آخر 10 مشاركات
علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة دون امتيازات - قلوب زائرة - للكاتبة المتألقة: shekinia *مكتملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          439 - دموع الورد - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-19, 01:09 AM   #1141

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الورد حبايبي وجمعة مباركة عليكم جميعاً


هبدأ حالاً تنزيل الفصل الخامس والخمسون .. والفصل القادم قريباً بإذن الله



الفصل طوييييل وفيه أحداث كتير ومفاجآت
إن شاء الله يعجبكم

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:12 AM   #1142

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس والخمسون


يدك التي حطت على كتفـي
كحمامـة نزلت لكي تشرب
عندي تسـاوي ألف أمنيـة
يا ليتها تبقى و لا تذهـب


تلك الجميلة كيف أرفضهـا
من يرفض السكنى على كوكـب
قولي لها تمضـي برحلتها
فلها جميع، جميع ما ترغـب

"نزار قباني"
*********************

حركت (رهف) رأسها في ضيق ورفعت كفها تزيح الشيء الذي تحرك فوق وجهها بنعومة وزمت متمتمة بنعاس
"أمي .. دعيني أنام قليلاً .. لقد نمت متأخراً"
تسلل صوته المشاكس في أذنها مردداً
"لماذا نمتِ في وقت متأخر عسليتي؟ .. هل كنتِ ساهرة تفكرين فيّ؟"
فتحت عينيها على اتساعهما قبل أن تغلقهما بألم مع الضوء الذي تسلل من الشرفة وهتفت بتذمر
"لماذا فتحت الشرفة أيها المزعج؟ .. أغلقها وغادر غرفتي"
حرك الوردة فوق بشرتها ضاحكاً

"صباح الورد يا كسولة .. هيا استيقظي"
تأفتت وهي تدور معطية إياه ظهرها قائلة بحنق

"أخرج ودعني أنام يا (عاصي) وإلا سأقتلك حقاً"
مال نحوها وقبّل خدها بقوة فصرخت منتفضة في فراشها
"تباً .. ماذا أصابك هذا الصباح؟"
توقفت عيناها على الوردة التي رفعها أمامها مبتسماً وضاقت عيناها بتنمر
"هل .. هل قطفت إحدى ورداتي أيها الـ .."
قاطعها ضاحكاً وهو يضع الوردة على شفتيها
"يا لكِ من حبيبة قاسية يا (رهف) .. هل هذا ردكِ العاطفي على تحيتي الصباحية؟"
زمت شفتيها وزمجرت فضحك مجيباً
"لا جميلتي .. ورودكِ الغالية في أمان .. انظري"

أشار لجانبها فالتفتت لتجد باقة كبيرة من الورود المختلفة بينما يقول
"عرفت أنكِ ستقتلينني إن سرقت وردتكِ المسكينة فطلبت باقة خصيصاً لأهديكِ إياها"
مالت تلتقط الباقة وابتسمت وهي تميل لتأخذ نفساً عبقاً بعطرها ورقت نظراتها وهي تهمس

"شكراً لك .. هذه أجمل تحية صباح تلقيتها منك"
تأوه بافتعال وهو يمسك بقلبه متمتماً بحزن مفتعل
"هل هي أحلى من قبلاتي؟"
رفعت عينيها ضيقتين نحوه قبل أن تغلبها ابتسامتها مع غمزة عينه فهمست
"يا الله .. هل هناك أمل أن تتغير؟"
ضحك وهو يلامس خدها بحب
"لا حبيبتي .. تحملي مزاجي العاطفي ومغازلاتي لأنني سأحاصركِ بها كثيراً حتى توافقي على زواجنا"
لوت شفتيها قائلة بعناد
"ستنتظر كثيراً"
شد خصلاتها بعنف جعلها تتأوه
"يبدو أنني دللتكِ كثيراً (رهف رضوان)"
دلكت فروة رأسها بألم وهي تزم شفتيها بطفولية انتزعت منه ضحكة فمال يقبل جبينها قائلاً
"أردت أن أراكِ قبل أن أسافر حبيبتي"
نظرت له بدهشة وانتابها حزن مفاجيء لتسأله
"أنت مسافر اليوم؟"

نظر في ساعته ومط شفتيه قائلاً
"لقد جد أمر يستدعي سفري .. سأعود سريعاً لا تقلقي"
هزت كتفيها تدعي اللامبالة
"لماذا سأقلق؟ .. على الأقل سأرتاح من ملاحقتك لي لبعض الوقت"
ضغط على خديها بعنف وتمتم
"ماذا ابتلعتِ هذه الأيام يا فتاة؟ .. لا .. الآن عرفت كيف تغيرت (راندا) .. لقد تنازلت لكِ عن مخزونها اللعين من الغباء والعناد"

انتزعت يديه عن خدها ودلكت مكانهما ناظرة له بغيظ .. بادلها النظرات المتحدية للحظات ثم ابتسم مغلوباً ومال يقبل خدها ونهض قائلاً
"حسناً أميرتي .. سنكمل حديثنا لاحقاً .. لا تظني أنّكِ ستتهربين مني طويلاً"
"سنرى"
قالت مبتسمة بمشاكسة فتنهد بقوة
"لا تبتسمي هكذا عسليتي وإلا تركت كل شيء وبقيت معكِ ولتذهب الشركة للجحيم"
ضحكت قائلة

"عندها سيقتلك أخي"
"معكِ حق .. لا يجب أن أخاطر"
قالها وتحرك نحو الباب ليتوقف عنده ناظراً لها مطولاً فنظرت له بتساؤل .. هز رأسه يجيب تساؤلها
"لا شيء .. سأشتاق لكِ حبيبتي"
ابتسمت له فتابع مرسلاً قبلة رقيقة
"تألقي الليلة"
ارتفع حاجباها بحيرة فابتسم وغادر غرفتها وتابعته باستغراب قبل أن تتنهد وتهز كتفيها وعادت تسترخي بالفراش وتهمس بابتسامة هائمة

"وأنا أيضاً سأشتاق لك (عاصي رضوان)"
أغمضت عينيها وعادت لنومها الذي قاطعه، ولم تعرف كم مضى عليها حتى استيقظت على صخب مزعج بجوارها فهتفت وهي تضرب بيدها على الوسادة
"يا ربي .. ألن تدعوني أنام قليلاً في هذا البيت؟"
وصلتها ضحكة (همسة) وهي تقول

"استيقظي يا كسولة .. أمامنا يوم طويل"
فتحت عينيها تنظر لها بتذمر ثم هتفت وهي تغطي عينيها بذراعها
"ما بالكِ أنتِ وشقيقكِ المزعج؟ .. هل سلطكما أحد عليّ اليوم؟"
ردت عليها بهدوء وهي تجلس جوارها ورفعت ذارعها عن عينيها تقول
"هيا قومي .. انظري .. لقد قارب الوقت على الظهيرة .. سنتأخر"
نظرت لها باستفهام وعقدت حاجبيها تحاول التذكر
"سنتأخر على ماذا؟ .. لا أذكر أننا اتفقنا على الخروج لمكان"
صفقت بيديها تجيبها
"(هشام) قال أنّه سيدعونا جميعاً للعشاء في مكان فاخر الليلة"

تمتمت بغباء
"عشاء؟ .. وما المناسبة؟ .. ليس عيد زواجه هو و(راندا)"

زمت شفتيها قائلة
"يا حمقاء .. وهل يجب أن تكون هناك مناسبة؟ .. ثم إنّه لو كان عيد زواجهما فهل من المنطقي أن يدعوا الجميع إليه"
وغمزت بعينها ثم قالت بهيام مفتعل
"يجب أن يكون احتفالاً خاصاً بهما وحدهما"
زفرت (رهف) واعتدلت في الفراش قائلة بحنق
"كنت محقة أنّكِ وشقيقكِ وقحين معدومي الأدب"
شدت خصلة من شعرها بقوة

"تركنا لكِ الأدب يا عسلية"
ركلت بساقيها هاتفة بتذمر
"ما بالكما وشعري هذا الصباح؟"
نهضت من مكانها وقالت وهي تتجه نحو دولابها
"ماذا يوجد لدينا هنا؟"
قطبت وهي تراها تفتح الدولاب تفتش وسط ملابس خروجها فقالت

"ماذا تفعلين؟ .. لماذا تفتشين في ملابسي؟"
تجاهلت الرد عليها وهي تقلب في الثياب

"لا .. لا .. ليس مناسباً .. ممم .. لا .. تقليدي جداً .. لا .. رسمي خانق"
أخرجت أحد الفساتين ووضعته أمامها تتأمله بنقد أمام أنظار (رهف) التي نفذ صبرها وهي تنتظر ردها

"لا .. هذا أيضاً ليس مناسباً .. ماذا عن هذا؟ .. قاتم جداً"
نهضت (رهف) من الفراش وهي تهتف بتذمر
"ماذا تفعلين بالضبط (همسة)؟"

تناولت عكازها تتقدم نحوها بترفق لتقابلها ابتسامة (همسة) العابثة التي اختفت سريعاً وهي تعيد الفستان مكانه قائلة بضيق مفتعل
"ما هذا؟ .. لا يوجد فستان مناسب لديكِ؟ .. انتظري .. ربما هذا يـ"

انتزعت الفستان الذي أخرجته ورددت وهي تعيده للدولاب
"لا تلمسي ثيابي لو سمحتِ ما دمتِ تتجاهلين الرد عليّ"
قالت دون أن تبدي ضيقاً على انفعال (رهف)
"نحن في حاجة لشراء فستان جديد لكِ"

أغمضت عينيها بملل ثم هتفت بحنق
"لدي فساتين كثيرة آنسة (همسة رضوان) .. لا تستفزيني كشقيقكِ المزعج هذا الصباح .. لقد رفعتما ضغطي وجعلتما روحي تصل أنفي"
ضحكت وهي تمسك كفها
"آسفة .. أنا فقط متحمسة لليلة"

رفعت أحد حاجبيها قائلة بشك
"وما المميز في الليلة بالضبط؟ .. (عاصي) قال شيئاً غريباً هو الآخر"
مطت شفتيها ورفعت عينيها للسقف ببراءة شديدة ثم قالت بملل
"آه يا (رهف) .. ألم تسمعي شيئاً مما قلت؟ .. أخبرتكِ أنّ (هشام) دعانا جميعنا للعشاء بالخارج"
ردت ببرود
"أجل سمعتكِ .. وما المميز في دعوة العشاء حتى تشتري لها ثياباً جديدة؟ .. اذهبي بأي شيء وسيكون مناسباً"

تأففت بحنق
"أنتِ مفسدة الأوقات السعيدة حقاً (رهف) .. اسمعي .. اليوم ستتصرفين كما أريد"
"حقاً؟ .. ولماذا؟"

تخصرت قائلة
"لأنني أريد هذا"
رفعت حاجباً ساخراً وقالت وهي تتحرك إلى فراشها لتجلس على طرفه

"لم أعرف أنّكِ من النوع المدلل (همسة)"
ابتسمت وهي تتجه لتجلس بجوارها
"أنا من النوع العنيد يا عسلية .. الأمر فقط أنني أريد أن أمارس القليل من سلطاتي عليكِ .. ليس كصديقتكِ أو ابنة عمكِ بالطبع .. لكن .. كأخت زوجكِ"

قالتها وضحكت تغيظها، لتضربها (رهف) على كتفها
"لن أتزوج (عاصي) إذن وسأنفذ بجلدي"

هتفت بهلع كاذب
"لا .. سيخنقني إن عرف أنّكِ رفضتِه بسببي .. لكن عامةً أنا أعتقد أنّه مستعدٌ أنّ يكتفكِ ويختطفكِ بعيداً ليرغمكِ على الموافقة"
ابتسمت مرغمة ثم ادعت الحزم وهي تقول

"هيا قومي لأغير ثيابي وألحق بكم في الأسفل"
نهضت (همسة) ونظرت لها قليلاً ثم قالت
"إن كنتِ لا تريدين أن تشتري فستاناً جديداً فعلى الأقل رافقيني لأشتري واحداً .. لا شيء عندي مناسب للسهرة"
تنهدت قائلة وهي تتجه لتخرج ثياباً منزلية

"خذي فستانا من عندي (همسة) .. أعتقد أنّ قياساتنا قريبة من بعضها"
قالت بتذمر
"لا .. أنا أريد أن أشتري واحداً خاصاً بي"
واقتربت تمسك يدها هامسة برجاء
"أرجوكِ (رهف) .. هذه الليلة مهمة جداً بالنسبة لي"
"لهذه الدرجة؟"
سألتها بدهشة فأسرعت تجيبها
"جداً .. هذه أول مرة سنخرج جميعاً كعائلة .. أريد أن استمتع بهذه الليلة كما يجب وأحفرها في ذاكرتي .. كل العائلة ستكون هناك"

ونظرت لها بتردد وهي تكمل
"و(سديم) أيضاً"
شحب وجه (رهف) ولم ترد فتابعت (همسة) بترفق
"هذه فرصة لترحبي بها جيداً وتعوضيها عن استقبالكِ السيء لها ذلك اليوم (رهف)"

أشاحت بوجهها فأردفت (همسة) بلطف
"انظري (رهف) .. هي لا ذنب لها في كل ما حدث .. إنّها الضحية هنا .. لقد تعذبت كثيراً وكانت بمفردها لسنين .. أنا وحدي أعرف ما تشعر به .. رد فعلكِ يومها ورفضكِ لها جرحها كثيراً (رهف)"

تنفست بتوتر وقالت
"أنتِ لا تفهمي ما أشعر به يا (همسة) .. لا يمكنني أن أصدق أنّ أبي .."
توقفت عن الكلام فهزت (همسة) رأسها قائلة بتفهم
"أنا أفهمكِ والله .. لكن .. هي لا ذنب لها .. إنّها أختكِ .. مهما كان ما حدث قديماً .. حتى ماما (سلمى) تقبلتها وسامحت عمي .. لا تكوني أنتِ والحياة على أختكِ يا (رهف)"
تنهدت بقوة مرددة
"حسناً (همسة) .. يفعل الله ما فيه الخير"

تألقت عيناها وهتفت في حماس
"أنا أعرف أنّ قلبكِ لن يطاوعه أن يقسو عليها"
رددت اسمها بنفاذ صبر فأسرعت تقول
"حسناً حسناً .. لن أضغط عليكِ .. المهم .. لقد وعدتِني .. ستذهبين معي للتسوق"
قالت وهي تدفعها من كتفها لتغادر
"سأذهب معكِ فقط لأتخلص من إلحاحكِ المزعج"
تحركت مرغمة لكنّها واصلت تترجاها

"أنتِ أيضاً ستشتري فستاناً جديداً معي، حسناً؟"
حاولت الاعتراض لتلح عليها أكثر
"أرجوكِ (رهف) .. هذه المرة الأولى التي أشعر أنّ لي فيها أخت كما تمنيت لترافقني في التسوق .. أرجوكِ .. هه أختي؟"
ابتسمت بقلة حيلة وتمتمت
"حسناً يا لحوحة"
قفزت (همسة) وصفقت بكفيها
"رائع"

وأسرعت إلى باب الغرفة وهي تواصل
"سأخبر (راندا) لتستعد هي الأخرى .. لا تتأخري في الاستعداد، اتفقنا؟"
لم تنتظر إجابتها وهي تغلق الباب خلفها لتضحك (رهف) مرددة
"مجنونة"

واتجهت إلى الحمام لتغتسل وتبدأ الاستعداد .. هزت كتفيها وهمست لنفسها باستمتاع
"لكن من الرائع حقاً أن أجرب إحساس الأخت الكبيرة أخيراً"

********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:14 AM   #1143

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"ماذا؟ .. تريدني أن أساعدك في ماذا؟"
هتفت (ليلى) جملتها في استنكار وهي تنظر لابنها الواقف أمامها بوجه صارم عنيد .. ابنها الذي تفاجأت بزيارته لها بعد أيام طويلة من آخر مواجهة بينهما .. لم تصدق عينيها وقد انتابها اليأس التام من عودته لها .. ظنت أنّها قد فقدته للأبد لتجده أمام عينيها ويتجدد أملها وينتزعه هو في لحظات وهو يخبرها بسبب حضوره المفاجيء
"كما سمعتِ .. أظنني كنت واضحاً في طلبي"
انفجرت فيه هاتفة بغضب

"تريدني أن أساعدك لتخرج تلك المرأة من عند (توفيق)"
أومأ بهدوء لتسأله بحدة
"أولاً أخبرني .. من خدعك وقال لك أنّها لا تزال حية أو أنّها عنده؟ .. أهو عمك الوغد؟"
نظر لها ببرود وأجابها

