آخر 10 مشاركات
366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          250 - غرام عبر الاثير - ربيكا وبنترس - عبير مكتبة مدبولى الصغير (الكاتـب : samahss - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-19, 05:19 AM   #911

Sara shawky

? العضوٌ??? » 435535
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » Sara shawky is on a distinguished road
افتراضي


هوالموقه فيه مشكله ولامن عندي الفصل نصه مش باين ولما اعمل ريفرش بيوقف الجهاز



Sara shawky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 12:58 AM   #912

كلمات لك

? العضوٌ??? » 381380
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » كلمات لك is on a distinguished road
افتراضي

اسلوبك حبيبتي قمة في الروعة و تعبيرك عن احاسيس الشخصيات كتير بمس القلب

كلمات لك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 09:59 PM   #913

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مميزة..
سلسة، تنفذ إلى الروح وتزهر هناك بالأمل.
أحببت الجزء الأول والثاني..
نظرة التفاؤل تدعمنا كقراء، كدت أصاب بالمرض في نهاية الجزء الأول عندما تشابكت الخيوط.
كلنا ك سينابون صدقت والله..
ياسمين شخصيتها تشبه صديقتي، الأناس الذين يعميهم كبريائهم عن رؤية عيوبهم، و يمنعهم عن الإستجابة لكلام الآخرين.
لكن بداخلهم روح حلوة تستصرخ المساعدة.
التعلق المرضى يورث الجنون.
في البداية لم أحب إسلام، لكنك جعلتني أعدل رأيي فورا..
لم يرق لي شخصيته العابث.
مع أنني أعترف أننا نقابل أشخاصا مثله في الحياة، و أكون ك سيف في معاملتي له.
أشفقت على غادة و أحببت تحولها والثقة الشجاعة التي باتت تواجه بها الأمور.
هانيا.. خليط الكبرياء والخزي، نسخة أخرى من ياسمين، ذات العناد.
شهد التي تلعب بالنار.. هي و سامر ونادين.
من وجهة نظري أن الحب الذي لاطائل منه إثم يجر صاحبه للمهالك، لا يجب أن يجري الشخص وراء سراب، حب يجعلك أعمى عن حب آخر يمكن أن يحتويك بحنان.
لم أوفى قطعتك النادرة حقها..
تمازج العربية والدارجة أثار إعجابي بحق.
بارك الله فيك.


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 10:06 PM   #914

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tamaa مشاهدة المشاركة
الفصل عندي مش ظاهر :-(
ليش هيك بيعطيني صفحة بيضا
متى المنتدى بصلح :-(



ياقلبي كنا بنرقي السيرفر

خلصنا كله


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 11:28 PM   #915

Tamaa

? العضوٌ??? » 407831
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » Tamaa is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
ياقلبي كنا بنرقي السيرفر

خلصنا كله
إن شاء الله يكون زبط


Tamaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 11:47 PM   #916

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللي عايزة أقتباس الفصل ال24 تجي

ههههههههههههههههههههههههه ههه
او اخده واجري اقراه الول ثم اديكم حتة حتة

خلوا بقى عندكم شوية من الأحمر

يعني تعليقات مطر كده علشان نرمو تستحق

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-09-19, 11:48 PM   #917

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

إقتباس الفصل ال24



تتجول في صالة المنزل الواسعة تراقب الأثاث الفخم بشرود ..
ملامحها ترسم ألف لوحة من حسرة وقلبها يخفق بمرارة الفقد ..
تتوقف عند صورة بعينها ..
صورة علقت على الحائط وتود لو تحطمها ..كما حطمها صاحبها!!

_ليه يا حسين؟! ليه تعيشني العمر ده كله في وهم وتفوقني منه على القلم ده ؟!! ليه ؟! ليه ؟!!
كان صوتها يزداد ارتفاعاً مع سطوة انفعالاتها ليتحول لصرخات تقطعت ببكائها وهي تفرد ذراعيها حولها كأنما تبحث عن سند ..
فلا تجد سوى فراغ!!

ذكريات باهتة تجتاحها من صورتها القديمة ..
المرأة الكاملة التي كان الجميع يحسدوننها ..
الآن ينتهي بها المقام وحيدة ..
هجرها ابناها ..وقبلهم خانها رفيق دربها ..
أي مصير هذا الذي آلت إليه حياتها بعد طول ترف؟!!

_هيثم عند شهد ..زميلته ..البنت اللي ..
_اللي إيه ؟! مستحيل ..اللي ضحكت على باباك ؟! هيثم راح لها برجله ؟!!

تغمض عينيها بألم وذكرى لقائها الأخير بإسلام تطعنها بنصل بارد !!
ظن أنه يطمئنها على شقيقه فإذا به يجلدها بسوط من نار !!
تتذكر ثورتها حينها ..تهديدها إياه أن تقاطعهما معاً لو استمرت هذه المهزلة ..طردها له من البيت ورفضها الرد على اتصالاته ..
فتنهمر دموعها بغزارة أكثر وهي تتذكر الزيارة التي عادت منها لتوها الآن ..

إنه أحد كبار الأطباء الذي استشارته في حالة هيثم ليخبرها أنه من الأفضل له ألا يعلم الآن عن حقيقة الفتاة شيئاً مادامت هي الوحيدة التي صار يثق بها في متاهة ذكرياته الآن !!
آهة تلو آهة تغادر حلقها وهي تشعر بقلبها يكاد ينفطر ..
أي عذاب مضطرة هي أن تعيشه وهي تترك ابنها للمرأة التي غوت أباه حتى دمرته ؟!!
أي جحيم قذفوها فيه وهي عاجزة عن إخراجه من هناك وأكثر عجزاً عن زيارته وهو معها؟!!
لو استجابت لجرح أنوثتها فستهرع إليه هناك فاضحة له كل شيء كي ترده لحضنها ..
لكنها ...

صوت هاتفها يقاطع أفكارها لتجد الاتصال من سوزان ..
وحدها من بقيت على عهد صداقتهما القديمة بعدما انفضت عنها جموع المنافقين ..

_أهلاً يا سوزان !
تقولها بصوت خنقه بكاؤها لترد صاحبتها بعصبية :
_وبعدين ؟! العياط هو الليذهيرجعلك ولادك يعني ؟!
_وإيه اللي هيرجعهم ؟!
تهتف بها بين فيض دموعها لترد الأخرى بغيظ :
_انتِ إزاي باردة كده ؟! إزاي قادرة تسيبي ابنك للبنت دي ؟!
_أعمل إيه ؟!
_روحي دلوقت حالاً وطربقيها على دماغها ..فهميه حقيقتها وافضحيها في وسط حتتها هناك .

