقوق أخي وائل من زوجته ابنة الخطيب ، وجدي أقنعني بهذه الخطة يعني كي نحمي شركاتنا أعطيته وكالة باسم وائل ومنحته الحق في التصرف كوني صاحبة نسبة أكبر
نور:- هههه …صدقا لن يقضي عليكم أحد سوى أنفسكم
فؤاد:- مااااااااذا فعلتِ ، كيف استطعتِ ذلك ؟؟؟؟؟؟؟
نور:- ولماذا لم تعطي لشهاب تلك الوكالة ، لماذا جدكِ ألا تعلمين أنه يسعى للدخول لتلك الشركة منذ سنواااات ؟
فؤاد:- وقد منحته تلك الفرصة ببساطة ، ثم تعالي هنا كيف أخذتِ الوكالة بينما وائل في غيبووووبة ؟؟؟
هديل:- أ… يعني طلبت بعض المساعدة من رقية وقامت بتلبية طلبي
فؤاد:- وماذا عني …هل ترينني عاجزا لتلك الدرجة حتى لا تستشيريني يا ابنة أخي ، حسنا لنقل أنكِ وثقتِ بجدك لكن هل أخوكِ سيوافق على ذلك …، كيف تجاوزتِ شهاب يا هديل حتى لو رأيتني معاقا وغير جدير بالمساعدة كنتِ اطلبيها من ابن عمك…لماذا فعلتِ لماذااااا ؟؟؟؟؟
هديل(نظرت لنور):- لأنك قمت بمنحها كل أسسسسسهمك …شهاااب أخبرني بذلك
جمانة(نظرت لنور التي انتقلت ببصرها صوبه):- ماذاااا ؟؟؟
نور(رفعت حاجبها):- أمور زوجية فلا تتدخلي يا هديل فيما لا يعنيكِ
هديل(نهضت بعصبية):- بل سأتدخل ، لا يمكنكم محاسبتي طالما أحاول الحفاظ على أملاكنا …كل زوجة فيكم تحاول الحصول على حقوقها بينما لا حق لكن في أملاك آل رشوان ما هو لنا سيبقى لنا حتى لو اضطررت لمنح جدي هذا الحق كله ، سأفعل لأنه لن يدخل غريب بيننا
فؤاد:- ههه وها هو قد أدخله بنسبة واحد في المئة ، هل استطعتِ حمايته؟
هديل:- هذا ما لست أفهمه ، لماذا فعل جدي ذلك ولماذا هذا الولد تحديدا
نور:- الجواب عند ابنة أخي وعند ذلك الأسعد …وبما أن جدكِ مفقود وابنة أخي مريضة لا يتبقى أمامنا سوى حصر المتطفل والضغط عليه
فؤاد(سحب الكرسي للخلف):- أنا بغرفتي
هديل(تقدمت لتعترض طريقه):- لا يحق لك لومي أو معاتبتي عمي ، أنا حميت أموالنا فقط …. ما زلت معترضة لمنحك تلك الأسهم لزوجتك التي ستخذلك عند أول فرصة ، فالمرأة التي تتمكن من تصويب رصاصة في حضن حبيبها قادرة على سلبه من أي شيء يملكه
نور:- برافو لابنة أخيك تملك مخا بعكسك عزيزي فؤاد
هديل:- عمي لا تلمني من فضلك ، عندما علمت من شهاب ذلك انزعجت وواجهتك بهذا لكنك لم تصغي لي …ماذا فعلت غير أنني أردت حمايتنا منهم ماذا فعلت ؟
فؤاد:- يكفي هديل …أنا بحاجة للراحة
جمانة:- هديل لنذهب
هديل:- طيب لندع هذا الحوار لاحقا فليس وقته ، أخبرني ألن تبحث عن جدي ….إنه غائب وبدون رستم
فؤاد(عقد حاجبيه ليستدير نحوها):- بدون رستم ؟؟؟؟؟؟
هديل(هزت كتفيها):- بدوووونه …..
فؤاد:- اتصلي بهمام ليأتي حالا ، حالا ….سنهتم بالعجوز الآن وحين عودته سأجعله يسحب ما منحه لذلك الغريب وأنتِ ..، محاسبتكِ ستكون مختلفة عنهم انتظري يا هديل انتظري
نظرت هديل صوب جمانة التي أومأت لها بقلة الحيلة ، لكنها لم تولي تهديد عمها اهتماما بقدر ما كانت قلقة على جدها الذي غادر القصر ذلك الصباح لوجهة غير محددة ، وبدون حراسة حتى وهذا أمر سابق لعهده ….
في قصر الخطيب
فواز:- ماذا يحصل يا أمي جاهدة ؟
جاهدة:- ريتال يا فواز ، ريتال لم تعد من الخارج بعد
فواز:- قد تكون في زحمة السير ، لا تدعينا نقلق بدون فائدة
جاهدة:- إنها منضبطة في مواعيدها، حتى أنها تجيب على هاتفها لكنه مغلق منذ فترة …أين حفيدتي؟
فواز:-كأنكِ تضخمين الأمر ؟
جاهدة:-كيف لا أضخمه إنها حفيدتي الوحيدة وريثتي الشرعية يا فوااااز…من سيحمل اسم عائلتنا غيرهاااا هاااه ؟
جمال(وهو متكئ على الأريكة بفوضوية ويتناول تفاحة):- ولكنكِ تلغين وجودي الصاخب تيتا ، ما أحببتها منكِ قد خدشتِ شعوري هكذاااا
جاهدة:-لن أتحمله فأبقه بعيدا عني
فواز:- اهدئي سأجعل الرجال يبحثون عنها
جمال(قضم بقية التفاحة لينفض يديه):- ولم يبحثون عنها وأنا موجود ، سأجلبها لكم هي ستخشاني وتعود للبيت كالنعجة العاقلة
جاهدة:- لا تتدخل في حفيدتي يا هذااا ..ابق بعيدا عنها وإلا نلت غضبي
جمال:- أردت المساعدة بهذا القدر
فواز(خرج للحديقة):- يا رجال
جمال(تراجع وهو يغمز لها ليغادر القصر):- ما أجمل عقدة حاجبيكِ تيتا تذكرني بأفلام كابوي كلينت ايستوود أووووه أوووه
جاهدة(جلست بفشل):- ماذا فعلت حتى وهبتني علة مثل هذه في أواخر عمري يا رب ؟
جمال(هدر مغادرا):- أنا نتيجة صلاة الاستخارة تيتاااا الحلوة ههه، جهزوا حصاااااني أقصد سياااارتي الجديييييدة
فواز(رمقه بطرف عين):- هل تعلم أين ستبحث أم أنك تهب هكذا دون وجهة ؟
جمال:- والله هذا القلب هنا يمكنني استعماله كدليل سياحي لأي تائه ، اعتمد علي سترى بنفسك
فواز(أشار له في الفراغ):- تفضل ..
جمال(نفض نفسه كالحصان ليركب بسيارته):- هذه حركتي المستنفرة لأجل البحث عن الخروف الهاربة
أخذ السيارة التي امتطاها أقصد ركبها بكل ثقة وثبات حين دعك فراملها ليخرج من القصر في اتجاه الطريق الذي تخطاه بابتسامة ملؤها الخبث ، كأنه يعلم عن ظهر غيب موقعها …لذلك شغل موسيقى شعبية وفتح سقف سيارته وبدأ بالتصفيق والبهرجة وكأنه ذاهب لحفلة …من يدري ؟
أما في قصر جوزيت
جوزيت:- لست عاجزة لتلك الدرجة كاظم ، أنا قادرة على المشي فقط أمسك يدي جيدا
كاظم:- لو لم تعاندي ؟
جوزيت:- لن أتركهم في هذا اليوم ، من حقي أن أكون متواجدة هناك …بديعة بديييعة لطفا لا تدعيهما يبردان غطيهما جيدا سنأخذهما لبيت الراجي
بديعة(نظرت لفياض):- غطي رأس الفتاة يا فياض
فياض(غطاها):- كيف حشرتموني في زاوية رعاية الأطفال لست أفهم ؟
بديعة:- هل تتذمر ، امشي أمامي ولا تبدأ بعرض اعتراضاتك …لا مفر لك من رعايتهما معي حتى ينتهي كل هذاااا
فياض(حول عينيه):- استعنا على الشقاء بالله …
جوزيت(أمسكت بكف كاظم جيدا):- مهلا …هل نعبر البوابة الآن ؟
كاظم:- أجل جوزي …نحن عند البوابة هل تتراجعين ؟
جوزيت:- تؤ …ثعلبة القطب لا تتراجع …
أخذها رفقته إلى بيت الراجي بينما كان فياض وبديعة بجوارهما في نفس السيارة ، فلم تكن تؤامن لابتعاد صغيريها عنها رغم أن سرب الرجال كانوا يسبقونهم ويلاحقونهم بشكل مكثف …
فياض(بعد فترة):- ست عفاف ، البنت بعهدتكِ والولد بعهدة ست إخلاص هذه هي الأوامر من جوزيت شخصيا …تقول أن طفليها بأمانتكم
بديعة:- وأنا سأكون موجودة للمساعدة يعني لا داعي للقلق
إخلاص:- المشكلة ليست في الطفلين هما في الحفظ والصون ، أنا أسأل عن ابنة عمي أين تذهب بحالتها تلك ؟
عفاف:- كنا عرفنا أين ذهبت نسائنا اللواتي غادرن البيت دونا عن رغبة جدتنا
إخلاص:- أي لا تذكريني …كيف خرجن ثلاثتهن تباعا لست أدري
بديعة:- لنقم بتجهيز غرفة لأجل الطفلين ..لتكن بعيدة عن التهوية وخفيفة الإضاءة
عفاف(حركت رأسها لإخلاص):- … تفضلي خالة بديعة من هنا
فياض:- نظرت للحراسة إنهم حاضرون فلا داعي للقلق …
جلنار(تكتف يديها بامتعاض):- كان لدي عشاء مهم الآن كيف سأتصرف
مرام:- أجليه يا غاليتي ، جدتي قالتها بالحرف من خرجت لتنسى صلة القرابة بيننا وبينها
جلنار:- جدتي تبالغ صدقيني ، أنظري كيف خرجت أمهاتنا تباعا مع العمة سماح بدون احترام لكلامها حتى
مرام:- سترين كيف ستعاقبهن إنها جدتي وغضبها يكفي لجعل قارة تعاني من الجفاف لسبع سنوات على التوالي
جلنار:- ههه تفعلها الجدة …لنداعب الصغيرين تعالي تعالي
في بيت أمجد
أمجد:- لن أدعك تذهب يا بشير ، إن أنت ظهرت هناك سيختلط الوسط
عمو بشير:- وماذا تنتظر مني أن نتركه هناك بين يديهم …وحيداااااا ألا تكفينا الوحدة التي جعلناه يعيشها حتى الآن ؟
أمجد:- من فضلك بشير ..
عمو بشير:- من فضلك أنت ، لا توقفني عندما أتبع قلبي فقد سئمت اللحاق بعقلي لحد الساعة لا أحد نجا من لسعة النيران المحيطة بنا ، وأنا مستعد لها مستعد بضمير
أمجد:- أنت هكذا تضرب كل شيء عرض الحائط ..ألا تثق بهم ولو بقدر شعرة يا رجل ؟
عمو بشير:- أتمنى ألا تجعلني أتراجع عن قراري … حتما لن أسامحك يا أمجد ..، إما الآن أو ننس كل مجهوداتنا السابقة
أمجد:- لن أدعك بمفردك ، لنذهب لنذهب
عمو بشير:- الآن فقط تحدثت ، هيا يا صديقي هيا
هذا وذاك وتلك والأخرى ….كلهن وصلهن اتصال غريب في أوقات معينة ، اتصال جعل كل واحد فيهم يحمل نفسه ويتوجه صوب البلدة حيث سيكون هنالك لقاء خيالي يجمع كل الأسرار والغموض الملتصق بياقة حياتهم …
فما الذي سيحدث بذلك اللقاء وكيف سينتهي عجبا ؟؟؟

Narimano likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:42 AM   #1075

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كان يقف عند مرآته الأرضية وهو يغلق أزرار سترته بثبات وهدوء دافئ ، ابتسامته لم تغادر ثغره عندما سحب ربطة العنق ليلفها حول رقبته مستمتعا بارتدائها وكأنه يتجهز لحضور حفل زفاف … لكن على ما يبدو كان متحمسا ليشهد حدوث شيء خرافي لم يسبق أن مر على باله خيالا حتى .. ابتسم وهو يحمل قنينة عطره ليرش على جانبيه ويرفع كفه ليشم الرائحة التي جعلت ابتسامته تتسع أكثر فأكثر ….فتح عينيه ليرمق مرآته بتحدي حين وضع القنينة جانبا وتحرك قصد المغادرة ..، نظر إليها ليشاهدها وهي تعتصر قبضتيها على حجرها حين أمسك يدها فجأة ليسحبها لفمه مقبلا ..، ناظرت بسمته ولمعة عينيه التي لم تفهم سر المتعة فيهما لكنها أرجحت ذلك لاقتراب موعد عودة الغائبين ..، لكن ما علاقته لماذا هو هكذااا ؟
ناهد(بجانبه في السيارة):- ألن تقول شيئا ؟
فرات(شغل المذياع):- لندع الشرف للمذياع ، اممم أغنية أصيلة تليق فعلا بالأجواء ما رأيكِ ؟
ناهد:- أنا لست بخير فلا تجبرني على الرد عليك بأسلوب قبيح ، نحن عالقون يا فرات عالقون
فرات(رفع صوت المذياع): إذن دعينا نتحرر حلوتي ..
ناهد(فركت يديها):- فرااات
فرات:- فرات ماذا حبيبتي فرات ماذاااا ..أنظري معي للحياة كيفما هي أنتِ ترفضينها منذ عدة أشهر ، والحال أننا بمكان وهي بمكان آخر
ناهد:- حسب أقوال الساحرة فخرية فابنة أختي ستعود الليلة
فرات:- إذن …يجب أن نتواجد أيضا لأجل صغيرتنا وهج
ناهد:- فيك شيء مريب ، أنا متأكدة أن ذهابك ليس له علاقة بوهج أخشى أن نصدم فيك يا فرات …أخشى ذلك بحق
فرات:- ههه أمان أمان … غني يا ناهد فالعمر قصير …
حولت عينيها لتتدثر بسترتها وهي تنظر للسماء من حولها ، أمسكت على قلبها وهي تراقب شاشة هاتفها الساكنة ثم تراقب حالته الغريبة محاولة فهم سر حالته العجيبة تلك …لم تتمكن من إنشاء فكرة واحدة حول أمره لكن كل شيء سيظهر هي مسألة وقت لا غير ……
ريتال(منزعجة):- ألا يوجد غيرك يعني ليهجم علي في خلوتي ؟
جمال(يقود السيارة بطريقته الفوضوية):- والله يعني من حظكِ أنني موجود وإلا لكانت الجدة قد فرمتكِ فرما وأطعمتكِ لنعاج الحظيرة
ريتال:- من فضلك من فضلك توقف عن التلفظ بكلماتك السوقية أنت تضايقني بها حقا ، ثم جدتي لا شأن لها في تصرفاتي ولا في مشاويري أحتاج لبعض الوقت المستقطع
جمال:- وقت مستقطع ماشي ، لكن السفر إلى البلدة لأجل اللحاق بزوجكِ الغير مبال تلك حالة أخرى …إلآ بالحق متى استيقظ من سباته الشتوي ؟
ريتال:- أمر لا يخصك
جمال:- فعلا هو لا يخصني لكنه يخص تيتا فلو علمت أنكِ أخفيتِ الأمر عنها سوف تتضااااايق ، أأأععع لن تفك عقدة حاجبها لسنة أخرى
ريتال:- كيف عرفت مكاني ، وكيف قطعت طريقي بتلك الجرأة أصلا ؟
جمال:- لاحظي أنكِ تركبين بجواري في سيارتي الجديدة ، أنتِ أول من يلمس جلدها الناااااااعم يا ناعم إنتا أححح
ريتال(رفعت شفتها في منظره):- يا إلهي صبرني …جمال جمال أعلم أننا غير متفقين فكريا واجتماعيا ، لا يمكن أن نستمر هكذا لطفا دعني أكمل مشواري لوحدي وسأطلب لأجلك سيارة أجرة تعيدك للبيئة التي تناسبك
جمال(أطلق ضحكة صاخبة):- …ابنة عائلتي تقول كلمات مضحكة ، ألووو نحن رجال هنا ولسنا مشاجب بوابات الفندق ، أيوة ركزي معي يا أستاذة قاموس لغوي ….من ذلك الكرسي لن تتحركي وإن فعلتِ سيكون بأمري عدا ذلك لو حاولتِ القيام بشيء خاطئ سأجعل ذلك الكرسي رفيقكِ حتى القبر
ريتال(شهقت وهي ترمق سكينه الذي أخرجه ملوحا به):- ركز ركز بالطريق خلص لا تسبب لنا حادثا أرجوك ، أحتاج للوصول للبلدة في كامل قواي العقلية والجسدية
جمال(أعاد السكين لجيبه):- يؤسفني القول أن زوجكِ التعيس خااااسر
ريتال(عدلت خصلة شعرها):- تابع طريقك جمال لن أتفوه بحرف
جمال:- ما أروع تعقلكِ يا ابنة عائلتي …، هههه تيتا ستجن عندما تعلم أنكِ معي بسيارتي ، إنها تحتقرني منذ أول يوم جئت فيه
ريتال:- وهل ذلك يوم ينسى ؟؟؟
جمال:- لن أنسى تلك الأحضان التي أغدقتموني بها ، كان ترحيبا خياليا
~ جمال يتذكر ~
فواز(عند البوابة):- …سوف لن تتصرف بطيش ، سوف لن تستعمل أساليب سوق الخضار أمامها ، هي هي بكل الأحوال لن تتقبلك لكنها ستفعل لأنك الحفيد الثاني لهذه العائلة
جمال(وهو يطالع جمال القصر):- آل الخطيب مزدهرين اجتماعيا حسبما سمعت ، أوووه أوووه تلك القطعة الأرضية هناك جميلة لو نزرع فيها ليمون سوف تكون مذهلة ، أستطيع فعلها
فواز:- من أين ظهرت لنا يا هذااا ؟
جمال:- من بطن ابنتكم غالبا ، هااااه ها هو تحليل الحمض النووي الذي أجريته لي كي تتأكد هاه تيقنت الآن بأنني ابن هذه العائلة صح ؟
فواز:- مع الأسف … ظهورك أمامي ذلك اليوم جعلني مرتبكا ، لا أدري كيف لم نعلم بوجودك حتى اليوم
جمال:- أقدااااار …ثم بحثت عنكم كثيرا ولم أستطع إيجادكم سوى اللحظة
فواز:- ماذا عن عائلة أبيك ، من يكون ؟
جمال:- هوهوووه ذلك سطر لا يمكنك معرفته حتى تكتسب ثقتي فواز عمي أو خالي لا يهم ..المهم متى سندخل لأحضن جدتي الحبيبة ؟
فواز:- لحظة …لا يسعك معانقتها هي لن تتحمل ولن تتقبل بهذه السهولة سأمهد لها الأمر رويدا رويدا وأنت ستكون مطيعا
جمال:- مااااااشي …إطاعة الكبار من شيم الرجال
فواز(تنفس بنفاذ صبر):- آآآآىه ….شكلك ستتعبنا
جمال:- ابنكم يا عمخالي فواز ابنننننكم ههههههننن
فواز(مط شفتيه):- حالتك ميئوس منها ، الله يعينك يا أمي جاهدة …هيييه انتظر لا تدخل بدوني انتظر
جمال(تقدمه):- شكلك تحب مقدمات المسلسل أما عني فإنني آتي من آخرها ثم أعود للبداية لأعرف الفكرة العامة للحلقة وانتهيناااااا …هااااللللووو بعائلتي حبيبتي هااالللوووو
جاهدة(انتفضت محلها):- من هذا العربيد يا فواز ، من سمح لهذا بالدخووووول ؟
جمال(نظر إليه):- ما معنى كلمة عربيد ، لحظة لأضعها بخانة البحث عبر هاتفي ، عربيد عربييييد عر
فواز(التقط منه الهاتف ليطفئه ثم أعطاه له):- أمي جاهدة تمهلي ، هو ضيف ضيف دائم يجب أن تعرفي
جمال(تجاوزه وهو يطالعها):- يا سبحان الله يخلق من الشبه أربعين ، إنكِ نسخة طبق الأصل عن زوجة الأب في فيلم البنات السبع ..واوووو
فواز(ضرب على وجهه):- يا إلهي على هذه الخيبة
جاهدة(أزالت نظاراتها):- فواز هل ستتحدث أم ستترك الأمر لهذا الراديو الرديء …من يكون هذااااا ؟
فواز:- دعني أتكلم …اسمعيني لقد جاء إلى هنا قبل أسبوع ولكنكِ لم تكوني موجودة ، يعني تصرفت وقمت باللازم وعندما تأكدت لم يعد هنالك ما يمكن إخفائه …أنت أنت لا تلمس ذلك الديكور
جمال(غير مبال يتفحص ديكور على شكل ديناصور):- …من صاحب هذا الذوق البشع ، أأأعع يشبه الحرباء التي كانت تسكن بحواري حينا قديماااا
فواز(أمسكه عنه):- دعه محله وركز معي ، إننا نخبرها بحقيقتك
جمال:- آه آه أجل أجل أكمل أسمعك
فواز(حول عينيه بتأفف):- ألإلإلإلإلإففلإلإلإفففف
جمال:-هل كل هذه أفأفة تمام أستغفر الله العظيم
فواز:- أمي جاهدة …
صوت كعب نسائي قاطع عربدته وحركاته الغير مبالية ، عندما وصل عطرها ليضرب خياشيم أنفه ويجعله يستدير لا إراديا ليطالع الدرج الجانبي ….رفع حاجبه المقسوم شطرين منتظرا نزول صاحبة الكعب …، بكل رونقها وجاذبيتها كانت تنزل نحوهم لتتقدم مستغربة بدورها وجود هذا المتطفل
جمال(جذب ذراع فواز ليبعده عن طريقه)":- بسم الله ما شاء الله ، سبحان من صور فأبدع ….حورية الأرض يا ربي ؟
ريتال(ابتعدت لتمر من الجانب الآخر فتقف بجوار جدتها):- من هذا ؟
جمال(أخرج سكينه):- هذا هو أنا ياااا ابنة عائلتي ، لقد أحببت أحببببببت الاستقرار علي بالحرام إن لم أعطيكم من محبتي ما يكفي ويزيد
ريتال:- يااااي سكيييييين لماذاااا السكييييين ؟
فواز:- اجمع سكينك يا جماااال
جاهدة:- فوااااااااااز …من يكون هذا المهرج لقد ضاق درعييييييي ؟
ريتال:- جدتي اهدئي سنعرف سنعرف ، عمو فواز ؟
فواز(أخرج الورقة):- هذا الشاب
جمال(طوا السكين ليعدل ياقة قميصه):- ابنكم ….ابن ابنتكم المصوووون ، يعني قريبكِ يا بنت وحفيدكِ يا تيتاااااااا هننننننن
جاهدة(فتحت فمها بعدم تصديق):- ماذااااااااا ؟
ريتال:- هئئئ غير معقوووول
فقدت جاهدة وعيها حين سمعت هذا الخبر الغريب الذي سقط كالصاعقة فوق رأسها ، في حين أن ريتال توجهت صوب فواز لتتيقن من الورقة التي كان يحملها جمال وينش بها على وجه جاهدة لكي تستعيد وعيها …ومع الأسف الخبر كان حقيقيا فبعد استيقاظها ولولت وبكت وصرخت وطردته سبعة آلاف مرة ولكنه ملتصق بياقتها كحقيقة الصباح التي تلي الليل كل يوم
ريتال(هزت رأسها من الذكرى):- لن أنسى تلك اللحظة ، كادت تصاب بذبحة صدرية من فرط الصدمة
جمال(يضحك بقهقهة صاخبة حتى مال بالسيارة عن الطريق):- ههه
ريتال:- انتبه انتببببه يا مجنون ستقتلنا
جمال:- ولووو وأسخى بالجمال ليفوز به الحور العين أبداااااا ، ستكونين من النصيب إن كتب الله ذلك
ريتال:- أنا متزوجة هل أذكرك بذلك ؟
جمال:- ومالو ..الزواج من دب قطبي يعد مستحيلا إذن لن يسعكِ سوى اللجوء إلى الدب الجنوبي كله حيوية وشبوبية ااااه
ريتال(أمسكت على نصف رأسها):- صداع في هذا الجانب
جمال:- حتى في صداعكِ أنثى …يخرب نساء قريتي الأنثى فيهم لديها شنب يلتف حول رقبة فيل
ريتال(انفجرت بضحك):- هههههههههه ههههه آآآآآه يا رأسي آه
جمال(رمقها بطرف عين):- يسلملي الظِّحْكة
أخذها للبلدة إذ وعلى ما يبدو سيكون هذا اللقاء أكبر من لقاء السحرة الذي مر قبل فترة … وبسببه توالت هذه الأحداث المربكة فما سر هذا الاجتماع الجماعي بيننا وبين معرفة الأمر بضعة سطور لا غير …لننظر