"أمي .. لا داعي لمحاولة أخرى لخداعي .. أنا تأكدت من كونها على قيد الحياة وأنّها عنده بعد أن أخرجها سراً من المصحة التي كان يحبسها فيها وأنتِ تعلمين هذا جيداً"
كزت على أسنانها وتحركت لتجلس على مقعدها وتمتمت وهي تضع ساقاً فوق أخرى
"لا أعرف عما تتحدث .. تلك المرأة ماتت وشبعت موتاً .. لماذا تفتح الدفاتر القديمة بني؟"
تنفس بعنف واندفع نحوها هاتفاً
"أنا لم آت هنا لأسمع أكاذيباً جديدة .. قلت لكِ لديّ كل الدلائل"
"إذن فقد عدت من أجل تلك اللعينة .. وأنا الذي ظننتك عدت لأمك التي تتعذب من جفائك"
هتف محتداً
"بحق الله لا تجعلني أضحك .. وهل جعلتِ بيننا مجالاً لأي شيء سوى الجفاء؟ .. كل تلك الأكاذيب .. كل السنوات التي أضعتِها من عمري وتجرؤين اليوم أن تلومينني على جفائي .. حتى اللحظة أيضاً .. لا زلتِ تعاندين وترفضين الرجوع للحق .. أخبرتكِ أن تساعديني وسأتجاوز خطأكِ في حقي إن أثبتِ لي أنكِ تهتمين لأمري"

رفعت عينيها تنظر له ببرود لمعت خلفه نار الحقد المستعرة

"وأنا قلت لا يا (عماد) .. حتى لو كنت متأكداً أنّ تلك المرأة حية وحبيسة قصر (توفيق) .. أنت تحلم لو ظننت أنني سأساعدك على إعادتها .. تلك المرأة شئت أم أبيت ميتة منذ سنين .. لن تأتي اليوم لتطلب مني إعادتها للحياة .. يستحيل أن أساعدك في هذا، هل سمعت؟ .. مستحيل"

حاول التحكم في غضبه وتنفس بعمق محاولاً الهدوء وتحرك ليجلس قبالتها وتأمل وجهها الشاحب وعينيها الغائرتين .. ملامحها التي تقول أنّها لم تشعر بأي راحة منذ وقت طويل، وأنّها تقضي وقتاً بشعاً مع أشباح ماضيها وجنونها .. رغماً عنه شعر بانقباضة ألم بقلبه تجاهها .. عمه محق .. أمه في حاجة للإنقاذ هي أيضاً .. ربما كان الأوان قد فات على هذا .. غشيت عينيه سحابة من الحزن والأسف وهو يواجهها


"هل نظرتِ لوجهكِ في المرآة مؤخراً أمي؟ .. هل رأيتِ أين وصلتِ بنفسكِ؟"

ارتجفت نظراتها قليلاً مع مواجهته لها بالحقيقة التي تقابلها يومياً في مرآتها


"هل أنتِ راضية عما أوصلكِ الغضب والحقد إليه؟ .. سعيدة الآن وأنتِ فقدتِ كل شيء؟ .. أنا و(فهد) .. احترامنا وحبنا لكِ .. وقبل هذا فقدتِ نفسكِ وفقدتِ أغلى سنين حياتكِ وأنتِ غارقة في الحقد والمرارة .. هل أنتِ راضية بهذا؟"
\
لم ترد .. فقط ازداد ارتجاف نظراتها التي غامت ببعض المرارة والسواد وهي تنظر له (بشرود)

"إلى متى أمي؟ .. ماذا تنتظرين أكثر لتعودي عن الطريق الذي تسيرين فيه بعماء؟ .. أن تفقدينني حقيقةً أنا أو (سامر)؟ .. أن نموت أمام عينيكِ؟"
انتفض جسدها وهي تنظر له بفزع ليواصل
"هل سترتاحين عندها؟ .. ستصلين لما أردتِه طويلاً؟"
همست باختناق
"توقف"
نهض متحركاً في المكان وهو يقول بحزم


"لن أتوقف أمي .. لقد استمعت لكِ كثيراً وحان الوقت لتستمعي لي .. أنا لم آت هنا لأطلب مساعدتكِ فحسب .. أردت منحكِ فرصة أخيرة لنعود أسرة واحدة طبيعية .. نبتعد عن كل هذا العبث الذي أوقعتِنا فيه .. ننقذ ما تبقى منا قبل فوات الأوان .. جئت أمد لكِ يدي يا أمي .. خذي بيدي وعودي عن الطريق الذي تسيرين فيه .. لن ينتهي إلا بالندم وعندها لن يمكنكِ العودة لتغيري ما حدث .. أرجوكِ أمي"

رقت كلماته الأخيرة وهو ينظر لها برجاء فأطرقت دون رد وران الصمت للحظات مريرة بينهما ليهتف أخيراً وقد تعب من صمتها

"لماذا تصرين على العناد؟ .. لماذا كل هذا الإصرار؟ .. قلت لكِ لن تستفادي أي شيء .. أفيقي من كل هذا أمي .. نحن المجرمون هنا .. أنتِ وأخوكِ وذلك الملعون (توفيق الأغا) .. أنتم من ظلم وآذى لسنوات .. أفيقي بالله عليكِ وتوقفي عن حقدكِ .. ستكونين أنتِ الخاسرة .. كلنا سنخسر بسبب انتقامكِ التافه"

همست بمرارة
"انتقام تافه؟ .. هل تقول أنّ ما عشته كان تافهاً؟ .. هل تقول أن أترك كل شيء وأسامح من ظلموني ودمروا حياتي؟"

هتف بنفاذ صبر
"من الذين دمروا حياتكِ أمي؟ .. ما كان ذنبهم؟ .. الذنب كله كان ذنب جدي وخالي .. هما ظلماكِ قبل أي شخص .. وأنتِ ظلمتِ نفسكِ من بعدهما وتركتِها لأشباحها تتحكم بها .. أخبريني .. ما كان ذنب (أمجد هاشمي) إن اعتقد يوماً أنّه يحبكِ ثم رضخ لقرار عائلته تماماً كما فعلتِ أنتِ حين فرض عليكِ خالي أن تتزوجي من صديقه؟ .. ماذا كان ذنب عمي إن منعكِ من الانتقام من (أمجد) في شقيقته التي أحبها؟ .. هل أردتِها أن يترككِ تقتلين المرأة التي يحب لترضي عنه؟ .. أخبريني .. ماذا كان ذنب (همسة العاصي) في كل هذا؟ .. هل بادلت زوجكِ هوسه المجنون بها؟ .. المرأة كانت بريئة وتحب زوجها أمي .. ماذا أجرمت بحقكِ لتعاقبيها على جنون زوجكِ بها؟ .. أنتِ دمرتِ حياة الجميع لأنّكِ قررتِ محاسبتهم على ضعفكِ أنتِ .. قررتِ معاقبتهم على عجزكِ عن مواجهة قدركِ"

شحب وجهها مع هجمومه الشديد الذي واصله بقسوة
"أنتِ كنتِ أضعف من أن تواجهي نفسكِ وتقرري حياتكِ .. لم تستطيعي الوقوف في وجه خالي وهو يرسم حياتكِ كما يريد ويبيعكِ في صفقة لعينة .. قررتِ على الفور أن تلومي (أمجد هاشمي) لأنّه تخلى عنكِ في المقام الأول .. لم تستطيعي أن تكسبي قلب أبي أو تغيريه، فتوجهتِ فوراً إلى لوم المرأة المسكينة التي أوقعها سوء حظها في طريقه وجعلها هدفاً لجنونه .. سامكِ سوء العذاب وخانكِ مراراً لكنّكِ كنتِ أضعف من أن تواجهيه هو وأخاكِ وتنتزعي حقكِ وحريتكِ منهما ففضلتِ لوم من اضطركِ لهذا المصير، صحيح أمي؟"

سالت دموعها بعجز واهتز جسدها بقوة ليترفق قليلاً وتحشرج صوته وهو يقترب منها برفق


"لقد فضلتِ لوم الجميع على قدركِ أمي بدل أن تصنعيه وتتغلبي على صفعاته القاسية لكِ .. هل استفدتِ شيئاً؟ .. هل شعرتِ بأي راحة في أي لحظة من عمركِ؟ .. ما الذي جنيتِه من كل هذا السواد أمي؟ .. أضعتِ نفسكِ وأضعتِنا معكِ .. هل سبق وعشتِ أمومتكِ معنا؟ .. هل انتبهتِ لنا ومنحتِنا طفولة سوية؟ .. لنقل أنّ حظي كان حسناً وتعلمت من عمي الكثير وفهمت كيف تكون الأمومة الحقيقية من زوجته .. ماذا عن (سامر)؟ .. هل نشأ سوياً أمي؟ .. لا .. بل تحول إلى نسخة منكِ أنتِ وأبي .. نسخة من خالي .. حتى ابنه (فهد) لم يصل إليها"

انهمرت دموعها أكثر، فتنهد بقوة، واقترب يجلس بقربها وبتردد مد ذراعه يضمها إليه هامساً باختناق
"أرجوكِ أمي .. أفيقي قبل فوات الأوان .. لا تضيعي ما تبقى من نفسكِ .. لا أريد أن أخسركِ أكثر"


اهتز جسدها بالبكاء وواصل هو ضمها إليه وقد انزاحت سحابة سوداء عن عقله لتكشف له السنين الماضية فيرى مبلغ الضياع الذي ابتلعت دوامته أمه فيها دون أن يدرك .. طفولة قاسية مضطربة وأب قاس وشقيق لا يقل قسوة وتحكماً عنه .. قدرها الذي لم تستطع مواجهته فازدادت ضياعاً مع كل صفعة تتلقاها منه .. لا .. لم يكن لعائلتيّ (هاشمي) أو (رضوان) ذنب فيما حل بها .. عائلته من تتحمل الذنب .. كلهم ظلموها بداية من جده وخاله مروراً بوالده وانتهاءاً به .. لماذا غفل عن رؤية كل هذا؟ .. لماذا لم ينتبه لها وينقذها مما كانت فيه؟ .. همس بحنان وهو يميل ليقبل رأسها


"لم يفت الأوان أمي .. يمكنكِ الحصول على فرصة للبدء من جديد .. خذي بيدي"

مضت لحظات حتى بدأ بكاؤها يهدأ وقلت رجفتها .. ابتعدت بعد برهة وجففت دموعها مرددة بخشونة
"إذن فأنا المخطئة في كل شيء (عماد)؟ .. الجميع أبرياء، صحيح؟"
همس متنهداً بقوة

"هل هذا كل ما فهمتِه من حديثي أمي؟"
نظرت له بمرارة وابتسمت بسخرية

"أنا البشعة .. الشريرة .. أليس هذا ملخص كلامك؟ .. أنا السوداء القلب وكلهم أبرياء وقلوبهم بيضاء صافية كالحليب .. أنا فقط من سودت حياتهم وظلمتهم"
"أمي .. أرجوكِ توقفي .. لا تستمري فيما تفعلين .. استمعي لي"


ابتعدت حين حاول أن يمسك كتفيها وهتفت
"ما الذي بقى لأسمعه؟ .. جئت تطلب مني مساعدتك في إنقاذ المرأة التي بسببها أذاقني والدك المرار .. لم يتوقف عن مقارنتي بها يوماً"
اقشعر جسمها بتقزز وهي تواصل

"حتى حين كان يفرض نفسه عليّ .. كان يتخيلها هي .. يناديني باسمها .. يعذبني بهمساته اللعينة لها وهو يغتالني دون رحمة"
توسعت عيناه بصدمة وهمس باختناق

"توقفي أمي"
صرخت فيه بقهر
"لماذا أتوقف؟ .. تقول لي ليس ذنبها؟ .. ما ذنبي أنا في كل هذا؟ .. ماذا كان ذنبي؟ .. أنا أكرههم جميعاً (عماد) .. كلهم .. وأقسم لن ينجو أحد منهم من انتقامي"
"رحماك يا رب .. ألم تفهمي شيئاً من كلامي؟ .. أمي .. أنتِ مريضة .. أنتِ تحتاجين العلاج"
حدقت فيه بشحوب وذهول
"هل .. هل تتهمني بالجنون يا (عماد)؟"
تنهد بألم وهو يواجه نظراتها الجريحة وردد
"لم أقل هذا أمي .. لكنكِ تحتاجين لعلاج نفسي حتى تتخلصي من كل هذا السواد الذي يقتلكِ .. أنتِ من تضيع مع كل لحظة .. تفقدين روحكِ .. وأنا لم أعد أحتمل الوقوف ساكناً وأترككِ تدمرين نفسكِ أكثر"
نهضت هاتفة بغضب شديد
"لم يبق إلا أن تجرني من يدي وترميني في مصحة يا (عماد)؟"

قابل غضبها بنظرات هادئة وقال بمرارة
"ربما كان هذا ما تحتاجينه بالفعل أمي"
شهقت بعنف مع كلماته ليكمل
"تحتاجين لتقضي بعض الوقت في مكان هاديء بعيداً عن كل هذا .. ربما تجدين سلامك النفسي"

ارتفعت ضحكاتها بقوة حتى طفرت دموعها قبل أن تهتف
"سلامي النفسي .. سلامي النفسي لن أجده إلا حين أجعلهم يدفعون الثمن .. إلا حين أراهم راكعين على ركبهم ندماً .. بدل أن تقف جانبي يا بني .. تريد أن تدخلني مصحة (عماد)؟ .. ستتخلص من أمك في مصحة؟ .. هل هذا ما وسوس لك به عمك؟"
زفر بقوة راداً

"عمي لم يوسوس لي بشيء أمي .. توقفي عن هذيانكِ ووسوسات شياطينكِ .. توقفي عن الاستماع لهم .. يكفي ما أصابنا أرجوكِ .. يكفي لقد تعبت"
ارتفعت نبرته حتى صاح بآخر كلماته لتنتفض بخفوت ثم همست بذهول
"تريد أن تدخلني مصحة مثلما فعل بي أخي .. أنت أيضاً تريد أن تتخلص مني .. تقتلني هناك"
اقترب يمسك جسدها المرتجف هامساً برفق
"أمي .. اهدأي .. أنا لم أقل أنني"
قاطعته صارخة وهي تنتزع نفسها منه
"لا .. أنت لست ابني .. تريد أن تقتلني .. أنت لا تعرف ماذا فعلوا بي هناك .. لا يمكن أن أعود"
"اهدأي أمي .. أنتِ لن تذهبي لأي مكان"
ابتعدت مجفلة عن لمسته وعادت تنزوي في جلستها على الأريكة وملامحها ونظراتها المرتعبة الشاحبة جعلت قلبه يتلوى ندماً عن غفلته عنها كل هذا الوقت .. أمه تحتاج لعلاج طويل حتى تُشفى .. ربما لا تعود كما كانت أبداً .. لكنّها مع الوقت تصبح أكثر خطراً على نفسها قبل الآخرين .. لا يجب أن يسكت على هذا .. يجب أن .. أوقف أفكاره صوتُها الذي عاد يتردد بنبرة ميتة


"لقد خسرتِ يا (ليلى) .. ابنكِ البكر الذي كنتِ تظنينه عمادكِ والرجل الذي تصلبين ظهركِ قوية بسببه .. هو من يأتي اليوم ليحطم ما تبقى منكِ"

نظر لها تجلس مطرقة تنظر للأمام بشرود تواصل ندبها بضياع
"لم يكتف بما فعلوه بكِ فأتى يقتلكِ ويهيل التراب على جثتكِ دون أن يشفق عليكِ"

زفر بقوة وتحرك نحوها لتوقفه وهي ترفع عينيها له مرددة بسخرية
"وقبل أن يقتلني يريدني أن أساعد أعداءه .. يغرس خنجره أكثر في قلبي"

هز رأسه مردداً داخله .. لا فائدة .. تحرك نحوها وقال برفق
"أمي .. توقفي .. أنا لا أريد شيئاً .. (توفيق) سأصل إليه بطريقة أو بأخرى .. الآن أنا أريدكِ أنتِ .. يجب أن تسمعي كلامي"

لم ترد لثوان ثم تابعت ببرود
"لا تظن أنّ (توفيق) سيسمح لك بالوصول إليها بهذه البساطة .. لن تستطيع الاقتراب من قصره خطوة واحدة"

كز على أسنانه وهو ينظر لها بجمود ثم ردد بقسوة
"لا بأس .. عندها ستستلمين أحد أبنائكِ ميتاً"

التفتت منتفضة تنظر له بهلع ليبتسم بسخرية مريرة
"ماذا؟ .. هل خفتِ؟ .. ماذا توقعتِ عندما اتصلتِ تبلغيه أننا نبحث عن (همسة العاصي)؟"
رددت بشحوب وخذلان
"أنا .. لم .."
قاطعها بتهكم

"أنتِ لم ماذا أمي؟ .. لم تتصلي به وتحذريه؟ .. بل فعلتِ أمي وهو سارع يخفيها حين أوشكنا على الوصول إليها"

أشاحت بنظراتها عنه ليواصل بلوم
"ألم تفكري بأنّكِ تعرضيننا للخطر أمي؟ .. لم تفكري فيما يمكن أن يفعله إن عرف بأمرنا"
همست بشحوب
"أنا لم أخبره عنكما .. أنا فقط قلت له .."

