آخر 10 مشاركات
السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي قصص الثنائيات نال اعجابك ؟
فراس ورهام 10 40.00%
عماد و جودي 3 12.00%
فؤاد و أزهار 5 20.00%
عصام و زهور 0 0%
نبيل و آية 4 16.00%
ليث و مها 3 12.00%
المصوتون: 25. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-19, 12:22 PM   #141

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي





لم استغرق وقت لاتعرف على الفتى المرح المحبوب في الجامعة والذي كان يلعب كرة السلة مع تلك المجنونة في عرض مجاني مثير
وكانهما يدركان تأثيرهما على الجميع
لن اتحدث عن هالة ازهار التي تحيط بها وكانها مغناطيس يجذب الانظار اليها
وكان لا انثى غيرها على وجه البسيطة
فهذا الفتى العابث يملك جاذبية تشكل خطرا حقيقا على قلب اي انثى
وهو لا يدخر اي جهد في استعمالها ليترك اثر في قلب اي انثى يمر بجانبها
لا انكر ان شخصيته عفوية الي حد ما الا انه يظل خطرا خطرا جدا
قلت بابتسامة مجاملة
“ وانت ابن عمها الذي جعل نصف طالبات الجامعة يتركن كل شيء ليشاهدن عرضك الشيق ”

انفجر ضاحكا ثم اضاف قائلا
“ وطالبتك تكفلت بالنصف الذكوري من الجماهير ”
لا ادري كيف شعرت بالغيظ فعلا وتمنيت انني جررت حينها من شعرها لاخرجها من ذاك الملعب البائس
ربما حينها ساتمكن من معرفة ملمس كرة الشعر المجعدة تلك
اضاف حسان قائلا
“ بينما تكفلت انت بنهاية درامية للعرض تليق كختام لاحدى مسرحيات شكسبير ”
ثم غمز بعدها فلم اعلق الا بابتسامة كانت موجه للسيد منير الذي يجلس على مسافة مني يجالس شابا بدا مقربا له بطريقة ما الا انني لم استطع ان اعرف ان كان من افراد العائلة ام لا
لقد خف عدد الرجال في المجلس بشكل ملحوظ
مما جعل الاحاديث واضحة بينما كانت تتداخل مع بعضها بشكل لا ترى في الي تحرك الافواه دون ان تكون قادرا على ربط الي اي اصوات تنتمي
خرجت تنهيدة حارة من جوفي توازي ما اشعر به احتراق منذ اسابيع
اخرجت هاتفي الذي اعلن عن وصول رسالة نصية
فكان من جودي تقول فيها
“ هل غادرت ”
ارسلت لها اخبرها انني لا ازال موجدا فارسلت
“ هلا تقابلنا ارجوووك ”
“ غدا جودي.
ساخذك لمكان جميل ستحبينه. اما الان لا اظنها فكرة جيدة”
ارسلت وجها دامعا وهي تقول
“ ارجوووك ، لقد اشتقت لك اخي، لم اصدق نفسي عندما رأيتك مع نبيل الليلة،
انا احتاجك فقط خمس دقائق ”
تلك المدللة تعرف كيف تجعلني انفذ لها كل ما تريد
تنهد بقلة حيلة وارسلت لها
“ سارى ان امكنني ذلك ”
وقبل ان اتلقى منه ردا اجفلني صرخة رجل منصدم يقول
“ انت تمزح بلا ادنى شك ”
رفعت رأسي انظر للشاب الذي كان يجلس برفقة السيد وقد مذهولا وهو ينظر للرجل الذي بجانبه بينما كان الاخر يجلس بهدوء غامض يبتسم ابتسامة هادئة بينما قال بصوت لا يبدو عليه اي مزاح
“ ومنذ متى تعرف امزح يا عماد وفي امر كهذا ؟ ”
تحرك حينها المدعو عماد وجلس مقابل وقال بصود لا يزال يحمل في نبرته عدم التصديق
“ اتعني انني لا اهذي وانك طلبت فعلا يد ابنة اختي للتو ”
كتمت ضحكة كانت ستخرج مني مرغما وانا لا اصدق ان كل هذه الصدمة فقط لانه اراد ان يتزوج من ابنة اخته كان واضحا انه سعيد سعيد الي درجة لم يستطع اخفاءها
تخيلت للحظة ان احدهم خطب مني جودي بالتاكيد كنت ساقاوم رغبة ملحة للكمه الا انني ساقاوم تلك الرغبة واتظاهر بالبرود وانا اخبره انني سافكر في الامر
بدا الفكرة ممتعة الي حد ما وبدا اكثر متعة وانا اشاهد الشاب الثلاثيني يبتسم بحبور وهو يقول
“ الا ان كنت لا تراني اناسبها ”
ليقول الاخر باستنكار
“ اتمزح يا رجل انا بالكاد اصدق انك قررت الزواج لتاتي وتقول انك تريد ابنة اختي
يا الهي لا ازال اواجه مشكلة في تصديق ذلك ”
ووضع يده على جبين الجالس امامه واكمل كلامه قائلا
“ ربما انت محموم وتهذي لم تكن بخير في الاونة الاخيرة ”
ليهز ذاك رأسه بعجز ويلتفت لجانبه قائلا
“ ما رأيك انت سيد منير يبدو ان صهرك يعاني صعوبة في استيعاب الامر ليمنحني ردا ”
نقلت نظري السيد نبيل آليا في حالة من الذهول وانا احاول فك شيفرة كلامه وانا اراقب السيد منير الذي قال بابتسامة
“ الرأي لجدها اولا ”
ليتفت الانيق للجهة الاخرى فالتفت معه تلقائيا للسيد محسن الذي كان يجلس على راس المجلس يجاوره على اليمين الحفيد الاكبر غانم وعلى يساره رجلا مسنا لم اعرفه قبلا فقال السيد محسن بعد ضحكة خفيفة
“ لاكون صريحا انا ايضا في حال عدم تصديق انك كسرت حلقة العزوبية التي كنتم تتمسكون بها وكأنها عهد بينكم ”
ثم صمت لبرهة واضاف
“ ولكن ان كنت جاد لن نجد من هو خير منك لنأمنه على ابنتنا ”
ليرد الفتى الانيق بابتسامة
“ جاد تماما ”
“ اذا على بركة الله ”
ماذا يجري هنا مالذي يتحدثون عنه
بل عن من يتحدثون
لم اعد افهم
وكانما تحول اللغز لقضية كونية لا يستطيع عقلي استيعابها
ابنة اختي ، صهرك ، جدها
كانت هذه كلمات تدور في ذهني في حلقة مفرغة دون ان تجد رابطا بينها
بلا ادنى شك يتحدثون عن ابنة السيد منير
ولكن يستحيل ان تكون ازهار
الا ان صوتا في اعماقي صرخ قائلا
“ ولم لا يا فؤاد ”
لتخرج اهة اثر ضربة قوية من قلبي الذي كان يصرخ هو الاخر لينفي حديث عقلي
ليبدأ صراع اخر بين عقلي وقلبي عمن سيؤلمني اكثر
صداع راسي الذي ظهر من العدم ام قلبي الذي يكاد يخرج من جوفي
سمعت صوت حسان الذي قال بقلق
“ هل انت بخير ”
قلت بانفاس متقطعة
“ احتاج لبعض الهواء النقي ”
لا ادري ماذا قال بعدها ولا ماذا قلت انا نفسي ولا كيف وقفت وتبعته لنخرج من المجلس وبعدها من الملحق
كلما اعلمه انني جلست على كرسي خشبي في مكان اشبه بحديقة صغيرة بينما اختفى حسان للحظات وعادة بعدها بكأس ماء ومده لي قائلا
“ تفضل ”
تمتت بكلمة شكر بينما اخذه منه كأس الماء واخرج هو حبة من شريط كان يحمله وقال
“ ان لم اكن مخطأ انت تعاني من قصور في قلبك اليس كذلك ”
نظرت الي الحبة التي مدها لي بدهشة فقال ضاحكا
“ صدقني لست طبيبا فاشلا كما يقول جدي وامراض القلب من اختصاصي فثق بي وخذها ستساعدك على تخفيف الالم ولكني انصحك بمراجعة الطبيب سريعا ”
اخذت الحبة في صمت وبلعتها ثم شرب عليه كوب الماء باكمل واستند للخلف اغمض عيني وافكر انه محق
سمعت ضحكة خافتة من حسان ففتحت نصف عيني انظر اليه بضيق فقال
“ لقد شعرت ان هناك شرارة خاصة بينك وبين ابنة عمي ولكني لم اتوقع انك وضعك بهذا السوء
يا رجل ”
قلت بضعف
“ اتعلم بدات ارغب في لكمك يا حسان ”
ضحك عاليا وقال
“ اعلم انك لطالما رغبت في ذلك ”
خرجت تنهيدة حارة من جوفي فقال
“ هون عليك ربما عصام يقصد شقيقتها ”
لا ادري كيف خرجت اسم
زهور من بين شفتي وانا اتذكر تلك المرة التي التقيت بها امام الجامعة ولكني جلست بعدها باعتدال وانا اقول
“ اليست متزوجة رأيت خاتمة دبلة في يدها ”
هز رأسه قائلا
“ انها مطلقة ولكنها ترتدي الخاتم لتبعد عنها الخطاب ”
ثم اضاف قائلا بابتسامة
“ من اين تعرفها هي الاخرى، فهي ليست طالبة لديك بالتاكيد ”
قلت بشرود وانا افكر في احتمالية ان كان يقصد ذاك الانيق زهور
الا انه لا يزال احتمالا انه اراد ازهار فهل ساخسرها فعلا حينها
“ التقت بها مرة من قبل ”
هز راسه في صمت بينما نظرت انا للهاتفي الذي لا يزال في يدي
ثم تذكرت جودي ففتحت انظر ان كانت تركت لي رسالة فكان بل فعل هناك واحدة
ففتحتها فوجدتها تقول
“ بل سانتظرك في الاسفل لاصطادك قبل ان تغادر ”
المجنونة ستفعلها بالتاكيد
قلت لحسان وانا اقف
“ يجب ان اغادر الان حسان ”