في البلدة
الحركة فيها كانت على غير العادة ، الوتيرة كانت مرتفعة فقد ملأها رجال الجماعات من كل حدب وصوب ، تواجدوا في المداخل والمخارج وحتى على جوانب الطريق المؤدي إليها … لم يكن الدخول سهلا بدون سابق معرفة إلا لمن له صلة بالعائلات المتجذرة هناك ، ومن يملك دعوة أيضا ..
لكن ، بين الماضي والحاضر هنالك خيط رفيع سيتم قصه لكي تعود المياه لمجاريها ، ساحراتنا كن بالبلدة أيضا حتى سلسبيل جلبوها في سيارة سوداء ولم يتركوا المجال لرؤيتها لأي أحد ، حتى ستيلا وناريانا لم تستطيعا رؤيتها وقد تبدل شكلها هزلت كثيرا وشحب لونها حتى شعرها شاب وجسمها انكمش وكأن الشيخوخة ترغب بالنيل منها في مطلق الأحوال …
فخرية(وقفت وسط البلدة وانحنت لتمسك بعض التراب):- تراب بلدتي ، مرتع طفولتي وجرح شبابي ، عدت إليكِ محملة بالهموم …أغلى الناس مأسور فيكِ لكن بزمن آخر ودنيا أخرى ، ستعيدينهم لي لأنهم ينتمون إلي
ليندا(بتأفف):- الذباب هنا متوحش مثل سكانه
فخرية(استدارت لتنظر إليهن):- … اسمعني جيدا يا داغر ، ستجعل الجميع يلزم منزله اليوم ، لن يغادر أحد بيته حتى صباح الغد …هددهم خوفهم أعطهم أموالا المهم لأجل سلامتهم سوف يختفون الليلة ، الأمر ضروري وإلا تأذى أحدهم فهمتني ؟
داغر:- الأمر عندي …هيا يا شباب
فخرية:- أنتِ … إن قمتِ بالتلاعب عند نهاية هذا الأمر صدقيني ستحركين غضبي ضدكِ ، سأجعل أيامكِ المقبلة جحيما أسودا عليكِ أختي
ليندا(تقدمت لتقف قبالتها):- لا أسعى لكي أخرب الغاية المشتركة لنا ، عودتهم تعني لي الكثير فهنالك أشخاص يهمني أمرهم
فخرية:- علما أنني لا أتمكن من تصديقكِ فأنتِ لا يهمكِ شيء سوى مصلحتكِ
ليندا:- نفس الشيء ..لذلك لا تقلقي بخصوصي سأكون مساهمة
فخرية:- كهرمانة …الدراما التي تجمعكِ بابنكِ ستنسين أمرها الليلة ، غالبا هو قد تواجه مع أبيه في ذلك المكان ، ستكونين مساندة أيضا
كهرمانة:- امان يا أختي …عودة حفيدتي ورؤيتها حركت فيني بعض المشاعر لذلك لست متلهفة لكي أخرب الأمر ، أساسا ابني لن يسره لو قمت بشيء يضره
فخرية:- جميل …نحن هكذا على وفاق ، حتى أختنا سلسبيل لا يسعها السعي لأجل تخريب شيء نظرا لحالتها إذن ..
ليندا(نظرت حولها):- سننتظر المساء … إلى أن يحين الوقت هل لي بجولة في البلدة ؟
فخرية:- بالطبع لا…ستبقين معنا لأننا سنصنع الدائرة حول جرس البلدية ذلك أمر مهم يا ليندا ، قد وصلنا للحظة الحاسمة
ليندا:- كهرمانة …هل تعشق أختكِ نشرة الأخبار المتعلقة بالانتخابات ، أراها تخطب علينا بخطاباتها منذ أن بدأ هذا الويل
كهرمانة:- تعودي تعودي ، هي تعشق خطف الأضواء
فخرية(حولت عينيها):- لنبدأ ..الوقت يمضي …
كهرمانة(نظرت حولها هي الأخرى):- ترى …كيف ستنتهي هذه الليلة ؟
ليندا(عبر هاتفها):- مغدور …ويلك مني يا الغبي أين أنت ، ألم تصل بعد الطائرة ؟
مغدور:- وش يعمل مغدور يا مولاتي وش يعمل إنني على وصول
ليندا:- هل أحضرت ما طلبته منك ؟
مغدور:- أحضرت أحضرت وهل يمكنني نسيان ذلك
ليندا:- جميل …ههه سنفاجئهم ببعض الحيل يا مغدوري
مغدور:- لن تكون ليلة مثيرة بلا حيل مولاتي ، لكن …فخرية لن تسمح
ليندا:- من تكون فخرية يا مغدور إنها فاشلة أمام سحري الأسود …سوف أجعلها خاضعة بدورها لا تقلق …المهم أسرع وإلا قتلتك لو تأخرت علي
مغدور:- قادم قاااادم
كهرمانة(اقتربت منها):- هل لي أن أطرح سؤالا عليكِ؟
ليندا(أغلقت الخط):- تفضلي …رغم أنني أشم رائحة الإزعاج منه
كهرمانة:- لورينا … هل ندمتِ يوما عما فعلته بها ؟
ليندا:- خوري …هل ندمتِ يوما عما فعلته به ؟
كهرمانة(نظرت جانبيا):- ندمت .. كان طفلا وأنا كنت معمية
ليندا:- أنا لم أندم ، لو تكرر الأمر سأسلبها من ذلك الحق لأنها غير جديرة
كهرمانة:- أصدقيني القول ، هل خشيتِ على نفسكِ من الشيخوخة أم أن للأمر علاقة بالانتقام ؟
ليندا:- أنو انتقام ، كان يجب أن يتوقف نسلي عندي وعندها لا غير
كهرمانة:- لكن أمي فاجأتكِ بي صحيح ؟
ليندا:-إلى أين ستصلين ؟
كهرمانة:- ابني وضع لأجلي ساعة رملية ، كلما سقطت حبة يوازي ذلك يوما في حياتي …الرمال بدأت بالتناقص فعلا وهو لا يتراجع عن وعيده ، يعني أيامي ستنتهي قريبا وقبل أن تفرغ أريده أن يغفر لي
ليندا:- ماذا تريدين ؟
كهرمانة:- ساعديني .. ابني عنيد لو أتيته باللين سيذلني أكثر لكن لو وصله تهديد فعلي منكِ سوف يغير رأيه
ليندا:- بوضوح كهرمانة …تكلمي بوضوح
كهرمانة:- ابنته نقطة ضعفه الوحيدة فوق هذه البسيطة ، لا أحد يعنيه سواها الآن وإلا لما هرع ليتبعهم إلى هناك .. هدديه بها
ليندا:- وبم سينفعني ذلك ، هذا لو فرضنا أنني وافقتكِ فغالبا سأرفض لأنه سطر بالبنط العريض على ابنته وحذرني من الاقتراب منها هي وأخته
كهرمانة:- رغما عنه سيرضخ …إن قلت بأنكِ ستأخذين منها دما لأجل مآربكِ الخاصة فهو لن يسمح ، سيحاول أذيتكِ وقتها سأتدخل وأدافع عنكِ حينها ستقايضينه بيني وبينها …سيختارها عني لكنه سيفكر ، هذا ما أريده أن يفكر فقط بي
ليندا(نظرت إليها مليا):- تتلهفين إليه رغم أنه نبذكِ من قلبه ، ما الغاية بعد فوات الأوان يا كهرمانة ..قد خسرنا أولادنا فاستسلمي
كهرمانة:- أنتِ خسرتِ ابنتكِ عمدا ، أنا خسرته قسرا وعمدا في آن الوقت …كرهته بسبب أبيه وعائلته ، عذبته وآلمته انتقاما لما فعله والده بي ولكن بالأخير وجدت بأنني انتقمت من نفسي لا غير …أنظري للنتيجة
ليندا:- تمام تمام لا تكثري توسلات ، ما المقابل الذي ستمنحينه لي ؟
كهرمانة:- ألا يوجد في تركيبتكِ شيء يدعى أخوة ؟
ليندا:- لم أجرب ذلك من قبل فعذرا منكِ ، أريد مقابلا لصنيعي هذا
كهرمانة:- ماذا تحتاجين ؟
ليندا(ابتسمت بخبث):- … ستعرفين بالوقت المناسب وستردين المعروف
كهرمانة:- اتفقنا ..
فخرية(ندهت عليهما):- لتحمل كل واحدة فيكما الملح السحري وتبدأ العمل هيا هيا لا وقت للحديث …
نظرتا لبعضهما حين حملتا أكياس الملح لتبدآ تتبع الخطوط التي رسمتها فخرية بيدها .. أما داغر فقد انطلق هو والرجال ليحذروا سكان البلدة من عدم الخروج ذلك اليوم من بيوتهم نهائيا وبشكل قطعي … ، البعض تم تهديده والبعض تم إسكاته بالأموال حتى تمت السيطرة على وضعية البلدة عامة بلا استثناء …
لغاية الآن كل شيء تحت السيطرة فعلا ، الوضع آمن والترتيبات على أهبة الاستعداد …الضيوف الوافدون بدئوا بالتلاحق تباعا لكن كان لكل واحد فيهم مكان محدد ، بحيث لم تلتقي أي مجموعة بالأخرى ، ليس بعد فالوقت ما يزال باكرا … رغم أن المساء قد حل والدقائق بدأت في العد التنازلي …
هذا ما يحصل في واقعنا لكن ماذا عن الماضي ؟؟؟
طارق:- أيا كان ما سيحدث اليوم ، سوف نتصرف بطريقة إيجابية …سنساعد بعضنا لنتخلص من هذا المكان ونعود لواقعنا معا …، لن يتعرض أي شخص للأذية ولن يخرج أي منكم عن إطار الاتفاق ..، ناريانا أوضحت لنا أن وقت اللقاء سيتم الليلة ، إن سار كل شيء بشكل طبيعي سوف ننجو بدون خسائر وبدون أن يتم زحزحة أحداث الماضي التي قد تؤثر على مستقبلنا سلبا …سنتتبع الخطة إلى أن ينتهي كل شيء
حكيم:- سوف ننجو عائليا ، إن اتحدنا وقمنا بالتصرف بطريقة ذكية
ميار:- المطلوب منكم ، هو الصبر وعدم الخروج بشكل قطعي من المنزل سوف ننتظر سوية بجوار بعضنا حتى ينتهي كل شيء
وائل(حول عينيه):- يعني أننا مجبرون على البقاء مع بعضنا في صالون البيت حتى يحين الوقت
حكيم:- شكله لم يحبب ذلك
وائل:- بالعكس ، إنها فرصة للشبع منكم فبعد عودتنا لن نلتقي كثيرا معلوم لدي حياتي الخاصة بعد
حكيم(نظر لميرنا مباشرة):- ..لا تنفك تذكرنا بزوجتك ، شوقتنا يا رجل
ميار:- إيييه لا تسأل عن تلك الرتيلة إنها تلتصق بشكل خرافي ..لكن الحق يقال إنها قطعة شهد حلوة
طارق(حرك حاجبه له):- اخجل أنت تتحدث عن حريم الرجل
ميار:- الله الله
وائل(ببسمة):- عند انتهاء كل هذا سنقيم حفلة جميلة لأجل التعارف أكثر
ميرنا(مسحت خلف رقبتها):- الواضح أن هذه الجلسة ستكون طويلة ، سنحاول إعداد بعض الطعام ، قد يكون الأخير لنا سوية
وائل(رمق رجفة حدقتيها):- ….لارد
لورينا(نهضت):- سأساعد أيضا .. مراد اهتم بوهج لطفا
مراد(يداعبها في حجره):- لا تقلقي
ميار:- من تكون هذه الصغيرة ، وجودها بيننا غريب حقا دعها تأتي لي ، بنت بنت تعالي لعمو تعالي
وهج(نزلت من حجر مراد):- ههه …عمو
مراد:- بالرفق يا ميار
ميار:- ولووو كأنني لا أعلم كيف أربي أطفالا أنظر …أنظر لهذا الصف هنا بزئيري جعلتهم يصطفون كالأقلام الملونة دون حراك
مراد:- بصراخك قد أفزعتهم ليجثموا بجوارنا المساكين
ميار:- لا تجعلهم يتمردون علي الآن ، فعلت لمصلحتهم …تعالي يا بنت
وهج(ركبت بحجره):- ههه …
ميار:- ما سركِ يا صغيرة ؟
حكيم:- أجيبيه يختي ، ميار هل جننت يا أخي إنها طفلة
ميار(أخذ يرجها بقدميه):- أعلم يا بعدي أعلم ، لكن بها شيء مريب أشعر بذلك في صميمي …علي اكتشاف سرها أكيد لها علاقة بنا وإلا ما الذي جعلها معنا في هذه البلدة رغم أنها من الحاضر ؟
طارق:- تتحدث بمنطقية لكن الجواب لا يمكننا الحصول عليه منها …
ميار(مسح على ذراعيها ليرفعها على حجره ويرجها):- بنت احكي لعمو من يكون بابا من تكون ماما ؟؟؟
وائل(مال برأسه متأملا إياها):- فيها شبه من لورينا ، شبه كبير
حكيم(نظر للصغيرة):- شعرها أحمر ، ملامحها قريبة من لمى ولورينا
وائل:- ومن التوأم هجير وسراج ، بم أن لمى حفيدتهم ما المانع أن تنتمي إليهم أيضا ؟
ميار:- هذا المحامي يتحدث بشكل منطقي …، بدأت أعجب بطريقتك
طارق:- لو كان كلام وائل صحيحا ، معناه أن الفتاة قريبتك مراد
مراد:- جدتي هجير قالت أنها أنجبت توأما ، واحدة تكون جدتي أم أمي والثانية تكون خالتي وهذه لا نعلم عنها شيئا
طارق:- بلى …سراج قالت أنها أيضا تزوجت وأنجبت توأما
ميار:- لحظظظظظة ..لحظة لحظة ….أنجبت توأما اممم إذن هذه تخص إحدى تلك التوائم
حكيم:- لنفكر بشكل دقيق ، أم مراد لم تنجب سواه لكن خالته أنجبت توأما … علينا اكتشاف هوية التوأم من خلال هذه الطفلة
مراد:- بالأخير لم أبق لقيطا اتضح أن لي عائلة … هه
وائل:- دنيا …
ميار(وهو يرجها سحب قميصها بالغلط):- أوه انتبهي يا ابنتي ستسقطين ، سأجعل صبا تصبح صديقتكِ أنتِ ولمى ، يعجبكِ هاه يعجبكِ
طارق(بحلق عينيه مرتين):- ليخبرني أحدكم أنني لم أصب بالحول بعد ، هل ما يوجد على ذراع تلك الطفلة هو ما أظنه ؟
حكيم(بانتباه):- ماذا تهذي يا طارق ؟؟؟
ميار(سحب القميص ليفتح فمه):- وحمة وردية ؟؟؟؟؟؟؟؟
وائل(ضحك بهزل):- ههه …أهلا وسهلا اتضح أنها راجية
حكيم(دقق النظر):- فعلا هي وحمة وردية …ميسووون تعالي
ميسون:- كيف يعني بابا حبيبي هل هي قريبتنا ، راجية مثلنا ؟
حكيم(قارن بين ذراعيهما):- وحمة وردية …لا مجال للتشكيك
ميار:- هههههههههههه … وربي سيأتي يوم وأترأس فيه مظاهرة قومية ضد الحيوانات المنوية الراجية ، إنها وبااااااء وباااااااء
طارق:- هههه فعلا راجية ، لكن …من أين كيف من يكون والديها ؟؟؟
ميرنا(وضعت الأطباق):- ما بكم تصرخون ؟؟؟
ميار:- اقتربي يا ميرنا أليست هذه الصغيرة راجية ؟
ميرنا:- أفندم ؟
طارق:- لديها وحمة وردية أخيرا عرفنا سبب وجودها هنا …
مراد(رمق تراجع لورينا التي كانت قادمة بعد ميرنا):- هممم
لورينا:- يا إلهي اكتشفوا الوحمة لقد خبأتها بالملابس كل هذا الوقت ، كيف فعلوا ذلك يا ربي كيف ؟؟؟؟
مراد(نهض دون لفت انتباه):- ..لورينا …هل سمعتِ ؟
لورينا:- هاه …أجل أجل سمعت ، ياه ههه أمر غريب صح ؟
مراد:- هل كان لديكِ فكرة مسبقة ؟
لورينا:- مم ماذا من ههه من أين سأعرف ،،، أ…أ تمام لا تنظر إلي هكذا لقد عرفت ذلك حين وصولي للبلدة ، عندما حممتها لكنني لم أتفوه بحرف خشيت عليها منهم ..أنظر كيف وضعوها بالوسط كفأر تجارب
مراد:- حقهم ، بالأخير هي تنتمي إليهم يا لوري ، كان عليكِ مصارحتي
لورينا:- خفت
مراد:- أتمنى أن يكون الأمر مجرد مخاوف ، إن اكتشفت غير ذلك سنخسر بعضنا كوني على يقين من ذلك لأنني أكره الخداع
لورينا:- فهمت … أرجوك لا تخبرهم ب
حكيم:- لورييييييييينا ، قد حممتِ الطفلة آلاف المرة ألم تلاحظي الأمر ؟
مراد(ابتعد ليفسح لها المجال):- …تفضلي عزيزتي ، السؤال بانتظارك
لورينا(تقدمت نحوهم):- بصراحة
ميار:- ههه ها هي ذي ستبدأ المسكنة ، إي بصراحة يختي ؟
وائل:- كانت تعرف ، لكنها خشيت مصارحتكم لأنكم ستعتبرون الأمر مدبرا من قبلها لأن الثقة فيها منعدمة كليا …صح لورينا ؟
لورينا(ابتلعت ريقها):- تماما
ميار(مط شفتيه):- مطااااء …عندما يترافع المحامي يسكت القوم ، ماشي يا لورينا سنتغاضى عن هذه الهفوة لأننا نلتمس لكِ العذر .، رفعت الجلسة عودي لمكانكِ صغيرتي سنكتشف سركِ فور عودتنا
طارق:- طبعا ، إنها راجية تنتمي إلينا سنكتشف لمن تكون وسنحاسب صاحبها حتما …
حكيم:- يا للغرابة ، أيعقل أن تكون لراجي آخر ؟
ميار:- الماضي لم يجمع سوى من له علاقة بنا ، لذلك لن أستغرب لو كان متشردا مثلنا
طارق:- ما يعني
وائل(تابع عنه):- أن هذا اللقاء الذي سينشأ الليلة سيكشف العديد من الأسرار ، صاحب هذه الطفلة سيكون موجودا لأجلها
ميار:- يسلم لي التحليل الفكري ، بذمتكم ألم تشتاقوا لحضرة المحامي ؟
حكيم(نظر جانبيا):- ولو بقدر شعرة …
وائل:- القلوب عند بعضها يا سبحان الله
غامي(رفع إصبعه):- همم همم
ميار:- احكي يا ولد لم ترفع ذلك الإصبع وكأنك في الفصل؟؟؟
غامي:- بابا مياغ أنت صغخت بوجهنا وقلت أنك ستطعم من يتفوه بحغف إلى أبو صولي ، لذلك خائف وطلبت الإذن
ميار:- ابني حبيبي مؤدب ، احكي يا بني ماذا تريد ؟
غامي:- الآن وهج مثل ميسان يعني مثلي هي عائلة ؟
ميار:- ههنننن شكله أحب البنتين ، خلص خذهما سوية الطبيب لن يمانع
مراد:- لطفا ميار
ميار:- أمازح ولدي الله الله ، أجل غامي إنها من العائلة
غامي:- لكن لماذا هي حمغاء الشعغ بينما الكل بشعغ بني ؟
ميرنا(نظرت إليه ثم إليها):- معه حق الصبي ، شعرها مألوف
لورينا:- لا تنظروا إلي …أنا أنا لا أستطيع الإنجاب كلكم تعرفون ذلك
حكيم(طأطأ رأسه):- … نعلم لورينا لا داعي لقول ذلك
ميار:- تمام لن نطيل في الأمر ، سنكتشف كل شيء الليلة سننتظر
لورينا:- سأتابع وضع الطعام
ميرنا(تبعتها):- أنتِ بخير ؟
لورينا(وضعت يديها على دعامة المطبخ):- لو انقلبت الأرض رأسا على عقب ستكون لورينا السبب ، إنها طفلة وجدتها في الزقاق بالبلدة هذا لا يعني أنني أعرف أصلها وفصلها ، …ليصدقني أحدكم ولو لمرة واحدة
ميرنا:- نظرا لتاريخ خداعكِ لورينا فالأمر صعب ، لا تأخذيه بحساسية
لورينا:- متشكرة على الصراحة
ميرنا:- أريد أن أسألكِ شيئا خاصا ، أريد منكِ جوابا هذه الليلة قبل عودتنا إن شاء الله
لورينا(بغرابة):- لماذا تتقربين مني هكذا ، نحن لن نكون صديقتين
ميرنا:- لن نكون لكننا سنتعاون
لورينا:- ماذا ترغبين ؟
ميرنا(أمسكت كف لورينا ووضعته على بطنها):- لو جاءتكِ فرصة للحمل هل ستستغلينها ؟
لورينا(اهتز رمشها بلهفة):- دونما تردد ، لكن ….لا يمكنني
ميرنا:- بلى …كل شيء ممكن مع السحر لكن المقابل هو الصعب ..، بصراحة سمعت أن التوأم يفكران بشيء لأجلكِ لكنني لا أعلم ماهيته ، لذلك عندما يحين الوقت أرجو أن تفكري مليا لأنه لا يمكننا تغيير أحداث الماضي لأجل المستقبل ..هكذا سوف نخسر الكثير وستنقلب الأشياء بعدها
لورينا(سحبت نفسا عميقا):- يعني ..يعني إمكانية حملي ممكنة ؟
ميرنا:- أظنني اقترفت خطئا عندما شاركتكِ بذلك ، ما كان علي أن أتفوه بحرف لورينا لورينا ركزي معي عزيزتي …لا يمكن ، لا يمكننا قلب الأحداث نقطة انتهى
لورينا(أشاحت بصرها):- إيه …أصلا أصلا تعودت على حياتي عازبة ، يعني ما الذي أريده من الأطفال لا تقلقي ، إذا عرضتا الأمر سأرفض
ميرنا:- هل يمكنني الوثوق بكِ ؟
لورينا:- لا …لكنني واثقة من نفسي وهذا يكفيني
ميرنا:- لم أخبركِ لكي تتحمسي بل لكي أحذركِ ، لقد اعترضت على فكرتهم ولكنهما قالتا أنكِ تستحقين فرصة الاختيار
لورينا:- قراري واضح …لا داعي للقلق
ميرنا:- لنجهز الطعام إذن …
أخذت تجهز الطعام وعقلها شارد في هذه الاحتمالية ، شكل ميرنا أججت رغبة الأمومة في خلدها لذلك يصعب توقع ردة فعلها حقا …..المهم تم تجهيز الأطعمة وجلسوا جميعا على طاولة الأكل ليتشاركوا آخر وجبة ..
حورية:- لا يسعني التوقف عن البكاء ، هل هذا آخر يوم أراك فيه بني ؟
ميار:- أمي الحبيبة ، أنتِ تراقبينني من مكانكِ طوال عمري لذلك لا يمكننا تغيير الحقيقة ،أنتِ متوفاة يا حورية الراجي فلا داعي للإيلام أكثر
حورية:- تت …بني ، سأشتاقك كن على يقين بأنني فخورة بك
ميار(قبل يدها):- شكرا أمي ، قد سعدت كثيرا لأنني رأيتكِ وعشت معكِ أياما حتى ولو كانت وهمية إلا أنها غيرت فيني الكثير
حورية:- أرجو أن تسعد مع أولادك وأمهم ، كن متسامحا ولا تنجرف
ميار:- نصائح الأم لا تتغير ، ماشي حبيبتي على راسي
عبد النور:- بني حكيم ، اهتم بعائلتك وأخواتك ، كن عونا لأخيك غازي أخبره أنني رغبت بتربيته بنفسي ولكن كان للإله رأي آخر
حكيم:- أبي ، لا تقلق أخي سيكون بخير
عبد النور:- واثق من أنك ستفعل ، ابني الشهم
حكيم(نظر لطارق وميار اللذين زفرا بغبن من أبويهما):- متشكر أبتاه
زهرة:- لطفا أخبروا ابنتي جوزيت أنني رغبت بتسميتها حنة تيمنا بجدتي ، أعرف الاسم قديم لكن حِنَّة كانت لتكون بشارة خير بحياتها
ميار:- آه يا عمتي لو تعلمين البشارة التي تركها أخوكِ عامر بحياتها ، إيييييييه خرافة
زهرة:- آه يا ولد منك ومن لسانك ، لكنني سيدة أن عرق النجيبية يسري في جذورك أنت وأخوك
ميار:- يسلمو عمتو
زهرة(نظرت لطارق):- وأنت يا طارق ، هل أنت مستعد ؟
طارق(ابتلع ريقه):- لأي شيء تحديدا ؟
حورية(نظرت إليها):- زهرة ؟
زهرة(ابتسمت):- أمازح ابن أخيكِ يا حورية أليس من حقي
ميار(بعدم فهم):- ماذا يحدث ؟
حورية:- شكلها أصيبت بالهبل مثلي هههههه
طارق(مسح على شعره):- هممم
عبد النور:- كل شيء مخطط في وقته ، لا داعي للاستعجال
وحيد:- ابني وائل ، اهتم بأختيك هديل وجمانة وشهاب ابن عمك …لا تفسد ما صنعناه ولا تجعل الغرور يدخل لمشاعرك
وائل:- حان دوري على ما يبدو
وحيد:- كن رشوانيا ولا تغلق بابك على بقية الرشوانيين
وائل:- أيوة …ماذا تعني ببقية الرشوانيين ؟
وحيد:- لا تقلق كل شيء بوقته جميل ..مثلما قال عبد النور
وائل:- شكلكم تعرفون الكثير ، لكنكم ترفضون الإفصاح لماذا ؟
وحيد:- لكي لا نخلق بعدا آخر للمشاكل ، الأمور التي ستكتشفونها الليلة ستضع الأشياء في نصابها ..
عبد النور:- ليس من حقنا الكشف عن أي شيء لذلك ، ليبق الأمر عند الحظ الليلة
حكيم(حك جبينه):- شكل رأسنا سيؤلمنا حسبما أعتقد
سراج:- هممم …التخطيط الزمني هو الذي سيكشف تلك الحقائق ، الخسوف يزامن الماضي والحاضر لذلك عليكم أن تكونوا جاهزين
هجير:- وأهم شيء …أن تتوقعوا الأسوأ كي لا تكون الصدمة قوية
ميار(أشار لهم):- ميرسي لمعشر الأموات أعطيتمونا دفعة إيجابية للمضي قدما بحق
طارق:- مياااار ؟
ميار:- ماذا إنهم أموات الله الله هل سنخشى على مشاعرهم الآن ؟
مراد:- سؤال …طالما الأموات كلهم موجودين هنا ، لماذا لا أرى والدتي؟
سراج(نظرت لهجير):- …لأنها توفيت بمكان بعيد عن البلدة ، لم تدفن هنا يعني
هجير:- من دفن بتلك المقابر هو الموجود هنا كما ترون
مراد:- آه فهمت ..
وائل(نظر لميرنا نظرة خاطفة):- … متى ينتهي كل هذا ، ضقنا درعا
ميرنا(تأففت):- ميسون حبيبتي …ما بكِ ساكنة ؟
ميسون(نظرت إليهم):- تعودنا على الجو العائلي ، اعتقدت بأن الأمر سيطول لكن فور عودتنا سنتفرق …يعني تمنيت لو نبقى هكذا مجموعين مثلما كنا بروما سابقا …تمنيت
حكيم(تنهد عميقا):- حبيبتي ، الأمور تتغير لكن إن تعدلت الظروف سنستعيد تلك الأجواء حتما
ميسون:- أتمنى …، لا أريد بالابتعاد عنكما ، لا أريد فراق أي واحد فيكما قد تعبت وسئمت انتظاركما
ميرنا(أغمضت عينيها على دموعها لتسحبها لحضنها):- آه يا صغيرتي ، نحن هنا نحن معكِ
حكيم:- بالتأكيد يا ابنتي
ميسون:- ما الذي يضمن لي أنكما ستعودان الليلة سوية إلى الوطن ..ماذا لو اختفيتما مرة ثانية ؟
حكيم(بخوف نظر صوب ميرنا):- لا تقولي كذلك ثم …أنا أعدكِ أنني سأكون هناك مع ميرنا
ميرنا(نظرت لوائل بقلق ثم نحوهم ثم إليها):- …أ حكيم محق ، نحن سنكون هناك حتما
ميسون:- أرجو ألا يكون مجرد كلام يطيب خاطري ، أنا بحاجتكما هناك لا يمكنني المواصلة بمفردي …لا يمكنني
حكيم(قبل يدها):- أميرتي ، لا تقلقي ماشي
غامي:- لماذا تبكي ميسان بابا مياغ هي لماذا تخاف ألا تحب بقاء معنا عند صولي ؟
ميار:- تحب البقاء معنا ومع عمك حكيم وعمتك ميرنا
غامي:- لم يفهم غامي ، هل ميسان ابنة غوغينا أم ابنة ميغنا ؟
نظرة ثلاثية الأبعاد انتقلت بين حكيم وميار ، التقطها طارق الذي عقد حاجبيه حين استداروا مباشرة صوب لورينا التي سحبت نفسا عميقا بينما مسحت ميرنا على رقبتها
ميار:- هي ابنتهما معا ، لا يمكننا الشرح ثم لا تسأل أسئلة أكبر من عمرك
غامي:- أحببت أن يفهم فقط
رامي(ابتسم بمكر):- إنهم لا يريدون منك التدخل في شئون الكبار ، يعني قاموا بإغلاق الموضوع لأنه يفوق إدراكك عزيزي
ميار(شبك يديه ليضعهما على الطاولة):- الله أكبر على القناة الصغيرة ، من قام بتشغيلها ليقم بإنزال مستوى الصوت قبل أن أقوم بإحراق أم الشاشة
رامي:- ما زلنا في إطار التهرب على ما يبدو
ميار:- أي …أسكتوه قبل أن أبتلي فييييييييييه
حكيم:- اهدأ يا رجل ما بك مع الولد
ميار:- يستفزني يشعل فيني فتيل الغضب من نبرة صوته الرنانة
رامي(بتحدي):-ربما لأنك لا تستطيع معي ، ما يعني أن أساليب تهربك ومراوغتك لا تمشي علي
ميار(رفع حاجبه):- إن قمت بإلصاقه بالسقف العلوي هل يعتبر ذلك انتهاك حقوق الطفل ؟
طارق:- ميااااار من فضلك ، عزيزي نابل لا يجب التطاول على الكبار هكذا
رامي:- أين التطاول نحن نتناقش لا غير
وائل:- ههههه
ميار:- خيرا حضرة المحامي أي إضافة ؟
وائل:- بالأخير رأينا طفلا يقوم ببهدلتك يا حب …آآآه لتدم هذه اللحظات
حكيم:- لن تنطق يا ميار ، اهدأ فوائل يحب إضافة البهارات في الآونة الأخيرة
وائل:- هل أعطيك وزرة المحاماة حكوم ؟
حكيم:- تركناها لك يا مثقف نحن جماعة الأميين ممتنين من أنفسنا هكذا
ميرنا(حولت عينيها):- لن يتوقفوا …آه
مراد:- مراقبتهم مثيرة ، حقا سأفتقد هذا الجو معكم …
لورينا(ابتلعت ريقها):- سنفتقده حتما
ميار(نظر لرامي الذي عدل نظاراته الملتصقة):- هممم
رامي(مط شفتيه):- هل تريد شكرا كل الوقت ، شكرناك تلك الصبيحة فلا داعي للتذكير في كل لحظة
ميار:- أنا أنا من عدل نظاراتك كانت جاهزة بعد استيقاظك ، ههه
رامي:- أنت لا تتغير ، أشفق على عائلتك الذين سيتابعون العيش معك لاحقا أما أنا سأهرب فور عودتنا وأتخلص منك
ميار:- ههه كلام كبير لكن هل أنت واثق منه ، يبدو لي يا هاري بوتر أنك ستطيل البقاء بقربنا طالما لدينا ما تسعى إليه
رامي(نظر لميسون حيث حدد ميار بصره فيها):- أ…
حكيم(مسح على وجهه):- يا ربي ….
ميسون(بتوتر):- ااحم …هه …لمى لمى لا تلعبي بالأكل …
لمى:- لم أحب طعمته
مراد:- حسن ، لا تتناوليه اكتفي بالطبق الآخر
لمى(نظرت للورينا):- رورينا ، هل ستعيشين معنا في البيت ؟
لورينا:- أ…حبيبتي
مراد:- لا … لورينا ستزورنا بين الفترة والأخرى
لورينا(تلكأتِ الحروف بجوفها):- سأزوركم حتما كل يوم لو أحببتِ
لمى:-أجل أحببت…
طرق الباب
بوب:- سأفتح
طارق:- هذا البوب يشبه يزن قليلا ، ترى من يزورنا الآن ؟
ميرنا(سحبت نفسا عميقا):- …سنعلم …
بوب:- من حضرتك ؟
زيدان:- أنا زيدان الراجي ، ابن هذه العائلة
حورية(سمعت الاسم):- زيداااان ؟؟؟
ميار(رفع شفته):- زيدان من ؟؟؟
زيدان(دخل عليهم):- ابن عم آبائكم ، زوج سماح عمتكم تحديدا
حكيم:- يا أهلا بالعم
عبد النور:- ما الذي جاء بك يا زيدان ؟
زيدان:- الأقدار سحبتني لهذا البيت يا عبد النور … أردت إلقاء التحية وأيضا رؤية أحفادنا وأولادنا
عبد النور:- اجلس … هل كلمك سليم ؟
زيدان:- يتباهي هنا وهناك ، أنت تعلم أن لا شيء يخفى هنا لكنني لم أستطع من الاقتراب كأن هنالك طاقة غريبة منعتني من مواجهتهم سابقا
حورية:- لم أفهم شيئا
زيدان:- لا داعي للفهم ، أريد منكم إيصال رسالة واحدة ثم أرحل
ميار:- نعم يا عمنا أخبرنا
زيدان:- أخبروا سماح أنني غاضب منها كثيرا ، غاضب لدرجة تمنعني من الغفران في مكاني هذا ..لقد آذتني في الصميم بفعلتها تلك ، لتعرف أنني راقبتها كل هذه السنوات حتى تتوب عما فعلته لكنها لم تقدم على ذلك
حكيم:- ما الذي فعلته عمتي سماح ؟
طارق:- أجل يا عم زيدان ، ما الجرم الذي اقترفته ؟
زيدان:- هي تعلم جيدا ما فعلته ، يكفي أن توصلوا رسالتي لها لعل ضميرها يصحو قليلا فالدرب الذي تسير فيه مظلم لا ضوء فيه
ميار:- أوكي …نفهم من كلامك أنها أخت أخويها مختار وسليم ، عذرا خالو لكننا نعلم ذلك عن ظهر قلب قد عايشنا غدرها حتى
زيدان(تحرك):- أبلغوها أن الوقت لم يفت بعد ، يمكنها تصحيح الأمور أستأذن منكم انتهت غايتي
حورية(مطت شفتيها):- …أحسدكم على عدم رؤيتكم لما يمكننا رؤيته نحن الأموات ، أشياء لو اكتشفتموها ستحزنون حقا
زهرة:- حورية … علينا الذهاب ، بعد المغيب لن نتمكن من رؤيتكم ولا مساعدتكم ستكونون بمفردكم في جبل الساحرات
سندس(دخلت):- لن يكونوا بمفردهم ، نحن سنكون بجوارهم لأنني بدوري أحمل رسالة أريد بعثها لنزار
ميار:- هاه جاءت بالمفيد أظن أن ساعي البريد يجلس هناك يا لبي
وائل:- تفضلي أسمعكِ
سندس:- أخبره أنني ما رغبت بأن أؤذي مخططاته لكن الحقيقة التي ستنكشف الليلة كانت ضرورية ، أرجو منه الغفران
وائل:- بخصوص ؟
سندس:- عمك نزار سيعرف يكفي أن تجعله يسامحني
وائل:- يوصل
هانا:- بوب …بوب
بوب(اقترب منها):- ماذا ؟
هانا:- أشعر بالحرارة
بوب(رمقها بطرف عين):- ولماذا تخبرينني بذلك ؟
هانا(رمقت نظرته):- لماذا عقل الشباب سافل هكذا ، أخبرك لأن الجو طبيعي لماذا أشعر بالحرارة ؟
بوب:- ربما لأنكِ في دورتكِ الشهرية ، أوبس ألا يمكن أن تحدث في هذا البعد يعني الأمر طبيعي
هانا:- اخرس اخرس بعمرك ما نطقت بجملة كاملة وحين نطقت أفدتنا بنشرة إخبارية عن دم الحيض
بوب:- ما فهمت
هانا:- عنك ..اخرس فقط من فضلك اففف
وقت قصير ،بدأ ينسحب كل واحد فيهم على حدة بعد عناق وتأثر ومشاعر عارمة ملأت صدورهم ، فقد حانت ساعة الفراق مع ذلك الجيل الذي وصم قلوب حاضرهم ومستقبلهم بالمواجع ، جيل قام بأفظع ما يكون حتى …
لكن هل يعقل أن يتم بدون تلك اللقاءات الهستيرية ؟؟؟
خوري:- أبتاه يسرني أن أخبرك بأنني غير فخور بهذه العلاقة ، يعني ممتن لأنك توفيت قبل ولادتي
مختار(اقترب منه):- أنت لست صادقا في ما قلته
خوري:- وما الصادق في نظرك ؟
مختار(بعد لحظة صمت):- تمنيت لو كنت حيا لأحميك منها
خوري(اهتز جفنه حين مرر لسانه على شفتيه):- …لارد
مختار:- لو كنت حيا لما تركت سليلة السحرة تؤذيك في ذلك القبو المظلم ، لكنت أوقفتها عند حدها وسلبتك منها لتعيش طبيعيا بين عائلتك …صحيح هم عائلة نحس وكلها آفات لكنهم لا يتخلون عن دمهم ولو بالموت
خوري(باستهزاء):- هل تعطيني نبذة عن تاريخ الراجيين بينما كنت سببا ثانيا في معاناتهم ؟
مختار:- اسمعني …في حياتي وبعد موتي ما زلت أتنكر لتلك العائلة الشؤم ، لكنني اكتشفت شيئا أنني لو كنت متشبثا بعائلتي لما كان لكهرمانة فرصة كي تقوم بقتلي ، كان ليحمني إخوتي أنا واثق من ذلك
خوري:- خلاصة القول ؟
مختار:- لا تجعل الغضب يعمي بصيرتك ، العائلة شيء لا يمكن خسارته ولا أذيته …، صحح مسارك الخاطئ وتراجع عما تفعله ، الذنب لا يقع عليها بل عليك
خوري:- ههه أنت تخبرني بذلك الآن ، مختار الراجي الابن الفاسد لأولاد الراجية ينصح ابنه بالتشبث بهم ، يعني أظنك في مستوى الهذيان الآن
مختار(اقترب أكثر لتفصل بينهما خطوة حين ربت على كتفه):- أنت بحاجتهم ، لا يمكنك بدونهم … لذلك وقبل فوات الأوان قبل أن تسحب زناد موت عزيزتهم تراجع واطلب الغفران
خوري(عقد حاجبيه):- عزيزتهم ؟
مختار(تراجع ليرفع يديه يمينا ويسار):- نحن نراقبكم ، متى ستفهمون
خوري:- مهلا …أين تذهب ، ماذا تقصد بكلامك ..، أبي ؟؟؟
مختار(ابتسم):- حتى ولو كنت ميتا سماعها يعني لي الكثير ، أطلب غفراني من أختك كم وددت رؤيتها بشخصيتي هذه وليس بالمتوحشة التي كنت عليها …لا بأس هكذا هو العالم
خوري:- أين تذهب ..، انتظر أنا
مختار(أولاه ظهره ليبتعد):- أنصت لذلك الصوت الذي تقصيه منذ سنوات ، أنصت له وستنجو
خوري(ضرب يدا بأخرى):- ههه أنظروا للناصح المرشد ، شكل هذا العالم سيحولنا إلى رهبان عما قريب
سليم(اعترض طريقه في الزقاق):- هل واجهت ابنك ؟
مختار:- واجهته
سليم:- لماذا تصرفت على هذا النحو ، أنت لست هكذا
مختار:- ماذا سنستفيد يا سليم ، نحن أصلا أموات هل سنعبث معهم في كل مكان ، ألا يكفي بنظرك ؟
سليم:- الله الله من أين جاءك هذا الإلهام الروحاني يا أخي العربيد ؟
مختار:- لأنني رأيت حفيدتي .. تلك الصغيرة جعلتني أفكر لماذا أسعى وراء تدميرهم حتى بعد موتي ، اكتفيت يا أخي سليم
سليم(اقترب منه):- حتى لو اكتفى العالم أنا لن أكتفي من أذيتهم ، جيد أننا ميتون لكنت أرديتك قليلا بسبب غرابتك هذه …ابتعد عن طريقي
مختار:- لن أسمح لك بأذية أحدهم يا سليم ، سيرحلون سالمين فهمتني ؟
سليم(ضحك بخبث):- لندع ذلك للأقدار ، ههه شكلي سأتآمر مع عامر طالما خرجت من منصة الأشرار يا مختار
مختار(زفر عميقا):- لن أؤذي أحفادي بآبائهم ، اكتفيت حقا
سليم(ابتعد عنه):- مبروك عليك التوبة يا شقيقي
نظر إليه نظرة قميئة قبل أن ينسحب في ذلك الزقاق تاركا أخاه مشدوها في قمة الشرور التي تملأ خلده ، حتى وهم في ذلك العالم مع الأسف …

Narimano likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:44 AM   #1076

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في الواقع
في البلدة
كانت فخرية تجلس وسط دائرة من الملح الخشن عليها رموز وطلاسم وقمقم في حدودها ، كان وعائها الأسود يتحرك بفقاعات سوداوية ترتفع في ذلك المستوى وتنخفض … تحت دمدمتها التي كانت تهمس بها، ترفع يديها وتمسح على التراب وهكذا دواليك ، أما ليندا فقد كانت تجلس بدائرة أخرى مجاورة لها ، تمسك كتاب سحرها الأسود وتقرأ فيه بصوت خافت وهي منغمسة في هالة سحرية تحاول خلق أبعادها لكي تصنع جدارا منيعا رفقة أخواتها ، جدار سيجمعهم في ساحة البلدية ليستعيدوا المفقودين دونما استثناء …
سلسبيل كانت بدائرة مماثلة على يسار فخرية التي كانت تتوسطهن ، كانت بدورها متدثرة بسلهام يغطي وجهها كله بحيث لا يتمكن أحدهم من رؤية شيخوختها التي حولتها لكيان آخر مختلف كليا عن شاهيناز اليافعة … كانت تخطط بعصا خشبية على أديم التراب بكلمات غريبة ثم تمسحها لتختفي وبعدها تعيد الكرة ، أما كهرمانة فقد كانت خلفهن ثلاثتهن في مربع تمتد منه ثلاثة خطوط من الملح الخشن خط لليندا على اليمين خط لفخرية للأمام وخط لسلسبيل على اليسار … بما أن دمائها أقرب لدماء وهج فإن المرساة الخاصة بها كانت بين يديها لكي يتم الاستدعاء من قبلها كونها الجدة …ناريانا كانت على جانب تمسك الهارب خاصتها وتعدل النوتات خاصته بلغة آل الشمس لتكون المعزوفة ذات غاية محددة …
أما عن بقية الأشخاص الطبيعيين والذين تم استدعائهم للبلدة ، فقد جاء كل واحد فيهم حقا والجميع ينتظر اللحظة الحاسمة التي سيتم فيها تحريك المرساة لأجل استعادتهم ….
بالموازاة بين العالمين كانوا جميعا في ساحة البلدة حين قام هجرس وابنته سندس مع شامة ببناء نفس الشكل الهندسي الموازي للواقع ، هو يترأس المجموعة شامة على يمينه وسندس على يساره ، وشخص ما يجلس خلفهم يلبس الرمادي ويضع قبعة الجلباب على رأسه كي لا يكشفه أحد وقد كان يتخذ مكان كهرمانة … أما البقية فقد كانوا يتمركزون في جوانب تلك الدائرة ، هجير وسراج تمسكان آلتين واحدة الناي والأخرى قيثارة قديمة الشكل ،.. على جنب كان جماعتنا ينتظرون حلول الوقت المناسب ، نظرتهم لبعضهم كانت مشتتة خصوصا لعناصر منهم عندما استذكروا ما حدث قبل ساعة ….
ميار(يتذكر قبل ساعة):- هيا يا طارق الساحر هجرس يقول أن علينا الوصول قبل المغيب ، ياربي أين بقيت يا سلحفاة
عامر:- هل سترحل دون توديع أبيك ؟
ميار(حول عينيه ليمط شفتيه بامتعاض):- يامَّا ع النبرة القميئة جثتي اقشعرت ، هلا بأبوي الحبيب لقد اشتاق الخاطر لملاقاتك
عامر(اقترب):- سخريتك لن تخفي غضبك حنقك وكرهك لي
ميار(بسط يديه):- شيء بديهي يعرفه الأموات والأحياء أبتاه
عامر:- لست نادما
ميار:- ولا حضرتي
عامر:- لكنني … مبسوط لأن لديك أولاد ، يعني بالأخير أحدهم سيحمل جيناتي
ميار(بلؤم):- صدقني ..لو تشبَّه أحد أولادي بشخصيتك سأقتله قبل أن يكتمل الشبه
عامر:- ههه مجرد هراء ، أنت لا تستطيع التفريط لقد فشلت في إدارة العشيرة السوداء مثلي … الثغرات التي حصلت تمت بسبب إهمالك
ميار:- الرحمة يا ربي الرحمة
عامر:- لست هنا لكي أؤجج غضبك ، أردت فقط رؤية سحنتك لآخر مرة
ميار(بابتسامة مقيتة):- يا أبي يا حنون تكاد تدمع أعين قلبي تأثرا
عامر:- انتبه لما يدور من حولك ، ليس كل قريب حبيب وليس كل حبيب صديق وليس كل صديق رفيق
ميار:- ما هذه السلسلة المنقولة من صفحة التسلية بالجرائد ؟
عامر:- خذ حذرك ، قد تكون معميا على بصيرتك لكن بصيرة حدسك لا يمكن أن تكذب …ستأتي لحظة المساومة فهل أنت مستعد لخسارة أحدهم ؟
ميار(ابتلع ريقه):- ماذا تقصد ، خسارة من ؟؟؟
عامر:- أحد أولادك ، رقم ثلاثة ليس منطقيا في الحسبة خاصتك ، … إما يكون هنالك زيادة أو يكون هنالك نقصان
ميار(أغمض عينيه بغيظ):- حذار من تلويث عقلي ، يكفي ما فعلته بي طوال تلك السنين المريرة ….يكفي من سمومك يكفي
عامر:- حقا يكفي يا بني ، نبهتك لما يخفى عنك فقط …ستفهم كلامي عندما يحين الوقت إلى هناك لا تضع وقتك وقم بالدعاء علي لأن كل لعناتك تصلني
ميار:- آآآآآآآآآآه أجمل خبر سمعته منذ مجيئي إلى هنا ، يلا تستحق مني حزمة أخرى من اللعنات …(وضع يديه على فمه ليصرخ في الفراغ) وعندك واحد غالون لعنة أرجوانية تحت الحساااااااااااب …
عامر(بضحكة هزل):- كل شيء بوقته جميل … أتمنى لك أعواما من الخراب يا ميار نجيب
ميار(هدر من الزقاق الآخر):- وأتمنى أن تحترق في الجحيم
طارق:-التقيت به أيضا ؟
ميار(نظر خلفهما):- أين اختفيت فجأة ؟
طارق:- اعترض سليم الراجي طريقي لذلك ..ابتعدت لأكلمه
ميار:- نفس الشيء مع عامر نجيب ، هيا علينا الإسراع
طارق(زفر بغبن):- عن ماذا دار الحديث بينكما ؟
ميار:- تبادلنا الأماني بالخراب يا حبي ، أنتما ؟
طارق(نظر جانبيا):- …لا شيء
ميار(استوقفه):- هذا يعني أنه جرحك ؟
طارق(أغمض عينيه ليستعيد رباطة جأشه):- … شيء كهذا
ميار:- أخبرني بالحرف ماذا قال ذلك الخال الخالي من المشاعر
طارق(يتذكر):- ميار … أ…ماذا تريد ؟
سليم(أشار له بالابتعاد رفقته):- آخر حديث متبادل بين أب وابنه
طارق:- أسمعك
سليم:- أنت ابني الوحيد ، من بين أخواتك الستة
طارق(رفع حاجبه):- خمسة ، هل فقدت الحس بالتعداد هنا ؟
سليم(ابتسم):- أنت الذكر الوحيد بينهن ، كنت سعيدا لأنني أنجبتك من هبة وجعلت عواطف تربيك كما لو كنت فلذتها … عاقبت أما بابنها حين قلت أنه مات
طارق:-أعرف تلك القصة …هات الجديد
سليم:- هبة عاقبتني بخيانتها لي مع عامر نجيب ، لا والأدهى أنها أنجبت منه ابنا هو أخوك
طارق:- إي ؟
سليم:- أخوك ذاك هل سيختار أخاه الذي يعرفه أم سيختارك ؟
طارق:- بماذا ينفعنا الاختيار يا أنت ، ماذا تريد أن تقول ارمي ما بجعبتك ودعنا ننصرف
سليم:- هنالك لحظة حاسمة ستصل إليها ، سيتوجب فيها الاختيار ..أرجو فقط ألا يتم التخلي عنك مثلما يحصل دائما
طارق: أتعرف …كل تلك السنوات التي سجنت فيها لم يعذبني إلا شيء واحد ….أتعرف ما يكون ؟
سليم:- أخبرني
طارق:- كوني لم أدخل السجن بسبب ذنب اقترفته يداي عن سابق إصرار
سليم:- تريد قتل أبيك يا طارق ؟
طارق:- وصمت بهذا العار حياتي كلها حتى ولو كنت بريئا منه ، لكن في هذه اللحظة كم أتمنى لو أنني قتلتك دون أن يرمش جفني لأنك وباء فتاك …لا يجب أن تبقى حيا لا هنا ولا هناك
سليم:- مع الأسف لا يسعك فعلها هنا لأنني أساسا ميت
طارق:- خسارة
سليم:- لابد وأنك سعيد بعودتكم وراحتكم بدوني ، لكن لا تكن واثقا لتلك الدرجة قد تفاجئك الساحرات
طارق:- ههه .. صدقني سأتأكد من مكوثك في هذا القبر ولو اضطرني الأمر لأبقى بجوارك سأفعل ، عن إذنك
سليم:- شعلة ابنتك انطفأت بسببك لا يمكنك إشعال فتيلها بعد الآن ..ستبقى عالة مثل أبيها
طارق(تلونت عيناه بالدم ليعود أدراجه):- اخررررررس
سليم:- ههه … من الممتع رؤية غضبك الخامد
طارق:- أنت أنت ألا تمتلك ذرة ندم حتى ؟؟؟؟؟
سليم:- أبدا ، سأعمل على أن أخرب ما تبقى في حياتكم جميعا ….لأنكم لم تمنحوني فرصة لملاقاة ميرنا سأجعلكم تندموووون
طارق:- لن تراها لا في هذا العالم ولا حتى في بوتقة الأحلام ، ميرنا محمية بعيدا عن شرورك
سليم:- ميرنا ابنتي أنا وليست ابنتكم ، سأكلمها حتى وإن أبيتم ذلك سأتواجه معها ذات لحظة تكونون فيها منشغلين بشيء ما
طارق:- صدقني لا تسرح بمخيلتك كثيرا فذلك قد يعود عليك بالضرر ، آه نسيت إنك جثة لا تملك ذرة إحساس
سليم:- قصر أدبك تجاه أبيك
طارق:- منذ متى كنت أبي أصلا ؟؟؟
سليم:- رغما عن أنفك أنا أبوووك …انصرف انصرف قد أزعجتني
طارق(رمقه بطرف عين):- تبا للساعة التي عرفت فيها بأنك أبي
سليم(ضرب كفه بالهواء ليستمر):- عاق مسخوط قذر كلببببب
حكيم(ضحك بهزل وهو يتقدم من الزقاق):- أجزم أن ابن عمي قام بحرق دارة عقلك الفاسدة
سليم:- أجل تعال إلي أنت أيضا ببعض الجمل الكئيبة كخلقتكم
حكيم:- ما بك عماه خيرا إن شاء الله ؟
سليم:- ما كل هذه الراحة ، هل ضمنت العودة حقا ، هل ضمنت عودة ابنتي ميرنا معكم …أتحسب أن المياه ستعود لمجاريها هههههه لطفا لا تكن بتلك السذاجة على الأقل لا تكن غبيا مثلهم
حكيم(تحركت حنجرته بثقل):- فسر ما تقوله ولا داعي للألغاز
سليم(تقدم إليه):- ميسون …حفيدتي
حكيم(نظر خلفه ليقترب منه):- حذار
سليم:- لا تحذرني بدوري لم أحب حصول ذلك لكنها مشيئة الأقدار ، يعني آخر رجل تمنيت أن يقترب من بناتي كنت أنت ….بدأتها مع الأولى لتسلب عقل الثاني وبعدها تنجب من الثالثة …أليس هذا كثير على بنات العم ؟
حكيم(بعدم فهم):- ماذاااا تقصد ؟
الشبح(همست):- يقصد فتاة القبو يا ذكي
حكيم(أغمض عينيه):- نهاية هذا السطر ؟
سليم:- أوقف ألاعيبك إنها لا تليق مع بناتي
حكيم:- ههه تاريخك لا يسمح بتقديم النصح يا سليم يا راجي
سليم:- لن ترقى لمستوى الرجل الذي يستحقهن ، كن متأكدا من ذلك فالفشل الذي تشتهر به سنواتك الماضية كفيل لعنونة القادم
حكيم(تحركت حدقتيه بغيظ):- لن تفلح صنارتك بضربي
سليم:- طفلة واحدة هل تكفي … ؟
حكيم:- عاد ليهذي على أمي بألغازه ، ما بنا عماه هل حولك هذا العالم إلى منجم ؟
سليم(ابتعد عنه):- ابق بعيدا عن بناتي ، ابق بعيداااااا
حكيم:- الله الله ألا تعلم أن سمر تزوجت يعني ، ألا تعلم أنها ما زالت تعاني من ماضيها الأسود بسببك ، ألا تعلم أنها لم تخطو لبيتنا خطوة طيبة حتى الآن يعني ألا ترى ما أنجزته ؟
سليم(توقف):- أرى ذلك ، لكن من يجعلك تظن أنني أتحدث عنها ؟
حكيم:- بناتي …أنت تقصد ميرنا وسمر لا يوجد غيرهما
سليم(ابتسم بخبث):- متأكد ؟؟؟
حكيم(حول عينيه):- اخرسي فقط
الشبح:- ههه ….عمك يريد بصق جملة لكنه يراك لا تستحق
حكيم:- جميل أنكِ أعطيتني تفسيرا للحالة
الشبح:- تحرك الوقت يمضي ، عليك الوصول قبل المغيب لجبل الساحرات
حكيم(استدار خلفه لطيف عمه الذي اختفى):- ماذا قصد بهرائه ؟؟؟
خلفه في الزقاق
لورينا:- يا وهج سنسير قليلا بعد هل تعبتِ فورا ؟
وهج:- احملوني
مراد(حملها):- لا بأس تعالي لعمو مراد
لمى:- إنها مثلي كبيرة لماذا تحملها بابا ؟
مراد:- أنتِ أكبر منها لمى ، هي ما تزال صغيرة
لمى:- وأنا صغيرة
غامي:- وأنا صغيغ
مراد:- هي متعبة قليلا سنساعدها هممم …غامي لا تسرع خطواتك ابق معنا كي لا يضيع أحدكم
غامي(هرول ليلحق بميسون ورامي):- لماذا تسيغان مسغغين ، قدماي تؤلمني من الهغولة خلفكما
رامي:- لا تركض كي لا تسقط فيضيع وقتنا
ميسون:- لا تكلمه بهذا الأسلوب من فضلك
رامي:- وبأي أسلوب سأكلمه حضرة المحامية ؟
ميسون:- كلامك يماثل هزل عمو ميار لكنك لست مثله ، ثم …غامي ليس طفلا عاديا فلا تخاطبه بتلك النبرة
رامي:- ألا تبالغون بتدليله بالأخير هو مدرك لكل شيء
ميسون:- اسسسسمع …أنت لا تملك الحق في …
لورينا:- يكفي يا أولاد ، اقتربنا من اللحظة الحاسمة المرجو بعض التعقل
بوب:- هانا تبدين شاحبة ، ماذا بكِ ؟
هانا(تسير بثقل):- لا أعلم ، إنني منهارة داخليا أشعر بالتعب الشديد
بوب:- لم لستِ بخير ، هل هنالك ما يؤلمكِ ؟
هانا:- إطلاقا ، كنت على خير ما يرام لكن فجأة تغير باطني …أمر غريب
بوب:- فعلا أمر غريب ، إن طال سنخبر أحدهم
هانا:- طيب …
مراد:- يا ميرنا ، إن ما أقوله ليس محض كلام عابر ،…إنكِ فعلا بحاجة لصديق تفرغين في جعبته ما حدث معكِ هذه الأشهر ..لا يجب أن تكبتي تلك المشاعر وذلك الغضب ستؤذين نفسكِ فحسب
ميرنا:- سأحترم طلبك وأرضى برغبتي في التكتم الآن ، لنعد سالمين وبعدها نرى
مراد:- على العموم بابي مفتوح لكِ دوما
ميرنا:- يسلمو …
وائل(كان يسير خلفها كحارس لها):- بخير ؟
ميرنا(تراجعت خطوة لتوازيه في المسير):- أهاه
وائل:- الدقائق المقبلة ستكون حاسمة
ميرنا:- نرجو نتيجة مريحة للجميع
وائل:- أتشعرين بالخوف ؟
ميرنا:- لن أكذب إن نفيت ذلك ، أخشى حصول مشكلة في التجربة
وائل:- عيب في حق الخالة فخرية ستغضب عندما تسمع هذا الكلام ، لن يحصل شيء سوف ننجو سوية
ميرنا:- طيب بعد النجاة ، هل سنعود حيث كنا أم أننا سنرجع للوطن ؟
وائل:- الهوة التي ستسحبنا ستكون في الوطن ما يعني أننا عائدون
ميرنا:- آمل ذلك
وائل:- ما يهم ليس عودتنا إلى الوطن، بل عودة ذواتنا أيضا
ميرنا:- هه الجملة منطبقة عليك ، لا يجب عودة الأجساد فقط بل حتى الأرواح
وائل:- ربما بقيت الأرواح هناك أصلا ، من يدري
ميرنا:- المجادلة معك عقيمة
مراد:- هاه جماعتنا ينتظروننا هناك ، هذا يعني أننا اقتربنا
فعلا استمروا رفقة رجال الراجية خاصتنا لينتقلوا لجبل الساحرات وينتظرون معهم وصول الموعد المحدد …. لكن هل ستسمح تمارا بذلك ؟
تمارا:- أيتها الطاقة الرهيبة استعدي ، سنلعب بعض الألعاب مع بناتي ،…لنرى أيهن ستكون الأدهى ، لنرى كيف ستبلين في الفخاخ التي نصبتها لهن ههههههه، أبهرنني يا فلذات كبدي