توقفت عن الكلام وقد غشيت الدموع عينيها فنهض مردداً بغضب قاس

"أنتِ لم تفكري في شيء أمي .. كل ما أردتِه التخلص من غريمتكِ لا أكثر .. لم تفكري بأبنائكِ الذين قد يخسرون حياتهم بالمقابل .. لماذا؟ .. لأنّكِ مهووسة بانتقامكِ الذي يعميكِ عن رؤية أي شيء آخر .. حتى نحن"

عادت لصمتها عاجزة عن منحه أي رد فابتسم بمرارة وهو يهز رأسه

"كما توقعت"

ارتفع صدره بنفس عميق قبل أن يردف
"تعرفين .. كنت آمل حقاً أن تخيبي ظني هذه المرة"
رفعت عينين باهتتين إليه ولم ترد لبرهة فهز رأسه وتحرك ينوي المغادرة قائلاً
"لا بأس .. أنتِ اخترتِ أمي"
أوقفه نداؤها باسمه فالتفت لها لترفع رأسها وتقول برجاء
"لا تذهب بني .. لا تخاطر بحياتك .. (توفيق) ليس سهلاً"
ابتسم ساخراً
"أنتِ لم تفهمي بعد .. سواء كانت (همسة العاصي) على قيد الحياة أم لا .. في الحالتين أنا أسعى خلف (توفيق) لأقدمه للعدالة التي يستحقها جزاء كل ما ارتكبه في حقي وحق من أحبهم .. لن يكون انتقامي أهوجاً كخاصتكم .. أنا الآن أريد العدالة لا أكثر وسأحصل عليها بأي طريقة"

ارتجفت شفتاها وهي تسمعه ولم تنطق بحرف إلا عندما أعطاها ظهره واتجه للباب فهمست
"لا يمكنك أن تكون ناكراً للجميل لهذه الدرجة (عماد) وتعض اليد التي امتدت لك"
تجمد مع كلماتها وعقد حاجبيه بحيرة .. ما الذي تتحدث عنه؟ .. التفت لها ببطء وقلبه منقبض بتوجس لترفع رأسها باعتداد وتقول
"أنت مدين لـ(توفيق) بالكثير وبسنوات طويلة من عمرك .. لا يمكنك أن تأتي الآن بعد أن قدم لك كل هذا وتدعي أنّك تريد تحقيق العدالة"


ازدادت عقدة جبينه وردد بشك وشعور سيء ينتابه
"ما الذي تتحدثين عنه؟"

نظرت له بتردد وشيء من الندم لمع في عينيها فاندفع نحوها قائلاً
"لا ترمي بكلمات غبية كهذه دون أن تفسريها"
تراجعت بوجل فهتف بغضب
"قولي ماذا كنتِ تعنين .. ما الذي أنا مدين لهذا الوغد به؟"
انتزعت ذراعها من قبضتها مجيبة بحدة
"بكل شيء .. من أين تظن هذه الشركة وكل هذه الثروة التي نملكها؟"
تراجع يحدق فيها بشحوب وصدمة بينما تتابع طعناتها له ولكرامته دون أن تشعر
"لولا أن (توفيق) ساعدك في الخفاء لكنت حتى اليوم تعمل ليلاً نهاراً، ولكنا جميعاً مشردين في الشوارع"
همس بارتجاف
"ما الذي تقولينه؟"

بدا أنّ عقلها فقد بوصلة حكمته أخيراً لترمي بالحقيقة المريرة في وجهه
"من أين لشاب صغير لم يكد يتخطى العشرين من عمره أن يحظى بفرصة عمل كتلك التي أتتك فجأة بعد السنوات التي ذقت فيها المرار محاولاً أن تكفي بيتنا لقمة العيش متنقلاً بين أعمال وضيعة لا تكاد تمنحك قروشاً؟"

سقط على الأريكة محدقاً أمامه في ذهول فيما تواصل هي
"لم تسأل نفسك من كان يدفع فواتير المصحة التي قضى فيها خالك تلك السنوات قبل أن يعود إلينا؟ .. من كان يعتني به كل هذا الوقت؟ .. من أين كنت ستجد المال لتكمل تعليمك أنت والبقية، هه؟ .. لولا تلك الوظيفة التي ساعدتك لتبدأ طريقك .. وكل وظيفة بعدها حصلت عليها أنت أو (فهد) كانت واسطته تسبقكما إليها .. كل تعليم ومكانة وثروة حصلت عليها حتى اللحظة يا (عماد) .. أنت مدين له بها"
هز رأسه رفضاً قبل أن ينهض صارخاً ويركل أقرب شيء إليه
"يكفي .. توقفي .. يكفي أكاذيب .. لن أسمع منكِ أي شيء آخر"

هتفت بتحد
"هذه ليست أكاذيب .. أنا صادقة في كل كلمة .. يمكنك أن تبحث بنفسك خلف الأمر وستعرف أنني لم أكذب في حرف"
غرس أصابعه في شعره صارخاً فيها
"توقفي .. بحق الله توقفي"

صمتت مرغمة تنظر له بجمود بينما تسارعت أنفاسه وخرجت كلمات عشوائية غير مفهومة من فمه قبل أن يلتفت لها بعد لحظات
"أنتِ قلتِ أنّ صديقاً لخالي أنقذه واعتنى به تلك السنوات بناء على طلبكِ"
اهتزت نظراتها بينما ضاقت عيناه وهو يجمع الخيوط

"هل كنتِ تقصدين ذلك الحقير بكلامكِ؟"

همست اسمه بخفوت فصرخ فيها
"إذن كنت تعرفين طريقه من البداية .. كنتِ على تواصل معه؟ .. كنتِ تعرفين كيف تطلبين منه المساعدة"

"(عماد) .. أنت لا تفهم شيئاً .. الأمر"


ركل المقعد بكل قوته يطوحه أقصى الغرفة
"الأمر هو أنّكِ كنتِ تعرفين أنّه سيقدم لكِ المساعدة ما أن تطلبيها ومع ذلك تركتِنا أنا و(فهد) نتعذب في الشوارع بحثاً عن عمل .. تركتِ صبيين لم يتجاوزا العشرين حتى يجوبان شوارع بلد أجنبي مخاطرة بتعرضهما للخطر والجوع والبرد .. تركتِنا نتمزق وأنتِ بإمكانكِ منعنا"


سالت دموعها وهي تناديه
"(عماد) بني .. اسمعني أرجوك"


صرخ فيها وهو يشد شعره
"أي أم أنتِ؟ .. أي امرأة تكونين؟ .. هل شعرتِ بنا يوماً؟ .. هل تعرفين ما مررت به أنا و(فهد)؟"
أحرقت الدموع عينيه وهو يتذكر تلك السنوات المريرة وهو يكاد يجوب الشوارع يشحذ لقمة العيش لأمه وشقيقه .. لاعناً في كل لحظة عمه وكل من تسبب فيما يمرون به من عذاب

"تركتِنا نذوق هذا المرار فقط لتجعلي قصتكِ مقعنة أكثر .. فقط لتغرسي كراهيتكِ المجنونة نحوهم .. لتحولينا لدمى تتحرك بخيوطكِ .. أي امرأة أنتِ؟ .. يا رب رحمتك"

شهقت بالبكاء بينما ابتسم هو بمرارة
"كلما ظننت أنني وصلت لآخر قاع أكاذيبكم القذرة وخدعكم أكتشف أنني لا زلت على البر .. يا إلهي .. ما هذا الكابوس الذي أعيش فيه؟ .. في أي كذبة كنت أعيش كل هذه السنين؟ .. ألم تكتف بكل ما فات أمي؟ .. الآن ترمين في وجهي بحقيقة أنني تعذبت سنوات لأجل لا شيء .. أنني لم أنجح ولم أصنع أي شيء .. أنني مدين لذلك الحقير بكل شيء وصلت إليه في حياتي .. يا الله .. أشعر بالغثيان .. أنا أختنق"
وتحرك بخواء ليلقي جسده على أقرب مقعد
"رباه .. أريد الموت .. يكفي .. لقد تعبت من كل هذا"
عضت على شفتها وهي تنظر له ثم همست
"أنا لم أردك أن تعرف (عماد) .. لقد اضطررتني لهذا بني .. لا أريدك أن تسعى خلف (توفيق) أكثر وتخاطر بحياتك"


ارتفعت ضحكاته الساخرة فجأة مرغمة إياها على الصمت والذهول ليتابع هو بهز رأس متهكمة
"أخاطر بحياتي؟ .. هل تركتِ لي حياة أخاطر من أجلها يا (ليلى) هانم؟ .. هل تركتم لنا حياة نخشى عليها؟ .. أي حياة تلك التي سأتمسك بها وأنتِ تصرين كل يوم أن تثبتي لي أنني ورثت لعنة .. لعنة سوداء لن أتحرر منها يوماً"
اقتربت منه بتردد ولامست كتفه لينتفض واقفاً
"يكفي .. ما الذي ظننت أنني سأحققه حين أتيت إليكِ اليوم؟ .. لقد حققتِ أسوأ مخاوفي .. أثبتِ لي أنني سأظل للأبد محاطاً بسوادكم وقذارتكم .. مهما فعلت لا فائدة .. لن يتغير شيء"
همست اسمه والندم يمزقها فتراجع بحدة عن لمسة يدها

"هل تعرفين شيئاً؟ .. لم أعد أهتم .. افعلي ما تريدين بحياتكِ (ليلى سليمان) هانم .. لن أطلب منكِ أن تتوقفي أو تنقذي نفسكِ .. لا تتعالجي .. افعلي ما تشائين .. في النهاية لا فائدة من كل هذا .. لا خلاص من هذه القذارة مهما حاولنا"
رمى كلماته وتحرك ليغادر دون أن يهتم بالرد على ندائها المتوسل وأغلق الباب خلفه بعنف تاركاً إياها تعض أصابعها ندماً وقد أدركت أنّها هذه المرة قد خسرته بالفعل.
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:16 AM   #1144

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نزلت (همسة) من السيارة ووجهها متألق بابتسامة أثارت حنق (رهف) التي تبعتها وهي تحاول ألا تتعثر في الكعب العالي الذي أصرت عليها أن ترتديه مع الفستان الذي اختارته لها بكل استبداد هي و(راندا) وقاطعتا أي محاولة منها أن ترفض .. وهي لم تستطع الممانعة طويلاً بعد أن وقفت أمام مرآة المحل تتأمل نفسها في الفستان الذي انساب فوق جسدها بطريقة ساحرة حولتها لأميرة لتصفق (همسة) ثم تضرب كفها بكف (راندا) وهي تهتف بحبور
"أليست رائعة (راندا)؟"
ابتسمت لها زوجة أخيها ودارت حولها بتقييم ثم همست
"سيطير عقله حتماً"

قبل أن تسألها ماذا تقصد شتتتها (همسة) وهي تهتف
"لكن يحتاج لتصفيفة مناسبة .. آه .. ومكياج رائع"
قاطعت تخطيطهما هاتفة بحنق

"مهلاً مهلاً .. لن أذهب لأي مكان ولن أضع أي زينة .. سأكتفي بارتداء الفستان"
توقفت عن الكلام مع تبادلهما النظرات التي أخبرتها أنّهما لن يتركاها تفلت من مخططاتها ولو ملأت الدنيا صراخاً وهكذا وجدت نفسها منقادة معهما إلى أحد مصففي الشعر و(همسة) تثير عصبيتها أكثر وهي تستمتع بكل لحظة بينما تهذر مع (راندا) عن المرة الأولى التي ذهبت فيها لمصفف الشعر وارتدت فستاناً فاتناً في عامها الخامس عشر في محاولة منها لسرقة قلب الشاب الذي أحبته وقد حققت خطتها ناجحاً ساحقاً .. كانت تستمع لهما بصمت بينما كل خلية في عقلها تهتف أنّ ما يحدث ليس مطمئناً .. لا يمكن أن تكون كل تلك الاستعدادات فقط من أجل عشاء عائلي بمطعم فاخر .. زفرت بحنق مستفيقة من أفكارها وطرف فستانها الطويل يتعثر بحذائها وهتفت في (همسة) التي لمعت عيناها بطريقة زادت شكوكها
"تباً .. ما كان يجب أن أسمع كلامكما أنتِ وتلك الحمقاء"

ضحكت (همسة) والتقطت يدها تساعدها في إكمال طريقها للداخل بعد أن تركت عكازها بالسيارة رافضة أن تستعملهما أمام الناس
"لا تنفعلي يا سندريلا .. ليس الليلة بالله عليكِ"
توقفت عند باب الغرفة الواسعة وهتفت
"هلا تكرم أحدكم وأخبرني إذن ما المميز في هذه الليلة لتفعلوا بي كل هذا؟ .. لماذا يسبقنا الجميع ونحضر في سيارة منفردة .. أي عشاء عائلي هذا بالله عليكِ؟ .. أنا لا أفهم ما .."
توقفت الكلمات في حلقها وهي تنظر للداخل واتسعت عيناها بصدمة وهي ترى أفراد عائلتها وأفراد عائلة (هاشمي) مجتمعين حول طاولة كبيرة .. نظرت لـ(هسمة) التي اتسعت ابتسامتها المستمتعة
"ماذا يحدث هنا؟"
ضحكت (همسة) وهي تشدها لتتقدم وانحبست أنفاسها بانبهار وهي تجيل ناظريها في الغرفة الكبيرة التي تزينت بالكثير من الورود وشرائط الحرير ولمحت في الجانب فرقة موسيقية بدأت العزف فور أن دخلت هي و(همسة) التي مالت عليها قائلة بابتسامة واسعة
"مفاجأة جميلة، أليس كذلك؟"

فتحت فمها وأغلقتها بضع مرات تحاول إيجاد الكلمات بينما عيناها تطوفان على وجوه الجميع الذين اتسعت ابتساماتهم السعيدة .. ابتلعت لعابها بتوتر وهي تهمس بانفعال
"بالله عليكِ قولي أنني في حلم (همسة) .. لا أريد أن أفكر في الاحتمال الآخر"
ضحكت وهي تجذبها برفق
"بل فكري في الاحتمال الآخر حبيبتي"
ومالت تهمس في أذنها
"أرجوكِ .. لا تجرحيه"


وابتعدت مبتسمة لكنّ عينيها حملتا رجاءاً شديداً .. نظرت لها باستفهام، لكنّ (همسة) غمزت لها وهي تبتعد لتأخذ مكانها وسط أفراد العائلتين دون أن تساعدها في إكمال الخطوات الباقية .. رفعت قدمها لتخطو بتردد لكنّ صوته أوقفها وهو يتردد من حولها برفق

"عسليتي"
نظرت حولها بحثاً عنه وخفق قلبها وعيناها تتوقفان عليه يقف عند منصة قصيرة بقرب الفرقة الموسيقية .. فغرت فمها انبهاراً وهي تراه يقف أمامها في بذلة سوداء أنيقة وشعره مصفف بعناية وعلى وجهه ابتسامة غامرة بالعشق .. ارتجف قلبها وتعلقت عيناها بعينيه وهو يتقدم منها بخطوات هادئة ونظرة عينيه تزيد قلبها ارتجافاً بينما تسمعه يواصل
"عنيدتي التي أتعبت قلبي طويلاً وتدللت كثيراً عليه .. قلبي الذي سرقته دون أن أشعر وترفض أن ترده لي أو حتى تتعطف عليه بكرمها"
همست اسمه بارتجاف وهي تتابع تقدمه منها
"لقد تعب هذا القلب وهو يحاول أن يثبت لكِ توبته وصدقه في البقاء داخل محراب حبكِ أنتِ وحدكِ حبيبتي .. هلا ترفقتِ قليلاً به وسامحتِ صاحبه الأحمق الذي كان غبياً فلم ير الجوهرة النادرة التي يملكها"

دمعت عيناها وهي تنظر إليه غافلة عن أنظار الجميع التي انصبت عليهما بترقب .. توقف أمامها ينظر في عينيها ومد يده نحوها وهو يتابع
"الليلة .. ووسط كل أحبائنا الذين أتوا ليشهدوا على وعدي .. أنا أشهدهم جميعاً على حبي وإخلاصي لكِ عسليتي .. أشهدهم أنني لا أريد سواكِ زوجة وحبيبة وأنّ عينيّ لا تريان امرأة غيركِ"
ضغطت على شفتيها تمنع شهقة باكية وهي تنظر لكفه ثم لعينيه اللتين لمعا بالرجاء
"أشهدهم أنني سأبذل المستحيل لأعوضكِ عن كل جرح وألم تسببت لكِ به عامداً أو غير عامد .. دعيني أمسح صفحاتي السوداء معكِ (رهف) وأبدأ معكِ صفحة بيضاء نقية .. انسي (عاصي) الأحمق الذي كنته وتقبلي حبيبكِ الذي أتى يطلب الصفح من قلبكِ الرقيق"

وأدار عينيه نحو الجميع وعاد إليها يواصل
"أنا أسألكِ أمامهم أن تسامحيني على كل شيء (رهف) وتمنحيني فرصة جديدة أثبت لكِ فيها صدقي .. إن وافقتِ الليلة أن تعودي لي وتفتحي قلبكِ لي من جديد .. إن ترفقتِ بقلبي وقلتِ أنّكِ توافقين أن تكوني زوجتي فسأكون أسعد الرجال في العالم"
شهقت بالبكاء وهي تترك يدها في كفه
"وافقي (رهفي) .. عودي لي واملأي حياتي التي لن تكتمل من دونكِ .. كوني زوجتي وحبيبتي وعمري كله"
لم تستطع النطق لثوان كادت تصيبه باليأس لولا أن ارتفعت أصوات الجميع خلفه تطالبها أن توافق فنظرت إليهم وابتسامة مرتجفة تشق شفتيها وتوقفت عيناها على (همسة) التي كانت تنظر لها بقلق ورجاء قبل أن تبتسم وهي ترفع يدها تحركها أمام رقبتها في تحذير لها أنّها ستذبحها لو رفضت شقيقها أمام الجميع فضحكت من بين دموعها وعادت تنظر لها وهزت رأسها وهي تردد بضحكاتها الباكية
"أنا موافقة"

