آخر 10 مشاركات
يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-19, 03:53 PM   #21

Miss s

? العضوٌ??? » 433300
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » Miss s is on a distinguished road
افتراضي رد


رواااية جدا جمبيلة و مشبعة بمشاعر و تخليك تتأثر غصب ، عشنا مشاكلهم و الأطفال لي يكونون ضحايا أخطاء الوالدين ، أنا مو من عادتي اعلق بس جد شدتني الرواية الراائعة
و موفقة حبيبتي لامار في النقل




Miss s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-19, 01:05 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

|§ الـبـارت الـسـابـع عـشـر §|

مصدر الحجر يكون من انصهار المعادن و التفاعل تحت باطن الأرض...
ويخرج بعضها من حمم البركانية او حدوث زلازل في منطقة ما...
لا تختلف كثيرا عن شخصية الإنسان ، يمكن لأحداث أن تغير الشخص و تتلاعب به و تغير المبادئ التي نشأ عليها...
كتلك التي ولدت بين الريش و ألبست الحرير...
ذهبية من الداخل و الماسية من الخارج...
مميزة بدلالها و ملامحها بريئة...
رغم أن العناد و المكر يخفى بداخلها...

وحيدة أمها التي تلمع ذهبها بإستمرار...
ذلك الذهب الذي يرمز للقوة و التسلط...
يزداد بريق ألماسها يوما عن يوم...
ذلك الألماس الذي يرمز للبرائة و النقاء..
لاطالما فضلت أن تبقى وحيدة التي أنجبتها...
وراودتها مخاوف من تكرار والدتها تجربة الزواج مرة أخرى...
كفتاة ذكية كشفت جزء مما يخفى خلف شفتي أمها المطبقة بصمت و أزاحت جزء من الحجاب الذي يخفي أسرارها...
أخ ظهر فجأة مع قصة غريبة...
روتها لها أمها كحكاوي الجدات...
كان البرود يسيطر عليها فزاد حكايتها قساوة...
لتصدم بتناقض غير معقول...
تريده...
أسئلة...
اسئلة...
أسئلة كادت ان تفجر عقلها....
حلقات مسروقة من القصة...
قبلت التحدي مع ذاتها أنها سترجع هذه الحلقات و ترتبها واحدة تلو الأخرى...
فجأة ظهرت أخت....
و بطريقة غريبة إكتشفتها...
لازالت الصدمة تفتح حضنها لها...
و الحيرة تطعمها و تشربها من علقمها...
و حزن يطرق بابها مرات ليزورها و يمسح دموعها المستنكرة لفعل أمها...
الصداقة هي البيت الذي يأوي إليه الإنسان ليغسل متاعب الحياة فيه...
بإمكان الغرفة التي تجمع الأصدقاء أن تطير و تنير...
فتأخذ مكانها كنجمة في السماء...
في قاموسها الصداقة هي التي تمنح الإنسان قوة...
هي التي لا يمكن للفرد أن يكمل حياته بدونها...
هي الوحيدة التي بإمكانها كسر قواعد المستحيل...
فهي التي تجد مأوى للجنون عند الهادئ...
و تفسح زاوية لعيش الغباء عند الذكي...
لازال التحدي مستمر لتبرهن لنفسها أنها تستطيع...
لكن التحدي موجع عندما تكتشف أشياء تمزقها...
فتجمع نفسها رغم التعب و تكمل...
و تطرد أوجاعها بالتسلط على الناس و ضرب الأوامر...
لاتعترف بالسراب...
و تظن أنه لايمكن لشخص أن يكسرها او يترك فراغا في حياتها...
فهل ستبقى هذه الذهبية الألماسية صامدة و محاربة تعشق المغامرة !؟
حتى بعد ان وصلتها دعوة من المجهول لتذهب إلى العنوان دون تردد ورقة ألقيت عليها كتب فيها [ اهلا بك في غاية الاحزان تجاوزي العقبات لتصل إلى السعادة ]
إستغربت أي عقبات يتحدثون عنها لكن لفت إنتباهها ملاحظة [ دعيتي كمساعدة لإزالة العقبات لكن إحذري فستكونين أحد ساكيني هذه الغابة ]
إبتسمت إليزا التي تتناول وجبة الفطور مع صديقتها في أحد المطاعم لتقول : ياربي طفش البارحة ليش ماجيتي
إرتشفت سيلا من الكوب لتقول بملامح حزن : ياربي لاتذكريني كانت وحدة بس تتصل و أنا علي دراسة تدرين ماأحب أخلي لعشية الإختبار و اراجع فسكرت الجوال
هزت اليزا راسها بإبتسامة لترد على هاتفها الذي يرن : هلا فؤاد
أتاه صوت الآخر الذي يقول : اهلين اسمعي جايبلك خبر ممكن يفرحك
شتت نظرها لتقول بإبتسامة خفيفة : و الله توسوست من كلمة ممكن ياخي قول يفرح ولا مايعجب
ضحكة أطلقها فؤاد الذي يقول : إيش دراني عنك تنتقدي اي شيء
شاركته اليزا الضحكة لتقول : اوف كذا أنا في عينك ، طيب إيش ذنبي اذا كان صح مافي شيء يعجب و تعطيه اكبر من حجمه زي دايما
زادت إبتسامتها حين سمعته يقول : و صراحتك ذي كمان صاير توجعني ، طيب أحترمي مشاعري مدري مهديلي الموضوع ترى صدمتيني و انت تقولي اني أضخم المواضيع
أخذت قطعت الكعك لتقول : اوه صايرة أكتشف اشياء عني و الله انت لي صادمني ، الزبدة إيش الموضوع دا لاتحمسني على الفاضي
وصلها صوته الذي يقول : يلافكري مثلا مين يخص
إبتسمت عندما لاحظت صديقتها المنزعجة لتقول : يلا بسرعة ترى قاعدة افطر مع صديقتي و انت ماشاءالله عليك مرة مرتاح و فاضي
أرجعت الكوب إلى الطاولة بمفاجأة عندما سمعته يقول : هديل فيه مسج بعتتهم لأحد بس لسى ماعرفت إيش يقرب لها المهم مرة رح تعجبك
إبتسامة شر ظهرت على ثغرها لتقول : اممم يعني حتفيدنا ؟
فزادت إبتسامتها حين سمعته يرد : مرة
ثم قالت حين لاحظت حركات صديقتها المتمللة : يلا باي بعدين أبعتلي ياها عالواتس
ودعها ليغلق الخط
رفعت نظرها لسيلا التي تقول بإستياء : السخيف ذا لسى متحملته
فردت عليها بإبتسامة : و الله مدري إيش هرجتكم انت و ماما مو محتملينه ترى مرة مسالم مارح ياكلكم وفوق كذا هو صديقي كمان
حركت سيلا كتفها بلامبالاة : اوك صح صديقك بس ماحبت تدخل راسي ذي الصداقة بالله عليكي شوفي كم بينكم قريب عشر سنين و فوق كذا كل مرة أسمعكم تتكلموا مع بعض كلها خطط و اوامر سويلي و جيبلي
رفعت إليزا حاجبها بنفس الإبتسامة الهادئة : ماشاءالله كل هذا مخبيته فقلبك ، شوفي سيلا صح حنا صديقات إلا اخوات بس عمري ماتدخلت فصداقاتك الثانية اتمنى القى نفس الشيء منك
ظهرت نبرة الجدية في صوت سيلا الذي يقول : جد عمرك لاتدخلتي ، اليزا خلينا زي مااحنا لانفتح المواضيع ذي وبعدين انا ماتدخلت عطيت رايي بس
ازاحت اليزا بنظرها لتقول : طيب وانت كل ما تلقين فرصة تفتحين الموضوع قلتلك كانت حتأذيك تبيني اقعد اتفرج و اسكت لا حبيبتي تستاهل لي صارلها و خليها تتعاقب على لي سوته
انتبهت لحركة رجل سيلا التي تقول : جد كانت حتاذيني ،طيب انا مو مصدقتك اصلا هدى مستحيل تسويها
تنهدت اليزا التي تقول بتفاجئ: كيف مو مصدقتني إيش مصلحتي من الكذب
إرتشفت سيلا من كوب الشاي لتقول : مصلحتك هي انانيتك انها صارت صديقتي زيك و ماتحملتيها عالأقل هي صديقة أنا اخترتها مو لما كنا صغار حطونا مع بعض وقالوا صيروا صاحبات لأن امهاتنا صديقات
مصدومة هي الكملة الوحيدة التي بإمكانها أن تصف حالت إليزا
ظاهرة اللاوعي اصابتها...
لم تعد ترى إلا حركة شفتي صديقتها و حركاتها اللامبالية ..
الجاهلة لخناجر التي ترمي بها...
غصة احدثت خلل في تنفسها لتقف بعد أن إلتقطت محفضتها دون أن تلقي بكلمة...
ضعيفة ، لاول مرة تكون بهذا الموقف...
الموقف الذي تجرح فيه و تسكت خشية الفقدان...
ركبت سيارتها لتضرب الباب بغضب...
الدموع صارت تشوش نظرها...
و برمشة واحدة اعطتهم حرية النزول...
لمذا حدث هذا..؟
سؤال يطرحه الكثير على نفسه..!؟
لكن لايجد جواب...!؟.
لمذا تلك الخبيثة ظهرت لتقف كالرجل الذي يهدم الأسوار التي بنيت حول صداقتنا...
نعم ضعفت صداقتهم كثيرا...
لم تعد كما كانت...
اهكذا يكون جزاءها..
لو لم تنقذها يومها لكانت الأن بين ثلاث جدران و الرابع قضبان حديدية ..
او كانت بين جدران غرفة المستشفى الكئيبة تعالج من ذلك السم...
وصلتها رسالة لتفتحها و تجد مضمونها
" لا يكون زعلتي ترى ماقلت شيء غلط بس اعترفي لنفسك أنك انانية وتحبي كل شيء لك بتصيري بخري و حتى لو في يوم اقولك لا انا اعرفك ولا انتي تعرفيني رح تتلصقين عناد فيني لااكثر ، عنادك ذا رح تتمسكين فيه حتى لو على حساب كرامتك "
ارتجفت اطرافها غضبا لتكتب و دموعها قد رسمت طريقا على وجهها و ترسل الرسالة التي تتضمن
" ايوة زعلت لاني كل يوم قاعدة اكتشف قد إيش غبية و اصلا مين قالك راح اتلصق لاياشيخة انا لي المفروض مااقعد مع وحدة زيك تتبع الصايعات بعيون مغمضة ياريت لو سوت لك شيء عشان يبرد قلبي و مااندم اني لسى اتناقش مع وحدة هبلة و ماعندها عقل تفكر فيه "
لم تتحمل لتخرج شهقة حاولت حبسها و تغلق هاتفها لتكمل توجهها الى المدرسة رغم نفسيتها التي تعبت مع الصباح
.
.
.
نائم و ملامحه يبدوا عليها الانزعاج من صوت طرق الباب ليقف بضجر و يفتح قائلا بملامح يطغوا عليها النعاس : نعم ياقلق إيش تبغى
اما الواقف عند الباب فكان عكسه تماما مستيقظ قبل ساعتان و لم يجد مايفعله فاتى لإزعاج إبن عمه كالعادة ليقول بعيون نشيطة وهو يشير له بمافي يده : بما اني ولد عمك الكبير اكيد رح اهتم فيك و ماانساك شوف إيش جبتلك
و اشار له بالمحفظة الطفولية التي بيده
ليقول سامي بعد ان تثاوب بنعاس : ايش دا
رفع لؤي المحفظة ليقول : شنطة سبونج بوب عشان تاخذها معك الجامعة مدري ليش اول ماشفتها قعدت افكر منو البزر عشان اهديها له تذكرتك
ظهرت العصبية على سامي الذي اغلق الباب بقوة و عاد لنومه
لكن لم يرتح بعد بسبب ذلك المزعج الذي التكأ على الباب و أخذ يطرقه بإستمار قائلا : طيب ليش ماعجبك ترى فيه مقلمة و مراسم و أقلام بكل الالوان دورت عليهم لين مالقيتهم
زاد طرقه بعناد حين سمع صرخة الآخر من الداخل الذي يقول : انقلع يالزفت خلني انام
لم يتوقف ليقول : اي نوم تتكلم عنه تراك فالجامعة مو لازم تتاخر و بعدين يطردونك و ترسب و
قاطعه الباب الذي فتح فجأة ليسقط إلى الخلف ويقول : اي ليش تفتح كذا فجعتني تخيل اني طحت و انكسر ظهري و بعدين..
قاطعه الآخر الذي يقول : ابعد خلني اروح اغسل بعدين اوريك شغلك
إبتعد لؤي ليقول : طيب كم الراتب
تجاوزه سامي الذي يقول بهمس : تبن
ليقول لؤي : افا ماهقيتها منك ياسام تسبني و انا جبتلك هدايا معايا
تجاهله السامي ليدخل الحمام
في حين إنتبه لؤي لهاتف سامي الذي يرن ليلتقطه و يعقد حاجباه بإستغراب من المتصل المسجل بنقطتان
ليتركه جانبا ويقول بهمس : بلا لقافة لاترد
إنتبه لسامي الذي خرج فقال : هيه سامي جوالك يرن مين يتصل فيك فالصباح كذا
تقدم سامي بإستغراب ليقول : مدري
ليردف بعد أن رأى الرقم و أغلق الهاتف : أمي
رفع لؤي حاجبه بتعجب : اما لسى ماطفشت منك
ضحكت تهكم اطلقها السامي الذي يقول : ههه مااظنها تطفش
قال لؤي بإستغراب : مدري بإيش تفكر انت اظن مهما صار بتظل أمك
ثم دفعه سامي خارج الغرفة قائلا : يلا إنقلع خلني أبدل
اتاه صوت الآخر الذي يقول : طيب طيب بس بالله عليك إيش رايك في مواهبي عشان اصحيك
تجاهله سامي كطبيعته صباحا لايستطيع ان يستيقظ بنشاط مهما صار
.
.
.

قبل عشر ساعات
تقف أمام ذلك البيت الذي مهما كان ضخم ترسمه عينها كصغير...
و يطبعه قلبها كضيق...
تختنق بمجرد النظر له...
و ترى نافذة غرقتها المغلقة التي إنطفأت اضواؤها منذ رحيلها...
و حين ترى هذه الحديقة التي لاطالما سقيت نباتاتها و إهتمت فيها لتجلس بينها في وقت ضيقها تسرد لها مواجعها يثرثرة صامتة...
رفعت رأسها تتأمل القمر الذي لم يكتمل بعد...
هو الشاهد على دموعها حين كان يتلصص النظر من نافذة غرفتها في منتصف الليل...
و هو الذي نوره يبعث الأمل و كأنها يطمئنها أنه مهما كان الظلام هو موجود لينير دروبها...
تجولت نظراتها في المكان...
هنا كانت تحب أن تلعب في صغرها...
و في تلك الغرفة كانت تحاول التقرب من أبيها...
اطلقت ضحكة بسيطة...
حين رأت ذلك المكان تحت الشجرة الجدة كما سميتها لقدمها ، فهناك كانت تحلم أن تبني بيت الشجرة كما الذي تراه في الرسوم المتحركة...
إلتفتت لأختها التي تقول : ليش تضحكين
لترد بنفس الإبتسامة : تذكرت لما كنا نتمنى مبني بيت الشجرة ذاك
و اضافت رودينا بعد ضحكت حاولت كتمها : لا هاذي فصوب و يوم حاولنا نعبي المسبح بصابون صوب ثاني خلصنا كل الصابون لي فالبيت ههههههه
ضحكت لتين لتدفعها قائلة : أمشي بس شوفي ابوك اذا هنا ولا لا
وضعت رودينا ثلاث خطوات إلا و أوقفها صوت الرجولي البارد : الحمد الله أنك شرفتي كان قعدتي برى أحسن
تجمدت رودينا مكانها لتلتفت ببطئ محاولة التأكد من المصدر لتشتت نظراتها قائلة : كنت عند لتين
رفع حاجبها لتلك التي قالت بدفاع : كانت عندي يعني عند اختها فما اظن أنك بتمنع اخوات من بعض صح !؟
قال بصوت تظهر فيه العصبية رغم هدوئه : أنت ليش جاية !؟ لما طردت قلت لاعاد أشوفك هنا
حاولت الحفاظ على برودها المصطنع إلا أنه بدء بالذوبان فور سماعها لتلك الكلمة التي اخرجها مجمدة باردة ليس مبالي لتأثيرها على روحها
لتقول بمحاولت رسم إبتسامة لامبالية : جيت كضيفة في بيتي بس شكله غير مرحب بي فبيت أبوي لسبب الله وحده العالم فيه لكن دامني مو عارفته لما ابغى اجي مافيه شيء بيمنعني
ثم عقدت يظاها أمام صدرها لتقول بنفس الهدوء : اما على هرجة جيت رودينا عندي كمان بسبب السبب المجهول شكلك مانعها تجي ، بس انت ماتبغى تشوفني و مو معترف فيني كبنتك رغم اني غصبا عن الكل إسمي مكتوب جنب إسمك فهو و دم لي يمشي فعروقي يقول انك ابوي و هاذي إختي عشان كذا هي اذا حبت تجي عندي تجي حتى لو بنيت الاف الاسوار بيننا لأنها تحس انو عندها أخت تشتاق و الدم ذا يحن فإذا انت ماعندك إحساس و لا عندك شعور يقدر يخليك تستوعب إني بنتك مو كل الناس زيك هذا الشيء الوحيد لي لازم تعرفه فلا تسأل ليش أنا هنا ولا ليش رودينا جاتني لانك مارح تقدر تعرف ذا الشعور و لا تستوعب ذا التفكير

مسكها من عضدها ليجرها إلى الخارج قائلا : كملت كلامك فإنقلعي برى و بعدين رودينا بنتي و رح اتفاهم معاها كأب فماله داعي دفاعك ذا
نفظت يدها لتقول بنفس الهدوء رغم الدمعة العالقة بين اهدابها : أب ، اي اب تتكلم عنه قلتلك بينك و بين ذا الاسم ملاين السنوات الضوئية يعني مستحيل توصله
ثم إلتفتت ذاهبة إلى سيارتها التي فضلت ان تضعها في الخارج و راحت متجهة إلى شقتها
.
.
.
شقة رقم 4 عمارة ابو جمال
اغلقت الباب بعد ان ودعت أختها فهي لم يحن وقت ذهابها بعد...
و توجهت لترتيب طاولة الطعام لتحمل الاطباق نحو المطبخ...
رفعت رأسها فجأة حين سمعت صوت غريب...
ثم أكملت عملها بدون إهتمام لكن الصوت يزيد و خوفها يزيد...
ليست بأول مرة تكون لوحدها في البيت...
لكن الصوت الذي يصدر جعلها تضع مابيدها بخوف...
و صوت الخطوات الذي بدأ بالتقدم جعل للقشعريرة مسرى في جسدها لتلتقط السكينة و تتقدم نحو الباب فتغلقه و تضع كرسي خلفه...
فتحت النافذة الكبيرة و راحت تحاول تهدئة أنفاسها المتسارعة و دقات قلبها التي شبهت بطبول تدق للحرب...
رجفة سكنتها و صرخة أطلقتها حين رأت الباب ينفتح لتشير بسيكنة كدفاع...
ظهر ذلك الذي خلف الباب و هو يشير بمحفظتها قائلا : ليش خايفة جبتلك شنطتك
جحظت عيناها بصدمة لتقول بشفتان مرتجفتان : كيف لقيتها
إتكأ على إطار الباب ليقول بملامح براءة مصطنعة : إحتجت منها أشياء فخذيتها و لما خلصت رجعتها شفتي قد إيش أنا امين
ضغطت على السكينة حتى إبيضت أطرافها لتقول بنبرة حقد : أنت أنت حقير
أشار رأسه بالرفض و هو يقول : لا هنا إطمأني ماني بحقارت أبوك
عضت على شفتها بنفس الحقد لتشير له بالكسينة قائلة بنبرة عالية : لا تجيب سيرة ابوي على لسانك و لا بأقتلك
ظهر الخوف المصطنع على ملامحه ليقول : لا مرة خوفتيني بس ما حتقدري لأن القتل صفة مكتسبة مو وراثية حتى انك واضح جبانة إذا شفتي الدم بيغمى عليك
زاد بريق الدموع المتحجرة في عيناها البنية المائلة الى العسلي لتطلق صرخة نجدة : آآآآآ حــرامــي
وقف بهلع ليغلق فمها هامسا : أنكتمي اصلا ماحسوي شيء بس قولي متى ابوك يكون فالبيت
حاولت تحرير نفسها لتقول بصوت حاولت تقويتها رغم الدموع العالقة : مارح اقولك متى يجي و لا رح اعطيك اي معلومة فاهم و لا لا !؟ و بعدين ليش جاي عندي ليش مارحت عند فارس و لا يمكن تقدر إلا للبنات

ثم شدت على السكينة لتتقدم له بعد أن وضعتها في الجهة اليمنى من بطنه قائلة : شوف لا تجرب تستفزني و لا تجيب سيرة بابا و لا و الله بغرس ذا السكين هنا من دون مااجيب خبر فأطلع و لا أشوف وجهك ذا مرة ثانية
أبعد يدها ليقول : كملي أطعنيني و انت لي حتتورطي و انا مو خسران شيء حتى يمكن مااموت و وقتها صح انت لي حتخسري و تدخلي السجن و...
قاطعته بدفعها له خارج المطبخ و هي تصرخ قائلة بعينان تشعان بالغضب و الحقد : إيوة حتورط بس بأخلص منك و من إفتراءاتك
حملت مزهرية لترميها عليه بجنون مصرخة : أطلع و لا عاد أشوف وجهك أطلع
حملت أخرى لترميها عليه إلا أنه تفادهم قائلا : طيب باي طالع نشوفك مرة ثانية
و كان غلقه للباب كإشارة لدموعها بالنزول و فشل قدماها للقيام بمهمته فسقطت أرضا و علا صوت بكائها قائلة بين شهقاتها : الله ياخذك
شهقة أخرى اطلقتها لتصرخ بقهر : كذابين
سمعت صوت الباب يطرق لكن لا قوة لها للوقوف فخوفها و حقدها قد سلبها إياها...
زاد دق الباب لتقف بتعب و تفتحه فتظهر صديقتها التي جحظت عيناها بفزع لتغلق الباب خلفها قأئلة و هي ترى الزجاج المتناثر أرضا : شذى إيش بك إيش صار
جلست جنبها على الاريكة لتطلق العنان لصوت بكائها هامسة : تعبت مريم و الله تعبت ماني قادرة أتحمل أكثر خايفة يكون صح
إحتضنتها مريم لتقول بصوت هادئ : من إيش خايفة قولي و حنلقى حل
هزت شذى رأسها بالرفض لتقول : أقول كلشيء إلا ذا ، لانه صعب عليا أني أتكلم عنه قبل كل شيء مااقدر ابغى ارتاح
مسحت مريم دموع شذى لتقول : طيب حكيني حنلقى حل كبتك ماحيزيدك إلا تعب
إلتفتت شذى بعينان مترددة فتصتدم بعينا صديقتها الملحة التي تبرق بالأمل بأنهم سيلقون حل لتقول بهمس و هي تشد على يداها رغم صعوبة الحروف التي ستنطقها إلا أن ثقتها في صديقتها اكبر : جا واحد و قاعد يضايقني و بكل وقاحة يقولي متى يجي ابوك البيت
أبعد خصلة من شعرها الملتصق بوجهها لتكمل بنفس الهمس الموجوع : يقول أنو بابا قتل ابوه زمان أنا قد قالي فارس و راني شيء يبين أن كل كلامهم صح
شدت مريم على يد صديقتها تلحها على التكلم
لتكمل قائلة بنبرة ضعيفة و دموعها قد تسابقت على وجنتيها: و قبل يومين جت وحدة جابت فلوس و قالت انه مارح يقدر يسكتها بهم و حتلقى الدليل ، بس بابا مستحيل يسوي كذا
طغى الحزن على ملامح صديقتها لتهز رأسها قائلة : حجيبلك مويا و نقعد متأكدة حنلاقي حل بس أنتي لا تعبي نفسيتك كثير عليك دراسة و شغلات اهم صدقيني كل هذا بينحل
هزت شذى رأسها تنتظر صديقتها لتأتي لها بكوب ماء لعله يطفي النار التي تشب بداخلها
.
.
.


في الجامعة...

جالسة مع صديقاتيها في أحد المقاعد بإبتسامة حين سمعت لين تقول : أوف جات الغثة دي
إلتفتت لتين لأسيل الآتية لترد عليها بإستغراب: حرام عليك و الله تنحب البنت
رفعت لين كتفها بلامبالاة لتقول : انا مو قادرة ابلعها و لا استوعب انها مسوية فيها بريئة
ضربتها غادة بكوعها لتقول : طيب بس ماله داعي كل شوي تضاربون
هزت لين رأسها لتقول : احاول والله
رفعوا رأسهم لتلك التي جلست قائلة : هآي
ردت عليها لتين : أهلين
لتقول أسيل : بنات مين ذاك لي قاعد هناك
إلتفتوا له لتقول لتين بإشمئزاز : وع واحد مستفز و مهايطي اوف استغفر الله شفته بس تنرفزت ليش قالك شيء ؟
هزت اسيل رأسها لتقول : قاعد يستهبل و يقول ليش ماصبغتي شعرك وردي و إذا بغيتي بكرة اجيبلك بوية وردية تصبغين نفسك كمان ماعطيته وجه و طنشته بس مابغى يسكت
زفرة اطلقتها لتين لتقول : شفتي تصرفاته ينرفز و مرة جاء واحد جديد للجامعة يسأله و هو يطقطق عليه ياربي نفسي أصكه بكف يلفه عشرين مرة
وضعت غادة شعرها على كتفها الايسر لتقول : لا و مرة لين كانت تناظره هو و سخافته جاء لنا يقول و انت ليش تناظري عمرك ماشفتي إنسان و لا نفسك بكف يخليك تتاظري الجهة الثانية
شاركتهم لين الحديث قائلة : ياريت بس مامسكتوني عليه يومها كان انا لي غيرت تركيبة وجهه من زينه هو ووجهه
ضحكت اسيل لتقول بدلال : هههه كلكم حاقدين عليه بس انا طنشت ذي المرة المرة الجاية اتفاهم معاه
ناظرتها غادة بتحذير لتقول : لا تستهبلين معه كثير تراه واحد مجنون ووسخ يمكن يسويلك شيء
إبتسامة غريبة ظهرت على وجه اسيل لتقول : ماحيقدر يسويلي شيء و اذا تجرء حيندم
ثم إلتفتت قائلة : آه بنات بروح عند سامي اسلم عليه و برجع
ناظروها بإستغراب لتقول لين : قلتلكم موصاحية
اما عند أسيل فتقدمت بإبتسامة لتقول : سلام
إلتفت لها ليقول :و عليكم السلام
ارجعت خصلة من شعرها خلف اذنها لتقول : امم شكل اصحابك مو هنا
رد عليها : لا لسى ماجوا
إبتسمت لتقول : طيب نروح نشرب كوفي دام لسى ماجوا
هز رأسه ليقول برفعة حاجب : بصفتك إيش ؟
رفعت حاجبها لتقول : زميلة فالجامعة أذا ما عندك مانع
ضحك ليقول : طيب امشي يا الزميلة بس شوفي ترى انت عزمتيني انا ماحدفع
تقدمت نحو الكفتريا و هي تقول : طيب حدفع و ازيدلك قارورة مويا من عندي كمان
مرت نصف ساعة منذ جلوسهم على الطاولة ليقول : اوف آخر مرة اجي فذا الوقت
إرتشفت من قهوتها لتقول : اوه شكلي طفشتك
إبتسم بمجاملة قائلا رغم أن الصداع أصابه من ثرثرتها ليقول : لا ابدا
ضحكت لتقول : ترى احب الناس الصريحة

سند جسمه على الكرسي ليقول بإبتسامة : يعني
رفعت حاجباها ليرد بصراحة : تتكلمي كثير جاني صداع
ضحكت لترد : شفت عادي عندي روح رياضية اتقبل اي شيء
إبتسم ليقول : طيب ليش نقلتي لذي الجامعة
شتت نظرها نحو اليمين لتقول بإبتسامة و هي تمرر يدها على خصلة من شعرها: لانها اقرب لبيتنا
ثم أضافت و هي ترتشف من قهوتها : اصلا هنا احسن من اليوم الاول تعرفت على ناس كثير
رن هاتفها الموضوع على الطاولة لتلقي نظرة عليه لتزول إبتسامتها مع إصبعها الذي تحرك رافضا للإتصال
ثم أعادت نظرها لذلك الذي يقول : عادي ردي مافي مشكلة
اشارت بيدها بلامبالاة قائلة : إنسانة ماتهمني و لا ابغى اتكلم معاها اصلا
ثم اردفت بعد أن لمحت صديقيه آتيان لتقول : يلا اصحابك جوا و مشكور مرة ثانية على مساعدتك
هز رأسه بإبتسامة ليقول : العفو
ثم غادرت تحت انظاره المستغربة منها
من تكون !؟
و لما تظهر فجاة في مطعم...!؟
و كصدفة تدرس في نفس الجامعة...
و تتصرف بغرابة اكثر ، او تقرب...
رفع رأسه لذلك الذي يقول : سامي كذا تسوي تقعد مع ذيك و لا تضبطها لصاحبك
شرب سامي قهوته ليقول بإبتسامة : خذها بالعافية عليك جابتلي الصداع من كلامها
هز طارق كتفها بلامبالاة قائلا : و الله انت ذوقك خايس مدري اي نوع تحب
تجاهله سامي ليقول : اقول مازن فهد ماحيجي باقي عشر دقايق
نظر مازن لساعته فقال بعد وقوفه بإستعجال: مدري بس اليوم فيه إختبار الدكتور حسن
رفع طارق حاجبيه بإستغراب : يعني متأخر
و هنا إعتلت سامي إبتسامة ليقول : اكيد مافيه احد يفكر بلي أفكر فيه لاني انا اذكى واحد فيكم
رفع مازن حاجبه قائلا : احلف بس ، طيب فايش تفكر ياالذكي
إلتقط سامي هاتفه و هو يقول : لحظة بأتصل عليه اتأكد
و بعد بضع رنات رد عليه فهد الذي يبدوا على صوته الإستعجال قائلا بأنه سيتأخر
ليقول بعد ان وضع الهاتف جانبا : مثل ماقال طارق الدافور متأخر
ثم أضاف بجدية : مازن انت روح لا تتأخر و انا و طارق نحلها
جلس مازن ليقول : اقول طير بس ،إيش حتسوا انا معاكم معاكم
اشار سامي بيده بلامبالاة ليقول : بكيفك
ثم اضاف و إبتسامة حماس ظهرت : قلت الدكتور حسن يعني لازم نشغله لحتى يوصل فهد
ناظره مازن بتعجب قائلا : كويس بس كيف تشغل الدكتور حسن لي زي ساعة عادي يخليك فالنص و يروح للكلاس
اشار سامي بيده قائلا : هي دي المشكلة بس انا اكيد لقيت لها الحل ، انت بما انك تدرس عنده روح اسأله اي شيء و قول أنك مافهمته المهم اشغله
ضحكة تهكم القاها طارق الذي يقول : صدعتنا من بديت انت تقول ذكي و ذكي و فالأخير هذا لي طلع معك ، و كيف تبعت هذا البشري لي قدامك لي كل الجامعة عارفته بالمشاكل و عمره مامسك كتاب يروح يسأل الدكتور هذي انا و ماحستوعبها تبغى الدكتور يصدقك
ناظره سامي بمحاولة تحكم في اعصابه ليقل : انت ماتعرف تنكتم عشان أكمل و لا تبغى تطلع الغلط فالخطة غصب
ثم اكمل و هو يشير لمازن : ايوا صح عدل شكلك لو سمحت يعني السلسلة ذي خبيها و حاول تعدل شعره لي كأنه مكنسة القميص اغلقه كمان
قاطعه مازن بضجر : لا قول البس نظارة طبية احسن
هز سامي رأيه : المفروض تلبسها بس مافيه وقت المهم اول ماتدخل قول للدكتور انك قررت تجتهد مع انه من المستحيلات السبعة بس ماش يمكن الدكتور يكون عنده امل و بعدين عشان تسأله
عقد مازن يديه امام صدره قائلا : طيب يعني انا اسوي كل شيء و انتوا إيش مهمتكم
رفع سامي حاجبه : اكيد اصعب مهمة لانه فيني طاقة مو عارف كيف اخرجها بروح اجيب مفتاح مكتب الدكتور إحتمال إذا تأخر فهد نغلق عليكم الباب
ثم أضاف : بس إذا شفتنا تأخرنا و غلقناه حاول تستغل اي فرصة عشان انت تاخذ المفتاح من عند الدكتور و تغلقه لين مانتصل عليك يعني خلاص
هز رأسه مأيدا
ليقول طارق بعد وقوفهم و ذهاب مازن عند الدكتور بعد تحسين شكله الذي يدل على الإستهتار: و الله و طلعت تعرف تفكر
هز سامي رأسه قائلا : من يومي كذا
و ذهبوا متوجهبن إلى الحارس
.
.
.
عند مازن
كان يقف امام مكتب الدكتور ليدخل بعد إستأذان ليقول : هآي
رفع الدكتور حاجبه
ليستدرك مازن الامر قائلا : قصدي السلام عليكم
رد عله السلام و يشير له بالتفضل
جلس أمام مكتب الدكتور قائلا : دكتور شوف انت تدري ان علاماتي كلها متدنية و معيد سنة كمان و مشكلجي نوعا ما
رفع الدكتور حاجبها ليقول : نوعاما ؟
وضع مازن كوعه على المكتب ورأسه متكأ على يده و رفع قدمه اليمنى فوق اليسرى قائلا : يعني نوعاما زيدلها شوية بس و الله هما لي مستفزين يعني مثلا مرة واحد
قاطعه الدكتور ليقول : عدل جلستك و قول إيش تبغى ماأظنك جاي عشان تذكرني بمسيرتك المشرفة
إعتدل في جلسته ليقول : احم إيه صح ، دكتور ذيك المسيرة المشرفة لي قلتلك عنها انتهت خلاص اللحين فتحت صفحة جديدة و خبيت الصفحة القديمة يمكن اطلعها بعدين المهم قلت لازم اجتهد و تصدق انت اول دكتور جيت فراسي
اشار له د حسن قائلا : اخلص علي عندي كلاس
هز مازن برأسه ليقل : تدري ليش انت اول واحد لانك افضل دكتور فالجامعة بالنسبة لي و ادري انت تشجعني يعني يمكن تشرحلي لي سويناه ذي السنة
رفع د حسن حاجبه قائلا : انت تستهبل و لا إيش إذا كنت جاد نهاية الدوام تعال عندي
رفع مازن يده يشير بالرفض قائلا بسرعة : لالالا قصدي الاسبوع ذا
وقف د حسن
فقال مازن بإستدراك : خلاص اليومين ذولا و لا تدري البارح
جلس الدكتور ليشرح لمازن الذي كل دقيقة ينظر إلى الساعة و أعصابه مشدودة
اما عند سامي فقد أخذ نسخ مفاتيح المكاتب من عند الحارس بعد أن أشغله طارق
ليخرج إلى عند صديقه قائلا : إتصل ففهد بسرعة أنا حغلق عليهم
و توجهوا إلى المكتب ركضا
و في نفس الوقت رن هاتف الدكتور ليقف مبتعد عن مازن ويرد
راقبه مازن وهو يبتعد باكثر من اربعة امتار
ليبحث بعيناه عن المفتاح...
لم يجده فقال هامسا : اوه لا يكون فالدرج
ناظر الدكتور الذي لايرى ٱلا ظهره ليقف و يبحث في المكتب بحذر...
ابعد هذه الورقة...
و الكتاب الآخر...
و علبة الاقلام...
لتعتليه إبتسامة حين لمح مفتاح منفردا و خمن أنه مفتاح المكتب...
أخذه ليتجه نحو الباب بحذر و انفاسه تتزايد مع دقات قلبه وضع المفتاح في القفل و قبل ان يغلقه اوقفه صوت الدكتور القائل : إيش تسوي
.
.
.
اما في مدخل الجامعة
تمشي مع صديقتيها بعد أن حكت لخلود ايضا لعلها تساعدهما فقالت : شذى سكوتك اكبر غلط قولي لابوك و لا لاخوك
تنهدت شذى قائلة : ماابغى ، تخيلي اقول لبابا بعدين يقول شيء يخليني اتاكد انو كل لي يقوله ذا المجنون صح لا لا ماقدر و فارس ماحقوله اصلا و لا حتكلم معه فذا الموضوع لو اموت
جلسوا في احد المقاعد لتقول مريم : و الله حتى انا اقول كذا هذا انسب حل
اشارت شذى بالرفض : دامكم مو فمكاني ماحتحسوا لي انا حاسسة فيه ، مرة اصعب اني اتكلم فذا الموضوع اوك قولوا جبانة ماني قادرة اواجه بابا ولا فارس لانه هو كمان مخه ضارب و مصدق الهبال ذا
إلتفتت لها مريم قائلة : طيب اشتكي للشرطة
أيدتها خلود قائلة : صح قولي انه قاعد يضايقك
بملامح مثقلة بالتعب إلتفتت لها قائلة : ليش !؟ ليش يضايقني ؟ عشان يقول انوا بابا قاتل بعدين بتنفتح قضية ابوه و بابا يمكن يتورط خاصة انه فيه دليل واحد قاعد يدور
لحظات من التفكير...
كل واحد شاردة في صندوق لأفكاره تبحث عن حل...
أي أحد يراهم يكتشف انهم في مشكلة...
لحظات مساندة صديقات تمر...
كل واحدة تعيش الأحداث مع الأخرى...
همهم أن يبقوا مع بعض و مساندين لبعض...

الصداقة...
هي عندما تغرق واحدة في بئر همومها ترى أياد تمد لها لتنتشلها...
حين حين يصوب مسدس لإحداهما توقفان أمامه...
وهي التي لا تفسدها المسافات و لا الظروف...
أيقظوا من أفكارهم على صوت خلود القائلة : شوفوا بنات هو لازم ينسجن بس من دون مايعرف انه لشذى إيد فسجنه حتى لازم تكون قضية ثانية
هزت شذى رأسها لتقول : طيب كيف ؟ لاتقولين ناخذ مخدرات و نحطهم عنده بعدين نتصل عالشرطة و نبلغ لاني ماابغى اتورط بشيء ثاني
أيدتها مريم
لتقول خلود : لا وين ، حنسوي شيء من دون مانتورط حتى
إستفسروا البنات لتسرد لهم الخطة
.
.
.
في المكتب
إلتفتت للدكتور قائلا و هو يحاولة فتح الباب الذي أغلق مت الخارج قائلا : كنت طالع لانو المفروض اللحين وقت الدرس بس الباب مقفول
تقدم الدكتور بإستغراب قائلا : كيف مقفول ؟ أبعد خلني أشوف
إبتعد مازن ليضع المفتاح تحت قدمه
في حين إلتفت الدكتور قائلا : اوف متأخرين سبع دقايق خذ اغراضك باشوف انا المفتاح وين
إبتسم مازن بغباء ليمشي بخطوات غريبة دون ان يرفع رجله اليمنى التي يسحب المفتاح تحتها
ناظره الدكتور بإستغراب قائلا : أمشي عدل
لم تزل إبتسامة مازن ليقول بنبرة طغى عليها الحزن المصطنع : يا دكتور البارحة كانت عندي مباراة وواحد جاء ياخذ الكرة مني و ضربني فرجلي فتعورت عشان كذا مو قادر امشي عليها
تجاهل الدكتور الموضوع ليبحث عن الفتاح في حين تقدم مازن إلى عند المكتب ووضعه تحته
رن هاتفه ليرفض الاتصال فهذا دليل على أن فهد قد وصل
قال بصوت متفاجأ : اوه خلاص لقيته
رفع الدكتور رأسه ليعطيه مازن المفتاح الذي أخذه من تحت المكتب

إبتسم الدكتور ليأخذه و يفتح الباب
.
.
.
في الخارج إبتسم سامي و هو يرى فهد الذي دخل إلى القاعة مع مازن و الدكتور المتذمر من التأخر

لكن زالت إبتسامته حين سمع صوتا يقول : والله لسى مو مصدقة لي أشوفه معقولة فيه ناس بوقاحتكم
إلتفت للتين العاقدة يداها امام صدرها ليقول : إيش دخلك
ضحكة بدهشة لتقول : هيه ترى شفتكم و انتم تغلقون الباب لا تستفزني و اروح اقول للادارة عنكم
ضحك طارق ليقول : لا اعرف البنات لطيفين مستحيل يسوونها
تجاعلته لتين لتلتفت لسامي الذي قال : الباب هناك روحي قولي و إذا ماعرفتي ترى فيه خريطة فالمدخل
ناظرتهم لين بحدة لتلتفت إلى لتين قائلة : لتين تدرين عندي طاقة نذالة و مدري كيف اطلعها
ضحكت لتين لتقول : لا انتي حس النذالة عندك قوي يمكن يجيب كوارث
قطع عليهم حديثهم أسيل التي قالت : انا اقول انو كانوا مضطرين يسوون كذا
ثم إلتفتت إلى سامي بدلال : صح ؟
إبتشم طارق ليقول : إيه صح صح ، شوفي من اول ماشفتك عرفت انك طيبة و الحين تأكدت
ناظرته بإبتسامة مجاملة : كويس
إتكأت على الجدار على جانبها لتقول لسامي المتكأ هو الآخر على جانبة الايمن : بس إيش كانت ذي الضرورة
إبتسم ليقول : انتي ليش تحشرين نفسك فكل شيء
ضحكت بدهشة لتقول : لا تراك فاهمني غلط بس قلت يعني اذا بلغوا عنكم اعرف إيش سويتوا و اوقف معاكم
قاطعها صوت طارق الذي يقول : و الله انك احسن بنت شفتها فحياتي ياه مافي احلى من الجنس اللطيف
تجاهلوه ليقول سامي : و ليش توقفين معانا حد طلب منك
وضعت شعرها المموج ذو الخصلات الشقراء على كتفها الأيسر لتقول بدلال : عشان نتعادل انت ساعدتني و انا اساعدك
.
.
.
في بداية الممر تمشي مع صديقاتها...
لمحت تلك الواقفة تتدلل بإبتسامتها...
لاتدري مذا اصابها...
شعور قديم...
نفض غبار الزمن عنه ، و عاد ليشعل داخلها...
لحظات مرت و هي تأملهم...
دموع إمتلأت في محجريها...
لاتدري أي جنون اصابها...
و أي شعور غزاها...
الشيء الوحيد الذي تعرفه أن رغبتها في البكاء زادت...
و غضبها المجهول الذي جسد في وجهها المحمر و أطرافها المرتجفة و قدماها اللتان قادتا بيها إلى تلك الحمقاء لتمسك بعضدها و تبعدها بضع سنتمرات لتقول : أبعدي شوي ماله داعي تتلصقين و كنصيحة مني ارحمي نفسك لا تذوبين
كانت ذاهبة لكن أوقفتها تلك التي أمسكت بمعصمها قائلة : نعم نعم نعم و مين انتي عشان تتأمرين
نفضت يدها لتعود لها و تمسك بشعرها و تلصق رأسها الجدار قائلة بحدة : انا لي حأكسر راسك
حاولت تحرير نفسها لتقول : اوف مجنونة ذي
و ذهبت لتلتحقق بصديقاتها
في حين إلتفتت شذى لذلك الذي يناظرها بإبتسامة متهكمة لتقول : انت اكيد عاجبك الوضع كمان
تجاهلها ليذهب مع طارق الذي قال : إيش بها ذي
حاول تجاهل الموضوع ليقول : مدري عنها
ثم أكملوا طريقهم إلى القاعة
اما هي فإلتحق هي يصديقتيها المنصدمتين من تصرفها لتقول : نعم ليش تناظرون
ضحكت خلود لتقول : لا لا ولا شيء يلا نروح الكفتريا
تبعتهم شذى رغم الضيق الذي تحس فيه

.

.
.

إستيقظت باكرا فالنوم قد غادرها اليوم...
لازالت مستلقية في سريرها...
البارحة فتحت غرفة أمها لترتاح فيها أم عمر...
فلامكان آخر تنام فيه بالبيت...
فاحت تلك الرائحة الدافئة...
راحت تتخيلها في كل شطر من هذه الغرفة...
هذا الهواء الذي تستنشقه تتمنى لو أنه عطر من رائحة أمها...
تتمنى أن كل البطانيات كانت من حضن أمها الذي يدفئها شتاءا و صيفا...
تتمنى لو أنها تعود في الزمن لليوم الأول الذي دخلت فيه المدرسة...
حين حضرت لها أمها فطور مخصص بهذه المناسبة...
و لما إصطحبها أبوها إلى المدرسة و راحت تودعه و هي متأكدة انها ستراه بعد ساعات قليلة...
بكت في هذه الساعات لأنها إشتاقت لهم...
رغم أنها تدري أنها سترجع و يجتمعوا على طاولة الغداء...
فتحكي ماجرى لها اليوم...
عادت مشاعر تلك الصغير...
لكن بصورة أقسى...
فقد ودعتهما لكن لن تراهما فور عودتها للبيت...
لأن دموعها التي تنزل إشتياقا لهما تدري أن امها لن تمسحهم بإبتسامة و لا ابيها سيناظرها بعتب متهكم...
لحظات جميلة ليت الجميع يقدرها و يعيشها بكل ثانية...
يشبع ناظريه برأيتهما...
و يشبع من عبيق رائحتهما...
إشتاقت هي الكلمة الوحيدة التي بإمكانها أن توصف شعورها الحالي...
إستغفرت لتمسع دموعها بإبتسامة باهثة....
ستراهم...
سيلتقيا في الجنة إنشاء الله...
أنتبهت لصوت أختها التي قالت : صاحية
هزت رأسها لتلتفت لها قائلة بتعب : أيوة
جلست أمل لتقول بعد فترة من شرودها : قاهرني
تساءلت هديل : مين
تنهدت امل لتقول : ولدها ، مدري كل مااتذكره نفسي اضربه رامي أمه و بكل قوة عين يقول قلتلك باخذك لدار العجزة و انت رفضتي و الله لسى صوته مستفزني
إلتفتت لها هديل قائلة : فيه ناس كذا متخلفة الحقارة لي فيهم تصدمك مدري كيف يفكرون المفروض لي يرمي والديه ينسجن جريمة لوحدها ذي
وقفت لتقول : إنشاء الله يفوق قبل لايفوت الوقت وقتها الندم حيقتله ، الله يهدي كل واحد زيه
أيدتها أمل لتقول : إيه صح هديل حسام سمعته طلع
تنهدت هديل لتقول : ايوة حتى انا ، مدري وين رايح فذا الصباح اتصلي شوفي فينه انا حجهز الفطور
تذمرت أمل لتقول : نعم وليش أتصل فيه مع نفسه بحريقة ناقصته انا
إلتفتت لها هديل قائلة : اوف اوف منكم انتو الاثنين تعالي ساعديني أنا حتصل
بعد أن جهزوا الفطور توجهت هديل لغرفة أمها لتنادي أم عمر للفطور
ضربت الباب لتسمح لها الخالة بالدخول فتفتحه قائلة : صباح الخير
إبتسمت تلك الجالسة على سجادتها لتقول صباح النور يا بنتي
توجهت لها لتقول بإبتسامة : كيفك إنشاء الله مرتاحة
هزت أم عمر رأسها لتقف قائلة بإبتسامة موجعة: الله يرضى عليك يا بنتي
لم تزل إبتسامة هديل لتقول : آمين ، يلا تعالي نفطر
وقفت أم عمر معها لتتوجه إلى المطبخ ليفطروا
بعد عشر دقائق إبتسمت و هي ترى اكل تكلم مع أم عمر عن الحي و ناس الحي...
يبدوا أنها تأقلمت معها و هذا ماأسعدها...
إلتقطت هاتفها حين تذكرت أخيها المجنون لتتصل عليه لم يلتقوا البارحة كانت فالغرفة حين دخل البيت...
بعد عدة رنات رد عليها ليقول : خير
لم تستغرب من أسلوبه لتقول بضجر : ماحعلق و الله ماحعلق لانو بجد مافيني اتناقش معاك ، المهم وينك طالع بذا الوقت
وضعت مافي يدها حين سمعته يقول بأسلوب مستفز : طلعت اشوف شروق الشمس
قالت هديل بعصبية : لا تستفزني ، حسام اصحك تسوي شيء مجنون محنا ناقصين مشاكل
اتاه صوته المتملل القائل : اوه لاتقولي الحاسة السادسة إشتغلت
حقا إستفزها بأسلوبه لتقول بعصبية : إيوة إشتغلت و شغلت الإنذار كمان ، أيش يعني دخولك فنصاص الليالي و طلعتك فذاك الوقت لا تجنني و اتكلم عدل
تجاهل كل كلامها ليقول : انتي دحين ليش متصلة
زفرت لتقول : لسى مافطرت تعال تفطر
أتاه صوتخ الذي قال قبل أن يغلق الخط : طيب
ناظرت الهاتف بصدمة لتقول : قفل فوجهي
لا تدري لكن حقا اليوم يمكن لاي شيء أن يستفزها لذى إتصلت مرة ثاتية ليقول : نعم إيش فيه كمان
قالت هديل بحدة : و انت متى توقف تسكر فوجه الانسان
اتاها صوته الذي يقول بضجر : اوه خلاص طيب باي مع السلامة
و أغلق الهاتف لتضعه فبعصبية
فقالت أمل بعد إلتفتت لها : شفتي ليش ماحبيت أتصل عليه
تجاهلتها هديل لتقول : و انت مو كأنك متأخرة
إبتسمت امل بغباء لتقول : مفصولة ثلاث أيام
نازرتها هديل بصدمة : و ليه
حكت امل رقبتها لتقول : أتضاربت مع وحدة
ثم أضافت بدفاع : بس و الله هي لي بدت تستفزني
وقفت هديل لتقول بضحكة مجنونة : حتجنوني و الله
ردت عليها امل : هو لي جننك مو أنا ، اصلا قلتلك هي لي ستفزتني بس ذيك الابلة ماتفهم و تصدق أي شيء
ثم إلتفتت لأم عمر فتقول : اي صح ماقلتلك عندنا أخ كمان هو ماينطاق و مستفز بس احسن مانشوفه كثير ، المهم قلتلك طلعت من البيت و....
و اكملت قصة أحدى الجارات..
فهي حقا تدري بكل مايجري في الحي
قاطعتها هديل لتقول بعد ان ذهبت و لبست فستان بنفسجي لنصف الساق بكسرات و رفعت شعرها الاسود الكثيف كذيل حصان : أنا طالعة عندي شغلة أمل لما يجي حسام حطيله الفطور
ثم إلتفتت لام عمر قائلة : خالتي إذا إحتجتي أي شيء إتصلي عليا
هزت أم عمر رأسها بإبتسامة قائلة : إنشاء الله
خرجت من البيت بعد توديعهما
و أخذت تاكسي ليوصلها
.
.
.


عند إليزا جالسة في غرفتها...
و تمشي بجنون في الغرفة...
غاضبة...
و كلما تتذكر موضوع سيلا تزيد عصبيتها لاتدري لما ذهبت من دون أن تقول لها شيء...
تكره لما يصيبها هذا الشعور أنها تخاف من فقاد احد...
لاتكسب الشخص بسهولة...
لكن إن أحبته و أعطته مكانة غالية فتصبح مجنونة...
لكن إحساس آخر يقول أنها ليست غاضبة من هذا...
بل من تلك التي لم تتصل كي تعتذر حتى...
و هي لا و لن تتصل لتعتذر من تلك الحمقاء...
أخذت هاتفها لتتصل بهديل قائلة بعد أن ردت : وينك انتي
ردت عليها هديل : قلتلك إستقلت رايحة أجيب فلوسي
توقفت اليزا عن المشي لتقول : وينك بالضبط
ضحكت هديل باهكم لتقول : و ليه إنشاء الله تسألين
أخذت إليزا مفتاح سيارتها بإستعجال لتقول : يا الله ياهديل لاتستعبطين جد وينك أحتاج أكلمك فموضوع

تنهدت هديل لتقول بعناد : كلميني هنا
اقلعت اليزا السيارة لتقول بنبرة مرتفعة : ليش حتطلعي من الشغل ، قلتلك و الله العظيم و ربي ماحسوي شيء يضر أحد ، مااقدر اقولك شيء عالجوال لازم نتقابل
مالت نبرة هديل للتهكم قائلة : يلا أنا وصلت و إذا انت مصرة انك تضايقيني لذي الدرجة فمافيه مشكلة إذا دخلت و جمعت ليث و منى و إذا حبيتي عيالهم كمان و ححكيهم احلى قصة انت بطلتها
ضربت إليزا المقود بقهر حين إنتبهت أن هناك إزدحام في السير لتقول : نعم ! و أنت لساتك تهددين ، صدقيني حندمك و حعرف كل صغيرة و كبيرة عنك
نزلت هديل بعد أن دفعت لتاكسي قائلة بإزدراء: أعلى مابخيلك اركبيه ، دحين فكيني ماني ناقصتك
و أغلقت الهاتف دون أن تسمع رد إليزا و أكملت طريقها نحو البيت...
أما أليزا فغيرت إتجاهها نحو عمارة أبو جمال للشقة رقم 4 بعد أن قرأت الرسالة التي وصلتها
.
.
.
بحي هادئ
بيوت مصفوفة أمام بعضها تخفي اسرار أصحابها..
كذلك البيت المتوسط بحديقته الصغيرة الهادئة...
لكن في الداخل إعتادت جدرانه على سينفونية صراخ...
و إعتادت أبواب الغرف أن تقفل فكل واحد بداخلها يحاول تشتيت تفكيره و بناء عازل مزيف للتجريحات التي تسمع...
كذلك الطفل صاحب التاسعة من عمره جالس على سريره و يحاول أن يركز في رسمته...
لاكن لم يستطيع فهذه الاصوات قد تحولت لعبرة تخنقه...
اصوات صراخ و شتم أطلقا طاقة غريبة في البيت...
طاقة ترمي كل قاطنيه في البحر الأوجاع...
فتح الباب بتردد ليلقي بنظره لغرفة أخته المقابلة...
الباب مفتوح يعني أنها قد هربت من هذه المشاهد...
ثم ألقى نظرة على غرفة أخيه فهي الأخرى مفتوحة....
يبدوا أنه لن يعود إلا في وقت الطعام الاجباري كالعادة...
أما هو ماله أن يفعل سوى الخروج إلى الحديقة في الشارع المجاور ليلعب مع أصحابه...
لكن يجب أن يمر على خيط النار الذي يحرقه في الأسفل..
نزل بخطوات خائفة ليتوقف في منتصف الدرج..
و يترك المهنة لعيناه اللتان تسجلان المشاهد في الذاكرة و تحولها لآلام...
أمه تنضرب..
من أبيه....
يسمع أمه التي تشتم و أبيه الذي يزيد عنفا...
لا يدري ماحس به...
لكن متأكد أن ضعف و خوف و ألم طفل قد جسد فيه...
نزلت دموعه و تقوست شفتاه ليتوجه لهم بتردد..
وقف أمامهم ولا كأنه موجود...
حاول أبعادهم لكن لاجدوى...
إلتفت لأبيه بحزن غاضب ليقول : أترك ماما ، لا تضربها
أبعده الأب من طريقه ليتوجه لتلك التي فلتت من بين يداه
صرخة اطلقها حين رآه ذاهب نحوها : لا تضربها هي ماسوت شيء ، أكرهك
توقف...
لكن السبب كان هاتفه الذي رن ليخرج من الصالة ثم من البيت...
توجه الطفل لأمه التي إرتفع صوت نشيجها...
حشر نفسه في حضنها لتشد عليه..
مسح دموعها التي تتسابق ليقول ببراءة حزينة : ماما لا تبكي
هزت الأم رأسها بصوت مبحوح لتقول : أنت لاتبكي عشان أنا ماحبكي
هز الطفل رأسه لتزيد هي في شده بعد ان أخفي وجهه بين أحضانها و أطلقت دموعا صامتة بين مدى تعبها...
في هذا الوقت فتح الباب لتدخل تلك التي الإبتسامة تعتليها قائلة : سلام عليكم

أطلقت انظارها في الأنحاء لكن لم تجد أحد..
توجهت إلى الصالة لتقول بهمس : وينهم!؟
لكن لفت إنتباهها جسم منكمش في الزاوية لتضع محفضتها و تتوجه بهلع إلى أمها قائلة : ماما إيش صاير
ضحكت الأم بتهكم لتقول : إيش الجديد
اضافت البنت بعد أن رأت جسد اخيها بين أحضانها لتقول : ريان ، ماتسلم عليا
إلتفت لها ليقول : و ليش ادور عليك دام أنا عند ماما
رفعت خاجبها لتقول : أحلف بس بعدين تعال عندي الغرفة شوف إذا كلمتك
ثم أضافت بعد أن جلست بجانب أمها : يلا دحين رح غرفتك خليني أتكلم مع ماما
رفع رأسه ليقول : إيش حتكلموا فيه
أشارت برأسها قائلة : كلام كبار يلا عغرفتك بعدين نروخ البقالة و بتشتري
قاطعها بعد وقف ليقول : قصدك بعدين تقولي مشغولة خليها بكرة و بعدها تصير بعد بكرة و كذا نستمر خلاص حافظك
جحظت عيناها لتقول : و الله أنا الغلطانة مو قبل أمس خذيتك
أجابها و هو يصعد على الدرج : و لي آخذها تقولين لا و اخذتيلي عذوقك الخايس
كانت سترد لكن رأته مختفي عن أنظارها لتلتفت بأنها قائلة بعد أن أمسكت بيدها : ماما قومي نروح
نشتكي عليه
حركت امها رأسها بالرفض لتقول البنت بضجر : يالله بنعيد نفس الموال فكل مرة ، لازم تشتكي عليه و الله مايسير كل يوم ضاربك بيجي يوم و يخلي فيك علة
تركت الأم يد البنت لتقول : خلود إيش تبيني أكون أرملة و مطلقة مرتين و فذا العمر ، إيش حيقولوا الناس .
خلخلت خلود يدها فشعرها لتقول بفوران دم : فحريقة الناس كلهم ، أهم شيء أنتي
اطلقت زفرة لتكمل : عاجابتك حالتك ذي كل يوم ضرب و لأسباب مافي اتفه منها
وقفت الأم بترنح لتمسكها خلود و هي تسمعها تقول : ذا زوجي و ابو و لدي ، ماأبغى أعيد غلطتي لما فرقتكم انتي و اخوك
جلسوا على الأريكة لتقول خلود بعقدة حاجب : إيش جاب لجاب إذا طلقك بنبقى عندك الثلاث إيش بيصير مثلا ، يلا ماما خلاص طفشنا من البيت إنتي عارفة انو صار سنين و حنا كل يوم نشوفكم كذا دحين ذا بيأثر عريان فحياته فكل الشيء ترى الموضوع اصعب منا عالاقل هو مو ابونا صعب انو يشوف ابوه مع أمه كذا حنا أكيد بنكون فصفك بس هو حيتشتت بين أمه و ابوه
تنهدت لتقول برجاء : ماما لاتكونين انانية و تفكري بس بنفسك ، فكري فينا صرنا نتهرب من البيت لو مو غصب الكل يكون على الغذى و العشى كان أكلنا برى
وقفت الأم بألم لتغادر متجاهلة لكلام إبنتها التي اطلقت زفرة تعب...
إلتفتت لذلك الذي دخل لتوه...
لترد السلام و ترد عن السؤاله عن مايحدث : إيش الجديد
جلس بجانبها ليقول بضجر : اوف
شتت نظرها لتقول : مو راضية تشتكي عليه ،تقول ماتبغى تعيد نفس الغلطة لما فرقتنا
إلتفت لها بإستغراب ايقول : أي غلطة ؟
ضحكت بتهكم لتقول : لا نستهبل عبعض انت عارف و انا عارفة
تجاهلها ليقول : وينه ؟
إلتفتت بإستغراب لتقول : مين !؟
وقف بغضب قائلا : زوجها الزفت ذا
وقفت هي الأخرى لتقول : شكله طلع
غادر المكان بغضب متجه إلى والدته ليقنعها بأن تشتكي على زوجها...
عائلة غريبة معقدة بالاسرار في هذا البيت الذي أصقل بأحزان أصحابه....
و عقبات حياتهم لازالت مستمرة مالهم إلا أن يحاربها بأمل
.