"اقرعي يا طبُول الحياة ، افتحِي يا بوابات الشغف ، ارقُصي يا براعِمَ الأمل …قد حَان وقتُ اللقاء"
رفعت فخرية كفيها للسماء التي بدأ الخسوف يدنو ليمتلك عنان الأمر فيها ، فكلما اقترب القمر قليلا كانت ترتفع الهمهمة والدمدمة من قبلهن ….حتى أنها جعلت الأقرباء بالدرجة الأولى يرددون معهم نفس التراتيل ، كي يُسمع النداء ويكون هنالك صدى لاستجدائهم في البعد الآخر …
هكذا الحال بالتزامن في العالم الثاني حين كان هجرس يرفع صوته جهرا بتلك التراتيل المريبة رفقة ابنته سندس وزوجته شامة … إضافة للرجل الذي كان يجلس خلفهم والذي كان يردد نفس التراتيل بنبرته الخشنة ، أما جماعتنا فقد كانوا وسط الدائرة المحيطة بهم مستعدين للعودة إلى ديارهم فقد طال صبرهم ، طال حقا ..
أرعدت السماء من حولهم لتمطر بشدة جعلتهم يتوجسون من تلك الأحداث المتوالية ، أحداث ستغير مجرى تفكير كل واحد فيهم …بعضهم سينالون التجريح وبعضهم سيصدم بالحقائق والبعض الآخر سيكون الأسف شريكه ، أما البقية المتبقية فالصدمة ستكون محيطة بملامحهم لفترة لا بأس بها …. الكل متحمس الكل مستعد الكل مرتعب من تلك اللحظة التي ستقوم بنقلهم للوطن ..، بينما أهل الوطن مرتبكون أيضا خائفون من فشل المهمة لكن أملهم كبير في نجاتهم …
ستيلا وناريانا كانتا تأملان عودة وهج رفقة أبيها ، كذلك عودة ميسون وغامي الذي كانت تنتظره جوزيت بشغف هو وأبوه ، أما هبة كانت تنتظر ابنها طارق وأيضا ميار الذي طبع التفكير حياله في عقلها رغما عن كل شيء …والباقي معروف ….
فخرية(رفعت كفيها لتستدير نحوهم):- …كل واحد هنا جاء لأجل قلب أحبَّته ، شخص يهمه أمره ، روح فقدها ويريد استعادتها …كل واحد بينكم يريد إعادة المياه لمجاريها ومنح الغائبين فرصة للتواجد في حياتهم مرة أخرى …حقهم ومن واجبنا مساعدتهم لأجل أخذه ….، جميع الحاضرين ستسامحونني على ما سيحصل هذه الليلة ، لكنه الخسوف ومع الخسوف تنجلي الحقائق ، رددت هذه الجملة طوال الأشهر الماضية وحان الوقت ، أرجو منكم عدم الإصغاء لغضبكم بل أعطوا لضمائركم بعض الحق في الالتزام بالصحيح المنتظر …أيا كان ما سيحصل ها هنا عليكم بالصبر عليكم بمنح العذر عليكم بالتقبل وأهم شيء …، عليكم استعمال العقل وليس القلب يا جماعة …، دقائق دقااااائق تفصل بيننا وبينهم أريدكم أن تمنحوني وجدانكم دعائكم ومساندتكم ، ستنفذون ما أقوله بحذافيره لن تستسلموا لن تتوقفوا لن تعطوا لتلك الساحرة المجهولة فرصة للنيل منا …سنتحد جميعا ونعطيها درسا في مفهوم العاااائلة …هل أنتم مستعدوووووووون ؟؟؟؟
هتف الجميع في سره بكلمة مستعد(ة) ولأن الحاجز الذي صنعته فخرية شبيه بحاجز لقاء السحرة حيث لا يستطيع أحد رؤية الآخر ما عدا الساحرات المتمكنات هناك …ما يعني أن كل شخص موجود بتلك الدائرة سيتفاجئ بحضور الآخرين حتما في اللحظة المناسبة ..، لذلك الله المعين
ليندا(جمعت بعض التراب لترفعه للسماء):- بحق الدم والروح أعطي شروري فداء لاسترجاع العائلة
سلسبيل(بصوت متحشرج):- بحق الدم والروح أعطي ظلامي فداء لاسترجاع العائلة
كهرمانة:- بحق الدم والروح أعطي غضبي فداء لاسترجاع العائلة
فخرية:- بحق الدم والروح ، آخذ طاقة الظلام والغضب والشر وأمزجها بالانتقام لكي أصنع طريقا نحو الماضي ، أيتها الساحرات ارفعن كفوفكن معي واهتفن ….العائلة واحد والانتقام واحد ، العائلة واحد والانتقام واحد
ليندا:- العائلة واحد والانتقام واحد ….لنسترجعهم وننتهي من هذه المسألة الليلة ، ليكن الحظ حليفنا لتكن السماء معنا ولتحيا الرابطة السحرية
سلسبيل:- العائلة واحد والانتقام واحد ، …لنعطي أقصى ما لدينا ، لنثبت لهم أننا لسنا فاشلات وأن النصر سيكون حليفنااااا
كهرمانة:- العائلة واحد والانتقام واحد ، لتغفر الطبيعة أخطائنا وتمنحنا فرصة اللقاء من جديد ، لتهبنا بعض الصفاء الذاتي معهم قبل كل شيء
فخرية(ابتسمت لتنظر للآخرين):- ….ليكن النصر حليفنا ، يدا بيد نحو النصر هياااااا
فرقعت إصبعها لتمسك الوعاء الأسود وترفعه فوق رأسها وتبدأ النحيب ، ليسترسل صوتهن رفقتها بينما قامت كهرمانة بوضع المرساة على قلبها وهي تميل ذات اليمين وذات الشمال مع النغم الذي أطلقته ناريانا بعزفها على الهارب خاصتها …دندنة أغنيتها جعلت الكل يدخل في هالة من الانتماء داخل ذلك الحاجز اللامرئي … كل واحد فيهم كان يمسك بشيء يخص الطرف الذي ينتظر عودته بشدة ، وكي يتم الكشف عن هوية تلك الشخصيات يجب علينا استعادة الغائبين أولا …..
داخل تلك الهالة هبت رياح شكلت زوبعة رملية صغيرة ، أخذت تتضاعف كلما تصاعدت تراتيل الساحرات ، نغمات ناريانا ، العزف المتواصل وأصوات الموجودين هناك …اتحدوا جميعا على حل تلك المعضلة وأكيد لن يعودوا خاويي الوفاض ..، خصوصا حين قفز جماعة حراس الشمس الذين أخذوا يطوفون حول كل الحاضرين ممسكين بالعصي الطويلة ويضربون بها على الأرض تارة على اليمين وتارة على اليسار ، يغطون أوجههم بالجلابيب السوداء وهم يقفزون بينهم بكل سلاسة …ما يعني أن السحرة اتحدوا مع آل الشمس ليتوسم الاتحاد مع الxxxxب عندما برز شخص يضع وشم عقرب كبير على كامل ظهره ، مما يدل على أن الxxxxب موجودين هناك أيضا …
فخرية:- بعضكم لا يعرف حقيقة الموجودين في ذلك البعد ، أيا كان ما ستسمعونه لا تعطوه قيمة فالمهم هو استعادتهم والباقي له حلول لا محالة … أرجوكم لا تخذلوني لا تخذلوهم فحضوركم دعمكم ضروري…. قد حانت اللحظة الحاسمة هل نبدأ ؟؟؟؟؟
أمسكت مفتاح نحاسيا كبيرا عندما قرعت به على وعائها السحري ، عم الصمت فجأة عندما عاد صوت الهارب ليتم نغماته ، نظرت إليهن فخرية نظرة مفادها البدء بتلاوة ما حفظته لهم … فعلا ارتفعت الأصوات بتلك التراتيل ليشعروا بشيء يشبه الهزة الأرضية من حولهم ، انشقت الصخور لتفتح فجوة داخل الأرض مثل الحفرة العميقة ، سوداء داكنة أذهلهم منظرها الغريب الذي خلق من العدم …حينها تنهدت فخرية براحة عندما نظرت للسماء لتحرك محتوى الوعاء بإصبعها الصغير وتمرره على جبينها وهي تميل يمنة ويسرة ….
في العالم الآخر لم تنشق الأرض بل تصدعت شجرة لتفتح بطنها وتبرز بوابة سوداء تتحرك بأمواج طيفية لا مرئية ..، بينما كان هجرس يجهر بصوته بينهم ليسحبهم معه في حالة من الانتماء الذاتي لكل حرف يهمس به ، جعلهم مشدوهين في قدرته على الإمساك بزمام الأمور ، في لحظة غلبهم اليأس ، فالدقائق تتضاعف وما زال الوضع كما هو عليه
هجرس:- لا تفقدوا أملكم لا تتركوا صبركم ، إننا هنا في معركة في معركة
حكيم(بانفعال):- يبدو لي أن هذه المعركة ستكون في صفهن يا سيد ، عليك أن تفعل شيئا فالانتظار الذي تنصحنا به لا ينفع
ميار:- منذ ساعات ونحن نتلو هذا الهراء لكن لم يحصل شيء سوى فتح بطن تلك الشجرة المغبونة
هجرس:- كأن هنالك طاقة تقف حاجزا كالحصن بيننا وبين محاولتنا
طارق:- المرأة الساحرة تمنعنا هذا هو
هجرس:- سندس ، استعدي لمضاعفة الخطة فالهدف الآن صعب وعلينا استغلال كل الثغرات
سندس(نظرت خلفها):- وتلك الثغرات على استعداد أبتاه …لورينا اجلبي وهج واقتربي إلى هنا
لورينا(أمسكتها لتخفيها خلفها):- أكييييد لن تستغلوا الطفلة ؟
سندس(نظرت لذلك المغطى بجلبابه في دائرتهم):- نحتاج لقوتها ، يجب أن تحرك المرساة لأنها صاحبتها
لورينا(نظرت لمراد ثم لهم):- وهج حبيبتي ..ستقتربين من الخالة لا تخافي
وهج(بعدم فهم):- همم ؟
لورينا:- هناك …اطمئني أنا بالقرب منكِ ، لمى أيضا
لمى:- أذهب معها كي لا تخاف
مراد:- تمهلي لمى ، ابقي بقربي …هل لي أن أقترب رفقتها ؟
سندس(نظرت لهجرس):- لا يمكن
مراد:- لن يتم لمسها بأي أذى
سندس:- نحتاج لطاقتها لا غير
ميار(صغر عينيه):- أنو طاقة ، هذه البنت راجية هل يملك الراجيون طاقات رهيبة أيضا يا ابن خالي ؟
حكيم:- في تلك الطفلة أمر مريب ، إن كانت راجية فهي طبيعية إذن
طارق:- ما ربما كانت ذات دم مختلط يعني …
ميار(وضع يده على فمه):- هئئئ يعني أن تكون من عرق تنك العبيطات الملعونات ؟
حكيم(حرك رأسه):- هذا هو الجواب المنطقي
ميسون(ابتسمت وهي تنظر إليها):- إنها منا بابا حبيبي ، إنها منا
ميار:- هاه أخذنا التأكيد ، كيمو في بعض الأحيان أشعر وكأن الحاجة نبيلة تتجسد في ابنتك أي والله ، مرات أسمع كلام جدتنا وليس طفلة بعمر الثامنة
ميسون:- التاسعة عمو ميار
ميار:- التاسعة يختي ….
هجرس:- أيها القوم
ميار(أشار نحوه):- هشش اخرسوا كبير القوم يتحدث بالمناسبة أين هم القوم ؟
حكيم:- مياااار لطفا أصبحت كصرصور الليل الذي لا يعرف التوقف حتى تُسلم مؤخرة الحذاء على وجهه
ميار:- تقنيا هذه الجملة مستوحاة من قاموسي السافل عزيزي ابن الخال
هجرس:- يا قووووم
ميار:- إن أعادها ثالث مرة سأنتخبه لمنصب عمدة البلدة
هجرس:- هنالك طاقة تحول بيننا وبين نجاحنا ، علينا أن نعطي بعض القرابين لكي نمزق ذلك الرباط …. ستقوم ابنتي سندس بسحب بعض الدماء منكم ، عليكم الإمساك بأيدي بعضكم كأنكم تخلطون دمائكم ببعضها …هيا أعزائي نحن قريبون من النصر
ميار:- هل ما يطلبه منا أمر صحي ، ييي لا أدري المرض يتفشى عبر …
حكيم(بخفة تصرف حين مرر عليه الخنجر وطبع كفه بكفه):- اطمأننت هكذاااا ؟
ميار(نظر ليديهما المتشابكة ببعضها ولجراحهما الملتصقة):- آآآآه يا روحي ، حتى لو كنت آفة مرضية سأتبناك
وائل(أمسك كفها حين مرر السكين عليه):- أمر طبيعي
ميرنا(بدون حياة):- تعودنا
وائل(رمق ذبول ملامحها كأنها معتادة على تلك المناظر):- غريب
لورينا(أمسكت كف مراد):- بخير ؟
مراد:- لا بأس الأمر بسيط ، عله يفلح فقط طفح كيلنا
لورينا:- أنت متلهف للعودة لهذه الدرجة ؟
مراد:- لأجل بناتي
لورينا(هزت رأسها بغبن):- أعادك الله سالما لهن
مراد(لم يضف حرفا بل استدار للجانب الآخر):- هممم
هانا(أمسكت كف بوب):- هكذا هكذا كي تختلط الدماء ببعضها
بوب:- سنمرض هكذا ، ما كمية الأوبئة التي ستخرج بعد هذا التلاحم ؟
هانا(حولت عينيها):- أتعلم ، بدأت أشتاق لخرسك يا بوب
رامي(نظر لميسون):- يؤذي ؟
ميسون(هزت رأسها):- تؤ يوخز قليلا فقط
رامي:- سينتهي …اضغطي لو كان يريحكِ
ميسون(رمقت يده):- احم
حكيم:- أكان ضروريا أن ؟؟؟؟
ميار:- كل منا موقعه عزيزي الأب لا تقلق ، هيه طارق كيف الأمر عندك ؟
طارق(يمسك كف غامي):- نصيبي حلو كأبيه
غامي:- ههه أنا الحلوى لكن الدم كثيغ هل سنموت جميعا ؟
طارق:- لن نموت بل سنعيش أطول عمر ممكن إن شاء الله … سننجو
هجرس:- لم يتبقى سواهما ، سندس ؟
سندس(اقتربت من وهج ثم من الشخص المضلل):- …الأمر ضروري
هجرس:- اجعليه يفعل
لم يترك لها المجال لتقترب حين مد يده ليجذب كف الفتاة الصغيرة ، هنا فتحت عينيها لتصغرهما وهي تراقب يده ..عقدت حاجبيها حين اقشعر جسمها حتى أن كفها اهتز عندما ضبطها وائل مجددا وهو يستفهم منها سر رعشتها … كانت عيناها مصوبة صوب تلك اليد المتشبعة بالعروق البارزة ، إنها تعرفها تعرفها عن ظهر قلب ، لكن …أيعقل أن ؟؟؟؟
هجرس(ضرب الأرض بحركة يده حتى أصدرت صوتا مرعبا):- الأمر ينجح … تمسكوا جيدا لن تفلح بشرورها لن تفللللللللح …أيتها الأراضي القديمة ، أيتها الطبيعة العزيزة ، أيتها العائلة القريبة البعيدة …، افتحي الطريق ودعيهم يغادرون بسلام …افتحي الطريق ودعيهم يغادرون بســـــــــلام
فجأة انبعث ضوء ساطع من عمق الشجرة حتى أنهم أغلقوا أعينهم من شدة الإضاءة ، بدئوا يستعيدون بصرهم رويدا رويدا حين دهشوا بما يرونه أمامهم ، مرآة تعكس فخرية وأخواتها وخلفهم مجموعة من البشر لا تتبين ملامحهم بشكل جيد … في نفس اللحظة كانت نفس المرآة تظهر لفخرية وجماعتها حين انفجرت بين أعمدة جرس البلدية لتبرز مرآة عالية تعكس الجانب الآخر
شهقات متعالية واندهاش عارم غطى على ملامح كل الحاضرين في كلا الجانبين …. لكن التدخل كان من قبل هجرس وفخرية حيث بدأ يردد تعويذة بعث بينما كانت ابنته فخرية تردد تعويذة استحضار …التعويذتين معا في كلا الوقت المتزامن كان لهما وقع كبير في التأثير على الرابطة الزمنية لأجل بعثهم لعالمهم واستحضارهم من العالم الآخر ، شكلوا دائرة يمسكون فيها بأيدي بعضهم جملة ، حين نهض هجرس من محله وبدأ يلمس بإصبعه جبين كل واحد فيهم بالترتيب لغاية ما انتهى عند المغطى ، الذي رفع رأسه نحوه ليطبع على جبينه بإبهامه مثلهم … ما إن فرغ من ذلك حتى رفع كفيه للسماء وهو يصرخ عاليا بتلك التعويذة ، لغاية ما تفجرت السماء بأمطارها برعدها ببرقها ، هبت رياح عاتية شكلت زوبعة رملية للمرة الثانية أحاطت بهم وأخذت تشتد مع نبرة صوته الصادحة في كل مكاااااان …..
حتى عند فخرية التي كانت تماثل أباها في نفس ما فعل ، قامت بدورها بطبع إبهامها على جبين كل الحاضرين وحين فرغت من ذلك رفعت كفوفها للسماء لتصرخ بصوتها المبحوح بتلك التعويذة رفقة أخواتها ، أيضا أمطرت وأرعدت عليهم وهبت نفس الرياح ونفس الزوبعة التي اشتدت لتحيط بهم أجمعين …وحين اقترب النصر حين اقتربت النجاة ، حين بدأت المرآة المعاكسة للجانبين بالتذبذب لكي تشكل ممرا لهم …..حين كاد ينجح الأمر ويكلل تعبهم بالنجاح ، لم تسمح حين جاءت بشرورها لتوقف كل شيء بفرقعة إصبع ….
تمارا(دخلت وسط تلك الهالة):- هل حسبتم أن الرحيل من هنا سيكون بهذه السهولة أحبائي ؟
أم لقمان(في الواقع بنفس الوقت اقتحمت الهالة أيضا):- طبعا ، استعادتهم لن تكون سهلة أبدا أيها المساكين
فتح الجميع فمهم من دخولها الساحر الذي أوقف كل تلك القوى لتسلط الضوء عليها لا غير ، أخذت تدور بينهم ببطء شديد تتأملهم وكأنها تراقب قرابينها بمتعة ، وحين فرغت من التأمل عادت للوسط لتقف مقابل هجرس بثبات ، بتحدي ، بكل فخر …
تمارا(بتصفيق حار):- تحديتني يا هجرس ، كدت تنجح لست أنكر …أنا مندهشة
هجرس:- ابتعدي من هنا ، لن توقفي ما نفعله سوف نعيدهم لديارهم رغما عن أنفكِ سمعتني ؟
تمارا:- سمعت ، وأتفق معك بشدة لابد وأنهم يشعرون بالملل ها هنا ، أجل ….ولكن هل تظن بأنني سأسمح برحيلهم هكذا بدون ذكريات ؟
هجرس:- ماذا تريدين تماااارا ؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- تمارا …ألا يبدو هذا الاسم مألوفا ؟
ميرنا(فتحت عينيها حين تذكرت صوتها وهيأتها):- إنها هي ….إنها نفس المرأة … إذن ، ذااااك المغطى هو …..هو نفسه وحش الظلام هئ
وائل:- أنتِ بخير ؟
ميرنا(بدموع تكومت بمقلتيها):- أجل …أجل ..بخير
حكيم:- ماذا تريدين منا ، نحن لا نعرفكِ أصلا فلماذا تحبسيننا هناااااا ؟
تمارا(رفعت حاجبها لتزيل قبعة جلبابها وتبرز ملامحها كاملة):- هل أنتم متأكدون بأنكم لا تعرفونني ، هيا حركوا تلك الجماجم قليلا ربما عرفتموني
ميرنا(أغمضت عينيها):- إنها هي يا إلهي …
طارق(يتفحص وجهها):- ألا تشبه قليلا …قليلا …قليلا
ميار:- معشر الساحرات ؟؟؟
حكيم:- فخرية …تشبه فخرية والأخرياااااات إنها إذن ….. واووو
وائل:- أهلا بالساحرة الأم ، أي خدمة ؟
تمارا:- يا لذكائكم الشقي ، أجل أنا تمارا أكيد سمعتم عني ، عن سحري ، عن شروري من بناتي ….أنا تمااااااارا أقوى ساحرة عرفتها البشرية منذ أجيااااال …، أبشروا
ميار(حول عينيه):- افف ياااا متى ننتقل من فيلم الرعب إلى الأكشن يا جماعة بدأت أصاب بالضجر على هذا المسرح
تمارا(اقتربت منها لتقف قبالتها):- هل اشتقتِ لي عزيزتي ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها لترتد خطوة للخلف ثم تثبتها مجددا):- أنتِ …أنتِ هي إذن ..
تمارا:- هشش حذار الآذان صاغية ، هنالك من لن يحب سماع ما وجدتكِ عليه قبل بضعة أشهر
ميرنا:- أ…
هجرس:- تماااااااااااارا ، ماذا تريدين، أخرجي مخالبكِ …الآن ؟؟؟؟؟؟
تمارا:- آه ، الرجااااال مستعجلون دائما ….زوجي الحبيب ها أنا ذا هل أعطيك قبلة قبل النوم ؟؟؟
شامة:- ماذا تبتغين من هذا الفعل يا تمارا ، إنهم محتجزون هنا بسببكِ بلا ذنب بلا ذنب
تمارا:- يفضل ألا ندخل في خانة الضرتين يا شامة ، اخرسي
شامة:- إن لم أمنعكِ سابقا ، تأكدي أنني سأمنعكِ بشراسة في هذا اليوم
تمارا:- زوجي العزيز هل لك أن تخرس ضرتي أو أتفضل أنا بذلك ؟
هجرس:- كلنا ضدكِ يا تمارا .، لن يكون الأمر سهلا عليكِ بالمرة
تمارا:- ممكن …لكن المحاولة تستحق هل أنتم مستعدون للسؤال الحاسم ؟
طارق:- اختصري حبا بالله كأنكِ أطلتِ ؟؟
تمارا:- لكي يعبر كل واحد فيكم من تلك المرآة ، يجب أن يترك أثرا ويرحل …الأثر سيكون عبارة على إجابة عن سؤال حاسم ومصيري…من يمر سيلتقي في الجانب الآخر بأم لقمان صديقة عمري وشريكتي في العمل ، ستقوم بتفعيل آخر شيء في هذه اللعبة ألا وهو الاختيار سأكون جوارها لا تقلقوا فأنا لم أسخ بكم بعد …هيا الأمر سهل وبسيط عليكم فقط تحريك دفة عقولكم بهذا القدر
هجرس:- لن تفعليها ، لن تفعليهاااااااااا …ليس هنا يا تماااااااارا
تمارا:- هجرررررررس …لقد جردتك من قواك بمجرد اقتحامي للهالة لذلك لا تتعب نفسك ، الحكم للأقوى وأنا الأقوى هناااااااااا …هيا من يستعد للعبور فلدينا هنالك حلقة أمتع من هنا صدقوني
ميار(ابتعد ليمسك يد غامي):- أنا سأمر أولا …وابني معي
تمارا(أطلقت ضحكة مجلجلة):- ابنك معك ، ههه هل أنت متأكد ..ألم تنسى شيئا آخر ؟
ميار(رمقها وهي تنظر لرامي الذي تراجع ليختفي خلف ميسون):- ماذا ؟
طارق(همس لحكيم):- فخرية طلبت من ميار القيام بحمض نووي لغامي ، لكنه رفض ذلك بشدة
حكيم(انتقل بعينيه صوب عيونهم المصوبة):- يعني ؟؟؟
ميار(ابتلع ريقه):- أفصحي …
تمارا:- طالما أنت مندفع هكذا ومستعجل على الرحيل ، اجمع عائلتك وارحل ، …شكلك لا تعرف شيئا ، لا بأس ساحرتك هنا سوف أسألك سؤالا بسيطا أجبت عنه ستعبر لكي نتواجه في الجانب الآخر بالحقيقة كاملة أمستعد ؟
ميار:- أسمعكِ
تمارا:- ميار نجيب ، أنظر للجانب هناك هل رأيت أباك لقد جعلته يشاهدك لآخر مرة قبل رحيلك …أريد منك إجابة واضحة عن سؤالي هذا ، أبوك عامر نجيب إن وجدت فرصة لإيلامه ماذا ستفعل ؟
ميار:- سأقتلع كبده من أحشائه
تمارا(ابتسمت):- أنت صادق ..ألهذه الدرجة آلمك أم أن خوفك من أن تصبح مثله مع أولادك هو الذي يجعلك تقول هكذا ؟
ميار:- أنا لن أصبح مثله لأنني لست منه أصلا …صحيح عرق النجيبية يسري فيني لكنني راجي بالنهاية
تمارا:- جواب لا بأس به ، لكن ماذا عن أمك ألا تخشى أن تصاب بالجنون مثلها يعني وراثة وما شابه ذلك ؟
ميار(تلونت عيناه بالدم):- أمي خط أحمر سمعتني ؟؟؟؟؟
تمارا:- أجبني ….هل راودك هذا التساؤل من قبل ؟
ميار(نظر إليهم ثم نحوها ليميل برأسه جانبيا):- راودني
تمارا:- الصراحة لطيفة يا عزيزي ، سأجعلك تستطعم مذاقها في الجانب الآخر لقد عبرتَ بنجاح هيا انتظرني في الجانب الآخر
ميار:- هفف …مهزلة أي والله
تمارا(بنبرة ساخرة):- لكنني ما زلت على كلامي أنت تنس شيئا هنا وترحل
ميار(لم يفهم كلامها):- لست أفهمكِ …لم لا نتحدث بوضوح طالما تعشقين التلاعب بالكلمات أفضي لي بما يوجد بجعبتكِ حضرة الساحرة
تمارا(أشارت لهم):- ستعرف …لكن صدقني ستكون لحظة الاختيار صعبة عليك لأنك أصلا تخليت من البداية ،،، اعبر أو سيفوت الأوان نلتقي في الجانب الآخر
ميار(زفر عميقا ليمسك كف غامي بشدة ونظر إليهم):- أنتظركم هناك ..
أغمض عينيه ليبتلع ريقه ممتن لأن نظاراته البصرية تحول بينه وبينهم ، لكن ميسون استطاعت رؤية حزنه البادي على ملامحه الشاحبة …لم تستطع قول شيء فقد كانت مشدوهة بما يحصل ….
تمارا:- طارق الراجي ، …. تقدم نحوي
طارق(حول عينيه برتابة):- أفندم ….ما سؤالكِ لو كان على أبي فأنا لم ولن أسامحه دعيه يعرف ذلك ، آه لو وجدت فرصة لإيلامه سأقتله أيضا
تمارا:- ههه من قال أن سؤالي سيكون على أبيك يا غالي …، سأعطيك سؤالا آخر له علاقة بالأم أكثر ..، حين علمت بتلك الحقيقة بماذا شعرت ؟
طارق(نظر خلفه بتوتر ليقترب منها):- ليس هكذا
تمارا:- ولو …هل سأفصح أمامهم وأترك الجانب الآخر جاهلا عيب يا طارق أنا سأترك المفاجأة هناك لا تقلق ، الآن أحتاج لجوابك لا غير وبعدها تذهب في حال سبيلك
طارق:- اممم …لم أكن راضيا على تلك الحقيقة ، لم أكن راضيا وما زلت غير راض عنها فهمتِ ؟
تمارا(ابتسمت بخبث):- فهمت يا حبيبي ، تفضل الطريق أمامك
طارق(نظر إليهم):- … سأنتظركم هناك …
تمارا(سحبت نفسا عميقا بعد مروره):- حكيم يا راجي ، هل نبدأ بك أم بصغيرتك أم ربما بالعصفورة ؟
حكيم(أغمض عينيه):- يا الله
تمارا:- ميسون …اقتربي يا صغيرة حان وقت عبوركِ
ميسون:- لن أذهب ….بدونهما
تمارا:- بدونهما …من تقصدين ميرنا أم لورينا ؟
ميسون(نظرت للورينا بأسف):- …لارد
حكيم:- لن أسمح لكِ ب …
تمارا(أوقفته بيدها):- هناك ستسمح لي ، أما هنا أنا أرغب بالأجوبة فقط المواجهة ستكون في الطرف الآخر لا تقلق …هيا ميسون أخبريني
ميسون(بدفء):- ماما ميرنا ….
ميرنا(نظرت إليها بدموع):- صغيرتي
لورينا(بحزن):- لا بأس ….
تمارا:- جميل … يمكنكِ الذهاب
حكيم(أمسك يدها):- لن تخرج بدوني …أنا لا أثق بكِ
تمارا:- طالما هكذا ، لماذا لا تستطيع الإمساك بكف عصفورتك والذهاب أيضا …ألم يكن هذا دافعك طوال عمرك ، ما الذي تغير ؟
حكيم(تحركت حنجرته بثقل):- ماذا تقصدين ؟
تمارا:- أوبس ، أيعقل أن عشق العصفورة قد غادر أغصان قلبك ؟
حكيم(بانفعال):- بالتأكييييييد لا
ميرنا(شهقت وهي تنظر إليه بعدم فهم):- ….لارد
تمارا:- هل أنت تجيبني بصراحة أم بانفعال لتكذيب نفسك ؟
حكيم:- ….ماذا تريدييييييين مني ؟
تمارا:- الصراحة ، هل تخليت عن عشقك للعصفورة ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- …لم أتخلى
تمارا(حركت إصبعها لتفرقه هو وميسون):- رحيلها سيكون مع الأم التي تستحقها وليس معك …أنت ستبقى آخر شخص لأنك كذبت علي
ميسون(تتمسك به بشدة):- ههئئئ بابا حبيبي باباااااا
ميرنا(هزت رأسها):- توقفي ….لقد تخلى ..، لقد تخلى أنا واثقة
تمارا(رفعت حاجبها لتنظر إليه):- حقا ؟
حكيم(رمق نظرة ميرنا ليحني رأسه بأسف):- ….أنا آسف اضطررت لذلك
وائل(صفق مرتين):- عني قد دمعت عيناي تأثراااا
تسارعت خفقات قلبها وهي تنظر إليه بعيون تعبة ، أما هو فقد كان البؤس يغلف نظراته التي امتلأت بالأسف نحوها …لكنها دعمته بحركة عينيها حين جعلته يتقدم ممسكا بكف ابنته مغادرا المكان ، لكن لم ينسى أن يترك أثر الوجع فيه
ميسون(توقفت قبل مغادرتها):- هل ستأتي خلفنا ؟
ميرنا(هزت رأسها):- أجل حبيبتي …سأكون هناك بعد قليل
ميسون:- وعد ؟
ميرنا(بخوف):- وعد …
حكيم:- أنا آسف …. هيا ميسون
ميرنا(تألمت كثيرا لكنها أخفت ذلك):- رافقتكما السلامة
تمارا(بعد رحيلهما):- ميرنا …سأترككِ آخر شخص عزيزتي لأنني سأعبث قليلا مع المحامي
وائل:-كلي آذان صاغية
تمارا:- لحظة فقط ، ابن الxxxxب هل أنت مستعد للرحيل ؟
مراد(أمسك يد لمى):- متشوق لذلك
تمارا:- اممم …بما أنك على علاقة ودية مع ابنة عمك سليلة السحرة …، هل يمكنك أن تجزم لي بأنك قادر على ائتمانها على بناتك ؟
مراد(ابتلع ريقه لينظر للورينا):- …آسف حقا ، لكنني لا أستطيع
لورينا(شهقت بصدمة):- مرااااد
مراد:- أنتِ تملكين ماضيا غريبا في معاملة الأطفال ، لذلك لا يسعني ائتمانهم معكِ معذرة لوري
تمارا(أشارت للبوابة):- الطريق مفتوح أمامك يا غالي …حفيدتي لا تحزني الرجال هكذا كلهم قذرون لا يهمهم سوى ما تملكه المرأة بين فخذيها
لورينا:- حقا…وماذا عنكن هل أنتن جيدات يا ترى ، ألا تعرفين ما فعلته ابنتكِ بي ؟
تمارا(مسحت على بطن لورينا):- أعرف ….حرمتكِ من حق الأمومة لأنها جبانة وخوافة ، لكنكِ قادرة على طعنها بفشل الابنة البائسة في كل وقت لا تقلقي هي تشعر بالندم
لورينا:- لا يبدو لي ذلك مع الأسف
تمارا:- أخبريني لورينا ، هل تستطيعين مسامحتها ؟
لورينا:- ولو رأيتها تزحف أرضا بغية الموت لن أعتقها …(نظرت جانبيا ثم أردفت) لا يمكنني إنها أمي ، بالنهاية لا يسعني التخلي عنها
تمارا:- أنتِ مخلصة لها رغم كل ما فعلته بكِ ، أمر مثير للاهتمام ارحلي أراكِ بالجانب الآخر
لورينا(نظرت لميرنا ووائل ثم رحلت):- هففف …
تمارا:- اقتربا اقتربا ، عرفتماني صحيح ؟
هانا:- لم أقصد أن أسرق ذلك الكتاب ، كان فضولي السبب
بوب:- نحن لم نقصد التطفل على يومياتك المدونة هناك ، لكنكِ أرعبتنا أنا ورفاقي
تمارا:- لأنكم لمستم شيئا يخصني ، ولأنني متسامحة قليلا في هذا الجانب سأترك أمر محاسبتكما في الواقع …ارحلا من أمامي فورااااااااا
بوب(أمسك يد هانا وركضا):- هيا هيا نجوناااااا
تمارا:- نأتي إليك حضرة المحامي
وائل:- انسي فكرة تركها هنا والرحيل بمفردي ، هذا أولا وثانيا ستكون هي من يذهب قبلي فهمتِ ؟
تمارا:- أوه …أما زلت تحبها ؟
ميرنا(ارتعش قلبها من كلامه):- …وائل ؟
وائل:- لا علاقة بالحب هنا ، إنها مبادئي وأنا لن أدعها خلفي نقطة انتهى
تمارا:- أدهشتني يا ابن الرشوانية ، علما أنه ولا واحد من رجالكم على استعداد للقيام بذلك …فعلا أمر محير
وائل:- ماذا ؟
تمارا:- زوجتك ابنة الخطيب في الضفة الأخرى ، ماذا ستكون ردة فعلها حين تراك ممسكا بكف امرأة أخرى ؟
وائل:- ذلك أمر يخصني ويخص زوجتي
ميرنا(رمقته وهو يشدد قبضته على يدها):- ….أستطيع الاعتماد على نفسي وائل ، انجو بنفسك أولا
وائل:- قلت كلمتي
تمارا(حركت رأسها لتشير نحو يديهما):- يكفي أفلاما رومانسية هنا إنها تصيبني بخلل دماغي …ابتعدا هكذا لأرى ….امممم وائل رشوان غريمك حكيم الراجي كان دوما يصارعك على عشقها ، بما أنه باع هل أنت مستعد لأن تشتري ؟
وائل:- ميرنا ليست بضاعة تباع وتشترى هذا أولا …حسني ملافظكِ ثانيا ولا تكرريها مرة أخرى هذا الثالث
تمارا:- أجب عن سؤالي …وسترحل سالما
وائل(بنظرة عميقة صوبها نحوها):- سأشتري
ميرنا(شهقت لتمسك على فمها):- وائل أنت …..
وائل(غض بصره لينظر جانبيا):- …هل انتهى ؟
تمارا:- يمكنك العبور
وائل:- سأنتظرها
تمارا:- ستتبعك بعد قليل أصلا ستبدأ الحلقة الحاسمة هناك، أتتوقع أن نفلتها يا رجل …ثق بي
وائل:- عذرا لست أثق بكِ حتى أحاول ذلك ، إما معها أو لا
تمارا:- إذن ستبقى جامدا بلا حراك كي لا تتعب أعصابي
وائل(حاول التحدث):- اممم اممم
ميرنا:- ماذا فعلتِ به ؟
تمارا:- جمدته قليلا كي لا يتعبنا …لم يحن بعد الوقت للمواجهة فلدينا طفل ما يزال بحاجة لمعرفة الطريق ..، اقترب
رامي(اقترب منها ليقف جوار ميرنا):- ليس لدي ما أقوله
تمارا:- ما ستقوله لن يكون لي بل له ، ألا تجد بأن الوقت حان لكي تخبره بالحقيقة ؟
رامي(نظر جانبيا):- لم يحن بعد
تمارا:- لماذا تلومه ؟
رامي:- لأنه تخلى عني ، لأنه لم يبحث عني لأنه تركني هكذاااااا
تمارا:- ألن تسامحه ؟
رامي:- لن أفعل …لن أفعل
تمارا:- اممم سنرى ذلك ..اذهب يا صغير الطريق أمامك
ميرنا(رمقت رحيله لتقترب منها):- ….بقينا
تمارا:- حان وقت ظهورك يا حبيبي
خوري(أزال الغطاء من على رأسه ليحرك رقبته وينظر لصغيرته):- نذهب
وهج(رفع كفها ليضعها بكفه الضخم حين اختفت وسطه):- همم
خوري:- رومينا
ميرنا(أغمضت عينيها الدامعة):- أنتما عصابة …كلاكما خبيث ..، أنتما لا تستحقان حتى البصاق
خوري:- أترين اللسان السليط يا جدتي ، غلبت وأنا أربيه لكن لم ينفع
تمارا:- لأنك لم تسننه بلسانك
ميرنا:- ….ما هذه القذااااااارة ؟؟؟؟
تمارا:- حفيدي …
ميرنا(فتحت فمها على وسعه):- حفيدكِ …..هل أنت جدته….لهذاااا أنت هنا أنت تملك دم السحرة أيضاااااا
خوري:- كأنكِ لم تكتشفي ذلك في الغرفة 207 رومينا …
ميرنا:- لكن كيف …كيف ما علاقتك بتلك الصغيرة ؟؟؟؟؟؟
خوري(ببرودة):- إنها ابنتي
ميرنا(شعرت بالدوار):- ابنتك …….الطفلة راااااجية يا أحمق كيف يعقل أن تكوووون ابنة وحششششششش مثلك كييييييييييييييف
خوري:- مشيئة الأقدار ، ثم لن تعرفي قبل أن يحين الوقت …جدتي الحبيبة ألقاكِ على خير في الجانب الآخر
تمارا(ابتسمت له):- قادمة يا عزيزي ، اعتني بحفيدتي الصغيرة جيدا