تهتف بها سوزان بحقد لتهز جيلان رأسها مفكرة ..
الخاطر يبدو لها براقاً بلمعة الانتقام ..
خاصة والأخيرة تنفث فيها المزيد من السم :
_هتفضلي لحد امتى الحيطة المايلة اللي الكل مستهون بيها ؟! جوزك وخانك ؟! ابنك الكبير خرج عن طوعك واتجوز من وراكي ؟! ودلوقت هتسيبي الصغير لحتة بنت مفعوصة ضحكت على باباه ؟! ويا عالم حصل بينهم إيه ؟!

سؤالها الأخير يحمل لصاحبتها من العذاب أضعاف ما حمله باقي كلامها فتنخرط جيلان في البكاء من جديد ..
فيما تهتف سوزان بنفس الحقد المسموم :
_هتسيبي ولادك لولاد الخدامة يمشوهم على كيفهم ؟! أنا متأكدة إن اللي اسمها ياقوت دي هي اللي واكلة دماغهم ..هاوديني واقلبي الترابيزة على دماغ الكل ..ما تخيبيش خيبتي ..انتِ ابنك لسه ع البر الحقيه ..لكن أنا ابني خلاص ..خطفته المجنونة من حضني!

_كفاية !
هتفت بها جيلان أخيراً لتلتمع عينا سوزان بظفر هاتفة :
_هتروحي لها وتفضحيها قدامه ؟!
_لا!
هتفت بها جيلان قاطعة وهي تتحسس دلاية سلسلة على عنقها حملت صورتها مع ابنيها لتردف بين فيض دموعها :
_مش هادخل هيثم في تصفية حسابات .
_هتسيبيه للبنت ال"بايظة" دي تضحك عليه ؟!
تصرخ بها سوزان باستنكار لتشهق جيلان باكية مع كلماتها :
_مش عارفة ..مش عارفة ..أصدمه فيها إزاي وهي الوحيدة اللي جري عليها لما زعل مننا كلنا؟! إيه يعرفني إنه لو اكتشف حقيقتها هيرجع لي ؟! مش يمكن أخسره أكتر؟!

_إيه البرود والسلبية اللي انتِ فيها دي ؟! دي فرصتك عشان تطفي نارك منها !
_مش على حساب ابني يا سوزان ..كفاية اللي ضاع مني ..

تتمتم بها بحرقة وسط فيض دموعها ليصلها هتاف صديقتها الساخط على الجانب الآخر من الاتصال :
_بكرة تندمي ..بكرة تقولي ياريتني وقّفت كل واحد عند حده ..الطيب في الزمان ده ..

لكنها تقطع الاتصال فجأة لتقذف الهاتف فينال أقرب ما طالته يداها ..
مرآة ذهبية فخمة عالية القيمة تذكر أنها اشترتها يوماً في أحد المزادات وكانت تتعالى على رفيقاتها بها ..
هذه التي توجهت الآن نحوها لترمق صورتها المشوشة فيها بنظرة خاوية ..
صورتها ك"أنثى" تكسرت ..تموهت ..تشوهت كهذه التي تبدو لها الآن في المرآة ..
لكن تبقى صورتها ك"أم" !!
هذه التي لن ترضى لها بعد الآن أن تتشوه ..

عيناها تصطدمان بأحد الأدراج فتفتحه لتستخرج منه عدة ألبومات للصور ..
"وحش الحنين" ينهشها بمخالبه وهي تكاد تذوب اشتياقاً لأيام مضت ولن تعود ..
صورة تلو صورة لها مع حسين ..تتأبط ذراعه ..تحتضنه ..تقف أمامه ..
دوماً ما كانت تقف أمامه في الصور ..
لكنها الآن تعلم علم اليقين أنه -حقيقةً- جعلها العمر كله خلف ظهره !!
شهد هذه لم تكن بالتأكيد أول خيانة نالتها!!
النار تنتشر بسرعة بين هشيم روحها فتود في هذه اللحظة لو تستمع لوسوسة سوزان ..
لو تطفئ لهيبها بفضحها أمام ابنها وأمام الجميع ..
سوزان محقة ..نعم ..
لكن ..
عيناها تنتقلان من جديد لبقية الصور ..
تتلمس صور ابنيها في مراحل مختلفة من عمريهما ..
تذوب حسرة على "ضحكة حقيقية" مرسومة على وجهها ووجهيهما بعيدة تماماً عن "ضحكتها" التي اعتادت تصنعها مؤخراً ..
فيرتجف قلبها ..
بل ينهض كالعنقاء من رماده موقناً أن هاهنا فقط المغنم الذي لن تفقده قط !
ابناها!
والخاطر الأخير ترافقه لمسة يدها من جديد لصورة سلسلتها في عنقها ..
قبل أن تعود لتستمد "زاد الصبر" من جديد بنظرات دامعة للمزيد من الصور ..
والقرار بداخلها يزداد تبلوراً ..
لا مجال للمقارنة ..
"صنم الأنثى" قد تكسره خيانة رجل ..
لكن "محراب الأم" لن يفتقد ناسكيه طوال العمر !
======
_ياللا يا مامي ..بابا جاب الفيلم !

تهتف بها ريما خلف باب "غرفتهما" المغلق لتهتف نشوى بضيق:
_حاضر ..جاية !

تقولها لتطلق زفرة ساخطة وهي تنظر لنفسها في المرآة ..
غرفتهما ؟!
صار لها مع إسلام هذا غرفة ؟!!
من كان يخبرها أن حياتها ستتبدل هكذا في بضعة أيام ؟!!
بضعة أيام شعرت هي بها وكأنها دهر بأكمله !!
دهر من خذلان وألم وفضيحة سيتحاكاها الناس طويلاً ..
لكن ..هل هذا ما حملته هذه الأيام فحسب؟!!

عيناها تختلسان نظرة للمرآة من جديد ..
منامة أخرى حريرية من مناماته التي اختارها لها لتجدها مرتبة في خزانة ملابسها هنا ..
منامات كلها ناعمة قصيرة السراويل عارية الأكتاف بألوان مشرقة ..

هذه مثلاً بلون كريمي هادئ ومحلاة بتطريز رقيق باللون الوردي ..
الوردي ثانية ؟!
لا تستسيغ هذا اللون من صغرها رغم هوس النساء المعتاد به !!
لكن ما الجديد ..هذا هو شعورها بالذات نحوه هو !!
لا تستسيغه !!
لا تنفر منه كزوجها السابق ..لكنه لا يملك سطوة جاذبية ناصر عليها ..
ناصر ..
ناصر ثانية ؟!!
ألم تكرهه بعد مافعله ؟!
الغريب أنها لم تفعل!
بل على العكس ..ازدادت به تعلقاً وهي تراه يلقي العالم كله خلف ظهره لأجل امرأة أحبها ..
امرأة تمنت ..
تمنت لو كانت هي !!