رمش بعينيه للحظات في غير تصديق ثم همس بذهول
"أ .. أنتِ موافقة؟"
ضحكت مرة أخرى وهي تشد على كفه

"أجل (عاصي) أنا موافقة"
واقتربت الخطوة التي تفصلهما وتركت حبها يغرق عينيها المتعلقتين بعينيه وهي تهمس بعشق
"أوافق على أن أكون زوجتك وحبيبتك .. لك وحدك (عاصي)"
امتزجت السعادة والذهول على ملامحه وهو يحدق فيها قبل أن يطلق ضحكة عالية سعيدة ونظر لعائلتهما هاتفاً
"لقد وافقت"
اختلطت هتافاتهم السعيدة بتصفيقاتهم وبعض الصفارات المرحة ولم يتمالك هو فرحته ليهتف بصوت أعلى وهو يحيط بخصرها ويرفعها عن الأرض منتزعاً شهقة مصدومة منها ثم ضحكة وهو يدور بها في المكان
"أخيراً وافقت"
أمسكت كتفيه وهي تنظر نحو أفراد عائلتهما بخجل وهمست
"أنزلني (عاصي)"
أنزلها برفق لكنّه لم يسمح لها بالابتعاد وهو يحتضنها بقوة ويهمس في أذنها
"شكراً حبيبتي .. أعدكِ لن تندمي .. رباه .. أحبكِ"
تركت دموع سعادتها تسيل وهي تتعلق به هامسة
"وأنا أحبك (عاصي رضوان) .. أحبك كثيراً"
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:19 AM   #1145

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مالت (راندا) على كتف (هشام) مبتسمة بسعادة وهي تدير عينيها تتأمل وجوه أفراد عائلتهما الكبيرة التي اتحدت بزواجهما وهمست وهي تحاول التحكم في دموع سعادتها
"هل ترى هذا (هشام)؟ .. يا الله .. أنا سعيدة جداً لدرجة أنني أخشى أن أحسد سعادتنا"
ضحك وهو يضمها إليه بينما ينظر إلى شقيقته التي كانت السعادة والحياة تتألقان في عينيها و(عاصي) الذي يحتضن كفها وينظر لها كرجل حصل على نجم مستحيل الوصول
"نحلتي أنتِ لا تستطيعين أن تحسدي حتى لو أردتِ"

نظرت في عينيه ورفرفت برموشها قائلة بدلال
"لأنّ عينيّ ليستا صفراوين"
ضحك عالياً ثم قرص خدها
"طريفة"

ثم غمز لها وهو ينظر في عينيها هامساً بغزل
"عيناكِ قهوتي المفضلة حبيبتي .. ربما لهذا أسقطتاني من نظرة واحدة في عشقكِ"
دفنت وجهها في صدره تكتم ضحكتها بينما همس وهو ينظر نحو أمه الضاحكة بسعادة صادقة
"لا تخشي شيئاً .. أنا سأفعل كل شيء لأحمي هذه السعادة حبيبتي"
لامست قلبه بيدها هامسة بحب

"أعرف حبيبي"
توقفت عيناه عند (سديم) التي كانت تعدل فستان (رفيف) وتهمس لها بشيء لتنطلق بعدها الصغيرة مع شقيقها تجري وسط الغرفة ثم يتوقفان عند الفرقة الموسيقية يراقبان العازفين بانبهار وعينا (سديم) متعلقتان بهما بنظرة جعلت قلبه ينقبض بإحساس غير مريح فتنهد مطولاً دافعاً (راندا) لتسأله بقلق
"ما الأمر حبيبي؟"
ربت على كفها
"لا شيء .. أنا قلق على (سديم) .. لا تبدو بخير"
نظرت نحوها وانتبهت لنظرة عينيها وابتسامتها الباهتة وهي تنظر للجميع
"إنّها تفتقد (آدم) .. إنّه مسافر منذ أيام وبالتأكيد تشتاق لوجوده معها الآن"

قالت برفق ليتنهد مرة أخرى
"ربما"

قال بغير اقتناع فردت
"أعتقد أنّها لا زالت حزينة بسبب رد فعل (رهف) ذلك اليوم (هشام) .. لم أتوقع حقيقة أنّ تنفعل هكذا"
زفر قائلاً وهو يربت على يدها
"لا تقلقي .. لقد تحدثت مطولاً مع (رهف) أنا وأمي .. لن تظل على غضبها الطفولي طويلاً .. هي فقط صُدمت في أبي .. لا تريد أن تصدق هذا عنه"
هزت رأسها وقالت
"أتمنى أن تتنازل عن عنادها سريعاً وتتقبل (سديم) هي الأخرى"

"إن شاء الله حبيبتي"
قاطعهما رنين هاتفه فأخرجه من جيبه ونظر لاسم المتصل ثم نهض معتذراً
"معذرة حبيبتي .. يجب أن أرد على هذه المكالمة"
"لا بأس حبيبي"
منحته ردها بابتسامة وتابعته بعينيها ثم نهضت لتقترب من (سديم) وقالت بمرح وهي تجلس بقربها
"زوجة أخي الموقرة .. لماذا تجلسين صامتة هكذا؟"
منحتها ابتسامة باهتة وهي تهز رأسها فمالت (راندا) تغمز لها

"أنتِ تفتقدين أخي أيتها العاشقة لا تنكري"
ضحكت مرغمة
"سأكون كاذبة لو قلت لا أفعل"
"ها .. قلت لكِ .. كل شيء مكتوب على وجهكِ"
هتفت ضاحكة قبل أن تختفي ضحكتها وهي ترى عينيّ (سديم) تتعلقان بأسى لامس بسمتها وهي تنظر لـ(رهف) فتتبعت نظرتها

"لا تحزني (سديم) .. لن تبقى غاضبة طويلاً"
تنهدت بحرارة وقالت
"أنا أتفهمها يا (راندا) .. لن أغضب منها .. كنت أتوقع رد فعلها هذا"
ربتت على كفها برفق واحترمت صمتها لثوان ثم قالت
"لو باركتِ لها الآن لن تصدكِ و .."

توقفت الكلمات في فمها عندما رأت (رهف) تتقدم نحوهما بخطوات بطيئة فنبهت (سديم) التي رفعت عينيها سريعاً لتجد أختها .. نهضت بسرعة لتقابلها في منتصف المسافة لتبتسم (رهف) بارتباك وخجل وهي تنظر لها فابتسمت (سديم) بتفهم
"مبارك لكِ (رهف)"
همست بخجل
"شكراً لكِ (سديم)"
سألتها بتردد
"هل .. هل يمكنني أن أبارك لكِ؟"
أومأت بابتسامة مرتجفة فاتسعت ابتسامة (سديم) واقتربت منها بعينين دامعتين وضمتها بين ذراعيها بحب
"مبارك لكِ حبيبتي .. أرجو لكِ السعادة دائماً"
أغمضت (رهف) عينيها وهي تتقبل عناقها هامسة
"شكراً لكِ .. أختي"
همست كلمتها الأخيرة بتردد، فأبعدتها (سديم) تنظر لها من بين دموعها ثم رفعت كفيها تحتضن وجهها هامسة بتحشرج
"شكراً لكِ أنتِ (رهف) .. شكراً لأنكِ تقبلتِني يا صغيرتي"
همست وهي تمسك بكفها
"أنا آسفة على ما بدر مني ذلك اليوم .. كنت سيئة معكِ"

"لا بأس حبيبتي .. أنا أفهم"
مسحت دموعها قائلة

"آسف لأنني لم أرحب بكِ جيداً"
احتضنت كفيها وهي تهز رأسها نفياً

"لا تشغلي بالكِ .. هذه ليلتكِ (رهف) .. لا يجب أن تشعري سوى بالسعادة فيها .. لا تفكري في أي شيء آخر"
احتضنتها (رهف) مرة أخرى بكل قوة وهمست في أذنها
"مرحباً بكِ في عائلتنا (سديم) وشكراً لكِ على كل ما فعلتِه لأجلي .. لأجلنا جميعاً أختي"
أغمضت (سديم) عينيها تتحكم في دموعها ثم ابتعدت قائلة بحنان وهي تنظر لعينيها مطولاً

"أريدكِ أن تتذكري شيئاً واحداً حبيبتي"
نظرت لها بتساؤل أجابته سريعاً وهي تميل لتقبل جبينها
"أنا أحبكِ ودائماً سأكون إلى جانبكِ .. مهما حدث سأكون بجانبكِ"

قطبت وهي تنظر في عينيّ (سديم) الدامعتين وكادت تسألها شيئاً لولا ذراع (عاصي) التي امتدت تحيط بخصرها وسمعته يتلقى مباركة (سديم) وتوصيتها المشددة له أن يعتني بها ويحفظها في عينيه وأنّها ستقتله لو أبكاها مرة أخرى .. قالت كلماتها وعادت لتلجس في مقعدها بقرب (راندا) التي نظرت نحوها وأرسلت لها قبلة في الهواء تشكرها دون كلمات أنّها لم تكسر بخاطر أختها في ليلتها السعيدة
*********************
وضعت (سؤدد) الكأس من يدها على الطاولة وهي ترد بابتسامة على شيء قالته (هاميس) لم تنتبه له جيداً وعقلها يشرد كل حين ويتوه عن أجواء الاحتفال الذي أقامته عائلة (رضوان) وأصرت (راندا) على أن تحضر كل عائلتها فيه .. منذ ساعات وقلبها لا يشعر بارتياح .. تختنق بطريقة غريبة .. هل هو بخير؟ .. منذ سافر وهي تشعر بانقباض وقلق لا يتوقف .. تنهدت بقوة واختناقها يزداد فاستأذنت من والديها اللذين نظرا لها بقلق وسألها والدها
"أنتِ بخير صغيرتي؟"
أومأت مجيبة وهي تربت على كتفه

"لا تقلق حبيبي .. سأقف في الهواء قليلاً"
قالتها وابتسمت لهما تطمئنهما وتحركت إلى خارج الغرفة نحو شرفة المطعم الكبير وتوقفت فيها .. تنفست بعمق وهمست وهي تنظر لأنوار المدينة المتألقة وسط الليل
"أنت بخير (عماد)، أليس كذلك؟"
انقبضت كفاها على سور الشرفة الحديدي
"أرجوك .. كن بخير حبيبي"
فتحت حقيبة يدها الصغيرة وأخرجت هاتفها حاسمة ترددها
"ما دام لا يريد أن يتصل بي فسأفعل أنا وأقسم سأكسر رأسه عندما .."

انقطعت كلماتها مع رنين هاتفها وخفق قلبها وهي ترى رقمه فوق الشاشة وأسرعت تجيب بلهفة
"(عماد) .. كيف حالك؟ .. أخيراً أيها الأحمق .. لماذا انتظرت كل هذا الوقت لـ .."

أوقفتها همسته باسمها عن إكمال جملته وارتجف قلبها وهي تلتقط نبرة اليأس والألم في صوته فسألته بقلق
"(عماد) .. ماذا حدث؟ .. هل أنت بخير؟"
وصلها صوته بتنهيدة محرقة وهو يجيبها

"أنا أحتاجكِ (سؤدد) .. أين أنتِ؟ .. ذهبت للقصر ولم أجد أحداً"
نظرت للمطعم وقالت
"نحن نتعشى في الخارج .. في الواقع هناك احتفال صغير"

صمتت وتنهد هو بطريقة أوجعتها ثم همس باختناق
"هل أستطيع أن آخذ من وقتكِ قليلاً؟ .. أنا حقاً أحتاجكِ .. بشدة"
همست بسرعة
"بالطبع حبيبي .. تعال وأنا سأنتظرك"
منحته العنوان وأغلقت متجهة لوالديها ومالت تهمس في أذن والدها تستأذنه .. نظر لها بقلق للحظات ثم أومأ يمنحها موافقته وقال

"أخبريه أن يأتي لمقابلتي غداً (سؤدد) .. يجب أن أتحدث معه"
أومأت وهي تميل لتقبل خده
"حسناً أبي .. سأخبره"
ونظرت لأفراد العائلة المنشغلين باحتفالهم وقالت
"اعتذر للجميع بالنيابة عني، حسناً؟"

"حسناً صغيرتي"
تحركت لتنصرف فأوقفتها (صفية)
"(سؤدد)"
"نعم أمي"
قالت بحزم رقيق

"لا تتأخري حبيبتي واعتني بنفسكِ"
أومأت مبتسمة وتحركت نحو الخارج لتقف منتظرة (عماد) أمام باب المطعم وهي تهمس بقلق
"ماذا حدث يا (عماد)؟ .. أرجوك يا إلهي .. لا يكون قد أصابه أي مكروه .. ليكن بخير وكل شيء آخر سيهون"
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:23 AM   #1146

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسارعت خطوات (آنجيليكا) وهي تصعد السلالم في طريقها للطابق العلوي ترافقها نبضاتها المتسارعة .. أخيراً أتتها الفرصة لكن يجب أن تسرع قبل أن يحدث أي شيء أو يفاجئها أي شخص .. لم تصدق حين طلبت منها (شاهي) أن ترتب غرفة نومهما قبل أن يعود (منذر) من جولته القصيرة خارج المزرعة يتابع أعمالها .. زفرت بقوة وهي تفتح الباب وقلبها يخفق برهبة وتلمست بيدها الجهاز الصغير في جيبها .. ظنت أن الأيام ستطول قبل أن تجد الفرصة لتدخل المكان بمفردها رغم كونها رافقت (شاهي) للغرفة أكثر من مرة أثناء مرض زوجها لكن الآن فرصتها لتتصرف بحرية .. تبحث عن تلك الخزانة الغامضة التي باتت تشك في وجودها وتضع جهاز التنصت .. شتمت نفسها وهي تهمس
"أنتِ تخطئين .. تعرفين أنّ هذا لا يصح أبداً (آنجي)"
همس الجزء العقلاني داخلها
"لا تجعلي عاطفتكِ تتحدث يا حمقاء .. إنّه مجرم وهذا عمل الشرطة .. دورك أن تساعديهم في إيجاد الدليل بأي طريقة .. نفذي الأوامر دون أي تفلسف"

تنهدت بقوة وهي تدير عينيها في المكان وتوقفت عيناها فوق الفراش المبعثرة ملاءاته وعادت تلك النغزة المؤلمة بقلبها .. أشاحت بوجهها عنه هامسة بحنق
"ما الذي تفكرين فيه يا غبية؟"

السيدة (شاهي) كانت لطيفة للغاية معها وساعدتها كثيراً بل وأنقذتها من العمل المرهق وجعلتها أقرب إلى رفيقة منها إلى خادمة .. لن تغار منها بسبب تلك المشاعر الحمقاء .. إنّها زوجته وهي الدخيلة هنا لا أكثر .. عادت عيناها تنحرفان إلى الفراش تستعيد تلك اللحظات التي قضتها بمفردها إلى جوار (منذر) الغارق في النوم بعد أن تمكن منه المرض كلياً .. كانت تحضر الطعام إليه كما طلبت (شاهي) ولم تكد تدخل إلى غرفتهما حتى تركتها (شاهي) معه قائلة لها أن تنتبه إليه حتى تنتهي من مكالمة هامة ودون كلمة أخرى غادرت الغرفة وتركتها واقفة تحدق في الباب المغلق بغباء حتى أيقظتها أنّة متألمة فالتفتت ناحيته ونبض قلبها بألم وهي تتأمل شحوب مرضه وهمساته التي خرجت بأنين آلم قلبها أكثر .. اقتربت من فراشه وركعت على ركبتيها أمامه تنظر له بحنان غافلها .. دون أن تشعر رفعت كفها تمسح على جبينه برفق هامسة
"ستكون بخير"
غفلت عن المكان من حولها وعن (شاهي) التي قد تعود في أي وقت وانصب كامل اهتمامها عليه هو .. تحسست جبينه وهي تهمس

"لم أظن يوماً أن أراك ضعيفاً هكذا .. حقيقة جميعاً أمام المرض والموت ضعفاء لا حيلة لنا .. حتى الشياطين أمثالك"
همست كلماتها الأخيرة بمرارة وعقلها يحاول إفاقتها من شفقتها عليه يذكرها بحقيقته .. تنهدت وهي ترفع عينيها تديرها في المكان تتفحص كل زاوية منه .. أين من المحتمل أن يخفي تلك الخزانة؟ .. قاطع أفكارها من جديد همسة مختنقة من شفتيه