خوري:- سيحصل ، رومينا أنتظركِ هناك
ميرنا(مسحت على شعرها بعدم فهم):- من يكوووووون …؟؟؟
تمارا:- لكي تعرفي …ستعطينني الجواب اليقين أين هي قلادة الشمس ؟
ميرنا:- عدنا من جديد ،يااااااا الله على قلادة الشمس ليست معي ليست معيييييي ثم ألم تتباهي قبل قليل بسحرك العريق هيا أخرجيها من مكانها لو كنتِ كذلك حقا
تمارا(بنفاذ صبر):- ما حصل هو أن هنالك من عبث بطاقتها وجعلها خامدة ، الشخص الوحيد الذي سيحييها من جديد هو مالكها الأصلي وليدة الشمس أنتِ .. لقد جربت كل التعاويذ الممكنة للعثور على إشارة لموقعها لكن بدون فائدة ما يعني أنني ألجأ للطريقة البسيطة ، طلبها من صاحبتها فحسب لذلك ستجدينها لأجلي وإلا ..سوف تعانين من شروري ، الآن سأدعكِ ترحلين مع حارسكِ الشخصي في سلام لكنني لن أعدكِ بأن تكون الهدنة طويلة …لا أعدكِ
في غمضة عين …مثل لمح البصر تمت إعادتهم لكن ليس بمفردهم بل هنالك شخص آخر من الماضي قد لحقهم في تلك اللحظة بالذااااات ، فبسبب الهالة ذات اللون الأبيض الشفاف لم يتمكن أحدهم من معرفة ما حدث في كلا العالمين آنذاك ..
بعد برهة بسيطة كانت الهالة المشعة تحيط بمجموعة من الأناس الذين نعرفهم عز المعرفة ، كلهم موزعون في دوائر مصغرة تخص كل جانب ، كل عائلة ، كل مهتم … ، من أولئك الغائبين وأيضا القادمين لأجل استعادتهم بقلوبهم اللاهثة والمشتاقة ….
تقدمت تمارا بذلك الرداء الأحمر الطويل ، شعرها الذي يصل لأعلى ساقيها كان ساحرا لدرجة تخطف الأنفاس بتموجاته المتتابعة للأسفل بلونه الأحمر الداكن ، عيناها كانتا جميلتين لن ينكر أي شخص أن جمالها الساحر أخاذ لا محالة وإلا ما ورثته بناتها اللعينات …
صعدت منصة عالية بعض الشيء بكل فخامة لتجلس على كرسي يشبه كراسي العرش، ملكة الساحرات بشحمها ولحمها ولا كأنها قلبت الأزمان ولا كأنها خلقت بعدا آخرا ولا كأنها خلطت الحابل بالنابل …بكل أبهة اتخذت مكانها العتيق بينما كانت أم لقمان تجلس جوارها على اليمين ، في حين كان شخص آخر على يسارها يتدثر بالأسود يجلس بموازاتها على اليسار … أمامها مباشرة كانت بناتها الأربع بينما على اليمين كان الغائبون خاصتنا ، في حين كان على اليسار عوائلهم المهتمة …
الحماس كان مرتفعا بينما خفقات القلب كانت مخطوفة ، الجميع ينتظر ما سيحدث فسهولة إعادتهم لن تكون بسهولة رحيلهم ، كل شيء ممكن معها ، كل شيء ….
تمارا(هدرت بصوتها الجهوري حين ألجمت تلك الألسنة المستفسرة):- هنالك من يتساءل مع نفسه ما الذي فعلته في حياتي حتى يحدث لي كل هذا ، الجواب جدا بسيط قد ولدت في بيئة ملعونة والسبب في ذلك هي الجينات التي تحملها في عروقك … بينكم أجداد وأحفاد أولاد وأقرباء ،حسابات عائلية ، انتقام دفين ، ثأر بالدم ، وووو إلخ … كل واحد في هذه الهالة التي ترونها من حولكم متورط في أمر ما بطريقة مبهمة …، الغاية من حصركم في هذا المجال هو الانتقام بالدرجة الأولى أما بالدرجة الثانية أرغب ببعض التسلية فقد تواريت عن الأنظار منذ مدة طويلة وأرغب بقلب الأمور رأسا على عقب ما ربما شعرت بالمتعة …. هههه يا إلهي ما لي أرى أن وجوهكم قد تجهمت من الوجل معذرة أنا صريحة بعض الشيء لا أجيد التملق لذلك كونوا على يقين أن خروجكم من هذا المكان محصور بألمكم وحزنكم والجرح الذي سأزرعه فيكم ، حتى الصدمات ستكون مرعبة لدرجة الخرس ههه هيا ، من سيشاركني افتتاحية هذا العرض ؟؟؟؟؟
دخلت مجموعة من النسوة المتدثرات بتلك الجلابيب الحمراء وهن يحملن أعمدة نارية ، يرقصن وسط تلك الدائرة بينما كن يخططن بأعمدتهن على الأرض تحت قرع الطبول التي انبعثت من الجوانب بنبرة متوازنة تقشعر لها الأبدان معلنة أن اللحظة الحاسمة في كشف الحقائق بليلة الخسوف قد حاااااانت …
فما الذي سيحصل في هذه المواجهة ، ما الأسرار التي ستنكشف ، كيف سيواجهها أبطالنا وما مصير كل واحد فيهم …؟؟؟
تمارا:-لنبدأ بالعمود الأساسي لعائلة الراجيين تقدمي أيتها الجدة نبيلة ، أتعلمين أمرا أنا وأنتِ نتشارك في حفيد بين أولئك الأولاد ستندهشين عندما تعرفين كل شيء …
نبيلة(تقدمت بعصاها لتقف قبالتها وهي تنظر من حولها):- أرى أنكِ تهوين العبث بالألعاب البشرية ، حذار قد تتسببين بخسارة أحد أحفادك رغم أنني أشك في أنكِ تملكين ذرة إحساس من أصله
تمارا:- يا امرأة ، هل سنبدأ الحوار بهذه الطريقة المشحونة …عيب يا جدة حفيدي لنكن منفتحين أكثر ولنبدأ بالاعتراف …أم تراكِ تفضلين إعطاء الفرصة لي ؟
نبيلة(سحبت نفسا عميقا):- لم آتي إلى هنا لكي أعود خاوية الوفاض ، إن كان لديكِ ما ستبتزينني به فإنني أفضل كشفه اللحظة أمام الجميع قبل أن أمنحكِ الفرصة
تمارا:- واووو ..راجية أصيلة أثرت فيني صراحة .. ، بما أنه كذلك سأعطيكِ الفرصة لتكشفي الحقيقة أمام بناتك قبل أحفادك
نبيلة(استدارت جانبيا لتندهش بوجودهن):- ماذااا تفعلن هنا ؟
عواطف(نظرت لمديحة):- جئنا لنفهم ما الذي يحصل ، أمي …أمي ماذا يجري هنا ؟
مديحة:- سنكتشف ذلك يا عواطف
سماح:- الله أعلم ما الذي تخفيه عمتي نبيلة ، ربنا يستر
نبيلة(ابتلعت ريقها):- أمام أحفادي وبناتي سألفظ لأول مرة ذلك السر الذي اكتشفت أمره قبل فترة لم أشبع فيها من عطرها بعد …
عواطف(هزت رأسها)":- عمن تتحدثين أمي ؟
نبيلة(بثبات):- عن أختكما ..، هبة
مديحة(شهقت):- أختنا …أختنا المرحومة ؟؟؟؟؟
سماح(صغرت عينيها):- لا يبدو الرحمة على ملامح عمتي ، يعني ؟؟؟؟
نبيلة(لفظت آه عميقة):- أختكم ما زالت حية … … إنها هنا بيننا في مكان ما لن نراها حتى تسمح تلك المشعوذة بذلك …، هذا هو السر الذي أخفيته عنكن لأجل سلامتها الشخصية
عواطف(بدموع):- كنتِ ..كنتِ تذهبين إليها عندما كنتِ تتركيننا صحيح ؟
مديحة:- هل هذا وقت غيرة أخوات ، يا بنت أختنا حية حية ترزق يااااه أتوق لرؤيتهااا ، آه يا أمي هل تحملتِ ذلك الوجع بمفردكِ ؟؟؟؟
نبيلة:- لنحفظ وجعنا بداخلنا ، المكان ليس مناسبا …استجمعن أنفسكن فهذه ما هي إلا بداية الصدمات … ، ها يا تمارا هل أنتِ مرتاحة ؟
تمارا(ابتسمت):- اعتراف بسيط يليق بخاتمة المسلسلات العربية القديمة مما سبب لي الضجر …الموضوع يحتاج لبعض الأكشن برأيكِ يا راجية؟؟؟؟
ضرغام(ظهر من الخلف):- كيف تجرأتِ ….كيييييييف تجرأتِ يا نبيييييييييلة ؟؟؟؟؟؟
نبيلة(خفق قلبها لأول مرة منذ سنوااات لترتد للخلف وهي تثبت نفسها):- ضرغااااام ؟
ضرغام(مسح دموعه بظاهر يده):- حرمتني من ابنتييييييييييي
نبيلة:- حرمتك من ابنتك ، هل هل هه لحظة لأضحك هههه …حرمتك من ابنتك يا عزيزي ابنتك التي تتحدث عنها لو رغبت بكشف أمرها لك لكانت فعلت ومنذ زمن بعيد ..، لكنها فضلت الابتعاد هربا من تسلطك وتجبرك وأيضا خوفا من أن يتم أذيتك من قبل الأعداااااء …لذلك قبل أن ترفع سوط عتبك ولومك قدر ظرفها أولا
ضرغام(بحشرجة كسيرة في صوته):- أيييييييييين ابنتيييييييييييييي ؟ …أروني ابنتييييييييييي ….أيتها الساااااااااااحرة أين هي فلذة كبدييييييييي ، أين هبة رشوااااااااااااان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تمارا:- الآن نقول قد بدأ العرض هههه ، أم لقمان حبي ؟
أم لقمان(فرقعت إصبعها):- من لب عيوني
ضرغام(يطوف حوله في الفراغ):- أييييييييييين هييييييييي ابنتييييييييييييي أجيبوووووووووووووني ؟؟؟؟؟؟؟؟
هبة(اقتربت لتتحدث بصوتها الناعم):- أبي ؟
نعم …لنقل أنها لحظة صعبة وليست بالأمر الهين ، حتى ولو كنا نعرف أن ضرغام رشوان لا يستحق الشفقة وأنه شخصية قميئة إلا أنه في هذا التوقيت بالتحديد كان مثيرا للشفقة ، إنها ابنته التي انتظرها عمرا طويلا ، بكاها كثيرا ، وحزنه عليها بقي دفين أيامه لغاية اللحظة ، كيف بها أن تكون حية بينما كان يرثيها كل يوم في حياته ؟؟؟؟….
لم يستطع تمالك دموعه ولا نفسه حين استدار ليراها أمامه بشحمها ولحمها ، ابنته حقيقة وليست مجرد وهم …
ضرغام(رفع يده ليلمس وجهها):- لالا لا أنا أنا أحلم …أناااا أحلم
هبة(اقتربت أكثر لتلامس ذراعه):- أبي …سامحني لم أقوى على …
ضرغام(أبعد يدها ليفاجئها بصفعة غير متوقعة):- أنتِ خبييييييييثة مثل أمك ….حرمتني منكِ عمرا بأكمله لتأتيني اللحظة بهذه البساطة وتطلبي السماح
نبيلة(وقفت بينهما):- إن رفعت يدك على ابنتي مرة أخرى سوف …
ضرغام(أشار خلفها):- كنت أبكي قبرها كل يوووووووم …كيف هاااااااان عليها رؤيتي هكذااااا دون حرف ؟؟؟؟؟؟
هبة(مسحت على وجنتها بحزن):- ….أبي .؟؟؟
عواطف:- لحظة ….لحظة لأستوعب تلك أختنا طيب ، لكن لكن أمنا وضرغاااااااااااام رشوااااااااااان ، هل أنجبت أمنا من رشوااااااااني لذلك كانت ترفض تزويج البنااااات لأحفااااااده ؟؟؟؟؟
مديحة:- الظااااااهر أننا كنا في وادي الأموااااات
سماح(بدهشة مثلهم):- صم بكم قوم لا يفقهون
تمارا:- ياااااااا جماعة ….ما زال الوقت طويلا للحساب والعتاب .،،، ليس لدينا الليل بطوله لأجل هذه النقطة فقط ..، نبيلة تراجعي بابنتك للخلف لنفسح المجال للرشواني المصدوم
ضرغام(أشار نحوها):- ستموتين في الظلام
تمارا:- بعدك يا روح الروح …هيا استوعب جيدا فلدينا فقرة أخرى من الحقائق اممم …، هل نبدأ بالأحفاد الذين تواكبوا على قصرك المهجور ؟
ضرغام:- حفيدااااااتي …إليكِ عنهن
تمارا:- فتاتين دخلتا لدفتر العائلة …ابنة وحيد وابنة فؤاد ..، اممم من تبقى عجباااا … آه أنيس رشوان مع الأسف ليس له سوى وحيده شهاب
ضرغام:- ما غايتكِ من هذا الحديث ؟
تمارا(ابتسمت بخبث):- طالما ما زلت مصدوما لأعطيك البقية دفعة واحدة حتى إن أصبت بسكتة قلبية تكون قد حظيت بالمعرفة كاملة …لكن أتعلم شيئا لنترك ذلك للمرة المقبلة شكل وجهك الأصفر يدل على إغمائك القريب ..ما زلنا بحاجتك لذلك سأعطيك فرحة أخرى فلا يوجد أعز من ولد الولد كما يقول القدماء
هبة(برهبة):- من فضلك ؟؟؟؟؟؟
تمارا:- عواطف الراجي … ما مدى حبكِ للطارق ؟
عواطف(بحلقت بعينيها بعدم فهم):- إنه ابني ….لماذا تسألينني عنه ؟؟؟
تمارا:- هيا يا عواطف ، الكل سيعرف عاجلا أم آجلا أن طارق ليس ابنكِ
ارتفعت شهقات لتبرز هالة طارق حين خرج من دائرتهم الخاصة مقتربا منها بكل لهفة وقلق ، وقف قبالتها ليمسك كفها ويقبلها بحرارة ثم يمسح على وجهها مما يدل على معرفته بالأمر سلفا
عواطف(برعب من معرفته):- ابني ؟؟؟
طارق:- أنتِ أمي …أنتِ أمي التي ربتني لا تجعلي كلام هذه المشعوذة يؤثر عليكِ ، أنا أحبكِ كثيراااا
عواطف(شهقت في حضنه):- اهئئئئئ ابنييييييي أنت يا طاااارق ، ابنيييييي الأول ، لم أفرق محبتك عنهن أبداااااا أبدااااااا
طارق(ضمها بحرارة لينظر صوب عيون هبة الحزينة):- أعلم …لكن ..، لكن الحقيقة مختلفة يا أمي عواطف ..، الظروف أهدتني واحدة أخرى
عواطف(ابتعدت لتنظر خلفه):- ماذا تقصد ؟؟؟؟
طارق:- لست غاضبا منكِ لقد كنتِ مجبرة بسبب سليم …
عواطف:- ولكن …ولكن ….أنا لم أفرقك يوما عن أخواااتك ، ولا لحظة اعتبرتك فلذتي منذ أن وضعك بين ذرااااعي
طارق:- أعلم …والله حقكِ على رأسي كبير ولست عاتبا بالعكس ممتن لأنكِ كنتِ أمي كل هذه السنوات وستظلين هكذا حتى مماتي
عواطف(هزت رأسها بإيجاب):- يااااه كان حملا كبيرا على عاتقي …لكن كيف عرفت ومنذ متى ؟
طارق:- منذ فترة …احم …أمي هبة ؟؟؟
هبة(رف جفنها حين سمعت كلمته لتقترب):- لقد مضى دهر على عمري ولم أتمكن من سماع تلك الكلمة إلا اللحظة …نعم يا ولدي
مديحة:- أختنا هي أمك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سماح:- يا ربي ياربي على ما يحدث
عواطف(بغمغمة قهر):- حتى وإن كان فرحي بوجودكِ كبير ، لكنني لن أسمح لكِ بتقاسم هذا الرجل
هبة:- يا امرأة قد تقاسمنا رجلا قبله وكانت الخسارة فادحة ، الآن نحن أخوات أريد تقاسمه بالحب هل يرضيكِ ذلك ؟
عواطف(بعنفوان):- يرضيني إن كان يرضيه هو
طارق(نظر إليهما):- أظن أنكما ستتقاسمانني بغيرة الأمهات والله أعلم
تمارا:- ولماذا …تلك تملك دزينة فتيات والأخرى لديها ولد آخر …أليس كذلك يا هبة رشوان ؟
طارق(نظر بسرعة صوب هبة ليفتش بعينيه حولهم في الهالة المظلمة):- لا لا ليس هناااااااا …ليس هوووو
هبة(نظرت لنبيلة):- أميي …أميييييي لن يتحمل ، طارق رجل كبير وناضج لكن هو هو لن يتحممممممممل
عواطف(طافت بعينيها):- عمن تبحثون …مما أنتم خائفون ما الذي يحدثثثثث يا طارق ؟؟؟؟
طارق(أمسك كفها):- انتظري يا أمي ، فالقادم موجع ….
تمارا(ابتسمت بمكرها):- يا إلهي لم حرمت نفسي من هذه المتع كل هذا الوقت ، أشعر وكأن الحماسة تسري في كل أرجائي هههه …. ياي كشف الأسرار من بعيد أعطاني القوة التي سأطعن بها فؤادكم الليلة ….إياااااد نجيييييب اظهر يا عزيزي قد حان دورك
إياد(تقدم بعيونه الدموية):- هه ..مؤخرا …مؤخرا فقط فهمت الأمر لكنني كذبته ، رفضت تصديقه
طارق:- أخي …أخي … اسمعني إنه ….
إياد:- ماذا سأسمع … أنت أنت كنت تعرف بذلك من البداية لكنك رفضت الإفصاح ، تركتني هكذا كالأهبل أسمع كلمات عمتكم سماح اللاذعة حين تنعتني باللقيط والدخيل في كل فرصة …فيتضح في النهاية أنني ابن العائلة ههههه يا لها من حقيقة مهولة
عواطف:- تبا للسانكِ يا سماح
سماح(عضت فمها):- ندبت حظ جمانة فاتضح أنها ابنة الرشوانية ، ندبت حظ هذا المتعوس فاتضح أنه منا …تبا للساني حقا
مديحة:- أشعر بأننا في الحلقة الأخيرة من مسلسلنا يا بنات هااااه ؟؟؟؟
نبيلة(قاطعتهن):- إياااااد …لن أعطيك الحق في الغضب منا ، لقد فعلنا ذلك لأجلك ، أمك كان يتمزق وتينها لكي تخبرك بالحقيقة ، لكي تضمك وتعانقك وتصدح بأمرها أمامك لكن الفرصة لم تحين
إياد(أشار حولهم):- يا محلاها من فرصة يا جدتي نبيلة ، هههههه لأول مرة أشعر بأنني أقولها بكل معنى الكلمة ، جدتي نبيلة ههههههههههه
نبيلة:- حفيدي ؟؟؟؟
إياد(نظر إليها بعتب لينتقل ببصره صوبهما):- …. كلكم كنتم تعرفون ، تركتم إيادا الولد الصغير جاهلا لا بأس بعدم معرفته ، لكن من الأحسن أن يحمل معنا هموم حياتنا اليومية … ههه مؤسف بحق
هبة:- إياااد لم نقصد يا ولدي …أخوك …أخوك رغب بمصارحتك لكنني هددته بحق حليبي الذي لم يرضعه
إياد:- أخي طارق … أم أخي ميار ؟؟؟؟
نبيلة:- إياااااااد …
تمارا:- دعيه دعيه فقد كان ذلك الحفيد هو التالي ، هوهوووف ميااارو هل أنت في الخط ؟
ميار(حول عينيه ليظهر خلفهم):- … لنتجاوز هذه المرحلة فقد شعرت بالخذلان للتو من طارق ، كيف لك ألا تخبرني بالأمر …لنقل أن إياد ملطشتنا لكن على الأقل بيننا ليس هنالك أسرار ، لدينا أخ مشترك ولست على علم بالأمر ؟؟؟؟؟؟
طارق:- لا تبدأ ميار
ميار:- أو لأبدأ …لأبدأ ….مم مهلا ما بها خالتك ترقص ؟؟؟
طارق(استدار للخلف):- خالتي مديييييحة ؟
مديحة(ترقص وتضرب على خدها):- …..توأم … اثنان إياد يا عواطف هههنننن اثنان منه هل دخلت في بئر الحول باكرا يا عواااااااااطف ؟؟؟
عواطف(بعدم فهم):- ….من يكون مياااار الذي تحدثونه ؟
سماح:- ولماذا هو يشبه حفيدنا الذي اكتشفنا أمره للتو ؟؟؟؟
ميار(حول عينيه ليتقرب منهن):- سيدات الراجي العتيقات كي نتجاوز الصدمة ولا نطيل في الحلقة ، أنا ميار نجيب ابن حورية الراجي التي أكلتم طعام ولادتها ونسيتم ابنها بالمرة …الحمدلله أن لدي حكيما هو الوحيد الذي عوضني على إقصائكم كل تلك السنون ، هاه لنضيف أيضا أنا زوج جوزيت الراجي والد تيم وصبااااا مفهوووووم ؟؟؟؟
مديحة:- اهئاائاعااااا أين هي مخبزتنا يا عواطف أريد أن أخبز فيها همي وغمي حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة من هذه الصدمااااااات ….
ضرغام(أمسك على قلبه):- …لدي حفيد …لدي اثنان من الأحفاد ، لا ثلاثة فطارق لديه ابنة …نهااااااال حفيدتي كنت أعلم أن عرق تلك الفتاة فيه مزيج مني ، ههه ، الآن ظهر أربعة آخرين ياااااه أنا سعيد سعيد عائلتي تكبر وتستعيد مجدهااااااااا
نبيلة(هزت رأسها):- قبل أن تفرحي بأبيكِ لأخبركِ أنه قد فقد صوابه
هبة(تنهدت بتعب):- آه على ما يحصل ألن تتوقف تلك المرأة ؟
نبيلة(نظرت إليها):- يبدو لي أنها لن تتوقف حتى تهلك فرقدنا بالمواجع
ميار(أمسك طارق من ياقته):- لن أغفر هذه الزلة يا أخي …
إياد(أشار نحوهما):- وأنا لن أسامح أيا منكما
ميار:- وأنا مالي يااااا هل كنت أعلم مثلا وأخفيت عنك
إياد(أمسك ميار من ياقته):- كدتتتتتتتت تقتل أمييييييييييي ….كنت تعلم بحقيقتها حين سجنتها في قبوك لتنتقم منها بسببك أمك حوووووورية ، كدت تقتلهاااااااااااااا
ميار(اهتز بدنه من جملته):- بيننا حساااااااااب
إياد:- تبقى أم أخيييييييييك ، كيف هان عليك تعذييييييييبها ترهيبها كل تلك الفترة لقد أشفقت عليها حتى ولو لم تصارحني بالحقيقة ، لكن هي ماذا فعلت قد داااااااافعت عنك حتى وأنا ألومك هي غفرت لك ….تباااااااا لك تباااااااا
هبة:- ما حدث بيني وبين ميار يبقى بيننا بني إياد
إياد:- لا تقتربي مني لا تناديني بني ، لا تحلمي بأن أغفر أو أن نخرج من هنا أم وابنها ….إطلالالالالالالالالاقا من اللحظة أنبذ هذه الرابطة الأسرية وهذه العائلة التي تنشقت انتمائي إليها كل عمري لكن مع الأسف حين عرفت أنني منهم تبرأت من معرفتهم حقا
طارق:- إيييياد توقف عما تفعله
إياد:- انتهى إياد ، مرحى لكما تليقان كأخوين حقاااا …
ضرغام:- إياد حفيدي ، رشواني …طارق حفيدي رشواني ، هبة ابنتي عادت …نهال ابنة حفيدي ههه ….هل من مزيد ؟
نبيلة:- بئس اللسان
ضرغام(وقف قبالة طارق):- يعني أنت أنت حفيدي الأول ….ههه يعني أبوك سليم الحيوان الله لا يرحمه حرمني منك ومن ابنتي كل هذه السنواااااااااات ، يااااه أنت حفيدي ..، وابنتك ابنتك منيييييييي ؟؟؟
طارق(رفع شفته باشمئزاز):- هل علي أن أقفز من الفرح لقاء هذا الاكتشاف العظيم ، مهلا يا عجوز قد كنت أعلم منذ فترة ولم أستطع هضم الحقيقة لأنني أشمئز منها وسأظل كذلك فلا تفرح كثيرا مفهوم
ضرغام:- عنننننك ما فرحت المهم فرحتي بك وبحفيدتي نهاااااال ، وبأخيك إياااااااد يااااا الله …اتضح أنني جد لكل هؤلالالالاء يا لسعادتي يا لسعاااادتي ، فرحتي الليلة لا أعطيها لأحد …إياااااد أنا آسف على نعتك باللقيط ذات مرة يااااه الحياة أعطتني درسا كبيرااااا ، لقد شعرت بأنني ولدت من جديد اللحظة أريد التكفير على كل ذنوبي معكم
إياد(بنظرة مظلمة):- ….لارد
ضرغام:- ههههه أحفاااااااادي
سماح:- كنا بدأنا نقتنع بشادي ودينا ليتضح أن نهال وإياد وطااااارق منا ومنهم أيضاااا ، آآآآآآآه بئس الموقف
عواطف:- ما كل هذاااااااا ، هل كنا نعيش خلف الظلام ؟؟؟؟
مديحة(تضحك وتبكي من الصدمة):- هههه اهئ يبدو أننا لم نكن نعيش أصصصصصصصلا هههه هل من مزيد على قولة الشائب الخرف ؟؟؟؟
سماح:- يا ترى ماذا ستكشف لنا بعد ؟؟؟
تمارا:- امممممم … بما أننا فرغنا من حقيقة حياة هبة رشوان ، وحقيقة أمومتها لطارق الراجي ابنها من سليم ، حقيقة أمومتها لإياد نجيب ابن عامر وأخو ميار نجيب ابن حورية الراجي الولد المنتمي لعائلتكم والذي اختبأ كثيرا خلف قناع أخيه ميار ليكون بجواركم ….اممم بما أن الافتتاحية كانت ذكورية غالبا سننتقل إلى الفئة الأخرى من الحقائق ، لنأتي للبنات ؟؟؟
عواطف:- الله يستر ما الذي ستكشفه بعد ؟؟؟؟
تمارا:- ألم تحني لرؤية ابنتكِ ميرنا يا عواطف ؟
عواطف(خفق قلبها لتلتفت من كل جانب):- ميرناااااااا …ابنتي ؟؟
ميرنا(اقتربت منها لتقف خلفها):- أمي …أنا هنا …
عواطف(بلهفة أم عانقتها):- ابنتييييييييييييييي …آآآآآآآآه
شهووور ، شهور والندم يأكل في ذاتها ..تمنت خروجها من سجن وحش الظلام لكي تعانق أمها ولا تحرم نفسها من عطرها ، لكي تعوضها عن غيابها وعن أنانيتها لكي تشعر بدفئها وتنسى في أحضانها كل ما مر بها خلال تلك الأشهر المأساوية …أخيرا ارتمت في ذلك الحضن أخيرا لفظت تلك الآه أخيرااااااا هي أمام أمها عواطف التي بددت كل الأحزان في ضمة صدر داااافئة
ميرنا:- ههه أنا هنا ماما …لا تبكي لقد عدتتتت ، عدت ولن أترككِ أبداااااا مرة أخرى يا أمي ….آآآآه
عواطف:- اهئئئئئئئئ اهئئئئ ابنتيييييييييي
مديحة(سلمت عليها هي وسماح):- الحمدلله على سلامتك يا حبيبتي أين هو حكيم عاد معكِ صحيح وحفيدتي أين أين همااااا ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا:- معي هنا في مكان ما لا تقلقي
سماح:- مرة ثانية لا تتبعي الخيال أنظري ماذا حدث
ميرنا:- حاضر …
تمارا(تثاءبت):- آآآآه على الأمهات ، يكفيييييي ..، فهمنا أن فلذة الكبد مهمة لكن دعيها يا عواطف تتنفس نفس الشعور على الأقل ، ها يا مديحة ما رأيكِ بحفيدتكِ ميسون ؟
مديحة(ابتعدت لتنظر حولها):- مم ما بها حفيدتي ، هييييه شوفي يا ساحرة يا عاهرة ابتعدي عن حفيدتي وإلا لن يسركِ الحال الذي سنصل إليه معاااااا
تمارا:- اممم غالبا أخطأت بالسؤال فأنتِ تعلمين أصلا أنها حفيدتكِ ، لننتقل بالسؤال إلى عواطف ، ما رأيكِ بها …أتليق بأن تكون حفيدتكِ ؟
عواطف:- هي حفيدتي رغما عنكِ ، إنها ابنتناااا دمنا ولحمنا
تمارا:- دعكِ من الجمل المأثورة لعائلة الراجي ، أحدثكِ عن مشاعركِ صوبها هل تليق ؟؟؟
عواطف(نظرت للطفلة التي اقتربت لتقف قرب ميرنا):- ….تليق …لطالما كانت
ميرنا(أمسكت كف ميسون):- قولي مرحبا
ميسون:- مرحبا جدااااتي سأسلم عليكن بعد انتهاء هذا ، ماما ميرنا ؟
ميرنا:- لا بأس هذا هو الوقت المناسب
ميسون(ابتسمت):- أجل حان الوقت ليعرف الجميع ، ههه لست خائفة أنا سعيدة لا أريد أن تبقي في الخفاء
ميرنا:- ولا أنا …
ميسون:- لكنني متأكدة أنه سيكون لأبي رأي آخر … لن يتقبل الأمر
ميرنا(بغيظ):- لذلك اختارت هي التوقيت المناسب … شر لابد منه
تمارا:- حكيم الراجي صدح في كل المناسبات أن هذه الطفلة الميسونية ابنة لورينا ..، لكنه أخفى الحقيقة عنكم وعن صاحبة الشأن بالدرجة الأولى الأم البيولوجية لابنته حقا …لورينا ليس لها علاقة بميسون لا من قريب ولا من بعيد ، إنها ليست والدتها
لورينا(بكت لتطأطئ رأسها):- كأنها تقتلع تسع سنوات من عمري
ميسون:- ماما هي ميرنا الراجي …أنا ابنتكِ …
تنهدت عميقا عميقااااا حين سمعت تلك الجملة لترفع بصرها وترمق عينيه الدامعة ، قد أخرجته تمارا من هالته ليراقب عن كثب مجريات هذه الحقيقة …لم تستطع أن تعاتبه أو تغضب منه كونه أخفى الأمر عنهما لكنها واثقة من أنه قد فعلها لأجلهما …ميسون صارحت ميرنا في البلدة عندما كانوا منفيين في الماضي ، لكنها كانت قد تجاوزت الصدمة بأشواااط
ميرنا:- أجل…إن ميسون هي ابنتي ، قد تم حقن الأم الحاضنة ريتا ببويضاتي وبمزيج حكيم لتنجب هذه الراجية القوية ….كم أن قول ذلك مريح لقد شعرت بالأمر منذ ظهورها أول مرة في روما ، لكنني كذبت أحاسيسي التي تأكدت منها عندما فقدتكم قبل أشهر ..يعني حدث وأن عرفت بطريقة ما …
ميسون:- وأنا عرفت بمشاعري ، من البداية ناديتكِ ماما ميرناااااا حدسي أخبرني وقلبي مال إليكِ من اللحظة الأولى
عواطف(أمسكت على فمها):- لطالما تمنيتها حفيدتي أيضا ، أيعقل أن يتحقق ذلك …ههههه لذلك هي تشبه ميرنا في طفولتها إنهاااا حفيدتييييييي، ميسوووووون
ميسون(ارتمت بحضنها):- جدتي أنتِ ومديحة
مديحة(مالت بشفتها وهي تهمس لحكيم بعد أن عانقته بحرارة لتستوقفها هذه الحقيقة):- فضلت أن تكون ابنة الساحرات أمها على أن تكون ابنة أختي …هممم مع الأسف حكمة الأقدار
حكيم:- أمي لا تبدئي
سماح:- لماذا تقولين ذلك ؟؟؟
مديحة:- أقول ما أشاء قوله أرفض هذه الحقيقة رفضا قاطعا ، لن أتقبل هذه الفتاة كأم لحفيدتي نقطة انتهى
عواطف:- حسني ملافظكِ يا مديحة ، إنها أمها رغما عن أنف أي أحد
مديحة:- أمهااااااا ..يكفي يكفي هل تقبلتها زوجة لابني حتى أتقبلها أمَّا لحفيدتي …خلص انتهى الحديث
تمارا:- يكفينا من خصومة الحموات ، الوقت ليس مناسبا ….حكيم يا راجي ما رأيك بهذه المفاجأة ؟
حكيم(اقترب بثقل):- يبدو أنها ليلة المواجع فطوبى لكِ تعاستنا المكومة ها هنا في كل جانب
تمارا:- الوحيد الذي فهم غايتي ، على قلب جرحك يا غالي مثل العسل
حكيم(نظر لميرنا ثم لميسون):- طفلتي …طفلتنا
ميرنا(ابتلعت ريقها):- نعم …إنها ابنتنا يا حكيم
حكيم:- الشيء الوحيد الذي حظيت به في هذه الدنيا الغريبة …شيء منكِ
ميرنا(نظرت إلى عمق نظراته):- ليبقى دائما … يا رب
حكيم(أخفى نظرته):- يا رب …
ميسون(نظرت إليهما سوية):- أرجو أن تنجلي غيوم التعاسة ونفرح من جديد مع بعضنا.ثلاثتنا كما كنا سابقا .
حكيم(تنفس بوجع):- نتمنى
ميرنا(بنفس الإحساس):- نتمنى …
تمارا(فرقعت إصبعها لتقترب منها ساحرة):- …مفهوم ؟
الساحرة:- حاضر
تمارا(التفتت لأم لقمان بجوارها):- حان الوقت
أم لقمان:- اممم … كما تريدين
تمارا:- حضرة الضيوف ، لاحقا حين ينتهي كل هذا لديكم متسع من الوقت حتى تستوعبوا صدماتكم ، تواجهوا حقائقكم ، تعاتبوا أحبتكم …أما اللحظة أريدكم أن ترحبوا معي بشخصية رجل ممتع دخل بينكم ليؤذيكم ، لكن العرق الراجي المتفشي في شرايينه حال بينه وبين إتمام خططه الجاهزة لأجلكم
خوري(سحب نفسا عميقا):- …ظننت أننا تفاهمنا ؟؟
تمارا:- عذرا عزيزي ، رأيت أن الوقت مناسب لكشف الحقائق كاملة ….كهرمانة ابنتي الغير حبيبة تفضلي بالقرب أنتِ …، وجوزيت ، وناريانا …اممم من بعد آه ستيلا والصغيرة وهج …هيااااا
ناريانا(سحبت جوزيت بيدها):- تعالي من هنا
جوزيت:- أنا مرتبكة ، لقد فضحني ميار كيف سأواجه نساء الراجي قد أخفيت عنهن أمر ميار وو
ناريانا(بخوف أوقفتها):- جوزيت ، مهما عرفتِ الليلة أرجوكِ سامحيني …لم يكن الأمر بيدي
جوزيت(تمسكت بيد ناريانا):- ماذا فعلتِ ؟
ناريانا(قبلت جوزيت في شفتيها بعمق):- بحق غرامنا ، بحق كل الأيام التي مرت بيننا ، بحق ذكرياتنا المريرة والسعيدة ….ألتمس منكِ الغفراااان
جوزيت(شعرت بابتعاد ناريانا):- مهلا ريانا …ريانا لا تبتعدي مهلالالالا
ميار(بنظرة ثاقبة):- هذا الرجل …. كأنني رأيته في المشفى سابقااااا ..، جدتي ؟؟؟
نبيلة(رفعت حاجبيها):- إنه هو …..إنه هو بالضبط
طارق:- عماذا تتحدثان ؟؟؟
حكيم:- يبدو أن الأمر يتعلق به وبنا لكن …ما علاقة ميرنا لماذا تبكي ؟
ميرنا(حاولت إخفاء دموعها):- …يا الله …يا الله أرجو ألا يكوووون ألا يكووووون …ألا يكووون ما خطر على بالي ، لا لا يمكن أن ….
تمارا:- هههههههاهاهاااااااا ….جوزيت الراجي يا للأسف المسكينة أصيبت بالعمى في ريعان شبابها ، حتى ملامح أطفالها لم تستطع حفظها هههه يا له من حظ تعيس أظن أنه موروث من الوباء المسمى بمختار ..لكننا لن نتطرق للإصابة حتى نُعَرف عن الشخص المتسبب فيهاااااا أولا ….
خوري(أغمض عينيه):- لن تنتقمي مني بهذه الطريقة
تمارا:- ساعدتك ، أعطيتك كل ما تريده لكنك طعنتني في ظهري ،…سأؤلمك قليلا لعلك تشعر بوخز الخيانة … هههه أعزااااائي ، بالخصوص نبيلة الراجي دعيني أعرفكِ بحفيدنا المشترك …..مختااااااار الراجي
سماح:- هئئئئئئئ مختااااار الراجي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مديحة:- هل …هل هذااااا حفيدنا أيضاااااااااا ، هئئعععع يا ربي من أي مقبرة خرج هؤلاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عواطف:- بسم الله ما شاء الله ما كل هذه الضخامة ، أذكر أن مختار كان على غير الهيأة
سماح:- هل هذا وقته يا عواطف ، اهئئئئئئئئ ابن أخي مختااااااار رائحة الغااااااااااالي ، تعال لحضن عمتك تعال
مديحة:- أنظري للمرأة بسرعة باعت كل شيء …انتظري عندكِ لنفهم أولا أين كان أين عاش لماذا لم يظهر أمامنا إذ يبدو لي من ملامحه المتبلدة أنه يعرفنا عز المعرفة
سماح(رمقته مشيرا لها بالتوقف):-ييي لماذا يتصرف كالرجل الآلي ؟؟؟
نبيلة(اقتربت لتقف قبالته):- …. خوري الراجي ، لم يخب حدسي
خوري(صغر عينيه لينظر لعمق عينيها):- لن تنطلي علي خدع الجدة الحكيمة ، لقد سبق وعرفت هذه الحيل
