آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-17, 06:02 AM   #811

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني و الأربعون (الجزء الثاني)
ران الصمت بينهما طوال الطريق بينما كانت (راندا) تختلس النظرات كل لحظة نحو (سالم) الذي استغرق في متابعة عمله فور أن استقلا سيارته و انشغل بحديث خاص بالعمل على الهاتف قبل أن يتابع عمله على حاسوبه الشخصي و لم يوجه نحوها أي حديث و كأنما يخبرها أنه يعرف أنها ستعتبره كما قال .. مجرد غريب يقدم لها مساعدة .. أو ربما فكر أنها فعلاً لا ترغب في رفقته و ستحتمل تواجده معها فقط لبعض دقائق تفصل بينها و بين بيتها ... كانت تتابعه باستغراب و لازالت تحت تأثير اكتشافها الغريب لجانبه الآخر الذي لم تره من قبل .. راقبته و هو يعمل في صمت و أصابعه تجري فوق لوحة مفاتيح حاسوبه الشخصي بينما حاجباه معقودان بتركيز شديد ... غريب هو هذا الرجل .. لطالما شعرت بالنفور منه و كرهت وجوده في حياة (وتين) و لم تترك مرة التقته فيها إلا و شهرت بأسلحتها في وجهه و التي كان يقابلها دوماً بواجهته الباردة التي تستفزها أكثر و تجعلها تكرهه أكثر .. حسناً لقد ظنت أنها لم تكره أحدا في حياتها مثله حتى التقت ذلك الـ ... قطبت حاجبيها و هي تتذكر ذلك الآخر الذي كان تأثيره عليها مضاعفاً و مميتاً .. (سالم) رغم كل شيء و رغم أنه يذكرها به إلا أنه لم يجعلها تشعر أبداً كما فعل (هشام رضوان) .. كتلة الغرور و الوقاحة و الإستفزاز التي تثير رغبتها في القتل لأقصى حد ... زفرت بحدة و هي تنهر عقلها الغبي الذي عاد ليذكرها به و هي لم تكد تحمد ربها أن تخلصت منه ... زفرتها جعلته ينتبه لها و قبل أن تشيح بعينيها بعيداً كان قد رفع لها عينيه ، فاحمر وجهها حرجاً أنقذها منه و هو يقول بينما يضع حاسوبه جانباً بعد لحظات
_"أعتذر آنسة (راندا) .. لم أقصد أن أتجاهلكِ أبداً يبدو أنني استغرقت فيما أفعله ... العمل لا يرحم كما تعرفين"
ابتسمت له بدبلوماسية و هي تهز رأسها ... يبدو أنه ظنها غضبت لتجاهله إياها .. ران الصمت لبرهة حاولت هي قطعه و هي تقول بارتباك
_"ممم .. كيف حال السيدة (سمية) و شقيقتك الصغيرة؟"
هز رأسه قائلاً بامتنان
_"بخير .. شكراً لكِ"
عادت تردد بارتباك
_"لم تتح لي الظروف لألقاهما منذ فترة طويلة .. أرجو أن تبلغهما سلامي"
ابتسم مؤكداً بهزة رأس و هو يقول
_"بالتأكيد"
عادت لصمتها و نظرت إلى خارج النافذة لتجد أنهما اقتربا من القصر بينما هو اختلس النظر نحوها مستغلاً انشغالها هذه المرة .. ابتسم لنفسه و هو يفكر في غرابة وضعهما ... هذه هي المرة الأولى التي يلتقيان فيها دون أن يشعر أنها تتمنى لو قتلته و دفنته تحت قدميها ... حتى اللحظة لم يفهم أبداً سبب الشعور الغريب الذي تثيره داخله .. تنهد و هو يشيح بعينيه عنها .. لن يجهد عقله بالبحث عن الأسباب التي لن تفيده بشيء و ربما عقدت حياته لا أكثر ... حياته ليست في حاجة لمزيد من التعقيد .. و بالتأكيد (راندا هاشمي) هي آخر شخص يحتاج ليشغل باله بأمره ... إنها كتلة من الإندفاع و التهور و الوقاحة ... بإختصار هي مصيبة متحركة و هو في غنى عن التورط مع أي مصائب ... لم يكن أمامه سوى أن يتدخل عندما رأى ذلك الرجل و الطريقة الوقحة التي كان يعاملها بها ... سيوصلها لعائلتها في أمان و لا داعي ليشغل باله بأمرها بعد ذلك .. أجل .. هذا أكثر أماناً له بالتأكيد ... وصله صوتها يقول
_"شكراً لك سيد (سالم)"
التفت لها و هو ينبته أنها قد نادته باسمه حقاً هذه المرة فابتسم في بهوت بينما تابعت كأنما لم تنتبه
_"شكراً لإيصالي و شكراً لمساعدتك لي اليوم"
هز رأسه قائلاً و هو ينظر ليجدهما قد وصلا إلى قصر (هاشمي)
_"لا داعي للشكر آنسة (راندا) ... هذا واجبي .. رجاءا أبلغي تحياتي للجميع و اعتذري لوالدكِ مرة أخرى أنني لن أستطيع قبول دعوته لي لإنشغالي بموعد هام"
أومأت له بوعد و ابتسمت له مرة أخيرة و هي تفتح باب السيارة و تغادر ... لوحت له مودعة قبل أن تتجه نحو البوابة الخارجية و تلقي التحية على الحارس الذي استقبلها بابتسامة مرحبة ... تابعها (سالم) بعينيه حتى اختفت عن ناظريه و انتظر لحظات قبل أن يأمر سائقه بمتابعة الطريق .... بينما تابعت (راندا) طريقها للداخل في صمت و قد غرقت في أفكارها التي شغلها عنها وجودها مع (سالم) و لم تنتبه لملامح الحزن و الألم الذي سيطرت على وجهها في تلك اللحظة و لا لخطواتها التي اتجهت للداخل بآلية و لم تفق إلا على صوت (هاميس) تقول بلهفة
_"(راندا) .. لقد عدتِ أخيراً"
رفعت عينيها الشاردتين تنظر لـ(هاميس) التي كانت تقف أمامها بملامح مهتمة قلقة فابتسمت لها و لـ(سيف) الذي اقترب منهما لحظتها و سألها باهتمام هو الآخر
_"أنتِ بخير (راندا)؟"
قالت بإبتسامة باهتة
_"أنا بخير حمداً لله ... لا داعي لقلقكما ... كانت مشكلة بسيطة احتاجت لخروجي العاجل .. و استطعت حلها الحمد لله .. لا تشغلا بالكما"
و سارعت متابعة قاطعةً عليهما أي تساؤلات أخرى
_"سأذهب لأرتاح قليلاً فأنا أشعر ببعض التعب"
تفهما رغبتها في الإنفراد بنفسها و هما يريان ملامح وجهها الباهتة التي يبدو عليها التعب و اقتربت (هاميس) تربت عليها في حنان
_"حسناً حبيبتي .. اذهبي إلى غرفتكِ و ارتاحي .. إذا احتجتِ أي شيء أخبريني ، حسناً؟"
