16-10-17, 09:57 PM
| #173 | ||||
|  حُبكِ قاتلي الفصل الخامس عشر استيقضت على صوت طفلها ... الذي تعالت شهقاته بين بكاء و سعال ... حملته وركضت نحو ذاك الذي يغفو على الكنبة في الصالة ... " أسير ... أسير ... " تنادي عليه ... استيقظ من نومه .. ليراها تقف بالقرب منه ... تحمل ابنها بيدها ...فأسرع يقف بسرعة ... " مالذي حصل ... ؟ لماذا تبكين ..." وبنظرة نحو الطفل الصغير ...علم انها احدى نوبات الربو ... اخذه من يديها ... فلم تمانع ... ناولته الطفل ...ووقفت متجمدة ...بجانبه تراقب ...انفاس صغيرها ...سعاله ... مدد الطفل الصغير على الكنبة ... وأسرع ...يفحصه ...بسماعته الطبية ... ليلاحظ ضيق نفس الصغير ... و سعاله الذي يزداد ...شفتيه المائلة الى الزرقة ... تناول المسكن من الخزانة ...وأسرع يجبره على أستنشاقه .... " يجب ان ننقله الى المشفى الان ..." قالها وأسرع يناولها إياه ... احمليه ... قالها وتوجه الى باب الشقة ... أخذ مفاتيح سيارته ... " هيا دلال ..." لتفيق من تجمدها ... كأنها لم تدرس الطب كأنها لم ترى حالات اختناق كحالات ابنها ...تجمدت هذا ما حصل لها ... لم تستطع ان تفعل شيء سوى المراقبة ... لاتعلم كيف ركبت السيارة معه ...او متى وصل بها الى المشفى ...لم تشعر سوى عندما حاول اخذه من بين يديها ...لتتشبث به كأي ام ...وتناظر عيونه تبحث عن وعد ... " سيكون بخير اتركيه دلال ..." " عدني ...وإياك ان تخلف وعدك ...." قالتها ...ليتعجب هو ... ويسرع ينطقها .... " أعدك ...." ما ان نطقها حتى ناولته الطفل ...ليسرع الى أطباء الطوارىء ... معرفاً اياهم بنفسه ...يلقي عليهم اوامره ... مظهراً بطاقته التعريفية ... تراه يحدثهم ... يتناقش مع طبيب الطوارىء ... يختفي وراء باب لونه ابيض ... مكتوب عليه ..غرفة الطوارىء ... فتشعر ببردٍ يلفحها ... يتسلل الى عظامها ... بردٌ يلف روحها ... وأيام مضت تزورها ... تتذكر ... كم من مرة ...رأت هذه الكلمة ... مرة ...اثنان ...ثلاثة ...لم تعد تذكر ...وفِي كل مرة يعدها ...يقسم لها ... وتعود مرة اخرى لتقف هنا ...تناظر الباب ... وتلك الكلمة التي تكره ...مضيئة بلونها الأحمر .... خرج من غرفة الطوارىء ... بعد ان استقرت حالة الصغير ... يريد ان يطمئنها ... يسير نحوها ..فلا تراه ... تقف هناك ببجامتها الطفولية وكأن ملامحها لاتكفي ... تحتضن نفسها بكلتا يديها ... " دلال ... دلال ..." يناديها ... فتسحب نفساً ... تعود به من الماضي ... تعود اليه ... حاضرها ... " هل هو بخير ...؟ " " نعم انه بخير ...زودناه بالاوكسجين ..." وقبل ان يكمل كلامه ... احتضنته ... طوقته بذراعيها ... و بكت ...بكت وعودٌ منكوثه ... بكت حياة عاشتها ... بصمت وسكوت ... اسرار ...هكذا كانت حياتها اسرار لا يعرفها اقرب الناس لها ... لا يصدق انها تحتضنه ... ترتجف بين يديه ...وتبكي ... لم يشعر بحياته انه كامل ... سوى الان ... فيسرع يحتضنها يشدها الى صدره ...يزرعها هناك ... فاجئه ضعفها ... كيف غدت هكذا ... كيف ...؟ ..... تحتضنه في وسط المشفى ... امام باب غرفة الطوارىء ...غير مبالية بمن حولها .... " ما الذي تلبسينه ...؟" يحاول تشتيت افكارها الحزينة ... لتبتعد عنه تنظر لنفسها ... فتتفاجاء بنفسها ترتدي ... بجامة برسومات كارتونية ... وتلاحظ النظرات من حولها ... " هل تعلمين اننا نبدو...