آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          قصر الشوق -باتريسيا هولت -عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          غرام وانتقام (جزيرة مادورنا ) -باتريسيا لامب -روايات عبير الجديدة (عدد ممتاز) حصريا (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلعة بريتاني -ليف ميتشالز-عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-17, 05:37 PM   #1531

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


لم يعرف (هشام) كيف وصل سالماً دون أن يتعرض لحادث بعد قيادته المجنونة ... هو لا يتذكر سوى قلبه الذى كان يخفق بجنون و هو يندفع تاركاً كل شئ خلفه ... قلبه كاد يتوقف و خياله يرسم له أسوأ الصور رغم ما قاله حارس (راندا) ... اندفع فى ممرات المشفى و عيناه تبحثان عن طيفها و قلبه يدعو أن يراها سالمة ... لا يريد أى شئ آخر ... فقط فلتكن سالمة يا الله ... توقف فجأة عندما وقعت عيناه عليها ... تجلس على أحد المقاعد ... تنظر أمامها جامدة و دموعها تسيل على خديها دون أن يبدو أنها تشعر بها ... دارت عيناه عليها فى لهفة و قلبه يتنهد في ارتياح ... همس بصوت مرتعش "حبيبتى" .. لم يعرف كيف سمعته من هذه المسافة ... فقد رفعت رأسها كأنها سمعته أو كأنها قد شعرت بوجوده ...التفتت إليه و عيناها اتسعتا حين وقعتا عليه و فقدتا جمودهما ... عاد قلبه يخفق بقوة و هو يرى كيف تعلقت عيناها به فى أمل و هى تهتف بإسمه ... قفزت من معقدها و اندفعت نحوه لتلتقط عيناه بفزع الدم على ثيابها ... هتفت بإسمه باكية و هى تندفع لتلقى بنفسها بين ذراعيه و تنفجر فى البكاء ... استقبل جسدها الذي اندفع نحو جسده الذى كان يرتجف توتراً و قلقاً .. استند إلى الحائط و هو يضمها إلى خفقات قلبه النابض بجنون و هو يشعر أن ساقيه لن تحتملا ...التفت ذراعاها حول عنقه بقوة و هى تهتف بكلمات باكية لم يستوعبها و هو يضمها إليه بقوة ... إنها هنا ... بين ذراعيه ... أبعدها عن قلبه المعترض بشدة على إبتعادها... إحتضن وجهها بكفيه يلتهم ملامحها المغرقة بالدموع فى لهفة قبل أن تنزل عيناه على جسدها و كفاه تلمسانها بخوف بحثاً عن أى جرح بها ... إنها بخير .. عاد يضمها إليه بقوة حتى ارتفعت قدماها عن الأرض ... يدفن وجهه فى خصلاتها و هو يغمض عينيه و دمعة راحة خانته فسقطت على خده... إنها بخير ... يا الله إنها بخير ... ضمها إليه يكاد يدفنها فى صدره يحتوي انهيارها داخله و هو يهمس بحنان و لوعة بصوت مرتجف حمل كل مشاعره
_"حمداً لله ... حمداً لله .. أنتِ بخير حبيبتي .. يالله ... لا تخافي .. أنا هنا ... كل شيء سيكون بخير ... أنا هنا الآن"
سمع صوتها الباكي يهتف بلوعة
_"(سمراء) يا (هشام) .. (سمراء)"
خفق قلبه و أبعدها برفق ينظر لوجهها لتتعلق بكفيها بقميصه باكية بتوسل
_"افعل شيئاً (هشام) .. أرجوك .. قل أنها ستكون بخير"
ضم رأسها إلى صدره الخافق بقلق شديد و خوف على حالتها المنهارة و هدهدها مطمئناً .. فكر بقلق .. (رواء) ... هل اتصلوا بها؟ .. كيف ستكون حالتها لو عرفت؟ .. لم يبرأ والدها بعد حتى تبعته شقيقتها ... أدار عينيه حوله لينتبه للشاب الواقف في الممر مستنداً إلى الحائط و مطرق الرأس مشعثه و حالة ثيابه لا تقل سوءاً عن حالة (راندا) و وجهه شاحب كالموتى .. رفع الشاب عينيه نحوهما ليقطب (هشام) حاجبيه مفكراً .. هذا الشاب .. إنه ..
قاطعت (راندا) تفكيره و هي تضرب صدره بقبضتها و هي تهتف بانهيار
_"قل أنها ستكون بخير .. قل أنها لن تتركني (هشام) .. أنا السبب .. أنا من أخذتها هناك ... (سمارا) ستموت بسببي .. أنا السبب"
ضمها إليه بقوة و هو يهتف
_"لا حبيبتي .. لا تقولي هذا .. ستكون بخير .. لا تخافي"
هتفت بألم
_"كانت تضحك يا (هشام) ... أردت أن أجعلها تسعد قليلاً ، لكنني دفعتها لموتها"
مسح على ظهرها قائلاً
_"إنه قدرها حبيبتي ... ليس ذنبكِ ..هي ستكون بخير .. لا تقلقي"
انفجرت باكية أكثر و هي تدفن رأسها بصدره ... تشبثت به وجسدها يرتجف بشدة
_"أنا أختنق يا (هشام) .. أشعر أنني سأموت"
هتف و هو يبعدها و هاله رؤية وجهها يزداد شحوبا و أنفاسها تتهدج
_"(راندا) ..إياكِ أن تقولي هذا ... إهدأي حبيبتي .. يجب أن تتماسكي لأجلها"
هزت رأسها بشدة وابتعدت عنه قليلاً و ترنحت بصورة أفزعته فأسرع نحوها و أسندها و هو يقول
_"لا تفعلي هذا (راندا) .. تمالكي نفسكِ حبيبتي"
حاولت التملص منه و التحرك نحو غرفة العمليات التي ترقد فيها صديقتها
_"دعني أذهب إليها ..يجب أن أراها ... أرجوك"
صوت باك مألوف أوقف توسلاتها لتلتفت بشحوب لتقابلها والدة (سمراء) و شقيقتها (طيف) بوجهين مرتعبين غارقين بالدموع و اندفعتا نحوهما و هما تهتفان باسم (سمراء) و باسمها لتتساقط دموعها أكثر و والدة صديقتها تهتف بلوعة
_"(سمراء) .. ابنتي .. أين هي؟! ... كيف حالها؟"
أسرع (هشام) يقول
_"اهدأي سيدتي .. ابنتكِ ستكون بخير بإذن الله .. هي بين أيدي الأطباء الآن و يقومون باللازم .. أنتِ فقط ادعي لها"
وضعت كفها فوق قلبها و همست بألم و بكاء
_"يا ربي ... رحمتك يا رب .. الطف بنا يا رب .. يا رب ابنتي"
دموع (طيف) انهمرت على خديها و سقطت فوق أحد المقاعد و جسدها يرتجف بقوة لتهمس (راندا) بانهيار
خالتي (جميلة) ... آسفة .. لم أستطع حمايتها .. سامحيني ... أنا لم أ .."
دفعت (هشام) بضعف و تحركت نحو المرأة المكلومة و هي تكمل بألم
_"أنا السبب ... (سمراء) ستـ .."
لم تكمل خطوتها و هي تتمايل ليهتف (هشام) باسمها و هو يلتقط جسدها قبل أن تسقط ارضاً و تحركت (طيف) و أمها نحوهما و (هشام) يضرب خدها برفق
_"(راندا) .. حبيبتي ..أفيقي"
وحهها اشتد شحوبه و أنفاسها تحشرجت فهتفت (جميلة) باكية فيما ازدادت (طيف) بكاءاً
_"(راندا) .. ابنتي"
رفعها (هشام) بين ذراعيه و تحرك مسرعاً و هو يهتف بالتمريض المتواجد بالمكان طلباً للمساعدة ، و سرعان ما تم نقلها لغرفة خاصة لتلقي العناية الطبية ... خرج (هشام) مرغماً على تركها بعد دقائق قليلة ، ليطمئن على أسرة (سمراء) و على حالتها من الأطباء .. تنهد بحرقة و هو يفكر في (راندا) التي يبدو أن الصدمة كانت أشد مما تحتمل و ما رآه سابقا من حالتها في مرض جدها يجعله أكثر قلقاً بشأن تجاوزها لصدمتها سريعاً .. مرض والد (سمراء) و إصرارها على الوقوف جانب صديقتها و رؤيته لهما معاً جعلته يدرك مدى حب (راندا) و تعلقها بصديقتها و يخشى أن تتأثر إن ساءت حالة صديقتها ...هز رأسه بقوة ... لا .. لا يجب أن يفكر هكذا ... أسرة (سمراء) في حاجة لدعمه الآن ... الأسرة المسكينة .. لازال الوالد يرقد بالمشفى يُخشى أن تسوء حالته في أي لحظة و الآن الابنة الوسطى هي الأخرى صارت بين الحياة و الموت ... شعر بقلبه مثقلاً و هو يتحرك عائداً إلى حيث كانت السيدة (جميلة) تجلس باكية و شفتاها لا تتوقفان عن الدعاء و (طيف) تحيطها بذراعها و تستند برأسها إلى كتفها تبكي عليه ... لم تكد تلمحه حتى وقفت مسرعة و سألته بقلق
_"كيف حالها بني؟"
تنهد و هو يجيبها
_"لقد أعطاها الطبيب حقنة مهدئة ...ستظل نائمة لبعض الوقت ..الصدمة كانت قوية عليها"
شهقت بالبكاء و هي تجلس مكانها و قالت بحرقة
_"يا رب رحمتك ... الطف بنا يا رب .. الطف بنا فيما جرت به المقادير يا رب"
قال (هشام) و هو يبحث بعينيه عن الشاب
_"هل غادر أحد غرفة العمليات؟"
هزت (طيف) رأسها نفياً و قالت باكية
_"لا .. و لا أحد يطمئننا عليها"
قال و هو يقطب حاجبيه عندما أدرك غياب الشاب
_"لا تقلقي ... إن شاء الله ستكون بخير"
هتفت (جميلة) بابنتها بلوعة
_"(رواء) ... لماذا تأخرت؟ ... هل حدث لها شيء هي الأخرى؟ ... ما كان يجب أن تتصلي بها ... لا ينقصني أن تضيع هي الأخرى منا"
اقترب (هشام) ليربت على كتفها و قال مهدئا
_"لا تقلقي سيدتي ... (رواء) قوية .. اعتمدي عليها"
هزت رأسها و كأنها لم تسمعه و كان يدرك أن الأسرة كلها تعتمد على (رواء) التي تحارب بشراسة أي شعور بالضعف من أجلهم ... يعرف أنها ستقاوم لأجل أن تمد أسرتها بالقوة في هده الظروف كما فعلت الأيام الماضية مع مرض والدها و قبلها .. لسنوات منذ عرفها و هي تفعل ... شد قامته و قال
_"سأذهب ﻷرى ما تحتاجه المشفى من اجراءات"
هتفت (جميلة) باعتراض
_"لا بني ... أنت قدمت لنا الكثير سابقاً ..لا يجب أن .."
قاطعها قائلاً في لوم رقيق