ابتسمت لها و هي تهز رأسها قبل أن تتحرك بخطوات هادئة تتبعها أنظار الاثنين اللذين عادا ينظران لبعضهما بقلق ، قبل أن يقول (سيف) و هو يربت على كتفها
_"لا تقلقي عليها (ميسا) ... أنتِ تعرفين (راندا) جيداً ... مهما كان ما يحزنها بهذه الطريقة فهي ستتخطاه بسهولة"
أومأت برأسه و عادت تنظر بعينين قلقتين إلى حيث اختفت (راندا) .. ترى ما الذي حدث في الخارج و جعلها تعود بهذا الشكل المقلق .. بينما تركتهما (راندا) و توجهت نحو غرفتها بخطوات كانت تتثاقل مع كل لحظة و عقلها يصفعها بكل ما مرت به منذ تلقت تلك الصور و اندفاعها المتهور لتقابل (سامر) و حتى عودتها ... كيف كانت غبية و عمياء لهذه الدرجة؟! ... كيف كانت بهذه السذاجة و وثقت في شخصٍ مثله؟! ... ألم مفاجيء احتل قلبها مع عودتها للقصر و يزداد مع كل لحظة ... وصلت غرفتها و مدت يدها لتفتح بابها و هي تشعر بلسعة دموع في عينيها بينما ألم قلبها يزيد من اختناقها و رغبتها في البكاء .. ماذا يحدث معها؟ .. لماذا الألم و الشعور بالإختناق و القهر الآن؟ ... لقد اندفعت دون شعور فور أن رأت الصور و تصرفت بما أملاه عليه شعورها وقتها ... لماذا تنهار الآن؟! .. هل كانت فقط تحت شعور الصدمة؟ ... هل كانت تنتظر فقط عودتها لغرفتها حتى تنهار؟ ... لا ... الأمر لا يستحق ... لا يجب ان تبكي على شيءٍ كهذا ... لا تثبتي غباءك أكثر من هذا رجاءا (راندا) ... لم تكد تفتح الباب لتدخل قبل أن ينهار حاجز تماسكها حتى أوقفها صوت (وتين) القريب منها و هي تهمس في قلق
_"(راندا) ... أين كنتِ حبيبتي؟"
التفتت نحوها بعينين لم تستطع اخفاء لمعة الحزن و الدموع داخلهما لتتسع عينا (وتين) و هي ترى كل ذلك الألم داخلهما و اتجهت لها بسرعة و التقطت كفها و هي تدفع الباب و تدخلها للغرفة و تغلقه خلفها هاتفة
_"تعالي حبيبتي ... ما الأمر أخبريني؟! .. هل كنتِ تبكين؟! .. ماذا حدث (راندا)؟"
ارتجفت شفتيها بقوة و شعرت بصوتها لا يقوى على الخروج بينما تكاثفت الدموع في عينيها حتى شوشت رؤيتها لينبض قلب (وتين) ألماً و هي تدرك الآن ما الذي كان يقصده (سالم) حين اتصل بها قبل قليل و طلب منها أن تهتم بـ(راندا) و لم يخبرها سوى أنه التقاها صدفة و أوصلها للبيت و أنها بدت له كأنها تمر بمشكلة ما و ليست على ما يرام و أخبرها أنها ربما تكون في حاجتها ... رباه .. أي مشكلة؟! .. ماذا أصابها؟! .. ما الذي حدث لها لتبدو بكل هذا البؤس؟ .. قبل أن تفتح فمها لتستفهم منها كانت (راندا) قد اندفعت لتلقي بنفسها بين ذراعيها و تحتضنها بقوة بينما تنفجر في البكاء بطريقة أثارت فزعها فهتفت و هي تضمها إليها
_"يا إلهي (راندا) ... ماذا أصابك حبيبتي؟! .. أخبريني"
استمرت (راندا) في البكاء تريد أن تتخلص من كل هذا التوتر و الإنفعالات التي مرت بها طيلة اليوم ... تريد أن تتخلص من كل ذلك الألم و المرارة التي تشعر بهما داخلها ... تشعر بقلبها يتمزق ألماً على نفسها بينما عقلها لا يتوقف عن نعتها بالغباء و السذاجة .. و كأنما تفهمت (وتين) رغبتها في التحرر من كل ذلك الألم داخلها ، تركتها تفرغ دموعها و حزنها بين ذراعيها و اكتفت بالتربيت على ظهرها في حنان بالغ و هي تهمس لها برقة بينما تتجه بها لتجلس فوق فراشها و تجلس فوق حافته و تحتضنها
_"ابكي حبيبتي .. ابكي و تخلصي من كل ما يرهق قلبك لترتاحي و عندها سيكون بيننا حديث طويل"
شعرت باهتزاز جسدها يزداد و دموعها تنهمر أكثر بينما تهمس لها بألم شديد
_"كنتِ محقة (وتين) ... كنتِ محقة .. جميعكم كنتم محقين .. أنا فقط الغبية هنا .. أنا فقط"
انعقد حاجباها بشدة و هي تحاول فهم الأمر بينما تابعت (راندا) من بين شهقاتها المتزايدة
_"أشعر باختناق شديد (وتين) ... أشعر أنني غبية و حمقاء ... لماذا أنا دائماً بهذه الطريقة ... لماذا أتصرف بغباء دائماً و أعاند؟! .. لماذا أصر دائماً على رأيي؟ و يتضح لي في النهاية أنني وحدي كنت المخطئة؟ .. لماذا؟"
ربتت على رأسها برفق و قالت
_"اهدأي حبيبتي ... اهدأي و أخبريني ما الأمر .. ما الذي حدث لكل هذا؟"
بكت للحظات حتى تحول بكاؤها إلى شهقات خافتة و رفعت وجهها تنظر لـ(وتين) بعينين احمرتا من البكاء و قالت
_"(سامر) .. كنتِ محقة (وتين) .. العائلة كلها كانت محقة بشأنه و أنا الوحيدة الغبية التي وثقت به ... أصررت بكل غباء أنه ليس كما تظنون به ... وثقت به و بالصورة التي رسمها لي ... لكنني اكتشفت اليوم كم كنت حمقاء و مخدوعة ... لقد خدعنى و أنا كالبلهاء لم أرى جيداُ ... تعاميت عن كل الاشارات و لم أستمع لكل من حذرني منه ... أنتِ .. جدي و (سؤدد) .. كلكم و حتى (هشـ "
قطعت جملتها قبل أن تنطق باسمه و عضت على شفتيها و انهمرت دموعها أكثر .. أجل .. هو أيضاً حاول أن يحذرها منه و لكنها رفضت أن تستمع له .. فقط لأنها تكرهه و ترفض تدخله في حياتها .... شعرت بيد (وتين) تربت عليها في حنان جعلها تشعر برغبة أكبر في البكاء علّها تتخلص من كل هذا الألم داخلها و مضت لحظات أغمضت فيها عينيها لتبكي ، بينما يد (وتين) الرقيقة تطرد كل الألم و الحزن من داخلها لتنتبه بعد لحظات على توقف دموعها و (وتين) تهمس لها في حنان
_"تشعرين بتحسن الآن؟!"
رفعت رأسها و تطلعت لها لحظة قبل أن توميء برأسها و ترفع يدها تمسح خديها أثر الدموع و تقول بهمس