اخرجني صوت الهاتف الذي صدح في ارجاء السيارة من دهاليو ذاكرتي فاخذته وانا ارد على المتصل دون ان انظر الي اسمه وما ان وضعته على اذني جاء صوت جودي غاضبا لاهثا وهي تقول باندفاع
" من بين كل بنات حواء على وجه الارض الم تجد انثى غير هذه المجنونة "
ابعد الهاتف عن اذني انظر لاسم جودي على الشاشة ثم اعتده وانا اقول
" ماذا يجري لك جودي انا لم افهم شيئا "
قالت بصوت لم استطع تصنيفه من التشويش الذي اشعر به
" ما يجري ان حبيبتك كادت تقتلني لولا جدها الذي ظهر فجأة من العدم "
قلت بصدمة
" من حبيبتي !!!؟؟"

***★★★***

نهاية الفصل
في امان الله


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 12:45 AM   #142

الطاف ام ملك

? العضوٌ??? » 329032
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 405
?  نُقآطِيْ » الطاف ام ملك is on a distinguished road
افتراضي

بدأت بقراءة الرواية من يومين ولم اتوقف حتي وصلت لاخر بارت نزل، قصة مشوقة واحداث متشابكة، سلمت يدينك وبانتظار الفصل الجديد علي احر من الجمر

الطاف ام ملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 09:16 AM   #143

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

كل سنة وانتم بالف صحة وعافية
اضحى مبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-19, 10:39 PM   #144

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

اين الفصل الجديد ظبية البان.. في الانتظار

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-19, 02:06 AM   #145

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العشرون









قلت بغيظ وانا ارفع يدي لشعري اعيد ترتيبه ثم اتحسس رقبتي بذات اليد
" انا لا اصدق اخي انها لا تناسبك حتى "
ثم اضفت بانفعال وانا الوح بيدي كانه يراني
" انها مجنونة تماما وهوجاء كما انها ليست جميلة ابدا "
قال بصوت هاديء
" جودي اهدئي "
لا اعرف كيف استكنت وانا اقول بهمس
" انها تغار عليك بشدة "
شعرت بابتسامته وهو يقول بنبرة حانية
" كما تفعلين انت الان ؟ "
اعترف انني منزعجة من الامر ومجرد التفكير ان هذه الازهار تعني شيئا مهما لفؤاد يشعرني بالجنون
لا يمكنني تصديق انه يحبها انها النقيض تماما عن كل ما تمناه في شريكة حياته
ساجن تماما لاعرف كيف تعارفا اين التقى بها وكيف احبها بهذه السرعة
بحق السماء لم يمض اكثر من شهر على وجودنا في هذه البلاد لنقع في دهاليز العشق بهذه السرعة
الا يكفي ما يفعله خالها بي لتاتي هي وتقلب كيان اخي بهذا الشكل
جاء صوت فؤاد جادا وهو يقول
" جودي لا تفكري بالامر كثيرا فهو ليس كما تظنينه عزيزتي "
ثم صمت لبرهة وهو يقول
" انت لم تخبريها بحقيقة كونك شقيقتي اليس كذلك "
قلت من فوري
" لا تقلق اخي لم انس كلامك "
ثم قلت بهمس لم يصل اليه
" فلن افوت هذه الفرصة لانتقم من صاحبة الشعر الشوكي "
بينما قال هو بصوت مستعجل
" جيد. والان يجب ان اذهب جودي سنتحدث غدا اعدك "
قلت بابتسامة
" حسنا اخي الي اللقاء "
اغلقت الهاتف وانا استند على جدار الشرفة التابعة لجناح المدعوة سناء وانا اراقب القمر الذي
يكاد يكون بدرا يتوسط السماء الزرقاء والنجوم تحيط به من كل جانب
ضممت جسدي بيدي وقد شعرت بالبرد
استند على الجدار انظر للمبنى الاخر الذي بدا اصغر حجما من هذا الا انه يشبهه كثيرا في التصميم كما ان الاخر بدا اشبه
بفيلا بينما هذا اقرب الي القصر بل هو قصر فعلا
يفصل المنيان مساحة من الاشجار المتباعدة عن بعضها وقد اختص كل واحد بحوض دائري
لم اتبين انواع الاشجار الا انه كان واضحا انه يتم الاعتناء بها بشكل خاص
تركت الشرفة وانا اعود الي الداخل حيث اجتمع الجميع وقد انضم الينا ابنتا خالة آية بعد احضرتهما والدتهما وقد رفضتا سابقا دعوة منى للانضمام الينا
حسنا هما خجولتان بشكل مفرض ولهذا السبب حتى انا لا تربطني بهما علاقة وثيقة ولا شك انهما ستواجهان مشكلة في الاندماج مع البقية وقد دفعتهما والدتهما دفعا لتجعلهما تنضمان لنا لا اصدق انهما فعلا ابنتا الخالة بشرى التي تثير الرعب في قلوبنا انا ورهام كلما جلسنا مع آية واقنعناها بكشف وجهها
ماذا تفعل آية الان يا ترى لا بد وانها تموت رعبا بين يدي زوجها ، المسكينة لا بد وان الامر صعب عليها
اتمنى فقد ان يتحلى نبيل ببعض الحكمة ويدعها تعتاد عليه اول رغم اني اشك في ذلك فنبيل ابعد ما يكون عن الحكمة لطالما كان مندفعا وجريئا اهوجا لا يحكم الامر ابدا
كما اتمنى انه انهى علاقته مع ماري فلا ينقص آية المزيد من الضغوط يكفيها احساسها الذي ينبئها انها ستفشل في زواجها, اتمنى فعلا ان تحظى بالسعادة فهي تستحقها بكل تاكيد وارجوا الا يخذلها نبيل
انضممت الي الفتيات وجلست بجانب رهام وانا انظر لازهار بطرف عيني وفي المقابل هي ايضا لم تقصر برمقي بنظرة حادة
فابتسمت ابتسامة استفزها به وقلت في نفسي
" احترقي بنيرانك اكثر عزيزتي فلن تحصلي على فؤاد الا بتصريح مني شخصيا ولن اسمح بحصول ذلك ابدا "
ابعدت نظرتي عنها والتفت لمنى التي قالت
" واخيرا انهيت مكالمتك الغرامية ؟ "
ثم اضافت
"علمت ان فتاة بجمالك ومن بيئة كباريس لا بد ان يكون هناك من سرق قلبها بالتاكيد "
قالت منيرة بحرج وهي تسحب ابنة عمها للخلف
" لا تلقي بالا لحديثها انها هكذا دائما حالمة ومتحمسة وتعشق قصص الغرام"
فقالت شهد بخبث
" تقصيدين قصصا كقصتك مع عمر "
شهقت منيرة وهي تضع يدها على فم شهد بسرعة قائلة
" اصمتي شهد "
قالت حينها غالية وقد ابعدت كتابها الذي كانت تقرأ فيه
" لا افهم كيف تخجلين كلما ذكر احدهم عمر وانتما متزوجان منذ سنتين "
قالت منى رافعة يدها تشير لمنيرة
" هذه الحمقاء حتى لا تتحدث معه عبر الهاتف ربما اخر مرة سمعت فيه صوته كان في العيد الماضي "