تغمض عينيها مقاومة خاطرها الأخير بكل ما أوتيت من قوة ..
ستحارب ناصر بداخلها ..
إن لم يكن لأجل كرامتها فلأجل رجل تحمل اسمه وتريد أن تصونه !

_ياللا يا مامي ..عايزة أشوف الفيلم !
تعاود ريما هتافها من الخارج فتتنهد بقوة وهي تمشط شعرها لتربطه خلف رأسها فيما يسمى بذيل حصان ..
قبل أن ترمق نفسها أخيراً بنظرة راضية ..وساخطة !!
لم تعد تفهم نفسها حقاً !!

تفتح الباب لتخرج إليهما فتتعلق عيناها بمشهده وهو يجلس مسترخياً على الأريكة وقد ضم الصغيرة لصدره بأحد ذراعيه بينما وضع وعاء كبيراً من "الفشار" جواره أمسكه بذراعه الحر ..
هذا الذي أزاحه الآن ليضعه فوق ساقيه مفسحاً لها هي المكان بحركة صامتة ..
تحركت لتجلس جواره غافلة عن عينيه اللتين كانتا تذوبان هياماً بتفاصيل أنوثتها في هذه المنامة ..
يعترف أنها ليست أجمل امرأة عرفها ..
لكنها أكثرهن أنوثة ..أعظمهن فتنة على قلب لم يتعلق هكذا بسواها !!
لهذا ما كادت تستقر جواره حتى مد ذراعه ليضمها نحوه -كابنتها- قبل أن يهمس في أذنها بخفوت :
_جامدة !

شفتاها ترتجفان ب-شبه ابتسامة -!
رغم شعورها بالاشمئزاز من هذا اللفظ الذي يستخدمه دوماً في التعبير عن إعجابه ..
لكنها لا تدري لماذا صار يؤثر فيها إلى هذا الحد ..
ربما لأنه يداعب وتراً منسياً في قيثارة أنوثتها !!
لكنها مالت على أذنه هامسة باستنكار ساخط افتضح رغم خفوت نبرتها :
_ولا بجامة ببنطلون في الدولاب؟! كلها شورتات !!

فكتم ابتسامته وهو ينظر للصغيرة مطمئناً لانشغالها بالشاشة قبل أن يميل عليها هي ليغمزها بهمسه الوقح:
_البناطيل دي تلبسها الستات اللي رجليها وحشة فبتخبيها ..لكن ..

_شششش!!
تلكزه بها في خصره مقاطعة همسه بمزيج من خجل وسخط ومحاولة تخليص نفسها من ذراعه لكنه يتشبث بها وهو يضمها نحوه بقوة أكبر ..فتعاود لكزه بكوعها في خاصرته ..

_Incredibles.2
تقرأها ريما بصوتٍ عالٍ مقاطعة سجالهما الخافت هذا ليتجه كلاهما ببصره نحو الفيلم الكارتوني على الشاشة بينما الأولى تردف بنبرة متحمسة :
_عايزة أشوفهم هيعملوا إيه الجزء ده ..
تنقطع عبارتها بضحكاتها وهي تميز تطور الشخصية الجديدة للطفل ابن البطلين الذي ظهر في هذا الجزء:
_عدنان ! عسل الجزء ده يا بابا ..
ثم صمتت لحظة تفكر لترفع عينيها إليه بسؤالها:
_هو أنا ممكن أطلع "خارقة" ومش عارفة ؟!
_ممكن جداً ..
يقولها إسلام وهو يطعمها الفشار في فمها لتضحك له الصغيرة قبل أن تعود للاستكانة على كتفه ..
فيما بقي جسد نشوى متشنجاً في جلستها هذه وهي تشعر بالارتباك ..
ارتباك ازداد وهي تجده يريد أن يطعمها مثل صغيرتها لتفاجأ بالفشار قرب شفتيها ..
فتتقبله مرغمة ..وراضية !!
تناقض لم تعد تتعجبه مع هذا الرجل!!
تحاول الاندماج مع أحداث الفيلم الذي تعلم أن صغيرتها ستصدع رأسها بالحديث عنه بعد انتهائه كما عودتها ..
لكنها رغماً عنها تغيب في شرود طويل يخطفها من كل ما حولها ..
إلا من حركة شفتيها الرتيبة مستجيبة لتناول طعامها منه!!

شرودها يبتلعها تماماً ..
يدخلها في دوامة عجيبة "قهرية"..
فترى نفسها في نفس الجلسة إنما ..مع ناصر !!
يحتضنها وابنتها بكلا ذراعيه ..يمتدح أنوثتها بإفراط ..
ويهمس لها بكلام غزل لم تسمعه ..ولم ترد أن تسمعه من غيره !!
ترى كيف هو رد فعله على زواجها من صديقه ؟!
تراها ردت له الصفعة حقاً ؟!
هل منحته هذا الشعور أنه مجرد لا شيء ؟!
أم أنها تخدع نفسها ؟!
وأنها هي ..هي عنده "اللاشيء"؟!!

أفكارها تنقطع بشعورها بأنامله تداعب خصلات شعرها فيزداد تشنج جسدها بين ذراعيه وهي تتحاشى النظر نحوه ..
لكنها تنتقل ببصرها نحو ابنتها لتجده يداعب شعرها هي الأخرى بذراعه الآخر !!
فتلعن نفسها وهي تشعر من جديد بالذنب!!
لو كان صادقاً حقاً فيما يفعله فكيف تجزيه عنه بخيانة ولو بأفكارها ؟!
لو ...؟!
ألازالت تسأل؟!
نعم ..ولا تزال لا تعرف الجواب!!

جسدها يسترخي رغماً عنها مع حركة أنامله المداعبة لمنابت شعرها ليستقر رأسها تماماً على صدره دون تشنج ..
وما كاد يشعر هو بهذا حتى طافت بشفتيه ابتسامة راضية وهو يزيد من قوة ضمته للاثنتين بين ذراعيه ..
لتفيق هي من تخبطها وتعود لها طبيعتها "الشوكية" فترفع رأسها نحوه هاتفة باستنكار :
_انت مش كنت ماسك الفشار بإيدك ؟! إزاي تحطها في شعر البنت كده ؟!

_ما احنا خلصنا الفشار من زمان ..ومسحنا إيدينا ب"وايبس" يا مامي !
تهتف بها ريما مدافعة وهي تتناول علبة "المناديل المبللة" من جوارها لترفعها في وجهها ..
بينما هتف هو وهو يناظر عينيها المشتتين بمزيج من إشفاق ومكر:
_الظاهر مامي كانت سرحانة ..
ثم مال عليها بغمزته الساحرة كالعادة هامساً:
_اللي واخد عقلك يا "عسل"!