_"لا تقولي هذا سيدة (جميلة) ... أنتِ في مقام والدتي و أسرة (رواء) اعتبرها جزءاً من أسرتي و رعايتكم واجب عليّ"
تطلعت له من بين دموعها في امتنان و تحرك هو خطوة توقفها حين قطع طريقه أحدهم و رفع ناظريه له ليقول الشاب برفق ممزوج بالأسف
_"لا داعي سيد (هشام) ... لقد قمت باللازم"
نهضت (طيف) هاتفة بحدة قبل أن تمنح (هشام)فرصة للرد
_"أنت ... أنت من صدم شقيقتي ، أليس كذلك؟"
أطرق برأسه لحظة قبل أن يرفع عينين آسفتين و وجه حديثه للأم الباكية قائلاً بنبرة مليئة بالاعتذار و الندم
_"أنا آسف سيدتي .. أقسم لكِ .. لم أقصد أبداً .. كل شيء حدث بسرعة .. و هي ظهرت في طريقي فجأة .. اقسم أنني لم أتعمد حدوث ذلك .. و أنا على استعداد لأي شيء تطلبونه"
فتحت فمها لتنطق حين تصاعد بقربهم صوت يهتف بحدة
_"و بماذا سيفيد أسفك يا هذا أو تعويضك؟"
التفت الجميع نحو (رواء) التي كانت تقطع الممر بخطوات غاضبة حادة و عيناها تخلتا عن برودهما لتشتعلا بنار غضب شديدة صبت جامها فوق الشاب الذي رفع نحوها عينين محمرتين متعبتين و نظر بتساؤل للشابة الغاضبة التي أقبلت عليهم و رغبة واضحة في قتله ترتسم في عينيها اللتين أحاطت بهما الهالات السوداء و الشحوب الواضح على وجهها أوحى أنها على وشك أن تنهار في أي لحظة .. قال (هشام) برفق
_(رواء) ... الشاب لم يتعمد الحادث .. كما أنه تصرف كشخص مسؤول و لم يهرب ... لقد تصرف بسرعة و أحضر (سمراء) للمشفى و لولا هذا لـ .."
لم يبد أنها سمعت ما يقول و هي تتوقف مباشرة أمام الشاب و واصلت نظرتها القاتلة نحوه و عيناها التقطتا مظاهر الترف الواضحة عليه ... ثيابه التي رغم تشعثها و الدم الذي لوثها كانت تدل بوضوح على ثرائه و طبقته الاجتماعية .. توقفت عيناها على قميصه الذي انفتحت أزراره العلوية و كشفت عن سلسال ذهبي معلق برقبته فلوت شفتيها ازدراءاً و هي تقول بصوت ثلجي
_"أنا واثقة أنه كان يقود بتهور و لامبالة كعادة أمثاله و لولا هذا لاستطاع تفادي شقيقتي المسكينة"
قالت (جميلة) برفق
_"اهدأي يا ابنتي .. الشاب قال أنه لم .."
قاطعت حديثها قائلة بحدة
_"لا أمي ... أنا أعرف هذه الأنواع جيداً .. من الواضح أنه طفل مدلل لعائلة ثرية لعينة يعتقد أنه يمكنه أن يلعب بأرواح البشر دون أن يحاسبه أحد ... هؤلاء الأثرياء يرون الآخرين مجرد حشرات لا أكثر"
تنهدت أمها بحرارة و قد ادركت أن جرح ابنتها القديم بدأ ينزف دون أن تدري و أن سخطها على الشاب موجه لشخص آخر .. قالت و هي تلمس كتفها برفق
_"(رواء) يا ابنتي ... لا يصح ما تفعلين .. أنت لم تسألي حتى عن حال (سمراء) .. والشاب لم .."
التفتت لها باستنكار
_"شقيقتي في خطر بسبب ذلك الوغد المدلل أمي"
و عادت تلتفت للشاب الذي كان يقبض على كفه بقوة ويكز على فكه بقهر و قد بدا أنه يمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى لا يرد عليها بينما رمقته بازدراء و قد شعرت بقلبها يختنق بينما ملامح الشاب المألوفة دفعت بمزيد من نيران الكراهية و الحقد في عروقها فهتفت بحدة
_"أقسم يا هذا لو أصاب شقيقتي أدنى مكروه سأجعلك تتمنى الموت ... لن أكون (رواء العزايزي) إن لم أجعلك تدفع الثمن"
تراجع الشاب في حدة مصدوماً و هو يحدق فيها بذهول انقلب بعد لحظات لضيق و لمحة من العداوة الشديدة جعلت (هشام) يقطب في شك بينما (رواء) كانت في غفلة عنهما و هي مستمرة في توعدها حين اقتربت احدى الممرضات بسرعة و هتفت
_"رجاءاً الهدوء لو سمحتم .. هناك مرضى"
أسرعت السيدة (جميلة) نحوها و هتفت
_"أرجوك .. ابنتي في الداخل .. طمأنينا عليها"
قالت بهدوء و هي تربت على كتفها
_"الأطباء يقومون باللازم .. لا تقلقوا"
قالتها و ابتعدت في اتجاه غرفة العمليات تتبعها أعينهم المليئة بالرجاء و اﻷمل لتقبض (رواء) على كفها تمنع دموعها بقوة و عاودها غضبها فالتفتت إليه لتجده مطرق الرأس عاقد الحاجبين في ندم واضح أعاد لذاكرتها صورة ترفض أن تستعيدها مجدداً .. هتفت بغل و هي تهز رأسها بقوة لتطرد الصورة
_"ادع الله أن تنجو شقيقتي و إلا لن أرحمك أبداً"
عادت العداوة تطل من عينيه و هو يرد بحدة و صرامة بالغة
_"اسمعي يا سيدة ... أنا مقدر حالتكِ النفسية و قلقكِ على شقيقتك و إلا أقسم لجعلتكِ تبتلعين كلماتكِ هذه"
حدقت فيه بشراسة بينما هتف (هشام) بحدة و لوم
_"(يوسف)"
لم تمنحه (رواء) الفرصة ليدافع عنها و هي ترفع كفها بغضب و هي تهتف
_"أيها الوغد .. كيف تجرؤ؟!"
رفع يده ليصد صفعتها التي توقفت في الهواء فجأة و رفع عينيه مسرعاً نحو صاحب اليد القوية التي أمسكت معصمها بقوة و هتف في راحة
_"أخي"
التفتت (رواء) ناحية الرجل بغضب تبخر تماماً و عيناها تلتقيان بعينيه اللتين تلاطمت فيهما أمواج عاصفة من مشاعر شتى ... لم تسمع (هشام) و هو ينطق باسمه و بدا أنه هو أيضاً لم يسمعه هو أو أخيه و قد بدا غارقاً بكل كيانه معها .. توقف الزمن تماماً كما توقفت أنفاسها و تجمد جسدها و هي تحدق فيه بذهول فلم تشعر بيدها الأسيرة في يده و اختفى كل من حولهما فلم يبق سواهما .. سكون شديد ران خارجها بينما داخلها يصخب بلا رحمة و تشوش رهيب تدافع إلى رأسها و ذكرياتها تحطم قيودها واحدة بعد أخرى متحررة بعد ان ظنت أنها دفنتها للأبد .. كيف .. لا يمكن أن يكون ما تراه حقيقياً ... هو ليس هنا .. ليس حقيقياً ... هو لم يعد بعد كل هذه السنوات .. هي فقط في كابوس و ستستيقظ ... هذا كابوس ... لكن كل شيء كان يخبرها أنها لا تتوهم ... يدها التي بدأت تستشعر بشرتها تحترق تحت لمسته ... عيناه اللتان كانتا تلتهمان كل خلية منها في ذهول مماثل اختلط بشيء رفضت بشدة أن تقرأ معناه .. أنفاسه القريبة التي لفحت وجهها و تحشرجت في صدره كما فعلت أنفاسها ... وجوده .. كيانه الذي حاصرها و سحب كل الهواء من محيطها .. كيانه كله الذي عاد بكل هيمنته و صرامته و كبريائه ، كأنما لم يغادر قبل عشر سنوات ... عشر سنوات!! .. هل حقاً مرت عشرسنوات منذ آخر مرة رأته فيها؟ .. لماذا؟ ...لماذا عاد ليدمر عالمها من جديد؟ ..لماذا الآن؟ .. بعد أن ظنت أنها أعادت بناء ما تسبب في تحطيمه قديما؟ .. لماذا عاد؟ .. ليته يكون كابوساً ... ليته يكون .. لم يكن (سالم) بأفضل حال .. أعماقه كلها كانت ترتجف كما لم يشعر في حياته .. عيناه دارتا عليها تلتهمان كل خلية منها و قلبه يهتف بتوسل ... ليته لا يكون حلماً ... ليته لا يستيقظ ليجدها كانت سراباً بعد طول أمل ... ليتها تكون هنا حقاً ... بل انها هي حقاً ... هي حقيقية كأوضح ما تكون الحقائق ... انها هي .. هاتان عيناها .. أنفها .. فمها ... هذه ملامحها الحبيبة التي يعترف الآن أنها لم تغادر ذاكرته يوماً ... انها هي كما يتذكرها .. فقط ليلها الأسود الطويل صار بعيداً عن عينيه العاشقتين خلف حجابها ... تنفس بصعوبة و هو يرى وجهها الشاحب بهالات عينيها يزداد شحوباً حتى صار أشد بياضاً و شفتاها الباهتتان ارتجفتا و هي تهمس في صوت متحشرج مليء بالألم و الذهول
_"(سالم)!!"
لمعت عيناه بقوة و ارتجف قلبه لهمستها باسمه - رغم رنة الرفض الواضحة فيه ، كأنما تتمنى ألا يكون هنا حقاً - قبل أن ينتفض و هو يرى عينيها تغمضان و جسدها يتراخى لتسقط في لحظة فاقدة الوعي بين ذراعيه اللتين سارعتا باحاطتها في حماية و تملك بينما تهتف والدتها و شقيقتها باسمها و شقيقه وقف مقطباً حاجبيه في ضيق و (هشام) الذي امتزج قلقه على (رواء) بتفكيره الذي عمل سريعاً ليدرك أن هناك الكثير كما يبدو يجمع بين سكرتيرته و بين (سالم المنصوري) الذي بدا ذاهلاً و قد سقط بروده الشهير جانباً و رأى (هشام) تماماً أي عاشق كان يختفي خلفه .. (سالم) الذي لم يشعر بهم بينما يضم جسدها إلى صدره بقوة و تملك و اشتياق بعمر سنوات طويلة .. خُيل إليه أنه يسمع صوت تكسر لشيء ما داخله .. كانت هذه لاشك أصوات السلاسل الجليدية التي أحاطت قلبه لسنوات و جمدته حتى ظن أنه قد مات للأبد ... إن كان قد مات حقاً فمن هذا الذي ينبض بصخب تحت رأسها .. من هذا الذي يرتجف دون رحمة و قد عاودته نبضاته التي حررتها ... قلبه الذي ذابت قيوده بمجرد شعوره بها بين ذراعيه ... فوق قلبه تماماً ... قلبه الذاهل في هذه اللحظات عما سواهما ... قلبه الذي عاد أخيراً للحياة مع عودتها
*****************
انتهى الجزء الأول من الفصل الثالث و الستين
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي للجميع