.
.
جالسة في شرفة شقتها و أناملها تحتضن كوب العصير الذي ترمي بجرعات منه لتهدئ ما بداخلها...
منظر جميل يطل على الحديقة...
تعشق مناظر التي تبين ان حياة الناس لازالت مستمرة ، رغم مشاكلها...
نظرتها غير الكل...
الناس يرون الإنسان الذي يمتلك مالا و كل مايطلبه بين يديه هو أسعد الناس...
يقيسون السعادة بالمال بينما أن هناك مشاعر لا تقارن بالمال...
فبذلك البيت الضخم الذي يتوه الإنسان بين متاهاته يفتقر للجو الأسري...
بينما في بيت آخر بسيط تلتقي فيه العائلة بطاولة العشاء و كل واحد يسرد يومه للآخر مع دعاوي الأم و إبتسامات الأب و مزاح الإخوة...
مشاعر بسيطة يمكنها أن تساعد الانسان لتجاوز عقبات حياته...
إبتسمت لنسمة هواء مرت عليها لتستنشقها بلهفة...
فتبحر في مسيقاها الناعمة الرومنسية المنتشرة في الشقة مع رائحة الورود التي تداعب مناخيرها...
منظمة لأبعد درجة...
راقية إلى حد الجنون...
ناعمة كالقطن ، رغم ماأصابها إلا أنه لازالت تلك الزجاجة الهشة التي تخدش بسرعة...
تعشق أن تفسح مجالا لنفسها تتأمل حياتها و طموحاتها تبحر في مشاعرها الرقيقة التي تدفعها للكفاح بقسوة محاولة أن تنقع نفسها في الجبس رغم طراوة روحها...
رغم قسوة الحياة التي تعيشها و شعور بالنقص يسكنها إلا أن دلالا رقيقا يميزها...
تحب نفسها و لم يأثر عليها نقصها...
إنتبهت للكوب الذي إنتهى محتواه فتوجهت لتضعه في المطبخ قبل أن غسلته و أرجعته مكانه...
أضافت معطفا بسيطا وردي للبسها لتخرج بعد أن إلتقطت حقيبتها ووضعت هاتفها..
لتتجه إلى مكان هجرته منذ فترة ، مكان تعشق كل من بداخله...
لم تركب سيارتها ذهبت مشيا لقرب المسافة...
فعشر دقائق كانت كافية لتصل إلى ميتم البنات...
دخلت بإبتسامة بعد أن رحب بها الحارس الكبير في السن دخلت إلى مكتب مديرة الميتم بإبتسامة لتقول : سبرايز
إلتفتت الأخرى لها بإبتسامة فرحة لتقف قائلة : لتين
تقدمت لتين لتحتضنها واضعة رأسها عل كتفها...
شوقها جاء بها هنا لتقول : مرة إشتقتلك
مرت الأخرى يدها على ذراع لتين لتقول : و الله و انا كمان كل مااقول حجيك يطلعلي عمل و
قاطعتها لتين لتقول : خالتو لا تبررين عارفة انك مشغولة و لا كان ماجيتك
جلستا في الكرسيان المقابلان لبعضهما البعض لتقول منى بإبتسامة و هي تتأملها بحب أمومي : رودينا جاتك البارحة و ماقالت لي و لا كان جيت معها
إبتسامة لتين زالت حين لاحظت دموعا تتجمع في محاجر زوجة ابيها لتقول : وي ليش تبكين ؟
لم تزل إبتسامة منى لتقول : كيفك ؟ مرتاحة ؟ إذا بغيتي بأتكلم مع ليث و الله مايسير لي يسويه
إشحات لتين بنظرها لتقول : ماله داعي تكلمينه لأنه حتى أنا و كارهته أصلا مرتاحة أكثر من لما أكون معه أسمع كلام عطالعة و النازلة
تنهدت منى لتقول : و الله يا لتين و انت تدرين كم مرة كلمته بذا الموضوع و تسير مشاكل بيننا بسب ذا الموضوع و هو مصر ماحد يتدخل فيه
هزت لتين رأسها بإبتسامة لتقول : أنت لاتدخلين ماأبغى اكون سبب فمشاكل بينكم و هو من يومه كذا يعني مثلا بيتغير
رسمت منى إبتسامة لتقول متسائلة : شفتي مامتك ؟ كيف هي طيبة !؟
ضحكت تهكم أطلقتها لتين لتقول : مرة طيبة و حضنتني كمان قالتلي بنتي إشتقتلك كنت أدور عليك مالقيتك
لم تزل إبتسامتها لتقول بوجع : هذا لي كنت أتخيله طلعت أحقر منه طردتني و قالت مثل ماعشتي عمرك من دون أم تقدري تكملي قالت أنا ماعندي بنت غير لي فالبيت
لانت ملامح منى متفاجأة
لتكمل لتين بعد زوال إبتسامتها : دايما أحاول أقنع نفسي اني مااحتاجها و ان كلامها صح عشت عمري كله من دونها اقدر اكمله ، بس مااقدر حاسة لما شفتها
حركت رأسها بالرفض لتقول بجنون هادى : مدري و الله مدري إيش المفروض أسوي
مسكت منى يدي لتين لتحتضنهما قائلة : هي ماتبغاك رفضتك مالك فيها تركتك و انت صغيرة تظنين ماحتترك و انت كبيرة لتين ركزي عحياتك و دراستك و حياتك مافي شيء بيفيدك غيرها
لم يظهر التجاوب على ملامح لتين لتقول : يوم أعرف إيش ابغى منها وقتها افكر كيف أتعامل مع الوضع
لم تترك منى يدا لتين اللتان تحتضنهما لتقول : لا تفكري كثير خلي الموضوع زي ماالله كاتبه يصير ، لتين مافيه شيء دايم إذا خوف و حتلقي أمان ، إذا تعب و حيجي وقت الراحة ، إذا حزن و حتلقي سعادة من وين ماتظنين....
لي الله كاتبه يصير اعرفي ذا الشيء و ان ربي ما حيترك احد لحاله و لا حيظلم أحد فكري فذا الشيء عدل اتقربي منه و هو ماحيخذلك صدقيني لما الإنسان يكون تعبان كذا يصلي ركعتين إذا عصب يتوضى ، إذا خاف يقرا القرآن
هزت لتين رأسها لتين لاقول بإبتسامة : طول عمري و انا اقول انك انتي لي تستاهلي كلمة ماما
إحتضنتها منى لتقول بحب امومي : انت بنتي من دون ذي الكلمة
و بعد ساعة من الكلام وقفت لتين لتقول : حروح اشوف اسماء
هزت منى رأسها لتودعها
بينما خرجت لتين نحو مكتب مساعدة المديرة صديقتها اسماء
لقت الباب مفتوح و لمحتها واقفة عنذ النافذة تطل على حديقة الميتم لتتوجه لها بحذر و تحجب ناظريها بيديها
في حين شهقت أسماء قائلة و هي تتحسس اليدين قائلة : وجع مين ذي لي مهمتها تفجع الناس
إبتسمت لتين لتقول : مدري مين مثلا
إلتفتت أسماء قائلة بدهشة : لتين ! ياشيخة و اخيرا شفناك أختفيتي مرة وحدة
امالت لتين شفتها لتقول : كيف عرفتيني
إبتسمت أسماء لتقول : من صوتك اكيد
ضربت لتين جبهتها لتفول : اوف من غبائي المفروض ماأتكلم
ضحكت أسماء لاقول : بدري ، بس جد إختفيتي
جلست لتين على الكرسي لتقول : مشاغل
جلست اسماء في الكرسي المقابل قائلة : احلفي بس ، إلا كيف الشركات لي منتشرة فكل العالم
فهمت لتين مقصدها لتحاريها قائلة بضحكة: اوف لا تذكريني قريب افلست بس بذكائي مشاء الله علي قدرت انقذ الشركة
إنفجرة أسماء ضاحكة لتقول : هههههه عايشة الدور
شاركتها لتين الضحكة لتقول : مدري عنك فجأة قمتي تتكلمي عن الشركات فجاريتك ، إلا فين البنات ماشفت أي وحدة
إبتسمت أسماء لاقول : عشان لسى ماجو من المدرسة يمكن دحين بيوصلون
إبتسمت لتين لتقول : أجل رايحة الحديقة عندهم و الله إشتقتلهم
وقفت أسماء هي الأخرى لتقول بمزح : ايه انتي ماشتاقين الا لهم و احنا لنا الله
إلتفت لها لتين لتقول : نعم ! اجل أيش تسمين جيتي لين عندك
أكملت اسماء بمزح لتقول : إلا بعد قرون عشان نشوفك
شاركتها لتين المزح لتقول : تدرين عن جد انتي ماتنعطين وجه
ضحكت أسماء لتقول : هههههه يا صباح الخير توك تدرين
ضحكت لتين معها لتقول : ههههه و تعترفين كمان يلا باي
إبتسمت أسماء لتقول : باي
خرجت لتين نحو الحديقة للتجه إلى تلك الطاولة المصحوبة بكراسي حين لمحت واحدة جالسة هناك لتجلس قائلة : سلام يا عسل
رفعت البنت رأسها لتقول : لتين ! كيفك
إعتدلت لتين في جلستها لتقول : تمام و انت كيفك ؟
هزت البنت رأسها
لاقول لتين بإهتمام قائلة : إيش صاير ؟ ليش مكشرة
قالت البنت صاحبة السابعة عشر من عمرها قائلة : جتني وحدة قالت أنها ماما مدري إذا أصدقها ولا لالا
ظهرت ملامح الإهتمام على لتين لتقول : كيف يعني أتكلمت مع خالتي
هزت البنت رأسها بالرفض لتقول : قالت أنها تبغى تعرف جوابي اول اذا ابيها و لالا بعدين تتكلم. مع ماما منى
هزت لتين رأسها لتقول : طيب انتي كيف يعني تبينها و لا لالا
رفعت البنت كتفاها بحيرة
لتقول لتين : ليش حطتك هنا اولا ؟
تنهدت لترد عليها البنت قائلة : تقول أنها كانت محتاجة فلوس و ماقدرت تهتم فيني عشان كذا حطتيني و دحين خلاص صارت تعمل و جمعت فلوس
تنهدت لتين لتقول : والله مدري شوفي انتي إذا مقتنعة بمبرراتها و حاسة انك محتاجتها روحي لها مهما كان بتقعد أمك عالأقل رجعت فكرت فيك
إبتسمت البنت لتقول : حفكر
إبتسمت لتين لتف الأنظارها في المكان قائلة : إلا البنات لسى ماجو
هزت البتت رأسها بنفس الأبتسامة الهادئة قائلة : لا لسى
ناظرت لتين اساعاتها لتقول للبنت : انا حروح عندي واجب لازم أحظره سلميلي عالبنات و انت فكري عدل فالموضوع فكري بعقلك لا تخلي عواطفك تمشيك طيب
هزت البنت رأسها بإبتسامة لتقول : طيب
ودعتها لتين لتعود إلى شقة و حقا كلام منى قد ريحها...
رغم الابتسامة المتهكمة المرسومة على وجهها حين تذكرت نصائحها للبنت...

|§ إنـتــــ دمتم بود 🖤 ــــهـىٰ §|






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 01:28 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


|§الـبارت الـثامـن عـشر §|

غابة الأحزان
تمشي تلك العصفورة بعد فقدانها لقدرة الطيران حين إنكسر جناحها...
زقزقاتها قد علت في الغابة الكئيبة...
زقزقات حزينة...
فجأة توقفت..
حين إعترض طريقها غصن شجرة ضخم...
راح يشوه قلبها و مشاعرها...
ضربته بقسوة محاولة كسره لإكمال طريقها...
لكن ككل مرة تفشل و دموعها تزيده قساوة...
إنتبهت لرسالة قد رميت عليها لتلتقطها بإنكسار و قرأت....
[ إحذري من الحزن فهو خبيث ، كوني أخبث و أغليبه بإبتسامة ]
فهمت أن حزنها الخبيث هو الذي يزيد قسوة هذه العقبة فببساطة إبتسامتها و أملها يمكنها أن تجتلزها

وهاهي الآن جالسة في شرفة شقتها...
و طاولة صغيرة بجانبها تتناول قهوتها الصباحية مع أحد الكتب التي تفضل أن تفتح به يومها...
عاشقة للورق المنقوش بالحبر الأسود...
و كيف وهو الذي يبحرها في عالم آخر و تنقلها سفينته من حرف لآخر و من عبارة لأخرى..
فجأة لقت نفسها تفكر في تلك الفتاة المسماة بريم...
أمها جاءت تبحث عنها...
بعد سبعة عشر سنة...
لمذا...؟
لأنها لم تكن لديها نقود..
مبرر عجيب بدأ يولد شكوكا في نفسها..
حسنا لم تكن تملك نقودا لكن بعد سبعة عشر سنة تذكرت أن لها إبنة حرمت منها...
و إستغلت فقرها للحنان لتلقي عليها بمبررات غير منطقية...
تنهدت..
هكذا هي تركز في مشاكل غيرها و في التفاصيل لتتناسى حزنها...
فالابتسامة التي ترسم على الشخص الذي ساعدته تجعلها تلامس أفق السعادة...
إلتقطت هاتفها لتتصل بأم اسامة التي ردت بعد بضعة رنات و بعد السلام و السؤال عن الأحوال بادرت لتين بسؤال قائلة : خالتو تعرفي ريم ، كلمتك عن موضوع أمها
ردت عليها منى بجدية قائلة : أيوة كلمتني ، بس العائلة تبغى تتكفل فيها ، يمكن ريم مافهمت إيش قصدها قالتها حصير مثل امك
ابعدت لتين خصلة من شعرها ضايقتها لتقول : طيب مع انو الموضوع جدا غريب
ردت عليها منى قائلة : حتى انا حسيت فيه شيء ناقص و ريم تقول نفس الحرمة لي كلمتها ، المهم إحنا بنشوف كم دخل العائلة و إذا عندها المؤهلات انها تتكفل فيها
اكملت لتين بزفس الجدية لتقول : طيب هي كيف لقيتوها ؟
دت عليها منى : حطوها قدام المسجد
ودعتها لتقول لتين بهمس بعد أن أغلقت الخط : شكله مافيه أم او أب صاحيين فذا الزمن
إبتسمت على تفكيرها حقا قد وصلت للنقطة التي تكلم عنها سامي يوما و عارضته
إنتبهت للدق على الباب لتقف بسروالها الابيض و قميص أصفر المقلم بالابيض ففتحت الباب لتظهر تلك الفتاة التي تبدوا في اواخر العشرنيات من عمرها لترد السلام ثم إبتسمت لتلك التي تقول : أنت جديدة هنا
هزت لتين رأسها بنفس الإبتسامة مستغربة من مجيء احد بهذا الوقت المبكر : أيوة نعم بغيتي شيء
أشارت لها الفتاة بالصحن الذي بيدها قائلة : محضرة كعك و كذا قلت أجيبه لك نفطر مع بعض و منها نتعرف دام أنك جديدة اكيد ماتعرفي احد
إبتسمت لتين لتقول : أيوة تفضلي
مشت إلى الصالة لتزيح الديكورات الموضوعة على الطاولة قائلة : آسفة صالة حوسة شوية كنت مشغولة البارحة فمافي وقت ارتب
شهقة تلك الفتاة جعلتها تلتفت بهلع لتلك التي تقول : وي كذا و تقولي مو مرتبة و حوسة ، لو تشوفي بيتنا كيف مع بزورة أختي الصغار عايشة عندنا الله لا يشوفك مانرتاح إلى بالليل لما يناموا
احضرت لتين قهوة لتقول : كم عندها أختك مشاء الله حاسة أنهم جيش
إلتفتت لها الفتاة لتقول : أي جيش كلهم على بعضهم ثلاثة بالإبتدائي بس اوه مومخليين فينا عقل لو كانوا بس اربعة كان شردت من البيت
جلست لتين لترد : بس ثلاثة هههه شكلك ماتحبي الاطفال
أنزلت الفتاة حجابها لتقول : إيش احب فيهم كذا كائنات صغيرة شريرة شغلها بس تخرب و تزعج الناس
صبت لتين القهوة لتقول : بالعكس أنا أعشق شيء إسمه اطفال أحسهم كيوت و لطيفين
شربت الفتاة من القهوة لتقول : ههه كيوت و لطيفين كثري منها
ثم أضافت بإبتسامة : ماقلتلك أنا سهام جارتك لي تحتك
إبتسمت لتين لتقول : و أنا لتين
إيتسمت سهام و هي تلف أنظارها في المكان لتقول : انت ساكنة لوحدك
هزت لتين رأسها و إكتفت بالصمت
لتقول سهام : عشان كذا البيت مرتب ، إلا وش لي حادك ساكنة لوحدك
وضعت لتين الفنجان لترد بإبتسامة مزيفة : الدراسة ، بيتنا بعيد عن الجامعة
إستغربت سهام لتقول : غريبة ، خلوك تسكني لوحدك و تدرسي بعيد
تجاهلت لتين الموضوع لتقول : و أنت مشاء الله عليك كيف عرفتي أني ساكنة جديدة
إبتسمت سهام بفخر لتقول : أفا عليك سهام ينخفى عليها شي ، شفتي ذي العمارة كلها أعرف لي يصير فيها
ثم أضافت قائلة : يعني انت جامعية كم عمرك
ردت عليها لتين و خي تنظر لساعتها قائلة : تسعة عشر سنة و
قاطعتها سهام قائلة بغمزة : مخطوبة
هزت لتين رأسها بالرفض لتقول بعد أن تنهدت : لا مو مخطوبة
إبتسمت سهام لتقول : مشاء الله عليك جامعية و حلوة ألف من يتمناك ، ترى عندي ولد عمي ، دحين هوا مسافر بس يرجع نبغى نخطبله و أنت كذا شوي و ماحتلاقين لي يناظرك يقولون عانس و
قاطعتها لتين قائلة و هي منزعجة من هذه المتملقة : أنت مخطوبة
هزت سهام رأسها بالرفض و ملامحها تدل على الدهشة لتقول : وي آخر شيء افكر فيه دوبي ب السبعة و عشرين
رفعت لتين حاجبها تقول : و أنا اصغر منك و لسى فيه مشوار طويل على الزواج يوم تنخطبين ولا تتزوجين أنا وقتها أكون دوبي بديت افكر بالموضوع
ضحكت سهام لتقول : و الله أنا نصحتك بس يكيفك تبين تعنسين ، صح ماقلتلك البارحة جات وحدة من سيارتها بس تعرفي أنا تقدر تشتريك أنت و اهلك كلهم المهم جات عند هذي جارتك لي جنبك إسمها شذى
قاطعتها لتين بحزم : مايهمني إيش يصير مع الناس و لا مين يجيهم كل واحد حر فحياته زي ماانا مااحب أحد يتدخل انا ماحدخل
ثم أضافت و هي تلقي نظرة على ساعتها : خلاص نلتقي مرة ثانية دحين عندي جامعة
وقفت سهام و هي ترتب حجابها قائلة : شكلي أخرتك مرة ثانية إنشاء الله و إذا إحتجت شيء حجيك ترى
توجهت لتين معها نحو الباب لتقول بنفاذ صبر : حياك
و ماإن أغلقت الباب توجهت لتين للصالة لتنظف قائلة بهمس غاضب : وجع وجع وجع شوي و أطردها إيش دخلها فيني فجاة صارت خطابة
بعد أن انهت لبست حذاءها الابيض و إلتقطت محفظتها لتتجه إلى الجامعة
.
.
.
في الشقة المقابلة
داخل غرفتها و حجابها على كتفيها تربط شعرها إلتفت لأثير التي تشير لها بالمشط و ربطة شعر قائلة : شذو أنا أختك صغيرونة صح ؟
تركت شذى ماف يديها لتقول : أخلصي
إبتسمت أثير لتقول : ممكن تمشطيلي زي يوم الحفلة
رمشات براءة و ترجي اطلقتها أثير
فإبتسمت شذى لتجلس في السرير قائلة : تعالي
إبتسمت أثير بحماس لتقول : واو و الله كنت عارفة أنك ماحترفضي
أحذت شذى المشط لتمشط شعر اختها الطويل قائلة : و ليش ارفض يعني
ردت عليها أثير قائلة : مدري عنك ماينعرفلك انتي

ضربتها بخفة على راسها قائلة بإبتسامة حب أخت : وجع لاتطلعيني وحش صح كدا أعصب شويتين بس مو على شيء تافه
أردفت أثير و هي تلعب بطرف بدلتها : اصلا من زمان ادري أنك تحبيني
قبلتها شذى من خدها لتقول : أكيد
ضحكت اثير لتقول : اوه حتى بوستك عنيفة
ضحكت شذى لتقول : أحلفي بس ، يلا خلاص كملت بسرعة لا تأخريني
وقف اثير أمام المرآة : و الله أنك أحلى أخت تعرفي تمشطين و تطبخين
لفت شذى حجابها قائلة : أحمدي ربك لاني نادرة
خرجت أثير من الغرفة قائلة : طيب يا النادرة لاتتأخرين بعدين تلصقيها فيني
تجاهلتها شذى لتتجه نحو الباب و تفتحه
و ماإن اغلقت الباب سمعت صوتا تبغضه يقول : اوه صباح الفل و الياسمين اول مرة ماتتأخرين عن الجامعة و تطلعي مصربعة هههههه‍ههههه
تجاهلتها شذى لكن اوقفها كلامها الذي يقول : إلا صح من ذيك البنت لي جات البارحة من سيارتها واضح أنها شبعانة فلوس كان عرفتيها علي نتمصلح معاها
إلتفتت لها شذى قائلة بحدة : سهاموه ماتعرفي تنكتمين ، تدخلي بيتك و تغلقي بابك و تبلعي لسانك ذا
لم تتغير ملامح الأخرى الضاحكة قائلة : وي إيش بك معصبة كذا جيت أسأل بس يمكن أتمصلح معاها إذا أنت بلهة و ماتعرفين خليها على لي يقدرون لها
شدت شذى على أسنانها لتقول : ايوة انا بلهة و حمارة و حيوانة لأني لساتني واقفة مع وحدة زيك ، يمكن تفكيني من وجهك ذا ولا عاد أشوفه قبل لاأمحيه أنا
ثم أكملت نزولها و عصبية طاغية عليها من هذه حمقاء التي تبغضها بشدة
اما الأخرى فنزلت إلى شقتها قائلة : مدري متى تتعلم الإحترام ذي البنت وقحة
.
.

.
في مستودع مهجور يحيط به الخلاء
ضحكات و تخطيطات إنعدمت فيها الإنسانية...
و تجردت من الرحمة...
ارواح ناس يتناقش فيها...
هذه تصلح...!؟
جواب آخر من هناك ينفي بشدة كونها إنسانة يمكنها تدميرهم...
فيأيده الآخرون ليكملوا رحلة بحتهم عن سلع يجنون بها المال...
بعد أن إنتهى إجتماعهم..

بسلعة رابحة وخرجت رئيستهم بنظاراتها الوسيعة و قبعة كبيرة تخطي مقدمة وجهها فيصعب التعرف عليها دخلت لسيارتها المظللة لتغادر...
و بعد أن خرج معظم المجتمعين و مابقي إلا أربعة...
نفث احدهم الدخان ليقول بهمس : و الله يا فيصل عآخر عمري تجي وحدة زي ذي مأقدر اكسر راسها و تجبرني على شيء
تنهدت تلك التي تجمع الكؤوس من الطاولة قائلة : اكيد ماحد يقدر يمسك عليها شيء مخبية كل حياتها الشخصية و لاحد يعرف عنها شيء
أضاف فيصل الذي اخذ الكأس من يدها قائلا : لكل واحد نقطة ضعف و رح نلقاها بنكون ثلاثة ضد واحد نتحد و نفوز
وضعت المرأة في أواخر الثلاثين مافيدها على الطاولة لتجلس في الكرسي المتهرء قائلة : كيف ؟ يا مستر فيصل ، تدري انها عارفة كل تفاصيل حياتنا و فالوقت لي إحنا نكون فعملية أحد يكون عند باب البيت أي غلط يدخلوا عليهم
إقترب فيصل منها ليقول بنظرات حادة : مس ملك إذا انت جبانة اطلعي منها
إقترب الآخر ليقول : كيف تطلع منها عشان اول واحد يجي يهددها تفك السبحة
رفعت ملك حاجبها لتقول بصرامة : لا تحاول تستفزني بكلمة جبانة انت عارف أني أقدر أسوي لي ماتقدرله انت و ياه ، بس مثل ماقلت لكل واحد نقطة ضعف و هي دارستنا
ضحك فيصل ليقول : دامك مو قادرة انت و نقاط ضعفك ليش داخلة ذا المجال ، ولا وش تقول يا جلال
بادر جلال بالرد في حين قاطعتهم ملك بعد ان ضربة الطاولة بكفها قائلة بحدة : تستهبلون انتو ، عارفين انو زي زيكم ماحد دخل برضاه إنجريت هنا و عطوني أقتل أحد و المسدس في راس أمي اذكركم بهاذي كمان
إقترب منها جلال ليقول : اششش خلاص أسكتي بتفضحينا
أبعدت ملك يده لتقول : كيف نبدأ
إعتدل فيصل بجلسته قائلا : حلو هاذي ملك لي نعرفها
ثم أضاف بجدية : ننتظر
ثم أكملت ملك بإبتسامة : لين مانلقى الجو المناسب و نكمل نخطط
إبتسم جلال ليقول : ينخاف منكم انتو الثنين و الله
دخلت تلك التي أتت لتو بعد أن عادت من الترتيب قائلة : إبش تخططون فيه ؟
سحبتها ملك من عضدها لتجلسها أمامها قائلة لتلك العشرينية : نكسر راس ريا
جحظت عينا الفتاة لتقول: انجنيتوا ، تدرون انها ماحتخلي احد حي فينا
قالت ملك بحدة دون أن تناظرها : اجل اقعدي تحت رحمتها و تلعب فيك زي ماتبي
إقترب فيصل ليقول : خلاص إنتي دخلتي بيننا ماحتطلعين إلا و انت معنا ، مين لي حرمك من امك و ابوك مين لي خطفتك و خلاتك تشتغلين عنا
هزها بقوة ليقول بحدة : مين ، هي نفسها ذي لي خايفة منها المفروض اول ماتتذكرين تكوني انت أولنا يا صبا
تجمعت الدموع في محاجر صبا لتهز رأسها بحقد لتقول بصوت مرتجف خاقد : هي ايوا هي ، خلاص انا معاكم
نظرات غامضة القا بها جلال ليقول : إذا متبين براحتك مو لازم تكوني معانا لساتك صغيرة
إلتفتوا له فيصل الذي رمقه بنظرة حادة و ملك التي رفعت حاجباها بتهديد
لكن قطع عليهم صوت صبا : لا ابغى اكون معاكم ، الحقيرة
إبتسموا لينهض كل واحد متجه إلى عملهم بالعيادة و حقد يكنوه لتلك الإنسانة
.
.
.
دخلت الجامعة بخطوات حيوية و إبتسامة تعتليها
إنتبهت لنظرات تجاهلتها و أكملا طريقها و هي تبحث في محفظتها عن كتاب لم تجده أغلقتها بضجر لتتجه إلى صديقاتها الجالسات في مكانهم المعتاد لتقول : بنات ماشفتوا كراس محاضراتي
إبتسمت غادة لتقول : و عليكم السلام انا كويسة الحمد و انت كيفك دوم إنشاء الله و حتى أنا وحشتيني
وضعت لتين محفظتها لتقول : يوه غدو مو وقتك مدري وين الكراس حتى هو مكتوب فيه كل محاضراتي
ضربتها لين على كتفها بخفة لتقول : أبغى أفهم دحين ليش معصبة كذا ، عادي إستلفي من أي وحدة فينا ماصار شيء
تنهدت لتين لاقول : إنشاء الله يكون ضاع و ماانسرق
ضحكت غادة لتقول : هههه ليش ؟
ظهر الإنزعاج على ملامح لتين لتقول : قهر، احس نفسي غبية إذا سرقوني
ضحكت اين لتقول : من جدك طيب و إذا يسرق منك شيء بسيط يعني
إبتسمت لتين : نفس الشيء ، و الله جد قهر احسه واحد حقير لعب علي و ستغفلني
إبتسمت أسيل لتقول : مع أنك غريبة بس حبيت تفكيرك
ضحكت لتين لتضع يدها على صدرها قائلة : ههههه مرسي حبيبتي مو انت اول وحدة تقوليها و انا مفتخرة بغرابتي
ضحكت غادة لتقول : خفي علينا يا المفتخرة
رفعت لتين حاجبها لتقول بإبتسانة : غدو حبيبتي خلك فمسلسلاتك العبيطة
ضحكت لين لتقول : هههههههه و اخيرا احد ساندني انو مسلسلات رومنسية عبارة عن سخافة
ضربت كفها بكف لتين التي قالت : و الله شتحسين فيه من بداية الحلقة حتى نهايتها نظرات و قلة أدب
إبتيسمت غادة لتقول : مو مشكلتي إذا ذوقكم خايس مدري شلاقيين فالاكشن كله خيـال فخيال و إنفجارات و مسدسات و قتل و مدري إيش
ضحكت لتين لتقول : طيب أنا إنسانة احب لما أتفرج على شيء أتحمس معاه كله حركة مو نظرات
قاطعتهم أسيل قائلة : محد يتفلسف أحلى شيء كوميدي و رعب
همت لين بالرد لكن قاطعهم ذلك الذي وقف امامه لتهمس غادة للين قائلة : إيش جابه ذا دحين
اما هو فإلتفت لاسيا قائلا : كيفك يا الوردية مبروك غيرتي درجة اللون عقبال للون كله
ردت لتين بهدوء و ملامحها تخلو من الإبتسامة : اظن هاذي حاجات البنات و الرجال مايتدخل فشغل البنات
رفعة حاجبه ليقول بتهديد : إيش تقصدين
عقدت يداها أمام صدرها لترد بنفس النبرة : ما أقصد شيء قلتلك لي مفروض تعرفه ، دحين ليش جاي
إحتدت نظراته ليقول : شكلك أنت من النوع لي لسانه طويل
ظهر الملل على ملامحها لتقول : مو شغلك من أي نوع أنا إذا جاي تستهبل فلاتضيع وقتك على الفاضي يمكن تستغله فشيء ثاني
إبتسم ليقول : و مين قال أني اضيعه بس جيت أسأل على صديقتكم الوردية
رفعت لين خاجبها لتقول : اقول أقلب وجهك لا اقلبه لك
ضحك ليقول : ههههه حلوة أقلبه لك ذي ، ورينا نشوف
أخذت لتين محفظتها لتقول : يعني تدور هواش ، كنصيحة روح عند لي من نفس جنسك مو البنات أما أنا فإنسى انك تستفزني و اتضارب معك لانه اولا اخلاقي ماتسمحلي ثانيا ماني همجية عشان اتضارب مع ولد و ليش عشانه إستفزني فإنساني
ضحك ليقول : يا بنت قولي انك خايفة و جبانة من الآخر ماله داعي فلسفتك
إبتسمت لتين لتقول : مشاء الله شكلك من الناس لي تحسب الهمجية و الهياط شجاعة لا غلطان مو معانته لما من تدخل من باب الجامعة من انت تطقطق على هذا و ذاك و تستفز الناس يعني انك شيء و شجاع و قوي و مدري إيش عمره لا تقارن القوة بالصراخ و الهواش لانه كل واحد كذا مجرد واحد مهايطي و بس فأبعد عنا لانه مافي أمل احد يتضارب معاك
ثم تبعت صديقاتها إلى الكفتريا في حين قالت غادة : أحسن غسلتي شراعه
في حين ضحكت لين لتقول : ههههه مدري ليش احس إذا كلمتيني بذا لأسلوب حكرهك ، كذا احسك تحشريه لين مايلاقي كيف يرد
ضحكت لتين فجأة ليلتفتوا لها بدهشة فتقول : ههههههههه بنات حاسة نفسي ابوسيني و الله احبني لما اتفلسف على أحد
شاركوها الضحكة لتقول غادة : ههههه امشي يا هبلة
و اكملوا طريقهم نحو الكفتريا
فالصداقة هي من تستحق أن يتلذذ المرء بلحظاتها
فبيوم من الأيام سترسم إبتسامة ذكرى جميلة
.
.
.
كفتريا الجامعة
جالسين منذ ست دقائق بالضبط كل واحد تحاول التفكير بما سيبدؤون

تنهدت مريم لتقول : طيب يعني هي خطة تدخل العقل بس كبنات صعبة لنا مين رح تطلع من بيت عشان تتبعه و مايندرى متى يمكن حتى بالليل.
هزت خلود رأسها لتقول : يعني أنا أقدر أطلع محد داري عن الثاني بس كمان مترددة لا تنسي شذى قالت جاء و معاه سلاح
هزت شذى رأسها لتقول : سهلة حنا ككمان نجيب سلاح
ضحكت خلود بتهكم لتقول : ههههه يا سلام، شذى لا تستهبلين من وين نجيب سلاح مين شايفتنا مافيا و لا عصابة
إبتسمت مريم لتقول : و الله جد دخلتي الجو أي سلاح
شربت من العصير الذي أمامها لتجيب بعد رفعها لكتفها : يعني يمكن تحمست شوية ، خلاص مو مشكلة ذي اصلا ماحنسوي شيء نتبعه و بس ، نعرف وين يروح إيش ماضيه نبحث عنه و الباقي سهل يعني بالكثير شهر و لا شهرين و يكون بالسجن
إبتسمت مريم لتقول : طيب ، كيف نتنقل يعني كإحتياط إذا احد مسكنا مااظن حننتظر تااكسي
إبتسمت شذى لتهز رأسها قائلة : هاذي خليها لي
تحولت ملامح خلود لتتساؤل قائلة : كيف لاتقولي السواق لانه مستحيل يمكن يتكلم ، مين ذا لي تقدري توثقي فيه أنه ماحيتكلم
إبتسامة واسعة إرتسمت على شفتي شذى الممتلئتين قائلة بثقة : ماحيتكلم عشانه يدري إذا فتح فمه بحرف حتنتشر قصته فكل الجامعة
رفعت مريم حاجبها بتعجب : و الله جاني فضول اعرف مين ذا
ضحكت خلود لتقول : هههه حتى أنا نسبة الفضول بدت تزيد عندي
لم تختفي إبتسامة شذى المرسومة لتقول: عادي نرضي فضولكم
و أضافت بنبرة إمتزجت بوجع مخفي : سامي
تبعثرت ملامح خلود و مريم للصدمة التي جسدت في حاجبيهما المرتفعتان و عيناهما الجاحظتين و أفواههما المفتوحتان نسبيا
أضافت بنبرة متهكمة : سكروا فمكم لايدخلكم شيء
أغلقوا أفواههم و الصدمة قد ألجمتهم عن الكلام

ظلت تتأمل صدمتهم مع ملامح ذلك الذي يظهر في الطاولة التي خلفهم...
مجرد نطقها لأسمه جعل جروحا تفتح....
و رؤيته أمامها لكن لا تستطيع التحدث معه يزيد عمق الجرح...
جدار وهميا بنوه بينهم...
جدار كانوا يظنون أنه سيتولى مهمت النسيان...
لكن هيهات...
إبتسامة بسيطة ظهرت على شفتيها...
حين نقلت أنظارها لتلك الطاولة التي يجلس بها شاب و فتاة...
هناك كانا يحبا أن يجلسا ، كانت طاولتهما...
كانت الشاهدة على شجاراتهم...
و على ضحكاتهم...
على حكاياتهم...
لابد أن قطار العشاق قد أخطأ...
فقد تركها في محطة لوحدها...
غير محطته....
ملايين الكلمترات بينهم...
رغم أن نظرة واحدة..
تختصر هذه الملاين بملمتر واحد بين القلب و القلب...
إنتبهت للكأس الذي ينعصر بين يديها و هي ترى تلك الحمقاء الجديدة تجلس و يقابلها بإبتسامة...
لاتستطيع هذا الشعور يخنقها...
كـاذب...
و خائن للعهود...
العهد الذي قيل فيه أن لاشيء يفرقهم...
يا ناس هل شهدتم على جنازة العهد..
نعم شهدتم...
أيها القاضي هل شهدت على محاكمة الطاعن للعهد...
لا لم تشهد ، لأن ملف القضية إنغلق بإسم القتل مجهول...
لما لم تنسى...
تضرخ بداخلها أنها لاتريد...!
لاتريد أن تنسى انها أحبت شخصا بذلك القدر من قبل...
لا تريد ان تنسى بأن شخص كان يسعدها من قبل...
ضحكة صدرت من تلك المتدللة لتقف بغضب حاولت السيطرة عليه بإيتسامة بعد ان طلبت أن لايتبععا أحد..
توجهت إلى الطاولة لتقف قائلة : أهلين ، إي صح إيش قلتيلي إسمك
إلتفتت لها أسيل قائلة : إسمي أسيل يا ست شذى ليش جاية
سحبت شذى الكرسي لتجلس قائلة : كذا ابغى اتعرف عليك
لفت أسيل خصلة بين أصبعها لتقول بدلال : و انا ماابغى أصلا خليني لحالي ماني ناقصة مجانين فحياتي
صوت حاد جعلهما تلتفتا حين قال : أسيل
رفعت شذى حاجبها بإبتسامة متهكمة : حرام ليش تتكلم معاها بذا الأسلوب ، دحين حتنجرح و تزعل منك
بلل شفته ليقول بنفس الجدية لا ينكر أن وجودها يوتره لكن تصرفاتها أصبحت تثير أعصابه : حد كلمك !؟
إختفت إبتسامتها لثواني لكن اعادت رسمها بقولها : لا بس من حقي ادافع عن صديقتي الجديدة ، لا تزعلها بعدين ماعاد تجلس معاك و هي كمان ماحتلاقي احد تضحك معه طول الوقت ، شكله عمرها لاضحكت
بلع ريقه ليقول بحدة : شذى ليش جاية ؟
إختفت إبتسامتها لتقول بحدة أكبر رغم هدوء نبرتها : لا تنطق إسمي فاهم ، انت آخر شخص أبغى إسمع إسمي منه ، إنسان حقير و اناني
زادت سرعة أنفاسها لتقول لتلك الجالسة و الحيرة تبدوا عليها لتقول بنبرة عالية : ممكن تنقلعي من هنا أبغى أتكلم معاه لوحدنا
رفعت اسيل حاجبها لاقول : تكلميني
عضت شذى شفتها و حركة رجلها زادت لتقول بعصبية : لا الجدار لي وراك ، طيري من هنا ابغى اتكلم معاه بس ماحاخذه منك لو بقى آخر شخص في العالم
وقفت أسيل بعصبية لتتجه إلى صديقاتها
في حين إعتدلت شذى في جلستها لتقول بقهر : أبغاك تساعدني
رفع حاجبه و ملامحه تبدوا عليها العصبية مستنكرا لطلبها و لا كأنها كانت تتلفظ بكلام عشوائي قبل قليل
لاحظت إستنكاره لتقول بنفس الملامح الغاضبة : حتساعدني غصب لأنك انت الوحيد لي اوثق انه ماحيتكلم
لم تنتظر إجابته لتقول : لأنك إذا اتكلمت بكلمة حأتكلم انا
رفع حاجبه ليقول بهدوء : تهدديني يعني
ظهر التحدي بعيناها لتقول : أيوة أهددك
وقف ليقول : لي تقدري عليه سويه
زفرة بضيق لتقول بصوت مال لنبرة الإستنجاد : سام
إرتخت كل عضلة في جسمه و دقات قلبه زادت...
نفس الإسم الذي كانت تناديه به...
لكن بنبرة أخرى ، لا يستطيع تحمل نبرة القهر و الإستنجاد على صوتها....
أما هي فعضت شفتها بقهر من الكلمة التي خرجت لاإراديا....
حاولت تسدترك الوضع لتقول بصوت هادئ : قصدي سامي إعتبرني كأي وحدة من الجامعة جات تطلب منك مساعدة بليز لاتردني
ألتفت لها بإبتسامة تهكم...
من المستحيلات ان يعتبرها كأي واحدة...
كيف لعقبها الغبي أن يدرك هذا...
جلس ليقول بعد أن تنهد : أي وحدة ما حتجي تهدد
أمالت شفتها بملل لتقول : ماهددتك حذرتك ، يعني زي لما الواحد يقول إذا سويت كذا حسويلك كذا يعني شرط لالا عقاب إبوة بالضبط عقاب
إبتسم للحظة ايقول : حاولي ترقعي
وقفت بعصبية لتقول : خلاص ماابغى بطلت
مسك بمعصمها ليقول : يوه طيب خلاص أمزح
نفضت يده لتقول بحدة : لا تلمسني
تركها ليقول بإبتسامة : خلاص إجلسي بإيش أساعدك
جلست بعصبية لتقول : و الله لو مو الحاجة حدتني عليك بس ماشي
مبتسم و يراقبها...
إشتاق...
إشتاق لعصبيتها الرقيقة...
و لشفتاها المحتقنتان باللون الوردي الأنوثي اللتان تتحركان بسرعة...
هل للصوت رائحة...
لا هو نفس الماء لا رائحة له ، ولا طعم له ، و لا لون له...
فماتفسير رائحة الورود التي تعطر صوتها...
لاحظ إرتباكها ، او توترها و هذا ما جعل الجدية تطغوا عليه ماالموضوع الذي جعلها تتنازل و تطلب مساعدته...
شفتاها بدءتا بالإرتجاف و ملامحها تثقل بحزن مجهول....
أما هي ففقدت السيطرت على زمام جموح تنفسها...
و دقات قلبها التي تكاد أن تطغوا على المكان...
خنقة أصابتها حين بدأت تحس بنظراته و المكان كأنه يضيق فيها...
بللت شفتها لتقول بهمس مبحوح بألم : ممكن نطلع برى حاسة نفسي مخنوقة هنا
هز راسها بإستغراب قلق لحالتها ليقول : طيب
تمشي بصعوبة بسبب إرتجافها الملحوظ...
لم تكن تدري أن مهمة السرد لهذا الذي يمشي أمامها أصعب....
اصعب و اوجع بكثير...
وجع أن تجلس أمامه و تتكلم كأن جرحها لا يزيد قيحا...
ألم أن تسرد مابداخلها لهذا الذي لا تريد ان ترى نظرة الإهتمام في مقلتيه البنيتين....
حاولت إدخال أكبر كمية للهواء لداخلها لعل ان تنظف قيح جرحها...
تنهدت لتبدأ بالسرد...
حاولت أن تخرج توترها بالمشي...
حكت ان المها...
عن تخبطاتها بين الحقائق و الأوهام....
عن خوفها من فقدان شخص آخر...
و مع كل كلمة تلقي بها يزيد شد ملامحه...
و قبضة يده...
لمذا لم تتكلم من قبل...
ألم يكونا شخصا واحدا...
لما تعشق أن تكبت مايوجعها....
وصلت للاحداث الأخيرة و دخول أشخاص جدد للحلبة التي رميت فيها...
عض شفته ليقول بحدة : مين ذا ؟
رفعت كتفها لتقول : مدري
تنهد ليقول بنفس النبرة : شذى لا تجننيني ، اقولك مين ذا لي يدخل البيت كذا أنت عارفة الخطر لي انتي فيه و لا لالا ليش ساكتة ليش ماتقولي لابوكِ
تجاهلت أسلوبه لتقول بنفس الصوت الهادئ : قلتلك مدري يعني مثلا يدخل البيت اقوله شوي دقيقة نتعرف إيش إسمك ، آه كويس طيب كم عمرك
توقف عن المشي ليلتفت لها قائلا بمحاولة تهدئة : طيب خلينا من ذا ، إيش الجنان لي انتوا ناويين عليه ، طيب اتبعتوه ايوة و بعدين فكري بعلقك شوي
زفرة بضيق لتقول بتهكم : و الله يعني أقعد اتفرج عليه كذا حتى يأذيني بشيء اقولك الولد مجنون موطبيعي مريض
تنهد ليقول : طيب خليه عليا عطيني بس إسمه
شتت ندرها بتردد لتقول بعناد : لا ماابغى
رفع حاجبه ليقول : ليش؟
ردت بنفس الصوت الهادئ: كذا مااحتاج
رفع حاجبه ليقول بملل : يوه لا تعندين
أكملت المشي لتريد : مو عناد بس كذا ماابغى
إبتسامة شريرة ظهرت عليه لتقول بتحذير : لي تفكر فيه انساه
جلسوا بأحد المقاعد ليقول : بإيش أفكر
رفعت كتفها لتقول : أكيد شيء مجنون
إبتسم ليقول بهدوء : مو مهم اهم شيء مستحيل اخليك تسوي الجنان ذاك
ناظرته بشك..
تعرف أنه مجنون و متهور...
أشاحت بنظرها لتقول ينفس الهدوء : إيش ناوي عليه
إبتسم ليقول : أخطفك
إلتفتت له بصدمة قائلة : هيه مو من جدك
رد عليها بنفس الهدوء بإبتسامة بسيطة : تدرين بدت تعجبني الفكرة ، هذا لي يفيد معاك
ظهر التردد في عينيها ليقول حين إلتقطه : ثقي فيا
رفعت نظرها له لتقول بعد تنهيدة تردد اطلقتها: طيب نشوف
إبتسم ليجلسوا بأحد المقاعد ليقول : قلتي عنده مفتاح البيت إيش حتسوي
ظهرت الحيرة على ملامحها
ليقاطع حيرته بإبتسامته قائلا : الحمد اني جيت ذكي قولي مشاء الله اول
رفعت حاجباها بدهشة لتقول بهدوء : فاضي تنكت ؟
لم تتغير ملامحه ليقول : طيب قولي ؟
إبتسمت غصبا عنها لتقول : إنسان عجيب دوبك كنت معصب ، طيب مشاء الله أخلص
هز رأسه ليقول : دخلي مفتاح غير مفتاح الباب فالقفل و كسريه
تبعثرت ملامحها لعدم الاستعاب ليقول بعد ضحكة قصيرة :هههه إيش بك متنحة
إبتسمت للضحكة قائلة : خلاص خلاص فهمت
ثم وقت لتقول بإبتسامة بسيطة لم تمنع صوتها المخنوق من الظهور : انا اروح و بكرة حجيبلك الإسم ، و شكرا
إبتسم ليشير له بأرسه قائلا : العفو باي
ردت عليه و هي ذاهبة : باي
وضعت يدها على قلبها الذي كاد يخرج بسبب خفقانه لتختفي الإبتسامة و تيتبدل بدموع ملتهبة بنار الشوق
أما فإختفت إبتسامته فهو ذهابها
إبتلع ريقه و خرجت تنهيدة ملتهبة بحنين
ليتجه إلى أصدقائه الذين تركهم حين طلبته تلك المسماة بأسيل على إنفراد لتسأله عن طريقة إستعمال اداة حديثة إشترتها...
حقا بدأ بالتأكد انها تسعى لشيء وراء هذا التقرب...
من اول يوم بدات بالتملق...
.
.
.

في الكفتربا الجامعة
بعد رجوعها إلى الطاولة و سردها لما أتفقوا عليه
قالت خلود : تصدقين كذا احسن
قاطعهم الصوت الآتي من الطاولة التي بجانبهم حين قالت لتين : اهلين بنات من زمان عنكم مايصير تخلونا نتعلق فيكم و بعدين تسحبون
إلتفتت لها خلود لتقول : شايفتنا شجرة عشان تتعلقين
ضحكت لتين لتقول : ههههه و الله وحشتني سماجتكم
إلتفتت لها مريم لتقول : انت بالذات ابلعي لسانك
إنفجرت لتين ضاحكة لتقول : هههههههههههه لساتك معصبة ريلاكس حبيبتي ماصار شيء
إبتسمت غادة لتقول : ليش ايش صار ؟
لم تستطع لتين أن تجيب من نوبة الضحك التي أصابتها : ه‍ههههههههههههههههههههه
لتقول مريم بضجر : سكتوها علينا ذي ، شكلها شاربة شيء
حاولت لتين إلتقاط انفاسها لتحكي لصديقاتها
في حين قالت مريم : عن جد حركات اطفال
إرتشفت لتين من عصيرها لتقول : و الله انت لي بديتي قلت يمكن كذا تفهمين
ثم اضافت لين : مدري كيف متحملتهم هنا فالجامعة و فالبيت
ضحكت لتين لتضيف : أبشرك كل لي ساكنين فذيك العمارة عقلهم مو فراسهم بديت أشك انه مستشفى مجانين
ضحكت خفيفة اطلقتها شذى لتقول : يعني كانت عندك الصباح
إلتقطت لتين مقصدها لتقول : تحمد ربها ماطردتها
ردت عليها شذى قائلة : لساتك فالبداية بتوصلي مرحلة تغلقي الباب بوجهها
إلتفتت لتين لغادة التي تقول : هالو نحن هنا
ردت عليها لتين قائلة : وحدة جاتني الصباح تقول أنها تبغى تتعرف اوك دخلتها بس ملقوفة بشكل
نظرات غريبة القت بها لين
لتقول لتين بإستغراب : إيش بها ذي
قالت لين بحسرة : خاينة ، عايشة كل ذا الحماس و مفكرتي فصاحباتك

بتسمت غادة لتقول : عنجد من زمان ماطلعنا مع بعض
شاركتها لين قائلة: صح صايرين نجتمع بس بالجامعة
وضعت لتين هاتفها بجانبها لتقول : إيش رايكم نطلع
هزت غادة رأسها : اوك بس متى
ردت لتين : مدري ذي الايام ابغى اروح مكان أفرغ كل الطاقة لي فيني
إبتسامة شريرة رسمت على وجه لين لتقول : خلاص لقيتها !
ضربتها غادة بخفة لتقول : الله يستر منك انتي وين ماخذتنا
شربت لين من قهوتها لتقول : المريخ
قبلتها لتين من خدها لتقول : مرسي حبيبتي حتحققيلي وحدة من امنياتي
ضحكت غادة لتقول : ههههه مو من جدك هاذي احلامك
هزت لتين رأسها : يب ، ترى من جد عندي امنياتي عجيبة غريبة مثلا نفسي اروح الفضاء اممم و كمان ابغى انط من جبل و حاجات كثيرة
ضحكت لين لتقول : هههههههه لما تحققيهم اجي اتفرج عليك
ردت لتين بمزح : لا مايصير اكون مع فارسي احلامي لا تحشرين نفسك
شاركوها الضحكة ليقفوا متوجهين إلى القاعة
.
.
.



جالسة في حديقة بيتهم
و هاتفها على أذنهم تكلم أمها قائلة : قلتلك حولت منازل انا إنسانة ماحب اقعد في مدرسة نص يومي مااحب احد يقيدني انخنق
اقفلت من امها بعد ان قالت لها : إليزا بكيفك بس طلعاتك ذي نقصي منها هالايام
وضعت خاتفها على الطاولة الصغيرة لتقول بهمس : اوف اوامر اوامر اوامر طفشت
ثم نقلت نظرها لهاتفها لتقول : حتى ذيك شكلها مطولة يعني هي البادية و ماتكلف نفسها تعتذر
تنهدت بضيق لترفع نظرها نحو السماء...
تتصل..؟
لا ستتجاهلها مثل التجاهل الذي يصدر منها...
لكن...
يمكن ان يطول خصامهم و ستفقدها...
و هذا مايريبها...
متأكدة ان تلك الحمقاء تعرف مدى ضعفها ناحيتها...
فإستغلت هذا الشيء لتشبع غرورها...
لابد انها الآن مع إحدى صديقاتها المنحرفات...
لا تريد أن تكون معها فقط...
كيف تتجاهل صداقة طفولة...
تريد ان مضي ايام و ايام و هما مع بعض و حكايات تدوربينهما دون كلل و لا ملل...
إلتقطت هاتفها لاتتصل إلى أن جاءها الرد حين قالت الأخرى : خير ليش متصلة
شتمت نفسها على غبائها هل هذه الحمقاء التي تريد ان تتصالح معها...
ردت عليها بكلمات مجمدة : هذا بدل لا تعتذرين
رفت حاجبها حين سمعتها تقول : ليش انتي إعتذرتي
وقفت لتمشي في تلحديقة قائلة : و ليش اعتذر انا سويت شيء غلط ؟ و اذا قصدك عن صاحبتك السافلة مو مشكلتي إذا انتي شايفة نفسك مثلها و مكانك معاها
بلعت ريقها حين سمعتها تقول : تسبيني و تستنيني انا أعتذر
حقا بدات بفقدان اعصابها لتقول بنفس الهدوء: لانك تستاهلين و ماغلطت إيش تسمين وحدة تتعاطى بالله عليك إيش تسميها الشريفة العفيفة و البلهة لي تعرف بلاويها و ساكتة تعتبر زيها
و اغلقت الهاتف و هي تشتم في نفسها الغبية التي إتصلت...
تنهدت لتتصل بفؤاد الذي قال : ليش جوالك مسكر
ضحكت لتتجه إلى سيارتها قائلة : شوي شوي الناس تسلم ، و جوالي ماكان فيه شحن
ثم اضافت بعد غلقها للباب : إلا وينك ؟
رد عليها فؤاد : طالع من البيت
إبتسمت لتقول : فطرت و لا لسى
إدارت المقود نحو اليسار حين سمعته يقول : لا حفطر برى
لازالت أنظارها على الطريق لتقول بإيتسامتها : اجل انتظرك عشان نفطر مع بعض
ضحك ليقول : ههههه طيب بس على حساب مين عشان اشوف اي مطعم اختار
ضحكت هي الاخرى قائلة : على حسابي لا تخاف اصلا انا لي حختار
ثم أغلقت الهاتف بعد ان حددوا المطعم...
إختارت أغنية و رفعت الصوت لعلها تطغى على ضجيج تفكارها...
لكن هيهات....
فراحت تقفز افكارها من غيمة لأخرى...
تشبعها بمياه ألمها...
لاتدري لما هي هكذا...؟
تخلق هما من الاشيء...
و تجعل غصة تقبع في حنجرتها من العدم...
تضيق تنفسها و تجرم في روحها...
فتكون هي القاتل و المقتول...
في الوقت الذي يمكنها النسيان تفضل التذكر...
إنتبهت لوصولها لتنزل بإبتسامة متوجهة نحو ذلك المطعم الفخم بطرازه...
وضعت نظارتها الشمسية في محفظتها لتتجه للطاولة قائلة : هاي ، غريبة وصلت قبلي
ثم أضافت بعد جلوسها : ياخي المفروض انا اوصل أول دايما البنت هي لي توصل اول فاغلب الافلام كذا
إبتسم ليرد : لانه كذب ، يعني انا من وجهة نظري اشوف انو البنت هي لي تتأخر لانها تقعد سنة و هي تتجهز
ضحكت لتقول : لا مو كذا هي من الآخر لي يكون أقرب للمطعم هو لي يوصل اول
ضحك قائلا : ههه الحمد الله انك إكتشفتي ذا الإكتشاف العظيم مدري إيش كنا حنسوي من دونك
ضحكت لتقول :هههه لا تستهبل من جد يعني هذه هي الحقيقة
ثم اضافت : ياالله نطلب
إبتسم فؤاد بشر ليقول : انا حطلب كثير و اقعد اتفرج فيه
رفعت حاجبها لترد : عادي حنقعد هنا لين مااخلصه ماورايا شيء انت الخسران حتتأخر على عملك وقتها خلي نذالتك تفيدك
نادا النادل ليقول لها : خلاص بطلت مافكرت فيها ذي
ضحكت ليطلبوا...
فهذا الشخص بالنسبة لها أخيها الذي لم تنجبه امها...
منذ تعرفهم قبل ثلاثة سنوات بعيد ميلاد إحدى صديقاتها ، و هو الذي بكون بجانبها كل يوم...
.
.
.

في احد اروقة الجامعة...
تمشي مع صديقتيها بعد خروجهم من الدرس
إبتسمت مستمعة لخلود التي تقول : يالله الحمد الله إبتسمتي ، فجعتيني رحت عادية و رجعتي وجهك مقلوب
تنهدت لترد شذى : اني أحكي لشخص غريب أصعب من اني احكي لوحدة منكم
بلعت ريقها لتردف بكلمات عطرت بألم : أصعب بكثير ، حسيت نفسي غبية لما رحت له مدري ليه مافكرت قلت عادي كأي أحد
رفعت كتفيها لتقول : مدري عرفت انه موعادي ، أبدا موعادي اني اتكلم معاه كانو ماصار شيء كاني مو زعلانة
إبتسمت مريم لتقول : انسيه ، خلاص كل واحد راح فطريقه
هزت شذى رأسها لتقول بتعجب : و مين قال اني مانسيته و عايشة على ايامه ، كل لي فالموضوع اني من كمية الغباء لي فراسي لجأتله هو بالذات
حاولت مريم تغيير الموضوع لتقول : يالله و ذي متى تتعلم تلبس زي الخلق ، صح لي ماعنده ذوق ماعنده حتى لو فلوس الدنيا ملكه
إبتسمت شذى لتقول : استغفر الله منك خلي الناس فحالهم
ضحكت خلود لتقول : المشكلة مو هنا المشكلة انها مومخلية احد فحاله و ناسية نفسها
همت مريم بالرد لكن قاطعت طريقهم تلك الفتاة قصيرة القامة بشعرها المجعد مميز بخصلة خضراء
إبتسمت شذى لتقول : اهلين اهلين سجو من زمان ماشفناك
عقدت سجى يداها امام صدرها لتقول بتهكم : ماني جاية عشان استمتع بخفة دمك
قاطعتها شذى لتقول لمريم : مريوم انا قلت شيء يضحك
هزت مريم رأسها بالرفض
لتلتفت شذى سجى بحاجبان مرفوعان يدلان على ان كلامها خاطئ
لتقول سجى بنفس الوضعية : ماني فاضية لكم بس حقولك شيء
مرت من جانبها لتهمس بأذنها : حتندمين قريب
ثم اكملت طريقها
انا شذى فإلتفتت لصديقتيعا المستغربتان لتقول : من إيش اندم
رفعت مريم كتفها قائلة : مدري عنها
أكملوا طريقهم لتضخك شذى فجاة : ههههههه
ثم أردفت حين إلتقطت تعجب صديقتيها : مو من جدها أندم لأني ضاربت معاها
إبتسمت مريم لتقول : يعني حتى انتي غلطانة ماله داعي تكبي الببسي عليها
رفعت شذى كتفها لاقول : تستاهل ماحد قالها تطول لسانها ، اصلا اظن خلاص راحت تشتكي اني انا لي هجمت عليها و مدري إيش إيش ناوية عليه كمان
إبتسمت خلود لتقول : يعني ماتعرفينها مريضة
ثم اكملوا طريقهم نحو الكفتريا
.
.
.

في كفتريا الجامعة
إبتسمت لتين : يلا يا غدو الشطورة اليوم دورك روحي إشتري لنا
لم ترفع غادة عينها من هاتفها قائلة : اصبروا شوي
تنهدت لين لتخطف الهاتف من يدها لترد: مافي ترانا جيعانين لاحقة عالجوال
رفعت غادة حاجبها لتقول : قلت إصبري إذا جيعانة لذي الدرجة روحي اشتري
ضحكت لين : ههههه لا ياروحي اليوم دورك
إبتسمت لتين لتضيف : غدو اقولك إيش تسوي اقعدي و لا تشتري خليها تجوع صح لين ماتروح تشتري هيا
ضربت غادة كفها بكف لتين قائلة : هاذي هيا الافكار ، بعدين الجوال لي خذته هوا لي يروح يشتري لها
وضعت لين الجوال على الطاولة لتقول : يوه غدو حبيبتي انتي احلى وحدة و حتى جوالك مظر للعين عشان كذا اخذته ، شفتي كيف اخاف عليك ؟
ضحكت لتين لتشاركها غادة التي قالت : ههههههه مدري إيش اقولك مرة شكرا ، بس مااحتاج خوفك ذا
ضحكت لين : ههههههه من عيوني يا أحلى غدو انتي
شاركتهم لتين الكلام بقزلها بعد ضحكة : هههههههه كل هذا عشان بطنك
إلتفتت غادة لتلك التي قالت : هاي ياحلوات
إبتسمت لتين لتقول : اهلين وين كنتي
جلست لترد : رحت عدلت الميكاب
غادة : يلا إيش أطلبلكم
حددت كل واحدة منهم طلبها لتذهب غادة
اما في الطاولة المجاورة
إبتسمت خلود لتقول : إنسانة عجيبة فيه واحد يخاف من النمل
ظهر الإنزعاج على وجه شذى لتقول بعد ان اقشعر جسمها : يمة و الله اخافهم تخيلي تدخل وحدة فأذني و لا أنفي
إنفجرت خلود ضاحكة لترد : ههههههههههه صايرلك زي الفيل يخاف من النمل
ضحكت مريم لتردف : هههههههه طيب ليش تخافيهم و الله مسالمين حالهم حال نفسهم
شربت شذى من قارورة الماء التي بجانبها لتقول : هي دي المشكلة فحجمهم اتوسوس لهم يعني مثلا ممكن احط اكل و بعدين تدخل نملة فيه و آكلها آع
ضحكوا مريم و خلود لتقول الآخيرة : هههههههه طيب تخافي من إيش كمان
ظهرت إبتسامة على شذى لتقول : خلاص قفلوا السيرة مااتحملهم هما و الفيران
إبتسمت مريم : طيب الفيران اوافق بس النمل ههههههه
ضحكت شذى لضحكهم : هههههههه خلاص ترى والله احس نفسي ارجع
كتمت خلود ضحكتها : خلاص خلاص سكتنا بس عن جد الموضوع يضحك
إنتبهت شذى لتلك اللاتية لتقول بعد زوال إبتسامة : استغفر الله اول مااشوف ذي البنت يتعكر مزاجي
ثم أكملت و هي تأكل من رقائق البطاطس : تنرفز شوفي مشتيها عادي تمر ربع ساعة وهي لسى ماوصلت لباب الكفتريا ، لا المشكلة إذا ضحكت لازم الكل يسمعها و الا تحس انو شيء ناقص
ثم إلتفتت لصديقتيها اللتان تناظرانها بإبتسامة : تدرون ابغى أعرف متى عيد ميلادها و اهديها تيشرت اخضر ازرق اصفر اي لون كرهت ذا اللون
قاطعتها خلود بعد ضحكة قصيرة : هههههه شوي شوي عالبنت كليتيها
رفعت كتفها لتقول بنفس الإنزعاج : كل شيء فيها يستفزني نفسي آخذها و أطرد أهلها من الجامعة و لالا اضربها لين تتعدل و بعدين اطردها حيوانة
ثم أضافت بعد أن رأت صديقتيها المستغربتان : يعني يعني أنا مو حاقدة عليها بس هي مستفزة جد يعني ليش اكرهها ماسوت شيء بس اكره تصرفاتها
إنطلقت ضحكة قطعت انفاس خلود القائلة : هههههههههههه بالله مو حاقدة ولا كارهتها انتي شايفة انك كليتي البنت بدقيقتين طلعتي كل عيوبها
كانت سترد لكن لاحظتها و هي تجلس مع صديقاتها لتقول بتعاطف مصطنع : اوه ياحرام مالقته عشان كذا راحت تجلس مع صاحباتها ، اصلا تدري هو لي معطيها وجه زيادة لانها ماتستحي على الوجهها المفروض الواحد يقولها لاعاد اشوف قدامي و فكيني عشان تتعلم كلبة
إبتسمت مريم لاقول برفعة حاجب : هاذي لي دوبها تقول خلي الناس فحالهم
ردت لعد زفرة أطلقتها : استغفر الله استغفر الله يعني انا مو قصدي احش فيها بس و الله هي لي تخليك غصب تتكلمين وع شوفوها كيف تجلس
شربت خلود من عصيرها قائلة : ترى هوا مو داري عنك
إلتفتت شذى لها بإستغراب : طيب حلو إيش لي انا
إبتسمت خلود : قلتلك بس
تجاهلتها شذى ليغيروا الموضوع
.
.
.
في المطبخ
تقطع الجزر و هي تتكلم مع أم عمر التي اصرت ان تساعدها لمحت أختها تدخل للمرة العاشرة للمطبخ لتأخذ بقطعة من جزر و تضعها بفمها
زفرت هديل بغضب لتقول : صايرة ارنب انتي ، حتخلصي كل الجزر و انا لسى ماسويت شيء
إبتسمت أم عمر لتقول : خليها تاكل ذا أحسن من شيء ثاني عالاقل الجزر فيه فايدة
إبتسمت أمل لتقبل أم عمر قائلة : و الله انك احلى خالة ، ايوة قوليلها انو فيه فايدة و هي اربعة وعشرين ساعة تضحك عليا
إبتسمت هديل : إيوة مفيد بس انتي زدتي فيها حتصيري ارنب
جلست امل على الكرسي الخشبي لتقول : ارنب و افتخر إلا اخوك فينه مختفي
وضعت هديل الجزر غي القدر لتقول : يقول حيقعد كم يوم عند صاحبه
هزت أمل رأسها لتطلق همسا : احسن فكة
تجاهلتها هديل لتقول : و انت دحين تقعدي ثلاث ايام كذا لا شغل لامشغلة
هزت امل رأسها لترد : لا عندي فلم دحين حيبدى باقي ربع ساعة
ضحكت أم عمر لتقول : ههههه يابنتي انت مختمة كل الأفلام
ضحكت امل قائلة : اوه لازم كل فلم يطلع جديد اشوفه حتى لو خايس
إبتسمت هديل وهي تضيف البهارات : عشانك فاضية اربعة وعشرين ساعة و ماوراك شيء
هزت امل رأسها
لتردف هديل بعد ان مسحت يدها : أنا حطلع اشوفلي عمل مايصير نقعد كذا لاتفتحي الباب لأحد
إبتسمت أمل لتقول : شايفتني بزرة كل ماتطلعي تقولي كذا
تجاهلتها هديل لتوجه كلامها لأم عمر برقة : خالتي انا حطلع اشوفلي أي عمل إذا إحتجتي شيء قولي لأمل ولا إتصلي عليا
إبتسمت أم عمر لتقول بنظرة إمتنان نقعت في حزن خفي : الله يوفقك يا بنتي و يرضى عليك
إبتسمت هديل لتقول بنظرة إشتياق : آمين ويحفظك إنشاء الله
إبتسمت أم عمر لاقول بهمس : آمين
توجهت هديل إلى الباب بعد أن إرتدت فستان نيلي لنصف الساق و معطف خفيف ابيض أنيقة رغم بساطتها...
شعر أسود غجري كان مرفوع على شكل ذيل حصان فتمردت خصلات منه على جبينها المصقول...
و عينان سودوتان مميزتان ببريقهما و نظرتهما الحادة...
رفعت يدها لتوقف سيارة اجرة لتتجه نحو المكان المعروف بمطاعمه
نزلت بخطوات رشيقة لأول محل لتسأل عن عمل
كان جوابه الرفض...
نفس جواب الأول و الثاني و الثالث...
حتى الخامس لم تختلف إجابته...
فتخرج في كل مرة بحيرة يجب أن تجد عمل في أسرع وقت فهم حقا بحاجة للنقود...
ركبت سيارة اجرة اخرى لتتوجه لمنطقة اخرى
و تكمل مسيرة بحثها
.
.
.