نبيلة(مسحت على كتفه لتبتسم بسماحة):- أهلا بك بين عائلتك
خوري:- لحظة لحظة …من فضلكِ لا تلمسيني بدون إذن ثانيا لا أتشرف بهذا الترحيب ،ثالثا لست من عائلتكم ولا شيء أنا وحييييييييد نفسي
حكيم(بانفعال):- إيااااااااااك وأن تكلم جدتي بهذا الأسلوب يا وقح
ميار:- حرف آخر في حقها ستجد الجواب بين جبهتك العريضة
طارق:- لذلك …اعرف أن لديها رجالا أمامها قبل أن تتمم جملتك سيد لا أدري من
خوري(ابتسم بخبث):- ههه …أنتم مسرحية هزلية ممتدة كل الوقت
طارق:- أزل قناعك وأرنا وجهك الحقيقي ، لماذا تختبئ خلفه ؟؟؟؟
حكيم(صغر عينيه لينظر لميار ثم يلتفت مباشرة خلفه):- ….ميرنااااا ؟؟؟
ميرنا(سقطت أرضا بانهيار وهي تتنفس بعمق):- لا ….لالالا ….لا ليس …ابن عمي …ليس من دمي ….ليس ليسسس اهئئئئ هئئئ هئئئههه …
عواطف(ركضت نحوها):- ميرنااااااااااا ابنتي ابنتي ما بهااااااا
حكيم(رفعها بسرعة بين يديه):- اهدئي ميرنا لم يحدث شيء ميرناااا
ميسون(بخوف):- ما بها ماما ميرنا يا أبي هااااه ؟
تمارا(حولت عينيها):- اسقوها بعض الماء فما زلنا في منتصف العرض
حكيم:- ابتعدي عنهاااا …ميرنا ميرناااا اهدئي تنفسي عميقا ليس هنالك شيء يدعو للانهيار عزيزتي ….ميرناااا ؟
ميرنا(تشير نحوه):- إنه ….إنه المشوه …ههه إنه هوووو
حكيم:- ماذا تقولين ، ميرنااااااا ..؟؟؟
خوري(نظر إليها عميقا ليلتفت إلى تمارا):- لن أنساها لكِ
تمارا(غمزت له):- أعلى ما في إسطبل خيولك اركبه يا حفيدي الحبيب
سماح:- لماذااااااا لم تواجهنا ، لماذا بقيت بعيداااااا …وأختك جوزيت هل هل كنتِ تعرفيييييييين ؟
جوزيت:- عرفت … لا تعاتبوه فلم يختر أن يعيش في الظلام
كهرمانة(طأطأت رأسها):- أنا سجنته …وأبعدته عن عائلته ..، لذلك ما ستعرفونه عنه سيصدمكم ..، إنه مختلف عن جميع أحفادكم إنه مريض نفسي وذلك حدث بسببي
خوري:- ههههه أماه رحمة بالحضور لا تجعليني أضحك …
سماح:- أمك هي كهرمااااااااااااااااانة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مديحة:- أي ؟…. أي ظهرررررررري انقسم ظهره ماذا بعد ماذاااا بعد ؟؟
خوري:-أجل …أنا خوري الراجي ابن مختار الراجي ، أمي هي تلك المرأة كهرمانة التي سجنتني طوال طفولتي في القبو لكي لا ينفضح أمرها ولكي يحظى ابنكم ميار بمحبتها وتربيتها الحنونة ….قد فضلت أن تبقيني في الظلام لكي يعيش هو في النوووووور
ميار(أشار نحو نفسه):- لماذا ألتمس الكره من نبرته عجباااااا ؟
جوزيت(ترفع يديها):- ميااااااار …أين أنت …ميااار ؟
ميار(ركض نحوها ليعانقها):- هنا حبيبتي …لم أتمكن من رؤيتكِ لأنها كانت تحجب الرؤية …لقد عدت لقد عدت لا تخافي
جوزيت:- اهئئئئ ميار لا تتركني وحدي مرة أخرى …
ميار:- طبعا لن أفعل لكن ، كيف هان عليكِ ألا تخبريني بحقيقة أخيكِ ؟
جوزيت:- خفت من ردة فعلك ثم ثم قد عرفت بعد ولادتي فلا تحزن أرجوك
ميار:- لماذا يكرهني ؟
جوزيت:- يكرهكم جميعا يا ميار ، أرجوك لا تفلت أعصابك
ميار(قبل جبينها):- اهدئي أنا هنا بالقرب منكِ …اهدئي حبيبتي …حكيم كيف هي ميرنا الآن ؟
حكيم(نظر إليها):- أنتِ بخير ؟
ميرنا(وهي تتنفس بكره):- بخير بخير …بخير ….لا تقلقوا عبثا
عواطف:- بسبب ظهور هذا الابن وحالة ابنتي تغيرت ، ماذا هناك؟
كهرمانة:- ما يجري هو أن بعضكم لن يستوعب ما سيسمعه عن خوري ، لذلك لا تفرحوا كثيرا فهو عبئ أكثر من دعم
خوري:- ههه آه كهرماني ، مدهشة في التحليل أنتِ
تمارا:- أمك على حق ، هل ستعترف لأبناء عمومتك بما فعلته ….أولا هل ستعترف لرومينا خاصتك بأن دمها ولحمها هو من سقاها علقم المر في الجحيم كل هذه الأشهر ؟؟؟؟؟؟
حكيم(تلونت عيناه بالظلام):- ماذاااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا:- ….أرجووووكِ …توقفي لا أريد أن يعرف أحد بما حصل
حكيم(هز جدعها):- ماذاااااااا فعل بكِ هذااااااااااا ؟؟؟
خوري(ينظر إليها):- أخبريهم فليس لدي ما أهابه
ميرنا:- يكفييييييييي …لا أريد
تمارا:- نحترم رغبة السيدة ميرنا على ما يبدو ، لكنني لن أتمالك نفسي إذا لم أخبر الجد ضرغام ووائل رشوان أن من قام بإرهاب جمانة وهديل بالمغتصبين هو خوري الراجي …أجل …هو الجاني ، ماذا بعد لأخبر ميار أن من قام بقتل لبؤته العزيزة لُولا بسبب اللحم الفاسد ومرض عزيزه صولي هو نفسه خوري الراجي لكي يؤلم قلبه نظرا لمحبته العارمة لفهوده …..لأخبر حكيم أن من جعل أخاه غازي مدمنا هو خوري الراجي حين استعان بياسين لكي يعبث بعقله ويعطيه مخدرات بدل المنشطات في صالة الرياضة ..، آه الخطة لم تقف هنا بل ورغما عنه ارتد ياسين عن خطته حين سحب رجل حفيدتكم ليان لفراشه وهي حاليا حامل منه هههه أكيد لم تعرفوا ، ها أنا ذا أخبركم ….اممم لا تشهقوا أحبتي ما زال هنالك تتمة …أن خوري الراجي قد ترك أمركم هكذا معلقا ليهتم بانتقامه من حبيبتكم ميرنا الراجي ….أجل لقد كانت مختطفة كل هذه الأشهر عنده في قلعته الكئيبة .. تحت التعذيب والترهيب والموت البطيء هيا رومينا أعطيك الحق في لومه ومعاتبته ، في البصق على وجهه لأنه لم يكتفي بإيلامكِ بأفعاله بل بحقيقته التي أرى وجعها مرتسما على ملامحكِ بعد كشفها قبل قليل … آآآآه لا أحسدكِ على ما تشعرين به بأمااااانة
ميرنا(نظرت إليه نظرة عتب):- ….لارد
خوري(تحركت حنجرته بثقل حين ناظر مقلتيها المرتجفتين):- ليس هنالك تأنيب ضمير في القصة لذلك لا تعبثي عبثا
حكيم(هم بضربه حين قفز بينهم):- أيهاااا الحثاااااااااالة ….
تمارا(فرقعت إصبعها لتعزله في هالة لوحده):- لا أحد يلمسه سواي …لذلك عد لموقعك يا حكيم قبل أن تزعج أعصابي
حكيم:- سوف لن ينتهي الأمر هنا ، صدقني سألكم وجهك وأحطم قناعك ذاك لآخر جزء ..صدقني سأضربك
خوري:- طالما لم تقل سأقتلك إذن فعرق الراجيين حقا يحمل جزيئات الحنان والطيبة في جيناته
ميار:- لا تصغي إليه ، إنه حقييييييييير منحط …لن ينتهي الأمر هنا صدقنا كن على يقين بحق لولا لبؤتي بحق ترهيب بنات العائلة بحق إدمان غازي سوف لن ينتهي الأمر هناااااااا، وبحق ميرناااااا خاصتنا على رأس القااااااااائمة لن نغفر لك
مديحة:- وحمل ليان متى كنا سنعرف به يا سمااااح ؟
سماح(طأطأت رأسها):- عمتي ..
نبيلة:- إليكن عنها ، بدورها لم تجد ما تفعله سوى ستر الفتاة …طالما عرفنا والد الطفل فليس هنالك داع للكذب يا سماح
سماح:- كنا سننسبه لغازي … أنا متأسفة
مديحة:- هههههه هههه ….آه على أفكاركم الغبية أنتِ وابنتكِ سلوى
سماح:- ماذا كنت لأفعل كان الأمر ضرورررريااااا لأسترهاااا
عواطف:- ليس وقته ، ليسسسسس وقته أقفلوا الموضوع فهنالك ما هو أسوأ …. يا الله
تمارا:- اممم خوري كيف تجد ابنة الشمس ؟؟؟
خوري(حول عينيه):- حتى وإن احتجزتني هنا فلن تمنعيني من قول ألفاظي المتوسمة بكرهي لكِ يا عجوز
تمارا:- هههه على الأقل أنا أحظى بشعور ما في داخلك
ناريانا:- أظن أنه حان الوقت يا خوري
خوري(رمقها بطرف عين):- لا تتهوري أنتِ الأخرى كي لا تتأذي
ناريانا:- أنا مستعدة …
جوزيت:- لماذا يتحدثان هكذاااااااا ؟؟؟
ميار:- سنعرف يا جوزيت اهدئي …
تمارا:- نارياناااا … لماذا لا تتحدثين عن طفلك الصغير ؟
ناريانا:- أنا كلي ثقة بأنكِ لن تؤذيه فأنتِ تحبين استمرار سلالتكِ اللعينة
تمارا:- هههه اتضح أنكِ تفهمينني جيدا ، لكن حماتكِ هل ستتفهمكِ ؟ …أوبس عذرا حماتكما اقتربي يا ستيلا الحبيبة …
ستيلا(تحررت من هالتها لتركض صوب ابنتها ببكاء):- اهئئئئئئ أخيراااااا يا وهجي ….ووووووهج مامااااااا مااااما
وهج(ركضت إليها):- هههه مامااااااا تيلالالالالا
خوري(رمقهما بنظرة خاطفة):- هممم
ستيلا(حملتها لتطوف بها):- آآآآآآه يا وهج قلبي آآآآه …حبيبة روحي أنا هناااا ماماااااا هنااااا
تمارا:- اجتماع الأم بالطفلة بعد غياب اممم مثير للاهتمام ، بالمناسبة تلك الحفيدة راجية إنها ابنة حفيدكم الجديد خوري … اسمها وهج رغم أنه يكره النور غريب
خوري(ببرودة):- لا تماطلي في الكلام الفارغ
سماح:- يابا !! بات يظهر أولادنا مع سلالتهم، بأمانة جدتنا الكبيرة هل كانت من فصيلة الأرانب النادرة ؟؟؟؟
مديحة:- اششش يا سماح هل هذا وقت نشاط علمي الآن ؟؟؟
ستيلا(حملتها لتقترب بها نحوه):- هل أنت بخير …أجبني هااااه أنت بخير لقد أعدت لي ابنتي شكراااا لك
خوري:- …واجبي
ستيلا:- ههه ناريانا عادت إلي أخيرا
ناريانا(نظرت جانبيا):- الحمدلله على سلامتها
كهرمانة:- أم حفيدتي ستيلا
مديحة:- الحمدلله نطقت باسمها وإلا لكنت كرهت فكرة تزويج ابني لأختها
تمارا:- لا تعطي كل الحب للوهج يا كهرمانة فهنالك آخر يحتاج لبعض الأمومة الكاذبة
كهرمانة(نظرت لبطن ناريانا):- غير معقووووول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(فتح فمه):- أليس الطفل للربان يا نارياناااااااا ؟؟؟؟
جوزيت:- مم …ماذاااااا …ماذا ؟؟؟؟
ناريانا(تنفست عميقا):- طفلي من خوري … لقد نشأ نتيجة اغتصابه لي في مجمعه السكني حيث كنا نختبئ أنا وأخته …هذه هي الحقيقة التي أخفيتها عنكِ يا جوزيت حتى لا تكرهي أخاكِ لكن …، هو يستحق كل الكره من الآن تركت ياقة الدفاع عنه بحرف
خوري:- لا تخطئي
ناريانا:- وإن …ماذا ستفعل عندك سيعرف الجميع حقيقتنا إذن ليعرفوها كاملة بدون زيادة أو نقصاااااان
تمارا:- صحيح … طفل ابنة الشمس من ابن السحرة لكن …، أمتأكدة أنه السر الوحيد الذي تخفينه ؟
ناريانا(بمرارة):- أعلم أنكِ لن ترحميني
جوزيت:- رياناااااااا لماذا لم تصارحيييييييني لماذاااااااااا ؟؟؟
ناريانا:- آسفة جوزي ، كنت مضطرة لأجل طفلي ….آسفة حبيبتي
جوزيت(تبكي):- كااااااااذبة أنتِ ، كنت لأساندكِ لأدافع عنكِ لأواجهه وأجعله يصحح خطئه لكنكِ صمتتِ وأخفيتِ الأمر عني
ناريانا:- جوزي …سامحيني
تمارا:- كي تسامحكِ عليكِ الإفصاح عن كل الأسرار ناريانا …، هل تتفضلين أم أتفضل أنا ؟
ناريانا(تنظر لجوزيت بحرقة):- أنا لست وحيدة في هذه الحياة ، لدي أخ كبير
جوزيت(ارتج جسمها لتستند على كتف ميار):- لالا …غير معقول أنا عائلتكِ الوحيدة ناريانا ..، أنا عائلتكِ الوحييييييدة
خوري(عقد حاجبيه):- أخيرا سنعرف هويته ، تابعي
ناريانا:- أخي تعرفونه جميعا ، لقد كان بيننا في السراء والضراء …لم نخفي أمر أخوتنا رغبة منا بل لأجل حماية عشيرتنا … أنا كنت مجبرة على الصمت لأجله وهو كذلك ….أخي إن كنت موجودا بيننا هنا وإن كنت قد سمعت الحقيقة التي تخص طفلي من خوري فسامحني أنت أيضا ، كنت أعرف أنك لن تتقبل حملي من سليل السحرة لكن هكذا شاءت الأقدااااار
جوزيت(هدرت بعصبية):- من يكووووووووووون ؟؟
ميار:- اهدئي جوزي سنعرف سنعرف ….تكلمي ناريانا من هو أخوووكِ ؟
تمارا:- لا بأس …أعفيكِ من حرقة الاعتراف سأعطيه هو الحق في الكشف عن نفسه ..، يا ابن الشمس يمكنك الاقتراب
عمو نزار:- أنا نزار آل شمسي ….سليل عشيرة الشمس وشقيق ناريانا آل شمسي …، أخوها الأكبر
ميار:- واوووو حتى أنت يا عمو نزااااار ههه يا حبيبي
سماح(نظرت إليه ثم لناريانا):- ..هه …أمر لا يصدق نزاررر ونارياناااااا ، واااائل ؟؟؟
عمو نزار:- مؤسف يا ناريانا أختي ، كنت لأغضب منكِ في القديم لكنني غير قادر فأنتِ تعلمين أن ابنتي سليلة سحرة أيضاااا … هاه حقيقة ستعرفونها لأن هذه المشعوذة القذرة لن تسمح برحيل أحد من هنا بدون ندووووب …
ناريانا:- آسفة …جوزيت
جوزيت:- اهئ لن أسااااااااامحكِ في حيااااااااااتي ، انتهينا هناااااااا
ناريانا(بعتب نظرت لخوري):- عساك مرتاحا الآن…
خوري:- ليلة الحقيقة يا غاليتي …
تمارا:- اممم ، بما أننا عرفنا بهوية طفل ناريانا من حفيدنا خوري … سنأتي لأولاد عزيزنا نزار ، هاه كهرمانة كيف هي الفتاة أماني ؟؟؟
كهرمانة(فتحت فمها بصدمة):- ممم مااذاااا تريدين من الابنة أماني ؟؟؟؟
تمارا:- ههه … نزار ؟
عمو نزار(سحب نفسا عميقا):- ….يا الله
أماني(تقدمت من خلفه لتقف بجواره):- آسفة أمي كهرمانة …أنا أماني آل شمسي ولست فتاة لقيطة قد دخلت إلى أحضانكِ لكي أخدم عشيرتي بالدرجة الأولى
كهرمانة(سقطت بفشل على الأرض):- لكن أين ذهب تلعثمكِ لم تتحدثين بطلاقة هكذا أنا أنا …لقد ربيتكِ بيدي هاتين لقد اعتبرتكِ ابنتييييييييي ؟
خوري:- هههه مع الأسف كل من اعتبرتهم أولادكِ خانوكِ إلا أنا قمت بنكح الثقة كلها في أعماقكِ أماه كهرماني
كهرمانة:- كييييييف هان عليكِ خدااااااااااااعي ؟
أماني:- آسفة …أرجوووكِ لم أكرهكِ يوما بل أحببتكِ رغما عن رسالة عشيرتي لم أعرف أمي يوما لكنكِ ..، لكنكِ خالتي أنا ابنة سندس
فخرية:- هه …أخيرا يا ابنة أختي
ليندا(رفعت شفتها):- هذه ابنة سندس ؟؟؟؟؟؟
تمارا:- اممم ابنة ضرتي مع الأسف أجل إنها أماااااني ، لكن ليست الطفلة الوحيدة لأختكن بل هنالك أمان أيضا يا نزاااار …أماااان ؟؟؟؟
أمان(ظهر من الخلف):- …أبي …أختي ….
أماني:- أخي الحبيب
ناريانا:- أولاد أخي …يا روح عمتكم
أمان:- نحن معكِ عمتي ، لا تحزني نتقبل كل شيء كعائلة واحدة
تمارا:- آه نرى أن معشر الشمس يتكاثرون واعجبااااه
حكيم(نظر لأمان نظرة غريبة):- كأنه مألوف …غريب …
ميار:- بست يا صاحب ، هل غدرتني يوما ما ، أخبرني ماذا تخفي عني من أسرار هيا اعترف اعترف قبل أن تصدمني الولية فيك ؟؟؟
حكيم:- عيب يا رجل أنا قلبك النابض هل يهون علي غدرك ؟
ميار:- والله حسب ما نراه أصبحت أشك في سروالي الداخلي حتى
حكيم:-هه قرد كبير
ميار:- آآآآه يا كيمو كأننا في النهاية ؟؟؟؟
حكيم:-لست أدري فبعد هذه الليلة لن تعود الحياة صافية كما نأمل ..صدقني لقد بدأ زمن الحروب الأهلية للتو
ميار:- أي …طمأنتني بتشاؤمك يسلمو حبي
تمارا:- قبل أن نكمل جرائم حفيدي العزيز ، سأضيف بعد البهار الحار لحقيقته الليلة ، الأمر يخص عمى جوزيت
جوزيت(أمسكت على فمها):- لالالالا ….لا أخي لا يفعلهاااا بي
ناريانا(تأوهت بصعوبة):- أرأيت أخبرتك أن كل شيء سيكشف يوما ما ، أنظر من باعتك هي جدتك التي وثقت بها مع الأسف
خوري(يراقب ردة فعل جوزيت):- ….لارد
ميار:- ماذاااااا…هل هل أنت تسببت في عماااااااااها حقاااااااااااا ؟
خوري(رفع ذقنه بثقة):- أجل فعلت …
جوزيت(شهقت معهم لتسقط على ركبتيها):- لمااااااااااااذاااااااا ، لماذاااااا فعلت بأختك ذلك لماذا حرمتني من أولالالالالالالالادي ؟؟؟؟
خوري:- لكي لا يؤلمكِ هذا الحمار وينتقم منكِ
ميار(صغر عينيه):- حمار ؟؟؟؟؟….تذكرت هذا الصوت أنت الرجل من سطح المشفى …، ووووو طوال تلك الفترة وأنت تراقبنااااا وتعبث بحياتتتناااااااااا ….يااااا ساحرة افتحي تلك الفقاعة الزجاجية وإلا ثقبت مقلتيكِ بإصبعي الصغيييييييييير ، هذا الحيوان قد تمااااااااادى أتحسب أنه لا رجال هنا ليقفوا بوجهك ؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري:- لأجل هذا السبب بالتحديد قمت بما قمت به لأحميها منك ، ماذا توقعت أن أتركها لكي تكسر قلبها وتأخذ منها صغارها …على الأقل اخترت طريقة سهلة لكي تبقى بجوارها كل الوقت وتنسى انتقامك منها
ميار:- بإعماء بصيررررررتها تبارك الله ما شاء الله على الدكتور العبقري ، تصدق لم أكن الكره بهذا القدر لأي شخص كما أكنه لك الآن …ثق بي يا خوري الراجي بحق الدم الذي نتشاركه لن أنساها لك
جوزيت:- ولا أناااااااا ، من اللحظة لسسسسست أخيييييييي أكرررررررررررررررهك يا خوووووووووووري
خوري(اهتزت حنجرته لينظر جانبيا):- فعلت ذلك لأجلك
جوزيت:- اهئئئئئ
ناريانا(اقتربت منها):- جوزي حبيبتي أرجوكِ اهدئي و
جوزيت:- لا تقتربيييي مني ابتعدي عنيييييييي من اللحظة لا أريدكِ بحياتي لا أنتِ ولا هو ….انتهيييييييييناااااااا
ميار:- يكفي جوزي يكفيي سنفعل كل ما تريدينه اهدئئئئئئئي ليس وقته
ميرنا(تراقب حركاته لتهمس في سرها):- إنه يتألم الآن ، لكنه يخفي ذلك بقناع البرودة …حركة سبابته تدل على توتره من ردة فعلها …، واوو بدأت أفهمه
تمارا(صفقت بقوة لتخرسهم جميعا):- حسنااااااا لاحقا تتحاسبون لا يهمني التراجيديا التي تمثلونها الآن …بما أننا انتهينا من هذه الفقرة ، سننتقل قليلا لمرحلة الثأر والانتقام فهنالك سلسبيل التي لا نسمع صوتها …معذرة ابنتي العجوز فقدت قدرتها على التمتع بريعان الجسم البديل لروحها …سلسبيلووو ..، تعالي لماما كأنكِ اشتقتِ لي ؟؟؟
سلسبيل:- أمي ؟؟؟
تمارا:- أختكِ فخرية عندما رمقتني في البداية لم تبدي أي ردة فعل ، لكن ليندا ابتسمت بخبث أما كهرمانة فقد بقيت مصدومة لكن أنتِ شعرت بهزة روحكِ ألهذه الدرجة تفتقدين ماما ؟
سلسبيل:- ماذا تريدين مني ، ليس لدي أسرار لأخفيها الجميع يعرف أنني لعنت أم العائلتين رشوان والراجي ، أنني من أحرق عشيرة الشمس على بكرة أبيها لكنني نسيت بعض العينات مع الأسف …الجميع يعرف أنني أحببت سليم الراجي ذات يوم فغدرني حين أحب تلك الميتة الحية هبة ، الجميع يعرف أنني لبست جسم شاهيناز بعد موتها لكي أتمكن من العودة للحياة بعد أن نفيتموني في الجبل لمدة سنواااااات طويلة ….ليس لدي أسرار
تمارا:- من يتحدث عن الأسرار يا سلسبيل ، إنني أتحدث عن شروركِ التي تنوين فيها الارتداد على أختكِ ليندا مستعملة ابنتها الغبية لورينا سليلة الxxxxب ، لورينا التي بعثتها لفراش مراد ابن عمها كي تصبح عشيقته لتستطيع فك قدراتها الخامدة بسبب تعاويذ أمها …، مراد الذي قتلتِ زوجته لكي تمنحيها السلام وتعطي لابنة أختكِ فرصة للمضي قدما معه
لورينا(فتحت هالتها):- ياااااا إلهي …..
مراد(فتحت هالته في نفس الوقت):- ماذااااااااا فعلتِ ؟؟؟؟
سلسبيل:- ماذا فعلت ، زوجتك ترجتني لكي أقتلها بوسادة وأنا استجبت
مراد:- كيف كيييييييف استطعتِ قتلهااااا فيما أذنببببببببت ؟؟؟؟
سلسبيل:- اسأل قبرها فأنا لا أملك أجوبة …ثم لست نادمة أردت أن تصبح ابنة أختي عشيقتك لكي تعيد لها طاقتها هذا فقط
مراد:- وأنتِ ….كنتِ تعلمييييييييييين ؟؟؟؟
لورينا:- هئ ….مراد لقد لقد أحببتك فعلا صدقني رغم أن البداية كانت مقصودة لكنني تعلقت بك أرجوووك
مراد(نظر إليها بحزن):- كنت بدأت أستلطفكِ وأصدقكِ لكنكِ ابنة ساحرات لعينات …مخاااااااادعة مثلهن
لورينا:- مراااااااد
مراد:- حتى لو كنا نحمل نفس الدم …لست أتشرف بأي علاقة تربطني بك
لورينا(أمسكت على فمها):- لماذااااا فعلتِ؟؟؟؟
تمارا:- ليلة الحقيقة يا حفيدتي الحلوة …اممم بالهناء والشفاء ..،ها لن ننسى أن نعرف الجميع بأبيكِ صح ليندا ؟
ليندا(مطت شفتيها):- لا يهمني
تمارا:- فاروق اليزيدي ، هو والد لورينا الحقيقي يعني عمك يا مراد أكيد أفراد العشيرة السوداء سيقدمون له التهاني بهذه الفرحة يلا أترك لكم باقة ورد مني ، بالمناسبة مراد يكون ابن خالة ستيلا وناهد ، وفي نفس الوقت هما قريبات الرشوانيين فعمتهم تكون أخت سليمان العنبري وفي آن الوقت تكون جدة آل رشوان الزوجة الثانية لضرغام ….
نبيلة(نظرت إليه):- ههه …معقول لم لا
تمارا:- وبما أننا في خانة الرشوانيين أرى أن حفيدهم الوحيد يستحق بعض الحقائق أيضا …لذلك تقدم يا شهاب
شهاب:- ما الذي أفعله في أم هذا الهبل كله ، مصائب واعترافات راجيين أنا وش حشرني يعني بغض النظر عن عمتو هبة ؟؟؟؟
تمارا:- ألست متلهفا لمعرفة عمتك هبة ؟
شهاب(نظر إليها برتابة):- أهلا بكِ في العيلة ، بعد ؟
هبة:- شبه أبيك بالضبط
تمارا:- أبيه أنيس رشوان … وأمه ماجدة المجنونة
شهاب(بغضب):- لالالالا تتحدثي عن أمي هكذاااا بسوووء
تمارا:- لست أتحدث عنها أبداااا لا سمح الله لكن ، في خضم الحديث ها يا عزيزي هل أنت مستعد للقاء أبيك ؟
شهاب:- ماذا تهذين أنتِ ؟؟؟؟
تمارا:- أولا …تقدم يا وائل لا تبقى بعيدا هكذا فالموضوع يخصك أيضا
شهاب(استدار ليعانقه بمحبة):- حبيييييييبي ابن عميييييييي أهلا بعودتك يا الحب أنت بخير ؟
وائل(ينظر لميرنا دون توقف):- بخير
تمارا:- عيب أن يكن لك كل هذه المحبة بينما أنت تطعن ثقته ببساطة
شهاب(ضحك بهزل):- ابن عمي لا يخونني أبدا فلا تعبثي بيننا
تمارا(وضعت يدها على فكها):- حقااااا ؟
شهاب(استدار ليمسك أكتاف وائل):- لا تخونني يا رجل صح ..ههه قل لها قل أنك لا تفعلها
وائل(أزاح عينيه):- اهدأ يا شهاب ..شهااااب توقف عما تفعله فعلا لقد أخفيت عنك شيئا لكنني لم أقصد إلا جبراااا
شهاب(ابتعد عنه):- ماذا تقصد …هل كنت تعرف بأمر عمتنا ولم تخبرني؟
وائل:- ليس هي فقط …. بل
شهاب:- جماااانة أختك أجل أجل أعرف أنك كنت مجبر لا بأس يا ابن عمي
وائل(تنهد بأسف لينظر حوله):- أبوك …
ضرغام:- مهلا ….توووووووقف …توقف لن أتحمل
هبة(بدموع):- أبي …. عليك أن تستجمع نفسك مع الأسف ذلك صحيح
ضرغام(برعب نظر خلفه):- …لقد ماااااات …احترق وسط المنزل أنا وااااثق من ذلك
شهاب:- أجل …هذه الحكاية الشائعة يا وائل فكيف ….
أنيس:- بني شهاااب …
شهاب(استدار نحوه ليفتح فمه بصدمة):- أبي ؟؟؟؟
أنيس(دمعت عيناه):- بني الحبيب
شهاب:- مهلا مهلا …هذه كذبة غير معقوووووولة ..، ههه تمام تمااام لست أدري أصلا ما الذي جاء بي هنا الليلة لكنني ..، واثق واثق أن الأمر فيه إن …، لم أتوقع أن يكون لهذه الدرجة هزليااااااا …واااااااااااااااااااااا� �ااائل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وائل(اقترب منه):- صدق …صدق يا شهاااب وارحم نفسك
شهاب:- ههه … هههه آخر شخص …آخر شخص توقعت أن يخذلني
ميار:- ولا أنا توقعت ، اتضح أن حضرة المحامي ليس سهلا بالمرة
حكيم(زفر عميقا):- كان مجبرا
ميار:- أي ومالي أراك متعاطفا معه له له وش جرى يا ترى ؟؟؟؟
حكيم:- لا أحسد شهاب على هذا الموقف بأمانة
طارق:- ولا أنا …
حكيم(رفع حاجبه):- اتضح أنك ابن عمتهم يخويا ، عجبا هل ستنقلب ضدنا أم ماذاااا …ما رأيك ميرو ؟
ميار:- والله لو فكر مجرد تفكير في الارتداد عن جماعتنا سأحلق شعره من الجانبين وأترك الوسط لتجعله جدتنا يتعرف على موس الحلاقة القديم
طارق:- أستغفر الله ….
ضرغام(يضرب على صدر ابنه):- كيف استطعتم مقاطعتي هكذا كل تلك الأعوام ، هل أبدو شريرا لتلك الدرررررجة ، كنت قاسسسسسيا أجل لكن لكنني لم أفرط فيكم
أنيس:- دعنا لا نكشف المستور أبي …دعنا نتوقف هنا فلست آبها بمشاعرك في هذه اللحظة صدقني
هبة:- أنييسسس لا تبدأ ليس وقته
تمارا:- أو وقته ، ألا تعلمون أن ضرغام أضرم النيران في شقة ابنه لكي يقتله
شهاب(مسح على فمه):- ماذااااااااا فعلت؟؟؟؟؟؟
وائل:- ليس لتلك الدرجة حتماااااا …جدي ؟
ضرغام:- لم لم أعرف أنه موجود هناك لقد رغبت بحرق الأوراق الموجودة بشقته ، رغبت باستعادته لكنني استعملت الطريقة الخاطئة
أنيس:- هههه يا له من تبرير عموما لا وقته ولا مكانه ..، الحساب يلحق بعضه في مكان غير
شهاب(بمرارة):- …. لست أصدق …، يااااا إلهي …
تمارا:- مؤسف يا شهاب ، أمك قتلوها في المصحة العقلية وأبوك أيضا لكن يبدو أنه سليم ولم يحدث له شيء ….تمام هل ستخبره بأن نور الراجي كانت تعلم بأمرك ؟
نور(ظهرت):- لماذا تعبثيييييين بنا ؟
فؤاد(ظهر أيضا):- هل كنتِ تعرفين أنه حي يرزق يا نوووووووور ؟
نور:- عرفت بسببه هو من كشف أمره لي ، تكتمت لأجل وائل أردت معالجته ولم نكن نعلم أصلا أنه استيقظ من الغيبوبة وسافر لينقذ أختي
فؤاد:- هههه أنتِ لا تصدقييييين ، وأنت ألا تعلم أن لديك أخ سيقف في ظهرك لما لم تواجهني ؟؟؟؟
أنيس:- فؤااااد لقد راقبتك طويلا أنت أخ صدوق لكن الظروف لم تسمح
فؤاد:- الظروف لم تسمح الجواب المعتاد ، وأنتِ هبة هل أنتِ أيضا لن تعترفي بأخيكِ مثل أبيكِ ؟
هبة:- بالعكس ….أنا سعيدة بك يا فؤاد والله العظيم ، أخي سوف تتحسن الظروف صدقني
فؤاد(نظر إليهما):- لست أدري …وأنتِ صدمتي فيكِ لن تمر مرور الكرام
نور:- اففف
تمارا:- لا تعاتب زوجتك خصوصا وهي حامل ، هاااا لم تجهضيه بعد ؟
نور(شهقت لتنظر إليه):- هئئئئ
فؤاد(فتح فمه بصدمة)":- حاااااااامل يا نوووووووور ولم تخبريني ؟؟؟؟
نور:- افففف اللعنة عليكِ أيتها الساحرة الشمطااااء اللعنة
فؤاد:- ههههههههه …حاااامل هههه
عواطف:- نوووور لماذا كتمتِ الأمر هل فكرت بإجهاضه حقاااااا ؟
نور:- أجل أجلللللللل فكرت بإجهاااااضه لأنني لم أرغب بطفل من هذا الرجل طفل آخر يجبرني على العيش معه ، لكنني لم أقوى على ذلك …وجدت بأنني أريده في أحشائي …، أخو ديناااا ودينا تستحق
فؤاد:- ههه ليتكِ قلت لأجلي لكنت غفرت لكِ هذه الأفكار ، مع الأسف نور حطمتِ للتو رغبتي في إعادة الأمور لمجاريها …
نور(بغمغمة ألم):- …سبق وأن انهار الجسر عزيزي فؤاد
شهاب(ببؤس):- ما هذا يااااا …ألم عميييييييق يا الله ارحمناااا
تمارا:- لماذا أنت تعيس ألست سعيدا بعودة أبيك من الموت ، هممم أيتعلق الأمر بابنة الراجي زوجتك ؟؟؟؟
ميرا(اقتربت):- حان دوري غالبا ، أهلا حماي أنيس مرحبا بعودتك من المقبرة كيف الحال عندك ؟
أنيس:- آآآآه
شهاب:- ماذا تفعلين هنا ؟
ميرا:- ما جاء بك جاء بي يا زوجي العزيز
شهاب:- أي سر تخفينه في خلدكِ يا ميرااااااااا ؟
ميرا(ابتلعت ريقها برعب لتنظر للساحرة):- لا شيء …
تمارا:- أخبريه عن رشيد يا ميرا ، أليس له حق في معرفة الأمر
ميرا:- هو يعلم الأمر كاملا ، حكايتي مع رشيد لم أخفيها عنه حتى تبتزيني بهاااا يا هذه
تمارا:- حقا …هل يعلم أنكِ أنجبتِ منه ولدا قتلوه في حضنكِ لحظة ولادته ، عذرا تلك الليلة المأساوية فقدتم فيها أباكِ هههه لا تقلقي هو ميت فلا تنظري حولكِ عبثا
ميرا(تنفست الصعداء):- ماذا ستقولين ؟؟؟
تمارا:- أنكِ تسببتِ في سجنه بسبب تهمة القتل التي تبناها حكيم كي لا تزجي أنتِ في السجن..يعني بسببكِ رمى نفسه بين براثن المافيا صح ؟
ميرا(ارتجف فؤادها):- حكيييم ؟؟؟
مديحة:- ماذااااااااا أسمع …..عوااااااطف ما بال بناتكِ مع ابني هل يردن إرساله للقبر حتى يهنأ بالهن ؟؟؟؟
حكيم:- اهدئي أمي …
ميرا(نظرت لميرنا بكره):- ابنتكما هااااه …. لست سعيدة بعودتكِ
ميرنا:- متوقع
تمارا:- سمر الراجي …، قامت بالانتقام من رشيد ابن غضنفر فحكم عليه بخمسة وعشرين سنة حبسا وبسبب ذلك فقدت أمه بصرها … اممم لكن كله راجع للشوائب التي خلقها سليم الراجي في نشأتها ، لكن ليس هنالك أصعب من فقدان الضنى في مهده
ميرا(اهتز بدنها لتغمض عينيها):- ماذاااااا تفعلين عندكِ ذلك أمر يخصني
تمارا:- ويخصنا جميعا … لكنني أراكِ تستعيدين ذلك الإحساس مع الولد رافع هل أحببتِ قربه منكِ ، كأنه ابنكِ هل قمتِ بتحليل حمض نووي ؟؟؟؟
شهاب(فتح فمه لينظر إليها):- نعــــــــــــم ؟
ميرا(أمسكت على فمها):- إنه ليس ابني ، ليسسسس ابنييييييييي، ابني قد ماااااااااااااات فلا تفعلي بي ذلك أرجوووووووووكِ
شهاب:- ….لماذا تستمتعين بتعذيبها هكذاااا لماذااااااا ؟؟؟
تمارا:- أنا لم أفعل شيئا فقط أعطي نبذة عن حياتها الخاصة ، يلا لأترك لكم الأمر فلن أحك الملح على جراحها أكثر
ميرا(بلؤم):- ….أكرهكِ
تمارا:- آآآآه ، اكرهي أباكِ لأنه أخفى عنكِ أسرارا كثيرة ،..يلا لا يجوز الحديث عن الأموات ..انتهت مرحلتكما لكن لم ينتهي بعد كشفي للحقائق فقد تبقى القليل فحسب …. وائل
وائل:- ماذا يا حضرة الساحرة ؟
تمارا:- هه اقتربي يا زوجة المحامي ، اقتربي يا حلوة لا تخجلي
وائل(نظر إليها):- ما الذي جاء بكِ ؟
ريتال(عانقته بحرارة):-واااااائل أنت بخيييييير هممم لقد وصلتني دعوة فلبيتها …أنت بخير ؟
وائل(نظر لميرنا عفويا):- بخير
ريتال:- قلقت عليك
وائل:- قلت أنني بخير كفى …
ريتال(ابتعدت عنه):- اممم تمام
ميرنا(مسحت خلف رقبتها):- …..لارد
حكيم(رمق حركتها ليشيح بصره):- تتت هففف …
الشبح:- أتشعر بالغيرة حبيبي ؟
حكيم(ابتسم لينظر جانبيا):- وأنتِ هل تعنيكِ غيرتي بشيء ؟
الشبح:- أنت ملكي ، طبيعي أن أغار
حكيم:- ههه…سأغتصبكِ حين تتجسدين مرة أخرى
الشبح:- شتتت عيب ليس وقته ، الأنظار في كل مكان فلا تبرز شيئا
حكيم(جمع ابتسامته):- اممم طيب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:45 AM   #1077