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-11-17, 09:41 PM   #1532

الوفى طبعي الوفى

نجم روايتي ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية الوفى طبعي الوفى

? العضوٌ??? » 375323
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » الوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻تصفيق قوي لنفسي طلعت محقة، معي حق سالم الجليد المشاعر ما بناسبه الا وحده قوية مثل هتلر الرواية... لقاءهم كان مميز وروعة... بس في علامات سؤال كثيرة..

يوسف والضيق اللي شعر به لما عرف اسم عيلة رواء.. أتوقع ان سالم كان يعشقها وان الجد رفضها واهانها وحاول يدمر عيلتها.. وكردة فعل تزوج رجل ثاني بالاخص لان سالم ما كان يقدر يحميها او يدافع عنها.. وبعد زواجها سالم تدمر وجمد قلبه والمشكلة انه بعد كمان عن عيلته وأخواته.. وهذا سبب ضيق يوسف اللي يحس انه خسر اخوه الكبير بسببها، واكيد يكرهها..

عندي سؤال هو دور يوسف كان انه يجمع شمل رواء وسالم من جديد ام انه رح يحب وحده من الخوات؟؟ بس اعتقد ان طيف وسمراء ليهن ابطال صحيح، أبناء عمهن؟؟ وبالاخص طيف وشهاب؟؟

لازمني هدية لأني قدرت اجمع الثنائيات صح من مجرد وصف واحد، سيلين وآدم، وسالم ووراء...


الوفى طبعي الوفى غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمردت على قلبي وتنكرت لمشاعري... فأنا رجل له ماض.. وان صدف ان سمعتني اناديك بفاتنتي فاهربي, فتلك ستكون لحظة انهياري..

[imgr][/imgr]

[imgl][/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 28-11-17, 11:11 PM   #1533

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

والله وتين مخها محتاج برمجة كيف تخلي نفسها طعم للمجرم لو كنت مكان زياد راح خليها تندم شوي بس مو كثير فلا تزوديها ميوش وعلى الرغم من خدمة منذر فالثمن راح يكون غالي
مشهد انهيار راندا قدام هشام فعلا مؤثر الصدمة كانت قاسية
بس أكيد مو أقسى من صدمة سالم ورواء، القدر كان مصر انه يجمعهم بس الوقت كان مش في صالحهم والواضح أنه يوسف عرفها
استمتعت بقراية الجزء بس عاااااايزة الباقي


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 07:23 PM   #1534

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الغبية وتين وقعت فى فخ المجرم وهى اخطات لانهالم تخبر زياد الغاضب منها ومعه حق ليحبسها
فياريت تصارح زياد عن منذرصفوان
والحادث جمع بين قلبين متحابين هما سالم ورواء بفضل اخوه يوسف الذى لم يقصد الحادث
واحتمال يقرب بين هشام ورندا
يسلمووووو وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 07:48 PM   #1535

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

وااااااااااااااااااااو ماسكة النفس من أول كلمة لآخر كلمة ...وماعنديش تعقيب حياتي غير ....اممممممموة ما خيبتيش ظني

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 11:42 PM   #1536

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

جمييييل الفصل يسلموا حبيبتي
سالم و رواء يا جمالهم نار و جليد
و مااسرع ماذاب الجليد في لحظات
سالم يا سالم كيف راح تمحي الحقد الموجود داخل رواء و نقمتها على الاثرياء
رندا المسكينه موقفها صعب جدا شافت صاحبته تتعرض لحادث أمام عيونها ..

يوسف لماذا الحقد عندما سمع اسم العزايزي ؟

هشام و سيلين

ياليت يدور لها مع اني فاقده الأمل في إن أدم يترك وراءه اثر

زياد و وتين ياووووويلي زياد راح يعصب و معه حق يكسر رأسها

بشوق ل حزء الليله و ل سالم و رواء


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 10:05 PM   #1537

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبيباتي .. كل عام و أنتم جميعاً بألف خير ... إن شاء الله هنزل الجزء الثاني من الفصل الثالث و الستين حالاً .. الفصل طويييل و هتأخر عليكم أكتر لو انتظرت أكمله كله .. إن شاء الله الجزء الثالث من الفصل مش هيتأخر
قراءة ممتعة للجزء الثاني أرق تحياتي للجميع


