16-03-17, 07:39 AM
| #261 | ||||
|
|  الفصل الواحد والثلاثون حينما فتحت عينيها كانت على سريرهما..وكان هو يمسك بيدها بين راحتيه....( يا الهي! لقد كان كل شيء حقيقياً اذاً! أحمد لم يسلم بحق! ونيكولاس مات! مات! آه نيكولاس!) وأجهشت بالبكاء.....بكاء شديد...وبحرقة... هرع اليها أحمد وهو يلوم نفسه على غبائه...فلم لم يغلق هاتفه أو لم يجب اتصال سابينا! لقد دمرت كل شيء...عليه الآن المحاولة من جديد لاقناع ايزيل بأنه يستحقها!ولكن كيف؟ " ايزل؟ أرجوك..اهدأي!" انتفضت من بين يديه وهي تصرخ:" ابتعد عني! اياك أن تلمسني!" " حسناً..حسناً! لن ألمسك! ولكن اهدأي! دعيني اشرح لك...لقد فهمتي الموضوع برمته بشكل خاطئ!" نظرت اليه نظرات كالرصاص......كسرت نظراته المترددة...الكاذبة...... " من فضلك! لا تنظري الي هكذا! لست كما تظنين! فقط..أعطني فرصة لأشرح لك!" هدأت...وأطرقت... مسحت دموعها ..ثم قالت بهدوء:" أريد الذهاب الى جدي!" " ماذا تقولين؟ كيف؟ أنسيتي بأن الليلة هي ليلة زفافنا.؟ وماذا سيقول الناس؟و.." قاطعته قائلة بحدة:" ستأخذني ؟ أم أذهب وحدي؟" أطلق زفيراً ينم عن توتره..ثم عاد يحاول معها..قائلاً بلطف " ايزيل حبيبتي..." قاطعته" لست حبيبتك! واياك واعادة ذلك ثانية!" لقد بدأت تفقده أعصابه" حسناً...آنسة ايزيل...دعينا ننام الآن ..وفي الغد آخذك..ان شاء الله!" نظرت اليه وابتسمت باستهزاء...مازال يحدثها وكأن شيئاً لم يكن " لم أكن أعرف بأنك ممثل بارع الى هذا الحد!" بدأ يفقد أعصابه:" لم أكن أمثل! متى ستدعينني أتكلم وأشرح لك ماسمعت؟" استشاطت غضباً:" لا أريد الاستماع!" " وماذا تريدين اذاً؟" " أخبرتك! أريد الاطمئنان....على جدي!" والدموع تترقرق في عينيها.... " أوووف!" نهض وهو يفرك شعره بيده بعصبية.....ثم التفت اليها فجأة...وقال بحنق:"انهضي وجهزي نفسك!" وهو يخرج غاضباً.............. انسابت دموع ايزيل بصمت....لكنها نهضت لتبدل ثيابها على عجل...قبل أن يغير رأيه.... وحينما وصلت القصر...كان يبدو كبيت الاشباح..لا حياة فيه..كان معتماً...لا يعلو فيه سوا صوت العويل والبكاء..والصراخ.... عرفت بأن الطائرة المسافرة من أثينا..والتي كان على متنها نيكولاس قد سقطت وتحطمت...ولم تصل أي أنباء عن وجود أي ناجين.... كان أندريه بخير...ولكن كان ظاهراً كم كان يعاني ويقاسي اثر خسارته لحفيده البكر....لقد كان دوماً فخوراً بنفسه وبنيكولاس....كان يرى نفسه وشبابه فيه! لقد كان يظن دائماً بأنه سيموت مرتاحاً بعد أن أخبره الاطباء عن قلبه المتعب وأيامه القليلة في هذه الدنيا....بأنه لن يقلق على ايزيل بعد اليوم...وبأن نيكولاس سيكون موجوداً بدلاً منه..وسيرعى العائلة ويحميها بدمه ..كما علمه يوماً! لم يكن يظن بأنه سيعيش الى هذا اليوم! هذا اليوم..الذي يصبح فيه نيكولاس طي النسيان! وما أصعبه من يوم عليه! وأما ماغي..فقد كانت ذابلة..شاحبة...لا تلبس سوا السواد...بعد تلك الثياب الزاهية والملونة التي كانت لا تحب سواها..... ومع الايام....كانت حالة أندريه تسوء أكثر فأكثر...فلم يشك أحد..