عمارات مهجورة
و ظلام خفيف غطى على المكان...
همسات بسيطة كانت تندلع من إحدى هذه البنايات
و كل ما يقترب المرء يزيد سمعه للكلمات
كقول الأول : طيب وبعدين إيش تسوي
رد عليه الثاني : مدري حعرف متى يدخل الببت و يطلع و بعدين اشوف
ضحكة متهكمة ألقى بها الثالث ليقول : لاتستهبل يا حسام إذا تبغى تسوي شيء خططله من أول
رفع نظره ليقول بحقد لذلك الجالس على خشبة مكسورة : مدري إيش اسوي يا ناصر ، كل لي عارفه ابغى احرق قلبه ابغى الدنيا تسود في عينه
وقف ناصر ليتجه إليه : إذا ماعندك مانع نساعدك
إبتسم ذلك المسمى علي : لاتخرب الولد هو بروحه مجنون
ظهر رجل يدخل للتو ليقول : اوه حسام من زمان ماشفناك
تجاهله حسام ليهمس لناصر : عنده بنتين وولد ، تدري مين ولده
رفع ناصر حاجبه بإستغراب متسائل
ليقول حسام : فارس
دهشت أصابت الجالسين جسدت فحابيهما المورفوعان
ليقول الذي إنضم إليهم للتو : هيه شالهرجة
أعاد حسام سرد له القصة
لترتفع حاجباه قائلا ،: اوه يعني ولده بس ليه عطاك العنوان
إلتفت له أنس ليقول : عثمان تراها واضحة انوا يبغاه ينسجن يمكن مومتفاهم معاه بذا الموضوع
إشتعلت السجارة الموضوعة بثغر حسام ليقول : بي هو يدري اني ماحقول للشرطة و يعرف اني ماحخليه حي
إبتسم عثمان ليقول : قلت عنده بنتين
هز حسام رأسه
ليكمل الآخر : نقدر نحرق قلبه فيهم ، يعني تدري فارس مو داري عن الدنيا ، كم عمرهم ؟
نفث حسام من سجارته قائلا : الكبيرة فالعشرينات و الصغيرة واضح اصغر من ربعة عشر
إبتسم عثمان ليسرد له ماسيعملونه
.
.
.

على كرسي من الخيزران أمام طاولة صغيرة جالسة تتأمل الكرة الملتهبة و هي تلملم رداءها الذهبي الذي لاطالما أنار الشوارع...
و كان مصدر دفئ للناس...
و غذى النبتات لتينع و تثمر...
ثم تذهب لتعود و تقوم بنفس مهامها...
فتنعت بالوفية..
الوفاء الذي بإمكانه أن يجسد في الطبيعة...
نحو البشر الذين يجهلون معنى هذه الصفة...
الشمس..
هي التي تتترك خلف ردائها الذهبي إحمرار وجنتي السماء التي تنتظر مناوبها الليل ثم يطل عليها..
فيلقي بنجومه....
و تعلوا همسات السعداء...
و ضحكات الساهرين...
و دموع المهمومين...
الليل الذي رغم سكونه إلا أنه اكثر ضجيج...
بالأفكار التي تختاره كوقت للزيارة...
و بالذكريات التي تزور فتنفض الغبار عن حجر الذاكرة...
فترسم إما إبتسامة ناعمة...
أو دمعة قاسية..
لكن كلها تشترك في الحنين...
تنهدت حين إنتبهت أن الليل قد حل..
إلتفتت لذلك الذي تقدم لها بإبتسامة لتقول : أهلين ، جيت دورت عليك كنت نايم
حك عينه بإصبعه الصغير ليقول بعد جلوسه : كان صحيتيني اكره لما انام فالنهار
إباسامة إعتلتها حين قالت : و لين السيد ريان يكره ينام بالنهار
ضحك ليقول : عشان ماحقدر أنام فالليل ، و بعدين لاتقوليلي سيد لساتني صغير
ضحكت خلود قائلة : هههه انا لما كنت فعمرك كنت اضارب عشان يقولولي سيدة حاسة نفسي خلاص كبرت قريب اوصل عشرة و انت تقول لساتني صغير
رفع حاجباه قائلا : هذيك انت مو انا
إبتسمت لتمرر يدها بين شعره..
لتبتسم لذلك الآتي لتتو فترد السلام بعد جلوسه قائلا : آه من زمان ماقعدت هنا
رفعت حاجبها لتقول بمزح : يعني الصراحة قبل كم يوم شفتك قاعد هنا
ضحكة أطلقها قبل قوله :ههه طيب الكم اليوم ذي عندي من زمان
ضحك ريان ليشاركهم برده : يزن اصلا انت دايما كذا كلامك مشقلب
رفع يزن حاجبه : بالله ! يعني إذا كلامي مشقلب خلود كيف
إبتسم ريان : لا خلود تقولي بأشتريلك شيء بعدين تشتري على ذوقها و تاكل نصه
إنفجر يزن ضاحكا ليقول بعد قهقعة : ههههههه و انا لي اكون قاعد آكل إلا تجي تقول شوي شوي و الاقي النص راح
إبتسم اخيه ليرد : لا خلاص ذي إعتدت عليها أنا
رفعت خلود حاجباه بدهشة : انتو انت مستوعبين اني قاعدة جمبكم و تتكلمون فيني
إبتسم يزن : احسن من نتكلم من وراك
اشارت لريان قائلة : ماعليك منه ذا هو لي حيخربك ، اصلا حرام تتكلم عن شخص حياخذ من حسناتك
هز ذلك الصغير رأسه قائلا : ادري عشان كذا تكلمت قدامك عشان متاخذين حسناتي
قالت قبل ضحكة خفيفة اطلقتها : هههه و الله تفاهمتوا عليا يعني ، ماش مردودة
وقف ريان قائلا : انا حروح لأمي
هزت رأسها مبتسمة
لتلتفت ليزن الذي يقول : زوجها ماجاء
هزت رأسها برفض لترد : لا شكله عند زوجته الثانية
رد يزن : أحسن
ثم اردف : كيف الجامعة
خلود بإبتسامة : عادي و مملة شوي و انت كيف الشغل
ضحك ليقول : عادي
هزت رأسها بهدوء
لاحظ غرابتها ليردف : إيش بك
هزت رأسها بالرفض قائلة : ولا شيء
رفع حاجبه : متأكدة
هزت رأسها بإبتسامة لتردف : ايوة إيش بيكون فيني ، فيه أحلى من ذا السلام لي عايشين فيه دام لي ما يتسمى مو هنا
تنهد قائلا : طيب مع إني ماإقتنعت ، بس إذا فيك شيء قولي
ضحكة رقيقة اكلقتها قائلة : طههههه ياخي قلتلك مافيني شيء
هز رأسه بمجارات
لتقول بضجر : وحدة صاحبتي فمشكلة فقلقانة عليها خلاص بردت ، قلتلك مافيني شيء .
ضحك قائلا : هههههه طيب خلاص صدقت لاتاكليني
شاركته الضحة ليكملوا محاداثتهم الإخوية
إلى أن جاءت أمهم لتناديهم للعشاء
.
.
.
في الشقة
جالسة على سريرها أمام حاسوبها تشاهد أحد الأفلام و أمامها علبة شكولاطة التي تعشقها...
غلقته لتزفر بضجر...
ملل فظيع أصابها...
بدأت فكرة إيجاد عمل تكبر في رأسها...
فتأتي بنقودها...
و تقتل وقت فراغها الذي يكاد أن يصيبها بالجنون...
فتحت صفحة عروض العمل لتغرق في بحث...
مرت ساعة و لم تجد شيء مناسب...
تنهدت لتأخذ ربطت شعر و ترفعه...
و تهمس بضجر : خلاص لتين بلا دلع زايد ، اهم شيء عمل و بس
غرقت عيناها في الشاشة أمامها...
عرض لعاملة تنظيف...
مطت شفتها بعدم رضى فهذا مستحيل أن تقبل به..
عرض عن عاملة في مطعم...
هزت رأسها بالرفض ، لا هي تريد أن يكون مكان قريب...
عرض عمل لخياطة...
تنهدت ، لا تجيد الخياطة...
وقفت لتأخذ غلاف الشكلاطة و ترميه هامسة : مدري إذا أنا قاعد أتكبر على العمل و لا دلع ماله داعي

عادت لغرفتها البسيطة بأثاثها و فتحت الحاسوب ثانية بحثت و بحثت و ككل مرة ترفض...
إلا أن ضربت يدها بالجدار...
حقا غضب اصابها من نفسها...
لتقول بصوت عالي : وجع قلنا بلا هبال ، دحين اول عرض حلقاه اوافق عليه حتى لو كان فآخر الدنيا
ثم أكملت و أناملها تتسابق على الحروف : يلا اول واحد حتصل عليعهم
ارجعت خصلة خلف أذنها لتغمض عينها حين وجدت عرض لتفتحهم ببطئ
و تتضح الكتابة....
عرض عمل لعاملة في مقهى قريب..
إبتسمت بهدوء لتلتقط هاتفها قائلة : يلا ماش مو مشكلة
إتصلت لتتأكد انهم لم يجدوا بعد و أخذت غدا موعد لتتكلم نعهم
وضعت هاتفها لتقول : يعني هي شغلة مش بطالة و كمان الراتب حلو
تنهدت لتقف متجهت إلى المطبخ لتطبخ شيء خفيف للعشاء
قطع عليها هاتفها الذي يرن إبتسمت حين رات أنها أختها التي قالت : افتحي الباب جاتك ضيفة
ثم أغلقت دون أن تنتظر جواب
وضعت لتين الهاتف لاقول بهمس : إيش بها ذي
توجهت إلى الباب لتفتحه بحذر
لكن شخص دفعه ليفتح في ثواني ثم أحست بحضن عنيف....
إصفر وجهها فزع لتقول بغضب حين سمعت ضحكة رودينا : وجع فجعتيني ماتعرفي تدخلي زي الناس
هزت رودينا رأسها بالرفض و هي تدخل : لا للأسف انا مو زي الناس انا سبشل
ثم أضافت بعد جلوسها على الأريكة : واا لتين انا أغرمت فالبيت ذا ، ابغى اسألك ماتطفشي لما تشوفي كذا كل شيء فمكانه و مرتب يع احلى شيء لما تكون فوضى احس انو فيه حياة بذي الغرفة
جلست لتين بجانبها لتقول : حبيبتي قاعدتك العبيطة ذي طبقيها فالبيت مو هنا ماني فاضة ارتب وراك
ضحكت رودينا لتقول : ههههه احاول اتربى ، واه و الله فرحانة فجأة بابا قالي ماتبي تروحي عند أختك
إبتسمت لتين لتقول : تصدقي جيتي فوقتك لاني عايشة حالة طفش و ملل مو طبيعية
ردت رودينا : و ذي وحدة من فوائدي
رفعت أختها حاجباه بدهشة : من جدك ، قصدك هاذي فائدتك الوحيدة
تربعت رودينا على الأريكة لتقول بحماس : لوتي تتذكرين رسماتي
هزت لتيت رأسها بهدوء
لتكمل رودينا و بريق سعادة قد إشتعل بعينيها : اممم وحدة صاحبة ماما عندها معرض و حتعرض روسوماتي
لتين زادت إبتسامتها لتردف : مبروك ، و الله رسوماتك كلها حلوة
غطت رودينا وجهها بكفيها لتقول : آه لاتمدحيني استحي
وقفت لتين لتقول : إستحي حد ماسكك ، يلا تعالي ساعديني فالمطبخ
و أكملت طريقها إلى المطبخ بخطوات سعيدة بمجئ أختها القائلة بتذمر : مااعرف
أخذت لتين المعكرونة لتقول : عادي تتعلمين زيي
زفرت بإنزعاج لتساعدها و بعد دقائق تحولت إلى متعة بين أختين
.
.
.

في الشقة المقابلة
في المطبخ غاطسة في بحرها الخاص بين عوالمها الهادئة...
و هل هناك أهدى من أعماق البحر...
أسماك ملونة باشكال مميزة...
أعشاب تضفي سحر خاص على القاع...
أحجار صلبة تلتصق بها نجوم البحر...
رغم هدوئه و سلمه...
إلا انها جزء من طبيعة هذه الحياة...
فالكبير ياكل الصغير ليعيش...
و الصغير يحيى بالاصغر منه...
تتحول إلى مرعبة عند إقتحام سمك القرش او الحوت...
فمهما كان نوع الكائن...
إلا انه حي...
يتعذب و يرتاح...
يحزن و يفرح...
فلا وجود للسلام الابدي...
الدنيا هي دروس و تجارب...
جهاد و نضال...
لنيل السعادة...
تنهدت بإبتسامة عادئة لتضع الخبز في الفرن...
و تنتقل إلى الحلوى...
أخذت الكريمة الوردية لتزين بها...
رفم عشقها للضجيج و الحياة...
إلا ان لكل واحد فترة هدوء و صمت...
يطلق فيها طاقاته السلبية...
إلتفتت لأهتها التي أتت قائلة : شذو عطيني أسوي وحدة
إبتسمت شذى لتقول : يلا اغسلي إيدك و تعالي
ضحكت بفرح لتذهب و تغسل يدها قائلة في عودتها : ياه هذي كلها لي
هزت شذى رأيسها بمجارات : ايوة كلها لك
ثم أضافت : كنت مع ملاك ؟
هزت أثير رأسها
لتردف شذى : و مريم فالبيت ؟
رفعت أثير رأسها قائلة : لا راحت تشوف ابوها قالتلي ملاك هوا مريض بس قريب رح يرجع
تنهدت شذى بضيق تأثرا بحال صديقتها : الله يشفيه و يخفف عليه
أكملت عملها بهدوء خال من التوتر...
ليدخل الفارس قائلا : شذى فيه وحدة تبغاك
تركت بيدها لتخرج متجهة لتلك الواقفة أمام الباب
لتقول بهمس : هذا انتي إيش تبي كمان قلتلك ماحد جاء
حركت الفتاة رأسها بالرفض ليرقص شعرها الشقر بدلال قائلة بنفس الهمس : لالا يا حلوة مو اتا لي تضحكين علي ، قلتلك جاتكم وحدة و كانت معصبة ليش جات ؟ ، سؤال واحد و جاوبني عليه
زفرة شذى بضجر منها : قلتلك ماجاء احد يلا توكلي
رمقتها إليزا بنظرة حادة هامسة : كم تبين ؟
ضحكت اطلقتها شذى قائلة بهمس ماكر : ماابغى شيء منك ، بس ابغى أسألك إيش إسمها لي تدورين عليها يمكن انا ماكنت بالبيت حسأل
تأملتها إليزا لثواني لتقول : هديل حسن القاسم

ثم أضافت بنفس : الهدوء حعطيك رقمي لما تعرفي إتصلي
أخذت شذى الرقم الذي كتبته بورقة
و هي تراقب خروجها أغلقت الباب لتعود متوجهة إلى غرفتها و خبأت الرقم بين أغراضها...
ثم قصدت إلى غرفة فارس لتطرق الباب بهدوء
و فتحته
لتسمعه يقول : يعني مافيه امل أنك تستأذني قبل ماتدخلي
تجاهلته لتجلس على الاريكة منفردة قائلة بتوتر مغلف بجدية : أبغى أتكلم معاك
إلتفت لها بهدوء متعجبا
مسكت تعليقة سلسالها لتقول بتوتر : ذاك الولد لي جاء و تضاربت معاه مين يكون
جلس على السرير ليقول بنبرة مشابهة لها : ليه تسألين ؟
رفعت نظظرها لتقول بهدوء : ابغى أفهم يعني ليه تضاربت معاه وو بس
تأمل ملامحها ليقول : و ايش مصلحتك لما تعرفين
زفرة لتقول بإرتباك : جاء يدور على بابا و بعدين انت تضاربت معاه ، يعني بس فضول
رفع كتفه قائلا : قلتيها جاء يدور على ابويَ يعني مالك حق تتدخلين
سكتت لثواني...
ستقول الحقيقة هذا ماوصلت له بتفكير سريع لتقول : جاء مرة ثانية
رفع حاجباه بدهشة
لتكمل بتردد : بس مافتحت الباب ، يعني عشان كذا ايغى أعرف بس من يكون
بترت كلامها حين تذكرت سؤاله اول مرة
" إيش علاقتك بذاك المجرم "
توسعت عيناها للحظة يبدوا ان له علاقة مع تلك الهديل المفترية
رفعت نظرها له لتقول بعد بلعها لريقها : و كمان يمكن له علاقة بالبنت لي جات
تأملها بهدوء...
إرتباكها...
غرابتها...
أمال شفته إلى البسار قائلا : أخته
لانت ملامحها لتهز رأسها...
فتحت شفتيها لتتكلم..
ليقاطعها فارس الذي قال : إيش ناويه عليه ؟
تلعثرت ملامحها بإرتباك : كيف ؟ مو ناوية على شيء بس سألتك كفضول لاني كنت حاسة فيه علاقة بينهم
لم تقنعه لكن حاول تجاهل الموضوع ليرد : متى حتسيبي فضولك ذا ، تعرفين بعدين تندمين انك عرفتي
وقفت لتقول بإندفاع : مو نفس الشيء
خرجت من الغرفة...
هذا الشخص يوترها...
يتحكم بإرتباكها...
الفجوة التي بينهم بنت حصونا عالية...
لمحت خروجه من البيت...
يعني ان إسم أبيه حسن القاسم...
توجهت إلى المطبخ لتكمل عملها مشتتة لتفكيرها...
ابتسمت حين لاحظت ان أثير عملت على كمية...
إلا ان دمعة حارة نزلت على خدها بتمرد...
ضائعة...
ولا تدري ماذا تريد...
من تصدق و من تكذب...
مسحتها بخفة لتكمل...
لعل النار التي شبت بداخلها أن تنطفئ...
.
.
.



على طاولة الطعام التي تجمع ثلاثة اشخاص...
صمت مخيم على المكان تكسره أصوات الملاعق...
بلع ملعقة من الحساء الذي أمامه...
الا أن قلقا قد بعث جذورا في عقله...
مذا تفعل الآن..؟
مذا لو حاول إيذاءها...
يدري أنها خائفة...
يحفظ ادق تفاصيلها...
خوفها ينتج تهورا مجنون..
و إندفاع غاضب...
تنهد ليلقي نظرة على هاتفه...
هل لازال رقمها عنده...؟
لا يدري..
لكنه يعرف ان من المستحيل أن يضغط عليه...
او ان ترن تلك النغمة المميزة...
اصعب مافي الامر هو التظاهر بالتجاهل...
عقله يبعثر أفكارا صاخبة...
قلبه يطلق نبضات مجنونة...
فكانت اول مرة يتحدان فيها...
من أجلها...
رفع رأسها بضحكة خفيفة حين سمع ابوه يقول للؤي : و انت مو المفروض أنك ماسك المحل
وضع لؤي ملعقته ليقول بإبتسامة : عمي يعني مافيها تساهلات اقعد ارتاح يومين
أجابه سامي : على فكرة صارلك شهر مرتاح
إلتفت له لؤي بنفس الإبتسامة قائلا : سامي ممكن لا تدخل
ضحك الآخر ليرد : حاضر من عيوني
قال سلمان بنفس الملامح اللينة : يعني على الاقل تشغل وقتك أحسن ماتقعد كذا طول اليوم
أجابه لؤي : طيب انا ماقلتلك ماحمسكه بس كم يوم ارتاح
ضحك سامي ليقول : دوبها كانت يومين دحين صارت كم يوم
إلتفتت له لؤي بنفس الإبتسامة المتوعدة : سامي ممكن لاتدخل للمرة الثاتية
هز سامي رأسها ليسند كوعه على الطاولة و يراقبه
يحب إستفزازه...
قال سلمان : ماقال شيء غلط دوبها كانت يومين و بعدين تصير شهر
ثم اكمل بتساؤل: و بعدين إيش حتسوي لو قعدت كذا لا شغل و لا مشغلة
أجاب بسرعة : قلتلك ارتاح
قاطعهم سامي للمرة الثالثة قائلا : مدري ليش معقد الموضوع إيش خسران يعني لو مسكته
ثم إلتفت لابيه : يبه لازم يمسكه لانه الوقت الفارغ ذا يمكن يخربه
هز سلمان رأسه مؤيدا : هوا دا لي انا اتكلم عليه بس عقله مايستوعب
ضحك سامي ليقول : شكله يبغى يروح فطريق ثاني عشان كذا يدور على وقت فراغ
إلتفت له لؤي بعصبية قائلا : للمرة المليون اقولك لا تدخل
رفع سامي حاجباه بدهشة : وين مليون ، هاذي الثالثة
قاطعه سلمات الذي قال بخزم : بكرة رح تبدى
هز لؤي رأسه رغم عدم الرضى ليقول : طيب إنشاء الله
إبتعد سلمان عنهم..
ليطلق سامي ضحكة...
إلافت لؤي له قائلا بغيض : يعني بدل ماتوقف معاي تزيد النار حطب
إبتسامة تهكم إرتسمت على سامي : تستاهل تحسبني نسيت حركتك الصباح
وقف لؤي قائلا : بزر ماحتناقش معاك
أطلق سامي ضحكة ووقف هو الآخر ليقول : يوه شكلك زعلت ، احسن عشان تبطل إزعاج على الصباح
تجاهله الآخر ليذهب إلى غرفته...
أما سامي فإتجه هو الآخر إلى غرفته و إبتسامة مرتسمة على شفتيه...
كان حاقدا عليه في الصباح بسبب إزعاجه..
ذهب للتوضأ...
و قبل دخوله رأى باب غرفة لؤي مفتوحة ليقول : صليت ؟
لم يجبه لؤي الذي كان مشغولا في حاسوبه
ميل سامي شفته ليقول : أحسن لاتجاوب
ثم توجه ليصلي مبتسما يدري أن بعد قليل سيعودوا كأن شيئا بم يحدث كالعادة

|§ إنتــــــ دمتم بود 🖤 ــــهـىٰ §|






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 10:29 AM   #24

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

قمة التشويق و حنا في انتظاار الباااارت

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-19, 06:17 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



[ البارت التاسع عشر ]

في غابة الاحزان
يدور ذلك الرمح بعشوائية..
يذهب يمينا ثم يعود شمالا...
يسقط ارضا ثم يرتفع...
يلتصق بالشجرة ثم ينزع...
لا يدري ماالذي يريده...
لكن فكرة الإنتقام هي سيدة افكاره...
لم يستطع ان يتجاوز عقبته...
بل يظن أنها ستزول فور موت الشخص الذي يتحكم في ذاكرته...
لازال يجول في الدائرة المغلقة بطيش...
إستوقفته جملة منقوشة...
[ قيل قديمآ
" اذا أردت ان تنتقم فإحفر قبرين .. قبر لعدوك .. وقبر لك...! ]
ذلك الرمح جالس بين كومة من العلب...
وجهه البارد اللامبالي لازال يتذكره..
يعيش دون أي إهتمام...
و لا ضمير...
دون أن يشعر بالذنب..
إلتفت لذلك الذي خرج من المطبخ البسيط بكوب حليب قائلا : ماحتفطر
هز حسام رأسه بالرفض ليقول : مالي نفس
مر من جانبه قائلا : بكيفك ، انا حرجع انام
هز الآخر رأسه بهدوء..
اإلتقط هاتفه حين لمحه يرن برقم غريب...
رد بهدوء لياتيه صوت فتاة قائلة : حسام القاسم صح ؟
عقد حاجباه قائلا : إيوة ، مين معايا ؟
ردت الاخرى بصوت باسم : بعدين تعرف ، ممكن نتقابل
زفر بملل من هذه المتصلة في الصباح قائلا : اوك ابعتيلي الموقع
أجابته بالموافقة لتبعث له موقع المقهى
لبس حذاءه ليخرج متجها للموقع سيرا لقربه
.
.
. اما هي و التي لم تكن غير اليزا الجالسة في مقهى هادئ
إبتسامة مرسومة على شفتيها...
لم يكن من الصعب أن تجد رقمه...
و اخيرا ستجد السبب الذي لا يريد أحد ان يتكلم عنه
وقفت حين لمحته آت لتشير له
تقدم ناحيتها...
مستغربا من هذه الفتاة..
ليجلس في الجهة المقابلة لها...
لم تنمحي إبتسامتها لتعرف عن نفسها قائلة : أنا إليزا صاحبة هديل أختك
لمحت ألاستغراب على ملامحه قائلا : اوك ، ليش تبين تقابليني
اليزا ردت : نطلب اول و بعدين نتكلم ، الموضوع يخص هديل
جزع كسى ملامحه قائلا : إيش بها هديل ، فيها شيء
ردت مطمئنة : لا مافيها شيء
طلبت عصيرا و قهوة...
لتقول بعد أن رشفت من عصيرها : هديل مو على بعضها صارلها كم يوم ، اتصلت عليها و سألتها ماعرفت إلا انها فمشكلة مع واحد إسمه حيدر
علا الإستغراب ملامحه ليقول : هي قالتلك
هزت رأسها و هي متأكدة ان هناك شيء مخفي لتردف : ايوة بس ماحكتني إيش هي المشكلة ، فقلت أسالك انت ممكن تعرف ، و اساعدها
تأملها...
عينان بريئتان...
نظرات مهتمة ...
لا يدري...
لما يحس انه بإمكانه الثقة بها...
زاد إصرارها قائلة : يعني إذا ماتبغى تحكيني خلاص عادي
تنهد ثم قال : مدري عن شيء
ثم وقف ليغادر المكان بهدوء
ثم رفعت هاتفها الذي رن برقم أمها لترد بهدوء
في حين
.
.
.

غرفة تداخلت فيها الوان حيوية من الاصفر و البرتقالي و الابيض إلا ان لمسات انثوية ميزتها
إنشدت ملامح تلك النائمة بإنزعاج من الاشعة التي تسللت من نافذتها الكبيرة لتلقي عليها بتحية صباحية
إنتبهت لمنبها الذي يرن للمرة السابعة لتمد يدها بكسل إلى الطاولة المجاورة لسريرها محاولة إلتقاط الهاتف لتقفل المنبه
وقفت متجهة إلى الحمام و لازالت ملامحها تدل على النعاس
خرجت من الحمام و إرتدت بعشوائية سروال جينز و قميص ازرق سماوي ثم غادرت الغرفة بعجلة و هي ترفع شعرها كذيل حصان...
و بعد بضعت خطوات لم تنتبه لحذاء ريان الموضوع هناك فجأة انزلقت قدماها نحو الوراء و دوى صوت إرتطام قوي بالارض...
ثلاثة ثواتي لم تترحك من مكانها...
لا تدري هل من صدمة السقوط...
او من الم قدمها و فكها...
ايقضتها ضحكة قوية أبت أن تتوقف من اخيها الذي كان نازل ...
لتقول بعد ان حاولت أن تقف إلا انها فشلت : لا تضحك ، المفروض تجي يساعدني اوقف
اتتها ضحكة يزن المستفزة حين مد يده ليوقفها
فقالت بانزعاج : انت بالذات لا تضحك
لم تختفي إنبتسامته ليرد يزن : هههههه ليش ؟
جلست على الدرج قائلة : ياخي ضحكتك مستفزة احسها تزيد وجع الطيحة
مدت يدها لتقف إلا انها أفلتت من يده حين إنفجر بضحكة أخرى : ههههههههههههههه بالله فين يوجعك
مسكت معصمها الذي وجعها قائلة بألم : مدري إيدي و رجلي و اسناني
قاطعته ضحكته قبل قوله : ههههههههههههه لحظة لحظة افتحي فمك
رفعت حاجبها لتقول : ليش؟
جلس في الدرج امامها قائلا : إفتحي فمك
فتحته بضجر
لتأتيها ضحكته قائلا : هههههههههه يالله سلامات ماطاحلك ولا سن
عقدت حاجباها بمحاولة إستوعاب لتقول بعد ان ضربته على كتفه قائلة : سخيف ، غلطت عمري اني طحت قدامك
زادت ضحكته قائلا : ههههههههه خلاص دحين كل مااشوفك اتذكر الطيحة
لفت وجهها عنه بحقد لتفول بألم : و الله رجلي توجع
ظهرت ملامح الجدية عليه قائلا بإبتسامة : فين توجعك
رمقته بطرف عينه لتجهاله
مد يزن يده نخو يدها ليقول : شكل إيدك انكسرت
عقدت حاجباها بصدمة قائلة : واه ماني ناقصة خنقت الجبس
وقpف و مد يده لها لتقف ورفعت رأسها حين قال :
امشي
مشت ثلاثة خطوات لتتوقف قائلة : لا رجلي ماتوجعني كثير زي إيدي
ضحكت خفيفة إنفلتت منه
فقالت خلود بملل : لاحول و لا قوة الا بالله اصلا حاسة بدوخة
هز رأسه قائلا : ايوة هوا اكيد كسر تعالي اخذك المستشفى
نزلت الدرج معه قائلة : اول ماقمت مستعجلة على الجامعة الزفت عرفت حيصير شيء
ضحك بهدوء
في حين تجاهلته خلود لانها تدري ان لافائدة منه
إنتبهت لأمها الجالسة مع ريان لتقول لها : ماما رايحة المستشفى .
وقفت امعا بهلع لتقول : ليه ؟ صار شيء ؟
رد عليها : طاحت فوق ، و ايدها توجعها يمكن يكون كسر
خوف ظهر على أمها التي قالت : إنتظروني اجي معاكم
أشارت لها خلود بالرفض قائلة : لالا ماله داعي اقعدي مع ريان ، و بعدين مافي شيء كبير
بدى على الام عدم الإقتناع الا انها قالت ؛ طيب طمنوني
هزت خلود رأسها ليودعوها متجهين نحو المستشفى
.
.
.
عند بوابة الجامعة
دخلت شذى بخطوات هادئة و ملامح باردة ، تخفي بها عواصف المشاعر التي بداخلها...
ستجلس امامه للمرة الثانية و تتكلم...
تشرح و تطلب المساعدة...
أكملت طريقها نحو مكان مجموعته المعتاد...
محاولة التحكم بدقات قلبها...
انتبهت له جالسا في ذلك المكان..
الذي كان اول ما يراها يقف متجها لها...
هاهو يعيد نفس الحركة ، بنفس الإبتسامة ...
لكن بمشاعر مختلفة ، و نظرة أخرى...
كرهت أنه يساعدها..
لا تدري هل كرهت نفسها او كرهته..
لان المخطئ مجهول بالنسبة لها ..
ايقضها صوته القائل : سلام عليكم
ضغطت على اناملها لتقول بهدوء : و عليكم السلام
لاحظ إرتباكها...
لا يعرف ماسببه لكن يعرف ان عدوته قد اصابته...
تنهد ليقول : خلينا نقعد
هزت رأسها ليجلسوا في أحد المقاعد
قالت شذى : ماعرفت إسمه بالضبط بس عرفت إسم اخته هو هديل حسن القاسم
إبتسامة ارتسمت على شفتيه قائلا : حلو بسهولة حلقى بيتهم و حتى رقم جواله
إلتقطت محفظتها لتخرج رقم إليزا
مترددة ان تعطيه كيغ لها ان تعطيه رقم فتاة
ممدت يدها متحدية مشاعرها قائلة : و هذا رقم لي قاتلي عن إسم اخته سألتني عن سبب جيت ذي هديل لبيتنا بس ماجاوبتها، يمكن تحتاجه
عقد. خاجباه ليقول : يمكن
هزت رأسهاو رمقته بنظرة خاطفة ملامح الامبالاة بادية عليه...
اماهو لاحظ إرتجافها...
متسائلا عن سببه...
حين قال : إذا بردانة ندخل
إبتسامة متهكمة ظهرت عليها...
من غبائه...
ياليته كان بردا..
و لم يكن تأثير دقات قلبها الذي ينثر مع كل دقة ألم...
هزت رأسها قائلة : هذا جو يبردون فيه
ضحكة خفيفة اطلقها...
هل يمكن ان يكون لها نفس فيضان المشاعر الذي بداخله الا ان تأثيره عليها أقوى
تنحنح ايقول : طيب ليش ترجفين
اشاحت بوجهها عنه قائلة : شايفني ارجف ؟
لم يرد عليها فتهربها واضح...
جالسين كل احد في طرف من المقعد لااحد يتكلم الا ان كل منهم يرفض الذهاب...
شعور مؤلم الا ان جميل...
اردفت شذى ببحة و دموع أخفتها خلف جفنها المنغلق نصفه : ليش تساعدني
اندهش من سؤالها المفاجئ..
لانه نفس سؤاله...
لما يساعدها؟
هل من أجل ان يسمع ذلك الصوت الموجع كل صباح...
او ليحظى ببضعة دقائق حتى يكمل شظية قلبه بشظية قلبها..
او كونها في مشكلة لوحدها يصيبه بالجنون بعد ان كان في يوم ما جيشها...
فضل ان يرد بصراحة : مدري
هزت رلسها بنفس الابتسامة : من حقك سؤالي جدا صعب ، و اجابته اصعب صح ؟
إلتفت لها فإلتقت عيناهما قائلا : فين تبين توصلين ؟
رفعت كتفاها بحيرة قائلة بإبتسامة مجنونة : مدري عن جد مدري ، مدري إيش اسوي موعارفة ايش احس مو قادرة افكر فأي شيء ، كل سؤال يجي فراسي اتجاهله لاني مو قادرة افكر اجابة
تنهدت لتقول بضعف : تعبانة و مو عارفة إيش ابغى
دهشة ظهرت على ملامحه...
من هذه الإنسانة التي يراها...
مختلفة...
ضائعة...
تختلف عن التي كان يعرفها...
قوية...
متجاهلة...
ضاحكة...
تنهد قائلا : مو هاذي لي اعرفها ابدا ، اشوف إنسانة ثانية من متى شذى تقول انا تعبانة من متى تضعفين كذا ، اظن عندك حياة ركزي فيها لا تلعبين بنفسك كذا
قاطعته قائلة : ايوة ايوة كلام حافظته من كثر ماسمعته ، لانك ماجربت كل مايكون عندك فراغ تلقى نفسك تفكر فإجابة مرات احس اني حنجن و انا احاول افهم و يقعد بس سؤال ليش يدور فراسي
هز رأسه..
من اخبر هذه الحزينة انه لم يحس...
بل اكثر من مرة تساءل عن السبب...
اصعب حياة هي الغامضة التي تقودك للجنون...
رد. عليها بنفس الهدوء المخيم غلى المكان : اشغلي وقتك ولا تفكري كثير صحتك أهم
هزت راسها بالموافقة قائلة بإبتسامة : سوري جيت نكدت عليك ،بس مدري فجأة بديت افضفض
نفس الإبتسامة إرتسمت عليه ؛ عادي كل واحد مرات يكون محتاج يتكلم
هزت راسها...
محق الانسان بحاجة للكلام...
لكن هل من المنطق أن يشكي الإنسان لجارحه..
لانه اكثر من يعرفه...
و الاقرب لقلبه...
و نظرة إهتمام تستدعي الالم ليخرج غلى شكل جمل مبعثرة لا معنى منها إلا انها لغة ترجمة المشاعر
وقفت مبتسمة لتقول : شكرا و باي
وقف هو الآخر قائلا : باي ، انتبهي لنفسك
هزت رأسها لتذهب للكفتريا لابد ان صديقتيها قد وصلتا
اما هو فإحتدت ملامحه...
بقت بضعة خطوات و يصل له...
وقف ليلتقط هاتفه و إتصل بعجلة على إبن عمه الذي رد بعد بضعة رنات ليقول سامي مباشرة : لؤي فاضي ؟
اتاه صوت الآخر المندهش الذي قال : لا تدري اليوم بديت فالشغل ، ليه فيه شيء ؟
تنهد سامي : خلاص ولاشيء باي
و اغلق الخط ليذهب إلى مجموعته قائلا : شباب انا طالع مشغول يمكن ماارجع أصلا
طارق : اوه ليش ؟
أخذ محفظته قائلا بضجر : قلت مشغول
صم أكمل بهمس : الكلب و الله لااجيبك
إتجه من سيارته لينطلق بسرعة...
عياه مركزتان على الطريق و عقله يفكر في طريقة...
لايجد أي طريقة عقله منغلق...
يحاول التحكم في جنونه لكن يفشل...
لم يستطع الإنتظار حتى نهاية الدوام....
من الممكن أن يعرف مكان جامعتها و يلحقها...
من الواضح أنه يستهدفها و يحاول إستغلالها..
تذكر الرقم الذي أعطته...
ليركن سيارته جانبا و يأخذ الورقة و أصابعه تتسابق على الارقام بسرعة

و يضغط على زر الإتصال
بعد بضع ثواني أتاه صوت فتاة قائلة : مين ؟
حقا ليس في وقت يحاول ترتيب كلام و جمل فيه
فقل بعجلة : بما انك تعرفي هديل تعرفي إسم اخوها ؟
ضحكت الآخرى بهدوء قائلت : انت تستهبل ؟ فيه احد يتصل من رقم مجهول ويتكلم كذا ؟ عالاقل قول مين انت ومن فين جبت رقمي
زفر بضجر منها قائلا بأسلوب لا يختلف عنها في غضبها : سألتك سؤال و جاوبيني ، مااتصلت اتعرف عشان اقولك مين انا

لم تختفي نبرة التهكم بصوتها حين ردت : انت متصل تستهبل عليا و لا إيش ؟ من جدك اقولك من فين جبت رقمي و انت تقول ماتصلت اتعرف معليش بس انا مااعرفك
قاطعها قائلا : طيب نتقابل ؟
تنهدت قائلة : شكلي حقابل ناس كثير اليوم
ثم اردفت بموافقة : اوك بس فين
لمح حديقة قريبة ليقول : حبعتلك اللوكيشن
وافقت لتخرج من المقهى الذي قابلت فيه حسام نحو سيارتها متجهة إلى الموقع الذي بعته
.
.
.

خرجت من القاعة متأخرة...
لتقول بهمس و هي تاخذ اغراضها : نذلات ولا وحدة إنتظرتني
حملت حقيبتها الوردية لتخرج بخطوات هادئة...
و مع كل خطوة ترقص خصلات من شعرها على أنغام سينفونية كعبها...
مظهر يفي بالقوة...
إلا أن داخلها ضعيف...
فخمة راقية بتصرفاتها...
بسيطة عفوية بأفكارها...

ضاحكة هادئة بملامحها...
باكية مجنونة بقلبها...
الخارج للغرباء...
و الداخل للنفس...
هي قاعدتها...
توجهت نحو الدرج لتنزل..
لكن إعترض طريقها شخص قائلا : أهلا بالفيلسوفة
تجاهلته لتمر من الجانب المفتوح...
لكن إعترض طريقها ثانية
لترفع رأسها بصوت هادئ ظهرت نبرة التهديد فيه : أبعد !
هو رأسه بالرفض قائلا : لالا ما نتفق كذا ، انا جيت اتكلم معاك و انت تقولين ابعد
عقدت يداها أمام صدرها و مقلتاها الخضروتان بلمعة زرقاء متجهتان نحوه
قائلة : تعرفني لا ، انا قبلت اتكلم معاك لا ، شايف أسلوب وحدة متقبلتك لا ، فأبعد لا تخليني اتصرف بطريقة انا ماحبها و للمرة الثانية أقولك لا تستهبل معاي
رفع حاجبه ليرد : مدري على إيش رافعة خشمك ، يعني عادي أحد جاء يكلمك ردي عليه
لم تهتز لترد بتفس الصوت الهادئ : على حسب الشخص ، إذا كان ماعنده سالفة وجاي يستعبط فهذا ماحكلمه ولا حعطيه وجه لانو الواحد مهما اتهزء و انرفض يقعد لاصق زيك انت
إحتدت ملامحه فإجاباتها تستفزه...
إهانات مغلفة بهدوء و كلمات منمقة نقية...
تقدم خطوة نحوها ليقول : ذي المرة الثانية لي تستفزيني فيها ، و ذا الوضع مو عاجبني
رفعت خاجبها قائلة بإزدراء : مومشكلتي لا تتكلم معيا ماحتسمع كلامي
تقدم بخطوة ثانية قائل : حلك حلو بس ماراق لي ابغى شيء ممتع
إبتسمت بتهكم لترد : كان قلت من اول انو عندك فراغ و مو عارف بايش تمليه ، فاقترح عليك تشوف طبيب نفسي يمكن يساعدك عشان ماعاد تضايق الناس
تقدم بخطوة لتعود عي ببضعة خطوات للوراء حين لاحظت أن الجدية بدت تطغو على ملامحه و تقربه هذا بدء يغضبها ليقول بهمس حاد : تبين تلعبي معايا مافي مشكلة بس حتخسرين
ضحكت بهدوء : والله عنجد فاضي
تقدم بخطوة أخرى
لتقول بحدة : وين تبغى وتصل !؟ كلمة و ما حعيدها أبعد عني
لم تتغير نبرته حين رد : تعجبيني لما تهددين و ماتسوين شيء
دفعته من أمامه بقوة لتسقط كتبه أرضا فركلتها لتبعد وتنثر في الممر
ثم أكملت بحدة بعد أن تخطته : لا تخليني اطلع جنوني فيك
أكملت طريقها بعد أن لاحظت صدمته ليصرخ على الاعين الفضولية بأن يلتهي كل أحد بعمله...
نزلت إلى الكفتريا لاقول بعد جلوسها على الطاولة بضحكة : يلا حبيبتي لين دورك اليوم تراني مرة جوعانة
زفرة لين بملل قائلة : تعيانة و مانمت البارحة
قاطعتها رغد قائلة بإبتسامة : يلا حبيبتي مو مشكلتي انك مانمتي ، اصلا ماتمشي عليا ذي
ضحكت لين لتقول : اوف كشفتوني يلا إيش اجيب لكم
حددت كلواحدة منهم طلبها لتقول لين : بس عن جد مافيا اروح و اشتري و ارجع
ضحكت لتين القائلة : هههه يلا يا قلبي بلا كسل إبتسمت لين لتذهب
.
.
.

واقف امام مدخل الحديقة عاقد يداه أمام صدره من يلمحه من بعيد يجزم أنه ينتظر احد ليتشاجر معه...
لمح سيارة تواقفت لتنزل فتاة بشعرها الذهبي...
عقد حاجباه حين بدأت تتقدم ثواني و إعتلته ملامح الدهشة...
يعرفها جيدا...
يعرف هذه الاعين لمن تكون و من يورثها...
اما هي فتوقفت على بعد متر تتأمله...
بعد رجفة قلبها حين رأته...
هو الذي تحاول جاهدة للوصول له...
هو الذي نحتت أمها ألمه...
إرتسمت إبتسامة على شفتيها...
إذن هو أخيها...
رمت بخطوات ثقيلة نحوه...
متناسية الموضوع الذي إتصل عليه...
لتقول بصوت هادئ : صدفة جمعتنا مرة ثانية
لانت ملامحه و كأنه إستوعب ان هذه التي أمامه هي أخته...
و الإبنة المدللة لتلك القاسية...
هز رأسه و بصوت هادئ قال : اها، طيب دحين جاوبيني على سؤالي
لم تزل إبتسامتها و بريق براءة في. عيناها حين قالت : خلينا نقعد أول
تنهد بملل منعا لكن يحاول مجاراتها لتجهوا إلى أحد المقاعد
اما هي فتمشي و فرحا قد إحتل قلبها...
تتحول لطفلة حين تخونها مشاعرها...
تحب بسرعة و تكره بسرعة...
و مجرد فكرة ان الذي امامها أخيها و أنهم خرجوا من نفس الرحم...
يجعلها تتعلق به...
و الآن يسألها عن موضوع يتعلق بتلك الغبية...
قالت بنبرة بسيطة : طيب اول شيء جوابني من فين تعرف اني اعرفها ؟ و من فين جبت رقمي ؟

رفع حاجبه قائلا : رقمك اسهل شيء اجيبه من إسمك ، و ليش فهذا شيء مايخصك
عقدت يداها امام صدرها لترد : طيب بكيفك بس عندي شرط و اعطيك رقمه و إسمك و حتى مكانه لانه مو فالبيت
زفر بضجر من عنادها...
ثم اردف بنبرة تدل على الملل: طيب يا آنسة إيش هو شرطك
إبتسمت بإنتصار و ردت : أجي معاك
إعتلى الاستغراب ملامح الآخر فقال : ليش تجين ؟
أخذت هاتفها و رفعت كتفاها بنفس الإبتسامة : انا هذا شرطي و انت حر ، حتى اني باقعد فالسيارة مانزل
بعد ان لاحظ إصرارها وافق فهو لن يخسر شيء إضافة إلى الفضول الذي اصابه نحوها
توجهوا إلى السيارة...
و سكون يطغى غلى اليارة طول الطريق...
فهو ليس في مزاج ليتبادل فيه الحديث...
و هي فضلت ان تسرح في الطريق مع أفكارها المجنونة و الهادئة في الوقت نفسه...
رفع حاجبه حين رأى أن المكان مهجور ليقول : متأكدة انه هنا
هزت رأسها مشيرة إلى البناية
أوقف السيارة لينزل دون أن يغلق الباب...
بخطوات مجنونة...
لا يفكر في شيء آخر غير إيجاده....
لمح أحد نازل في الدرج...
فإحتدت ملامحه....
يحس أنهم في الامكان...
و ان شبابيك العناكب هذه لا وجود لها...
و الغبار الذي جعله يسعل قبل قليل قد إختفى لم يبقى إلا هو و ذلك الذي ينزل بخطوات سريعة...
تقدم خطوة...
و ثانية...
ثم همس بصوت ظهرت فيه بحة شر قائل : حسام ؟
رفع حاجبيه الآخر بإستغراب ليهز رأسه قائله : إيوة انا هو
و كانت هذه الكلمتان كفيلة بأن يندفع سامي نحوه بلكمة على وجهه..
في حين الآخر لم تكن له اي ردة فعل غير الصدمة...
و هذا مازاد جنون سامي ليلكمه ثانية...
قائلا بحقد : يلا ورينا شطارتك دحين و لا تعرف تبينها بس مع البنات
عقد الآخر حاجباه ليقول : إيش تقصد
تقدم سامي خطوة إلى الامام نخوه ليمسك بفكه قائلا بحدة : شذى تقرب خطوة لها صدقني حمحيك ، اي مكان تروح له حجيبك
ثم صرخ بحدة أكبر : فاهم
في حين أبعده الآخر ومسح الدم الذي خرج من فمه قائلا بتهكم : شكلك انت تصدق كل شيء ، هي لي فتحت لي الباب و لا كيف دخلت لالا شكلك ماخذ فكرة غلط عنها
أغمض سامي عيناه لثلاث ثوان محاول التحكم في نفسه..
لا يريد ان يدخل في مشاكل أكبر...
لكن كلامه جعل عصبيته تزيد بجنون...
لمح عصا غليظة ليأخذها و يدخلا في مضاربة أعنف...
لم يكن يريد أن يحصل هذا...
كان يريد تحذيره فقط...
ثم يتصرف بطريقة أخرى ليضمن الحماية لها...
لكن كلامه إستفزه...
اما في الخارج
زفرت بملل...
لتلقي نظرة على الساعة...
له نصف ساعة منذ أن خرج...
إنتبهت للمفتاح الذي لازال بمكانه لتأخذه و تغلق السيارة...
ثم نزلت متجهة إلى المكان بفضول...
تقدمت بضعة خطوات و توقفت فجأة ظهرت عليها علامات الدهشة من الشجار العنيف الذي امامها...
لتصرخ : وقفوا
لم يسمع لها أحد...
بل لم ينتبه لها أحد...
نزعت حذائها ذو الكعب العالي لتتقدم نحوهم...
إنتبهت لعصا حديدية أخذتها لتضرب بها على الباب الحديدي...
فدوى صوت الضربة في المكان...
مما جعلهم يلتفتون لها...
في حين تقدمت لتقول بحدة : شفوا وقفوا و لا و الله حتصل على الشرطة هي لي توقفكم
علت الصدمة على حسام ليقول : انت !؟
في حين قال سامي : ليش جيتي
رفعت حاجباها قائلة : لا يشيخ لاطعني برى فالسيارة لي نص ساعة و انت قاعد تضارب هنا
في حين قال حسام : اوه و تعرفوا بعض كمان !
ثم إلتفت إلى سامي قائلا : ليش جبتها عشان تدافع عنك و لا تتصل على الإسعاف
و في غيبة من سامي أخذ العصى و يده..
ليضرب بها بعشوائية في حين ضرب سامي ركبته من الخلف ليسقط الأخر ارضا...
أما إليزا أخذت هاتفها لتفتح كميرا الفديو قائلة : طيب يعني مانتوا ناويين توقفون
خُطف الهاتف منها من حسام في ثواني ليرميه بعيدا...
اما هي فجزمت أنها ستوقفهم...
كالعادة تتخذ من مواقف تحد لها لا تستسلم فيه...
رفعت صوتها جهوري لتصرخ : طيب إتقاتلوا و إذا احد سوا لأحد شيء انا أول وحدة حاشهد
لم ترى أي ردة فعل
لتأخذ تلك العصا الحديدية لتتقدم نحوهم...
وقفت بينهم بجسمها الصغير لتشير بالعصا الحديدية إلى الحسامم الذي كان فاقد للتوازن و دفعته قائلة : يلا حدخل بينكم ،حد يعترض
اتاها صوت سامي القائل و لازالت عيناه مركزتان على حسام : أخرجي قتلك
أما هي رفعت رأسها نحوه قائلة : مهما كان لي بينكم ، أظن خلاص يعني ناوي حد يقتل الثاني عشان ترتاحون
ثم أكملت بهمس : لا تخليني اندم أني عطيتك العنوان ، خلاص نطلع و إذا عندك مشكلة معاه أنا حساعدك
إتكأ عل الجدار بصعوبة و هو يضغط على الجرح الذي ينزف ببطنه ليقول بإبتسامة إزدراء : تساعديني بإيش ؟
فتحت فمها لترد لكن إنتبهت لحركة من ورائها لتلتفت و تشير بالعصا قائلة بنبرة عالية رجع صدى كلماتها في المكان : قربي مني ووقتها انت لي حتندم ، لاتنسى حالتك كيف حتكون أسهل
ثم إلتفتت لسامي قائلة بنفس الإصرار : لما تبى تكسر راس أحد لازم بطريقة اذكى الإندفاع ذا ماحيصلح شيء بالعكس يمكن ينقلب عليك ، مثلا دحين إذا طلع و راح إشتكى بيقول هو إتهجم عليا..
و لاتنسى في ناس هنا شافوا السيارة خاصة انها ملفة يمكن يشهدون معاه
رفع حاجباه بدهشة قائلا : مافكرت فيها
هزت رأسها قائلة : المفروض تفكر فيها ، خلاص يلا نطلع
لبست حذائها ليتجهوا نحو الخارج و هي تسنده
ذهبت إلى السيارة لتقول : دقيقة وراجعة
اما هو فلم ينتيه لها كان يركز مع الجرح
لاحظت إنشغاله ثم عادت لتتقدم نحو ذلك المتكأ على الجدار نزلت بجسمها نحوه لتصل إلى مستواه قائلة : دحين حتصل على طبيب يجيك ، بس أصحى تتكلم عن شيء لا تحكي لأحد إذا قالولك إيش صار أتضاربت مع واحد برى
لم تسمع منه ردا فحالته أحسن من سامي
إنتبهت له جالس فب جهة السائق لتقول : تسوق بذي الحالة منجدك !
التفت لها بإستغراب
لتكمل دون ان تدع له مجال للرد : أنا اسوق
رد عليها بتعجب : بالكعب !
عقدت حاجباها و كردة فعل نقلت نظرها لحذائها لترد بضحكة : يوه مو مرة عالي ، اصلا كثير اسوق و انا لابسته
رفع حاجبه ليرد بنفس الصوت الخافت من تأثير الشجار : إذا انت تبي تموتين أنا لسى فشبابي ماابغى اموت بحادث
ضحكت بتهكم قائلة : لا سوق كذا عشان وقتها صح نلقى إسمنا فالأخبار عن شابان توفيا فحادث مرور لان السائق غبي يسوق و هو المشي مو قادر يمشي
رد عليها بنفس نبرتها : احسن من ان يقولون لان السائقة غبية تسوق بكعب و بدون أوراق اصلا و سيارة صعبة عليها
كانت سترد لكن قاطعها حين قال بنفس الصوت الذي يخرج بصعوبة : عندك شيء اربطه عشان اوقف الدم
فتحت عيناها بصدمة لتأخذ الوشاح المربوص على حقيبتها قائلة و هي تحاول وضعه على مكان النزيف : هو كله ينزف و يقولك اسوق !
بحثت بنظراتها في المكان بتوتر عن أحد لارفع صوتها لشاب في العشرينات قائلة و هي تحاول إيقاف النزيف : هي انت
إلتفت لها بإستغراب
لتكمل بعجلة : فيه مستشفى ولا مستوصف هنا
هز الشاب رأسه بالرفض فمن الواضح ان المكان مهجور ..
أنتبهت لانفاس سامي الذي بدأت تضطرب..
و ملامحه تنذر بفقدانه للعوي قريبا....
أخذت هاتفها لتتصل بتوتر على الإسعاف...
لازالت تحاول إيقاف النزيف الناتج عن طعنة بأداة حادة
ثم تذكرت لتتصل بطبيب من مستشفى أمها...
مرت عشر دقائق و قطرات عرق قد ظهرت على جبينها دليل على التوتر...
لاول مرة تمر بموقف كهذا...
مرت ربع ساعة حتى وصل الإسعاف لينقل بعجلة في حين ركبت هي أيضا و إتصلت بفؤاد لتقول : هلا فؤاد مشغول !؟
رد بصوت مستغرب : لا عندي إستراحة
أرجعت خصلة من شعرها خلف أذنها لتقول : و ماما فالمستشفى
رد عليها بالموافقة
ثم أردفت برجاء : فؤاد بليز حاول تشغلها ماتطلع من المكتب او تكون بعيد عن الإستعجالات
اتاها صوته المحذر : اليزا إذا جاية المستشفى بطلي ، تدرين حتعصب عليك
زفرت لترد : بعدين تهدى اصلا يمكن ماتشوفني بس بليز سوي لي قتلك عليه ، اذا ماتقدر خلاص انا حتصرف
إبتسمت بهدوء حين قال : طيب خلاص حتصرف ,مع السلامة
لم تختفي إبتسامتها لتقول : مرة شكرا ، مع السلامة
أغلقت الهاتف لتتنهد و هي ترى جهاز القلب



.
.
.
في الشقة
جالسة على الاريكة و اناملها تتسابق على لوحة المفاتيح للابتوب و إبتسامة بسيطة على وجهها..
هدوء كالعادة يحيط بالمكان إلى أن رفعت لتين رأسها وضعت الجهاز جانبا ووقفت لتصرخ بأختها قائلة : حطيه
و مع صرختها سقط هاتف رودينا أرضا بهلع و رجعت بخطوتات للوراء دون أن تنتبه للكرسي وراءها فسقط وتبعته
فتحت لتين عيناها بصدمة لاتقدم قائلة بعد ضحكة : هههههههههه من صرخة بس سويتي ذي الحفلة كلها
وقفت رودينا بهدوء متجاهلة أختها و إتجهت نحو هاتفها المقلوب قائلة بتحذير : شوفي إذا لقيته إنكسر مدري إيش اسوي فيك
ضحكت لتين قائلة : محد قالك إفصلي جوالي من الشاحن و تحطين جوالك
لم ترد رودينا لتجلس أرضا و ترفع الهاتف بحذر و عين مغمضة
ضحكت لتين لتأخذ الهاتف من يدها و نزرته إلى زجاجه إنفلتت منها ضحكة صاخبة
مما جعل عينا رودينا تجحظ قائلة : لتين لاتقوليها بليز لاتقوليها
تركت لتين الهاتف لتطلق ضحكة أخرى قائلة : ههههههههههههه معليش يا قلبي بعد كم يوم حتنسين ، و بعدين
قاطعتها رودينا التي أخذت الهاتف لاتنثدم من شاشته المشقوقة ثم عادت بخطوات للخلف قائلة بصوت يشبه البكاء : ليش ! و الله إنكسر اوف دحين لازم آخذه اصلحه و مرمطة
ثم أضافت بنبرة حزينة متذمرة : اوه حبيبي جوالي المسكين كله من عين ريناد الهبلة دايما تمدح فيه ،
إلتفتت للتين الضاحكة إلى أن إنقطع الصوت لتردف : ايه انت اضحكي كذا عالصامت كله منك
و أخذت الوسادة الموضوعة على الاريكة و رمتها عليها لتقف لتين القائلة و هي تمسح دموعها : عادي عادي يتصلح تحبي اعطيك عنوان محل تصليح حعطيك
إلتفت لها رودينا بنظرات حاقدة و قالت : ممكن لاتكلميني لو سمحتي
ضحكت لتين القائلة بحسرة :ههههه آه يا زمن كيف صار الجوال أغلى من الأخت ماتكلميني عشان حديدة فيها شوية اسلاك
مرت بجانبها رودينا القائلة بتذمر : يعني ليش تصرخين كذا ، ماتعرفي تقولي لاتاخذينه بهدوء
جلست لتين على الاريكة لترد : عادي ردة فعل ،انت تنفجعي من أي شيء
إلتفتت لها رودينا قائلة بغضب : كيف ماانفجع هدوء و فجأة اسمع إنساتة تصرخ كأنه أحد هجم عليها ذي عباطة مو ردة فعل ، خذي شاحن حقك و حطيه فمتحف لايلمسه أحد
تجاوزتها بنفس العبوس
لتقول لتين بإبتسامة : الشاحن احتاجه دحين لما أموت وصيتي انكم تحطونه فمتحف
أتاها صوت الآخر القائلة بتهكم : هاهاها مرة تضحك
فتحت حاسوبها لترد : محد قالك تضحكين
لم يأتيها جواب لكن وصلتها رسالة على هاتفها لتفتحها و ترى رودينا التي أرسلت لها
" هبلة قلت لاتكلميني "
ضحكت لترد كاتبة
" ليش تبعتين هنا "
ثواني ووصلها الرد
" لاني قلت ماحكلمك بس للضرورة حبعتلك مسج "
إبتسمت لترد
" ها كيف حبيبك لي حزنانة عليه وحقدتي على اختك عشانه "
أتاها رد رودينا
" مالك دخل فيه تقتلي القتيل وتمشي فجنازته ، ولا تبعثي قلت للضرورة "
ضحكت بهدوء لتبعث
" اوه قتلتيه مرة وحدة ، لالا لازم اجي اوقف مع اختي فوقت الشدة "
لم يأتها رد
و بعد ثواني صرخت : سكرتي جوالك
اتاها الرد قائلة : بلكتك من الواتس
جحظت عينا لتين القائلة : يا وسخة تبلكي اختك الكبيرة
ضحكت حين سمعتها تقول : احسن عشان تبطلي عباطة
تجاهلتها و توجهت نحو غرفتها و إرتدت حذاءها لتصلها رسالة رودينا
" وين طالعة "
ابتسمت لترد
" نازلة السوبر ماركت "
لم يأتها رد
ثم أخذت محفضتها الصغيرة و خرجت من الشقة
بعد دفعها للباب إنتبهت لجارتها المتكأة امام الباب بشرود فقالت : هلا بجارتي العزيزة مختفية اليوم قلتلك لاتقطعين
رفعت شذى نظرها بهدوء لها قائلة بصوت هادئ : لتين عنجد مالي خلق اتكلم
إبتسمت لتين قائلة : اوك طيب بس ممكن أفهم ليش واقفة عند الباب سرحانة
إعتدلت شذى بوقفتها قائلة بنفس النبرة الجامدة : ضايقتك ، إذا لا فلاتدخلين إذا نعم فمع نفسك
قاطعهم نزول خلود و هي تقول : اوه ليش قاعدة تستنين برى
ثم إلتفتت إلى لتين قائلة : اخيرا شفناك ، ميصير نكون جيران و مانلتقي
ضحكت لتين و ردت : يا ريي و انت من جدك تسكنين هنا
رفعت شذى حاجبها : لا جاية نزهة
اطلقت الاخرى ضحكة هادئة و ردت : و الله حماس لو كانت كل الجامعة تسكن فمكان واحد
إبتسمت خلود بتهكم : بالله ! شكلك فكرتي بس فالناس العسل مثلنا
ردت عليها لتين بنفس التهكم : ايش الثقة الزايدة ذي
إبتسمت شذى لتردف : ذي حقيقة مو ثقة زايدة
ضحكت لتين وردت : عسل ! ، يالله آخر صفة تنطبق عليكم
عقدت شذى يداها امام صدرها : يا سكر و يا عسل و يا كل شيء حلو ترى رايك مايهم
ردت لتين بنفس الإبتسانة : أمزح إيش بك زعلتي
ثم أضافت بعد أن ارسلت لعما قبلة في هواء : يلا باي يا حلوات مرة حبيت النقاش العقيم معاكم
ثم أكملت طريقها
أما شذى ضحكت بهدوء قائلة : أكثر إنسانة احس عندها إنفصام
نزلوا في الدرج ثم قالت خلود : عنجد مرات أحسها عاقلة و مرات مافي اهبل منها
والتفتت لشذى لتكمل : المهم إيش صار مع سامي
رفعت الاخرى كتفيها دلالة على جهلها للجواب
و توقف قلبها لثوان حين إقترحت عليها أن تتصل عليه
ردت رصوت خافت : ماعندي رقمه
ثم حاولت رسم إبتسامة لتكمل : خلينا قبل لانروح نشرب شيء في كافيه قريب
هزت مريم لتقول : دوبك كنتي فالبيت بس يلا
تبعتها شذى بخطوات هادئة
محاولة التحكم في أنفاسها...
و دقات قلبها...
و مشاعرها...
و أفكارها...
لكن فشلت ، فلا احد يلومها بالكاد إستطاعت أن تخفيها...
كسرت كل القواعد...
فهي كقطعت ثلج جمدت النار...
فلم يذب الثلج...
و لم تخمد النار...