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 10:11 PM   #1538

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث و الستون (الجزء الثاني)
لم تتوقف (وتين) عن اختلاس النظر نحو (زياد) الذي ظل صامتاً طيلة الطريق منذ غادروا مركز الشرطة حيث كانت تدلي بشهادتها هي و (آية) ..رفعت عينيها نحو المرآة تنظر إليها على المقعد الخلفي و قد مالت برأسها و غرقت في النوم بعد تعبها من البكاء و استجواب الشرطة .. المسكينة تورطت معها دون ذنب و ربما يكون هذا سبباً إضافياً لغضب (زياد) عليها ... عادت تلتفت نحوه و غامت عيناها بالدموع و هي ترى كيف عقد حاجبيه مركزاً على الطريق أمامه بينما كفاه انقبضتا بقوة على المقود و تنهدت بألم و هي تفكر كيف تجعله يسامحها ...هي تخلصت من تهديد ذلك الرجل أخيراً ، لكنها في المقابل عكرت صفو حياتها هي و (زياد) كما تسببت في صدمة لتلك المسكينة .. أخذت نفساً عميقاً و مالت برأسها تستند لزجاج نافذتها و أغمضت عينيها بأسى و هي تدعو الله أن يرق قلب (زياد) سريعاً و يتفهم أسباب ما فعلت و يغفره لها .. راحت في غفوة قصيرة لم تفق منها على صوت (زياد) يقول بخشونة
_"استيقظا .. لقد وصلنا"
فتحت عينيها تلحقها (آية) التي اعتدلت سريعاً في مقعدها و قطبت حاجبيها في حيرة للحظة قبل أن تستوعب الوضع بينما قال (زياد) برفق و هو يلتفت نحوها
_"حمداً لله على سلامتكِ يا (آية)"
دمعت عيناها و هي تنظر إليه لترق نظرته بينما تهز رأسها بتمتمة شاكرة فتابع بحنان
_"هيا يا صغيرة اصعدي لأعلى .. لا تدعي والدتكِ تقلق أكثر من هذا"
قطبت (وتين) حاجبيها في غيرة حاولت جاهدة ألا تجعلها تسيطر على قلبها الذي ضاق رغماً عنها مع معاملته الحنونة مع (آية) رغم أنها تعرف أنه لا يفرق بينها و بين (هاميس) ... زمت شفتيها و أشاحت بوجهها تدعي فتح الباب ليوقفها صوت (زياد) يقول بحزم
_"ابقي أنتِ (وتين)"
التفتت له بتساؤل قلِق لكنه تجاهلها تماماً و التفت نحو (آية) التي نقلت بصرها بينهما بقلق و قال مبتسماً
_"هيا يا (آية) ... اصعدي أنتِ .. سنذهب أنا و (وتين) في مشوار هام"
ابتلعت (وتين) لعابها بصعوبة و هي تنظر إليه بينما بدأ القلق ينهش قلبها محاولة التفكير فيما ينويه ... ردت بشرود على تحية (آية) التي غادرت السيارة لينطلق هو مسرعاً بطريقة جعلتها تتمسك بمقعدها بخوف و همست بعد لحظات بتوتر
_"(زياد) ... إلى أين سنذهب؟!"
قطب حاجبيه دون رد لتقول برجاء و هي تمد كفها لتمسك بيده
_"(زياد) .. أرجوك اسمعني أنا .."
قطعت جملتها بغتة عندما انتزع كفه بعنف مبعداً إياه عن لمستها فاتسعت عيناها بألم و ضمت يدها إلى صدرها الذي اختنق بوجع شديد في قلبها و همست بألم
_"لهذه الدرجة؟!"
زفر بقوة و ركز على الطريق و استمرت هي في النظر إليه للحظات من بين غشاوة الدموع التي تكاثفت حتى بدأت تسيل على خديها ليهتف حانقاً و يوقف السيارة بحدة إلى جانب الطريق و التفت نحوها قائلاً بحدة
_"لماذا تبكين الآن؟"
شهقت بالبكاء فكز على أسنانه و ضرب مقود السيارة بحنق و هو يهتف
_"تباً (وتين) ... ليس هذه المرة .. أنا لن أستسلم لدموعكِ .. امسحيها فلا أريد أن يراها أحد"
رفعت عينيها له في ألم ليقطب في ضيق و يقول و هو يعيد تشغيل سيارته
_"امسحي دموعكِ .. لا أريد أن يظن أحدٌ في العائلة أننا تشاجرنا ، مفهوم؟"
اتسعت عيناها و حدقت فيه للحظات أدارت بعدها عينيها للطريق لتكتشف أنهما في طريقهما للقصر فهمست
_"لماذا تذهب لبيت العائلة (زياد)؟ ... لماذا لا نعود لبيتنا؟"
ابتسم بسخرية ممتزجة بالمرارة
_"هذا بيتنا أيضاً (وتين)"
_"(زياد) ... تفهم ما أعني .. أعدني لشقتي أرجوك .. أنا متعبة"
التفت ينظر لها ببرود و هو يقول
_"لا بأس .. سترتاحين عندما نصل .. جدي أخبرني أن جناحنا أصبح جاهزاً .. و سأترككِ تأخذين كل الوقت لترتاحين هناك .. لن أزعجكِ أبداً"
ابتلعت لعابها بصعوبة فيما استمر في قيادته لتقول بعد لحظات من الصمت
_"(زياد) ... دعنا نتحدث قليلاً .. لا أريد أن أذهب و أنا في هذه الحالة .. سيشك الجميع أن شيئاً قد حدث و .."
قاطعها ببرود و هو يهز كتفيه
_"و ما الذي حدث؟"
ارتفع حاجباها بينما تابع هو بهدوء
_"لم يحدث شيء .. هذا ما ستخبرين الجميع به ... كل ما في الأمر أنني مسافر و لا أريد ترككِ وحدكِ في شقتنا"
شهقت في حدة مع كلماته لتقول و هي تهز رأسها
_"مسافر أين؟ ... أنت لم تخبرني قبلاً .. و من أين أتى أمر السفر هذا فجأة؟"
هز كتفيه قائلاً ببساطة
_"و هل يجب أن أخبركِ بكل شيء سيدة (وتين)؟ .. فكرت في السفر و سأفعل .. هذا كل شيء"
عضت على شفتها و رسالته تصلها بوضوح لتهمس بخفوت و أسف
_"(زياد) حبيبي ... أنا آسفة .. تعرف أنني لم أقصد أن أغضبك و لم أتعمد اخفاء شيء عنك و ما حدث هو .."
قاطعها ببرود و هو يضغط دواسة الوقود
_"قلت لكِ لم يحدث شيء .. هل أخطأتِ في أي شيء لا سمح الله لتعتذري؟"
هتفت بضيق
_"(زياد) .. توقف عن الحديث معي بهذا الشكل"
ابتسم متهكماً
_"و بأي شكل تفضلين أن أتحدث سيدة (وتين هاشمي)؟"
رددت اسمه بحزن ليضغط على فكه و يقول بعد لحظات و هو يقترب من شارع القصر
_"استعدي .. كما اتفقنا .. أنا مسافر لأيام و أنتِ لا تستطيعين البقاء وحدكِ بالشقة"
عقدت حاجبيها و قالت بصوت مختنق
_"لن يصدق أحد هذا التبرير"
هز كتفيه
_"لا أعتقد ... أنا متأكد أنكِ ستقنعينهم بسهولة"
و التفت يرمقها بنظرات مخترقة امتزجت بشيء من الألم
_"في النهاية اكتشفت أن لديكِ موهبة بارعة في التمثيل .. صدقيني لن يشك أحدهم في أدائكِ"
عاودتها الدموع و هي تنظر إليه فقست نظراته و قال و سيارته تقترب من البوابة الخارجية التي سارع الحارس بفتحها و هو يحيهما بحبور
_"قلت لا تبكي .. آه .. إلا إذا كنتِ ستخبرينهم أنها دموع اشتياقكِ لي من الآن؟"
همست بألم و هي تتمسك بذراعه
_"(زياد) ... لا تفعل هذا ... لا تريد الذهاب لبيتنا لا بأس .. لنبقى معاً هنا .. لنتحدث في الأمر ... لا تدعه يقف بيننا حبيبي .. أرجوك"
قال و هو يركن السيارة في الساحة الخارجية
_"كان يجب أن تفكري في هذا قبلاً يا زوجتي العزيزة ... هيا .. الجميع ينتظروننا .. لقد أبلغتهم بقدومنا"
أطرقت بشحوب قبل أن تهز رأسها و مسحت بحزم دموعها و فتحت الباب لتهبط من السيارة لتنظر نحوه بألم للحظات قبل أن تغلق الباب بعنف شديد و تحركت بخطوات عنيفة تقطع الخطوات التي تفصلها عن السلم الخارجي ... ما كادت تلامس الدرجة الأولى حتى شهقت حين شعرت به يجذبها نحوه بقوة حتى ارتطمت بصدره لتلتفت نحوه بعينين متسعتين و أنفاسه الحارة لفحت وجهها و هو يهمس بغضب مكتوم
_"ألم تفهمي كلمة واحدة من كلامي؟"
غشيت الدموع عينيها و هي تنظر في عينيه الغاضبتين و همست بألم
_"إن كنت تخشى من معرفتهم بشجارنا ما كان عليك أن تحضرني إلى هنا في المقام الأول"
ذراعه اشتدت حول خصرها لتتأوه بألم بينما قربها أكثر إليه و هو لازال ينظر في عينيها اللتين لانتا برقة و قد بدأ قربه الشديد يذيب قلبها و يدفع بحزنها و غضبها الوليد جانباً فهمست اسمه و هي تميل نحوه و أنفاسها تتهدج و سمعته يأخذ نفساً عميقاً و شعرت بدقات قلبه تتسارع تحت أصابعها فبدأ الأمل يغزوها من جديد فتمسكت بقميصه تقترب منه أكثر حين انتفض كلاهما على صوت يهتف بخبث و استنكار مصطنع
_"يا الله ... ألا تتمتعان ببعض الحياء؟ .. أو على الأقل بعض النظر لتدركا أنكما تقفان في ساحة القصر؟"
دفعها (زياد) برفق و هو يزفر بحنق ليلتفت بعدها نحو (سيف) الذي كان يقف أعلى السلم ينظر نحوهما بعبث و قال و هو يحيط خصرها بذراعه و يتحرك معها يصعدان الدرجات و يدها تستشعر ارتجاف جسدها الخافت
_"و أنت؟! .. ألا تمتلك بعضاً من هذا الحياء فتخجل من نفسك و أنت تتنصت على رجل و زوجته؟"
ضحك (سيف) و قال
_"من قال لكما أن تستعرضا حبكما أمام العالم؟ ... بحق الله أنا لازلت عازباً .. فلتراعيا شعوري قليلاً"
ضرب (زياد) كتفه بقوة بينما ابتسمت (وتين) بشحوب و قالت
_"مرحباً (سيف) .. كيف حالك؟"
_"الحمد لله ... كيف حالكِ أنتِ (تينا)؟ .. تبدين شاحبة .. أنتِ بخير؟"
شعرت بيد (زياد) تضغط على خصرها فهمست بخفوت و هي تميل إليه قليلاً
_"أشعر ببعض التعب لا أكثر"
أشار نحو الداخل و قد لمعت عيناه باهتمام
_"يجب أن ترتاحي إذن .. سلامتكِ (وتين)"
تحركا نحو الداخل و رافقهما قائلاً بمرح