كأب وأبنته ..." قالها ضاحكاً ... ليكمل بعدها وهي تنظر الى نفسها..." انت ببجامتك هذه وملامحكِ الطفولية ... وانا ببجامتي المقلمة و نظاراتي ..." " مابك يا ابنتي لما تبكين هل يضايقك هذا الرجل .." قالتها احدى الممرضات ...وهي ترمق اسير بنظرة غير راضية ... لتسرع دلال تجيبها ... " انه زوجي ...." " هل خدعك يا صغيرة ... هل تزوجك غصباً ..." تقولها وهي تضع يدها على صدرها ... متفاجأة ... " لا لا ...هو زوجي ..." لتوجه المرأة أنظارها لأسير ... " الا تخجل من نفسك ... تتزوج بقاصر ..." قالتها ومرت بجانبه ...متقصدة الاصطدام به ... فينظر لدلال ... " قاصر ...!!" قالها متفاجأً .... فترد عليه دلال بضحكة ... تاق قلبه لها ...فيسحبها من يديها ... يبعثر خصلات شعرها المبعثرة ... " تعالي يا ابنتي ...." يقولها ... عله يرى مزيداً من البسمات تزين ثغرها .... .............. انسحب من وسط عائلتها يبتعد عنها ...مرغماً ...مجبراً ... كارهاً ... لا يعرف ... متى ستعود ... متى تشفى من انكسارها ... يشعر كأنه سرق ما ليس له ... وبعد ان فعل كسره الى ملايين الشظايا ... يعتقد ان بأعادتها لمالكها ... والديها .... انه يفعل الصواب ... سيعيدون جبرها ... وستعود ...نعم ستعود اليه ... ميسه ... ركب سيارته ...وجلس فيها ... ينظر لمنزلها ... والمنزل المقابل ... ذهبت لمنزله هو ... دخلت هناك ... تبحث عنه ... احتضنت والده قبل والدها ... سمعها ...نعم سمعها ... وسمع الإجابة ... فيعيد السؤال هل ستعود ...هل ستنسى ... هل ستغفر ... هل ستحب ...؟ ...... ينظر لها تغفو بجانب صغيرها ... ملامحها متعبة ... يرفع الشرشف الأبيض ...يغطيهما معاً .... يخرج من باب الغرفة البيضاء ... في المشفى ...متعباً ...ناعساً ... لم ينم ليلته ... وما ان خرج حتى أصطدم بأحد الأطباء ... " عفواً عفواً ..." " لا أنا اعتذر ...كنت امشي بسرعة ... " قطع حديثه ... ونظر اليه ..." أسير ... هذا انت... " انتبه اسير اليه ....صديق الطفولة ...ورفيق الدراسة ... " احمد ... يا الهي ... لم ارك منذ زمن ..." " منذ حفلة التخرج ...." " مازلت تذكر ..." " صحيح ماذا تلبس يارجل ...لما انت هنا ...هل الأهل بخير ...." " الجميع بخير ...لكنه ابني ... عانى من نوبة ربو البارحة ... فجأنا به الى المشفى ..." وينسبه اليه ... " هل هو بخير ... دقيقة دقيقة ... انت متزوج ... ولديك ولد ... منذ متى .؟ لقد سألت عن اخبارك عندما شاهدت أوس ... وأخبرني انك مازلت العازب الوحيد ...في مجموعتنا ..." " تزوجت قبل أشهر ... ايهم ابن زوجتي ...انت تعرفها ...كانت طالبة معنا ..." " من ...؟ " " دلال ...دلال الياسري ..." " دلال ... آه نعم اعرفها ... طبعاً ...لقد عانت كثيراً المسكينة " قالها وتعابير غريبة علت ملامحه ... " عانت ... تقصد بعد وفاة زوجها ..؟" " زوجها توفى ... اممم ...شيءٌ متوقع ..." يحدثه متردداً ... " لم تتحدث هكذا ..." مصدوم من كلماته ... "تعال معي الى الكافتيريا ...فالحديث يطول ..." ....... يجلسان في كافتيريا المستشفى ... ملامح اسير المصدومة مما يسمع ... عن زوجها السابق ... لا يصدق كيف تحملت ذلك كيف صبرت عليه ...وبداء يفسر جمودها ... بكائها ... طلبها لوعدٍ منه ... تمسكها بولدها الى ان اعطاها كلمته ... وعده .... " مدمن مخدرات ....