هي التي تفكر خمسة وعشرون ساعة في اليوم...
و ثمانية ايام بالاسبوع...
و خمسة اسابيع في الشهر...
و ثلاثة عشر اسبوعا بالسنة...
هي التي لاتظهر صورتها على مرآة...
لأنها تحتار أي وجه تظهر...
القوي..
او الضغيف...
الضاحك...
او المتعب...
الواثق..
او المتوتر...
قطع عليها أفكارها وصولهم إلى المقهى الذي وقفت مبتسمة أمامه لثواني لكن سرعان ماعبست...
حين تذكرت انها إذا جلست بأحد الطوالات في داخله لن ترى سيارته تركن و لا إبتسامته تظهر و لا عيناه تبحث عنها...
إلتفتت لمريم التي قالت : يلا يا آنسة ادخلي ليش واقفة
فتحت الباب و دخلت بهدوء..
إختارت طاولة و جلست مقابلة لمريم و قالت بإبتسامة : احب ذا المكان
تنهدت مريم من افكار صديقتها قائلة : لساتك تجين !
هزت اللأخرى رأسها بالرفض قائلة بإبتسامة اخفت بها عبرتها : لا دي أول مرة أجيه بعد سنتين
حددوا طلباتهم للنادل
ثم قالت مريم : ما حسألك ليش جينا هنا لاني ماابغى انجلط
ضحكت شذى بهدوء قائلة و هي تشرب من عصيرها : و ليش تنجلطين ، خلاص ماابغى اتهرب من كل شيء يذكرني عشان أنسى لاني ببساطة ماابغى انسى
تنهدت نريم و ردت : برضو ماحسألك ليش ماتبي تنسين
رفعت كتفاها قائلة : مدري ،يمكن عشان فيه حاجات حلوة ماابغى انساها
ضحكت خلود و شربت من عصيرها ثم ردت : أقنعتيني خلاص
لم تختفي إبتسامة الاخرى لتردف : شفتي مافيه شيء يجلطك بس انتي متشائمة
ضحكة هادئة اطلقتها خلود إلى ان إمر وجهها : هههههههههههه ذي الكلمة مستحيل اسمع احد يقولها و مااضحك
إبتسمت شذى لترد لكن قاطعتها ضحكة اخرى
فقالت بتعجب : إيش الفصلة الغبية ذي ضحكينا معاك
إلتقطت مريم انفاسها و ردت : هههه كل ماأسمعها اتذكر. يوم قلتي لا تتفاءلين بالشر عن جد أجرمتي باللغة العربية
قالت شذى بتذمر : يالله انت مافيه احد يغلط قدامك
ضحكت ثانية
و قاطعتها شذى التي قالت حين تذكرت سبب مجيئها : دقيقة وجاية
وقفت بهدوء نحو امين الصندوق لتقول : السلام عليكم
رفع الآخر نظره من الهاتف و رد السلام
لتقول هي بهدوء : لؤي صح !؟
هز الآخر رأسه بإستغراب ليقول : ايوة ، تحتاحين شيء
سكتت لثواني بتردد
ثم اقالت بنفس الهدوء : يعني انت ولد عم سامي
هز رأسه بإستغراب منها
فبادرت بالقول باندفاع :لو سمحت ممكن تتصل عليه تسأله وينه !؟
ضحك الآخر بهدوء قائلا بإستغراب : هههه ايش تبين منه
اما هي فوجهها كان جامد و الجدية تطغو عليه رغم التوتر الواضح من عيناها
قالت : هو معايا فالجامعة و عندنا مشروع مع بعض أتصلت عليه مايرد فقلت يمكن يتهرب
ناظرها لثواني ثم قال : طيب ، من فين تعرفين أنه ولد عمي دامه واحد عنده مشروع معاك بالجامعة
ثم اردف بتهكم : و لا فالمشروع تتعرفوا على عايلات بعض
إنزعجت من جوابه و من كذبتها التي إنكشفت
فقالت بضجر : مة شغلكيش ابغى منه بس اتصل إسأل عنه و لا تقول انو انا لي قلتلك
إستند على الفاصل بينهم قائلا : طيب ،حتصل اذا قلتي ليش
سكتت لثواني ثم قالت بنفس النبرة : شفته يتضارب مع أحد
رفع حاجباه بدهشة قائلا بشك : اوه جد ، بس لسى ماجاوبتي على سؤالي من وين تعرفيني
زفرت بضجر منه قائلة : ادري انو هاذا محل ابوه و انوا انت لي ماسكه ، خلا ص ارتحت ماحخطف اي آحد فيكم
ٱبتسم قائلا : اها ، بس للأسف نسيت جوالي بالبيت و انا مو حافظ رقمه
جحظت عيناها بعصبية منه قائلة : لا صارلك ساعة تحقق معاي و فالاخير
قاطعها بعد ضحكة قائلا : هههههه اوه خلاص امزح
ثم اخذ هاتفه لتصل
اما هي فهمست بإنزعاج : عبيط و مستفز
سمعته حين قال : قال انو فالبيت
إبتسمت بهدوء قائلة : اوك ، شكرا
هز رأسه ثم غادرت بعد ان دفعت
و توجهت إلى مريم التي قالت : مشاء الله شكلكم صرتوا اصحاب
خرجت معاها من المقهى و قالت : لا بس كنت اتكلم معاه على العصير لانو قد جربته بس ذا حسيت فيه شيء زايد سألت أيش فالفواكه لي إستعملوها
ثم اضافت بشيء من الإنزعاج : بس طلع مرة عبيط
ضحكت خلود قائلة : و انتي مستنيته يعطيك الوصفة
عبست شذى و قالت : خلينا من ذا المستفز ، خلود اكيد تكون اتصلت تأخرنا
ناظرتها مريم القائلة : كله من حضرتك
ضحكت شذى قائلت و هم متجهين إلى سيارة خلود : مسكينة حبيبتي نفسي اشوف شكلها و هي مكسرة
ضربتها خلود بخفة و ردت : لا تضحكين ترى و الله تدور عليك
فركت الأخرى مكان الضربة قائلة : اوه لا تضربين امزح
.

.
.
واقفة في أحد الممرات بالمستشفى بقلق...
لا تدري لكن شعرت بالذنب انها من اعطته العنوان...
إنتبهت لأحد الاطباء فقالت : دحين اقدر ادخل
هزت رأسها بالموافقة قائلة : ايوة أكيد خلاص خيطنا
تجاوزتها في منتصف كلامها و تقدمت للغرفة و فور غلقها للباب نزلت دموعها و قالت : كيفك ؟
هز سامب رأسه بإبتسامة و رد : كويس ، بس ليش تبكين
مسحت دموعها قائلة و هي تجلس بالكرسي المجاور : انا كذا لما اتوتر احاول اتصرف بس بعدين دموعي تنزل
ضحك قائلا : هههههه يعني لما الناس ترتاح انتي تبكين
إبتسمت هي الاخرى : بالضبط ، يعني اذا كان عندي اختبار و اتوترت مااسوي شيء عادي بس لما يخلص حتى اذا كنت واثقة من اجاباتي ابكي
إبتسم قائلا : اتصلتي على الإسعاف !
رفعت هي حاجباها قائلة بتهكم : إيش رايك مثلا انا رحت اسوق
اطلق ضحكة جعلتها تستغرب : هههههههههههههه
ثم قالت بتعجب : سلامات ليش تضحك
رد عليها بإبتسامة : هههه فالاخير محد ساق لا انا لا انتي بس طاقتي راحت على الفاضي و انا اتناقش معاك
ابتسمت هي ايضا علقت : و الله من الغباء رايح تسوق كان دحين كل واحد فغرفة
رن هاتفها لتختفي إبتسامتها حين رات أمها هي المتصلة وقفت لتبتعد عنه و ردت
اتاه صوت أمها الغاضب حين قالت : اليزا ليش جاية هنا ! ، كم مرة قلتلك لاتعتبين باب ذا المستشفى يعني بس عناد
تنهدت ثم قالت : يعني هذا لي هامك ، موهامك ليش جيت
اتاها صوت امها التي قالت : عارفة مافيك شيء شفتك من الشباك ، دحين بتطلعين و لا تبينين لاحد انك بنتي فاهمة
رفعت الأخرى حاجبها بإنزعاج ثم قالت : لا
و اغلقت الخط
رجعت إلى الكرسي و رفعت نظرها له حين قال : ايش بك مكشرة

وضعت هاتفها في حقيبتها قائلة بتذمر : ماما انخلقت بس للأوامر و تتحكم فحياتي
هز رأسه قائلا لتغيير الموضوع : كم عمرك ؟
إبتسمت حين لاحظت تجاوبا منه ثم قالت : ثمانية عشر
اما هو فعقد حاجباه بإستغراب : مو المفروض تكوني بالمدرسة
ضحكت على تعليقه ثم ردت : ههههههه حولت منازل
هز رأسه بتساؤل
فردت بتذمر : انخنق لما اقعد فمكان بالغصب ، يعني احب ادرس بس فالوقت لي ابغاه مو لازم اروح المدرسة فالوقت ذا و اطلع فالوقت ذا و ممنوع جوال و مااقدر اطلع فالنص و اقابل الاساتذة مكشرين اربعة و غشرين ساعة و ناس ما تنطاق ، من الاخر شيء إسمه قوانين مااتفاهم معاه
ضحك على كلامها ثم قال : هههههههه يعني المفروض ياخذونك لجزيرة مافيها. قوانين و تعملي لي تبيه
إبتسمت لترد بتأييد : ايوة كذا ، يعني ليش اتقيد احب اطلع فالموقت لي ابيه ، اسوي اي شيء يجي فالراسي حتى العمل و مدري ايش اسوي معاه
قاطعها قائلا بإتسامة : تفكيرك مرة غلط ، غلط الواحد يعيش حياته بعشوائية حلو يكون فيها ترتيب
رفعت كتفها بلامبالاة قائلة : انا عاجبني ذا الغلط ، دامني مرتاحة فيه
تجاهلها و اغمض عيناه فنوم بدأ يداعبه اما هي فتوجهت نحو لنافذة تتأمل الشارع بإبتسامة...
لكن سرعان ما إختفت و استخلفها انعقاد حاجبيها بحيرة من أمها و منعها من دخول الى المستشفى...
اصبحت امها كلعبة ذكاء...
فالعبقري هو من بإمكانها فهمها و الفوز فيها...
كشطرنج يلعب بتخطيط صامت...
قطع عليها إنفتاح الباب فظهرت التي كانت سيدة افكارها...
تبعثرت ملامحها للصدمة فتقدمت قائلة : ماما إيش جابك
رفعة الاخرى حاجبها و ردت : ايش جابني مثلا
رفعت الاخرى كتفاها بإرتباك قائلة : لا قصدي من وين عرفتي اني هنا
لم تتغير ملامحها حين قالت بحدة : ما يهمك ، دحين أطلغي بسرعة قبل لا انا اجرك للبيت
فتحت إليزا فاهها لترد لكن إنتبهت لأمها التي تحولت أنظارها للمستلقي على السرير بهدوء
بللت شفتاها ثم قالت : ماما خلينا نطلع
تجاوزتها امها ثم تقدمت بإبتسامة
اما الآخر فإستيقظ على اصواتهم
لكن أبى ان يفتح عيناها...
عرف من دخل و ميز صوتها...
كيف له ان ينساه و هو الذي لازال عالق في الذكرة...
إرتعش حين شعر بأناملها التي تخلخلت بين خصلات شعرها و راحت تداعبها...
كيف له أن ينسى من التي كانت تنومه بهذه الحركة...
سمع صوتها الهامس حين قالت : عارفة انك صاحي ، لا تقوم خلك كذا
فتح عيناه.قائلا بنفس الهمس : ليش !
تنهدت و اكملت مداعبتها لشعره قائلة : اشتقت اني اشوفك متقبلني لما اتقرب منك ماتبعد
رفع نفسه قليلا ثم قال بتهكم : إشتقتي ! انت لي اخترتي انك تبعدي مو انا
سكتت لثواني كانت كفيلة في ان يحي الجزء المشتاق في قلبه و يستولي على الحلبة و يضع الجزء الحاقد تحت سيفه
ثم قالت بنفس الهمس : كنت مضطرة
ابعد رأسه عن يدها و قال بخيبة مغلفة بهدوء : مهما كانت اسبابك كنت قادرة تلقي الف حل ، و لا كان جاتك ذي الفكرة فراسك دامك ام
تأملته لثواني في حين انه اصر أن لا ينظر لها و لا لنظراتها
ثم سمعها نطقت بكلمة " آسفة "
كانت بإمكان هذه الكلمة ان تقتل الجزء الحاقد لكنها أحيته أكثر....
فكم كره هذه الاربعة حروف منها...
كرهها بثلاث أسنان السين...
و بنقطة الفاء ...
و نقطتا التاء...
كره لسانها الذي نطقها دون أي مراعاة للذكرى...
هذه الكلمة اجرمت بالحدث ، و جعلته بمكانة احد صقع بشاب بالشارع...
جعلته بنبرتها الباردة بمثابة نفس الكلمة التي يتلفظ بها أحد سرق ورقة بيضاء من عند أخيه...
إبتسم بتهكم ثم قال : إيش بيفيد اعتذارك
زفرت بضيق ثم ردت : اذا إحتجتني
قاطعها بنفس النبرة المعاتبة : لما إحتجتك مالقيتك ، خلاص تعودت ماله داعي وجودك
ثم اضاف ببرود : اذا تهمك راحتي فلا تطلعيلي فكل مكان ، لاني حسافر ووقتها لفي العالم كلو عشان تلقيني
إبتعدت قائلة لإليزا : روحي شوفيهم يكتبونله خروج
غادرت إليزا الغرفة بصمت...
ثم إلتفتت لسامي قائلة : خليني اوصلك
هز رأسه قائلا : ماله داعي حتصل بالسواق
هزت رأسها بهدوء ثم خرجت بعد ان همست بجملة هزت داخله
حين قالت : اهتم بنفسك
.
.
.
في غرفة خلود الجالسة على سريرها بلباسها المنزلي
زفرت بضجر من جبس الذي يضايقها ثم قالت بهمس : كله مني متى اتعلم اصحى بدري و ما اتاخر
إنتبهت للباب الذي انفتح فجأة و ظهرتا صديقتيها
إبتسمت حين سمعت شذى تقول : سلامتك خلود ماتشوفين شر
ثم اضافت بمزح و هي تجلس بجانبها : بس لا تاخذينها حجة عشان ماتحضرين الجامعة
ضحكت مريم ثم قالت : عادي انكسرت من اليسرى يعني تقدر تكتب فاطمني
إبتسمت خلود ثم قالت بثقة : عارفة ياقلبي الجامعة من دوني مملة
رفعة شذى حاجبها و قالت بتهكم : آه مدري ايش اقولك حبيبتي بس اليوم كل الطلاب يسألون عنك و مرة قلقانين عليك و قالوا لو عرفنا انها ماحتجي كان غبنا
ثم هزت رأسها بأسف لكن إنفلتت منها ضحكة حين سمعت خلود قائلة : من جدك !
إبتسمت مريم و هي تدفع كتف شدة بخفة و قالت : لا تصدقي ذي الهبلة ، كذابة
ابتسمت شذى و ردت : امزح ، هوا فيه احد داري عنك غير الدكاترة عشان يسجلوك غياب
ظهرت علامات الاسى على ملامح خلود القائلة : ليه كذا تجرحيني و تحسسيني انو محد مهتم فيني و انا انسانة متكسرة
قاطعتها هزة مريم لرأسها قائلة بإبتسامة : لالا ماتمشي علي ذي ، عارفة انو احنا نكفيك
و ايدتها شذى التي هزت رأسها ثم طبعت قبلة عنيفة على خد خلود التي قالت بضجر : بالله عليك لاتبوسين مرة ثانية ، ايش العنف دا
ضحكت شذى ثم ردت : ههههههه ترى ذي البوسة ماتطلع الا مع لي احبهم
قالت خلود بنفس الانزعاج : ياشيخة لاتحبيني
فإنطلقت ضخكات البنات الهادئة في الغرفة
و أكملوا جلستهم بإستمتاع...
جلسة كل واحدة منهم تنسى ماتمر به....
و مرت ساعات لم يحسوا بالوقت كيف مضى ليستأذنوا كون أن المغرب قد قرب فنزلت معهم خلود لتودعهم...
أغلقت الباب بهدوء و لازالت إبتسامة هادئة على شفتيها...
مشت كم خطوة ثم إنتبهت للباب الذي فتح فختفت ابتسامتها فور تعرفها على الداخل...
سمعته يقول بصوته الذي تكرهه : وين امك ؟
تجاهلته و اكملت طريقها فأوقفها صوت أمها التي تقول : وين رايحة تعالي تتعشين
هزت خلود رأسها بالرفض قائلة : اقعد من دون اكل و مااكل مع دا على نفس الطاولة
تنهدت امها و صعدت الاربعة درجات لتقترب من خلود قائلة : احترمي مفسك تراه اكبر منك ، المفروض يكون زي ابوكِ
لم تتحرك خلود من مكانها و قالت و هي تشد على كل حرف بحقد : يخسي يوصله
ثم أكملت صعودها بدرجتان لكن توقفت حين سمعت امها تقول بحدة : انا ربيتك كذا ! ناسية انو قبل انكم تعيشون معاي ها ناسية لو ماقبل كان لين دحين نلتقي مرة فالاسبوع ، يا نكارة الخير
لم تتحرك خلود و لازالت يدها تضغط على عمود الدرج و انظترها متجهة للأسفل حاولت بلع ريقها ثم قالت بحدة : الله يعطيه العافية و مرة مشكور على خيره لما خلاني اعيش فبيت امي من دونه مدري كيف كنت حعيش ، ماما ليش تدافعي عنه شايفة وجهك كيف صاير المفروض ماتترددي ولا لحظة انك تبلغين عنه
مسكتها أمها من نعصمها و ردت عليخا بنفس النبرة : ما اشتكيتلك ! فلاتدخلين فحياتي ماجبتك عندي عشان تكرهيلي حياتي
سحبت خلود يدها بحدة حين لمحة إبتسامة تهكمية من ذلك القذر..
يكفي تحس انها أكتفت بجرعة سموم الكلمات التي ألقيت عليها اليوم..
اخذت محفظتها و نزلت
توطجت لباب و اوقفها صوت امها القائل : وين رايحة فذا الوقت
اتاه صوت ذلك المتملق قائلا : اكيد طالعة تمشي لنص الليل و ترجع خلاص تعودت
إلتفتت له بحدة و لو كانت النظرات تحرق لكان لم تترك هذه الغرفة دون ان تلتهب ثم قالت : انت مو ابوي و لا اخوي و لا تقربلي فلا تتدخل
وقف قائلا بصوة دوى في المكان يشبه صوت زمجرة الاسد لكن اقذر منه : اكيد ماتبين احد يتدخل ، عاجبك الوضع لما تطفشين تطلعين و فأي وقت لانو مافيه احد يحكم فيك ، حتى امك و ماصار لها قيمة عندك دامك فبيتي و عايشة معايا فيحقلي اتدخل
كانت ستتجاهله و باشرت بفتح الباب لكن سمعت أمها تقول : و الله و الله ياخلود اذا طلعتي ماتدخلي ذا البيت ثاني ولا انتي بنتي
اغلقت الباب بقوة ثم إلتفتت لامها بترجي : ماما و الله ربع ساعة بس مخنوقة
ردت عليها امها بحزم : حلفت انك ماتطلعين
باعدت الاخرى عن شفتيها لترد لكن لم يدخل إلا الهواء و فقدت الاحبال الصوتية مهمتها...
ملامحها لازالت غاضبة حادة...
رسمت لوحة هائجة ، بائسة....
بحاجها المعقود كأنه سيبعت رعدا...
بعد لمعة مقلتاها السود التي بعثت برقا...
و عيناها التي في بداية إمطارها حين بعثت دمعتان....
شفتيها المحمرة تدل على أحتراق الارض التي تعكس جوفها...
قطرات الدم التي تسللت منها إثر عضها بشراسة ، كانت ذرة من الدم الذي ينزف من قلبها بمرارة..
رأت أمها التي تعطي ظهرها و تذهب مع ذلك الذي يهدئها...
تقوست شفتاها و ذبلت عيناها لتبدء اللليلة الممطرة لوجهها ...
حاولت تحريك قدميها بهدوء نحو غرفتها ثم أغلقت الباب فتمردت شهقاتها التي تخرج معها علقا يزيد مرارة البكاء...
أخذت صورتها بعمر العشر سنواة مع أبيها مررت أناملها عليها متمنية لو أنها لازالت حقيقية..
إرتسمت عليها إبتسامة بين الدموع...
حين رأت صورة أخرى المضحكة بتعابير وجهيهما
أخذت نفسها ثم تأملت الصور المبعثرة على السرير..
كانت مولعة بأبيها لكنه رحل...
عاشت سنين معه لم تفترق ابد...
لكن حين رحل اصابها الجنون و حتى الآن لم تتجاوزه...
فصارت قبل نومها تتخيل يومياتهم لو لازال موجود ثم تختمهم بإجشاعها بالبكاء حين العودة للواقع...
تشكي له كأنه موجود...
تتكلم و كأنه جالس معها...
تتخيل ضحكته...
و نصائحه..
ثم تأتي أمها لتقارنه بذلك القذر..
ضمت ركبتيها لصدرها و رفعت رأسها داعية أن يخفف الله عنها ألمها....
سمعت الباب ينفتح فوضعت رأسها على ركبتيها دون أن تنظر عرفت من أتى...
جلس امامها قائلا و هو يأخذ بصورة و يتأملها : كان مرة طيب ، تشبهينه كثير
رفعت رأسها بملامح مرهقة قائلة : و دحين تجي ماما تقولي المفروض الكلب لي معها يكون زي ابويا
وضع الصورة ثم قال بتساؤل : ليش ايش صار
انزلت قدماها أرضا قائلة بنبرة عالية : قاعدة تدافع عنه و تمنن عليا انها جابتني هنا كانه مو من حقي اني اقعد معاها ، قالتلي متجبتك عشان تكرهيلي حياتي و تتدخلي فيها
إعتلت أنفاسها و صدرها يصعد و بنزل بسرعة ثم اردفت بنفس النبرة و هي تشير الى نفسها: فجأة انا لي طلعت غلطانة و انا لي مااحترم أحد ، قالتلي انا ماربيتك كذا ليش هي متى ربتيني متى جات البيت و دقت و قالت ابى اشوف بنتي بابا هو لي كان ياخذني عندها
مسكخا من عضديها بهدوء قائلا : خلاص اهدي
نفضت نفسها ثم ةقفت قائلة بنفس النبرة : مارح اهدى
أخذت نفسا و هي تردد نفس الجملة بهدوء حتى مسكها من معصمها و اجلسها بهدوء قائلا : صح ماحدورلها مبررات لانو كلامك صح فكل كلمة قلتيها ، بس دي حياتها و هي راضية فيها ماله داعي كل ماتشوفيه معاها تتكلمين
ظهر الاستياء على ملامحها
لكن قاطعها قبل ان ترد : مو عشان اي احد عشانك انت و نفسيتك عارفة انها حتعصب و تتكلم كلام ماله داعي حاولي تتحاشي اي شيء يخليك تسمعي كلام يجرح و عشان لا تخسرينها ، مهما صار و مهما كان هي امك و انت عارفة انها تحبك و عارفة انها بعدين بتندم علي قالته صح و لا غلطان ؟
هزت رأسها مأيدة ثم قالت : طيب ، بس مااستحمل لما اشوفها مضروبة بوحشية و لما يجي قاعدة معاه و كانه ماصار شيء
هز رأسه قائلا : تقدري تتكلمي معاها بهدوء ، اسلوبك مرة ما حيجيب نتيجة
هزت رأسها ثم قتلت بعد ربع ساعة من شرودها : جعت
إبتسم قائلا : تعالي نطلع و انت أختاري المطعم
وقفت بعد ان مسحت دموعها قائلة : يلا اطلع حغسل وجهي و البس
قاطعهم ريان الذي ظهر رأسه مم بين الباب الفتوح قليلا ثم قال : ممكن أدخل
ضحكت خلود ثم قالت : ادخل ادخل يا المؤدب على الاقل انت تستأذن
إلتفتت ليزن الذي أحست بنظرته و رفعة حاجبة قائلة : خير فيه شيء
هز رأسه قائلا بإبتسامة : سلامتك
إلتفتت لريان قائلة : طالعين تتعشى برى تجي
هز رأسه بحماس
فقالت بإتسامة : اجل يلا رح اسئل ماما اول شيء و اذا وافقت البس طيب ؟
هز رأسه و خرج بحماس
ثم إلتفتت قائلة و هي تفتح الباب : ممكن تطلع بدون مطرود
ضحك صم خرج قائلا : لا تتأخرين
أخرجت لبسها من الخزانة و لبست
و فور خروجها رأت أمها امامها حاولت رسم إبتسامة حين قالت لها : لا تتأخرون كثير
هزت رأسها بهدوء
ثم خرجوا
.
.
.

الشقة رقم اربعة
غيرت القناة بملل ثم وقفت حين لم تجد شيئا يجذبها ، و التفتت الى اختها التي جلست امامها قائلة : طفش
هزت شذى ىأسها و ايدتها ثم قالت : ايش سويتي اليوم بالمدرسة
رفعت اثير كتفها بلامبالاة قائلة : درست
جعلت هذه الكلمة ضحكة تنطلق من الاخرى التي قالت : واه عن جد حسبت رحتي تحتفلي
و زادت ابتسامتها حين ردت اثير : ياريت
ثم اضافت بتساؤل : شذى متى تكوني فاضية
تحولت ملامح شذى للإستغراب قائلة : ليه ؟
تربعت الاخرى على الكنبة ثم اردفت : عشان نطلع من زمان ماطلعنا مع بعض
إبتسمت اختها و قالت : اوك ، شوفي مو بكرة لي بعده مايكون عندي شيء
ثم اضافت حين استوعبت شيء : و مدرستك !
ردت اثير بترجي : اغيب يوم واحد ما يضر يلا بليز تراه يوم بس
هزت شذى رأسها بعد اصرار أختها و قبلت
ثم تثاوبت اثير التي قالت : حنام تصبحين على خير
إبتسمت شذى و ردت : و انت من اهله
سمعت صوت الباب الذي اندفع
هدوء الليل و ظلمته
يساعد بحر أفكارها على الهيجان....
و تبقى هي كالزورق الذي يرتطم بين الامواج....
ترفعه تارة و تنزله تارة اخرى...
يدخله الماء الذي يساعده على الغرق...
لكن صاحبه يحاول ان يفرغه...
تشاهد انعكاس صورتها على شاشة التلفاز الذي اطفته...
كم تغيرت رغم ان ملامحها لازالت جامدة...
كم تغيرت افكارها...
كانت إجتماعية...
صارت لاتريد ان تدخل احدا في حياتها...
كانت مندفعة...
صارت مترددة....
عندما يقف شخص امامها..
اما غريب او قريب...
تشعر برغبة بأن تسد اذنيها خوفا من سماع شيء يصدم...
ليت توقيف الزمن شيء حقيقي...
لكانت توقفت في ذلك الزمن الذي كانت تجلس فيه على الطاولة بغضب لان امها وخبتها حين افسدت الطبخة...
و ابيها يهدئ امها ثم يلتفت لها ليشجعها فتبتسم بحب...
ثم تسمع صوت اخيها الذي يسخر منها بمزاح...
فيوبخه ابوها...
و تقوم امها لتهز اختها الصغير التي تبمي....
للحظة تخيلت أن ابيها بين القضبان و هي تذهب لزيارته...
تجمعت دموع بعينيها و انطلقت نبضات قلبها في سباق مع اسرع كائنات الارض...
تحاول ان تتخيل اشياء جميلة...
كأن كل شيء كذب...
لكن فيروس خبيث يتسلل بذكرى....
او كأن يوما سيشفى قلبها من داء الحب و الشوق....
لكن نفس الفيروس يبعثر الذكريات و بخبث يهرب و معه كل لحظة سيئة و كلمة جارحة القيت عليها...
تنهدت حين زارت أختها إحدى افكارها...
فهي لازالت صغيرة على ان ترى ابيها يجر إلى سحن او يقتل من يد المدعي انه ابن المغدور...
اذا هي كراشدة لم تستطع ان تتجاوز الامر منذ سنين فكيف لها..
وقفت فجأة و ووجهت بخطوات هادئة نحو غرفة ابيها...
رفعت يدها بتردد لتدق على الباب...
ثانيتان و سمعته يسمح لها بالدخول...
رأت إبتسامته الحنونة و نظراته المحبة...
تراجعت للحظة عن ما ستتفوه به...
جلست على الاريكة المنفردة أمامه و قالت : بابا ابغى اسألك شيء
وضع ابيها الطتاب الذي كان يقرأه على الطاولة الصغيرة و هز رأسه متسائلا و قال : تفضلي حبيبتي
دقات قلبها تزيد و تكاد تقفز من صدرها...
و انفاسها قد اصبحت علقما ليتها تستطيع حبسه و لا تحترق حنجرتها...
شتت نظرها نحو الاسفل و قالت بتردد : بابا تتذكر البنت لي جت
رفعت نظرها لثانية ثم شتته ثانية حين رأت اضطراب ملامحه و سمعت صوته يقول بحنان و هو يقترب منها : لا تشغلي نفسك بذا الموضوع ، وحدة مجنونة
قاطعته و هي تحاول التحكم بتوترها الذي يبدو انه سيستدعي دموعا : انا اعرف من زمان انه كلامها ممكن يكون صح
ظهر التفاجأ على ملامحه
اما هي فرفعت نظرها بسرعة نحوه قائلة بإستدراك : مو قصدي اشك فيك عارفة انك مستحيل تسوي كذا بس !
قاطعها بصوته الهادئ : بس إيش ! ، جاك شك اني ممكن اقتل احد ، انو ابوكَ قاتل ! مهما كان من وين عرفتي فهذا كذب
إحتقنت عيناها حمرة ثم ردت ببحة صوتها التي تضهر بسبب العبرات التي تخنقها : سمعت تتكلم فالجوال و قلت إذا ماسكتي اولادك بيلحقوا زوجك و
قاطعها و هو سقف مقتربا نحوها : كنت وقتها معصب و قلته كتهديد بس

سكتت و هزت راسها إكتفت بهذه الجرعة اليوم
لكن ادركة ان ولوجها لهذه الغرفة و فتحهها لهذا الموضوع هو اكبر خطأ....
لم تكمل الأدلة التي تدينه...
و جاوبه اكد ما يقوله الجميع...
وقفت و هي تحس ان قدميها ستخفق في مهممتها بالوقوف...
تقدم نحوها و حضنها ثم همس بصوته الحنون : لا تصدفي اي شيء تسمعينه ، و لا تضايقي نفسك كنتي قادرة تجين تكلميني من زمان كان شرحتلك و لا تشغلي نفسك كذا
قبل رأسها و اكمل : طيب ؟
إبتعدت بهدوء و هي تهز رأسه ثم باعدت عن شفيتيها لتقول شيئا و تراجعت لتستبدله : تصبح على خير
إبتسم لها قائلا : و انت من اهله
أغلقت الباب وراءها
لتنطلق دموعها الصامتة..
انتبهت لذلك الذي مر امامها ثم رجع بعض خطوات حين إنتبه ليكائها و قال بتساؤل : ايش بك !؟
اطلقت شهقة ثم قالت بهمس مبحوح : خلاص كلامك صح و كل لي سمعته صح خلاص مو بإيدي غير بأنتظر اليوم لي حشوف بابا ينجر للسجن
ثم إنسحبت بهدوء تحت إستغرابه...
ذهبت الى غرفتها و انتبها لأختها النائمة و نضف غطائها قد سقط لترفع و تغطيها جيدا...
ثم توجهت لسريها و تدفن وجهها بالمخدة فتكمل طقوس بكائها السري...
.
.
.
على طاولة الطعام
جالس مقابل لإبن عمه الذي يسأله للمرة الثالثة : مدري ليه مو مصدقك انت تقول تضاربت هنا قدام البيت و هيا تقول تضاربت فالجامعة
وضع الملعقة بضجر لكن إنتبه لكلامه ثم قال بإستغراب : هيا !؟
ضرب الاخر جبهته ثم همس : اوه نسيت
لازال الاستغراب طاغ على سامي الذي قال : ايش بو امك عليا انت اليوم ، و مين ذي لي قالتلك تضاربت فالجامعة
اكمل الآخر طعامه و قال بلامبالاة : وحدة
رفع سامي حاجبه بتهكم و قال : احلف ، حسبت واحد
ابتسم لؤي الذي رد : و انت ليه تبى تعرف مين خلاص وحدة جات الكافيه و قالت لي اتصل شوف وينه
عقد شامي حاجبه بإستغراب و فضول عال اصابه ثم قال : مين ذي لي تعرف اني تضاربت
رفع لؤي نظره و قال : لاحول ولا قوة الا بالله قلتلك وحدة ماقالتلي اسمها للأسف حتى انها قالت ماتقول
إنتبه له سامي الذي رد : ماكلمتك اكلم نفسي
اكمل لؤي اكله و رد : اها اجل كمل كمل نقاشك مع نفسك يمكن تعرف مين
بعد ثوان قال سامي و هو يكمل اكله قائلا : اصلا خلاص بطلت مابغى اعرف
ضحك لؤي بهدوء ثم قال : ههههه و الله حلو كذا ، لو عمي هنا كان سوالنا محاضرة لازم وقت الاكل محد يتكلم وووو حاجات ماتخلص
رفع سامي نظره قائلا : ههههههه ترى متعة السوالف وقت الاكل كذا يعطيك طاقة عشان تهرج
ضحك لؤي قائلا : ههههه بالضبط
هدوء حل لدقائق
ثم قال سامي : اوه خلاص ابغى اعرف اوصفلي شكلها ممكن اعرفها
سكتت لؤي لثواني للتذكر ثم قال : لابسة عباية و عندها شامة فوق شفتها و قصيرة شويا
قاطعها سامي الذي إرتسمت على شفته ابتسامة هو و عجز ان يعرف معناها و قال : اها خلاص عرفتها
قطع لؤي اللحم ثم قال بهمس : اخيرا
غي حين اخذ سامي عصيره و ابتسامته لازالت مرسومة...
عل هي تبتسامة استغراب انها لازالت تتذكر ذلك المكان....!
او اشتياق بمجرد ان يمر اسمها في ذهنه...!
او حتى من الممكن ان تكون بسبب السؤال...!
اخذ هاتفه الذي يرن برقم غريب و رد بعد وقوفه مبتعدا عن الطاولة : الو
و زاد استغرابه حين سمع صوت فنتاة تلقي السلام ليرد بإستغراب : و عليكم السلام
ضحكت الاخرى قائلة : اوك عرفت انك ماعرفتني
طيب هذا رقمي سجل اسمي اليزا
إبتسم و جلس على الاريكة ثم قال : كنت مشغول اصلا اغلب الارقام احفضها ، احس مشوار على مااسجلها
ضحكت ثم قالت : اعوذ بالله ايش الكسل لي فيك ، طيب كيفك ؟ سوري لما طلعت مارجعت عشان ماما لاتمسكني هواش كمان
تجاهل الجزء الثاني و رد بإختصار : الحمد الله كويس ، و الله انت لي مكبرة الموضوع كله كم جرح
ردت بإبتسامة قائلة : ماحتناقش معاك بس اقولك شيء اذا عندك مراية بالبيت شوف نفسك كيف
ثم اضافت بجدية : ايش مشكلتك مع حسام
اختفت ابتسامته بمجرد ذكر اسمه ثم قال بمجارات : وحدة قالتلي انه قاعد يضايقها و يهددها فلازم اوقفه
انزعج حين سمعها تقول : و مين ذي ؟
فرد بإنزعاج : مو شغلك
اطلقت ضحكة ثم قالت : هههههه طيب لاتعصب فضول بس
ثم اردفت : هي شوف اذا كان الموضوع بسيط و مايهمه كثير فيمكن لي سويته اليوم يكفي بس اذا كان مره مو فراسه انو يسيبها و مصر على لي بيسويه فلازم ينمسك عليه شيء يعني خلينا نقول نهدده
هز راسه بتفهم قائلا : اها يعني تتقدم خطوة انا اتقدم خطوتين ، شوفي هو الموضوع مرة كبير و مرة مو ناوي يسيبها ، اصلا كنت حتصرف بعدين بس ماقدرت امسك اعصابي لما عرفت مكانه
ردت اليزا بنفس الجدية : و مرة غلط لي سويته بس يلا خلاص سكته ماظن حيفتح فمه
عقد حاجباه بإستغراب : طيب بايش نهدده
هدوء كان من الطرفين لدقيتين...
إبتسمت بهدوء ثن قالت بخبث : واحد قاعد فمكان زي داك ماوراه بلاوي ؟ ، اكيد بيكون فيه و حنهدده فيها
ثم اضافت بإبتسامة : هو عشان مرة يسهل الموضوع و ينتهي بأسرع وقت انا ابحث و انت كمان ، بس نتفق على شيء اي شيء انا اروح اسويه انت تكون عارف و نفس الشيء بالنسبة لك
ردت عليها قائلا : اوك ، نلتقي بكرة
اتاه صوته القائل : طيب وقت تكون فاضي اتصل علي انا ماعندي شيء
رد عليها بهدوء : اوك
ثم اردف بتساؤل : بأسلك عن شيء ، انت من فين تعرفينه و عارفة مكانه
سكتت لثواني ثم قالت بهدوء : عندي مشكلة مع اخته فبحثت عنه عشان اسحب منه كلام
إبتسم قائلا بتعجب : ترى قاعدة تفجعيني
ضحكة خفيفة اطلقتها ثم قالت : وي ليش تراني مرة كيوت بس مرات اصير شريرة
لم تختفي إبتسامته حين قال : اوه اول مرة اسمع احد يعترف انو شرير
ضحكت ثم ردت عليه : بس اذا عصبت او احد تستفزني وقتها جد ماعرف اتحكم بتصرفاتي
تثاوب ثم قال : يلا اهم شيء انه فيك جانب طيب ، تصبحين على خير انا حنام وراي دوام مو مثلك فاضيه اربعة و عشرين ساعة
ردت عليه : ترى جدولي مليان مو فاضية يلا باي
و اغلق الخط
مرت ربع ساعة و هو يحاول التفكير بطريقة لكن يحس ان عقله قد شل...
فحقا لازال وجهها الخائف مطبوع في ذاكرته...
دموعها...
كلامها...
انكسترها...
يجعله بفكر ان ذلك الوغد يحتاج لضرب اكثر...
وقف ليتجه الى ارفته فالنعاس بدأ التملك عليه...



.
.
.
عاند اليزا كانت جالسة على الاريكة المخملية...
و بيدها جهاز [ الايباد ] و تشاهد حلقة من مسلسلها...
انتبهت لأمها التي دخلت فوضعته جانبا ووقفت متوجهة لها...
احتضنتها ثم قالت : وين كنتي ؟ تأخريتي كثير
مسكت امها كفها و أجلستها بجانبها قائلة : كان عندي شغل
هدوء من الطرفين...
بادرت اليزا بإلتفافها الى امها قائلة بهدوء : ماما ليش عصبتي علي اليوم ؟
تنهدت جوليا و ردت : عارفة اني مانعتك تجي المستشفى فليه تعاندين
رفعت اليزا حاجبها بتساؤل ثم قالت : ليش !؟
لم يأتها جواب من امها
فاردفت بهدوء : زي كل مرة تطنشي سؤالي ، ماما دا شيء يتعلق فيني يخصني انا دامك قاعدة تأمريني من دون ماعرف ليش و تنتظرين اني اقول حاضر يا ماما
أحاطتها امها بين ذراعها و همست : اليزا لما امنعك من شيء فهو لمصلحتك
وضعت اليزا رأسها في حضن أمها و اردفت بهدوء : عارفة انو لمصلحتي بس من حقي أعرف ، ماما محسستني انك عايشة مع غريبة مو مع بنتك عشان تخفي عني حاجات كثير
مررت جوليا يدها على شعر ابنتها و ردت بنفس الهدوء : زي ماانتي عندك حياتك الخاصة و انا ماتدخل فيها نفس الشيء الحاجات لي اخفيها عنك ماتخصك تخصني انا
هزت اليزا رأسها و اكملت بنفس النبرة الخافتة : مين قال ماتخصني ، لي تخفيهم عني دول اخواني و الله اعلم اذا فيه حاجات تشوفيها انها ماتخصني بس هي العكس
اكملت جوليا مداعبتها لشعر ابنتها و اردفت : مافي ام تتخلى عن اطفالها بس كنت مجبورة و لو رجع الزمن كان سويت نفس الشيء
قاطعتها اليزا بهمس : بس انا كمان صارلي حاجات كثيرة فحياتي كنت محتاجتهم فيها ، خلاص خلينا نسكر ذا الموضوع
هزت جوليا رأسها و قالت بهدوء بعد خمس دقائق : ايش كنتي تسوين معه اليوم ؟
رفعت اليزا رأسها بإستغراب ثم قالت بعد ان استوعبت : شفته كان يضارب و بعدين كان حيغمى عليه اتصلت بالاسعاف
هزت جوليا رأسها ثم قالت بإبتسامة : ايش كنتي تشوفي
اخذت اليزا الايباد و رفعت قدماها الى الاريكة قائلة : نزلت الحلقة اليوم
رفعت جوليا حاجباها بدهشة ثم قالت : اما حسبتها بكرة يلا عيديها اشوف معاك
اعطت اببزا لأمها سماعة و هي تقول بتذمر : ماما مافيا اعيد نص الحلقة
حركت جوليا حاجبلها بالرفض قائلة : انا امك قلت تعيديها
تأفأفت اليزا ثم مافتحتها...
لكن سرعان ما انسجمت مرة ثانية...
و بعد انتهائها قبلت امها و صعدت الى غرفتها...
حررت شعرها و مذطته ثم جلست امام تسريحتها و اخذت ترطب يديها...
لكن قاطعتها الرسالة التي وصلته لتفتحها...
ظهرت علامات الدهشة و بدأت القراءة برفعة حاجب

"آسفة اذا جرحتك بكلامي انتي صديقتي و اختي و اغلى شيء فحياتي انتي لي مافترقنا من سنين و شاركنا بعض همومنا و فرحنا انتي صديقة طفولتي لي كنا نقعد نلعب مع بعض انتي لي اتفقنا نقعد مع بعض طول الحياة اتمنى انو لحظة ماتمحي عشر سنين من صدقتنا
صديقتك سيلا.. "
اغلقت ابيزا هاتفها بسرعة و تركتك مابيدها متجهة نحو سريرها...
و لم تكن ثانيتان الا و تساقطت دمعتان تبعها جيش آخر..

[ انـتـ دمتم بود 💜 ـهـى ]






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 04:39 PM   #26

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

waitiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iing

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-19, 09:52 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


|§ البارت العشرون §|

في غابة الاحزان
تلك اللؤلؤة السوداء...
تتدحرج على الارض القاحلة تحت الشمس الحارقة...
فجأة وقعت بين أغصان ذات أشواك متشابكة في بعضها...
لا تدري كيف دخلت...
و لا تعرف كيف تخرج...
فبقيت ساكنة لأن مع كل حركة تلتصق بها شوكة..
ترتجف خوفا...
مغمضتا عيناها...
و تنتضر متى تفسح لها مجال للخروج...
و تفتح العقد...
لتتحو ل الاشواك الى الورود...
و يزول سوادها لتعود تلك اللؤلؤة البيضاء الخالية من الشوائب...
إنتبهت لرسالة ففتحتها بحذر لتقرء المكتوب...
" رسالة من الحياة : فِي هذا العـالمَ لابد أنَ تكـون مستيقِظ تحمِل قهـوتَك أينَ ما ذهبـت، وتحـمِل معَك قلباً مُعـطل، وعقـلاً يعمَل. "
.

فتحت هذه اللؤلؤة عيناها على صوت منبهها
لم تنم الا ساعاتان...
رفعت رأسها الثقيل عن وسادتها المبللة لتقف متجهة إلى الحمام تأملت ملامحها في المرآة و قد بدت آثار بكائها الصامت ليلا بملامحها المنتفخة...
غسلت وجهها بصابونها...
لتخرج بهدوء نحو أختها النائمة هزتها بلطف ثم قالت بهدوء : أثير يلا قومي
هزتها للمرة الرابعة ففتحت الأخرى عيناها قائلة بصوت غلبت عليه نبرة النوم : ماابى اروح
وقفت شذى قائلة بنفس الهدوء : لا تروحي يلا قومي حبيبتي ، حتتأخرين
رفعت أثير نفسها من السرري و هي تراقب شذى التي ترتب سريرها
ثم قالت بإستغراب : شذى ايش فيه ؟
التفت لها شذى بتساؤل
لتكمل الاخرى. : مدري عنك صايرة غريبة
تجاهلتها شذى لتكمل عملها
خرجت من الغرفة لتقابل أخيها قائلة : بابا هنا ؟
هز راسه بالرفض قائلا : لا طلع بدري اتصلوا عليه من الشغل
هزت رأسها متجهة الى المطبخ لتحضر الفطور
تعمل بجمود و لا إبتسامة على وجهها...
ملامح مرهقة...
و مرارة قد لقت ملجأ في حلقها...
لاتدري هل ذلك الحوار قد دمرها...
او ازال شكا كان يأرقها...
هل كان مفيد..
ليضع نقطة النهاية في كتاب خوفها
او مضر...
ليفتح صفحة جديدة و يخط فيها خوفها من الإنتظار...
وضعت الفطور على الطاولة ليأخذ كل منهم مكانه...
عقد فارس حاجباه قائلا : مو رايحة اليوم
هزت رأسها بالرفض
فأردف متسائلا : ليش !؟
شربت من حليبها لترد ببرود : مو شغلك بكيفي ماابغى اروح
رفع الآخر حاجبه قائلا : اثلا انا الغلطان لي اسألك رغم اني عارف اخلاقك كيف
تجاهلته و التفتت لأثير التي ستقوم من الطاولة قائلة : وين رايحة كماي فطورك ماكليتي شيء
وقفت اثير لترد : خلاص شبعت اصلا فالطريق باشتري شيء آكله
هزت شذى رأسها لترد : طيب
ثم أردفت بعد أن نقلت نظرها لفارس : و انت دام انك فاضي و ساحب على الجامعة وصلها
وقف خو الآخر قائلا : طيب لا تتأخرين انتظرك بالسيارة
و ما كانت الا دقائق و افرغ البيت...و لم تبقى الا شذى و ضجيج أفكارها..
انتبهت لهاتفها الذي يرن بأسم مريم لترد بعدوء: هلا مريم
اتاها صوت مريم القائل : اهلين شذى مو رايحة اليوم !؟ ، شفت اثير رايحة
قاطعتها شذى القائلة : لا مو رايحة مالي خلق
فقالت مريم بإستغراب : ايش بوصوتك, فيك شيء!
جلست شذى على الاريكة لترد بصوت مبحوح : مافيه شيء
ردت عليها مريم بتكذيب قائلة : ماتمشي عليا ذي دحين جايتك
ثم اغلق الخط
لتضع شذى هاتفها على الطاولة تذمر..
و ماهي الا ثواني و سمعت صوت طرق على الباب ...
لتقف متجهة الى الباب الذي فتحته قائلة : مريم حتتأخرين قلتلك مافيا شيء
تأملتها مريم ثم قالت بذهول : هذا وجه وحدة مافيها شيء
ثم مسكة كفها لتكمل بهدوء: شذى انا ماعرفتك قبل يومين ، ترى صارلنا سنين نعرف بعض مو غبية عشان تضحكي علي بذي الكلمة
جلستا على أقرب اريكة ثم قالت شذى بصوت بارد : مافيا شيء قمت نفسيتي مقفلة
فهمت مريم ان لا تنوي غلى الكلام لذا فضلت ان تتسحب قائلة : طيب ، بس اذا حسيتي ان محتاجة تتكلمي انا هنا
إبتسمت شذى بهدوء و هزت رأسها بالموافقة ثم قالت : انا حتجهز للجامعة
ضحكت مربم ثم قالت : ههههه و انت كذا كل ثانية عند راي
وقفت شذى التي ردت بنفس الصوت الهادئ : اذا مستعجلة روحي و انا بلحقك
اخرجت مريم هاتفها و هي تقول : لا انتظرك بس لا تتأخرين
و ما هي الا دقائق و خرجت شذى لترافق صديقتها نحو الجامعة
.
.
.
أما بالشقة المقابلة
إستيقظت بعد عشر رنات من منبهها..
فتحت عيناها بهدوء و علامات الإنزعاج ظهرت هي رأت أختها تدخل و هي تقول : يا شيخة لسى ماصحيتي ذا الازعاج لي عند راسك صحاني من الصالة و انت لسى
ضحكت خفيفة أطلقتها لتين لترد بصوت غلبت عليه نبرة النعاس : انا نومي ثقيل ،اصلا حوقفه احس المنبه نومني اكثر
جلست رودينا على سريرها بعد ضحكت خفيفة : كيف !؟
تثاوبت لتين لترد : مدري احس الرنة تدخلي داخل راسي و بعدين مع الحلم و اكمل انام
ثم اردفت بدهشة حين لمحت شكلها في المرآة : آه ليش كذا
فهمتها رودينا لتنفجر ضحك قائلة : هههههههه و الله من دخلت و انا احاول امسك ضحكتي
وقفت نحو المرآة لتمشط شعرها قائلة بعد ضحكة خفيفة : ههههه ترى عادي مافي وحدة تقوم شعرها مرتب
ثم خرجت متجهة نحو الحمام
وقفت رودينا لتقول بإبتسامة : انا حسوي فطور
بعد عشر دقائق من الحيرة بما ستردتدي استقرت على سروال ابيض و قميص وردي فاتح ...
ثم أخذت تلف شعرها ليتميز بتموجات اظهر لمعته....
وقفت متجهة الى تسريحتها البسيطة لتبحث عن امحر شفاه وردي فاتح زينت به و اضافت كحل ابرز لون عينيها المميز...
أخذت محفظتها بعد ان بخت بضعة رشات من عطرها لتنتشر رائحة الياسمين بالمكان...
خرجت من الغرفة لتقابل أختها القائلة : و اخيرا خلصتي
جلست على الطاولة لتقول : و انت ليش مو متجهزة
جلست رودينا مقابلة لها و ردت : مو رايحة اليوم اصلا خلاص تأخرت
شربت لتين من قهوتها لتقول بعد ضحكة :ههههه الا صح ايش صار على جوالك
عبست رودينا لترد : و لك وجه تسألين
ضحكت لتين ثم اضافت ساخرة : ههههههه مو منجدك معصبة عشان جوال
عضت رودينا من التوست لترد بنفس العبوس : من جدي عشان مو جوالك لي انكسر
وقفت لتين لتقبل اختها من خدها قائلة : يلا انا رايحة
إبتسمت رودينا لتقول : مع السلامة
خرجت لتغلق الباب وراءها...
و نزلت نحو سيارتها لتتجه الى الجامعة...
و إبتسامة قد اعتلتهاطول الطريق...
مااجمل من أن تفتح عيناك على اقرب الناس لك...
رغم كل ما يمر به الانسان الا أن لحظات جميلة تغلغل بين الهموم و الأحزان...
لتنقص من ألمها و ترفق بالمتألم...
نزلت عند وصلها الى الجامعة...
الا أن جسد اعترض طريقها عرفت من صاحبه لتقول بضجر : ياليل انت ايش هرجتك معايا طالعلي فكل مكات
سند يده اليمنى على سيارتها ليهمس : جايتك ايام حلوة استمتعي
ثم إبتعد..
عقدت الاخرى حاجباها من جملته لتهمس : من زمان و انا اقول مو صاحي
مشت بضعت خطوات و إعتلتها إبتسامة لأسيل القادمة قائلة : اوه جيتي بدري اليوم
ردت لتين بنفس الابتسامة : وين بدري باقي بس نص ساعة عالمحاضرة
ثم اضافت و هم يجلسوا على أحد المقاعد : الا البنات وينهم
جلست اسيل بجانبها ائلة : لسى ماجوا , ايش كان يسوي معاك ذاك
عبست لتين لترد بإنزعاج : مريض ماعلي منه
عقدت اسيل حاجباها لتقول : الا صح ايش اسمه
ردت لتين و لازال الانزعاج يعتلي ملامحها : ايش دراني انا
انطلقت ضحكة اسيل التي قالت : ههههههههه مو من جدك
أخرجت هاتفهها قائلة : ليش انا قاعدة اتعرف عليه !
ضحكت اسيل بهدوء لتردف : ايش كان يبى منك
وضعت لتين هاتفها جانبا و ردت بحاجبان معقودان : مدري عنه قالي جايتك ايام حلوه
ظهرت علامات الدهشة على نلامح اسيل و قالت : تهديد ؟
هزت الاخرى رأسها بنعم
لم تختفي الدهشة من ملامح اسيل : مريض ذا ليش يهدد
ردت لتين و عينها على هاتفها بإنزعاج : مدري ايش هرجته معاي يبغى يتمشكل
ثم رفعت نظرها نحو صديقتيها الآتيتن لتردف : خلاص خلينا نقفل الموضوع
هزت اسيل راسها و ابتسامة لغادة الآتية
.
.
.
في طاولة بكفتريا الجامعة..
لازالت عيناها شاردة في الفراغ...
و عقلها في متاهات حياتها...
انتبهت لصديقتها الاي هزتها قائل. : هيه شذى صارلي ساعة اكلمك و انت مو معاي
ردت عليها شذى بنفس الصوت الهادئ: نعسانة
ابتسمت خلود قائلة : كان قعدتي بالبيت ماعندنا شيء مهم اليوم
فتحت شذى فاهها لترد لكن أنتبهت لليد الذي وضعت على كرسيها من الوراء التفتت لترى وجه سجى الغاضبة و هي تشير بهاتفها و قالت : شايفة الفديو كم لايك وصل ، قريتي التعليقات
وقفت شذى لتأخذ الجوال من يدها و رمته على طاولة رفعت حاجبها و ردت بصوت هادئ حد الغرابة : سجى مو انا لي قلت لأحد يصور و لا انا لي بديت بالعكس انتي لكبرتي الوضع
ضحكت خفيفة اطلقتها صاحبة الخصلة الخضراء : ياه يالبريئة لي ماسويتي شيء
قاطعتها شذى و هي تتجاوزها متجهة نحو الخارج
اخذت الاخرى هاتفها بغضب و تبعتها..
بينما كانت تمشي شذى بشرود احست باصدامها بأحد لترفع راسها نحوه...
لكن تبعثرت ملامحها للدهشة و هي ترى الجروح التي بوجهه لتقول بهلع : ايش بك !؟ ايش صارلك !؟
ابتسامة استغراب ظهرت على الآخر الذي قال : اوه لذي الدرجة واضحة ،
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت بعد ثواني : آسفة
عقد حاجباه بإستغراب حين قال : ليش
شتت أنظارها و ردت : لانو ذا بسببي
شتت هو الآخر لتظتره و دقات قلبه بدأت بالتعالي ليرد : مو بسببك
حاولت قطع انفاسها لتخفي سرعتها لكن اخفقت ثم حاولت التحكم في دقات قلبها و في نظراتها و في الدمعة التي ستنزل لكن فشلت...
فكيف لها ان تتحكم بكل هذه الاعراض بنفس الوقت...
أخذت تلعب بخاتمها و انظارها متجهت نحو الفراغ ثم اردفت : كيف يعني ! البارح كله ماكنت موجود بعد ماعطيتك الرقم فاكيد عرفت عنوانه
قاطعها قاطئلا مطمئنا لها : لما طلعت من الجامعة اتضاربت مع احد بالشارع
اكملت بنفس الهدوء الذي يخفي برلكين المشاعر التي بداخلها : برضو بسببي كنت معصب فضاربت مع احد ، تخيل صار شيء و تدخلت الشرطة
رفعت انظارها نحوه فظهرت لمعة دمعتها....
و برز السواد الذي رسم لوحة من التعب تحت اعينها المرهقة...
تعب فتاة خائفة من المستقبل...
و قلب هش من كثرة انكساره...
ينكسر ليجرح نفسه و يرسم ندوب شوق...
ابت ان تلتم...
تزعزت ملامحها فأطلقت جاذبيتها نحو قلبه فقام بنفس الحركة...
قبضت على شفتيها فإنقبض قلبه...
و تساقطت دمعاتها فنزف فؤاده...
و بشهقة منها كادت ان تأخذ روحه ليقول بصوت هادئ ووجه جامد يظن انه قد اخفى مايجب ان بخفى : ليش تبكين !
فتحت فمها و قد اتخذت من الهواء كلاما فقد اختفت الكلمة التي ترسد ان تنطقها من ابجديتها...
أشتاق..
أحب...
تريد ان تقول انها لا تستطيع تحمل كسر قاعدة فيزيائية...
وهي ان التماس السالب امام الموجب بإمكانه ان يولد شرارة كهربائية تصعقها...
تشوشت صورته من عيناها بفعل الدموع لترمش بسرعة خوف من اختفائه...
التفتت بسرعة لتغادر...
لن تثق في مشاعرها التي سترتب كلاما و تطلقه دون استئذان عقلها...
ككل مرة تتصرف دون استشارة...
في حين الآخر..
قد صارت الخطواته ثقيلة بل منعدمة...
يحس انه لو خطى خطوة سيعترف...
سيثرثر امام بحر عيناها و هو جالس على شط كحلها الاسود...
سيشتكي من لوعة العشق...
و من نار الشوق...
و من لعنة الحب...
التي تجعل الانسان ينسى اي ذكرى سيئة...
سيثرثر و هو يتأمل مقلتيها البنية كشمس عند الغروب...
مستمتها بلحن دقات قلبه...
يحكي لدمعها عن قصص التناقض...
و عن تاريخ الحروب التي اقيمت في روحه...
سيروي لها عن حكايات العاشق الذي يكون بجانب معذبته و يمارس التجاهل...
ثم يغادر مع لألئها السوداء ليعود الى عالمه...
افاق من افكاره ليلقي نظرة على ساعته...
و دخل الى الكافتريا بعد ان انتبه ان عشر دقائق قد مرت.
اما الاخرى فدخلت الى احد القاعات...
مسحت دموعها لتأخذ نفسا و قالت بصوت متشحرج : خلاص بارجع زي ماكنا مانعرف بعض و اذا شفته اغير طريقي و
قطعت كلامها حين انبهت للفتاة التي جلسة قريبا منها و هي تناظرها بإستغراب لتبتسم شذى بصعوبة كترقيع للموقف...
ثم قالت بإرتباك : أأ كم الساعة ؟
عقدت الفتاة حاجباها بإستغراب ثم قالت : عندك ساعة فإيدك
ألقت شذى نظرة خاطفة على ساعتها ثم اكملت بنفس الارتباك من الموقف الذي حدث : أأ سوري ماشفتها
انتبهت لغباء جوابها لتردف باستدراك : قصدي مو متأكدة انها تمشي عدل
ابتسمت الفتاة بلطف ثم اطلقت ضحكة : هههههههه
رفعت شذى حاجبها بإنزعاج قائلة : خير فيه شيء يضحك
هزت الاخرى راسها بلاشيء ثم اكملت بنفس الابتسامة : ساعة ثمانية و خمس دقائق
وقفت شذى لترد بابتسامة شاكرة : شكرا
ثم غادرت القاعة و هي تهمس : ذي المرة المليون امر بموقف زي ذا ، اوف متى اوقف الكلام مع نفسي
اصدمت باحد لتلتفت لخلود القائلة : فينك اختفيتي انتي
ابتسمت شذى لترد : كنت اتجول فجامعتنا الحلوة
ضحكت مريم ثم اردفت : و شفتي المناظر الخلابة لي فيها
مشوا مع بعض في الممر حين قالت شذى : ايوة ، و لما شفتها جاني الهام عشان ارسمها
انتشرت ظحكاتهم الهادئة بالمكان و هم متوجهين الى القاعة
.
.
.

في غرفة تصرخ بجرءة انثى...
بالوانها و شكلها...
كانت اليزا امام المرآة تبتسم برضى و هي ترى منظرها النهائي بسروال اسود مشقوق بالركبة و قميص احمر ابرز كتفيها...
توجهت الى تسريحتها لترتدي طوقها برقبتها تتدلى منه حجرة سوداء لامعة بين عضمتي الترقوة...
اخذت ساعتها الانيقة و اسوارة سوداء..
ثم تناولت حقيبتها لتنزل بخطوات سريعة...
فور نزولها اتاها صوت امها القائل : اليزا حبيبتي تعالي تفطرين
ابتسمت ليزا و توجهت نحو طاولة الطعام لتجلس قائلة بشهية : آه مرة جوعانة
وضعت جوليا قطعة البيض بفمها لتقول : بالعافية يا قلبي
اكلت اليزا و ابتسامة تزين وجهها...
لكن ااختفت فور تذكرها لما ستفعله اليوم...
وقفت متجهة الى سيارتها بعد ان قبلت امها...
ركبت و انطلقت نحو مكان حسام...
ليست مترددة...
و لا خائفة...
بل تحس بطاقة جنون قد اصابتها....
زادت السرعة و رفعت صوت الاغنية لتستمتع بها طول الطريق...
لتنزل فور و صولها...
دخلت الى العمارة ...
وقد ظهرة علامات الاشمئزاز على ملامحهامن شكات العنكبوت في الزوايا و الرائحة المقرفة....
صعدت الدرج المنكسر نصفه..
لازالتعاقدة لحاجباها بتعجب من ان هناك من يسكن هنا..
لكن سرعان مافهمت انها مهجورة حين رات ابواب الشقق بعضها منزوع و الرعض مقفول و الآخر مفتوح...
عقدت حاجباها بحيرة في اي شقة هم...
التفتت للجهة التي صدر منها صوت...
لتظهر ابتسامة عل شفتيها حين اكتشفت ان اىصوة اتا من هذه الشقة...
تقدمت بخطوات سريعة لتطرق الباب...
ضحكت بهدوء لتهمس : ههههه ليش مقفل الباب مين حيدخل ذا المكان
زادت ابتسامتها حين ظهر شاب في بداية العشرين نصف شعره يغطي وجهه و ملابسه متهرئة قائلا بملامح مرهقة : مين انت ؟
تنحنحت الاخرى لتقول : سوري شكلي صحيتكم ! حسام هنا ؟
حك شعره الكثيف ليرد : ايش تبي منه ؟
لم تختفي ابتسامتها قائلة : ممكن تناديه ؟
اسند يده على الباب ثم قال : قلتلك ايش تبي منه ؟
زفرة بضجر قائلة : ايش لك انت ناديه و هو بيعرفني
رفع كتفه بلامبالاة و دخل مناديا له...
و ما هي الا ثواني و رجع قائلا : شكله طلع
زمت شفتيها باستياء...
ثم قالت حين خطر شيء في عقلها : انتوا ليه عايشين هنا
زفر الآهر بانزعاج قائلا و هو يغلق الباب : شكله انت ماعندك سالفة
اوقفت الباب بقدمها لتخرج مبلغا من المال قائلة : و كذا نتفاهم
فتح الباب و سأل بحيرة : ايش تبي ؟
ابعدت يدها ووضعت المبلغ في حقيبتها لتقول بعد ضحكة خفيفة : شوف حلاخذ منك كلام بس
و يمكن تساعدني بحاجات
ثم اردفت قائلة : فيه احد داخل
هز رأسه بالرفض
لتدخل بخطوات متوازنة...
جلست على كرسي خشبي و قالت بعد ضحكة : ههههه شكلك كنت ناوي تخليني اوقف برى
اخذ هو ايضا كرسي و جلس : اخلصي
حررت شعرها ثم رفعتع ثانية على شكل ذيل حضان
ثم قالت بصوة ساخر : ماعندك قهوة شاي عصير حتى مويا عادي
رفع حاجبه قائلا : ماحد قالك ادخلي !
ضحكت بهدوء ثم قالت : سو خلنا من ذا الموضوع ابغى اسألك حسام عنده اعداء
عقد الآخر حاجباه بتفكير ثم ابتسم قائلا : ايوة اظن واحد يقول انو قاتل ابوه
ظهرا علامات الدهشة على ملامحها
لتخرج المبلغ و تضعه على الطاولة
مد الاخر يده ليأخذه لكن سحبته قائلة : لا لسى ماكملت ، صار بينهم شيء يعني مشكلة
بلل الآخر شفته ثم قال : حسام يبغى
ابتسمت بترقب
ليكمل بهدوء بعد ان القى نظرة على المبلغ الضخم : يبغى ينتقم منه
ضحكت بفرحة و اردفت : ههه كمل ، ايش اسمه ذا لي تقول قاتل ابوه
رد بهمس جعل الاسم الجملة تنعاد في عقلها : اسمه حيدر حسن القاسم يسكن في الشارع ### العمارة رقم ثلاثة الشقة اربعة..
جحظت عيناها بصدمة لتقول بصوت بطئ : عيد العنوان
اعاده بإستغراب
لتاخذ هي هاتفها و تدخل الى الملاخظة و تقارنه بالعنوان الذي ذهبت له هديل
ابتسامة عريضة ظهرت عليها ثم قالت بفرحة : اوه فينك عني انت من زمان
ارجعت هاتفها بسرعة الى الحقيبة ثم قالت : هوا ذا المبلغ قدامك بس احتاجك كمان تجيبلي جواله
اشار بالرفض قائلا : لا ذا يباله مبلغ ثاني
هزت راسها و ردت : اكيد بس جيبه و حديك
رفع حاجبه بتساؤل : كم ؟
وقفت قائلة : اكثر من ذا
ثم اردفت بابتسامة : لسى ماتعرفنا
مد يده قائلا : انس
صافحته بقولها : هند
خرجت بإبتسامة و ركبت لسيارتها متجهة الى عنوان سكن حيدر
.
.
.