_"ما الأمر؟ .. ألا يهتم بكِ زوجكِ المجنون هذا؟"
ابتسمت و اختلست نظرة حزينة نحو (زياد) و قالت
_"أنت تتحدث عن (زياد) يا (سيف) .. من يهتم بي مثلما يفعل هو؟"
صفّر (سيف) في مرح بينما تعالى صوت (هاميس) تهتف بسعادة
_"و من يشهد لأخي الحبيب؟"
التفتوا نحوها فتابعت و هي تحتضن (وتين) بقوة
_"اشتقت لكما كثيراً"
قرصت خدها بمرح و قالت
_"يا ماكرة ... من يسمعكِ يقول أننا لم نكن هنا قبل يومين فقط"
ضحكت و هي تتركها لتحتضن (زياد)
_"و من قال أنني لا أشتاق لكما كل يوم"
ضمها في حنان و تابعت هي برجاء
_"لماذا لا تعودان يا أخي؟ ... لقد انتهى جناحكما و يمكنكما الانتقال إليه اليوم .. أرجوك"
رفع (سيف) حاجبيه و هو ينظر نحوهما بخبث و قال
_"هل جُننتِ (هاميس)؟ .. من الجيد أنهما يسكنان بعيداً .. لا ينقصنا فضائح .. لا تنسي أن هناك أطفال في المنزل ، هل تريدين أن يفسدا أخلاقهما؟"
رمقه (زياد) بغل ليضحك بينما منعت (هاميس) ابتسامتها بصعوبة و هي تنقل بصرها بين شقيقها و (وتين) التي أطرقت بابتسامة خافتة لم تستمر طويلاً لتلمح (هاميس) بتساؤل الحزن المختبيء في عينيها فقالت بقلق
_"هل أنتِ بخير (وتين)؟"
هزت رأسها بشحوب و تحركت ببطء و هي تهمس
_"أنا متعبة سأذهب لأرتاح قليلاً و .."
لم تكمل كلمتها و ترنحت ليناديها (زياد) بفزع و يندفع بسرعة ليمسكها بين ذراعيه تحت أنظارهما الخائفة ليتحرك بعدها مسرعاً نحو جناحهما تتبعه (هاميس) بقلق بينما تابعتهما أنظار (سيف) و قد بدأ يشك فعلاً في وجود خطب بينهما ...
فتحت (هاميس) الباب بسرعة لشقيقها و تبعته للداخل بينما اندفع هو ليضع (وتين) فوق الفراش و همس بقلق
_"(وتين) ... أفيقي"
أسرعت (هاميس) تحضر زجاجة عطر بينما يفك هو حجاب (وتين) بأصابع مرتجفة و وضعه جانباً و حل أزرار معطفها ، ليربت بعدها على خدها برفق و هو يقول بتوتر
_"حبيبتي ... هل أنتِ بخير؟"
اقتربت (هاميس) منهما و قربت العطر من أنفها لتتململ (وتين) و تحرك رأسها فتنهد (زياد) بقوة لتفتح عينيها بعد لحظات و تتطلع إليه فقطب حاجبيه و فكر قليلاً قبل أن تضيق عينيه في شك
_"آه (وتين) ... لقد أرعبتِنا .. ماذا بكِ؟"
همست بخفوت و هي تختلس النظر نحو (زياد)
_"أنا متعبة قليلاً (هاميس) .. هذا كل شيء"
صفقت فجأة في حماس و هتفت
_"ربما تكونين حاملاً"
فتحت فمها بذهول و اتسعت عينا (زياد) لتهتف (وتين) بسرعة في توتر
_"ماذا تقولين (ميسا)؟ .. ليس الأمر هكذا .. أنا متأكدة"
همست بخيبة أمل
_"أحقاً؟ .. يا للأسف .. لقد تحمست دون داعي"
شعرت (وتين) بالضيق و هي ترى لمعة عينيه تخفت و تمنت لو كانت بالفعل تحمل طفله في هذه اللحظة ، لكان نسي كل غضبه منها .. سمعت (هاميس) تكمل
_"لا بأس ... لازلتما في بداية زواجكما .. و بإذن الله قريباً تجعلانني عمة"
ابتسمت بخفوت بينما قال (زياد) بعد لحظات و عيناه لا تفارقان وجه (وتين)
_"لماذا لا تذهبين أنتِ عزيزتي و تدعيني أهتم بزوجتي قليلاً؟"
نقلت بصرها بينهما و ابتسمت و هي تهز رأسها .. قبلت رأس (وتين) بحب و نهضت من جوارها لتغادر و تغلق الباب خلفهما و هي تقول
_"اعتني بها جيداً (زياد)"
أومأ برأسه قبل أن يلتفت نحو (وتين) التي أطرقت برأسها و انقبضت أصابعها فوق ثيابها ليقول بعد لحظات
_"ماذا كان الداعي لهذه المسرحية؟"
رفعت عينيها إليه بسرعة و دمعت و هي تنظر إليه ليقول بصرامة
_"هل أصبحت تسليتكِ الجديدة التسلي باللعب بأعصابي؟"
هزت رأسها نفياً بسرعة لينهض بحنق فأسرعت تتمسك بكفه تمنعه من الابتعاد
_"لا تذهب (زياد) ... أنا آسفة"
حاول نزع كفه من يدها ، لكنها تمسكت بها أكثر و هي تنهض من مكانها و وقفت على ركبتيها فوق الفراش و اقتربت منه باكية .. تعلقت بعنقه هاتفة ببكاء
_"أنا آسفة حبيبي ... أرجوك لا تغضب .. لم أقصد أن أغضبك (زياد) .. أنا آسفة"
نبض قلبه بألم و قاوم رغبته في ضمها إليه و مسح دموعها .. هو غاضب بحق الله .. لا يمكن أن ينسى ما فعلت بهذه البساطة .. رفع يديه ليحل ذراعيها عن عنقه فهتفت و هي تتمسك به أكثر
_"لا (زياد) .. لا تبعدني عنك أرجوك .. لا تفعل .. اغضب مني كما تريد ، لكن لا تبتعد عني"
_"(وتين) توقفي .. أنتِ .."
قاطعته و هي تبتعد قليلاً لتنثر قبلاتها على وجهه و هي تبكي و تهمس له باختناق
_"عاقبني بأي طريقة (زياد) إلا هذه ... لا تتركني و تسافر .. أرجوك"
تنهد بقوة بينما انهارت باكية و هي تدفن وجهها في عنقه و هي تواصل اعتذارها
_"أنا آسفة حبيبي ... لم أفكر .. لم يكن أمامي خيار .. كنت أموت خوفاً عليك .. خفت أن يؤذيك يا (زياد) .. لم أكن لأحتمل"
أبعدها هاتفاً بغضب
_"و ماذا عني أنا؟ ... هل فكرتِ في شعوري لحظة؟ .. هل تتخيلين ما أصابني و أنا أجدكِ تختفين من جانبي في لحظة؟ .. هل تتصورين مدى رعبي و أنا أتصوره اختطفكِ دون أن أنتبه لكِ لأتلقى بعدها رسالتكِ اللعينة تلك؟ .. هل فكرتِ فيّ لحظة واحدة (وتين)؟"
ابتعدت عنه بألم و سقطت فوق الفراش ليهتف و هو يلوح بذراعه في الهواء
_"أنتِ لم تثقي فيّ أبداً (وتين) .. منذ البداية لم تريني أستحق ثقتكِ .. أخفيتِ عني تهديدات أمي لكِ و كل ما فعلته هي و (ريناد) .. أخفيتِ حادثكِ و حرمتِني من وجودي جانبكِ وقت حاجتكِ لي .. استخففتِ بحبي و قررتِ أن زواجنا لا أمل منه و طعنتِني و أنتِ توافقين على الزواج من رجل آخر و غفرت لكِ كل هذا و تجاوزته و لم أحاسبكِ عليه .. قلت أن الماضي ولى و لن نفسد مستقبلنا بسببه .. قلنا يكفي أننا معاً أخيراً .. تباً (وتين) ... لقد اتفقنا ألا نخفي عن بعضنا أي شيء و كنتِ أنتِ أول من أخلى باتفاقنا (وتين) .. كان يجب أن أعلم أنكِ لا تريني أهلاً لثقتكِ أبداً"
هتفت باكية
_"لا تقل هذا (زياد)"
أمسك كتفيها يهزها بقوة و هو يهتف
_"كيف تطلبين مني ألا أغضب منكِ؟ .. كيف؟"
_"أنا أحبك (زياد) ... أنا أثق بك أكثر من نفسي"
هتف بتهكم و هو يحررها من قبضته
_"هذا واضح .. الثقة ليست كلمات حبيبتي .. الثقة أفعال"
مالت برأسها جانباً تنظر له من بين دموعها ليتابع بمرارة
_"و أنتِ أثبتِ لي بالأفعال يا (وتين) أنكِ لا تثقين بي أبداً"
دفنت وجهها بين كفيها و بكت بحرقة ليتطلع هو فيها بألم يقاوم قلبه الذي يتمزق لبكاءها ليقول بعد لحظات
_"يجب أن نبتعد قليلاً (وتين) لـ"
رفعت وجهها إليه بفزع و هتفت تقاطعه
_"تريد أن ننفصل .. تريد أن تطلقني (زياد)؟"
لولا وضعهما الحالي لأنفجر ضاحكاً ، لكنه أغمض عينيه زافراً بحدة و هو يقول
_"بحق الله من تحدث عن الطلاق الآن؟"
نهضت من مكانها و وقفت أمامه هاتفة
_"أنت تريد أن تتركني .. لقد سأمت مني .. كل الأزواج يتشاجرون معاً و يتصالحون ... بينما أنت تريد أن تستغل أول شجار لتتركني"
زفر بحنق و هو يقول
_"أرأيتِ أنتِ لا تثقين بي؟!"
هزت رأسها بسرعة و اقتربت الخطوة التي تفصلهما و أحاطت خصره بذراعيها و هتفت
_"أقسم لك أنني أثق بك .. أنا فعلت ما فعلت لأنني أحبك .. لأنني أثق بك و أعلم أنك لن تخاطر بحياتي و لو كانت حياتك الثمن"
و رفعت عينيها تنظر إليه بكل مشاعرها و هي تهمس
_"و لم أكن لأحتمل حبيبي ... لم أكن لأحتمل أبداً"
دفنت وجهها مجدداً في صدره
_"صدقني حبيبي .. أعرف أنني أخطأت .. سامحني"
تنهد بقوة و لم يقاوم نفسه و هو يرفع ذراعيه ليضمها إليه بقوة و قال بخفوت
_"لا يمكنني أن أنسى بهذه السرعة (وتين) ... لقد آلمتِني بقسوة .. لا يمكنني أن أتجاوز غضبي منكِ بهذه السهولة"
هزت رأسها المدفون في صدره و همست
_"لا تفعل إذن ... خذ وقتك .. سأنتظر .. يكفيني أنك معي .. اغضب كما شئت لكن لا تبتعد عني"
تنهد من جديد لترفع عينيها له برجاء
_"لا تسافر حبيبي ... أرجوك"
نظر لعينيها و وجد نفسه يهمس
_"حسناً لن أسافر"
لمعت عيناها بفرح و هتفت من بين دموعها
_"أحقاً؟"
قطب حاجبيه قائلاً بصرامة
_"لكنني لم أسامحكِ بعد ... سيكون عليكِ فعل الكثير حتى أنسى .. ستحتملين غضبي حتى أهدأ و أرى إن كنت سأسامحكِ أم لا"
هزت رأسها و ابتسمت و هي تضع رأسه فوق قلبه النابض
_"لا بأس حبيبي .. يكفيني أنك هنا"
اكتفى بضمه إليها برفق لتغمض عينيها براحة و هي تعده داخلها ألا تخذل ثقته بها مجدداً و أنها ستنتظر حتى يصفو قلبه لأجلها من جديد و لو طال الوقت ... يكفيها أنه معها ..
******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 10:19 PM   #1539