"سامحيني"
التفتت له بانتباه لتجد عينيه لا زالتا مغمضتين .. مالت تقترب منه أكثر تحاول التقاط همساته .. بما يحلم؟ .. عمن يتحدث؟
"أمي"
همسة أخرى غارقة بالألم والحزن جعلت حاجبيها يرتفعان بشفقة وهمست بحنان عندما رأت ملامحه تنقبض بعذاب، لترفع كفها وتمسح الألم عن وجهه الذي ارتخى مع لمساتها الحانية
"اهدأ .. لا تخف .. ستكون بخير"
مضت لحظات قصيرة لم تنتبه خلالها لتأخر (شاهي) في العودة لتنتبه بفزع حين فتح عينيه فجأة لينظر لوجهها المنحني عليه بقلق وتوقف قلبها لحظة حين التقت أعينهما .. ما الذي سيفكر فيه الآن؟ .. ما هذه الوقاحة التي .. أسرعت تنتزع يدها عن وجهه وتحركت تنوي الابتعاد حين سمعته يهمس
"(ملك)"
لم تعرف إن كان يناديها باسمها الحقيقي أم يقصد الصفة التي غازلها بها وهو ثمل ولم تجد الوقت أو القدرة على التحليل فيده التي انقبضت على كفها أوقفت عقلها عن العمل بينما دفعت بقلبها إلى ماراثون جنوني وتسارعت أنفاسها وهي تحاول شد يدها منه ليضغط عليها أكثر وسمعته يهمس برجاء وعيناه تنغلقان
"لا تذهبي .. لا تتركيني"
حدقت فيه بذهول وهي تشعر أنّ قلبها سيتوقف لا محالة وارتخت كفها بيده وهو يواصل
"لا تذهبي (ملك)"
دمعت عيناها ووجدت نفسها تهمس بخفوت دون أن تشعر
"أنا هنا .. لن أذهب لأي مكان"
مسحت دموعها بيدها الحرة وهي ترى أنفاسه المنتظمة وسحبت يدها بخفة منه فأيقنت بغرقه مجدداً بالنوم .. نهضت بساقين مرتجفتين ووجه شاحب وأسرعت إلى خارج الغرفة لتتفاجأ بـ(شاهي) على وشك الدخول .. شهقت واضعة يدها على صدرها وهي تنظر لها بفزع لتقول وهي تتأملها بنظرات غامضة أقلقتها
"آسفة (آنجِل) هل أفزعتكِ؟"
تنفست بعمق وهي تهز رأسها نفياً لتسألها وهي تنظر لشحوبها والدموع المتجمدة بعينيها
"ما الأمر؟ .. ماذا حدث؟"
"لا شيء سيدتي .. لقد .. أنا فقط تذكرت شيئاً حزيناً"


قالتها وأسرعت تعتذر منها وغادرت وهي تفكر أنّها كانت الفكرة الأسوأ على الإطلاق حين قررت الموافقة على خطة (سؤدد) .. عادت من ذكرياتها وأشاحت بوجهها عن الفراش وبدأت ترتب الغرفة سريعاً بينما تفتش بحرص فيها علّها تعثر على أي دليل أو تجد مخبأ الخزانة .. انتابها اليأس وهي تهمس
"لا شيء هنا .. لا شيء .. لقد كان مخطئاً"

هزت رأسها وهي تنظر حولها .. أين يمكن أن تكون؟ .. ربما تكتفي بهذا اليوم وتزرع الجهاز فقط .. تحركت تبحث عن أفضل مكان تخفيه به حين شعرت بالباب ينفتح من خلفها وارتفعت الشعيرات الصغيرة بجسدها وصوته الصارم يهتف من خلفها
"ماذا تفعلين هنا ومن سمح لكِ بالدخول؟"
التفت شاهقة بفزع وارتبكت وهي تنظر لوجهه .. توقفت عيناها على لحيته التي نمت خلال الأيام السابقة ولم يهتم بحلاقتها .. رفعت عينيها تنظر لعينيه المشتعلتين ثم لخصلات شعره التي طالت قليلاً وكانت مبعثرة بثورة، وتوقف العالم كله من حولها وصورته تلك تعيد لها الصورة القديمة .. هل يمكن أن .. احتبست أنفاسها مع اقترابه الذي جعل ذاكرتها تنتفض أكثر تعيد الصورة من تحت الرماد أوضح .. إنّه هو .. هو نفس الشاب الذي رأته قبل سنوات في قصر (سيزار) .. الشاب البوهيمي .. الوقح الذي غازلها ولولا دخول (سيزار) المفاجيء الله أعلم إلى أي حد كان يمكن أن يتمادى معها .. تذكرت تلك الليلة في مكتبته حين تكرر نفس الشيء .. ألم يبد الموقف مألوفاً؟ .. ألم يسألها هو أيضاً إن كان تقابلا من قبل؟ .. إذن كان هو .. إذن لهذا السبب كان مألوفاً دائماً .. لكن .. ما الذي يبرر أحلامها به إذن؟ .. لماذا عاد لذاكرتها بعد كل هذه السنين من الغياب؟ .. انتزعها صوته أعنف وهو يصرخ

"تباً .. قلت لكِ ماذا تفعلين بغرفتي .. كيف تدخلين هنا دون إذن؟"
انتبهت لاقترابها الشديد وتطلعت لنار الغضب في عينيه لتهمس بتقطع
"أنا .. آسفة .. لم أقصد .. كنت أنظف الغرفة كما .."

انتفض جسدها أكثر مع صرخته
"ألم يخبركِ أحد أن لا أحد مسموح له بدخول هذه الغرفة دون إذني .. السيدة (اعتماد) فقط المسموح لها بالتنظيف هنا"
طفرت الدموع في عينيها ليكز هو على أسنانه وهو ينظر لها لكنّه لم يتراجع عن قسوته وهو يقبض على ذراعها بقبضة مؤلمة حتى كادت أصابعه تنغرس في لحمها

"لم يخبروكِ بهذا؟ .. انطقي"
شهقت باكية واختنقت الكلمات في حلقها ليزيده بكاؤها عنفاً
"هذه ليست أول مرة أراكِ في مكان لا يجب أن تتواجدي فيه .. من أذن لكِ بالدخول في غيابنا؟"
شهقت بكلمات متقطعة
"السيدة (شاهي) .. هي من أمرتني .. أنا لم أفعل شيئاً .. أنا .."
توقفت عن الكلام مع تغلب دموعها عليها وللحظات ظلت يده تضغط على ذراعها دون أن تعلم أنّه يصارع نفسه لا أكثر
"دعني أرجوك .. أنت تؤلمني"
توجعت باكية وهي تحاول انتزاع ذراعها

"(منذر) .. ماذا تفعل؟"
التفت الاثنان إلى (شاهي) التي اقتحمت المكان بعد أن وصلها صراخه .. حررها من قبضته لتتراجع مبتعدة عنه بخوف ليهتف هو
"من الذي سمح لها بالدخول هنا؟"
نظرت له (شاهي) مطولاً
"هذه الغرفة ممنوع أن يدخلها أي شخص سوانا .. ما الذي كانت تفعله هنا؟"
ربتت (شاهي) على كتفها بحنان تهديء من روعها، ثم أجابته بلوم
"أنا طلبت منها أن تنظف الغرفة (منذر)"
ضغط على فكه بقوة ولمع الغضب بشدة في عينيه فهمست هي محدثة (آنجيليكا) برفق
"اذهبي أنتِ إلى غرفتكِ (آنجِل) .. سأتحدث معكِ لاحقاً"

أومأت برأسها وتحاشت النظر للوحش الغاضب أمامها وأسرعت تغادر مغلقة الباب عليهما وتحركت مبتعدة لكن ليس قبل أن تلتقط أذناها صوته الحاد يهتف
"هذه آخر مرة (شاهي) .. لا أريدها أن تخطو بقدميها هنا مرة أخرى، هل فهمتِ؟"
أطلقت ساقيها للريح والدموع تغشي عينيها حتى كادت تسقطها عن السلالم التي توقفت في منتصفها وهي ترى (عزة) في مواجهتها تنظر لها بشماتة شديدة قبل أن تقول مبتسمة
"قلت لكِ لن يطول المقام بكِ هنا يا صغيرة ولن تكون الكلمة الأخيرة لكما .. انظري .. دون حتى أن أتدخل .. أنتِ حفرتِ قبركِ بنفسكِ"

لم تمنحها رداً وأسرعت تنزل ما تبقى من سلالم وتجري إلى غرفتها .. أغلقت الباب خلفها بقوة واستندت إليه تبكي بحرقة .. لم تعد تحتمل .. يكفي .. لا مزيد من التحمل ولا إهدار الكرامة .. هي ستذهب من هنا .. لن يلومها أحد على تراجعها الآن .. لقد فعلت الكثير من أجل خطتهم الغبية ولن تبقى لتحتمل أكثر .. أسرعت إلى دولابها وأخرجت حقيبة سفرها لتلقي بكل ملابسها وحاجياتها فيها وهي تبكي دون توقف ثم بدلت ثيابها وتوقفت أمام المرآة تنظر لوجهها بمرارة وهمست
"هذه نهاية الطريق (ملك ماجد) .. ما كان عليكِ أن تأتي من البداية .. كانت حماقة أن تظني أنّكِ قد تصنعين المستحيل"
لملمت شعرها في ذيل حصان بسيط ومسحت دموعها بقوة وتحركت تحمل حقيبتها وغادرت وهي ترفع رأسها .. لن تبقى هنا لحظة واحدة بعد الآن .. لقد خسرت وانتهى الأمر.
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:27 AM   #1147

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

التفتت (شاهي) إليه فور أن انغلق الباب وهتفت في لوم
"ما الذي حصل لكل هذا (منذر)؟ .. ليس ذنبها .. أنا طلبت منها أن .."

قاطعها هاتفاً بعنف
"هذه آخر مرة (شاهي) .. لا أريدها أن تخطو بقدميها هنا مرة أخرى، هل فهمتِ؟"
هزت رأسها مرددة
"أنا لا أفهم ماذا دهاك؟ .. لماذا كل هذا؟"
عاد يقاطعها بصرامة
"لن أكرر كلامي يا (شاهي) .. لا هي ولا غيرها .. لا أحد مسموح له بدخول الغرفة"

تخصرت قائلة بحدة
"ولماذا؟ .. ألهذا علاقة بعملك العظيم لا تريد أن يعرف عنه أحد شيئاً؟ .. هل تحتفظ بشيء يضرك هنا وتخشى أن يقع في يد غريب"
ناظرها في صمت لتتنهد بقوة وتقول
"ما الذي يحدث معك (منذر)؟"
قطب وهو ينظر لها دون تعابير لتواصل بتنهيدة متعبة
"أنت متغير منذ فترة .. لن أقول منذ عدت من سفرك وأهلكت نفسك لدرجة المرض .. بل من قبلها بكثير .. ربما منذ أتينا هنا لأول مرة معاً"

تمتم ببرود وهو يتجه ليجلس على الأريكة
"(شاهي) لا تبالغي .. ليس هناك شيء"
تأملته ملياً ثم قالت

"لا تكذب عليّ (منذر) .. أنا لن أعرفك اليوم .. هناك ما يزعجك .. ما الذي تخفيه عني؟"
لم يرفع نظره إليها فتحركت هي تجلس على حافة الفراش وواصلت نظراتها المتفحصة له قبل أن تقول برفق
"لماذا لا تصارحني بما يؤرقك (منذر)؟"
أجابها بهدوء
"أنا لا أخفي عنكِ شيئاً"
زفرت مطولاً وقالت
"أنا لست زوجتك (منذر) .. أعني أنا كذلك صورياً بالطبع .. لكنني صديقتك قبل كل شيء .. يؤلمني أن أراك تعود لتعزل نفسك عني بهذه الطريقة .. هناك ما يشغل بالك ويزعجك منذ فترة ولا تريد مصارحتي به؟ .. لماذا؟ .. هل هو شيء سيء لهذه الدرجة أم .."
صمتت بطريقة جعلته يرفع عينيه لها بتوجس فتابعت بخفوت وعيناها على عينيه
"أم هو شيء متعلق بي وتخشى أن تولمني إن أنت صارحتني به؟"
النظرة في عينيه أخبرتها أنّها أصابت الهدف قبل أن يشيح بنظراته عنها قائلاً بهدوء

"أنتِ تبالغين بقلقكِ (شاهي) .. قلت لكِ .. لا شيء .. أنا بخير .. بعض الأمور المعقدة الخاصة بالعمل لا أكثر"
أخذت نفساً عميقاً ونهضت لتقترب منه وجلست أمامه لينظر لها بترقب وقلق وقلبه يخبره أنّها هي من يخفي الكثير .. يشعر أنّها تدبر شيئاً لا يعرف ما هو .. منذ قربت منها تلك الفتاة بل وجعلتها مرافقة شخصية لها دون حتى أن ترجع إليه حتى أنّها سمحت لـ(فرح) أن تسافر عائدة أسرتها واكتفت بصحبتها الجديدة .. طلباتها المتواصلة من (ملك) أن ترافقها حيث تكون .. بل والسماح لها الآن بالدخول لغرفتهما مع أنّه لم ينس أن يؤكد عليها ألا تسمح لأحد سوى السيدة (اعتماد) أو السيدة (منيرة) فقط بدخول الغرفة .. ما الذي تريده بالضبط؟ .. قطب عندما مدت كفيها تمسك يديه وابتسمت وهي تنظر له بحنان جعل قلبه ينقبض وهي تقول

"لو كان الأمر هكذا فقط لأخبرتني .. لما راوغت بهذه الضراوة (منذر)"
هتف بانفعال
"أنا لا أراوغ (شاهي) .. قلت لكِ لا يوجد أي شيء"
وانتزع يديه منها ونهض مواصلاً بحدة

"توقفي عن الضغط عليّ كزوجة لحوح .. أنا لست .."
أوقف كلماته وزفر بحنق ثم قال وهو ينظر لها بندم
"آسف .. لم أقصد أن .."

ابتسمت بتفهم
"لا بأس (منذر) .. أعرف أنّ أعصابك مضغوطة هذه الفترة ولم يكن يصح أن أسبب لك المزيد من الضغط بإلحاحي"
وتحركت كأنما تنوي المغادرة
"سأتركك لتختلي بنفسك بعض الوقت ربما .."

قاطعها بيأس
"(شاهي) .. أرجوكِ لا تفعلي هذا"
كادت تتابع طريقها لولا أن أمسك كفها يوقفها فالتفتت له ونظرة اليأس والضياع في عينيها جعلتها تتوقف .. ضغطت على كفه واقتربت هامسة

"ما الذي يحدث معك (منذر)؟ .. أخبرني"
زفر بحرارة وهو يردد بضياع جعل حاجبيها يرتفعان

"أنا لا أعرف .. لا أفهم ماذا يحدث معي"
وترك كفها وعاد لمكانه على الأريكة وأطرق دافناً رأسه بين كفيه
"لم أعد أفهم نفسي .. من أنا؟ .. أشعر أن الطريق أفلت من تحت قدميّ ولم أعد أدري أين أتجه .. ماذا أختار؟ .. لم أعد حتى أفهم ما الذي يدور بقلبي و .."

توقف بغتة حتى لا يفضح بقية مشاعره .. لن يجرحها بهذه الطريقة حتى لو كانت مجرد زوجة على الورق .. تنفس بصعوبة وهو يتابع
"أشعر بالضياع (شاهي)"
تفاجأ بها تعود لتجلس على ركبتيها أمامه فرفع عينيه لها لتصدمه ابتسامتها الحانية .. انقبض قلبه مع الحديث الطويل الذي تبادلته أعينهما قبل أن تترجمه هي إلى كلمات وتقول
"أنت هو أنت (منذر) .. أنت لم تفقد الطريق حتى لو كنت تهت مرغماً في البداية فأنت قادر على إيجاد طريقك .. أنت لن تسمح لمخاوفك أن تشتتك وتبعدك عن هدفك .. وبخصوص قلبك"

ازداد القلق في نظراته بينما تتسع ابتسامتها وهي تكمل
"لن تكون جباناً وأنت تواجهه .. ستكون صريحاً وتستمع لحديثه .. مهما كان ما تشعر به وما يضطرب داخل قلبك هذا فاستمع إليه وثق به .. لن يكذب عليك"
ترافقت كلماتها وهي تضع كفها على قلبه ليهمس بخشونة
"أنا لا أملك قلباً"

نظرت له بحاجبين مرتفعين ثم ترقرقت ضحكتها ليقطب بضيق فأسرعت تقول
"أي كذبة غبية هذه؟ .. أنت تملك قلباً (منذر) .. صحيح أنّك حاولت قتله وادعيت أنّك دفنته عميقاً لكنّه لا زال هنا .. هل تشعر؟"
همست وهي تحرك يدها فوق قلبه النابض مبتسمة
"إنّه لا زال هنا .. إنّه ينبض، هل تسمعه؟ .. يريدك أن تحرره (منذر)"

ازدادت تقطيبته وتسارعت أنفاسه مع كلماتها
"يريد أن يشعر بالحياة التي حرمته منها طويلاً"

"(شاهي) .. أنتِ لا .."
قاطعته بهزة رأس
"لا تنكر (منذر) .. قلبك بدأ يدق .. لا تقاوم .. أنا لن ألومك إن شعرت بـ"

نهض هاتفاً باستنكار
"ما الذي تقولينه؟ .. هل تمزحين معي؟"
تنهدت بيأس ثم نهضت تقابله قائلة بإصرار

"لا تهرب يا (منذر)"
زفر بقوة وأشاح بوجهه
"أنا لا أفهم عما تتحدثين"
أسرعت تمسك ذراعه تديره لها
"أتحدث عن الأمر الذي تهرب منه بهذه الطريقة .. الأمر الذي اتضح لي تماماً ولا يمكنك الاستمرار في إنكاره .. أنا أتحدث عن (آنجِل) .. إنّها تعجبك، أليس كذلك؟"

اتسعت عيناه وهو ينظر لها بوجل، ثم هتف
"ما الذي تتحدثين عنه؟ .. هل فقدتِ عقلكِ يا (شاهي)؟"
مالت برأسها جانباً وقالت دون مراوغة
"أنت منجذب إليها لا تنكر هذا"

هتف بعصبية وهو يلوح بيده
"لااا .. يبدو أنّكِ فقدتِ عقلكِ بالفعل .. أنا لن أبقى لأسمع المزيد من هذيانكِ"
أمسكت ذراعه توقفه قائلة بحزم
"قلت لك لا تهرب .. اسمعني حتى النهاية"
التفت إليها وهتف بصرامة
"قلت لن أسمع شيئاً من هذا الهراء الذي تهذين به"

كتفت ذراعيها أمام صدرها ورفعت أحد حاجبيها قائلة بتحدٍ
"انظر في عينيّ وانكر ما قلت إذن .. قل أنّك لا تفكر فيها أبداً .. أقسم أنّها لم تخطر ببالك منذ رأيتها .. بحق الله يا (منذر) إنّها من النوع الذي تنجذب له تماماً"
تنفس بقوة وهو يتحاشى النظر لعينيها فاضحاً نفسه لكنّه قال ساخراً
"لا رد على هذيانكِ أفضل من الصمت"
ابتسمت بتهكم ورددت
"الهذيان هو ما كنت أسمعه منك (منذر) .. هل تعرف كم مرة همست باسمها وأنت نائم"
ردد بهلع وعيناه تنظران لها باتساع ذاهل
"لا .. أنتِ تكذبين .. أنا لم .."