_"الحمد لله .. شكراً لكِ (تينا) .. يا الله .. أشعر أنني غبية لأنني بكيت بهذه الطريقة .. لم يكن يجب عليّ أن أنفعل هكذا"
ابتسمت لها برقة و أجابتها
_"بالطبع لا حبيبتي ... لم يكن من الجيد أن تكتمي كل هذا الإنفعال داخلك ... لا تشعري بالخجل أو الغباء .. كان يجب أن تطردي كل تلك المشاعر السلبية من داخلك لترتاحي و تتابعي حياتكِ بسلام بعد ذلك"
و رفعت يدها تربت على خدها متابعة بحنان و هي تنظر في عينيها بتدقيق
_"ستكونين غبية فقط في حالة واحدة"
نظرت لها في تساؤل لتقول
_"إن كان كل هذا البكاء من أجل ذلك الأحمق البائس الذي لا يستحق دمعة واحدة من عينيكِ"
هزت رأسها و هي تهتف باستنكار شديد كأنما ترفض تماماً أن تفعل شيئاً أحمقاً كهذا
_"بالطبع لا ... أنا لم أبك من أجل ذلك الأحمق المخادع .. أنا فقط بكيت لأنني .. لأنني شعرت بـ "
و صمتت عاجزة عن البوح لتبتسم (وتين) بتفهم و تقول
_"شعرتِ بالحماقة و الخديعة .. و شعرتِ بالغضب الشديد .. و ربما بالعجز أيضاً لأنكِ لم تستطيعي أن تردي له الصاع صاعين و تجعلينه يدفع ثمن خداعه لكِ كما يستحق ، صحيح؟"
نظرت لها لحظة قبل أن تبتسم بمرارة ظهرت في عينيها و تقول و هي تهز رأسها
_"بالضبط"
و أخذت نفساً عميقاً و تابعت
_"أنا شعرت بالشفقة و بالغضب أكثر .. من نفسي .. على حماقتي و تهوري ... على غبائي و ثقتي التي وضعتها في المحل الخطأ .. كنت أبكي نفسي فقط (وتين)"
_"أعرف حبيبتي .. أعرف ... و أعرف أنكِ أقوى من أن تسمحي لشخصٍ مثله أن يجعلكِ تقفين مكانك تتحسرين بمرارة على ما حدث .. أعرف أنكِ قادرة على تجاوز الأمر بكل بساطة ، صحيح؟"
تنهدت و هي تتطلع أمامها بعينين غائمتين
_"صحيح (تينا) .. تعرفين؟! ... كنت قد وافقت جدي على قراره في ابتعادي عنه و واجهته بذلك لكنه أوضح لي بكل إصرار أنه لازال متمسكاً بي رغم كل شيء في الوقت الذي كان يخونني فيه بكل وقاحة ... هذا جعلني أشعر بحماقة أكبر من أن جزءا صغيراً داخلي رغب في منحه فرصة ليثبت رغبته و تمسكه بي و أنه قادر على إقناع العائلة به"
استمعت (وتين) لها بهدوء قبل أن تقول
_"ربما أردته أن يثبت لنا صحة نظرتك بخصوصه لا أكثر (راندا) ... أردتِ أن يأتي و يثبت لنا أنه ليس شخصاً سيئاً كما نظن ... لا أعتقد أن تلك الفرصة التي تتحدثين عنها كانت لمنح علاقتكما مستقبلاً ... في الواقع و كما كنت متأكدة ... أنتِ لم تحبيه أبداً"
نظرت لها لتبتسم متابعة بتأكيد و هي تمسح بيدها على شعرها
_"لو أنكِ أحببتيه (راندا) ، لما تنازلتِ عنه بهذه السهولة و لما تخليتِ عن حبكِ فقط لأن جدي رفضه ... أعرفك جيداً (راندا) و أعرف مدى عنادكِ و تمسككِ بما ترينه حقكِ .. و لو كان هو حبكِ الحقيقي لما تخليت عنه لحظة ... في الحقيقة .. لكنتِ الآن تبكين من أجله هو .. لا من أجل كرامتك و شعورك بالخداع و الحماقة و الشفقة على نفسكِ"
استمعت لها في صمت و عقلها يفكر جيداً في كل ما تقول و صمتت (وتين) تمنحها الفرصة لاستيعاب ما قالته لتقول بعد لحظات
_"ستدركين أنني كنت محقة عندما تلتقين بالرجل الذي يستحق و الذي ستمنحينه قلبكِ عن طيب خاطر و ستدركين لحظتها أن كل ما كان قبله كان وهماً"
انتفض قلب (راندا) بين ضلوعها مع كلمات (وتين) لتنهره بقوة و تحركت بتململ أمام نظرات (وتين) المدققة و التي تابعت و هي تربت على رأسها و تنهض من مكانها
_"سأتركك لترتاحي قليلاً حبيبتي لتفكري لاحقاً بذهنٍ صاف"
أومأت لها و هي تقول
_"شكراً لكِ (تينا)"
ضربتها برفق على جبتهها و هي تقول
_"أي شكر (رورو)؟! .. أنتِ أختي يا حمقاء"
ابتسمت لها لتبادلها (وتين) الإبتسامة و تقول بينما تتحرك نحو الباب
_"حسناً حبيبتي .. ارتاحي الآن لأنني بالمناسبة لن أترككِ لتتنصلي من مساعدتي في ترتيبات حفل يوم ميلاد (هاميس) و تتحججي بتعبك .. هل تفهمين؟"
ضحكت بخفوت لتشير لها (وتين) بسبابتها
_"لقد نبهتكِ من الآن .. سأذهب الآن لـ(سؤدد) فهي الأخرى لا أنوي أن أتركهها تتحجج بعملها ككل مرة .. أنوي أن أعذبكما أنتما الاثنان بالمناسبة فاستعدي جيداً"
و فتحت الباب لتغادر و (راندا) تتبعها بعينينها اللتين اتسعتا عندما أطلت (وتين) مرة أخرى من خلف الباب و قالت لها بابتسامة واسعة
_"بالمناسبة (رورو)"
نظرت لها بتساؤل لتتابع ابتسامة خبيثة
_"أظن أن الرجل المنتظر الذي كنت أتحدث عنه قد ظهر في الأفق بالفعل و هو بالمناسبة .."
قطعت جملتها بتلاعب لتتسع عينا (راندا) و هي تنظر لها بتوجس لتتابع (وتين) بعبث و هي تغمز لها بعينها
_"هو فقط ينتظر أن تزيح سموكِ ستار العناد و الغباء عن بصيرتكِ فترينه بكل وضوح و تمنحينه قلبكِ عن طيب خاطر كما يستحق"
و عادت لتختفي مغلقةً الباب خلفها تاركةً (راندا) تحدق في الباب المغلق ببلاهة و ذهول و عينين متسعتين و قلبها ينبض بقوة قبل أن تعقد حاجبيها و تتناول الوسادة من جانبها و تقذفها نحو الباب هاتفة بحنق
_"(وتين) أيتها الحمقاء"
و تنفست بقوة للحظات قبل أن تلقي بجسدها للخلف متمددة على فراشها بالعرض و عيناها تعلقتا بسقف غرفتها للحظات قبل أن تغلق عينيها و عقلها لا يتوقف عن استعادة كلمات (وتين) بينما تهمس من بين شفتيها بتخاذل .. حمقاء ... (وتين) حمقاء .. مغرقة في الرومانسية و هي .. هي أيضاً ستكون حمقاء إن استمعت لها .. صحيح؟!
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 06:16 AM   #812