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

تمارا:- ريتال الخطيب ، أعتقد أن الجميع يعتبركِ دخيلة في حياتهم رغم أنك حقيقة مطلقة ، فذلك
العجوز قام بتزويجكما رفقة جدك رابح وجدتكِ جاهدة قبل سنوات …يعني مكانكِ صحيح بجواره
ريتال:- صدقا لا أفهم سبب دعوتي
تمارا:- ستفهمين … بالمناسبة أعلم أنكِ لم تأتي بمفردكِ قد جاء معكِ شخص قمت باستدعائه بطريقة غير مباشرة ..، شخص دخل لحياتكم كي يثبت حضوره بينكم ، لكنه نسي أن يدخل للنصف الآخر من عائلته …شكله لا يحب الأواصر العائلية كثيرا صحيح يا جمال ؟؟؟؟ ألووو جماااال ؟؟؟
جمال(ظهر خلفها ليمسك رقبتها ويضع خنجره عليه):- ما بنا يا شيبة البلدة العاصية ، أسمعكِ جيدا فلم الصراخ ؟؟؟؟؟
تمارا(ضحكت):- ههه جرأة معقولة لكنها لا تنفع مع ساحرة مثلي
جمال(دفعته لتقلبه أرضا حين نهض بثقل وهو ينفض ثيابه ويعدل خنجره):- يدكِ ثقيلة رغم تلك الأنوثة المتفجرة بين ثدييكِ ههه …أهلا أهلا نسيت أن أعرفكم بنفسي أنا جمال الراجي ….ابن عم عمكم هههه يعني من العيلة ، هاااااااا أماه سمووووحة كيفكِ يا زوجة أبي ؟؟؟؟؟؟
نقطة إلى السطر ….
جمال الراجي كان النقطة التي جعلت نساء الراجي يسقطن أرضا ، واحدة أغمي عليها والثانية دخلت في هستيريا الضحك والبكاء والثالثة كانت تلتفت من هنا وهناك لتتأكد من أسماء الأولاد واحدا بواحد …أما الجدة نبيلة فقد ابتسمت لتنظر نظرة فخر صوب ضرغام الذي رفع ذقنه بإباء كأنه يقول لها أن عائلته أيضا تتسع ههه …أما عن ريتال فقد كانت تحاول شرح الموضوع لوائل لكن هذا الأخير كان في حديث صامت مع تلك الساكنة هناك ..، اقترب دون شعور لينظر لميسون ويلاعب شعرها بهدوء
ميسون:- أنا سعيدة لأن لدي أعمام كثر غامي لن يحفظ أسماءهم متأكدة
وائل:- ميسون … صغيرتي
ميسون:- هاه عمو وائل … نعم ؟
وائل(انحنى ليطبع قبلة على وجنتها حين همس برفق):- … كنا أصدقاء ولكنكِ لم تخبريني بهذا
ميسون(عضعضت شفتيها):- خشيت أن تغضب من ماما ميرنا، أساسا هي لم تكن تعرف وأنا لم أتأكد إلا مؤخرا ..معذرة
وائل(لاعب ذقنها):- اعتني بها جيدا
ميسون(نظرت إليه ثم إلى ميرنا):- … حاضر
ميرنا:- …احم …
وائل(وقف بجوارها لينظر إليه):- … كان هو
ميرنا(تحركت حنجرتها):- لن تحكي تلك التفاصيل التي تعرفها لأولئك المجانين ، لا أحد منهم سيتصرف بعقله الجميع سيهم لقتله ….لا يمكن مع الأسف اتضح أنه منا …قتله مستحيل فلسنا نحن من نغدر بدمنا
وائل:- خطبة عريضة …لكن هو هل أخذ ذلك في عين الاعتبار حين غدر بكِ وعذبكِ ؟
ميرنا:- وائل من فضلك ….
ريتال:- عزيزي أين ابتعدت هكذا ، اممم …لم نتعرف بعد أنتِ هي الغائبة المشهورة إذن …أنا ريتال زوجة وائل
ميرنا(نظرت ليدها ثم إليه لتبتعد):- تعالي ميسون أبوكِ يتعارك مع ابن عمنا الجديد
ريتال:- ما بنا على الغرور تت ت ت يا لطيف
ميسون:- هههه لماذا يحمل ذلك السكين إنه مرعب
حكيم:- ستضع ذلك السكين جانبا وإلا سأطعن به عينك اليمنى …ما هذا ياااا من أين يظهر هؤلاء واحد سفاح والثاني بلطجي
جمال:- نعم يا روح عمتي التي لم أعرفها بعد ، أنا بلطجي ….شوووووووف شوف على طولة اللسان ما شاء الله حضرتك تكون الدكتور حكيم وابن عمك قاضي القضاة طارق على ….الضابط ميار…ميااااااار ؟
ميار(مال برأسه متذكرا إياه):- دعني أقول أنها ليست صدفة ، أكيييييييد ليس لتلك الدرجة
جمال:- لقد أخذت نورسي من حيدر يا رجل …
ميار:- وأنت كنت معه على الحلوة والمرة ضد ابن عمتك صحيح ؟
جمال:- وش عرفني أنك منا يخي، لو جئت وصارحتني لكنت فقعت مرارته فقد غدر بي الحيوان النتن علي الطلاق لأفصلن جدعه الأيمن عن الأيسر ..الحمدلله أنه مات
ميار:- هههه لا تكن واثقا لتلك الدرجة ، حيدر ما يزال حيا
جمال:- واوووو استجاب الله لدعواتي سأكون أنا من يرسله لقبره إذن
نبيلة:- احم احم … يكفي حديثا عن الدماء ، أليس لديك جدة لتقبل يدها؟
جمال:- هيييهييه كنت هناك في تلك البالونة أراقب كل شيء ، لماذا لم يقبل هذا العريض يدكِ يا ترى ؟
نبيلة(نظرت لخوري):- ذاك شأنه ، أنت ….ماذا ترى ؟
جمال(طوى خنجره وانحنى بملوكية ليطبع قبلة على يدها):- ومالو الأصول أصول…تيتا نبيلة تستاااااااهل كبيرة الجدات وسلطانة الراجيات راسنا المرفووووع في السماوات حيوووووووو
طارق:- أي….صممت آذاني ألا يوجد في جملك سطر بدون لحن ؟؟؟؟
ميار:- ههههه ما يشغل تفكيري هو ردة فعل العمة سماح بعد استيقاظها ، لا أحد سيجلب آخرتها سواااااه
عواطف:- يا سماح فيقي …هو هنا فلا تهربي لعالم الأحلام
مديحة:- خوري …جمال ….جمال …خوري ….مياااااااار …خوري …جماااال ….جمال …خوري …ميااااااااار ، إياااااااااد أربعة أربعععةةة ….لا خمسة هبببببببببببببة أختي آآآآآآآآح دفعة واحدة في ليلة واحدة هذا كثيييييييييير كثيررررررررر ….آآآآآآآآي يا جينات الراجي آآآآآآآآآآآآي
جمال(قفز بحركة مضحكة):-يا برنسيسة الخطيب تعالي لأعرفكِ بالعزيزة سموحة استيقظي يا روح النبض صدقا اشتقت لإزعاجك ، آآآآآآآآه ماحلاه جو عائلي حتى ولو كان في هذا السيرك ، يييه متى ينتهي ؟
وائل:- برنسيسة الخطيب ، بالمناسبة ما علاقته بكم ؟
ريتال:- إنه ابن عمتي أيضا …يعني من آل الخطيب
ميار:- امممممممممممممم برنسيسه
ميسون(صرخت):- ماماااااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استدار الكل حين رمقوا الساحرات وهن يجذبن ميرنا صوب المنصة ، كانت وسطهن تحاول الهرب منهن بينما كن يلتففن حولها ويجررنا قسرا إلى المنصة …وحين هم أي واحد فيهم بالتدخل صنعت تمارا جدارا عازلا بينها وبينهم لكي تبقيها أسيرة لديها فقط ….
تمارا(نهضت من عرشها لتنزل تلك الدرجات وتقف قبالتها):- ….. هذه الخطة كلها كانت لأجل غاية في نفسي ، رغبت بمعرفة قدرات بناتي رغبت بقياس درجة سحرهن لن أنكر اتحادهن أبهرني ، يملكن قوة لا يمكن استخدامها إلا إذا اتحدوا ، قوة تضاهيني بالفعل …لكنني أفوقهن قدرة لذلك لا يسعهن القيام بشيء لكسر هذا الجدار العازل بيننا وبينهم …. أنظري لعائلتكِ جيدا ، وأنتم أنظروا إليها جيداااا فقد انتهت فقرات الاعتراف بالأسرار المخبأة في دهاليز حياتكم ، حان الآن وقت الاختيار المصيري لكل فرد فيكم …. لحظة سيكون فيها للدم معيااااار
ميرنا:- ماذاااااا تريدين مني بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تمارا:- ستعرفين …. ليهدأ الجميع عن هذه الفوضى لأنني لست من سيزيل العازل ، بل أنتم لقد خلقت تعويذة معينة كلما كانت أجوبتكم صادقة سيتشقق هذا العازل حتى ينكسر ويحررها ….لذلك ، …، من سنضع في حلقة الاختبار ؟؟؟؟
نظروا جميعا لبعضهم حين تقدم حكيم ووائل لكي يجدا أنفسهما في مواجهة متجددة لأجلها للمرة الألف …لكن الشخص الذي كان في أول الخانة هو وحش الظلام الذي استغرب كره هذه الجدة فما الذي فعله حتى يغضبها لتلك الدرجة لتفضح كل أسراره ….
خوري:- لكنكِ بالغتِ ، ألا يكفي أنكِ كشفتِ أمري لهؤلاء ؟
تمارا:- أنا قربت البعيد واختصرت عليك المسافة
خوري:- إذن اختصري علينا المقدماااااااات …ماذااا ماذااا ؟
تمارا:- اممم … حاليا لديك طفلين ، وهج وابن ناريانا …من ستختار لكي يبقى على قيد الحياة ؟؟؟؟
ستيلا(برعب عانقت ابنتها):- لالالا لييسسسس هكذاااااا ….
ناهد(خرجت من هالتها لتركض إليها):- أختيييييييي ستيلا أنا هنا أنا هنا
ستيلا:- اهئئئئئ أختييييييييي أختي ماذا ماذا تريد من طفلتي ؟
ناهد:- لنهدأ حبيبتي ….أبوها سوف يتصرف
ناريانا(أمسكت على بطنها):- هل ستؤذي صغيري ؟
نزار(اقترب ليمسح على كتفها):- سوف لن تفعل …ثقي بذلك
ناريانا(نظرت لخوري الذي كان ينظر إلى بطنها ثم إلى وهج):- لست واثقة من أنه سيختار طفلي …
تمارا:- من ستختار بين صغيريك يا خوري ؟؟؟؟
جوزيت(تنهدت عميقا):- ما هذااا يا هل ستختبرنا بأطفالنا أيضاااا ؟
خوري(تنفس عميقا لينظر صوب ميرنا بكره):- بسببكِ مجددا أنا هنا
ميرنا(رفعت حاجبها):- بعض من التعذيب لن يضرك بشيء ، جرب لتفهم
خوري:- ….لنجرب …، نعم يا جدتي الساحرة اختياري سهل وبسيط للغاية أنا قادر على الاستغناء عنهما معاااا …
تشقق جزء من الجدار من الأعلى حين فتح الجميع فمه من هول الجواب ، لم يكن أحد يتوقع أن يكون لديه هذه السعة الواسعة في الاستغناء عن أطفاله ، صحيح كان لديهم نبذة عن ظلامه لكن ليس لدرجة التخلي عنهما …هذا ما صعق ستيلا وناريانا اللتين نظرتا لبعضهما ثم إليه ثم للجميع ثم للجدار المتصدع ثم إلى ميرنا التي هزت رأسها بعدم تصديق …..أما البقية فقد كانوا تحت تأثير الدهشة ما عدا تمارا فهي تعلم العجينة التي تسري في خلايا سلالتها عن ظهر قلب
تمارا:- آآآآآه يا عزيزي ، جوابك كان صاعقا للحضور لكنه صادق لذلك قد ساعدت في تشقق الجدار الفاصل بين رومينا الغالية وبينكم
خوري:- تبا …
ميار(همس تحت أنفه):- هذا الرجل سوداوي القلب والوجدان ، لا يجوز الاستهانة به بتاتاااا لقد باع أولاده في جملة
طارق(مصعوق فيه):- صدقا بدأت أقلق منه …
تمارا:- انتهينا من استجوابك خوري ، ننتقل إلى حبيبتك ستيلا أم ابنتك
ستيلا:- مم ماذا تريدين مني ، دعيني وشأني أنا وابنتي …
تمارا:- اهدئي …سؤالي سيكون بسيطا وهو اختبار تتبعي ..، لو جاءت هنالك فرصة لأجل اختيار طفل واحد كي يعيش وكان الاختيار لصالح ناريانا لقاء قتل ابنتكِ ، ماذا كنتِ ستفعلين ؟؟؟؟
ستيلا(برعب نظرت لخوري ثم لناريانا ثم طفلتها):- أ….
تمارا:- أجيبي دون كذب وإلا ارتد ذلك عليكِ بتحقق الاختبار …هذا التهديد لكل واحد فيكم فلا تفكروا بمراوغتي فليس أمامكم حل إما الإجابة بصدق أو التعرض للعنة الاختبار …مفهوووووم ؟
ستيلا(ابتلعت ريقها لتنظر صوب ناهد التي أومأت لها بالبوح فقد قرأت أفكارها):- لم أكن سأسمح بالتفريط بابنتي ، كنت كنت لأزيل أي عقبة تعرض حياتها للخطر حتى ولو كان ….. جنينكِ ناريانا …آسفة
ناريانا(رمقت تشقق الجدار لتبتسم بغبن):- متوقع ، فمن تشربت من ذلك الوحش أكيد ستصبح مثله …لا لوم عليكِ ستيلا
تمارا:- اممم …مثير للاهتمام …. انتهى استجوابكِ ستيلا نأتي إليكِ ناريانا تقدمي … لن نكرر نفس السؤال لأنكِ ستضحين بالجنين من أجل ابنته كلنا نعلم ذلك …
خوري(نظر لناريانا عميقا):- …لارد
ناريانا:- أجل كنت لأضحي بجنيني لأجل ابنته …معكِ حق
تمارا:- قمة النبالة لكن مع الأسف في زمننا هذا لا أحد يعترف بها ، عموما في قلبكِ رجلان اثنان واحد طار في السماء والثاني أهداكِ أيام الشقاء … لكن هنالك كفة مالت لجانب أحدهما إن قلتِ الربان فلن أصدق لكن إن قلتِ خوري فذلك سيكون اعترافا بحمل ذلك الهم دوما
ناريانا:- خصوصياتي يا تمارا لا أجد في جوابي أي فائدة لكِ
تمارا:- لكنه ذو فائدة لهذا الكيان …يلا لنعد صياغة السؤال هذا الأخير سليل السحرة بينما أخوكِ سليل آل الشمس ذو دم نقي وسلالة عريقة …إذا ما وضع الاثنان على حافة الموت وبيدكِ حبل لتنقذي أحدهما …، من كنتِ لتختاري ؟؟؟؟؟
ناريانا(أمسكت على فمها لتنظر إليهما نظرة تردد):- أ….هه ما هذا السؤااااال
نزار(أغمض عينيه):- أرى التردد في عينيها …هل الحب أعمى لتلك الدرجة ؟
ناريانا:- بالطبع سأختار أخ……سأختار …لا أدري لأول مرة يحدث لي هذااااا، أنا أنا لا أفرط بأي واحد فيهما …سأنقذهما معااااااا إن تطلب الأمر
تمارا(وهي تحرك يدها):- واااااحد فقط ، من ستختارين أخوكِ أم حبيبكِ ؟
ناريانا(مسحت عرق جبينها وهي تنظر إليه):- أرى المتعة في نظراتك
خوري:- متلهف لسماع الجواب …
ناريانا(ابتلعت ريقها لترفع ذقنها بإباء):- أنا لست فتاة متنكرة لأصلها وجذورها ، لست من يرمي بلحمها ودمها للتهلكة ….سأنقذ أخي نزااار
نزار(نظر لتشقق الجدار حين ابتسم ملء فاهه):- لم يخب ظني بكِ يا أختي
خوري(ابتسم):- توقعت ذلك فضعفكِ إزاء أسرتكِ سيكون سبب خسارتكِ يوما ما …ثقي بذلك
ناريانا:- أقله لست أتنكر لهم ولا أؤذيهم …هممم
تمارا:- يمكنكِ التراجع ناريانا جوابكِ صحيح …. انتهينا من حريم الوحش
لننتقل إلى ابنة الراجي …سمر
ميرا(بكره):- والله لو علي سأتحمل اللعنات المتساقطة على رأسي بدلا من إنقاذ تلك الفتاة لأنها لا تعني لي شيئا
عواطف:- اخرسي يا سمر واحترمي أختكِ ، يكفي عداوة يكفييييي
ميرا:-- هفففف …
تمارا:- سمر الراجي … لنسألكِ شيئا بسيطا متلهفة لسماع جوابه … بما أنكِ تكرهين ميرنا كره العمى وهذه حقيقة واضحة للعيان …هل فكرتِ يوما بأذيتها للتخلص منها ؟؟؟؟
عواطف(هزت رأسها بنفي):- لالالا ليس لتلك الدرجة ابنتي لا تفكر بقتل أختها إطلالالالالالاقا ههه
مديحة:- أجل أجل ما هذا الهرااااااااء
سماح:- لم ابنتكم لا تبدي ردة فعل عكسية ، شكلها بارد .؟؟؟
ميرا(ابتسمت):- فكرت …
ميرنا(طأطأت رأسها بحزن):- …تت …آه
ميرا(بلؤم):- فكرت بقتلها بأكثر الطرق إيلاما لكي تبرد ناري ، لكنني لعنت الشيطان حين أعدتها عندما كانت صغيرة لما كانت تائهة في مدينة الملاهي … كانت أمامي فرصة مثالية لتركها وحيدة لكنني لم أفرط بها …،
تمارا:- حاليا… هل فكرتِ بإيلامها ؟
ميرا(سحبت نفسا عميقا لتنظر جانبيا):- لا …
تشقق الجدار عندما ارتفعت شهقات عواطف ومديحة معهم ميرنا فقد كان هذا الجواب أبعد من الخيال ، الحقيقة التي دائما كانت تخفيها ميرا بداخلها والتي كشفتها الآن …رغم كرهها غضبها مقتها لميرنا إلا أنها لن تفرط بها مهما كان الثمن
تمارا:- أبهرتني …رغم كل ذلك الكره الهستيري لا تفرطين .، ت جينات الراجيين تفاجئني في كل لحظة
ميرا:- إن فرغتِ أريد الانسحاب
تمارا:- ممكن ، شهاااب …زوجتك صريحة فهل أنت صريح مثلها ؟
شهاب:- اختصري خالتي
تمارا:- أمك ماجدة هل فكرت يوما بالقيام بالتحاليل لتطمئن من أن جيناتها لن تتوارث إليك فتجن مثلها ؟؟؟؟؟؟
شهاب(قطب حاجبيه بحزن):- …فكرت … كان ذلك خوفا طبيعيا
تمارا:- لكن هل فكرت في أن يرث ابنك شادي ذلك ، ماذا لو حصل هل خطر ع بالك قتله لكي ترحمه من نفس الحالة ؟؟؟
ميرا(شهقت):- ماذاااااااااا ؟
شهاب(أغمض عينيه ليحرك رأسه مرتين):- توقفي ميراااا توقفي ….أجل لقد فكرت بذلك هذه الساحرة اللعينة تعرف كل خبايانا لذلك لن أنكر ، خفت في البداية عندما عرفت بأمره من أن يكون مثل أمي لذلك خطر على بالي ذلك لوهلة أقسم لوهلة …. يعني يعني الحمدلله لم
ميرا:- هل كنت ….ههه أنظر تشقق الجداااار يعني ذلك صحيح ، هل كنت ستفرط بابننا يا شهاااااب ؟
شهاب:- قلت لوهلة فكرت صدقيني سمر لوهللللللة فحسب اففففف …تبا لليلة اللعينة
ميرا:- خلص الحديث …صدقا لن تعود المياه لمجاريها بيننا ،،، أنت مختل عقلي حتى وإن لم ترث نفس الجينات إلا أنك تملك قلبا ظلاميا
أنيس:- شكل كنَّتي تعرفك عن ظهر قلب يا ولدي
شهاب(بنظرة قاسية):- لا تفكر بأن تزحف بمشاعرك الأبوية تجاهي ، أنا أرض صحراوية إن توغلت فيها ابتلعتك حيث لن تعرف مكانك
أنيس:- معقولة …
تمارا:- …. مديحة ، اقتربي ولا تجزعي فالسؤال لابد منه …، غالبية الموجودين يعلمون أن مشاعركِ تجاه ميرنا قد تغيرت بعد علاقتها مع حكيم زواجهما وطلاقهما لتكتمل حقيقة الحفيدة …
مديحة(زفرت عميقا):- وبعد ؟؟؟
تمارا:- جميل أنكِ لا تنكرين ، .. لو جاءت فرصة عرفتِ فيها أن ميرنا ستشكل تهديدا على حياة ابنكِ إذا ما عادت للوسط ، وحدكِ من يعرف مكانها بينما الجميع يجهلون ..، هل كنتِ ستخبرين عن مكانها أم ستلتزمين بالصمت خوفا على حياة حكيم ؟
مديحة(نظرت لحكيم ثم لعواطف ثم لميرنا ببؤس):- كنت لأضع ابني في البداية .. هذا أمر بديهي لكل أم …صحيح ؟؟؟
عواطف(قطبت حاجبيها):- ألهذه الدرجة صرتِ تكرهين ابنتي التي ربيتها معي يا أختي ؟؟؟؟
مديحة(رمقت تشقق الجدار ثم أردفت بلؤم):- ابنتكِ حطمت كيان ابني بسببها هو يعاني كل هذه السنوات لذلك اعذريني أختي ، تعذيبها له حال بيني وبين كل المشاعر التي أكنها لها وصعب صعب أن تعود من جديد ، حبيبة خالتها مديحة
ميرنا(أغمضت عينيها بدموع):- ….آه
تمارا(سحبت نفسا عميقا):- … عواطف ، أعطيكِ نفس السؤال طالما قد أثر فيكِ هكذا ، هل ستؤذين حكيم لأجل حياة ابنتكِ ميرنا ؟
عواطف(نظرت لهما وأجابت بنفي):- لا …. لأن ما هو مكتوب عند الله لن أتدخل فيه أنا أو غيري ….لن أؤذي حكيم لأجلها
حكيم(بتأثر):- خالتي ؟
مديحة(نظرت للجدار الذي تشقق ثم شعرت بالخجل):- أختي …
عواطف(ابتسمت بغبن):- لا بأس قد قلتِ الحقيقة فقط …انتهى
تمارا:- أي على مشاكل الأختين التي لا تنتهي ، يلا قد ظهرت ثالثة لتحاول كلتاكما سحب كفتها لها ، ستستمتعن ههه …سماااح
سماح(وهي تنظر لجمال):- قممم نعممم ؟؟؟
تمارا:- ههه ..تعرفين أنكِ اقترفتِ ذنبا عظيما في حق ابن زوجك ، اتهمته بتهم باطلة وزجيتِ به في السجن لكي لا يأخذ نصيبه في الميراث ، افتريتِ
عليه بسبب الغيرة والحسد لذلك …متوقع أن يكن لكِ كرها عظيما
سماح:- …أعلم ذلك
نبيلة:- ما الذي اقترفته يا سماااااح ؟
سماح(هزت رأسها):- ليس وقت محاسبتك عمتي ، دعيها على الله
تمارا:- … هل سبق وفكرتِ بالتخلص منه بصفة نهائية ، قتله ؟
جمال(اهتزت حنجرته بثقل ليفلت عن ضحكة مجلجلة):- هههههنننن تفعلها أمي سماح لكي تتخلص من إزعاجاتي المتواصلة
سماح(قطبت حاجبيها):- فكرت … لكنني تراجعت لأنني لم أستطع التفريط به ، رغما عني تعلقت به ونشأت له مشاعر بداخل أعماقي …
تمارا(نظرت للجدار الذي تشقق):- جواب صادق ، ما رأيك جمال ؟
جمال:- علي الطلاق هذا الجدار كاذب ، قولي يا سموحة لن أغضب كنتِ لتفرطين صح ؟
سماح(نظرت إليه بغبن):- لا ….قلت لك لااااا ألا تفهم
تمارا(أغمضت عينيها):- جمال … ألم تفكر بالانتقام منها لأنها كانت سببا في تدمير حياتك ؟
جمال(مسح على صدره بغرور وهو يناظر عيونها):- فكر الجمال بذلك ، لن أنكر قررت بعد خروجي من السجن أن أجيء لعتبتها فأصب البنزين وأحرق أم المنزل الذي جعلها تنفر مني وتدمر حياتي .. لكن …أنا لست بقاتل أمه
ريتال(صغرت عينيها فيه):- امممم
سماح(بدموع ناظرته):- …سامحني
جمال:- لا …لن أسامحكِ ما حييت
تمارا:- تشقق الجدار إذن كلامك صادق ، يلا لتكون الرحمة رفيقتكم …
ريتال الخطيب … أنتِ الوريثة الشرعية والوحيدة لميراث عائلتكم ، ظهر هذا الولد مؤخرا ليحشر نفسه وسطكم على أنه وريث شرعي أيضا … هل جاء على بالكِ أن تتخلصي منه ؟
جاهدة(قاطعتها):- سوف يحصل ذلك فلا أحد يأخذ ميراث أولادي باردااااااا هكذااااااا
تمارا(ابتسمت):- حررتكِ للمشاهدة وليس للمقاطعة
جاهدة:- ذلك الشأن يخصني قبل أن يخص حفيدتي وريثة عائلتنا الوحيدة
تمارا:- دوركِ سيحين بعد قليل ، لنكمل مع ريتال
جاهدة(بحدة):- سنتحاسب لاحقا على تواجدكِ في هذه الأمكنة
ريتال:- نتحاسب فأنا اندهشت لوجودكِ أيضاااا
تمارا:- نعود للسؤال يا ريتال
ريتال(حولت عينيها):- أجل فكرت بأن أنفيه بعيدا عن الوطن …لكي لا يشوه صورة عائلتنا بطريقته السوقية لكن … شيء ما جعلني أتوقف لأمنحه فرصة
جمال(ابتسم):- يا جمال العيون والفرص النابعة من تلك العيون …أييي
ريتال:- اخجل من نفسك أنا متزوجة …وائل ألن تقول شيئا ؟
وائل(هز رأسه):- ..لارد …
ميار:- هه شكل ابن عمتها يرمي عينه عليها لكن وائلنا غير مكترث
حكيم(عقد حاجبيه):- حقا ؟؟؟
تمارا:- لكن لجاهدة رأي آخر ، هي لا تفكر بالنفي من البلد هي تفكر بالنفي نحو الآخرة صح ؟
جاهدة(نظرت للجميع ثم إليه):- …ليس سرا
تمارا:- لكن الأسرار التي تخفينها لا تتعلق بهذا الحفيد المشترك مع الراجيين ، بل بالألاعيب التي تقومين بها قصد الاستيلاء على أملاكها ..شركاتها تحديدا
جاهدة:- هذا عملنا والمنافسة فيه بلا قيود
تمارا:- المنافسة شيء ، ومحاولة اللعب خلف الكواليس شيء آخر … ألديكِ اعتراف تعطينه لأصحاب الشركتين دابليو إر والراجي فاميلي ؟
جاهدة(زفرت نفسا عميقا):- … أجل يوجد لن أبقي على أي اسم منهما ، سأستولي على الشركتين وأضمهما لإمبراطورية الخطيب … هذا نذر علي تنفيذه
ضرغام:- ههه هل أنتِ تحلمين يا جاهدة ، هل ضرب هواء البلدة بصلات مخكِ الثقيل ؟؟؟
جاهدة:- الله على السيد ضرغام ، ماذا هل ستتفرعن علينا الآن بعد عودة أولادك الأموات الأحياء ….لا تفرح كثيرا يا رجل فالجميع ينفر منك صغيرا كان أم كبيراااا
ضرغام:- لن تتمكني من شحن الأعصاب في رأسي لأنني متمكن الآن …لذلك لا تحاولي العبث بشركة أولادي مفهوم ؟
شهاب(بعصبية):- أسطر على مفهوووم يا ست جاهدة الخطيب
طارق:- أما عن شركات الراجي ، فحلمة أذن الفيل أقرب إليكِ ، …هاا وإن لم تجدي فيلا بالقرب يمكنكِ النظر إلى أقربائكِ غالبا ستجدين أحدهم
جمال:- احم ….تقول الإحصائيات أننا أبناء عمومة ، يعني إخوة وعيب أن يقوم الإخوة برشق بعضهم بالكلمات المبطنة
طارق:- من يشعر أن الكلام عليه فإذن هو كذلك يا عزيزي ابن العم الزائد
تمارا:- لنقل أن جاهدة مصابة بالجشع ، بأنها تكره كلا العائلتين منذ أجيال وأجيال لكن …ما السبب خلف ذلك الكره ؟ ..أكان بسبب عبد النور الراجي أم بسبب ضرغام رشواااان ؟؟؟؟
مديحة(رفعت حاجبها):- عبد النور زووووووجي …ما علاقته بهذه ؟؟؟
ضرغام:- الآخر ميت لكنني ما زلت حيا ما الذي فعلته بكِ يا امرأة ، أذكر أنني كنت مع رابح على وفاق لدرجة أننا زوجنا أحفادنا لكي تنتهي حقبة الحروب …ما الذي حدث ؟
جاهدة(مصت شفتيها لتنظر لتمارا):- …لا يمكنكِ إجباري على البوح
تمارا:- إنها منصة الاعتراف
جاهدة:- لا يهمني أمر ابنة الراجيين إن شاء الله تؤسر هناك عمرا بأكمله ذلك لا يعنيني ، سآخذ حفيدتي وأرحل
جمال:- مجددا تنساني تيتا يلا ربما ذلك راجع لتقدمها في العمر ههه
تمارا:- جاهدة الخطيب ، العداد يمر ….بسبب من تكنين هذا الكره ؟
ريتال:- تحدثي يا جدتي ، لا مفر من الجواب
جاهدة(زمت شفتيها):- … عبد النور
مديحة:- هئئئئئئئئ ؟؟؟
حكيم:- واووو حتى أبي
ميار:- أيووووووووون على العم الشريف العفيف الذي لم يكن يتحرش بخيال شجرة ..كخخخخ
طارق(ضرب كفا بآخر):- والله كان ذو سيرة طيبة الوحيد الذي لم نفقد فيه الأمل لكن اتضح أن النساء لا تترك رجلا دون ذكريات قديمة ..ها يا خالة ماذا فعل عمي البريء المعصوم من آثام عائلتنا ؟؟؟؟؟
جاهدة(بنظرة عميقة):- كان رجلا متدينا منذ شبابه حتى مشيبه .. عبد النور كان مثالا للرجل الناضج والمثالي لأي امرأة تريد الاستقرار مع سند لها في الحياة … لقد وجدته زوجا مناسبا لامرأة مثلي ، شخصية عملية ستجد فيه الدعم لكي تحافظ على إرث العائلة …،، لكن سليم الراجي كان شخصية طاغية وبسبب طيبة عبد النور تمكن من السيطرة على حياته وتسييرها كاللعبة ، هذا ما ضايقني وحاولت أن أفتح بصيرته وعرضت عليه الزواج ، لكنه بكل أدب أخبرني أنه سيتزوج من ابنة عمه … وهذا ما لم أستطع هضمه لأنه لا يمكن لأحد أن يرفض الزواج من جاهدة الخطيب بقدرها ، لكن عبد النور فعلها مما جرح غروري وجعلني أفكر بالانتقام لكرامتي المهدورة بسببه …، لم يتوقف الموضوع عند هذه النقطة فلقد أخبر سليم بعرضي وهذا الأخير تقاسم السر مع أخيه مختار الذي عربد في بلدتنا كلها شبرا شبرا بفضيحتي ، لقد شوه اسم عائلتي مما اضطرني لأكذب الأمر بزواجي من رابح الخطيب ، ابن عمي الذي ضربني في ليلة زواجنا كوني لطخت اسم العائلة وأعطيت للناس علكة ليمضغوها …. أما عن آل رشوان المحترمين فلم يتركوا الأمر عند هذا الحد ، لأنه كان لهم صيتهم أيضا فقد ضخموا الخبر في عزائمهم مع كبار البلدة وزعماء الدولة .. حتى بات اسمنا مقترنا بالفضيحة المتداولة …هذا كله ما حصل مما جعلني أحقد على العائلتين ليومنا هذا فلقد تعبت حتى جعلت الجميع ينسى ما حصل ، لكنني لن أنسى ذلك حتى أقتص منهم واحدا بواحد …
تمارا:- لكن تشاء الأقدار ، أن يكون لكِ حفيد راجي وأن تكون حفيدتكِ زوجة رشواني …ما قولك ؟
جاهدة:- زواج ريتال من ابن رشوان كان بأمر من زوجي رابح ، لقد عارضته ولكن حكمه كان أقوى ….أما عن الحفيد الدخيل فلن أدعو على ابنتي الميتة لأنها وقعت في غرام راجي ، بل سأدعو على جيناتي التي لم أراها في أي طبع من طبع هذا الولد ، …..آآآآآآآآآي
جمال(يحك جبينه على كتفه ويهرب قائلا):- تيتا ، أي والله دمعت مقلي هههههههه كان عرضا جميلا ظننت أنني أشاهد شادية وهي تعترف لعبد الحليم حافظ في فيلم السراب ….
ميار:- لا يوجد للعندليب أي فيلم باسم السراب
جمال(يغمز له):- هسس هسس استر ما ستر الله …ههههههه
تمارا:- ما هذا ياااا …الجميع يجيب بصدق شكلكم تدربتم جيدا من الرهبة أنتظر بفارغ الصبر شخصا يكذب ، يلا ربما الشخص المقبل سيحاول …كاظم النابلسي اظهر يا غالي
فور خروجه من تلك الهالة تقدم مباشرة صوب الجدار الزجاجي ليضع يديه عليه وهو ينظر إليها بشكل غريب لم يسبق أن شهده أحد …اقتربت من الجدار لتضع يديها موضع يديه وتبتسم بدموع حارقة هامسة بالأسف
كاظم(بنبرة حزينة):- كسرتِ الظهر يا ابنة الراجي
ميرنا:- لا بأس ، يمكننا أن نعيد إصلاحه يا درع الدبابة
كاظم(تنهد عميقا ليهمس):- أظن أن الآه قد عادت لموطنها الآن … ههه عادت مع ابنتها ، لم يخب حدسي إطلاقاااا
ميسون(اقتربت ببطء):- عملاقي ؟
كاظم(التفت إليها ليرفعها عنده حاضنا إياها):- نفس الرائحة ، نفس المشاعر …أنتِ ابنتها حقاااا
ميسون:- لم تغضب مني ؟
كاظم(بتأثر):- تت أبدااا بل أنا سعيد
ميسون:- لماذا إذن أنت هنا ، هل اقترفت ذبنا ؟؟؟
كاظم(أنزلها لينظر صوب الجميع ثم للساحرة):- سنرى …
تمارا:- ماضيك مبهم ، علاقتك معهم جميعا عميقة وموطدة إنك صديق صدوق لهم كلهم … تحبهم من قلبك تساعدهم بضمير لا أحد ينكر أن جدار برلين كما يلقبونك حاضر في السراء والضراء ….لكن
ميار(هتف):- هااااه لكن …كنت دائما أشعر بأنه يخفي كوااارث خلف ذلك الطول الفاااارع
طارق:- وبين تلك العضلات أيضا يا ميار ، الآن سيكشف أمره
حكيم:- حبا بالله ما بالكما سقطتما بأفواهكما على الرجل ، كاظم دوما كان رجلا معنا الله الله
ميار:- في هذه معك حق
طارق:- طالما هو هنا أكيد سنفهم ما يخفيه خلف قناع الهزل خاصته …
تمارا:- أين تخفي والدتك يا كاظم ؟
تفاجأ الجميع بسؤالها حين شهقوا تباعا لينتقلوا بأعينهم بعدم تصديق بينها وبينه
ميار(أمسك على فمه):- أنظروووووا للألعبان ماذا كان يخفي خلف تهريجه ، هاه هاااه أرأيتم آخرة الثقة والله لو لم أرى لولا وهي تنجب صولي لقلت أنها خانت ليث مع أخيه شبلون المرحوم آآآآآخ ، الآن حتى سروالي الداخلي الذي كنت سأمنحه بعض الثقة سيغدر بي …
حكيم(بجدية):- انس الأمر فقد ماااااتت الثقة الآن يا ابن عمتي …
طارق(بتركيز في كل حرف):- أمه …..هذا ما لم نتوقعه بتاتاااااا
حكيم:- أكيد لديه سبب أكيد لديه تبرير لن نحكم عليه حتى نسمعه …
أنزل كاظم رأسه مغمضا عينيه ، حين رفعه ليجد الاستفهامات تملأ عيون أصدقائه ومعارفه بالفرد الواحد …استجمع شجاعته ليرمق فخرية بطرف عين ثم ينظر لتمارا مباشرة
كاظم:- ذلك شأني …
تمارا:- ههه …لا تقلقوا يا جماعة هو ليس راجيا ولا رشوانيا ولا نجيبيا ولا من آل الخطيب ، هو نابلسي أبا عن جد هذا غبار عنه صح يا سيد بشير النابلسي ؟
عمو بشير(ظهر من هالته):- …. كاااااظم ..، لا ترد على أي سؤال سمعتني لا أحد يمكنه أن يجبرك ، أيا كان ما تخفيه عنا وعني خاصة يبقى حريتك الشخصية
كاظم(نظر لميرنا):- هي يمكنها … ليس لدي شيء أخاف منه كانت ستُعرف الحقيقة يوما ما ، إلى متى سأخفي
عمو بشير(بعدم فهم):- لماذا سألتك عن أمك …. يعني ؟؟؟
كاظم(نظر لفخرية مرة أخرى ثم سحب نفسا عميقا):- …أمي امرأة عادية لا أحد يعرفها يعني ليست من المحيط كونوا مطمئنين … هي بعيدة بعيدة لدرجة النسيان ، أمي مصابة به وهي تعيش في مركز خاص لمرضى الزهايمر …
ميار(اقترب منه):-يسار صدري يأبى التصديق لا أدري لماذا ….
حكيم:- لماذااا لم تخبرنا بذلك، أتجد في الأمر سرا يجب إخفاااائه لماذا يا كاظم ؟
طارق(صغر عينيه):- الأمر لا يقف هنا فحسب …ماذا حصل لأمك ؟
كاظم:- عمي بشير رباني عندما كنت صغيرا ، الجميع عرف بأن والدي ميتين وأنني وحيد ابن أخيه ..
حكيم:- لكنه أخفى خبر بقائها على قيد الحياة لأجل حمايتها
ميار:- ممن ؟
كاظم(نظر للعم بشير ثم تأوه عميقا):- من العشيرة السوداء
وائل:- يتيم آخر يُتم رغم بقاء أحد أبويه على قيد الحياة …معضلة القرن
كاظم:- معك حق وائل … ذنبنا أننا حملنا آثام آبائنا على أكتافنا ..، هذا هو السر الذي أخفيه كي أحمي أمي ، المرأة لا تحتمل هي أصلا لا تتذكر أي شيء ، حتى ابنها الوحيد
ميرا:- آه يا كاظم الأمر محزن حقا ، لا تعبس هذا قدر كل واحد فينا
كاظم:- أجل…ها أيتها الساحرة هل من مزيد ؟
تمارا:- لم أشعر بالحماسة ، لذلك سأضفيها أنا بما أن سر أمك قد انكشف لننتقل لسر قلبك المغلق
كاظم(قطب حاجبيه):- إليكِ عن قلبي هو قلبي يا هذه هل سيبقى لكِ كي تقرري بشأنه ؟
تمارا:- عشق الرومينا مشهور بفرسانه الكثر ، لن نقول أنك منهم عيب لكنك تأثرت بها هل ستنكر ذلك ؟
كاظم( رمقهم بطرف عين ثم عاد ببصره صوب ميرنا):- لست أنكر
ميرنا(اهتزت حدقتها):- …لارد
تمارا:- هل هذا كان سببا في غض بصرك عن البحث عنها مؤخرا ؟
كاظم(برقت عيناه بقلق):- يعني …؟؟؟؟
تمارا:- هيا قد كنت متحمسا في البداية،تسافر وتعود وتتعاون مع ميار لأجل البحث عنها لكن مؤخرا …قد توقفت لماذا ؟
كاظم(ابتلع ريقه):- هكذا …. كان لدي أمل في عودتها إنما .، حينما تحدثت إلى فخرية ذات مرة قد جعلتني أتوقف
تمارا:- أجل هذا هو ما أبحث عنه ، فضح كل الأسرار همم ما علاقة ابنتي بهذا يا كاظم ، اشرح …
كاظم:- قبل أن تغضبوا مني أو من فخرية ، اسمعونا أولا لقد أبصرت المرأة كيفية عودة ميرنا وجعلتني أتوقف عندما عرفت أن حاميها سيقوم بإنقاذها ، كان يجب ألا أتدخل كي لا أخرب موازين القدر …وأيضا كي لا أتسبب بأذية وائل
وائل:- أذيتي …وما العلاقة ؟
كاظم(ابتلع ريقه):- … عندما أخذت ميرنا أنت والعم نزار وتعرضتم للهجوم من قبل الرجال المسلحين …. كنت موجودا هناك أيضا ، كنت متأهبا للتدخل لكنكم سيطرتم على الوضع واستطعتم الفرار منهم ، لكن ما لا تعرفونه هو …أنني من دللتهم على مكانكم
وائل(رفع حاجبيه بدهشة):- ماذا فعلت ؟؟؟؟؟
ميرنا:- لماذااااا ؟؟؟
كاظم:- لكي …لكي نستعيدكِ ميرنا قد كنتِ بلا حياة بسبب هذا المجرم ، لقد رأت فخرية كل شيء وأخبرتني بذلك واحدة بواحدة ولكنها لم تستطع التدخل كان يجب على الحامي التحرك في الوقت المناسب ، وأنا كان دوري هو ,,
وائل:- تعريضنا للخطر العويص …ههه فخرية ماذا اخترعتِ بعد ؟
فخرية:- لم أفعل شيئا كان للقدر رأي فيه
كاظم:- هذا كله
تمارا:- لا تظلموا المسكين قد كانت نيته حسنة ، تمام فخرية حرضته لكي يتصرف بهذا الشكل ولكنه جاء بالنفع ها هي ذي الرومينا قد تمكنت من تجاوز بعض الأشياء لن نقول كلها فالصدمات المتوالية لم تمنحها فرصة السلام الداخلي بعد
طارق:- لست أفهم شيئا ، ما علاقة هذا بذاك بتلك …ما كل هذه الفوضى ؟
حكيم:- هنالك حلقة ناقصة في الحكاية …فخرية أمي ، قولي ماذا حصل فكلام كاظم غير منطقي بصراحة فيه شيء ناقص
فخرية:- ما ينقصه هو معلومة صغيرة إن عرفتموها ستنهقون كالحمير وتلومون الولد ، علما أنني من أجبره على القيام بتلك الأشياء كي يتم إنقاذ الفتاة بشكل صحيح
وائل:- لم أشعر وكأنه متواطئ في ….مهلا مهلا ابنة عمك نورسي ؟؟؟
كاظم(أغمض عينيه):- …لآرد
ميار(قفز إليه):- اعترفت لك بمكانها قل قل أنهاااااا لم تفعل …قل أنك لم تكن تعرف وتركتها هنااااااااك ؟؟؟؟؟
كاظم(حرك رأسه بأسف):- …أخبرتني ….أخبرتني نورسي بكل شيء عندما علمت بأن غامي حي ولم يمت ..، لكنني حين هممت بالتحرك أوقفتني فخرية لأنني كنت سأخرب موازين ….
ميار(أمسكه من ياقته):- بلا موازين بلا قدور الله يرحم والديك ، ميرناااااا بحثنا عنها كل يوم كل ليلة سوية من حانة لأخرى من حفرة لأخرى ….كيف تجرأت على التكتم ؟؟؟؟؟
كاظم:- انشغلت بابنك أصلا يا ميار ، ما إن وجدته حتى تغاضيت عن الموضوع وتركته في أيدي القدر ، شأنك شأن طارق شأن كل واحد منكم فلا تعاتبني لأنني كنت أحترق بغبن كل لحظة منتظرا تحرك وائل لكي يرحمها من عذااااابها ذاك ، وها قد نجح لم يستطع أحدنا من فعلها سوااااااه
حكيم(رمق وائل بطرف عين):- … شكرا لأنك أعدتها
وائل:- واجبي …
ميار(أفلت ياقة كاظم):- يا زين ما عرفنا عنك كاظم ….وما خفي كان أعظم
تمارا:- ما خفي كان أعظم ، لنترك بقية أسراره حتى الحصة المقبلة ههه يمكنك التراجع عزيزي كاظم سنستقبل عمك طالما قد تشقق الجدار
عمو بشير:- هممم
تمارا:- معلوماتك عميقة ، أنت دهليز يحمل في جعبته أسرار كل واحد من هؤلاء المتواجدين بيننا … لكن لا أحد يعرف جميع أسرارك .. امم ربما ليس صحيحا هنالك أشياء تخفى عنك ، مثل موقع ابنتك التي اختطفها حيدر مؤخرا وهي محتجزة عنده ..حيدر الأغلبية لا يعرفون من يكون حسبما يشاع كان حبيبها الأول عندما تدخل ميار في الخط وسحبها منه لكي يغويها فتحمل وتنجب منه طفلا معاقا … متواجد هنا على فكرة لكننا لن نستدعيه حتى نكمل فقرتنا مع حضرة اللواء
عمو بشير:- ماذا تريدين ؟
تمارا:- كشف الحقيقة للجميع …هل تتفضل أم أتفضل مشكورة ؟
عمو بشير:- لقد … لقد كنت أنا …الرجل ذو القبعة الذي كان يرعى غامي في دار الأيتام ..
ميار(رفع حاجبيه بصدمة):- أفندم ؟؟؟؟؟؟؟؟
كاظم:- لم تفعلها يا عمي بفففف
ميار:- هل كنت تعلم أن ابني حي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمو بشير:- حميت حفيدي من أب مجرم ومن حيدر الكلب ومن ابنتي الساقطة أيضا ….أردت له حياة سليمة بعيدة عن عالمنا السوداوي والمافيا التي تنتظر دفق بحر الدماء في حياتنا .، لقد فعلت الصواب
ميار(هدر فيه بعصبية):- لقد حرمت أباااااااا من ابنه ، حرمت طفلا من أبييييييييه من أين جئت بهذه الجرأة ، ابنتتتتتك من لحمك ودمك حرمتها من ولدهاااااااا كيييييييفففف؟؟؟؟؟؟
عمو بشير:- مهما كان اعتراضك فهو صائب ، لكنني فعلت ذلك لأجل حفيدي فهذا واجبي
ميار:- سألعن أم واجباتك التي تغرس أنيابها في حياتنا المنكوحة …ما فعلللللللته لا يغتفر ليس لديك حق ليس لديك حق لأن لديه أب على وجه هذه الدنياااااااااا ، وهو أنااااااااااااا
عمو بشير:- غضبك منطقي وخوفي عليه أيضا منطقي ، لو كنت مكاني لفعلت نفس الشيء
ميار:- طيب لنقل أنك تكرهني أنني مجرم في نظرك أنني أب ملعون بستة وسبعين ألف لعنة ..، ماذا عن ابنتك كيف استطعت فطر قلبها على ضناها بتلك السهولة ؟
عمو بشير:-هيييه أرى أن ابنتي قد تجاوزت ابنها بآلاف الأشواط في روما ، لذلك لا أجد الحزن في محطة من محطات نجاحها المهني الساااافل
ميار:- غضبك منها أمر يخصك لذلك لا تقحم طفلي في الموضوع
عمو بشير:- لماذا أنت بائس هكذا ، لماذا تهتم بمشاعرها ها هي قد عرفت ها هي قد رأته ماذا فعلت عجبااااا هل عانقته هل شمت رائحته هل احتضنته مرة واحدة في حياتها …حتى لم تطل النظر إليه سرعان ما هربت بعد أن عرفت بإعاقته وتركته لك ، تخلت عنه بسهولة …فعن أي أم تتحدث يا ميار حبا بالله لا تزد المواجع فأنا أحفظ ابنتي عن ظهر قلب كانت لتتبرأ منه سواء كان رضيعا أم طفلا في العاشرة
ميار(تنفس بصوت مرتفع):- هذااااااااا لا يعطيك الحق يا بشير الناااااااابلسي ، ذللللللللك الولد منيييييييييي ، يعني ليييييييييي وأنا لا أطيق أحدا يحاول التدخل في أملاكي الشخصيييييية ….لقد أخطأت أيها الجد أخطأت بشكل فااااااااادح
عمو بشير:- ماذا هل ستنتقم مني ، هل ستبعث شرذمة رجالك لبيتي كي يكسروه أم ماذا ستفعل ؟
ميار:- ههه كان ذلك في الماضي أما الآن فقد تعلمت كيف أحارب في الصميم ، حفيدك الذي كافحت لأجل إخفائه كل هذه السنوات من اللحظة أحرمك منه ومن التقرب منه بالمرة ….
عمو بشير:- أنت تمزح ، الولد يحبني ومتعلق بي أنا متأكد ما إن تفتح هذه الساحرة تلك الهالة سيركض ليقفز بأحضاني … ماذا تقول يااااا ؟
ميار(بحدة):- أقول ما سمعته … انتهى الأمر
عمو بشير(سحب نفسا عميقا):- ….. ستندم على ذلك …
تمارا:- حتى أنت ستندم على كذبك وخداعك له يا بشير … هل ننتقل للسر الآخر ؟
عمو بشير(استدار إليها لينتقل إلى نزار):- …لآرد
عمو نزار:- أرى أن نترك بعضها للمرة المقبلة لا يجوز كل شيء دفعة واحدة ، ماذا هل هذا يوم الحساب أكيد ليس كذلك فالمعركة ما زالت في أوجها أيتها التمارا ، ما رأيكِ ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 01:47 AM   #1078