رقت نظراتها إليه وهي تقول برفق
"أنت تعرف أنني لا أكذب (منذر) .. قبل حتى أن نسافر إلى هنا كنت تناديها في نومكِ تتوسل لها أن تعود .. وعندما كنت مريضاً تمسكت بها تترجاها ألا تتركك وتذهب .. لقد رأيتكما بنفسي"
شحب وجهه وهو يواجهها بصدمة .. لا يمكن أن تكون قد اكتشفت الأمر بهذه السهولة .. هل كان مفضوحاً أمامها لهذه الدرجة؟ .. رباه .. هل آلمها كل هذا الوقت دون أن يشعر؟ .. غرقت نظراته بالندم وهو يهمس باسمها فتنهدت قائلة بهدوء
"لهذا أنت غاضب منها وتعاملها بهذه القسوة أكثر من الآخرين .. انت غاضب لأنّك منجذب لها .. أنت تريد أن تنكر مشاعرك أمام الجميع وتريد أن تجعلها تنفر منك أكثر حتى لا تزيدها اقتراباً فتهدد أمانك أكثر، أليس كذلك؟"
ابتلع لعابه بتوتر وقال منكراً
"هل تعرفين شيئاً؟ .. أنا لن أرد عليكِ"

رفعت حاجباً متحدياً تسأله
"لماذا؟ .. ألا تملك جواباً؟"
هتف بحدة

"بل لأنّه لا يوجد رد على ما تقولين سوى أنّه هراء و .."
قاطعته بهدوء
"حقاً؟ .. هل تظنني غبية أو عمياء؟ .. أنا أفهمك أكثر مما تعتقد (منذر) .. أنت منجذب لها وهذا ما يخفيك .. لأول مرة تشعر بانجذاب ومشاعر حقيقية لا تملك ردعها نحو امرأة .. أنت حائر ومتردد .. جزء منك يرفض هذا بشدة لأنّك تعتقد أنّك لا تستحق السعادة .. وجزء منك متلهف ليشعر بها .. يجذبك نحوها بشدة .. أنا أرى هذا في عينيك (منذر) .. هل تظنني غفلت عن نظراتك لها؟ .. معاملتك القاسية هذه شرحت لي كل شيء .. لا يمكنك أن تقاوم هذا طويلاً"
وتقدمت نحوه تمسك يده وقالت
"صارحني (منذر) .. هل أنا من أقف في طريقك؟"
زفر هاتفاً
"بالله عليكِ يا (شاهي) .. ما الذي تهذين به الآن؟ .. أنتِ زوجتي .. أنا أبداً لن"
هزت رأسها نفياً

"أنا صديقتك فقط (منذر) .. وصديقتك تهتم لصالحك .. لا تعتقد أنني سأحزن عندما يتحرر قلبك ويجد الحب الحقيقي .. لا تضغط على نفسك أو تلومها معتقداً أنّك تخونني .. كل ما بيننا اتفاق (منذر) وأنا لم أنس هذا .. أنا أعرف حدود علاقتي معك .. وإن كنت خائفاً على مشاعري فأقسم لك أنّها في أمان"
قطب بشدة وهو يواجه نظراتها الهادئة بينما واصلت هي بعد لحظة صمت
"أنا اكتفيت من الحب وآلامه (منذر) .. لقد تعذبت بسببه طويلاً وأنا الآن في غنى عنه وتعقيداته .. كل ما يملأ قلبي الآن .. أنا .. أحلامي التي أريد أن أصنعها وحريتي التي نلتها بعد عذاب ولا أريد أن أفرط في كل هذا بعد اليوم لأي سبب .. ولا من أجل أي رجل مهما بلغت مكانته عندي .. أنا لا أحبك كامرأة (منذر) إن كان هذا ما تخشاه .. أنت ستبقى أغلى صديق حصلت عليه في حياتي .. الرجل الذي قدم لي أغلى هدية .. حريتي"
ومنحته أرق ابتساماتها وهي تقول بتفهم
"لن أقف في طريقك أبداً عزيزي .. أنا كنت أدعو دائماً أن تجد المرأة التي يمكنها أن تحرر قلبك .. و(آنجِل) فتاة رائعة أنا أثق أنّها ستسعدك .. عندما أراكما معاً أشعر أنكما تكملان بعضـ "
أمسك كتفيها وهزها بقوة هاتفاً وقد زادته ابتسامتها المتفهمة اختناقاً وإحساساً بالذنب
"يكفي .. ما الذي تقولينه؟ .. قلت لكِ لا شيء مما تتحدثين عنه حقيقي .. أنا لست منجذباً لأحد ولن أقع في حب أحد أبداً"

مطت شفتيها بابتسامتها الرقيقة تلومه على كذبه ليبعدها عنه مواصلاً هتافه الغاضب وهو يضرب على صدره
"أنا لا أملك قلباً ولن أقع في حب أي امرأة هل تسمعين؟ .. أنا .. لا أملك القدرة على الحب .. أبداً"
فتحت فمها لتّكذبه حين ارتفعت دقات على الباب تلاها صوت (فاتن) تقول بتوتر
"سيد (منذر) .. سيدي .. هناك مشكلة"
أسرع يفتح الباب بقوة جعلتها تتراجع للخلف مجفلة وترددت لحظة ثم رفعت إليه ورقة بيدها المرتجفة وهي تقول

"سيدي .. الآنسة (آنجِل) غادرت المزرعة وهي تحمل حقيبتها بعد أن تركت هذه الورقة تقول فيها أنّها تترك العمل وتتنازل عن كل مستحقاتها المالية"
هتف وهو ينتزع الورقة منها مثيراً فزعها أكثر .. ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنظر بخوف لملامحه التي توحشت فاقتربت (شاهي) وقالت لها برفق
"حسناً عزيزتي شكراً لكِ .. يمكنكِ الذهاب"

أومأت وأسرعت تغادر من أمام (منذر) الذي تسارعت أنفاسه وهو ينظر للورقة بصمت قبل أن يكرمشها بقوة في قبضته وهو يكز على أسنانه ولم تنطق (شاهي) بحرف واكتفت بتأمله متوقعة ردة فعله التي لم تتأخر وهو يهتف بغضب
"تلك الوقحة .. من تظن نفسها؟"
هتف بكلماته وانطلق مغادراً المكان بعنف تاركاً إياها خلفه تحدق فيه مبتسمة بسخرية ولم تلبث أن دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفها وهي تردد بتهكم
"أنا لن أقع في حب أي امرأة"
وتنهدت بقوة وهي تلقي بجسدها على الأريكة

"يا لك من كاذب فاشل يا (منذر)"
شردت للحظات وحانت منها نظرة للهاتف تتذكر مكالمتها الأخيرة مع شقيقها وتنفست بعمق هامسة
"يبدو أنّ الوقت قد حان لتحسمي ترددكِ وتأخذي قراركِ يا (شاهي) .. ربما هذه هي الإشارة التي كنتِ تحتاجينها"
أنهت جملتها وتراجعت للخلف مغمضة العينين تفكر في أنّها عليها أن تستعد في أقرب وقت لتتابع الطريق بمفردها .. لكن ليس قبل أن تطمئن أن (منذر) وضع قدميه هو الآخر على طريق الحياة والسعادة التي حرِم منها طويلاً.
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:31 AM   #1148

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت أصابع (ليزا) تمرر الفرشاة بحركة رتيبة وسط خصلات شعرها وعيناها تنظران لانعكاسهما في المرآة .. كانت شاردة في حيرتها القاتلة منذ ما حدث قبل أيام .. ما الذي أوقعت نفسها فيه؟ .. كيف تنجو من هذا الكابوس؟ .. خيطان من الدموع انسابا على وجنتيها بينما كلماته القاسية تتردد بعقلها
"لم أنتظر كل هذا الوقت لتأتي امرأة مثلكِ وتفسد ما أريده .. من الواضح أنّكِ لم تعرفينني جيداً (ليزا) لكن لا بأس .. حان الوقت لتعرفي ما أنا قادر عليه"
رمى بتهديده وسط شقة (ريكاردو) التي انتقلت إليها منذ زواجهما السري بينما تقف هي أمامه عاجزة بألم بعد أن توسلته طويلاً أن يتركها وشأنها .. همست له برجاء أخير
"(سام) أرجوك .. لا تفعل هذا .. أنا حقيقةً لم أعد أستطيع"
اقترب منها بخطوات بطيئة مهددة جعلتها تتراجع للخلف حتى سقطت على مقعدها فمال واضعاً يديه حول المقعد يحاصرها .. رفعت وجهها تحدق في عينه الوحيدة بخوف حيث استعرت النيران وهتاف هلع تردد بقلبها .. إنّه مجنون .. كيف لم تر هذا من قبل؟ .. كيف لم تنتبه لهذا حتى اليوم؟ .. كل حركة وكلمة منه تفضح جنونه .. ليس طبيعياً أبداً .. انتبهت على صوته يهمس لها بفحيح شيطاني
"إذن فأنتِ تخاطرين بأغلى ما تملكين .. ما الذي تعتقدينه (ليزا)؟ .. أنّكِ أخفيتِ ابنكِ بأمان حيث لن يصله أي خطر"
اتسعت عيناها بفزع وتوسل بينما يكمل وهو يمسك ذقنها بقسوة

"أنا أعرف أين هو جميلتي وصدقيني .. إن رفضتِ الاستمرار في معاونتي حتى أنتهي من انتقامي فأنتِ بنفسكِ ستخطين شهادة وفاته"
"أرجوك .. لماذا لا تفهمني؟ .. لقد تراجعت عن هذا الانتقام .. لا أريد شيئاً إلا"
قاطعها وأصابعه تشتد أكثر على ذقنها منتزعة منها آهة ألم شديدة وهو يقول بغضب
"كان بيننا اتفاق (ليزا) .. لا يهمني استيقاظ ضميركِ الآن أو حتى خوفكِ .. لا آبه لقلبكِ الأحمق الذي أدخلتِه في المعادلة"
سالت دموعها وهي تهمس

"لقد ساعدتك كثيراً .. كل هذا الوقت الذي كنت أتجسس عليهم وأبلغك بما أصل إليه من معلومات وأخبار واضعة حياتي على المحك .. ما الذي تريده أكثر من هذا؟"
ترك ذقنها دافعاً إياها بحدة للخلف
"هذه كانت مجرد مقبلات عزيزتي .. البداية فقط .. الطرف الذي سأشده لأحل بكرة الخيط كلها .. أنتِ تعرفين ما عليكِ فعله .. ستواصلين تجسسكِ إلى جانب ممارسة ما تجدينه دائماً"
نظرت لابتسامته الشيطانية بيأس
"الإغواء .. ستسحرينه تماماً وتتابعين وسوساتكِ في عقله .. أعرف كم يبغض والده وأخاه .. وهذا الوتر ستلعبين عليه جيداً .. (ريكاردو) سيكون أداة انتقامي .. عقلي أنا سيرسم الخطة ويده ستنفذ .. أريد لـ(سيزار) أن يذوق مرارة هزيمته على يد ابنه .. لولا أنّ ابنه الآخر أكثر حرصاً وخطراً وليس سذاجاً كـ(ريكاردو) لعرفت كيف أستعمله في انتقامي"

انقبض قلبها وهي تنظر لنيران الحقد في عينه وتحرك هو مبتعداً يواصل بعنف وقد بدا أنّه ينظر لسنوات ماضيه
"وأنا سأكون هناك .. سأنظر في عينيه حين ينتهي كل شيء .. تماماً كما نظر هو في عينيّ أبي وهو يقتله"
ارتجف قلبها أكثر مع نبرته وهمست وهي تنهض من مكانها
"لقد قتل شقيقتي وزوجها (سام) .. لقد كرهته طويلاً وسمحت للانتقام أن يجرفني في طريق مظلم مخاطرة بنفسي وبابني .. لكنني عندما أنظر الآن للخلف أجدني ضيعت نفسي وضيعت سنوات غالية من عمري .. تخليت عن أحلامي وعالمي .. عندما رحلت وجدت الفرصة بعيداً عن كل شيء لأفكر في كل ما حدث معي حتى تلك اللحظة .. وندمت يا (سام)"
نظر لها ببرود مظلم فزفرت بحرارة متابعة
"لهذا لم أعد أستطيع المتابعة .. ولهذا أتوسل إليك .. فكر .. لا تضيع نفسك أنت الآخر .. دع هذا الانتقام جانباً و"
شهقت بعنف حين أحاطت كفه بعنقها وجحظت عيناها بألم وسمعته يكز على أسنانه قائلاً
"أدع انتقامي جانباً؟ .. من تظنينني؟"
همست مختنقة
"والدك لن يعود (سام) .. انتقامك لن يعيده إلـ "
اختنقت كلماتها بينما وجهها يزرق من شدة ضغطه
"تباً لوالدي .. هذا الانتقام يخصني أنا .. هل أخبركِ شيئاً؟ .. ربما لو عاد والدي لقتلته بيدي جزاءاً له على ما ارتكبه بحق أمي"
حل أصابعه من حول عنقها بينما يدفعها لتقع على مقعدها .. شهقت الهواء بعنف وهي تمسك برقبتها وسمعته يهتف بكراهية
"لكن غضبي من أبي وكراهيتي له شيء وأنّ يدمر ذلك الوغد حياتنا بخيانته فهذا حساب آخر .. لن أتراجع حتى أحاسبه على كل شيء .. على خيانته وسرقته .. لقد احتملته طويلاً بسبب أمي .. احتملت أوامره اللعينة وتحكمه في مالنا الذي سرقه بخيانته .. أنا أنتظر لحظة انتقامي هذه منذ سنوات ولن يفسدها أحد الآن"
حدقت فيه بارتجاف تحول لانتفاضة حين التفت ينظر لها بقسوة
"لذا لا تفكري في التراجع أو حتى تطلبين مني أن أفعل .. أنا لا أنسى انتقامي ولا أتنازل عن حقي أبداً لأي شخص ومهما كان السبب، هل تفهمين؟"
أومأت برأسها بمرارة لتعود ابتسامته الشريرة لشفتيه ولدهشتها تحرك ليجلس فوق أحد المقاعد ويضع ساقاً فوق أخرى قائلاً بابتسامة ناقضت عنفه قبل قليل
"جيد .. لكِ .. والآن .. أنا لا زلت في انتظار ضيافتكِ لي"
نظرت له بدهشة وغباء ليضحك قائلاً