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنهدت (سيلين) و هي تتطلع نحو (هشام) الذي جلس مقابلها يقابل نظراتها بإصرار مماثل كأنما يخبرها أنه لن يتراجع أمام إصرارها ككل مرة ... مضت لحظة صمت بينهما ، قطعتها هي قائلة بينما تتحرك لتجلس بقربه
_"(هشام) .. أرجوك .. لن نتحدث مجدداً في نفس الأمر .. لقد أعطيتني كلمتك و وعدتني أن تحترم رغبتي ، صحيح؟"
زفر في حدة و هو يحاول التمسك بسيطرته المعهودة و لا يسمح لإنفعالاته بالخروج و تهديد الوضع بينهما فهو يعلم جيداً أنها لن تتسامح في أي مساس بحريتها الغالية ... أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول
_"لقد احترمت رغبتك بالفعل (سيلين) و لم أحاول فرض شيئاً عليكِ ... بالمقابل ماذا فعلتِ أنتِ؟ ... أكثر من مرة تخالفين فيها ما أطلبه منكِ ... تعرفين أنني أخاف عليكِ و لهذا أوجه لكِ ما تعتبرينه أنتِ أوامر و تدخل في حياتكِ و حريتكِ الشخصية"
أشاحت بعينيها عنه فتابع و هو ينظر إليها بحاجبين معقودين يحاول منع نفسه من الصراخ فيها بكل الغضب الذي يعتمل بنفسه منذ أن عرف بلقاءاتها بـ(سامر) و اليوم حين تلقى صوراً لهما معاً أرسلها له أحد حراسها اللذين وضعهما لأمانها الشخصي ... يا إلهي .. لقد منع نفسه بصعوبة من أن يذهب لذلك الوغد و يجعله يتمنى الموت ثم يعود لتلك الغبية و يضعها فوق ركبتيه و يوسعها ضرباً كالأطفال .. لكن ماذا يفعل إن كانت هي السبب فيما حدث .. الحمقاء تعتقد نفسها ذكية لتحاول استدراجه بهذه الطريقة ... أخرجته من أفكاره و هي تقول بهدوءها البارد
_"و أنت تعرفني جيداً (هشام) و كنت تعرف بالتأكيد أنني ككل مرة سأخالف أوامرك و أفعل ما أراه صائباً ، صحيح؟! ... أعرف أنك حضرت الآن لأنك عرفت بأمر (سامر) .. لا تتصرف كأنك تفاجئت بالأمر ... كنت أعرف أنه سيصلك آجلاً أم عاجلاً و كنت أعرف أنك ستغضب ، لكن لم يكن أمامي خيار آخر"
ضغط على أسنانه بقوة و هو يراها تتحدث عن فعلها الكارثي بهذه البساطة بينما رفعت هي عينان غمر الثلج زمردهما و قالت بهدوء
_"و بالمناسبة لقد اختصرت لك الطريق و وفرت عليك الكثير من الوقت و الجهد ... أميرتك أصبحت في الحفظ و الصون .. لقد أبعدتها عن الوحش المفترس بكل بساطة .. لذا لا داعي لقلقك"
نهض من مقعده هاتفاً بغضب
_"و هل ظننتِ أنني في حاجة لمساعدتكِ العظيمة؟! .. هل ظننتِ أنني لن أعرف كيف أبعدها عنه؟! .. هل تعتقدينني عاجزاً عن حمايتها؟! .. لقد قلتها بكل وضوح (سيلين) .. إياكِ أن تتدخلي في الأمر .. كنت أعرف رأسكِ اللامع هذا فيما سيفكر و كيف ستحاولين حل الأمر و لهذا أخبرتك ألا تتدخلي أبداً .. و أنتِ ماذا فعلتِ؟ .. قمتِ بعكس ما قلتُ تماماً ..أخبريني لماذا تصرفتِ بتلك الحماقة؟"
مطت شفتيها و أجابت بصوت حاولت السيطرة عى نبرة الغضب الذي عاد ليستعر داخلها رغم كل محاولاتها لدفنه
_"لم يكن من أجلك أنت وحدك (هشام) ... من أجلي أنا أيضاً لو كنت تذكر ... أخبرتك أن ثأري الخاص أنا من سيأخذه .. (سامر) و عائلته بيني و بينهم ثأرٌ قديم جداً و لن يأخذه غيري"
هتف بها بغضب ناري
_"و كيف؟! .. بتعريض حياتكِ و سمعتكِ للخطر؟! .. أم بجعل جسدكِ رخيصاً مُتاحاً لذلك الحقير كما فعلتِ؟"
اخترقت كلماته قلبها مثيرة من جديد ذلك الشعور الخانق بالدنس ، فخفضت وجهها دون كلمة بينما تابع هو بحرقة و قهر
_"هل ارتحتِ الآن بتصرفكِ؟ ... هل أنتِ سعيدة بانتصاركِ الغبي؟ .. أنتِ حتى لا تعرفين ما تسببتِ فيه بفعلتكِ الغبية تلك؟! .. لقد وضعتِ نفسكِ تحت رحمة ذلك الحقير .. هل تظنينه ساذجاً ليقف عند حد الفتات الذي تلقينه له؟! .. بالطبع لا .. و أنتِ تتصورين أنكِ من القوة و الذكاء بحيث يمكنكِ اللعب بالنار دون أن تحترقي"
و زفر بحرارة و هو يهز رأسه آسفاً
_"يا إلهي .. لقد زدتِ من همومي (سيلين) .. لقد وضعتِ فوق كاهلي مسؤولية حمايتكِ أنتِ أيضاً فوق مسؤولية حماية تلك الحمقاء الأخرى"
قالت في برود عنيد
_"أنا لست في حاجة لحمايتك (هشام) أنا قادرة على حماية نفسي ... لطالما اعتنيت بنفسي لسنوات و لم أحتج لحماية أحد"
هتف بحدة
_"تباً (سيلين) ... متى ستفهمين؟! .. أنتِ لم تعودي بـ(فرنسا) .. و منذ أتيتِ هنا قبل سنوات بإرادتكِ و قررتِِ البقاء ، أنتِ لم تعودي وحدكِ .. حاولي أن تفهمي هذه الحقيقة بحق الله و توقفي عن إنكارها ... و ضعي في رأسكِ العنيد هذا أنكِ من يومها أصبحتِ مسؤوليتي شئتِ أم أبيتِ"
تنفست بقوة و قالت
_"(هشام) .. لآخر مرة سأقولها لك .. أنا لست مسؤوليتك و لم أطلب منك أبداً أن تتحمل هكذا مسؤولية"
هز رأسه يأساً منها و قال
_"اسمعي عزيزتي .. أنا تفهمت الإطار المحدد الذي ألزمتني به من يومها و حتى الآن لم أحاول فرض وضع بعينه عليكِ لأني أعرفك جيداً و أعرف رأيكِ بهذا الخصوص .. لكن الحقيقة أنني مستاء بشدة لهذا الوضع .. حتى مع الحراسة التي تكرهينها و التي لم يكن أمامي خيارٌ غيرها لأطمئن عليكِ ما دمتِ ترفضين ما أريده و ما أراده أبي من قبلي .. رغم هذا أنا لا أشعر بالراحة و لست سعيداً ببقائكِ هكذا ... و كما تفهمت رغبتك (سيلين) و احترمت قرارك ، رجاءا تفهمي رغبتي أنتِ أيضاً"