ترمقه بنظرة ساخطة متشحة بخليط مشاعرها العجيب من امتنان وذنب ..
لكنه يتفهم كل هذا وهو يعود لمداعبة شعرها وتظاهره الفاشل بمتابعة الفيلم !

تعود هي الأخرى لتغرق في نفس الدوامة الخطيرة من جديد لتبتلعها لدقائق أخر ..
ناصر..ناصر من جديد !
يقولون إن زوجته انهارت تماماً وترفض رؤيته ..
هل يشعرها هذا ببعض الارتياح؟!
لماذا إذن لا تشعر بلذة الشماتة ؟!
بل بغصة كبيرة تخنق حلقها !!
لا تتمنى له عذاب فقد كالذي تعيشه ..
مهما كان جرحه ..صفحها سيغلبه !

من جديد تنقطع أفكارها وهي تسمع صوت شخير طفلتها الناعم فتدرك أنها استسلمت للنوم على نفس الصدر الذي يضمهما الآن معاً !!
ينتابها شعور غريب نحوه ينتزعها من "خيالاتها القسرية" لتراه ب"عين الحقيقة" أول رجل يراعيها وابنتها هكذا بعد أشرف ..
شعور زاده هو من سطوته وهي تحس بإنامله المداعبة لشعرها تنتقل بجرأة أكبر لتداعب بشرة كتفيها ..
جسدها يتحفز من جديد ل"معركة" لا تدري أين ستنتهي بها ..
ترفع إليه وجهها بعينين زائغتين من جديد ليتلقفه بشفتيه قبل عينيه !

لقاء شفاه قصير لكنه يزلزلها بهذا الشعور العاصف الذي لم تختبره من قبل ..
شعور بلا مسمى لكنه يجعل خلاياها تفور كأنما تغلي على مرجل !
شعور لذيذ ..لكنه يوترها ..
يوترها بهذا المزيج الذي لا تفهمه من نفسها بين استجابة ونفور !!

لهذا دفعته سريعاً بارتباك لتقول وهي تشيح بوجهها نحو الصغيرة :
_البنت نامت ..هوديها أوضتها .

تقولها لتنهض واقفة قبل أن تنحني لتحمل الصغيرة لكنه تحرك قائلاً :
_هاشيلها أنا .
يقولها ليقف وهو يحمل الصغيرة ليتحرك بها نحو غرفتها حيث وضعها على سريرها قبل أن يلتفت نحوها هي وقد لحقت به ..

_هنام معاها هنا ..هي متعودة تنام جنبي ..لو قلقت مالقتنيش هت..
كلماتها تتلعثم بما يشبه تخبط شعورها ..
ونظراتها الراجية تناقض ملامحها المتنمرة في مزيج لم يعد يدهشه ..
بل لا يبالغ لو زعم أنه صار يعشقه !!
يعشقه وهو مميز لها ..هي فحسب!!

لهذا داعب أنفها بسبابته مقاوماً ضيقه الطبيعي من طلبها ليهمس لها بغمزة كعهده :
_براحتك يا عسل!

ترمقه بنظرة تشكك ولا تصدق أنه سيتركها لحالها ها هنا لكنها وجدته يتحرك ليغادر الغرفة فعلاً ..
_يا ... !..يا باشمهندس!
نداؤها "الغريب" يستوقفه ليبتسم مكانه قبل أن يلتفت نحوها فيجدها محمرة الوجه خجلة ..
_يا عيون "الباشمهندس"!
يقولها بنبرة هزلية مبالغة وهو يكتف ساعديه لتعقد حاجبيها وهي تلوح بذراعيها قائلة بخشونة ظللت اعتذارها :
_لسه ماخدتش على إني أناديك باسمك .

خشونتها تحفزه للمزيد من استفزازها اللذيذ فيتقدم نحوها ليقول بنفس النبرة :
_قوليلي يا "سلمونتي"!

يقولها محاكياً مشهداً شهيراً لأحد المسلسلات القديمة فتكتم ابتسامتها بصعوبة وهي تتخيله بصورة "العمدة" صلاح السعدني !!
"شبه ابتسامتها" هذه يستقبلها هو بضحكة عالية ليقترب منها أكثر ثم يحيط كتفيها بقبضتيه وعيناه الحنونتان تناقضان عبث كلماته :
_اؤمرني يا "عسل"!

تدمع عيناها دونما سبب وهي تحاول الحفاظ على تواصلهما البصري للحظات قبل أن تفقد تماسكها لتطرق بوجهها قائلة بخفوت :
_انت ..اتجوزتني ليه ؟!
_تاني؟!
يسألها بمزيج من تفهم وإشفاق لترد بنبرة عاد إليها تنمرها العصبي:
_هتستعبط ؟! وانت كنت جاوبت أولاني؟!

_عشان أكفر ذنوبي وأقابل ربنا وأنا نضيف !
يقولها مشاكساً وهو يمسد صدره بحركة دائرية لتلكزه في كتفه قائلة بحنق :
_كل حاجة عندك تقلبها هزار ؟!
_ماهو كلامي الجد بيوترك !
يغمزها بها بعبث لتزفر بسخط حقيقي وهي تشيح بوجهها شاعرة بالمزيد من التخبط ..
لكنه يمسك ذقنها ليقرب وجهها نحوه ..ثم يعود ليطوق كتفيها بقبضتيه ..
يصمت للحظات مرت عليهما طويلة ..حميمية ..دافئة ..
ثم يهمس لها بنعومة آسرة :
_اتجوزتك عشان تحبيني ..

عيناها تتسعان بصدمة من جواب لم تتوقعه ..
ليقترب هو بوجهه أكثر حتى يكاد يلاصق وجهها :
_عارفة يعني إيه ست زيك تحبني ؟! يعني أعيش العمر كله مطمن إني مسنود ..لو وقعت هلاقي إيديها بتشدني ..بتوقفني تاني ..ست زيك يعني دفا ..أمان..حنيّة يمكن ماتبانش في الكلام بس بتتغرس في القلب غرس ..ست زيك يعني الدنيا كلها !

جسدها يرتجف بين قبضتيه بقوة لا تملكها وكلماته -على حرارتها- لا تصل لقلبها !!
لم تعد تدري هل تصدقه أم تكذبه فقد كانت هائمة في وادٍ آخر ..
ناصر!
هذه هي -بالضبط - الكلمات التي تمنت سماعها منه !!

_مش انتِ اللي عايزاني أتكلم جد ؟!
تشعر بهمساته تنتهي عند حدود شفتيها فتغمض عينيها مستسلمة لغزو تخافه ..وتشتهيه !!

تخافه بعمر أيام قضتها تنفر من لمسات "رجل "..
وتشتهيه بعمر أيام قضتها تنتقص من قدر نفسها ك"أنثى"!
مزيج غريب لكن مشاعرها الآن كلها تبدو لها غريبة ..متخبطة ..
والخطير حقاً في هذه اللحظة أنها لم تكن تراه هو !!