قالت منيرة بحرج
" بل قبل اسبوعين فقط لا تبالغي منى "
قالت منى تهز راسها بيأس
" أريتم ؟؟ "
بدأ الجميع يضحك على منيرة التي بدأت تتلعثم في الكلام وهي تدافع عن نفسها
كنت انظر لازهار التي ادعت انشغالها بشيء ما في هاتفها منكسة برأسها تدعي الاندماج
كانت هادئة جدا وكأنها ليست ازهار التي كادت ان تخنقني وهي تسألني عن علاقتي بفؤاد
لم استوعب الامر في البداية بل لم ادرك كيف انتهي بي الامر محتجزة بينها وبين الجدار بعد ان سحبتني خلفها ودخلت بي احدى الابواب
كانت غاضبة ومشوشة بل كانت كمن يبحث عن حقيقة لا يرغب بمعرفتها
وقد تضاعف غضبها اضعافا ما ان قلت لها ببرود
"لا اظن ان هذا من شأنك "
ردا على سؤالها الذي قالت فيه بكل هدوء
" ما الذي كنت تفعلينه برفقة فؤاد "
لتقول بغضب هادر
" لن اكرر سؤالي يا هذه ما الذي كنت تفعلينه برفقة فؤاد "
لاكون صريحة كنت اشعر بالمتعة وانا اشعل نيران غضبها ببرود وانا اقول
" انت تعلمين اجابة سؤالك واعتقد ان هذا يفسر غضبك "
لم ادرك انني كنت العب باعصاب الشخص الخطأ الا عندما شدت شعري بقوة
" وخالي ايتها الحقيرة لم كنت تحومين حوله اذا "
كنت قد نسيت امر عماد تماما
هذا قد يفسر غضبها الهادر ولكني لا ازال متمسكة بان لفؤاد دور ايضا
وفي ظل دراستي لاختلاجات وجهها ولغة جسدها
نسيت ان شعري لا يزال بين يديها حتى سحبتها بقوة وهي تقول
" اسمعيني جيدا ايتها الهجينة اخبرتك سابقا انني مجنونة تمام فيما يخصني
حاولي فقط ان تقتربي من عماد وسأتأكد انك لن تري رجل اخر في حياتك "
كان بامكاني ان ادافع عن نفسي وانتف لها شعرها الشوكي الا ان رؤيتها هكذا تشكل متعتا اكبر بكثير
كما انني لا اريد اثارة المشاكل وانا ضيفة في هذا المنزل
الا انها كانت تستفز هدوئي اكثر فاكثر وهي تسحب شعري اكثر للخلف وهي تقول بتهديد هامس
" بالتاكيد عماد لا يستحق ان يصدم من اول تجربة له الا انني لن اتوانى عن اخبار ذاك الهمجي عن مغامراتك في القرية ويمكنني ان اتخيل كيف ستكون ردة فعله"
وانا ايضا يمكنني تخيل ذلك
حينها سيتكفل هو بارسالي الي الشمس
كانت تنظر الي وكانها تتنظر ردا على تهديدها فلم ابخل عليها بذلك وقلت بابتسامة
" افعلي ما شأتي ليس لدي اي نية بالابتعاد عن اي منهما "
حينها فقدت اعصابها تماما وهي تترك شعري وتمسك برقبتي لتدفعني بعدها بقوة على الجدار وبلا شعور خرجت مني آآهة متألمة تزامنت مع فتح احدهم للانوا فابتعد عني مجفلة وقالت بهمس مصدوم
" جدي؟؟ "
حينها رفعت نظري الي حيث تنظر فكان هناك رجل بدا عليه علامات الكبر من شعره الفضي الي تجاعيد وجهه الا انه كان يقف بشموخ ويستند على عصاة لا اري انه بحاجة اليها في الاساس
قال بصوت جوهري وهو ينتقل بنظراته بيننا
" ماذا يجري هنا "
فلم تجبه اي منا فتقدم عدة خطوات وقال بشيء من التهديد
" تكلمي ازهار ماذا يجري هنا "
قالت حينها الواقفة بجانبي بهمس
" لا شيء جدي مجرد خلاف بسيط "
قال حينها باستهجان
" خلاف بسيط ؟؟"
ثم اضاف قائلا
" خلاف بسيط انتهى بمعركة صغيرة اليس كذلك"
ثم نظر ناحيتي واضاف
" معركة غير متكافئة الاطراف "
رفعت يدي لشعري القصير الذي بات مشعثا بفضل هذه المجنونة التي تقف الان امام جدها وكانها فرخ ابتل بالماء
وقبل قليل كادت ان تلتهمني حية
لابد ان لهذا الرجل هيبة لتقف امامه بخضوع هكذا
تذكرني بنفسي عندما ارتكب خطأ في طفولتي فاقف مرتجفة امام امي انتظر العقاب
عندما طال الصمت من كلتانا قال الجد بصوت هاديء
" افهم من هذا انكما لا تريدان اخباري ؟ "
ثم اضاف وقد رفع يده لفمه بتفكير
" قد يكون في الامر اسرار بنات كيف فاتك هذا يا محسن "
بدا وكأنه يحدث نفسه ثم صمت لبرهة يفكر بشيء ما
فنظرت لازهار التي كانت تمسك قبضة يدها بقوة وكانها تستعد للكم شيء ما
اما ملامحها كانت هادئة جدا تنظر لارض في صمت
بدت وكأنها تسبح في عالمها الخاص بعيدا عما يدور حولها
مالذي تفكر فيه يا ترى
كان كل تفكيري منصبا على تحليلها وقد نسيت الواقف معنا كما قد نستها هي الاخرى
الا ان العصا التي سقطت موق راس ازهار اخرجتها من حالة التفكير التي كانت فيه وقد صرخت متألمة
" آآآه جدي "
لم استطع منع نفسي من الضحك عليها وهي بهذا المنظر ولم احسب حساب الضربة التي تلقيتها انا الاخرى
فامسكت راسي بكتا جدي بينما اتى صوت الجد قائلا
" بم ان اي منكما لا تريد الحديث عما يجري يمكنني معاقبتكما معا وهكذا لا ظالم ولا مظلوم "
ثم اضاف
" كما ان زوجتي في طريقها حاملة طبخها الشهي ولن اضيع وقتي في التحقيق معكما وادعه يبرد
ستكون الخسارة خسارتي حينها "
ثم تجاوزنا قائلا
" غادرا جناحي ارجوكما ولا داعي لاغلاق الباب خلفكما ستتكفل فاتن بذلك "
نظرت خلفه باستغراب احاول فهم ما قال ويبدو ان عقلي يعاني من خلل ما بعد ضربته تلك
بينما غادرت ازهار بهدوء فقررت ان اتبعها في صمت انا الاخرى
ولكن قبل وصولي للباب اوقفني صوت من خلفي قائلا
" انتظري "
التفت للخلف انظر باستغراب للرجل الذي التفت بكامل جسدي فقلت اشري لنفسي
" تقصدني انا "
قال حينها مركزا على وجهي
" اجل انت هل تقابنا من قبل "
قلت بتفكير
" لا اظن سيدي "
قال حينها بصوت مبحوح قوي
" ولكنك تعرفين نبيل جيدا اليس كذلك "
قلت بابتسامة اخفي بها توتري الذي يفرضه علي هذا الرجل
" اجل سيدي التقيت به عدة مرات في باريس "
صمت لبعض الوقت يفكر بشيء ما
" ابنة من انت "
في الواقع لم اتوقع منه هذا السؤال مما جعلني اشعر بخوف حقيقي من هذا الرجل
تذكرت وعدي لاخي قبل مغادرتنا لباريس انني لن اخبر احدا باسمي الحقيقي
ولكني شعرت ان هذا الرجل سيعرف انني اكذب عليه
ومع ذلك قلت بهمس
" ابنة محمد الخالدي "
احنى رأسه صامتا لبعض الوقت ثم قال بصوت رخيم هامسا
" احذري مما تجهلينه يا صغيرة لا تدخلي في لعبة خاسرة احيانا ما نجهله يحفز فينا روح المغامرة ولكن
علينا ان ندرك متى يجب ان ننسحب "
تراجعت بصدمة وقد ادركت ما يعنيه
بينما التفت هو في صمت وتحرك مبتعدا
خرجت بسرعة من المكان وما ان تجاوزت الباب تقابلت بالزوجة الصغرى فاتن والتي نظرت الي باستغراب ولكنني القيت عليها تحية هامسة وتابعت طريقي اترك لزوجها تفسير خروجي من جناحها في الوقت