لا اصدق ذلك ..." " كما أخبرتك ... لقد دخل أكثر من مرة للعلاج ... لكنه كان ينتكس ... ويخرج ..." " وعندما أخبرتني انه متوفى ظننت انه توفي بجرعة زائدة ..." " لا كان حادث سير ..." " حادث سير ...! لابد انه كان تحت تأثير المخدرات ..." " لا اعتقد ... وإلا كان ذلك بان في تحقيق ... ولم تصل القضية الى المحكمة ...." " اخبرك بأنه مدمن ... والده كان يتستر عليه في كل مرة ... ونقلوه الى مركز للعلاج الادمان خاص بذوي النفوذ ... أنا كنت هنا ..." " متى حدث هذا ...؟؟؟؟؟" وملايين من الأسئلة تدر ُ في فكره .... " تعال معي ... سأبحث لك عن اخر مرة ... كان هنا ... " ..... يجلس في مكتبه ... مر اسبوع منذ رأها ... منذ سلمها لهم ... و منذ ذلك الوقت وهو ينتظر ... ينتظر ان تتصل به ... ان تعود ... وعلى رنين هاتفه خرج من أفكاره ...ليرى رقم لايعرفه ... " مساء الخير ... فهد ؟..." " مساء النور ... نعم تفضل ..." " أنا اسير ...زوج دلال ..." " لا أخت عندي ....ولا اريد ان اعرف شيءً عنها ..." " لم اتي لأحدثك عنها ... جئت أحدثك عن زواجك ..." " وما همك انت بزواجي ..." " هناك أشياء يجب ان أحدثك بها ... او بالأحرى معلومات ... وعلى اساسها ...سيتقرر مستقبل زواجك ..." تختلط افكاره ببعضها ... معلومات ... تخص زواجه .. ومن يخبره بها .... هو ... " حدد موعد لنلتقي ... " يحدثه والفضول يسيطر عليه ... " بعد ساعة ...في مقهى .." يغلق الهاتف ... يشعر بخوفٍ ...يضرب قلبه ... وها هو يخاف ... جعلتيني اخاف ... اخافُ فقدك ... أنا فهد أخاف خسارتك .... .......... يجلس على الأرجوحة ...في حديقة منزله ... فيراها تقترب ... " ميس ..." يناديها ...فتسرع بخطاها ... " حبيبي ..." تنطقها فيبتسم ... تجلس بجانبه ...فيجرها اليه ...يحتضن خصرها بذراعه ... ويتوسد رأسها صدره ...فيسحب انفاسه ... ليستيقظ من نومه ....ينظر من حوله ... فيرى وجه اسمر ... يطالع وجهه ... " وأخيراً صحوت ....؟" تقولها و تركض ... فتتشوش الروئية من حوله ... فيغمض عينيه ... وصوتها يصله ... " ابي ... ابي لقد استيقظ ..." فيهرول والدها نحوه ... " بني كيف حالك ... خذ بعض الماء ..." يسقيه بضع قطرات ... ليعاود يفتح عيونه ... يحاول ان يرى ... وبعد دقائق لايعلم ان طالت ام لا اعتادت عيناه على الضوء ... فيرى زوجٌ من العيون تطالعه ... رجل كبير في السن ... ملامح طيبة مرسومة على وجهه ...وطفلة صغيرة بجديلتين ... وعيونٌ بنية تطالع وجهه ... " نجوت بأعجوبة ... بني ..." كان الرجل الكبير هو اول من تحدث ... " منذ متى أنا هنا ...؟؟" " عشرون يوم ... تقريباً ..." " عشرون يوم ... اين أنا ... الطائرة ... اين الطائرة ...؟" " كنت اعرف انك طيار ..." قالتها الصغيرة مصفقة بيدها ... " هناك طائرة سقطت بعيداً... ولكني وجدتك قرب البحيرة ... بعيداً عن الطائرة ...فلم أظن انك كنت بها ... لكني توقعت انك جندي او ضابط في الجيش ... لكنها ابنتي اصرت على انك طيار ..." " لقد قذفت نفسي من الطائرة ...قبل ان تسقط ..." يستعدل في جلسته ... ينظر لجسده ... مصل مركب بيده ... وجروحٌ متفرقة ... وإلام تجتاح جسده ... " انت في قرية... على حدود .... من حسن حظك انك سقطت بالقرب منا ... " " من داوى جراحي ..." " طبيب القرية ... هو من فعل ...