صمتت دون رد و حاجباها المعقودان كان دليلاً على عدم رضاها عن مجرى الحديث فقال بهدوء و لين
_"عزيزتي ... أنا لم آتي اليوم لنتشاجر معاً ... أريدك أن تتجاوزي ذلك الحاجز الذي تصرين على الوقوف خلفه عاجزة عن تخطيه ... أعرف أن ما أطلبه منكِ صعبٌ للغاية ... و أعرف أننا عندما تقابلنا لأول مرة قبل أكثر من ست سنوات كان الوضع أسوأ بكثير من الآن و لم أكن آمل بكل هذا التقدم من ناحيتكِ ... أريدك أن تتركي الماضي خلفك (سيلين) و تتوقفي عن ترديد أنكِ وحيدة و حرة و أنكِ لست مسؤولة من أحد ... مجيئكِ إلى هنا و بقائك حتى الآن رغم كل شيء .. كان لأنكِ سأمتِ حياتكِ و وحدتكِ هناك و عدتِ هنا بحثاً عن .."
قطع كلماته نهوضُها المفاجيء من على المقعد و وقوفها معقودة الحاجبين و أسنانها تضغط على شفتيها بقوة كادت تدميها و أعطته ظهرها و هي تلعن قرارها الغبي ذاك و النداء الأحمق الذي سيطر عليها و دفعها لتعود و تبحث عما اكتشفت بالنهاية أنه كان سراباً لا أكثر و ها هي رغم مرور تلك السنوات لازالت تعجز عن الفرار بعيداً عن هنا ... لازالت تعذب نفسها بوجودها فوق نفس الأرض و تحت نفس السماء ... لا تريد أن تعترف بما يقوله (هشام) .. هي ليست في حاجة لأحد .. هي فقط تعذب نفسها بوجودها حتى لا تسمح للضعف بأن يتسرب إليها مجدداً.. وجودها هنا سيذكرها في كل لحظة بما عاشته .. بكل الظلم و القهر الذي مرت به دون ذنب ... راقبها لبرهة مدركاً ما يعتمل داخلها قبل أن يزفر بقوة و يتحرك من مكانه متجهاً إليها .. رفع كفيه يمسك كتفيها و أدراها نحوه و نظر في عينيها للحظات قبل أن يقول بحنان
_"عزيزتي .. أرجوكِ توقفي عن التمسك بالماضي ... أعرف أن مررتِ به لم يكن سهلاً أبداً و لا سبيل لتعويضكِ عن كل ما حدث و لا يمكنني أبداً أن أمحو تلك الأيام عن ذاكرتكِ كأنها ما كانت .. لكن أرجوكِ أعطيني الفرصة لأعوضكِ و لو قليلاً صغيرتي"
لمح شفتيها تهتزان بخفوت و لمعة الزمرد في عينيها جعلته يدرك أنها تتحكم في نفسها بصعوبة حتى لا تبكي فرفع كفه و مسح على خدها مكملاً في رفق و هو ينظر في عينيها آملاً أن يجعلها تتراجع هذه المرة عن كل تعنتها و رفضها المستميت
_"انسي كل الماضي عزيزتي و اغفري .. و تذكري أنكِ لم تعودي وحدكِ .. أنتِ لستِ كذلك أبداً ... أنا هنا معكِ ... عائلتكِ هنا و .."
انتفضت بقوة عندما سمعته يتحدث عن الغفران و العائلة ، كأنما تنفض ضعفها و تأثرها بكلامه و هتفت بعنف و هي تبعد يده عن خدها
_"لا"
سقطت يده إلى جانبه و هو يتطلع لها بحزن و أسف شديدين بينما هزت رأسها بقوة و رفض و عادت لتهتف بقوة أكبر
_"لا .. أنا لا عائلة لي .. لا عائلة لي .. عائلتي ماتت (هشام) .. عائلتي الوحيدة ذُبحت أمام عينيّ و لم يعد لي أحد منذ سنوات طويلة"
و هتفت و هي تضرب على قلبها بقوة
_"أنا لم يعد لي أحد (هشام) .. لا أحد .. لا أحد"
رفع يده نحوها و قال بتردد و ألم و هو يقترب منها و قد أدرك أنه انتزع فتيل تحكمها في مشاعرها تماماً
_"اهدأي (سديم) .. أرجوكِ لا تـ .."
صرخت فيه بحرقة و قد تحطم حاجز سيطرتها و رفعت كفيها تغطي أذنيها و تغمض عينيها بقوة
_"لا .. توقف .. لا تناديني بهذا الاسم"
لاحظ ارتجاف جسدها و الدموع التي تسللت لعينيها و هي تنظر له بعجز ممتزج بالغضب قبل أن تهز رأسها رفضاً و هي تصرخ فيه بالفرنسية
_"قلت لك من قبل (هشام) لا تناديني أبداً بهذا الاسم .. أبداً... (سديم) تلك لم يعد لها وجود ... لقد ماتت ... (سديم سفيان) ماتت مع أسرتها قبل سنوات ... ماتت يوم أن ذُبح والداها غدراً أمام عينيها .. لقد احترقت معهما (هشام) .. (سديم) الصغيرة احترقت معهما و لم يعد لها وجود .. من تقف أمامك (سيلين فرنسوا) .. فقط (سيلين) .. تذكر هذا جيداً"
اقترب منها يحاول تهدأتها و هو يقول
_"حسناً عزيزتي .. حسناً .. اهدأي (سيلين) أرجوكِ .. أنا لم أقصد أن "
لوحت بذراعها تبعده عنها و تمنعه من لمسها و هي تتابع بحرقة و دموعها تسيل على خدها
_"أرجوك أنت (هشام) .. لا تضغط عليّ .. لا تجعلني أندم على عودتي و بقائي هنا .. لا تجعلني أندم على سماحي لك بالتدخل في حياتي و موافقتي على وجودك بها ... لا تجبرني على أن أغادر (هشام)"
حدق فيها بلوم لتتابع و هي تنظر له بتعبير يعرفه جيداً و يدرك جيداً أنها تعني به أنها قادرة فعلاً على تنفيذ ما تقوله
_"لا تجعلني أترك البلاد و أغادر بعيداً (هشام) و هذه المرة لن تجدني أبداً ... لن أعود لـ(فرنسا) بل سأذهب لمكان آخر لن تعرفه أبداً مهما حاولت .. أرجوك لا تضطرني لهذا .. أرجوك .. كما تقبلت شرطي من قبل افعل الآن و لا تحاول إجباري على ما لا أريد"
كان يعلم أنها قادرة على فعل ذلك و قد أخبرته بهذا من قبل و أخبرته والده أيضاً و لم يحاول أحدهما التأثير عليها أبداً لتقبل قرارهما خوفاً من أن تغادر و تضيع منهما للأبد .. تنهد بمرارة و قلة حيلة قبل أن يقول بألم و هو ينظر لها
_"أنتِ لم تغفري بعد (سيلينا)؟!"
التفتت له بحدة و قد توقفت دموعها و نظرت له في صمت للحظات قبل أن تبتسم بمرارة و تجيبه