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أخذ (سالم) نفساً مرتجفاً و هو يفتح باب الغرفة التي ترقد فيها (رواء) .. دخل بخطوات متثاقلة و قلبه يرتجف بقوة .. قلقاً وأملاً .. و اشتياقاً .. لم يعرف كيف احتمل كل هذه الوقت الذي فصله عنها منذ أخذوها منه و تخلى هو عنها مرغماً بعد استيعابه أخيراً لحالتها و وضعهما .. قلبه الذي أعادته للحياة كاد يموت رعباً عليها و هو يرى كيف تهاوت بين يديه كورقة أسقطها الخريف .... ابتلع لعابه بصعوبة و هو يخطو مقترباً من فراشها و نبض قلبه بقوة و هو يلمح جسدها المستلقي على بعد خطوات قليلة منه لتختلج أنفاسه بشدة و هو يقطع الخطوات الفاصلة بينهما ليقف أمامها و عيناه عادتا تشبعان شوقه إلى ملامحها الحبيبة ... كيف جمعهما القدر بعد كل هذه السنوات؟ .. و بأي طريقة جمعهما؟ .. قديماً هو جرحها و جده دمر عالمها و أسرتها بسببه و اليوم شقيقتها ترقد بين الحياة و الموت بسبب أخيه .. أي قدرٍ هذا الذي يجمعهما؟! .. أي وجع؟ .. اقترب خطوة أخرى ليتنهد بحرارة و هو يميل نحوها لا يستطيع أن يمنع عينيه عن التعلق بها و لا قلبه الذي غادر صدره مُقبِلاً كل خلية منها ... غامت عيناه و هو ينحني ليجلس جوارها على حافة الفراش و خانته تنهيدة اشتياق و ابتسم في حنين بينما تتتبع عيناه آثار السنون التي فرقتهما .. تلك السنون التي حولتها من تلك الفتاة ذات الثمانية عشر ربيعاً التي وقع بحبها إلى امرأة ناضجة تسلب القلوب ... ملامحها الطفولية الجملية تحولت إلى جمر مشتعل تساقط بلا رحمة على قلبه العاشق المشتاق بجنون لم يتخيله .. ادعى أنه قد مزق صفتحها و دفن ذكرياتها بعيداً و دفع بها إلى غياهب النسيان بغير رجعة و تجاوز ماضيهما لكنه كان كاذباً و مدعياً .. يعترف بهذا .. رفع يداً مرتجفة نحو وجهها كأنما ينوي مسح آثار التعب البادي عليه ، ليوقفها فجأة و قطب حاجبيه في ألم متذكراً فجأة أن حاجزاً لعيناً قد وضع بينهما .. حاجزاً حرَّم عليه حقه فيها ... انحدرت عيناه بسرعة إلى كفها الأيسر و الغيرة التي مزقته قديماً عادت لتفتك بقلبه الذي اهتز في صدره بعد ثانية واحدة و هو يلمح أصابعها الخالية من خاتم الزواج .. أدار رأسه إليها بحدة و عيناه تعلقتا بها في أمل .. ماذا يعني هذا؟ .. هل انتهى زواجها؟! .. هل عادت حرة؟ .. منذ متى؟ .. لا .. لا يريد أن يتعلق بأمل زائف ... لن يحتمل نفس الطعنة مرتين .. أخذ نفساً حاداً و هو ينظر لعينيها المغلقتين .. ربما هي فقط لا ترتدي خاتمها .. لكن أين هو زوجها؟ ... لماذا ليس معها هي و أسرتها؟ .. لم تأت أمها أو شقيقتها على ذكره حتى .. إذن ربما كانا قد انفصلا فعلاً .. يا الله ... رحماك من هذا الألم الذي يشق الضلوع .. رحماك من أملٍ يغرس بالقلب ثم ينُتزع منه انتزاعاً فيقتله بعد ميلادٍ جديد .. مد يده المرتجفة ليمسك كفها و احتضنه بقوة بين أصابعه و أغمض عينيه يستعيد كل ذكرياتهما معاً في تلك الفترة القصيرة التي سرقاها من الزمن .. تحشرجت أنفاسه و هو يرفع كفها و قبل راحتها بحب قبل أن يرفع رأسه و ينظر لها في عشق و ينحني ليهمس لها بألم
_"لو تعلمين كيف صارت حياتي من بعدكِ حبيبتي ... لو تعرفين مبلغ عطشي منذ رحلتِ عني يا روا القلب؟! .. آه .. يا (روايا) .. آه .. ماذا فعلنا ببعضنا حبيبتي؟ .. ماذا فعلنا؟"
قبل راحتها مرة أخرى بعمق و دفن وجهه فيها و هو يتابع بحرقة
_"هل تعذبتِ في بعدي حبيبتي؟ .. هل بكيتِ اشتياقاً إليّ في أي يوم ، أم أن ذلك الرجل انتزعني من داخلكِ؟ .. أم أنني أنا من فعلت؟ .. أتُراكِ كنتِ صادقة حين قلتِ أنكِ تكرهينني أم أن جرحكِ النازف مني وقتها هو من كان يتحدث؟ .. أخبريني (روايّ) .. هل نسيتِني حقاً؟ .. هل كنتِ تلعنينني كل يومٍ كما أقسمتِ لي تلك الليلة؟ .. هل .."
ماتت الكلمات على شفتيه حين رفع عينيه و هو يحدثها لتتعلقا بمعصمها و اتسعت عيناه بذهول و هو يرى أثراً لجرحٍ قديم بطول دوران معصمها و سرت في جسده قشعريرة باردة و هو ينقل بصره نحوها قبل أن يتناول كفها الآخر بتوجس و ينظر لمعصمها الآخر ليغمض عينيه متأوهاً بوجع قبل أن يفتحهما ينظر لها بألم شديد و همس و هو يضم كفها إلى قلبه النازف
_"لا تقولي أنكِ فعلتها يا (رواء)؟ ... لا تقولي أنكِ كدتِ تقتلين نفسكِ؟ .. أنتِ لن تفعليها .. لن تفعليها"
انحدرت دمعتان محرقتان على خديه و هو يتخيلها تقطع شرايينها ثم تنزف حتى الموت بينما هو بعيدٌ .. غارقٌ في مرارة حرمانه منها للأبد ... (رواء) لم تكن ضعيفة أبداً لتقبل على أمرٍ بشع كقتل النفس .. هل دمرها و جده إلى تلك الدرجة؟! .. تنفس بمرارة و ذاكرته تعيده رغماً عنه لليلة زفافها حين تحطم كل شيءٍ بينهما إلى غير رجعة ... عادت صورتها و هي تصرخ في وجهه بانهيار أن يبتعد عن حياتها للأبد .. أنها تكرهه و ستظل تكرهه حتى تموت .. أنها ستظل تلعنه حتى آخر يومٍ في حياتها .. تحركت عيناه نحو عنقها و مد يداً مرتجفة ليلمس جرحاً آخراً لازال أثره هناك و رغم خفوته ، لكنه لمحه و انقبضت يده الأخرى على أصابعها و هو يستعيد تلك اللحظة التي وضعت فيها السكين على رقبتها تهدده أن يبتعد عنها و إلا قتلت نفسها أمام عينيه ... سكينها انغرس في قلبه هو قبل أن تغرسه في عنقها ليرقب في هلع خيط الدم الذي بدأ يتسلل فوق بشرتها بينما لا تتوقف عن الصراخ فيه و هي تبكي بانهيار أن يرحل عن حياتها للأبد و يرحمها .. وقتها ظن أنها تهدده ليس إلا و لم يتراجع و ينفذ لها رغبتها ، إلا لخشيته أن تؤذي نفسها في حالتها المنهارة تلك دون أن تدرك .. لم يتصور للحظة أنها قادرة على الانتحار .. كانت آخر مرة يراها فيها و آخر صورة رافقته حين أقدم على غربته هارباً من طيفها و من خيالاتها مع زوجها التي ألقته في جحيمٍ مستعر أتى على روحه و قلبه فلم يُبق منهما سوى هشيماً تذروه الرياح ... مال برأسه ليقبل جرح معصمها و هو يهمس بحرقة
_"ماذا فعلنا ببعضنا يا (روايّ)؟ .. هل عذبتكِ لهذه الدرجة حتى تقتلي نفسكِ؟ .. هل أردتِ قتلي مرتين حبيبتي؟ .. هل تخيلتِ كيف ستكون حالتي لو عرفت برحيلكِ عن الدنيا؟ .. كنت أمني النفس أنكِ لازلتِ تتنفسين على هذه الأرض و هذا يكفي .. كان يكفيني لأظل أنا على قيد الحياة .. كميت حي .. أنفاسكِ كانت تبقينني حياً حبيبتي حتى و أنا أقسم لنفسي أنني نسيتكِ .. لكنكِ كرهتِني حتى أردتِ حرماني حتى من أمل وجودكِ في نفس عالمي و من حياةٍ تمنحها لي أنفاسكِ من بعيد .. أكرهتِني حقاً حبيبتي؟"
تمنى لو تفتح عينيها و تجيبه ، لكنه على قدر حرقته ليرى عينيها الحبيبتين من جديد على قدر خشيته أن يلمح داخلهما نظرة كراهيتها له .. تلك النظرة التي رافقته بعد افتراقه عنها لتمعن في قتله كأنما لم يكن يكفيه أنها أصبحت ملكاً لرجل آخر ... نظر إليها للحظات و تنهد بمرارة .. رفع عينيه عن وجهها الشاحب إلى شعرها الذي غاب عنه حجابها ، لكنه اختفى هذه المرة خلف قبعة طبية رقيقة .. ابتلع لعابه بصعوبة و تزايدت نبضات قلبه و أنفاسه و رفع يده بتردد نحو رأسها ... كان يعلم أنه يرتكب اثماً .. كان يعرف أنه لا يحق له أن يفعل هذا ، لكنه لم يستطع المقاومة .. كان شيئاً أكبر منه .. كان قلبه يحترق رغبة في نظرة واحدة يشبع بها عطشه إليها .. إلى قربها و ملامحها و حبها .. يشتاق إلى كل تفاصيلها و لا يعتقد أنه حتى نظرة أو لمسة واحدة ستروي ظمأه المهلك ... أصابعه المرتجفة أزالت القبعة عن شعرها لتتسع عيناه بصدمة و تراجع للخلف في حدة و ارتخت أصابعه عن كفها ليسقطه جوارها و هو يتنفس بصعوبة .. لقد حصل على جوابه .. غصة رهيبة وقفت في حلقه و هو ينظر لوجهها قبل أن يرفع عينيه بألم نحو خصلاتها القصيرة التي تهدلت على جبينها و بالكاد لامست جانب وجهها و عنقها في قصة صبيانية منحتها رقة شديدة رغم ذلك و أظهرت ملامحها الفاتنة ... مد يده المرتجفة في ذهول يتحسس شعرها الأسود و قلبه ينبض بوجع شديد ... لقد قصته ... شعرها الطويل .. ليله الأسود الطويل .. قصته ... شعرها الذي يعرف كم كانت تحبه و كم كان يعني لها ... شعرها الذي تعرف هي كم يعشقه .. شعرها الذي حلم طويلاً أن يفترش وسادته و يغمر وجهه بين خصلاته فيضيع للأبد .. و لقد فعل ... كانت تعرف كل هذا و قصته ... لا .. لم تكن تقص خصلاتها الطويلة ، بل كانت تقتطعه هو و ذكرياته من حياتها للأبد ... كانت تمحوه و تتخلص من كل ما يذكرها به .. حتى و لو كان شعرها الحبيب .. تخللت أصابعه خصلاتها الناعمة في لوعة و همس داخله بحرقة و مرارة .. هي تكرهه .. (رواء) تكرهه .. تكرهه لدرجة أن تقص خصلاتها التي تحب .. تكرهه لدرجة أن تحاول انهاء حياتها ... فرصته التي اعتقد لتوه أن القدر منحه إياها انتزعها منه قبل أن يمسكها بين يديه .. أبعد أصابعه التي شعر بها تحترق كما احترق قلبه و أعاد قبعتها إلى رأسها و نهض ببطء من مكانه ليلقي عليها نظرة أخيرة من بين عينين غائمتين ضائعتين و انحنى ليقبل جبينها في حب و همس لها قبل أن يرحل بخطوات ميتة و قلب مثقل بالأوجاع
_"كان يجب أن أعلم أن ذنوبي لن تغفر بهذه السهولة .. كان يجب أن أعرف أن القدر لن يمن عليّ بفرصة جديدة .. لم يرجعكِ إليّ إلا ليعذبني بكِ من جديد حبيبتي .. و هذه المرة لا شفاء يا (روايا) .. لا شفاء و لا نجاة"
***************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 10:26 PM   #1540