تارة تراه في صورة "زوجها السابق" فيتقلص جسدها نفوراً ..
وتارة تراه في صورة أخرى تجعلها تكاد تذوب ..بل تشتعل استجابة ..
صورة ناصر!!

شهقة عنيفة تطلقها عالية وهي تدفعه عنها أخيراً ببعض العنف لتسيل دموعها كالسيل على وجنتيها ..
أي جحيم هذا الذي ورطت نفسها فيه ؟!!
تكون بين ذراعي رجل وتفكر بآخر !!!!
إنها لم تفعلها مع زوجها السابق ..
فلماذا تفعلها الآن معه هو ؟!

بينما كان يرمقها هو بنظرة متفهمة لم تخلُ من إشفاق ..
لا تزال دموعها بين ذراعيه حاجزاً يود لو يتخطاه ..
يعلم أنه وقتها فقط يمكنه أن يرغب منها بالمزيد ..
لو كان أحدهم قد أخبره من قبل أنه سيصبر على امرأة كما يصبر عليها لاتهمه بالجنون ..
لكنه يجد نفسه يفعلها طوعاً ..وقسراً !!
لأجلها ..ولأجل نفسه !!

لهذا زفر زفرة قصيرة وهو يمسح دموعها بأنامله صامتاً مكتفياً بنظراته المؤازرة التي لم تكن تدري هل تربت عليها ..
أم تلسعها بالمزيد من سياط الذنب !!

_طيب ..أنا هاوريكي عرض أكتافي ..بس عايز أسمع اسمي منك الأول ..مش معقول هتفضلي تناديني يا باشمهندس .
يقولها مشاكساً بمناورة لترد بصوت مختنق وهي تتحاشى نظراته :
_مش وقته دلوقت ..هاندهك ليه ما انت قدامي ؟!
_يا ساتر!

يقولها رغماً عنه ضاحكاً من فظاظتها قبل أن يميل على خدها ب"عضّة" خفيفة مفاجئة مردفاً:
_أموت في التين الشوكي !

تأوهت بخفوت وهي ترمقه بنظرة مغتاظة غلبت ألم ملامحها ليبتسم وهو يغمزها بينما يبتعد بقوله :
_تصبح على خير يا "شرِس" !

تتابعه بنظراتها بتوجس حتى يختفي عن ناظريها فتتنهد أخيراً وهي تشعر ببعض الارتياح ..
ورطة !!
ورطة جلبتها لنفسها وتزداد خطورتها يوماً بعد يوم !!
======
استيقظت من نومها لتفتح عينيها فتجد الفراش خالياً من ريما ..
لابد أنها ذهبت إليه !
لم تعد تنتظر استيقاظها هي أو حتى توقظها بنفسها بيديها الصغيرتين فوق وجنتها ..
بل صارت تهرع فور إفاقتها من نومها إليه هو!!
هل تشعر بالغيرة منه على طفلتها ؟!
ربما ..
وربما تخشى أكثر أن يزداد تعلق الصغيرة به ..فيخذلها ..يخذلهما معاً!!

تنفض عنها الغطاء بسرعة لتصطدم عيناها بساقيها العاريتين في سروال منامتها القصير ورغماً عنها تتذكر عبارته الوقحة بالأمس ..
_البناطيل دي تلبسها الستات اللي رجليها وحشة فبتخبيها ..
عبارته التي قاطعتها هي ..ترى لو لم تفعل هل كان سيغازلها هو ؟!
هل يراها حقاً جميلة ؟!
تعض شفتها بارتباك وهي تعجز لأول مرة عن فهم تناقضات نفسها ..
هي لا تريده ..لكنها تريد سماع كلماته ..
هي لا تحبه ..لكنها تحب ما يفعله لها ..
هي لا تنجذب له ب"قلب" لا يزال لا يعترف إلا بمعشوق واحد خذله ..
لكنها تنجذب له ب"جسد" هو أول من يجيد فك شفراته !
هي إذن لا تراه هو ..إنما تحب رؤية نفسها من خلاله !!

زفرة يائسة تغادر حلقها وهي تقف مكانها لتتوجه نحو الحمام القريب ثم إلى مرآتها ..
تعلم أن شعرها الجميل وجسدها المغري هما أفضل ما تملكه امرأة عادية الملامح مثلها ..
ربما لهذا اهتمت كثيراً بتصفيف شعرها لتعقصه كعهدها خلف ظهرها ..
قبل أن تغير رأيها في آخر لحظة لتسدله على كتفيها حراً ..دون أن تفكر في السبب !

تتحرك نحو المطبخ القريب لتجده واقفاً جوار ريما التي تلاحقه بثرثرتها فلا يتذمر ..
بل يضاحكها مشاكساً تارة وينصحها خفية تارة ..
والصغيرة في الحالتين تستجيب له بأكثر مما تفعل معها هي !!
الصغيرة كانت فعلاً تحتاج أباً ..
أباً مثله هو !!

_صحيتي يا مامي ؟! شفتي المفاجأة ؟!
تهتف بها ريما بحماس وهي تهرع إليها بينما تحمل أحد الأطباق بين كفيها :
_بابا خلاني أساعده في الفطار ..قشرت البيض ..وحطيت الكاتشاب على البطاطس لوحدي ..وصبيت العصير من الدورق وما وقعش غير شوية صغيرين ..شوفي ..

تقولها ريما بفرحة من "إنجازاتها" الصغيرة وهي تشير للمائدة التي رصت عليها أطباق الطعام ..
فانحنت نشوى لتعانقها بحنان وهي تتحاشى النظر نحوه ..
هو الذي طافت نظراته فوقها بعاطفة حارة وهو يتذكر -أحلام يقظته -العابثة معها في فراشه الخالي منها بالأمس ..

_أحلام يقظة ! خلاص ده بقا آخرك يا بتاع البرقوق!!
يقولها لنفسه بحسرة ساخرة وعيناه تعاودان دورانهما المتفحص فوقها ليردف لنفسه بحسم :
_فشر! محتاجين بس ندوس بنزين شوية بس ما نقرصش قوي عشان ما تقفشش!

_صباح الخير !
تقولها نشوى بخشونة لم تتعمدها ملاحظة دوران نظراته فوقها كعادته ليرفع عينيه نحوها بغمزته الساحرة كعادته :
_صباح العسل يا عسل!

_علمني أعملها يا بابا ..إزاي بتقفل عين وتفتح التانية بسرعة كده ؟!
تهتف بها ريما بانبهار لترمقه نشوى بنظرة ساخطة جعلته يطلق ضحكة عالية ثم ينحني ليحمل الصغيرة فيقبل وجنتها ..
قبل أن يعاود غمزته بقوله :
_هاعلمهالك ..دي مامي بتحبها قوي !