حينما قررت ايزيل العودة الى القصر والمكوث في غرفتها القديمة لعدة أيام...فالكل يعلم كم أندريه متعلق بحفيدته...وان كان وجودها لا ينسيه فقدان نيكولاس! لهذا لم تتقدم حالته ولم تتحسن.... وحتى لا يسبب أي احراج لايزيل بمكوثها الى جانبه...قرر تخصيص جناح كامل لايزيل وأحمد...ومع أن ايزيل حاولت جهدها ثني جدها عن فعل ذلك...لكنه كان قد قرر وانتهى الامر...! لم يكن يعرف ..بل لم يعرف أي أحد....ما كان يجري بينها وبين أحمد! ومرت الأيام....ولم تغادر ايزيل القصر................ توفي جدها الآن..منذ خمس سنوات....... وعاشت ايزيل في القصر الى جانب ماغي..وبما أنها الوريثة الوحيدة...والذي حدث أنها لم ترغب في هذا الارث....ولما لم يكن هناك من رجل يقوم بالاعمال..وادارة الممتلكات... وافقت ايزيل على تسليم ليون- اذ أنها عادت تناديه بهذا الاسم...لأنه لم يعد يليق بكاذب مثله اسم الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام- حق ادارة كل شيء...بتوكيل منها...مقابل أن يتركها تعيش في قصر جدها...وبالطبع هو يقيم معها في نفس الجناح...لكن لا أحد يعلم بانهما يعيشا معاً معيشة الغرباء..... وحذرتها ماغي مراراً وتكراراً..بأن ليون عابث ومتلاعب ....ويعيث الفساد ويضيع الاموال...لكن ايزيل لم تكترث...المهم هو هذا القصر والعاملين فيه....فمهما تلاعب ليون لن يضيع كل الاموال المتوارثة من جدها.... وكانت تجد مكوثها في القصر يستحق هذه التضحية.....فلم تسمع لماغي..ولم تبدل ساكناً! لكن أكثر ما يغيظها..هو عودته كثيراً بعد منتصف الليل..تفوح منه رائحة الشراب والعطور النسائية! وكثيراً ما كان يحاول اثر فقدانه لعقله...الاعتداء عليها..ونيل ما هو حق له-كما يزعم-! لكنها كانت تقفل على نفسها الحمام ريثما يفقد وعيه وينهار أرضاً! ثم تخرج....وتنام في غرفة مجاورة!! كثيراُ ما طلبت منه الطلاق...فلم يكن رده سوى أنها لن تنال الطلاق طالما هو على قيد الحياة...وهي في بلد ليست بلدها...والقضاء ليس في صالحها كونها مسلمة...! كما أنه استمر يدعي بأنه مايزال مسلماً..وبأنها هي من تدفعه لهذه التصرفات التي تكرهها حينما قررت نبذه دون سبب! سوى سماعها لمكالمته لسابينا تلك الليلة المشؤومة! صبرت على ضربه واهانته لها! صبرت على سكره وعلاقاته العابثة! صبرت على هدره لمال عائلتها..وتحقيرهم كلما سنحت له الفرصة! كانت تمني نفسها..بأنه لربما عاد الى رشده يوماً ما! لربما ان بدلت معاملتها معه..سيتبدل الاخر...ويعود كما كان...يوم قبلت الزواج به! لكن ما قضى على كل تلك الامال....هي تلك الليلة! تلك الليلة التي لن تنساها ماعاشت! حينما عاد –كعادته- مخموراً ويفوح منه عطر نسائي ساحر............ بادرت بالسؤال " ألن تكف عن هذا أحمد؟" ترنح..وترنجت الكلمات على شفتيه:" أحم....د؟ ومنذ متى ....تنا..دينني..بهذا...الا..سم؟" ثم أخذ يضحك بصفاقة.... " أجل...حينما أسلمت..اخترت لنفسك هذا الاسم الكريم!" نظر اليها بعيون زائغة:" وقد..أخطأت! هاك....هل ار..تحت الآن؟" قالت برجاء:" أحمد؟ لم لا نبدأ من جديد؟لم لا ننسى كل ما فات...