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسارعت أنفاس (راندا) و هي تحاول اختراق الظلمة التي أحاطت بها و تحركت بخطوات مرتجفة و هي تهتف بخوف
_"(سمراء) .. أين ذهبتِ؟ .. (سمارا) حبيبتي ..هذا ليس وقت المزاح .. أين أنتِ؟ .. أنا خائفة"
لمحت طيفها على الجانب الآخر من الطريق فعادت تناديها لتلتفت صديقتها نحوها و على شفتيها أجمل ابتساماتها فابتسمت لها و تحركت في اتجاهها بسرعة لتقطب حاجبيها بعد لحظات و هي تلاحظ أنها رغم حركتها لكن المسافة بينهما لا تنقص .. رفعت ناظريها إليها بحيرة لتجدها تبتسم في حنان و لوحت لها و هي تتحرك مبتعدة فهتفت بها و خطواتها تتسارع
_"لا تذهبي (سمارا) .. لا تذهبي أرجوكِ"
دموعها انحدرت مع شعورها بالعجز و لم تتوقف عن جريها و لا نداءاتها المتوسلة لتتوقف أخيراً مع توقف صديقتها التي عادت تلتفت لها بابتسامتها الغريبة تلك لكنها مسحت دموعها و ابتسمت في راحة حين ظنتها استمعت لها و ستعود معها لكن الضوء القادم من بعيد انتزع ابتسامتها لتصرخ من جديد تنادي (سمراء) التي اتسعت ابتسامتها قبل أن تختفي عن ناظريها تماماً و السيارة المسرعة تصطدم بها .. صرخت و هي تعدو نحو السيارة التي انقلبت فجأة رأساً على عقب .. اقتربت من السيارة التي اشتعلت بها النيران فجأة و مالت تبحث عن (سمراء) و تناديها دون جدوى و دموع عجزها انهمرت دون توقف لتتسع عيناها بعد لحظات و هما تقعان على الخيال المألوف داخل السيارة المقلوبة قبل أن تصرخ بلوعة
_"(هشام)؟!"
تلفتت حولها تصرخ طلباً للمساعدة و عادت تضرب زجاج السيارة و هي تناديه ليفتح عينيه لكنه لم يسمعها و راقبت في ارتياع نزيف رأسه .. انفجرت باكية و استمرت في ضرب الزجاج
_"(هشام) ... استيقظ يا (هشام) .. السيارة تحترق .. أفق يا (هشام) .. لا تفعل هذا بي .. (هشام)"
_"هل ستحتملين فراقه يا (راندا)؟"
التفتت بفزع نحو (سمراء) التي وقفت بالقرب ترمقهما بأسى و هي تتابع
_"فكري بسرعة قبل أن تخسريه .. هل ستحتملين أن يترككِ و يرحل؟"
صرخت برعب
_"لا"
و عادت تلتفت نحو السيارة محاولة تحطيم زجاجها و هي تصرخ
_"(هشام) .. أفق يا (هشام) .. لا تذهب أرجوك .. لا تتركني ... لا تفعل"
و التفتت نحو (سمراء) هاتفة من بين دموعها
_"ساعديني (سمارا) ... لا أستطيع ... (هشام) يضيع مني"
ابتسمت صديقتها في حزن و همست لها
_"لم يعد باستطاعتي ... الأمر الآن بيديكِ حبيبتي ... أنتِ وحدكِ تستطيعين منعه من الرحيل"
صرخت (راندا) و هي ترى صورتها تبهت
_"لا .. لا تذهبي أنتِ أيضاً ..لا تتركاني و تذهبا .. (هشام)"
التفتت نحو (هشام) و صرخت بلوعة و هي تضرب السيارة بقبضتيها
_"لا تتركني (هشام) .. لا تتركني .. لن أحتمل هذا .. سأموت (هشام) .. لا تذهب ..أنا أحبك .. هل تسمعني؟ .. أنا أحبك"
اندلعت النار تلتهم السيارة أمام عينيها المرتعبتين لتسمع صوتاً يقول في سخرية
_"ها قد ذهب أخيراً و سنرتاح"
التفتت نحو الصوت بذهول لتقابلها صورتها تبتسم بشماتة و تتابع
_"لقد رحل كما أردتِ دائماً .. لماذا تبكين الآن؟ ... أليس هذا وقت الاحتفال؟!"
اتسعت عيناها بجزع و هتفت بحرقة و هي تلوح بذراعها
_"اذهبي من هنا .. اذهبي بعيداً عني"
قالت صورتها ضاحكة
_"أليس هذا ما سعيتِ له كل هذا الوقت؟ .. دعيه يرحل وعيشي حياتكِ كما أردتِ .. خالية منه .. دعيه يموت"
تملكها الرعب من الكلمة فصرخت و هي تلتفت نحو السيارة التي تلتهمها النيران
_"لا ... لا .. لن يموت ... لن يتركني .. لن يموت"
و التفتت لصورتها الشامتة و صرخت بكراهية
_"أنتِ السبب ... أنتِ السبب ..اذهبي من هنا"
انهارت أمام السيارة تصرخ في لوعة
_"لا تتركني يا (هشام) ...سأموت من دونك .. (هشام)"
و لم تتوقف عن صراخها باسمه حتى شعرت بيدين تهزانها بقوة و صوته تخلل ظلامها و هو يهتف
_"(راندا) .. استيقظي حبيبتي .. أنا هنا"
استمرت في هذيانها و هي تبكي
_"لا تذهب (هشام) ... (سمارا) .. لا"
_"أنا هنا حبيبتي ..افتحي عينيكِ يا قلبي .. أنا لن أذهب ﻷي مكان"
شعرت بجسدها يرتفع عن الفراش لتضمها ذراعاه في احتواء و رأسها استقر فوق نبضات قلبه التي تسارعت قلقاً ، عليها ففتحت عينيها بعد لحظات لتتطلع إليه من بين دموعها للحظات قبل أن تدفن رأسها في صدره و تبكي بكل قوتها فهمس بحنان و هو يضمها إليه و يربت على ظهرها
_"اهدأي حبيبتي .. أنتِ بخير ... كان مجرد كابوس .. أنا معكِ حبيبتي"
استمرت في البكاء للحظات و هزت رأسها و تمتمت بألم
_"كان حقيقة (هشام) ... كان حقيقة"
قطب في حيرة و قلق بينما تهمس بتقطع
_"أنت كنت ... السيارة .. و (سمراء) قالت أن .."
انتفضت فجأة كأنما تستفيق فهتفت و هي تبتعد عنه هاتفة
_"(سمراء)"
أمسك بها يمنعها من الحركة
_"اهدأي (راندا)"
قاومته بكل قوتها و هي تهتف باكية
_"لا .. دعني أذهب إليها ... إنها ليست بخير .. يجب ان أراها ... يجب أن أخبرها ألا تذهب"
هتف و هو يمنعها من مغادرة الفراش
_"توقفي (راندا) ... (سمراء) بخير"
_"لا ... ليست كذلك ... هي أخبرتني .. رحلت و لم تستمع لي .. قالت أنها لم تعد تستطيع ... لابد أنها تركتني حقاً .. دعني (هشام) .. دعني أذهب إليها .. أتوسل إليك"
هتف و هو يهزها بقوة
_"اهدأي (راندا) ... اهدأي .. قلت لكِ انها بخير .. لقد نجح الأطباء في اسعافها"
توقفت عن مقاومتها و نظرت له بعينين مليئتين بالرجاء ليتابع
_"لقد غادرت غرفة العمليات حبيبتي ... ستكون بخير لا تقلقي"
همست باكية و هي تتشبث به
_"أحقاً (هشام)؟ ... أتقول الصدق؟"
هز رأسه قائلاً
_"أجل حبيبتي ... هي بخير .. ستتأكدين بنفسكِ"
انفجرت باكية و هي تتعلق به ليضمها في حنان بينما يفكر في أسى في (سمراء) التي ترقد في غرفة العناية المركزة و تخضع لمتابعة دقيقة تحسباً لأي طاريء .. كيف يخبرها أن وضعها حساس و أن هناك مخاوف من أن تسقط في غيبوبة أو يكون الحادث قد تسبب في أضرار جسدية خطيرة .. قاطعت أفكاره و هي ترفع رأسها قائلة
_"إذن ماذا ننتظر؟ ... خذني إليها .. أريد ان أراها بنفسي"
قطب حاجبيه لتهتف في شك و خوف
_"ماذا (هشام)؟ ... أنت لم تكذب علي ، صحيح؟ .. قلت أنها بخير"
أسرع يجيبها و هو يربت على رأسها
_"لا حبيبتي .. لا تقلقي ... الأمر فقط أنها بالعناية المركزة والزيارة ممنوعة لفترة"
لمعت عيناها بخوف شديد فسارع يقول مطمئناً
_"إنه إجراء طبيعي حبيبتي ... هي تحتاج للعناية الطبية و أي إزعاج منا قد يضرها ... أنتِ لا تريدين ذلك ، صحيح؟"
هزت رأسها و هي تبكي قبل أن تدفن وجهها في صدره قائلة باختناق
_"قلبي يؤلمني يا (هشام) ... أشعر بألم شديد يكاد يقتلني ... ذلك الألم لا يتوقف"
ربت على ظهرها و مال يقبل رأسها في حنان
_"فداكِ روحي يا قلب (هشام) .. ليت ذلك الألم فيّ أنا"