*******
ما اشعر به الان اشبه بشعور طائر ظل حبيسا

لسنين في قفص ذهبي ينظر من خلاله الي السماء يحلم بالطيران وعندما أطلق سراحه اكتشف أن جناحاه مكسوران
لم امتلك يوما هدفا او حلما تشبثت به وسعيت لتحقيقه بكامل طاقتي
ازهار كانت دائما تحلم أن تثبت نفسها علميا فكان سعيها دائما احراز المراتب الأولى أما بالنسبة لي كانت المدرسة مجرد
عادة اقوم بها كل صباح
اما التفوق فلم يكن يشكل لي اهمية كبرى
بل انني كنت احصل على النجاح بشق الانفس وقد رسبت مرة في الاعدادية فاعدت الفصل العام التالي وقد اصرت أزهار حينها على البقاء معي و هكذا اضاعت عاما كاملا رغم تفوقها
ومن حينها كنت ابذل جهدي لكي لا ارسب من اجلها فقط
وعندما تزوجت لم يكن خالد من منعني اكمال الدراسة بل كانت رغبتي
لم ارى اي ضرورة للحصول على شهادة لن استفيد منها ما دمت لن اعمل بها
بالاضافة الي ذلك لم يكن لدي شغف لمجال معين التحق به وان كان من اجل المتعة
فانتهى بي الامر الي ما انا عليه
انظر عاليا ابحث عن هدف اركض خلفه لاهثة وما ان أصله اكتشف انه مجرد سراب
لم أحقق يوما نجاحا افتخر به امام نفسي اولا قبل الآخرين
اي خواء هذا الذي يحيط بي يجعلني عاجزة عن إيجاد هدف أحيا لأجله
يا إلهي
كم كنت غبية عندما رفضت الانجاب فقط لأنني لم أكن جاهزة لتحمل مسؤولية
تربية طفل وكم أخطأ خالد عندما وافقني على
ذلك
كم كنت ساذجة حمقاء لا تفقه شيئا ولا ازال
ربما كان فريد محقا ما انا إلا طفلة افسدها الدلال
وليت فريد وحده يراني هكذا فرأي عصام لا يختلف كثيرا عن رأيه
فما انا في نظر عصام الا فتاة من الطبقة المخملية لا تراى ابعد من انفها
والأمر لا يقتصر على الغرباء فقط
فابي أيضا يظنني لا ازال اعيش في فلك خالد
نعم خالد رجل عشقته بكل كياني كانثى الا انني فقدت الأمل في عودته
ومع ذلك لا تجدني مستعدة لاكون أمراة رجل غيره
متى يفهمون انني بضعة من خالد خرجت لأجله ومردي اليه
نظرت لشعري المنكوش الذي انتهيت من تجفيفه قبل قليل انه يذكرني بشعر ازهار
وهذا أوحى لي بفكرة
بحثت عن مرادي في الدرج بين أدوات الزينة القليلة التي تركتها نجلاء من اجل منيرة وقد حاولت سابقا حثها على استخدام الكحل واحمر الشفاه
الا ان منيرة عاندت كعادته ورفضت وضعهما
اخرجت القلم الأسود ونظرت الي وجهي في المرآة ثم رفعته ارسم نقطة حيث يفترض ان تكون شامة ازهار
وبعد أن انتهيت نظرت لنفسي بابتسامة وقد تذكرت كيف كنت أبكي لكي تضع لي امي شامة كازهار لكي لا يتعرف علينا احد
كنت احب تمثيل دور ازهار لإثبات حجة غيابها بعد ارتكاب جرائمها
لا سيم عندما تغادر المنزل خلسة لتلعب مع الصبية في الشارع كانت تعشق كرة القدم وكل ما يتعلق به ولم تنجح محاولات امي في اقناعقا ان كرة القدم للصبيان
وعندما أصبحت في الخامسة عشر تركتها من تلقاء نفسها لتبدا بكرة السلة
انتبهت لدخول أحدهم فالتفت ناحية الباب فكانت منيرة اقتربت مني مبتسمة وقالت
“ جيد انك مستيقظة يا زهرة أزهار ”
قلت بعبوس مصطنع
“ لا احب هذا اللقب”
ضحكت حينها وقالت
“ اتذكرين كيف كانت تستغلك وتقحمك في مصائبها وتنجو هي بفعلها”
قلت بابتسامة
“ اجل اذكر ذلك و اذكر انني كنت اساعدها عن طيب خاطر”
قالت حينها وهي تكتم ضحكتها
“ نعم كنت طيبة القلب يا زهور لدرجة تثير حنق جدي فيعاقبك وهو يدرك تماما انك بريئة”
ضحكت حينها من كل قلبي وانا اتذكر كلمات جدي وهو يضربني على راسي بعصاه
“ أيتها الحمقاء كم مرة اخبرتك الا تدعي تلك الهوجاء تستغلك”
كنت حينها تستر على ازهار بعد سكبت علبة حبر على أوراق جدي وعندما سأل جدي عن الفعال أخبرته انني من فعلت وكانت ازهار موجودة حينها ولم تنفي كلامي فغضب جدي حينها وقد أدرك لعبتنا فعاقبنا نحن الاثنان

قالت منيرة فجأة

“ يا إلهي لقد نسيت ”
ثم أضافت وهي تسحبني خلفها
“ نحن بحاجة لاستعارة خبراتك لبعض الوقت “
قلت وانا أسير خلفها اجاري خطواتها
“ الي اين تاخذيني”
لم تجب علي حتى صعدت بي الدرج واصبحنا امام جناح سناء فدفعت الباب وقالت بصوت عالي
“ لقد احضرتها “
دخلت بي لمشغل سناء ثم تركت يدي وقالت
“ لقد أنهيت مهمتي والان عليكم أقناعها”
نظرت للوجوه التي تحدث بي برجاء وانا لا أفهم شيئا مما يدور حولي حتى اقتربت مني شهد قائلة
“ ارجوك ابنة عمي لا ترفضي لنا هذا الطلب “
نقلت بنظري بين الوجوه في استغراب وقد لاحظت عدة شخصيات لم اعرفها الا ان نظرتي توقفت على الجلسة بعيدا في زاوية الغرفة تنظر ناحيتنا بابتسامة هادئة
كانت تردي فستانا ابيض طويل بأكمام طويلة وقد أنساب شعرها على كتفها من جهة واحدة واكتفيت بعقد ذهبي يلتف حول عنقها مشابه لاقراطها
انتقلت بنظري بعيدا عنها بعد أن تلاقت نظرتنا وعدت لشهد وقلت
“ لأفهم اولا ما يجري”
قالت حينها
“ نحتاج لخبرتك في التجميل ”
قلت حينها
“ تريدون مني أن أضع لكم المكياج ”
هزت شهد راسها وأكدت غالية قائلة
“ اجل”
قلت وانا اتجه لطاولة الطويلة التي تحتل الجانب الغربي للغرفة وقد رتب عليها كل أدوات الزينة
“ حسنا لنرى ما يمكنني فعله”
قالت منى بدهشة
“ وافقت هكذا ببساطة”
قلت حينا وانا أضع كل ما قد احتاجه جانبا
“ لم انت مستغربة هكذا ”
في الواقع لست مندهشة من استغرابها
ففي الغالب كنت سارفض طلبهن وهذا ما يتوقعونه الا انني اليوم بحاجة لما يشغلني عن التفكير بأشياء كثيرة