قال انك تحتاج للوقت والراحة ...وستستعيد عافيتك ان شاء الله ..." " شكراً لك ... أرجو ان لا أكون قد سببت المشاكل لكم ..." " لا عن اي مشاكل ... من هم مثلك نفديهم بدمائنا ..." " هناك من يبحث عنك ...." قالتها الصغيرة بعفويةٌ... " سمية ... اذهبي للمطبخ أعدي له بعض الطعام ..." " من يبحث عني ... " " لاتقلق ... لن يصل لك اي شخص ... ولكن تعرف ان أمن هذه المنطقة غير مسيطر عليه ... فتارةً نحن في حماية الحكومة ..، وتارةً اخرى في يد التنظيم ...و حالياً نحن تحت سيطرتهم ...لانخرج ولا ندخل الا بأمرهم ...لكن لا تقلق ...سنخرجك من هنا ..." " أحتاج الى هاتف ... اريد ان اتصل بعائلتي .. لأخبرهم أني بخير ... يجب ان ابلغ القيادة ..." " لا هواتف تعمل هنا يا بني ... ولكن ما ان تستعيد عافيتك ... سنجد طريقة لا خارجك ..." " خذ هذه لك ... كانت بيدك ... عندما وجدناك ..." يتناول الورقة المحترقة اطرافها ... يتأمل وجهها ملاكه ... حبيبته ... عشقه المحرم ... " زوجتك ...؟" تحدثه ببراءة فينهاها والدها واصفاً إياها و بالفضولية .... " زوجتي ..." يقولها مؤكداً .... وأشتاق فيك عبير العمر وأشتاق من راحتيك الحنان إذا ما رمتني سهام القدر وأشتاق صدرك في كل ليل يغني الحكايا ويسجي السحر وأشتاق عطرك رغم الخريف تفيق الليالي ويزهو الشجر وأشتاق من ثغرك الأمنيات إذا الليل مزق وجه القمر وأشتاق فيك.. وأشتاق فيك وفي الشوق ضاعت سنين العمر وألقيت رأسي على راحتيك كنبض يحن لدفء الحنايا شكوت إليك زحام الهموم يعربد في العمر طيف المنايا تعودت منك العطاء السخي فما لجحودك يمحو العطايا؟ عتاب وشوق وصبر عقيم على ليل دربك ماتت خطايا لقد صرت عندك ضيفا ثقيلا وحبك يسري هنا في دمايا غريب وعندك قبري وبيتي وفيك النقاء.. غدا كالخطايا لأني تعلمت منك الحنان أواسي الفؤاد بقرب اللقاء سألقاك في كل يوم بقلبي ويحملني الشوق فوق السماء وأحلم أني سألقاك يوما نعانق فيه المنى والضياء فاروق جويدة ........... | ||||
|  |
|
16-10-17, 10:10 PM
| #174 | |||||
| نجم روايتي 
| ياربي أوس ما مات و إا أتضح إنه زوج دلال ما مات بحادث سيارة بل مات بسبب المخدرات فراح ممكن يطالبون بطلاقها وخاصا بعدما يعود أوس مدري ما أفهم بهالأمور كثير .... ( بس والله حتى فهد هم حرامات يعني هو صح غلط بالبداية بس تاب وعشقها) موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . | |||||
|
| |
|
16-10-17, 11:23 PM
| #177 | ||||
| يادى الوسة هو بغض النظر ان فهد عاجبنى وانا شغل الانتقام الى بيقلب بحب بحبه ورغم انى محبش ان البطلة تتجوز وبعدين تسيب جوزها وتروح لحد تانى ب ده ممنعنيش انى هكون فى منتهى السعادة لو رجعتيها لااوس لان بجد انا كل شوية لما اقا كلامهم سوا اعيط فده معناه ان حبهم حقيقى وميهنش عليا نكسر قلبهم بجد | ||||
|
| |
|
17-10-17, 01:12 AM
| #180 | ||||
| تاااااااالا حبيبة قلبي روايتي نور ياحبيبتي وضحى تستاهل الف تحية لتشجيها ليكي. انا مع الاسف كنت توقفت عن متابعة روايتك على الفيس لظروف ولا تتصوري سعادتي لما لقيتك نشرتيها هنا. بحبك وبحب قلمك المبدع الرقيق مثلك ودائما من نجاح لنجاح. (أم البنات عاطف) | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
8Likes
العرض العادي