_أنا لا بحبها ولا نيلة !
هتفت بها نشوى بسرعة أفقدتها التحكم في فظاظتها لكن الصغيرة هتفت بحماس وهي تقبل وجنة إسلام كأنها تصالحه :
_مش مهم ..ما تزعلش ..مامي مابتحبش حاجات كتير حلوة ..بس أنا بحبها قوي .

_حبيبتي انتِ !!
يهتف بها إسلام وهو يغرق وجه الصغيرة بقبلاته قبل أن يرفعها بين ذراعيه ليدغدغ بطنها بأنفه فتنطلق ضحكات الصغيرة بين صرخاتها في مزيج رجّ نشوى رجاً !!

المزيد من الغيرة -اللا مفهومة- هاهنا !!
المزيد من الانجذاب -اللا مسمى- لهذا الكيان !!
والمزيد من التخبط بين مشاعر لم تتخيل أن تتطرف هكذا بين امتنان وغضب ..والكثير من الذنب!
الذنب؟!
نعم ..وكيف لا ؟!
وهي لا تزال تجد نفسها رغماً عنها تتمنى لو كان ناصر مكانه !!
وليت الأمر يقتصر على التمني ..بل إنها صارت تتخيله !!

أغمضت عينيها بقوة تقاوم الخاطر الأخير بضراوة قبل أن تعاود فتحهما لتراه يجلس الصغيرة فوق أحد كراسي المائدة ..
قبل أن يتحرك فيسحب لها هي كرسياً ..
تهم بشكره وهي تجلس لكنه يسحب الكرسي خفية بحركة من ساقه فتكاد هي تسقط لولا أن يتلقفها بين ذراعيه بخفة سريعة ..

_اسم الله عليك يا عسل!
قلبها يخفق بقوة وهي تحاول استعادة توازنها بينما تستدير بين ذراعيه لترفع عينيها إليه بنظرة غاضبة فيستقبلها بحاجبين متراقصين :
_مايصحش تقعي وأنا موجود ..دراعاتي أولى بيكي!

_مفيش فايدة ..كل ما تعمل حاجة عدلة أشكرك عليها تبوظها بتصرفاتك دي !!
تهتف بها بانفعال لترد ريما مدافعة بقوة:
_هو ما عملش حاجة يا مامي ..الكرسي اللي اتزحلق لوحده .

دفاع الصغيرة يزيد سخطها فتدفعه ببعض العنف وتجلس مكانها فيغيظها بضحكة أخرى قبل أن يجلس بدوره ..
مشاكساته لها لا تتوقف طوال تناولهما للطعام ..
تماماً كضحكات ريما العالية التي بدت لها حيوية كما لم تكن من قبل !!

_ليلة الحنة بتاعة أختي لجين بكرة ..جبت لكم فستانين هيعجبوكم قوي !
يقولها لتصفق ريما بحماس طفولي فيما تتغضن ملامحها هي لتهتف به بانفعال مبالغ فيه :
_وتجيبلنا ليه من غير ما تاخد رأيي؟! مش هتبطل تفرض ذوقك عليا ؟! أنا مابحبش حد يتحكم فيا !

وصل انفعالها حد الصراخ العصبي في عبارتها الأخيرة ليسود الوجوم للحظة قبل أن يلتفت إسلام نحو ريما قائلاً بحسمه الحنون :
_روحي أوضتك يا ريما واقفلي عليكي لغاية ما أناديلك .
_هتتخانقوا ؟!

تسأله الصغيرة بقلق ليرد بإشارة بالنفي صحبتها ابتسامة ..
ثم غمزة لها جعلتها تحاول تقليده بمحاولة فاشلة قبل أن ترفع له إبهامها بعلامة الاستحسان ..
لتقفز من على مقعدها ثم تتوجه نحو نشوى فتقبل وجنتها قائلة برجاء:
_عشان خاطري ماتزعليهوش ..انا بحبه قوي .

يشتعل وجهها بغضب ممتزج بالغيرة وهذا المزيج المتصارع من مشاعرها ..
فيطرق برأسه متفهماً هذه الدوامة التي تجاهد للخلاص منها ..
يعرف جيداً أن أمخاخ النساء تختلف عن الرجال !
المرأة تسوقها عاطفتها ..يدور حولها عالمها كنواة ..فيما تبقى عاطفة الرجل مجرد "عاصمة"على خريطة تعجّ بالمدن !!

لهذا يرفع عينيه إليها عقب انصراف الصغيرة ليمد أنامله نحو كفها على المنضدة فيحتضنه برفق ..
تلتفت نحوه بحدة هدأتها نظراته الحنون التي ناسبت قوله الهادئ:
_أنا ما بفرضش ذوقي عليكِ ..أنا بس عايزك تحسي إني فعلاً مهتم بيكي وبريما .

عبارته كانت حسنة النية تماماً لكن "جرحها الطازج" يجعلها تتحسس "بطحة رأسها" فتهتف بصوت من على وشك البكاء:
_"عايز تحسسني إنك مهتم بيا"؟! قصدك إيه ؟! هه؟! إني مش لاقية حد يحسسني بكده ؟! إني ناقصة اهتمام..مجروحة ..غلبانة ؟! بتعايرني ؟! قلها بصراحة ..أنا من ليلة الفرح وأنا مستنياك ..

يرفع أنامله الحرة نحو شفتيها مقاطعاً بينما كفه الآخر يضغط أناملها في راحته ليرمقها بنظرة عاتبة امتزجت بحنان عينيه الدافق تاركاً لدموعها حرية الانطلاق ..
يعلم أنها تحتاج المزيد من الوقت لكنه ليس متعجلاً ..
هو اختار طريقه معها وسيكمله !

لهذا صبر لبضعة دقائق حتى هدأت حدة بكائها ثم وقف ليشدها فيوقفها معه قائلاً:
_تعالي شوفيه ولو ماعجبكيش ..ننزل نشوف غيره !

أشاحت بوجهها دون رد ليجرّها جراً نحو غرفتهما ثم يفتح لها الخزانة فتمط شفتيها باستياء وهي تميز لونه ..
_روز! كل حاجة تجيبهالي روز ! من صغري ما بطيقش اللون ده !!
تهتف بها باستياء اعترفت لنفسها أنه مبالغ فيه فالثوب حقاً كان مبهراً ..
ليرفع هو حاجبيه هاتفاً بنبرته المشاكسة :
_فيه ست مابتحبش الروز !! ده انتِ معقدة بقا !!
كلماته تستفزها لتنزع كفها منه هاتفة بانفعال:
_معقدة ..ومكلكعة ..ومش نافعة ..عاجبك واللا مش عاجبك !
_عاجبني موت يا عسل!