في سوق شعبي...
اعتلت فيه اصوات الباعة...
و حديث الناس...
هذه تسأل عن السعر...
و الآخر اعتلى صراخه متهما البائع بالغش...
أخذت هديل كيس الخضر التي اشترتها بعد ان دفعت و اكملت مشيها تفادت الخضر الفاسدة المرمية ارضا و الكراتين...
اعتلتها ابتسامة حين رأت تلك الآتية التي تقول : هديل !
قبلتها من خديها ثم ابتسمت حين سمعتها تقول : فينك اختفيتي ، من يوم العزا ماشفناك
اختفت ابتسامة هديل لترد بهدوء: و الله مشغولة ادور على شغل و امل انت و تعرفيها طفلة يعني لو ماوجهتها بتروح و حسام اكثر منها
تنهدت الاخرى قائلة و هي تمسك كفها : الله يعينك ، بس صدقيني كل شيء بيمر و يكبرون و انت قوية حنقدري تجاوزي كل ذا
ابتسمت بتهكم...
هل روحها المترنحة تسمى بقوة...
هل بتلاتها الجافة ترمز للقوة...
قالت هديل بتغير للموضوع : و كيفها شهودة
اختفت ابتسامة الأخرى قائلة : بخير امها لي مو بخير
ظهرت ملامح الحزن هلى هديل القائلة بمواساة : سلمى لا تقولي كذا احمدي ربك مهما كان
قاطعتها سلمى بضحكة ساخرة : هههه على ايش احمد ربي على الزوج لي مايعرف الا السهرات و انا اروح اعمل برى و فالبيت و اربي و فوق كذا مو عاطيني اي قيمة
ردت عليها هديل : لا تجهلين ، احمدي ربك مهما صار يمكن ذا ابتلاء من الله اصبري و هذا انت قلتيها اول كل شيء بيمر
تنهدت قائلة : خلينا من ذا الموضوع ، ما سمعتي فاطمة ولدت
كسى ملامح هديل الفرح و اردفت بإبتسامة : مبروك و الله ماسمعت لازم اروح ابارك لها ، الا ايش سمتها
ابتسمت سلمى قائلة : لينا
ضحكت هديل بنفس الفرحة لترد : اي حبيبتي الله يحفظها لها ، لازم لازم فاقرب وقت تروح لها
التفتت لها سلمى القائلة : لما تنوي تروحين قولي لي فشلة حتا انا لسى ما رحت
ضحكت هديل قائلة : ههههههه انصحك ماتجين معاي لاني حغطي عليك
رمقتها سلمى قائلة : تغطي علي بايش مثلا ؟
ابتسمت هديل بمزح لترد: كل شيء مشاء الله علي
ردت عليها سلمى: مغرورة
ضحكت هديل لتشاركها الاخرى ثم قالت الاخيرة : ههههههه اذا فاضية تعالي نشرب قهوة مع بعض و نسولف
ابتسمت هديل التي قالت : طيب ، بس اذا ناوية اقعد احش فالناس دا مو شغلي دا شغل امل
ضحكت سلمى ثم اضافت : هههههههه ايه صح مرة اشتقت لها ناديها هي كمان
وافقت هديل لتذهب ال البيت كي تنادي امل بعد ان فضلت الجلوس في البيت بعد ذهاب ام عمر الى الجارة التي تعرفت عليها
خرجوا مع بعض نحو بيت سلنى لتدوي ضحكاتهم في المكان رغم الام كل واحد منهم
.
.
.
بين اروقة المستشفى خرجت ملك من مكتبها لتأخذ ربطة شعر و رفعت شعرها الأحمر..
توجهت الى الاستقبال لترى صبا التي تحمل كوب قهوة و تتكلم مع ممرضة لتقول : صباح الخير
وضعت صبا كوبها على الرف لترد بإبتسامة : صباح النور ملك حسبتك مو جاية
عقدت ملك حاجباها لتقول باستغراب : و ليه مااجي
ارتشفت صبا من كوبها قائلة : مدري رونا قالت انك مو جاية عندك شغل معاها الليلة
ظهرت علامات الدهشة على ملامح ملك لتسحبها من الذراعها بعيدا قائلة بهمس : مجنونة انت ، تتكلمي جنب البنت
عقدت صبا حاجباها قائلة : طيب و بعدين و اذا سمعوا مو هي شريكة بالمستشفى و عادي يكون لها شغل معاك
تنهدت ملك قائلة : ايش تخربط ذي كمان ليش قالت اني موجاية
رفعت صبا كتفاها بإستغراب ثم اردفت : مدري شوفي يمكن اتصلت عليك
وضعت ملك يدها بجيب مأزرها لتعقد حاجباها بتذكر ثم قالت : اوه نسيته بالبيت
في حين قالت صبا باستعجال : اجل روحي عندها شوفي ليش تبي ، اوف لايكون طلعتلنا بشيء كمان
ابتسمت ملك متجهة نحو مكتب رونا لتطرق الباب بهدوء ثم دخلت بثقتها المعتادة قائلة : ممكن اجلس
وقفت رونا ليضهر فستانها الاخضر الرسمي ثم قالت بحدة هادئة : لا
رفعت ملك حاجبها بتهكم ثم جلست
صدى صوت كعب رونا التي توجهت نحو ملك و هي تقول : اطلعي من المستشفى
تنهدت ملك و ردت بتهكم : ليش !؟
سندت رونا يدها على المكتب و اكملت بحدة وهي تشد على كلامها : قلت اطلعي و روحي البيت
وقفت ملك قائلة : و انا ماحتحرك لحد ما عرف ليش
ثم اضافت بتهكم : مااظن وحدة زي ذكائك حتتصرف معايا كذا
زفرة رونا بغضب منها ثم قالت بهدوء : عندك عملية اليوم عالساعة ثمانية
عقدت ملك حاجباها لترد بدهشة : و انا دوبي اعرف ؟
ايتسمت رونا بتهكم قائلة : لو كنتي تردين على اتصالاتي كان عرفتي
زفرت ملك بضجر قائلة : نسيت جوالي فالبيت
ثم اردفت بإستعجال قائلة : يلا انا أستأذن لازم أطلع على مااوصل الموقع عارفة انه بعيد
ابتسمت رونا قائلة : مع اللسلامة
خرجت ملك لتضع مأزرها و تأخذ حقيبتها متجهة نحو السيارتها ثم الى الموقع الذي تجرى فيه العمليات
.
.
.

خرجت شذى من القاعة مع صديقتيها
لتقول بتعب : اوف أخيرا مرة تعبت
ضحكت خلود لتقول بتهكم : صح مرة تعبتي من دخلتي و انت مركزة و منتبهة
رفعت شذى حاجبها لترد : ليه شايفتني كنت قاعدة العب
ابتسمت مريم لتقول : لا حبيبتي كنت نايمة
قلبت شذى عيناها بتملل قائلة : ترى كلها خمس دقائق
التفتت لها خلود قائلة بتذكير : نص ساعة ياقلبي
تبعثرت ملامح شذى للدهشة قائلة : نص ساعة ! والله مانتبهت
ثم اكملت و هي تحك عيناها قائلة : اصلا لسى فيا نوم حروح الكفتريا اخذلي قهوة
ناظرت مريم لساعتها ثم قالت : باقعد معاكم شوي بعدين اروح ، الليوم رايحة مع ماما لعند خالي
زفرة شذى بضجر قائلة : و الله صديقة على الفاضي ، المفروض تتوسطيلنا مع خالك
ضحكت مريم لتقول : مصلحجية
ابتسمت شذى لترد : مو انا لي مصلحجية انت ماتعرفي تستغلي الفرص
دخلوا الكفتريا ليجلسوا باحد الطاولات بعد ان اخذت شذى كوب القهوة
اخرجت خلود هاتفها و هي تقول : و انت متى توقفي القهوة ذي ترى اذا كثرتي منها مضرة
اطلقت شذى ضحكة لترد بتهكم : ههههه تكلمت الحكيمة
وضعت كوب القهوة على الطاولة لترد بنفس اللابتسامة : بالله عليك لما قريتي ذي المعلومة ما شفتي ايش وضع لي يشربوا بيبسي عالريق
وضعت خلود سماعتها في اذنها لتقول بلامبالاة : جسمي اسوي فيه لي ابيه
عقدت شذى حاجباها بتعجب ثم قالت لمريم الضاحكة : شكل مخها ضرب ، دوبها كانت مسوية حكيمة على راسي
مريم : ماتتقبل النصيحة
نزعت خلود سماعتها لتقول : نعم تكلموني
هزت شذى رأسها بالرفض قائلة : لالا كملي كملي ، الا ايش تسمعين
رفعت خلود حاجبها لترد : فديو عن اضرار الببسي
ضحكت مريم لتقول شذى بفخر مصطنع : شطورة بنتي كملي كذا
قالت مريم بعد ضحكتها قائلة : بالله ذي حركات وحدة تشوف فيديو تثقيفي
التفتت لها شذى بتهكم لتكمل : انطربت على صوت المعلق
نزعت خلود سماعتها لتشير بما هناك ؟
البستها مريم سماعتها لتشير لها بأن تكمل
مرت ثواني الا التفتت شذى و مريم لصوت العالي الذي اتى من الطاولة المجاورة
اما قبل عشر دقائق
دخلت سجى مع صديقيها لتقول و هي تمر على أحد الطاولات للبنت البدينة الجالسة و هي تنزع ]الشيبس] من يدها :لالا ذا مو لك المفروض وحدة بالجسم ذا ماتفكر تاكل حتى
انطلقت ضحكات اصدقائها ليقول احدهم : سجو ليه تحرجيها كذا ههههههههههه
التفتت له و هي تمضغ علكها لتردف بنفس النبرة المستهزئة : المفروض تتعود دام شكلها كذا
أخذت البنت الثانية محفضتها لتقول بعد ضحكة : هههههههههه لو توفري فلوس اكلك و تشتري شنطة مو احسن
وقفت الفتاة قائلة بصوت هادئ بعد ان اخذت محفظتها : ابعدوا خلوني امر
لم يتحرك احد ليقول ذلك المسمى بياسر : لا مو بسرعة ذي تروحي لسى ماتعرفنا و لا استمتعنا مع بعض

بالطاولة الاخرى همست شذى: ذي الانسانة حاسة انه موتها على ايدي
ثم اكملت بصوت عالي : و انتو ماتبطلوا هياط على الناس
رفعت سجى اصبعها بتحذير قائلة بحدة : انت لا تتدخلين
اطلقت شذى ضحكة صدت في المكان بسبب الهدوء لتكمل : هههههههه سجو يا روحي ليه معصبة
ثم اكملت باعتذار مصطنع : اوه سوري نسيت انك لسى متأثرة من الفيديو
التفتت لها مرؤم قائلة بنفس الصوت العالي : و انت ليه تحرجينها كذا
نزعت خلود سماعتها لتقول : ايش فيه ؟
اشارت لها شذى بحاجبيها لتلتفت لها قائلة : و ذي لساتها تطلع عقدها على الناس
رفع احدهم حاجبه ليرد بتهكم : و الله شفت ناس تجازف بس وحدة متكسرة و تحاول تتمشكل معايا عمري ماشفتها
تأملتهم سجى للحظات ثم اكملت بعد ان نقلت نظرها لشذى قائلة : ايه صح ذاك ذاك لي اسمه سامي فايش يساعدك ؟
لانت ملامح شذى خوفا من انها تعرف شيء لتقول : و انت ايش لك
ضحكت سجى بهدوء لتكمل و هي تلتفت لاعيون التي تراقبهم بصمت : اسمعوا ذي لي هنا اسمها شذى و عندها سر ايش هو ؟! اممم ماحقول لانها و للاسف مرة كاسرة خاطري
بلعت شذى ريقها تقل و تأخذ كوب قهوتها ثم افرغته في وجه تلك الضاحكة لتقول بحدة : اذا عندك شيء اتكلميه ماحتخوفيني بشيء
وقفت بغضب حين تقربت منها سجى قائلة بصوت خافت : ماعندك ذرة كرامة تطلبي مساعدة من واحد خلاك
ثم اكملت بابتسامة : بس ماحد يلومك يستاهل
رفعت شذى يدها ليدوي صوت الكف في المكان الهادئ
جحظت عينا سجى القائلة بحدة : ذي ثاني مرة ثاني مرة يا شذى
تقدمت مريم قائلة : انتي توصلي نفسك لهنا ، ايش حتستفيدي من تصرفاتك مجرد مريضة مكانها بالمصحة
اما خلود فتوجهت لتمسك شذى قائلة : سيبكِ منها
أبعدت شذى يد خلود برعشة لتأخذ محفظتها
و تخرج و دموعها لمعت في محجريها
في نفس الوقت دخلت لتين و صديقاتها نحو احدى الطاولات ليجلسوا
همس ياسر لسجى : هاذي لي قتلك عنها
هزت سجى رأءسها لتتجه نحوهم رغم ملابسها الملطخة قائلة : أهلا اهلا
رفعت لتين رأسها لترى من يقف امامها ثم تحولت ملامحها للاشمئزاز قائلة : انت مو ناوي تفكني من وجهك ذا صاير تطلعلي بكل مكان
ابتسم بإزدراء لتتكلم سجى بعد ان سحبت الكرسي و جلست : في مشكلة بينكم
رفعت لتين حاجبها لتشير له شذى بأن يذهب ثم اكملت : هوا قاعد يأذيك
رفعت لتين معصمها لتنظر الى ساعتها ثم التفتت لها قائلة : مو انت تعرفيه روحي اسأليه انا مو فاضية اضيع وقتي فالكلام عنه
ضحكت سجى بهدوء قائلة : علاقتنا سطحية مجرد زمالة اكيد ماحيحكيني ، بس سمعت انه مشكلجي شوي
لازال الملل ظاهر على ملامح لتين التي لا تنظر الى وجهها حتى لتقول بتهكم : و اذا عرفتي بايش حتفيدك دي المعلومية القيمة لي حتغير حياتك
ابتسمت سجى بمجاملة قائلة: انتي اسلوبك كذا مع الكل
اخرجت لتين كتابها من حقيبتها لتقول بهدوء : لا ذا الاسلوب ما يطلع الا مع الناس المريضة زيك و زيه ، فاذا ماعجبك حكون مبسوطة اذا قمتي
وقفت سجى بنفس الابتسامة : انا حروح شكلك معصبة نلتقي مرة ثانية
ذهبت لتهمس لتين قائلة : غبية حاسبتني مااعرفها
اما الاخرى فتوجهت الى مجموعتها بوجه غاضب قائلة : وقحة و مستفزة و تنرفز ، بس رافعة خشمها على مين ! لسى ماتعرفني
ضحكوا من معها لترتسم ابتسامة شريرة على ثغرها

.
.
.

في مقهى قريب من شقتها..
تبتسم و حماس الحياة واضح في عينيها
بسرعة تأقلمت مع العمل
ضحكت بهدوء مع زميلتها بالعمل رهف لتقول : مدري حاسة متحمسة للعمل جيت من الجامعة لهنا
ابتسمت رهف التي أخذت الحليب قائلة : اجل اقولك بالكثير شهرين و تطفشين
اطلقت لتين ضحكة هادئة ثم ردت : و الله مع الحماس الفظيع لي انا فيه مااظن
أتاهم العامل المسمى ببسام ليقول و هو يتوجه الى مكينة القهوة : مو وقت هروجكم ذي
تجاهلوه لتقول رهف : الا انت ايش مخليك تدرسين و تعملين فنفس الوقت
بلعت لتين ريقها ستبدأ رحلت كذبها قائلة : اسكن لوحدي عشان الجامعة بعيدة عن البيت فلازم اجمع مصروف و كمان عشان اقضي عالطفش لي اعيشه
ابتسمت لها رهف : حاسة فيك حبيبتي حتى انا مريت على ذي المرحلة
كانت لتين سترد لكن قاطعها الشخص الذي جاء للطلب لتأخذ طلبه قائلة : واحد كراميل لاتيه
اتاها بسام و هو يضع الطلب السابق
لتأخذه الى صاحبته قائلة و إبتسامة مشرقة على شفتيها : تفضلي
شكرتها الآنسة لتذهب لتين...
رغم شكلها الذي لايوحي انها تنتمي الى هذه الاعمال
الا انها وجدت الامر ممتع ، بل اشبه بلعبة..
لاتكذب فهي لم تأخذه بجدية كعمل واجب عليها...
الا انها وجدت مكانها بين رائحة القهوة و المخابز...
و همسات الناس...
و الموسيقى الهادئة التي تجول بالمقهى...
رجعت الى مكانها لتأخذ طلب آخر...
ثم تذهب لتكمل حديثها مع الرهف...
ليأتي طلب يقطعه...
فتسلمه بنفس الروح الخفيفة...
لكن هذه المرة اختفت ابتسامتها...
حين تسلل الى مناخيرها عطر مألوف..
عقدت حاجباها قائلة بتساؤل للفتاة : لو سمحي ممكن اسأاك عن نوع عطرك ؟
ابتسمت الفتاة الثلاثينية التي مع ابنها صاحب السنتين مفصحة عن اسم العطر
حاولت لتين رسم ابتسامة رغم العبرة التي بدأت بخنقها قائلة : شكرا مرة عجبني و آسفة اذا ازعجتك
ابتسمت الفتاة قائلة : العفو مافيها شيء
رجعت لتين بخطوات هادئة ال مكانها...
كبف لها ان لا تتذكره..؟
هو النفس العطر الذي شممته في حضنها..
هو الذي حاولت ان تبقيه لشهر في ذاكرتها...
لكن فشلت بأن يبقى بين مناخيرها...
تسحب نفس فيدخل مع هوائها...
لربما تشعر بحضنها ثانية...
هل بطانية و عطرها يكفيان لتشكيل حضن مزيف..؟
ام انها لازالت تتخذ من الاوهام حقيقة...
في نفس المكان دخل بإبتسامة...
لايدري كم مر على زيارته لهذا المقهى..
هل سنتين ام أكثر...!؟
حاول نفض كل ذكرى جرت هنا...
الا ان ابتسامة حنين لازالت ممرسومة على شفتيه..
مر من جانب نفس الفتاة ليستوقفه عطرها...
من المستحيل ان يخطئ..
نفس الرائحة التي يبغضها...
فقد وقف امامها الاف المرات و هي تحملها..
حاول تجاهل الموضوع متجه الى فؤاد الجالس بأحد الطاولات على هاتفه ثم رفع رأسه قائلا : أهلا الناس تسلم و بعدين تقعد بإبتسامة ، ليش مكشر ؟
عقد سامي حاجباه قائلا : لا مو مكشر
وضع لؤي هاتفه جانبا ليقول : آه يعني ماتبي تجاوب بكفيك
غير سامي الموضوع قائلا بإبتسامة : و انت جايبك ابوي هنا مو عشان تقعد على الجوال
رفع لؤي حاجبه قائلا : لا تتدخل لو سمحت ، يعني ايش تبيني اسوي مثلا اقعد واقف عند راس كل لي يشتغلون هنا
زادت ابتسامة سامي ليقول بإستفزاز :هههههه المفروض كذا
ابتسم لؤي ليرد : خلك فنفسك
ثم اردف قائلا : ليش جاي
تبعثرت ملامح سامي الى الدهشة قائلا : اوه يعني طردة ذي ولا ايش
ثم اردف بتهكم : شوف هي قول لي تبي انا مو طالع
رفع لؤي حاجبه ليقول بتساؤل : و ليش ؟
رد عليه سامي بإيتسامة : كافيه ابوي كيف تطردني منه ؟
ضحك لؤي بهدوء ثم قال : هههه انت ليه اسلوبك صاير مستفز
رفع الآخر كتفها قائلا : مدري اسأله هو
رد عليه لؤي قائلا بإبتسامة : مع انها مرة سامجة بس ماش نتقبلها
ثم اردف قائلا : ايش تشرب
عقد الآخر حاجباه بتفكير...
و بعد اربعة ثواني قال : حليب
عقد الآخؤ حاجباه بإستغراب قائلا : ايش ذا ؟! كيف حليب
اطلق سامي ضحكة ثم اردف بتهكم : هههههههه تستهبل انت ماتعرف حليب ، هو سائل ابيض يجي من البقر و يشربونه مرات يكون مع قهوة و هو مرة مفيد للصحة
رد عليه لؤي بتذمر : بلا هبل عارف ايش يعني حليب ، بس ايش تسوي فيه قصدي غريبة تجي تطلب حليب
ضحك سامي مرة ثانية ليقول بعدها : ههههههههه انت مخك ضارب اليوم و لا ايش ، ايش حسوي فيه مثلا اعطيه للبقر يشربونه ، و بعدين بكيفي شتهيته و حطلبه
ابتسم لؤي قائلا : غبي البقر يشربو مويا مو حليب
حك سامي حاجبه ليقول بتذمر : الي هوا
رفع يده لؤي ليطلب
اما بعد بضعة مترات
كانت رهف واقفة بذهول قائلة بشاعرية : آه يا قلبي ايش الانسان ذا
ضربت لتين على كتفها
لتفوب الاخرى لتقول لتين : ايش فيه ؟
ميلت رهف رأسها بإعجاب : حلو و لا يتهيألي
عقدت لتين حاجبها قائلة : مين صاحب الكافي
هزت الاخرى رأسها و لازالت تتكلم بصوت شاعري : لا لي جنبه
انتبهت للؤي الذي يطلب لتقول بسرعة و هي ترتب شعرها قائلة : انا انا حروح
ضحكت لتين و هي تراقب حركاتها من بعيد لتراها عند وصولها وضعت يدها على قلبها قائلة : خلاص خلاص انا وقعت فالحب
ابتسمت لتين قائلة : ترى ذا بنفس جامعتي
عقدت رهف حاجبها قائلة : كم كم عمره ؟

حاولت لتين التذكر لتقول : مدري يمكن اثنين و عشرين او ثلاثة و عشرين
اختفت ابتسامة الاخرى قائلة : متأكدة
هزت لتين رأسها كاتمة لضحكتها
لكن اطلقتها حين قالت رهف : انا ليه حظي كذا اصغر مني باربع سنين
ظهر الاستياء عل ملامحها قائلة : بس الكلب يجنن
عادت لتين للضحك ثم قالت : هههههههه ليش تسبي
رفعت الاخرى كتفها و ردت : مدري
اما في الطاولة لا حظ تلك الواقفة ليقول للؤي : ذيك تشتغل هنا
عقد لؤي حاجبه قائلا : اي وحدة
سامي : لي عيونها ملونة ؟
هز لؤي رأسه ليرد : ايوة تشتغل هنا
هز سامي رأسه ثم اكمل حديثه مع لؤي
وضحكات لتين و رهف تندلع بين فترة و اخرى
.
.
.
نزلت اليزا من سيارتها لتدخل العمارة...
صعدت السلالم بهدوء مبتسمت لتهمس : شكلي حزور ناس كثير اليوم
انتبهت لصوت مرأة قائلة : مين حتزوري عشان اقولك اذا هما هنا ولا لا
التفتت اليزا بتعجب قائلة لتلك الواقفة عند باب شقتها : و انت ايش دراك
ضحكة صاخبة اطلقتها المرأة لتقول : انا سهام لي مايفوتها شيء
عقدت اليزا حاجبيها لثواني ثم تقدمت قائلة بإبتسامة : تعرفي كل شيء عن لي سكنون هنا !
هزت الاخرى رأسها بالايجاب
لتهمس اليزا : يعني حنتفاهم ، ممكن نتكلم فمكان ثاني
ابتعدت سهام عن الباب لتقول : تفضلي تفضلي وي آسفة نسيتك واقفة عند الباب
فتحت اليزا فمها لترد لكن قاطعتها الأخرى قائلة : عاد ما في احلى من السوالف الباب مع انو الكل يسمع بس و الله ماتنشبع تذكرني فايام كنت عند جدتي كانت صديقتي تسكن جنبنا عاد اربع و عشرين ساعة و احنا واقفين فالباب نسولف
ضحكت لتردف : شكلك ماجربتيها واضح انك بنت نعمة
تجاهلتها اليزا قائلة : ماحطول عندك كثير بس اطلب منك شيء
جلسوا على الارائك لتكمل اليزا : تعرفي حيدر يسكن فالطابق لي فوقك
هزت سهام رأسها قائلة : اعرف و كيف مااعرفه عنده ولد مشاء الله مشاء الله زين و عقل رزانة لا يكون حيخطبك و لا تطلعون مع بعض عاد كذا اقولك احسن مااخترتي و
قاطعتها اليزا قائلة بإبتسامة ضاحكة : سوري انا مشغولة ماعندي وقت نسولف فيه فالهرج ذا يمكن نأجله ليوم ثاني
هزت سهام رأسها قائلة : قلتيلي حيدر اي اعرفه ايش تبين فيه
فتحت اليزا حقيبتها و هي تقول : ابغى اعرف ايش ماضيه و ايش يصير فبيتهم حتى اذا جاء واحد حوريك صورته بعدين قوليلي ايش صار
رفعت سهام حاجبيها قائلة : لالا مااقدر اسوي ذا الشيء ذي اسرار بيوت المفروض مااطلعها و بعدين يمكن
قاطعتها اليزا و هي تخرج مبلغا معتدلا من محفظتها هامسة : حافلس من وراكم
ثم اردفت قائلة : و ذي تكفي عشان تقدري تطلعي ذي الاسرار
ابتسمت سهام و هي تحسب المبلغ قائلة : يعني كبداية حلو
اخذت اليزا صورة حسام لتضعها امامها قائلة : ذا لي كلمتك عنه
اخذتها سهام لتهز راسها بالايجاب قائلة : شايفته ذا مدري اتضارب مع ولد حيدر ذا فارس لي قتلك عنه
وقفت اليزا قائلة :بالمناسبة انا هند
ابتسمت سهام قائلة : و انا سهام
اكملت اليزا : فانا حخليك دحين مشغولة، نلتقي مرة ثانية
خرجت اليزا نحو سيارتها..
اغلقت باب السيارة لتنتبه الى هاتفها الذي يرن...
رفعته لترى إسم " سيلا "
رفعت اصبعها بتردد هل ترد او لا
لكن تحرك لترفض الرد...
و بعثت رسالة الى فؤاد
" فاضي ؟ "
اشتغلت السيارة ليأتيها صوت رسالة منه
" ايوة ، دوبني طلعت من المستشفى "
اخذت هاتفها لتبعث
" انتظرني امر عليك احتاجك بموضوع "
رد عليها بالموافقة
لتتوجه الى المكان المتواجد فيه
.
.
.
عند لتين خرجت من المقهى بعد ان انتهى دوامها لتتوجه الى شقتها...
توقفت امام الباب و هي تبحث عن مفتاحها فرودينا ذهبت لواحدة من صديقاتها...
انتبهت لشذى التي فتحت الباب مناديتا لها
لتلتفت قائلة بتعجب : تناديني انا
عقدت شذى يدها امام صدرها لتقول بتهكم : لا اكلم الجني شايفة احد ثاني هنا !
رفعت لتين حاجبها قائلة : اخلصي ايش تبي
زفرت شذى بملل قائلة : بس حبيت اقولك العمارة كلها تدري انك بديتي تشغلي فكافيه هنا
تبعثرت ملامح لاين للدهشة لتتقدم قائلة : نعم ! ايش دراهم
تنهدت شذى و ردت : الملقوفة لي تحتك ماخلت احد ماقالتله
ضحكت لتين تعجب لتقول : و ذي من وين عرفت و متى
رفعت شذى كتفها : مدري ، بس حبيت اقولك لا تحكيها عن كل شيء يخصك ماتعرف تمسك كلمة من دون ماتنشرها
هزت لتين رأسها قائلة : اوك شكرا
ابتسمت شذى ثم اردفت : ممكن اسألك سؤال
لم تختفي ابتسامة لتين لتلتفت اليها باستفسار
شتت شذى انظارها : فين الكافيه لي تشتغلي فيه
عقدت لتين حاجباعا ثم ردت : قريب هوا الشارع لي ورانا
هزت شذى رأسها ثم اكملت بنفس الهدوء : ايوة عرفته ، يملكه ابو واحد من جامعتنا
ضحكت لاين بهدوء قائلة : ههههه ايوة اليوم جاء
اعتدلت شذى بوقفتها و قالت باستغراب : ليش تضحكين
ابتسمت لتين لتردف : تذكرت وحدة خقت عليه بس خيب املها و...
لم تستمع شذى لباقي الكلمات ترى فقط شفتي لتين يتحركا...
توقفت انفاسها...
توقفت دقات قلبها...
و تجمدت عينها...
فمنعت الدموع من الضهور...
لتبعثها نحو الحنجرة و تخنقها...
هزت رأسها بالايجاب لتقول بهمس : آها
دخلت لتغلق الباب بهدوء...
تمشي بهدوء...
جمود يكسي ملامحها...
دخلت غرفتها جلست على السرير...
اخذت صندوقا من تحته..
فتحته بنفس الهدوء..
صندوق فارغ...
مدت يدها لتأخذ الشيء الوحيد الموجود فيه...
ورقة بيضاء مشقوقة لثلاثة اجزاء و الصقت بشريط لاصق...
رسمت فيه شجرة معلقت فيها ثمار على شكل قلوب..
فتاة باسمة تقطف ثمرة...
و لم تكمل الباقي...
رغم حيوية الالوان و زهوها...
و دقة الرسم..
الا انها تجدها موجعة...
فكان يجب هو من يكون من الطرف الآخر يقطف...
لكن لم تكتمل منذ سنتين..
كانت ضحية غضب لتشق...
ثم عولجت بالاشتياق فلصقت...
اخذت قلم لتمحي الفتاة...
و تجعل ثمار الحب تتساقط متعفنة...
متقيحة تسيل الدماء من جوفها...
و الفتاة جالسة تحتها تتلطخ بدماء هذه الثمار المتعفنة...
مرت نصف ساعة و هي تعيد الرسم بغضب موجع لروحها...
تحولت الوان السماء الى الكئيبة تنبء فمجئ عاصفة...
اخذت جوالها الذي يرن لتغلقه...
ثم اكملت...
لم تتماسك كثير...
فتقيأت الوجع بدموعها المتعبة من كل شيء ...
بللت الورقة فزادت الم الرسمة...
توقفت بإنهيار هادئ لتعيدها الى الصندوق و تخبأه...
خرجت بعد ان مسحت دموعها...
نحو أختها الجالسة على الاريكة و تشاهد سلسلتها المفضلة و تندلع ضحكاتها بين فترة و أخرى...
جلست شذى بجانبها تشاهد...
مواقف كثير تجعل المرأ ينهار ضاحكا ، لم تستطع رسم ابتسامة خفيفة عليها...
انتبهت للباب الذي يدق لتقف متجهة نحوه..
فتحته لتظهر مريم الباسمة....
حاولت رسم ابتسامة خفيفة لتدخل مريم القائلة : سلام عليكم
اغلقت شذى الباب لترد السلام ثم اردفت : ماكنت عارفة انك جاية
جلست شذى جنب اختها و اختارت مريم الجلوس على الاريكة المنفردة لتقول : ايش تسوين
رفعت شذى كتفها لتقول : و لا شيء خلصت مذاكرة و قعدت اشوف السماجة ذي
التفت لها اثير قائلة : المشكلة فيك انتي لي نفسية
ضحكت مريم لتردف : هههههههه لا شذى الشيء الوحيد لي تستمتع فيه اكشن و رعب
رفعت شذى حاجبها بابتسامة قائلة : عشان فيه تشويق و اثارة و حماس مو السخافة ذي
إبتسمت اثير بهدوء ثم غمزت لمريم لتقول بعد صرخة مفاجئة : آه صرصار صرصار
وقفت شذى فجأة لتخرج من الغرفة راكضة قائلة برعب : آه اقتليه اقتلي الكلب ذا
انفجرت مريم ضاكة لتقول : هههههههههه فين الكلب ؟
لازالت شذى قاقفة برعب لتصرخ ثانية حين احست بشيء وراءها فاعادة دخولها الصالة و صعدت على الاريكة قائلة : هناك هناك اقتلوه
وقفت مريم و مسكتها قائلة : خلاص تمزح ايش بك
هزت شذى رأسها بالرفض قائلة و هي تشير : لالا شفته
ثم اردفت و هي تشير الى الباب قائلة : آه شوفيه هناك
التفتت مريم فصرخت بصدمة لتذهب الى آخر الغرفة
اما اثير فرفعت رجلها بهدوء على الاريكة و علامات الصدمة ظاهرة عليها
اضافت شذى صرخة اخرى قائلة : آه جاي آه اقتلوه
ردت عليها مريم بتذمر : اهجدي انتي الثانية شويا ونلاقي ناس قدام الباب يسألوا مين المجنونة لي هنا
لازالت انفاس شذى متسارعة لتقول و هي تمد يدها نحو كوب الماء : مامنكم فايدة انتوا
اخذت كوب الماء لترمي محتواه ناحيته الا انه كان سريعا و ابتعد
لتردف بنبرة باكية : اوف ودا ليه يجري كذا
اتتها ضحكة مريم القائلة : هههههه رشاقة متعود على الجري
التفتت لها شذى لتقول : هاهاها ماتضحك
مريم بتهكم : ماحد قالك اضحكين
تجاهلتها لتردف شذى بضجر : هاه اختفى كله منكم ماشفته.
قالت مريم بحذر : متأكدة مو موجود
هزت شذى رأسها قائلة : ايوة اقولك اختفى
اتت مريم راكضة لتجلس على اللريكة و ترفع قدميها
قائلة : اوف يعني دحين نقعد هنا لين مانمسكه ، ماعندكم اكل
اخذت شذى المخدة الصغرة التي امامها لتقول : و لا يهمك دحين اقطعها و يطلع اكل و مشروبات و حلى كل شيء ولا جوعك
زفرة مريم بضجر
لتقول اثير بصرخة : واه لقيتها
التفتتوا لها الاثنتين
لتكمل بابتسانة حماس : شوفي وحدة فيكم تروح تجيب كل شباشب و نحطها هنا كل مانشوفه نرمي عليه طيب ؟
ابتسمت : و الله صرتي تفكري افضل مني
ابتسمت اثير بفخر
لتضيف مريم : صح لي قال يوجد في النهر ما يوجد في البحر
زادت ابتسامة أثير
لترد شذى بتصحيح : غبية يقولون يوجد في بحر ما يوجد في النهر
ضحكت أثير : الله و اكبر على الذكاء لي فيك
انتبهت شذى لتصحح قائلة : ايه قصدي لا يوجد في البحر ما يوجد في النهر
ضحكت مريم لتصحح : يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر
هز شذى كتفيها قائلة : نفس الشيء
التفتت لهم اثير لتردف : مين يروح يجيبهم
نظروا لعا الاثنين لتقول شذى بترجي : يلا بليز و الله ماحقول عن السماجة لي تشوفينها انها سامجة
ابتسمت مريم ايضا لتقول : يلا بليز عشان اخليك دايما تجين عند ملاك و اعطيكم اكسسواراتي تلبسونهم والله
ابتسمت اثير لتقول لشذى : مريوم خلاص اتفقنا بس انتي ماعجبني العرض
رفعت شذى حاجبها لنزله بسرعة و ترسم ابتسامتها ثانية لتردف : حشتريلك لي تبيه
نزلت اثير من الاريكة ضاحكة
لتقول شذى : ليش تضحكين
اتاها صوت اتير لبتي خرجت جارية : ضحكة الانتصار يا قلبي
ثواني و عادت جاريت لترميهم على الاريكة
وقفوا ثلاثتهم متأهبين
دقيقة الا وصرخت مريم فائبة : هناك هناك
اخذت شذى واحدا لترميه نحوه نحوه لكن هرب لتقول : شوفي راح كله من صراخك
التفتت لها مريم القائلة بتهكم : بايش تفكري انت ايش دخل صوتي بالموضوع
قاطعهم صوت اثير القائلة : هناك
اشارت لهم شذى بالهدوء : اهدوا لا تصرخون عشان مايهرب ذي المرة ماحد ياخذه من ايدي
هزوا رؤسهم لتأخذ كل واحدة منهم واحدا
لتأخذ شذى نفسا عميقا فشاركوها نفس الخركة
ثم قالت بهمس : واحد اثنين ثلاثة يلا
ثم بدأوا بالرمي العشوائي
دخل شخص فجأة..
و أتاهم صوته المتأوه ثم قال : آه مجانين انتوا
جلسوا كلهم دفعة واحدة بصدمة لتقول شذى بترجي : فارس بليز اقتله و الله حطبخلك لي تبيه يلا بليز
عقد حاجبه قائلا : ايش اقتل انتي مستوعب انو صوتكم واصل لبرى
هزت شذى رأسها بالايجاب بتقول : عارفة عارفة بس اقتله
ثم اضافت بعد صرخة كتمت :و راك وراك
التفتت وراءه ليقتله ثم اخذ منديلا و رفعه
لتقول شذى : يع
وقفت خلود و هي اسحب شذى نحو الغرفة قائلة : تعالي نروح غرفتك احسن
تبعته شذى الموافقة
انا اثير فوقفت قائلة بتذمر : ها حتى الحلقة خلصت
اروح اشوف شيء آكله
و توجهت نحو المطبخ
.
.
.
في أحد المطاعم
و قد بدأ الغروب يطلق ألوانه الحالمة على السماء
جالسة مقابلة لفؤاد الذي يرتشف من قهوته
اما هي فعصيرها لازال على حاله
شتت نظرها قائلة بهدوء : مدري ارد عليها و لا لا
عقد حاجباه قائلا : مو كأنك مكبرة الموضوع شوي
هزت اليزا رأسها و ردت بنفس الهدوء لكنن تخللته حدة : ما حتفهمني ناحتعرف كلامها قد ايش يأثر فيا
بلعت ريقها لتقول و هي تشير بيدها : فيه ثلاثة ما اتحمل منهم اي شيء انت و ماما و هي
عقدت حاجباها لتقول بقهر : قاهرني اني تضاربت معاها بسبب وحدة سافلة و ماتسوى شيء
اقترب من الطاولة يقول : شوفي هي اذا انت ماتبين تقطعي علاقتك معاها و هي اعتذرتلك و اتصلت عليك خلاص مهما كان مافي صداقة من دون مضاربات
ثم سند جسمه على الكرسي قائلا : و لساتني اشوف انك مكبرة الموضوع
تنهدت لتلقي نظرة الى هاتفها الذي يرن للمرة العشرين اليوم رفعت نظرها له
ليقول : ردي !
رفعت بهدوء لتقول ببرود : نعم !
اتاها صوت سيلا القائلة : لساتك زعلانة يعني
حركت اليزا المصاصة التي في الكوب لتقول : ايش تبين !
ابتسم فؤاد على اسلوبها
اما اليزا فتاها صوت سيلا : خلاص آسفة ترى مايسوى ذا الزعل كله آسفة على كلامي
شربت اليزا من العصير لتقول بهدوء : طيب
كانت واضحة ابتسامة سيلا من صوتها القائل : ايش لي طيب ؟ يعني خلاص رضيتي !
زفرت اليزا قائلة : ايوة
ثم اعتلتها ابتسامة هادئة حين سمعتها تقول : ياه و ربي انك احلى صديقة ، ماحنزعل بعض مرة ثانية صح !
هزت اليزا راسها كأنها تراها لتقول : أكيد
ابتسم فؤاد ليأخذ كوب قهوته و يرتشف منه وهو يراقبها
زادت ابتسامة اليزا حين قالت لها : قاعدة اتجهز رايحة عيد ميلاد سلوى يلا تعالي معايا طفش وحدي
ظهر الصف العلوي من قطم اسنان اليزا لترد : اوك حخبر ماما و اتجهز
ثم ضحكت حين سمعتها تقول : و انا حمر عليك يلا باي يا احلى ليلي
ردت ولازالت ابتسامة تعتليها قائلة : باي
اغلقت الجوال لترفع نظرها لذلك الذي يبتسم
فقالت : مرة شكرا ، بجد لو سويت لي فراسي كنت حخلق مشكلة اكبر لو ماقلتلي ردي و حاولت تبينلي اني مكبرة الموضوع كان يمكن خلاص ماحنتصالح
ارتشف من قهوته قائلا بعد ان سند جسمه على الكرسي : شايفة كيف انا السوبر مان حقك
عقدت حاجباها لتقول بعد ضحكة : هههههه مو وجه احد يشكرك و الله .
شربت من عضيرها ثم قالت : ايش عندك دحين ؟
عقد حاجباه بتفكير ليقول : اممم حنام
ابتسمت بتقول : انا عندي عيد ميلاد وحدة صاحبة سيلا قاتلي اروح معاها
رد عليها بتشجيع : ايش منتظرة روحي اتجهزي و لا ناوية تخلينها تنتظرك عقاب
.ضحكت قائلة : ههههه لا مش ناوية اعاقبها ، حتى اذا عاقبت انت تعرف كيف عقابي
وقف هو الا خر ليقول : شريرة
اطلقت ضحكة هادئة لتهمس بخبث : مو اكثر منك
و توجهوا للدفع
ثم توجه كل منهم الى سيارته
.
.
.

في شقة لتين جالسة مع أختها في الاريكة يشاهدان برنامج
كان واضحا الملل على لتين التي تتصفح في هاتفها..
و نفس الشيء عل رودينا التي كانت شاردة الذهن...
ثم تنهدت قائلة : اوف طفش
رفعت لتين انظارها لتهز رأسها بالايجاب
فرفعت رودينا قدميها على الاريكة قائلة بحماس : ايش رايك نشوف فلم
ابتسمت لتين لتضع الهاتف جانبا قائلا : اوك ابغى رعب
اشارت رودينا بالرفض قائلة : لا ماحبه
اقتربت منها لتين لتقول بترجي طفولي : يلا بليز بليز انا اختك الكبيرة يلا
وقفت رودينا قائلة : اوك اوك ايش تبين
لتحدد لتين اسم الفلم و فتحته على التلفاز
ثم توجهت اختها لتطفأ الانوار
انتبهت لها لتين لتقول : خلي واحدة
وافقت رودينا ثم ذهبت لتجلس بجانبها
ابتسمت لتين و هي تأخذ من [ الشيبس ] الذي بيدها قائلة : ترى شفته من قبل مرة حلو
مدت رودينا يدها لتأخذ حبة و هي تراقب شارة البداية قائلة : اول مرة اشوفه بس سمعت انه حلو
هزت لتين رأسها
ليبدأ الفلم و عم سكون على الغرفة من غير صوت الشخصيات
ابتسمت لتين و هي ترى أختها المندمجة
لا تكذب ، وجودها الآن بجانبها ساعدها كثيرا...
ساعدها بأن تتناسى ماعاشته...
لم تنسى..
فصدمته مازات منقوشة في قلبها قبل عقلها...
و جناحها المكسور يشهد..
مشيها بالغابة و هي تعي لما يحدث امامها...
شاهد على قوتها....
و على ايجادها للتمثيل...
اصعب شيء حين تضطر لكي تلصق جناحا من ورق لتوهم العالم ان جناحها لم يكسر بعد...
و تصبغ لونها كل مرة لتبعد شكوك على انها قد بهتت...
ليست بالقوة التي تتحمل رأيت نظرات شفقة...
مرت نضف ساعة على الفلم لتقول بسرعة : رودينا وطي الصوت
التفتت لها رودينا بتعجب لتراها مغمضة لعيناها
اخذت جهاز التحكم لتخفض الصوت قائلة : ايش بك
حركت يدها قائلة : حتجي لقطة مرة تخوف مااقدر اشوفها لما تخلص قوليلي
تجاهلتها رودينا لترفع الصوت مندمجة
فجأة ارتفعت صرخة لتين القائلة بخوف : آه مو قلتلك وطي الصوت استغفر الله ايش الاشكال ذي
التفتت لها رودينا قائلة : مو فاضية لهبالك ، انت لي اصريتي على فلم رعب
ضمت لتين قدماها الى صدرها ثم قالت : هو الفلم حلو بس يخوف
ضحكت رودينا بإستغراب : هههههه من جدك هوا تصتيفه رعب ايش تنتظري مثلا
ثم اردفت لتين : خلاص خلاص خليني اشوف بس بعد يمكن عشر دقايق وطي الصوت
تجاهلتها رودينا ليكملوا المشاهدة مع صرخات لتين و تذمر رودينا منها....
لينتهي الفلم فتخلد كل منهما الى النوم بعد ان بدأ النوم يتغلب عليهما...
نامتا و ابتسامة تداعب شفتيهما...
ابتسامة أمل على أن الغد سيكون أفضل...
.
.
.امام عمارة مهجورة...
توقفت سيارة ذلك الذي نزل بملامحه الجامدة...
صعد السلالم بهدوء ليتجه نحو الشقة التي يقصدها...
أخرج مفتاحا اداره مرتان ففتح الباب..
أغلقه بهدوء...
مشي في المرر الصغير ليصل نحو الغرفة المجتمعين بها...
خطواته الواضح صوتها كانت تنبيها على قدوم احد...
ليقفوا متستفسرين...
رؤا الواقف القائل و ملامحه تدل على الاشمئزاز : لساتك تجتمعون فذا المكان
نطق احدهم قائلا : آسفين يمكن مو من مستواك هاذي الاماكن
ثم اكمل بتهكم : يا ولد القصور
ابتسامة باردة ظهرت على ذلك الشخص القائل و يتقدم قائلا : حسام ! جيت عشانك اليوم
ضحك حسام ليقول : هههه ليه تعب نفسك يا استاذ فارس كان اتصلت بس و اجيك للبيت
اشار فارس بالرفض قائلا : لالا مااحب اتعبك سمعت انك جيت من قبل فمو حلوة كل مرة انت تتعنى
ابتسم حسام ليظهر صف اسنانه : آه يعني عرفت ، مشاء الله اختك ذي ماتعرف تمسك لسانها
عقد فارس حاجباه بإستغراب
ليكمل بتهكم : بس اكتشفت انو عايلتكم القتل يمشيلها فالدم
تقدم فترس نحوه بخطوات سريعة ليمسكه من ياقة ثوبه قائلا بهمس : المرة الجاية تقرب من العمارة بس مو البيت حأنهيك
تحرر حسام من مسكته ليقول برفعة حاجب : دامك خايف لذي الدرجة ليه معطيني العنوان و قايل انو ابوك هوا القاتل
ابعد فارس انظاره ليرد بهدوء التبسه في ثواني : اعطيتك العنوان عشان تعرف مين القاتل مو عشان تقرب من البيت
نطق احد الجالسين قائلا : انا لسى مافهمت كيف ابوك هوا القاتل و انت تخبر عنه
التفت فارس له قائلا : هذا شيء مايخصك
ثم اتاه صوت حسام قائلا بإستغراب : كلام انس صح المفروض تحاول تغطي عليه
مرر فارس لسانه على شفته السفلى ليرد متجاهلا سؤاله : انا لي عندي قلته سوي لي تبيه ماحمنعك من شيء بس البيت لا تقرب له لانو حط فبالك مو بس ابوي لي داخل
استدار ليخرج من الغرفة ثم العمارة ثم ركب سيارته ليغادر
اما حسام فجلس بجانب انس قائلا : هوا لي اعطاني العنوان بكيفه
ابتسم انس مؤيدا ليقول : ايه صح حسام ليه قاعد انت هنا
التفتت له حسام بتسؤل : مضايقك !
هز انس رأسه بالرفض ليرد بانكار : اكيد لا بس يعني عندك بيت ليه قاعد فالقرف دا
وقف حسام قائلا و ملامح الحقد بدت بالظهور عليه : عشان يمشي لي فراسي لازم ابعد عن البيت
ثم خرج من الغرفة....
وضع يده بجيبه ليتصل بهديل لكن تذكر انه نساه في الغرفة التي كان جالسا بها...
تجاهل الموضوع ليستلقي على السرير...
متأنسا بأفكاره المجنونة...
أما الآخر فإنتبه لهاتف حسام الموضوع و تذكر كلام المسماة بهند...
أخذ هاتفه بتردد..
هو بين خيارين اما أن يخون صديقه او يتبع احتياجه للنقود...
لحظات و سمع شخير الآخر
.
.
.
امام بيت فخم يدل على ثراء اصحابه..
نزلت اليزا بفستانها الأحمر البسيط الذي يصل الى بداية ركبتها بدون أكمام و شعرها الذهبي الذي يصل لنهاية رقبتها ذو تموجات متميزة
التفتت لصديقتها صاحبة الفستان الوردي قائلة دقيقة و حجي بس اعدل حمرتي
اخذت احمر شفاه بلون أحمر فاقع أحدث تناقضا مع بشرتها البيضاء
لتفتت لسيلا القائلة : يلا بسرعة اصلا احنا متأخرين
بخت اليزا من عطرها بسرعة لتقول : و الله التأخير منك مو مني
مشوا مع بعض ليسلموا هداياهم
ثواني و اتت سلوى بستانها الازرق النيلي مبتسمة هنؤها..
لتلتفت اليزا لسيلا بعد ذهاب الاخرى: و الله ماظنيت أنوا ماما ترضى اجي بذي السرعة
ضحكت سيلا قائلة بفخر : افا عليك انا اقنعتها
ظهر الافاجؤ على اليزا القائلة باتسامة : عن جد مهارتك ذي فالاقناع انا محتاجتها و بقوة كمان
شربت سيلا من العصير لاقول : لذي الدرجة ماكنتي متأملة انها تخليك
هزت اليزا رأسها بالايجاب : و اكثر ، اليوم كله و انا برى اصلا لما رحت البيت لقيتها معصبة
عقدت سيلا حاجباها بتساؤل : و انت ايش تسوين اليوم كله برى !
ابتسمت اليزا لترد : استمتع
ضحكت الاخرى قائلة : ههههه يا فرحت اهلك فيكي ، و الله ابتسامتك ماتطمن
كانت سترد اليزا لولا هاتفها الذي رن
نظرت للساعة التي تشير الى العاشرة ليلا
لترد بإستغراب من المتصل قائلة بعد ان ابتعدت عن سيلا : نعم
اتاه صوت شتب القائل : هند ؟
عقدت حاجباها من الاسم
لكن ابتسمت حين تذكرت لترد : انس صح ؟
رد عليها : ايوة ، ابغى اقولك انو الجوال عندي دحين بس لازم تجي تجيبينه
اختفتت ابتسامتها لتقول بحيرة : والله مااقدر دحين انا مشغولة ، ماتقدر الصباح
قال برفض : لا هو النهار اغلب وقتوا مايكون هنا
سكتت لثواني ثم قالت : خلاص اوك جاية
ذهبت لسيلا قائلة : سيلا مرة سوري بس جاني اتصال من ماما قاتلي تعالي مدري ايش بها لازم اروح مرة آسفة و الله كان نفسي اقعد معك
لم يظهر الانزعاج على سيلا التي تقبلت الامر
خرجت اليزا مسرعة فيجب ان ينتهي هذا الامر في أقل وقت
زفرة بانزعاج حين تكرت ان سيارتها ليست هنا
لتخرج نحو الشارع مستقيلة سيارة أجرة
بعثت رسالة كتبت فيها
" تعال للشارع الرئيسي عشان يكون اقرب لي "
دقائق و اتت الموافقة
و كانت ربع ساعة ووصلت الى المكان المطلوب لتنزل و تطلب منه ان ينتظرها ...
توجهت له حين انتبهت له واقفا
عقد حاجباه من شكلها لكن تجاهل الموضوع قائلا و هو يمد لها الجوال : لازم برى الفجر ترجعينه
ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها لتقول : اوك مو مشكلة حبعته مع السواق
رد عليها بالموفقة ثم قال : كنتي فحفلة و لا عرس
ضحكت بهدوء قائلة : هههه كنت فعيد ميلاد وحدة اعرفها و انت اتصلت علي
حك حاجبه قائلا : شكلي خربت عليك
هزت راسها بالرفض لترد : لا اصلا رحت بس عشان خاطر صاحبتي
ثم اردفت : يلا باي زي ماتفقنا الفجر ابعتلك الفلوس مع الجوال حيجيبهم السواق
رد بالموافقة ثم ودعها لتتجه هي نحو سيارة الأجرة لتعود الى البيت
وهي تحاول تذكر كيفية تركيب برنامج تنصت في الهاتف
و سرعان ما اعتلتها ابتسامة فور تذكرها
.
.
.
في مكان بعيد عن المدن..
اخرجت فتاة بعمر العشرين من أحد الغرف بوحشية...
رغم بكاء الفتاة و توسلاتها....
كان رفضها واضحا...
راقبتها ملك لتتقدم بهدوء قائلة بعد أن اوقفتها من الارض : انتي ايش خاسرة دحين ليه مسوية ذي المناحة كلها خلاص كلها كليه وحدة و بتعطينها حطي فبالك انك حتتبرعي فيها و فلوسك موجودة
هزت الفتاة رأسها بالرفض بهسرية واضحة : لالالا ماابغى انا و الله ماابغى خلاص بطلت اسوي
مسكتها ملك لتسحبها نحو الاسرة المصطفة بجانب بعض قائلة : ليه احنا لعبة عندك انتي لي جيتي ما احد سحبك لهنا
دموع الفتاة لازالت تنهمر و شهقاتها كانت تقطع كلامها حين قالت : مغصوبة و الله مغصوبه
وضعتها ملك على السرير لتقول و هي ذهبة : جلال فيصل انتبهوا لا تطلع
توجهت ملك لتعقم نفسها و تلبس
رأت صبا التي بدأت دموعها بالانهمار ككل مرة
لتردف ملك : اوف منك انت الثانية مو ناقصينك
مسحت صبا دموعها و هي تأخذ انفاسها بعمق
توجهوا الاثنتان نحو الفتاة التي اعتلت توسلاتها...
لكن خدرت ثم بدأت ملك باستئصال الكلية و هي تدري انها لن تنم الليلة من تأنيب الضمير و انها ستعيش كآبة ككل مرة
اما صبا فكانت تساعدها و هي تحاول السيطرة على دموعها كان ارتجافها واضحا لكن سرعان مابدأت بالتحكم فيه كانت تعمل و هي تدري انها ستعاني لأيام من كآبة و انها ستبتعد عن الناس و تكره نفسها لاسابيع...
انتهت العملية و ركبوا اربعتهم سيارة واحدة و كل واحد منهم يفكر فتصب هذه الافكار في نهر واحد هو كيفية التخلص من هذه القذارة
.


[انـتـ دمتم بود 🖤 ــهـى ]



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-19, 12:28 AM   #28

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-20, 11:11 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

[ البارت الواحد و العشرين ]


بين ممرات غابة أبطالنا...
كل شيء يبدو هادئ رغم حطامها...
كان الممثل يقدم عرضا ابهر الجميع...
عن قصة حب ظن ان غبار الزمن قد اخفاها...
فكان يقف على صخرة يفصل بينها و بين الصخرة التي تظهر منها الفتاة جسر طويل...
جسر يوشك على ان يتحطم...
فقد فقد ربعه...
كان الجمهور يراقب بتأثر...
حين تقدم الممثل بضع خطوات الى الامام...
لا يرى ملامحها....
و يدري انها لا ترى ملامحه...

فأقنعة البعد قد قامت بواجبها..
انفاسها تتعالى..
و عرقه يتصبب...
ارتجافه ابهر الكثير...
انفتاح فاهه و هو يصرخ معلنا حبه...
لكن صوته قد إختفى...
او ربما لم يصل لها...
حاول سحب قدمه ليتقدم لكن تسمرت ارضا...
حاول رفع الاخرى فحدث نفس الشيء...
رآها تقترب...
ابتسامة ظهرت على ثغره...
ثوان و انطفأت...
حين رأها ترمي بكبريت على الجسر...
حاول التحرك...
و الصراخ...
لكن لعنة التناقض اصابته...
فلم يظهر شيء لها...
ضحك بصوت مكتوم ، بسعادة..
حين اتت رياح و اطفأته قبل ان يحرق...
نزل الستار...
و اعتلى تصفيق الجماهير المعجب بتمثيله..
انحنى الممثل و تراجع مغادرا المسرح...
يمشي بهدوء...
ثم توجه ليكمل تسلق جبل الحب...
الا ان جذبته عبارة نقشت...
" هناك نظرة تختصر الكلمات و صوت يختصر المسافات و ضحكة تختصر اللقاءات
ابحث عن شخص يختصر الحياة "
..