ونبدأ من جديد؟" نظر اليها وهو يفتح ذراعيه:" لقد علمت بأن هذه هي ليلة سعدي...أولاً تلك الشقراء...ثم أنت الآن! تعالي الي أيتها الجميلة!" اتسعت عينيها مستنكرة وقاحته.والى أين قد ذهب به مجونه أكثر من هذا " هل؟ هل كنت مع امرأة أخرى ...أحمد؟" "وهل...كنت..تظنين بأنني....سأع...يش..حياتي..ناسك� �ً؟ ثم..لا ..علا..قة..لك...بي!" قالت ودموعها تملأ وجهها:" ولكنني زوجتك! أمازلت تذكر؟" صرخ بوجهها وهو يهزها من كتفيها:" وأنت؟ أما زلتي تذكرين؟ لقد حرمتيني كل حقوق الزوجية! لم ألمسك منذ تزوجتك! والآن..تريدين أن نبدأ من جديد؟تباً لك! لقد احتقرتني..وجعلتني أشعر بنفسي وكأنني لا شيء! لا شيء!" ثم صفعها على وجهها...فوقعت أرضاً..وهي تبكي.....لكنه لم يكتف...بل جذبها من الارض ليجبرها على الوقوف...وهو ينزع عن رأسها حجابها..وهو يصرخ:" وهذا؟ ما هذا؟ تلبسين حجابك أمامي؟ أي زوج...وأي زوا....ج؟ أيتها...البائسة.....الحقيرة!" صرخت:" لقد كذبت علي! لقد ادعيت اسلامك..لتنالني فقط! أليس كذلك!" لقد صمت طويلاً..أليس كذلك؟ فاندفع يمسكها من أكتافها ويقول بشراسة وحقد كبيرين..." أجل! لقد تزوجتك لأنالك أيتها البائسة! لقد كذبت عليك! لم أدخل الاسلام..ولن أفعل ذلك أبداً! تعجبني حياتي كما هي!" صرخت وهي ترفع يديها لتسد أذنيها:" كلا! كلا! أنت تكذب!" زاد صراخه:" بلى! أيتها الحمقاء! لقد وضعتك في رأسي..لحظة منعني نيكولاس عنك! لقد أعجبتني..وأعجبتني عفتك! وقلت حينها لن تكوني الا لي!أنا من سيمتلكك! " " توقف أيها الحقير! توقف!" وهي تحاول ركله وضربه بيديها الخائرتين... لكنه كان قد فقد عقله وانتهى الامرفصرخ وهو يضحك قائلاً:" لذا...فلن أدعك وشأنك أبداً! حتى وان أعطيتني كل ثروتك...فلن أدعك! لن أطلقك حتى وان متي أمامي! أفهمتي يا صغيرتي؟" كان البكاء قد أخذ منها كل مأخذ...فانهارت أرضاً وهي تضرب صدره بيديها....نظر اليها نظرة حاقد..ومشفق في نفس الوقت...لكن حقده تغلب على عطفه... فتركها ومضى الى سريره...وألقى بثقله عليه...وراح في سبات عميق............ ومن يومها...قامت ايزيل بفصل غرفتها خارج جناحه.....وعادت الى غرفتها القديمة.....وهكذا...بات الكل يعرف أي علاقة تربطها بليون! ولم يعد ذلك خفياً أبداً! استيقظت ذات يوم....وهي تشعر بقليل من النشاط....فاتجهت الى ماغي التي كانت تحيك سترة صوفية...وقررت بأنه يجب أن تخرجا لتناول الغداء في الحديقة لهذا اليوم! ابتسمت ماغي...ووافقت...وهي تعلم بأن همومها هي وايزيل لن تنتهي....وستقتلهما ان لم يحاولا الخروج من هذه الدوامات! فرحت ايزيل بموافقة ماغي....بل وقررت بأن الجميع من الخدم أيضاً سيتناولون معهم الغداء في الخارج....فليس هناك أجمل من التواضع والمحبة...بين كل هذا السواد والحزن! فرح الجميع بفكرة ايزيل....وبدأ التحضير...وبينما هم كذلك...رن جرس الهاتف..وحيث أنها كانت قريبة منه صرخت قائلة:" أنا سأجيب!" رفعت السماعة:" منزل أندريه ديمتريوس!" لكن لم يكن هناك من صوت! عاودت الكلام " آلو؟ هل هناك أحد؟" أيضاً لا جواب! بينما كان واضحاً صوت تنفس أحدهم على الجانب الآخر..... صمتت تصيخ السمع ولم تدر لم شعرت بقلبها يخفق بسرعة.... " من أنتِ؟" Poison Ivy | ||||