"هيا عزيزتي .. أحضري لي مشروباً قوياً .. أنا أثق في ذوقكِ"
نهضت على قدمين مرتجفتين متجهة إلى حيث بار المطبخ والتقطت زجاجة مشروب وصبت بيد مرتعشة كأساً .. اختلست النظر إليه ليرسل لها قبلة في الهواء مردداً
"لا تنسي الثلج يا جميلتي"
أومأت وهي تضع قطعة كبيرة وعيناها تختلسان النظر إلى سكين مطبخ ترقد فوق الرخامة على بضع سنتيمترات منها وخفق قلبها بانفعال .. لم تعرف أي شيطان تلبسها ودفعها لذلك، لكنّها لم تقاوم الفكرة وتحركت بحذر دون أن تفارقه عيناها والتقطت السكين بخفة لتضعها في جيب بنطالها الخلفي وحملت الكأس في النهاية عائدة إليه .. أعطته إياه وهي تتنفس بصعوبة ليقول بعبث وهو يرتشف القليل منه
"رائع .. (ريكاردو) الوغد دائماً لديه ذوق عال في الخمر و .."
ونظر لها بوقاحة
"والنساء أيضاً"
عضت على شفتها وهي تشعر بكل خلية منها ترتجف بينما يدها تتسلل بحذر إلى جيبها الخلفي لتخرج السكين التي قبضت عليها بعنف .. تنفست بصعوبة وهي تقول في حذر
"(سام) .. سأتوسل إليك مرة أخيرة .. هل يمكن أن تغير رأيك؟ .. أقول ربما لو"
انقبضت أصابعه على الكأس وعاد الشر إلى وجهه الوسيم ليتحول في لحظات إلى الشيطان الذي تخافه .. شيطان لن تنجو هي وصغيرها .. و(ريكاردو) أيضاً إلا إن تخلصت منه .. انقبضت يدها أكثر على السكين وتراجعت للخلف بحدة عندما نهض من مكانه فجأة
"يبدو أنّكِ تريدين الموت (ليزا) .. إن لم تفعليها أنتِ فسأبحث عن فتاة غيركِ حتى لو انتظرت وقتاً إضافياً .. لكنّكِ عندها لن تكوني على قيد الحياة أنتِ وصغيركِ الحبيب لتريني وأنا أحقق انتقامي من زوجكِ وأبيه"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تقترب منه بحذر هامسة
"هل هذا قرارك الأخير؟"
قطب حاجبيه ناظراً لها بتوجس وتوقف قلبها عندما ضاقت عينه وتوقفت عند يدها المختبئة خلف ظهرها بينما تتابع
"أنت لا تريد أن تترك لي خياراً إذن"
كانت تعرف أنّها فكرة غبية وتأكدت من هذا عندما لمحت في عينه أنّه أدرك ما تنويه، واللمعة الشيطانية التي ظهرت في عينه أكدت لها هذا .. تقدم نحوها بخطوة واحدة وتحركت يدها من خلف ظهرها تنوي غرس سكينها في صدره .. ثانية واحدة فقط فصلت بين إرادتيهما .. ثانية واحدة ارتفع بعدها صوت (ريكاردو) عند باب الشقة

"(ليزا) حبيبتي .. لقد عدت"
حدقت برعب في وجه ضيفها .. لقد كان مسافراً .. ما الذي أتى به فجأة اليوم؟ .. ما الذي سيعتقده الآن؟ .. لدهشتها ابتعد هو بابتسامة متسلية وجلس ببساطة فوق المقعد متناولاً كأسه في هدوء شديد .. حدقت فيه بصدمة بينما خطوات (ريكاردو) تتردد في الممر القصير المؤدي إلى ردهة الشقة .. احتبست أنفاسها وهي تسمعه يقترب كما صوته الذي كان يناديها
"(ليز) .. أين أنتِ حبيبتي؟"
"أنا هنا حبيبي"
خرج صوتها مرتجفاً وسمعت ضحكته وهو يقول

"أحببت أن أفاجـ .."
توقفت كلمته ونظرت هي بعينين مرتجفة نظراتهما نحوه لترى وجهه مصدوماً وعيناه تتوقفان على الجالس متبجحاً كأنّه في بيته ولم يلبث أن قال بدهشة
"(سامر)؟! .. أنت هنا؟"
نهض من مكانه قائلاً بضحكة مرحة

"(ريك) .. كيف حالك أيها الوغد؟ .. مر وقتٌ طويل منذ التقينا"
نظر (ريكاردو) نحو (ليزا) المصدومة وقطب وهو يرى وجهها الشاحب وقال وهو يتقبل احتضان (سامر) له بجمود
"ما الذي تفعله هنا (سامر)؟ .. ومن أين عرفت عنوان هذه الشقة؟"
ابتعد (سامر) متأوهاً بحزن مفتعل
"هل هكذا ترحب بصديقك القديم يا صديقي؟ .. كنت أحاول الاتصال بك من فترة لكنّك كنت مشغولاً بطريقة غريبة"

ورفع عينه نحو (ليزا) متمتماً بسخرية وهو يرفع أحد حاجبيه بعبث
"الآن عرفت السبب أيها الخبيث"
تحرك (ريكاردو) نحوها لتضع السكين في جيبها بسرعة وهي تنظر له بارتباك بينما وقف هو إلى جانبها وأحاط خصرها بتملك وهو يقول
"لم تخبرني بعد لما أنت هنا؟ وكييف عرفت عنوان شقتي؟"
عاد لمقعده مجيباً بهدوء

"لقد عرفت بالصدفة .. أردت مقابلتك ما دمت لا ترد على اتصالاتي وطلبت من أحدهم تتبعك وهكذا عرفت عنوانك الجديد"
وحرك رأسه في المكان متابعاً بفضول مفتعل
"هل تتخفى من والدك أم ماذا؟"
كز على فكه مجيباً ببرود

"لماذا سأفعل هذا؟"
قالها وتحرك ليجلس مقابله بينما (سامر) هز كتفيه قائلاً
"ربما .. أنت تخفي عنه شيئاً لا يسره .. شيئاً مثل هذه الحسناء مثلاً؟"
"(سامر) .. دعنا من كل هذا .. لا شأن لك بعلاقتي وأبي .. أخبرني الآن فيما أردتني"

نظر في اتجاهها جاعلاً (ريكاردو) بدوره ينظر إليها يخبره أنّه يريده على انفراد .. تباً له .. كأنّها لا تعرف سره القذر من الأساس .. شتمته داخلها وسمعت زوجها يقول برفق
"هل يمكن أن تتركينا بمفردنا قليلاً حبيبتي؟"
أومأت برأسها وتحركت بعد أن رمقت (سامر) بنظرة حاقدة، وتحركت نحو غرفتهما .. أغلقت باب الغرفة بصوت مسموع ثم عادت بحذر لتقف بعيداً عن ناظريهما تتنصت على حوارهما .. سمعت (ريكاردو) يقول بخشونة
"ها نحن بمفردنا .. قل ما عندك"

وصلها صوته بعد لحظات
"عرفت أنّ والدك أعطى لشقيقك أوامراً بالبحث عني والتخلص مني إن لزم الأمر"
مالت قليلاً وهي تقطب حاجبيها تصغي باهتمام
"حسناً .. لابد أنّك فعلت شيئاً سيئاً للغاية .. لكن أخبرني أولاً .. من أضاع لك عينك الغالية هذه؟"

ضحك (سامر) بشر قائلاً
"ألم يخبرك شقيقك العزيز بالأمر؟
سأله بفضول

"هو فعل؟"
"لا .. فقط كان حاضراً .. كما تعرف .. والدك يخصه بالكثير من الخطط التي يثق به وحده أنّه سيؤديها"
تسللت نبرة الخبث في صوته لأذنيها فهمست بخفوت

"الوغد .. ما دام يمكنه أن يوقع بينهما بنفسه لماذا يستخدمني أنا؟"
هزت رأسها وعادت تصغي بتركيز
"اختصر يا (سامر) .. لا وقت لدي لهذا الهراء"

قالها بخشونة ليتنهد الآخر قائلاً
"حسناً .. رغم أنني مدين لشقيقك بانقاذي وقتها وإلا كنت احترقت في سيارتي لكن هذا لن يعني أنني سأجلس في انتظار أن ينفذ أمر والدك ويقتلني"
"وما شأني أنا بهذا؟"
"أريدك أن تساعدني"

حبست أنفاسها في انتظار ما سيقول
"في أي شيء"
صمت لحظة ثم أجابه

"أريدك أن تقنع والدك أن يتراجع عن قراره، ويبعد رجاله عني"
"حقاً؟ .. ولماذا أفعل هذا؟"
عاد الصمت قليلاً

"لأنّك صديقي مثلاً"
"كنت .. كنت صديقك يا (سامر)"
أخبره بخشونة فتنهد (سامر) بافتعال

"آه يا صديقي .. لن تنسى هذا أبداً .. لقد كان سوء فهم"
"سوء فهم أو غيره لقد انتهت صداقتنا بخيانتك لي .. لا تظنني أحمقاً لأصدق أنّك لم تتعمد ذلك"
هتف (سامر)
"هل ستظل غاضباً هكذا؟ .. لقد كانت مجرد فتاة فاسقة مستعدة أن تذهب مع من يدفع لها أكثر (ريك)"

انقبض قلبها بشدة .. هل كان (ريكاردو) يحب أخرى من قبل؟ .. تنفست بتوتر وهي تنتظر إجابته
"المشكلة كانت فيك .. أنا لم أهتم يوماً لتلك اللعينة .. لقد اعتبرتك صديقي وأنت خنتني بصفاقة .. اعتقدتني ساذجاً"
ران الصمت لحظات ثم تردد صوت (سامر)
"إذن أنت لن تساعدني؟"

"لا .. وإكراماً لصداقتنا القديمة فقط سأسمح لك بالذهاب .. وإلا كنت قتلتك بنفسي الآن وسلمت جسدك لأبي .. تعرف كم يمكن أن يرضى عني وقتها"
سمعت (سامر) يردد بحقد لم يفتها
"صدقني مهما فعلت .. لن يرضى عنك .. تعرف أنّ كل حبه لـ(منذر) وهو وحده وريثه الوحيد .. أنت ستظل ابن عشيقته الإيطالية لا أكثر و .."

سمعت صوت جلبة وتهشم الكأس على الأرض بينما صوت (ريكاردو) يهتف في شراسة
"ماذا قلت؟"
"ماذا يا (ريك)؟ .. هل أغضبتك الحقيقة؟"
"هل تريد الموت على يديّ أيها الملعون؟"
"كل هذا لأنني أنبهك لما يحدث حولك .. افعل ما يحلو لك يا (ريكاردو) .. أنا لا أريد مساعدتك .. لكن استمع لنصيحتي قبل أن تأتي إليّ باكياً عندما يتحقق كلامي"
سمعت صوت شيء يسقط و(ريكاردو) يهتف صارخاً

"اخرج من هنا .. لا تريني وجهك مرة أخرى وإلا أقسم سأنسى تماماً أنّك كنت صديقي يوماً .. اخرج"
وصلها صوت الباب بعد ثوان أتبعه صوت سقوط شيء بعنف فأسرعت للردهة وشهقت وهي ترى (ريكاردو) قد ركل الطاولة الصغيرة وأسقطها أرضاً ثم يحمل أحد المقاعد ويلقي به نحو الجدار .. أسرعت إليه هاتفة باسمه

"توقف (ريكاردو) .. ماذا تفعل؟"
التفت لها بشراسة أخافتها وتراجعت خطوة لم تكتمل عندما اندفع نحوها وأمسك بكتفيها يهزها هاتفاً
"ماذا كان يفعل هنا؟ .. انطقي"
نظرت له بهلع وارتجفت شفتاها وهي تهمس
"ما .. ماذا تقصد؟"
صرخ فيها بغضب
"قلت ماذا كان يفعل هنا؟"
دمعت عيناها وهي تجيب بألم
"توقف (ريك) أنت تؤلمني"

"انطقي اللعنة عليكِ"
صرخت وهي تنتزع نفسها منه
"قلت توقف .. لماذا تفعل هذا بي؟ .. هل تشك بي الآن؟"
تراجع ناظراً لها بارتباك بينما تواصل صراخها الباكي
"هل ستقتلني لأنّ صديقك الحقير أتى لشقتنا في غيابك؟ .. ما أدراني أنا لماذا أتى؟ .. لقد تفاجأت به تماماً مثلك"
نظر لها للحظات ثم قال بخشونة
"لماذا أدخلتِه؟"
ارتبكت وهلة ثم قالت
"قال أنّه صديقك .. هل كان يجب أن أطرده من على الباب؟ .. ضايفته وأخبرته أنّك مسافر"
واجهتها نظراته المتشككة فهتفت باختناق
"أنت تشك فيّ بالفعل .. لماذا؟ .. هل تعتقد أنني سأخونك معه كتلك المرأة؟"
ارتفع حاجباه وهو يسألها بجمود
"هل سمعتِ حديثنا؟"
لوحت بيدها هاتفة

"بالطبع سمعت .. لقد كانت أصواتكما تخترق الجدران .. قل لي الآن .. هل تشك بي؟ .. هل تظنني حقاً بهذه الوضاعة؟ .. أخبرني الآن .. لأنّه إن كان هذا رأيك بي فلن ترى وجهي ثانية"
اندفع نحوها قائلاً

"تجرأي وكرري أنّكِ ستتركينني مرة أخرى ولن تلومي سوى نفسكِ (ليز)"
نظرت له بعينين دامعتين وهمست
"لماذا؟ .. لتظل على شكك بي .. بالطبع .. ففي النهاية .. أنا ما كنت سوى فتاة تعمل في ملهى ليلي خاص بوالدك .. بالتأكيد لن تراني إلا كـ .."
قاطعها ضاماً إياها بقوة
"لا تكملي .. أنا آسف .. لقد غضبت فقط لأنني رأيته .. شعرت بالغيرة لوجوده معكِ بمفردكما"
عضت على شفتها تمنع شهقة بكاء وأغمضت عينيها تاركة نفسها في حضنه تسمع اعتذاراته المتواصلة بينما قلبها يخبرها أنّ (صامويل) .. أو (سامر) ذاك كما سمعت (ريكاردو) يناديه لن يتركهما وشأنهما حتى تنفذ أوامره .. ستكون هي الخنجر الذي سيغرسه بقلبه بعد أن ينهي هو انتقامه ويدمر أبيه ويقتله .. الآن صار خوفها مضاعفاً بعد رؤية رد فعل (ريكاردو) .. ماذا لو عرف علاقتها الحقيقية به؟ .. ماذا لو أخبره بحقيقتها كما هددها من قبل؟ .. شهقت داخلها بضياع .. ماذا فعلت بنفسها؟ .. ما الذي أوقعت نفسها فيه؟ .. لماذا تشعر أنّها تتحرك نحو نهايتها بقدميها؟ ..
انتبهت من أفكارها على صوت تنبيه رسالة من هاتفها فألقت فرشاة شعرها ونهضت لتلتقط هاتفها .. فتحت الرسالة بجمود متوقعة مرسلها .. خفق قلبها وهي تقرأ الكلمات التي أرسلها يخبرها أنّه سيعتبر أنّها لم تحاول فعل تلك الغلطة الحمقاء معه وأنّ عليها أن تبدأ العد التنازلي لنهايتها على يد حبيبها إن هي رفضت مساعدته كالسابق.