_"أغفر؟! .. كيف؟! .. كيف يكون الغفران (هشام)؟ ... أنا لا أعرف .. لقد حاولت كثيراً .. صدقني .. لسنوات حاولت .. لكنني لم أستطع ... سنوات النبذ و الهجران و الظلام التي عشتها منذ أتيت لهذه الحياة ترفض .. تلك السنوات الثمان و العشرون ترفض أن تغفر (هشام) فماذا أفعل؟!"
و وضعت يدها على قلبها و قالت بألم و هي تنظر نحوه
_"إن كان هذا القلب قد تجمد بسبب القسوة و الخيانة و نبذ أقرب الأقربين و ما عاد يملك القدرة على الغفران فماذا أفعل؟! .. ماذا أفعل (هشام)؟ .. أخبرني .. ضع نفسك مكاني و قل لي .. لو كنت مكاني هل كنت ستغفر؟!"
أطرق في صمت لتتابع بتهكم مرير
_"أتصور أنه يمكنك أن تفعل .. لكن لا (هشام) ... إن كنت أنت تستطيع أن تغفر فأنا لا .. أنا لا .. تعرف (هشام)؟!"
نظر لها بتساؤل لتكمل في إقرار مرير
_"بعض الأخطاء لا تُغتفر أبداً"
و صمتت لحظة قبل أن تتابع في تقرير و ثقة و هي تنظر في عينيه
_"و لا يمكن التعويض عنها مهما حاولنا"
هز رأسه و ابتسم في مرارة مماثلة و هو يرد
_"أنتِ محقة في بعض ما قلتِ .. بعض الأخطاء لا تغتفر (سيلين) .. لكن .. ماذا لو كان غرقنا و تشبثنا المستميت بالماضي و مرارته و كل آلامه هو ما يطمس على قلوبنا و يمنعنا رؤية ندم من أخطأ في حقنا و رغبته الشديدة و الصادقة في التطهر و تعويضنا عن الذنب الذي وقع منه بقصدٍ أو بغيره"
و صمت لبرهة تابع بعدها
_"ربما تكونين محقة أيضاً في أن بعض الأخطاء لا يمكن التعويض عنها .. لكننا لا يجب أبداً أن نغلق الباب في وجه عطايا القدر حين يمنحنا الفرصة ليمسح على قلوبنا التي أنهكها الماضي بقسوته و ظلمه و لا نسمح له بتقييدنا إليه و يحرم قلوبنا من أن تنال الراحة التي تستحقها بعد كل هذا العذاب"
لم تطرف عيناها و هي تنظر له دون أي رد ليبتسم متابعاً
_"لا أقول لك .. انسي في لحظة واحدة كل ما تعرضتِ له (سيلين) .. و لا .. لن أجبرك أبداً على ما لا تريدين فعله .. إن كنتِ لا تريدين المغفرة لا بأس .. لا تفعلي .. لكن .. حتى و إن كنتِ تؤمنين أن أخطاء الماضي لا يمكن التعويض عنها .. رجاءا .. امنحيني الفرصة لأعوضك عن كل شيء .. من يدري .. ربما أثبتُ خطأ فكرتك .. لا تبتعدي و لا تجبريني على الإبتعاد صغيرتي"
لمح تذبذب نظرتها فاقترب منها و وقف قبالته ينظر في عمق عينيها اللتين كانتا كعادتهما و رغم كل شيء تخونانها أمامه ليقرأ ما تخفيه في قلبها بكل بساطة ... كان يعرف و يرى في نظرتها توسل تلك الصغيرة التي دفنتها بعيداً داخلها و أحاطتها بأطنانٍ من الجليد .. يرى بكل وضوح (سديم) الصغيرة تتوسله ألا يستسلم أمام عناد (سيلين) و ألا يستمع لغبائها و تبجحها بأنها قادرة على العناية بنفسها و ترغب أن تكون وحيدة كما كانت دائماً .. تتوسله ألا يتركها وحدها لماضيها و آلامها و وحدتها ... رأى في عمق عينيها روحها البريئة الصغيرة تتوسله ليبقى معها كما وعدها دائماً و ألا يتخلى عنها .. و هو لا يستطيع ... لا يمكنه أبداً مهما حاولت و مهما عاندت أن تجبره على أن يتخلى عنه ... و كأنما أدركت (سيلين) أنها أصبحت مكشوفة أمامه خفضت جفنيها تخفي عينيها عنه و قالت بهدوء يخفي مشاعرها
_"لقد تأخر الوقت (هشام) و .. أنا أشعر بالتعب و أريد أن أرتاح قليلاً"
نظر لها للحظات و قد أدرك أنها لملمت مشاعرها و عادت لتتقوقع على نفسها و تختبيء خلف حصونها الجليدية المتينة فتنهد و رفع كفه يربت على رأسها في حنان و هو يقول
_"حسناً عزيزتي .. سأتركك لترتاحي ... لكن عديني أنكِ ستعودين للشركة من الغد .. العمل متراكم فوق رأسي أنا و (عاصي) .. لا تنسي أنكِ شريكتنا .. و أننا رغم كل خططك المتهورة التي تستحقين الضرب بسببها .. فريق واحد .. أليس كذلك؟!"
هزت رأسها و هي لازالت لا تنظر نحوه ليتنهد مرة أخرى و يتحرك نحو الباب ليفتحه و توقف عنده لحظة و التفت لها قائلاً
_"بالمناسبة (لينا)... (رهف) عادت للبيت إن كان يهمك أن تعرفي"
أخيراً حصل على ردة فعل منها حين رفعت عينيها تنظر له و قد لمع داخلهما الإهتمام و القلق ممتزجان باللهفة فابتسم داخله .. العنيدة رغم كل شيء تهتم .. نظر لتساؤلها المتردد قبل أن يقول بهدوء لم يعبر عن أفكاره
_"وجودها في البيت سيجعلها تشعر بالراحة أكثر كما نرجو .. لكنها تحتاج لنا جميعاً .. يجب أن تشعر أن عائلتها كلها إلى جانبها .. ذلك سيجعلها تتحسن و تعود لنا بسرعة إن شاء الله"
فركت كفيها بتوتر و هزت رأسها دون معنى .. ليتابع بنبرة أكثرة جدية و إصراراً و هو ينظر لها نظرة ذات مغزى
_"عائلتها كلها يا (سيلينا)"
قالها و غادر مغلقاً الباب خلفها تاركاً إياها تحدق فيه و عقلها يستعيد كل ما حدث بينهما مراراً و تكراراً .. قبل أن تتنهد و تتجه برأس مطرق إلى غرفتها و تجلس على حافة سريرها برفق و تتطلع للصور الموضوعة جانبه و التقطت احدى الصور تتطلع لـ(رهف) التي تبتسم بشقاوة إلى جانب (هشام) و (عاصي) و لامست وجهها برفق و كلمات (هشام) الأخيرة تتردد في أذنها .. أخذت نفساً عميقاً و أعادت الصورة مكانها و شردت عيناها بعيداً و هي تهمس ... ماذا أفعل يا أمي؟! .. أنا ما عدت أعرف ماذا يجب أن أفعل؟! ... ما عدت أعرف ..
*********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 07:01 AM   #813