كان هذا سامي جالسا على احد المقاعد في ساحة الجامعة كون أي احد من أصدقائه لم يأت بعد
فأعطى مجالا لملكة افكاره أن تصعد الى العرش...
تستمع الى قصة الحب الذي شارك الازهار تفتحها...
و الحشيش اخضراره....
و الشمس بروزها...
بداية الربيع....
هذا الربيع الثاني الذي يمر مشتاقا لإبتسامتها البسيطة ، المزينة بغمازة في خدها الايسر...
بسيطة لأبعد درجة...
عفوية ساحرة....
بإبتسامة و ضحكة مع بضعة قصص بصوتها...
يمكن أن تسكر المرء...
انتبه لهاتفه الذي يرن فقطع عليه أفكاره
رد بهدوء قائلا : هلا
اتاه صوت الآخر قائل : سيد سامي انا فالمكان لقولتلنا عليه
رد سامي بأمر : طيب لا تتحركون من هناك و زي ماقلت اذا جاء ذاك لي وريتك صورته امنعوه يدخل للعمارة
رد عليه الطرف الاخر بالموافقة ليغلق الخط
ثواني و رآها متقدمة فعقد حاجباه بإستغراب
تمشي بخطوات ثابتة و نظرة واثقة ذات لمعة غريبة...
ملامحها لغز حله يكسر القواعد...
ففيه التردد و الثقة...
الضعف و القوة....
الكره و الحب....
اما هي فكانت تمشي بخطوات مترددة...
و نظراتها مصوبة نحوه حاولة جعلها جامدة و اخفاء ما بها...
ليلة الامس قد سمحت بتناقش قلبها و عقلها...
فتحت لهم مجال لابداء رأيهما...
و انتهى القرار بتحدثها...
بما.. ؟
لا تدري...
وقفت حين لم يبقى بيتهما الا بضعة خطوات لتقول بإبتسامة هادءة : صباح الخير
رد بنفس ابتسامتها : صباح النور
جلست في طرف المقعد ثم أردفت : كيفك
رد بهدوء مستغرب : كويس ,و انت
ردت فورا : الحمد الله
التفتت له قائلة بنفس المظهر المزيف : ابغى اتكلم معاك فموضوع
التفت لها متأملا مقلتيها العسلية ذات النظرة المكسورة المعاتبة ثم اردف مستغربا : أي موضوع
احتضنت اناملها التي كست البرودة اطرافها لتقول بعد ان اخذت نفسا لعله يوقف دقات قلبها : الموضوع لي كان لازم نتكلم فيه من زمان
ابعد نظره عنها قائلا بإبتسامة متهكمة : و ايش ذكرك فيه الحين ؟
سكتت للدقيقتين..
شعور غريب ينتابها...
ضحك...
او بكاء...
جنون..
او هدوء...
صراحة...
او كذب...
حاولت التحكم بإنفعالاتها...
لكنها فشلت حين اطلقت ضحكة هادئة : ههههه
التفت لها بإستغراب
لتردف بإبتسامة حبست بها صدقها : ابغى بس اعرف مين الغلطان فينا , ايش صار ! ، مين اللي له حق و مين لي لا ؟ ، ابغى اعرف اجابة
قاطعها قائلا بعد التفت لها : الاثنين غلطانين ، انت لي بديتي و كلامك ماكان له مبرر ابدا
التفتت هي الأخرى فشكلت نظراتهما جسرا انقطع يستحيل وصول المشاعر نحوه
فقالت بصوت ذو حدة رغم هدوئه : ماله مبرر ! انت من جدك ولا تستهبل !
رفعت حاجباها لتكمل بعتاب : لما تخفي عني حاجة تخصك و بعدين اسمعها من أمك و ابين زي الهبلة لي مو عارفة شيء ، ذا ما يعتبر مبرر !
بلعت ريقها لتردف ببحة ظهرت في صوتها الغاضب : عارف ايش قالتلي , قالتلي اكيد ما حيقولك ذا الشيء عنه عشانه مو متأكد انو بيكمل معك قالتلي انو ممكن يتركك بيتسلى و بس
اختنقت عيناها بالدموع لتشتت انظارها و اكملت بصوت خافت : و ما غلطت قالت الحقيقة
تنهد ليقول بنفس نبرة العتاب : و شايفة انه كلامك يومها طبيعي
قاطعته قائلة : ايوة اعترف زودتها و ماكان لازم اوصل لدرجة ذيك ، عالاقل انا دحين اعترف اني غلطت و اعتذر عن لي قلته
ابعد انظاره عنها ليقول : و انا قلت الاثنين غلطانين
ثم التفت لها ليردف : و بعدين ليه جاية تفتحي ذي المواضيع خلاص شيء راح و انتهى كلامنا ماحيفيد بشيء
رفعت انظارها نحوه..
كلامنا لن يفيد بشيء...
عبارته صحيح...
لن يحصل شيء...
ستكون نهاية مأساوية لقصة حب..
التي غالبا ما تنتهي بموت احد الاطراف...
فأغلب العشاق عبر التاريخ انتهى بهم المطاف نحو القبور بسبب داء الحب...
فهل هي ستودع دقات حبها التي يحملها بين يده...
و تأخذ شظايا ذكرياتهم فتجمعهم في صندوق و تخفيه عن الانظار...
لتعيش قصة الانتظار بأن تعاد لها دقات قلبها...
و يرسم داء الحب التجاعيد من الذكريات..
و شعيرات الشيب من سم الشوق...
فيلقبونها بالعجوز العاشقة...
افاقت من افكارها لتقول بهمس وصلها : صح ماحيفيد بشيء
هز رأسها ليقول : جيتي وحدك اليوم مو مع مريم
ردت بهدوء : جيت بدري عشانك
ابتسم ليقول : طيب و اذا جيت متأخر
عقدت حاجباها لترد : مدري ماجا فبالي بس اكيد حنتظرك
كان سيتكلم لكن قاطعتهم أسيل التي وصلت للتو قائلة : هاي ، طلعتوا تعرفون بعض هههه
ازاحت شذى بوجهها عنها
فقال سامي بإستغراب : مختفية ذي الفترة
ضحكت اسيل قائلة : و الله انت لي مختفي ما صرت اشوفك
ثم اكملت بمزاح : لا يكون تتخبى مني هههههههه
ضحكت شذى بتهكم قائلة : ههههههه اذا تطلعينله كذا فكل مكان اكيد بيتخبى
شاركتها اسيل الضحكة ثم قالت و هي تلف خصلة من شعرها : هههههههه قصدك الصدف
ابتسم سامي ليكمل : ايه صح ايش صار على موضوع السيارة
زفرة بتذمر لتقول : ما القيت احد يشتريها ، خلاص شكلي حبطل ماابيعها و انت ماتعرف أحد
هز رأسه بالرفض
هزت شذى رأسها قائلة : أحسن ، و بعدين سيارتك جديدة مافيها شيء ماله داعي تبيعينها
ابتسمت اسيل لتكمل : مين قالك انها سيارتي
عقدت شذى حاجباها بإستغراب للتقول بتهكم : سيارة صاحبتك مثلا !
هزت اسيل راسها لترد. : ايوة سيارة صاحبتي
ضحكت شذى لتقول : ههههههه و انت ايش دخلك خليها هي تروح تدور
ابتسمت اسيل مبررة : هي مشغولة
اعتدلت الاخرى في جلستها لتقول بنصيحة : اقولك هاذي قاعدة تستغلك ماتبي تعب نفسها فبعتتك و انت زي الهبلة اقعدي تنطي من واحد لواحد تسألين بعدين هي تبيعها و تاخذ الفلوس و انت اكلي تبن
ظهر الاستغراب على ملامح اسيل لتقول : بس انا مو محتاجة فلوس
هزت شذى كتفها بلامبالاة لترد : و الله بكيفك حبيت بس اصحيك من هبالك ، روحي تعبي نفسك عليها بعيد هنا مافي احد يبي يشتري و ما نعرف احد يهمه الموضوع
ثم اردفت بعد ان القت نظرة على ساعتها : شكلك حتتأخرين
رفعت اسيل حاجبها قائلة : انت تطرديني !
ابتسمت شذى قائلة : احسبيها زي ماتبين
ردت الاخرى بهمس : وقحة
ثم قفت بعد ان اخذت محفظتها و توجهت نحو قاعتها
و فور ذهابها اطلق سامي ضحكة بعد ان رفع انظاره عن هاتفه : ههههههههه
التفت له شذى بإستغراب
ليقول : هههههه و الله مو قادر افهم الموضوع هي تبي تساعد صاحبتها انت ايش دخلك
رفعت حاجبها لترد : دخلني الباب
لبتسم قائلا : قديمة بطلوها
رفعت كتفاها بلامبالاة قائلة : و اذا بطلوها ، انا لسى مابطلتها
ثم اردفت قائلة : مستفزة و فوق كذا هبلة
التفت لها بتعجب قائلا : ايش المستفز فيها ،!
وقفت شذى بعد ان اخذت حقيبتها قائلة بحدة : و الله اذا انت عاجبتك مو لازم تعجب الكل
فتح فمه ليرد لكنها كانت قد ذهبت...
أخذ هاتفه و هو يقول : و ذي عندها مية مود فالدقيقة
ضغط على أسم طارق قائلا فور رده : فينكم انتوا لو بتغيبون كان عالاقل خبرتوني !
طارق : انا جاي عارفني مااصبر على المخلوقات اللطيفة لي هناك و الباقي مدرب عنهم
هز سامي رأسه قائلا : اوك لا تتأخر
ثم أغلق الخط ليضع سماعاته...
رغم كلامها الذي لازال يتردد في مخه
.
اما في احد القاعات
كانت لتين جالسة بجانب غادة
القائلة : اي صح نسيت احكيك شيء
وضعت لتين القلم الذي تلعب به ثم التفتت لها قائلة : ايش فيه !
ابتسمت غادة لتمهس : ابغى افتح ماما بموضوع بس خايفة
عقدت لتين حاجباها لتقول : ايش ! صارلي ساعة و اتا اسمع نفس الجملة وترتي اهلي
ضحكت الاخرى بخفة ثم اكملت : ههه هو شيء عادي بس بنفس الوقت مو عادي
فتحت لتين فمها لترد و ملامحها تدل على قلة الصبر
فإبتسمت غادة قائلة : خلاص خلاص حقول
ثم اكملت بجدية : شوفي ابغى اصبغ شعري و اقصه بس هي ماتبي
ردت عليها لتين و تمسك خصلات شعرها السوداء : و ليش تبي تصيغيه و تخربيه كذا احلى
رفعت غادة حاجبها قائلة : اقولك ساعديني كيف اقنعها و بعدين شعري و انا ابغى اخربه كيفي
اعتدلت لتين في جلستها قائلة بنصيحة : بكيفك ، شوفي مثلا انا انتي و انتي مامتك
ضحكت غادة قائلة : ههههههه ايش دا !
زفرة لتين بملل لترد : اوه اقول مثال عشان تفهمين
هزت غادة رأسها بالايجاب و شدت ملامحها بجدية
وضعت لتين شعرها من الجهة اليمنى مقلدة لغادة ثم قالت بطريقة مدللة : ماما ممكن اقولك شيء
لازالت ملامح غادة تدل على الجدية لتقول : خير
اخذت لتين تلف شعرها حول اصبعها لتقول بصوت رقيق مدلل : ماما لا تكلميني كذا
و فور انتهائها اطلقت ضحكة لم تستطع امساكها
لتقول بإستدراك و لا زالت الابتسامة عليها : خلاص خلاص جد دحين
هزت غادة رأسها قائلة بتذمر : اوك بس انا مااتكلم كذا ايش دي المياعة الزايدة
ضحكت لتين لتنادي لين قائلة : هههههه لين بالله مو كذا تتكلم
ضحكت لين لترد : ههههههه الا كذا
التفتت غادة للتين قائلة : اقول لا يكثر بس كملي
اظهرت لتين ملامح الحزن المصطنعة على ملامحها لتردف : ماما البارحة مرة تعبني شعري صاير مرة طويل
قاطعتها لين القائلة : اقول خلك منها روحي لها قوليلها ابغى اصبغ شعري و اقصه و زني شوي و خلاص
فتحت لين فمها لترد لكن قاطعهم صوت الدكتورة الواقفة امامهم قائلة : لي ماله نية يدرس يطلع برى
التفتت لتين لغادة و لين لتقول : سمعتوا قالتلكم الي ماله نية يدرس يطلع
عقدت الدكتورة يداها قائلة : و انت معاهم حبيبتي
رفعت لتين قائلة : و ليه انا ايش سويت
ردت عليها الاخرى : و الجمعة لي كنتوا مسووينها هنا ايش اسميها يلا يلا قومي
رفعت الاخرى حاجباها لترد : انا ماسويت شيء
وقفت غادة لتهمس لها. : قومي لا تطولينها هاذا و انت الغلطانة
اخذت لتين حقيبتها بعبوس لتخرج قائلة : تنرفز
ضربت لين غادة من كتفها بخفة قائلة : كله منك
تجاهلتها غادة ليذهبوا نحو الخارج
تنهدت لتين لتقول : خلاص ماعندنا شيء يعني نطلع
هزت لين رأسها قائلة : بنات ايش رايكم نروح المول
ابتسمت غادة مأيدة للفكرة
فأخرجت لتين مفاتيح سيارتها قائلة : يلا تعالو بس
توجهوا نحو سيارة لتين لتركب غادة من الامام
ففتحت لين الباب الخلفي و صعدت
اشغلت لتين السيارة
في حين اخذت غادة القارورة قائلة : اوه بيبسي سوري بأشربه و انت بعدين اشتري
ابتسمت لتين لتقول بعد ان وضعت علكة في فمها : حار ترى
فتحته غادة و هي تقول : عادي
فردت عليها لين بتعجب : يع و انت لسى تشربي البيبسي حار مدري كيف تتحملين
بعد ان رشفت غادة انزلت القارورة لترد بشاعرية : انا لما احب الشيء احبه بكل حالاته
ضحكوا صديقاتها
لتشغل غادة اغنية هادئة لم ترضى عليها لين القائلة : ارحمينا من ذوقك انت
التفتت غادة للتين سائلة : عجبتك ؟
هزت لتين رأسها لترد : امم حلوة
فابتسمت غادة من الجواب لتلتفت الى لين التي قالت : مدري ليه ابتليت بصديقات باردين كذا حطولنا شيء حماس ومو ذا يجيب النوم
ردت لتين و عيناها على الطريق : خذي جوالك و حطي سماعات اسمعي شيء حماس
هزت ليت رأسها بالرفض لترد : لا ابغى اسولف معاكم
ابتسموا ليكملوا طريقهم الى ان وصلوا لينزولوا متجولين في المحلات
.
.
.

في دار الرعاية
خارجة تلك الفتاة صاحبة السبعة عشر سنة و في يدها حقيبة متجهة الى سيارة مع متبنييها
رفعت عيناها بهدوء تتأمل تلك المرأة الاربعينية ذات وجه مطمئن و ابتسامة حنونة
و رجل اكبر من المرأة ذو ملامح هادئة تدل الخير
شدت على حامل حقيبتها بتوتر
بعد ان ودعت كل من في داخل رمت بخطواتها نحو السيارة متوجهة الى ذلك البيت المجهول...
.
.
.
و بينما كل أحد يعيش بين اعماله
كانت اليزا في سيارتها تحاول الاتصال بأحدهم
بعد ثلاثة محاولة وضعت هاتفها في حقيبتها بضجر لتقول : اوف منه ذا الثاني ليش مايرد
التفتت للحاسوب الصغير الموضوع امامها موصول بسماعات القت نظرة عليه و إعتلتها ابتسامة
ثم التفت الى الامام واضعة يدها على المقود لتقول : و انت يا لتين فينك ؟
تنهدت لتأخذ هاتفها الذي يرن بإسم أنس
فردت قائلة : هلا صارلي ساعة اتصل عليك
اتاها صوته قائل : ليش متصلة
ابتسمت بتهكم لترد : عشان نطلع نفطر مع بعض بعدين نروح امم فين نروح ؟
رد قائلا بنفس التهكم : نروح نوصلك للمدرسة و اذا رفضتي بقول لأمك تعاقبك
اطلقت اليزا ضحكة صاخبة ثم قالت بين ابتسامتها المزينة باحمر شفاه احمر فاقع : ههههههههههه حلوة بس انا ماعندي مدرسة للأسف اختار مكان ثاني ههه
دخل لغرفته و اغلق الباب ثم اردف : جد دحين ليش متصلة
وضعت سماعة البلوثوت في أذنها المزينة بثلاثة اقراط ثم اكملت و هي تقود سيارتها : اممم كذا بس عشان ماتقول تجي بس وقت المصلحة
ثم اردفت بإبتسامة : اممم فطرت
رفع حاجباه بإستغراب ليرد : لا لسى
توقفت في زحمة السير لتقول بإبتسامة اكبر : طيب دحين امر عليك و ماعندك اي مجال للاعتراض يلا باي
ثم اغلقت الخط لتغير وجهتها
اما هو فوضع الهاتف على سرير الحديدي المتهرء ليقول : من جدها ذي
ثم خرج متوجها الى المطبخ
دخل ليجد حسام قد جهز البيض ووضعه قائلا : يلا تعال
هز انس رأسه بالرفض قائلا : بالعافية
اخذ الاخر قطعة من الخبز ليضع لقمة في فمه
استند انس على الجدار قائلا : عطيني المويا لي جنبك
اخذ حسام قارورة الماء ليرميها نحوه
فإلتقطها ليشرب بهدوء ثم وضعها على الارض
ليردف : اقول مو كأنك ناسي موضوعك مع حيدر
رفع حسام ليقول بعد أن بلع لقمة وهو يشير بالرفض : لا مو ناسيه
ثم أكمل أكله...
لا يدري مايفعله...
يريد ان ينتقم بأوحش الطرق...
يريد ان يجسد حقده في افعال...
أخذا نفسا ليقف و يخرج بعد ان اخذ معطفه...
متجها الى المكان الذي سيبدأ منه...
اما انس فعلا صوته القائل : هيه فين رايح
لكن صوت اغلاق الباب كان جوابه
فتوجه ليغير ملابسه ثم خرج حين رن هاتفه
نزل الدرج بخطوات متسارعة غير آبه بتحطمه....
رأى سيارتها لحمراء ليصعد فيأتيه صوت اليزا القائل : هاي ماتأخرت عليك صح !
زضع حزامه و هو يقول : لا حنى استغربت كيف وصلتي بذي السرعة
ضحكت لتبتعد عن المكان و تدخل الطريق الرئيسي ثم قالت : ههههههههه عندي طيارة خاصة وصلتني انا و سيارتي
إبتسم بهدوء ثم أطلق ضحكت حين سمعها تقول : عارفة انها بايخة بس سلكلي ياخي إضحك
التفتت لها ليرد : ههههههههه طيب و انا ضحكت
هزت رأسها بالرفض ثم قالت : اصلا تدري حصير انا انكت و اضحك ماانتظر من أحد
هز رأسه بالإيجاب ثم لف رأسه نحو النافذة متأملا الشوارع...
مستغربا منها...
فهي اكثر الشخصيات غرابة...
بالامس كانت تلك الشريرة التي تسعى للتجسس...
و الآن يرى إنسانة تصج بالحياة ذات ضحكة صافية و ملامح بريئة...
هل يمكن للإنسان ان يتلاعب بوجوهه لهذا الحد...!؟
استيقظ من أفكاره حين سمعها تقول : انت ليه هادي كذا لا يكون متضايق مني ؟
رد بإنكار قائلا : لا مستغرب كيف البارحة كنتي تطلبي مني اتجسس و اللحين تتصرفي كأنه مافي شيء
عقدت حاجباها : اممم ماحب افتح مواضيع لما ماتكون فوقتها سو افضل اعيش حياتي بروقان و مااعكر مزاجي
توقفت عند الإشارة لتلتفت له و تكمل : يعني مثلا دحين بدل ما اصير مرة جدية و ماتصل فيك الا اذا احتاج شيء نصير اصحاب و منها اتعرف على شخص جديد ،فهمتني
هز رأسه قائلا : لي فهمتوا انك انك تتعرفي على الرايح و الجاي
اشارت بالايجاب
ليكمل : طيب لو كنت انا شخص مو كويس
ظهرت عليها ابتسامة ابرزت وجنتاها الموردتان : محد يقدر يسويلي شيء
اطلق ضحكة متهكمة ورد : ايش الثقة ذي !؟
ركنت سيارتها ثم اردفت بإبتسامة : عشان عارفة نفسي و ايش اقدر اسوي و انا ماطلع من خسرانة
اخذت حقيبتها لتقول : يلا ننزل
تأملها لثواني بملامح متهكمة ثم نزل خلفها متوجهين الى احد الطاولات ثم أختاروا فطورا
و لازالت أحاديث تعارف تدور بينهم
.
.
.
اما في مكان آخر
و بأحد محلات العطور كانت لتين و صديقاتها
ابتعدت عنهم لتسأل عن أسم العطر الذي لازال اسمع محفورا...
ابتسمت حين وجهتها له لتطلب أن تشتريه..
اخذت الكيس و بين كل الروائح التي في المكان لم تصلها الا رائحته...
هل يمكن للرائحة ان تشعرنا بالسعادة...
أن تحتضننا و تطبطب علينا بحنان...
هل لنوتات الروائح مشاعر..
ام انها تحرك الذكريات...
فمنها الموجعة...
و منها الممتعة..
فعي التي تسترجع جوا كنا قد عشناه فتوقظ احاسيسنا...

ننسى الزمان و المكان فنعود الى الماضي...
كآلة السفر عبر الزمن...
التفتت لغادة التي لازالت تحاول الاختيار بين اربعة عطور
فقالت : اوه لسى ماخلصتي
و اضافت لين : لاحول ولا قوة الا بالله يا بنت خذي واحد و خلينا نطلع
ردت غادة بحيرة : بس مو عارفة كلهم عجبوني
زفرت لين القائلة بملل : طيب خذيهم كلهم
هزت الاخرى رأسها بالرفض رادت : لا ابغى واحد بس
عقد لين يظاها امام صدرها و قالت : طيب خذي واحد
تجاهلتها غادة لتشم مرة ثانية
فقالت لتين : طيب خذي اثنين و لما يخلصون او تطفشي منهم تعالي خذي اثنين
ابتسمت لين لتقول : انا اقول مافي شيء بينفع مزاجك ذا غير معطر الجو حطيه و اطلعي دام مو عاجبك شيء
تجاهلتها غادة لتقول : خلاص بآخذ دا و انشاء الله ما اندم
ابتسمت لتين بفرحة قائلة : اوه أخيرا
اشترت غادة احد العطور ليخرجوه متجهين الى احد المقاهي
لتقول لتين موجهة كلامها لغادة: الا المجنون لي يطلع معاك
شربت الاخرى من قهوتها قائلة : خير ايش بك عليا اليوم ؟

حكت لين لتقول : والله من ذوقك الصعب لي ابلشتي العالم فيه
اضافت لتين بعد ضحكة : ههههههه حسيت شوية و يطردوننا
رفعت غادة كتفها بلامبالات : مالهم حق كيفي انا ابغى اختار
ابتسموا ليكملوا احاديثهم
لكن قطع عليهم

هاتف لتين الذي يرن ...
القت نظرة على الرقم المجهول لترد
فايتيها صوت يقول : لتين
وقفت مبتعدة لترد : هلا مين معايا

تاها صوة امرأة تقول : شوفي آخر طاولة في المكان لي انتي فيه و تعالي
عقدت لتين خاجياها بإستغراب : هيه مين انتِ؟
لكن اغلق الخط قبل أن تكمل جملتها
وقفت في مكانها لثواني مستغربة
ثم توجهت الى صديقتيها قائلة : بنات شوية راجعة
ثم القت بخطواتها الى المكان الموصوف
التفتت يمينا ثم يسارا...
لتعتليها برودة فترتعش أطرافها...
فقدت كل حواسها...
و تقشعر جسمها...
لاتدري هل خوفا...؟
ام اشتياقا....؟
او كرها...؟
مااصعب اللقاءات الغير مخطط لها...!
جبانة من ناحية مشاعرها...
فلن تستطيع تحمل المزيد..
من الجروح...
و الخيبة...
و هل بإمكان الانسان الاستسلام لآلامه...!
اما ان يتهرب منها...
او يحاربها...
ادارت جسدها لتعود بخطوات سريعة...
لكن يد أمتد مسكت بعصمها...
أول لمسة منها...
لربما عفوية...
او مجرد ردة فعل..
الا انها اول مرة تستشعر نعومة يدها...
اتاها صوتها الهادئ : لازم اقولك شيء ضروري
التفتت لتقول بشفتان مرتجفتان : مو مستعدة اسمع اي شيء منك
وقفت امامها ثم همست بعيناها الجاحظتين : لازم اقولك ضروري شيء متعلق بحياتك
شتت الاخرى انظارها لتسحب يدها و تجلس على الكرسي
ابتسمت جوليا لتجلس قائلة : كيفك ؟
هزت لتين رأسها دون ان تجيب
فأكملت : عارفة انك زعلانة مني بس صدقني ماخليتك عند ابوكِ الا لمصلحتك
التفتت لتين لتقول ببحة : يعني انت لي تخليتي عني !
هزت جوليا راسها بالرفض لترد : لاتقولي تخليتي عني ماخليتك فالشارع خليتك عند ابوكِ
احتقنت عيناها بحمرة الدموع
فتحت فاهها لترد لكن لم يكن هناك غير الهواء...
هواء و ماهو الا بخار يتصاعد من حريق جوفها...
غصة منعت الحروف من الخروج..
حاولت جاهدة ليخرج صوت مخنوق : ايش تبين ؟
تقدمت جوليا بجسدها لتقول بعيون جامدة : عشان احذرك
تنهدت لتكمل : حاولي ماتحتكي فناس جدد يعني خاصة اذا كانوا مو من الجامعة ، ولا تقولي لاحد انك بنتي حتى بيتي لاتقربيله
رفعت لتين حاجبها بإستنكار لتأخذ نفس و ترد بهدوء : انت صارك سنين مختفية و اللحين جاية تتأمري علي ليش انت مين !
سندت جسدها على الكرسي قائلة بعصبية خفيفة : انت لي ليش جاية عندي قتلك بعدت عشان احميك انت ليى جيتي البيت اعرفي انه بس جيتك ذيك ممكن توديك فداهية خلاص عشتي حياتك كلها من دوني يعني دحين طاحت عليك المحبة و لا ايش افهمي ماابغاك ابعدي
ثم وقفت بعد ان أخذت حقيبتها متجهة نحو الخارج...
اما لتين فلازالت في نفس الكرسي مقلتيها متوجهتين نحو امام لكنها لاترى شيء...
اصوات كثيرة في المكان لكنها لاتسمع شيء...
نزلت دموعها و لم تحس بها...
ايقظتها المرارة التي تذوقتها...
شدت على الطاولة لتقف بصعوبة...
و كأن دوار سيصيبها...
أخذت هاتفها لتتجه نحو صديقتيها
قائلة بصوت هادئ بعد ان مسحت دموعها : انا رايحة
هزت غادة رأسها بإستغراب لتقول : صار شيء
لم ترد لتين التي اخذت محفظتها
ففهموا انها لاتريد التكلم
تبتسمت لين لترد : مع السلامة
و خرجت لتين متجهة الى سيارتها
اغلقت الباب بقوة لتنطلق شهقات صدمة...
و دموع موجوعة...
انطلقت بسرعة لم تعهدها...
و راحت في طريق لاتعلمه...
و دموع قد شوشت انظارها...
يداها تتحرك بصعوبة...
ترى حركة الناس في الخارج لكن كأن الشوارع فارغة...
دخلت في طريق عام بنفس السرعة...
ملأت الدموع عيناها...
فإختفى الطريق من عيناها..
و انطلقت شهقت ألم...
ثواني و انتبهت و كأن لم يبقى بينها و بين جسم الا سنتمترات قليلة زادت انفاسها بارتباك لتحاول التقدم
و حركت يداها بإرتباك...
الا ان الوقت لم يسعفها...
و ماهي الا ثانية و اصطدمت به..
ليضرب جسده الزجاج الامامي و يرتمي ارضا...
و بسبب توقفها المفاجئ بعد السرعة التي كانت تمشي بها...
ارتطم رأسها ففتح جرح و نزلت دماء على وجهها اختلطت بالدموع رفعت رأسها و انفاسها مضطربة..
و فتحت الباب لتخرج فترى الطفل الملقى جسده و دماء تحيط به...
رفعت يدها المرتجفة لفمها فتحبس شهقة مرتعبة...
اضطربت دقات قلبها و شحب وجهها...
حاولت أخذ نفس...
لكن كأن الهواء قد إختفى..
رفعت رأسها مضيقة على عينيها بسبب الدماء التي غطتهم...
حاولت العودة الى السيارة لأخذ هاتفها...
لكن تشوشت انظارها...
و ثواني و غطى السواد على أعينها..
لتسقط ارضا...
.
.
.

في ساحة الجامعة
كانت شذى و صديقتيها جالسين على أحد المقاعد
قالت خلود بهدوء : شذى سمعتي عن لتين
هزت شذى رأسها : ايوة و مين مايسمع دام سهاموه عرفت
عقدت مريم حاجبها لتقول و هي تربط شعرها : ليه ايش فيه
بادرت خلود بالرد لتقول : لتين تشغل فكافيه لي جنبنا
فقالت مريم بتعجب : ليش مااظن انها محتاجة فلوس
التفتت لها خلود : ايش دراك ؟
مريم : واضح من سيارتها و لبسها
قاطعتهم شذى القائلة : خلو الناس فحالها ، مين عندها علك
التفتت لخلود مريم بإبتسامة قالت : دي الحلوة عندها بس لاسف صاحبتنا بخيلة
ظهرت علامات الترجي على الشذى القائلة : مريومة بليز وحدة بس
اعطتها مريم حبة علك و هي تقول : اكيد حعطيك وحدة ايش تنتظري مثلا
وضعت شذى العلك في فمها لتردف : اثنين
رفعت حواجبها برفض
لتقول خلود : شايفة كيف !
ثم اضافت : ايه صح هي ليه عطيتيها و انا لا
ردت مريم بملامح بريئة : عندي بس اثنين
فقالت الاخرى : ليش ماعطيتيني انا بعدين هي قوليلها عندي بس اثنين ؟
التفتت لها مريم : اقولك ليش ؟ عشان انتي آخر مرة مارضيتي تعطيني اذوق من الحلى حقك.
رفعت خلود حاجبها بإبتسامة : من حقي ، عارفتك كيف تذوقي فجأة نص الحلى يروح
قاطعتهم شذى التي رفعت عينها من هاتفها قائلة بضحكة : هههههه اهدوا خلاص بعدين بأشتريلكم اثنينكم ،و ربي اطفال
ضحكت مريم لتقول : هي لي سوت دوشة عشان حبة علك
شذى بإستغراب : و الله مدري كيف قاعدة انتظر منكم هدية و انتوا تتهاوشون على علكة
ضحكوا ليرن هاتف خلود القت نظرة ثم وقفت قائلة : جاء السواق باي
ابتسمت شذى لتقول : باي يا المتكسرة
ضحكت خلود
لتتجاهلهم مريم الذاهبة
ثم التفتت مريم لشذى قائلة : تجي معايا اليوم

هزت الاخرى راسها بالرفض : لا بيجي السواق

قوان و رن هاتف مرين فقالت : هاذي ماما جت تعالي معايا يمكن السواق يتأخر
اشارت شذى بالرفض : ماله داعي مع السلامة
ابتسمت خلود لترسل لها قبلة في الهواء قائلة : باي
ابتسمت شذى و أخذت كتابها لتذاكر ماعليها
اما في جهة أخرى
كان جالس مع اصدقائه
في حين قال طارق : هيه تعرفون وحدة أسمها سجى تدرس ثاني
ضحك سامي قائلا : و الله انت لي تعرف كل بنات الجامعة ايش درانا احنا
رمقه طارق بطرف عينه ليرد : انت خلك فحقتك أحسن
رفع سامي حاجباه بتعجب : مين حقتي ذي
ناظروه بتهكم
فقال فهد : مين ذي !
ابتسم مازن قائلا : وحدة
ضحك فهد ثم قال : ههههه آه عشان كذا صاير تجي متأخر و ساحب
عقد سامي حاجباه ليقول : هيه لايكون مصدقين الجنط ذا قاعد يكيس عليكم
رفع طارق حاجبه ليرد بأسف : و الله مااستنيتها منك انت عارف انك قاعد تطيح من مصداقية أخباري
ابتسم سامي ليقول : و من متى قلت خبر و طلع صح
ضحك مازن الذي قال : هههههه الا صار
التفتوا له
ثم اكمل : بس مو لنا للبنات اذا سألوه عن شيء
ضحك سامي الذي قال و هو يشير لمازن : هههههههههههههه شايف كيف
قاطعهم طارق القائل : ترى ضيعتو الموضوع لي سألتكم عنه
أخرج سامي هاتفه قائلا : من جدك انت ترى فيه الف وحدة اسمها سجى
ثم وقف قائلا : يلا انا رايح
ودعوه ليتوجه نحو سيارته و هو يتصل بإليزا
التي ردت بعد بضعة رنات قائلة : اهلين
ابتسم قائلا : هلا كيفك ؟
اليزا : بخير و انت
سامي : الحمد الله
قاطعته قائلة : شوف سويت شيء بيساعدنا كثير يعني سبعين بالمئة
رفع حاجباه بإستغراب قائلا : ايش هو
ردت بإقتراح : ايش رايك نلتقي أحسن
رفع معصمه ليلقي نظرة على ساعته ثم رد : بعد ساعة ؟
اليزا : اوك مو مشكلة فين ؟
ابتسم قائلا : مدري شوفي انت
سكتت لثواني ثم أردلت : طيب ببعتلك اللوكيشن
اشغل سيارته ليقول : اوك يلا باي
اتاه صوتها الباسم : سي يو
ثم اغلقت الخط ليضع هاتفه
اما عند شذى فكانت وقفت عند بوابة الجامعة بعصبية بعد أن عرفت ان السائق قد تعطلت سيارته وابيها لا ياستطيع ان يأتي
تنهدت لتمشي بخطوات غاضبة لعلها تلقى سيارة أجرة توقفها
ثواني و انتبهت للسيارة الرياضية السوداء التي توقفت امامها
رفعت حاجباها بإستنكار
لينزل زجاج النافذة و ظهر الذي بداخلها قائلا : اوه ليش مكشرة
لانت ملامحها لثانية
و بدأت طقوس قلبها عند لمحه..
اخذت نفسا لتقول : ممكن تبعد بوقف تاكسي
رفع حاجبه قائلا : ليه ماحيجيك أحد ؟
ازاحت بوجهها عنه
تأملها لثواني...
بخديها المحمرتين من الحر...
و عينان تشتعلان بغضب...
ثم قال بهدوء : تعالي اوصلك
التفتت له بإستنكار لتقول : كثر الله خيرك ماابغى
ابتسم قائلا : يا ليل تعالي ترى و الله ماحخطفك
اشارت بالرفض و لازالت عيناها تراقب الطريق
لم يتحرك ليضيف : ترى نفس الشيء معاي و لا مع تاكسي عالاقل تعرفيني
التفتت له
ليكمل : خلاص صوري السيارة عشان اذا خطفتك تبعتينها للشرطة
سكتت لدقيقتين بتفكير
ثم فتحت الباب و ركبت قائلة : ماحنتظر الشرطة عشان اذا جات بتلاقيك مقتول
ابتعد عن المكان قائلا : اقول بلاهياط
التفتت لها بندرات ملتهبة : ترى بسويها لاتنسى اني حاقدة عليك
تلاشت إبتسامته او صارت جدا خفيفة حتى لم تظهر

ثم قال : تدري مين يحقد
التفت له بإستغراب ليقول : الجمل
فإنعقدت حاجباها بإنزعاج و ردت : هيه انت بتقول عني جمل
هز رأسه بالرفض قائلا : لا بعطيك معلومة بس
رفعت حاجبها لتقول بنفس العصبية الخفيفة رغم صوتها الهادئ : انت الجمل
ضحك ليقول : هههههههه حلو يعني من نفس الفصيلة
تجاهلته لتلتفت الى النافذة بحاجبان معقودتان
عيناها متجهتان نحو الخارج لكن فكرها لم يتعدى جداران هذه السيارة...
ابتسامة بسيطة اعتلتها...
لثواني احست كأنها عادت في الزمن...
زادت دقات قلبها بشيء من الغرابة...
و أعتلى عيناها بريق...
و كأن زهورا تنبت في قلبها المقيح المدموم...
التفتت له حين توقف امام احد محلات لتقول : هيه ايش تسوي
طلب له قهوة ليقول : ايش تشريين
هزت رأسها بالرفض قائلة : لا شكرا ماابغى شيء
ثم اضافت بعد غادر العامل : ايش دراني تحطلي فيه شيء
ضحك بهدوء : هههههه اوه الثقة صايرة منعدمة عندك
رفعت حاجبها قأئلة : ايش رايك مثلا !
ادار المقود نحو اليسار و عيناه على الطريق قائلا : و الله مااذكر اني سممتك من قبل انت لي قهوتك تسمم
ابتسمت لا ايراديا حين تذكرها لتقول بإستدراك : انت طبيعي اليوم
ضحك ليقول : هههههههه و الله بكامل قواي العقلية
وجهت انظارها الى النافذة هامسة : اشك
عم هدوء لدقائق...
و ضجت الافكار بهذه السيارة...
القى نظرة عليها فكانت شاردة...
و راح يتساءل في أي بحر تغوص...

فهو كانت كل أفكاره...

اشتاق...
و جل به الشوق...
و حن...
أحب...
و هوى...
و أغرم...
بكل عواطفه ...
لكل تفاصيلها...
التفتت له قائلة بصوتها الهادئ : ماغيرت سيارتك
رد بنفس هدوئها : بخليها لين تصير قديم و شي اثري فببيعها و اربح فلوس ضعف من اني ابيعها اللحين
ضحكت بخفة قائلة : هههههه لا ماشاء الله ذكي
ابتسم ثم قال : ادري
سكتت لثواني قائلة : تعرف مين لي ذكي
التفت لها بإستغراب
ثم قالت بإبتسامة : القرد
اطلق ضحكة صاخبة جعلت إبتسامتها تعتلي ثم قال : ههههههههههه يعني مسوية ترديها لي
هزت رأسها بنفس الابتسامة
فرد : بس شايفة ماعصبت روحي رياضية مو زيك
ضحكت ثم عم الهدوء مرة أخرى
الا ان توقف عند احد الإشارات
فإنتبهت للطفل بائع
اخذت محفظتها لتخرج النقود و قالت : سامي ممكن توقف هنا شوية
التفت لها بإستغراب
لتقول : دقيقة بس
فركن السيارة على الجانب
لتنزل بسرعة متجهة الى طفل ذو سبعة سنوات...
ببشرة سمراء ظهرت عليها بقع الغبار...
و عينان بنيتان تترجمان معاني الفقر..
مررت يظها على شعره البني الذي يبن أنه من مدة لم يستحم
نزلت لمستواه ثم قالت : اهلا انا اسمي شذى ايش اسمك؟
إبتسم فظهرت إسنانه التي فقد منها سنين ليقول : سليم
زادت ابتسامتها قائلة : حلو أسمك
هز رأسه فقال بإبتسامة احراج : حتى انتي حلوة
ردت بنفس العينين المتعاطفتين : شكرا حتى انت
ثم أخذت نقودا
قائلة : أعطيني قارورتين موية
ابتسم ليخرج قارورتا الماء و أعطاها اياهما
اخذتهما و مدت له بنقود قائلة : خلي الباقي عندك
ثم اكملت بهمس : خبيه لا تعطيه احد
ثم أخرجت ثلاث حبات حلوى و مدتهم له
ابتسم بفرح قائلا : شكرا انتي مرة طيبة
مررت يدها على شعره ثم اشارت له بكفها قائلة : يلا باي
اشار لها بنفس الحركة ملوحا بكفه
ركبت السيارة لتغلق الباب
التفت لها بإبتسامة...
سكتت ثم قالت بهدوء : ترى الوضع مرة يقهر اتنرفز لما اشوف كذا ، طيب ذا طفل مستوعب ايش يعني عمره يمكن عشر سنين يتعامل مع ناس و لوحده فالشارع قدام السيارات يقابل عشرات الانواع من الناس في الطيب و فيه السيء ووو استغفر الله بس
فتحت قارورة لتشرب
ثم قالت : فيه زحمة و لا لا
هز رأسه بالرفض قائلا : ماأظن
خمس دقائق ووصلوا
ركن السيارة جانبا ليقول : هذا انا وصلتك من دون مااخطفك و لا اسممك شايفة كيف
ضحكت بهدوء ثم قالت له : ههههه شكرا
لاحظ سكوتها كانها تريد الكلام فابتسم قأئلا : شذى ترى ماله داعي نحط حواجز بيننا خلاص كل شيء راح كل واحد يتصرف على طبيعته...
هزت رأسها إبتسمت قائلة : اوك باي
ابتسم قائلا : باي
نزلت لتضرب الباب بهدوء متجهة الى العمارة
اما هو فتتبع دخولها...
ثم توجه الى المكان الذي حددته اليزا
القى نظرة على المكان الذي كانت جالسة فيه فإعتلته ابتسامة
انا هي فدخلت المصعد الذي صلح بعد ان كان معطل
اخذت نفسا ، لتتكأ على الجدار....
ووضعت يدها المرتجفة على قلبها الذي ينبض بجنون..
اعتلتها ابتسامة...
كيف لها ان تكسر الحواجز..
فاكيد هذا العاق سيعصيها..
و يبدأ بصراعاته بين الحب و العتاب...
انفتح الباب لتخرج متجهة نحو شقتها..
طرقت الباب لتفتح لها اختها الصغيرة...
دخلت و أعلقت وراءها قائلة : جيتي مع ملاك
هزت اثير رأسها بالايجاب و اضافت : ايوة تراها هنا
انزلت حجابها ثم رفعت يداها قائلة : يا رب مالقى شيء منكسر و لا البيت مكركب
ضحكت اثير قائلة : و الله ماسوينا شيء اصلا ماطلعنا من الصالة
دلفت الى الصالة لتجد ملاك اللتي تلعب بجهاز اللحوي فقالت : اهلين ايوة كذا تصيري اسم على مسمى
ابتسمت ملاك القائلة : اصلا انا دايما ملاك بس انتي تعصبي من اي شيء
ثم قالت اثير و هي تدفع أختها نحو الخارج : خلاص خلينا و روحي لصاحبتك لي تنتظرك
التفتت شذى : مين ؟
فردت اختها : مريم فالغرفة
هزت رأسها و توجهت نحو غرفتها لترى الباب مفتوح فدخلت قائلة : ايش انتهاك الخصوصية ذا
ضحكت مريم التي كانت واقفة تطل من النافذة ثم قالت : ترى دخلت بس مالمست شيء
ثم اضافت قائلة : كيف جيتي
جلست شذى على السرير بعد ان خلعت عباءتها و قالت : ايش التحقيق ذا ؟
اتكأت مريم على الحائط قائلة : السيارة غريبة !
فكت شذى شعرها الاشقر الغامق لينسدل على كتفيها و تظهر لمعته ثم قالت : قاعد ملطوعة فالشمس نص ساعة اشفق علي واحد ووصلني
تقدمت خلود منها لتقول : مين ذا
لم يأتها جواب من شذى التي تنزع ساعتها و خاتميها وقفت متجهة نحو التسريحة لتضعهم
فاردفت خلود : شوفي تراني شايفة ذي السيارة من قبل بس
قاطعتها شذى التي التفتت لها بحدة و قالت بصوت هادئ : انتي ليش ماسكتني تحقيق ، دامك عارف السيارة لمين فليش تسألي ايوة لي فراسك هو
كانت سترد خلود لولى شذى التي توجهت الى الحمام
فتحت الصنبور ليصدوا صوت الماء النازل في المكان و نزلت دمعتان...
لاتدري ماسببهم...
لكنها تعرف كيف يمكن ان يخنقوا العبد..
ارتجفت شفتاها لتنزل دمعتان اخرى...
كانوا كافيتان على التعبير عن خوفها من هذه المشاعر...
اخذت نفسا توقف الباقي به رمت الماء على وجهها فأحست ببرودته بسبب الحرارة...
اخذت منشفة لتجفف وجها...
ورفعت رأسها نحو المرآة أمامها...
لا ارادي ارتسمت ابتسامة بسيطة و زادت فإحمرت وجنتاها...
و كأن هذا اول لقاء...
و كأنها اول مرة تعجب..
و تحب...
اخذت نفسا آخر توقف هياجان مشاعرها...
لتخرج نحو خلود قائلة : بس حر حر
وقفت مريم بإبتسامة : شذو صاحبتك طايحة فمصيبة و جيتك عشان تشوفيلي حل
رفعت شذى حاجباعا بإستغراب قائلة : خير انشاءالله ؟ ايش صار ؟
جلست مريم على اريكة فردية ثم قالت بسرد : شفتي لما طلعت جاتني ماما و ملاك كانت معاها بالسيارة مدري من فين جو ، المهم ماما كانت مستعجلة توصل البيت فعطتتي فلوس عشان اشتريلها طقم قهوة عجبها بس ماكان عندها وقت فقالتلي روحي اشتريه بعدين ارجع البيت
تربعت شذى قائلة بترقب : اي و بعدين ؟
حكت مريم شعرها بتوتر ثم قالت : طيب رحت و قاعدة الفلف فالمحلات و كذا و بعدين رحت المحل ذاك لقيت الطقم طلبته و لما رحت احاسب هنا المصيبة؟
ضحكت شذى و اشارت برأسها بتساؤل
لتكمل مريم بتوتر : مافي فلوس ضيعتهم طاروا المحفظة كلتهم انسرقت مدري ايش صارلهم اهم شيء انا فمصيبة مع ماما لسى ماقلت لها
اطلقت شذى ضحكة ثم اردفت : هههههههههههههه بالله كم !؟
كشفت الاخرى عن المبلغ الكبير بوجه عابس
زادت ضحكة شذى : ههههههههههههه اي بطني ههههههه
رفعت مريم حاجبها لترد : شكلك من زمان ماضحكتي ، قلتلك دوريلي حل مو اضحكي
كتمت شذى ضحكته ثم قالت : هههه زي البزورة لما يبعتوهم يشترون و يضيعوا فلوسهم
ثم اكملت بنصح : شوفي من رايي نروح ندورهم
هزت مريم رأسها ثم اردفت : بس ايش اقول لماما ؟

وقفت شذى قائلة : قولي انك رايحة تطبعي اوراقي تشتري شيء مدري شوفي انت
ابتسمت مريم و أخذت هاتفها لتتصل
فخرجت شذى قائلة : انا رح آكل شيء جعت
دخلت المطبخ و فتحت احد الادراج لتخرج شكلاطة...
خرجت متجهة نحو غرفتها لتجد مريم التي قالت : هيا بسرعة البسي
مدت لها شذى قائلة : خذي تزيل الخوف
فتحتها مريم لتقضم ثم قالت : و الله تراني مرعوبة لو تعرف ماما حاخذ اكبر تهزيئة فحياتي
لفت شذى حجابها قائلة : بعيد المكان و لا
هزت مريم رأسعا بالنفي : لا مو بعيدة
اخذت الاخرى محفظتها ثم قالت : خلصت
توجهوا نحو الصالة لتقول شذى : بنات احنا طالعين روحوا لفوق احسن ماتقعدوا وحدكم هنا
اجابوا بالموافقة ليتجوا الى شقة خلود
فأغلقت شذى الباب متجهت نحو المصعد...
قبل أن يغلق الباب دخلت سهام التي قالت بفضول : انتوا فين رايحين
اخرجت شذى هاتفها متجاهلة لسؤالها
في حين قالت مريم : و انت فين رايحة ؟
عقدت سهام حاجباها قائلة : و ليه اقولك انت ولية امري و لا لازم اخذ اذن منك قبل مااطلع
ابتسمت مريم بتهكم
و قالت شذى بنبرة استهزاء : هيا خذلك ، يعني انت لي ولية امري مثلا ، ايش دخلك فين اروح
ثم اردفت بعد ان فتح باب المصعد : رايحة جهنم تجي معايا ؟
هرجت مريم خلقاها بعد ان اطلقت ضحكة قصيرة
لتقول صديقتها: استغفر الله انا ليه مايطلعولي ناس طبيعيين فحياتي اروح الجامعة تطلعلي ذيك الشلة المريضة اجي هنا تقابلني ذي المتخلفة
ضحكت مريم لتردف : ههههههههههه نفس وضعك
التفتت لها شذى : تراكِ زيهم انتي
ظهر الاستغراب على الاخرى متسائلة : و ليه انشاء الله
ابتسمت شذى لترد : فيه وحدة طبيعية تضيع فلوس زي البزورة بعدين تجي تمرمطني معاها
مطت شفتها ثم قالت بإبتسامة حقيرة : صاحبتي غصبا عنك تساعديني
غقدت شذى حاجباها ثم قالت : لحظة لحظة لا يكون قاعدة تأشريلي عشان انا اعطيك فلوس و انقذك
ابتسمت مريم : و الله فكرة حلوة
ثم اردفت و تقرص خذ شذى حتى احمر : ايوا كذا تعجبيني لما تصيري تفهميها و هيا طايرة
وضعت شذى يدها على خذها قائلة : و لي يا شيخة لما الاقي فلوس نفسي بعدين اعطيك
و اكملت و هي تنظر نحو الارض : دوري معايا
انزلت خلود هي الاخرى رأسها
و اكملوا البحث في الشارع


.
.
في أحد المقاهي على طراز باريسي
كانت جالسة في جلسة خارجية..
على طاولة حديدية المزخرفة...
نباتات تحيط بها..
رغم شخصيتها الا ان ذوقها بالاماكن بسيط...
لا يهمها إن كان مكان غالي او رخيص الثمن بما انه اعجبها...
لا تهمها ماركة الساعة اذا جذبتها...
تنهدت و هي تنتظر الطرف الآخر ليأتي فيبدوا انه سيتأخر ...
التقطت هاتفها لتجد إتصال من انس
ابتسمت بإستغراب ثم ضغطت على الزر الاخضر...
ثوان و اتاها صوته قائلا : نعم !
ارجعت خصلة خلف أذنها ثم اردفت بصوت هادئ : سوري دوبي شفت اتصالك
اما هو فجالس في درجة الخامسة للعمارة التي لا يقطنها غيره...
غير آبه لهشاشة الدرج الذي في اي لحظة سيتحطم
مد رجله لتصل الى الدرجة الثالث ثم قال : توقعت انك مشغولة على كل حال
ثم اكمل بإبتسامة خفيفة ظهرت على شفتيه : نسيتي شيء اليوم
عقدت حاجباها بإستغراب ثم قالت : لا مانسيت شيء
ظهرت نبرته المشككة : متأكدة !
فتحت حقيبتها لتلقي نظرة ثم ردت : ايش نسيت !
لازالت ابتسامته واضحة من صوته حين قال : بكرى نلتقي و اعطيكي هيا
عقدت حاجباها لثواني ثم سندت جسمها على الطاولة و ظهرت ابتسامة قائلة : انت ودك نلتقي مرة ثانية صح ! ذا لي تبي توصله
رفع حاجباه بإنبهار ثم قال بنفي : لا
اطلقت ضحكة هادئة ثم اكملت بثقة : ههههه الا !
سكت لثواني ثم اطلق ضحكة صاخبة عاد صداها له ثم اضاف : هههههههههههه ذكية !
شربت من عصيرها قائلة : حتى طريقتك قديمة
ثم اضافت : امممم سو بنلتقي بكرى و حخليك انت تحدد المكان
وقف متجها نحو شقته قائلا : طيب يا ست هند
للمرة الثانية كادت تكشف نفسها الا انها تداركت الامر قائلة : اتمنى بس ما يكون مكان زي لي ساكن فيه لما اجي احس داخلة فلم رعب
اطلق ضحكة بعد أن دخل الشقة : هههههههههههههههههههه مو لدرجة ذي
عقدت حاجباها بإنزعاج قائلة : الا و ربي احس شويا و تكبر الحشرات ذيك و تجي تهاجميني و تطلعلي أشباح من الشقق و هذا غير على الناس لي عايشة هناك زي العصابات استغفر الله
جلس على كرسي خشبي ثم قال : مااظنك تفرقي عن ذي العصابات
ضحكت بهدوء ثم اردفت : ههههه هي تراك ماخذ فكرة غلط عني انا مااذي الناس بس اعطيهم قرصة اذن
قال بطريقة مكذبة لكلامها : ايوا صح صح
ابتسمت و ردت بنبرة بريئة : و الله
ضحك ثم قال بإنزعاج : بالله لا عاد تتكلمي بذي النبرة البريئة
اليزا : ليش ؟
رد بنفس النبرة : تستفزيني
ابتسمت ثم قالت حين رأت الآخر داخل لتقول : اوك يعني ماطلع الا خبثي معك ههههه يلا باي نلتقي بكرة
ودعها لتغق الخط مشيرة لسامي الذي أتا و جلس قائلا بتذمر : اوف زحمة و صدمني واحد غبي و تضاربت معاه حتى تدخل شرطي و الله حالة كل ذا عشان اوصل لموعدك المهم
ابتسمت بهدوء قائلة بغمزة : اكيد مهم دام يخص الحلوة حقتك
عقد حاجباه ثم قال حين استوعب كلامها : لا تراك فاهمة غلط مافي شيء غير انها طلبت مساعدتي
زادت ابتسامتها و هي ترتشف من عصيرها : اممم صح
فهم مقصودها ليقول بتذمر : اي صح نسيت انك مارح تفهمي حاجات اكبر منك
رفعت حاجبها لترد : دا ردك !
هز رأسه
ثم اضافت : حاطة برنامج تنصت فجوال حسام و بعرف تقريبا كل لي يبي يوصله و ذا يمكن يخلينا نضمن انو تحركاته بتكون تحت عيننا
لانت ملامحه للحظة ثم قال بإبتسامة جانبية بعد ان رفع يده : اسحب كلامي شكلك داخلة فمواضيع اكبر منك
ابتسمت بفخر
ثم اضاف : ترى قاعدة تخاطرين يقدر يشتكي عليك و يرفع قضية انتهاك خصوصيات
ضحكت بتهكم و اكملت : ههههه ابن امو انو يروح يشتكي
ثم رفعت حاجبها بنفي بنفس الابتسامة : ماحيقدر و لا يتجرأ اصلا
سند كوعه عل الطاولة ليرد : و الله على الثقة دي حتقنعيني بحاجات كثيرة
سكتت لثواني و هي تتأمله قائلة بهدوء : بجد دحين ، تحبها !
رفع انظاره بسرعة نحوها..
تسارعت دقات قلبه قبل انفاسه...
لا يدري لما فجأة ظهرت صورتها المنهارة...
دموعها الآلماسية التي لا يجب ان تنزل فقيمتها اغلى...
ابتسامتها الممحية التي يجب ان لا تغيب فيسود ظلام على العالم...
هل سؤالها سيجعله يطرحه على نفسه من جديد بعد سنين...؟
ايحبها...!
او يهواها...!
هل يشتاق...
لها...!
او لذكرياتها...!
ان تجد مكانا بين افكاره المبعثرة و تصبح ملكتها...
مذا يعني..
اما هي فزادت ابتسامتها بعد ان طال صمته فقالت : الو فين رحت
ارجع انظاره ناحيتها فبجملتها هذه قطعت افكاره...
ابتسم هو الآخر ليقول : نطلع نتمشى طفش هنا
رفعت حاجبها بعد ان لاحظت تهربه
ثم وقفت و أخذت حقيبتها
دفعوا ثم توجهوا متجهين الى الجهة الاخرى من الرصيف الواسع
.
.
.
في مستشفى الامل
مستلقيت على سرير...
بوجه شاحب مصفر و مدامعها إحمرت بعد ان ارهقت...
لم يحدث لها شيء مجرد جرح بسيط و اغماء بسبب الذعر هذا ماقالوه...
صحيح لم يحدث شيء...
مجرد خوف...
و مجرد حسرة...
و مجرد تأنيب ضمير تافه...
و مجرد غباء حين تلوم نفسها...
تبا لهذه الكلمة...
"مجرد"
التي تجعل كل شيء تافه...
و تبا لهذه الطبيبة التي خرجت للتو...
حين اتت تطمئنها عن صحتها بإبتسامة...
تجمعت دموعها فتجمدت في محاجرها..
ملامحها...؟
و من قال ان لها ملاحها فهي مختفية لا وجود لها...
قاتلة...
مسلوبة روح...
فكيف ستظهر الملامح و هي مرآة الروح...
عضلاتها مشدودة بغضب رغم تعبها...
غاضبة من نفسها..
من امها..
من سيارتها...
من دموعها...
من المستشفى من الاطباء...
من روحها...
و من العالم كله...
نزعت الابرة من يدها و قامت فجأة...
خرجت بهدوء نحو الممراة...
حين احست انها ضاعت سألت عن مكان العناية المركزة...
تقدمت الى مصدر صوت بكاء امرأة ...
او بكاء ام..
نزلت دموعها..
و هي ترى رجل قد تجمعت دموع في عينيه...
او اب مقهور...
انتبهت لإنسحتبهم بعد بضعت دقائق...
و تقدمت بخطوات هادئة...
وقفت امام الزجاج الذي يفصل بينها و بين الطفل المستلقي على السرير و آلة كثيرة قد قيدته...
ارتجفت شفتاها...
بسببها...
هي الفاعلة...
هي المجرمة...
اغمضت عيناها لثواني ثم فتحتهم ثانية...
اذا هي ليست بكابوس مزعج...
سيارتها الفخمة المجرمة هي التي صدمته...
اذا لما تلوم نفسها...
فشلت قدماها على ان ترفعها فوقعت أرضا و زاد صوت بكائها...
هي...
هي...
هي...
كلمة تعاد في رأسها لا تدري من يقولها...
جاء شخص رفعها...
لاتدري من...
رفعت رأسها حين سمعت تلك المرأة الاربعينية تقول : خلاص يا بنتي لا تسوي كدا انشاء الله يصحى و يرجع لكم
هزت لتين رأسها بجنون قائلة و هي تشير الى نفسها : انا انا انا لي قتلته
هزت المرأة رأسها بأسف
لتبتعد لتين عنها عائدة الى غفتها مرددة لنفس الجملة...
ستعترف...
ستيجن فهي حقيرة مجرمة يجب ان تنال عقابها...
فتحت الباب لتستلقي على السرير...
ثواني ودخلت الممرضة متذمرة و خي ترجع لها الابرة في عروق منتصف ذراعها...
اعينها متصوبة الى الجدار المقابل بحقد...
على نفسها...
دخل احد...
التفتت بصدمة...
ليس من صوت الباب بل من الصوت
القائل : لتين..
.

.
.
مرت ساعة لازالت رؤوسهم متجهة نحو الارض باحثين عن المبلغ الذي يبدوا انه إختفى...
تنهد مريم و انظارها لازالت مصوبة نحو الارض : اوف تعبت يعني فين راحوا مثلا
قاطع كلامها الجسم الذي اصطدمت فيه لترفع راسها قائلة بإنزعاج : عمية ماتشوفين انتي
نزعت الفتاة الثلاثنية السماعة من اذنها قائلة : نعم !
رفعت مريم حاجباها لتكمل بنفس النبرة : اقول ماتشوفين انتي كسرتيلي رقبتي
ظهرت ابتسامة تهكم على وجه الاخرى لترد : معليش ترى انتي لي صدمتيني
عقدت مريم يداها امام صدرها لتردف : لا ياشيخة ماتشوفين انو في انسانة جاية و تبعدين
ارجعت الفتاة السماعة لاذنها و هي تقول : المرة الجاية ارفعي راسك و شوفي طريقك احسن
ثم اكملت هامسة لتغادر : ناس مريضة
رفعت مريم حاجباها بدهشة لتقول : ذي مو كانها تقول عني مريضة
سحبتها شذى قائلة : امشي بس هذا و انت الغلطانة
مطت الاخرى شفتها بتذمر و قالت : اوف ترى طفشت ايش حسوي ؟
عقدت شذى حاجباها بتفكير ثواني و اردفت : و الله مالك غير تواجهي الامر الواقع
زفرت مريم : يعني جايبة حل مثلا
رفعت الاخرى كتفها قائلة : انا ساعدتك فدحين فكري كيف بتلعبي دور البريئة
رمقتها مريم بطرف عينها قائلة : اصلا انا بريئة
اطلقت شذى ضحكة لتقول : هههههههههههه ممكن اسألك شيء
التفتت لها مريم بإستغراب
لتكمل الاخرى بنفس الضحكة : هههههههه يعني مثلا مو انت اخذتيهم بعدين مناديتني عشان القالك حل
هزت مريم رأسها بالرفض : لا يا شيخة ذا الناقص
عقدت شذى حاجباها بتفكير حتى قالت بسرعة : لقيتها لقيتها
التفتت لها مريم بإستغراب
لتكمل الاخرى : فين المحل
اشارت مريم للمحل قائلة : هناك ، شذى ايش بتسووين
ابتسمت شذى بنفس الحماس : اصبري بتعرفين
دخلوا المحل
لتقول مريم : ترى دورنا هنا و مالقينا شيء
تجاهلتها شذى للتوجه الى إحدى العاملات بخطوات واثقة لتقول : السلام عليكم
ردت عليها الاخرى السلام
فقالت شذى : ممكن اسألك مين صاحب ذا المكان
اشارت العاملة الى احدى الغرف قائلة : بتلاقيه هناك ، ليه فيه مشكلة !
هزت شذى رأسها بالرفض لترد بإبتسامة : لا بس في موضوع احتاجه فيه
ابتسمت الاخرى لتذهب شذى نحو اغرفة التي اشارت لها و تبعتها مريم القائلة : يا ربي ايش بتسوي انتي
تجهلتها شذى لتدق الباب و تدخل بعد ان سمح لها
غقالت : السلام عليكم
رد عليها السلام الرجل الثلاثيني
لتجلس بعد ان سمح لهم قائلة : قبل كم ساعة جات صديقتي لمحلكم عشان تشتري طقم قهوة بس طاحت الفلوس و ما انتبهت حتى رجعت للبيت و بعدين دورنا فكل مكان مالقيناهم ، قلت يمكن يكونوا هنا
هز رأسه بالرفض قائلا : لا ماشافهم احد ، ماجابلي احد شيء
هزت شذى راسها لتقول بسرعة : يعني سرقوهم
رفع كتفاها بنفس الهدوء بيرد : يمكن
عقدت الاخرى حاجباها بتفكير لتقول بعد ثواني : المفروض تعوضولنا دام الفلوس ضاعوا او انسرقوا فمحلكم
لفت مريم راسها للجهة الاخرى لتجحظ عيناها بصدمة من تصرف هذه الغبية
اما الرجل فظل يتأملها لثواني ثم قال بابتسامة مستحقرة : اه يعني جاية تشحتين
شدت مريم على شفتاها و هي تمسك نفسها ان لا تخرج و تبعد عن الفضيحة التي ستجرى بعد ثواني
رفعت شذى حاجباها لتقول : نعم نعم ما سمعت !
رفع حاجبه هو الآخر قائلا : او بالاحرى مانقول تتشحتين نقول تحتالين
بللت شذى شفتاها لتغمض عيناها محاولة التحكم بأعصابها لتقول بنبرة خادئة مليئة بالغضب : تستهبل انت قال جاية احتال ، و من وين استنتجت ذا الاستنتاج العظيم ؟ حتى اذا فكرت اسويها ماحجي لمحل زي ذا و يحكمه واحد بنص عقل يمشي و يفتري على الناس
وقفت مريم لتقول : شذى يلا نطلع
وقفت الاخرى لتقترب من المكتب قائلة بنفس الغضب : عندكم كميرات مراقبة اظن
سند نفسه على الكرسي ليقول بتهكم : ايوة عندنا ناوية
قاطعته قائلة : شغلهم نشوف مين الصح فينا و اذا جاية احتال عليك يلا
لازالت ملامحه تدل على الاستصغار ليقترب من المكتب و يأخذ قلمه قائلا : يلا يا حلوة تسلينا شوينا دحين اطلعي من غير مطرود و لا بأطردك بجد وقتها
مسكتها مريم قائلة : شذى خلاص
سحبت الاخرى يدها لترد عليه بإبتسامة : اوه لذي درجة ماتبي تواجه غلطك يا الجبان ، خايف تطلع غلطان
شغل صور الكميرات
هز راسه بملل قائلا و هو يرى مريم تدخل و شيء يسقط منها
ابتسمت شذى قائلة : هاه مين الصح !
تجاهلها ليأمر بالبحث عن المبلغ
و بعد دقائق عثر على نصف المبلغ
لتأخذه مريم قائلة : يالله احسن من ولا شيء
مطت شذى شفتها لتردف : طول عمري اقول الحرامية اغبى ناس فالكون يعني ليه ماخذ النصف بس
خرجوا من المحل بعد ان شكرتهم مريم ثم ردت : طيب ماتعتبر سرقة يعني لقى فلوس مايعرف لمين و خذاها
اكملوا مشيهم متجهين نحو البيت
لتقول شذى : كان قادر يعطيهم لصاحب المحل يقول لقيت ذي الفلوس اذا رجع صاحبها اعطوها له ، ترى المفروض تقعد سنة اذا مالقيت صاحبها عشان يحقلك تاخذها
هزت مريم راسها ليكملوا حديثهم الى ان وصلوا الى العمارة
و دخلوا الشقة لتفتح شذى الباب قائلة بصوت عالي : عدنا
قابلتها أثير قائلة : كان بتي برى احسن
قرصت شذى خدها لتردف : ايش تسوين هنا مو قلت لكم اطلعوا فوق يا عسل
عقدت اثير حاجباها قائلة : اوه مشوار يا سكر
زادت ابتسامة شذى لتكمل طريقها نحو غرفتها قائلة : و ليه لما اقول عن اختي عسل يعني مو طبيعية
دخلت مريم خلفها الغرفة لتقول : دحين ممكن نرجع لموضوعنا الاول
اختفت ابتسامة شذى حين فهمت قصدها لتقول : ياليل مو انت عارفة مع مين كنت فليه تسألين
تربعت مريم على السرير لتكمل : لي اعرفه صارلكم سنين متزاعلين
تنهدت شذى الجالسة على الاريكة المنفردة : وقفلي و انا ركبت
اترفعت حاجبا مريم بصدمة حين قالت : و انت ماشاء الله لي يجي تركبي معاه
تجاهلتها شذى
لتناديها مريم قائلة : شذى
رفعت الاخرى نظرها عن هاتفها قائلة : هاه ايش تبين !
اكملت مريم بهدوء : انت ايش تحسي ؟
انزلت شذى نظرها الى هاتفها...
ثم ردت بصوت هادئ : مدري بظبط ايش ! مدري اذا هو فضول عن ايش صار بذي الفترة و لا مشتاقة و لساتني احب
ظهرت إبتسامة خفيفة لتكمل و دقات قلبها قد تفاوتت : اليوم حسيت كانوا هذه اول مرة اشوفه ، اول مرة يعجبني ، مدري شعور من زمان ماحسيته فجأة يضيق نفسي و قلبي يدق بسرعة غريبة احس كل شيء فيني مشدود مرتبكة مو قادرة اركز او افكر
رفعت كتفاها بعجز لتكمل بإبتسامة ضاقت بها عيناها اللامعاتان : مدري مو قادرة اتحكم بنفسي ، شعور جميل نفسي اقعد مبتسمة طول اليوم اضحك بأعلى صوتي ، احس كأني اجري فغاباة كلها اشجار و لوحدي ، و فيها نسمة برد خفيفة ورود بيضاء تطيح
رفعت رأسها لتذبل اببتسامتها و اكملت : بس خايفة من مشاعري خايفة انصدم قد مااحاول اتناسى احس اني ابغى ارجع ايوا شعور حلو بس و الله يوجع
ابتسمت مريم لترد : ذا كلو فقلبك ، شوفي مااقدر انصحك بشي غير انك فكري بعقلك و بالمنطق
ابتسمت شذى و وقفت قائلة : قومي اعطيك الفلوس و اطلعك من موصيبتك يا البزرة لي تضيع الفلوس
وقفت مريم لتقول بانزعاج : اوف ترى كل الناس يضيعوا عادي
ضحكت شذى قائلة : لا يا قلبي انا عمري ماضيعتي
ثم مدت بالمبلغ لمريم و هي تقول : رجعيهم
اخذت الاخرى محفظتها لترد : طيب طيب مو مشكلة
ثم خرجت بعد ان نادت ملاك
اما اثير فذهبت عند اختها قائلة : فين بابا و فارس طولوا مرة
عقدت شذى حاجباها قائلة : صح فارس عادي بس بابا مو عوايده بتصل عليه
اخذت هاتفها لتضغط على اسمه منتظرة الرد
.
.
.
في شارع بدأت تنقص به الحركة...
يمشيان و كل منهما ساكت..
اليزا التي تفكر سبب عدم رد امها على الاتصالات...
اما سامي فكان لازال يبحث عن جواب لسؤالها...
دقائق و انتبهت لصمته فقالت بصوت هادئ : ماجاوبتني ! تحبها ؟
وضع يداه في معطفه ليقول : قبل سنتين كنت معاها بعدين افترقنا
ايتسمت قائلة : ليش ؟
رفع حاجبه و اردف : صارت مشكلة
جلسوا في احد المقاعد المقابل لواجهة البحر
لتقول اليزا : ايش صار ؟
عقد حاجباه ليقول : ترى اسئلتك كثيرة
سكتت و لم ترد و لازالت عيناها متجهة الى البحر الذي يزينه لون برتقالي يدل على غروب الشمس
مرت خمس دقائق و لم يتكلم فيها احد
الى ان قالت بصوت هادئ : سامي اذا انت تشوفني كصديقة او كوحدة متعرف عليها بس انا اشوفك اخ
و اتمنى ماتكون فيه حواجز بيننا
بلعت ريقها لتكمل : عارفة انو ماما فرقتنا و ذا اكبر غلط سوتها لنا و اكثر شيء مقهورة منه ، كان طول عمري اتمنى اخوان و لما عرفت بديت ادور عليك
ابتسمت لخفة لتكمل : لما اقعد معاك احس اني مع انسان يشبهني رغم اننا ماكبرنا مع بعض و ماعرفنا بعض بس فكرة انو عندما نفس الدم و نشترك بحاجات كثيرة بتخليني انقهر انو ماعندي ماعندي ذكريات معاك لما كنت محتاجة احد معايا مالقيت حاولت اوسع علاقتي و كسبت ا صحاب كثير بس مو نفس الشيء
مسحت دمعة سالت على وجنتيها المحمرة لتكمل : فالاخير آسفة يمكن تدخلت فخصوصياتك ، بس حسيت اني محتاجة اقول ذا الكلام لاحد
ثواني ورد بتفس الصوت الهادئ : اكذب عليك لو اقولك شايفك كأخت ، مدري ايش بالظبط احس ، كنت عارف انه عندها بنت بس عمري مافكرت اني اقرب منك او اتعرف عليك بس اعطيني فترة انا لسى شايفك انسانة استمتع لما اقضي وقتي معاها و اقدر اكون معاك بكل حلاتي يعني بالمختصر صديقة
ابتسمت لتفتح قارورة الماء و تشرب ثم قالت بصوت هادئ : آسفة على لي سوته ماما
ظهر التهكم على ملامحه ليقول : و ليه تتأسفين انت !
رفعت كتفاها ثم ردت : مدري بس تراها بجد تبيك ترجع لها
التفتت لها ليقول بعد دقيقتين من الصمت : ممكن مانتناقش بذا الموضوع
هزت رأسها ليقول سامي مغيرا للموضوع : اول مرة نقعد مع بعض من دون مايرن جوالك
اطلقا ضحكة ثم قالت : هههههههههه مو انا حاطتوا سايلنت
ابتسم ليقول بإطمئنان : آها عشان كذا حسبت صاير شيء بالدنيا
ثم اضاف بضحكة : هههههه بالله شوفي كم مكالمة فاتتك
اخذت هاتفها لتفتحه فحبست ضحكة لارجعه بسرعة
اشار لها برأسه : كم كم ! 300 ؟
رمقته بطرف عينها قائلة : شايفني ماسكة شركة ! 10 بس
ضحك ليقول : ههههههه الحمد الله ماعندي ناس كذا فحياتي ، مزعجين
عقدت حاجباها و ردت : لا تقول عنهم مزعجين !
زادت ابتسامته : ايش اقول عنهم
رفعت اليزا حاجباها و بنبرة هادئة قالت : طيبين
تأملها ملامحها البريئة لثواني و انفجر ضحكا ملأ المكان بصوته : ههههههههههههههههههههههههه هه خلاص طيبين لاتبكي بس ههههههههه
التفتت حولها لتقول بخفوت : ضحكتك فضيحة على فكرة
زاد ضحكه قائلا : ههههههههههههههههه شكرا
عقدت حاجباها : لتقول : لا حول ولا قوة الا بالله ترى مافي شيء يضحك
مد يده لفمه و هو يسغل ووجه احمر ثم قال : مرة مو لايقة عليك ذيك النظرات هههههههه

عقدت حاجباها قائلة : ايش بكم عليا اليوم ترى انا كيوت
اهتز هاتفها الذي في يدها ليطلق ضحكة خفيفة
لترد على الهاتف قائلة : اهلين.....باقي اسبوعين تققدري تكملي.....طيب مو مشكلة.....عارفتني و عارفة ذوقي هههه....اوك يلا باي

ابتسمت فور اغلاقها لتقول بحماس : واه و اخيرا
التفت لها بتساؤل
للتكمل : عيد ميلادي باقي له اسبوعين بتجي صح
عقد حاجباه بحيرة قائلا : فين ؟
شتت انظارها حين فهمت قصده لتقول بهدوء : بيتنا
ظهرت ابتسامة جانبية على خده
لتكمل بترجي : يلا بليز بزعل اذا ماجيت
التفتت لها ليقول بتفكير : بشوف
رفعت انظارها المترجية نحوه لتقول : لا تقولي بشوف ، يلا بليز و اذا على ماما ماحتلاحظ اصلا بيكون فيه ناس كثير
خلل يده بين خصلات شعره الكثيف ليقول بعد ثواني بإبتسامة : طيب
زادت ايتسامتها لتقول بفرح : ياه متى يمروا اسبوعين اوف مرة متحمسة
ظهرة الامتنان في ملامحها لتقول بنبرة هادئة تخللها الفرح : شكرا
اختفتت ابتسامته تدريجيا ليقول : اوه بس فيه مشكلة
عقدت حاجباها بإستغراب لتلتفت له
ظل يتأملها بحيرة
لتقول بضجر : ياخي ايش فيه وترتني
ابعد نظره لتظهر عليه إبتسامة شريرة ليقول : خلاص خلاص
اما هي فكانت عكسه عقدت حاجباها لتقول بقلق : سامي اي مشكلة
زادت ابتسامته فظهر صف اسنانه العلوية قائلا : بقول خلاص جتني مشكلة بعدين حليتها
رفعت حاجبها بتهكم : في ثواني حليتها واضح كبر المشكلة
هز رأسها ليكمل : ايش عرفك انتي انا عقلي فيه خدمة سريعة
فلتت منها ضحكة قصيرة : هههههههه سخيف
رمقها بنظرات لتظهر عليه نفس الابتسامة قائلة : وربي متحمس لعيد ميلادك اكثر منك
عقدت حاجباها لتقول : على فكرة تراني مو متطمنة لابتسامتك و نظراتك
هز راسه بنفي قائلا : لا اتطمني مافي شيء بس متحمس
رفعت هاتفها لترى الساعة فقالت بتفاجأ: اوف تأخرت
وقف ليرد عليها بثقة : اسف المفروض انبهك بما اني عارف سوالفي ماتنمل
وقفت هي الاخرى قائلة بينها تأخذها حقيبتها : ترى مايمدحوا المغرور
ابتعدوا عن المقعد و سامي يرد : فين الغرور ، سمها ثقة ثقة
اطلقت الاخرى ضحكتها و يكملوا طريق عودتهم الى المقهى و يأخذ كل منهم سيارته متجه الى بيته
.
.
.