بالاضافه إلى ذلك انهن فاشلات تماما في وضع الزينة والأمر ليس غريبا
فشهد وغالية لا تزالان في الثانوية ويمنع عليهما وضع اي زينة وذلك بامر من جدي والامر ينطبق على منى ايضا
رفعت راسي انظر للجلسة بعيدا وقد انضمت إليها شقراء الشعر تتحدثان بهمس
لا أدري لم أشعر بالفصول ناحيتها
منذ رأيت صورتها سابقا وهي تحتل جزءا من تفكيري
ربما لأنها تذكرني بما يفترض ان اكون عليه
كامتداد طبيعي لشخصيتي في السابق
فتاة هادئة قليلة الكلام امام من لا تعرفهم الا انها سريعة التاقلم مع من حولها
بشوشة مرحة لا يغادر الابتسامة محياها

لم يستغرق عملي عليهن وقتا لاني حاولت قدر الإمكان وضع مكياج خفيف تناسب كل واحدة وذوقها
فقد اكتفت منيرة بطبقة من الكريم والبدرة ورفضت حتى وضع كحل خفيف الا انني استطعت أقناعها بملمع شفاه وردي
وقد شاركتها حفيدة الزعيم برفضها وضع اي شيء ولكنها كانت اقل عنادا وقد استطاعت صديقتها ان تقنعها بمكياج خفيف يناسب فستانها المبهر
وعندما انتهيت منها كانت خلابة فعلا بدت وكانها ملاك ناعم
اشاد الجميع بجمالها الرقيق مما جعلها تتورد خجلا وقد زاد تعليق صديقتها جودي الذي قالت بحماس
“ لو راك ليث الان سينسى وعده لجدك ويطالب بعرس فوري ”
انكمشت حينا رهام على نفسها وقد تحول وجهها لحبة فراولة
وقالت بهمس حانق على صديقها
“ جوديي”
قالت حينها جودي بفرح وهي تصفق
“ يا إلهي انت تحمرين خجلا وليس غصبا هذا تقدم ملحوظ”
انطلقت حينها الضحكات من كل جانب وقد وجدت شهد ضحية أخرى تستمتع باحراجها
عدت بنظري لقريبة شهد التي تجلس على الكرسي أمامي

وعندما رفعت القلم لمستوى عينها توقفت للحظة انطر بدهشة لنظرتها
كانت نظرة تائهة خاوية من اي تعبير لا أدري ما الذي تفكر به الا انها كانت في صراع مع نفسها
قلت بابتسامة.
“ هل انت بخير”

نظرت الي ثم هزت برأسها بطريقة آلية فقلت بابتسامة
“ جيد لم يتبق الكثير”
اخر من جلس على الكرسي أمامي كانت ازهار وقد بدت هادئة على غير عادتها لقد لاحظت ذلك منذ البداية ولا بد أن الجميع لاحظ ذلك فازهار لا تستطيع أن تمسك لسانها اكثر من دقيقتين عندما تكون متحمسة لشيء ما وهذا كان حالها منذ علمت بعرس نبيل
فما الذي اخمد حماسها وجعلها سارحة معظم الوقت هكذا
قلت مازحة
“ لدي احساس انك ستصيبين أحدهم بسهامك الليلة ”
ضحكت حينها بخفوت وقالت تشير براسها
“ بوجود هاتين؟؟ أشك في ذلك”
رفعت نظري لرهام الوقفة امام المرآة ومها الجالسة بجانبنا وغالية تساعدها في تسريح شعرها
أضافت بهمس
“ ولكن الا تظنين ان كل منهما تغوص في عالمها بعيدا عن كل ما يحيط بها ”
قلت حينها بهمس مشابه
“ وماذا عنك؟ في اي عالم تسبحين”
تسمرت للحظة تنظر بضياع
ثم قالت مبتسمة
“ عالم لا أدري كيف و متى دخلتها كلما أدركته انني غارقة فيه
ولا اجد سبيلا للخروج منها
والادهى انه لا مكان لي فيه ”
ما الذي يجري لازهار
رباه
كيف اصبحت لا أفهم اختي هكذا
هل كنا متباعدين لدرجة يشعر كل منا بالاخر دون أن يكون قادرا على التدخل
هل أصبح لكل منا خصوصيات لا يحق للأخرى معرفتها

قالت بحماس ومرح
“ راودتني فكرة جهنمية
ما رأيك أن تنوبي عني في الحفل
وساذهب انا في جولة بالدراجات النارية برفقة حسان”

ضربتها على جبهتها وقلت بابتسامة
“ مستحيل
لقد ولى ذاك الزمن عزيزتي


بعد انتهائي من ازهار عدت لغرفة منيرة لاجهز نفسي وكان الوقت قد تجاوزت الثانية ظهرا وقد بدأت الأصوات في الأسفل بالارتفاع
كان علي العمل على شعري اولا
ولم يستغر مني وقتا بقدر زينة وجهي
دخلت علي منيرة تطلب مني النزول من اجل الغداء فاعتذر منها انه لا شهية لي وكنت صادقة في ذلك فلم يكن لي رغبة في اكل اي شيء

وقفت امام المرآة اتأكد من منظري النهائي
كان الفستان الذي وقع عليه اختياري باللون الأحمر القاني يصل لاسفل الركبة بقليل
بحمالات عريضة وفتحة مثلثة
تنبثق من اسفلها نقوش سوداء رقيقة حتى حزامها الأسود الرقيق
تركت لشعري حرية الأنساب على ظهري مغطية الفتحة الواسعة من الخلف
الا انني اخرجت غرة قصيرة بطرقة متدرجة لم أفعلها سابقا
نظرت للخاتم في اصبعي
احترت ان كان علي خلعها ام لا وفي النهاية خلعتها بهدوء واحتفظ بها في حقيبتي
رغم اني كنت مستعدة للنزول الا انني عجزت عن ذلك انظر للباب واسمع أصوات الاغاني تصدع من الأسفل مما جعلني اتخيل عددت الحاضرين في الأسفل وبالتأكيد ستكون الصالة مليئة بهم
وبمجرد تخيل نفسي انزل من الدرج أشعر بعضلات بطني تتقلص
من التوتر
بقيت ربع ساعة واقفة احث نفسي واستجمع شجاعتي لاخطو خطوة واحدة الا ان ذلك لم ينجح بالكامل إذ كنت بحاجة لشيء يدفعني بالقوة ولكن ماذا قد يكون
وجاء الرد على شكل ازهار تقتحم الغرفة وهي تقول بحماس
“ أين أنت زهور امي تبحث عنك في كل.... ”
وتسمرت عاجزة عن إكمال كلامها وأطلقت صيحة دهشة قائلة
“ يا إلهي”
ثم استدركت نفسها واقترب مني تقول بذهول
“ كنت أعلم انك تخططين لأمر ما ولكن لم يخطر على بالي”