|  |
|
16-03-17, 10:34 AM
| #262 | ||||
| شكرا حبيبتي على الفصل ... ايزل حمقاء حقا كيف ترضى بالبقاء مع ليون وهو تعرف خداعه لها ضف الى دلك تسلمه مفتاح ثروتهم كلها لكن الفصل قصير جداااااا نريد احداث اكشن تعرفيننا ♥ كما اننا نريد فصلا اخر خاصة بعد ظهور حبيبنا نيكولاس من فضلك يا قمر ونريده طويل جداااا | ||||
|
| |
|
16-03-17, 03:48 PM
| #263 | |||||
|
| اقتباس:
لكن هدى لو وضعت لك جميع الفصول التي لدي لطلبت المزيد ههههه رويدك يا فتاة، ما زلت في خضم كتابة الأحداث نعود لقصتنا اجل ايزيل حمقاء....لكن هناك متابعة عزيزة علي في الحقيقة وصفت الموقف بدقة وبأن شخصية ايزيل تبدلت عبر الرواية ففي البداية كانت صاحبة إرادة وشخصية هادئة متماسكة متزنة قوية...بعد كل ما حدث معها تحولت الى هرة خائفة...أصبحت هشة ضعيفة لذا لا استغرب منها ان تلقي بكل شيء ولا تكترث ولا تحارب، ومن اجل ماذا تحارب؟ اظن بأن روحها كسرت! ان أحسنت التعبير، وحينما يصل الانسان الى ذلك الحد...يصعب عليه فعلاً المحاربة من اجل اي شيء او حتى التشبث بأي شيء! شكراً على المرور وتحياتي ايتها العزيزة | |||||
|
| |
|
17-03-17, 06:49 PM
| #264 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| مساء الورد يالهوي 5 سنين فاتو مات الجد و اختفي نيكولا و ليون استلم كل شئ ايزي استسلمت و مبقاش فارق معاها اي حاجة باهتفاء نيكولا و موت جظها اتحولت لشخصية ضعيفة مستسلمة متوقعتش انها توافق تكمل مع ليون بعد كل الشواهد اللي بتاكد عدم اسلامه منتظرة رد فعلها بعد اخر مواجهه | ||||||||
|
| |
|
18-03-17, 10:26 AM
| #266 | ||||||
|
| اقتباس:
طبعا خلال خمس سنين يتغير الكثير بالضبط ايزيل ما مبقاش فارق معها حاجة سبق وعللت أسباب بقائها معه كما انها لم تتأكد بل هناك شك ضعيف بأن يكون حاد عن الطريق قليلاً لكن معاملته وقسوته معها يجعلانها تنفر وتبتعد كثيراً ولا تفكِر فيه حتى الا نادراً! تحياتي واسعدني مرورك اقتباس:
شكراً لك ولا ضير من بعض الخيال ستقرب ولا يهمك | ||||||
|
| |
|
19-03-17, 02:24 PM
| #269 | ||||
|
| السلام عليكم الفصل الثاني والثلاثون الفصل الثاني والثلاثون رِن جرس الهاتف وحيث انها كانت قريبة منه صرخت قائلة :" أنا سأجيب !" رفعت السماعة :" منزل أندريه ديمتريوس.." لكن لم يكن هناك من صوت..... عاودت الكلام:" آلو؟؟ هل هناك أحد؟!" أيضاً لا جواب...بينما كان واضحاً صوت تنفس احدهم في الجانب الاخر.... صمتت تصيخ السمع ولم تدر لم شعرت بقلبها يخفق بسرعة ... " من أنتِ؟" قطع هذا الصوت أوصالها.... لم تكن متأكدة مما سمعته...هذا الصوت! تكاد تقسم بأن هذا الصوت هو... " هل أنتِ صماء يا هذه ؟" صراخه أرعبها....بل هي مرعوبة من صاحب الصوت...تكاد لا تصدق.... " م..ن؟من...يتكلم؟!" قالت بنبرة متلعثمة وصوت مرتجف.... صمت الصوت فجأة....ولم يكن يُسمع الا صوت تلاحق أنفاسها التي عجزت أن تهدأ...... " هل انت خادمة جديدة ؟ أتعلمين؟ أنا لا أهتم ! أعطني السيدة ماغي" خادمة؟ ما عادت تعرف بماذا تجيب؟! او ان كان ما يحدث الان هو من ضرب الخيال!!! ولا يمت للحقيقة بصلة! لكن صوته الحازم أعادها الى الواقع ثانية.... " هاي؟ أنتِ أيتها الخرقاء....تباً ألا يوجد سواك في المنزل؟! تحركي هيا وأخبري سيدتك بأنني أريدها!" تحررت الكلمات أخيراً من شفتيها..." من؟....م..من ...يريدها؟" وهي تضع يدها على قلبها الذي يعجز عن الهدوء.... لكن صوته الحاد القاسي عاد للصراخ بدون رحمة " تباً لكِ...أعطني سيدتك!" ارتعبت بشدة من قسوته فسقطت السماعة من يدها....في اللحظة التي وصلت اليها ماغي...لكنها ما ان رأت هيئة ايزيل...حتى ارتاعت " آه يا اله السموات ...حبيبتي ماذا حصل لك؟ انت شاحبة للغاية!" نظرت اليها ايزيل وهي تشير بيدها الى الهاتف...كانت غير قادرة على الكلام تعجبت ماغي من حالها...ولما نظرت الى حيث اشارت وجدت السماعة ملقاة على الارض...وسمعت من يصرخ على الهاتف... " اووه يا الهي..ماذا حدث؟! ولم السماعة على الارض! " قالت وهي تلتقط السماعة وتضعها على اذنها:" من كان على الهاتف ؟!" لكنها ما ان أنصتت السمع...حتى تبدلت ملامحها وأشاحت بوجهها عن ايزيل قائلة بهدوء " نعم! أنا ماغي...! أجل!لا...لاتهتم...حسناً! حسناً...أحدثك لاحقاً! ليس الآن....لا ليس بعد! سنتكلم لاحقاً...أجل طبعاً...الى اللقاء!" وأقفلت السماعة...وانتظرت لبرهة...ثم التفتت الى ايزيل وهي ترسم ابتسامة مصطنعة محاولة ابداء المرح " هيا عزيزتي الجميع ينتظرك!" وهي تمسك بذراع ايزيل وتسحبها الى الخارج " من كان؟" استوقفتها جملتها... لكنها تابعت الابتسام:" من تعنين حبيبتي؟" " من كلمت للتو؟ من كان؟" " آه...اعتذر منك صغيرتي ان كان قد أساء الأدب معك اذ ظن بأنك خادمة...فهو لا يعرفك!" استوقفتها ايزيل ونظرت في عينيها برجاء " من هو؟" " انه....!انه شقيقي!" " شقيقك؟ لم أعرف أن لديك أشقاء ماغي!" " اجل حبيبتي لم أَجِد الوقت المناسب لأحدثك عنه..فهو دائم الترحال والسفر ولم أره منذ سنوات!" " لكن صوته؟" " آه...كان علي أن أعرف بأن هذا ما أربكك! أجل عزيزتي...فصوته نسخة من صوت نيكولاس! فليرحمه الرب!" أطرقت ايزيل صامتة...ربتت ماغي على كتفها بحنان... " حبيبتي! لا يعقل بأن تكوني قد ظننتي..." رفعت ايزيل رأسها والدموع تلوح في عينيها...قالت بابتسامة منكسرة:" الأموات لا يعودون ماغي...أليس كذلك؟" ابتسمت ماغي وهي تضمها الى صدرها:" بلى صغيرتي....( أطلقت تنهيدة وهي تنظر للبعيد) لا يعودون!" استطردت قائلة وهي ترفع وجه ايزيل وتمسح دموعها محاولة المرح:" هيا الان عزيزتي...امسحي عنك هذا الحزن...ألم ننل كفايتنا منه؟ دعينا نستمتع بوقتنا قبل أن يأتي ذاك المخبول ليون!" ابتسمت ايزيل من بين الدموع....لا تقلقي ماغي...لن يإتي الليلة بطولها! فلقد اخبرني قبل مغادرته هذا الصباح...بأن لا انتظره! وكأنني أفعل! لقد اصبح يجاهر بخيانته وكأنني لست أمامه! أصبح يتعمد إهانتي واذلالي...