***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:35 AM   #1149

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شهقت (آنجيليكا) بالبكاء وهي تجر حقيبتها خلفها بينما تردد
"ذلك المجرم .. الوغد .. كيف يجرؤ على فعل هذا بي؟ .. لن أسامحه"
رددت بطفولية وهي تمسح دموعها قبل أن تنتبه للحماقة في كلماتها فهتفت في نفسها بغضب

"توقفي عن هذه الحماقة بحق الله"
عاد الحزن يغلبها وهي تتذكر صراخه فيها .. إنّه يكرهها .. ما الذي أجرمته في حقه؟ .. كيف يمكنه أن يكون بهذه القسوة؟ .. سالت دموعها أكثر وهي تفكر في (سؤدد) والرائد (شريف) .. لقد خيبت أملهما .. لم تستطع النجاح في شيء .. يمكنها أن تحتمل أي شيء لكن ليس على حساب كرامتها التي أهدرت الكثير منها منذ أتت لتلك المزرعة .. رئيستها الصارمة التي لا تفوت فرصة لتعنيفها .. وتلك الوقحة (عزة) التي احتملت غباءها ووقاحتها كثيراً .. ما ذنبها إن كانت مغرمة بسيد المزرعة الذي لا يعطيها وجهاً؟ .. لماذا تنفث غلها فيها هي؟ .. تباً .. فلتشبع به .. فليشبعوا ببعضهم .. لقد اكتفت .. رفعت يدها تمسح دموعها بقوة وهي تواصل شتمه دون أن تستطيع منع دموعها بينما تنظر حولها بحثاً عن سيارة أجرة توصلها للموقف الرئيسي
"الوغد القاسي .. يستحق ما سيناله .. أتمنى أن يتعفن في السجن ذلك الشيطان"
انتهت جملتها بانفجار جديد بالبكاء وهي تصطدم بحقيقة مشاعرها نحوه .. رددت وهي تزيد من خطواتها المنفعلة
"إنّه لا يستحق .. لا تبكي بسببه يا غبية"

لم تعرف هل كانت تبكي لفشلها أم لإهانتها أم تبكي أنّها لن تراه مرة أخرى .. أو هل تبكي حماقتها الغبية التي جعلتها تنجذب بغباء لمجرم مثله .. ربما لكل هذه الأسباب مجتمعة .. عضت على شفتيها ورفعت رأسها تردد
"لا بأس .. ستنسين كل هذا قريباً .. لن تتذكري ذلك الأحمق .. لقد نسيتِه من قبل لسنوات طويلة وستفعليها مرة أخرى .. وهو سيحترق في الجحيم"
قالتها بغل طفولي ساخط غافلة عن (منذر) الذي كان قد غادر البوابة مندفعاً بسرعة بعد أن سأل الحراس ليخبروه أنّها غادرت قبل بضع دقائق .. شتمهم هاتفاً
"من سمح لكم بتركها تخرج؟ .. حسابكم معي عندما أعود"
لم ينتظر ليسمع اعتذاراتهم وتبريراتهم وهو يجري بكل قوته وهو يهتف بسخط

"تلك الحمقاء .. من تظن نفسها؟ .. هل تظن أنّها يمكنها أن تأتي وتذهب كما تشاء .. حسنا آنسة (ملك) .. انتظري فقط حتى تقعي في يدي"
لهث بقوة وهو يواصل جريه وعيناه تبحثان عنها في الطريق المبتعد عن المزرعة .. لا يمكنها أن تكون قد ابتعدت كثيراً .. ليس أمامها سوى هذا الطريق .. هتف بحنق وهو يقف مكانه وعلى امتداد البصر كان الطريق خال
"أين ذهبت تلك الحمقاء؟"
خفق قلبه بقوة وذعر .. لا يمكن أن تكون قد صادفتها سيارة في هذه الساعة .. هذا يعني أنّها قد اختفت .. لن يجدها قبل فوات الأوان .. تحرك خطوة ينوي العودة ليأخذ سيارته ويواصل بحثه عنها عند الموقف الرئيسي للبلدة ليتجمد مكانه وعيناه تلمحان جسداً يجلس خلف إحدى الأشجار الكبيرة التي تزين جانبي الطريق .. تنفس بارتياح وقلبه استقر في صدره .. تحرك بهدوء نحوها لتصل نهنهاتها الباكية .. رقت عيناه وهو يدور خلف الشجرة ليجدها تجلس أرضاً تضم ركبتيها لصدرها تحاول كتم بكاءها بصعوبة .. توقفت فجأة عن البكاء عندما انتبهت لوقوفه بقربها ورفعت رأسها بذعر وانتفضت واقفة وصدرها يتحرك بأنفاس مضطربة .. اقترب منها خطوة تراجعتها فاضطرته للوقوف واستغلت هي ذلك فالتقطت حقيبتها واندفعت هاربة إلى الطريق .. أطلق شتمة غاضبة واندفع خلفها يناديها

"توقفي عندكِ .. قلت توقفي أنا آمركِ"
عضت على شفتيها وهمست بالإيطالية
"تباً لك ولأوامرك"
اتسعت عيناه وهو يلتقط كلماتها الهامسة وتوقف مكانه لحظة قبل أن يسرع خلفها مواصلاً هتافه الغاضب
"ماذا قلتِ؟ .. قلت توقفي عندك .. أنا لم أسمح لكِ بترك العمل والهرب بهذه الطريقة"
التفتت نحوه بملامح منفعلة تباينت بين الغضب وعدم التصديق ثم انفجرت هاتفة بغضب جعله يتراجع مصدوماً كأنما لم يتوقع انفجاراً مماثلاً من فتاة في رقتها

"اللعنة عليك .. فلتذهب أنت وعملك ومزرعتك للجحيم .. أنا مستقيلة"
هتفت بكلماتها واندفعت تغادر بعنف .. تسمر مكانه .. ما الذي حدث للتو؟ .. هل تجرأت تلك القزمة على الصراخ في وجهه؟ .. هل تظن أنّها ستفلت بفعلتها هذه بسهولة؟ .. هتف بصرامة وهو يندفع نحوها قاطعاً المسافة بينهما ببضع خطوات عنيفة وأمسكها من مرفقها يشدها إليه بخشونة
"هل شتمتِني لتوكِ؟ .. هل جننتِ؟"

ارتجفت شفتاها وقد تغلب غضبها منه على خوفها منه وكل مشاعرها الأخرى فانتزعت ذراعها منه صارخة
"لا تلمسني .. أنا لست جارية عندك يا هذا، هل تسمع؟ .. أنا امرأة لديّ كرامة ولن أسمح لك أو لغيرك بإهانتي لأي سبب"

وتراجعت خطوة ملوحة بذراعها
"لقد تركت لك مزرعتك الغبية اذهب ومارس ساديتك الشيطانية على الجميع هناك .. أما أنا فلا أقبل أن يعاملني أحد كما فعلت .. هل فهمت؟"
حدق فيها للحظات عاجزاً عن النطق وقد جعله انفجارها بهذه الصورة يرى امرأة جديدة أمامه .. ردد بعد لحظات حين شعر برغبتها في الذهاب
"لابد أنّكِ فقدتِ عقلكِ .. كيف تتحدثين معي بهذه الطريقة؟ .. هل تعرفين من أنا؟"
ألقت حقيبتها على الأرض بعنف وصرخت فيه
"من تكون؟ .. مجرد شيطان متعجرف يظن الكون يدور حوله .. هل تظن أنني سأخافك أو أركع على ركبتيّ أتوسل سماحك على خطأي .. أنت تحلم يا هذا .. أنا أكرهك .. أكرهك كما لم أكره أحداً في حياتي وأكره اليوم الذي قابلتك فيه"

لم تدر ما صنعت كلماتها في قلبه الذي انقبض بقسوة وهي ترمي كراهيتها في وجهه .. رفعت سبابتها في وجهه مواصلة بحدة
"ظننتك تمتلك قلباً حين سمحت لي بالعمل عندك مراعياً ظروفي لكنّني تأكدت أنّك شيطان لا تملك قلباً من الأساس .. هنيئاً لك إذن بديكتاوريتك اللعينة .. أنا لن أبقى لتمارسها عليّ أنا الأخرى"
ألقت كلماتها الأخيرة بعنف كأنها تبصق في وجهه ثم التقطت حقيبتها وتحركت مبتعدة .. غرس أصابعه في شعره بعصبية بينما يراقبها تبتعد وقلبه يتقافز بحركة مزعجة في صدره يصرخ فيه بغضب أن يترك غروره الذكوري جانباً ويوقفها قبل أن تذهب حتى لو اضطر أن يتوسلها كما كان يفعل في أحلامه .. لم يستطع المقاومة أكثر حين رآها تشير لسيارة قادمة من بعيد .. تباً لكل شيء .. لا يهم أن يفهم مشاعره نحوها .. سيجد الوقت فيما بعد .. الآن يجب أن يمنعها من الذهاب حتى لو اضطر لحملها فوق كتفيه كرجل كهف ثم يحبسها في مزرعته حتى يصل لتفسير .. اندفع خلفها وأمسك كفها المرفوعة في الهواء وقبض عليها بقوة وشدها عائداً للمزرعة بينما تصرخ
"تباً لك أيها الهمجي .. اتركني"

تمتم دون أن ينظر خلفه
"ستعودين وسنتحاسب على طول لسانكِ هذا .. أنا لا أتسامح في حقي .. سأعلمك كيف تتحدثين مع (منذر صفوان) جيداً"

طفرت الدموع في عينيها وبدأ قلبها يخفق بخوف حقيقي وهي تفكر في رد فعله
"دعني .. أنا لن أعود معك .. أنا أكرهك أيها الشيطان .. أكرهك"

مرت السيارة بقربها وتجاوزتهما، فعضت شفتيها قهراً وسالت دموعها وهي تشد يدها صارخة
"لماذا تفعل هذا بي؟ .. ماذا فعلت لك؟"
توقف مكانه والتفت لها .. صمت مع رؤية دموعها التي مسحتها بقوة وهي تقول

"لا يمكنك أن تجبرني على البقاء بمزرعتك .. أنا مواطنة إيطالية وقد اتصلت بسفارتي وأبلغتهم بكل شيء"
"ماذا قلتِ؟"
هتف بانفعال فردت بتحد

"لقد أبلغتهم تحسباً لحدوث تصرف همجي مماثل من ناحيتك .. إن تأخرت في الذهاب للسفارة سيرسلون شخصاً يبحث عني .. وصدقني ستقع عندها في مشاكل لا قبل لك بها"
كز على أسنانه متنفساً بقوة ورمقها بنظرات حانقة فرفعت رأسها باعتداد وعادت تمسك حقيبتها وتقول

"وداعاً سيد (منذر) .. أتمنى ألا أراك مرة أخرى في حياتي"
لم تكد تخطو خطوة واحدة مبتعدة حتى هتف من خلفها

"انتظري (ملك)"
تجمد قلبها مع هتافه .. التفتت له هامسة بخفوت
"ماذا قلت؟"
أرادت أن تتأكد من شكها فأجابها مكتفاً ذراعيه أمام صدره
"أليس هذا اسمكِ الحقيقي؟"
تراجعت بارتباك وشحوب

"كـ .. كيف عرفت؟ .. أنا .."
اقترب حتى توقف قربها تماماً وابتسم بغرور
"أنا أعرف وحسب .. هل ظننتِ أنّكِ يمكن أن تخفي عني شيئاً؟"

تنفست بصعوبة .. ما الذي يعرفه بالضبط؟ .. لا يمكن أن يكون قد عرف كل الحقيقة .. لم يكن ليتركها حية جزاءاً لها على خداعها له .. شهقت متراجعة للخلف حين مد يده إلى رقبتها وبحركة سريعة أخرج قلادتها من أسفل ثيابها لتتسع عيناها بفزع بينما قال بتسل
"رأيت قلادتكِ واسمكِ المنقوش عليها"
احمر وجهها وانتزعت قلادتها من يده وتركتها تنسدل برفق فوق صدرها وعادت تهتف
"لم أسمح لك أن تناديني باسمي مجرداً"
ذكرته بكلماته التي عنفها بها في غرفته وواصلت

"والآن لو سمحت .. ابتعد عن طريقي"
منعها من الابتعاد قائلاً من بين أسنانه
"لا تذهبي"
نظرت له بذهول ثم ابتسمت بتهكم

"ماذا؟"
أشاح بوجهه زافراً بقوة وتمتم كأنما ينتزع الكلمات انتزاعاً

"أريدك أن تبقي"
مالت برأسها تنظر له فأكمل مغتصباً الكلمات
"من فضلك؟"

ارتفع حاجباها مع كلمته وهمست
"هل تقول (من فضلكِ) لي أنا؟"

"تباً ومن غيرك تقف أمامي؟"
صرخ فيها بحدة فتنهدت متمتمة
"الآن تأكدت أنّ الوغد لا زال داخلك لم يذهب لأي مكان"

ثم رفعت رأسها وقالت
"ورداً على طلبك .. لا .. لن أبقى .. اذهب للجحيم"
هتف خلفها
"لقد وعدتِني (ملك)"

"ماذا تقول؟ .. هل تمزح معي؟"
اقترب الخطوة التي ابتعدتها ومال نحوها بدرجة خطيرة دفعت الدم إلى خديها
"أجل .. أنتِ وعدتِني ألا تتركيني وتذهبي .. أنا أطالبكِ بوعدكِ"

أشاحت بوجهها هامسة بارتباك
"أنا لا أعرف عما تتحدث .. أنا لم .."
قاطعها ممسكاً كفها في رفق جعلها تحدق فيه بأنفاس محتبسة
"لا تنكري وعدكِ .. لا يمكنك أن تذهبي (ملك) .. أنا .. لا أريدكِ أن تذهبي"
ارتفع حاجباها وخفق قلبها وهي تنظر له وقد بدأ غضبها يذوب مع نظراته المترجية التي ذكرتها في الحال بأحلامها التي كان يتوسلها فيها ألا تتركه .. سمعته يواصل همسه الذي حطم آخر حصون قلبها الأحمق

"أرجوكِ (ملك)"
ارتجفت شفتاها ليكمل وهو يقترب قليلاً
"تريدين اعتذاراً؟ .. حسناً .. أنا آسف .. سامحيني على تصرفي"

تنفست بقوة وحدقت فيه ببلاهة بينما حانت منه نظرة نحو بوابة مزرعته ليجد بعض حراسه يراقبون المشهد بفضول شديد فأغمض عينيه شاتماً نفسه وإياها .. رائع .. لقد قدما للجميع عرضاً لن يتوقفوا عن الحديث عنه لأيام .. فتح عينيه ينظر لها بغيظ وهتف مخرجاً إياها من شرودها فيه

"والآن لو سمحتِ .. يكفي فضائح وعودي للمزرعة لنتحدث في هدوء"

توسعت عيناها في ذهول انقلب لاستنكار وهي تهتف فيه
"تباً لك .. هل لديك انفصام في الشخصية يا هذا؟ .. أنا لن أعود معك لأي مكان وافعل ما تريد"

رفع حاجباً شريراً وقال بصوتٍ أوقف قلبها
"حسناً .. لم تتركي لي خياراً"

تراجعت للخلف بسرعة
"ماذا ستفعل يا مجنون؟"
ارتفع ركن شفتيه بابتسامة شريرة ومال برأسه
"ما ينبغي عليّ فعله"
تعثرت قدماها وكادت تصرخ فيه ألا يقترب لكنّ عينيها توقفتا فجأة عند نقطة خلفه واتسعتا بذعر أثار قلقه بينما يدها ترتخي مسقطة حقيبتها أرضاً .. كاد ينظر خلفه عندما دوى ذلك الصوت مترافقاً مع اندفاعها المذعور نحوه وهي تصرخ باسمه .. لحظة واحدة واندفع جسدها نحوه وارتفعت ذراعاه تلقائياً تحيطان بها .. كل شيء حدث في ثوان ولم يفهم لوهلة ماذا حدث حين سقطت بين ذراعيه وهي تديره بقوة لم يفهم كيف ولدها جسمها الرقيق وفي اللحظة التالية كانت تشهق في ألم اتسعت له عيناها وطفرت منهما الدموع .. حدق فيها مذعوراً بينما يشعر بسخونة غريبة تلامس كفيه فوق ظهرها .. رفع يده وهو يسمع همسها الباكي باسمه
"(منذر) .. أ .. أنا .."

لم ينتبه لرجاله الذين انقسموا فاندفع بعضهم نحوه واندفع الآخرون نحو المكان الذي انطلق منه الطلق الناري يطاردون من أطلق الرصاص .. شهقة أخرى انتزعته من صدمته بينما يشعر بجسدها يسترخي بين يديه فصرخ بلوعة وهو يضمها له
"(ملك) .. لا .. لا"
انتفض جسدها بين ذراعيه وشهقت بألم وهي تتشبث بقميصه
"(منذر) .. أنا أتألم"
ضغط على جرحها النازف هاتفاً برفض

"لا .. لا يا إلهي .. (ملك) .. لن يصيبكِ مكروه .. لا تخافي"
والتفت لرجاله صارخاً
"أحضروا السيارة حالاً"
أسرع أحد رجاله يحضر السيارة فعاد ينظر لها وأمسك كفها هامساً بارتجاف
"سنذهب للمشفى حالاً .. ستكونين بخير"
تعلقت عيناها به وسالت دموعها وشهقت محاولة الكلام
"أنا آسفة .. لم .. أنا .. سامحني"

قاطعها واضعاً سبابته على شفتيه
"لا تتحدثي .. ستكونين بخير .. لن يحدث لكِ مكروه"
شعر بحرقة في عينيه وهو يهز رأسه ومسح على شعرها المتعرق فهمست بتقطع وهي تغمض عينيها ويدها تتمسك بقميصه أكثر
"لا تتركني (منذر) .. أنا خائفة .. لا تتركني أرجوك"
هتف ودموعه المكبوتة تحرق عينيه ونهض حاملاً إياها نحو السيارة التي أخرجها رجاله

"لن أفعل .. أنا معكِ .. ستكونين بخير"
هتف مكرراً وعده وهو يضعها في السيارة برفق ثم ركب خلفها آمراً رجله بالانطلاق لأقرب مشفى وأسرع يخلع قميصه يلفه حول خصرها محاولاً إيقاف النزيف حتى يصلوا للمشفى بينما يردد بارتجاف
"ستكونين بخير .. لن تذهبي .. ليس الآن .. ولا أبداً يا (ملك)"
صرخ في رجله يأمره بالإسراع حين ارتخى رأسها فوق صدره وأغمضت عينيها تتنفس بضعف .. ضمها له بحماية وقلبه يصرخ رفضاً .. لن يفقدها الآن .. ليس بعد أن وجدها أخيراً .. أغمض عينيه بألم وترك دمعة خائنة تسقط لتلامس شعرها بينما ألصق شفتيه بجبينها وقلبه يهمس لها بحرقة
"لن أترككِ (ملك) .. لن يأخذكِ الموت مني أنتِ أيضاً .. لن أسمح بهذا .. لن تذهبي وتتركيني .. لا يمكنكِ أن تذهبي وتتركيني"
همس كلماته وهو يتوسل داخله أن يشفق عليه القدر هذه المرة ولا ينتزعها منه عقاباً على كل خطاياه .. عندها سيؤمن حقاً أنّه لا يستحق أي فرصة للخلاص.
*******************
انتهى الفصل الخامس والخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 01:39 AM   #1150

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نزل الفصل حبايبي .. يا رب يعجبكم


وبعتذر جداً عن القفلة الشريرة .. هعوضكم الفصل الجاي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.