يهمس بها بحاجبين متراقصين قبل أن يسرق من شفتيها قبلة خاطفة تجعلها تشهق مبتعدة بوجهها ليقهقه ضاحكاً قبل أن يميل على أذنها هامساً:
_لما بتتعصبي بتبقي رهيبة ..مابعرفش أمسك نفسي ..فاهدي بقا سيكا عشان بتهور وبترجعي تزعلي ..يا عسل!

والكلمة الأخيرة ترافقها "عضّة" خفيفة طرف أذنها فترمقه بنظرة أكثر اشتعالاً ..إنما أقل سخطاً !
يبتسم وهو يحك ذقنه في وضع التفكير ليقول كأنما يحدث نفسه :
_طلعت ما بتحبش الروز ! مممم ..امال هاعمل إيه في الحاجات اللي موصي عليها دي ؟! دي تقريباً كلها روز ..بجامات وقمصان نوم ..و "بيبي دول" و..

تشهق بارتياع وهي تضع كفها على فمه مقاطعة وقد احمر وجهها مدركة ما سيتفوه به بعدها :
_بس ..بس ..هتقول إيه تاني ؟! انت إيه ؟! لسانك ده مفيش عليه كونترول خالص ؟!
_خالص!
يقولها بحاجبين متراقصين بعدما قبّل راحتها على شفتيه لتبعدها بعنف هاتفة :
_ماشفتش خمس دقايق تربية ؟!
_ولا دقيقة واحدة !
يكرر تراقص حاجبيه وهو يحتضن خصرها فجأة ليلصقها به فيرتجف جسدها مع تلاحق أنفاسها ..
خاصة وهو يقترب بوجهه منها هامساً بمكر:
_أكمل بقية الحاجات اللي موصي عليها بقا ؟!
_اخرس!
تهتف بها وهي تدفعه ببعض العنف ..
جسدها يستعذب هذا "الهجوم اللذيذ" الذي يمارسه ..لكنها تكره هذا !!
تكرهه وهو يقذفها وسط لهب الصراع من جديد ..
فتهرب منه بقناعها "الشوكي" كالعادة :
_وبعدين ليلة حنة إيه دي اللي أحضرها ؟! أنا ما أعرفش حد هناك !
_اعرفيهم ..دول إخواتي!
يقولها ببساطة وهو يهز كتفيه ليدهشها هذا الاعتزاز الذي يتحدث به ..
فتدفعها عصبيتها للمزيد من الحماقات :
_مش دول ولاد حسين رجائي من الخدامة !

وجهه يحمر فجأة بغضب اشتعلت له ملامحه كلها ليرتجف جسدها كله وهي تجده يتحول في لحظة واحدة ..
يعقد حاجبيه بقوة وهو يكز على أسنانه لتختلج عضلة فكه بينما تنفر عروق جبينه ..
فتتراجع عنه خطوة وعيناها تتكدسان بالدموع من جديد مدركة فداحة ما قالته ..
لكنه يتركها ليغادر الغرفة مندفعاً نحو غرفة المعيشة المجاورة !

تقف مكانها مترددة لدقائق ودموعها تغرق وجهها بينما تعض شفتها بندم ..
لقد تمادت حقاً هذه المرة ..
لكن ..أليست هي الحقيقة ؟!
الحقيقة !!
تهز رأسها بإدراك وهي تتبين وجهاً جديداً في شخصيته لم تنتبه له من قبل ..
هو حقاً يعتز بأختيه هاتين رغم ظروفهم الغريبة ..
واحدٌ غيره ربما لم يكن ليكترث لهما أبداً !!
واحدٌ غيره ..إنما هو ..هو يبدو وكأن خلف واجهته العابثة هذه قلباً لا يعرف إلا الحب!

الخاطر الأخير يزيد ضيقها لسبب مبهم لا تفهمه فتزيحه عن ذهنها قسراً قبل أن تزفر بقوة لتمسح دموعها وهي تتحرك لتتوجه نحوه بخطوات متثاقلة ..
تجده جالساً على الأريكة يعطيها ظهره فتتردد في مواجهته لتقف مكانها خلفه قائلة بصوت مختنق:
_آسفة .

ملامحه تلين رويداً رويداً وهو يميز ذبذبات جسدها المتوترة خلفه ..
لكنه لم يلتفت نحوها متعمداً ليصله صوتها الحانق :
_ماكانش المفروض أقول كده ..عيب قوي إني أتكلم عنهم كده ..بس انت اللي بتستفزني وتخلليني غصب عني أتغابى عليك .

يشعر بها تقترب أكثر فتلتمع عيناه بفكرة جعلته يقلب في هاتفه ليستحضر أحد الفيديوهات المسجلة ..
_رد عليا ..أنا ما بكلمش نفسي ! أنا غلطانة إني جيت أعتذرلك و..
تقولها وهي تقترب أكثر فتتشح شفتاه بابتسامة ماكرة وهو يتظاهر بالانهماك فيما يفعله..
_انت بتتفرج على إيه ؟
تهتف بها بارتياع وهي تقطع حديثها فجأة وقد انتبهت لما يشاهده على هاتفه ..
امرأتين شبه عاريتين تعتلي إحداهما الأخرى!
فيرفع عينيه إليها مدركا مشاعرها من ملامحا المشتعلة كعهدها ..
ليجيبها ببراءة مصطنعة :
_ده ماتش ..رياضة !
_رياضة ؟! دي رياضة ؟!
تهتف بها باستنكار ساخط ليرد بنفس البراءة المصطنعة :
_مصارعة حريمي ..
ثم غمزها كعهده مردفا:
_بحب ال"wild cats".

احمر وجهها بما لا تدري غيرة أو خجلا لتعاود اختلاس نظرة للهاتف زادتها اشتعالا وهي تميز الصراع العنيف للمرأتين ..قبل أن تستدير حول الأريكة تحاول انتزاعه منه هاتفة :
_سيب القرف اللي في ايدك ده و رد عليا ..أنا مش ..

لتنقطع عبارتها وهي تشهق بينما تجده يسحبها إليه فجأة فتسقط على صدره لتقابلها عيناه الخطيرتان جدا ..الآمنتان جداا جدااا ..
_هاسيبه بس بشرط ..
يقطع عبارته ببطء متعمد ونظراته تجول على ملامحها بعبث :
_تلاعبيني زيهم !

_سهلة !
تهتف بها بغيظ وهي تحاول تسديد لكمة لوجهه أوقفها بضحكة عالية سبقت غمزته بقوله :
_مش كده يا "شرس" ..تعالي أعلمك .

يقولها لتجد نفسها فجأة تسقط على ظهرها على الأريكة بينما هو يشرف عليها بوجهه ولايزال محتجزاً كفها في قبضته ..
تحاول تسديد لكمة أخرى له بكفها الحر لكنه يتناوله كذلك بين راحتيه ليثبت كفيها أعلى رأسها قبل أن يحتل عينيها بنظراته التي اجتاحتها بجنون وهي تدور عليها بافتتان واضح ..