ابتسمت وقلت بهمس
“ عليهم معرفة اي زوجة يختارون لابنهم ”
قالت حينها بانفعال

“ انت مجنونة زهور ان ظننت ان ندوبك تشكل نقصا فيك ثم انظري الي نفسك انت تحبسين الأنفاس”
ثم أضافت بابتسامة خبيثة
“ أظنك ستخرجين اليوم ببدل الخطبة عشر واريني كيف ستخلصين نفسك حينها “
قلت بهمس
“ انت واهمة ازهار الناس لا تنسى ابدا وما ان يروني حتى يعود الماضي الي اذهانهم وكأنه حديث الأمس”
التفت حولي ودفعتني من ظهري قائلة بضيق
“ لينطق أحدهم بحرف عنك وساقطع له لسانه واحشره في بلعومه
ثم أين زهور القوية التي كنت تخبريني عنها

وأضافت
“ هيا أنزلي وارحمي امي من قلقها عليك”
ما أن نزلنا الي الصالة والتي كانت مكتظة بالكامل وقد اتجهت معظم الانظار نحونا
رفعت راسي بثقة وسرت بجانب ازهار التي أصرت ان ترافقني لأمي لترى رد فعل حماتي المستقبلية كما تقول
وكم يؤسفني ان حماسها كله ذهب ادراج الرياح فما ان تقابلنا بأمي
حتى وضعت يدها على فمها تنظر الي بصدمة وما لبث ان تحول صدمتها الي نظرة عجزت تماما عن تفسيره
تقدمت العجوز التي كانت معها من ازهار وامسكت بيدها
قائلة ببشاشة وحنان
“ لابد وانك زهور
ما شاء الله تبارك الله
حسن وجمال
حفظك الله ابنتي من كل عين حاسدة“
كل ذلك وانا انظر لأمي التي أنزلت رأسها تخفي نظراتها التي لا شك وانها كانت تحمل الكثير من الحزن
جاء لمسامعي صوت ازهار التي قالت
“ لا خالتي انا أزهار هذه زهور اختي ”
التفت للمرأة وقلت بابتسامة
“ مرحبا خالتي”

******




كنت مستلمة تماما لخالتي التي اعادت تصليح زينتي بيما تلقي على مسمعي كلمات تظنها تخفف من توتري بينما هي تزيد الامر سوءا
أعادت الخطاء اخيرا قائلة بضيق
“ ان استمريت في الارتجاف هكذا سيهرب منك العريس ظنا منه انك مصابة بمرض لا قدر الله ”
واخيرا تركتني خلفها جالسة على سرير وثير وسط غرفة شبه معتمة احدق في الباب الذي سيفتح في اي لحظة
اختفت أصوات النسوة اللاتي رافقنني للأعلى برفقة نسيبي
كل ما شعرت به خلال الأسابيع السابقة لا يساوي شيئا امام ما اشعر به الآن من توتر
ليتني اغمض عيني وافتحها فاجد نفسي في الغد
كان الوقت يمر ببطء وكأنه يستمتع بتعذيبي وانا
اسمع دقات xxxxب الساعة
ترن في عقلي لهدوء المكان
ولا ادري كيف غصت بعدها في ظلام دامس
لم انم بهذا العمق منذ ايام بل لم اذق نوما خلال اليومين الماضيين
وكم كنت بحاجة إليها بأن اريح جسمي وعقلي من كل هذا الضغط
ولم يدم الامر طويلا فموجة البرد التي هبت فجأة من حيث لا أدري زعزع سكون نومي ولم يكن الثوب الأبيض الذي يغطيني ذا فائدة وانا ارتدي تحتها فستان اقل ما يقال عن انه لا ضرورة لوجوده
ولا ادري من اين أتوا به
بدأت اشعر ان اطرافي قد تجمدت وكنت شبه واعية فبدات اتحسس السرير لعلي اجد ما اتلحف به
كنت متارجحة بين حلم بها موقد نار يغويني لاقترب منها وبين واقع يحثني
على البحث عن بطانية تدفئني
شعرت بشيء ما يسير فوق ساقي
سعى جانب عقلي النائم على تفسيرها بأنها حشرة
ومع صعوده للأعلى ظهر لي انها افعى
اما الجانب المستيقظ لم يجد تفسيرها لها
وكلا الحالتين لم يمنعا ان استيقظ بفزع

وضعت يدي على راسي بألم واطلقت آآهة مكتومة
الا ان صداها أرتد على شكل آآهة خشنة خافتة
فتحت عيني ببطء احاول استيعاب ما حولي وسبب هذا الألم
فتحت عيني على وسعها انظر للذي يمسك جبينه
بيد ويستند بالاخر شبه مستلق أمامي مباشرة
شهقت بقوة وانا أضع يدي على صدري
سمعته قال بصوت متألم
“ آآه هذا مؤلم “
فتح عينيه بعدها ببطء ثم اضاف
“ هل انت بخير؟ لم اقصد اخافتك ”
نظرت بجزع لساقي المكشوف وقد انحسر الثوب للأعلى فاخفيته على عجل واثنيتهما تحتي
ثم عدت بنظري للذي كان ينظر الي هو الاخر بابتسامة مستفزة
نظراته هذه جعلني أدرك حقيقة أخرى
غطاء الرأس الذي يفترض به أن يخفي وجهي عنه قد اختفى تماما
تذكرت كلمات خالتي
“ تذكري آية غطاء رأسك سيرفعها بنفسه لا تنزعبها ابدا حتى وان طلبها منك
ان لم يرفعها الليلة سيرفعها غدا
وبنفسه
هل فهمتي ”

شهقت مصدومة وانا ابحث عنها من حولي حتى وجدها في آخر السرير
اخر السرير؟!!
أدركت حينها الحقيقة الثانية
وهي انني تجاوزت منتصف السرير الي الطرف الآخر
عدت حينها بنظرات المصدومة للذي كان يراقبني باستمتاع بدا جليا من ابتسامته
وهو يقول
" اريت انت من اقتحم منطقتي باحثة عن الدفيء "
يا إلهي أهذا من يفترض به أن يكون زوجي
جيد انني لم أسافر بخيالي لاضع له تصورا فمهما بالغ خيالي في وصفه فلن يكفيه حقه
بالتأكيد أبدو الآن كالحمقاء وانا احدق فيه هكذا
وهل كان بوسعي ان احيد بنظري عنه

وكأن الزمن توقف عند هذه اللحظة لاتأمله واحفظ ملامحه واحتفظ بها في عمق ذاكرتي
فبدات بانفه الحاد نزولا لفمه التي بدت صغيرة جدا مع ابتسامته المائلة
اما عينيه فتحدث ولا حرج
اقل ما يمكنني القول عن هذا الرجل انه ساحر
سبحان من خلقه
اخرجني صوته جاء هامسا
“ اذاا؟”
قلت ببلاهة وقد تحولت لحبة طماطم من شدة الاحراج
“ هاااا”
اقترب حينها فجأه ونظر في عيني مباشرة
وبالكاد ترك مسافة بيننا مما جعلني احبس انفاسي وقد تشنج جسدي بالكامل
بينما تابع هو بهمسه الخافت
“ اذا هل ارضي ذوق عروس يا ترا “
لم أكن قادرة على قول شيء وانا اشعر بتقلصات معدتي من فرط ما اشعر به لقربه الشديد ويبدو انه لم يكن ينتظر ردا على سؤاله من الاساس اذ تابع حديثه
“ حان دوري لاعبر عن رأي عن عروسي "
لم يمهلني فرصة لأفهم محتوى كلمات
وهو ينفي المسافة القصيرة بيننا
وخلال لحظات كنت ضائعة في عالم اخر
كانت صدمتي قوية لادرك ما يحدث
بينما جسدي باكمله كان مستسلم لهذا الضياع
كان ينتقل بلمساته برقة من مكان لآخر ابتدأ بكتفي لعنقي ثم لشعري يغرس اصابعه فيه
بينما كانت قبلته تجتاحني بلا رحمة
ابتعد فجأه يسمح للهواء ان تجد طريقها لرئتي بينما كنت الهث فعليا كمن أنهى سباق مئة متر لتوه
كنت خائرة القوى تماما بين يديه اللتان لم تفكا اسري بينما مال هو مرة ثانية وقال بصوت رخيم متقطع
“ من اي كتب الأساطير خرجتي بحق الله؟”
كان هجومه هذه المرة رقيقا هادئا ناعمة بينما
ازدادت لمساته جريئة وهي تزيح حمالة الفستان الرقيق عن كتفي
كنت عاجزة عن فعل شيء سوى التمسك برقبته وهو يميل بي للخلف حتى استقر راسي على الوسادة الا انني لم ابعد يدي اللتان كانتا تحيطان برقبته وهل كنت استطيع؟
كنت اشعر ان الارض تتهاوي من تحتي وان افلته سينتهي به الامر في القاع