خفق قلبها بوجع و هي تستعيد صورته في السيارة .. فاقد الوعي ينزف و السيارة تحترق لينتفض جسدها بقوة سرت إلى جسده ليقطب في قلق و هو ينظر إليها و همس
_"ماذا بكِ حبيبتي؟"
هزت رأسها و همس باختناق
_"لا تقل هذا مرة أخرى .. لا تقلها"
ارتفع حاحباه في ذهول و هو ينظر إلى رأسها المدفون في صدره و نبضات قلبه تبعثرت تحت أصابعها التي انقبضت تتشبث بقميصه و رعب هائل بدأ يتملكها وطيف (سمراء) يسألها إن كانت ستحتمل فراقه ... تمسكت به أكثر بخوف ..لا لن تحتمل فقدانه ... لن تحتمل .. جسدها لا يتوقف عن الارتجاف لمجرد تذكرها للكابوس فكيف بها لو كان حقيقة .. أغمضت عينيها و همست بصوت ضعيف مخنوق و هي تلف ذراعيها حول خصره بكل قوتها
_"لا تتركني ... لا تذهب ...لا تصدق أكاذيبي و ترحل"
قطب حاجبيه محاولاً فهم همساتها التي خنقتها بصدره و تنهد بحرارة و هو يقبل جبينها في حنان و يحتويها داخل أمان ذراعيه و هو يهمس لها دون توقف أنه معها و لن يتركها أبداً لتغمض عينيها في ارتياح و تستسلم للنوم مطمئنة هذه المرة أنه معها و أنها في أمان بين ذراعيه كما وعدها دائماً
*****************
فتح (فهد) باب الغرفة و دلف بهدوء لتنهض الممرضة من جوار فراش (همسة) الغارقة في نوم عميق ... أخذ نفساً عميقاً و قال بصوت متعب
_"كيف حالها؟"
هزت رأسها بأسف و قالت
_"كما هي سيدي ... الطبيب سيأتي ليعاينها بعد قليل و إن شاء الله يطمئنك عليها"
أومأ برأسه و هو يقترب من الفراش و قال بخفوت
_"دعينا وحدنا قليلاً من فضلكِ"
هزت رأسها و تحركت مغادرة الغرفة بهدوء و أغلقت الباب خلفها بعد أن ألقت عليهما نظرة مشفقة بينما تحرك (فهد) ليجلس على المقعد المجاور للفراش و تطلع إليها للحظات في حزن قبل أن يمد يده يتناول كفها و يضمه بين كفيه بحنان و تنهد بحرارة و هو يطرق برأسه للحظات طويلة في صمت مؤلم قبل أن يرفع رأسه و ينظر لعينيها المغمضتين و يهمس بألم
_"حتى متى ستبقين على هذه الحالة صغيرتي؟ .. ألم تملي؟ ... ألم تشفقي علي بعد؟!"
تنفس بقوة و اقترب قليلاً منها و تابع بوجع
_"أنا آسف ﻷنني لم أحميكِ (همستي) .. لم أمنعه من إيذائكِ ... آسف لأنني أنا نفسي آلمتكِ كثيراً ... أنتِ تسمعينني ، صحيح؟ .. إذن لم ترفضين أن ترحمي قلبي و تعودي لي؟ ... ارحميني حبيبتي .. أنا تعبت"
مسح على رأسها بحنان و مال متابعاً همسه
_"تعبت و أنا أقاوم مشاعري و خوفي .. تعبت و أنا أحارب ضد نفسي طويلاً ... أتعتقدين أنني كنت غافلاً عن محاولاتكِ صغيرتي للفت نظري ... تعتقدين أنني كنت أعمى أو أحمق ... لكنني كنت جباناً حبيبتي .. كنت مقيداً بكونكِ أمانتي .. أنتِ أخت (عماد) ... ابن عمتي و أخي و صديقي المقرب ... لم أكن ﻷخونه فيكِ و لو بتفكيري .. كنتِ صغيرتي"
دمعت عيناه و هو يضحك بخفوت و داعب كفها بأصابعه في حنان
_"كنتِ دميتي الشقية ... عفريتة صغيرة تتعلق بي أينما ذهبت أكثر مما تفعلين مع (عماد) .. كنتِ تفرضين وجودكِ و ألعابكِ الطفولية عليّ حتى وقت دراستي و لم أكن أقاوم .. كنتِ تلفينني كخاتم حول اصبعكِ الصغير فأنفذ لك كل طلباتك و حتى اليوم لازلتِ تفعلين ... بكلمة منكِ تأخذين ما ترغبين ... كان يكفي أن تنظري إلي بعينيكِ هاتين حتى يهتف قلبي ملبياً ... يكفي فقط أن تتصلي بي و تقولين أنكِ تحتاجين مساعدتي حتى أسافر إليكِ من آخر الدنيا و أفعل المستحيل لأجلكِ"
صمت للحظات و تعلقت أنظاره بوجهها الشاحب و ملامحها الناعمة
_"لم أعرف متى بدأت حياتي تنقلب رأساً على عقب و لا متى بدأت عفريتتي الشقية تتحول لزهرة رقيقة سرقت أنفاسي بشذاها؟! ... هل تعرفين كم كان مهلكاً أن أقاوم مد طوفانكِ؟ ... كيف كان مستحيلاً أن أحمي قلبي منكِ؟ .. ماذا كنتِ تريدين مني أن أفعل صغيرتي؟ ... لم يكن قراراً حكيماً أن أستسلم لمشاعري نحوكِ ، لكنني اكتشفت أن الحب لم يخضع يوماً لعقلٍ أو حكمة .. كانت حماقة مني أن أقاوم و ظننته عملاً بطولياً صغيرتي .. ظننته كذلك حتى كدت أفقدكِ (همستي) ... سامحيني لأنني أتيت متاخراً ... لأنني اعترفت متأخراً ..لكنني سأعوضكِ .. عودي لي فقط و سأعوضكِ .. أعدكِ حبيبتي"
قاطعه أنينها فمال عليها هامساً بلهفة
_"(همستي) .. أفيقي حبيبتي .. أنا هنا"
مضت لحظات حتى سمعها تهمس بضعف
_"(فهد)"
_"أنا هنا .. أنا معكِ حبيبتي"
راقب بأمل رجفة جفنيها و استحثها قلبه أن تفتح عينيها ليرى غابات زيتونهما من جديد و لم يخب رجاءه و هي تفتحهما بضعف فهمس بتهدج و هو يرفع كفها و يقبل راحتها بحب
_"(همستي)"
نطرت له بضعف وشحوب قبل أن تغمض عينيها من جديد و هي تهمس
_"(عماد) ... أخي"
ضاقت عيناه بألم مع دمعتيها اللتين سالتا على خدها و هي تغمض عينيها و تعود لنومها مجدداً ليردد بحرقة
_"انتظر فقط يا (سامر) حتى أضع يدي عليك ... سأجعلك تدفع غالياً ثمن كل دمعة ذرفتها عيناها"
عاد ينظر لها و هو يفكر في (عماد) و سفره المفاجيء و كيف سيخبره بوضعها .. ترى هل يعرف بادعاء (سامر)؟ ... هل كان ما قاله حقيقة فعلاً؟ أم أن ذلك الوغد فقد عقله تماماً؟ ... تنهد بقوة و احتضن كفها بحنان امتزج بالحزم و هو يميل ليهمس في أذنها
_"أنا لا أهتم لشيء مما قاله ذلك الوغد يا (همسة) ... لا تهمني الحقيقة مهما كانت .. لا يهمني إن كنت ابنة (اليزيدي) فعلاً أم ابنة شخص آخر ... لا يهمني من عائلتكِ الحقيقية .. أنتِ تنتمين إليّ أنا حبيبتي .. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تتذكريها ...أنت تنتمين لـ(فهد سليمان) فقط ، هل تسمعين؟"
أنَّت من جديد و هي تهمس اسمه من بين غيمات لاوعيها فردد بحزم
_"مكانكِ معي (همس) ...عودي فقط و سآخذك بعيداً عن هنا ... بعيداً عن الجميع ... سنكون معاً حبيبتي .. كلانا ينتمي للآخر فقط ... عودي فقط و سأترك كل شيء من أجلكِ"
مسح خدها بأصابعه و أزال دمعتها بحب و هو يتابع هامساً بتوسل
_"أليس هذا ما أردتِه حبيبتي؟ ... أن نترك كل هذا و نرحل؟ .. إذن لنفعلها (همس) ... لنرحل سوياً .. سأترك كل شيء وأرحل معكِ ...سأترك انتقام أبي و عمتي .. سأترك ديون الماضي اللعينة ... سأفعل ما أردته دوماً صغيرتي .... سأترك كل شيء من أجلكِ .. كل هذا العالم في كفة و أنتِ في كفة صغيرتي .. لا شيء أبداً يساوي فقداني لكِ .. فقط كوني بخير و عودي لي ... عودي و سنرحل بعيداً عن كل هذا الألم و العذاب ... بعيداً عن حسابات الماضي و ذنوبه التي لا ذنب لنا بها .. لقد تعبت صغيرتي .. تعبت و أنا أحارب كل هذا الوقت و حان الوقت لأضع كل أسلحتي جانباً و أرتاح معكِ في عالم يخصنا وحدنا .. حان الوقت لأرسو على شاطيء حبكِ الآمن يا همسة (فهد)"
**************
انتهى الجزء الثاني من الفصل الثالث و الستين
و يتبع في الجزء الثالث قريباً
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.