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دلفت (سلمى) لغرفة (رهف) و ألقت بالتحية على الممرضة المرافقة لها و أخبرتها أن تذهب لترتاح و هي ستهتم بابنتها و ستطلبها إن احتاجتها و انتظرت حتى غادرت الفتاة و تحركت هي لتقترب من سرير (رهف) ... جلست على حافة الفراش و تأملت وجه ابنتها النائمة في شرود قبل أن تتنهد و عقلها يفكر في كل ما حدث مؤخراً ... لم تجد الخيط الذي تبحث عنه ... تذكرت بأسف لقاءها مع طبيب (رهف) على انفراد دون علم (هشام) أو (عاصي) و الذي كانت قد وضعت عليه آمالاً كبيرة .. لقد تصورت أنه ربما سيدلها على تلك الطبيبة الصغيرة التي قابلتها لكنه أخبرها أنه لم يطلب من أي طبيبة الإشراف على حالة (رهف) و عندما أخبرته باسمها و أرسل في طلبها ، اكتشفت أن الطبيبة الوحيدة بالمشفى و التي تحمل نفس الاسم .. كانت فتاة مختلفة تماماً و أن لا طبيبة غيرها تحمل اسم (شمس) بالمشفى كله ... تنهدت و هي تفكر .. إذن تلك الفتاة لم تكن طبيبة كما أخبرتها و ربما (شمس) ليس اسمها الحقيقي .. لكن ما الذي كانت تفعله في غرفة ابنتها إذن .. عادت تنظر لوجه (رهف) و استعادت الشبه البسيط بينهما ... ترى هل وجود تلك الفتاة في غرفة (رهف) ليس مجرد مصادفة .. هل تعرفها؟! .. أم هل تعرفان بعضهما مسبقاً كما تأمل؟! ... إذن فالخيط الوحيد المتبقي أمامها هو (رهف) ... فقط لو اكتشفت بالفعل أن (رهف) و تلك الفتاة تعرفان بعضهما .. إذن لربما مكنها ذلك من العثور على طرف الخيط .. عادت تتنهد في أسى .. و لكن أين (رهف) .. لازالت غارقة في ذلك العالم و لا تريد العودة ... شعرت بغصة في حلقها و هي تنظر لها و تجمعت الدموع في عينيها ... رفعت يدها تمسح على شعرها في حنان و انحنت تهمس لها ككل يوم منذ قررت أن تتركهم و تغادر إلى ذلك العالم الآخر
_"ألم تشتاقي لي يا صغيرتي؟! .. لا أدري لماذا تتشبثين بذلك العالم و كل أحبابك هنا إلى جواركِ .. ألا تثقين بنا حبيبتي؟! .. ألا تعرفين كم نحبك و كم يؤلمنا بعدكِ هكذا؟ .. آه يا (رهف) .. لو تعرفين كم أتعبني بعدكِ صغيرتي .. عودي أرجوكِ حبيبتي ... عودي و أريحي قلب أمكِِ يا (رهف)"
أجهشت في البكاء و هي تحتضن كف صغيرتها لترفع رأسها فجأة مع الصوت الذي ارتفع في الغرفة قائلاً في لوم
_"أمي"
التفتت نحو (عاصي) الذي كان قد دلف للغرفة و وقف يتأملهما في شفقة قبل أن يقترب منهما و يقف جوارها مربتاً على كتفها برفق و هو يقول
_"ماذا قلنا عن البكاء أمي؟ ... أخبرتك أن (رهف) تسمعكِ و تشعر بكِ .. لا تجعليها تتألم حبيبتي .. تحتاج لتشعر بقوتنا و ثقتنا بها .. هي لا تحتاج لضعفنا حبيبتي"
أومأت برأسها و هي تردد بألم
_"ماذا أفعل يا (عاصي)؟ ... لا يمكنني أن أتحكم بمشاعري .. ليتها تشعر بمدى ألمي فربما استجابت لندائي و عادت لترحم قلبي من كل هذا الألم بني"
تنهد و هو يمد يديه و يحيط كتفيه و يرفعها من جانب (رهف) و قال و هو يضمها إليه
_"اهدأي حبيبتي ... كل شيء سيكون على ما يرام ثقي بي .. أرجوكِ اذهب الآن و أنا سأبقى جوارها"
همست بتردد باكٍ
_"و لكن .."
ابتسم مربتاً على رأسها و قال بمشاكسة
_"لا تقلقي لن أستولى عليها لنفسي .. ليس بعد .. يمكنك أن تعودي لتتحدثي معها كما تريدين لن أمنعك .. لكن .."
ابتسمت لدعابته بقلة حيلة قبل أن تنظر له بتساؤل منتظرة أن يتابع حديثه فقال و هو يغمز لها
_"الأجواء في الخارج متوترة قليلاً و تحتاج لوجودك ... (هشام) و تلك النارية أشعر بوجود بعض الشرارت الغير لطيفة بينهما ... يبدو أنه أغضبها مرة أخرى"
تنهدت و هي تهز رأسها بيأس و قالت له و هي تتحرك
_"لا أعرف ماذا أفعل معهما هذين الاثنين .. منذ أتت هذا الصباح لتزور (رهف) و هي لا تبدو على طبيعتها .. و (هشام) أيضاً ... لا أعرف ماذا حدث بينهما"
قال في همس متآمر
_"اسمحي لي أن أخبرك أمي ... مؤكد أن ابنك العبقري هو السبب .. لا يعرف أبداً كيف يتعامل مع الفتيات الرقيقات و "
ضربت رأسه برفق و هي تقول
_"و أنت العابث الذي يجيد التعامل معهن ... أتمنى أن تعود (رهف) بسرعة لتجعلك تتوب عن عبثك هذا للأبد"
ابتسم لها بعبث أخفى ألمه خلفه و هو يغمز لها .. قبل أن يتركه ليطل حراً من عينيه حين اختفت خارج الغرفة و هي تردد
_"سأذهب لأرى إن كانا قد فرغا من قتل بعضهما أم لا"
بهتت ابتسامته كأنها لم تكن و غامت نظرة عينيه و هو يلتفت لينظر لعسليته المستغرقة في نومها و اقترب ليجلس على حافة فراشها و يهمس بينما يلتقط كفها
_"هل سمعتِ ماذا قالت أمي أيتها العنيدة؟ .. تقول أنكِ ستجعلينني أتوقف عن العبث ... تعتقدين أن هذا صحيح؟"
صمت لحظة يتأملها كأنما ينتظر ردها عليه قبل أن يميل ليهمس في أذنها بتحدي
_"لا أعتقد أنها محقة في توقعها هذا .. لما؟! ... حسناً .. لأنني أنا أقول هذا .. و لأنكِ أثبتي أنكِ أضعف من أن تؤثري عليّ عسليتي ... هروبك الآن أكبر دليل على ذلك أيتها الجبانة"
و رفع رأسه مبتعداً قليلاً عن وجهها و تأمل جفنيها المنطبقين بإصرار مغيظ و عاد يقول بينما يضغط على أصابعها
_"لا أعرف متى أصبحتِ بهذا الجبن يا عسلية ... أتذكرين كيف كنت تلتصقين بي و تتبعينني في كل مكان بإصرار قاهر .. و رغم كل محاولاتي للهرب كنتِ تنجحين في اللحاق بي ... لكن دعيني أخبرك بكل صدق ... حالياً لا أرى أي أثر لتلك المقاتلة العنيدة التي كانت تفعل كل شيء لتحصل على ما تريد ... لم أعد أرى سوى جبانة صغيرة متخاذلة ترتعد خوفاً من مغادرة حصنها الآمن و لا تجرؤ على مقاومة .. ماذا عن العالم .. هي حتى لا تجرؤ على مقاومة خوفها و الإنتصار عليه ... تعرفين .. لقد جعلتيني أفكر في الأمر من جديد ... كنت قد بدأت أشعر بالندم تجاه تصرفاتي الغبية معكِ .. لكن الآن .. ممم"
صمت قليلاً كأنما ينتظر أن تستوعب كلماته جيداً قبل أن يكمل
_"الآن بدأت أغير رأيي صراحةً ... تعرفين .. ربما كنت مخطئاً من البداية عندما توهمت أنكِ مقاتلتي الصغيرة العنيدة ... حسناً سأتركك لحريتك و هروبك الجبان و لن أعود لأطلب منكِ أن تعودي من أجلي ... مممم ... ربما تفضلين ذلك فعلاً .. ماذا عني؟! ... لا تقلقي عليّ ... العالم مليء بالفتيات الرائعات اللاتي يعرفن كيف يتمسكن بحقهن في الحياة و الحب ... لذا صغيرتي الجبانة .. كما تريدين .. اهنأي بهربكِ و اختبائك بعيداً عنا و استمتعي بهما و بأنانيتك التي تجعلكِ تتغاضين عن كل نداءات من يحبونكِ و تفضلين رؤيتهم يتعذبون في انتظارك .. حسناً ابقي عندكِ و أنا .. أنا سأتمتع بحريتي كما أريد .. بكل لحظة منها"
و مال عليها حتى لفحت أنفاسه الحارة وجهها و همس بتحدي
_"حاولي منعي إن استطعتي عسليتي"
و عاد يرفع وجهه يتأملها و يأس غبي يتسرب لقلبه و يخبره أنه غبي إن تصور أن هذه الطريقة ستجعلها تعود .. تنهد و هو يهز رأسه و عيناه لا تحيدان عن عينيها المغمضتين بإصرار و همس لنفسه ... أحمق .. ماذا ظننت؟! ... تنفس بقوة .. هل توهم أنها ستفتح عينيها و تستجيب له بهذه البساطة لمجرد أن هددها بأنه سيتركها للأبد ... نهض من مكانه ببطء و عيناه لا تزالان متشبثتان بعينيها في رجاء و لم يقاوم أن ينحني نحوها مرة أخرى ليقبل شفتيها برقة بينما قلبه يتوسلها أن تشعر بكل ما لم يستطع قوله و ألا تصدق كلماته الحمقاء تلك .. رفع رأسه بعد لحظات ليهمس في ألم
_"عودي يا جبانة .. لازلت أنتظركِ"
ترك يدها برفق من كفه و هو يتحرك ينوي المغادرة ... لكن قلبه توقف بين ضلوعه فجأة ليقف هو غير قادر على الإلتفات نحوها .. غير مصدق .. يخشى أن يكون واهماً أو هو فقط يعيش حلماً سيستيقظ منه بين لحظة و أخرى ... لكن لا .. ما يشعره الآن حقيقة ... التفت ببطء و خشية لتقابله عيناها المغمضتين ليهبط قلبه بين قدميه يأساً من جديد ، قبل أن ينتبه في لهفة و تتجه عيناه نحو كفه و ارتجف جسده بقوة و هو يحدق في أصابعها التي انقبضت حول أصابعه تتشبث بها في ضعف ... لم يشعر بالرجفة التي عمت جسده كلها و أصابت ركبتيه بضعفٍ لم يشعره من قبل ليجد نفسه دون وعي ينهار على ركبتيه جوار فراشها و عيناه لازالتا معلقتين بأصابعها المتمسكة به بضعف كأنما تمنعه من أن يتركها و يرحل كما هددها قبل لحظات ... اقترب منها و هو يهمس برجاء
_"(رهف) .. (رهف) .. أنتِ تسمعينني صغيرتي؟! .. أرجوك يا إلهي .. لا تجعله حلماً .. أرجوك .. (رهف) .. أجيبني صغيرتي"
شعر بأصابعها تضغط على أصابعه من جديد و تتمسك به أكثر فانهارت كل مقاومته و رفع كفها إلى شفتيه يغرقه بقبلاته بينما عيناه تعلقتا بجفنيها في رجاء أكبر و هو يهمس لها بتوسل أن تفتح عينيها و ألا تستسلم ... راقب بقلبٍ مرتجف ارتعاش جفنيها للحظات قبل أن ينفرجا ببطء و لحظتها عرف أنه لم يكن يتنفس حقاً .. أنه لم يكن على قيد الحياة فعلياً منذ غابت هي ... لم يدرك أن أنفاسه رُدت إلى صدره إلا عندما انفرج جفنيها و أطلت من خلفهما عينيها العسليتين و أشرقت شمسها لتعود معها روحه إلى جسده أخيراً ...
************
انتهى الفصل الثاني و الأربعون
أتمنى ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 07:12 AM   #814