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

تمارا(فهمتهما):- ….ميار …. اقترب يا عزيزي حان وقت سؤالك فقد حان دورك ، أخبرني ابنك رامي الذي تدافع عنه بضراوة منذ أن وجدته ، هل قمت بتحليل أبوة له ؟
ميار:- لا يحتاج الأمر لتحليل أبوة ذلك الطفل طفلي …
تمارا:- متأكد ؟
ميار:- لماذا لا أتأكد إنه وحيدي من نورسي فلا تهذي على رأس أمي
تمارا:- هنالك شخص أريدك التعرف عليه …ربما الكيمياء بينكما ما زالت مرتبكة لكنني متأكدة أنكما ستجدان طريقة لتكونا صحبة ….اقترب يا رامي
استدار ميار حوله لينتظر ظهور ابنه غامي لكن ، حين تقدم شخص آخر من الخلف نحوه شعر بغرابة الموقف وبإحساس غريب مرفق بذلك المشهد …أما رامي فقد ارتفعت خفقات قلبه مع كل خطوة كان يخطوها صوبه ، شعر بالاختناق لكنه استمر بثبات خصوصا حين نظر إلى عيون بشير الذي أشاح بصره عنه عمدا ….
ميار(أشار خلفه):- أين هو ابني غامي ؟؟؟؟ هذا ما دخله فينااا أبفهم ؟
تمارا:- لا تستعجل ستفهم كل شيء بعد قليل …غامي
غامي(ركض من هالته بسرعة ليقفز بحضن العم بشير):- ددي ددي ديييييددي هههه اشتاق لك غامي لقد كنت عاقلا اسأل بابا مياغ
عمو بشير(عانقه بحنان):- حبيبي الصغير ، اشتاق لك جدك كثيرا
غامي:- آه ددي لقد تعغف غامي على الكثيغ من الأصدقاء والعائلة ولديه أعماام أعمام أعماااام بلا عدد ههه سأتلو عليك أسماءهم كلهم واحد واحد لقد حفظتهم أنا مجتهد
عمو بشير(تأوه عميقا):- ستفعل صغيري …
تمارا:- غامي …أين هو أبوك ؟
غامي:- هنا ألا تغاك الساحغة بابا مياغ ؟
ميار(بعدم فهم):- مهلا مهلا لماذا تركزين مع أولادي ، يعني وش غايتك مع الأطفال يا امرأة إليكِ عنهم …
تمارا:- هدئ من روعك ولا تخطئ كي لا أعاقبك فيمن تخشى عليهم من الألم ، هذا أولا أما ثانيا … راقب جيدا ملامح صغيرك أتجد فيها شبها لك ؟
ميار:- أكيد ، نفس الشعر نفس العينين نفس الملامح …تمام ملامحه مختلفة قليلا لكنه منيييييييي سمعتِ ؟؟؟
تمارا:- طالما تقول أنه منك فهو منك … هنيئا لك به …
ميار:- ماذا …هل انتهى دوري بهذه السهولة ؟؟؟
تمارا:- سأترك بطاقة الحسم آخر شيء يا فهيم ،.. أيها الولد ، لقد لاحظت أنك ترفض بضراوة أن يتم الكشف عن حقيقتك لكن يا صغيري هذا ليس مسلسلا كرتونيا يمكنك إنهائه بإقفال التلفاز …نحن في الواقع ولابد من المواجهة عاجلا كان أم آجلا
رامي(عدل نظاراته):- … أنا جاهز
تمارا:- أنت …
ميار(استوقفها بحركة يده)":- لحظة واحدة ، في كل سطر تصرين على إقحام هذا في كل جملة نصل إليها ، يعني ما العلاقة هاه لست أفهم ؟
تمارا:- ألم تفهم بعد ، منذ أن بدأنا وأنت تعربد بصوتك في كل حوار …. لكن لابد وأن للفهد لبؤة تستطيع ترويض حروفه ها يا ابنة المختار ، يا أخت أغلى الأحفاد .، هل لديكِ مداخلة ؟
خوري:- أغلى الأحفاد ههه وااااضح
تمارا:- لندع الحسابات آخر السطر …(قبلته في الهواء)مواااءح
جوزيت:- ابتعدي فقط عن صغاري ولكِ أن تخوضي في أي مسائل أخرى
تمارا:- أنتِ زوجة أب ، هل ستؤدين الدور كما يجب أم ستصبحين مثل الشريرات المشهورات في قصص الأطفال ؟
جوزيت:- أن أحب غامي ابن ميار ، يعني في البداية لم أستوعب الموضوع لكن حين جلست مع نفسي وفكرت قليلا وجدت أن حبيبي يستحق مني أن أدعمه وأكون على قدر المسئولية …يعني جوابي هو أنه لا توجد حساسية بيني وبين صغيره ، سأخلق علاقة بيننا وسيكون أخا كبيرا لإخوته …
تمارا:- الكلام على الورق مضيعة وقت … ماذا لو أعطى ميار كل المحبة لبكره ألن تشعري بالغيرة على ثمرة حبكما المزدوجة ، ماذا لو أهملهما ومنح كل قلبه ووقته للآخرين ؟
ميار(وهو يشتم تحت أنفه):- لولا العيبة والشيبة المحيطة بنا ، لولا مظهري الذي أحاول الحفاظ عليه أمام الجمهور الذي عرف بهويتي قبل قليل ، لكنتُ …..
حكيم(قاطع جملته):- لكنت نزعت سروالك الداخلي الآن لأنك فقدت الثقة في ما تختزنه تحته …
ميار(دار نصف دورة ليلتفت إليه):- والله ..هل حقا هذه الجملة نابعة منك يا ابن خالي صدمتني متى أصبحت سافلا هكذا ؟
حكيم(نظر لليندا بحقد):- أيُطرح هكذا سؤال لمن يتخرج من جامعة المجون ؟؟
ميار:- في هذه غلبتني ، لكن ما زلت لم أفهم إلى ما ترمي هذه العجووووز
جوزيت:- يكفي ميار ، لقد أعطيتها جوابها الذي أرادته وهو كالتالي …. أولاد ميار هم أولادي سواء مني أم من غيري
ميار(ابتسم لها بفخر):- هذه هي لبؤتي
تمارا(نظرت لرامي الذي عدل نظاراته):- …. ألديك ما تقوله ؟
رامي(اقترب من ميار):- بلا عنوان … أتعلم ما معنى هذا ؟
ميار(عقد حاجبيه):- ، ما هذا السؤال البليد بلا عنوان تعني شيئا بلا هوية ، بلا بداية ، بلا هدف أو قيمة
رامي(ابتسم بألم):- فعلا … بلا عنوان تعني شيئا مهمشا ، مشردا ، شيئا متخلى عنه .، يوازي اللقطاء الذين تلتقطهم الأزقة في الظلمات
ميار:- اللؤم ينبع من حروفك ، ماذا هنااااك لم توجه الكلام لي تحديدا ؟؟؟
رامي(تنفس عميقا لينظر حوله نحوهم جميعا وصولا إليه):-بلا عنوان ، كان هذا قدري .. حكاية طفل في العاشرة من عمره ، بدأ أول خطوات حياته بقلب رجل كبير ، رجل محروم من البكاء والتذمر وإنزال المخاط ، رجل يجب عليه أن يمشي بأدب وبشكل منظم ، أحاديثه تكون مختصرة أقرب إلى الخرس إن أمكن … رجل يرى ويسمع لكنه لا يتكلم ، يعني جماد حركي لكن بدون إثارة مشاكل … هذه نبذة عن الشخصية التي لا تحمل عنوانا في كتاب حياتها …، كلمة أبي لم يعرف لها صدى في حياته بل كانت مجرد ثلاثة حروف تكتب في خانة هويته المبهمة ، لماذا مبهمة لأنه كان ينتمي لبيت شخصية هامة في الأمن الدولي ، .. أما الأم فقد كانت محظورة الذكر لا من قريب ولا من بعيد ، فقد كان السؤال عنها لمرة واحدة سببا في مرضه أسبوعا بأكمله حين تلقى عقوبة في المبيت تحت المطر ليلة كاملة … أهاه ممن عوقب من معلمه الذي كان على رأسه منذ نعومة أظافره ، كلما اشتاق لحفنة حنان أعطاه أطنانا من القساوة والحزن لماذا لأنه أراده رجلا في عمره الصغير ، رجلا آليا بلا مشاعر بلا قلب بلا حناااان …. رجلا مجردا من الأحاسيس ذنبه الوحيد في هذا المصير هو أنه طفل مُتخلى عنه ، طفل ظن أنه لقيط أو أنه يتيم لكن ، مع مرور الأيام يكتشف أن والديه على قيد الحياة ، أنه ترعرع وحيدا بدونهما لأن لا أحد فيهما قادر على تحمل مسئولية ابنه الذي أنجبه نتيجة نزوة عابرة في فراش المتعة …أعتذر أعتذر لكلماتي التي لا تناسب عمري لكنها حتما تناسب حياتي الكبيرة التي ألزمني بها القدر اللعين ، لا أظن بأنني أطيل عليكم ، فلطالما أردت أن ألفظ هذه الكلمات وأنا أطالع وجوهكم ، ربما وجه أو اثنان أو حتى ثلاثة في هذه المجموعة الكارثية التي تدعي أنها عائلة بالتسمية لا غير ، ما علينا ,,,
أنا لا أنتظر شفقة ولا إحسانا من أحدكم أنا لم أعش طفولتي لم ألعب مثل بقية الأولاد لم أعش فترة صغري طفلا طبيعيا بل كانت ألعابي هي الكتب ذات الألف صفحة ، الألغاز المعقدة ، الكلمات المتقاطعة المصطفة على درج مكتبي واللغات الجديدة التي كلما بدأت ترجمتها وجدت كلمة عائلة أمام وجهي لأغوص فيها بمواجعي وألتهمها بؤسا وليس رغبة ، حتى أوقات فراغي لم أكن أحظى فيها إلا بالمزيد من الواجبات المنزلية ، علوم على رياضيات على ألف هم متراكم فوق بعضه … أما عائلتي قد كانت متكونة من مكتب وأباجورة على حافتها رأس كروي لم تعجبني يوما وكم رغبت بتحطيمها لكن الخوف أرهبني مما جعلني أتقبلها في حياتي كما تقبلت كل الأشياء التي أجبرت عليها ، فهمت بأنه إن رغبت بالنجاة من العقاب المتواصل بالواجبات اللامتناهية علي أن أكون مطيعا أن أكف عن طرح الأسئلة أن أقتنع بالحياة التي قرروها لأجلي ، أن أصبح رجلا صغيرا نقطة رجوع إلى السطر ….. بالفعل لقد نجوت هكذا حين بلغت السادسة من عمري ، استطعت أن أنفذ من بعض العقوبات ، استطعت أن أبني صداقة لأول مرة مع قطي محارب ، أسميته هكذا لأنه كاد يموت حين دهسه أحد حراسنا ولكنني اعتنيت به داويته لغاية ما استطاع المشي من جديد ، وقتها لقبته هكذا ههه …كنت أقضي معه مجمل أوقاتي كم سعدت لأنني بت أفضي له بأوجاعي التي لم أهمس بها لأحد في أي وقت ، كان محارب صديقي الذي استطاع فتح دفتر أسراري ، أوجاعي ، مخاوفي وحتى أفكاري …لم أكن أحسب أنه مجرد أداة لكي يقوموا باختباري ، ومعرفة ما يدور في رأسي كوني ولدا كتوما بعض الشيء ، استطاعوا أخذ كل ما يرغبون بمعرفته مني وقتلوه أمام نظري لأنني وثقت بحيوان ولم أثق بهم …. عندها جربت الفقد وعرفت ما معنى أن تخسر شيئا عزيزا عليك وأن تحرم منه ظلما وليس قدرا ، لقد قتلوه لأنه كان صديقي …، تلونت عيناي بالظلام رغبت بالانتقام رغبت بالهرب رغبت بالخروج من تلك الحفرة بأي شكل من الأشكال ، وقتها بدأت بالبحث عن أحد من أفراد عائلتي ، بدأت بالبحث الجاد كافحت لمدة سنتين وأنا أدعي الطاعة وأمثل الأدب وحسن التعامل ..أنفذ أوامرهم وأكسب ثقتهم وأنا في آن الوقت أحاول الوصول لأي معلومة تدلني على مكان عائلة والديْ ، أحدهما أيا كااااان المهم أي شخص ينتشلني من المحكمة التي أرابض فيها كل يوم ..، بالصدفة مر اسم على مسمعي في أحد الاجتماعات الخاصة التي كان يهيئها المربي خاصتي في غرفته ، كنت أتسلل لأحصل على أي معلومة وفعلا استطعت الحصول على اسم يتعلق بي ، اسم كان أملا كبيرا بالنسبة لي ، لذلك وبسرعة ركضت لغرفتي كتبته على ورقة وأخفيتها بعناية في حقيبتي المدرسية وقررت أن أقوم بالبحث في حاسوب الفصل لكي لا يتمكنوا من التجسس علي ، فعلا قمت بما خططت له وعثرت على مجموعة أفراد يحملون نفس الاسم العائلي استطعت الحصول على معلوماتهم وهنا جاءت المرحلة الحاسمة ، وهي المجازفة بذهابي إلى أحد تلك الأسماء ، المجازفة كانت تعني الخسارة أو الربح ..وأنا لم يكن لدي ما أخسره فعزمت أمري وكتبت العناوين في ورقة وتسللت من المدرسة وأنا في عمر الثامنة ، أعطيت أحد العناوين لسائق الأجرة الذي أخذني فعلا لقصر كبير به حراس كثر ، طلبت منهم إدخالي لكي أكلم صاحبة المكان لكنهم طردوني من أمام العتبة حتى قبل أن أتحدث …لم أتراجع بل عزمت على لقائها فلم أجازف بكل شيء لكي أعود خاوي الوفاض ، انتظرت أمام البوابة لساعات حتى مرت سيارة فارهة صاحبتها التي كانت تجلس في الخلف لم تستطع رؤية أي شيء سوى غرورها ، لذلك نهضت لأقف أمام السيارة لعلي ألفت نظرها فما وجدت منها إلا أن طلبت منهم إمدادي ببعض المال ظنا منها أنني أشحت أموالها ، يا ليتها سمعتني لعرفت أنني كنت أشحت مشاعرها ، رأفتها ، وحتى مساعدتها لي ،. مع الأسف الباب الأول تم إقفاله في وجهي لأن غرور صاحبته كان يحول بينها وبين رؤيتي فعدت والهزيمة رفيقتي ، تعرضت للتوبيخ وللعقاب ولكن ذلك لم يمنعني ففي اليوم التالي كان هدفي الذهاب للعنوان الموالي …
ميرا(عقدت حاجبيها حين ارتعش جسمها):- هذا الولد …..هذاااا ؟؟
شهاب:- ماذا تقولين ميرا ؟
ميرا(مسحت على كتفيها وهي تنظر إليه برهبة):- لالالالا يمكن …
رامي(تابع برباطة جأش):- صاحبة العنوان التالي حسنا لن ألومها لأنها كانت معمية على عينيها ، غائبة حاضرة تركض خلف مديرها من فندق لآخر لأنها أحبته ، … وصدقته بكل غباء يا ليتها قبلت بمحادثتي لكانت سمعتني وأنا أخبرها بأنه تحدث عنها بكل وقاحة وسوء لأحد أصدقائه حين نعتها بالعشيقة وبأنه لن يطلق زوجته أم توأمه وصاحبة الفضل في كونه مدير شركة لأجل فتاة رخيصة مثلها …، مع الأسف لم تمنحني فرصة لفتح حديث سرعان ما طردتني لأنها كانت مستعجلة للذهاب إلى شقة حبيبها ، يعني ليس لديها وقت لأمثالي ، ..، هنا شعرت باليأس يتسرب بقلبي فقد استغربت نساء هذه العائلة المشردة التي أبحث في تفاصيلها لأجد من يتبناني ويخرجني من أسري …. اليوم الثاني أيضا عدت يائسا لم أجني فيه سوى الواجبات المنزلية المتراكمة عقابا لي …
مديحة(عقدت حاجبيها):- لماذا أشعر وكأنه يتحدث عن ابنتي دعاء ؟؟؟
رامي(عدل نظاراته):- الشخصية الثالثة كانت مختلفة فقد سمعت لكنها لم تصغي فلقد كان غضبها أقوى منها ، مع الأسف لم تعطني فرصة للشرح فسرعان ما راحت تعارك أحدهم ناسية أن هنالك طفلا بحاجة ماسة لمساعدتها في بحثه المضني ، ركبت سيارتها ورحلت وأنا متأكد أنه ولغاية هذه اللحظة لم تكن تتذكرني …
نور(من خلف الهالة شهقت):- يااااا إلهي ….
رامي(ضحك بهزل):- نصل للشخص الرابع ، تمام كان محل حلويات يعني يمكنني أن أجد الجواب عندهم لا محالة ..دخلت مثل أي زبون وطلبت مخبوزة طازجة وبدأت الحديث مع السيدة التي كانت تعد المخبوزات ، اتضح أنها المساعدة لا غير ..، وحين سألت عن سيدات المكان أخبرتني أنهن في زيارة لابنتهن التي أنجبت مؤخرا من ابن عائلة مرموقة … طلبت منها العنوان لأنني أكون صديقا لابنتهم ، لم تكذب خبرا أعطتني عنوان البيت الذي ما إن وصلت إليه حتى شعرت بمشاعر غريبة غمرتني ، شعرت بالدفء حقااااا …بالشيء الذي يسمى بالانتماء العائلي ، لكن حين يتم صدك من أكثر الناس الذين تتلهف لضمة صدرهم فإنك تحزن ، تنجرح ، وتتألم بشكل عميق يشكل ندبة داخل روحك تبقى معك كل العمر ، تذكرك في كل فرصة تحن فيها إليهم بأنك طفل منبوذ …
نبيلة(عقدت حاجبيها ونظرت إلى البنات):- ….لارد
رامي:- طفل صغير ما الذي سيفعله في حفل عقيقة أعدت للحفيد الأول لابنتهم ، طلبت محادثة أي واحدة فيهن لكنهن كن مشغولات في التحضيرات ولم يمنحنني فرصة للاقتراب ، وكان الطرد بلباقة من نصيبي من جديد …علمت أن الأمر لم يكن سهلا لكن ليس لدرجة النبذ والرفض …ليسمعني أحدهم ليشعر بي أي شخص ، ليفهمني واحد منكم أرجوكم ….كانت هي ، هي التي وقفت أمامي لحظة مغادرتي لتسألني عن غايتي …رفعت نظري لعينيها العسليتين فشعر قلبي بالأمومة التي لم يسبق أن فهمتها يوما ، رغبت بالقفز في حضنها رغم أنني لا أعرفها أصلا …لكنني شعرت بأنها مني بأنني أنتمي إليها بشكل ما …، انحنت إلى مستواي وهي تكرر سؤالها في حاجتي وفي ما إذا كانت قادرة على مساعدتي ، تلكأت الحروف بجوفي وشعرت بأن العالم يتوقف ، لقد كانت الفرصة مثالية أمامي للبوح لها للصراخ في وجهها بأنني ضائع ، بأنني ولد محتاج لحضن عائلة بأنني أريد أن أتأكد إن كنت منهم أم لا لكي يضموني إليهم …لكن جاء صديقها الذي جعلني أسعل باختناق …
ميرنا(دمعت عيناها حين سقطت على ركبها وهي تتذكره):- إنه هو ….
رامي(اقترب منها):- …أرى أن الذكريات تعود ..، لنقل أنها استطاعت رؤيتي حتى وإن كانت تعد من عائلتي ، لكن ماذا عنك ….ألم تستطع أن تشعر بأنني منك ؟؟؟؟؟؟؟….ألم يخفق قلبك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(فتحت فمها لتنظر إليه حين تراجع للخلف):- لالالا …لا …لالالالا ليس هكذاااااااااا ……لا
ميار(عقد حاجبيه حين عاد برأسه للخلف):- مهلا …هل تحدثني ؟؟؟؟
رامي(يتحدث بين أسنانه):- …. ظل ينتحل في شخصية أخيه لكنه نسي أن ينتحل شخصيته الحقيقية أمامي ، سحب الأمل مني ورحل ….يقولون أن الآباء يملكون أيضا قلوبا حساسة لكن مالي لم أجد ذلك عند الرجل الذي أنجبني ؟؟؟؟؟؟؟؟
تمارا(ابتسمت):- تابع ، قد ارتفع الحماس الآن …
رامي(تحرك ليقف قبالته ، ثبت نظاراته وكتف يديه):- …. قلت لأعطيه فرصة أخرى ، لأكسب الوقت ، طالما صرت أعرف البيت سأراقب لغاية ما يحين الوقت وأواجهه من جديد …. أو أكلم الفتاة اللطيفة مرة أخرى ، مع الأسف الرياح هاجمت سفني فحكم علي المربي خاصتي نظرا لهروبي المتكرر من الفصل بالدراسة في المنزل …كان ذلك عقابا صارما في حقي مما جعلني أتمرد وأعلن العصيان من فرط أعصابي ، لقد كدت أصل لكنهم لم يسمعوني ولذلك أنا مستعد للعودة مرة وعشرة حتى يعترفوا بي ويساعدوني ، وعليه قضيت عقوبتي في المنزل وأقنعت المربي بأنني تبت عن تلك الأفعال وبأنني لن أهرب من مدرستي مجددا ، لكنني نكثت بوعدي حين هرعت للبيت مرة أخرى ومن حسن حظي وجدته مقبلا على الرحيل حين قفزت بجواره في السيارة بكل جرأة ، لم أفكر مرتين بل صعدت وأنا مقتنع تماما بأنني سأنزل منتصرا منها …
ميار(عقد حاجبيه مرة أخرى وهو يميل برأسه):- لقد ….طردته هئء ؟؟؟؟؟؟؟
رامي:- بكل برودة وصلف طلب مني النزول من سيارته …ههه حتى لم يعطني الحق في التحدث ……
~ رامي يتذكر ~
ميار(عبر هاتفه):- اسمعني يا رشيد ، ذلك الحكيم سوف تتقفى أثره ولن يغيب ناظرك عنه …حاليا هو في قصره القديم مع فخرية وشاهيناز .، استغل ثغرة هذه الحمقاء وقم بإغوائها لتخبرنا عن أفكاره النيرة …أعتمد عليك ، حاليا أنا بجوار بيت العائلة اجعلهم يحبسون إياد في العمل لغاية مغادرتي … هيا ….
رامي(قفز بجواره):- عماه …أنا أحتاج لمساعدتك أنا …
ميار(أشعل سيجارة):- أنت ماذا …كيف تجرؤ على الصعود إلى سيارتي بلا إذن ، بل كيف تجرؤ على مخاطبتي أصلا من تكون يا هذااااا ؟؟؟
رامي(بعيون لاهثة):- لا أعرف ما العلاقة التي تربطنا لكن …لكنني أعتقد بأنني ابنك
ميار(فتح عينيه ليخرج قنينة خمره من جيب سيارته مطلقا ضحكة مجلجلة):- هههههههههه …ابني …اسم الله عليكم يا حبايبي من أي فيلم تخرجون ، يعني كل واحد يقفز بسيارة رجل ويقول أنه ابنه سيأخذه بالأحضان ، يعني ماذا تريد من الأخير نقود ، طعاااام …عمل ،، أخبرني فنظرا لجرأتك الزائدة وطموحك الكبير سأتغاضى عن وقاحتك وأمد لك يد العون هيا أخبرني ماذا تريد ؟
رامي(دمعت عيناه بتأثر):- أنا ربما أكون ابنك ، ربما أنت والدي هلا ساعدتني في التأكد من ذلك ؟
ميار(أعاد القنينة مكانها ومسح يديه ليترجل من سيارته):- هههه أساعدك يخويا وماله ، لحظة لحظة لن تتحرك من محلك سأنزل بنفسي وأفتح الباب لك ، هكذاااااا …هكذااااا أيون هلا تفضلت قليلا هكذا أجل أجل هكذا بالضبط ، يلا حبيبي عد لمنزلك وشاهد مسلسلك الكرتوني ولا تتطفل على سيارات الآخرين بجرأة هكذا ، قد تسقط في أيدي سفاح يفصلك على سبعين قطعة
رامي(بانفعال):- ألا تسمعنييييييي ؟
ميار(أخرجه من ذراعه):- هيا هيا لن أنشغل بشرذمة المتسولين الآن ، ماذا تحسبون أنفسكم ياااا…العتب على من يرعاكم طالما لا يستطيع أهلكم تربيتكم لماذا ينجبونككم الله الله
رامي(التصق بباب السيارة وكله رجاء):- اسمعني من فضلك أنا بحاجة لمساعدتك ، ألا تفهمني ربما أكون ابنك هل ستتخلى عني ؟
ميار(تأفف بنفاذ صبر):- تخليت ساااااااابقا وانتهى الأمر هلا تركت الباب إنها سيارة جديدة …ابتعد من هنا لا تجعلني أتصرف بطريقة سيئة
رامي(عقد حاجبيه):- أيمكنك أن تمنحني فرصة ، ليس لدي إثبات لكنني متأكد من أن هذا البيت بيت عائلتي وأنك ربما تكون أبي ، صراحة لست متأكدا من من ….اففف سمعتهم يقولون أن والدي منكم ولأنه لا يوجد رجال كثر في المنزل لم أجد سواك ، ثم ثم نحن نشبه بعضنا ألا ترى ؟
ميار(تثاءب وهو يحول عينيه):- نفذ وقتك على فكرة …هل ستبتعد أم أجعلك تفعل بثنية ذراعي ؟
رامي(تراجع ببؤس):- ماذا لو كنت ابنك هل ستتخلى عني هكذا ؟
ميار:- أنا ليس لدي أولاد ، لا يهمني أمرك ولا مشكلتك مع عائلتك لأنه لدي أمور أهم بكثير لأضيع فيها وقتي …انتهينا
رامي(وقف أمام السيارة قبل أن يقلع):- اهئ أرجووووك ….اسمعني من فضلك أنا أرجوووووك ، ساعدني ربما تكون أبيييييييي ربما أنا ابببببببببنك اسمعني أنقذنيييييييييي ….اهئ أرجووووووووك أرجوووك سيدي
ميار(فرقع رقبته وهو يضغط على بوق السيارة):- ابتعد ابتعدددددددددد وإلا دهسسسسسستك
رامي(بانفعال ضرب على سطح السيارة):- لن أذهب ستسمعني أنت مجبررررر مجبررررررر
ميار(ضغط على البنزين حين عاد بالسيارة للخلف بسرعة جعلت رامي يسقط أرضا):- تبااااا لهذا الويل الملتصق جعل مزاجي سيئاااا ، سحقااا لمن ينجبكم ويلقي بكم في الشواااارع
رامي(وجهه في الأرض):- ….ربما …ربما تكون أبي …اهئئئ ألا تسمعني أرجووووك …اهئ ….
ظل وجهه ممرغا في التراب حين استجمع نفسه لينهض وهو يمسح على فمه الملطخ بالدموع والأتربة …نظر نظرة سوداوية خلف الغبار الذي خلفته سيارة ميار ، لينتقل ببصره نحو بيت الراجي ليهمس بكل قسوة وحقد
رامي:- سيأتي يوم تبحثون فيه عني لكنكم لن تجدونني …وإن حدث ذلك بالصدفة صدقوني ، لا يمكنكم استعادة كينونتي المذبوحة تحت أي ظرف كان …
ميار(يحرك رأسه بعدم تصديق لينظر صوب حكيم مشيرا نحوه):- هههه … لا لا بالتأكيد هنالك خطأ ، أنا لا أتذكر شيئا كهذااااا ، إيااااااااد هل هل كنت أنت من وااااجهه ؟؟؟؟؟
إياد(باستهزاء):- كأن القدر استجاب لأدعيتي وبدأ حسابك باكرا يا أخي
ميار:- حبا بالله أجبني ، هل أنت من واجهه لأنني لأنني لسسسسسست أنااااااا مستحيييييييييييييل
إياد(كتف يديه):- الواضح أنك كنت أنت بشخصيتك الطائشة والمستهترة ، شخصيتك المستفزة التي تكسر كل جميل من حولها …أنظر لما صنعته يا أخي أنظر لإنجازك العظييييييييم …تصفيقاتي الحارة لك يا طفل ، أقر لك بشجاعتك وصمودك
جوزيت:- مياااااااار ؟؟؟؟
حكيم(اقترب منه):- اهدأ اهدأ …لابد وأن هنالك تفسيراااااااا
ميار(بجنون):- أييييييييي تفسييييييييييير بعد هل سمعتتتتتتتته ؟؟؟؟؟؟
حكيم(بأسف):- هفففف …سمعت
ميسون(عضت شفتيها):- اسمه رامي ميار نجيب…يعني هو ابن عمو مياااار ؟؟؟
غامي:- هئئئ أنا غامي مياغ نجيب
رامي(ضحك بهزل):- وللأسف لم أتأكد من ذلك إلا مؤخراااا جدا لقد عشت ما تبقى في شكوك بين التصديق والتكذيب ، رامي ميار نجيب ، اسم حفظته عن ظهر قلب كررته في فراشي كل ليلة كل صباح ، كل لحظة يشعر قلبي فيها بالرغبة للمحاولة من جديد فأتراجع لأنه لا يمكن استماتة شخص ينبذك أصلا …. فالصفعة التي تلقيتها بعد عودتي يومها كانت كافية لتجعلني أصرف نظرا ، ليس ألما من الضربة بل وجعا من الخيبة والخذلان ….
عمو بشير(يتحدث بين أسنانه):- لا وجووووود لشخص اسمه ميار نجيب ، ليس واااااااالدك ليس له امرأة في حياته أصصصصصصلا
رامي:- سمعتتتتتتتك تقول للعم أمجد بأنه لن يحلم برؤية طفله ، أنت لست مجرد معلم لي لست مجرد مربي أنت جديييييييييييييي ….جدي جديييييييييي
عمو بشير(دفعه ليلصقه بالجدار):- لسسسسست جدك لا تمت لي بأي صلة ، أنا أشفقت علييييييك التقطتك من الشوارع ورعيتك لكي تصبح رجلا له كلمته في هذه الحياة ، متعلما مثقفااااا ذو اسم كبييييير ….أنت مجرد نكرة وهبتك بيتا ومستقبلا سمعت ؟؟؟؟؟؟؟؟
رامي(صدقه):- …ولكن …
عمو بشير(أفلت ياقة الصغير):- إن سمعت بأنك لاحقت هذا الوهم مرة أخرى سوف لن أكتفي بحبسك ، سوف أجعلك منفيا في جزيرة نائية لا يصلها إنس ولا جاااان …
رامي:- ….لارد
عمو بشير:- ثم فرضا كنت منتميا إليهم ، هل سمعك أحدهم هل منحوك فرصة أكيييد لا لأنه ليس لديهم حفيد بعمرك أصلا … وماذا عن الأب الذي تعتقد بأنه سيحميك هل أعطاك فرصة لتخبره بشأنكما ، بالتأكيد لم يفعل فطيشه يغلب عقله وتفكيره …لذلك انس الفكرة وعد لصوابك قبل أن تجعلني أعيدك إلى أيام العقاب المتواصل …..هااا ماذا قررت ؟
رامي(رفع ذقنه بإباء بارد):- …. موافق … تم نسيان الأمر سيدي
عمو بشير(ابتسم):- هذا هو عميلي النجيب ، انصرف الآن
رامي:- متى سأعرف بقية اسمي العائلي ؟
عمو بشير:- حاليا أنت رامي النابلسي ، ستبقى كذلك لحين ما آمر بالتغيير انتهيناااااااا
ميار(نظر إلى عمو بشير بعدم فهم):- لماذا فعلت …لماذاااا يا بشير تدخلت في قدري أنا وطفلي ، لمااااااااااذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمو بشير:- طفلك غامي أمامك ألا تراه ، هذا ليس حفيدك إنه مخطئ
ميار:- يكفييييييييييييييييي …يكفيييييييييييي تلاعبا يكفيييييييييييي من منهمااااااااااااااااااااا اا ابنييييييييييييييي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تمارا:- هششش …هذا المقطع سيكون خاتمة فقرتك ، الآن أنظر لكلا الطفلين إلى أين يميل قلبك ، من منهما ستختار ؟
ميار(عقد حاجبيه):- عفوااااااااا ….أختار ماذااااااااا ، ثم ثم ….أنت لماذاااا لماذاااااااا لم لم تحاول مرة أخرى معي ، لكنت لكنت سمعتك وو
رامي(رفع يده مقاطعا إياه):- فات الأوان
ميار(نزل على ركبه بفشل لاهث):- ابني ؟؟؟؟؟
رامي(بجمود قلب):- …. لن تفرق معي أبوتك المستيقظة بعد فوات الأوان ، هذا من جانب أما من جانب آخر ..، لم أبح بالأمر لكي أستميل مشاعرك المستهلكة بل لكي نضع النقاط على الحروف
ميار(مد ذراعيه):- ابنييييي ….أنت …أنت ابني ؟؟؟؟؟؟
رامي(بدون حياة):- ….لآرد
ميار(انهمرت دموع من مقلتيه):- أنا ….أناااا أعتذر منك لأنني لم أصدقك ، أعتذر لأنني تخليت عنك ، لأنني لم أسمعك …ساااااااااامحني يا بني سااااامحني رااااااااامي
رامي:- …لآرد
ميار(زحف على ركبه ليصل لمستواه):- راااامي ميار نجيب ، أبووووك يعتذر منك ههه …لم أصصصدق لقد كانت ظروفي س…..
رامي(مال برأسه):- أتجد على ملامحي شيئا من الإصغاء لاء ، إذن لا تستهلك طاقتك عبثا لأنك ولو ظللت تعتذر مني سنتين بأكملهما ما سامحتك
ميار(بحرارة الألم يضرب على صدره):- لمممممممممممم أكن أعررررررررررررررررف
رامي(بانفعال هدر في وجهه):- لكنني أخبرررررررررررتك ولم تصدقني
ميار(بصراخ):- لقد أخذوووووووووك مني ألآلالالالالالا تفهم ؟؟؟
رامي:- كنت حااااااااااول لأجلييييييييييي ، كنت اشعر بييييييييي حين كنت بجواااااااااااااارك ….لن أساااااااااااااااااامحك مهما فعللللللللللللت يا مياااااااااااااار
ميار:- أبيييييييييييييييييييي…ن� �دينييييييييييي أبيييييييييييي وليس ميار
رامي:- لن تسمعهااااااااااااا مني ….الأب الذي كنت أتلهف لمناداته مااااااات في نظري حين دعك فرامل سيارته ورحل من أماميييييييييي ، أبيييييييييييييييي الذي ترك وجهي ممرغا في التراب وراح يلاحق الأوهااااااااااام تاركا خلفه طفلا في أمس الحاجة لحضنه ….هههه أبي ذااااااااك كنت لأدك ذاتي الجريحة بين أضلعه وألجأ إليه كلما غمرني وجع الروح كلما ضاقت بي جدران الحياة كلما مر الحزن على قلبي ….لكن أين هوووووووووو …، رحل وتخلى عني ولم يصدقني
ميار(ببكاء مبحوح):- لم أكن أعرررررررررررررررف ، لم أكن أعرررررررف
رامي:- وبعد أن عرفت … هل تحسبني سأصدقك ؟؟؟
ميار(شهق بعدم تصديق):- ماذاااا تعني ؟؟؟
رامي:- ….لارد
ميار(زحف أكثر ليمسك يدي طفله):- اسمعني سنصحح كل شيء ، أجل ارتكبت أخطاء فادحة لكنني سأعوضها جميعها ،،أنت أنت فقط تجاوزها معي وسوف سوف نجد حلا لنعيد الأواصر بيننا من جديد ….يعيني يعني ستسامحني أنت بحاجتي وأنا وأنا أيضا بحاجتك ….اهئ طفلييييييييييييييييييييي أنت
رامي(أغمض عينيه حين رماه بحضنه عنوة):- ……لارد
ميار(يدك رأسه بصدر رامي باكيا):- سامحني يا ولدي ، سامحني قد أعمتني البصيرة ولم أستطع معرفتك ،….لقد حرمونا من بعضنا يا رااااااامي أنا آآآآآآآآسف سامحني سامح أبااااااااااااك هااااه ؟
رامي(اتكأ برأسه على كتف ميار ليبتسم بخبث):- ….أسامحك ؟
ميار(بلهفة دكه لصدره أكثر):- أجل …تسامحنيييييييييي
رامي:- هههه صدقني …الطفل الذي بحث عنك كان ليسامحك ، لكن مع الأسف أنت لا تكلم طفلا الآن يا سيد ميار ….أنا رامي نجيب حضرتك تكلم شخصا بالغا يمكنه التفرقة بين الصحيح والخطأ ، بين المحبة والغضب وأنا حاليا أشعر تجاهك بالبغض والنفور …فهلا ابتعدت عني قليلا من فضلك لأنني لا أشعر بشيء سوى الضغط على أضلعي
ميار(ابتعد وهو مصدوم من كلامه):- ولكن …
رامي:- كانت لتفرق لو أنك لم تغادر ، لكن طالما قررت الرحيل إذن عليك تحمل مسؤولية قرارك كرجل بالغ
ميار(نهض من على الأرض مشيرا نحوه):- ماذااااااا فعلت بابني يا بشيرررررر ما هذا الكيان الآلي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمو بشير:- ….آه
رامي:- يبقى السؤال كما هو عليه …هلا ابتعدت لأرتب نفسي قليلا
ميار(بصدمة):- …..ماذاااا ؟؟؟
رامي(عدل نظاراته ليتراجع للخلف):- … لم أتشرف بمعرفتك يا ميار نجيب لكن الحقيقة تبقى واضحة للعيان ، بم أننا نحمل نفس الاسم فأنت مجبر على رعايتي ومسئوليتي أصبحت من نصيبك ، لذلك طريقك هو طريقي بعد اللحظة …
ميار(أمسك على فمه وهو يرمقه منسحبا للخلف بكل رسمية):- ما هذا الجندي الذي جندته يا بشيررررررررر سأقتللللللللللللللللللللل لللك حرام عليييييييييك حرااااااااااام قتلت الطفل قتلللللللللت روووحه
عمو بشير(مسح دمعة خائنة):- لست نادما ، قد استحق الأمر وها هي ذي النتيجة لقد حميته ورعيته عليك أن تشكرني
ميار(قفز على ياقة بشير):- أشكررررررك يا مجرررررررررررم …واااااااااحد أخذته لدار الأيتام والثاني ربيته في عسكرررررررررررية ….بأي حققققققققق أخبرني بأي حــــــــــــــق ؟؟؟؟؟؟
عمو بشير(بدون مقاومة):- بحق الدم الذي يسري بالعروق …فعلت لأنني أعتبر جدَّااااااااا
ميار(أفلته وهو يشير نحوه):- لن لن تحلم مجرد حلم بأن ترى أحدهما
تمارا:- ليس قبل أن تعرف أصلا من فيهما ابنك
ميار(أغمض عينيه ليصرخ بأعلى صوته):- كلاهما مني ….
تمارا(فرقعت إصبعها):- هذا الظرف فيه نتيجة تحليل الحمض النووي ، هنالك نتيجة مختلفة عن الأخرى هل ستأخذ نظرة ؟؟
التقط الظرف من الساحرة لينظر مليا صوبه ثم انتقل ببصره نحو عيون غامي المتلهفة إليه ، ثم نظر لرامي الذي كانت عيونه المظلمة مغلفة بالغضب لكن فيهما لمعة أمل سوف يشعل شمعتها المطفأة وسينجح …تنهد عميقا لينظر صوب عائلته ثم للظرف مجددا ويبتسم ملء فمه بكل قناعة ..
ميار:- هههه تدهشينني في كل لحظةة … إليكِ …نتيجة التحاليل التي قمتم بها والتي لا يهمني معرفتها أصلا .،لأنني ومن اللحظة صرت أبا لأربعة أولاد ….تيم ، صبا ، غامي ، …. و رامي
مات الجواب في رحم السؤال فقد مزق الظرف إلى قطع صغيرة ليلقيه خلفه وهو ينظر للولدين بجوار بعضهما ، ابتسم ببؤس رغم أنه يعلم أن رحلته مع رامي ستكون شااااقة جدا شاقة لدرجة التعب ، لكن لديه حق عليه بعد الذي فعله معه مع الأسف ….الندم ينخر في داخله لكنه ليس الوقت المناسب للانهيار ، ليس الوقت المنااااااااااسب ….
حكيم:- أنكرت طفلك يا ميار ، يخي هذه المرة ستنكرنا أيضاااا
ميار:- فعلت رغما عني ، آنذاك كنت أمر بظروف صعبة حقا …لكنني سأعوض أطفالي مثلما فعلت مع ميسون …، سوف يصبح منهم
حكيم:- بشير داهية أعطى للولدين نفس الاسم ، ما يعني أنك لن تستطيع معرفة …
ميار:- لا أريد ، كلاهما مني نقطة انتهى …سوف أسجله باسمي في أقرب وقت وسيبقى جواري حتى أموووت ، سيتربى مع إخوته أربعتهم تحت سقف وااااااحد
طارق:- هنيئا لك أربعتهم ، قد طلبت واحدا فحباك الله بأربع قلبي معك
ميار(ابتسم):- … رحلتي صعبة فذلك الجندي لن يغفر لي زلتي ، لكن ولو قضيت عمري كله أعتذر منه سأفعل المهم أن يبقى جواري
حكيم(نظر لرامي حيث استقر بجوار ميسون):- احم ..الآن ….أترى ما أرى يا ميااااااار ؟
ميار(نظر لهما ثم فتح عينيه على وسعهما):- الحلم الذي تمنيناه في درج العرين ، واوووووو سنصبح نسائب ابني سيتزوج ابنتك الآن …إنها ابنة عمممممممه ياااا سلام
حكيم:- آه يا حبيبي يا أخي كنت لأفرح وآخذك بالأحضان ، لكن أنا آسف لن أزوج ابنتي لرجل عسكري …أمامك مهمة صعبة في إعادته للحياة الطبيعية يا روحي حينها سأفكر بعرضك
ميار:- وغد …ستساعدني فأنا لن أقوى على مجابهة كتيبة العسكر التي خلدها بشير فيه …ههه لكنني أشعر أشعر بأنني مكسووور
طارق(نظر إليه):- مياااار
ميار(انهمرت دموعه ليلتفت للجانب الآخر):- قتلت ابني بنفسي …دمرت روحه وأمله ، أشعر بالندم لأنني تصرفت بطيشي آنذاك ، ليتني صدقته ليتني سمعته ….ليتني فعلت
حكيم(ربت على كتفه بحزن):- لا تحزن …سوف نعيده مهما كان الثمن ، سوف تساعدنا ميرنا وميسون
ميار(بلهفة نظر خلفه):- كيف ؟؟؟؟
حكيم(أنظر إليه):- عيونه تهرب صوب ميرنا في كل لحظة …بينما هو يتنفس بهدوء بجوار ميسون يعني …لديهما تأثير عليه
ميار(عقد حاجبيه وهو ينظر بإمعان):- ….هو متعلق بهما حقا …ميسون نعرف لكن ميرنا ، …ربما لأنها من انتبه له في طفولته لكنني دمرت ذلك لحظتها ، لو تركتها تتصرف لكان
طارق:- هذا ليس وقت الحسرة والندم ، سنساعدك ميار … استجمع نفسك لأنه أمامك حرب أهلية …أنظر للمعترض الصغير وهو يحتج
ميار(ضحك بغبن):- آآآه على غامي
غامي(يدك الأرض بقدمه):- هذا غيغ ممكن أنا لا أقبل أنا أحتج، وحدي اسمه غامي مياغ نجيب أنت لست مثلي غامي مياغ نجيب
رامي(بتعب):- اسمعني …لا تزعجني أكثر أنا أيضا رامي ميار نجيب
غامي:- لاء لاء لاء أعتغض أنا وحدي غامي
رامي:- وأنا راااامي
غامي:- أنا وحدي غامي غامي غاااااااامي
رامي:- اووووه
ميسون:- يكفي يكفي كلاكما …أنت غامي وهو رامي ، تختلفان في بداية الاسم يا عزيزي
غامي(بحلق بتفكير يمينا وشمالا):- لست يفهم
ميسون:- عمو ميار لديه أربعة أولاد الآن ، رامي يعد أخوك وأنت تعد أخو رامي …أنتما مثل التوأم
رامي(رفع حاجبه):- لا نشبه بعضنا قليلا في الشعر ليس غير
غامي(رفع شفته):- ههه يعني أنت توأم غامي ؟
رامي(حول عينيه لينظر إليها معاتبا):- هل هذا ما تريدينه ؟؟؟
ميسون:- أحاول أن أتقبل بأنك ابن عمي يا رامي فلا تزعجني أكثر
رامي:- عنكِ ما تقبلتِ أصلا ما الذي سأستفيده …الله الله …
ميسون(بدهشة رمقته منسحبا):- كيف سنتعايش مع هذا الآن ؟؟؟؟
غامي(التصق بيدها):- ميسان ..هل ستحبينه أكثغ مني ؟
ميسون(احمرت خجلا لتستدير إليه):- ما هذا الكلام يا غامي ، أكيد لن أحب أحدا أكثغ منك اطمئن
غامي(ضحك وهو يقفز):- ههههه يس يسسس …ددي ددي ميساااان تحبني ميسااااااان تحبني هههههه
عمو بشير(نظر للجدار الذي تشقق عند مواجهتهم ثم تنهد بعمق):- يا الله
كاظم:- سر آخر ، يتيم آخر …وجع آخر متى ستتوقف يا عمي …جعلته يعيش نفس الحياة ألم تفهم بعد أنك دمرتنا ؟؟؟؟
عمو بشير:- لمصلحتكم ، سيأتي يوم وتفهمون أنني فعلت ذلك لمصلحتكم
كاظم(نظر لرامي):- ههه شتان ما بين المصلحة وبين المصير الذي أوصلتنا إليه …
ميرنا(ابتسمت بلهفة حين اقترب منها):- أنا آسفة
رامي(وضع يده على يدها في الجدار):- وحدكِ من لاحظ وجودي ، لن أنسى معروفكِ هذا
ميرنا:- لماذا لم تصارحني هناك في البلدة ؟
رامي:- قلت لأدع كل شيء لوقته … معرفتي بالحقيقة كاملة كانت متأخرة جدا لقد عشت في شك دائم بين التصديق والتكذيب ، نجح جدي في جعلي أتدحرج في تساؤلاتي لكن ، كان ليأتي يوم وتنكشف فيه الأسرار
ميرنا:- هل أنت حزين ؟
رامي(تنهد عميقا ليبتسم رغما عنه):- اعترفت بما يجول بخاطري ، بما كتمته طوال طفولتي أشعر ببعض الارتياح الباطني …لا أعرف كيف ستكون أيامي القادمة لكن ، أنا مستعد لخوضها رفقتكم ، بقربكم يعني
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أتريد أن تقول لي شيئا ؟
رامي(تفتف وهو يتراجع خطوة):- لاء
ميرنا(بنظرة حنان):- …. أنا سعيدة لأنك اعترفت بشجاعة ، سعيدة لأنك منا ولأن إحساسي لم يخب تجاهك ، عندما ينتهي كل هذا سوف أعانقك
رامي:- هااااه ؟؟؟
ميرنا(ابتسمت له):- لنعتبرها عناق طفل وأمه ما رأيك ؟
رامي(فتح فمه ليتراجع أكثر ثم يعود للجدار نحوها):- أ….لا أحبذ هذه الأحاديث يعني احم …ثم ثم لست بحاجة أنا أنا كبير على هذه الأمور ..هه احم يعني هكذا أجل …
ميرنا:- …هه حسنا