في المطبخ
وضعت آخر لمساتها على السلطة لتبتسم برضى
ثم ذهبت لتلقي نظرة على الفرن جحظت عيناها بهلع لتصرخ ثم طفأه بسرعة و تخرج الصينية
سمعت اختها التي اتت للتو قائلة : ايش فيه ليه تصرخين
فحصت ذى لاكلة قائلة : الحمد الله لحقت عليها و لا كنا تعشينا ببيض مع سلطة
توجهت اثير لتخرج الصحون قائلة : عادي و المطاعم ايش شغلها
عقدت شذى حاجباها لتقول برفض : ذا لي ناقص فيه اكل بالبيت و نطلب من برى ناقصبن مرض
وضعت اختها الصحون قائلة : مسوية حريصة يعني لو صاحباتك عازمينك كان رحتي
اخرجت شذى الاكواب لترد : ماحروح لانه العشاء اشوف لازم نجتمع كلنا على نفس الطاولة
ضحكت اثير : هههههه ماطفشتي من طقوسك ذي
ابتسمت الاخرى لتحرك رأسها بالرفض : لا نشوف بعض شويا و خليني اسوي دوري كاخت الكبيرة
ثم رفعت رأسها لتردف : الا صح بابا لسى ماجى
هزت اثير راسها بالرفض مستغربة : لا لسى مرة تأخر اليوم حتى فارس جا قبله مرة مستغربة
عقدت شذى حاجباها بقلق لتقول بهدوء : حطيهم فغرفة الطعام شويا و راجعة
هزت اثير رأسها لتتوجه الاخرى الى الصالة و لم تجد احد
ثم ذهبت لغرفة اخيها طرقت الباب لتدخل قائلة : فارس ماكلمك بابا
رفع رأسه عن هاتفه ليقول : لا
بلعت ريقها لتدخل و تغلق الباب وراءها قائلة بخوف : اخاف يكون صارله شيء
هز راسه : ايش بيصيرله مثلا !
اغمضت عيناها لثواني محاولة التحكم بالدموع التي ظهرة في عيناها لتقول بصوت خافت تخلله الغضب : و الزفت لي حاطه فراسه طالعلنا فكل مكان
ظهرت نصف ابتسامة ليقول بإستخفاف : ماحيسوي شيء
مدت شذى يدها الى المكتب لتسند نفسها لتعقد حاجباها بتعب و بعيون تترجى قالت : فارس خايفة
زادت انفساها
ليقول : بتصل عليه
"لا يرد على المكالمة"
و انقطع الخط....
جرب مرة ثانية ليأتيه نفس الجواب
بدأ الخوف يتغلغل في قلبه...
او دموع شذى التي نزلت هي من زادته...
جرب للمرة الثالث و حصل على نفس الرد...
الرابعة....
الخامسة...
لم يتغير شيء....
عقد حاجباه بتفكير
ايقظته شهقة الاخرى ليقف متجها لها قائلا : شذى ليه مسوية كذا يمكن جواله عالصامت ماسمعه
رفعت يدها المرتجفة لتقول بصوت مخنوق و هي تشبر الى نفسها : انا شفته ذاك الانسان مو طبيعي مجنون يسوي شيء
انصدم من ارتجافها المرعب و تنفسها المخنوق..
ليمد يده نحو ذراعها قائلا : اهدي ، بأتصل عليه مرة اخرى
اغمضت عيناها محاولة لأخذ انفاسها التي انقطعت من الهلع
اخذ هاتفها ليتصل و تلقى نفس الاجابة
تنهد ليس لديه الا طريقة واحدة لكي تهدأ
ابتسم قائلا : اهلا يبه فينك......آه طيب......مو مشكلة.....ننتظرك مع السلامة
وضع هاتفه جانبا ليقول : عنده شغل كثير اليوم
مسحت دموعها لتبتسم قائلة : الحمد الله
سمعت صوت اثير يناديها لتخرج
اما هو فأخذ هاتفه ليبعث رسالة لانس قائلا
" صاحبك لي مسوي فيها ينتقم فينه "
دقائق و أتاه الرد
" دوبه طالع ، ليه تسأل عنه "
احتدت نظراته ليرسل
" واحشني كثير ، لدرجة نفسي نلتقي بعد ثواني "
اتته رسالة لكن لم يفتحها حين اتاه صوت شذى التي تدعوه الى العشاء
ليخرج متجها الى الطاولة العشاء
.
.
.
في نفس الوقت لكن في حي آخر
وضعت الأكل لتأتي أمل قائلة : آه ياقلبي ، مو قادرة اشوف حبيبي كذا من دون ما آكل
مدت هديل يدها لتأكل قائلة : حد ماسكك كلي
هزت أمل رأسها بالرفض القاطع و هي تأخذ وجبتها المكونة من الخضروات : لا مسوية دايت
ضحكت هديل لتقول : هههههههه لا حول و لا قوة الا بالله ترى جسمك طبيعي كلي زي الناس و فكينا من هبالك
اخذت امل الشوكة لترد : اصلا افكر اصير نباتية
عقدت ام عمر حاجباها لتقول متسائلة : تصيري ايش !
ابتسمت امل لتتربع بحماس وهي تشرح : نباتية يا خالة يعني ماآكل حاجة من الحيوانات زي اللحوم و البيض و الحليب
ظربت ام عمر على صدرها بهلع : الحمد الله و الشكر ، وي اجل ايش تاكلين من غير الخضر و الحشيش الله يعافينا بس
زادت ابتسامته ابتسامتها لتضيف و هي تعد : و الخبز كمان اقدر آكله و الفواكه و المعجنات
ردت عليها هديل : احسن تنقصي عنا المصاريف
اختفت ابتسامت اختها القائلة : ذا لي هامك يعني
بلعت الاخرى لقمتها ثم اردفت : ماحعلق لاني متأكدة فصلتي يومين و ترجعي لطبيعتك
هزت ام عمر رأسها و لايزال الاستغراب طاغي عليها فقالت : ترى العقل نعمة ، ايش بتستفيدين من ذا
ردت امل و حماسها قد عاد : عشان الحيوانات مانقتلهم لانهم كمان عندهم روح كيف نقتلهم عشان ناكل
تقدمت ام عمر منها و بنصح : بس هاذي الحياة الله خلقهم عشان احنا ناكل منهم حتى فعيد الاضحى لازم نذبح خروف
حكت احمل حاجبها لتقول : ايه صح
ثم اضافت و هي تأكل الجزر : خلاص كنسلت خليني على الدايت
ضحكة هديل بخفة لكن سرعان مازالت ابتسامتها حين سمعت طرقات على الباب لتتجه نحوه و تفتحه بحذر...
رمت نظراتها من الفتحة الضيقة لتتبعثر ملامحها الى الصدمة لتزيد فتح الباب قائلة بغير استعاب : انت ايش جابك ، كيف عرفت البيت ؟
رفع حاجبه ليقول : مو مهم ، ابعدي خليني اكلم امي
عقدت حاجباها بتعجب لترد : بإيش تكلمها
دفعها من امامه ليدخل مصرخا بعجرفة : امي
اما هديل فغلقت الباب ولازالت تحت تأثير الصدمة بعد ثواني انتبهت لدخوله لتذهب خلفه قائلة : هيه قالولك وكالة بدون بواب داخل من ذون أذن و لا كأنه للبيت اصحاب
تجاهلها ليتجه نحو امه و يقبل رأسها قائلا : آسف على كل شيء
انسحبت أمل من الغرفة لتتقدم هديل دون اية كلمة
ليكمل بخجل : مدري ايش اقولك مالي وجه عارف اني غلطت كثير و اتمنى انك تسامحيني ، و الله ندمت على كل لحظة عصيتك فيها و زعلتك ، و اذا قلتيلي روح و لا اشوف مرة ثانية و ربي مارح ارجع دام بيريحك ، فاقدك فالبيت حاس كأنه صاير يخنق بدونك اتمنى ترجعي و نعوض كل شيذ راح
تأملته ام عمر بعيون ذابلة احاطت بها تجاعد تبللت بالدموع....
مدت يدها نحو وجهه لتمسح دمعة سقطت منه....
لانت ملامحها لتلمع عيناها بحنية.....
لاطلما انتظرت هذه اللحظة....
بكت شوقا لها...
هل ستسامحه...؟
لا تدري...
لكن هذا الواقف امامها...
هو نفسه ذلك الذي كان بين قطعة قماش قبل سنوات....
فتحت فمها لتتكلم لكن انطلقت تنهيدة افصح من ثمانية و عشرين حرفا..
حيرة امتزجت برغبة أم...
امومة لا تستطيع التجرد منها....
حب من نوع آخر....
يولد بمجرد انطلاق بكيات رضيع لا يزيد عمره عن الدقيقة....
و يكبر مع كل دقيقة تزيد في عمره....
تتخلله اكبر التضحيات....
تملك فيه الام قو مميزة....
قوة تنبع من الخوف على اطفالها...
فتتحول لاشجع الفرسان تبارز الحياة....

إلى احن لمسة ، و ادفئ حضن ، و اسعد ابتسامة....
لا ينتهي هذا الحب الا على اعلان دقات قلبها الاستسلام.....
و برمي التراب على قبرها....
هزت رأسها بهدوء لتقول بصوت اقرب للهمس : بتجهز
ثم غادرت الى غرفة قريبة
في حين تقدمت هديل نحوه لتقول : مااعرف ايش نيتك و اتمنى تكون صافية فبقولك الحمد الله انك صحيت و عرفت قيمتها يمكن الله اعطاك فرصة عشان تعوض لي راح
ختمت حديثها بإبتسامة بسيطة ممتنة...
و توجهت الى أم عمر لتساعدها
ثم تبعتها أمل بعد ان اتت له بكوب عصير
.
.
.
قبل ساعة
في مركز الشرطة....
ودع زميله بإبتسامة ليخرج متجها الى سيارته...
اخذ هاتفه ليفتحه مندهشا من عدد الاتصالات...
فعقد حاجباه بإنزعاج حين تذكر عدم اخبارهم بأمر تأخره...
ضغط على رقم شذى ليضع الهاتف في أذنه منتظرا إجابة و اكمل خطواته نحو سيارته...
ثواني و ردت قائلة بلهفة وصلته : بابا فينك مرة تأخرت
بإبتسامة رد عليها مطمئنا : آسف نسيت اخبركم اني بتأخر
اطلقت تنهيدة مرتاحة لتردف : ترى خليتلك حصتك من العشاء سويت صينية تجنن من لي تحبها
اطلق ضحكة خفيفة قائلا : ههههه خبيها فمكان آمن لا ياكلونها
شاركته الضحكة لتكمل : اوه ذي خبرتي ، فالعادة لما اسوي حلا دايما اخبي شوية ليا فمكان اتحدى احد يلاقيه عارفة انهم يقومون نص الليل يسرقون
مد يده ليفتح باب السيارة و اطلق ضحكة انقطعت في نصفها لتزول ابتسامته و تستبدل بتأوه وصلها قبل أن يسقط الهاتف من يده تحت تساؤلات الاخرى
سحب الاخر السكينة من جسده فتطايرت الدماء
و عاد بخطاه نحو السيارة التي تنتظره حين رأى جسده يسقط أرضا
التفت للسائق قائلا : بسرعة نرجع
و ابتسامة قد علته و هو يرى دمه يجري في الطريق و جسده ملقى دون حراك
ابتعدت سيارتهم حتى اختفت..
.
.
.
اما عند شذى فزادت صرخاتها المتسائلة القائلة : الو بابا فينك ! الو !
خنقتها دموعها لتقول بصوت متشحرج : بابا فينك !
وضعت الهاتف لتلتفت لفارس الذي اتى لتوه متسائلا عن صراخها فنزلت دموعها و رفعت كتفاها بإستغراب قائلة بصوت مخنوق: كنت اكلمه عادي فجأة سكت و مارد عليا مدري ايش صار يمكن انسرق جواله ولا وقع او او او مدري مدري
اخذ هاتفها محاولا التكلم لكن لم يصله اي جواب
جلس على الاريكة بهلع حاول اخفاءها و هو يرى اخته على وشك الانهيار....
وضع الهاتف بعجز ثم قال : باروح لمكان شغله يمكن دوبه طالع باشوف
هزت رأسها بتأييد و بطنها قد بدا يتعصر خوفا قشعريرة سرت في جسدها تلاها ارتجاف حين سمعت هاتفه يرن
اخذ هاتفه بسرعة لتتبعثر ملامحه حين رأى الاسم
رد و وعروقه بدأت بالبروز ليأتيه صوت الآخر قائلا : اوه مر وقت كثير يكون فقد دم كثير روح شوفه قبل لا يتعفن ، هو قدام مكان شغله
ثم اكمل بتهكم : مركز الشرطة
فتح فمه ليرد بعد ارتجاف يده بعصبية لكن انقطع الخط...
ليضرب بهاتفه على الطاولة و يأخذ معطفه متجها ليرتدي حذاءه في حين ذهبت شذى لتلبس عباءتها و لفت حجابها بسرعة...
سمعت صوت ضرب الباب لتخرج بعده بعجلة...
التفتت لها بعصبية قائلا بين انفاسها المتسارعة : فين جاية !
عقدت حاجباها بنفس الغضب قائلة : معاك ، عند بابا
اشار لها آمرا : شذى ارجعي
و اكمل نزوله لتتبعه مجيبة : تستهبل انت فين ارجع و بابا مدري ايش به و حضرتك ماتبى تتكلم
توقف ليقول بصرخة رجع صداها في العمارة : ارجعي مافي شيء
اكملت نزولها قائلة : اذا ماتبيني اجي معاك و ربي اقعد انتظر تاكسي
ركب السيارة لتركب بجانبه و انطلق نحو المكان
اخذت شذى هاتفها لتتصل بمريم قائلة : مريم خلي اثير عندك لا تنزل مافي احد بالبيت
وافقت الاخرى لتغلق الخط....
توقفت السيارة فجأة....
لتجحظ عيناهما بصدمة و صرخة اطلقتها شذى جعلتها تجمد بمكانها رغم جسدها المرتجف و دموعها المتحجرة
اما الاخر فنزل بسرعة ليحملة نحو السيارة متجهين نحو المستشفى
حاولت ان تأخذ انفاسها التي انقطعت فجأة و كانت آخر كلمات تسمعها هو فارس الذي ينادي بإسمها قبل ان يغطي السواد انظارها....
.
.
.

و تبقى الليالي كاتمة الاسرار و شاهدة....
على دموع المهمومين...
و همسات العاشقين...
و حكاوي الاحباب...
فقد كانت اليزا جالسة في حديقة المنزل رافعة رأسها للسماء متأملة تنافس النجوم في اللمعان....
لاطالما كانت احب هواياتها الليلة...
اخفضت رأسها حين سمعت هاتفها يرن....
لتعقد حاجباها بإستغراب من المتصل...
ردت و ابتشامة قد اعتلتها قائلة : انس
اتاها صوته القائل : لا يكون صحيتك !
اعتدلت في جلستها لتقول بإنكار : لا هو فيه احد ينام اللحين
ابتسم قائلا : حتى انا استغربت حسيت صوتك غريب
اطلقت ضحكت هادئة لتردف : هههههههه صارلي فترة و انا ساكتة عششان ما تكلمت كثير اليوم
ظهرت ابتسامة على انس القائل : اجل عندي لك خبر رح يخليك تتكلمين لين ما تنحرق احبالك
وقفت لتقول بحماس : انس ايش صار !؟
انس : انتي بتجسسين على اتصالات حسام صح
هزت راسها قائلة : ايوة
ثم اكملت بعد ان ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهاا : صار لي فبالي صح ! مسكنا عليه شيء ؟
ابتسم ليرد : ممكن انتي روحي شوفي احتمال كبير ايوة ، و دحين اتصل عليه و اسحب الكلام منه و اسجله
قفزت بفرح لتقول : اوك ، باي انا بروح اشوف
ثم اغلقت الهاتف
لتضحك بفرح قائلة :ههههه اوه من زمان عن ذا الشعور
دخلت البيت قلتقف عند المرآة هامسة بإبتشامة : وراجعتلك يا هديل
ثم اضافت و هي تحدق بعيون بريئة : اكيد بتكون اشتاقتلي فيه احد مايشتاق للوجه ذا
و ختمت حديثها بقبلة جعلتها تضحك قائلة و هي تصعد الدرج : ههههههه الاخبار الحلوة تخليني انهبل
اخذت الابتوب لتلين ملامحها تدريجيا و هي تسمع جملته..
بلعت ريقها لتحفظه في [ الفلاش]....
و قد دخلت أفكارها منحنى ثاني...
هل تتصل و تخبره ماحدث؟
او تدعه للغد ؟
.
.
.
في بيت ذو طابقين يبدو اكبر من ان يخصص لشخصين
كانت جالسة امام تسريحتها في غرفة طغى عليها الطابع روماني....
تأملت وجهها لثواني لتأخذ احمر شفاه عودي و تضعه...
تأكدت من ثبات تسريحتها المرفوعة المرتبة بدقة....
فتحت الدرج لتضع عقد الماسي ظهر بريقه ، ثم اضافت قرطين متدليين....
وقفت و هي ترتب فستانها الاسود ذو طول متوسط....
ثم لبست كعبها لتأخذ حقيبة سوداء مميزة بلعمانها...
اغلقت باب الغرفة لتظهر ابتسامة خفيفة...
و هي ترى صبا الآتية بفستان ابيض بدنتال فرنسي....
و شعرها الاسود الذي يصل لنهاية رقبتها بتموجات مميزة...
ثم قالت بإعجاب : اوه ايش الاناقة ذي
ابتسمت صبا لتضيف : و انت ليش الفخامة ذي يا ملوكة
ضحكت ملك بصوت هادئ لترد : ايش ملوكة ذي امشي بس السيارة تنتظرنا...
هزت صبا رأسها لينزلوا متجهين الى السيارة [الايموزين ] السوداء التي تنتظرهما فتحت الباب لتدخلا فقالت صبا فور دخولهم و هي ترى فيصل و جلال : لا ماكنت اعرف انه عندنا وسمين كذا
ضحك جلال القائل : و الله انت لي دوبك تعرفين انا من يومي كده
ابتسمت صبا و هي ترى ملك و فيصل المقابلان لبعضهما ثم همست لجلال : كأنهم حلوين تو متش
ثم اكملت بغمزة : اشبكهم مع بعض ايش رايك
التفتت لها ملك القائلة : صبو يا حلوة ممكن رايك توفريه لنفسك
هزت صبا رأسها بطاعة لتسكت لدقائق
و فور رؤيتها لإنشغال جلال و فيصل بالحديث
اقتربت من ملك هامسة : متى تحبوا بعض !
التفتت لها ملك بتعجب لتتقول : غصب هوا
زاد قرب صبا لتهمس في اذنها : بالله مايعجبك !؟
ابتسمت لتقترب من صبا المتحمسة و همست بحدة : على فكرة تراكِ معزومة لعيد ميلادي 16 بعد بكرة
انصدمت صبا من انجابتها لتطلق ضحكة كتمتها : هههههههههه حلوة حلوة ، للأبد تعجبني ردودك
ابتسمت ملك لتهمس : من جد شايفة مراهقة جنبك
ثم اكملت بجدية : بالله ليه الحماس ذا كله !
ابتسمت صبا قائلة : إحتمال كبير بنشوفها اليوم
عقدت ملك حاجباها بإستغراب لتقول : يعني الموضوع غريب كانت عندي عملية اليوم و انلغت بس عشان العشاء الفجائي ذا
ثم اكملت بتعجب : و ليه فرحانة كذا لذي الدرجة حابتها
اختفت ابتسامة صبا القائلة : لا وين بس الفضول مقطعني اشوف مين لي اسست المنظمة
ثم اضافت بهمس : مدري ليه احس ماتكون اسستها لوحدها
رفعت ملك رأسها تنظر للنافذة لتقول بنفس الهمس : مو وقت ذا الكلام اصلا وصلنا
قال جلال بصوت عال حين افنفتح الباب : ليديز فرست
ابتسمت صبا النازلة قائلة : ثانكيو يا جنتل مان انت
اطلقت ملك ضحكت اظهرت صف اسنانها الرصوصة البيضاء لتقول : صارلك خلل فمخك انت
ابتسمت صبا قائلة و هم يدخلون : من يومي كذا بس ظروف ماتسمح اطلع نفسي الحقيقة
دخلوا القاعة الواسعة و اصوات كعوبهم قد طغت على المكان الذي لم يكن يقل عن فخامتهم
توجهوا تربعتهم الى الطاولة المستديرة التي تتوسط المكان ذات السبع كراسي و موسيقى كلاسيكية يعزفها الرجل الجالس على البيانو في احد زوايا القاعة ...
سحبوا كراسيهم ليجلسوا واحدا تلو الآخر....
ثواني و تقدمت رونا لتسحب كرسيا و تجلس...
مرت دقيقتان و كل واحد منهم مترقب من سيسحب الكرسيان الباقيان...
و فور افتاح الباب ظهرت تلك السيدة بفستان نيلي و شعر اشقر مرفوع....
نزعت نظارتها لياتي احد العمال ويأخذ معطفها ثم تقدمت بإبتسامة تظهر صفا اسنانيها و مع كل خطوة يصدر صوت كعبها الذي يزيد صدمتهم...
وقف الجميع...
فتقدمت امام كرسيها قائلة : السلام العليكم هاذي اول مرة تعرفوني رغم اني اعرف كل واحد فيكم و تحركاته كان قرار جريئ مني اني اظهر نفسي و اتخذناه انا وصاحب الكرسي لي جنبي الي لللأسف غايب اليوم بسبب ظروف
سحبت الكرسي لتجلس قائلة بنبرة هادئة لم تختفي ابتسامتها : انا جوليا ، اتفضلوا
جلس الجميع و لازالت علامات الصدمة تظهر عليهم عدا رونا المبتسمة...
و ملك ذات الابتسامة الجانبية المستهزئة...

[ انـتـ دمتم بود 🖤 ــهـى ]


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-20, 11:15 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

[ البارت الثاني و العشرين ]

في الغابة و قد غطت سماؤها سحب مشبعة بالاحزان الرمادية...
اطلقت دموعا تتسابق لمن سيلمس الارض اولا بعد حبس دام طويلا...
و بسسب الرياح القوية...
تصادمت السحب لتشكل برق ثم رعد...
دوى صوته في الغابة المهجورة...
عاصفة...
كانت سببا في انطلاق الرمح بعشوائية....
ليصيب هدفه دون تفكير...
اصاب لؤلؤة سوداء....
فتشققت وزاد سوادها...
لم تهتم للاغصان المتشابكة التي تخيط بها....
بل هذه الاصابة زادت الاشتباكات تعقيدا...
كيف لرمح ان يشق لؤلؤة و هي من اصلب الاحجار...
هل استغل سوداء التي تزيد هشاشتها...
في نفس الوقت
العاصفة كانت ثقيلة على عصفورة بجناح مكسور...
فكانت تمشي بصعوبة بسبب الرياح....
تتنقل يمنتا و يسرى...
تتحدى الرياح و ترمي بخطواتها الضعيفة...
تظن انها ستفوز و تعتاد...
فتصبح اسطورة العصافير...
و يتحاكى عنها القادمون بزقزقات معجبة...
منبهرة...
"لقد تحدت كل شيء لوحدها بجناح مكسور و جسم ضعيف "
بين تحفيزاتها...
صفعتها الرياح لتقع نحو اليمين...
ثواني و سقط عليها غصن سميك...
حاولت ان تميز الرامي...
ليتضح انه شبح دو ابتسامة مستمتعة...
حاولت ان تسأله عن هويته الا انه اختفى...
لتكمل الاحزان رقصها على انغام الرعود...
الا ان السحب شكلت عبارة كتب فيها
"

أبتسم وكأنك لم تبكي ، حارب وكأنك لم تخسر ، أحب وكأنك لم تجرح ، وعش وكأنه ليس هناك غداً "

.
.

على سرير المستشفى
مرت خمس دقائق على سماعها لصوت ينطق باسمها...
لا تدري اهو وهم...
ام حقيقة مستحيلة....
او المستحيل يتحقق ليزيد المها...
اغمضت عيناها بتعب...
مستسلمة لما سيحدث....
تسمع خطى كعب تتقدم لها...
كرسي ينسحب...
واهيرا نفس صوت يقول : اتصلت عليك و بالصدفة ردوا من المستشفى و قالو انك هنا
هزت رأسها...
اتقول شكرا على الزيارة...
او شكرا على ذرة الاهتمام...
جملة اخرى نطقتها جعلت دموعها تتسابق
حين قالت : قالولي انك صدمتي طفل بالسيارة
فتحت عيناها لترد بصوت مبحوح : ليه جاية !
عقدت جوليا حاجبها : قلتلك اتصلوا عليا و انا
قاطعتها لتين : انت السبب عارفة !
لم يأتها جواب
لتكمل : بسببك ممكن اصير قاتلة
ردت عليها الاخرى : بتكلم مع اهل الطفل بيتنازلوا
اغلقت عيناها ثانية لتسأل بتهكم : عن ايش !؟
جوليا : عن القضية و
قاطعتها قائلة : تقدري تخلي اللحظة لي صدمته فيها تنمسح ، تقدري تتسيني صورة امه و ابوه و هما
سكتت لثواني ثم قالت : خلاص ماابغى منك شيء اذا هذا هو اهتمامك مشكورة بس متأخر
ثم اغمضت عيناها بألم من التهابهما من الدموع...
دقائق و اتاها صوت يقول : كيف علاقتك مع ابوكِ
ابتسمت بتهكم لترد : اسوء منك
تنهدت جوليا ثم وقفت لتهمس : بس مو اسوء من علاقتي معه
اقتربت اكثر من السرير لتضيف : لتين ابتعادي عنك كان افضل
امتلأة عيناها بالدموع قائلة : كان افضل ! يمكن صح ، و ياريت تبقي بعيدة ، قبل شهر كانت اعتبر هاذا الكلام جنون كان اكبر احلامي اني اوصلك
تبعثرت دموعها على وجنتيها لتقول بحدة : انا اول انسانة تكره احلامها ، اكره دخولك لحياتي ، اكره انك حطمتيلي امل وحيد يلي كنت كل مااحزن يخليني ابتسم خلاص ابعدي عني كل ماتقربي مني تجرحيني اكثر و اكثر
اخذت نفسا لتقول بتعب : ارجعي كأنك ماشفتيني ولا قابلتيني
عضت شفتها لتحبس شهقة خانتها فتتمرد سلسلة اخرى ...
صوت بكاء مبحوح جعل جوليا تبتعد من المكان...
بعد ان طلبت من لجنة التحقيق ان تعود عند هدوئها...
.
.
.
بعد اغماء لم يدم طويلا فكان انتظارها اقوى من هروبها...

واقفة امام غرفة العمليات مرت نصف ساعة...
اختل الزمن بها...
فتحولت الثانية الى دقيقة...
و الدقيقة الى ساعة..
رجفاتها تحسب كل جزء من الثانية يمر...
اما دموعها فأخذت مهمة حساب الدقائق...
لا تدري كيف بإمكانها الوقوف...
هل اقدامها تدعمها...
تشجعها على الوقوف منتظرة لحظة البشرى...
لتستقبلها بصمود تحاول تجربته في الفترة الاخيرة..
تحاول ان تحارب به افكارا ترفع راية الاستسلام...
او اوهاما تخط النهايات قبل نهاياتها...
تنتشر بعقل الانسان لتكبر..
فتتكاثر بوسوسة شيطان...
لتقتل الانسان رغم فرصة العيش..
و تهدر دموعا حزن رغم امل انقلابها لمستقبلة رسالة الفرج..
ما أجمل ان يسكن الامل القلوب المحاربة...
فمع كل اشراقة شمس امل جديد...
اخذت نفسا لتفتح طريقا لشقاتها التي صارت مسموعة فتقدم منها فارس مادا لها قارورة ماء قائلا : شذى اهدي لا تسوين كذا هو ذا فغرفة العمليات
قاطعتها قائلة بهلع : لا مارح اهدى مااقدر خايفة افقد احد ثاني
سندت نفسها على الجدار لتكمل بأنفاس مضطربة : شفت كيف كان الدم يسيل دمه كان فالارض كان كثير انطعن دخلوا السكين و خرجوها
اشارت على نفسها بيد مرتجفة : انا سمعته لما انطعن سمعت السكينة و هي تنغرس سمعتها و هي تخرج سمعت انينه سمعت
قاطعها و يداه مثبتتة لوجهها قائلا : شذى اصحي لسى ماصار شيء ملي تقوليه لا تسبقين الاحداث ليش تشوف لجانب مظلم يمكن اللحين يخرج الدكتور و يقول انه بخير و نرجع البيت مع بعض
سكتت لدقيقتين ثم رفعت انظارها قائلة : صح !؟
هز رأسه بإصرار قائلا : ترى حتى انا ابويا لي داخل ، لو في احتمال واحد بالمئة امو يطل بخير اتمسكي فيه مو قاعدين نتكلم عن شيء مستحيل
جلست على احد الكراسي و هي تحاول التماسك
و تعيش احد اصعب لحظات الحياة و هي الانتظار...
.
.

.
في غرفة مظلمة تستمد نورها الوحيد من شاشة الحاسوب المفتوحة..
وضعت السماعة مرة اخرى و هي تسمع تلك الجملة..
تنهدت لتأخذ هاتفها متصلة على سامي..
رنتان كانت كفيلة برده لتقول بسرعة : صار شيء لابو شذى
عقد حاجباه ليجلس بعد ان كان مستلقيا عل سريره ليرد باستغراب : ايش صار !
خلخلت يدها في شعرها قائلة : مدري لازم نلتقي ، تقدر تجيني البيت
وقف قائلا و هو يأخذ معطفه : ببعتلك لوكيشن تعالي
اخذت [الابتوب ] قائلة : اوك جاية
ثم اغلقت الخط لتنزل بخطوات سريعة نحو سيارتها

تشغلها و تضع سماعة [البلوثوت ] فور اتصالها بأنس
ثواني و رد عليها قائلا : ايش صار !
ردت و عيناها مركزتان على الطريق : مدري اتصل عل ولده وقاله
اخذت نفسا لتقول : هوا هناك فالبيت ؟
عقدت حاجباها بإستغراب حين قال : لا لسى ماجا
سكتت لثواني ثم قالت : مو معقولة واحد دوبه طاعن واحد و لساته يلفلف فالشوارع
انتبهت للمكان الدي اتفقوا عليه لتقول بعجلة : انس بعدين اتصل عليك باي
لتغلق الخط
نزلت متجهة نحو احدى الحدائق الصغيرة
لتجلس على المقعد الذي ينتظرها فيه
ليمد لها بكوب قهوة قأئلا : جيتي فطيارة و لا ايش !
اخذت الكوب لترد : مافيه زحمة الطريق فاضي
ثم اضافت : حسام لسى مراح بيته يعني صارله تقريبا ساعة من طعنه المفروض بالكثير عنده نص ساعة على ما يوصل
شرب من شايه ليقول بتحليل : بما انه اول المشتبهين بهم المفروض يدور على طريقة يبعد الاتهامات بها و احسن طريقة يبين انه كان فالبيت حتى ممكن الناس تشهد معاه
تنهدت لتقول : فيه شيء غريب
ثم اكملت بإستنتاج : يمكن راح مكان ثاني او دبر شيء يبين انه كان مشغول وقتها
هز رأسه قائلا : ايه يمكن
ثم اكمل قائلا : ترى التسجيل لي عندك مارح يفيدنا
عقدت حاجباها بتعجب
ليضيف : يعني عند الشرطة ، لانه قانونيا ممنوع
يعتبر تجسس
ابتسمت لترد : و مين قال بنسلمه للشرطة ، نهدده سهلة جدا نقوله عندنا احد نغرفه ممكن يقبلون التسجيل او حتى يعرف لاي مرحلة اقدر اتمادى
ثواني و اختفت ابتسامتها لتكمل : بس اذا بلغ عنا بتهمة تهديد
قاطعها بإبتسامة : حسب تصرفاته ذي مو انسان يروح يبلغ عنا
هزت رأسها بالايجاب لترسم ابتسامة اخرى و تردف و هي تمد يدها : ورانا قضية نحقق فيها قصدي نجمع ادلة ، معايا !؟
مد يدها ليصافحها بنفس الابتسامة قائلا : معاك حضرة المحققة اليزا
رفعت اليزا كوب القهوة قائلة : شكرا
هز رأسه قائلا : فكرت انه لازم شيء يفتح مخنا شويا
ثوانب و التفتت له قائلة : عندك رقمها !
التفت بإستغراب : مين ؟
اخرجت هاتفها و هي تقول : مين يعني مثلا ، اكيد شذى
هز رأسه قائلا : ماعندي
لتلتفت له بنظرة تكذيب ليرد : و الله من جد مدري اذا غيرته و لالا
اليزا : طيب ماورانا شيء نجرب
اخرج الآخر هاتفه ليبحث عن اسمها ثم اعطاه لها قائلا : ماعندي رصيد
اخذت لترد بتكذيب : ايه صح مطفر لذي الدرجة

ثن اضافت : بعدين شوضع القلب ذا مو على اساس انفصلتوا
رشف من شايه قائلا : ترى ايديك لي مفروض تشتغل مو فمك
تجاهلته و نفس الابتسامة على ثغرها لتضع هاتفها على اذنها تنتظر الرد
اما في الجهة الاخرى فكانت جالسة على احد المقاعد و تراقب المكان بعينان ارهقتهما الدموع..
انتبهت لهاتفها الذي يرن برقم غريب تأملته لتضع الهاتف جانبا ليست في مزاج يسمح لها بالرد على احد..
تنهدت و هي تسمع يرن للمرة الثانية و من نفس الرقم لترد
عقدت حاجباها بإستغراب و هي تسمع صوتا انثوي متسائل : شذى صح !
شذى : ايوة مين معاي ؟
شتت اليزا انظارها بتفكير لتقول : أ أ مدري اذا تتذكريني بس قد جيتك البيت و سألتك عن هديل
قاطعتها شذى بملل : خلاص عرفتك ايش تبين ؟
سكتت لثواني و تلقي نظرة على الجالس بجانبها ليشير لها بإستغراب عن سبب نظراتها
زادت ابتسامتها لتكمل : سمعت عن لي صار فأبوكِ
تنهدت شذى لتقول : من وين عرفتي
عضت الاخرى شفتها بتورط لتكمل بعد سكوت دام ثواني قائلة : سهام جارتك قالتلي ، هي صاحبتي
ثم اضافت بتساؤل : كيف ابوكٍ اللحين ، انشاء الله كويس
انزلت شذى انظارها لترد بصوت تخلله حزن : لسى فغرفة العمليات يقواون ان الجرح عميق
وضعت اليزا كوبها على المقعد لترد بتعاطف : ياروحي انشاء يطلع بالسلامه
اتاها صوت الاخرى : انشاء الله
ثم اخذت اليزا نفسا لتردف : ماابغى اطول عليك
ممكن تبعتلي لوكيشين المستشفى
سكتت شذى ثم فالت : طيب ببعته لك
ابتسمت اليزا لتودعها قائلة : يلا نلتقي بعدين
ثم اغلقت الخط لتلتفت للاخر بإبتسامة قائلة : ايش بك ؟
رفع حاجباه بتعجب قائلا : و الله مرات تبهريني بذكاءك
زادت ابتسامتها لتقول : ثانكس
هز رأسه ليلتفت لها ثانية ثم اضاف : بس عندي سؤال بسيط يا الذكية ؟
التفتت له بإستغراب ليكمل : بأي صفة بروح ؟
هزت كتفاها لتقول : زميلها فالجامعة بسيطة
ظهرت نظرة تهكم على الاخر ليقول بتعجب : آ صح كيف مافكرت فيها ايش الفكرة العبقرية ذي ، بالله ايش الزميل ذا لي رايح لها بالليل
اختفت انبسامتها لتقول بعبوس : و الله انا عطيتك حل ! اذا ماعجبك لا تجي و انتظر حتى تلتقون بالجامعة
اشار بالرفض ليقول : لا اليوم
سكتت و انظارها بجول بالمكان تبحث عن فكرة...
جحظت عيناها و رافقتهم ابتسامة مفاجئة لتقول بحماس : لقيتها ! ، نلبسك لبس دكتور و تدخل عندها
التفت لها بإعجاب ليقول : فكرة حلوة !
ثم ارجع انظاره للامام قائلا : بس مارح اسويها
ظهر الاحباط عليها لتقول : لييه ؟
هز كتفها الايمن قائلا : مشوار على ما نسويها ، و مالها داعي
مطت شفتها لتقول : طيب بتكون بودي قرد حقي
اطلق ضحكة متهكمة ليقول : ههههه ليش انتِ محتاجة بودي قارد ؟
زفرت بملل لتقول : طيب سواق ؟
وقف ليقول : بالله خلي افكارك لنفسك ، و تعالي نروح ، قولي اني اخوكِ سهلة و انت صديقتها او تعرفين سهام ذي
تبعتته لتقول : ايش الافكار التقليدية السخيفة ذي ، ابغى شيء حماس عشان تلتقي بحبيبتك
التفت لها
لتقول بإبتسامة : السابقة حبيبتك السابقتك
ركبوا السيارته لتخرج الهاتفه موضحة الموقع الذي لم يكن يبعد كثيرا.
.
.
.
في بيت فخم ذو طابقين و في الطابق الثاني تحديدا غرفة ملك كانت جالسة على تسريحتها و صبا تشاركها الغرفة
صبا: و ربي اللحين مو قادرة استوعب كيف جوليا هي الرئيسة مستحيل تكون اسستها لوحدها
ابتسمت ملك قائلة و هي تنزع اقراطها : اسستها مع رون و العضو لي كان غايب واضحة
ثم اضافت بتهكم بعد ان رفعت انظارها للمرآة التي تظهر صبا الجالسة على الاريكة وراءها : لا يكون كنت تظنين رون هي الرئيسة كان واضح انه موجود احد فالظل
هزت صبا رأسها لتقول : صح ، بس احسه بيصعب اللحين على ثلاثة
زفرت الاخرى لتقول : خلينا نقول يطول اكثر من انه يصعب
ثم التفتت بإبتسامتها المزينة بأحمر شفاه فاقع : و يمكن جا الوقت عشان نبدا نتحرك
شاركتها صبا الإبتسامة قائلة انا اقول : نبدء بجوليا احسها بتكون اسهل بما انها مديرة مستشفى معروف اكيد الاغلب يعرف معلومات عنها
سندت ملك جسدها على ظهر الكرسي لتقول : بس اكيد مارح نلف على الناس و نحقق معاهم
وقفت صبا متجهة نحو ملك لتطبع قبلة على خدها قائلة : خليها عليا ذي
زادت ابتسامة ملك التي ردت بالموافقة ثم قالت : انا بتصل بفيصل اقوله و انت اتصلي على جلال
عادة صبا خطوتان اتدخل الغرفة قائلة : ليش مو انت تتصلي على جلال و انا على فيصل
جحظت عينا ملك بتحذير : صبا
اطلقت الاخرى ضحكة و هي متجهة الى غرفتها
لتقف ملك متجهة لتأخذ هاتفها : واو طلعتي انت ! ، بس ايش لي خلاك تظهري فذا الوقت
ضغطت على رقم فيصل الذي لم يرد فبعتت له رسالة تطلب مقابلته فيها
.
.
.
جالسة على السرير تراقب السماء السوداء من النافذة..
متسائلة بتهكم..
من طلب منك ان تعكسي نظرتي ايتها السماء ...
الم تكتفي بزرقتك الهادئة ....
ايها القمر هل مللت من رأيت هذه الفتاة فإختفيت...
اتنتظر تغيرها لتعود...؟
اياليتك خصصت لنا وقتا لوداع ابدي..
وقفت متقدمة اكثر حتى التصقت بالنافذة...
ظهرت إبتسامة خفيفة مع امالت رأسها نحو اليسار..
لتكمل..
أهذه اخر مرة أراك فيها..
هل نافذه السجن لن تكون بهاذا الوسع..
تبعثرة انظارها الباحثة عن القمر المختفي..
آسفة...
هل يمكنك اعطائي فرصة اخرى...
هل يمكن ان تكون مؤنسي في تلك البقعة...
خرجت تنهيدة منها تلتها دمعة مسحتها قبل تسارعها..
اخذت حقيبتها لتخرج...
و اغلقت الباب وراءها لتمشي بخطوات لا مبالية..
دخلت المصعد...
ثواني و اذ بيد تمتد لتفتح الباب...
ابعدت انظارها حين لمحت...
الرجل التعب الذي دخل..
ارتجفت اطرافها...
هل تعتذر..
هل تعرف عن نفسها التي يرقد ابنه بسببها..
في كل الاحوال ستظهر حقيقتها..
لا تدري كيف جعلت المسماة بأمها لجنة التحقيق تتراجع..
لكن تدري ان بعد طقوس الوداع ستسلم نفسها معترفة بذنبها..
سمعت تنهيدته...
اغمضت عيناها بتعب..
ايمكن ان يكون الم اكبر من هذا..
هل الضمير متعب لهذه الدرجة..
لدرجة تجعل الانسان يحقد على نفسه..
هل هو شخص نقي يسكن بداخلنا..
لا يجيد النصح...
بل يطعن بلوم يمزق الروح لأشلاء...
و هل روحها قابلة للتمزيق الى الان...!
خرجت من المصعد رافعة رأسها و انظارها ثابتة..
ليس بصمود..
بل طريقة لحبس الدموع عطفا لعيناها المحمر اسفلها...
تتجول بين الشوارع..
انظارها تتفحص المارين...
و كأنها تستكشف عيناة المجتمع..
ما أجمل هذه العائلة...
و ما الطف هاؤلاء الاصحاب..
مدت بنقود لمتسول...
فهي لا تحتاجها...
ستوزع ما في محفظتها هذه الليلة....
اكملت مشيها نحو الشاطئ...
ثقلت خطاها بسبب الرمل...
فجلست مغمضة عيناها..
و استنشقت هواءه..
كم يختلف شعورها عن آخر مرة استشقته فيها..
كانت تظن انه أحد آخر ايام روحها...
انها لن تتحمل تعب اكثر...
يومها ارتسمت ابتسامة رغم كل شيء..
و ها هي تفقدها الآن...
تقدمت نحوه لتمد يدها نحو الماء رفعته لتسكبه ثانية..
هل تعرف اي شوق سيكتب في حكايتنا..
شوق مثل مُلوحَتك..
في حكاية كصافائك..
اتحتفظ بالسر..؟
اانت وفي بقدر عناصر الطبيعة....!
آمل ذلك و لا اشك بأملي...
أغمضت عيناها مستمعة لصوت موجاته..
هل تعزف احدى معزوفات الوداع...!
تراجعت لتجلس ارضا و اصابعها تتخلخل بين حبيبات الرمل...
التفت بهلع حين سمعت صوتا يقول : اهلا
ارتجفت لتقف قائلة : ابعدي
اقتربت المرأة الثلاثينية الا ان ملامحها المتعبة جعلتها تبدو اكبر لتقول ببراءه : ليش ؟

تراجعت لتين اكثر قائلة : لا تسوين لي شيء والله مو قادرة اتحمل اكثر...
رفعة المرأة ايدها باستسلام قائلة : و الله و الله ماحسويلك شيء اصلا انا ماأذي الناس
هزت لتين رأسها قائلة : كيف اوثق فيك ؟
ابتسمت المرأة بطفولية لتردف : شيء طبيعي مارح توثقين فيني ، دامك ماتعرفيني و الثقة تجي بعد تجربة ، بس برضو لازم ماتوثقين بسرعة مثلا في مقولة تقول قد تتعرض للخداع إذا وثقت أكثر من اللازم، لكنك ستعيش بعذاب إذا لم تثق
بلعت لتين ريقها لتقول ببحة : طيب اوثق فيك و لا لا
رفعت المرأة كتفاها الهزيليتين لتقول : مدري ، انا مأأذي احد بس
اشارت باصبعها قائلة وهي تبعث في حقيبتها المتهرئة الكبيرة التي تحملها : دقيقة انتظري
اخرجت كوبا ورقيا
لتجري بطفولة نحو البحر و تملؤه...
ثم عادت لتبلل الرمل...
و تشكل بكفيها الهزيلتين فاصلا كجدار قصير...
اشارت للتين المستغربة قائلة : اقعدي من ذي الجهة
اتجهت لتين بفضول نحو الجهة اليمنى لتجلس..
بينما جلست الاخرى متربعة من الجهة اليسرى...
ثم اضافت مشيرة للفاصل : هذا جدار بيننا اذا حسيتي انك وثقتي فيني اهدميه ، اتفقنا ؟
مدت يدها الخشنة التي كساها غبار حولها لسوداء..
بعد تردد دام ثواني عانقت يدها يدا ناعمة مزينة بخواتم...
هزت لتين رأسها بإبتسامة كادت ان تظهر : اتفقنا...
ضحكت الاخرى بسعادة لتلتفت نحو البحر قائلة : بس و لا وحدة فينا تلف للثانية نشوف بس البحر
لكن قطعة كلامها بشهقة فاجأت لتين
لتقول : آسفة آسفة آسفة نسيت ما ضيفتك
هزت لتين رأسها مسايرة لها : لا مو مشكلة
فتحت المرأة حقيبتها التي تحمل الكثير و هي تقول : لا لا لا لا لا لا ما يصير احنا رح نسهر مع بعض و انت فمكاني لازم اضيفك بشيء
لم تعلق لتين لتقف الاخرى راكضة نحو البحر تملأ الكوبين الورقيين..
لتأخذ كوبا و تمد للتين المستنكرة الآخر..
فأخذته لتضعه امامها شاكرة..
ثم فتحت الاخرى الحقيبة مرة ثانية لتخرج قطعة خبز و تقسمها لقسمين و مدت للتين بالثاني..
اخذته ووضعته امامها مكررة شكرها..
ثم قالت :ايش اسمك ؟
زادت ابتسامة المرأة لتقول : شعشع الكل يناديني كذا حتى عيال الحارة هم مشاغبين بس طييبين انا احبهم بس اهلهم مايحبوني دايما يقلولهم لا تروحوا لها بتاكلكم ، بس انا ما آكلهم انا احب اقرا الكتب كثير مدري ليه الناس الاغبياء يرمونهم بس انا آخذهم لانه الكتب هذاك مو مكانهم
هزت لتين رأسها لتخفضه و اناملها ترسم على الرمل..
صمت دام لدقائق
لتقول شعشع بغضب و هي تميل برأسها نحو لتين من الاسفل : انت ليه زعلانة و ماتكلميني ، ماعجبتك الجلسة معي خلاص روحي انا ماأحبك بس انا لما شفتك تبكي حبيت اقعد معاك لانه ماعندك صحبات
رفعت لتين رأسها لترد بهدوء : لا عندي
هزت الاخرى رأسها و لازالت انظارهما متجهة للامام قائلة : ما يعتبروا صحباتك دام مارحتي لهم و حكيتيلهم و جيتي البحر
ضمت لتين قدماعا لصدرها هامسة : مو كل شيء لازم ينحكى
سكتت الاخرى لثواني ثم قالت : انت ماتوثقين فالناس ، قد خانك احد او خذلك ؟
تنهدت لتين تقيأت بها كلمات الوجع : و المفروض تكون اقرب الناس ، حتى احلامي و خذلتني
، حتى احلامي مايصير اوثق فيها
اطلقت الاخرى ضحكة دوى صوتها في المكان مما جعل لتين تستنكر فعلتها : هههههههههههههههههههه غمضي عيونك
زفرت لتين لتغمض عيناها بإستسلام
فقامت المرأة بسرعة لتحفر حفرة صغيرة و تبتعد بمسافة بسيطة ثم رفعت صوتها قائلة : افتحي عيونك و تعالي
فتحت الاخرى عيناها لتمشي بضع خطوات للامام..
و في الخامس احست بنزول جعلها تسقط متأوهة
مسحت ركبتها لتهمس : اوف ما شفتها
ثم وقفت متجهة عذه بشعشع لترى ما نهايتها...
ضحكت الاخرى قائلة بإستنكار : ههههههه اقلعي عيونك
تبعثرت ملامح لتين للتعجب قائلة : هاه ؟ ليش ؟
رفعت شعشع حاجباها بطفولة لتقول : عيونك خانتك و خذلتك انت وثقتي فيها و هي ماشافت الحفرة ليه ماتقلعينها..
شتت لتين انظارها قائلة : لانها جزء مني لساتني احتاجها..
مدت الاخرى يدها لتسحب لتين نحو مكانها و تجلس عي في الطرف الآخر قائلة : زي احلامك هي جزء منك ماتقدري تتخلي عنها ، اذا كنت عايشة لازم تحلمين ، و اذا كنت تحلمين يعني انت عايشة
هزت لتين رأسها ثم اضافت : بس مو لازم نعطي فرصة ثانية للثقة زي الناس اذا احد خانك لازم ما اوثق فيه مرة ثانية...
جحظت عينا شعشع بغضب لتقول بحدة : لا تعيدينها لالالالالاالالا لا تقارنين الناس بعيونك او احلامك هاذو من ولدتي و هم معاك هاذو نعمة و الثقة فيهم فطرة لانهم جزء منك
رفعت لتين اعينها لتقول : صح !
ظهرت ابتسامة الاخرى لتقول : انت ليش جيتي هنا بالليل
جالت انظار لتين بالمكان لارد : جيت اودع العالم...العالم قبل ما انسجن
شهقت شعشغ بصدنة قائلة : اوه انت شريرة انت قتلتي
قاطعتها لتين بنفي : لالالا انا ماقتلت احد ماقتلت احد ، بس غلطت و لازم اتعاقب
زفرة الاخرى براحة لتقول : أها ، طيب ليه تودعين العالم بحزن
عقدت لتين بإستغراب من سؤالها : رح اشتاقله طبيعي اني احزن
رمشت شعشع عدة مرات بإستغراب لتقول : انت مشتاقتله اللحين..؟
هزت لتين ىأسها بالنفي قائلة : لا لسى اتكلم عن لما ادخل السجن
ضحكت الاخرى : طيب ليه حزينة اللحين و انت لسى مااشتقتيله ؛ الانسان يحزن لما يشتاق ، ليه ماتخلين الليلة ذي اجمل ليلة وداع ولما تشتاقين بتكون عندك ذكرى سعيدة بتخليك بتبتسمين بقد ما تحزنين
لم ترد لتين
مما جعل شعشع تقوم لتسحبها قائلة : يلا اوه انت ليه تحبي النكد كذا عندك فرصة تفرحي فيها استغليها ، ليه تضيعي يوم و تخليه حزين بإرادتك
وقفت لتين لتتبعها متجهة البحر قائلة : لا مارح ادخل
ابتسمت شعشع قائلة : لا مارح ندخل نتقدم شويا بس
تقدمت لتين خطوتان مع شعشع التي سحبتها فجأة الى الماء لتسقط
شهقت لتين التي أخرجت رأسها و هي ترجع شعرها المببلل نحو الخلف قائلة بغضب : شعشع ليه تسوين كذا اللحين كيف اطلع و ملابسي كذا
تبعتها شعشع بإبتسامة قائلة : عندي لبس مرة حلو لونه وردي.جميييل البسيه فوقها
هزت لتين رأسها بقلة حيلة لتقول : طيب اذا دخل احد وسرق اغراضنا او سوالنا شيء
زادت ابتسامة شعشع قائلة : لا رح يسوولنا شيء هذاك لي واقف هناك يحرسنا هو دايما يدافع عني اذا رح يأذيني احد هاذا من حارتنا انسان مرة طيب
زفرت لتين لتلتفت لشعشع الضاحكة بإستغراب : هههههههههههه شعرك يشبه لوحدة شفتها فذاك الصندوق الغريب لي يطلع صوت و فيه ناس تمشي داخله
عقدت حاجباها لثواني لتطلق ضحكة خفيفة حين استوعبت مقصدها : هههههه قصدك تلفزيون
التفتت لها لها الاخرى قائلة : هاه ؟
اشارت لها لتين بلا شيء و كلما تتذكر وصفها تطلق ضحكة تحاول كتمها
ظهرت ابتسامتها و هي ترى شعش تنظر لها بشكل غريب و عينان ذابلتان و فم مقوس نحو الاسفل ثم قالت : ايش بك؟
ضحكت شعشع القائلة : هههههههههههههه ماعرفتي نفسك هاذي انت !
عقدت لتين حاجباها لتقول بضحكة :هههههههههه الله يهديك ، انا ماسوي كذا
عقدت شعشع حاجباها بإنزعاج لترد : مدري مين يسوي كذا
ثم اكملت و هي تقلد هز لتين رأسها و هي شاردة الذهن
رفغت الاخرى حاجبها لترمي عليها بالماء قائلة : شعشع انا مو كذا
فتحت شعشع عيناها قائلة : انا شعشع اذا عصبت اعصب
ضحكت لتين قائلة : هههههههههههههههه و انا اذا تنرفزت اتنرفز
ناظرتها شعشع بحقد لتقول : طيب
اطلقت لتين ضحكة انقطعت في نصفها حين نزلت شعشع تحت الماء و سحبت رجلها مما جعلها تسقط
ثواني و رفعت لتين نفسها من الماء و قطرات تتسقاط من وجهها المبلل و فتحت عيناها لترى شعشع الهاربة و ضحكتها تصلها لتقول و هي تلحق بها ركضا : انا لتين يصير فيا كذا
وصلتها ضحكت شعشع التي تقول : هههههههههههههه تستاهلين هههههه
رفعت لتين حاجباها بإستنكار لتجري وراءها
الى ان لحقتها و سحبت رجلها فوقعت شعشع أرضا و تبعتها لتين التي استلقت قائلة : تعبت ، اوف كيف تجرين, انت مشاركة باولمبياد!
استلقت شعشع بجانبها قائلة : اوه اعرف الاولمبياد قريت عنها فكتاب هي مسابقة تجمع كل الرياضات و يربحون فيها و
قاطعتها لتين بترجي : بليز مابغى اسمع موسوعة
رفعة شعشع نفسها بشهقة لتقول : انت مثل الغبيين لي مايحبوا الكتب و يرمونهم
هوت لتين رأسها بالرفض قائلة : لا بالعكس مرة احب اقرى الكتب
استلقت شعشع ثانية لتقول : اوه عشان كذا احبك لانك ماترمين الكتب
لاحظت صمت لتين لرفع نفسها و نتظر لها فتجدها شاردة الذهن و ابتسامتها منطفئة..
زفرت بتذمر قائلة : اوه كمان مرة ثانية
التفتت لها لتين متسائلة
لتمد شعشع يدها بخبث و تدغدغها...
تعالت ضحكات لتين الهستيرية و هي تحاول ان تبعد يدي شعشع قائلة : هههههههههههههههههههههه خلاص خلاص يابنت
ابتعدت شعشع قائلة : شايفة كيف خليتك تضحكين لا عاد تكشري كذا ، قومي بوريك شيء
وقفت لتين قائلة و هي تنفض : مارح تخلص مغامراتك ذي الليلة يا
رفعت رأسها لتجد شعشع قد ابتعدت راضعت ابتسمت لتتبعها و هي تراها تخرج كورة من حقيبتها
لتين : ذي شنطة ولا خزانة !
تجاهلتها شعشع لترمي الكرة قائلة : حاولي تاخذيها مني
رفعت لاين حاجباها بتعجب لترد : و تتحديني كمان
جرت وراءها لتين و هي تحاول ان تأخذها فنجحت بالمرة الاولى و ضحكات نصر طغت على المكان
مما جعل شعشع تنزعج فركضت وراءها لكن النصر لها هذه المرة
و اكملوا لعبهم...
من اشياء بسيطة صنعت سعادة...
ربما ليست دائمة...
لكنها سعادة...
اطلقت ضحكات عالية...
قهقهت كأن الغذ لا يوجود...
إ ستبدلت دموعها بدموع ضحك...
.
.
.
شربت من كأس الماء الذي في يدها لتتنهد
مرت ساعة و لم يخرج من غرفة العمليات..
مسحت دمعة نزلت...
ما اصعب الانتظار...
اخذت هاتفها بضجر من رنينه المستمر..
لتطلق تنهيدة أخرى حين رأت اسم مريم ينور الشاشة..
ردت بهدوء لتسمع الاخرى تقول : شذى ايش صار ، ترى بديت اقلق
شتت شذى انظارها لترد : بابا
ثم سكتت محاولة ان تأخذ اكبر قسط من الهواء
ثم اكملت مع تسابق دمعات ظنت انها حبستها : فالمستشفى ، الخسيس هذاك طعنه
شهقة اطلقتها مريم عبرت عن روعها مما سمعته لتقول بتأثر : و كيفه اللحين !
رفعت شذى كتفاها لترد : مدري صارله ساعة فغرفة العمليات مو عارفة ايش العملية ذي لي تطول كذا
وقفت مريم لتقول بقلق : الله يقومه بالسلامة ، و الله نفسي اجيك بس مااقدر اخلي البنات لوحدهم و ماما بتنام اللحين
هزت لتين رأسها لتقول إبتسامة بسيطة ظهرت على شفتيها : مو مشكلة خليك معاهم
مريم : طيب باقول لاثير اللحين
تبعثرت ملامح شذى للخوف لتبلع ريقها قائلة : لا مريم تكفين لا تقوليلها اللحين خلي حتى يطلع من العملية ، انا و مو قادرة اتحمل
نزلت دموعها ثانية لتقول بإرهاق : مريم تعبت ، حاسة مو قادرة اتحمل، صارلي سنين و انا عايشة فشك فجأة طلعلي لي مايتسمى ذا و صرت مااقدر احس ثانية اني فأمان و اللحين واضح انه يبي يقتل بابا يعني انا مارح أرتاح اعيش حياتي و كل ثانية خايفة من انه يصيرله شيء خايفة هذاك الزفت يصير اقذر و يأذي اثير دام حاول يقربلي
امتلأت عينا مريم بدموع من حال صديقتها لتقول بعد تنهيدة : اصبري شذو ، بيفرجها ربي سحابة و تفوت مافيه شيء دائم ، خلي ايمانك قوي الله مارح يخلي عبده يتعذب و لا يكلف الله نفسا الا وسعها
مسحت شذى دموعها.لتقول: انشاء الله
مسحت مريم دمعة سقطت منها لاقول : حبيبتي اذا احتجتي شيء اتصلي عليا او على خلود لا تترددي
ظهرت إبتسامة خفيفة لترد بامتنان : شكرا مريم شكرا على كل شيء
ابتسمت مريم : لترد. : واجب عليا انت صديقتي و متأكدة لو كنت فوضعك كان سويتي نفس الشي ء