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل طويل جميل بطلتها رندة المتهورة
التى قابلت سامر وادركت حقيقته
سامر لن يتوقف حتى ينال من رندة
الله يستر من القادم
سيف وحواره الصريح مع ريناد الحقيرة
لماذا تكره سيف رغم انه لم يفعل لها شيئا
هشام ومقابلته لسيلين المصرة على موقفها
يسلمو يا مايلو
وربنا يوفقك يارب
وبانتظار القادم

صباح النور يا قمر .. نورتيني كتير و سعيدة انك استمتعتي بالفصل
راندا تعتقد أنها أنهت فصل سامر من حياتها لكنها واهمة طبعاً
ريناد تشربت معتقدات خالتها و هي تكره سيف لمجرد أن خالتها تفعل و هي مقتنعة أنه لا يليق بهاميس بسبب تاريخ عائلته و والده
إن شاء الله يعجبك الجزء التاني من الفصل
تسلمي كتير حبيبتي و منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 07:15 AM   #815

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنوودة مشاهدة المشاركة
شكررررررررررررررررررررررر رررررا ياعسل
العفو يا جميل ... نورتيني بوجودك


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 07:22 AM   #816

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماما حسوني مشاهدة المشاركة
أسرار أسرار :heeheeh: أسرار أرهقتينا may lu .....هههههه مستنين تحني وتهَدينا مع التمنيات بالتوفيق في الدراسة.
هههههههه ... صباح الفل يا جميلة
معلش الأسرار كتير في الرواية ... إن شاء الله كل الغموض هيزول و تنكشف كل الأسرار .. أو يمكن مش كلها .. نسيب شوية للجزء الثاني مثلاً
إن شاء الله يعجبك الجزء الجديد من الفصل و الأحداث الجاية كلها إن شاء الله
تسلمي كتير يا جميل


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 04:40 PM   #817

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مبروك عودة رهف من الغيبوبة

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 06:08 PM   #818

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

بااااارت جميييييييييل فوق الوصف مثل كل ماتعودنا منك ...
رندا العنيده اخيرا ارتحنا من سامر
هشام الله يعينك عليها ..
رهف صحيت الف مبروك عاصي
سيلين من عائلتها المجهوله ؟؟احساسي يقول انهم نفس عائلة سالم و حبيبها كان سالم . ... اسم سديم انا سمعته وين ؟؟ ع لسان سالم ؟ حاولت اتذكر ماش زهايمر ههههه...
يعطيك العافيه ع هالابداع متميزه انتي و يا حظنا بكاتبه مثلك
كل الوووووووود


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 08:12 PM   #819

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
مبروك عودة رهف من الغيبوبة
الحمد لله أخييييراً ... مقدرتش أنزل الفصل قبل ما أختمه بخاتمة سعيدة و بعودة رهف بالسلامة .. إن شاء الله تكوني استمتعتي بالفصل يا جميل


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-05-17, 08:13 PM   #820

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميار111 مشاهدة المشاركة
بااااارت جميييييييييل فوق الوصف مثل كل ماتعودنا منك ...
رندا العنيده اخيرا ارتحنا من سامر
هشام الله يعينك عليها ..
رهف صحيت الف مبروك عاصي
سيلين من عائلتها المجهوله ؟؟احساسي يقول انهم نفس عائلة سالم و حبيبها كان سالم . ... اسم سديم انا سمعته وين ؟؟ ع لسان سالم ؟ حاولت اتذكر ماش زهايمر ههههه...
يعطيك العافيه ع هالابداع متميزه انتي و يا حظنا بكاتبه مثلك
كل الوووووووود
مساء النور يا قمر نورتيني كتير و سعيدة جداً إنك أحببتي الفصل
راندا أنهت قصة سامر أخيراً لكن هل هو سيقبل هذه النهاية ... لا أعتقد
رهف الحمد لله عادت أخيراً ... مبروك لعاصي لكن لازم يستعد كويس للأيام الجاية
عائلة سيلين و لماذا ترفض الاعتراف بهم .. هل سالم و سيلين فعلاً لهما علاقة ببعضهما ... لا اسم سديم أول مرة أذكره بالرواية إلا إذا كنت أنا اللي معي زهايمر و نسيت هههههه ... الأحداث القادمة هتكشف أكتر عن أسرار سيلين و ماضيها و عائلتها المجهولة و لماذا لا يمكنها أن تغفر ما حدث لها في الماضي؟
تسلمي كتير حبيبتي و أنا محظوظة أكتر بمتابعتكم و تشجيعكم ... يا رب دايماً تستمتعوا بحكاياتي
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.