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 03:27 AM   #1079

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

تمارا(كانت تهمس لأم لقمان):- … أكملي ماذا تريدين أن تقولي ؟
أم لقمان:- حشرناهم هنا ونحن نحاسب فيهم بالواحد لماذا لكي يفتحوا هذا الجدار وينقذوا حبيستهم …ما الغاية يا تمارا لقد تحول الأمر إلى سيرك وليس مهرجان العوائل ؟
تمارا:- أنظري لبناتي … صامتات ساكنات ، تراقبن كل ما يحدث بهدوء تاااام تركزن في كل موقف وتحاولن قياس درجة قوتي وقوة بعضهن …، بناتي يحاولن إيجاد ثغرة لهزيمتي ، لسن سعيدات بظهوري لذلك يحاولن التقاط أكثر معلومة حولي …أنا أعطيهن ذلك لأنه سيأتي وقت ونتواجه فيه أما عن الليلة فهي خاصة بهؤلاء ما غايتي من هذا السيرك ، أريد معرفة تأثير وليدة الشمس على عائلتها إن استطعت كسر ذلك الرابط سأجعلها خاتما في إصبعي لكن إن كان ذلك الرابط أقوى سأحتاج لخطة بديلة
أم لقمان:- الواضح أن كسر الرابط مستحيل هذا يبدو على ملامحكِ يا صديقتي ، لن تتمكني من السيطرة عليها مهما فعلتِ لأن هنالك العشرات خلفها رجال ونساء …قوة محبتهم كافية لمنحها طاقات خيالية لمجابهة أي موقف
تمارا:- ليس لتلك الدرجة …، إن استطعت زرع الشكوك في خلدها سيتزعزع ذلك الرابط ، ههه المحاولة مباحة أليس كذلك ؟
أم لقمان:- أدهشيني يا صديقتي أنا وعيوني متلهفين لذلك
تمارا(نهضت لتنزل الدرج وتقترب من ميرنا التي وقفت مقابلها):- ميرنا
ميرنا(انتظرت اقترابها لتهمس بلؤم):- ماذا ستضيفين بعد ، اقترب الجدار من الانكسار يعني خطتكِ لم تنجح …جواب أو اثنين سأنال حريتي
تمارا:- أتحسبين بأن هذه غايتي من هذا الأسر ، هيا ميرنا حركي محتوى جمجمتكِ قليلا فالأمر أبعد بكثير من زجاجة
ميرنا(عقدت حاجبيها):- لا يعقل أن تكون غايتكِ هي قلادة الشمس من البداية ، هل هل قمت بكل هذا لأجلهاااااااا ؟
تمارا(ابتسمت):- يعني تقنيا هذا أيضا يعد سببا … لكن أنظري معي لكل هؤلاء جميعهم يحاولون إخراجكِ حتى ولو على عاتق أسرارهم الدفينة ..لكن ماذا لو عرفوا أن هذا الجدار المتشقق ما هو إلا محبتهم في قلبكِ ، مشاعرهم التي يحطمونها بداخلكِ …ما إن يتشقق آخر جزء حتى تنطفئ علاقتكِ بهم …. تصبحين جمادا بلا روح تنظرين إليهم لكن بلا إحساس كأنكِ لا تعرفينهم ؟؟؟؟
ميرنا(أمسكت على فمها):- هئئئئ ….ماذاااااا تقووووولين ؟؟؟؟؟؟
تمارا(اقتربت منها أكثر):- …ما سمعته عزيزتي ، لقد جعلت عائلتكِ تكسر بنفسها تلك الأواصر ..، لذلك لا تندهشي إن بردت جوارحكِ تجاههم
ميرنا(بدموع نازفة):- لماااااااااذا تحرمينني منهم ، لماذااااااا كل هذا الحقد ألم يكفيكِ حفيدكِ الذي كسرررني وحطم دواخلي في جحيمه ، ماذا ستضيفييييييين بعد ما ذنبي ما ذنبي لكي أتألم هكذاااااااا ….حرام لقد حرمت منهم كل هذه الأشهر وحين أجدهم تحرمينني منهم لماذا ؟؟؟
تمارا:- السبب بسيط جدا عزيزتي أنتِ تعرفين تحديدا ما الذي أريده
ميرنا:- كيف نعثر على هذه القلادة ؟
تمارا(ابتسمت بمكر):- هكذا نتفاهم …، بعد أن ينتهي كل هذا ، أقصد بعد أن تكتفوا من عض بعضكم ومحاسبة بعضكم يعني حين تنهون الدراما خاصتكم والتي قد تدوم لأيام ، حين الفراغ منها ستأتين بمفردكِ إلى هنا إلى جبل الساحرات ستجدينني بانتظاركِ لكي أخبركِ بالطريقة المثلى لاسترجاعها
ميرنا:- لنقم بذلك الآن
تمارا:- عيب … أنظري معي هنالك دموع ، جروح ، قلوب مكسورة ، خيبات أمل ، ندوب …هنالك لوم وعتاب هنالك قسوة وحرقة وانهيار ..، أرواح مشردة قلوب محطمة وندم …أما الصدمات فهنالك من لم يستوعبها بعد لذلك ، علينا منحهم بعض الوقت ذلك حقهم ، حبيبتي لست بذلك السوء أنا أريد نجاح مصالحي فقط لا غير ، حتى بناتي لا يهمني أمرهن يكفيني أحفادي هم في صفي
ميرنا(نظرت صوب خوري الذي كانت نظراته مصوبة نحوهما):- اممم متأكدة ؟
تمارا(رمقت نظرته الظلامية):- أعرف أنه لن يغفر لي وأنه سيعاني بعد الخروج من هنا لكن ….فعلت الصواب
ميرنا:- اتفقنا يا تمارا ، بعد أيام ستجدينني هنا
تمارا:- هههه تعلمت في حياتي ألا أثق بأحد ، لذلك سيكون مجيئك محتما لأنكِ إن لم تفي بوعدكِ لي سأعيد جمع كل هؤلاء أمام عينيكِ وأقوم بحرقهم الواحد تلو الآخر ….صدقيني قد فعلت ما هو أدهى من ذلك فلا تستهيني أبداااا …أبداااا
ميرنا:- لن تحرمينني من محبتهم وسأفعل كل ما تريدينه ، يكفي الليلة
تمارا:- لا أعدكِ
ميرنا(بنظرة دقيقة):- يعني لن تتوقفي ؟
تمارا:- لن أتوقف
ميرنا:- تمام القرار كان لكِ …أنتِ من أجبرني على التدخل لأنكِ خائنة غدارة دوما ما تنكثين بوعودكِ مثلما فعلتِ معي …
تمارا(بعدم فهم):- ماذا تقوليييين ؟
ميرنا(اقتربت خطوة منها لترفع يدها وتلامس وجنتها):- أنتِ جميلة
تمارا(عقدت حاجبيها لتلاحظ تشنج عضلة وجهها):- ماذا …..ماذااااا فعلتِ …؟؟؟؟
ميرنا(ضحكت بخبث):- هيا تمارا …أتشعرين بشيء ساخن يسري بوجنتكِ الآن ، كأنها تتشنج هاه ؟؟؟
تمارا(تلامس وجنتها وهي تحاول تحسسها):- لماذا لالالالا أشعر بوجنتي مااااااااذا فعلتِ….هئئئ أم لقمااااااااااان ماذااااا فعلت هذه بوجنتي ؟؟؟؟
أم لقمان(ركضت نحوها):- ماذااااا بكِ…ماذا تقولين وجنتكِ مكانها هل أنتِ بخير ؟
تمارا:- لست …إنني لا أشعر بهذه المنطقة يا أم لقمااااااان
أم لقمان:-ماذا فعلتِ لهااااا ؟
ميرنا(ضحكت بصخب):- ههههه منظرها مضحك حقا ، اسم الله عليكِ أنا لم أفعل شيئا لامست وجنتها فقط يعني بعض من المزاح الثقيل
تمارا:- أنظري ولا تجلطيني وجنتي لا أشعر بها ….لا أشعررررر بهااااا
أم لقمان:- تحدثي يا هذه ؟؟؟؟
ميرنا(غمزت لهما):- إذا تعرض أحدهم في الخارج للأذية سوف لن أكتفي بوجنتها ، سأجعل جسمها كله متشنجا هي تعرف جيدا ما يعني أن تُبقي الجسد متجمداااا …يعني عن سابق تجربة نتحدث
تمارا(برقت عيناها):- هذه ليست ميرناااااا ….إنها إنها شخص ما ينبع من داخلها ، ….أم لقماااااااان ؟
ميرنا:- ههه … هل تذكرتني الآن ؟؟؟؟
أم لقمان:- هئئئئ ميسسسسسسسسم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تمارا(فتحت فمها لتنظر لميرنا ثم أم لقمان ثم إليهم):- …… هه …هل تحرك الجماد أخيرا ؟؟؟
ميرنا:- هيا …لنكسر ما تبقى من الجدار فالقوة أصبحت لي قد سلبتها منكِ بلمسة يدي يا تمارا ، يعني حضرتكِ وحضرتها بلا قوة أمامي الآن ، قوتي على طاقة ميرنا تضاهي أضعافا من قوتكما سوية …هاااا وقبل أن تفكرا بالرد على ضربتي هذه ، تذكرا جيدا أنكما في حرب مع ابنتكما الروحية …ههه لنقل أهلا بعودتي روحيا فقريبا ستجدنني بجسمي الذي حرمتماني منه ، قريبا جداااا سأعووووووووود ، قريبا سأحاسبكماااااا …يا أمَّايَ الحبيبتين …
نظرت إليهما نظرة ملؤها الحقد لتشير لهما بالإنجاز ، حين قامتا بكسر الجدار سوية وقتها تنفست عميقا براحة لتنظر صوب عائلتها نظرة باردة وتهتف بصوت مرتفع …
ميرنا:- عائلتي …تشرفت برؤيتكم عن قرب أخيرا ، حسنا نحن في بر الأمان سينتهي كابوس هذه الليلة سيرحل الجميع إلى بيته إلى فراشه ، لكن لن أستطيع أن أعدكم بأنكم راحلون بدون مواجع فالخالة خلفي قامت بتطعيم جماعي للصغير والكبير مع الأسف …هااااا ، بما أننا نلتقي بعد فراق بما أن الغائبون قد عادوا في ليلة الخسوف ، ألا تظنون بأن هنالك نواقص ؟؟؟
حكيم(أغمض عينيه ليفتحهما وينظر حوله بتيه):- هذه التي تتحدث ليست ميرنا … ليست ميرنااااا ، مهلا يا شبحي لن تفعلي ، لن تفعلييييييييييي
ميرنا(اقتربت منه بخيلاء لتضع يدها على قلبه):- حبي …أخبرتك بأنني سأدمر كل شيء حتى آخر نقطة ، أصدقتني الآن ؟؟؟؟…
قبلته في فمه بقوة جعلت الكل يشهق بصدمة أولهم وائل الذي هز رأسه بعدم تصديق … أما حكيم فقد عرف لحظتها بأنه خسر ميرنا خسر الحب وبدأ رحلة جديدة مع المجنونة الشبح …
ميسم(غمزت له بخبث):- أهلا بي في قلبك حبيبي حكيم …كان هذا أول تدمير مني …
ميرنا(نظرت إليه بعدم فهم):- حكييييم …كيف وصلت إلى هناااا …أ..ماذاااا حصل ؟؟؟؟
حكيم(بنبرة حزينة عانقها):- آسف يا عصفورتي قد انتهى الأمر ..
تحت نظرات الصدمة المرتسمة على وجوه الجميع ، هبت ريح باردة على كل واحد فيهم حين التفتوا لبعضهم البعض وهموا بالرحيل لكن من سيرافق من وهل ستعود الأمور لسابق عهدها ..؟؟؟
ضرغام:- ترحلين لقصري يا ابنتي هبة صح ، ترافقين أباكِ ؟؟؟؟
هبة(نظرت لنبيلة ثم ابتسمت بأريحية):- سأرافق أمي …وحدها التي تستحق مني أن أحيا معها بقية عمري يا أبي ، لا تقلق ليست بناكرة جميل سوف أزورك قريبا لأتعرف على بنات أخي عن قرب
ضرغام(نظر لنبيلة بغيظ):- خذي الابنة ، لكنني سأسلب منكِ الأحفاد واحدا تلو الآخر
نبيلة(ابتسمت):- البحر كبير ، اشرب حتى ترتوي يا ضرغام رشوان
إياد(رحل قبلهم):- جعلتم اسم العائلة يصبح رماداااا ، ههه سلام عليكم
هبة:- تتت
نبيلة:- دعيه هو محروق الوجدان سوف يفهم لاحقا
هبة:- طيب سننتظر ذلك أمي …هممم ألن تدخليني لبيت الراجيين ؟؟؟؟
نبيلة(ببهجة روح):- لندخل …ولتبقى الجراح خلف بوابتناااا …
مديحة(مطت شفتيها):- أمكِ نسيت أمرنا يا عواطف ، بالمرررررررة
عواطف:- إنها سعيدة بأختنا يا مديحة ، لها الحق في ذلك
مديحة(نظرت إليها بطرف عين):- لا حديث بيننا
عواطف(تذكرت أنهما متخاصمتين):- صح بعد الليلة حرم الكلام بيننا
مديحة:- ابنتكِ تلك لو اقتربت من ولدي شبرا سوف أخاصمها ، ها ولو فكرت بأن تلعب بعقل حفيدتي وتجعلها تكرهني سوف أغضب أكثر
عواطف:- ابنكِ ذاك ، لو قام بإغضاب ابنتي وجعلها تبكي سوف أوبخه ، هاااا وإن قام بحرمانها من طفلتها سوف أحاسبه
مديحة(تقدمت بإباء):- همممم ماشي هكذا تفاهمنا
عواطف(تحركت في غير طريق):- أحسن …
مديحة(نظرت إليه):- ما بك كالقط الشارد ، ما فعلته لن يمكن لأحد غفراااانه تخبئ طفلين عن والدهما ، لا والأدهى تعطيهما نفس اللقب حرام يا سيد بشير ما توقعت تلك القساوة منك
عمو بشير:- ست مديحة ، كانت الظروف أقوى مني
مديحة:- هئئ أية ظروف هي تلك ، يلا يلا أحفادك سيعطونك جوابا لامعا في مستقبلك الخالي منهم …أنت من جنيت على نفسك سلام
عمو بشير(بحسرة):- سلام يا ست مديحة …
عواطف:- طارق …ألن تغادر معنا ؟
طارق:- …لارد
عواطف(نظرت للخلف):- هل ..هل ستتوقف عن محبتي لأنها ظهرت ؟
طارق(قبل يدها ليتأبط ذراعها):- أيمكن ذلك يا عواطفنا الجياشة ، يلا سوف أتعامل مع اثنتين الآن
عواطف:- ماذا تقصد بذلك ؟
طارق:- يا ستي أليس لديكِ خطيب اسمه عبد المالك الهلالي ، والأخرى لديها خطيب اسمه النائب أمجد ،…يعني هوهوووه الله يعينني
عواطف:- هههه …فعلا أمك تلك تصدمني في كل لحظة ..
طارق:- سنتجاوز كل تلك المواجع يا أمي …سنتجاوزها صدقيني
عواطف(زفرت آه عميقة):- إن شاء الله …لنذهب لبيتنا بني …
طارق:- لنذهب غاليتي …
سماح:- ألن تسامحني ؟
جمال:- قلتها ولن أعيدها يا سماح ، ههه أنظري للمفارقة الغريبة وإن كان اسمكِ سماح فلن تحظي به مني
سماح:- سأظل أحاول …رغم أنني لم أكن مكترثة لكن حين رأيتك شعرت بالرغبة في استعادتك ، سأثابر لأجل ذلك
جمال(همس):- ألن تثابري لأجل ثروتي من آل الخطيب ، ههه هيا يا أماه إنني أحفظكِ عن ظهر قلب
سماح:- فعلا …جزء مني أراد النيل من تلك الأموال لكن …
جمال(تجاوزها وهو يلوح بخنجره):- ولكن تدخل في خانة الشياطين ههه
سماح(لحقتهم وهي ترمقه بحسرة):- …ليتك كنت ابني ..
جمال:- هيه يا برنسيسة راحلون ؟
جاهدة:- لا تناديها بذلك هي متزوجة
ريتال(نظرت للخلف صوب وائل):- لا يبدو لي ذلك
جمال:- أتفق معها حقا ، زوجها ذاك مهتم بالآخرين أكثر منها ….هيييه يعطي الورد لمن لا أنف له
ريتال(حركت رأسها بقلة فائدة):- لن تتغير
جمال(لاحقها بعينيه):- …. أيوة تيتا نرحل لقصرنا ؟
جاهدة(تجاوزته):- اذهب مع كبيرة الجدات وجميلة الراجيات و لا أدري ما قلته حينها …هيا هيا اتبعها قبل أن تغادر
جمال(تبعها):- هههه أتغارين من تيتا الكبيرة يا تيتا المجنونة …ههه حسنا لن أنكر أنتِ تيتا موديغن يعني على آخر صيحة ، جمال وقامة وحضوووور ايييييييه
جاهدة(تمسك على رأسها):- خذني يا فواز رحمة بي خذني من هنا
جمال:- وأنا معكم هااااه ، فما زال الوقت مبكرا على زيارة بيت الراجيين …لندع الصدمة تنخر في عقولهم أولا وبعدها سنحتل معسكرهم هع
فواز(حول عينيه):- صبرا جميييييييلا ….
ريتال(اقتربت منه):- ألن نغادر وائل ؟
وائل:- ارحلي مع جدتكِ ريتال لا أملك عقلا لكي أتعامل معكِ
ريتال(نظرت إليه مليا):- سأذكرك بأنني زوجتك
وائل(حرك رأسه):- لم أنسى حتى تذكرينني ، الوضع لا يسمح من فضلكِ غادري معهم
ريتال:- اممم أوكي …سنتحدث مطولا عن هذا الغياب ، وعن كل الأحداث التي تدووور من وراء ظهري
وائل:- هههه مهلا مهلا هل صدقتِ نفسكِ بأنكِ زوجتي حقا ؟
ريتال:- على الورق أنا ريتال وائل رشوااااان
وائل(جذبها من ذراعها مبعدا إياها):- ولأنكِ ريتال وائل رشوان تصرفي بلباقة تليق بهذا الاسم
ريتال(سحبت يدها بقوة):- سأتعامل بلباقة تليق بآل الخطيب ، لكنني سأفهم كل شيء وقتها سنتحاسب
وائل(ابتعد):- موفقة زوجتي …
ريتال(تكز أسنانها وهي تبتعد للحاق بجدتها):- ….سأفهم يا واااائل ، اففف ماذا تنتظر أنت ؟؟؟؟
جمال(لوح لها بملوكية):- أخذ ما جلبته معي فأنا رجل مسئول كما تعلمين ، هيا السيارة مصفوفة هناك في الجوار
ريتال(سبقته والغضب صحبتها):- …. يا الله …
شهاب:- فعلا لا شيء سيجعلني أنس الأمر ، لقد خذلتني في طفولتي وفي شبابي والآن … يعني لا أجد حوارا يمكن أن نخوضه
ضرغام:- لا تتعب نفسك بني أنيس فولدك يحمل صخرا في رأسه
أنيس:- أبي …من فضلك الجليد بيننا لم يذب حتى تأخذ وجها للحوار بيننا ، لطفا أيمكنك المغادرة ؟
ضرغام(دك الأرض بعصاه):- سأغادر لكنني سأجمعكم في طاولة واحدة ذات يوم ، ثق بذلك
أنيس:- هفف … أنت كلامنا لم ينتهي سنلتقي فيما بعد يجب أن تفهم الكثير حتى تعذرني
شهاب(حرك كتفه):- ولكن الشهاب لا يبالي ….ميراااااااا لنذهب
أنيس(تحرك مبتعدا):- ستغفر يا بني …
فؤاد:- نوووور …خلاصة الكلام سوف ترحلين رفقتي وتكفين عن التصرف بطيش
نور:- قلت بأنني سأغادر لبيت العائلة ، أحتاج لذلك فؤاد
فؤاد:- ليسس الليلة …من فضلك ؟
نور(زفرت عميقا):- هففف تمااااام كم تقطع في القلب
فؤاد(نظر إليها):- هل كنتِ ستجهضينه حقا ؟
نور(دفعت كرسيه):- ها هو ذا سيبدأ يااااا ويلي على بقية الطريق لن يكف عن الاستفساااااااار …
فؤاد:- لنرحل أولا وبعدها للكلام بقية ….
ناريانا:- سنلتقي مرة أخرى أكيد ، أمان عزيزي اعتني بنفسك وسلم على كبيرنا ماشي
أمان:- لقد حررني لأجل المجيء إلى هنا ، يعني سأعود لسجني من جديد
ناريانا:- شدة وتزول ، لن يفعل الكبير ذلك إلا للضرورة القصوى وأنت ..حسنا لا أعلم ما جرمك لكن عليك إطاعته
أمان:- أعلم عمتي لا تقلقي ، أختي ؟؟؟؟
أماني(تنظر لكهرمانة):- لا أدري أين سأذهب بعد اليوم …أمي كهرمانة تكرهني ولا ملجأ لي …
نزار(مط شفتيه):- أيعقل أن يقال ذلك وأبوكِ موجود ، سترحلين معي يا ابنتي يكفي أنتِ ومن اللحظة ستسيرين جواري في كل خطوة
ناريانا:- وإن لم ترتاحي معه تعرفين أن عمتكِ هنا ، يمكنكِ المجيء عندي ومساعدتي في ما تبقى من حملي …فمع الأسف أنا أيضا خسرت منزلي بجوار صديقتي الوحيدة
نزار:- سيمر ذلك …سيمر ذلك …. هيا أماني ….
أماني(اقتربت من كهرمانة):- أمي ..؟؟؟
كهرمانة(بدموع نظرت إليها):- …لا أريد رؤية وجهكِ مرة أخرى … انتهت مرحلة كذبكِ يا أماني
أماني(سحبت نفسا عميقا):- سامحيني خالتي كهرمانة …سامحيني
كهرمانة:- عرندسسسس لنرحل من هناااااااا …هيا هياااااا
عرندس:- كان عيبا ما فعلته يا أماني …لقد أحببناكِ مثل ابنتنا حقا ليسامحكِ الله …
نزار(جذب يد ابنته):- هيا ابنتي …لنرحل …
ناريانا(استدارت جانبيا):- …. إلى أين سنذهب يا طفلي ؟؟؟
ستيلا(اقتربت منها):- …إلى بيت أبيه
ناريانا:- هاااه ؟
ستيلا(رمقت خوري بطرف عين):- هذا الطفل من ذلك الرجل ، إذن هو من سيتحمل مسئوليته ومسئولية أمه إذن …لنرحل ماذا تنتظرين ؟؟؟
ناريانا(ابتسمت):- أجل …بيتنا بجواره … حاليا يعني
ستيلا(أمسكت كف ابنتها):- وهجي ، لنعد للبيت مع أخيكِ ضياء وأمه
ناريانا:- ههه مالي أرى نبرة اللؤم يختي ؟
ستيلا:- نبقى ضرتين يعني لسنا أختين الله الله ههه …
ناريانا(بحزن نظرت لجوزيت):- لن تسامحني صحيح ؟
ستيلا:- "الوقتُ دواءٌ لكلّْ الأحزاااان"
ناريانا:- صحيح …لحظة …أمهليني لحظة ../ جوزي
جوزيت(انتفضت وهي تحرك رأسها بإباء):- لا أريد اقترابكِ مني
ناريانا:- جوزي اسمعيني
جوزيت:- نبرتكِ تقززني تشعرني بالنفوووور فابتعدي بقدر الإمكان عني ، أنا لا أمزح …..قلت ارحلييييييييي ناريانا
ناريانا(بأسف):- …. طيب جوزيت اهدئي …سنتحدث لاحقا
جوزيت:- لا لاحقا ولا آنفاااا انتهيناااااااا افهميها يكون أحسن لكلينا
ناريانا(رمقت ستيلا وهي تشير لها بالابتعاد):-طيب ….سأفعل سأبتعد فقط اهدئي ….
ستيلا:- امنحيها بعض الوقت ناريانا …
ناريانا(حركت رأسها بإيجاب):- حسنا سأفعل فقد كنت مستعدة لهذا منذ البداية ….بالمناسبة أين ذهبت أختكِ ناهد ؟
ستيلا:- وما يدريني كانت هنا فجأة اختفت غالبا ذهبت لفرات …حتى لم أره الليلة إطلاقا مع أنها أكدت مجيئه
ناريانا:- الله أعلم
ناهد(وهي تبحث في كل جانب بين السيارات حتى وجدته):- أنت ….أين اختفت كل الليلة هاه ما إن وصلنا حتى طرت كما يطير الطير الأسود ؟؟؟
فرات(مبتسما):- أميرتي الناهدية …يا حبي أنا لا أطيق أجواء السحرة لذلك اتخذت ملجئا قصيا وحين انتهى الموضوع بقيت في انتظارك ..هاااه نرحل ؟
ناهد:- حتى لم تطمئن على ستيلا وابنتها …ما هذا ياااا ؟
فرات:- من قال قد ودعتهم قبل قليل أنتِ لم تلاحظي ذلك
ناهد:- هنالك شيء مريب فيك يا فرات ، لكننا سنكتشفه يوما ما
فرات:- حظا موفقا إذن ، اركبي اركبي يا ابنة الشكوك
لانا:- آه يا صغيرتي …انتهى الأمر سوف أعيدكما لروما
هانا:- لكن لم نعرف بعد كيف وصلتِ إلى هنا ؟
لانا:- تمت دعوتي ، ثم اكتشفت أن المريضة التي كانت تمر بظروف غريبة هي نفسها السيدة ميرنا …يعني خيوط مرتبطة ببعضها البعض
بوب:- لو تعلمين ما عشناه يا خالة
لانا:- سترويان لي كل شيء …هيا هياااا روما بانتظارنا
كاظم:- اممم يعني أنت الحفيد الأصغر لآل النابلسي بينما أنا الحفيد الأكبر
رامي:- تشرفنا
كاظم(راقبه وهو ينظر إليها):- لماذا تراقبها كل الوقت ؟
رامي:- ولماذا أنت تنظر إليها في كل لحظة ؟؟؟؟
كاظم:- الله الله تلك قزمتي
رامي:- وهي زميلتي في الصف
كاظم(زفر عميقا):- اسمع …لن تضايقها مفهوووم ، إن حدث وعرفت بأنك أزعجتهااااا
رامي:- ميسون لديها فم لكي ترد فلن تنتظر هجوما مني سرعان ما ستدافع في لمح البصر
كاظم:- آه في هذا نتفق … هيا أنا راحل
رامي:- انتظر لحظة …أنا أنا أين سأرحل فجدي قد غادر كما ترى
كاظم(مط شفتيه):- والله لديك لسان بحجم حذائي رقم 55 استخدمه في استماتة مكان كي تنام فيه …
رامي:- مهلا …ألست مقيما أيضا في ذلك العرين المشهور ، انتظر يااااا
كاظم(تحرك صوب ميسون):- قزمتي
ميسون:- هاه كاظم أسمعك
كاظم":- ذلك الولد ….لا تعطيه وجها زيادة مفهوم ؟
ميسون:- ولماذا ؟
كاظم:- كييييييفي يريد ذلك الله الله …لا تجادلي عملاقكِ وإلا …
ميسون:- ع أساس أنه ليس بيننا أسرار لماذا أخفيت أمك عني ؟
كاظم:- والله يا أبلة ، ولماذا أخفيتِ أمكِ عني أيضا
ميسون(عضت شفتها):- حسنا أسحب سؤالي ههه
كاظم:- يا لبراءتكِ حبيبتي
ميسون(برقت عيناها):- ….لارد
كاظم(تراجع وهو يشير خلفه):- حذار من ذاك المتطفل …أراكِ في العرين
ميسون:- ههه …حسنا
غامي:- ميسان ميسان …هل سيغادر معنا كونان هل سيصبح زميلي في الغغفة التي جهزوها لأجلي ؟
ميسون:- أين نحن وأين أنت يا غامي …
حكيم:- أظن بأننا انتهينا هنا …ألن نغادر ؟
ميرنا(تنظر لوائل ثم لخوري):- نرحل …لكن … ليس بعد خذ ميسون والأولاد يا حكيم …
حكيم(بعدم فهم):- لماذا ؟؟؟
ميرنا(رمقت ميار):- … خذ ميسون وغامي فقط …على ميار أن يتحرك خطوة لأجل ابنه هذه هي الفرصة
حكيم:- آه هكذاااا …ميسووون غامي ، هيا سنذهب للبيت
ميرنا(اقتربت من ميار):- …حان الوقت ..، تجاوز محنة حزنك واذهب للولد لتأخذه معك للبيت …الجميع رحل مع أهله إلا هو …، مياااار ؟
ميار:- سأفعل مهلكِ … تتت الرحمة يا ربي الرحمة
رامي(أدار وجهه للجهة الأخرى حين اقترابه منه):- من أين الطريق ؟
ميار:- هاه جيد تجاوزنا المقدمة ، اتبعني …يا أولاد انتظرونا
رامي(يسير جواره):- …. عليك أن تغير لون جدار غرفتي إلى البرتقالي
ميار:- لماذا هل كنت تعيش في حقل برتقال ؟؟؟؟
رامي:- اسأل المربي خاصتي سيخبرك أين كنت أعيش
ميار:- لا يخويا يكفي المقالة التي أشبعت قريحتنا بها قبل قليل …تمام سأخبرهم ليلونوه لك بالبرتقالي
رامي(حرك رأسه):- منذ متى صرت تصدق كل شيء يقال لك ؟
ميار:- منذ أن خسرتك
رامي(تحركت حنجرته ليتجاوزه بخطوة):- كنت أمزح بشأن اللون ، لا تفرق عندي فلطالما كان الرمادي مجرد مزيج بين الأبيض والأسود
ميار(فهم أنه يحب الرمادي):- امممم … ماشي يا سيدي ، لنرى
ميرنا:- ألن ترحل ؟؟؟
وائل(اقترب منها):- …. لماذا قبَّلتِ حكيم ؟
ميرنا(عادت برأسها للخلف):- ماذاااا ؟
وائل(رمق نظرتها المستغربة):- إما أنكِ منفصمة الشخصية أم أنكِ لستِ بخير ، عموما لا يهمني الأمر بعد الآن لدي زوجة لألحقها للبيت
ميرنا(حركت حاجبها):- إذن ما الذي تنتظره هنا ؟؟؟؟
وائل:- بعض المحاسبة …
ميرنا:- يا ربي …ماذا تقصد الجميع رحل يعني ….
وائل(وعينه مصوبة صوب خوري):- ….ذاك لن يغادر بسلام
ميرنا(رمقت خوري وسط خالاته ولورينا):- …تتت لن ينتهي هذاااا
شهاب:- هياااااا ميرا ما بكِ التصقتِ بالمكان الموبوء
ميرا(وهي تنظر من كل جانب):- هنالك أحد يراقبنا …أشعر بذلك
شهاب:- عيون الساحرات يختي يعني من سيراقبنا ، هيا تعبت من هذا المكان
ميرا:- لنذهب …قلبي يخفق بقوة ، أشعر بالرهبة
شهاب:- ميرا أنتِ بخير ؟.
ميرا(حركت رأسها بنفي):- لست كذلك ….لنرحل أرجوووك بدأت أنزعج
شهاب(نظر حوله بعدم فهم):- سبحان الله …تعالي تعالي …
مراد(أمسك كف لمى):- انتهى الفيلم لهذه الليلة لنعد لأخواتكِ صغيرتي
لمى:- ههه جنان وجنى اشتقت لهما ، روروينا هل ترحل معنا ؟
لورينا(انحنت لمستواها بدموع):- لا عزيزتي ، لدي بعض الواجبات تجاه عائلتي ، نلتقي لاحقا
مراد(جذب ابنته):- وداعا لورينا
لورينا(بحزن):- ودااااعا مراد… وداعا يا ابن عمي …
ليندا:- الفراق محزن أليس كذلك ؟
لورينا(نظرت إليها بكره):- أخفيتِ أبي فاروق عني ، أخمدتِ طاقة الxxxxب فيني ، حرمتني من أولادي …خربتِ حياتي وتحكمتِ في أيامي ومصيري الدنيوي ..ماذا تبقى ؟
ليندا:- اممم لا شيء …ما عدتِ تنفعينني بشيء قد انكشف الأمر ، الجميع يعلم أن ميرنا أم ميسون الآن
لورينا:- حقا … ذلك لم يغير شيئا من الجهل الذي يغمركِ
ليندا:- حسابنا ليس هنا … تتبعين خالتكِ العجوز وترتدين علي .، ماشي لورينا سنرى كيف نتحاسب
لورينا:- بالعكس … أنا من يتحمس لذلك أمي ، صدقيني هذه المرة ستفرق بكثير عن كل مرة …، وداااعا
ليندا:- خذي معكِ خالتكِ العجوز قبل أن تفقد وعيها هناك … مغدووور اظهر وبان هل جمعت ما طلبته منك ؟
مغدور:- في جيبي يا مولاتي
ليندا:- ههه إذن لنذهب ونحسب الغلة عزيزي هههه هيا بناااا
لورينا:- خالتي سلسبيل هل نذهب ؟
سلسبيل(أزالت غطاء رأسها ليظهر شبابها من جديد):- هههه أملك أقداما شابة تستطيع أخذي إلى أي مكان …
لورينا:- ههه أنتِ ؟؟؟؟ أ هههه أنتِ خالتي سلسبيل ياااااه الحمدلله على سلامتكِ ، لكن كيف ؟
سلسبيل(سعيدة بعودتها على هيأتها الحقيقية):- حقي على أمي … يعني أجبرتها على مساعدتي لقد انتهى الدين
لورينا:- أنو دين ؟
سلسبيل(نظرت لتمارا):- دين الأمومة تجاهها ، جعلتها تعيد شبابي مقابل بعض الأمور الخاصة
لورينا:- حذار من أن تكوني قد بعتِ إحداهن
سلسبيل:- ههه أولهن أمكِ …كان الأمر يستحق ههههههه هشش لا تخبري أحدا بهذا دعينا نرحل فلدينا الكثير لنتحاور من أجله ، صدقا اشتقت لكِ يا حبيبتي
لورينا:- وأنا لا أدري لم اشتاق لكِ قلبي ههه هيا خالتي هيااااا ، ما أجملكِ هاه تشبهينهن حقاااا
سلسبيل(تأبطت ذراعها بقوة):- كي تقتنعي بأن جمالي كان أخاذا في الصبا
لورينا:- أتساءل كيف ستسبين قلوب الرجال الآن …خصوصا بهذا الشعر الطويل الله الله
سلسبيل:- الويل لهم مني ههههه …
فخرية(سحبت نفسا عميقا):- انتهى الأمر … علينا المغادرة
تمارا:- ارحلي يا فخرية ، قد رأيتِ أباكِ وعائلتكِ الميتة فماذا تنتظرين بعد؟
فخرية:- رؤية فشلكِ …كان ذلك كارثيا ترى ما الذي حدث حتى تداعى كل شيء فجأة جعلتكِ تحطمين الجدار وتزيلين تعويذة الحجب ؟؟؟
تمارا(نظرت لأم لقمان):- ….انتهى وقت الأسئلة والأجوبة ، يعني لم يعد هنالك جدوى لحبسهم .، أخذت ما أريده
فخرية:- لكنني رأيتكِ …كنتِ خائفة لدرجة الجزع ، لا أعلم ما الذي أرهبكِ لكنه منبع قوة ..، فهذا الشيء الوحيد الذي يهدكِ أمي
تمارا:- غادري يا فخرية قبل أن ألعن جيناتي لأنها تسري بعروقك
فخرية:- راحلة أمي …لكننا سنلتقي في القريب العاجل
أم لقمان:- لنذهب تمارا المكان غير آمن
تمارا(تحركت إليه):- خوري … أعلم
خوري:- تعلمين … أنه لن يمر بسهولة ، سوف أنتقم منكِ شر انتقام لكن ليس قريبا سأجعلكِ تنسين أمري لأنني حين أقوم بالرد عليكِ سوف تشهقين بصدمة لأن الخيانة جاءتكِ من أغلى الأحفاد كما ذكرتِ
تمارا:- خوووووري
خوري:- حرريني من هذه الهالة قد سئمت …أريد اللحاق بعائلتي
تمارا(فرقعت إصبعها ليخرج):- حميتك لآخر لحظة … لا تنس ذلك
خوري(اقترب منها مشيرا):- ….لا تنسي أنتِ أنكِ حطمتِ ذلك الأمل الصغير في إنشاء علاقة دموية بيننا ….حطمته جدتي البشعة
تمارا:- خوووووري …يكفي
أم لقمان:- تمارااا قلت لنرحل …دعيه وشأنه
تمارا(مسحوبة معها):- …..مماذا أنتِ خائفة .؟؟؟
أم لقمان:- ميسم قد تظهر في أي صفة وذلك أدهى بكثير من عودتها لأصلها ، لذلك الخطر محدق بنا من كل جانب …علينا التريث
تمارا:- لن تغلبني تلك الفتاة ..أنا أعلم نقاط ضعفها
أم لقمان:- آه حقا …واضح ، ما أخبار وجنتكِ ؟؟؟
تمارا:- ما زالت محنطة فلا تسأليني عنها كل وقت كي لا أتضااااايق
أم لقمان:- والله وفعلتها البنت …أي سحر يسري بعروقها ما الذي فعلناه بهاااا يا تمارا
تمارا(هزت كتفيها):- ….هل رحل ؟
أم لقمان:- أجل أجل رحل قبل قليل اطمئني
تمارا:- هل راقب كل الأجواء ؟
أم لقمان:- حتى آخر لحظة … بعدها رحل ارتاحي
تمارا:- كانت ليلة حافلة …استمتعنا لو لم تخربها علينا تلك البائسة لكانت تحفة حتى آخرها
أم لقمان:- الزيادة من رأس الأحمق …هياااا بنا
خوري(اقترب منها ليتوقف في منتصف الطريق):- … رومينا
ميرنا(ابتلعت ريقها):- …. لن أتفوه بحرف ، أظن بأن تجاهلي سيكون أكبر عقوبة لك يا مشوه
خوري:- لا تخافي مني …لن أؤذيكِ هنا عيب في حق الجدة نبيلة
ميرنا:- لماذا …سؤال واحد أجبني عليه ، لماذا فعلت بي كل ذلك ؟
خوري:- تستحقينه
ميرنا:- سببببببه ؟؟؟
خوري:- سأحتفظ بالسبب لنفسي …يمكنكِ المغادرة في أمان
ميرنا(حركت رأسها بكره وهي تتحرك راحلة):- فعلا سأغادر لأن التواجد معك في بقعة واحدة يشعرني بالاشمئزاز …بئسا لك خوري الراجي
خوري(راقبها وهي مغادرة):- ….بيننا حديث لم ينتهي بعد
ميرنا:- أمسك ورقة وقلم وتخيل تتمته فما عندي قد قلته
خوري:- أجل لديكِ ….هئئئ لديكِ ….أ….أ..
ميرنا(التفتت للخلف):- مم …ماذااااا ؟؟؟؟
خوري(استدار خلفه بصدمة وهو مصدوم):- …أ….أيهااا الحقيي..ييير
وائل(أخرج السكين من ظهر خوري مبتسما):- عذرا لست من العائلة حتى لا أغمس يدي في دمائه لذلك قتله جائز لي … أراك في جهنمي يا خوري الراجي ….هههه
ميرنا:- وااااااااااائل ….ماذااااااااااا فعلتتتتتتتتتتتتت ؟؟؟؟
وائل(حرك كتفه ببرودة):- هل توقعتِ رحيله بسهولة …أكيد لاء ، لقد عذبكِ لقد رأيت كل شيء بعيناي كان من المستحيل تركه هكذاااا ، تمام حكيم رحل بدون انتظار ميار ذهب مع أطفاله طارق رافق أميه ،،..أناااا …ما استطعت غض البصر ، هذا عليه أن يحاسب …ولن يحاسبه غيري فيا إما سترافقينني في الانتقام ….أو ترحلين ، اختاري ….
ميرنا(نظرت إليه ثم لخوري الملقى على الأرض مدججا في دمائه):- …. هه .. لماذا أشعر بالمتعة بداخلي ؟
وائل:- لأن ذلك يسمى قصاص يا عزيزتي ….هيا ساعديني في رفع هذه الجثة ..، أنا أجهز لأجلها تابوتا من الذهب
ميرنا(ورغبة الانتقام تسري في عروقها):- ….أظنك تملك فكرة
وائل(غمز لها):- وأي فكرة ….ههه …لنرحب بالخوري في جحيمنا
ميرنا(كزت أسنانها بقهر منه):- يستحق ….لندخله إلى ذلك الجحيم !
في زاوية قصية كان هنالك شبح يبتسم في الظلام ، شبح راقب كل شيء و استطاع المرور معهم أثناء استعادتهم من الماضي إلى الواقع …شخص لئيم سوف يخلق العديد من المشاكل وكأنه لم يكفيه العقد التي خلقها في وجدان كل واحد فيهم …
شبح الشخص:- ههه صدقا من قال أن العالم الواقعي ليس ممتعا ، يااااه تخلصت من حياة الأموات الآن سأعود قليلا للواقع لأخرب عليهم ما تبقى …ههه أمامي الكثير لأنجزه سوف أحاسبكم جميعا على لعنكم لي منذ بداية الرواااااااااية هههههه …أنا قادم انتظرووووني ….

انتهى الفصل 44
نلتقي في الفصل المقبل في رعاية الله


يتبع ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-01-21, 11:42 AM   #1080

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

عودة ميمونة كونتيسة واخيرا عدتي لنا

mansou غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.