اجفل مبتعدا عني من أصوات الزغاريد التي انطلقت فجأة من العدم
تمتم بشيء ما حانقا ثم عاد بنظره لوجهي وقال شيء بالفرنسي لم أفهم فقلت بهمس لاهث
“ انا لا أجيد الفرنسية”
ابتسم بطريقته الساحرة وقال بهمس اجش
“ أعلم ذلك وإلا لن تكوني العروس التقليدية التي تخيلتها”
ثم مال براسه يغمر وجهه في شعري وقال هامسا
“ موعدنا الليلة جنيتي الساحرة وإياك أن تهربي للنوم كما فعلتي البارحة "
ثم طبع قبلة سريعة وغادرا السرير
وتركني خلفه في حالة لا يعلمها إلا الله
لا أدري ماذا حدث بعدها
متى غادر وكيف انتهي بي الامر كالامس مستسلمة لخالتي تسحبني خلفها للحمام تخبرني ان اخذ حماما سريعا بل لم أكن اشعر بالمياه الباردة على جسدي الذي كان يحترق من حرارتها
استلمتني خالتي بعدها برفقة أمراة أخرى تعملان على تجهيزي لاكون عروس الحفلة كما يجب
وبعد ثلاث ساعات كنت اجلس في الصالة على
كرسي فاخر وثير ارتدي ثوبا احمر مطرز بنقوش صفراء ويحيط بي قدر لا بأس به من الضيوف وقد القت علي كل واحد السلام قبل جلوسها
وتبارك لي زيجة العمر
حتى اعتدت الوضع ورفعت راسي انظر من خلف الغطاء للجلسات حولي كن يتفاوتن ما بين عروس حديثة العهد وسيدات كبيرات في السن
وليس غريبا ان باقي النسوة في الأسفل يعملن بكد لتجهيز الوليمة وتقديمها للضيوف بعد صلاة الظهر مباشرة
اما الصبايا فهن يرقص في مكان ما على ألحان الموسيقى الصاخبة في حماس
أجواء اعتيادية لأي زفاف في هذا البلاد
الجميع سعيد ومبتهج لاهين عن شعور العروس المسكينة
فجأة شعرت بشيء ما يرفع الغطاء عني وقبل ان استوعب الامر حشرت طفلة ربما تكون في ثالثة او الثانية نفسها تشاركني عزلتي وهي تجلس على ركبتي وقد ادخلت راسها في الغطاء الحريري
كانت تنظر الي بذهول كما كنت انظر إليها تماما ولكن لأسباب مختلفة
انا كنت مذهولة للموقف برمته بينما كانت هي مذهولة من رؤيتها لعروس كما صرحت تقول بدهشة
“ هل انت حقا عروسة”
هززت لها براسي وانا استمع لضحكات من حولي ثم خطواط ما تقترب بغضب وقالت صاحبتها بنبرة مهددة
“ جنى”
لتجفل الطفلة وترتمي في حضني محيطة يديها حولي وعينيها تنظران للتي تقف متخصرة بحيرة
رفعت نظري للشابة الوقفة والتي قالت بقلة حيلة
“انا اسفة جدا انها طفلة شقية وفضولية الا حد لا يطاق “
قلت وانا انظر الي الطفلة في حضني
“ لا باس اتركيها معي قليلا انا ايضا اشعر بالملل

قالت حينها
“ ستزعجك لا تدرين اي طفلة فضولية هي”
قلت وانا امسح على شعر الطفلة
“ لا تقلقي لن تزعجني”
جاء حينها صوت يقول بضحكة
“ اتركيها شهد ستسبب لنا الصداع ان اخذتها عنوة ولا ينقصنا صراخ جنى الان”
قالت حينها شهد بغيظ مكتوم
“ كيف ينتهي بي الامر دائما جليسة للأطفال بينما الجميع يستمتع بوقته ”
ضحكت المراة وقالت
" ربما لن والدتك تريد تجهزك لجيش الاطفال الذي ستنجبينه "
تمتمت بعدها بشيء وابتعدت ناحية المراة كانت تكتم ضحكتها بشق الأنفس وقد تعرفت عليها سابقا بأنها من أفراد العائلة وتدعى نجلاء
عدت بنظري الطفلة التي بدأت تلعب بخصل شعري وقالت
“ شعرك جميل يشبه شعر زهور”
قلت بابتسامة
“شكرا وانت شعرك جميل “
قالت حينها بحزن
“ لن يكون مثل شعرك انظري اليه انها مختلفة”
أمسكت ظفيرتها وقربته مني فاكتشفت ان لونها كان مائلا للبني فقلت
“ بل سيكون أجمل بكثير”
بقيت بعدها لفترة تلاعب خصلتي دون أن امنعها
وهي تتحدث عن الكثير من الأسماء التي لم اتذكر منها غير شقيقتها المدعوة جوري

حتى قالت فجأه
“ ساخبر سوسن وجوري انني رأيت العروس قبلهما”
ثم ابتعدت عني وقفزت نازلة من الكرسي وركضت بتعثر وهي تنادي المدعوة سوسن
مضى بعدها الوقت سريعا وقد اذن الظهر فجاءت خالتي واعتذرت من الموجودات باني سأذهب لاصلي وكانت فرصة جيدة لأخذ قسطا من الراحة فبعدها اخذت راحتي في غرفة النوم وانا انزع عني هذا الغطاء واتناول الغداء
برفقة جودي التي فاجأتني بمجيئها
فاخبرتني انها عانت كثيرا من اجل اقناع
خالتي بالسماح لها
كانت مبهرة بحق
أخبرتني سابقا عن فستانها الذي احضرتها معها من باريس وانه مناسب جدا لترتديه في الزفاف الا انها لم تسمح لي برؤيته
وكم كان خلابا عليها يظهر مفاتنها بطريقة جعلتها تبدوا كانثى ناضجة. متوهجة على عكس جودي الطفولية التي تكون عليها عادة وهي تركض خلف اخوتي تلعب معهم بالكرة
وقد ساعد زينة وجهها لتظهر بعمر اكبر مما هي عليه
من سيصدق ان هذه الجالسة أمامي شابة لم تتجاوز العشرين
قلت بابتسامة
“ تبدين رائعة جدا أكاد لا اعرفك ”
قالت حينها بحماس
“ انه سحر الزهور عزيزتي ”
قلت بعدم فهم
“ ماذا؟”

قالت وهي تضع الملعقة جانبا وتتحدث بحماس طفولي كعادتها
" انت لم ترى رهام يا إلهي كم تبدو رائعة هذه الفتاة تملك فرشاة سحرية بالتاكيد ”
ثم أضافت بحسرة
“ كم أتمنى أن يراها ليث هكذا لابد أن يفقد حكمته المغيظة التي يجعله ينساب خلف غباء صديقتك ”
ابتسمت لانفعالها وقلت
“ انت لا تعرفين ليث جودي انه شاب بدوي يعتز كثيرا بكبريائه ولن يقبل ان يتزوج من أمراة تكرهه ورهام لم تقصر ابدا في إظهار كرهها له منذ سنين وانا نفسي مصدوم لتقبله للأمر وصبره عليها ان كان سيتزوجها سيفعل ذلك برضاها والا سينتظر الي ما لا نهاية”
تربعت جيدا وقالت
“ دعينا منهما فهناك امل من متحجرة الرأس بعد عقد الصداقة او الأخوة بينهما فقد بدأت تتقبله
اخبريني عنك كيف وجدتي السيد زوجك ”
شعرت بحرارتي ترتفع لمجرد ذكره وقد لحظات الصباح كفيلم قصير في ذاكرتي
قالت بهمس
“ ماذا أخبرك”
قالت بخبث متلاعبة باعصابي
“ كيف كان معك البارحة ”
نظرت اليه بحدة فرفعت يديها بدفاع وقالت
“ حسنا اخبريني هل كان وسيما ”
قلت بعد تفكير
“ به شبه من عماد ولكني لا اعرف..”