ودعوا بعضهم لتغلق شذى الخط و تلتفت
للباب الذي فتح فخرج منه الدكتور لتتجه هي و فارس بعجلة متسائلين عن وضعه
رد الدكتور بإبتسامته : الحمد الله نجحت العملية
توسعت عيناهما و ظهرت إبتساماتهما..
زفرة شذى براحة لتقول : طيب متى بنقدر نشوفه
تنهد الدكتور مما جعل إبتسامتهما تنقص حين قال :
للاسف هو دخل فغيبوبة اللحين و اول 48 ساعة بتكون خطيرة
عقد فارس حاجباه بيسأل : طيب متى بيصحى
رد الدكتور قائلا : يمكن بعد يومين و يمكن شهرين او سنة مانعرف
رشتت شذى انظارها لترجع الى الخلف متجاهلة شرح الدكتور عن حالة والدها...
أخذت انفاسها مبتعدة عن المكان لتمشي بخطوات تعبة نحو حديقة المشفى رفعت جوالها لتعت رسالة لفارس قائلة " ابغى اقعد لوحدي " بعد ان رن هاتفها مرتين
جلست في مكان منعزل لتنزل دموعها...
لاتدري...
هل تفرح بمناسبة نجاة والدها...
او بسبب جهلها لوقت استيقاظه...
رفعت أنظارها حين سمعت صوتا انثويا يقول : سلام
فتحت فاهها لترد الا ان صدمة الجمتها عن الكلام...
تحركت انظارها لوراء البنت...
لتتسارع دقات قلبها...
لا تريده الآن...
لا تستطيع تحمل ألم آخر ...
ضحكت بتهكم لتقول : ههه و عليكم السلام
جلست اليزا و سامي مقابلان لها..
تأمل ملامحها المرهقة...
رغم ان عيناها لازالاتا ذات لون عسلي مميز ببريقه...
الا انه ينافس القهوة في مرارتها...
رموشها كجنود تصوب سيوفها نحوه تساند نظراتها الغريبة....
هل تغيرت لهذه الدرجة...
لدرجة ان يجهل نظراتها...
بعد ان حفظ قاموسها...
هل كتبت كتابا آخر في غيابه سطرت فيه عبارات جديدة...
شتت انظاره ليقول بصوت هادئ : كيفك ؟
و لازالت نظارته مغناطيسها...
شتت انظارها هي الآخرى...
هل للشوق ان يكون وحش....
ليختار اوقات ضعف لحشر نفسه..
او ملاكا...
يدق القلب بإبتسامة حاملا ذكريات جميلة...
هل هي ملكة كسر القواعد...
كيف للشوق ان يحظر و هي أمام المشتاق اليه...
ها هو يسألها عن حالها...!
عن أي حال سترد...
عن قلبها المدموم...
و عن رماد روحها...
او حطام عقلها...
الا يعرف ان نار تشب كل يوم...
بلعت ريقها لتقول بصوت مبحوح : مدري ، بس الحمد الله
ابتسامة خفيفة ظهرت عليه..
يالا غموضك...!
هل غيابي تلاه اكوام ضباب حجب رؤية داخلك ...
قطعه صوت اليزا القائل : انتو تعرفوا بعض !
عقد سامي حاجباه من سؤالها الغريب..
لتقول شذى : ايوة احنا نعرف بعض من الجامعة ، انا لي استغربت كيف تعرفوة بعض
ابتسمت اليزا لتقول : نعرف بعض من سنة او سنتين تقريبا و اظن انها تكفي عشان نكون قريبين من بعض بس غريبة و لما مرة حكاني عنك
رفعت شذى حاجبها بإنزعاج منها لتقول : و ليش يكلمك عني ، مو ممكن انه يحكيك عن كل لي فالجامعة
زادت ابتسامة اليزا القائلة : إيه صح هو يحكيني بس عن المميزين
رفع حاجبه بتعجب ليشد على يدها كي توقف ايا ما تفكر فيه...
في حين شدت اليزا على يده اكثر...
لترفع شذى حاجباها بإنزعاج...
حقا بدأت تستفزها...
رسمت تبتسامة جانبية اظهرت غمازتها اليسرى لتقول : و انا ايش لي فعلاقتكم و عن ايش يحكيكِ و من متى تعرفوا بعض..
فتحت اليزا فمها لترد الا ان رنين جوالها أوقفا لترى الشاشة ثم قالت و هي تقف : سوري
التفوا لها و هي تبتعد..
ليقول سامي : كيفه ابوكِ
تنهدت لتقول : مدري هو اللحين فالعناية المشددة مدري متى يصحى
ابتسم ليقول : رح يصحى فأقرب وقت انشاء الله
اطلقت شحكة متهكمة لتقول :هههه ايش دراك انت !
سند نفسه على الكرسي ليقول : ايش خسارنة اذا صدقتي ذا الشيء و تمسكتي فيه و ماضيعتي ايام من حياتك و انت حزينة
عقدت حاجباها بإنزعاج من جملته لترد : ترى حزني مش تضيبع وقت
تحركت انظاره ليعينيها ليقول : اذا شفتيه يغير شيء فمن حقك
سكتت لتقول بهدوء : مارح يغير شيء..
تقدم من الطاولة ليسند نفسه قائلا : شايفة كيف ، انت تبيه لما يصحى يشوف مدمرة !
حركت رأسها بالنفي...
ليكمل بإبتسامة : طيب كوني قوية زي ماعرفتك دايما
ذتت انظارها بإرتباك لتقول : سنتين غيرت فيني
هز كتفاه ليقول بنفس الابتسامة : طبيعي الانسان يتغير ، ترى حتى الجوال بعد كل فترة يجيك اوبديت
رفعت حاجبها لتقول : هذيك الناس الطبيعية لي تسوي اوبديت اعرف ناس الله يصلحها فاهمة الموضوع غلط ، تغير الجوال على طول...
عقد حاجباه بإستغراب من دخولها للموضوع العجيب
ليقول : طيب انا احب اغير الجوال مارح اقعد بواحد طول عمري
مطت شفتها لتقول : ماقلنا شيء ، بس انا كنت اعرفك اربع سنين غيرت فيها خمس جوالات مع هاذ السنتين يعني يمكن تكون غيرته مرتين و الله سبع جوالات فست سنين موطبيعي ، ليتك تغير سيارتك زي ماتغير جوالاتك
اطلق ضحكة خفيفية ليقول : عارفة من كثر ماتعلقي على سيارتي صرت اشك انك تببن تشترينها..
زفرة بتملل : لا مو ناقصة ، اعلق عشان انت خلقه ماتعرف تمشي تحت المية و ثمانين و فوق كذا السيارة سريعة
يعني يجي يوم و تسوي حادث و تزيد رقم لحوادث المرور او تأذي شخص و لا شجرة و لا عمود
اطلق ضحكة : ههههههههه ذا لي مزعجك
لترفع حاجباها قائلة : مو مزعجني بس قائمة حوادث المرور مو ناقصة رقم جديد
ابتسم بتهكم ليقول : ايوة صح !
ثم التفت اليزا حين اطلقت ضحكة ليقول : و بعدين تقول عن ضحكتي فضيحة
رفع صوته قائلا : اليزا اخلصي مو وقته
ابتسمت لتقول : باي سيلا بعدين اتصل عليك
لتتقدم و تجلس مكانها قائلة : سوري نسيتكم
ازاحت شذى بوجهها عنها قائلة بهمس : ليتك نسيتينا اكثر
تحولت كلامح اليزا للجدية لتقول : ندخل الموضوع لي جيت عشانه
عقدت شذى حاجباها بإستغراب
ليضيف سامي : حسام هو لي طعن ابوكٍ
رمشت ثلاث مرات متتالية لتقول بدهشة : كيف عرفت
ابتسمت اليزا لتتقدم من الطاولة قائلة بصوت خافت : انا اتنصت على اتصالاته و من الجملة لي قالها خاصة اني اعرف كل شيء قدرت استنتج انه أذاه و عندي التسجيل
زفر سامي ليكمل : بس مانقدر نعطيه للشرطة يعني بيكون كتهديد او شيء يخليه بعيد عنكم
تبعثرت ملامح شذى للصدمة لتقول : طيب و بعدين !
ابتسمت اليزا لتقول : صح بيخليه بعيد عنكم بس احنا نبيه ينسجن فلازم نلقى دليل و ادلة قوية ، تقدري تساعدينا !؟
تأملت إبتسامتهما...
لاتنكر ان حقد يحفر داخلها من ذلك المسمى بحسام..
لكن...
زفرت بضيق لتقول : بفكر
سند سامي نفسه على الطاولة ليقول بإصرار : توثقي فيني
شتت انظارها لتهز راسها بالايجاب
ليقول بنفس الاصرار : بيدخل السجن
رفعت انظارها لتلك الجالسة بجانبه..
لاتريد ان تراها معه دائما...
وقفت لتقول له : تعال دقيقة..
ليبتعدوا عن الطاولة لترفع اليزا حاجباها بإستنكار من تصرفها...
فور ابعادهم..
قالت شذى : مين ذي يعني ايش علاقتك فيها
عقد حاجباه بتعجب ليقول : اختي
اطلقت ضحكة متهكمة لتقول : هههههههههههه اها ولدت قبل اسبوع مبروك
ابتسم قائلا : من جدي باتكلم
رفعت حاجبها : بس عمرك ماقلتلي عنها
شتت انظاره قائلا : اختي من امي
هزت رأسها لتقول و هم راجعين : سألتك بس عشان ماابغى اكون مع وحدة مااعرف ايش تطلع
ابتسم بتهكم ليقول : عارف
جلست قائلة بإبتسامة : انا معاكم موافقة
ابتسمت اليزا بفرح قائلة : اوه حلو صدقيني ذا الصح
ثم تنهدت قائلة : سوري انشغلت بالجوال و كذا ماسألتك عن ابوك كيفه !
اختفتت ابتسامة شذى القائلة : هو اللحين العناية المركزة مدري متى يصحى
مدت اليزا كفها لتشد عل كف شذى قائلة : الله يقوم بالسلامة
ابتسمت شذى قائلة : آمين
سكتت اليزا لثواني ثم قالت : بالمناسبة انا اليزا اذا متعرفي اسمي
شذى : تشرفنا
ردت اليزا : و انا اكثر ، يلا احنا بنروح اذا احتجتي اي شيء اتصلي عليا رقمي عندك
هزت شذى رأسها قائلة : طيب ، شكرا
ثم اضاف سامي و هو يقف : صح اني اغير جوالي كثير بس رقمي مااغيره
رمشت شذى بضع مرات لتقول بإبتسامة مرتبكة : اوك
ليقول لها مبتعدا : يلا باي
و اليزا التي ترتدي معطفها اضافت : باي شذى سي يو
لتذهب مع سامي الى سيارته
رفعت شذى هاتفها الذي رن برسالة من فارس قائلا انه خرج من المشفى
لترفع حاجباها بتعجب من اهماله لتبعث له
" و انا كيف اروح البيت "
ثواني و رد
" اذا جيتي رايحة اتصلي عليا آخذك"
قرأت الرسالة لتضع هاتفها في حقيبتها لتدخل المستشفى متجهة الى ابيها
اما في سيارة سامي
ركب قائلا : ممكن افهم ايش العبط لي سويتيه
عقدت حاجباها لتقول : ايش سويت
رفع حاجباه : ايش سويتي !
ابتسمت فور تذكرها لترد : آه ، عشان اشوفها اذا لسى تحبك
حرك المقود ليقول : أحد طلب مساعدتك
ابتسمت بإستفزاز قائلة : انا احب اصلح بين الناس عشان يكون مجتمع كله سلام و أمان
و دون ان يحرك نظره من الطريق رد : اجل ليتك موفرة صلحك لك
مطت شفتها قائلة : ذا جزاتي ، اصلا عرفت انها لسى تحبك
سكت لثواني لتبتسم بحلم وهي تنتظر اجابته...
لكن سرعان ما إختفت
حين قال ببرود : طيب
لتعقد حاجباها بإنزعاج : ايش الرد دا
رفع حاجبه ليقول : كأنه جوالك مارن كثير اليوم
ردت اليزا و هي تأخذ شايها : الا اتصلت عليا سيلا بس عشان حضرتك قطعت علبا فنص الهرجة قفلت
ابتسم ليلتفت لها قائلا : طيب اتصلي على سيلا ذي اللحين و كملي هرجتك معاها احسن
رفعت حاجباها لتقول : كانك تصرفني
زادت ابتسامته ليرد دون ان يلف لها : نوعا ما
عقدت وجخت انظترها للأمام بإنزعاج : شكرا
شرب من شايه قائلا و يده اليسرى على المقود : العفو ماسويت شيء
وضعت قهوة بعصبية خفيفة قائلة : ماابغى قهوتك باردة ذي ، اصلا انا الغلطانة لاني حبيت اصلح بينكم
اطلق ضحكة : هههههههههه بس ماحد طلب منك
رفعت القهوة مرة اخرى لترتشف منها قالة : مارح اتناقش معاك
اطلق ضحكة أخرى قائلا : ههههههههههه شكلها القهوة الباردة عاجبتك

انتبهت لتضعها مرة ثانية بإنزعاج من ضحكته المستفزة
عم صمت لدقائق
لتهمس قائلة : جعت
ثم التفتت له لتردف : عندك شيء ينوكل
زادت إبتسامته ليقول : مو دوبك كنتي مكشرة و قالبة خلقتك
تنهدت لتقول : بطني ماله دخل ، قولي عندك و لالا
ضحك قائلا : هههههه افتحي الدرج لي قدامك تلقي سنيكرز خذيها
جحظت عيناها لتقول بنبرة فرحة : ياه عنجد ، مرة شكرا
اخذتها لتقول و هي تقضم : آه انقذتني ، خلاص انا مو زعلانة اللحين
رفع حاجباه قائلا : يعني رضيتي
هزت رأسها
الا ثواني و قالت : أوه كشفتلك عن نقطة ضعفي اللحين
التفت لها قائلا : شايفة كيف
فمطت شفتها لتردف : ماشي المرة الجاية حنتبه
عم صمت لثواني لتقول : لما رحت انا ايش تكلمتوا
ابتسم ليقول : عن الجوالات
عقد حاجباها بإستغراب لترد : هاه جوالات ! ، المفروض اتوقع حتى ممكن المرة الجاية القاكم تتكلمون عن اسعار الغنم و الابل
رفع كتفاه ليقول : عادي ايش فيها
تبعثرت ملامحها للدهشة لتقول : مو طبعيين و ربي
ضحك قائلا : ايش تبيني القي عليها شعر مثلا
عقدت حاجباها ثم قالة : لالالا بليز خليكم على الجوالات احسن
ركن السيارة امام بيتها ليقول : شايفة كيف يلا انزلي
اخذت حقيبتها ليقول : قهوتك
عقدت حاجباها و ردت : يع مابغاها باردة
ثم قال و هو يراها تفتح الباب : ما تعرفي شيء اسمه ايس كوفيه
نزلت و هي تقول : مو نفس الشيء يا متخلف
رفع حاجباه بنفس الابتسامة قائلا : عالاقل كان خليتي لي شيفرت جوالك عالاقل اعرف حاجات عنك أكثر
التفتت له لتكلمه من النافذة الفتوحة : هاه !
اخذ الهاتف ليمده لها قائلا : جوالك نسيتيه هنا يا هبلة
أخذت لتقول : شكرا يلا باي قود نايت
ابتسم ليقول : قود نايت
ثم التفتت للامام ليتثاوب متجها الى البيت
انتبه لسرعته ليخففها حين تذكره لكلامها...
فإعتلته ابتسامة بسيطة...
تظن انها تغيرت...
لا تدري انه أحبها بجميع النسخ...
ست سنوات مأخوذة منهم سنتان شوق...
الا انها لازالت صاحبة السبعة عشر سنة التي كان يلتقي بها في النادي الرياضي ، ثم معهد الموسيقى...
صداقة تلاها حب...
هل يمكن للحب المراهق ان يستمر ...!
لاحظ وصوله البيت ليركن سيارته و ينزل....
صعد الدرج ليفتح الباب...
و رفع صوته فور دخوله مناديا : لؤي لؤي فينك
نزل لؤي بسرعة قائلا : اسكت يالفضيحة ابوك نايم
عقد سامي حاجباه قائلة : اوه رجع
اكمل لؤي نزوله قائلا : لا هو نايم هنا بس لسى فلندن
تجوزه سامي قائلا : تدري انك سامج
رفع لؤي حاجبه قائلا : على فكرة ترى سؤالك الغبي يتطلب ذا الجواب
تثاوب سامي قائلا : يلا تصبح على خير رايح انام و ماله داعي تجي تزعجني عالصبح
ابتسم لؤي الذي يتبعه قائلا باسلوب طفولي : يلا يلا حبيبي روح نام بكرى لازم تصحى بدري
التفت له سامؤ قائلا : عارف ليتك قعدت مسافر احسن
رفع لؤي حاجبه قائلة : متأكد
فهز الاخر رأسه بالايجاب : امممم
ظهرت ابتسامة على لؤي القائل : بكرى بتندم يا قميل
تثاوب سامي قائلا : لا تكون واثق من نفسك كثير
ثم فتح باب غرفته ليغير لبسه و القى نفسه على السرير دقائق و غط في نوم عميق
.
.
.
مرت ساعات على ضحكهم....
ركضهم...
صرخاتهم....
ليلة متقصمة دور النهار...
بضجيجه..
و نشاطه...
ارتمت هلى الرمل...
لا تدري متى آخر مرة ضحكت فيها بهذا القدر...
كم هو مفيد الضحك كأن الغد لا وجود له...
رغم معرفتها لقساوة ماسيحدث بعد ساعات...
انتبهت لشعشع التي ارتمت بجانبها قائلة : رح تنامي !
ابتسمت لتين لترد : لا وين الشمس و بدت تشرق
شعشع : حلوة السماء
تأملت لتين الافق
لتبتسم قائلة : ايي خاصة فذا الوقت
اختفت ابتسامة شعشع لتقول : انا مااحب ذا الوقت
ضحكت لتين قائلة : وي ليش هههههههه
لكن انتبهت لشرود الاخرى
التي سرعان ماقالت لها : عندك ام !
تنهدت لتين قائلة : تركتني
لم تبعد الاخرى انظارها عن السماء قائلة : و انا تركتها ، هي حبتني
ابتسمت لتين نصف ابتسامة قائلة : و انا ماحبتني
امتلأت عينا شعشع بالدموع لتقول : بعدين كرهتني ، قالوا عني مجنونة و انا اعقل منهم
نزلت دمعة من لتين لتكمل : و قالوا عني عاقلة و انا اجنهم
مسحت شعشع دمعتها لتقول : انا ماكنت ابغاها بس اللحين ايبغى ماما تجي
نزلت دمعة اخرى من لتين القائلة : انا كنت ابغاها اكثر من اي شيء بس اللحين ماابغاها اكتشفت انو عذابي فقربها
تنهدت شعشع لترسم ابتسامة بسيجة قائلة : كنت فالشارع بس صرت اعيش فبيت دافي
اغمضت لتين عيناها لتقول : و انا عشت فقصر بارد و اللحين اعيش فبيت لما اتكلم يرجعلي صداي
سكتت شعشع لثواني لتقول : اطفال الحارة يقولوا عني مجنونة حتى ماما
اخذت لتين نفسا لتقول : كلنا مجانين بس جنون يطلع لما تناديه الظروف
فتحت عيناها لتقول : شعشع انتي اعقل انسانة قابلتها فحياتي انتي لي عرفتي ترجعيني من الحافة
عقدت شعشع حاجباها لترفع نفسها قائلة : اي حافة..
ردت لتين : الهاوية
لتتساءل مرة اخرى : اي هاوية
فرفعت لتين جسمها قائلة : اذا قلت انكسار فانا انكسرت مية مرة و اذا بقول الانهيار فانا انهرت مليون مرة خليني اقول الاستسلام
هزت شعشع رأسها قائلة : اها
ثم اطلقت شهقة جعلت لتين تلتفت بهلع لتقول : ايش فيه
لكن لم تكمل جملتها حتى رأت شعشع تذهب راكضة الى حقيبتها التي تشك انها خزانة
ثم رجعت و هي تمد بعلبة الجبن قائلة : طلع الصباح و لسى مافطرنا خذي
اخذت لتين مثلث الجبن قائلة : وي لا يكون انتهت صلاحيته ، يعني فاسد
وضعت شعشع الجبن في فمها قائلة بإبتسامة واسعة : لا مو فاسد اعطاني ياه الصباح صاحب بقالة حارتنا هو عجوز مرة طيب دايما يجيبلي اكل و حلويات و حاجات لذيذة
زادت ابتسامة لتين لتقول : ترى حمستيني اجي حارتك
توسعت عينا الاخرى قائلة بحماس : اي اي تعالي تعالي اليوم
ابتسمت لتين بهدوء : مااقدر
عقدت شعشع حاجباها بانزعاج قائلة : لا تعالي تعالي تعالي
تنهدت لتين لتمد يدها و تمسك بكف الاخرى قائلة بإبتسامة حزينة : وعد لما اطلع من السجن هو اول مكان اجيه
ذبلت ملامح شعشع القائلة : اي صح ، طيب تعالي معايا و اهربي انت مرة طيبة ماتاذي احد
وقفت لتين قائلة : بس اذيت شخص هو اللحين فالمستشفى بسبي لازم اتعاقب
ثم اضافت بإبتسامة : مو احنا صرنا نوثق فبعض و حكينا عن نفسنا يلا نروح نهدم هذاك لي بنيتيه
ابتسمت شعشع لتقف متجهة نحوه لتركله بضحك
و ركلة اخرى اتت من لتين ممزوجة بصوت ضحكتها

ليكملوا استمتاعهم مع بعض..
.
.
.
بدأ الصباح بالحلول..
على صوت اليزا التي تغني اغنية
"I am mess "
و هي تختار لبسها
لتتوقف على قميص وردي فاقع و جينز لبست كعبها الاسود ثم وضعت احمر شفاه وردي فاتح و [ ماسكرة ] ثم مررت يدها على شعرها الاشقر ذو تموجات خفيفة الذي يصل لنهاية رقبها
لترسل قبلة على الهواء و هي تتأمل شكلها قائلة : اموت انا من الجمال
رفعت معصمها لترى الساعة التي تشير للثامنة صباحا...
لتأخذ حقيبتها و هاتفها متوجهة نحو سيارتها الحمراء لتركب..
تنهدت لتقول و هي ترى احد السائقين يمر بجانبها لتنزل النافذة منادية : اسمع
التفتت لها لترفع حاجبها قائلة : لا تقول لماما انك البارح رحت تجيب سيارتي
هز رأسها...
لتلتفت الى الامام خارجة من حديقة بيتهم...
ابتسمت حين تذكرت انس لتأخذ سماعة البلوثوت و تضعها في اذنها ثم اتصلت عليه...
بعد رنتين رد لتقول بإبتسامة واسعة : صبح الصباح على صوت صباح و الشمس جت على صوت شادية
اتاها صوته الناعس : ايش الروقان ذا
توقفت عند الاشارة المرور
لتقول : ايي كنت نايم !؟
تثاوب و قال : زي الناس الطبيعية شايفة الساعة كم !
رفعت معصمها ثم اردفت : قصدك زي الناس الكسولة يلا صحصح ببعتلك لوكيشن نفطر مع بعض
عقد حاجباه قائلا : هاه !
اعادت و هي تلف المقود الى اليمين قائلة : نفطر مع بعض ببعتلك لوكيشن المطعم
حط شعره قائلا و عيناه نصف مفتوحة : كيف ؟
اطلقت ضحكة ثم ردت : هههههههههههه لا انت الاستعاب عندك صفر بالله كمل نومتك بعدين ببعتلك
ثم اغلقت الخط
مرت عشرة دقائق
رن هاتفها لترد
اتاها صوته القائل : ابعتي ابعتي هو انت خليتي فيها نومة
رفعت حاجبها بثقة و ابتسامة ارتسمت على وجهها قائلة : سحرتك بصوتي صح
نهض من سريره قائلا و هو يقول بتهكم: ايي مرة ، حتى ماقدر يطلع من بالي
فمهت تهكمه لتقول : شوف لا تنكر انو صوتي حلو
غسل وجهه ثم قال : يعني مش بطال يمشي الحال
عقدت حاجباها لتقول بإبتسامة : انت تقول كذا بس عشان ماتمدحني يعني صوتي رائع ، ساحر ، ياخذ العقل
اخذ لبسه المعلق على النافذة ليدخل الغرفة قائلا : لا والله مرة واثقة يعني ، اوك حلو بس مو ساحر
رفعت حاجبها لتقول : عادي مااحتاج رايك اصلا الكل يقول عن صوتي يجنن
ابتسم و هو مستمتع بإستفزازها : يا شيخة يسلكولك
رفعت حاجبها لتقول : لا انت لي رافع خشمك و مسوي ماتبى تمدحني
زادت ابتسامته قائلا : طيب مو انا بقول الصراحة تبيني اكذب عليك

ردت اليزا بإنزعاج : ايوة ، ولا علشان حضرتك بتنقص منك ايد و لا رجل لما تعترف بالحقيقة
اطلق ضحكة رجع صداها في المكان و قد تعدل مزاجه بإستفزازها : ههههههههههههههههههه لساتك واثقة

ردت بصوت جاف : و لا احد بيهز ثقتي
لازالت ضحكته مستمرة ليقول : هههههههههههههههههه موطبيعية و ربي مو قادر اصدق انك معصبة عشان ما مدحت صوتك ، خلاص صوتك يجنن يسحر ياخذ العقل و القلب يا شيخة صوتك بنادول خلاص رضيتي كذا
ابتسمت لتقول و هي تكتم ضحكتها : تسلكلي
زادت ابتسامته ليقول بعد ان لبس : ياليل ماعرفنالك مامدحناك زعلتي مدحناك ماعجبك
رفعت حاجباها بتفكير ثم قالت بإبتسامة : اممممم راضيني
دفع الباب و خرج من البيت ليقول و هو ينزل الدرجة بسرعة : كيف نراضيك يا ستي
شتت انظارها الى الاعلى لتزداد ابتسامتها قائلة : الفطور عليك مو عليا
ركب سيارته الذات الطراز القديم قائلا : طيب ببعتلك الموقع
توقفت امام احد المحلات لترد : اوك يلا انتظرك باي
ابتسم قائلا : باي
ثم اغلق الخط
شرد لثواني مبتسما ثم قال : غريبة
التتفت الى الباب ليفتحها ثانية حين انتبها انها لم تغلق جيدا و اغلقها بقوة
ادار مفتاح السيارة قائلا : لا تسويها اليوم و توقفي بنص الطريق
كان سيمشي الا ان فكرة اوقفته ليعود الى المنزل نحو المطبخ...
.
.
.

في شاطئ اضاءت اشعة الشمس حبيبات الرمل لتزيد دهبيتها...
لبست لتين معطفا اسود طويل بسب تبلل ملابسها لتقول بهمس وصل لشعشع : اوف بمرض اللحين
هزت شعشع رأسها لتقول و هي تأخذ بحقيبتها الكبيرة : لا مرح تمرضين
رمت بلتين بخطواتها لتتعبها شعشع التي قالت : اوف يعني الخلاص رايحة
وقفوا على الرصيف و بين كل دقيقة تمر سيارة
التفتت لها لتين قائلة : ايوة لازم مااقدر اعيش كذا ، مرة مبسوطة اني عرفتك رح تبقين شخص مميز قابلته فحياتي علمتيني اني اقدر اصنع من اسوء ايامي اجمل ذكريات اتمنى تجمعنا صدفة ثانية
تنهدت لتكمل بعيون امتلأت بدموع : مااحب الوداع بس يبقى افضل من الفراق و كل واحد كاره الثاني
ابتسمت شعشع لتقول : طيب لا تروحين انا حبيتك كثير
مسحت لتين دمعتها لتقترب منها وتحتضنها هامسة : وانا صدقيني مرة حبيتك
ثم ابتعدت قائلة : اي احد يقولك مجنونة و يعتبرها عيب هو غلطان ، كلنا مجانين فيه مجانين بحبهم و فيه لي مجانين بقسوتهم و فيه لي مجانين بتسلطهم ، بس يبقى لكل مجنون قلب و انا تعلمت اشوف القلب و اقدسه
ابتسمت شعشع قائلة : يااه يعني انت تشوفي القلب ، بالله كيف قلبي
ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغر لتين القائلة و انظارها متجهة الى الطريق : شفت قلب انسانة
اطلقت شعشع ضحكة ثم قالت : ههههههههه اكيد انسانة مو احنا كلنا ناس
رفعت لتين حاجباها لتقول بنفس الابتسامة : اممم ما رح نتفق هنا ، كلنا بشر مو ناس الانسانية ماهي عندك كل البشر افتحي التلفزيون او هذاك الصندوق العجيب زي ماتسميه ههههههه و تشوفي ليه مو اي واحد نقدر نقول عنه انسان ، شايفة السيارات لي تمر كل شويا لكل واحد فيها قلب و فكل قلب قصة فيه لي ظالم و لي مظلوم و فيه لي جارح و مجروح فيه المبسوط و فيه لي حزين فيه لي صحى على خبر حلو وفيه لي صحى على خبر مفجع مانقدر نجمع و نقول عن الكل ناس الانسانية مو لاي احد
انتبهت لشرود شعشع التي قالت بعد ثواني بحيرة : اوف طيب اذا شغلته رح يشوفوني الناس لي داخله و انا ابغى انام
تأملتها لتين لثواني ثم قالت بتعحب : صارلي ساعة اتفلسف و ذا لي مركزة فيه ههههههه
ضحكت شعشع قائلة : هههههههههه ايه صح كلامك حلو عجبني
ضحكت لتين لترد بنظرة تكذيب : اشك اذا سمعتيني ههههههههه
انتبهت لتاكسي قادمة لتمد يدها و توقفها بعد ان ودعت شعشع التي ذهبت راكضة
اغلقت الباب لتصف له مكان اقرب مركز شرطة
ابتسمت لتلوح بيدها لشعشع التي لوحت لها بيداها الاثنتان فور رؤيتها لها
تنهدت حين ابتعدت عنها...
لتفتح هاتفها...
رفعت حاجبها بصدمة من الرسائل التي فاقت المئتا رسالة من اختها و زوجة ابيها حتى تلك المدعاة بامها كان لها نصيب من الرسائل
تنهدت لتبعت برسالة لرودينا
اربعة دقائق و اتها اتصال منها
ردت على الفور لتسمع صوتها القائل : لتين ايش لهبل ذا
اخفضت لتين صوتها قائلة : اي هبل ؟
هاولت ؤودينا ان تهدء من نفسها لتقول بحدة : تسهبلين ! ، فجأة اتصلو علينا قالو صدمتي واحد و هريتي من المشفى و طول اللليل مختفية و تقولي اي هبل ترى بابا مرة معصب عالاقل اتصلي
قاطعتها لتين بحدة : بالله معصب ياحرام
ثم انتبهت لنبرتها العالية لتكمل : بس ليه معصب خايف عليا و لا على سمعته دوبه استوعب انو مهما حاول يبعدني لسى نفس الاسم يربطنا اسمو بعد اسمي ، المهم انا اللحين رايحة اسلم نفسي
اتاها صوت زوجة ابيها القائلة بقلق : لتين كيفك خوفتينا ليه تختفي كذا
بلعت ريقها محاولة ان تبعد العبرات الخانقة : بخير ، كنت محتاجة اقعد لوحدي انخنقت من المشفى و من هذيك كل شويا جايتني ؛ انا فالطريق رح اسلم نفسي
تنهدت منى القائلة : طيب بقول لابوك يكلم المحامي و
قاطعتها لتين بحدة رغم نبرتها الخافتة : لا تقوليله مابغى شيء منو
زفرت منى قائلة : تبي تنسجني انت ، لازملك محامي منه او مو منه
فتحت النافذة السيارة ليدخل هواء بارد حرك خصلات شعرها و جفف دموعها لتقول ببحة هادئة : ايش الحياة المغرية ذي لي عندي عشان اقعد و اتمسك فيها عايشة فعالم لوحدي اكون برى ولا فالسجن نفس الشيء
جلست منى على اقرب اريكة بتعب لاقول بدهشة : لتين لا تصدقي اوهام ، شوفي الناس لي حواليك فيه كثير يبونك شوفي حياتك من زاوية ثانية في الف واحد يتمناها
اطلقت لتين ضحكة مقهورة صاحبتها دموع : ههههههههههه لا تضحكيني قصدك يتمنون الفلوس و حاجات سطحية ،حياتي محد يتمناها مارح اكذب على نفسي بذا الكلام
هزت منى راسها بقلة حيلة بتقول بعتب : لتين وقفي تربطي حياتك بامك و ابوك مو معناتها اذا هما مو معاك ماعندك حياة
حاولت اخذ نفس لتقول بتعب : ما رح تفهميني خلاص كلمو المحامي انا وصلت
نزلت بعظ ان دفعت للسائق لتتقدم نحو مركز الشرطة بخطوات ثابتة...
و كالعادة ترني بخطوات يرسم قلبها طريقا لها....
مهما عاتب وو بخت عقلها على كسله...
الا انه لا يتأدب...
.
.
.

في حي شعبي فتحت دفعت الباب لتدخل المنزل قائلة بعد ان انتيهت لاختها التي صحت للتو : صباح الخير امول
عقدت امل حاجباها قائفة : بسم الله ايش كنتي تسويين ذا الوقت برى
دخلت هديل المطبخ قائلة : كنت عند اسماء
تبعتها امل لتجلس على احد الكراسي : مين اسماء
فتحت هديل الثلاجة لترد و هي تخرج الحليب : اسماء بنت ابو عبد الله
هزت الاخرى رأسها لتأخذ قطعة خبز ووضعتها في فمها قائلة : اه هديك لي ماخلت احد مااتكلمت فيه
التفتت لها هديل قائلة : حرام عليك مو هيا اختها
مطت لاخرى شفتها لترد : يا شيخة نفس الشيء
اطلقت هديل ضحكة متهكمة : هههههه ابهرتيني بمنطقك ، يعني انا زيك اربعة و عشرين ساعة عالتيليفزيون
اخذت كوب الحليب لتشرب منه ثم قالت : سيبينا من اختها النمامة ذيك ، ايش رحتي تسوي عندها على الصباح
وضعت هديل الفطور على الطاولة لتجلس قائلة بأبتسامة ضاقت عيناها بها : امل لقيت شغل
ارجعت امل الكوب الحليب و هي تسعل قائلة بابتسامة فرحة : اما من جد مبروك ايش هو
زادت ابتسامة هديل و هي ترى فرحة اختها : ابيع فمحل ملابس يعني هو نص دوام مرة يساعدني و تخيلي صاحب المحل هو خطيب صاحبتها ليان لي التقينا فيها فعرس اخت اسماء
شربت امل حليبها لتقول : اخس طلع عندها معارف ، الله يسعدها الغثيثة
رفعت هديل انظاؤها لتقول بحدة : امل !
وقفت امل لتقبل خد هديل قائلة : ههههههه معليش بس بجد اغث عيلة شفتها الله يعينهم على بعض
ابتسمت هديل قائلة :مدري متى ارجع لبارح اتصل فيا حسام بالليل كان صوته مو طبيعي بروح اشوفه
توقفت امل مكانها لترفع حاجبها و تعود للمطبخ قائلة : اه بجد مرة تأثرت و ليه حضرته مو هو يجي و لا نسى طريق البيت
وقفت هديل و ترتب الطاولة قائلة : ماعرفنالك انتي ااذا جا كل شويا ترمي عليه كلام و اذا ماجا تقولي ليه
رسمت امل ابتسامة مصطنعة : اه سوري شكلي كنت اجرح دلوعك
زفرة هديل يتعب لتقول بحدة : امل ترى اثنينكم ااخواني بطلي الاسلوب الغبي ذا
شتت امل انظارها لتقول بصوت خافت : اكرهه
وصلةصوتها لهديل التي بردت اطرافها بصدمة لتقول : امل اخوك ذا
ازاحت امل بوجهها قائلة : ليته ماكان ، كل لي يعرف هو المشاكل ناسي ان عنده بيت عنده اخوات مايوصلنا الا مصايبه نسيتي كيف كان متعب ماما انتي بنفسك كنتي تقعدي تهديها لما تعصب
احتدت نظراتها قائلة : مافكر ان عندها اخوات فالبيت محتاجينه اناني كل لي يفكر فيه هو نفسه اكرهه لاني عمري ماحسيت فيه كاخ ، يمكن اعرف الجيران اكثر منه
اقتربت هديل منها لتمد يدها و تمسح دمعة تدحرجت على خذ اختها ثم قالت : فاهمتك و مااقدر انكر لي قلتيه ، بس بعيدا عن تصرفاته بعيدا عن كل شيء هو اخوك ماتقدري تنكري اذا هو بعيد عنك اتقربي منه انتي ، ايش ماصار مالكم غير بعض فيه دم يجمعكم
لاحظت سكوتها رغم دموعها التي تنهمر على خديها مدت يدها لتحتضنها و هي تمسح على ظهرها..
ثواني و ابتعدت عنها لتمسح دموعها قائلة : خلاص امل لا تزعلي نفسك على الصباح
مدت لها بكأس ماء لتأخذه الاخرى و تشرب .
ثم اخذت محفظتها و خرجت بهدوء غريب
تنهدت هديل لترتب شعرها الاسود ذو تموجات واسعة اخذت الربطة لترفع كذيل حصان...
جالت انظارها في البيت...
و غرقت في ذكريات كساها غبار الزمن...
هل الموت هو عدو الانسان...!
هل هو جيد او سيء...
سيء...
للمن فَقَدو....
فذكريات تملء مكانه...
و حنين يحتضنك كل ليلة...
لثواني تسود الحياة...
لكن تنير ثانية لان لازالت لديك حياة...
لازال اوكسجين ينتظر من يستنشقه...
فاتعلم انه يجب ان تعيش لاجل نفسك...
الفقدان او الفراق...
كلهما في نفس الميزان...
لكن اي كفة ستسقط...
ترتفع واحدة...
و تنزل الاخرى...
ثم ترتفع النازلة...
و تنزل المرتفعة...
فيتوازنان عند نقطة الاشتياق و الحنين...
يختلان الثانية...
فيرتفع الفقدان...
فياالا حظه له ذكريات تحييه..
و ينزل الفقراق ..
ماتعسه فحتى ذكريات طمستها الظروف...
الا انهما يبقيان رمز الالم...
انتبهت لشرودها لتأخذ حقيبتها و تخرج متجهة لعند حسام
انتبهت للعم احمد في سيارته سلمت عليه...
ليسألها عن وجهتها...
بعد الحاح وصفت له المكان لتركب...
رغم بعض الاحاديث التي دارت بينهم طول الطريق
الا ان عقلها شارد...
في صوت حسام الغريب و اتصاله الاغرب...
مرت نصف ساعة ليتوقف مستغرب من المكان الغريب...
شكرته لتنزل و هي لا تقل استغرابا عنه...
تذكرت المكان الذي وصفه لها..
لتدفع الباب الحديدي ذو الصوت المزعج..
عقدت حاجباها بانزعاج لتتوجه الى الشقة...
اما في الداخل...
مرت ساعة و لازال شاردا...
و صورة حيدر المدمية ترسم امامه..
ثم امتزجت بصورة ابيه..
ليغمض عيناه بهلع..
ساعة و نفس المشهدين يعادان..
وقف بهلع حين سمع طرق الباب الذي انتزغه من افكاره
توجه اليه ليفتح بهدوء...
الا انه لم يطل حين رأى الزائر..
لانت ملامحه بصدمة..
صحيح كلامه البارحة لانه كان يحتاج ليشعر انها معه...
او انها موجودة...
لكن لم ينتظر مجيءها...
ابتسمت قائلة : اممم تخليني واقفة هنا
انتبه ليبتعد قائلة : ادخلي
دلفت الى الشقة لتدفع الباب و راءها
ثم جلست على الاريكة المتهرئة قائلة متفحصة الارجاء : ايش دا المكان ليه قاعد هنا !
جلس بجانبها ليقول بتهكم : آسف مايليق ذا المكان فيك بعد ماكنتي فقصرك
تنهدت هديل لترد و هي تشير للسقف: مايتقارن ببيتنا ، شوف شويا و يطيح السقف علينا
رفع كتفه بلامبالاة :لما يطيح نروح شقة ثانية
عقدت حاجباها : هي العمارة ذي مهجورة !؟
هز راسه ثم قال : ليه جيتي !
اعتدلت في جلستها لتقول بهدوء : عشان اعرف سبب اتصالك الغريب فاخر الليل
شتت انظاره ليرد بنفس نبؤتها : مافي شيء اتصلت اسأل عنكم بس
اقتربت منه لتمسك كفه قائلة بهدوء : حسام ايش صار لا تخبي عني
رمش عدة مرات...
اربكته...
لا يدري ماللذي يقوله...
يعرف انه سيصدمها..
سيحبطها..
ابعد انظاره عنها...
لتكمل بتفس نبرتها: حسام اذا في شيء مضايقك قولي
جملتها كانت اعلانا لتصاعد عبرات...
و تموضعها اعلى حنجرته...
لتمنع الهواء من الدخول...
شد على يدها ليقول بصوت خافت اقرب للهمس : انا ماسويت شيء ما غلطت هو يستاهل
عقدت هديل حاجباها بخوف لتقول : ايش سويت !
لاحظت رجفته و اغلاقه لاعينه فجأة...
تزايدت دقات قلبها بخوف..
و تجلس على الطاولة مقابلة له....
امتلأت عيناها لتقول بصوت متقطع : حسام ايش صاير
فتح عيناه الا انها انظاره لازالت شاردة...
رمشت هديل عدة مرات بتوتر من حالته الغريب...
لتمد يدها و تحوط و جهه قائلة : حسام خليك معايا
انتقلت انظاره لها ليقول بهمس : لون دمه زي لون دم ابوي بس هو مايشبهه صح !
هزت هديل رأسها بالايجاب بسرعة رغم انها لاتدري مالوضوع ثم قالت : صح صح ، بس دم من هذا
امتلأت عيناه ليقول ببحة : قتلته
جحظت عينا هديل بصدمة لتسقط يداها...
تأملته لثواني و هي تحس كأن المكان تحول لاحد البيوت في القطب الجنوبي..
بلعت ريقها لتقول : كيف ؟ قصدي ليه؟ مين ؟
لم يرد عليها لازالت كل ثانية قبل خمس عشر سنة تعاد امامه....
ليغمض عيناه فجأة كأن الحدث امامه...
اما هديل لم تفق من الصدمة بعد..
لا تدري هل تركز في حالته المخيفة او في كلمته...
وقفت لتتجه الى المطبخ و تاتي له بكوب ماء قائلة : اهدى عشان نقدر نتكلم
تأملها لثواني ثم انتبه للكأس ليأخذه و يشرب منه جرعتين ثم وضعه على الطاولة..
هدوء طغى على المكان...
دام لعشرة دقائق..
ثم كسر الصمت حين قال : تتستري على جريمة !؟
خلهلت اناملها بين خصلات شعرها لتقول بحيرة : مدري ، ماني بالمثالية لي تخليني اروح ابلغ عن مكانك
اطلقت تنهيدة : اه ، ايش استفدت ليه ماسمعت كلامي
احتدت نظراته بحقد ليقول : استفدت اني حرمت اولاده منه
تبعثرت ملامحها للصدمة من تفكيره لتقول : ايش ذنبهم
زادت حركة قدمه ليقول : و احنا ايش ذنبنا نعيش من دون اب
زفرة بضيق لتجلس بجانبها قائلة : مو قادرة افهمك مو قادرة
استلقى ليضع رأسه على رجلها ثم اغمض عيناه قائلا : ماابغاك تفهميني كوني جمبي بس
مدت يدها لتخللها بين خصلات شعره....
و تأملته لتتنهد بتعب...
اي مصيبة طاحت عليهم هذه المرة....
هل ستبلغ عنه...؟
هل ستستطيع ان تكتم سر دموي كهذا...؟
.
.
.
اوقفت سيارتها...
و عيناها تجول في المكان بإستغراب...
مكان خال من اي مطعم..
زفرة بتذمر لتأخذ هاتفها....
و نزلت بخطوات هادئة مستغربة و انظارها متجهة الى شاشة هاتفها.....
ثواني واطلقت شهقة هلع...
صوت بوق سيارة افزعها رغم الضجيج الذي يحيط بها...
ابتسمت حين عرفت مصدره لتركب بهدوء...
القت السلام ثم قالت : فجعتني
ضحك ليدير المفتاح قائلا : ههههههه انت لي فجعتيني بشهقتك حسبت صار شيء
ارجعت هاتفها الى حقيبتها قائلة بتهكم: شكلي رايحة افطر فامريكا اليوم كان قلتلي اشوف قارب يوصلنا مالي خلق اسبح
رمقه بطرف عينه ليرد : لا تشيلي هم مو امريكا
ثم اكمل بنبرة هادئة : بخطفك
عقدت اليزا حاجباها لثواني
ثم فتحت حقيبتها وقالت بصوت عالي : اوه شكلي نسيت السكينة فشطنتي
ظهرت ابتسامة عليه حين فهم مقصدها
لتكمل وهي ترمقه بين الكلنة والاخرى : السكينة مرة حادة اخاف على شنطتي تنقطع
اطلق ضحكة و شاركته بها
لتقول : ههههههههههههه الا صح حسام ماقال شيء فين راح ولا ايش صار معاه
اشار بحاجبيه للرفض قائلا : جا مع الفجر كان طبيعي سألته فين كان قال مع الشباب وراح نام
مطت شفتها لتقول : البرود لي محد يبيه
ثم اكملت متسائلة : انس فيه سؤال يدور فراسي
انس : يا كثر اسئلتك اسألي اسألي
التفتت له لتقول : انت بتخون صاحبك عشان فلوس !؟
شتت انظاره ليرد : لي يسويه غلط صح فالبداية كنت معه بس مع الوقت عرفت بيجيب مصايب لنفسه و انت جبتيلي فرصة اني اوقفه
وجهت اليزا انظارها للطريق لتردف : طيب انت تبي تنصحه بس بتأذيه كنت قادر تكلمه
رد بنغس النبرة الهادئة : ماياخذ بنصيحة احد
ثم التفت لها بتساؤل : بتأذيه ؟
ابتسمت بثقة لتلتفت له قائلة : انا مااذي احد
هز رأسه لتعود انظار كل منهما الى طريق
مرت عشر دقائق
لتقول اليزا بهدوء : انا ااذي فحالة وحدة
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتها و رفعت كتفاها قائلة : اذا احد خانني
ابتسمت لتقول : شوف انا الصداقة شيء مقدس عندي الصداقة هي مش اني اتكلم مع احد بالساعات ولا اطلع معاه ولا شيء ثاني الصداقة شيء اكبر من كذا من دونها مافي طعم لاحياه في ناس تشوف الحب هو لي يلون الدنيا بس انا اشوف الصداقة لما تعرف انو في احد بيساند لو ايش ماصار بيكون معاك دايما فالمرة والحلوة لما تعطيه سر من دون ماتقله يبقى بيننا هو يعرف تعرفو ادق التفاصيل عن بعض رغم كل الناس لي حولي نادرا وين القى واحد اثق فيه فاهمني ؟
هز رأسه بالايجاب ليقول : بتعطيني نقطة ضعفك كذا
ضحكت لتقول : ههههههههه حتتخوني فيوم !؟
ضحك ليقول : ههههههههه ماخاطر بروحي
ابتسمت لتقول : وترى لي تحسبها نقطة الضعف ممكن توديك بداهية
ضحك ليقول : هههههههههه اعود بالله منك خليني بعيد
ثواني وركن السيارة
لتقول اليزا بصدمة و هي ترى الجبل : فين جايبني
رفعت حقيبتها لتقول بصوت اعلى : اوه السكينة مثقلة الشنطة
اطلق ضحكة و هو يقول : انزلي بس سيبينا من سكينتك دي
نزلت بخطوات حذرة قائلة : رايحين نستكشف الجبل ولا ايش
اغلقت الباب وانظارها تجول في المكان الهادئ.
طريق جبلي للسيارات و خضرة تغطي المكان
التفتت لتتقدم بخطوات هادئة تجاوزت انس بضع سنتمترات لتشهق قائلة : واااه بطيح
تقدم حسام بسرعة ليمد يده و يسحبها من ذراعها قائلا : بالله فين رايحة
عقدت حاجباها بتذمر : بشوف المنظر
مده يده ليمسك كفها و يتقدمو بضع خطوات
مدت يدها الاخرى ممسكة بذراعه بخوف...
رغم ابتسامتها الواسعة...
كثير من يكره المرتفعات...
الا ان بؤبؤ عينها توسع بعشق للمنظر...
المزين ببحر بعيد التقى بزرقة السماء و افق يفصلهما...
عشقت االخصرة التي تغطي المنحدر....
و المدينة التي تفصل الجبل عن البحر...
كضجيج عقل يفصل بين قلب يضرب امواج و جسد هادئ كحفيف الشجر و زقزقة العصافير...
التفتت له بإبتسامة واسعة ضاقت عيناها بها قائلة : وااه المكان يجنن مرة شكرا
ابتسم قائلا : عجبك
اطلقت ضحكة و ذراعها مفتوحة لترد بصوت هالي: هههههههه عجبني !؟ قولي اذا عشقتيه اذا وقعتي فحبو
رفع حاجبه قائلا : فحبي؟
تأملته لثواني لتقول برفعة حاجابيها : يمكن هههههههههههه
ابتسم لضحكتها ليقول : طيب لا تتحمسي و تنطي بس
انتبهت لنفسها فتبتعد قائلة : وي نسيت ههههههه
جلس عل احدى الصخور لتجلس جنبه قائلة : ايي توجع
مد لها بشطيرة قائلا : خذي بلاش دلع ايش لي يوجع فيها
ضحكت لتقول وتقظم : هههههههههه مدري طلعت كذا بس
قظم هو الاخر ثم قال : رضيتي اللحين ؟
اطلقت ضحكة قائلة : ههههههههههه اوه ليه زعلت انا ؟
شاركها الضحكة ثم قال : هههههههههههه بديت اصدق الحاسة سادسة حسيت انه شيء بسيط بيبسطك
شربت من العصير ثم قالت : يعنى مو انا قلتلك !؟
هز رأسه بالرفض قائلا : لا بستكشفك انا حاط دفتر فالبيت واكتب كل شيء لاحظتو فيك
التفتت له لبتكذيب ثم وجهت انظارها لعينيه قائلة : عيني فعينك
رفعة حاجباه قائلا و غرابة عيناها بدت واضحة اكثر من قرب ليقول : اولا مرة قديمة الحركة ذي ، ثانيا عيونك خضرة ولا زرقة شككتيني فنظري
ازاحت عيناها بهدوء و ابتسامة بسيطة مرسومة على ثغرها لتقول : عيوني مكس
ابتسم قائلا : اول مرة اشوفها كذا
ابتسمت له لتشتت انظارها بخوف من دقات قلبها المتسارعة...
فجأة اختفى كل شيء ....
الا لون عسلي ظهر اكثر مع اشعة الشمس...
و كأنه كان من انتاج النحل فتزاوج بشمس لينجب سحرا....
سكن عقلها...
كيف لثواني ان تهزها دون استأذان...
اهي النظرة ...
او العين...
ابتسمت بأرتباك قائلة : بروح اجيب شيء من شنطتي
هز رأسه لتدخل السيارة و هي تحاول ان تأخذ نفسا...
هل دقات قلبها من الخوف الغير مبرر....
او شيء غريب حبس انفاسها...
رمشت عدة مرات لتأخذ قارورة ماء و رمت بضع جرعات بداخلها ثم بللت وجهها ربما يخفف من التهابه...
رمت القارورة بداخل حقيبتها بعصبية ثم قالت وهي تجفف وجهها بمناديل : وجع كاني اول مرة اشوف عيون

خذت نفسا لتقول بصوت خافت و هي ترتب شعرها : ليزا بلا هبل و حركات مالها داعي
ابتسمت لتعود الى مكانها
فقال بصوت هادئ: اللهم سكنهم مساكنهم
فتحت قارورة العصير لتشرب قائلة : ايش فيه
التفت لها مبتسما ليرد : هدوؤك يا ستي يخوف
ابتسمت لترفع كتفها قائلة : انا الاماكن لي كذا تهديني
ثم اضافت باستغراب لتقول : مو ملاحظ اني بس انا لي اتكلم عن نفسي انت مااعرف عنك شيء
اطلق ضحكة ليرد : ههههههههههه اكتشفيني
رفعت حاجباها لتقلده بنظرة تكذيب قائلة: بجيب دفتر اكتب فيه ملاحظات عنك زي لي عندك يعني
اطلق ضحكة ثم تثاوب قائلا : هههههههههههههههه بنام وانا واقف اليوم ، من يوم عرفتك وانت تصحيني من النوم حتى اول مرة جيتي البيت صحيتيني
اطلقت ضحكة هادئة لتقول بدلال وهي تشير على وجهها : ههههههههههههههه بالله مو اجمل شيء تصبح عليه
شاركها الضحكة ثم قال : هههههههههههههه و انا اقول ليه صرت اصحى رايق
ابتسكت لتردر : مدري كيف انت لطيف كذا و مصاحب هذاك المريض
ثواني واطلق ضحكة دوى صوتها في المكان الهادى : ههههههههههههههههههههه لطيف ذي حسستني طالع من كرتون
شاركته الضحكة ليكملو جلستهم...
رغم ارتباكها الذي يظهر ويختفي....
.
.
.

على طاولة الفطور
هدوء طاغي..
كل منهم يسرع ليكون اول من ينهض....
رفعت خلود انظارها لزوج امها دو الملامح الحادة شارد الذهن...
ثم انتقلت لامها...
بل لكدمة يبدو انها فشلت في اخفائها...
مرات تكره البيت و من فيه..
كرهت المنظر الذي يعاد كل يوم...
كرهت سكوت امها كأنها راضية...
او خائفة...!
البارحة اوقظ البيت على الساعة الثالثة فجرا بسبب ضرب غير مبرر...
حتى جدالها الروتيني مع امها لم يعد يؤثر بشيء...
قطع افكارها كرسي ذلك المتوحش الذي تحرك ليقوم من مكانه متجها الى الخارج قائلا : انا طالع لا تتصلوا عليا
تبعثرت ملامحها للقرف ثم التفتت لامها القائلة: خلود لما تطلعي مري على ريان رح اتأخر بالمستشفى اليوم
رفع اخيها انظاره قائلا : ليه فيه مشكلة ؟
رفعت كأسها قائلة : عتدي اجتماع يمكن يطول عارف مشكلة موت السيد عصام الله يرحمه
رشف من قهوته ليتساءل : خطأ طبي ؟
هزت رأسها بالايجاب لترد بعد تنهيدة: اهله اذا رفعو قضية و انتشر الخبر رح نخسر و اصلا فيه مشكلة مادية
قاطعتهم خلود القائلة : اوه من هرجكم ذا مستحيل اصير دكتورة
اطلق ريان ضحكة قائلا: هههههههه انا رح اصير دكتور
رفعت خلود حاجبيها لترد : عارف لما كنت فعمرك كنت اقول كذا و كل مازيد بسنة اغير حتى اللحين نفسي اتخرج بس و بأي التخصص
انتبهت لنظرات اخيها و امها لتبتسم ببراءة قائلة : بوريه الواقع حابيني اكذب مثلا
رفع اخيها حاجبه قائلا : مش كل الناس زيك
رفعت معصمها لتلقي نظرة على الساعة ثم قالت وهي تقف : يزن طالع بواسطة و تتفلسف
ابتسمت امها لتقول : اي واسطة ؟
اطلقت خلود ضحكة ختمتها بغمزة قائلة : علينا !، يعني مش انت لي توسطتيلو عند صاحبتك فالمستشفى
ثم اضافت وهي تأخذ حقيبتها : بمر على شذى بعدين ابوها بالمستشفى
رفعت امها انظارها لتقول : سلامته ! ايش صار ؟
لانت ملامحها لترد : طعنو واحد
رفعت امها حاجباها بدهشة
اما يزن فوضع الكأس بتفاجئ ليقول : ليه ! مااتذكر عندو مشكلة مع احد
خلخلت امها يداها في رأسها قائلة : مدري يمكن من شغلو فالشرطة ولا
وقفت بإرتباك لتكمل قائلة : فين جوالي
مدته لها خلود لتكمل : لسى ماصحى هو يعني جوالو عند شذى و لا فارس
هزت امها رأسها بالرفض لتذهب بخطى سريعة لاحد الغرف و اغلقت الباب..
ابعدت خلود انظارها ليزن القائل : هو فاي مستشفى
رفعت كتفاها قائة : مدري
ابتعد عن الطاولة قائلا : كلمتيها و ماتدري حتى فاي مستشفى هو
قاطعته قائلة : بسرعة رح اتأخر بسببك
وقف يزن قائلا : انتي لي لك ساعة تتكلمين
اخذ ريان حقيبته قائلا: صح اصلا دايما انت لي تأخرينا
ابتسم له اخيه قائلا لخلود : شايفة كيف
عقدت حاجبها لترد : ماحتناقش معاكم لاني بجد تأخرت
رمت بخطواتخا الى الخارج و تبعوها ليقول الاخ : اوه شكلها زعلت هههههه
ابتسم ريان : عادي اشتريلها شكلاطة ترضى
اطلق ضحكة ليرد : ههههههههه يعني انا لي ادفع
رفع الصغير كتفاه قائلا : انا ماعندي
قاطعهام صوت خلود الحاد : بسرعة مو وقت هرجكم
تبعوها بضحكة على خوفها من ان تتأخر
ليغلق الباب دليلا على خروجهم
انا في غرفة مغلقة جالسة على احدى الارائك هاتفها على اذنها تنتظر رد الطرف الاخر...
و قدمها لم تتوقف عن الهز منذ جلوسها...
فور سماعها صوت انثوي يقول : الو
قالت بسرعة : تتصلي على الباقي ضروري نلتقي حيدر فالمستشفى انطعن
هدوء اخافها من الطرف الاخر...
لتقول : معايا ؟
صوت شارد اجابها : عارفة
شتت انظارها متسائلة : مين ؟
اجابتها بتفس الصوت الشارد : مدري
تنهدت لتخلخل يدها بين خصلات شعرها قائلة : افف يمكن نكون كلنا فخطر كذا
نفس الصوت الهادئ رد : لا تستعجلي ، كلمي اولاده و افهمي الموضوع احسن
وقفت لترد : صح ! ، يلا باي نلتفي بعدين
اغلقت الخط لتتجه الى الخارج
.
.
.
في بيت متواضع
واقفة في الحمام تستفرغ...
و المرأة التي تبنتها امامها قائلة : ريم لازم نروح المستشفى حالتك كل يوم تزيد
هزت ريم رأسها لتقول : لا مو لازم شويا و يروح
ثم اغلقت عيناها حين احست بدوخة
لتلحقها ايدي الاخرى قائلة :لا يا قلبي لازم نروح شوفي كيف حالتك
هزت ريم رأسها لتستفرغ مرة اخرى...
.

[ انـتـ دمتم بود 🖤 ــهـى ]



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.