يريد أن يفهمني بأنني لست أنثى! لا اصلح زوجة! يتباهى ببطولاته مع عشيقاته أمامي! وكأنني حجر! حائط...قطعة اثاث! وكأنني رفيقه في العمل! رجل! تسعده دموعي...ويفرحه صراخي حينما أطلب اليه أن يكف عن قذاراته او على الأقل ان يصمت! فلا أريد ان اعرف شيئاً عنه! صحيح بأن رائحة ملابسه تفوح بالعطور النسائية...لكنني لا اريد سماع ذلك منه صراحة! لكم يعشق أن أطلب منه الطلاق باكية...وثائرة...ومنكسرة! يضحك بأعلى صوته...مردداًجملته المعتادة..:" لن أطلقك حتى لو متي امامي!" حسناً...فهمت! ما عدت أطلب الطلاق! ما عدت أصرخ أو أثور في وجهه! ما عدت أبكي حتى...حينما يبدأ كلامه ذاك عن مدى روعة احداهن وجمالها....ومدى غرامه بها ...بل انه كان يمعن في وصف جسدها لأكون على يقين بأنه قضى الليل بطوله معها...كان شديد القذارة والنذالة..... حاول ان يستفزني اكثر من مرة..حينما لاحظ هدوئي..وعدم اكتراثي....لم تعد لدي سوا تلك الابتسامة المنكسرة لأجيبه بها.....! لن تعلمي يا ماغي! لن تعلمي كيف انتقم مني لتقبلي لخياناته على حد تعبيره! لا اريد تذكر ذلك اليوم....لا اريد! شعرت بيد ماغي على ذراعها....فتحت عينيها التي كانت تعتصرهما بشدة.... " هوني عليكي صغيرتي!" ابتسمت ايزيل بسرعة وهي تشد على يد ماغي :" انا بخير! حقا ماغي...لا تقلقي!" ابتسمت ماغي وهي تناولها شطيرة جبن! امسكتها ايزيل وقد فقدت الرغبة في الطعام! لكنها لا تريد أن تفسد الامر على ماغي....فحاولت تناسي الأفكار السوداء التي غزت رأسها...وتذكرها بفظاعة افعال ليون معها! انتهى اليوم على ما يرام...وبعد أن خلد الجميع للنوم ! أقفلت هي باب غرفتها عليها...لقد أصبحت هذه عادة لديها منذ....تلك الليلة! دفنت رأسها بين الوسادات وهي تحاول خنق الذكريات في رأسها.... بدأت تسترجع صورة ليون...وهو ينهال عليها ضرباً...ثم!! نهضت من سريرها وهي تقفل أذنيها بيديها " لا ...لا! توقف..... !! " وهي تبكي بألم وعذاب كبيرين.... ساعدها على قطع شريط ذكرياتها...سماعها صوت طرقات باب غرفتها.... لكنها لم تجب.... " ايزيل؟ افتحي...هذه أنا! ماغي!" وما ان سمعت ايزيل صوتها حتى ركضت ناحية الباب وفتحته بسرعة...وما ان أطل وجه ماغي المرتعب....والتي بادرت ايزيل بالسؤال " ما بك صغيرتي؟ يا الهي...لقد سمعت صراخك...وهذه الدموع؟؟ مالذي حدث لك بنيتي؟" سالت دموع ايزيل غزيرة ودافئة لتنهار بين ذراعي ماغي " اهدأي حبيبتي...يا الهي! ماذا حصل لك؟" لكن ايزيل رفضت الكلام او التوقف عن البكاء... " حسناً اهدأي قليلاً الان ونتحدث فيما بعد....تعالي معي" ودخلتا الغرفة بعد ان أقفلت ماغي الباب كعادة ايزيل.... وساعدتها على الاستلقاء على سريرها وهي تربت على رأسها وتعبث يحصلان شعرها حتى استسلمت ايزيل اخيراً للنوم...بعد ان اضناها التعب والتفكير وآلمتها عينيها لكثرة البكاء.... استلقت ماغي الى جانبها... أطفأت النور الى جانبها...ثم سحبت الغطاء على كليهما....وحاولت النوم وهي تفكّر بما يحدث مع تلك المسكينة التي ترقد أمامها! Poison ivy | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
28Likes
.png)
العرض العادي