قاطعتني بانفعال
“ لا لا لا هنا سنختلف عزيزتي كيف تقارنين هذا اللزج صاحب الملامح الطفولية الناعمة بعماد رمز الرجولة و..”
قلت بدهشة
“ هل رأيته سابقا”
لا أدري لم تفاجأت وصمتت لبرهة ثم قالت بتوتر
“ هل نسيت انني كنت من بين الحضور عندما أتوا لاخذك من القرية”
هززت لها راسي وانا استشعر شيئا غير صحيحفي توترها
بعد أن أنهينا الغداء وقفت آخذة معها الصينية وقالت
“ ساعود قبل مغادرتنا اما الان لدي موعد مع أخي قد وعدني باخذي لمكان رائع ”

قلت وانا أتامل الفستان الفضي الطويل الذي كان يلامس الأرض الا ان جزأه العلوي كان مكشوفا جدا
“ لا تقولي انك ستخرجين بهذه ”
قالت بابتسامة
“ لا تقلقي اخي لا يزال يحمل دماء اجداده وسيدق عنقي قبل أن اصل بوابة القصر ان فكرت بذلك”
ثم اضافت
“ لدي جاكيت خاص به سارتديها فوقها ”
قلت برزانة اكتسبتها من امي عندما تبدأ بنصحي
“ وماذا عن شعرك جودي؟ان قصير جدا وباتت رقبتك مكشوفة تماما”
قالت حينها
“ حسنا ساستعير وشاح رهام الأسود هل انت راضية الآن يا عروس”
قلت بتأنيب
“ الامر لا يتعلق برضاي جودي وإنما رضا ربك”
قالت بعد صمت
“ حسنا آية استأذنك سنتحدث في هذا لاحقا ”
بعد مغادرة جودي أصبحت أتامل الغرفة بتدقيق كانت واسعة جدا ويطغى اللون الأبيض في تصميمه بينما تطفل اللون الاسود بطريقة خفيفة
يثبت وجوده بنقوش خفيفة على السرير والدولاب
كان سجاد الارضيه باللون الأحمر القاني بينما الستائر كانت متدرج بطريقة خيالية يبدأ باللون الأحمر القاني من الأسفل حتى وصل اللون الأبيض في اعلاه
هذا المكان يبدو خياليا بكل هذه الفخامة
ليس المكان فقط بل كل شيء يبدو من خارج زماننا
اذكر ان بعض فتيات القرية تزوجن من رجال المدينة فانتهى وقد واجهن صعوبة في مواكبة هذا المجمع
فكيف سينتهي بي المطاف لقد قالها بنفسه ما انا إلا أمراة تقليدية من الزمن الغابر بالنسبة له
وسيجد متعة في هذا الاختلاف لاستكشافه ولكن ماذا بعد ذلك
يا إلهي لا اريد التفكير في احتمالات الفشل
مضى الوقت سريعا بعدها حتى ما بعد العصر فجاء كل من أتى معنا من القرية لتودعني وكم عانيت لامسك دموعي عن النزول
حتى عن وداع رهام وجودي الهمني الله الصبر لابتسم
أمني نفسي أنهما ستحضران السابعة
وبعدها لا أدري كم سيطول فراقنا
يكفي انني في شوق لأمي وابي من الآن
بعد مغادرة الجميع وقبيل المغرب
زارني اربع نسوى متفاوتات بالعمر وعرفن عن أنفسهن انهن بمرتبة حماتي
بقين يتحدثن مع خالتي التي بقيت معي لكونها
وزيرة العروس
ستبقى معي حتي اليوم السابع تعتني بكل ما يخصني حتى اتعود على الوضع

وبالفعل ما أن غادر الجميع حتى بدأت بترتيب وتنظيف المكان
بعدها طلبت مني أن اخذ حماما وعندما خرجت وجدتها تحمل مبخرة ذهبية وضعتها جانبا ثم قالت وهي تسير ناحية الدولاب
“ اجلسي هناك امام التسريحة سآتي لانشف لك شعرك”
التفت إليها لارها تخرج قميص نوم اسود من الدولاب فقلت بجزع
“ لن ارتدي هذا خالتي ”
قالت وهي تضعه على طرف السرير
“ ومن سيأخذ برأيك يا فتاة لو تركنا لك الأمر لارتديتي جلباب جدتي ”
نظرت للقميص برعب وقلت في محاولة اخيرة
“ أرجوك خالتي جدي غيرها انظري إليها انها شفافة لدرجة يمكنني النظر من خلالها ”
قالت وهي تقترب مني
“ ولهذا يسمونه قميص نوم
وتوقفي عن التذمر آية لا وقت لدينا قد يأتي زوجك في اي لحظة ”
ما ان ذكرته سقط قلبي على الارض
لا ادري متى ساعتاد الامر
اخرجت خالتي شئيا ما من الدرج وقالت
“ هذا مجفف الشعر عليك تعلم استخدامه
في الواقع هناك الكثير عليك تعلمه ليلهمني الله الصبر معك ”
لم أقل شيئا وقد على صوت المجفف في المكان
لقد تزوجت خالتي برجل من المدينه قبل زوجها الحالي لذا فهي تعرف الكثير عن هذه الفئة من المجتمع ولهذا وقع عليها الاختيار لتكون وزيرتي
خلال ساعتين فقد استطاعت تجهيزي ووضعي على السرير كما البارحة
وغادرت بعدها لتساعد في تجهيز العشاء واخبرني انها ستحضره بعد عودة زوجي
تركتني خلفها اهز ساقي بتوتر سبق وانا انظر للباب خلفها
وكان الزمن يعيد نفسه
بعدها بدقائق سمعت أصوات عالية تأتي من الأسفل ولم استطع معرفة ماهيتها
لم يكن ما اشعر به فضول حينها بل توجس من شيء وقد شعرت بعضلة قلبي تنقبض لسبب
وكما توقعت دخلت خالتي بعدها بصمت مخيف فقلت
“ خالتي ماذا يجري في الأسفل”

قالت بصوت يملئه الحزن ” تعرض اثنان من ابناء محسن لحادث راح احدهما ضحيته بينما الاخر بين الحياة والموت "



**********







ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-19, 02:09 AM   #146

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

صباح الورد والياسمين

اعتذر عن التاخير كثيرا
فلم استطع تنزل فصل الأسبوع الماضي لانشغالي بالعيد
وهذا الفصل الطويل تعويض لذلك
أتمنى ان يلقى اعجابك
وارجوكم اخبروني برأيكم فيه لانه يهمني كثيرا
أتمنى لكن قراءة ممتعة
والقاكن الأسبوع القادم باذن الله


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-19, 04:58 AM   #147

Wejdan_*

? العضوٌ??? » 392173
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 18
?  نُقآطِيْ » Wejdan_* is on a distinguished road
افتراضي

جدا جميل جزاك الله خيرا

Wejdan_* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-19, 12:30 AM   #148

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wejdan_* مشاهدة المشاركة
جدا جميل جزاك الله خيرا

تسلمي لي وجدان وشكرا لتواجدك معنا


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-19, 01:53 AM   #149

احب القراءه

? العضوٌ??? » 420569
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » احب القراءه is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداك عجبتني الروايه واسلوبك الجميل
الله يوفقك بانتظارك


احب القراءه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-19, 11:00 PM   #150

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير
اعذرني يا رفاق لن استطيع تنزيل الفصل اليوم
لقد حدثت ظروف طارئة منعتني من اكماله
لذا سينزل الفصل 21 يوم السبت بإذن الله
واعتذر مرة ثانية لقرائي الأعزاء
ادامكم الله بالصحة والعافية والعمر المديد.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.