قلبها يخفق بقوة وهي تتعجب قوته الجسدية هذه التي لا تبدو على بنيته الأقرب للنحافة ..
لكن ماذا فيه كما يبدو؟!
"كله" لا يبدو كما هو!!
هل هذا ابن حسين رجائي تاجر المخدرات الذي دمر أخاها ومصنعه ؟!
هل هو الرجل الذي رفضت يده الممتدة لأخيها منتظرة أي شبهة تبعده عن مصنعهما ؟!
هل هو العابث الذي يكاد يذيبها خجلاً من وقاحته ؟!
لماذا إذن تستصعب تصديق كل هذا الآن وهي ترى خلفه دوائر كثيرة ملتفة تجذبها لدوامتها ..

أفكارها تنقطع وهي تشعر به يقترب من شفتيها ببطء مثير فتغمض عينيها بترقب ..
هاهو ذا نفس الشعور من جديد يجذبها في دوامته !
خلاياها كلها تفور استجابة وهي تتلقى عطاياه بنهم بينما يستغل كل هو خبراته ليقذفها في وسط النار !
موجة تتلوها موجة وهي وسطها تحاول القفز كي لا تغرق ..
لكنها تعود فتستعذب هذا الغرق!!
لماذا يفعل بها هذا ؟!
لماذا لا يخلع عنها ملابسها لينال حاجته ثم يرميها خلفه كنفاية كما كان زوجها السابق يفعل ..
لماذا يبدو وكانه يصر أن يمنحها هذه اللذة حتي ولو رغما عنها ؟!
لماذا تشعر معه وكأنها واحدة أخرى ..
واحدة تتفتح براعم انوثتها معه وتحت شمسه هو..
تماماً ..كما ظنت نفسها ستكون مع "ناصر"!!
ناصر!
"عين خيالها" تستجلبه للصورة من جديد ..فتجد نفسها رغماً عنها في ذات الدوامة ..
تارة تراه بصورة زوجها السابق فتنفر مقاوِمة..وتارة تراه بصورة ناصر فتقبل راغبة ..
وبينهما تجاهد نفسها كي تفيق من كل هذا دون جدوى!!

اللذة المستحدثة تتحول لعذاب هي الأخرى ..
عذاب فضحته دموعها التي وقفت حائلاً بينهما مرة أخرى ..
فتشعر به يبتعد ليمسحها بأنامله هامساً بضيق عبر أنفاسه اللاهثة :
_برضه بتعيطي ؟!

ضيقه لم يحمل عتابه بقدر ما حمل تفهمه الذي ذبحها وهي تشعر بالمزيد من الذنب !!
فتعض شفتها بقوة وهي عاجزة عن الرد لكنه يحرر شفتها من أسنانها بأنامله هامساً بنبرة امتزج فيها العتب بالعبث :
_افتحي عينك يا جبانة .

تفتح عينيها ببطء متعجبة سرعة تحول لهجته بهذه الطريقة ..
لكنها فهمت من فيض نظراته ما يناقض هذا العبث الذي تزخ به كلماته ..
عيناهما تلتقيان بحديث طويل تقاسمت فيه القلوب جنون خفقاتها ..
قبل أن تشعر بأنفاسه اللاهثة تزداد سكينة مع هذه الابتسامة التي شقت شفتيه وملامحها تظللها كغيمة بين رعد ..ومطر !

_قلتلك حسين رجائي خط أحمر ماتعديهوش ..قولي أنا آسفة.
_ما انا قلت .
تهمس بها بصوت متحشرج ترد على عتابه الجاد وهي تحاول تحرير جسدها منه ..
لكنه يثبتها بثقل جسده مردفاً بين إصرار وعبث ..
_قوليها بنِفس!
_لا .
تقولها بعناد فيعيد تكبيل كفيها بقبضتيه جوار رأسها هامساً لها :
_حلووو ..نعيد بقا الماتش م الأول .
_لا لا لا ..آسفة ..أنا آسفة !

تقولها بسرعة فيضحك ضحكة عالية قبل أن يعود ليقترب بوجهه منها صامتاً للحظات ..
عيناه تطوقان ملامحها بهذا المزيج الذي يقذفها وسط تنّور إحساس لاهب ..

_لو مش عايزة تروحي مش هاغصبك ..بس حضورك وسط اخواتي مهم قوي عندي ..
يهمس بها أخيراً بجدية دون أن يغير وضعه لتغمض عينيها محاولة استجماع شجاعتها :
_مش هاقدر أواجه حد دلوقت ..أنا لسه في عيون الناس العروسة اللي عريسها هرب فدورت على واحد تاني في نفس الليلة ..عشان ما تطلعش بإيدها فاضية !

حاولت مزج عبارتها الأخيرة بالهزل لكنها خرجت رغماً عنها أكثر مرارة ..
فداعب جفنيها بأنفه ليجبرها على فتحهما قبل أن يغرس نظراته في عينيها ولايزال يكبل كفيها بكفيه :
_م الناحية دي اطمني ..محدش هيضايقك بكلمة أو حتى نظرة ..كلهم أهلي وحبايبي ..ومصدعهم بكلامي عنك ..هم حبوكي بعيوني قبل ما يشوفوكي ..

هزت رأسها بعدم اقتناع رغم أن كلماته لامست جدران قلبها التي لا تزال صلدة ..
فابتسم ليردف بمزيج من حنان وحزم:
_اتفقنا ماعدناش هنهرب ..صح؟!

رفعت إليه عينين زائغتين ليدرك قرب انتصاره ..والصمت يظللهما للحظات ..بدا فيها أنها اتخذت قرارها بعدم الهروب فعلاً ..
فاتسعت ابتسامته وهو يغمزها بقوله :
_يعني ما عادتش بتعصبك "اتفقنا"؟!
كتمت ابتسامتها بصعوبة وهي تشيح بوجهها ..
لتنتهز فرصة انشغاله فتحرر كفيها منه بسرعة وتحاول النهوض عنوة ..
لكنه عاد ليحيط كتفيها بقبضتيه معيداً إياها مكانها قبل أن ينحني فوقها بوجهه هامساً بعبث :
_على فين "يا خِطِر"؟! كل ده كلام جد ..
ثم يغمزها مردفاً :
_الحساب يا "عسل"!
========


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 12:36 AM   #918

Tamaa

? العضوٌ??? » 407831
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » Tamaa is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس مميز بس يعني اليوم ما فيه فصل جديد؟

Tamaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 01:22 AM   #919

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

قلللبببي يا ناااس

Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 13-09-19, 09:55 AM   #920

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

اسلام ده عسل الرواية الغير متوقع

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.